![]() |
نقاط مهمة في الدعوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسم الله الرحمن الرحيم وبعد: فإنَّ من أهم الخصائص التي ماز الله - تعالى - بها أمَّةَ الإسلام من غيرها: أنَّها كما قال - سبحانه -: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]. وخيريةُ هذه الأمَّة على غيرها من الأمم إنَّما جاءت من جهة كونِها أمَّةً مؤمنة بالله، وداعية إلى المعروف والخير، وناهية عن المنكر والشَّر. دعواتٌ إصلاحيَّة كثيرة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، لم تَخفق إلاَّ لسوء العرْض. فلو أنَّ إنسانًا أوتِي علمًا كثيرًا، ولم يؤتَ حِكمةً يستطيع بها إيصال نفْع هذا العِلم إلى غيره من بني جِلدته وملَّته - لاْنحصر نفعُه، ولم يؤتِ ثمارَه المأمولة. وكثيرون هم الذين يُسيئون إلى ما معهم من الحقِّ لسوء عرْضهم له، وكثيرون أيضًا هم الذين يروِّجون لباطلهم؛ فقط لحسن عرْضهم، وروعة بيانهم، وجودة منطقهم. قال - جلَّ شأنُه -: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} إنَّ الداعية للمدعوين كالطبيب للمرضى، فلا يسوغُ أن تبْدُر منه لفظةٌ نابِيَة تسيء إلى شخصه، وتنزع الثِّقةَ منه، وترفع عنه وسامَ الوقار والهَيْبة والقدوة، وتجرح نفوسَ الناس، وهو إنَّما تحرَّك لسانُه لعلاج تلك النفوس |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي