![]() |
الشيخ ناصر العمر: نزع السلطة من الرئيس "مرسي" صراع بين المشروع الإسلامي والتغريبي الثلاثاء, ۰۱ رمضان ۱٤۳٤ تواصل - الرياض: أكد الشيخ العلامة ناصر بن سليمان العمر، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، أن ما يجري الآن في مصر من تكتل القوى السياسية على الرئيس محمد مرسي، والانقلاب عليه ونزع السلطة منه، هو صراع بين المشروع الإسلامي والمشروع التغريبي المعادي للإسلام، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية أقرت بعَدَمُ جوازِ الخروجِ على السُّلطان المسلم، وحُرْمَةُ نزعِ اليَد من طاعته. وشدد الشيخ "العمر" في بيان له، أمس، أن الواجب يحتم على مَنْ سَطا على السُّلْطَةِ وخَلَعَ الرئيس أو شهدَ ذلك الزورَ وأقرَّه، التوبةُ إلى الله تعالى، بالإقلاع عن فعله، وإعادة الحق لأهله، وإعلان ظلم من تعدى وبغى على صاحب الحق، داعياً العلماء والدعاة والجماعات والجمعيات الإسلامية ومثقفي الأمة الصدع بالحق، ومطالباً ساسة الدُّول الإسلامية والعربية والعالمية والهيئات الأممية والدولية أن ينكروا هذا الانقلاب، ويطالبوا أفراد الجيش بالعودة إلى ثكناتهم وإعادة الأمور إلى نصابها، والحق إلى أهله. واستهل "العمر" بيانه بإيضاح عدة نقاط أولها هي: "من الـمُقَرَّرِ في الشريعة عَدَمُ جوازِ الخروجِ على السُّلطان المسلم، وحُرْمَةُ نزعِ اليَد من طاعته"، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر، فإنَّه ليس أحدٌ يفارق الجماعة شِبراً فيموتَ إلاّ مات ميتةً جاهليةً"، مضيفا في الوقت نفسه "وإن جادل مجادل بأن هذا عَقدٌ اجتماعي يجوز نقضه، فأقول: وهل كانت بيعة المؤمنين لأئمتهم في الغابر والحاضر إلاّ عُقوداً أوجب الله الوفاء بها". أما ثاني تلك النقاط: "الواجبُ على مَنْ سَطا على السُّلْطَةِ وخَلَعَ الرئيس أو شهدَ ذلك الزورَ وأقرَّه التوبةُ إلى الله تعالى، بالإقلاع عن فعله، وإعادة الحق لأهله، وإعلان ظلم من تعدى وبغى على صاحب الحق، والنَّدَمِ على مشاركته في هذا الظلم الصريح، والعزْمِ على عدم العودَّةِ فيه، فإن التَّوبةَ تجب ما قبلها، والفيئةَ قبل القدرة على الجاني لها اعتبارُها، أما بعد فوات الأوان، وسيلان الدماء، فيعز ذلك، ويجب أن يؤاخذ الجاني بجنايته، فإنَّ من ورْطَات الأمور التي لا مخرج للناس منها سفك الدَّم الحرام بغير حله كما هو واقع الآن". وأضاف "العمر" أن "الفتنة التي أوقدت في مصر فتنةٌ في أمرٍ غير مشتبه، عمادها فئة باغية من علمانيين ونصارى ومتمردين, لا يريدون حاكماً فيه صبغةٌ إسلامية، وقد أعدوا لعدوانهم منذ عدة أشهر، كما اتضح الآن، وأبدوا تضجرهم حتى بمن كان معهم في إعلانهم وشاركهم خلعَ رئيسهم ممن يخالفهم في المنهج، والواجب إزاء هذه الفتنة درؤها قدر الاستطاعة بمنع استقرار الأوضاع للباغين الظالمين، ولا يجوز تركها مع القُدْرَة ولا اعتزالُها، بل يجب نصرة المظلوم، والوقوف معه، حتى يعود الحق إلى نصابه". وحذر "العمر" أصحابُ الحق المطالبين بعودة الرئيس وحكومته من "أن يستجرهم الـمُتَرَبِّصُون بهم إلى احترابٍ أهلي، والدخول في هَرْجٍ وقتلٍ لا تمييز فيه، يؤخذ فيه البريءُ بجريرةِ المسيء، وتهدر فيه مزيد من دماء المطالبين بحقِّهم ومقتضى شرعهم"، مشيراً إلى "أن المؤمن لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً" مؤكداً أن عليهم استمرار المطالبةِ والإنكارِ على الظلمة، والضَّغطِ بكافة الصُوَرِ السِّلْمِيَّة والطرق المشروعة، حتى يعود الحق إلى أهله. وطالب في بيانه شعب مصر والشعوب العربية والإسلامية أن يدركوا أن ما يجري الآن في مصر هو في أصله صراع بين المشروع الإسلامي والمشروع التغريبي المعادي للإسلام، وإن شابه بعض الحق، مشدداً "أن عليهم أن يحذروا من تضليل وسائل الإعلام التي تقلب الحقائق، وتلبس الحق بالباطل وتفتري الكذب وتزور الوقائع، دون خوف ولا حياء". كما طالب العلماء والدعاة والجماعات والجمعيات الإسلامية ومثقفي الأمة الصدع بالحق، ورد الباغي، مستشهداً بقول الله تعالى "وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ". وفي السياق نفسه، دعا ساسة الدُّول الإسلامية والعربية والعالمية والهيئات الأممية والدولية إلى إنكار هذا الانقلاب، وأن يطالبوا أفراد الجيش بالعودة إلى ثكناتهم وإعادة الأمور إلى نصابها، والحق إلى أهله، وليأتوا إلى الناس الذي يحبون أن يؤتى إليهم، فيما طالب مؤيدي المتمردين أن يتراجعوا عن تأييدهم، مرجعاً ذلك إلى "أنه ظلم وبغي وعدوان، والله قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً". ودعا في ختام بيانه "أصحاب الحق المظلومين في مصر الصبر والمصابرة، ومعالجة الأمور بحكمة وعلى بصيرة، ودفع المفاسد الكبرى بالمفاسد الصغرى، لافتاً إلى "أن ما جرى فيه من الحكم العظيمة التي قد ندرك بعضها وقد يخفى علينا أخر، وتفاءلوا بحسن العاقبة والمآل"، في حين وجه رسالة إلى الظالمين والمؤيدين لظلمهم، بقول الله تعالى"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ". |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي