ملتقى أهل العلم - في ظلال التكريم والتشريف ... !!

النصر .. ظلال التكريم والتشريف .. !!

إن ظاهرة الاختلاف مرفوضة في ظاهرها ولكنها في واقع الحال أمر حياتي تفرضه طبيعة العلاقات

القائمة بين الإنسان ومحيطه القريب والبعيد بل ويعد ضرورة فطرية تقود الإنسان إلى تنظيم العلاقات

وترشيدها بما فيه خيره ولا يمكن إدراك المعاني الحقيقية للحياة إلا بالاختلاف المفضي إلى التكامل والتعاون والتفاضل لا المفضي إلي الموت والهلاك ... !!

الإنسان لا يعرف طعم الفرح إلا بعد أن يتذوق الأسى ولا يتذوق طعم النصر إلا أن يتذوق الهزيمة

وبالليل يُعرف النهار وكل أزمة تحتوي بداخلها علي بذور النجاح وجذور الفشل والحكيم من يتعلم

من خبراته السابقة والأكثر حكمة من يتعلم من خبرات غيره والأمور كلها بيد الله ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ )

فالله يدبر أمر الكون كله ويقدر كل شيء يجري فيه ولا يقع حدث سياسي أو عسكري إلا بأمر الله ولا تنشب معركة

إلا بأمر الله ولا تغلب فئة غيرها إلا بأمر الله لأن نصر الله كرامة وتشريف منه سبحانه ولا يكون هذا النصر إلا لعباد الله

المؤمنين أهل الحق فالنصر هو ظلال التكريم والتشريف من الله وهذا خاص بالمؤمنين الصالحين ..

إن كثيرا من المسلمين يظن أنه لابد وأن ينتصر نصراً ميدانياً حسياً فقط فهناك فرق كبير بين النصر

والغلبة لأن مفهوم النصر عند الكثير منحصر بالغلبة العسكرية والنصر الميداني فحسب لكن التعريف

الصواب للنصر انه طريقا نصبر ونحتسب ونثبت عليه حتى يتوفانا الله عز وجل مقبلين غير مدبرين فمن

منا يثبت ويجاهد نفسه على طريق الحق ألا يعد ذلك نصراً له ؟ بلى والله فكم رأينا من انتصر في الميدان

بالمكر والخديعة ولكن مبادئه هزمت وقناعاته تغيرت وخدم شهوته ودنياه فأصبحوا لها خدماً

يعتذرون لهزيمة قناعتهم بآلاف الأعذار أليست هذه هي الهزيمة النكراء والثبات على المبدأ هو النصر الحقيقي ؟

إن أعظم أنواع النصر هو انتصار إرادة الحق وهو الذي يتحقق لكل إنسان سواءً على مستوى

الفرد أو على مستوى الشعوب هو انتصار المؤمن على نفسه وشيطانه فالعيش في سبيل الله

أصعب من الموت في سبيل الله ومن خلال هذا النصر يكون قد حقق نصراً آخر هو أعظم من الأول

حينما ثبت له بالدليل والبرهان أنه ليس من أهل الباطل وليس من أهل الضلال عندما أثبت عملياً أنه

يحب الله ورسوله والجهاد في سبيله فما أعظم ذلك النصر ..

فمن ضعف إدراكه عن معاني النصر فإنه يقول كيف يحق الله على نفسه نصر الرسل والمؤمنين

ومن الرسل من قتل ومنهم من لم يملك سلطة ومنهم من لم يسلم معه أحد

ومن فهم المعاني الحقيقية للنصر فإن الإشكال عنه يزول فالنصر طريق نسلكه

وليس غاية نبتغيها علماً أن النصر والتمكين والغلبة والسلطان هو الذي سيؤول إليه

الحال في نهاية الأمر للأمة الإسلامية فإن لم يحصل هذا في زماننا فإنه قطعاً سيحصل

دون أدنى شك فيمن بعدنا والنصوص القرآنية وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

ووعوده بالتمكين في الأرض لا تنصرف إلا إلى معنى النصر الميداني والغلبة العسكرية والسلطان في الأرض

اللهم مكن لدينك في الارض وافتح له قلوب الناس اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة علي الرشد ياقوي ياجبار يامتين

وصلي الهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

والي اللقاء القادم .............. ان شاء الله

محمود بن احمد حجازي النجار