ملتقى أهل العلم - "النقشبندى".. شيخ المبتهلين بصوت يُلامس قلوب العاشقين

"مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى من لى ألوذ به إلاك يا سندى.. مولاى يا مولاى"، كلمات تذيب القلب، وتجعله يعيش حالة روحانية فريدة بمجرد أن تسمعه يُناجى المولى ويمدح سيد الخلق أجمعين.

قبل أكثر من 94 عامًا كان ميلاد صاحب الصوت الملائكى "سيد محمد النقشبندى" داخل قرية صغيرة فى محافظة الدقهلية، تحديدًا فى عام 1920، ولم يستقر هناك طويلاً وسرعان ما انتقل هو وأسرته إلى مدينة طهطا بجنوب الصعيد وهو فى العاشرة من عمره، حيث حفظ القرآن الكريم على يد أحد الشيوخ هناك وهو "أحمد خليل".

كان محبًا منذ صغره للإنشاد فتعلمه وأحبه وأتقنه، وكان لوالده دورًا كبيرًا فى ذلك، وتعلم طرق الإنشاد الصوفية من خلال زيارة الموالد، التى كان يحضرها المنشدون والمداحون، فتعلم منهم الإنشاد الدينى على أصوله، وحفظ الكثير من الأناشيد، وبدأ فى غنائها بصوته الذى وصفه كل من استمع إليه أنه صوت "السماء".

بدأت شهرته فى عام 1955 بعد أن استقر فى محافظة طنطا، حيث بدأ فى السفر والتنقل بين البلدان مثل حلب ودمشق وغيرها من عواصم الدول العربية، حيث حضر الكثير من الليالى الدينية فى عدد من الدول فاشتهر هناك، أما فى القاهرة فقد بدأت شهرته الحقيقة عندما بدأ تسجيل عدد كبير من الأدعية الدينية لبرنامج "فى رحاب الله" مع الإذاعى "أحمد فراج" فى الإذاعة المصرية وكانت تذاع أدعيته بعد أذان المغرب كل يوم.

وكان للتليفزيون دور آخر فى شهرة الشيخ النقشبندى، حيث اشترك فى برنامج "نور الأسماء الحسنى"، وأيضًا برنامج "الباحث عن الحقيقة"، الذى كان يقص حكاية الصحابى الجليل سلمان الفارسى، بالإضافة لمجموعة من الابتهالات الدينية التى لحنها محمود الشريف وسيد مكاوى وبليغ حمدى.

أعمال كثيرة خلدت ذكرى شيخ المنشدين مثل "جل الإله" ، "أقول أمتى"، "سبحانك يا رب"، "رسولك المختار"، بعد رحيله فى 14 فبراير 1976.