النداء الحادي عشر :( بيان طريق الخير والشر )

[زياد محمد حميدان]

النداء الحادي عشر : ] بيان طـريق الخير والشَّر [
] قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ[{يونس 108}.
في ختام هذه السورة المباركة،يرشد الحق سبحانه الناس إلى أن يتبصروا عاقبة أمرهم،وأن يتحملوا مسؤولية اختيارهم،بعد أن جاءهم الهدى والبيان،وقد كرَّم الحق بني آدم بأن جعلهم مختارين في أعمالهم،وكذلك إعلاء لشأن العقل البشري،إذ جعله طريقا من طرق الدلالة على الخالق Y .
وفي هذا النداء يخاطب الحق الناس على لسان سيد الخلق r ،أنه قد جاءهم الحق وهو القرآن الكريم،أو النبي r ،وفي كل نور وهداية،وبيان للطريق الموصل إلى الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
والناس في موقفهم من الحق صنفان كما وصف النبي r] النَّاسُ غَادِيَانِ فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، وَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا[[1].فالموفق من هدي إلى اتباع طريق الهدى،وباع نفسه للرحمن،والشقي من باع نفسه للهوى والشيطان.
كثيرة هي الآيات الدالة على بيان طريق الحق،وأن الإنسان لا يجبر على طاعة ولا معصية،
قال Y :]لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[{البقرة 256}.
وقال U] إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً[{الإنسان3}. وقال تعالى ] وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [{البلد 10}.فقد بيَّن الحق سبحانه طريق الحق وعاقبته،وبيَّن طريق الشر وعاقبته.والموفق من سلك طريق الهداية،والمخذول من جانب طريق الصواب ،وباع نفسه بعرض من الدنيا قليل.وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

1) مسند أحمد 3/399

---

hgk]hx hgph]d uav :( fdhk 'vdr hgodv ,hgav )

[شريف حمدان]

[محمد نصر]