26 / 03 / 2009, 20 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى مميز | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 25 / 05 / 2008 | العضوية: | 2004 | المشاركات: | 187 [+] | بمعدل : | 0.03 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 225 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الهجرة.. خطوة جديدة لنشر الدعوة إن الوصول إلى الهدف المقصود وتحقيق الأمل المفقود أمر لابد من سلوك مختلف الطرق، واجتياز جميع العوائق للوصول إليه وطالما كانت هذه الطرق لا حرمة فيها فهي مباحة بل واجب على صاحب الحق أن يسلكها حتى يصل إلى هدفه، ولقد كان الهدف الأسمى لصاحب الرسالة الإسلامية عليه الصلاة والسلام هو نشر الإسلام، وتبليغ الدعوة في ربوع الإنسانية وإزاحة الظلمات بنور الإيمان لتستقيم الحياة، وتصبح خير طريق للآخرة، ولقد قال في ذلك شعاراً عظيماً "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"، ولما كانت الدعوة إلى الله قد وقفت وجمدت عند حد معين في مكة فلابد من البحث عن موطن آخر تتفتح فيه الدعوة وتزهر وتؤتي ثمارها، ومن هنا كانت الهجرة إلى المدينة. ترك الرسول موطنه مكة وهو يعلم أنها أحب البلاد إليه وأحب بلاد الله إلى الله كل ذلك للوصول إلى هدفه وتحقيق مراده بنشر الرسالة الخالدة في أرض الله، ولا حرج عليه في ذلك فالأرض كلها لله والبلاد بلاد الله والدعوة دعوة الله فأي موطن يجد لها منطلقاً فيه فلا حرج عليه في الانتقال إليه، والعمل على نشر دعوة الله من هذا المكان، لم تكن الهجرة كما يزعم البعض فراراً أو خاتمة سيئة لهذا الجهاد الطويل في مكة كلا لقد كانت الهجرة ثورة على الجاهلية الجهلاء والضلالة العمياء التي وقفت في سبيل انتشار النور، وعملت على إطفائه وإخماد حركته ثم هي ثورة على الظلم وكراهية للاستسلام والذلة والمهانة وانطلاق إلى الحرية وسعي لنيل الكرامة التي أكرم الله بها الإنسان، وهذه صفات النفس الأبية الطامحة إلى المجد الطالبة للعزة والشرف. ومحال أن يعيش نبي الحرية ورسول الكرامة مقيد الحرية مسلوب الإرادة بل لابد له من الضرب في أرض الله حتى ينتشر نور الله ولو كره الكافرون، نعم لم تكن الهجرة فراراً أو هروباً من أهل مكة فلقد ظل رسولنا عليه الصلاة والسلام يدعو إلى ربه في مكة ثلاث عشرة سنة على ما بها من الأذى الذي لا يحتمل لقد حكمت عليه قريش بالمقاطعة العامة ثلاث سنوات ذهب فيها إلى الشعب هو وصحابته وتحملوا جحيم المقاطعة حتى أكلوا أوراق الشجر من شدة الجوع فهل خرجوا هاربين من هذه الضائقة؟ كلا لقد ثبتوا في الميدان حتى أذن الله لهم في ترك هذا البلد لترتفع الراية وينتشر الحق. ولقد جرت العادة أن يفر الإنسان من ميدان المعركة إلى مكان يهنأ فيه بالعيش الرغد والحياة المترفة وأني حدث ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان في مكة يواجه عدواً واحداً كفار قريش بعلوهم واستكبارهم الذين ربما أثرت فيهم رابطة الدم والقرابة بعض الشيء، أما في المدينة فقد واجه العداء من كل ناحية. يهود لا يلتزمون بعهد أو ميثاق يعيشون معه في المدينة ومنافقون كذابون دخلوا إلى الإسلام من أجل الفتنة والوقيعة أو للاختفاء والخديعة وقريش التي لن تتركه حتى تقضي على دعوته تآلبت عليه كل الجبهات حتى لا يشيع أمره، ولا يعلو ذكره وأني لهم ذلك "هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" لم يسترح الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة وإنما بدأ الجهاد الأكبر جهاد لنشر النور والمبادئ السامية والأهداف الرفيعة والغايات النبيلة". وصل الرسول إلى المدينة فأقام أول ما أقام بها مسجده الشريف الذي اتخذه مركزاً للدعوة لدين الله والالتقاء بالمسلمين يجتمعون فيه في الصلوات ويتدارسون فيه القرآن ويستمعون إلى العظات النبوية ويتشاورون في أمورهم ويجهزون فيه جيوشهم، إن المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو نقطة الارتكاز التي انداحت منها دائرة الإسلام فشملت أنحاء المعمورة وربوع الإنسانية. نعم إن الهجرة كانت خطوة جديدة واستراتيجية نادرة في معركة الدعوة الإسلامية لقد كانت وبحق مرحلة عظيمة من النضال والجهاد انتصر فيها الإسلام وعم نوره الآفاق وصدق وعد الله "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" فلنأخذ من الهجرة زاداً من حاضرنا ومستقبلنا ومنهاجاً نسير عليه ونمشي على نهجه وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إذ يقول "والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه". الدكتور: محمد الشحات الفقه الإسلامي
hgi[vm >> o',m []d]m gkav hg]u,m
|
| |