"الأصدقاء" يناقشون غداً "وثيقة المعارضة" و"رحيل الأسد"

[شريف حمدان]

بعد ما شهده اجتماع المعارضة السورية في القاهرة من تباينات وخلافات حول المرحلة الانتقالية، تجتمع نحو 100 دولة غربية وعربية في باريس، غداً (الجمعة) لحث الرئيس السوري بشار الأسد على الرحيل في المؤتمر الثالث لمجموعة أصدقاء سوريا . وقلل رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا من أهمية الخلافات التي شهدتها جلسات مؤتمر القاهرة، مؤكداً أنه تم تجاوز تداعيات هذه الخلافات . ورحبت دمشق ببيان مؤتمر جنيف، وخصت في ذلك “النقاط الجوهرية التي تحدثت عن الالتزام بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي سوريا، ونزع سلاح المجموعات المسلحة، وإطلاق عملية سياسية يقودها السوريون”، فيما نفت روسيا معلومات تفيد أن الغربيين يحاولون إقناعها بمنح اللجوء السياسي للرئيس بشار الأسد، وقالت إن مسألة السلطة في سوريا يجب أن يقررها الشعب السوري .

وتواصلت عمليات القصف والاشتباكات، أمس، في مدن سورية عدة، تركزت بشكل خاص في ريف دمشق وحمص (وسط) ودرعا (جنوب)، ما أدى الى مقتل نحو 70 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين .

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن بين القتلى 35 مدنياً، وتسعة مقاتلين أو جنود منشقين و26 جندياً نظامياً .

وأعلن ضابط كبير هو الخامس عشر انشقاقه مع ضباط آخرين وجنود عن الجيش السوري وانتقلوا إلى تركيا .

وأوضح دبلوماسي تركي، رفض الكشف عن هويته، أنه بين 66 شخصاً دخلوا بعد ظهر أمس إلى تركيا، يوجد ضابط كبير وضابطان أدنى رتبة، إضافة إلى جنود وعائلاتهم .

وأعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش التركي العثور على جثتي الطيارين اللذين كانا على متن الطائرة التركية التي أسقطتها سوريا الشهر الماضي، وقالت إن العمل جار على انتشالهما . واتهم الأسد، الحكومة التركية بالتورّط في الأحداث الدموية في سوريا وتأمين الدعم اللوجستي ل”الإرهابيين”، واعتبر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان “أظهر خلفيته الطائفية”، وأنه يحمي “إسرائيل” من خلال نصب الدرع الصاروخية على الأراضي التركية .

وقال “سيدا” في تصريحاته ل”الخليج” إنه تم تجاوز تداعيات خلافات مؤتمر القاهرة، سواء انسحاب بعض الفصائل أو اللجوء إلى أساليب غير الحوار، معربا عن أسفه لذلك، معتبرا أنه خرج عن الأسس المعروفة للتعامل مع القضايا المصيرية المطروحة على المعارضة السورية، مشيراً إلى أن ذلك يستوجب البحث في تشكيل آلية لحل الخلافات بين الفرقاء، وهو أمر سيقع بالضرورة، مستدركا “ما دامت هناك قواعد محددة توضح كيفية حل الخلافات ومنهجية التعامل معها بروح وطنية وحضارية، فإن النتائج ستكون إيجابية وفي صالح الثورة السورية” .

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الخلافات يمكن أن تؤثر في توحيد رؤية المعارضة، لفت رئيس المجلس الوطني إلى أن مؤتمر القاهرة حقق إنجازاً مهماً تمثل في المصادقة على الوثيقة الخاصة بملامح المرحلة الانتقالية، موضحا أنه سيتم عرضها على مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس، وذلك للرد على بعض الحجج التي تثيرها بعض الدوائر بشأن تفكك قوى المعارضة وعجزها عن توحيد رؤيتها، معتبرا أن المصادقة على هذه الوثيقة كانت أكثر ضرورية من وثيقة العهد الوطني التي شهدت الكثير من الانتقادات والملاحظات على العديد من بنودها، ما أدى إلى تأجيل النظر في المصادقة عليها لوقت لاحق، نظرا لضيق الوقت أمام ممثلي فصائل المعارضة .

وقال سيدا إن خلافات مؤتمر القاهرة أصبحت الآن من الماضي والتفكير يتركز على خطوات المستقبل، وفي مقدمتها اتخاذ الإجراءات الرامية إلى إسقاط نظام بشار الأسد ورموز حكمه .

إلى ذلك، أعلنت الصين بعد روسيا أنها لن تشارك في مؤتمر “أصدقاء سوريا”، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين إن موقف بكين تجاه مؤتمر “أصدقاء سوريا” المرتقب في باريس يوم الجمعة المقبل ثابت، موضحا أنها ستواصل سياستها بعدم حضور هذه الفعاليات .

---

"hgHw]rhx" dkhra,k y]hW ",edrm hgluhvqm" ,"vpdg hgHs]"

[محمد نصر]