20 / 03 / 2009, 10 : 11 PM | المشاركة رقم: 3 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 41 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الرد على الشبهات وهذا أهم ما سنتعرض له الآن, لأن قلة العلم تعطي الفرصة لسهام الشبهات أن تخترق القلوب لاسيما مع غياب العلم الشرعي بين عوام المسلمين وتغييب العلماء الربانيين العاملين , والله المستعان . الشبهة الأولي :- قول بعضهم (( أنا باحتفالي هذا لا أنوي التشبه بالكفار ولا أقصده لذاته )) . والرد على هذه الشبهة : من كلام شيخ الإسلام بن تيميه " والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه وهو نادر ويعم أيضاً من تشبه بهم لغرض له فى ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذاً عن الغير " أ.هـ.بتصرف ( الاقتضاء – 12 ) وبناءاً على ما ذكره شيخ الإسلام فإن موافقتهم على ما فعلوا علي قسمين : -أ- تشبه بهم : وهو ما كان للمتشبه فيه قصد التشبه , وهو محرم . -ب- مشابهه لهم : وهى ما تكون بلا قصد, لكن يُبَيَّن لصاحبها و يُنكَر عليه فإن انتهى وإلا وقع فى التشبه بدليل ما أخرجه مسلم في صحيحه ( 2077 ) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلمعلىَّ ثوبين معصفرين فقال :" إن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها ". * ( فظاهر الحديث أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما لم يعلم بأنه يشبه لباس الكفار ومع ذلك أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلموبيَّن له الحكم الشرعى في ذلك ) أ.هـ . باختصار (من مجلة التوحيد عدد 10 – شوال 1420). الشبهة الثانية :- قول بعضهم (( نحن لا ننوي بهذه الاحتفالات الابتداع أو شيئاً مهيناً بل هى داخلة في عموم الأمر ببر الوالدين وبالأخص الأم )) . والرد على هذه الشبهة من عدة وجوه : - الوجه الأول- نسيَ هؤلاء أن البدعة دائماً ما تتعلق بالعبادات أو الطاعات , وإذا رأينا تعريف البدعة كما عرفها الإمام الشاطبى رحمه الله لفهمنا خطورتها التى قد تخفى على كثير من الناس , قال الشاطبى في كتابه الاعتصام (( أن البدعة طريقة مخترعة في الدين تضاهي الشرعية يقصد من السلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى )) .أ .هـ . قال الإمام الشاطبى رحمه الله : (( تضاهي الشرعية : أي تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون كذلك بل هي مضادة لها) . قال الإمام بن رجب رحمه الله : (( فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصلٌ في الدين يرجع إليه فهو ضلالة سواء في الاعتقادات والأعمال )) ( باختصار من جامع العلوم والحكم 252-254) . قال العلامة الألبانى رحمه الله (( إن كل عبادة مزعومة لم يشرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلمبقوله ولم يتقرب هو بها إلى الله بفعله فهى مخالفة للسنة )) ( حجة النبى صلى الله عليه وسلم 100 –101 ) . الوجه الثاني- أن الذي شرّع الغاية لم ينس الوسيلة , فلا يحق لأي أحد مهما كان قدره أن يخترع وسيلة لم يأت بها الشرع ولو كانت الغاية سليمة . أي أنه يقول: ( أنا أبر أمي ) , ويتخذ لهذه الغاية الشرعية وسيلة ليست شرعية, وقد أورد البيهقي في السنن الكبرى ( 2 / 496 ) أن سعيد بن المسيب رحمه الله رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيهما الركوع والسجود , فنهاه عن ذلك فقال الرجل : يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة ؟ , قال : لا ولكن يعذبك علي خلاف السنة . أرأيتم يا إخواني ..... فوا عجباً لهؤلاء الذين يدَّعون أنهم يحتفلون بالأم بعيد لم يشرعه لنا رسول الله !!!! زاعمين أنهم بذلك يطيعون الله في قوله " وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً " وكأن الذي شرَّع لنا هذه الغاية قد نسي أن يُبين لنا وسيلة برهما , مع العلم بأن هذا العيد وسيلة حقيرة جداً مقارنةً بما شرَّعه اللهُ ورسولُه من وسائل لبر الوالدين كما سبق بيانه آنفاً . فليتق الله أولئك القوم الذين يتهمون النبي صلى الله عليه وسلم- ولو من بعيد - بتقصيره فى تبليغ رسالة ربه , قال الله تعالي " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى , إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى" ( النجم 4/5 ) وقال تعالي : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم " ( النور / 63 ) . وليتقوا الله في أولئك الصحب الكرام وقد قال الله فيهم " أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقاًّ" ( الأنفال / 74 ) فهل غفلوا عن تلك الأعياد المزعومة وقد كانوا أبر الناس؟؟؟؟!!!!! . ومن أجمل ما قرأت في هذا الباب قول الحافظ بن حجر رحمه الله (( فأما ما اتفق السلف علي تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا لعلمهم أنه لا يُعمل به )) ( فضل علم السلف 31 ) . الوجه الثالث – أن النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد , لأن صلاح النية ليس هو وحده شرط قبول العمل بل لابد من شرط آخر آلا وهو ( صلاح العمل ) , كما في قوله تعالي " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً" ( الكهف / 110 ) . قال أهل العلم ( عملاَ صالحاَ ) أي موافقاً للسنة و (ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) أي عملاً خالصاً لوجه الله تعالي. الشبهة الثالثة:- قول بعضهم (( هذه وإن كانت بدعة فهي بدعة حسنة )) . والرد على هذه الشبهة :- يكفينا في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم" كل بدعة ضلالة " .رواه أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم قال الشيخ أحمد فريد: (( فقوله كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شئ )) (البحر الرائق / 26) أى ليس هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة فلفظ ( كل) يفيد الشمول والعموم ولم يُفصلها صلى الله عليه وسلم . ثم قال : (( وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك المراد منه المعنى اللغوي لا الشرعي فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس في قيام رمضان علي إمام واحد قال " نعمت البدعة هذه " فإن هذا الفعل له أصل في الشرع وهو أن النبي صلى الله عليه وسلمصلى بأصحابه غير ليلة ثم امتنع خشية أن تُكتب عليهم )) . أ . هـ . والمعنى اللغوي لها هو الشيء المستحسن على غير مثال سابق ومنه قوله تعالي " بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ " ( البقرة / 117 ) . الشبهة الرابعة : قول بعضهم ((ألم يعد سوى هذه المسائل الفرعية التي تشغلنا وتفرقنا في وقت تُسفك فيه دماء المسلمين في كل وقت ومقدساتهم مسلوبة )) . وللرد علي هؤلاء :فنقول سبحان الله , لماذا الجدال بالباطل ؟؟! , فوالله ما تمزقت الأمة وما تفرقت وما وصل حالها لما هو عليه الآن إلا لما بدَّلت فى شرع ربها واهتدت بغير هدى نبيها صلى الله عليه وسلمفحُكمَت الأهواء واختلفت الآراء , قال رب الأرض والسماء " أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ " ( محمد / 14 ). وما حلت المصائب بالأمة إلا بالجدال بالباطل وبالزيغ عن الحق قال الله تعالى " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ" ( الشورى / 30 ) . وهل كان الإبتداع فى دين الله من الفرعيات ؟؟!! ومع ذلك فلم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم التغافل عن المخالفات مهما بلغ قدرها , فها هو لما مر صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )( البخاري ومسلم ) وها هو صلى الله عليه وسلم في غمار أحداث الحديبية يبين هذا كما يقول زيد بن خالد الجهني أنه قال : "صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: أتدرون ماذا قال ربكم قالوا: الله ورسوله أعلم قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " )( البخاري ومسلم وغيرهما ) . ووالله لولا ضيق المقام لبيَّنا الكثير من مظاهر رفض الصحابة والتابعين لجميع أشكال وأنواع الإبتداع في دين الله, مع العلم بأن الدولة الإسلامية في وقتها كانت دولة وليدة تحتاج لكل مظاهر القوة و التوحد وعدم التفرق , ولكنهم قومٌ آمنوا بأن مصدر قوتهم في تمسكهم بالحق وبأن أول أسباب التمكين هو كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة , وأن التناصح بالحق من أسباب النجاة من الخسران في الدنيا والآخرة . قال الله " وَالْعَصْرِ , إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ , إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " ( العصر / 1-3) . نصيحة : لهؤلاء أن يسمعوا قول نبيهم صلى الله عليه وسلم" فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا " فانظروا ماذا نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلمحين يقع هذا ؟ هل قال فليعذر بعضكم بعضا أو قال فاتحدوا ولو على الباطل ؟؟!! لا والله , ولكن قال : " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ( رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بسند صحيح ). " فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون " . الشبهة الخامسة : قول بعضهم (( أن النبي عليه الصلاة والسلام قد أثنى على حضوره يوم حلف الفضول قبل أن يبعث إليه وقال " لو دُعيت إلى مثله لأجبت " مع أنه كان بين طوائف من الكفار ولكنه احتوى على معانى طيبه من نصرة المظلوم وغيرها , فما المانع من الاحتفال بعيد الأم ولو كان من أعياد الكفرة فهو طيب )) . وللرد علي هؤلاء : فنقول أن ما ذكرناه عن حرمة التشبه بالكفرة في جميع مظاهر دينهم وحياتهم ما فيه الكفاية , كما أنه لم يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلمقد جعل لهذا اليوم يوماً محدداً يحتفل به هو وأصحابه مما يصبح عيداً بالمفهوم الشرعي الذي بيّناه ومما يوجد في مثل هذه الأعياد ( عيد الأم وعيد الحب وعيد العمال و .....) , كما أن الذي شرّع الثناء علي يوم حلف الفضول هو النبي صلى الله عليه وسلم, ولو أن ولى الأمر دُعى لمثل هذا الحلف فله أن يلبي لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره بقوله وفعله .
|
| |