- الغرب يتراجع عن التعليم المختلط ونحن نقتحم هذا الخطر ؟!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فإن الله سبحانه أمر بالنصيحة , وجعلها الدين , وذلك لما تشتمل عليه النصيحة من الصدق والوضوح , والبعد عن الغش والتدليس والتلبيس ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ).
وامتثالاً لأمر الرب سبحانه وتعالى نقدم هذه الورقة نصحاً للأمة وأداءً للواجب فأقول :
إننا في هذا المجتمع السعودي المسلم نؤمن بأن المنهج الإسلامي هو خير المناهج في الحياة وأنه ما من خير إلا دعا إليه وما من شر إلا حذر منه ولم يقف أبداً في سبيل تقدم المجتمع المسلم وتطوره بل إن التمسك به كان سبباً للتقدم والتطور ، وسبباً لسلامة المجتمع من أمراض العصر وأخطاره ، ومن الأمور التي حذر منها الشرع المطهر (الاختلاط المحرم) في التعليم والعمل ونحوه .. والذي يؤدي إلى التأخر والتخلف والانحراف الخلقي والسلوكي ،
وهذه جملة من نصوص القرآن تحذر من الاختلاط : قال تعالى وإذا سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب ..)سورة الأحزاب :53. وقال : (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ..)سورة الأحزاب :59. وقال : (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن...)سورة النور:31. ومن السنة المطهرة : إياكم والدخول على النساء ...(البخاري) ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء (البخاري) .اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء (مسلم ) .
فالتعليم المنفصل مما يتميز به مجتمع التعليم في المملكة وتفاخر به وتعتز ، وهو نعمة من الله تستحق منا الشكر مع التمسك بها مهما ارجف المرجفون وزيف المزيفون... والتعليم المنفصل هو عين الصواب والحكمة والسلامة من الشرور والفساد ، والسلامة لا يعدلها شيء .
والمحافظة على هذا المبدأ الرشيد (اعني التعليم المنفصل غير المختلط) لا يرد تقدماً ولا تطوراً والواقع يشهد فهل نشك في تقدم المملكة وتطورها منذ سنوات ؟! إذن ما الداعي إلى الانفتاح الزائد والتشبه بأمم الكفر والمجتمعات المنحرفة أخلاقيًا ؟!هل نريد أن نشرب من كأس المر والعفن والانحراف الخلقي والسلوكي كما شربوا؟!
الآن في الغرب يعظون أصابع الندم على التعليم المختلط ويذكرون كم أوقعهم في الخسائر التعليمية والخلقية والاجتماعية وكم كانوا مخطئين في اقتحامه والانزلاق فيه ، وهم الآن ينادون بالتعليم المنفصل أسوة بنا ، ووصلوا إلى حقيقة هي: بأنه ليس الذكر كالأنثى في التعليم وغيره، وأن من أسباب تدني المستوى العلمي عندهم التعليم المختلط ، وأن التعليم المختلط سبب الانحراف السلوكي والجريمة من الزنا والاغتصاب ؟!
فهل نقع نحن فيما يردون التخلص منه . ونوقع مجتمعنا في الانحراف الخلقي بأيدينا ، ونورده موارد الردى بفعلنا ؟!
واليكم إشارة سريعة إلى ما يتحدث به الغرب عن التعليم المختلط :
- في بحث علمي لباحث بريطاني وهو (بفرلي شو ) بعنوان: الغرب يتراجع عن التعليم المختلط ، وهذا الباحث هو أحد التربويين المرموقين يشير إلى الهدف الذي حدا به لإجراء البحث فيقول : هو تكشف ما للنظام التعليمي المختلط من سلبيات وخروج عن الفطرة الإنسانية السليمة .ويخرج بنتيجة هي : أن البنين والبنات يستفيدون على نحوٍ أفضل بعيداًِ عن الاختلاط وبمراعاتنا لمصالحهم بصفتهم رجال الغد ونساؤه .وأشار في ثنايا بحثه إلى السلبيات التي يحدثها التعليم المختلط ، ويشير الناشر إلى أن هذا البحث يمثل صرخة في وجه التيار الهدام الذي يرمي لدفن الفضيلة بالقضاء على ما تبقى من مدارس غير مختلطة في بريطانيا . كما انه دعوة إلى نبذ الاختلاط في التعليم المدرسي في جميع مراحله
- أما الدراسة التي أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين فأكدت أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً وعمرهن أقل من ستة عشر عاماً . كما تبين ازدياد تناول حبوب منع الحمل في محاولة للحد من الظاهرة دون علاجها جذرياً .( عن : بفرلي شو ، الغرب يتراجع عن التعليم المختلط، ترجمة:وجيه عبدالرحمن 1427هـ)
- وقد نشرت جريدة المسلمون منذ زمن في العدد (118) وتاريخ 11/9/1407هـ أن أحد أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان الألماني(البوندستاج) ذلك الوقت طالب بضرورة الأخذ بنظام التعليم المنفصل ، فقد تبين من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من مدارس ألمانيا وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة واستمرار تدهور هذا المستوى ، وعلى العكس من ذلك تبين أن مدارس الجنس الواحد يرتفع الذكاء بين طلابها .
- وذكرت الدكتورة :كارلس شوستر ،خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس يؤدي إلى اشتعال روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع . وغيرها من الدراسات الغربية التي تثبت واقعيًا بأن التعليم المختلط مصادم للفطرة السليمة ومعرض المجتمع التعليمي إلى الانحراف السلوكي والخلقي ، ومحطم للمنافسة الشريفة والتقدم العلمي النزية . .( عن : بفرلي شو ، الغرب يتراجع عن التعليم المختلط، ترجمة:وجيه عبدالرحمن 1427هـ)
أفبعد هذا يحدث الاختلاط في جامعاتنا أو يطلب منا أن نفتح الباب على مصراعيه أم الاختلاط في أي جامعة ، لمجرد السير على خطى متعثرة تسمى بالتقدمية والتطور ؟!
إن التعليم المنفصل صمام أمان للمجتمع ، وهو لا يقف أمام التطور والتقدم المنشود .إن التقدم المنشود يتمثل في التمسك بثوابتنا وعدم التنازل عنها ، فهي التي حفظت كيان الإنسان المسلم من الانحراف والتردي ، كما أن التقدم المنشود يكمن في أن لا نعرض أنفسنا ومجتمعنا التعليمي للخطر والانحراف في سبيل الحصول على أعراض دنيوية مع تصدع بنيان مجتمعنا السعودي المسلم الحر . أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير !!
وختاماً : أدعو المسئولين عن جامعة الملك عبدالله وفقه الله إلى تلافي الوقوع في هذا المنزلق الخطر والرجوع إلى الفصل في التعليم في الجامعة بين الجنسين . ولنثبت للعالم أجمع بأننا نعتز بقيمنا وتمسكنا ، وأن مبادئنا وقيمنا هي الأقوى وأنها لا تحول بيننا وبين تقدمنا فلنتمسك بها ونتقدم نحو الصدارة بإذن الله .
إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، ولقد أثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : أنه قال إذا رأيتموني اعوججت فقوموني ، وقال : أصابت امرأة واخطأ عمر ، ومن صفات العقلاء الراشدين الرجوع إلى الحق إذا تبين .
hgado ti] hguf,]d d,[i kwdpm ggrhzldk ugn [hlum hglg; uf]hggi