18 / 05 / 2016, 44 : 05 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 5.09 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح حدود المزاح في الإسلام مما يتصل بطيب النفس، حب الدعابة البريئة، والمزاح مع الأصحاب والمترددين عليه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الدعابة ويبتسم للنكتة اللطيفة، ويمازح أصحابه ويداعبهم بالنكات اللطيفة. وإن أصحاب النبي قالوا له: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا. قَالَ: (إِنِّي لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقًّا). مَعْنَى قَوْلِهِ إنَّكَ تُدَاعِبُنَا إِنَّمَا يَعْنُونَ: إِنَّكَ تُمَازِحُنَا [1]. والمِزاح: بكسر الميم، الانبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير له. والمزاح إن كان في جو الاحترام وضمن ضوابط الأدب والشرع جائز بين الفينة والأخرى في زمن يسوده التوتر والعصبية وتقطيب الجبين، مع أن الدين الإسلامي دين السماحة والبشاشة وطلاقة الوجه. ولكن البعض يتخذ من المزاح ديدنه وسمة مميزة له، فالمزاح الدائم يُسقط الهيبة، ويُخِلُّ بالمروءة، ويُفقد احترام الآخرين. والمقصود أن المزاح لا ينبغي الإكثار منه، ولا الإسفاف فيه. أما ماعدا ذلك فيحسن؛ لما فيه من إيناس الجليس، وإزالة الوحشة، ونفي الملل والسآمة [2]. وقال بعض الحكماء: (من كثر مزاحه زالت هيبتُه). قال سعيد بن العاص[3] لابنه: اقتصد في مِزاحك فإنَّ الإفراط فيه يُذْهِبُ الْبَهَاءَ، وَيُجَرِّئُ عليك السفهاء، وإن التَّقصير فيه يَفُضُّ عنك المؤانسين، وَيُوحِشُ مِنْك الْمُصَاحِبِينَ [4]. وقال أحد الشعراء: أَفْدِ طَبْعَك الْمَكْدُودَ بِالْجِدِّ رَاحَةً يُجَمُّ وَعَلِّلْهُ بِشَيْءٍ مِنْ الْمَزْحِ وَلَكِنْ إذَا أَعْطَيْتَهُ الْمَزْحَ فَلْيَكُنْ بِمِقْدَارِ مَا تُعْطِي الطَّعَامَ مِنْ الْمِلْحِ وأما المزاح المُؤذي المُغير للقلوب الموجس للنفوس فإنه لا ينفك عن تحريم أو كراهية، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح جبرًا للممزُوح معه وإيناسًا وبسطًا، كَقَوْلِهِ لِأَخِي أَنَسِ بْنِ مالِكٍ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُخَالِطُنَا حَتَّى إِنْ كَانَ لَيَقُولُ لأَخٍ لِى صَغِيرٍ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ .[5] وشرط المِزاح المُباح أن يكون بالصدق دون الكذب. قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ تُمَارِ أَخَاكَ وَلاَ تُمَازِحْهُ وَلاَ تَعِدْهُ مَوْعِدَةً فَتُخْلِفَهُ [6]. قال العلماء: المزاحُ المنهيُّ عنه، هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنه يُورث الضحك وقسوة القلب، ويُشغل عن ذكر الله تعالى والفكر في مهمات الدين، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ويُورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار. فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله، وإنما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطيب نفس المخاطب ومؤانسته، وهذا لا منعَ منه قطعًا، بل هو سنّةٌ مستحبةٌ إذا كان بهذه الصفة [7]. ويجب تربية الأبناء على الوقار والأدب، أما الوقار فوضع الكلام موضعه، وأما الأدب فمسايرة الناس بالمسالمة والاحترام، فهذه الأخلاق تسمى الرزانة، وهي ضد السخف الذي نهى عنه النبي الكريم. [1] الترمذي، سنن الترمذي، كتاب البر والصلة (1897 /2035)، باب ما جاء في المزاح (57)، حديث (19889)، 563. [2] الحمد، محمد بن إبراهيم، سُوء الخُلق، الرياض، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ط1، 1425هـ/1995م، 48. [3] سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وأمه أم كلثوم بنت عمرو العامرية. ولد عام الهجرة، كان سعيد من أشرف قريش وأجودهم وأفصحهم، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان، واستعمله عثمان على الكوفة. وغزا طبرستان فافتتحها، وغزا جرجان فافتتحها سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين. وكان سعيد كثير الجود والسخاء، وكان يجمع إخوانه كل جمعة يوماً فيصنع لهم الطعام، وروى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتوفي رضي الله عنه سنة تسع وخمسين. يُنظر: أُسد الغابة، 1 ،451. [4] الماوردي، أدب الدنيا والدين، 392. [5] الترمذي، سنن الترمذي، كتاب البر والصلة (1897 /2035)، باب ما جاء في المزاح (57)، حديث (1989)،563. [6] الترمذي، سننن الترمذي، كتاب البر والصلة (1897 /2035)، باب ما جاء في المراء (58)، حديث (1995)،564. [7] النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف الدين، ( ت676هـ/ 1226م )، الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار، وعليه شرح وجيز مختصر من شرح العلامة ابن عَلان، دمشق، دار الهجرة، 1407هـ/ 1987م، باب المزاح،287.
p],] hgl.hp td hgYsghl
|
| |