أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا 16 رمضان 1445 هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 9 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 8 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة من صلاة التراويح للدكتور المقرئ عبد الرحيم النابلسي بمسجد الكتبية الليلة 10 رمضان 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة ماتعة من صلاة التراويح للقارئ أحمد الخالدي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء والتراويح من مسجد الأندلس بالرباط للقارئ أحمد الخالدي سورة مريم (آخر رد :شريف حمدان)       :: الشفع والوتر ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 72 المشاهدات 24447  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 08 / 01 / 2022, 23 : 12 AM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
اصْطفاءُ مَرْيَمَ وتطهيرها
الجزء الثاني
{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِين }
[آل عمران:42]
« مع خصوصية الاصطفاء.. وخاصية التطهير..تصلح مريم العذراء الزهراء البتول نموذجاً لتربية البنات!»
انْتِقَالٌ إِلَىٰ ذِكْرِ مَرْيَمَ
وَمَرْيَمُ: عَلَمٌ عِبْرَانِيٌّ، وَهُوَ فِي الْعِبْرَانِيَّةِ بِكَسْرِ الْمِيمِ -مِرْيَمُ-، وَهُوَ اسْمٌ قَدِيمٌ سُمِّيَتْ بِهِ أُخْتُ مُوسَىٰ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-؛ وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ : مَرْيَمُ فِي لُغَتِهِمْ أَيْ لُغَةِ الْعِبْرَانِيِّينَ بِمَعْنَىٰ : „ الْعَابِدَةِ »




-*-*-*-
تمهيد:
1.] تجري علىٰ مدار العام الواحد أحداث.. وتأتي مناسبات في كافة المجالات.. وفي كل التخصصات.. وفي كل الموضوعات.. فــينبغي علىٰ العقلاء استثمارها في حينها؛ خاصةً أهل العلم ورجال التخصص؛ وليس الغوغاء وأنصاف المتعلمين..
.. وعلىٰ سبيل المثال وليس الحصر فــ منذ أيام قلائل تحتفل الكنائس المسيحية والعالم المسيحي ويجاوره المسلمون بعيد ميلاد
[(*)] السيد المسيح -ابن الآله؛ المُخَلِص- فكان ينبغي علىٰ الهيئات العالمية ذات الشأن أن تبادر قبل أو أثناء التهنئة -إن قامت بها: إما علىٰ مضض بتكليف حكومي أو رئاسي؛ وإما طواعية اقتناعا بتبني رأي شرعي بجواز التهئنة-
أقول(الرَّمَادِيُّ) ينبغي علىٰ الهيئات العالمية[(**)] باستثمار هذه المناسبة بما يليق بها.. كما بينتُ في نهاية المقال السابق..
2.] في قصة مريم العذراء الزهراء البتول توجد عدة مقدمات.. كي يصل المتابع للقصة منذ بدايتها إلىٰ معجزة حادثة الحبل دون بعل أو الحمل دون فحل.. فنصل إلى أمر لا يقبله العقل ولا يستسيغه الفهم ولم يحدث من قبل ولن يحدث من بعد.. إلا باعتماد أن الله -تعالى- الخالق أراد في ملكه أمراً خارقاً للعادة.. والقبول مع التسليم بأن أمره بين الكاف والنون..
.. فالقصةُ في أصلها دليلٌ مادي ملموس محسوس يقدمه المُبدعُ -جلَّ شأنه- على غير مثال سابق.. ويبرزه المُنشأ من عدم ليثبت قدرته على الخلق مِن لا شئ؛ كما تقدم القصة منذ بدايتها بعد الرضا بمقدمة العلماء وقبول أن أم مريم حبلت بها وقد أسنت واصابها العجز عن الإنجاب بإنقطاع مبشرات الحبل وعلامات الحمل -الحيض- والقدرة البيولوجية على الانجاب دون تدخل طبيب حاذق في تخصصه أو دون معمل طبي للتلقيح الصناعي خارج الرحم أو بداخله.. وما يتم من مجهود طبيب حاذق أو معمل للتقليح ليس فيه أدنى إعجاز أو قدرة خارقة بل اخصاب مادة أنثوية بآخرى ذكورية؛ والحيوان المنوي والبويضة مادتان متاحتان للطبيب مع وجود قدرات علمية متقدمة وحديثة لمعمل للتلقيح..
فالحديث.. إذاً.. عن وجود خالق مِن عدم.. والإيمان به.. وليس قصة للتسلية والترويح..
فــ مِن مقدمات القِصة:
1.] إثبات نظرية اختيار.. والتأكيد على مبدأ الاصطفاء لــ آل بيت عمران.. وقد تم هذا لأنبياءه ورسله..أو بدرجة أقل كثيراً لأوليائه ومن يحبونه فيحبهم.. فالنبي يظهر رسالته والرسول يتحدث عن نبوته؛ أما الولي فهي كرامة خاصة به لا يظهرها..
فنطق القرآن الكريم وتكلم عن صفات حميدة تميزت بها عائلة عمران فذكر النص القرآني القطعي الثبوت والقطعي الدلالة علىٰ: { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }.. واضاف الذرية لهذا الاصطفاء..
وهذا يلزمنا دراسة تفصلية لهذا المبدأ.. مبدأ الاصطفاء.. ونظرية الاجتباء.. وفكرة الاحتباء.. وقاعدة الاختيار..فيترتب عليها حفظ الإنسان من شر.. سواء أكان شر الشرك أو شر الدنس أو شر المعصية أو شر الذنب..
وأما نساؤنا
فــ : كَانَ أَبُوهُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واصفاً:«„ خَيْرُ نِسَاءٍ “»؛ بأنهن :«„ أَحْنَاهُ عَلَىٰ وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَىٰ زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ “» [ لَمْ يُخَرِّجُوهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، سِوَى مُسْلِمٍ فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِالرَّزَّاقِ بِهِ ].
وهذ الجزئية من البحث تنقسم إلى شقين ..
الأول منهما :
أ.] ما أثبته الخالق المبدع المصور في اللوح المحفوظ قبل خلق الإنسان -أي إنسان؛ وفي أي زمن أو مكان- بأنه أشقي أم سعيد لنص قول الرسول النبي :«„ شقيٌّ أم سعيدٌ “»

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
روى عبدالله بن مسعود؛ فقال : حَدَّثَنَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- -وهو الصَّادِقُ المَصْدُوقُ- قالَ :«„ إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ -تعالى- مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ، فــ [والذي لا إلَه غيرُه] إنَّ [أحدَكم] الرَّجُلَ مِنكُم لَيَعْمَلُ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَ الجَنَّةِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، ويَعْمَلُ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَ النَّارِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ ».
[انظر: البخاري في:صحيحه (3208)؛ وأخرجه مسلم (2643) باختلاف يسير]
فقد كَتَبَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- أقدارَ الخَلائِقِ في اللَّوحِ المَحفوظِ، وهي واقِعةٌ وَفْقَ ما قَضَىٰ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- وقَدَّرَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّ الجَنينَ في بَطنِ أُمِّه يَمُرُّ في تَكوينِه بأربَعةِ أطوارٍ؛ فيَكونُ في:
-الطَّوْرِ الأوَّلِ لِمُدَّةِ أربَعينَ يَومًا حَيَوانًا مَنَويًّا يَجتَمِعُ ببُوَيْضةِ الأُنثىٰ، فيُلَقِّحُها، وتَحمِلُ المَرأةُ بإذْنِ اللهِ -تَعالى-،ثمَّ يَتَحوَّلُ في
- الطَّوْرِ الثَّاني لِمُدَّةِ أربَعينَ يَومًا إلىٰ قِطعةِ دَمٍ جامِدةٍ تَعْلَقُ بالرَّحِمِ، ثمَّ يَتحَوَّلُ في
- الطَّوْرِ الثَّالِثِ لِمُدَّةِ أربَعينَ يَومًا إلىٰ قِطعةِ لَحمٍ صَغيرةٍ بقَدْرِ ما يَمضُغُ الإنسانُ في الفَمِ، ثمَّ في
- الطَّورِ الرَّابِعِ يَبدَأُ تَشكيلُه وتَصويرُه، ويَكونُ قد أكمَلَ أربَعةَ أشهُرٍ، فيُرسِلُ اللهُ إليه المَلَكَ المُوَكَّلَ بالأرحامِ؛ فيَكتُبُ :
- أعمالَه التي يَفعَلُها طِيلَةَ حَياتِه خَيرًا أو شَرًّا، و
- رِزقَه و
- أجَلَه، و
- يَكتُبُ خاتِمَتَه ومَصيرَه الذي يَنتَهي إليه إنْ كانَ مِن أهلِ الشَّقاوةِ أو مِن أهلِ السَّعادةِ، وتَقَعُ الأعمالُ وَفْقَ ما كُتِبَ؛ وهذا مِن الغيبِ الذي لا يَعْلمه إلا الله -سبحانه وتعالى-؛ وهو مجهول للإنسان.. فإنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ، حتَّىٰ ما يَكونُ بيْنه وبيْنَ الجَنَّةِ إلَّا ذِراعٌ -وهو تعبير عن غَايةِ القُرْبِ- فيَسْبِقُ عليه كِتابُه، بأنْ يَكونَ قد كُتِبَ عليه سابِقًا في بَطنِ أُمِّه أنَّه شَقيٌّ؛ فيُختَمُ له بالشَّقاوةِ، فيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ فيَدخُلُها كما سبَقَ به القَدَرُ، وفي الجِهةِ الأُخْرىٰ قد يَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ، حتَّىٰ يَقتَرِبَ منها اقتِرابًا شَديدًا، بألَّا يَكونَ بيْنَه وبيْنَها إلَّا ذِراعٌ، فيَسبِقُ عليه ما كُتِبَ سَلَفًا في كِتابِه بأنَّه مِن أهلِ الجَنَّةِ، فيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجَنَّةِ، فيَدخُلُها.
وهذه الصُّورةُ المذكورةُ في الحديثِ يُفسِّرُها حَديثُ سَهلِ بنِ سَعدٍ السَّاعِديِّ -رَضيَ اللهُ عنه- في الصَّحيحينِ: « إنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أهلِ الجَنَّةِ فيما يَبْدو لِلنَّاسِ وهو مِن أهلِ النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أهلِ النَّارِ فيما يَبْدو لِلنَّاسِ وهو مِن أهلِ الجَنَّةِ »؛ فالظَّاهرُ للنَّاسِ غيرُ الباطنِ الذي يَعلَمُه اللهُ -سُبحانه-.
وفي الحَديثِ: الإيمانُ بالقَدَرِ، سَواءٌ تَعلَّقَ بالأعمالِ أو بالأرزاقِ والآجالِ.
وفيه:
عَدَمُ الاغتِرارِ بصُوَرِ الأعمالِ؛ لِأنَّ الأعمالَ بالخَواتيمِ.
وفيه:
أنَّ الأعمالَ مِنَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ أمَاراتٌ لا مُوجِباتٌ، وأنَّ مَصيرَ الأمْرِ في العاقِبةِ إلىٰ ما سَبَقَ به القَضاءُ وجَرَىٰ به التَّقديرُ.
[()]
تنبيه :
لفظا " السعادة " و " الشقاء" الواردان في حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- ليسا هما ما نحسه في الدنيا من " سعادة "، وما يصيبنا فيها من " شقاء "، بل هما " الإسلام " و " الكفر "، وهما الطريقان إلىٰ " الجنة " و " النار "، والمقصود بالحديث: ما يختم للإنسان بأحد الأمرين في الدنيا، فمن ختم له بخير فهو سعيد، وهو من أهل السعادة، وجزاؤه الجنة، ومن خُتم له بشرٍّ فهو شقي، وهو من أهل الشقاء، ومصيره النار - والعياذ بالله - .
وقد جاء هذا اللفظان في الكتاب والسنَّة بذات المعنىٰ الذي قلناه :
أ.] { يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ . فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ . خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ . وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود/ 105 – 108] .
ب.] عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ [عصا] فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَالَ :«„ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً ». قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ :„ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَىٰ كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ ؟ . فَقَالَ :«„ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ». ثُمَّ قَرَأَ { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) . [رواه البخاري ( 4666 )؛ ومسلم ( 2647 )].
- وفي" الصحيحين " عن عمرانَ بن حُصينٍ، قال: قال رجل :„ يا رسول الله، أيُعرَفُ أهلُ الجَنَّةِ مِنْ أهلِ النَّارِ ؟؛ قالَ :«„ نَعَمْ »؛ قالَ :„ فَلِمَ يعملُ العاملونَ ؟ ؛ قال :«„ كلٌّ يعملُ لما خُلِقَ له، أو لما ييسر له ».
فالقضاء والقدر هذا أمرٌ ..
والأمر الثاني: واختيار العبد ما يقوم به ويفعله؛ وما يفهمه فيدركه فيقتنع بصحته بما يوافق مراد الله تعالى فيلتزم بهديه وأمره ويبتعد عن ما زجر عنه ونهى!..فلا يوجد إجبار أو الزام بل حرية اختيار.. واستمع لقوله تعالى : {.. فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ..}[الكهف:29]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
مسألة الاصطفاء لمريم :
كَرَّرَ الِاصْطِفَاءَ لِأَنَّ مَعْنَىٰ الْأَوَّلِ الِاصْطِفَاءُ لِعِبَادَتِهِ -عزوجل-، وَمَعْنَىٰ الثَّانِي لِوِلَادَةِعِيسَىٰ
".[قرطبي] من غير مسيس رجل لها.. فــ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اصْطَفَاهَا،أَيِ : اخْتَارَهَا لِكَثْرَةِ عِبَادَتِهَا وَاحتباها لــ زَهَادَتِهَا وَاجتباها لــ شَرَفِهَا وَطُهْرِهَا مِنَ الْأَكْدَارِ وَالْوَسْوَاسِ.. وَاصْطَفَاهَا ثَانِيًا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ لِجَلَالَتِهَا عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .[ابن كثير] لخصوصية الحبل والحمل كما ذكرت الآيات القرآنية!
[ابن عاشور] وَتَكَرَّرَ فِعْلُ ( اصْطَفَاكِ ) لِأَنَّ الِاصْطِفَاءَ الْأَوَّلَ ذَاتِيٌّ، وَهُوَ جَعْلُهَا مُنَزَّهَةً زَكِيَّةً، وَالثَّانِي بِمَعْنَىٰ التَّفْضِيلِ عَلَىٰ الْغَيْرِ، وَنِسَاءُ الْعَالَمِينَ نِسَاءُ زَمَانِهَا، أَوْ نِسَاءُ سَائِرِ الْأَزْمِنَةِ؛ وَتَكْلِيمُ الْمَلَائِكَةِ وَالِاصْطِفَاءُ يَدُلَّانِ عَلَىٰ نُبُوءَتِهَا وَالنُّبُوءَةُ تَكُونُ لِلنِّسَاءِ دُونَ الرِّسَالَةِ .[ابن عاشور].. هذا قول معتبر قال به بعض العلماء!
:" وكَرَّر الاصطفاءَ رفعاً مِنْ شأنِهِا.
قال الزمخشري: « اصطفاكِ أولاً حين تَقَبَّلَكِ مِنْ أُمِّك ورَبَّاك واخْتَصَّكِ بالكرامَةِ السَّنِيَّة، واصطفاكِ آخِراً علىٰ نساءِ العالمين بأَنْ وَهَبَ لكِ عيسى من غَيْرِ أَبٍ ولم يكنْ ذلك لأحدٍ من النساء »
وقال أبوالبقاء: « وكَرَّر اصطفى: [إمَّا] توكيداً، وإمَّا ليبيِّن مَنِ اصطفاها عليهنَّ »،

وقال الواحدي: « وكَرَّر الاصطفاءَ لأنَّ كِلا الاصطفائين يختلفُ معناهما، فالاصطفاء الأول عمومٌ يدخُل فيه صوالحُ النساءِ، والثاني اصطفاء بما اختصَّتْ به من خصائِصِها ». [حلبي].. وما قاله الواحدي يضئ طريق تربية البنات!
والقرآن العظيم يستحضر لنا نموذجاً عملياً.. جزءه الأول اختيار رب مالك الكون ومنظم الحياة وخالق الإنسان..اختياره لــ مريم؛ والجزء الثاني ما فعلته هي بنفسها.. فلنراجع الآيات القرآنية المتعلقة بقصة حياة مريم!
وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَىٰ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :«„ كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ [ إِلَّا ثَلَاثٌ :[ابن كثير] غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ [ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ". [ابن كثير] وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَىٰ النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ».
قَالَ : الْكَمَالُ هُوَ التَّنَاهِي وَالتَّمَامُ.
وَالْكَمَالُ الْمُطْلَقُ إِنَّمَا هُوَ لِلَّهِ -تَعَالَى- خَاصَّةً. وَلَا شَكَ أَنَّ أَكْمَلَ نَوْعِ الْإِنْسَانِ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ يَلِيهِمُ الْأَوْلِيَاءُ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ. وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الْكَمَالَ الْمَذْكُورَ فِي الْحَدِيثِ يَعْنِي بِهِ النُّبُوَّةَ فَيَلْزَمُ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ مَرْيَمُ -عَلَيْهَا السَّلَامُ-وَآسِيَةُ نَبِيَّتَيْنِ ، وَقَدْ قِيلَ بِذَلِكَ ".
وَرُوِيَ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ أَنَّهُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُوهُرَيْرَةَ :«„ خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؛ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ .. امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ؛ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ( وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ».[قرطبي] وكَانَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مثله". رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ[ابن كثير]
ابن كثير :" وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ :«„ خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ».[أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ] ،". [ابن كثير] :" وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:«„ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ». [تَفَرَّدَ بِهِ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ] [ابن كثير]
قرطبي: وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :«„ أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ». وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ عَنْهُ:«„ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ فَاطِمَةُ وَخَدِيجَةُ ».
فَظَاهِرُ الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ يَقْتَضِي أَنَّ مَرْيَمَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِ مِنْ حَوَّاءَ
إِلَىٰ آخِرِ امْرَأَةٍ تَقُومُ عَلَيْهَا السَّاعَةُ ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ بَلَّغَتْهَا الْوَحْيَ عَنِ اللَّهِ -عَزَّوَجَلَّ- بِالتَّكْلِيفِ وَالْإِخْبَارِ وَالْبِشَارَةِ كَمَا بَلَّغَتْ سَائِرَ الْأَنْبِيَاءِ:فَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ النِّسَاء ِ: الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مُطْلَقًا .:" ثُمَّ بَعْدَهَا فِي الْفَضِيلَةِ فَاطِمَةُ ثُمَّ خَدِيجَةُ ثُمَّ آسِيَةُ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«„ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ثُمَّ فَاطِمَةُ ثُمَّ خَدِيجَةُ ثُمَّ آسِيَةُ »؛ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ يَرْفَعُ الْإِشْكَالَ. وَ قَدْ خَصَّ اللَّهُ مَرْيَمَ بِمَا لَمْ يُؤْتِهِ أَحَدًا مِنَ النِّسَاءِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ كَلَّمَهَا وَظَهَرَ لَهَا وَنَفَخَ فِي دِرْعِهَا وَدَنَا مِنْهَا لِلنَّفْخَةِ ؛ فَلَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ. وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَلَمْ تَسْأَلْ آيَةً عِنْدَمَا بُشِّرَتْ كَمَا سَأَلَ زَكَرِيَّا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْآيَةِ ؛ وَلِذَلِكَ سَمَّاهَا اللَّهُ فِي تَنْزِيلِهِ صِدِّيقَةً فَقَالَ: { وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ }. وَ قَالَ: { وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَ كُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } . فَشَهِدَ لَهَا بِالصِّدِّيقِيَّةِ وَشَهِدَ لَهَا بِالتَّصْدِيقِ لِكَلِمَاتِ الْبُشْرَى وَشَهِدَ لَهَا بِالْقُنُوتِ ". وَبُشِّرَتْ مَرْيَمُ بِالْغُلَامِ فَلَحَظَتْ أَنَّهَا بِكْرٌ وَلَمْ يَمْسَسْهَا بَشَرٌ فَقِيلَ لَهَا : { كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِفَاقْتَصَرَتْ عَلَى ذَلِكَ، وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَلَمْ تَسْأَلْ آيَةً مِمَّنْ يَعْلَمُ كُنْهَ هَذَا الْأَمْرِ، وَمَنْ لِامْرَأَةٍ فِي جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ مَا لَهَا مِنْ هَذِهِ الْمَنَاقِبِ ". وَلِذَلِكَ رُوِيَ أَنَّهَا سَبَقَتِ السَّابِقِينَ مَعَ الرُّسُلِ إِلَىٰ الْجَنَّةِ ؛ جَاءَ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ - :«„ لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِي أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ وَالْأَسْبَاطُ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ».
قَوْلُهُ-تَعَالَىٰ- : {
يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ }
أَيْ أَطِيلِي الْقِيَامَ فِي الصَّلَاةِ؛ عَنْ مُجَاهِدٍ.
قَتَادَةُ: أَدِيمِي الطَّاعَةَ .
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ
: لَمَّا قَالَتْ لَهَا الْمَلَائِكَةُ ذَلِكَ قَامَتْ فِي الصَّلَاةِ حَتَّىٰ وَرِمَتْ قَدَمَاهَا وَسَالَتْ دَمًا وَقَيْحًا -عَلَيْهَا السَّلَامُ-.
{ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي } ؛ قَدَّمَ السُّجُودَ هَا هُنَا عَلَىٰ الرُّكُوعِ لِأَنَّ الْوَاوَ لَا تُوجِبُ التَّرْتِيبَ؛ فَعَلَى ٰهَذَا يَكُونُ الْمَعْنَىٰ وَارْكَعِي وَاسْجُدِي. وَ
قِيلَ : كَانَ شَرْعَهُمُ السُّجُودُ قَبْلَ الرُّكُوعِ .
قَوْلُهُ -تَعَالَى- : مَعَ ا لرَّاكِعِينَ قِيلَ : مَعْنَاهُ افْعَلِي كَفِعْلِهِمْ وَإِنْ لَمْ تُصَلِّي مَعَهُمْ. وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ .
[قرطبي]
" ثُمَّ أَخْبَرَ -تَعَالَى- عَنِ الْمَلَائِكَةِ: أَنَّهُمْ أَمَرُوهَا بِكَثْرَةِ الْعِبَادَةِ وَالْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ وَالسُّجُودِ وَالرُّكُوعِ وَالدُّءُوبِ فِي الْعَمَلِ لَهَا، لِمَا يُرِيدُ اللَّهُ -تَعَالَى- بِهَا مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي قَدَّرَهُ وَقَضَاهُ، مِمَّا فِيهِ مِحْنَةٌ لَهَا وَرِفْعَةٌ فِي الدَّارَيْنِ، بِمَا أَظْهَرَ اللَّهُ -تَعَالَى- فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ، حَيْثُ خَلَقَ مِنْهَا وَلَدًا مِنْ غَيْرِ أَبٍ، فَقَالَ تَعَالَى :{ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } أَمَّا الْقُنُوتُ فَهُوَ الطَّاعَةُ فِي خُشُوعٍ كَمَا قَالَ -تَعَالَى- : { بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}[الْبَقَرَةِ : 116].
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : كَانَتْ مَرْيَمُ -عَلَيْهَا السَّلَامُ-، تَقُومُ حَتَّىٰ تَتَوَرَّمَ كَعْبَاهَا، وَالْقُنُوتُ هُوَ : طُولُ الرُّكُوعِ فِي الصَّلَاةِ ". [ابن كثير].
وهذه نماذج عن سير حياتها؛ تصلح لدراستها كنموذج عملي يُقتدىٰ به !
بيد أنها لم تكلف بالتبليغ ولم يصل ما يفيد أنها حملت رسالة مِن السماء إلىٰ قومها.. بل هي آية وعلامة ومعجزة لإثبات الخلق لله -تعالى-.. وقد بينتُ هذه المسألة في الجزء السابق؛ ومن الله تعالى الهداية والتوفيق.
ب.] دور الوسط البيئي والمناخ المحيط بالإنسان.. والرعاية والتربية.. التعليم.. ونوعية العلم.. والتثقيف.. أو مسألة التلقين :
وهذا ظاهر مِن أنهم :« كَانُوا أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ
». [تفسير قرطبي] لقوله عليه السلام :«„ يولد المرء علىٰ الفطرة ”»؛ ثم يأتي بمثال في التعديل والتبديل.. فيكمل النص النبوي الشريف : فـــ :«„ابواه »؛ يقومان بعملية التربية والتلقين والتعليم :«„ يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه »؛
وقد :" ذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَكَانَتْ مَرْيَمُ -عَلَيْهَا السَّلَامُ- ، تَغْتَسِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ
».[ابن كثير].
ثم تأتي :
ج.] مسألة الدعاء والإلحاح فيه:
أثبت القرآن الكريم قول أم مريم بعد أن قالت: { وَإِنّي سَمّيْتُهَا مَرْيَمَ }.. فيأتي الدعاء لابنتها بقولها: { وِإِنّي أُعِيذُهَا بِكَ }.. وكذلك الدعاء لنسلها.. وهي مازالت -النذيرة- رضيعة فنطق القرآن على لسانها: { وِ أُعِيذُ }: { ذُرّيّتَهَا مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ }
فبدأت أم مريم الدعاءُ مِن اللحظة الأولىٰ مِن مولد ابنتها في الشطر الأول مِن الآية الكريمة.. وبُدء الدعاء في ظهر الغيب: حين تقول أم مريم امرأت عمران { وِإِنّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيّتَهَا مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ }
وأصل الـمعاذ: الـموئل والـملـجأ والـمعقل.
وهذا ما يطلق عليه التعليم من خلال النموذج العملي وبصورة حية مؤثرة..
جاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«„ مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ »؛ ثُمَّ قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ :„ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } .
فَأَفَادَ هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- اسْتَجَابَ دُعَاءَ أُمِّ مَرْيَمَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْخُسُ جَمِيعَ وَلَدِ آدَمَ حَتَّىٰ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْلِيَاءَ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا.
قَالَ قَتَادَةُ: كُلُّ مَوْلُودٍ يَطْعَنُ الشَّيْطَانُ فِيجَنْبِهِ حِينَ يُولَدُ غَيْرَ عِيسَىٰ وَأُمِّهِ جُعِلَ بَيْنَهُمَا حِجَابٌ فَأَصَابَتِ الطَّعْنَةُ الْحِجَابَ وَلَمْ يَنْفُذْ لَهُمَا مِنْهُ شَيْءٌ،
قَالَ عُلَمَاءُ: وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بَطَلَتِ الْخُصُوصِيَّةُ بِهِمَا، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنَّ نَخْسَ الشَّيْطَانِ يَلْزَمُ مِنْهُ إِضْلَالُ الْمَمْسُوسِ وَإِغْوَاؤُهُ فَإِنَّ ذَلِكَ ظَنٌّ فَاسِدٌ؛ فَكَمْ تَعَرَّضَ الشَّيْطَانُ لِلْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ بِأَنْوَاعِ الْإِفْسَادِ وَالْإِغْوَاءِ وَمَعَ ذَلِكَ فَعَصَمَهُمُ اللَّهُ مِمَّا يَرُومُهُ الشَّيْطَانُ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } .
هَذَا مَعَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ قَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ؛ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرْيَمُ وَابْنُهَا وَإِنْ عُصِمَا مِنْ نَخْسِهِ فَلَمْ يُعْصَمَا مِنْ مُلَازَمَتِهِ لَهُمَا وَمُقَارَنَتِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
"[تفسير قرطبي]
وبدعاء أم مريم وجدة عيسىٰ ابن مريم وهو مازال غيباً.. تم القبول.:
{ فَتَقَبّلَهَا رَبّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ.} ..
قَوْلُهُ تَعَالَى: {
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} الْمَعْنَىٰ : سَلَكَ بِهَا طَرِيقَ السُّعَدَاءِ؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَ
قَالَ قَوْمٌ مَعْنَىٰ التَّقَبُّلِ التَّكَفُّلُ فِي التَّرْبِيَةِ وَالْقِيَامُ بِشَأْنِهَا ».

وَقَالَ الْحَسَنُ مَعْنَىٰ التَّقَبُّلِ أَنَّهُ مَا عَذَّبَهَا سَاعَةً قَطُّ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ ».. [ تفسير قرطبي]
ولعل :« المعنىٰ: أنَّ الله تولاها في أول أمرها وحين ولادتِها ». [حلبي].
وهذه خصوصية زائدة.. حدثت مع الأنبياء والمرسلين وتحدث مع أولياء الله الصالحين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفات أوليائه:
1.] { إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّالْمُتَّقُونَ }
[الأنفال:34] ". هذه الصفة الأولى..
ثم يزيد القرآن الكريم الأمر وضوحاً بقوله : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ.. } ..
2.] { يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ .. }..
3.] { وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ .. }..
4.] { وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ .. } ..
5.] { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ . } ..
6. 1.] { وَيُطِيعُونَ اللّهَ .. } ..
6. 2. ] { وَرَسُولَهُ }
[التوبة:71]
ثم يقول :
{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون}
[يونس:62]
7.] { الَّذِينَ آمَنُواْ .. }
ويركز على المعنى الأول في سورة الأنفال
{ وَكَانُواْ يَتَّقُون}
[يونس:63] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وزاد فوق القبول.. مسألة الإنبات الصالح : { وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً }
وَمَعْنَىٰ: {
وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا } أَنْشَأَهَا إِنْشَاءً صَالِحًا. وَذَلِكَ فِي الْخُلُقِ وَنَزَاهَةِ الْبَاطِنِ، فَشُبِّهَ إِنْشَاؤُهَا وَشَبَابُهَا بِإِنْبَاتِ النَّبَاتِ الْغَضِّ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِعَارَةِ، وَنَبَاتٌ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ لِـ " أَنْبَتَ" وَهُوَ مَصْدَرُ " نَبَتَ " وَإِنَّمَا أُجْرِيَ عَلَىٰ " أَنْبَتَ" لِلتَّخْفِيفِ ".[عاشور]
وهاتان متعلقتان البيئة والمناخ التربية والتلقين والتعليم .. إذ يعنـي بذلك جل ثناؤه: تقبل مريـم من أمها حنة:" بتـحريرها إياها للكنـيسة وخدمتها، وخدمة ربها بقبول حسن ".
.. وهذه أحكام شرعية عملية متعلقة بذرية حاضرة وذرية غائبة مازالت في ظهر الغيب لم تأتِ بعد للدنيا..."
د.] وبمجرد الولادة تأتي مسألة الصحبة الصالحة.. والكفالة الطيبة :
إذاً .. هناك مسألة الجينات من باب الوراثة وتناسل الأجيال.. والصحة البدنية؛ والصحة النفسية؛ والصحة العقلية.. وهذه واحدة.. وهناك قضية التعليم والتربية والتلقين.. وهي الثانية.. مسألة الجينات والمورثات لا نملك فيها الكثير ولكن يفضل الزواج من امرأة يغلب على عائلتها الصحة والعافية وخلوها من أمراض متوارثة -كـــ سرطان الثدي عند- النساء (مثلاً) وأمراض السكري بأنواعه الخ..-
لذا فيمكن القول بأن:" الصحة الإنجابية: جانب مهم، ينبغي اعتباره والنظر إليه للخاطبين، كما أن مراعاة قضايا الصحة العامة، والتوقي من البلاء، وإزالة الضرر، هي مقاصد معتبرة في الشرع بوجه عام. وقد دل على اعتبار ذلك ومراعاته في النظر : مجموع الأدلة الكثيرة، والمتنوعة، التي تحث على الصحة الوقائية، كمثل قوله -صلى الله عليه وسلم- :«„ لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ ”».
[رواه البخاري (5771)، ومسلم (2221)]، وقوله -عليه الصلاة والسلام- :«„ فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ ”». [رواه البخاري (5707)]، وأيضا حديثه -عليه الصلاة والسلام- حين قال:«„ إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا ”». [رواه البخاري (5728) ، ومسلم (2218)] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَكَفّلَهَا زَكَرِيّا } .
والكَفالَةُ: الضمان في الأصلِ، ثم يستعار للضم والأخذ
. [حلبي]
{وَكَفَلَهَا زَكَرِيَّاءُ}.
عُدَّ هَذَا فِي فَضَائِلِ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ مَا يَزِيد ُفَضْلَهَا؛ لِأَنَّ أَبَا التَّرْبِيَةِ يُكْسِبُ خُلُقَهُ وَصَلَاحَهُ مُرَبَّاهُ
". [ابن عاشور]
ويصح -وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم- أن نقول بما :" رَوَى أَبُوصَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :„ حَمَلَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ بَعْدَمَا أَسَنَّتْفَنَذَرَتْ مَا فِي بَطْنِهَا مُحَرَّرًا فَقَالَ لَهَا عِمْرَانُ:„ وَيْحَكِ مَا صَنَعْتِ ؟ أَرَأَيْتِ إِنْ كَانَتْ أُنْثَى ؟ ”. فَاغْتَمَّا لِذَلِكَ جَمِيعًا . فَهَلَكَ عِمْرَانُ وَحَنَّةُ حَامِلٌ فَوَلَدَتْ أُنْثَى فَتَقَبَّلَهَا اللَّهُ بِقَبُولٍ حَسَنٍ، وَكَانَ لَا يُحَرَّرُ إِلَّا الْغِلْمَانُ فَتَسَاهَمَ عَلَيْهَا الْأَحْبَارُ بِالْأَقْلَامِ الَّتِي يَكْتُبُونَ بِهَا الْوَحْيَ ”.
فَكَفَلَهَا زَكَرِيَّا وَأَخَذَ لَهَا مَوْضِعًا فَلَمَّا أَسَنَّتْ جَعَلَ لَهَا مِحْرَابًا لَا يُرْتَقَى إِلَيْهِ إِلَّا بِسُلَّمٍ، وَاسْتَأْجَرَ لَهَا ظِئْرًا وَكَانَ يُغْلِقُ عَلَيْهَا بَابًا، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِلَّا زَكَرِيَّا حَتَّى كَبِرَتْ، فَكَانَتْ إِذَا حَاضَتْ أَخْرَجَهَا إِلَى مَنْزِلِهِ فَتَكُونُ عِنْدَ خَالَتِهَا وَكَانَتْ خَالَتُهَا امْرَأَةَ زَكَرِيَّا فِي قَوْلِ الْكَلْبِيِّ.
قَالَ مُقَاتِلٌ: كَانَتْ أُخْتُهَا امْرَأَةَ زَكَرِيَّا.
:" وَإِنَّمَا قَدَّرَ اللَّهُ كَوْنَ زَكَرِيَّا كَافِلَهَا لِسَعَادَتِهَا ، لِتَقْتَبِسَ مِنْهُ عِلْمًا جَمًّا نَافِعًا وَعَمَلًا صَالِحًا ". [ابن كثير] .
وَأَمَرَهُ -اللَّهُ - بِأَنْ يَكْفُلَهَا زَكَرِيَّاءُ -لأنه- أَعْظَمُ أَحْبَارِهِمْ.
وهنا تأتي قضية جديدة: وَأَنْ يُوحَى إِلَيْهِ بِإِقَامَتِهَا بَعْدَ ذَلِكَ لِخِدْمَةِ الْمَسْجِدِ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِلنِّسَاءِ قَبْلَهَا، وَكُلُّ هَذَا إِرْهَاصٌ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْهَا رَسُولٌ نَاسِخٌ لِأَحْكَامٍ كَثِيرَةٍ مِنَ التَّوْرَاةِ؛ لِأَنَّ خِدْمَةَ النِّسَاءِ لِلْمَسْجِدِ الْمُقَدَّسِ لَمْ تَكُنْ مَشْرُوعَةً ". [ابن عاشور]
قلت
(الرَّمَادِيُّ) لن نستفيد كثيرا .. سواء أكانت أختا أو خالة؛ ولكن القصة التي رويت من قبل بما اشتهت وتمنت به حنة امرأة عمران تعطل الاستدلال بأنها أختا لمريم..-والله أعلم-
ثم تأتي مسألة عمت كافة النساء من لدن أم البشر زوج آدم وحتى يرث الله -تعالى- الأرض ومن عليها؛ وخلاف ذلك يحتاج إلى دليل ولا أجد دليلا بين يدي؛ وأقصد مسألة حيض مريم من عدمه؛ وأضاف البعض مسألة حيض فاطمة الزهراء ابنة محمد بن عبدالله النبي من خديجة.. ولما فقط تخص فاطمة عن بقية بنات النبي!!..
وَكَانَتْ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا وَاغْتَسَلَتْ رَدَّهَا إِلَى الْمِحْرَابِ . وَ
قَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتْ لَا تَحِيضُ وَكَانَتْ مُطَهَّرَةً مِنَ الْحَيْضِ
.[ تفسير قرطبي ] .
ثم تظهر خاصية الاصطفاء لمريم:" كَانَ زَكَرِيَّا إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا يَجِدُ عِنْدَهَا فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِي الْقَيْظِ وَفَاكِهَةَ الْقَيْظِ فِي الشِّتَاءِ فَقَالَ : يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا ؟
فَقَالَتْ : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ . ".
:" مَعْنَى أَنَّى مِنْ أَيْنَ؛ قَالَهُ أَبُوعُبَيْدَةَ.

قَالَ النَّحَّاسُ: وَهَذَا فِيهِ تَسَاهُلٌ؛ لِأَنَّ " أَيْنَ " سُؤَالٌ عَنِ الْمَوَاضِعِ وَ " أَنَّى " سُؤَالٌ عَنِ الْمَذَاهِبِ وَالْجِهَاتِ . وَالْمَعْنَى مِنْ أَيِّ الْمَذَاهِبِ وَمِنْ أَيِّ الْجِهَاتِ لَكِ هَذَا . وَقَدْ فَرَّقَ الْكُمَيْتُ بَيْنَهُمَا
فَقَالَ :


أَنَّى وَمِنْ أَيْنَ آبَكَ الطَّرَبُ * مِنْ حَيْثُ لَا صَبْوَةُ وَلَا رِيَبُ". [تفسيرقرطبي].
بيد أن تقرأ عند ابن كثير:" وَ
عَنْ مُجَاهِدٍ (وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا) أَيْ : عِلْمًا ، أَوْ قَالَ : صُحُفًا فِيهَا عِلْمٌ . رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ . وَفِي السُّنَّةِ لِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ .
". [كثير].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[(*)] ويصلح لي أن أتحدث -مستقبلاً- متى بدأت فكرة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد!.. وشجرة عيدالميلاد!
[(**)]
عالمياً:
Die Organisationfür Islamische Zusammenarbeit, kurz OIZ
منظمة التعاون الإسلامي،(وكانت تعرف سابقًا باسم منظمة المؤتمر الإسلامي) هي منظمة إسلامية دولية تجمع سبعًا وخمسين دولة إسلامية، وتصف المنظمة نفسها بأنها "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي"وإن كانت لا تضم كل الدول الاسلامية وأنها تهدف لـ"حماية المصالح الحيوية للمسلمين" البالغ عددهم نحو 1.7 مليار نسمة.
Die Islamische Weltliga
رابطة العالم الإسلامي
أو مثل
: أ.] فيما يتعلق بالقارة الأوربية :
The European Council For Fatwa and Research
أو
دول بعينها :
مثال :
النمسا
الهيئة الإسلامية [الجماعة الإسلامية في النمسا، ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الجمعة‏، 04‏ جمادى الثانية‏، 1443هــ ~ ‏07 ‏ يناير‏/2022‏
-*-*
أعد هذا الملف :د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 09 / 01 / 2022, 07 : 05 PM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
مشروع مستقبل!
الجزء الثالث:
منذ اللحظةِ الأولىٰ.. وحين يصحبنا القرآن العظيم في سرد قصة مريم ابنت عمران.. ومن عدة مشاهد يظهر بوضوح أن الخالق يريد أن يقدم لنا نموذجاً في التربية.. وخاصةً : تربية البنات؛ باعتبار أن القرآن العظيم والذِكر الحكيم والفرقان المبين منهاج حياة؛ وطراز خاص مِن العيش؛ وكيفية معينة في معالجة الموضوعات والمسائل.. اعتماداً علىٰ قوله -جلًّ وعلا-: { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }
[(*)] ..
فمنذ لحظة تأكد حنَّة بنت فاقوذا بتثبت الحمل في رحمها الطاهر .. بدأت أحداث مشروع المستقبل؛ وليس بعد الولادة.. وليس قبيل دخول الطفل روضةالأطفال.. وليس قبيل دخول الطفل التعليم الإلزامي في المدرسة الابتدائية أو الاعدادية..
.. بل بدءَ مشروع المستقبل لجنين لم تبدِ حقيقته بعد .. أذكر!؟.. أم أنثىٰ!؟..
.. نتابع معاً كيف يبين لنا القرآن الكريم أن الذرية مشروع مستقبل: ..
[ * ] فيبدء القرآن العظيم مخاطبا أخر الأنبياء ومتتم المبتعثين بقول:
{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ .. }
[مريم:16]

فينبه القرآن العظيم سببا وجيهاً بقول :
{ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً .. }
[المؤمنون:50].
{ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا.. } .. [آل عمران:35]
الخطوة الأولى في مشروع المستقبل وما زال الجنين في رحم أمه ويتكون بين أحشائها.. حددت مستقبله..
..
[ * ] ثم ترجته أن يتقبل صنيعها؛ ومازال الجنين في رحمها .. فقالت
{ إِذْ قَالَتِ .. فَتَقَبَّلْ مِنِّي .. }..
[آل عمران:35]

[ * ] ثم وصفته بما هو لائق به من باب استعطافه لقبول النذر.. وخاطبته بصيغة المفرد: { .. إِنَّكَ ..}.. { .. أَنتَ } وإن كان حالها فيه ضعف واستكانه مع استعظامه -سبحانه وتعالى-.. مع وجود آيات تعظمه على صيغ العرب
{.. إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم }
[آل عمران:35]
وهذا تم إثناء شهور الحبل وأيام الحمل.. فَلَمَّا
[ * ] { .. وَضَعَتْهَا ..} اختارت لها اسماً
[ * ] { .. قَالَتْ .. وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ .. }
[ * ] فبعد الولادة يأتي دور التنشأة والرعاية.. والطفلة الأنثى في مهدها.. فبدأت بدعاء ربها فقالت :
[ * ] .. { وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ .. } ..
[ * ] ولم تكتفِ بحفظ الوليدة بل أكملت الدعاء بحفظ ذريتها.. مما يؤكد للمتابع أن المسألة مسألة مشروع مستقبل .. .. { وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم }
[آل عمران:36]
[ * ] وإتماما لنجاح مشروع المستقبل جاء دور الرعاية :
{.. وَكَفَّلَهَا .. }..
[ * ] و
{ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا .. }
[آل عمران:37]

السابق من ذكر آيات تربية مشروع المستقبل متعلق بالوالدة أو الوالد؛ في مثالنا هذا .. الوالد عمران بن ماثان مات وهي حمل في رحم أمها .. لذا هي -الأم: (حنَّة)- أختارت التسمية؛ إذ الوالد قد هلك.. و هي التي حملتها إلى -{..الْمَوَالِيَ ..} ليتولوا رعايتها
ولإنجاح مشروع المستقبل تم إحسان من سيتولي عملية التعليم والكفالة والتربية:
[ * ] وكفيلها كان نبي من بني إسرائيل:" زَكَرِيَّا "..
وببعثة خاتم المرسلين وآخر الأنبياء ومتمم المبتعثين انتهى عصر النبوة وانقطع زمن الرسالة.. فتبقى المدرس النبيه والمعلم الحاذق والمربي الفطن..
فهل نحن نقوم بتربية بنات المسلمين على منهاج الرسالة الخاتمة!؟؟
[ * ] قرر العلماء استنباطاً مِن الوحي الشريف أن هناك جزء في حياتنا متعلق بالقضاء والقدر لا دخل لنا فيه ولن نحاسب عليه؛ كــ :

- مكان مولدنا وزمنه و
- غنى عائلتنا أو فقرها.. أو
- نحن ابناء العامة من الناس أم ابناء أمراء وملوك ورؤساء..
لذا نطق القرآن في هذه الخصوصية قائلا:
{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِين }
[آل عمران:42]
فهذا الاصطفاء الأول (انظر سورة: [آل عمران: ؛ آية: 33 ]) الثاني والثالث من قدر الله تعالى وقدره وأنه سبحانه طهرها من الشرك والدنس والرجس والأكدار وفي قولٍ ذكره العلماء -لا أميل إليه؛ إذ أنه يخالف الطبيعة البشرية؛ وإلا ذكره الله الخالق من باب الإعجاز - طهرها من الحيض والنفاس.. ".
ويرافقه جزء آخر وهي الأفعال والتصرفات والأقوال والتي نقوم به اختيارا وطواعية بإرادتنا الكاملة دون أدنى إجبار أو إلزام.. لذا نطق القرآن يقول عن ضيفتنا :
{ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ..}
[التحريم:12]
فهي الفاعلة.. وباختيارها ورغبتها وإرادتها قامت بأعمال وتصرفات وأقوال انطبق عليها حكم القرآن الكريم :
{ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ..}
[التحريم:12]
ودليل على عفة نفسها وطهارة ذيلها ونقاوة معدنها وبياض سريرتها.. وهذا فعل وتصرف مبني على حسن التربية وحسن الخلق وكمال الكفالة.. وبالطبع الهداية من الله بتوفير اسبابها
فترتب على كل ذلك :
{.. وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا .. } ..
{.. وَكُتُبِهِ .. } { .. وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِين }
[التحريم:12]
والتنفيذ المباشر بعد سماع الأمر الرباني :
{ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ .. } .. { .. وَاسْجُدِي .. } .. { وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين }
[آل عمران:43]
.. من هذه تمام الكفالة وحسن التربية قدرتها علىٰ الرد الطيب الجيد المُسكت فــ :
{.. قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ .. } .. { إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب }
[آل عمران:37]
حين سئلت :
{.. يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا ... }
[آل عمران:37]
إذ :
{.. كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً ..}
[آل عمران:37]
[ * ] .عقيدة مريم !
وأما الاعتقاد بأن مريم
عليها السلام من النصارى، فصحيح، ولكن علىٰ النصرانية الصحيحة قبل تحريفها؛ فإنّ أصل المسيحية، هو الدين المنزل من الله تعالى علىٰ عيسىٰ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وأتباع دين النصرانية يقال لهم: (النصارىٰ). واتباع المسيحية الحديثة مَن يدينون بمسيحية بولس !
قال العلامة
الطاهر بن عاشور -رحمه الله تعالى- في : " التحرير والتنوير": وأما النصارىٰ فهو اسم جمع نَصْرىٰ ( فتح فسكون ) أو ناصري نسبة إلىٰ الناصرة، وهي قرية نشأت منها مريم أم المسيح عليهما السلام، وقد خرجت مريم من الناصرة قاصدة بيت المقدس، فولدت المسيح في بيت لحم، ولذلك كان بنو إسرائيل يدعونه يشوع الناصري أو النَّصْرىٰ فهذا وجه تسمية أتباعه بالنصارىٰ.(انتهى).
وقد كانت مريم عليها السلام ممن اتبع عيسىٰ ابنها عليه الصلاة والسلام.
قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره : " التحرير والتنوير " عند قوله تعالى: { فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ } {مريم: 37 }: أي فمنهم مَن صدق عيسىٰ وهم:
- يحيىٰ بن زكريا، و
- مريم أم عيسىٰ، و
- الحواريون الاثنا عشر، و
- بعض نساء مثل مريم المجدلية، و
- نفر قليل، وكفر به جمهور اليهود. (انتهى)."

ثم تأتي حقيقة أزلية مع أنه هو الرحيم والودود الرحمن الغفور اسمع إليه وهو يقول :
{.. قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا .. } .. { إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ .. } .. { .. وَأُمَّهُ .. } .. {.. وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا .. } .. {.. وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير }
[المائدة:17]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[(*)]. الكتاب الكريم والسنة النبوية نسيج واحد مترابط الآيات يعالج كافة مسائل الإنسان؛ فنجتاجهما معها لفهم المنهاج{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون } [المائدة:48]
{ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُون } [المائدة:49]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
سلسلة بحوث
﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة
سلسلة" التصفية والتربية "؛ السلسلة الأولىٰ:الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
﴿»„ ٢٤ « ﴾ قصة مولد السيد المسيح المعجز.. عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول
تَمْهِيدٌ لقصة السيد المسيح؛ عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول -عليهما السلام-:
[(٣ . )] الشخصية المحورية الثالثة في قصة خلق عيسىٰ ابن مريم المعجز -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-
„» مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ« ”
٢. ] الْقِصَّةُ الْثانية
«„ مشروع مستقبل: نموذج مَرْيَمَ ”»-عَلَيْهِا السَّلَامُ-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
Dr. MUHAMMAD ELRAMADY
حُرِّرَ في يوم الأحد من شهر جمادى الثانية ١٤٤٣ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٩ من شهر يناير عام ٢٠٢٢ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.
-*-*-*









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 15 / 07 / 2022, 53 : 03 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
من بعد إذنه -تعالى- وبتوفيقه ورضاه وعونه ورعايته أكمل ما بدأته حول قصة المخلوق البشري الأول :
سيدنا آدم
-عليه السلام -









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 59 ( الأعضاء 0 والزوار 59)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018