أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا 16 رمضان 1445 هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 9 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 8 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة من صلاة التراويح للدكتور المقرئ عبد الرحيم النابلسي بمسجد الكتبية الليلة 10 رمضان 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة ماتعة من صلاة التراويح للقارئ أحمد الخالدي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء والتراويح من مسجد الأندلس بالرباط للقارئ أحمد الخالدي سورة مريم (آخر رد :شريف حمدان)       :: الشفع والوتر ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 465 المشاهدات 88259  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 26 / 03 / 2020, 28 : 12 AM   المشاركة رقم: 321
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الطِّبُّ عندَ الْعَربِ لُغةً !

الملاحظ بشكل واضح أن العربي حين أراد أن يوجد لُغة التخاطب مع الآخر في بيئتها الأصلية وسعىٰ لوضع كلمة لمعنىٰ ما في ذهن العربي الأول تراها قد غطت عدة نواح للفظة الواحدة؛ فتستخدم لعدة معان ويتولد من الجذر العربي العديد من الإستخدامات؛ فــ"كتب" يتولد منها : كتاب ؛ مكتوب ، كاتب ، مكتب : مكتبة ... فصارت لُغة قادرة علىٰ التعبير في شتىٰ مناح الحياة مما اكسبها القدرة على التأثير عند السامع والتوسع في مفراداتها والانتشار في العالم؛ وحين تم اختيارها اللُغة الوحيدة التي نزل كتاب السماء - العهد الحديث - الآخير بألفاظها وصيغها وطريقة تراكيبها ازدادت قوة بجوار قوتها الأصلية وتمكنت مِن البقاء ... فصار طفل السادسة من عمره حين ينتهي من حفظ كتاب رب العالمين القرآن الكريم والذكر الحكيم صار يملك أكثر من [ ٥٠٠٠٠ ] مفردة لُغوية ؛ وفي المقابل الطفل الآخر في نفس عمره بغض النظر ما هي لُغته الأم والذي سيذهب إلى المدرسة لا يملك أكثر من [ ٣٠٠٠ ] مفردة لُغوية؛ الطفل المصري حرم من كُتّاب تحفيظ القرآن ويذهب للمدرسة في السادسة من عمره ومفردات لغته ضئيلة والطفل الصيني يذهب إلى المدرسة في الخامسة من عمره؛ والطفل الألماني يذهب في السادسة من عمره والطفل في دولة مجاورة للنمسا يذهب في السابعة من عمره... واللغة العربية بسبب تجاهل أهلها في بعض المناطق خانوها فآثروا عليه اللُغة الدارجة المحلية أو اللغة الأجنبية الوافدة فصار العربي بحكم مولده أعجمي بنطق لسانه؛ بيد أنه هبت رياح التغيير فتجد أن هناك عودة حميدة للغة القرآن الكريم نطقا وتحدثا وكتابة ومراسلة... ولعل الهم الشاغل منذ مطلع هذا العام هو الحديث عن فيروس <الكورونا> التاجي؛ فقد رأيتُ أن أبحث في بطون كتب التراث العربي عن مسألة الطب والتداوي والعلاج.. فخرج مِن تحت يدي هذا البحث...

فالبحث هنا عن وضع كلمة: « طَبَّ » في لغة العرب الأقحاح؛ وهذا يلفت الانتباه أن التراجع عند العرب أو المسلمين عن صدارة الدول المتقدمة علمياً ليس فقط في مجال التكنولوجيا والمختبرات والتقدم العلمي بل وأيضا تراجع حاد في لغة القوم الأم... فلنبدأ البحث:

الطَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ :

- أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَىٰ عِلْمٍ بِالشَّيْءِ وَمَهَارَةٍ فِيهِ . وَ

- الْآخَرُ عَلَىٰ امْتِدَادٍ فِي الشَّيْءِ وَاسْتِطَالَةٍ. [([1])]

وما يهمني في هذا البحث الأصل الأول ؛ فَــ الطِّبُّ : < هُوَ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ > .
يُقَالُ : رَجُلٌ طَبٌّ وَطَبِيبٌ ، أَيْ < عَالِمٌ حَاذِقٌ > [([2])] .

إذاً الطِّبُّ وَالطَّبِيبُ : تعني لغةً < الْحَاذِقُ مِنَ الرِّجَالِ ؛ الْمَاهِرُ بِعِلْمِهِ > [([3])] ...
يقَال : فُلاَنٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي < عَالِمٌ بِهِ > [([4])]

فَـــ كُلُّ حَاذِقٍ بِعَمَلِهِ : طَبِيبٌ عِنْدَ الْعَرَبِ . وَرَجُلُ طَبٌّ ، بِالْفَتْحِ ، أَيْ عَالِمٌ . [([5])]".

أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ غِرَاسَةِ نَخْلٍ :


جَاءَتْ عَلَى غَرْسِ طَبِيبٍ مَاهِرٍ [([6])]

وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ اشْتِقَاقَ الطَّبِيبِ مِنْهُ ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ . [([7])].

* . ] : " طبَّب المريضَ: طبّه، أي عالجه وداواه[([8])]".

* . ] " وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ: « بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيبًا ».
فــ الطَّبِيبُ فِي الْأَصْلِ : الْحَاذِقُ بِالْأُمُورِ ، الْعَارِفُ بِهَا ، وَبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالِجُ الْمَرْضَى ، وَكُنِّيَ بِهِ هَاهُنَا عَنِ : « الْقَضَاءِ وَالْحُكْمِ »بَيْنَ الْخُصُومِ ، لِأَنَّ مَنْزِلَةَ الْقَاضِي مِنَ الْخُصُومِ ، بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلَاحِ الْبَدَنِ . [([9])] ".

وَأَصْلُ الطِّبِّ : الْحِذْقُ بِالْأَشْيَاءِ وَالْمَهَارَةُ بِهَا ؛ يُقَالُ : رَجُلٌ طَبٌّ وَطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ عِلَاجِ الْمَرَضِ ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:


إِنْ تُغْدِفِي دُونِي الْقِنَاعَ ، فَإِنَّنِي ** طَبٌّ بِأَخْذِ الْفَارِسِ الْمُسْتَلْئِمِ

وَقَالَ عَلْقَمَةُ:


فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي * بَصِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ

فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: وَوَصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: « كَانَ كَالْجَمَلِ الطَّبِّ » ، يَعْنِي الْحَاذِقَ بِالضِّرَابِ. وَمعناه هو الذي يَعْرِفُ نَقْصَ الْوَلَدِ فِي الرَّحِمِ ، وَيَكْرُفُ ثُمَّ يَعُودُ وَيَضْرِبُ .

وَيُقَالُ لِلَّذِي يَتَعَهَّدُ مَوْضِعَ خُفِّهِ أَيْنَ يَطَأُ بِهِ طَبٌّ أَيْضًا [([10])] . وَقِيلَ الطَّبُّ مِنَ الْإِبِلِ الَّذِي لَا يَضَعُ خُفَّهُ إِلَّا حَيْثُ يُبْصِرُ ، فَاسْتَعَارَ أَحَدَ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ لِأَفْعَالِهِ وَخِلَالِهِ [([11])].

* . ] : ومن المجَازِ [([12])].: الطِّبُّ وَالطُّبُّ : بمعنىٰ السِّحْرُ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: طُبَّ أَيْ سُحِرَ ؛ قَالَ ابْنُ الْأَسْلَتِ:


أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي ** أَطُبٌّ ، كَانَ دَاؤُكَ ، أَمْ جُنُونُ ؟

وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهِ: أَسِحْرٌ كَانَ طِبُّكَ ؟

وهنا معنى جديد... وَقَدْ طُبَّ الرَّجُلُ . وَالْمَطْبُوبُ : الْمَسْحُورُ .

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّمَا سُمِّيَ السِّحْرُ طِبًّا عَلَىٰ التَّفَاؤُلِ بِالْبُرْءِ [([13])]. كَمَا كَنَوْا عَنِ اللَّدِيغِ ، فَقَالُوا: « سَلِيمٌ » ،وَعَنِ الْمَفَازَةِ ، وَهِيَ مَهْلَكَةٌ ، فَقَالُوا: « مَفَازَةٌ » ، تَفَاؤُلًا بِالْفَوْزِ وَالسَّلَامَةِ [([14])] .لذا يَرىٰ أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَطْبُوبٌ ؛ لأَنَّه كَنىٰ بالطّب عن السَّحْر [([15])] ومن هنا جاء المجاز.

وَلِذَلِكَ سُمِّيَ السِّحْرُ طِبًّا ؛ يُقَالُ : مَطْبُوبٌ ، أَيْ مَسْحُورٌ . قَالَ :


فَإِنْ كُنْتَ مَطْبُوبًا فَلَا زِلْتَ هَكَذَا * وَإِنْ كُنْتَ مَسْحُورًا فَلَا بَرَأَ السِّحْرُ[([16])]

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الْحِذْقُ

**.] المهم عندي > الطِّبُّ < من حيث اللغة :

فـ " الطِّبُّ : عِلَاجُ الْجِسْمِ وَالنَّفْسِ[([17])] [([18])].

وقال ابْنُ السِّكِّيتِ: « إِنْ كُنْتَ ذَا طِبٍّ ، فَطِبَّ لِنَفْسِكَ » ...أَيِ ابْدَأْ أَوَّلًا بِإِصْلَاحِ نَفْسِكَ[([19])] .

لذا يقال: « أيها الطبيبُ طَبِّبْ نفسَك »: يُضرب لمن يعظ غيره وينسىٰ نفسه...

ومنه: « ذِكْرٌ يُطبِّب القلوبَ القاسية »[([20])].
و
* . ] :" الْكِلَابِيُّ يَقُولُ: « اعْمَلْ فِي هَذَا عَمَلَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ » .
فقال الْأَحْمَرُ: " مِنْ أَمْثَالِهِمْ فِي التَّنَوُّقِ فِي الْحَاجَةِ وَتَحْسِينِهَا:« اصْنَعْهُ صَنْعَةَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ »."؛ أَيْ صَنْعَةَ حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبُّهُ . [([21])] .

* . ] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : ".إِنْ أَذِنْتَ لِي عَالَجْتُهَا فَإِنِّي طَبِيبٌ " ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا »؛مَعْنَاهُ : الْعَالِمُ بِهَا خَالِقُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لَا أَنْتَ . [([22])].

بيان هذه المسألة :

* . ] :" يوصف الله -عزَّ وجلَّ- بأنه (الطَّبِيب)، وهذا ثابت بالحديث الصحيح.

ودليلنا:

1. ] حديث أبي رمثة -رضي الله عنه- أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: " أرني هذا الذي بظهرك؛ فإني رجل طبيب". قال -ﷺ-: « الله الطَّبِيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها » [([23])](2).

2 . ] حــديث عائشة -رضي الله عنها-: قـالت: " ثم مرض رسول الله -صـلى الله عليه وسلم- فوضعت يدي علىٰ صدره ... فقلت: " اذهب البأس، رب الناس، أنت الطَّبِيب، وأنت الشافي"، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « الحقني بالرفيق الأعلىٰ... والحقني بالرفيق الأعلىٰ » [([24])](.

*.] :" وقال الأزهري بعد أن أورد حديث أبي رمثة -رضي الله عنه-: « طبيبها الذي خلقها » : معناه: " العالم بها خالقها الذي خلقها لا أنت" [([25])].

وقـال شمس الدين الحق أبادي: « الله الطَّبِيب، بل أنت رجل رفيق » ؛ أي: " أنت ترفق بالمريض، وتتلطفه، والله هو يبرئه ويعافيه ". [([26])]).

واتماماً لبحث المسألة؛ ولكي يطمئن القلب فتهدأ النفس فنكمل القول :" أما تسمية الله تعالى باسم الطبيب على وجه الإطلاق دون تقييد فلا، وعلى هذا درج البيهقي والمناوي وغيرهما. وبناء على ذلك نقول: الطبيب صفة من صفات الله –تعالى- وليست اسماً، قال البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات): فأما الطبيب فهو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الصحة والشفاء، وليس بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور، فلا ينبغي أن يُسمى بهذا الاسم أحد سواه، فأما صفة تسمية الله جل ثناؤه فهي: أن يذكر ذلك في حال الاستشفاء، مثل أن يقال: اللهم إنك أنت المُصح والممرض والمداوي والطبيب ونحو ذلك، فأما أن يقال: يا طبيب كما يقال: يا رحيم أو يا حليم أو يا كريم، فإن ذلك مفارقة لآداب الدعاء. والله أعلم....
وقال المناوي في (فيض القدير): لكن تسمية الله الطبيب إذا ذكره في حالة الاستشفاء نحو أنت المداوي أنت الطبيب سائغ، ولا يقال يا طبيب، كما يقال يا حكيم؛ لأن إطلاقه عليه متوقف على توقيف. انتهى.

ويستفاد من كلام المناوي أنه ذكر العلة في عدم إطلاق اسم الطبيب على الله تعالى لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يثبت شيء منها لله تعالى إلا بالدليل. والله أعلم. هذا ما تيسر نقله في هذه المسألة،
يراجع :
- كتاب (أسماء الله الحسنى) لـ عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز الغصن، و
- كتاب (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى) للقرطبي...
- ويوجد كتاب ثالث لا أذكر اسمه أو مؤلفه الأن ...
والله أعلم ".

ونتساءل :" هل مِن أسماء الله اسم < الطبيب>؟

قد ثبت في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصف الله -تعالى- بالطبيب في عدة أحاديث، منها:

حديث أبي رَمْثة رضي الله عنه، وفيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "أَرِني هذا الذي بظهرك، فإنِّي رجلٌ طبيبٌ "، قال: « اللهُ الطبيبُ، بل أنت رجلٌ رَفِيقٌ، طبيبُها الذي خلقَها ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

شرح :
" كان أبو رمثة طبيبًا، فرأى خاتم النبوة ظاهرًا ناتئًا بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فظنه سلعة تولدت من الفضلات أو مرضًا جلديًّا، فطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعالجه، فرد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كلامه بأن «الله الطبيب» أي: هو المداوي الحقيقي بالدواء الشافي من الداء «بل أنت رجل رفيق» ترفق بالمريض وتتلطف به، وذلك لأن الطبيب هو العالم بحقيقة الدواء والداء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا الله.".

يفهم من هذا :"
أن :

1: خاتم النبوة كان ظاهرًا بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2: جواز إطلاق «الطبيب» عليه –سبحانه وتعالىٰ-.".

ومن المجاز[([27])] :" الطِّبُّ : بمعنى الرِّفْقُ . وَالطَّبِيبُ : الرَّفِيقُ [([28])].؛

وتحقيق هذه المسألة : " من اسماء الله تعالىٰ الحسنى[([29])]:" -
الرِّفق :

من الصفات الفعلية الخبريَّة الثابتة لله -عزَّ وجلَّ-، و (الرفيق) اسم من أسمائه تعالىٰ.

ودليلنا:

1 . ] حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: « يا عائشة! إنَّ الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله » [([30])]2).

2 . ] حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: « اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به » [([31])]).

قال أبو يعلى الفراء: " اعلم أنه غير ممتنع وصفه بالرفق لأنه ليس في ذلك ما يحيل على صفاته، وذلك أنَّ الرفق هو الإحسان والإنعام وهو موصوف بذلك لما فيها من المدح، ولأن ذلك إجماع الأمة" [([32])]).

وقال ابن القيم:


(وهُوَ الرَّفِيقُ يُحبُّ أهلَ الرِّفْقِ بَلْ * يُعطيهمُ بالرِّفقِ فَوْق أمَانِي) [([33])]

قال الهرَّاس شارحاً هذا البيت: " ومن أسمائه (الرفيق)، وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها، وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال " اهـ.

وقال الأزهري: " قال الليث: الرفق: لين الجانب، ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق " [([34])]6). ". [([35])].

*.] :" قيل : ومنه فَحْلٌ طَبٌ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة لا يَضُرُّ الطَّرُوقَة كَمَا في الأَسَاسِ[([36])] ".

نَقَلَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّ الطِّبَّ بِالْكَسْرِ يُقَالُ بِالِاشْتِرَاكِ لِلْمُدَاوِي وَلِلتَّدَاوِي وَلِلدَّاءِ أَيْضًا فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ ، وَيُقَالُ أَيْضًا لِلرِّفْقِ وَالسِّحْرِ ، وَيُقَالُ لِلشَّهْوَةِ وَلِطَرَائِقَ تُرَى فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ وَلِلْحِذْقِ بِالشَّيْءِ ، وَالطَّبِيبُ الْحَاذِقُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، وَخُصَّ بِهِ الْمُعَالِجُ عُرْفًا ، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَطِبَّةٌ وَفِي الْكَثْرَةِ أَطِبَّاءٌ [([37])].

المُتَطَبِّبُ : مُتَعَاطِي عِلْمِ الطِّبِّ وقَد تَطَبَّبَ[([38])] . فالطَّبِيبُ العالِم بالطب وجمع القلة أطِبَّةٌ والكثرة أطِبَّاءُ تقول منه طَبِبْتَ يا رجل بالكسر طِبّاً أي صرت طبيبا و المُتَطَبِّبُ الذي يتعاطى علم الطب[([39])]:

قَالُوا : تَطَبَّبَ لَهُ : سَأَل لَهُ الأَطِبَّاءَ[([40])] .

هُو يَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه أَي يَسْتَوْصِفُ الدَّوَاءَ أَيَّهَا يَصْلُح لِدَائِهِ[([41])] .



أقول : والعلم عند الله تعالىٰ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّىٰ الله علىٰ نبيِّنا محمَّدٍ وعلىٰ آله وصحبه وإخوانه إلىٰ يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[1] الجزء الأول : كان تحت عنوان عريض " تاج فوق الصدور"... وهو: فيروس «التاج» الترجمة مِن الأصل اللاتيني لفيروس كُرُونا؛ وقصد الكاتب أنه هم فوق الصدور وليس تاج الملك فوق الرأس؛ فهو فيروس «التاج»: هم ثقيل من الناحية الإقتصادية والتعليمية والطبية والصحة وكافة نواحي الحياة سواء للدولة بأجهزتها أو الأفراد والشركات .

[2] الجزء الثاني:

اسم البحث « الطب عند العرب... لغةً »

سلسلة بحوث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة

» سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء «

مُحَمَّدٌفخرُالدين الرَّمَادِيُ مِن الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

الأربعاء : 1 . شعبان 1441 هـ ~ 25 . مارس 2020 م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 01 / 04 / 2020, 28 : 05 PM   المشاركة رقم: 322
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الطِّبُّ عندَ الْعَربِ... فقهً

تمهيد ومدخل للموضوع :

مقلق ما صرح به يوم الإثنين - 30 مارس المنصرم - مستشار النمسا بأن الحياة لن تكون طبيعية طالما لا نستطيع أن نوجد لقاح - مصل - أو دواء لفيروس الكُرُونا... ردا على سؤال متعلق بالتعليم والدراسة في المدارس والجامعات ... وقريبٌ منه ما يقوله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في لقاءه الإسبوعي - أمس الثلاثاء- ... ومفزع - حقاً - أن تصرح الدوائر الطبية المتخصصة في كل من الصين وأمريكا وفرنسا وألمانيا بأنه أمامنا ما يقرب مِن ثمانية عشر شهراٍ حتىٰ نطمئن لوجود دواء نتمكن به مِن معالجة حالات الإصابة في المستشفيات... أو يُنْتَج لقاح - مصل؛ تطعيم - ضد الفيروس نستطيع شراءه مِن الصيدلية ... وبناءً علىٰ ما يقوله رجال السياسة في العالم المتحضر(!) وصناع القرار في العالم أجمع وما يتخذونه مِن تدابير احترازية؛ واجراءات صحية لشعوبهم ويجاورهم رجال العلم - تنذل - فتنحني البشرية أمام سطوة فيروس لا يعرف الحدود ولا ينتبه لوجود ضعفاء من كبار السن؛ ولا مَن هم في شرخ الشباب وزهرته يرغبون في مستقبل باهر... ويقف العلم في الغرب بما يملك اليوم مِن أجهزة متقدمة تكنولوجياً -نسبياً ؛ مقارنة لما سبق مِن أوبئة- وخبرات مكتسبة متراكمة... يقف العالم أجمع مكتوف الأيدي... وبما أن جائحة فيروس كُورنا التاجي لا يفرق بين إنسان شرقي -الصين ومجموعة النمور الأسيوية- متقدم اقتصاديا تكنولوجيا أو بين آخر غربي متقدم علميا تكنولوجيا اقتصاديا؛ وبغض النظر الأن عن منشأة الوباء أو كيفية إنتقاله مِن حيوان لا يؤثر فيه فيمرضه إلى إنسان فإذا ضعف جهاز المناعة عنده يفتك به فيقتله... يتبقى أمامهما بقية العالم ... فتقف في منطقة ذات ظلال باهتة :" مجموعات " أو " شعوب " أو " طوائف " أو " فرق " ... يتساءل المرء عن دورها في هذا المناخ العام وتلك البيئة الجديدة أو ما يجب أن تقوم به إزاء هذه الجائحة لتشارك الآخرين لتقوم بتقديم خدمة للإنسانية على وجه العموم بغض النظر عن الجانب العقائدي عند الآخر أو المبدئي أو كيفية ممارسة الحياة في نهار اليوم لإفاده نفسه أو اسرته أو مجتمعه أو الناس؛ وكيف يقضي ليله سواء أكان عابدا ناسكا مقيم الليل في محرابه أو في حانة رقص ولهو يحتسي الخمر ويعاقر الراح... هذه " المجموعات "(!) أو " الشعوب " (!) ... أطلق عليها تلطفاً < النامية > سواء قُصد دول بوزاراتها السيادية أو الخدمية أو تلك الشعوب بحكامها بعيدا عن المصطلح سئ السمعة < شعوب العالم الثالث > ... هذه " المجموعات " أو " الشعوب " هي تستهلك ما تنتجه الصين - حتى ما يحمله المعتمر والحاج منالأراضي المقدسة لذويهم - أو ما يرسله الغرب مِن مصنوعات موادها الخام من المنطقة العربية؛ مع الوضوح التام لما يوجد لديها -المنطقة العربية- وعندها من كنوز في باطن أراضيها وما تملكه من ثروة حيوانية ومقدرة زراعية فائقة باعتبارها سلة العالم الغذائية؛ لكنها لا تقوم بدور فاعل في السياسة العالمية ولا تمارس دورها كبقية الشعوب في إفادة نفسها أو استنفاع غيرها؛ ومن الدجل السياسي الحديث هنا عن مؤامرة تحاك ضد تلك الدول بأجهزتها ومؤسساتها... ويندرج ضمن هذه المجموعات والشعوب فترى بوضوح المنطقة العربية بكل ما عندها من خيرات مادية في باطن الأرض أو البحار والأنهار وفوق اراضيها ترى الخصوبة العالية للمنتجات الزراعية والحيوانية وارتفاع نسبة الشباب وعدد السكان[(1)]... كما ترى بوضوح المناطق التي يقطنها سكان ينتمون إلى < دين > الإسلام[(2)] وفق التقسيم العالمي لديانات البشر...

والمحصلة ترى بوضوح تام تراجع حاد ومستمر في القدرات الذاتية وأخفاقات متتالية في مجالات عدة مع وجود منظمات إقليمية -جامعة الدول العربية(تضم 22 دولة)؛ منظمة التعاون الخليجي(تضم 6؛ قابلة لزيادة)- أو منظمات عالمية -منظمة التعاون الإسلامي(تضم أكثر من 57 دولة)...

وبإنتهاء أزمة وباء كورونا ينبغي على تلك الدول والمنظمات إستعادة دورها الضائع في العالم ومن الأن يجب أن يتم تحضير دور ريادي محوري في سياسة العالم؛ وإعادة النظر في السياسة العامة عالميا ... والخاصة داخليا وفيما بينها ...

في 20 مارس المنصرم نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» مقالاً لــ«يوفال نوح هراري»، بعنوان: «العالم بعد فيروس كورونا» ذكر فيه أن عُقدة العُقد تدور حول مَن يقود التعاون الدولي لمواجهة الأزمة العالمية « ففي الأزمات العالمية السابقة -مثل الأزمة المالية عام 2008، ووباء إيبولا 2014- تولت الولايات المتحدة دور القائد العالمي. لكن الإدارة الأميركية الحالية تخلّت عن منصب القائد. لقد أوضحت أنها تهتم بعظمة أميركا أكثر من اهتمامها بمستقبل البشرية. وإذا لم يتم ملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة من قِبل دول أخرى، فلن يكون مِن الأصعب بكثير إيقاف الوباء الحالي فحسب، بل سيستمر إرثه في تسميم العلاقات الدولية لسنوات قادمة». المعضلة هنا أنه عندما يكون الحديث عن دول أخرى لقيادة العالم، فإنَّ الذهن يذهب فوراً إلى الصين وتجربتها في مقاومة الوباء والتي لم تقصّر في نشرها على العالم بتقديم المساعدات والمعرفة والخبرة والاستخدام المتقدم لتكنولوجيات الثورة العلمية الرابعة. ولكن الانتقال من قيادة إلى قيادة أخرى في المجتمع الدولي لم يحدث تاريخياً من دون حرب عظمى أو حروب ممتدة؛ والأهم من دون إرادة من الدولة الصاعدة ذاتها لكي تقوم بهذه المهمة.

في العام الماضي أعاد غراهام أليسون، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، الذهن إلى ما سماها «عُقدة ثوسيديدس» وهو الفيلسوف الإغريقي الذي كتب عن «حرب البلوبنيز» التي جرت قبل الميلاد بين أثينا وإسبرطة؛ ورغم أن هذه الأخيرة كانت هي التي بدأت الحرب، وانتصرت فيها، فإن ما رآه ثوسيديدس كان أن سبب الحرب ارتفاع قوة أثينا، فلم يكن هناك بُدٌّ من شن الحرب عليها.



ترجمة هذا المثال التاريخي على عالم اليوم هو أن صعود قوة الصين، والآن ترشيحها للقيادة في العالم في زمن «كوفيد - 19» يبدو كما لو كان طريقاً آخر إلى جهنم. وربما كان ذلك أحد عيوب الأمثلة التاريخية، فلا أميركا هي أثينا، ولا الصين هي إسبرطة، ولا الزمن زمن الإغريق، إنه القرن الحادي والعشرون. ".[(3)] .

و


من هنا تبدأ الفرصة الذهبية سواء للأمة العربية بما تملك من ثروات مادية وبشرية أو ما كان يسمى بــ" الأمة الإسلامية " ...

-*-*






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[(1)] بلغ مجموع سكان العالم العربي عام 2017م :" 359 " مليون نسمة،
بيد أنه في المنتدي العربي الخامس لاستخدام الطاقة النووية؛ الذي عُقد في القاهرة بتاريخ : 2-4 / ديسمبر / 2019م؛ قال د. سالم الحامدي ؛ رئيس الهيئة العربية للطاقة الذرية :
" أن عدد سكان الدول العربية :" 400 " مليون نسمة يعيشون علىٰ 4% من مساحة الدول العربية مجتمعه.
وأضاف خلال كلمته في افتتاح المنتدي العربي الخامس لاستخدام الطاقة النووية أنه يتوقع أن يصل عدد السكان الى 646 مليون نسمة خلال 2050 ".

[(2)] :" يُقدر عدد المسلمين في العالم بحوالي 1.8 مليار مسلم، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في الواحد والعشرين من شهر يناير لعام 2017م، ". وفقا لما أصدرته :

:"Huda (18-6-2017), "World's Muslim Population" Retrieved 1-8-2018. Edited."

*:" يبلغُ عددُ الدول الإسلاميّة أكثرَ من خمسين دولة، حيث يعيش حوالي 62% من المسلمين في آسيا،

و
يعيش 20% من المسلمين في الدول العربيّة،
و
يعيش 3.2% من المسلمين في أوروبا،
وحسْب إحصائيّات عام 2007م التي أحصيتْ من قبل مؤسّسة " كارنيغي " للسلام الدَّوْليّ، كانت الديانة الإسلامية من أكثر الديانات انتشاراً في العالم، حيث بلغت نسبة انتشارها 1.84%،
وقد قال المونسنيور فيتوريو فورمينتي لصحيفة الفاتيكان في مقابلةٍ: " لأوّل مرة في التاريخ يتعدّى الإسلام الكاثوليكيّة ويكون أكبر ديانة في العالم".

عدد المسلمين في العالم:

حسْبَ إحصائيّاتِ عام 2011م الذي أحصي من قبل إدارة منتدى < بيو > للدينِ والحياة العامّة يبلغُ عددُ المسلمين في العالم 1,619,314,000 مليار نسمة، وهم مقسمّون على القارّات الآتية:


اسم القارة
عدد سكّانها حسْبَ إحصائيّات عام 2011م
عدد السكان المسلمين من مجموع سكانها حسْب إحصائيات عام 2011م
قارة أوقيانوسيا
35,799,477 مليون نسمة
475,708 ألف نسمة



قارة أمريكا الشماليّة وقارة أمريكا الجنوبيّة
939,510,388 مليون نسمة
9,704,062 مليون نسمة



قارة أوروبا
734,602,633 مليون نسمة
49,545,462 مليون نسمة



قارة أفريقيا
1,031,761,881 مليار نسمة
447,042,815 مليون نسمة



قارة آسيا
4,184,149,728 مليار نسمة
1,148,173,347 مليار نسمة




[(3)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الثلاثاء 31 مارس 2020م

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 15 / 04 / 2020, 20 : 01 PM   المشاركة رقم: 323
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ[(1)]


﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ
﴿ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون [(2)]


ولمعنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ « صوموا تصحوا»[(3)]



[ ١ . ] أحكام وفضائل الصيام وأسرارَه

الوحي الإلهي بشقيه - القرآن الكريم والذكر الحكيم ، والسنة المحمدية النبوية العطرة - هذا الوحي يحمل بين آياته ونصوصه ومتن أحاديثه يحمل :
- إعجازا بلاغيا و
- إعجازا لُغويا، و
- إعجازا تشريعيا منهجيا سلوكيا تعليميا تربويا، و
في السابق كان التفسير بيانيا لغويا ثم جاء دور الإعجاز العلمي -كنوع جديد من التفسير والتأويل- في تفسير بعض آيات الذكر الحكيم وتأويل نصوص القرآن الكريم وأحاديث النبي الأمي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-.

إنَّ أحكام وفضائلَ العبادات المنزلة مِن رافع السموات -تعالى في سماه وتقدست اسماه- بواسطة أمين السماء المَلَٰك جبريل -عليه السلام- على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله : خاتمِ الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين والمبعوث رحمة للعالمين -صلى الله عليه وآله وسلم- وأسرارَها... اقول : هذه الأحكام وتلك الفضائل والأسرار : بحورٌ نورانية وميادينٌ إيمانية قد تحار فيه الألبابُ الذكية، والعقول والأفهام الإدراكية؛ ويذهب استيعابها كلَّ مذهب؛ لذا كان لا بدَّ لِمَن أراد ولوجَ باب العلم الشرعي والمعرفة المنهجية والكيفية العملية في الحياة الإسلامية اليومية والطريقة المحمدية الرسولية النبوية القرآنية السنية -كطريقة معينة في العيش وطراز خاص من الحياة - لا بدَّ لِمَن أراد ولوجَ باب العلم أن يتلمَّسَ أدق التفسير وابهاه وسليم التأويل وأوقاه ؛ وما صحَّت به نصوصُ الشريعة الغرَّاء من الهدي النبوي لخاتم الأنبياء ، مع تدقيق النظر فما اعتمده السادة العلماء الأجلاء الراسخون في العلم ... وكاتب هذه السطور - مع علمه بصِفْر اليدين، ومُزْجاة البِضاعة - رغبتُ في بَذْل الوُسْع في ذلك متشبِّهًا بأهلِ هذا الشأن؛ فمِن الله -تعالى- الهداية والتوفيق....

وبعد التوكل عليه والاستعانة به أقول:
إنَّ فضائل الصيام وأسرارَه تكاد - بحمد الله - ألاَّ تنحصر، فمِن ذلك أنَّ :

١ . ] الصيام ركنٌ عظيم من أركان هذا الدِّين الحنيف، فلا يستقيمُ بناءُ الإسلام إلاَّ به، ولا يثبت إيمانُ امرئٍ حتى يُقِرَّ بفرضيته...

ومنكره خرج عن دائرة الإيمان وجاهده يحتاج إلى إعادة النظر في عقيدته!

قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: « بُنِي الإسلامُ علىٰ خمسٍ:

- شهادةِ أن لا إله إلاَّ اللهُ، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، و

- إقامِ الصلاة، و

- إيتاءِ الزكاة، و

- حجِّ البيت، و

صومِ رمضان»[(4)].

٢ . ] الصيام في رمضان وقيام ليلة - وبخاصَّة ليلة القدر - إيمانًا واحتسابًا، دالٌّ على صِدْق إيمان فاعلِه، وإخلاصِه في عمله؛ لذا فهو مبشَّر بمغفرةِ عموم سابق ذنبِه.

قال رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : «مَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه»[(5)].

وقال - عليه الصلاة والسلام - : « مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه»[(6)]. و

يقول الصادق المصدوق -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَن يَقُم ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه»[(7)].

٣ . ] الصيام لا يعدِل أجرَه أجرُ شيءٍ من عَمَلِ ابن آدم، ففيه استكنَّ سرُّ الإخلاص، فبزَّ أجرُه بذلك جميعَ الأعمال؛ قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «كلُّ عمل ابن آدمَ يُضاعف، الحسنةُ عشرُ أمثالِها إلى سبعمائة ضِعْف؛ قال الله-عزَّ وجلَّ-: إلاَّ الصومَ فإنَّه لي، وأنا أجْزي به، يَدَع شهوتَه وطعامَه مِن أجلي»[(8)].

٤ . ] الصيام وقايةٌ لنفس الصائم من اتِّباع الهوىٰ في الدنيا، ومِن عذاب الله في الآخرة، وحِصْن حَصِين للصائم من مكايدِ الشيطان الرجيم؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ»[(9)].

٥ . ] الصيام قاطعٌ مُؤقَّت لشهوةِ النكاح، وسبب للعِفَّة والطهارة؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- موصيًا شباب أُمَّتِه، وأكرِمْ به مِن موصٍ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيتزوجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصَّوْم؛ فإنه له وِجاءٌ»[(10)].

و"الباءة": القدرة علىٰ مؤنة النكاح، و

"وِجاء"؛ أي: قاطع للشهوة.

٦ . ] الصيام مُهذِّب لنفْسِ الصائم، ممسكٌ عليه لسانَه وجوارَحه عن قوْل زُور، أو عمل به، مصبِّرٌ له علىٰ أذىٰ الناس؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إذا أصبحَ أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفثْ ولا يجهل، فإنِ امرؤٌ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم»[(11)].

وقال -عليه الصلاة والسلام-:«مَنْ لَمْ يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه»[(12)].

٧ . ] الصيام فاقَ سائِرَ العبادات، بتحقُّق فضيلة الصبر فيه؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«الصَّوم نِصفُ الصَّبْر»[(13)].

٨ . ] الصيام سبيلٌ لدخول الجَنَّة من باب الريَّان (باب من أبواب الجنة الثمانية)، وهو مُخصَّص للصائمين فقط؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إنَّ في الجَنَّة بابًا يُقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخلْ منه أحد»[(14)].

٩ . ] خُلوف - أو خُلْفة - فم الصائمِ هي أطيبُ عند الله من ريح المسك؛ قال-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«لَخُلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عندَ الله من رِيح المِسْك»[(15)].

١٠ . ] للصائم فرحتان؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «وللصائمِ فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفِطْره، وإذا لَقِي ربَّه فَرِح بصومه»[(16)].

١١ . ] الصيام من الأحوال المختصَّة بإجابة الدعاء؛ قال تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[(17)].

تأمَّل كيف ذكر -سبحانه وتعالىٰ- إجابةَ الدعاء بعد ذِكْره فريضةَ الصيام؛ وقال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إنَّ للصائم عند فِطْره لَدعوةً ما تُرَدُّ»[(18)].

١٢ . ] الصيام يدعو المسلِمَ للاقتداء بمزيد جُود النبيِّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في رمضان؛ «كان النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في رمضانَ، حين يلقاه جبريلُ -عليه السَّلام-»[(19)].

١٣ . ] ومِن فضائل الصيام كذلك أنَّه قد فُرِض في أفضل الشُّهور؛ شهر رمضان المبارك، الذي تكاد فضائلُه لا تُحصىٰ، ولعلَّ من المناسب في هذا المقام ذِكْرَ بعضٍ من خصائص هذا الشهر، لتسموَ الرُّوح بتذكُّرِها، وتتجدَّد ذكرىٰ ****** بها.

رمضان: شهر القرآن، ففيه كان ابتداء إنزاله، وقد أُنزِل جملةً واحدة من اللَّوْح المحفوظ إلىٰ بيت العِزَّة من السماء الدنيا في تلك اللَّيْلة، ثم نزل منجَّمًا (مُفرَّقًا) علىٰ قلْب النبيِّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في ثلاث وعشرين سنة مدة النبوة[(20)].

وكان ابتداء هذا التنزُّل في ليلة القدْر المباركة؛ قال-تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ}[(21)]. وقال-عزَّ وجلَّ-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}[(22)]. وقال-سبحانه-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ}[(23)].

رمضان: شهرٌ فُرِض فيه الصيام؛ قال-تعالى-: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[(24)].

وقال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- مُخبِرًا الأعرابيَّ عمَّا افترضه الله عليه من الصيام: «شهر رمضان، إلاَّ أن تطَّوَّع شيئًا»[(25)].

رمضان: شهر حَوَىٰ ليلةً العبادةُ فيها هي خيرٌ من عبادةٍ في ألف شهر، وهو ما يَزيد عن ثلاث وثمانين سنة؛ (أي: عمر الإنسان جميعه إن لم يزد عليه)، وهي تكون في إحدىٰ ليالي الأيام الوتر (المفرد) من العَشْر الأواخر من رمضان. قال-تعالى-: {لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[(26)].


وقال-عليه الصلاة والسلام-: «فالْتَمِسوها في العَشْر الأواخر في كلِّ وتر»[(27)].

رمضان: شهر يُقرَّب فيه أهل البِرِّ والخير، ويُقصىٰ فيه أهل الفجور والشر، وتُغلَّق فيه أبوابُ النيران، وتُشرع فيه أبواب الجِنان، وُيعتق فيه من النار عبادٌ لله، وذلك في كلِّ ليلة.

قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «إذا كان أولُ ليلةٍ من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقت أبوابُ النيران فلم يُفتحْ منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنَّة فلم يُغلقْ منها باب، ويُنادي منادٍ: يا باغيَ الخير أَقْبِلْ، ويا باغي الشر أَقْصِر، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كلَّ ليلة»[(28)].

اللهمَّ أكرمْنا بشُهود هذا الشهر العظيم، وأَفِض علينا من بركاته، وافتح لنا أبوابَ رحمتك فيه، وتفضَّل علينا بالتوفيق لصيامه والمقدرة علىٰ قيامه إيمانًا واحتسابًا، واختمْ لنا فيه بمغفرةٍ من عندك، ورحمةٍ من لدنك، ومُنَّ علينا بعِتقِ رقابنا من النار في لياليه المباركة، آمين.




Dr.
MUHAMMAD
ELRAMADY

محمدفخرالدين بن إبراهيم الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ



الأربعاء : ٢٢ شعبان ١٤٤١ هـ ~ 15 ابريل 2020 م .


ــــــــــــــــــــــــــ









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 15 / 04 / 2020, 33 : 11 PM   المشاركة رقم: 324
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
جزاك الله خيرا









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2020, 52 : 10 AM   المشاركة رقم: 325
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ[(1)]


﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ ﴿ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون [(2)]
الإعجاز العلمي




معاشر السادة المسلمين!

أنقف عند الإعجاز البلاغي للقرآن ؛ أم نقف عند الإعجاز اللُغوي ، أم نقف عند الإعجاز العلمي؛ أم البياني" أكسل "

شرع الله -سبحانه وتعالى- صيام شهر رمضان وجعله أحد الفروض الأساسية في الإسلام؛ كما شرع الرسول - صلى الله عليه وسلم- الصيام الاختياري [أي : صيام السنن؛ والنوافل؛ والمستحبات] علىٰ مدار العام الهجري .

قال تعالى: »يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم«(الأنفال 24) (3)

* . ] كان يعتقد في الماضي أن هذه الفوائد مقصورة على الجوانب الروحية والمشاعرية والعاطفية؛ غير أن العلم الحديث اليوم يكشف الدليل بعد الآخر على الفوائد البدنية والنفسية لمن يلتزم التعاليم الإسلامية.

هذا وقد ثبت حديثا أن للصيام فوائد صحية على :
- جهاز المناعة (1 ،2) وعلى
- الجهاز الدوري والقلب (3، 4، 5) وعلى
- الجهاز الهضمي (6) وعلى
- الجهاز التناسلي (7 ،8) وعلى
- الجهاز البولي (9)؛ وأن هذه التأثيرات المفيدة للصيام سجلت على المستوى الوظيفي للخلايا والأنسجة؛ وتأكدت بالدراسات الكيميائية والمعملية[مرجع 1].

** . ] يأتي شهر رمضان الكريم على الناس وهم فيه فريقان:

١ . ] الأول يهتم بالأغذية الروحية مِن :

- الذكر؛ و

- قراءة القرآن؛ و

- الصلاة؛ و

- الصدقة؛ و

- فعل الخيرات و

- السعي في الأرض بما ينفع البلاد والعباد؛ و

- عدم ضياع الوقت في اللهو وتحصيل الشهوات؛ و

- صيانة النفس من الوقوع في الآثام والموبقات، و

٢ . ] الفريق الثاني عندما يحل عليه الشهر الكريم كل همه أن يحافظ على صحته الجسدية فيهتم بالأغذية الجسمانية طوال الليل ويقضي معظم النهار نائما أو جالسا في بيته معتقدا أن الحركة والنشاط أثناء الصيام تضعف الجسد وتنهك القوى. بالإضافة إلى ما ذكرت المراجع الطبية من أن الحركة العضلية في فترة ما بعد امتصاص الغذاء أثناء الصوم تؤكسد مجموعة خاصة من الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة ( ليوسين وأيسوليوسين والفالين )، وتتأكسد هذه الأحماض أساسا في العضلات، حيث يوجد الأنزيم الخاص بتحويل مجموعة الأمين (Amino Transferase ) بكثرة في جهازي الاحتراق ( الميتوكندريا والسيتوزول ) ( Cytosol ) في الخلايا العضلية، وبعد أن تحصل الخلايا العضلية على الطاقة المنبعثة من هذا التأكسد، يتكون داخل هذه الخلايا حمضين أمينيين في غاية الأهمية، وهما حمضا الآلانين والجلوتامين، ويعتبر الأول وقودا أساسيا في تصنيع الجلوكوز الجديد في الكبد، ويدخل الثاني في تصنيع الأحماض النووية، ويتحول جزء منه إلى الحمض الأول تحول الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة إلى أحماض أكسوجينية في العضلات، والتي تتأكسد فتنطلق منها الطاقة، ثم يتكون منها حمضي الجلوتاميت والألانين، ويتكون الأخير أيضا من البيروفيت والجلوتاميت، ويعبر إلى الدم ومنه إلى الكبد ليشارك في صنع جلوكوز جديد به يمد العضلات بالطاقة ، وهكذا فإن الحركة عمل إيجابي يفيد في إمداد الجهاز الحركي بطاقات جديدة.

كما يتكون أثناء النشاط والحركة حمضا البيروفيت واللاكتيت من أكسدة الجلوكوز في الخلايا العضلية، واللذان يعتبران أيضا الوقود الأولي لتصنيع جلوكوز الكبديبين ما يعرف بدورة :" كوري " حيث يتكون الحمض اللبني (Lactic Acid ) في العضلات النشطة ، ثم يتحول إلى جلوكوز بواسطة الكبد، ويمد العضلات مرة أخرى بالطاقة اللازمة وتزداد هذه الأكسدة بالحركة، لذلك فعملية تصنيع جلوكوز جديد في الكبد تزداد بازدياد الحركة العضلية، وربما تصل إلى ثلاثة أضعافها في حالة عدم الحركة، ويعتبر حمض الألانين أهم الأحماض الأمينية المتكونة في العضلات أثناء الصيام، إذ يبلغ ( 30% ) منها، وتزيد هذه النسبة بالحركة والنشاط، ويتكون من أكسدة بعض الأحماض الأمينية ومن البيروفيت، يتحول هو أيضا إلى البيروفيت عبر دائرة تصنيع الجلوكوز في الكبد، وأكسدته في العضلات، [مرجع 2]


***









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2020, 37 : 05 PM   المشاركة رقم: 326
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
***


[ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الثاني ]


{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

فمِن أوجه خير الصيام في الدنيا قوله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[([1])].

فالله جعل صحَّة الأبدان بسبب الصيام مِن الحياة الطَّيِّبة ، التي وَعَد بها المؤمنين والمؤمنات بنصِّ الآية الكريمة ، فالمؤمن الحقُّ يُنَزِّه دائمًا الطاعات عن المبرِّرات، فنحن نصوم دائمًا طاعةً لله[([2])] - تبارك وتعالى - ورغبةً فيما عنده من الثواب.



كيمياء جسم الإنسان

للتعرف على بعض الفوائد الصحية للصيام لا بد من ذكر العمليتين الكيميائيتين اللتين تحدثان داخل أجسامنا وهما:

عملية الهدم ( Catabolism)

عملية البناء ( Anabolism)

وتجري كلتا العمليتين باستمرار في أجسامنا تحت مظلة ما يعرف بالاستقلاب

(Metabolism) ،
وفي أثناء فترة الصيام تنشط عملية الهدم حيث يقوم الجسم باستهلاك وتدمير الخلايا القديمة (الهرمة والمريضة) في الأعضاء المختلفة، واستهلاك الدهون المختزنة في أنسجة الجسم وأعضائه التي ثبتت أضرارها وأخطارها الصحية،

ثم
تنشط بعدها عملية البناء بعد الإفطار ، و

لهذا فإن نظام الصوم في الإسلام المتمثل في الامتناع عن الطعام والشراب لمدة تقارب الأربع عشرة ساعة أو أكثر

ثم
تتبعه بضع ساعات من السماح بتناول الطعام إنما هو نظام مثالي لتنشيط عمليتي : " الهدم " ؛ و : " البناء " لصالح ازدهار صحة الإنسان في أعماق خلاياه وأنسجته وأعضائه، والموقف الإيجابي لدى المسلم تنجم عنه فوائد نفسية وروحية للصائم كالزيادة في هرمونات الجسم الداخلية مثل مجموعة الأندروفينات، والتي يعزى إليها تحسن قدرة الصائم على بذل الجهد البدني، وكذلك قلة الشعور بالإعياء والتعب خلافا لما يعتقده بعض الناس من أن الصيام يسبب الوهن الجسدي والإعياء، واعتقادهم هذا مجرد فرضية لا أساس لها من الصحة وبالتالي فإن

كثيرا من الصائمين يخفض ساعات العمل أثناء صيام النهار
ويخلد للراحة والنوم، و

قد ثبت علميا أن الصيام ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي أو تحمل الجهد البدني كما أنه لا يؤدي إلى أي من مظاهر الإرهاق والإجهاد،

بل
العكس هو الصحيح، لأن نتائج البحوث أظهرت تحسنا في القدرة على تحمل الجهد البدني وفي كفاءة الأداء العضلي أثناء الصيام، كما ظهر تحسن في درجة الشعور بالإرهاق .



فما هو التفسير الحيوي لذلك؟



لقد أظهرت دراسات عديدة أن الصوم يسبب زيادة في الأحماض الدهنية الحرة

( Free Fatty Acids )
في الدم، إذ ينجم عن الحركة والنشاط البدني أثناء الصوم في البداية زيادة في تصنيع جلوكوز جديد في الكبد (بتحويل الجلايكوجين فيه إلى جلوكوز) ويزداد إنتاج الجلوكوز بازياد الجهد العضلي، وبعد استهلاك الجلوكوز القادم من الكبد يتجه الجسم إلى الدهون (المخزون الشحمي) في النسج المختلفة للحصول على الطاقة، فيقوم بتحرير الأحماض الدهنية من هذه النسج مثل منطقة:

- البطن

و

- الأرداف

و

- الأحشاء ...

ثم بأكسدة وحرق هذه الدهون لتوليد الطاقة، ولهذا فإن الحركة والنشاط أثناء الصيام إنما هي عمل إيجابي وحيوي يزيد من نشاط عمل الكبد والعضلات، ويخلص الجسم من تراكم الشحوم ( السمنة ) ومن السموم المختزنة في هذه الشحوم والتي تشكل عبئا على القلب وتسبب أضراراً صحية عديدة وخاصة على الجهاز الدوري والقلب وعلى البنكرياس ، مما قد يسبب ظهور مرض السكري لدى البدناء أكثر من غيرهم.

وبشكل عام فإن الحركة والنشاط أثناءالصيام يقومان بدور تنشيط الكبد خلال النهار ، فتتحرك كمية الطاقة المختزنة فيه مما يؤدي بعد ذلك إلى تحرير الأحماض الدهنية في مجرى الدم حيث يجري حرقها والاستفادة منها في توليد الطاقة ، وكذلك فإنها تنظف الأعضاء من السموم المتراكمة في الأنسجة وخصوصا الأنسجة المختزنة للدهون ، وهذه الوظيفة هي أساسا من وظائف الكبد ، أما


كثرة :
- النوم و
- الكسل و
- الخمول ...
أثناء النهار فتعطل هذه الفوائد كما تعطل عمليات الهدم الإيجابي المفيد للتخلص من الخلايا الهرمة ومن الشحوم والسموم فيبقى المخزون الدهني والسموم الكامنة فيه كما هي في الجسم ، وهكذا يتضح أن الصوم يسبب زيادة الأحماض الدهنية الحرة في الدم فتصبح المصدر الرئيسي للطاقة بدلا من الجلوكوز ، وهذا يساعد أيضا في حماية مستوى الجلوكوز في الدم ، أي أن الصيام يجعل الجسم يتجه إلى استخدام المصادر الداخلية للطاقة بدلا من المصادر الخارجية التي تستخدم في الظروف الاعتيادية في الأيام التي لا صيام فيها .[([3])]



راحة القلب:



عندما ننام تَستريح العين ، وعندما نمشي كثيرًا سنَتْعب ، ونجلس على كرسي ؛ لكي نستريح فتستريح القدَمان من التَّعب ، فكلُّ أعضاء الجسد تأخذ راحتها في وقْتٍ ما ، فالقلب أمير البَدَن ، فوجدوا فسيولوجيًّا أنه لا يمكن للقلب أن يستريح ؛ لأنه لو ركَن إلى الرَّاحة ولو دقائق ، لمات الإنسان.



إذًا ، متَى وكيف تكون راحة القلب؟



هذه الراحة لا تتأتَّى إلاَّ في الصيام ؛ فإنَّ متوسِّط نبضات القلب في الدقيقة الواحدة 72 نبضة ، هذه النبضات وجدوها فسيولوجيًّا أنها في الصيام تقِلُّ إلى 60 نبضةً في الدقيقة الواحدة ، فتَقِلُّ نبضات القلب في ثلاثين يومًا بنسبة 270 ألف نبضة، وهذا في حالة صيام الإنسان دون أيِّ أمراض ، فهذه راحة كاملة للجهاز الهضمي ؛ حيث إنَّ الإنسان في حالة الإفطار يعمل الجهاز الهضمي كثيرًا لهضم الطعام ؛ نظرًا لأنَّ الإنسان يأكل ثلاث وجبات ، فيحتاج ذلك إلى ضخِّ الدم بصورة أكبر لنشاط الجسم ، أما في حالة الصيام فلا يوجد طعام ، فذلك راحة للقلب.

من ناحية أخرى:

فإنَّ السموم المتراكمة في الجسم نجد أنَّ الكبد هو المِصْفَاة لهذه السموم ، هناك سمُوم تتراكم في الجسم من كمِّية المياه التي يَشربها على مدار حياته ، ووُجِد علميًّا أنَّ كميَّة المياه التي يشربها الإنسان على مدار حياته يُوجَد بها 200 كيلو جرام من المعادن الثقيلة المُذَابة في المياه ، إضافة إلى السموم الموجودة في الهواء والطعام . و

المولىٰ سبحانه وتعالىٰ؛ خالق البشر ورازق الكل خلَق لنا هذا الكَبِد ، وجعل له وظائف عديدة:

١ . ]عملية التَّخْزين؛ حيث إنَّ الإنسان الموظَّف - غالبًا - يبدأ يومه العاديَّ بوجبة الإفطار ، ثم كوب شاي في العمل ، ثم ( سندوتشات ) كذلك ، وكل هذا فيه نشويَّات وسكَّريات ، فالكبد هو بمثابة المَخْزن لهذه النشويات والسكريات .

٢ . ] عملية تطهير الجسم من السموم، فعندما يكون الإنسان صائمًا ، فإنَّ الكبد يكون في راحة تامَّة من عملِيَّة التخزين بنسبة 15 إلى 16 ساعة في اليوم ، فيقوم بعملية تطهير الجسم من كل السموم .

يقول الدكتور عبدالجواد الصاوي في كتابه " الصيام معجزة علميَّة "؛ يقول :

" تستمرُّ عملية التنظيف وكأنَّ الإنسان يَخرج من هذا الشهر الكريم أنظف مما كان عليه " ،
كذلك تحدث عملية تجديد في الخلايا ؛ نتيجة راحة الجسْم ، وتَظْهر هذه في البَشرة وفي صفَاء العينين وجمال الوجه .

هناك بعض الدراسات تؤكد أن الصوم يعالج ضغط الدم العالي ، ويقول الأطباء : " هنالك حالات كثيرة من الإصابة بضغط الدم المرتفع والمزمن حيث لا يعطي الدواء الكيميائي إلا نتائج محدودة ، وهذا المرض يعالجه الصيام بشكل جيد ".



عالج الحصيات والربو بالصيام



يفيد الصوم في الوقاية من مرض الحصى الكلوية . وكذلك الحصيات بأنواعها ، ومن الحالات الكثيرة التي يرويها الأطباء حالة لإنسان مريض قلب ، فقد كان يعاني من وجود حصية كبيرة في المثانة ، ولكن الأطباء لم يستطيعوا إجراء أي عملية بسبب أن قلبه لا يتحمل التخدير ، إلا على مسؤوليته.

ولكنه رفض العملية الجراحية أيضاً وقرر أن يصوم فإذا به بعد عدة أشهر لم يعد يشكو من أي شيء، وهذه معلومات مؤكدة ويؤكدها جميع الباحثين اليوم

تؤكد بعض الدراسات أن الصوم يعالج الربو ، فالصوم وسيلة جيدة لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي . وكثير من الأمراض المزمنة للجهاز التنفسي تزول بمجرد المداومة على الصيام، فسبحان الله!



الصوم: سلاح يعمل في الخفاء



أكثر المواقع الطبية والعلاج الطبيعي تُؤكد على أن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض هو الصوم ، و يطلقون الصيحات والنداءات للناس لكي يعتمدوا هذه " التقنية "(!!!) الرخيصة وذات الفوائد الكثيرة . وتذكرتُ نعمة الله علينا نحن المسلمين عندما أمرنا بالصيام، بل وجعل الصوم عبادة خاصة له سبحانه هو يجزي بها.

وقد أكَّد أهمية هذه العبادة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما شبَّه الصوم بالترس الذي يحتمي به المقاتل فقال: (والصوم جُنَّة) [([4])]. و

الجُنَّة هي الشيء الذي يحتمي الإنسان به من خطر ما أو من عدو ما.

والسؤال: ما هي الأخطار ومن هم الأعداء الذين يقف الصيام بيننا وبينهم؟

يقول العلماء إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي تتراكم داخل الخلايا وتعيق عملها وتقلل من نشاطها. هذه السموم تمكث لفترات طويلة في الجسم ولا يمكن إزالتها، وغالباً تكون هذه السموم مسؤولة عن الهرم المبكر لدى الإنسان.



تنشيط نظام المناعة بالصيام



من أهم الفوائد التي يقدمها الصيام أنه ينشط نظام المناعة للجسم ، ونحن نعلم أن جهاز المناعة هو بمثابة الجنود التي تحرس الجسم وتهاجم الفيروسات والبكتريا الضارة وتدافع عن الجسم ضد أي جسم غريب يدخل إلى الجسم . ولذلك فإن الصيام يقوي هذه " الجنود " ويزيد من نشاطها وكفاءتها ، وبالتالي فهو يعمل كسلاح فعال يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه .



التغذية الصحية والصوم ينشط الدماغ ويقي من الخرف



يقول البروفسور الألماني هانزديتليف فاسمان (مدير قسم جراحة الأعصاب في مستشفى مونستر الجامعي) إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر يعد " منشطاً للمخ ". و

يؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور الكتان تمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للخرف أو السكتة الدماغية.

وأوضح الطبيب الألماني أن التقارير التي تجرى حول الحالة الصحية للمسنين واختبارات الذاكرة أظهرت أن الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من السعرات الحرارية والأغذية الغنية بالحمض الدهني (أوميجا 3) تزيد من كفاءة توصيل الإشارات في المخ.

وأضاف أن النظام الغذائي الصحي يبقي القدرة على التعلم في الكبر مدة أطول، كما يقاوم التراجع في الأداء الوظيفي للمخ المرتبط بكبر السن. وعن دور الصوم في تحسين وظائف المخ، أشار " فاسمان" إلى أن الأبحاث التي تجرى في الدول الإسلامية التي يصوم مواطنوها شهر رمضان من الممكن أن تكشف عن فوائد الصيام للإنسان.

خلايا الدماغ العصبية: هي الأكثر أهمية وحساسية بين خلايا الإنسان، ولذلك فإن الاهتمام بتغذيتها بشكل صحي هو أفضل طريقة لتجنب الكثير من الأمراض. ويؤكد العلماء أن الصوم يلعب دوراً كبيراً في تنشيط خلايا الدماغ وجعلها تعمل بكفاءة أكبر.

وهنا نتوقف معاً لأتتذكر تعاليم ديننا الحنيف التي سبقت علماء الغرب إلى هذه النصائح الطبية! فـــ

القرآن الكريم والذكر الحكيم يؤكد على عدم الإسراف في الطعام والشراب، وهو ما يؤكده العلماء اليوم. يقول تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[([5])]. فهذه الآية تكفي للوقاية من جميع الأمراض، لأن معظم الأمراض سببها الغذاء غير الصحي والدسم جداً!

كذلك نتذكر معاص آية الصوم التي قال فيها تبارك وتعالى: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [([6])]. ونتذكر أن نبيّ الرحمة -صلى الله عليه وسلم- ورسول الهدى لم يكن يكتفي بصيام رمضان، بل كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويأمر بذلك، وقد ثبُت أن جسم الإنسان بحاجة لــ " استراحة " من الطعام والشراب بين الحين والآخر. فهل نقتدي بهذا النبي الرحيم!!!



تطوير المدارك... من فوائد الصوم



هل حاولت أخي الكريم..! .. أختي العزيزة !.. أن تطور مداركك وأن تصبح أكثر إبداعاً!!!

إنه الصوم!

أفضل وسيلة عملية لتنشيط خلايا الدماغ، وإعادة برمجتها وزيادة قدرتها على العمل والإبداع. وهذا يحسّن سيطرتك على نفسك وزيادة قوة إرادتك.

وهكذا لو تتبعنا القائمة الطويلة من الأمراض التي يعالجها الصيام نلاحظ أن هذه القائمة تزداد يوماً بعد يوم، وفي كل يوم يكشف الطب الحديث فائدة جديدة للصيام، ويمكننا أن نقوم بإحصاء الأمراض التي يعالجها الصوم فسوف تجد أن جميع الأمراض تقريباً يعمل الصيام كسلاح فعال على علاجها ومقاومتها والقضاء عليها:

- سلاح ضد الشيخوخة،

- سلاح ضد آلام المفاصل و

- أمراض ضغط الدم.... و

من هنا نستطيع أن نعمق فهمنا للحديث الشريف

« والصوم جُنَّة»[([7])]

أي أن الصوم هو وقاية وستر وسلاح يقينا شر الأمراض في الدنيا، ويقينا حرَّ جهنم يوم القيامة.



التمر ... غذاء وشفاء



لا يمكن أن نحصي الفوائد الطبية لهذه الثمرة المباركة التي ذكرها الله في كتابه، وذكرها النبي في أحاديثه. فــ

التمر هو غذاء كامل ويحوي من المواد المفيدة للجسم ما لا يمكن إحصاؤه. ففيه عدد من المعادن والفيتامينات الضرورية ونوعية السكر بسيطة سهلة الامتصاص ولا تضر حتى من لديهم مرض السكر



( إذا تم استهلاك التمر باعتدال ). و

لذلك يا أحبتي لا تنسوا التمر على مائدتكم وحتى في غير رمضان!

يعتبر التمر من الأغذية الهامة في رمضان وخلال أيام الصيام، فهو مناسب جداً للصائم ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفطر على تمر. و

هناك قائمة طويلة من الأمراض يعالجها التمر، وهنا يتجلى الهدي النبوي الشريف عندما قال عليه الصلاة والسلام: « لا يجوع أهل بيت عندهم التمر »[([8])].



الفاكهة ... شفاء وغذاء



لقد خلق الله أنواعاً عديدة من الفاكهة وسخرها لتكون غذاء وشفاء. فجميع الأبحاث تؤكد أن الفواكه مفيدة جداً، ولذلك ينبغي أن تركز عليها أثناء الإفطار ولا ننسى أن الفاكهة طعام أهل الجنة.

يقول تعالى: { فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }[([9])]. و

يقول أيضاً: { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ }[([10])]. و

أود أن أذكرك عزيزي القارئ بأن أفضل أنواع الفاكهة ما جاء ذكره في كتاب الله تعالى. مثل :

- التين و

- العنب و

- الرمان.

سبحان الله، لا يوجد نوع من أنواع الفاكهة إلا وفيه العديد من الفوائد الطبية، وهذا من نعمة الله علينا، لذلك نصيحتي أن تكثروا من أكل الفاكهة وتتجنبوا الوجبات الجاهزة والسريعة، أو الحلويات التي تحوي كميات كبيرة من السكر الصناعي الذي يؤدي الإكثار منه إلى أمراض عديدة على رأسها السكري.



أثبت الصيام قدرته على علاج آلام المفاصل



يُستخدم الصيام اليوم في الغرب (طبعاً على طريقتهم) لمعالجة التهاب المفاصل وآلام الظهر بنجاح، فالصيام هو عملية تشبه " السحر " في قدرته على تنظيم عمل مختلف الأجهزة في الجسد، وعلاجه للأوجاع الناتجة عن انقراص الفقرات أو عن مشاكل في عظام الظهر أو الرقبة أو الرجلين.

إن الصوم مفيد جداً لمن يعاني من آلام أسفل الظهر أو العمود الفقري أو تنميل الأطراف، وهناك دراسات تؤكد أن الإقلال من الطعام والاعتماد على أغذية طبيعية يمكن أن يقي من هشاشة العظام في الكبر!

ولكن أحبُّ أن أزيدك فائدة أخرى وهي تناول التمر أو العجوة خلال الإفطار وأثناء السحور. فقد أثبت التمر قدرته على علاج آلام الركبة والمفاصل وغيرها، وذلك لأنه يحوي " معلومات شفائية " تستطيع تنظيم عمل الخلايا ورفع مناعة الجسم وبالتالي التغلب على هذه الآلام.



وأخيراً



نقول وبكل ثقة إذا كان أحدكم يعاني من أي مرض مزمن، فعليه بــ

- الصوم المتكرر،

مع الإكثار من :

- تناول حبات من التمر على الفطور،

مع :

- قراءة القرآن باستمرار

و :

- الاستماع إلى القرآن بصوت مقرئ مع الخشوع التام،

وفي حالة الضرورة :

- استشارة الطبيب

والاعتماد- بعد الله تعالى- على :

- الغذاء الطبيعي...

فإن هذا سيكون علاجاً مثالياً لأي مرض كان بإذن الله تعالى!

وكذلك يتجلَّى في الإعجاز العلمي في الآية ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ[([11])]

قوة المناعة، فوجدوا علميًّا أنَّ الخلايا المقامة تزداد فاعليتها بنسبة 10 أضعاف، فيوجد في الجهاز المناعي خلايا تسمَّى الخلايا اللِّمفاوية و التائية، والتي تحتاج إلى طاقة كبيرة؛ لِكَي تقوم بوظيفتها، وهذه الطاقة لا تتوفَّر إلاَّ في الصيام؛ لِتَوقُّف الجهاز الهضمي عن عملية الهضم، فتنشط هذه الخلايا.



عالج أمراض الجهاز الهضمي بالصيام



كم هو عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أية فائدة، ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم بإذن الله تعالى. وكذلك

الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن يجدوا في الصيام حلاًّ مؤكداً لشفائها. وكذلك التهاب الكولون و التهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون بأن 85 % من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف والدم الملوث...

الصوم ينظف الأمعاء والقولون والمعدة من المواد الضارة ويساعد الجهاز الهضمي على العمل بكفاءة أعلى، ولذلك فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء! وأفضل حمية يمكن للإنسان أن يتبعها هي الصوم!



عالج الكولسترول الضار بالصيام



إن الصيام يساعد مرضى الكولسترول على الشفاء. وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو أن الصائم يتمتع بنفسية جيدة وحالة مستقرة تغيب فيها الانفعالات والاضطرابات، وتخيم عليه السكينة والطمأنينة، وهذا ما ينظم عمل أجهزة الجسم ويجعلها أكثر قدرة وكفاءة في علاج الخلل في عمل أجهزة الجسم مثل تنظيم إفراز الأنسولين وعلاج مرض السكري وتنظيم مستوياته وتخفيض نسبة الكولسترول الضار في الدم

هذه هي معجزات الله - الخالق الصانع المصور- الطبِّية في الصيام، الذي يُعَدُّ بمثابة الوقاية السَّنوية لجسم الإنسان من كثير من الأمراض، فسبحان الله العظيم الذي أنعَم علينا بنعمة الصِّيام، ولكنَّنا لا نَشْكره على نِعَمه؛ ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ[([12])] .

نسأل الله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ليس في رمضان فقط بل طيلة أشهر العام الهجري، عسى الله أن يتقبل من الجميع، إنه سميع مجيب... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

نسألُ الله العظيم أن يُعِيد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة؛ إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه.
.


ــــــــــــــــــــــــــ

[ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الثالث ]

هناك فرضية عامة في العديد من البلدان الإسلامية مفادها: أن الصيام يؤثر على الأداء العام للجسم وخصوصا الأداء البدني؛ مما قاد الكثيرين إلى تخفيض ساعات العمل أثناء صيام شهر رمضان.

لذلك
أقدم هذه الدراسة للتحقق من هذه الفرضية. حيث ثبت لنا من خلال الدراسة أن الصيام الإسلامي ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي وتحمل المجهود البدني، ولا يؤدي إلى مظاهر الإرهاق والإجهاد، بل العكس هو الصحيح لأن نتائج هذا البحث أظهرت وجود تحسن - ذي قيمة إحصائية - في درجة تحمل المجهود البدني، وبالتالي كفاءة الأداء العضلي، وكذلك أداء القلب مع المجهود أثناء الصيام، كما ظهر تحسن بسيط في درجة الشعور بالإرهاق.

د. القاضي يقول :" إن صيام شهر رمضان فعل يقصد به عبادة الله تعالى ولذا يتوقع منه حصول فوائد نفسية وروحية للصائمين؛ ولذلك فمن المحتمل أن الحالة النفسية الإيجابية يمكن أن ينتج عنها زيادة في بعض هرمونات الجسم الداخلية مثل: مجموعة الأندروفينات والتي يعزى إليها تحسن الأداء البدني وقلة الشعور بالإعياء والتعب.

كما تدعم نتائج هذه الدراسة بعض الأحداث التاريخية.


أدلة تاريخية

ولعلنا في هذا السياق نتذكر أن معركة بدر الكبرى كانت في السابع عشر من رمضان والمسلمون صائمون، وقد كان أداؤهم أثناء القتال متميزا، ونصرهم الله تعالى نصرا عزيزا، مما يؤكد بالدليل الواقعي العملي قوة تحمل الأشخاص للجهد البدني والنفسي أثناء الصوم، وأمثال ذلك كثير.

ولعلي أحصيها ذات مرة ؛ إذا تيسر لي الوقت!!!

وهكذا فليس من المصادفة أن موقعة بدر التاريخية ـ في عصر الإسلام الأول - ومعركة العاشر من رمضان والتي تحقق فيها عبور قناة السويس وتحطيم خطوط إسرائيل الدفاعية - في العصر الحاضر ـ أن تكونا وقعتا أثناء شهر الصيام، ومن المعروف أن الجنود الصائمين كان أداؤهم جيدا أثناء القتال، مما يؤكد قوة تحمل الأشخاص للمجهود البدني والنفسي أثناء الصيام. "

القاضي[([13])] يقول :" أن نتائج دراستنا تقدم دليلا علميا جديدا لقول الله تعالى : » وأن تصوموا خير لكم«[([14])] ولمعنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ « صوموا تصحوا»[([15])] "



اضطرابات الساعة البيولوجية



وثمة خطأ يقع فيه كثير من الناس، إذ ينامون كثيرا أثناء النهار ويسهرون طوال الليل أثناء رمضان، ما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للحركة والنشاط المرتبطة بإفراز هرمونات معينة تساعد على النشاط نهارا (مثل الكورتيزون) والنوم ليلاً (مثل هرمون الميلاتونين)، وليس هذا من أهداف الصوم وينبغي تجنبه.


الصوم أفضل وسيلة لمعالجة السمنة

تبين مما سبق ومن دراسات كثيرة أن الصيام الذي يتبعه إفطار معتدل متوازن يساعد على خفض الوزن لدى المصابين بالسمنة، ولكنه لا يؤثر في الأشخاص ذوي الوزن المعتدل، والدراسات العلمية تؤكد أن السمنة ذات آثار ضارة على الصحة فهي تسبب أمراضا كثيرة كارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والإصابة بمرض السكري (النوع الثاني)، وتشجع على الإصابة بأمراض القلب والأوعية.

فنسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم عندالبدينين ثلاثة أضعاف نظرائهم من ذوي الوزن المثالي، علما بأن الضغط يؤدي إلى الاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وفشل عضلة القلب، والخثرات ( الجلطة ) في الدماغ (الذي يتبعه الشلل) وغير ذلك، كما أن ارتفاع نسبة الكوليسترول تؤدي إلى تصلب الشرايين والذبحة الصدرية، وكذلك فإن زيادة الوزن تؤدي إلى الاصابة بمرض السكري بمقدار ضعفين إلى عشرة أضعاف مقارنة بذوي الوزن المثالي، وتتوقف نسبة هذه الزيادة على مقدار الزيادة في الوزن.

ولمرض السكري تأثيرات خطرة تتمثل في أمراض القلب والأوعية واعتلال شبكية العين والفشل الكلوي واعتلال الأعصاب.

هل لديك وزن زائد... الفرصة أمامك

هكذا يؤكد جميع أطباء الدنيا، فالامتناع عن الطعام هو أسهل وأرخص وسيلة لعلاج البدانة، وهذا ما يحققه لك الصيام. ولذلك فإن الله -تعالى- منحك هدية لا يعرف قيمتها إلا من أدرك فوائدها، إنها شهر رمضان، فهذا الشهر فرصة لضبط إيقاع جسدك والقضاء على كمية الدهون الفائضة وإعطاء فرصة لتنظيم عمل الهرمونات وخلايا الدم لتقوم بعملها في إعادة تنظيم عمل أنظمة الجسم، وعلاج الوزن الزائد.

حالما يبدأ الإنسان بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة والمريضة أو المتضررة في الجسم لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية الهضم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة، وسوف يبدأ "بانتهام" النفايات السامة والأنسجة المتضررة ويزيل هذه السموم. ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل، أي الصيام عن الطعام والشراب، وبكلمة أخرى الصيام الإسلامي، فتأمل عظمة الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي يقدمها لنا.

هنالك أكثر من 60% من الشعب الأمريكي زائد الوزن عن الحدود الطبيعية! وهؤلاء كلّفوا الدولة 117 بليون دولار في سنة واحدة - عام 2002(!!) - . بالإضافة إلى 300 ألف وفاة سنوياً بسبب مشاكل الوزن الزائد الذي يكون بدوره سبباً رئيسياً في مرض السكر وأمراض القلب والتهاب المفاصل ومشاكل في الجهاز التنفسي والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، وجميع هذه الأمراض الخطيرة ترتبط بالبدانة بشكل مباشر.

وليس غريباً أن يكون الصيام سلاحاً ناجعاً ضد السمنة وما ينتج عنها من أمراض، ولو أنهم طبقوا القواعد الإسلامية في الصوم، فكم سيوفّروا من المال والمرض والمعاناة؟

***

هل لديك مرض مزمن عجز عنه الطبيب والدواء؟

هناك دراسات كثيرة تؤكد أن الصوم يعالج الأمراض المزمنة، والمرض المزمن هو الذي لم ينفع معه أي دواء فيبقى مدة طويلة من الزمن... الآن هذه فرصة ذهبية لعلاج هذا المرض مهما كان. فأمراض الكبد والكلى والقولون... وغير ذلك من الأمراض المستعصية، وجد العلماء علاجاً ناجعاً لها، إنه الصوم!

وعندما تدرك أخي المؤمن أهمية الصيام في علاج مثل هذه الأمراض، فإنك بلا شك تصبح أكثر اشتياقاً لهذا الشهر بل وتشعر بالسعادة والفرح والسرور أثناء ممارستك للصيام، لأنك ستجني فوائد عديدة.

الأثر الشفائي للصوم

قام العلماء بدراسة الأثر الشفائي للصوم وخرجوا بنتائج يقينية وهي أن الصوم هو أفضل وسيلة لمعالجة السموم المتراكمة في الخلايا!

فالصوم له تأثيرات مدهشة، فهو يعمل على صيانة خلايا الجسم، ويعتبر الصيام أنجع وسيلة للقضاء على مختلف الأمراض والفيروسات والبكتريا، وربما نعجب إذا علمنا أن في دول الغرب مراكز متخصصة تعالج بالصيام فقط!!
وتجد في هذه المراكز كثير من الحالات التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن مارست الصيام تم الشفاء خلال زمن قياسي!
ونحن أمرنا الله بالصيام فقال: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )[([16])]

وأن تصوموا خير لكم

يقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [([17])] . والله تعالى لا يكتب شيئاً على عباده إلا إذا كان فيه مصلحة ومنفعة لهم. ولذلك فقد عُرف الصيام منذ آلاف السنين قبل الإسلام عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض، وأن الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض!

والعجيب أخي المسلم...! أختي المسلمة...! أن علماء الغرب (وبعضهم ملحدون) بدأوا اليوم ينادون بالصيام كوسيلة علاجية فعالة لكثير من الأمراض... وهذه نتائج لأبحاث قام بها علماء متخصصون يؤكدون أن الصوم يعالج عشرات الأمراض!!

***

اكسب مزيداً من الطاقة بالصيام

يؤكد الباحثون اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدود القصوى!!! فعندما تصوم أخي المؤمن فإن تغيرات كثيرة تحصل داخل جسدك من دون أن تشعر، فهنالك قيود كثيرة تُفرض على الشياطين، فلا تقدر على الوسوسة والتأثير عليك كما في الأيام العادية، وهذا ما يرفع من مستوى الطاقة لديك لأنك قد تخلصت من مصدر للتوتر وتبديد الطاقة الفعالة سببه الشيطان.

إن أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام والشراب، في حالة الصيام سيتم توفير هذه الطاقة طبعاً ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة. وسيتم استخدام هذه الطاقة في عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة.

إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب هذا الشهر الفضيل، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير بسبب التأثير النفسي للصيام، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن مثلاً بسهولة أكبر، أو تستطيع أن تترك عادة سيئة مثلاً لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك.

***

الصيام يجدد الشباب!

أظهرت الدراسات والتجارب أن ممارسة الصيام على الحيوانات يضاعف من فترة بقائها أو حياتها!

ونجد كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى. وهذا بالنسبة لصيامهم وهو على عصير الفواكه فقط ولا يتميز بأي روحانية أو خشوع أو إحساس بمتعة الصيام كما في البلدان الإسلامية.

إن التنظيف المستمر للخلايا باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام. حتى إن حاجة الجسم من البروتين تخف خلال الصيام إلى الخمس! وهذا ما يعطي قدراً من الراحة للخلايا، حتى إن الصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن وصحيح. فإذا كان هذا تأثير الصيام غير الإسلامي، فكيف بتأثير الصيام الإسلامي؟

التدخين

الصوم يؤخر الشيخوخة ويقي من الأمراض


تبين من دراسات أجراها معهد الصحة العالمي (IHI) في أميركا أن تخفيض نسبة السعرات الحرارية المتناولة يوميا يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة ويقوي جهاز المناعة وفقا لأبحاث أجريت في جامعة ويسكنس (Wisconsin University)، شريطة أن يكون الغذاء صحيا ومتوازنا، كما أجريت أبحاث اخرى في جامعة ميرلاند الأميركية تبين فيها أن الإقلال من الطعام أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بأمراض السكري والقلب والسرطان.

وفي هذا السياق نشرت "الدورية الأمريكية لعلم التغذية السريري" الصادرة عن الجمعية الأميركية للتغذية، مقالا علميا استعرضت فيه نتائج تجارب أجريت على الثدييات والبشر، وكشفت عن دور الصوم المتقطع في خفض مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري، وأمراض القلب والشرايين.

وتبين أن الصوم المتقطع ساعد على زيادة استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، وعمل على تحفيز التقاط الخلايا لجزئيات الأنسولين، وهو ما يدعم نتائج دراسات سابقة أكدت أن هذا النوع من الصيام يزيد من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين، ما قد يسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بداء السكري.
كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون "الأديبونيسيتين" الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للجلوكوز في الجسم.
وفي السياق نفسه، كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري.

أما فيما يختص بالصحة القلبية فأبرزت البحوث الطبية ارتباط الصيام المتقطع، بعوامل الوقاية من أمراض القلب والشرايين، حيث كشفت دراسات عن دور الصوم المتقطع، في زيادة تركيز الكولسترول الحميد (HDL) عند الأشخاص الأصحاء، وخفض مستوى الدهنيات الثلاثية التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، الأمر الذي أرجعه المختصون لانخفاض كتلة الجسم، وتراجع كميات الدهون فيه نتيجة للصيام.

الأورام السرطانية :

الصوم يقلل احتمال حدوث الأورام السرطانية

أظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.

وأكدت البحوث دور الصيام المتقطع في زيادة مقاومة الجسم للخلايا السرطانية، مبرزة ارتباط هذا النظام من الصيام، بانخفاض معدل ظهور بعض الأورام، ومنها أورام الجهاز المناعي المعروفة بالليمفوما. وأظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات.
كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.

أشباح الخرف :


ولا تقتصر فوائد الصوم على محاربة الأمراض المزمنة ، بل تتعدى ذلك إلى إبطاء زحف الشيخوخة على خلايا الدماغ، حيث أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع ، في تأخير هرم الخلايا الدماغية ، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن تأثير محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية إلى النصف تقريبا، في تأخير هرم الأنسجة الدماغية.

الصوم والهدوء النفسي

من توجيهات الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - للصائم أن يلتزم بالسكينة والهدوء، وأن يبتعد بنفسه عن انفعالات الغضب والتوتر والشدةالنفسية، وذلك لما لها من آثار ضارة على مستوى حياة الإنسان وسلامته، وعلى مستوى استفادته من صيامه أيضا.

أما وقد انتصر الصائم على نفسه بالإمساك عن الطعام والشراب وغيره من الشهوات ولو كان مبذولا وحلالا، فعليه أن ينتصر على نفسه ويملك زمامها في مجال العلاقات الإنسانية، فيتصف بالحلم والسكينة والهدوء والحكمة في معالجة المواقف المثيرة للغضب والشدة النفسية، قال -صلى الله عليه وسلم- « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم» [([18])].

ويجب التعلم من مواقف بعض العلماء الأعلام الذين أعطونا دروسا سامية في كيفية معالجة مثل هذه المواقف بالحكمة، والترفع عن النزول إلى مستوى السفهاء من الناس، فـــــ


أحد هؤلاء العلماء الأفاضل أغلظ أحدهم له بالقول فما كان منه إلا أن واجهه بهدوء قائلاً: " إنما هي صحيفتك فاملأها بما تشاء "...
، فأُسقط في يد المهاجم وانصرف.

مسك الختام

لقد تبين من هذا البحث الوجيز أن في الصوم فوائد جمة للإنسان، منها ما هو متصل بسموه النفسي والخلقي والروحي، ومنها ما هو متصل بإضفاء الصحة والعافية على جسمه وتخليصه من السمنة وما يتصل بها من أمراض، وتنقية جسمه من السموم والآفات، كما يعيد بناء أنسجته وخلاياه ويجددها فيطلق طاقاته وحيويته بما يعود عليه بأفضل النتائج في صحته وسلامته ووقايته من الأمراض الوبيلة،

وصدق ربنا -عز وجل- اذ يقول : { وأن تصوموا خير لكم }[([19])] و
كما قيل « صوموا تصحوا» (ضعيف الجامع) .....
والحمد لله على ماهدانا إليه وأحاطنا به من الرعاية والعناية { إن ربكم لرؤوف رحيم } [([20])][([21])].

***

[ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الرابع ] : اسرار الصيام السبع


نعيش هذه الرحلة الطيبة مع أسرار جديدة لعبادة رائعة هي الصيام، وما كشفه العلماء وفق آخر الأبحاث والدراسات

عندما يصل المرض إلى مرحلة اليأس أو الاستعصاء على الأطباء فإن أفضل وسيلة هي اللجوء إلى الدواء المجاني المضمون...

وهو الصوم!
فقد وجد الباحثون في أسرار الشفاء حقائق جديدة تكشف فوائد الصوم اللامحدودة، وخصصوا المشافي المتطورة التي تعالج بنظام دوائي يعتمد الصوم أساساً للشفاء الناجع. وسوف نوجز أهم النتائج التي وصل إليها الأطباء والمتخصصون حديثاً في نقاط محددة:

1.]- فقد أظهرت الأبحاث الميدانية التي أجريت على أعداد كبيرة من المرضى أن الصوم يعالج :

- السرطان و
- يوقف نمو الخلايا السرطانية و
- يثبط العوامل التي تحدث خلالاً في نظام عمل الخلايا. و
لذلك ينصح الأطباء بضرورة الصيام كعلاج وقائي لمنع تحول الخلايا السليمة إلى خلايا مسرطنة. وقد لوحظ أن نسبة الإصابة بالسرطان بين الصائمين ولاسيما الصيام على الطريقة الإسلامية أقل بكثير ممن سواهم، فسبحان الله!

2.]- مع تطور التكنولوجيا وما تحمله من تلوث بالسموم وتلوث ضوئي وتلوث صوتي بسبب الضجيج والإضاءة الزائدة في الليل .. فإن العلماء اكتشفوا سراً جديداً لطرد السموم من الجسم من دون آثار جانبية، فقط بممارسة الصوم لأيام متعددة! فالجراحون يعجزون عن إزالة السموم المتراكمة في كل خلية من خلايا الجسم (لأن الجسم يحوي آلاف الملايين من الخلايا بل أكثر)، وهنا يأتي الصيام ليقوم بمهمة تنظيف الخلايا بشكل آمن وسليم ودون أضرار، وهذا سر من أسرار الصوم.

+ عالج السموم المتراكمة والتلوث بالصيام

إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب.


يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن الثقيلة والمواد السامة!! [راجع بداية المقال] و
كل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت.

فتأمل معي كم يستهلك الإنسان من معادن لا يستطيع الجسم أن يمتصها أو يستفيد منها، بل هي عبء ثقيل تجعل الإنسان يحسّ بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير، بمعنى آخر هذه السموم تنعكس سلباً على جسده ونفسه، وقد تكون هي السبب الخفي الذي لا يراه الطبيب لكثير من الأمراض المزمنة،


ولكن ما هو الحل؟

يقول الأطباء المعالجون بالصوم: إن الحل الأمثل لاستئصال المواد المتراكمة الملوثة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً.
ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً ميكانيكياً جيداً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.

3.]- من منا لا يعاني من هموم تتراكم في هذا العصر بسبب المشاكل المادية والنفسية والاجتماعية ومشاكل أفرزتها العولمة وتأثير الفضائيات والحروب وغيرها؟


إن المشاكل النفسية فقط تكلف الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات سنوياً دون فائدة أو علاج! وسبحان الله،
يؤكد العلماء وبمختلف اختصاصاتهم النفسية والتربوية والاجتماعية أن للصوم تأثير مذهل في تأمين الاستقرار النفسي وعلاج كثير من المشاكل الاجتماعية والأسرية!

+عالج ضغوطك النفسية بالصيام

للصيام قدرة فائقة على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!!

حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.

حتى إننا نجد أن كثيراً من علماء النفس يعالجون مرضاهم النفسيين بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة! ولذلك يعتبر الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض:

- الفصام و
- الاكتئاب و
- القلق و
- الإحباط

4.]- مرض العصر حالياً هو البدانة أو الوزن الزائد والذي يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل :

- أمراض القلب و
- ضغط الدم و
- السكري و
- الكولسترول و
- أمراض العمود الفقري، و

هذه الأمراض أو بعضها يعاني منها أكثر من نصف المجتمع!!! وعلى الرغم من تطور وسائل العلاج إلا أن الأطباء يؤكدون وبشدة أو الصوم هو العلاج الوحيد الناجع لجميع هذه الأمراض... فسبحان الله!

5.]- الصوم علاج فعال لكثير من العادات السيئة التي تفتك بالمجتمع، مثل :

- التدخين و
- المخدرات و
- تعاطي الكحول و
- كثرة النظر إلى المحرمات... وسبحان الله،

لا نعجب إذا علمنا أن الأطباء من غير المسلمين يؤكدون أن الطريقة المثالية للتخلص من هذه العادات السيئة هو الصوم!

6.]- يعاني كثير من الشباب في عصرنا هذا من عدم القدرة على الزواج بسبب تعقيدات المجتمع وعدم تطبيق المبادئ الإسلامية التي تقضي بتيسير أمر الزواج، ولذلك يعاني الباب من ضغوط عاطفية قد تقودهم للفاحشة.


ويؤكد المختصون أن تقليل الطعام والشراب (ويفضل الصيام) لأن الجوع والعطش يصرف تفكير الشاب عن الأشياء المحرمة ويقلل من إفراز الهرمونات المسؤولة عن ذلك فيشعر الصائم بسعادة وراحة نفسية لا توصف!

7.]- هناك اكتشاف علمي جديد ومؤكد حيث أثبت العلماء أن الصيام يطيل عمر الخلايا ويرفع من النظام المناعي وبالتالي فالصائمون يعيشون معدلات عمر أعلى من غيرهم!


وهذا من عجائب الصوم وأسراره التي تدعو المؤمن لتذوق حلاوة الصيام ولاسيما في شهر رمضان المبارك. إن رفع مستويات الطاقة الفعالة لدى الصائم نتيجة الامتناع عن الطعام والشراب، وزيادة قدرة الخلايا المناعية على أداء عملها وتنشيط النظام المناعي... يعني أمراً مهماً وهو قدرة جسد الصائم على علاج كافة الأمراض بلا استثناء، فسبحان الله!

وأخيراً ...



مهما بحثنا في أسرار الصوم لا ننتهي... ومهما عددنا فوائد الصيام لا نحصيها، ومهما درسنا منافع هذه العبادة والخير الكثير الذي يأتي بسببها لا يمكن أن نعددها...

ولكن البيان الإلهي يلخص لنا كل هذه الفوائد بكلمات بليغة ورائعة يقول فيها -تبارك وتعالى- مخاطباً البشر جميعاً: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [([22])] .

نسأل الله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ليس في رمضان فقط بل طيلة أشهر العام الهجري عسى الله أن يتقبل من الجميع، إنه سميع مجيب... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــ


مراجع




ملف من اعداد

ابن الرَّمَادِيُ









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2020, 42 : 09 AM   المشاركة رقم: 327
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون }[(1)]

-*/-*/



أركان الصوم

-*/-*/

[ ٢ . ]الْبَابُ الثَّانِي :



[ ١ . ]:" الْبَحْثُ الْأَوَّلُ:" أركان الصوم وشروطه ":






رَكَنَ إلىٰ الأمر: اي مال إليه وسكن،
قال -تعالىٰ في علاه وتقدست اسماه-: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ...[(2)]؛ أي: لا تميلوا وتسكنوا إلىٰ الظالمين،
و
رُكْنُ الشيء: جانبه الأقوىٰ،
قَالَ تعالى علىٰ لسانه نبيه لوط : ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد [(3)]
و
(الركن) في اصطلاح الأصوليين:

« ما يتوقف عليه وجود الشيء وعدمه »،
و
يعبرون عن ذلك بقولهم:

« ما يتوقف علىٰ وجوده الوجود، وعلىٰ عدمه العدم »؛
و
كثيرًا ما يعبر الفقهاء عن الركن بــ « الشرط »، ويريدون منه، « ما لا بد منه » .
-*/-*/-*/

ركني الصوم:
والصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين، لا يتصور حصوله بدونهما:
﴿ ١ . ١ . ﴾ : الركن الأول:
النية، ومعناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه من غير تردد، والمراد بها هنا قصد الصوم، و

الدليل على أن النية ركن لصحة الصيام، قوله - صلى الله عليه وسلم-:
« إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى »[(4)]، و


هو يعم كل عمل ،
و
قوله في حديث حفصة -رضي الله عنها؛ وعن أبيها-: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :.

« مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ »[(5)]:
ومحل النية القلب، ولا يشرع التلفظ بها، وهو خلاف السُّنَّة؛ لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه، وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لثوابه، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت، وهو: إيقاع النية ليلاً، لحديث حفصة المتقدم، و


تصح النية في أي جزء من أجزاء الليل، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم غداً.
وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددناها ركناً أم شرطاً.
-*/-*/

﴿ ١ . ٢ . - الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات من :
- طعام،
و
- شراب، و
- جماع، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس،
ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ [(6)]، و

المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، بياض النهار وسواد الليل، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
« لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق [(7)].
و
قوله -صلى الله عليه وسلم-:
« إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم »[(8)]، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه.
-*/-*/

﴿ ١ . ٣ . ﴾ : شروط الصوم:
وهناك شروط ذكرها أهل العلم لا بد من توفرها حتى يجب الصوم على العبد، وهي: أن يكون :
- مسلماً
- بالغاً
- عاقلاً
- مقيماً
- قادراً
- خالياً من الموانع الشرعية.
فلا يصح الصوم من الكافر، فإن أسلم في أثناء الشهر، صام الباقي، ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر، ويقضي اليوم الذي أسلم فيه، إن أسلم أثناء النهار، نص عليه الإمام مالك، والإمام أحمد وغيرهما.
و


لا يجب الصوم على الصغير غير البالغ لعدم التكليف، و
لكنه يصح منه، و
يكون في حقه نافلة، و
لو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه، و
يستحب تدريبه على الصوم ليعتاد عليه، ولئلا يجد صعوبة فيه حال البلوغ، فقد ثبت في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ -رضي الله عنها- أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض:
" كنا نُصَوِّمُ صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"[(9)].
ولا يجب الصوم على مجنون، ولو صام حال جنونه، لم يصح منه؛ لأن الصوم عبادة مفتقرة إلى النية، والمجنون لا يتصور منه النية، وفي الحديث الصحيح عن علي -رضي الله عنه- مرفوعاً:

( رُفِعَ القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل) [(10)].
ولا يجب الصوم على غير القادر لمرض دائم،

أو
كبر، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم. و
لا يجب على المسافر، و
المريض مرضاً عارضاً، و
لكنهما يقضيانه حال زوال عذر المرض أو السفر؛ لقوله -جل وعلا-:
{ ... فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ... }[(11)].
و

لا يجب الصوم على :
- الحائض ؛ و
- النفساء،
بل يحرم عليهما، ولا يصح منهما؛ لوجود المانع الشرعي، ولو جاءها الحيض أو النفاس أثناء الصوم، بطل صوم ذلك اليوم، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان.
و

الطهارة ليست شرطاً لصحة الصوم، فإذا تسحر الجنب، وشرع في الصوم، ولم يغتسل، صح صومه.
و
كذلك
لو طهرت المرأة من الحيض في الليل ولم تغتسل، وصامت يومها التالي صح الصوم منها.
هذه هي أهم أركان الصوم وشروطه، وللسادة العلماء مزيد تفصيل وبيان فيها، يمكن الرجوع إليها في مظانها، والله أعلم.
**









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2020, 43 : 10 AM   المشاركة رقم: 328
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
[ ٢ . ]الْبَابُ الثَّانِي :
الْبَحْثُ الثَّانِي :"سنن الصوم وآدابه "
الأدب عنوان فلاح المرء وسعادته في الدنيا والآخرة؛ وأكمل الأدب وأعظمه الأدب مع الله -سبحانه وتعالىٰ-، ولذلك شُرعت لكل عبادة في الإسلام آداب ينبغي علىٰ المسلم الحفاظ عليها ومراعاتها؛ فــ
- قراءة القرآن لها آداب،
- الصلاة لها آداب، و
- الحج له آداب؛ و
- الزكاة والصدقة لهما آداب؛ و
- مساعدة المحتاج لها آداب ؛ و
- حضور مجالس العلم والسؤال لهما آداب؛
وكذلك :
- الصوم له آداب عظيمة، لا يتم علىٰ الوجه الأوفق والأمثل إلا بها، ولا يكمل إيمان العبد إلا بتحقيقها.
والعبادات المفروضة وإن كانت تصح من غير الإتيان بآدابها وسننها إلا أنها تبقىٰ ناقصة الأجر، قليلة الأثر، ولأجل هذا الملحظ شُرعت السنن والآداب؛ وأكملها لنا الرسول المجتبى والنبي المحتبى والــحــبــيــــب المرتضى المجتبى لتكميل النقص أو السهو والنسيان إذا طرأ علىٰ الفرائض والواجبات؛ كي يعيش المسلم في حياة إسلامية متكاملة الآركان وقوية البنيان.
وقد جاءت الشريعة الحنيفية الغراء الإسلامية السهلة الميسرة والمنهج النبوي المحمدي بــ
- كف اللسان عن المحرمات من :
- غيبة و
- نميمة و
- كذب و
- سَفَه و
- عدوان في كل وقت وحين... و
- سلوك غير لائق بمَن آمن بالله ربا واحدا وبمحمد نبيا خاتما وبالقرآن منهاجا وشريعة؛
إلا أن الكف عن هذه الأمور يتأكد في رمضان، لمنافاتها لحقيقة الصوم والغاية منه، فيكون التدريب في شهر معين على بقية الشهور والأيام، إذ أن رب رمضان هو- سبحانه وتعالى – رب بقية الشهور والأيام والأعوام، وفي الحديث عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه »[(92)]. و
قال --: « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذٍ ولا يجهل، فان سابَّه أحد أو قاتله أحد، فليقل: إني امرؤ صائم »[(93)]،
و
« الرفث »هو: الكلام الفاحش...
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: < ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه >، ثم قال: < وكانوا -يقصد السلف الصالح- إذا صاموا قعدوا في المساجد >، وقالوا: « نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحداً ».
وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -ﷺ-.
فعلى الصائم أن يحفظ :
- بصره عن النظر إلىٰ المحرمات، وإضاعة وقته في المسلسلات الهابطة والبرامج المتلفزة الفاسدة؛ ويحفظ :
- أذنه عن الاستماع للغناء وآلات اللهو، ويحفظ :
- بطنه عن كل مكسب خبيث محرم... فليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلىٰ ربه بترك المباحات من الطعام والشراب والجماع؛ وما لذ وطاب، وهو لم يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال، من الكذب والظلم والعدوان، وارتكاب المحرمات؛ وإضاعة الوقت فيما لا نفع فيه.
ومن فعل ذلك كان كمن يضيِّع الفرائض، ويتقرب بالنوافل.
كما يستحب للصائم :
- بذل الصدقة للمحتاجين من الفقراء والمساكين، وفي الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- أنه -ﷺ-: « كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فَلَرَسول الله-ﷺ- أجود بالخير من الريح المرسلة »[(94)].
ومن السنن المشروعة في الصيام:
- تناول السحور ؛ و
- تأخيره، لما في ذلك من عون علىٰ صيام النهار، قال -ﷺ-: « تسحروا فإن في السحور بركة »[(95)]، وقال في الحديث الآخر: « فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلَة السَّحَر »[(96)]
يقول زيد بن ثابت: " تسحرنا مع النبي-ﷺ-، ثم قمنا إلىٰ الصلاة "[(97)]، وهو يدل علىٰ استحباب تأخير السحور.
كما يستحب للصائم :
- تعجيل الفطر لقوله-ﷺ- : « لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر »[(98)]. وأن :
- يفطر على رطبات إن تيسر؛ لحديث أنس -رضي الله عنه-، قال: « كان رسول الله-ﷺ-يفطر قبل أن يصلي علىٰ رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء»[(99)].
ومن الأمور المسنونة للصائم :
- الدعاء عند فطره، وفي الحديث: « ثلاثة لا ترد دعوتهم -وذكر منهم- والصائم حين يفطر»[(100)]، وثبت عنه -ﷺ- عند الإفطار، قوله: « ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالىٰ »[(101)].
وبهذا يتبين أن حقيقة الصيام ليست مجرد الإمساك عن المفطرات الحسية فحسب، فإن ذلك يقدر عليه كل أحد، كما قال بعضهم: " أهون الصيام ترك الشراب والطعام "، ولكن حقيقة الصيام ما أخبر عنه جابر -رضي الله عنه- بقوله: " إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذىٰ الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ".[(102)]
فاحرص -أخي الصائم؛ أختي الصائمة- علىٰ الالتزام بهذه الآداب والمسنونات، واجتنب المحرَّمات والمكروهات، ففي ذلك حفظ لصومك، ومرضاة لربك، وزيادة في أجرك. ".
ــــــــــــــــــــــــــ

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ










عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 20 / 04 / 2020, 07 : 05 PM   المشاركة رقم: 329
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

[ آية 30؛ سورة النمل 27]


بحث



الصيام عند الأمم السابقة


دراسة مقارنة


*..*..*


قالَ الطبريُّ في تأويلِ قوله تعالى : { ... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }[1]، يَعْنِي فُرِضَ عَلَيْكُمْ مَثَل َالَّذِي فُرِضَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ؛
ثم
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطبري : " ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِينَ :
- عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ : " كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ " ، وَ
- فِي الْمَعْنَى الَّذِي وَقَعَ فِيهِ التَّشْبِيهُ بَيْنَ فَرْضِ صَوْمِنَا وَصَوْمِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا " .

ورأيتُ أن أعرضَ كافة الأقوال التي وردت في مسألة " الصيام في الأمم السابقة " ...

ثم نستخلص من أبحاث العلماء الرأي الذي نظن أنه صواب ونميل إليه .

ذكر القرطبي قول مجاهد إذ قال : " كتب الله -عز وجل- صوم شهر رمضان على كل أمة " .

وعند ابن كثير من رواية عباد بن منصور عن الحسن قال : " واللهِ؛ لقد كتب الله الصيام على كل أمة خلت كما كتبه علينا شهرًا كاملاً " .

وعن ابن عمر مرفوعًا قال : " صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم " .



قال الإمام الرازي في تفسيره : " هَذِهِ الْعِبَادَةُ ـ الصيام ـ كَانَتْ مَكْتُوبَةً وَاجِبَةً عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى عَهْدِكُمْ ، مَا أَخْلَى اللَّهُ أُمَّةً مِنْ إِيجَابِهَا عَلَيْهِمْ لَا يَفْرِضُهَا عَلَيْكُمْ وَحْدَكُمْ ، وَفَائِدَةُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ الصَّوْمَ عِبَادَةٌ شَاقَّةٌ ، وَالشَّيْءُ الشَّاقُّ إِذَا عَمَّ سَهُلَ تَحَمُّلُهُ " .

وقد قال ابن عاشور : " اللَّهُ شَرَعَهَا ـ عبادة الصيام ـ قَبْلَ الْإِسْلَامِ لِمَنْ كَانُوا قَبْلَ الْمُسْلِمِينَ ، وَشَرَعَهَا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي اطِّرَادَ صَلَاحِهَا وَوَفْرَةَ ثَوَابِهَا ، وَإِنْهَاضَ هِمَمِ الْمُسْلِمِينَ لِتَلَقِّي هَذِهِ الْعِبَادَةِ كَيْلَا يَتَمَيَّزَ بِهَا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ " .



أولاً : عهد أبي البشر والناس أجمعين آدم ؛ عليه السلام .



قال صاحب الفتح : ذَكَرَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ أَنَّ " آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَام- لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ تَابَ ، تَأَخَّرَ قَبُولُ تَوْبَتِهِ مِمَّا بَقِيَ فِي جَسَدِهِ مِنْ تِلْكَ الْأَكْلَةِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا ، فَلَمَّا صَفَا جَسَدُهُ مِنْهَا تِيبَ عَلَيْهِ ، فَفُرِضَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ صِيَامُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا " .



قلتُ [ الرمادي ] : وأظن أنَّ هذا القول ينسب إلى أَبي الْخَيْرِ الطَّالِقَانِيُّ نقلاً من كِتَابِهِ " حَظَائِرُ الْقُدُسِ " .

وعقب صاحب الفتح بقوله :" وَهَذَا ـ الإدعاء ـ يَحْتَاجُ إِلَى ثُبُوتِ السَّنَدِ فِيهِ إِلَى مَنْ يُقْبَلُ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ ، وَهَيْهَاتَ وِجْدَانُ ذَلِكَ" ، وبالتالي تسقط هذه الرواية ولا يعتمد عليها ولا يحتج بها .

قلتُ :" وإذا لم تصح هذه الرواية ولا يجوز الإعتماد عليها غير أننا نجد عند القرطبي في جامعه :" ما روي عن مجاهد بن جبر المفسر التابعي المعروف وأحد النجباء من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن الله -عز وجل- كتب صوم رمضان على كل أمة " . [2]

قلتُ : إذا اعتمدنا قول التابعي الجليل ؛ تلميذ ابن عباس فيمكننا القول بأن كل أمة من الأمم السابقة قد أوجب الله -تعالى- عليها الصيام دون إستثناء ، لكن ينقصنا الدليل والسند لتثبيت هذا الرأي،

هذه واحدة ،
أما الثانية فإنه يفهم من قوله -تعالى- : " من قبلكم " ، أي كل مَن جاء قبلنا ، و " من " هنا للبيان . والله أعلم .



ثانياً : نوح عليه السلام ؛ كما يسميه البعض آدم الثاني .



د. محمد إبراهيم الشريف في بحثٍ له تحت عنوان : " الصيام في الأمم السابقة " قال :" ويُرجع أهل التاريخ بداية تشريع هذه الفريضة ـ الصيام ـ إلى عهد نوح النبي -عليه السلام- ؛ فيقولون إنه ـ أي النبي نوح ـ أول من صام رمضان لما خرج -عليه السلام- من السفينة " ، ثم يعقب د. الشريف بالقول :" ومن المرجح أن فريضة الصيام قد عرفت قبل هذا التاريخ ، ومعلوم أنه كان قبل نوح -عليه السلام- أمم وأجيال شغلت الزمان منذ نبي الله آدم -عليه السلام- " .

وهنا تعوزنا الأدلة المسندة لنثبت أن قبل زمن نوح -عليه السلام- صام الناس .



قالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ محمد عبده : " أَبْهَمَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا " .

قلتُ : وقد صدق الإستاذ الإمام فيما قاله لحكمةٍ يعلمها -سبحانه وتعالى- ، نسعى أن نتبينها .



ثم يقول د. الشريف :" من الملاحظ أن آية سورة البقرة - آية 183 - لم تُشر في وضوح إلى كيفية صيام الأمم السابقة ، أو مقدار هذا الصوم وزمانه ، وإن كانت قد أشارت في إجمال إلى فرض الله له على السابقين ، وقد فرض الله على الأمة الإسلامية على نحو من فرضيته له على مَن سبقها من الأمم " .

قلتُ [ الرمادي ]: و ما قاله فضيلة الدكتور الشريف إضافة هامة إلى قول الإمام محمد عبده ـ رحمه الله -تعالى -ـ ، وهكذا لا يدل ظاهر الآية القرآنية على أكثر من فريضة الصيام ووجوبه ؛ إذ ليس شيء في ألفاظ الوجوب أصرح من قول الله -تعالى- : " كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ " [البقرة : 183] .

فقد كان الصوم مكتوبًا ومفروضًا عليهم ، ومثل كتابته وفريضته عليهم كُتِب وفُرِض على المسلمين .



بيد أن الأستاذ الإمام تعرض لأمم سابقة .



ثالثاً : مصر القديمة واليونان والرومانيون و وثنيو الهند :

عقبَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ محمد عبده بعد جملته السابقة بالقول : " وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ الصَّوْمَ مَشْرُوعٌ فِي جَمِيعِ الْمِلَلِ حَتَّى الْوَثَنِيَّةِ ، فَهُوَ مَعْرُوفٌ عَنْ قُدَمَاءِ الْمِصْرِيِّينَ فِي أَيَّامِ وَثَنِيَّتِهِمْ ، وَانْتَقَلَ مِنْهُمْ إِلَى الْيُونَانِ فَكَانُوا يَفْرِضُونَهُ لَا سِيَّمَا عَلَى النِّسَاءِ ، وَكَذَلِكَ الرُّومَانِيُّونَ كَانُوا يُعْنَوْنَ بِالصِّيَامِ ، وَلَا يَزَالُ وَثَنِيُّو الْهِنْدِ وَغَيْرُهُمْ يَصُومُونَ إِلَى الْآنِ " .

وينقل الشيخ محمد رشيد رضا ؛ الطرابلسي؛ تلميذ الأستاذ الإمام المِصري -رحمهما الله تعالى- فكتبَ :" قَالَ شَيْخُنَا ـ الأستاذ الإمام محمد عبده : إِنَّ الْوَثَنِيِّينَ كَانُوا يَصُومُونَ لِتَسْكِينِ غَضَبِ آلِهَتِهِمْ إِذَا عَمِلُوا مَا يُغْضِبُهَا ، أَوْ لِإِرْضَائِهَا وَاسْتِمَالَتِهَا إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ فِي بَعْضِ الشُّئُونِ وَالْأَغْرَاضِ ، وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ إِرْضَاءَ الْآلِهَةِ وَالتَّزَلُّفَ إِلَيْهَا يَكُونُ بِتَعْذِيبِ النَّفْسِ وَإِمَاتَةِ حُظُوظِ الْجَسَدِ ، وَانْتَشَرَ هَذَا الِاعْتِقَادُ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ، حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَامُ يُعَلِّمُنَا أَنَّ الصَّوْمَ وَنَحْوَهُ إِنَّمَا فُرِضَ ؛ لِأَنَّهُ يُعِدُّنَا لِلسَّعَادَةِ بِالتَّقْوَى ، وَأَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنَّا وَعَنْ عَمَلِنَا ، وَمَا كَتَبَ عَلَيْنَا الصِّيَامَ إِلَّا لِمَنْفَعَتِنَا " .



قال صاحب المنار : " وَقَدْ كُتِبَ عَلَى أَهْلِ الْمِلَلِ السَّابِقَةِ فَكَانَ رُكْنًا مَنْ كُلِّ دِينٍ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَقْوَى الْعِبَادَاتِ وَأَعْظَمِ ذَرَائِعِ التَّهْذِيبِ ، وَفِي إِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى لَنَا بِأَنَّهُ فَرَضَهُ عَلَيْنَا كَمَا فَرَضَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا إِشْعَارٌ بِوَحْدَةِ الدِّينِ أُصُولِهِ وَمَقْصِدِهِ ، وَتَأْكِيدٌ لِأَمْرِ هَذِهِ الْفَرْضِيَّةِ وَتَرْغِيبٌ فِيهَا" .



قال الرازي : " اللَّهُ -تَعَالَى- فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ عَلَىٰ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " .



رابعاً : اليهود



القرطبي حدد أن المقصود من الآية :" هُمُ الْيَهُودُ " ؛ والإمامُ ابن عاشور تبنى قولاً واحداً ؛ إذ يقول :" وَالْمُرَادُ بِـ : { ... الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... } مَنْ كَانَ قَبْلَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّرَائِعِ ، وَهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ – أَعْنِي ـ والقول للإمام ابن عاشور ـ الْيَهُودَ - لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يَعْرِفُهُمُ الْمُخَاطَبُونَ وَيَعْرِفُونَ ظَاهِرَ شِئُونِهِمْ وَكَانُوا عَلَى اخْتِلَاطٍ بِهِمْ فِي الْمَدِينَةِ " .



قال صاحب المنار : " وَلَيْسَ فِي أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِينَا مَا يَدُلُّ عَلَى فَرْضِيَّةِ الصِّيَامِ ، وَإِنَّمَا فِيهَا مَدْحُهُ وَمَدْحُ الصَّائِمِينَ ، وَثَبَتَ أَنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّوْمَ كَانَ مَعْرُوفًا مَشْرُوعًا وَمَعْدُودًا مِنَ الْعِبَادَاتِ ، وَالْيَهُودُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ يَصُومُونَ أُسْبُوعًا تِذْكَارًا لِخَرَابِ أُورْشَلِيمَ وَأَخْذِهَا ، وَيَصُومُونَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ آبَ [ أغسطس ] " .

ثم يقول صاحب المنار -رحمه الله- : " وَيُنْقَلُ أَنَّ التَّوْرَاةَ فَرَضَتْ عَلَيْهِمْ صَوْمَ الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ وَأَنَّهُمْ يَصُومُونَهُ بِلَيْلَتِهِ وَلَعَلَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَهُ عَاشُورَاءَ ، وَلَهُمْ أَيَّامٌ أُخَرُ يَصُومُونَهَا نَهَارًا".



خامساً : النَّصَارَىٰ



الإمام الطبري ؛ شيخ المفسرين ذكر في موسوعته التفسيرية : قَالَ بَعْضُهُمُ : الَّذِينَ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَنِ الصَّوْمِ الَّذِي فَرَضَهُ عَلَيْنَا ، أَنَّهُ كَمَثَلِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِمْ ، هُمُ النَّصَارَى " . ثم أورد ذِكْرَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ .



قال ابن العربي في أحكام القرآن في تأويل قَوْله تَعَالَى: { ... كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }؛ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:

قِيلَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ،

وَقِيلَ : هُمْ النَّصَارَى.

وَقِيلَ : هُمْ جَمِيعُ النَّاسِ .

وَهَذَا الْقَوْلُ الْأَخِيرُ ـ عند ابن العربي ـ سَاقِطٌ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ الصَّوْمُ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا بِإِمْسَاكِ اللِّسَانِ عَنْ الْكَلَامِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَرْعِنَا ؛ فَصَارَ ظَاهِرُ الْقَوْلِ رَاجِعًا إلَى النَّصَارَى لِأَمْرَيْنِ :

أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ الْأَدْنَوْنَ إلَيْنَا .

الثَّانِي : أَنَّ الصَّوْمَ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ كَانَ إذَا نَامَ الرَّجُلُ لَمْ يُفْطِرْ ، وَهُوَ الْأَشْبَهُ بِصَوْمِهِمْ .



صاحب المنار يقول ؛ ووافقه في الرأي ابن عاشور :" وَأَمَّا النَّصَارَى فَلَيْسَ فِي أَنَاجِيلِهِمُ الْمَعْرُوفَةِ نَصٌّ فِي فَرِيضَةِ الصَّوْمِ ، وَإِنَّمَا فِيهَا ذِكْرُهُ وَمَدْحُهُ وَاعْتِبَارُهُ عِبَادَةً كَالنَّهْيِ عَنِ الرِّيَاءِ وَإِظْهَارِ الْكَآبَةِ فِيهِ ، بَلْ تَأْمُرُ الصَّائِمَ بِدَهْنِ الرَّأْسِ وَغَسْلِ الْوَجْهِ حَتَّى لَا تَظْهَرَ عَلَيْهِ أَمَارَةُ الصِّيَامِ فَيَكُونُ مُرَائِيًا كَالْفُرِيسِيِّينَ ، وَأَشْهَرُ صَوْمِهِمْ وَأَقْدَمُهُ الصَّوْمُ الْكَبِيرُ الَّذِي قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ ، وَهُوَ الَّذِي صَامَهُ مُوسَى وَكَانَ يَصُومُهُ عِيسَى -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- وَالْحَوَارِيُّونَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- ، ثُمَّ وَضَعَ رُؤَسَاءُ الْكَنِيسَةِ ضُرُوبًا أُخْرَى مِنَ الصِّيَامِ وَفِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ الْمَذَاهِبِ وَالطَّوَائِفِ ، وَمِنْهَا صَوْمٌ عَنِ اللَّحْمِ ؛ وَصَوْمٌ عَنِ السَّمَكِ ؛ وَصَوْمٌ عَنِ الْبَيْضِ وَاللَّبَنِ ، وَكَانَ الصَّوْمُ الْمَشْرُوعُ عِنْدَ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ - كَــ صَوْمِ الْيَهُودِ- يَأْكُلُونَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَغَيَّرُوهُ وَصَارُوا يَصُومُونَ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ، وَلَا نُطِيلُ ـ يقول الشيخ محمد رشيد رضا نقلا من المنار ـ فِي تَفْصِيلِ صِيَامِهِمْ ، بَلْ نَكْتَفِي بِهَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }، أَيْ فُرِضِ عَلَيْكُمْ كَمَا فُرِضَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ قَبْلِكُمْ . فَهُوَ تَشْبِيهُ الْفَرْضِيَّةِ بِالْفَرْضِيَّةِ وَلَا تَدْخُلُ فِيهِ صِفَتُهُ وَلَا عِدَّةُ أَيَّامِهِ ، وَفِي قِصَّتَيْ زَكَرِيَّا وَمَرْيَمَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- ؛ أَنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ عَنِ الْكَلَامِ ؛ أَيْ : مَعَ الصِّيَامِ عَنْ شَهَوَاتِ الزَّوْجِيَّةِ وَالشَّرَابِ وَالطَّعَامِ " .

و ابن عاشور وافق الشيخ رشيد في قوله فكتبَ يقول: " أَمَّا النَّصَارَى فَلَيْسَ فِي شَرِيعَتِهِمْ نَصٌّ عَلَى تَشْرِيعِ صَوْمٍ زَائِدٍ عَلَى مَا فِي التَّوْرَاةِ فَكَانُوا يَتَّبِعُونَ صَوْمَ الْيَهُودِ " .

قلتُ [ الرمادي ] : لم يوثق لنا الأستاذ الإمام أو تلميذه الشيخ الجليل محمد رشيد رضا ؛ وأيضا فضيلة الشيخ الموقر ابن عاشور ؛ السادة العلماء أصحاب القدم الراسخة في التأويل ؛ أقول : لم يوثق أي منهم ما لخصه لنا من الكتاب المقدس ؛ العهد العتيق ، فلم يذكر أي منهم اسم الكتاب / الإصحاح أو الإنجيل أو رقم الآية أو الفقرة ؛ مع علمي بأن فضيلة الشيخ رشيد والشيخ ابن عاشور في مواضع آخرى من تفسيرهما ذكرا ـ جزاهما الله عنا كل الخير ـ اسم الإصحاح ورقم الآية عند الإستدلال .

وأذكره : [ راجع : الرساله الي اهل روميه 14 / الاصحاح الرابع عشر / العهد الجديد ، و الرساله الي اهل كولوسي / الاصحاح الثاني / العهد الجديد ]



وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ قَالُوا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " ، ثُمَّ إِنَّ رُهْبَانَهُمْ شَرَعُوا صَوْمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا اقْتِدَاءً بِالْمَسِيحِ ، إِذْ صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَبْلَ بَعْثَتِهِ ،وَيُشْرَعُ عِنْدَهُمْ نَذْرُ الصَّوْمِ عِنْدَ التَّوْبَةِ وَغَيْرِهَا ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَوَسَّعُونَ فِي صِفَةِ الصَّوْمِ ، فَهُوَ عِنْدَهُمْ تَرْكُ الْأَقْوَاتِ الْقَوِيَّةِ وَالْمَشْرُوبَاتِ ، أَوْ هُوَ تَنَاوُلُ طَعَامٍ وَاحِدٍ فِي الْيَوْمِ يَجُوزُ أَنْ تَلْحَقَهُ أَكْلَةٌ خَفِيفَةٌ" .



سادساً :

جَمِيعُ النَّاسِ .

قال الطبري : " وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ ذَلِكَ كَانَ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ" . وهذا ما قال به ابن العربي في أحكام القرآن .



خلاصة البحث :

ونميلُ إلى ما قاله الطبري ؛ إذ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَ أَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : مَعْنَى الْآيَةِ :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فُرِضَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا فُرِضَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ،" أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ " ، وَهِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ كُلُّهُ . لِأَنَّ مَنْ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ مَأْمُورًا بِاتِّبَاعِ إِبْرَاهِيمَ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- كَانَ جَعْلَهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنَّ دِينَهُ كَانَ الْحَنِيفِيَّةَ الْمُسَلِّمَةَ ، فَأَمْرَ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَثَلِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مَنْ قَبِلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ.

قلتُ [ الرمادي ] : تتبقى مسألة :" مَاهِيَّةِ الصِّيَامِ وَكَيْفِيَّتِه " .

*****

ويختص الصيام من بين الفرائض والشعائر الدينية المتعبَّد بها بشرف إضافته إلى الله-تعالى-، ونسبته إليه، وتفرده بعلم مقدار ثوابه وعظم فضله؛ لبعده عن الرياء والشهرة وخفائه عن الناس، وقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، التي ذكرها الأئمة ومنها ما أخبر به النبي المصطفى والرسول المجتبى والـــحـــبـــيــــب المرتضى المحتبى -صلى الله عليه وسلم-عن ربه -عزوجل-قال : " يَقُولُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه ِ" ، " إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي فصيامه له وأنا أجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ". [3] ، وقال أبو هريرة :" كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام هو لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، إذا كان يوم صيام أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم ، أطيب عند الله يوم القيامة ، من ريح المسك ؛ للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه -عز وجل- فرح بصومه " [4] ، وإنما خص الصوم بذلك وإن كانت العبادات كلها لله - سبحانه وتعالى-، لما أشرنا إليه من مباينة الصوم سائر العبادات والشعائر في كونه سرًّا بين العبد و ربه ، لا يظهر إلا له فكان لخفائه عن الناس بعيدًا عن شبهة الرياء والسمعة ، فاستحق بإخلاص صاحبه لله اختصاصَه به ،وإضافته إليه دون سائر العبادات .



يقول ابن عاشور : " فَحَصَلَ فِي صِيَامِ الْإِسْلَامِ مَا يُخَالِفُ صِيَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي قُيُودِ مَاهِيَّةِ الصِّيَامِ وَكَيْفِيَّتِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ صِيَامُنَا مُمَاثِلًا لِصِيَامِهِمْ تَمَامَ الْمُمَاثَلَةِ " .

ونميلُ لقول ابن عاشور ؛ ثم نقول بما أثبته مولانا وخالقنا ورازقنا-سبحانه وتعالى-: إذ قال -مَن تعالى في سماه وتقدست اسماه- :" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " [5] . [*]

˜

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحوث:

﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء

أعد هذا الملف : مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى

Dr.MUHAMMADELRAMADY

حُرِّرَ في يوم الإثنين ٢٧ شعبان ١٤٤١ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق 20 من شهر أبريل عام 2020 من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول -عليهما السلام-.









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 23 / 04 / 2020, 48 : 12 PM   المشاركة رقم: 330
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم}
[الفاتحة:1]


{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[البقرة:185]


تهنئة رمضان ١٤٤١





نرفع اسمى آيات التهاني وأرفع علامات الأمنيات وخالص الدعوات القلبية وأرق الأشواق لرؤيتكم والاطمئنان عليكم؛ ونتمنى لكم جميعا أجمل الأوقات بين ذكر لله -تعالى في سماه وسما في علاه وتقدست اسماه- وصلاة له -سبحانه- وبين صوم واستغفار بحلول شهر الخير والغفران شهر القرآن والصيام فقال تعالى :


{ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }

[البقرة:185]





ولإرادته - سبحانه وتعالى - { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }

[البقرة:185]
جاء شهر رمضان المعظم ؛ شهر الصيام والقيام لعام ١٤٤١ من الهجرة الشريفة والموافق أبريل/مايو للعام الميلادي 2020 والأمة الإسلامية والعالم في أختبار حقيقي ، فقال مَن رفع السموات بغير عمد نراها : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين }
[البقرة:155]
ويعلمنا خالقنا ورازقنا ماذا نقول { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون }
[البقرة:156]
{ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون }

[البقرة:157]

وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: " إِنَّ الصَّوْمَ رُبْعُ الْإِيمَانِ " ؛ لِأَنَّهُ جَاءَ حَدِيثٌ : أَنَّ الصَّبْرَ نِصْفُ الْإِيمَانِ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : الصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ 》... ( وَالصَّبْرَ صِفَةُ الْمُؤْمِنِينَ ،وَالصَّبْرُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:

- صَبْرٌ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ،
وَ
- صَبْرٌ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ،
وَ
- صَبْرٌ عَلَى أَقْدَارِ اللَّهِ الْمُؤْلِمَةِ . وَتَجْتَمِعُ الثَّلَاثَةُ كُلُّهَا فِي الصَّوْمِ ......
وطالما لا يوجد دواء للمرضى ولا لقاح للأصحاء فعليه يجب الآلتزام بــ الأجراءات الأحترازية لمنع العدوى والإرشادات الطبية العلمية لمنع انتشار الفيروس ... فوجب من الناحية الشرعية والعلمية معاً الحفاظ على صحتكم وصحة من تحبون وصحة الآخرين .
جاء في صحيح البخاري:" عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الطَّاعُونِ فَقَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ يَكُونُ فِي بَلَدٍ يَكُونُ فِيهِ وَيَمْكُثُ فِيهِ لَا يَخْرُجُ مِنْ الْبَلَدِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ » .

ولا يتبقى لنا إلا قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون }

[البقرة:186]



وكل عام وأنتم جميعا بصحة وعافية ويسر
الرمادي
30 شعبان 1441 هــ ~ 23 ابريل 2020م









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 47 ( الأعضاء 0 والزوار 47)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018