أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا 16 رمضان 1445 هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 9 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 8 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة من صلاة التراويح للدكتور المقرئ عبد الرحيم النابلسي بمسجد الكتبية الليلة 10 رمضان 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة ماتعة من صلاة التراويح للقارئ أحمد الخالدي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء والتراويح من مسجد الأندلس بالرباط للقارئ أحمد الخالدي سورة مريم (آخر رد :شريف حمدان)       :: الشفع والوتر ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 0 المشاهدات 248  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 04 / 04 / 2022, 40 : 11 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,287 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 205
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
* { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم }
[النمل:30]
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } [البقرة:185]
-*//*-
الحمـد لله نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره، ونعـوذ بـالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده االله فلا مضل له، ومن يضلـل فلا هادي له، وأشـهد أن لا إله إلا االله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله...
أما بعد:
فإن االله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات، فيها تضاعف الحسـنات، ُوتمحى السـيئات، وترفع الدرجـات، ومن أعظم هذه المواسم « „ شهر رمضان ‟» الذي فرضه االله على العباد، ورغبهم فيه، وأرشدهم إلى شكره على فرضه. ولما كان قدر هذه العبادة عظيماً كان لابد من تعلّم الأحكام المتعلقة بشـهر الصيام، وهذه الرسـالة تتضمـن خلاصات في أحكام الصيام وآدابه وسننه.. اجتهدتُ فيها على قدر استطاعتي.. فارجو من السميع العليم أن تكون صواباً.. وأن تفيد من قراءها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
كيفية الاستعداد لــ « „ شهر رمضان ‟»؛ حيث انحرف فهم كثير من الناس لحقيقة « „ الصيام ‟»، فراحوا يجعلونه موسماً للأطعمة والأشربة والحلويات والسهرات والفضائيات، واستعدوا لذلك قبل شهر رمضان بفترة طويلة؛ خشية من فوات بعض الأطعمة؛ أو خشية من غلاء سعرها، فاستعد هؤلاء بشراء الأطعمة، وتحضير الأشربة، والبحث في دليل القنوات الفضائية لمعرفة ما يتابعون وما يتركون، وقد جهلوا - بحق - حقيقة الصيام في شهر رمضان، وسلخوا العبادة والتقوى عنه، وجعلوه لبطونهم وعيونهم وإضاعة أوقاتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
[ ٣ ] التكاليف الشرعية تتفق مع الطبيعة البشرية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: -تعالىٰ-: ﴿ وخُلِقَ الإنْسانُ ضَعِيفًا ﴾ تَذْيِيلٌ وتَوْجِيهٌ لِلتَّخْفِيفِ، وتقديم للتيسير، وإظْهارٌ لِمَزِيَّةِ هَذا الدِّينِ الحنيف وأنَّهُ ألْيَقُ الأدْيانِ بِالنّاسِ في كُلِّ زَمانٍ ومَكانٍ، وأنسب لهم، ولِذَلِكَ فَما مَضى مِنَ الأدْيانِ كانَ مُراعًى فِيهِ حالٌ دُونَ حالٍ..
..
التكاليف الشرعية العملية والفروض التعبدية التشريعية تتفق مع الطبيعة البشرية في جميع قدراتها؛ وفي كل طور من أطوار حياتها وسنين عمرها.. بل وتتناسب مع كل فرد بعينه حسب حالته الصحية وقدراته البدنية وقوته الجسدية.. فالفرضُ -تعبدياً- الواحد -كــ الصلاة.. الصيام.. الزكاة.. الحج.. وبقية الفروص التعبدية.. شُرعَ ابتدءاً لــ يتعامل مع إنسان محدود القدرات.. ضعيف البنية الجسدية.. يمرضه فيروس لا يُرى بالعين المجردة.. ويرقده في فراش المرض اياماً ميكروب لا يدري ولا يحس بوجوده داخل جسمه إلا بعد أن يضعف جهاز المناعة بداخل الإنسان فيقوى الفيروس / الميكروب على مهاجمة خلايا بعينها ويتكاثر وينتشر في جسد المريض.. ووباء كوفيد 19 خير دليل على صحة ما أقوله..
فينبهنا القرآنُ الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين المنزل من الرب العليم الحكيم بــ« „ حقيقة وجودية ‟» بقول خالق الإنسان: {.. خُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًاـ[(*)] } [النساء:28] ؛
فــ
... من أعظم الأدلة علىٰ أن الشريعة الإسلامية هي الشريعة المناسبة للتكوين النفسي والعقلي والجسدي للإنسان ، وأن أحد أهم قواعدها التي تقوم عليها مناسبة " الطبيعة البشرية " المجبولة علىٰ الضعف والوهن مهما علت النفوس وتكبَّرت ، فهي في حقيقتها ومآلها ضعيفة لا تقوىٰ إلا علىٰ ما يناسبها ويشاكلها..
وبداية نشأة الإنسان أنه خُلق ضعيفا فــ قال -تعالى-: { مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَه } [عبس:18] { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ } [عبس:19] نطفة صبابة من الماء المهين..
كما وأن مسألة الحمل بجنين مسألة طبيعية فهي ليست حالة مرضية بل دليل على عافية المرأة وصحتها وصلاحيتها البيولوجية لآداء واجبها السامي في الحياة.. بيد أن القرآن العظيم علق على تلك الفرحة العارمة لجميع اسرتها بقوله : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ } [لقمان:14]..
إن الضعفَ الإنساني سمةٌ تلازم الإنسان من لحظة البداية في خلقه وحتى نهايته { .. وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا .. } [النحل:70]
..
ولكن مع هذا الوصف بضعف الإنسان يقول الحق -تبارك وتعالىٰ- { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } { وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } ثم يأتي التكريم الأعظم بقول خالق الإنسان والكون والحياة: { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا } [الإسراء:70].
.. يأتي كل هذا بعد تكريم أبي البشرية جمعاء آدم النبي الإنسان الأول بعد أن خلقه ربه بيده.. ونفخ فيه من روحه.. وبسجود الملآئكة وأنه -سبحانه- علمه..
قدمتُ (الرَّمَادِيُّ) بإطالة نوعا ما لموضوع اليوم.. إذ أن مَن يريد أن يهاجم -والأمة الإسلامية في حالة ضعف وخمول منذ عقود- مَن يريد مهاجمة إسلام النبي الخاتم وفتح ثغرات في تشويه دين الرسول المتمم للرسل يسعىٰ لتوجيه اصابع مبتورة بالإتهام أنه دين لا يراعي الناحية البشرية عند الإنسان أو الاحتياجات الإنسانية عند البشر أو الجانب الحياتي لبني آدم.. فقد حدث معي أن مديرة -غير مسلمة- تربوية لآحدىٰ المدارس العامة الرسمية بينت للطلاب أنه يصح الامتناع عن الطعام ساعات النهار ؛ ثم اردفت غير أن الامتناع عن شرب الماء/سوائل يضر بجسد الآنسان؛ خاصة في المناطق الحارة أو لطوال نهار الصيام.. وبما أنها مديرة هذه المدرسة فلها أن تُسمع ؛ خاصةً وطلابها يتلقون منها دروس -في حالة غياب مدرس- في مادة العلوم والبيولوجي.. فما كان مني إلا أنني بلعت عصائر غضبي ورشفت مرارة إنزعاجي.. وسكوتي يعطي لقولها مصداقية ؛ وخوفي مِن عدم رضاها عني وهي مديرتي قد يلجمني فيتقبل طلابي قولها وكما يقال السكوت علامة الرضا بما قيل أو فُعل.. فتأدبتُ في الحديث وتنسمتُ رائحة عبق كبار العلماء حين يذيدون عن حمى الإسلام.. وبصوت هادئ قلتُ :" غير صحيح بالمرة قول من يسمح بشرب قطرات من الماء في صيام نهار رمضان الحار أو القائظ لأنه يعارض كتاب الله -تعالىٰ- الآمر بصيام.. أي الامتناع عن الشراب والطعام منذ الفجر الساطع إلى غروب شمس هذا النهار.. ولرحمة رب العباد بالعباد رخص للمريض -دون تحديد شدة المرض أو نوعه- بل مَن يجد نفسه مريضاً لا يقدر على اتمام الصيام أو وجد في نفسه ضعفا أو إعياءاً سُمح له بالفطر؛ { لَيْسَ .. عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } [النور:61].. [الفتح:17] وقد زاد خالق الكون والانسان والحياة الرخص كذلك مَن كان على سفر بغض الطرف عن نوع السفر للفسحة أو النزهة أو للدراسة والعمل أو المشقة في السفر أو الراحة.. فالتكليف في الإسلام فردي وليس جماعي كل فرد حسب طاقته وقدرته.. ويكفي قول القرآن الكريم: { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ .. } واستخدم القرآن العظيم لفظة {.. يُرِيدُ ..} ولم يستخدم لفظة يرغب أو يتمنى.. ثم آكد علىٰ معنىٰ فقال { وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة:185]
ويؤكد في موضع آخر : { مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ } [المائدة:6] .ويزيد المعنى تأكيداً.{ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء }.. { وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى .. } {.. حَرَجٌ .. }[التوبة:91]
.. ثم يأتي التعميم في مسألة الدين بأكمله .{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ .. }[الحج:78]
.. لذا فالفتوىٰ تخص السائل ولا تعم علىٰ بقية الأشخاص..
.. الدِّينُ يُسرٌ لا عُسرٌ، وقدْ أقَرَّ اللهُ سُبحانه وتعالى أحكامًا مُؤكَّدةً، وأحَبَّ مِن عِبادِه أنْ يَفعلُوها، كما أنَّه سُبحانه خفَّفَ عنهم، ورفَعَ الحرَجَ في أوقاتِ الضِّيقِ والضَّرورةِ، واللهُ سُبحانَه يُـحِبُّ مِن عِبادِه المؤمنينَ أنْ يأْخُذوا بِتَخفيفِه ورُخَصِه، وهذا الحديثُ يُوضِّحُ ذلك، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ يُـحِبُّ أنْ تُؤتى رُخَصُه"، والرُّخَصُ هي التَّخفيفاتُ في الأحكامِ والعِباداتِ، والتسهيلُ فيها على الـمُكَلَّفِ لِعُذْرٍ، ومَحبَّةُ اللهِ لها؛ لِمَا فِيها مِن دَفْعِ التكبُّرِ والترفُّعِ عنِ استباحةِ ما أباحَهُ الشرعُ؛ فإنَّ مَن استكْبَرَ وأنِفَ ممَّا أباحَهُ الشرعُ وترفَّعَ عنه، فسَدَ دِينُه، "كما يُحِبُّ أنْ تُؤتَى عَزائمُه" والعزائمُ هي الأُمورُ واجبةُ الفِعلِ؛ لأنَّ أمْرَ اللهِ فِي الرُّخَصِ والعزائمِ واحدٌ، وهذا للتَّحذيرِ مِن التنطُّعِ في الدِّينِ، والأخذِ بالتَّشديدِ في جميعِ الأُمورِ؛ فإنَّ دِينَ اللهِ يُسرٌ.
وفي هذا تَطييبٌ لِقُلوبِ الضُّعفاءِ الذين يأْخُذون بِالرُّخَصِ لِعِلَّةٍ عِندَهم؛ حتى لا يَنتهيَ بهم ضَعفُهم إلى اليأْسِ والقُنوطِ مِن القُدرةِ على فِعْلِ العزائمِ، فيَتْرُكوا الـميسورَ مِن الخيرِ عليهم؛ لِعَجْزِهم عن الوصولِ لِـمُنتهى دَرجاتِ العزائمِ، وهذا الحديثُ يُوافِقُ قولَه تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وهذا في عامَّةِ أُمورِ الدِّينِ. ..
.. تتبقىٰ مسألة وهي أن الأحكام الشرعية منها ما شُرِع أصالةً للظروف العادية، ومنها ما شُرِع للحالات الاستثنائية تخفيفاً على المكلف، فما شرع للحالات العادية يسمىٰ عزيمة، وما شرع للحالات الاستثنائية يسمى رخصة، ومثال ذلك إتمام الصلاة في حال الإقامة وقصرها في حال السفر، والمسلم يجب أن يمتثل أمر الله في كل حال، وأن تطمئن نفسه لأحكام الشريعة كلها، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) [من الأربعين النووية، رواه النووي في كتاب الحجة]، فإذا ما تعرّض لظرف من الظروف التي شرع فيها الإسلام الرخص ينبغي له أن يأخذ بالرخصة حتى تعتاد نفسه العمل بأحكام الشريعة كلها، ففي السفر يجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، ويقصر الصلاة الرباعية، وله أن يفطر إن كان سفره في رمضان، وله أن يأكل الميتة إن خشي الموت والهلاك ... إلخ.
لكن هل يجب عليه العمل بالرخصة، هذا يختلف باختلاف أنواع الرُخَص والكلام فيه طويل لكن مما يفيد القارئ ما يلي:
1..) إذا أكره على كلمة الكفر رُخِّص له أن ينطق بها وقلبه مطمئن بالإيمان، لكن الأفضل أن لا ينطق بها، ولو أدى ذلك إلى الموت؛ حتى يظهر للكفار أن الإسلام عزيز وعظيم القدر عند أهله.
.2.) لو أصابه الجوع ولم يجد ما ينقذ نفسه به من الموت إلا الميتةَ أو لحم الخِنْزير، وجب عليه أن يتناول منهما ما يسد به الرمق وينقذ نفسه من الموت؛ لأن إنقاذ نفسه من الموت واجب، وهو أكثر وجوباً من وجوب البعد عن أكل الميتة.
3..) أما المسافر فله أن يصوم، وله أن يترخص بالإفطار، وله أن يقصر الصلاة، وله أن يتم، وله أن يجمع بين الصلوات وله أن يصلي كل واحدة في وقتها، وأي ذلك أفضل يرجع فيه إلى الفقهاء.
لكن إذا لم ترتح نفسه إلى الرخصة، وجب عليه الأخذ بها لكي يروض نفسه على طاعة أمر الله في كل حال.
بقي أن نقول إن حديث: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ) [رواه الإمام أحمد وابن حبان، والبيهقي]،
وله رواية أخرى"كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ" [رواها الإمام أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان، سبل السلام 2/371، أشار السيوطي في الجامع الصغير إلى ضعفه ويرى المناوي في فيض القدير أنه موقوف]. "فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الحياة العامّة / فتوى رقم/49)
.. - إنَّ اللهَ يحبُّ أنْ تؤتَى رُخصُهُ كما يحبُّ أنْ تُجتنبَ عزائمُهُ أو تؤتَى عزائمُهُ ". انظر :ابن عبدالبر في :التمهيد: (24/67) الحديث : ثابت
إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه رواه :عبدالله بن عباس؛ انظر : الألباني في : صحيح الترغيب: (1060) الحديث: صحيح. التخريج :أخرجه البزار كما في ((كشف الأستار)) للهيثمي (990)، وابن حبان (354)، والطبراني (11/323) (11880) ..
فــ .. (الرُّخَص ) جمع ( رُخصة ) ، وهي في اللغة : التسهيل والتيسير ، يُقال : " رخَّص الشرعُ لنا في كذا ": إذا يسَّره وسهَّله ، ينظر: " المصباح المنير" للفيومي (1/223).
وهي في اصطلاح علماء أصول الفقه : "ما ثبتَ على خلاف دليل شرعي لمعارِض راجح " انتهى من " شرح الكوكب المنير " لابن النجار (1/478).
ويُقابلها: العزيمة .فقال عنها الشعراوي :" الفرض المقطوع به والذي لا مناص عن القيام به.. فيجب شحن كل طاقات النفس للفعل ".
مثال ذلك: إفطار المسافِر في نهار رمضان ؛ فالصوم فرض ، وثبتَت فيه الرُّخصة للمسافِر بدليل خاص ؛ وهو قوله تعالى: ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) البقرة/ 185 . .
. ومثاله أيضا : التيمُّم رخصة في الطهارة ، لمَن لم يجد الماء ؛ فالأصل في الطهارة المياه ، لكن رُخِّص في التيمُّم بدليل شرعي لمَن لم يجد الماء ؛ لقوله تعالى: ( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) المائدة/ 43 .
وأكل المَيتة للمضطر رخصة ، والأصل في أكل الميتة التحريم ، لكن أُبيحَت للضرورة ؛ لقول الله تعالى: ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) البقرة/ 173.
فالشَّرع سهَّل على المسافِر في أمر الصِّيام بالفِطْر ، وسهَّل على فاقِد الماء أمرَ الطهارة بالتيمُّم ، وسهَّل على المضطر أكل الميتة ؛ لأجل العُذْر الحاصل لهم ...
.. وفي ضوء ما سبق ، نفهم من هذا الحديث: أنَّ الله عزَّ وجلَّ يُحِبُّ للمسلِم أن يأخذَ بالرُّخَص الشرعيَّة التي رخَّصها لعباده ، رحمةً بهم ؛ كما قال تعالى: ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة/ 185.
فلا ينبغي للعبد أن يأنف عن قَبولِ ما أباحَه الشرعُ ووَسَّع فيه ، ويستنكف عن أن يترخص في خاصة نفسه ، حين الحاجة إلى مثل هذه الرخص ، بحدودها الشرعية ؛ فهذا ممَّا يكرَهه الله عزَّ وجلَّ ؛ كما يكرَه أن يتعدَّى الإنسانُ حدودَ الله فيأتي المعصية ؛ وفي هذا تأكيدٌ لمشروعية الرخص ، وحث على قَبولها والتيسير بها ، وعدم التعنت والإشقاق بتركها .
قال الشوكاني - رحمه الله -: "وفيه [أي: في الحديث] أنَّ الله يحب إتيان ما شرعَه من الرُّخَص ، وفي تشبيه تلك المحبة بكراهته لإتيان المعصية : دليلٌ على أنَّ في تَرْكِ إتيانِ الرُّخصة ، ترك طاعة ، كالترك للطاعة الحاصل بإتيان المعصية " انتهى من "نيل الأوطار" (3/244).
والأخذ بالرُّخَص الشرعيَّة " فيه دفع التكبُّر والترفُّع من استباحة ما أباحته الشريعة ، ومَن أنِفَ ما أباحه الشرعُ ، وترفَّعَ عنه : فسدَ دينُه ؛ فأُمِرَ بفِعْلِ الرُّخصة ؛ ليدفع عن نفسه تكبُّرها ، ويقتل بذلك كِبرها ، ويقهر النفس الأمارة بالسوء على قَبول ما جاء به الشرع" انتهى من " فيض القدير " للمناوي (2/296).
وقد ثبتَ في الحديث ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ : " قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (النساء: 101) ، فَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ ؟ فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: ( صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ ؛ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ ) رواه مسلم (686).
وليس المقصود بأخذ الرُّخَص : تتبع رُخَص المذاهب الفقهيَّة وأقوال العلماء ، واختيار الأسهل منها ؛ بل المراد الرُّخَص الشرعيَّة التي جاء الدليلُ الشرعيّ بالترخيص فيها. ..
وتتبقى مسألة هامة كي أكمل البحث؛ وقد يكون لي عودة حميدة لهذه الجزئية
.. عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات , وما أثبته له نبيُّه صلى الله عليه وسلم ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، ولا تكييف ولا تعطيل .
فنعتقد أنَّ الله عزَّ وجلَّ يُحِبُّ ويكرَه ، ويرضى ويغضب ، كما جاء في النُّصوص الشرعيَّة ؛ كقوله تعالى: ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )البقرة/195 ، وقوله : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) المائدة/ 54 ، وقوله : ( وَلَكِنْ كَرِهَ الله انْبِعَاثَهُمْ ) التوبة/ 46 .
وقوله عزَّ وجلَّ : ( رَضيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) البيِّنة/ 8 ، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ ) الممتحنة/ 13.
فيجب إثبات ذلك لله تعالى على الوَجه الذي يليق بجلال الله تعالى وعظمته وكماله ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، ولا تكييف ولا تعطيل .والله أعلم ... .
-*//*-
صيام المريض
[ 1. ] كلُ (أي) مرضٍ خرج به الإنسـان عن حدّ الصحة يجوز أن يفطر به،
أما
[ 2. ] الشيء الخفيف كــ السـعالِ والصداع فلا يجوزالفطر بسـببه، و
[ 3. ] إذا ثبـت بالطـب، أو علـم الشـخص مِـن عادته وتجربتـه،أو غلب على ظنـه أن الصيام ي*** له المرض، أو يزيده أو يؤخر البرء؛ جاز له أن يفطر، بل يُكره له الصيام.
[ 4. ] إن كان الصوم يسبب الإغماء أفطر وقضى، وإذا أُغمي عليـه أثناء النهار، ثم أفاق قبل الغروب أو بعده، فصيامه صحيـح مـادام أصبح صائماً، وإذا طـرأ عليه الإغماء من الفجـر إلى المغرب، فجمهور العلماء على عدم صحة صومه،أما قضـاء المغمي عليه فهـو واجب عند جمهـور العلماء مهما طالت مدة الإغماء.
[ 5. ] مـن أرهقـه جـوع مفـرط أو عطـش شـديد فخـاف عـلى نفسـه الهـلاك، أو ذهـاب بعـض الحـواس بغلبـة الظـن [لا الوهم]، أفطر وقضى،
و
[ 6. ] أصحاب المهن الشـاقة لا يجـوز لهـم الفطـر، فـإن كان يضرهـم تـرك الصنعة، وخشـوا عـلى أنفسـهم التلـف أثنـاء النهـار أفطـروا وقضوا،
و
[ 7. ] ليسـت امتحانات الطـلاب أو مبارة كرة قدم؛ وما شابه ذلك عذرا يبيح الفطر في رمضـان.
[ 8. ] المريـض الـذي يُرجى برؤه، ينتظـر الشـفاء ثـم يقـضي . ولا يُجزئه الإطعام ،
و
[ 9. ] المريض مرضاً مزمناً لا يُرجى برؤه وكـذا الكبير العاجـز يُطعم عن كل يوم مسـكيناً نصف صاع من قوت بلده.
[ 10. ] من مرض ثم شُـفي، وتمكن من القضاء، فلم يقض حتى مـات أُخـرج من مالـه طعام مسـكين عن كل يـوم، وإن رغب أحد أقاربه أن يصوم عنه صح ذلك.
صيام الكبير والعاجز والهرم
[ 11. ] العجوز والشيخ الفاني الذي فنيت قوته لا يلزمهما الصوم، ولهـما أن يفطـرا مـادام الصيـام يُجهدهمـا ويشـق عليهما، وأما من سـقط تمييـزه، وبلغ حدّ الخَرف فـلا يجب عليه ولا على أهله شيء؛ لسقوط التكليف.
[ 12. ] من كان سـبب فطره ظاهـراً كالمريض، فلا بأس أن يفطر ظاهراً ؛ و
[ 13. ] من كان سـبب فطره خفياً كالحائض فالأولى أن يُفطر خفية خشية التهمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
[(*)] تحتاج الآية الكريمة (28) مِن سورة النساء إلىٰ زيادة بحث وتفصيل وتأويل وتفسير.. بل الموضوع برمته يتطلب عمقاً في شرحه؛ وبإذنه تعالى وبمعونته وتوفيقه ارجئه إلى ما بعد الشهر الفضيل في دروس: « „ التفسير والتأويل لمحكم التنزيل„ ‟» .
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
(د .الْفَخْرُ؛ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ؛ ثم الْمِصْرِيُّ مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ)
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (الرَّمَادِيُّ) مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
‏السبت‏، 01‏ رمضان‏، 1443هــ ~ ‏السبت‏، 02‏ أبريل‏، 2022م

hgj;hgdt hgavudm jjtr lu hg'fdum hgfavdm










عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018