![]() |
|
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1461 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
تصحيح المفاهيم من خلال فهم سليم لـ أحاديث النبي الڪريم -عليه السلام والتكريم والإنعام- الْمُقَدِّمَة :" ليلة النصف من شعبان يستلزم الحديث عن ليلة النصف من شعبان تقديمه بمقدمتين؛ 1.] الأولىٰ منهما : تتحدث عن أيام الله -تعالىٰ في سماءه وتقدست اسماؤه-، و 2.] الثانية : تتحدث عن الأخذ بالحديث الضعيف واعتماده في فضائل الأعمال . المقدمة الأولىٰ : 1.] ورد أثر رواه: محمد بن مسلمة:« إنَّ لِربِّكم عزَّ وجلَّ في أيَّامِ دهرِكم نَفَحاتٍ فتعرَّضوا لها؛ لعَلَّ أحَدَكم أنْ تُصيبَه منها نَفحةٌ لا يشقىٰ بعدَها أبدًا ». انظر: 1.) الطبراني في المعجم الأوسط: [3/ 180]؛ الحديث: لا يروىٰ هذا الحديث عن محمد بن مسلمة إلا بهذا الإسناد تفرد به أحمد بن عبدة. 2.) وعنده في المعجم الأوسط: [6 /221]؛ 3.) وعند الهيثمي في مجمع الزوائد: [10 /234]؛ وقال الحديث: فيه مَن لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا.4.) والألباني في ضعيف الجامع :[1917]؛ حكم علىٰ الحديث بـ الـ ضعيف. وجاء برواية أبي هريرة :" « إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها ». انظر: العراقي في : تخريج الإحياء :[1/ 251]؛ الحديث:إسناده مختلف فيه . بيد أن الحديث جاء بصيغة آخرىٰ مع إضافة؛ والراوي هو مَن نال شرف خدمة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم أنس بن مالك؛ وايضاً أبو هريرة " 1.] « اطلُبُوا الخيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رحمةِ اللهِ، فإِنَّ للهِ نفحاتٍ مِنْ رحمتِهِ، يُصيبُ بِها مَنْ يشاءُ مِنْ عبادِهِ »... والإضافة « وسلُوا اللهَ تَعَالَىٰ أنْ يستُرَ عوْراتِكُم، و أنْ يُؤَمِّنَ رَوْعاتِكُم ». انظر : 1.) البغوي في شرح السنة: [3 /155]؛ والحديث: غريب؛ 2.) ابن عساكر في تاريخ دمشق: [24 /123]؛ والحديث: له متابعة؛3. ) السيوطي في الجامع الصغير: [1103]؛ والحديث: ضعيف؛4.) الألباني في ضعيف الجامع: [902]؛ وعنده في السلسلة الضعيفة:[2798]؛ وفي كليهما الحديث: ضعيف ". والحديث السابق جاءت بدايته بلفظة :" « افعلوا... » بدلا من « اطلُبُوا... ». ورواه: أنس بن مالك انظر : 1.) الهيثمي في مجمع الزوائد:[10 /234]؛ والحديث: إسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسىٰ بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة " 2.) الألباني في السلسلة الصحيحة:[1890]؛ والحديث: حسن. كم جاء بلفظة ثالثة :" « تعلَّموا .. » انظر : أبونعيم في حلية الأولياء :[3 /190]؛ والحديث: غريب من حديث صفوان تفرد به عمرو عن يحيىٰ . فإذا اعتمدتُ ما حسنه الألباني في سلسلته الصحيحة فـأقول وأفعل بما رواه خادم خاتم الأنبياء -رضوان الله تعالى عليه- عن نبي المرحمة صلى الله عليه وآله وسلم « افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ، وسَلوا اللهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وأنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ». نفعل الخير ڪما يرضي ربنا تعالىٰ في سماه وتقدست اسماؤه طوال حياتنا... هذه هي المقدمة الأولىٰ . فائدة : يجب أن ننتبه إلىٰ أن الإمام مسلم النيسابوري خرَّج حديثا عن عبدالله بن جابر :" [1224]: وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً ، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ" . [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. والحديث يتكلم عن :" كُلَّ لَيْلَةٍ ".. وليس فقط ليلة النصف.. أي : ثابت في كل ليلة لا يتقيد بليلة مخصوصة، فينبغي تحري تلك الساعة ما أمكن كل ليلة كما قالت الصوفية[تعبير ملا علي القاري] : إن لربكم في أيام دهركم نفحات ، ألا فتعرضوا لها ، فإن جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين ، واحتج بهذا الحديث من يفضل الليل على النهار ؛ لأن كل ليلة فيها ساعة إجابة موعودة، وليس بذلك في النهار إلا يوم الجمعة ، فليجتهد الرجل أن يحيي كل ليلة أو بعضها لعله يجد تلك الساعة ، والحكمة في إبهام ساعة الليل كساعة الجمعة ، وليلة القدر وصلاة الوسطى للمبالغة في الاجتهاد لتحصيل المراد ، وعدم اليأس من الفوت ، وعدم الاقتصار على العبادة في وقت دون وقت ، وتخليص القلب من العجب والغرور ، وكون العبد بين الرجاء والخوف . ". -**- أما المقدمة الثانية فاتحدث فيها عن :" الْحَدِيثِ الضَّعِيفِ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ". 1. ) ڪتب ابن تيمية ما قاله: أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ « إذَا جَاءَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ». 2.) وكتب النووي الشافعي يقول: " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ : " ١. " الْمُرْسَلَ وَ " ٢. " الضَّعِيفَ وَ " ٣. " الْمَوْقُوفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَيُعْمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ". 3. ) وقال السيوطي الشافعي " الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " 4. ) وقال صاحب المرقاة؛ القاري (واظنه حنفي) :" أَنَّ الْقَاعِدَةَ الْمُقَرَّرَةَ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ لَا يُعْمَلُ بِهِ إِلَّا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ 5. ) وقال محمد بن محمد بن عبدالرحمن الرعيني (الحطاب)؛ المالكي :" وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " 5. 1. ) وقال ابن عابدين(الحنفي) :" فَائِدَةٌ شَرْطُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ : [ أ ] عَدَمُ شِدَّةِ ضَعْفِهِ ، وَأَنْ [ ب ] يَدْخُلَ تَحْتَ أَصْلٍ عَامٍّ ، وَأَنْ [ ج ] لَا يُعْتَقَدَ سُنِّيَّةُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ . -*-*-*- ثم أفصلُ بعض المسائل: 1.) : الآجالُ 1. ] :" تُقْطَعُ الآجالُ مِن شعبانَ إلى شعبانَ حتَّى إنَّ الرَّجلَ لِينكِحُ ويُولَدُ لهُ وقد أُخرِجَ اسمُه في المَوْتَى ". :" نسبت روايته إلى : 1.] عثمان بن محمد بن المغيرة.. وإلى: 2. ] أبي هريرة؛ التخريج: 1. ] ابن كثير في تفسيره : [7 /232]؛ وقال الحديث: مرسل . 2.] ابن رجب في لطائف المعارف : [256]؛ الحديث: مرسل 3. ] الشوكاني في فتح القدير : [4 /801]؛ الحديث: غير صحيح 4. ] أخرجه الديلمي كما في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني [14 /256] 5. ] الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة – [6607]؛ الحديث: منكر وجاء برواية : 2. ] :" ينسخُ اللهُ في أربعِ ليالٍ الآجالَ والأرزاقَ : في ليلةِ النصفِ من شعبانَ، والأضحى، والفطرِ، وليلةِ عرفةَ ". روته: عائشة أم المؤمنين؛ انظر الدارقطني - في لسان الميزان [ 1 /582]؛ الحديث: لا يصح " خمسُ ليالٍ لا تُرَدُّ فيهن الدعوةُ : أولُ ليلةٍ من رجبٍ، وليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ، وليلةُ الجُمُعةِ، وليلةُ الفِطْرِ، وليلةُ النَّحْرِ". رواه: أبو أمامة الباهلي؛ انظر: الألباني؛ في السلسلة الضعيفة؛ [1452]؛ الحديث: موضوع . " من أحيا اللياليَ الخمسَ؛ وجبت له الجنَّةُ : ليلةَ التَّرويةِ، وليلةَ عرفةَ، وليلةَ النَّحرِ، وليلةَ الفِطرِ، وليلةَ النِّصفِ من شعبانَ". رواه: معاذ بن جبل؛ انظر: الألباني؛ في ضعيف الترغيب؛ [667]؛ الحديث: موضوع . -*/*- مدخل ليلة النصف من شعبان " ليلةُ منتصفِ شعبان، هي ليلة الخامس عشر من الشهر الهجري شعبان، وهي الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان، لها أهمية في المنظور الإسلامي إذ ورد فيها عدة أحاديث من نبي الإسلام محمد بن عبدالله- صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، أَزْكَىٰ صَلَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ - يبين فضلها وأهميتها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ جاء عند الطرطوشي؛ أنه ڪتب يقول :" اعلموا - رحمڪم الله - أن لأهل العلم في هذه الليلة قولين: فـ : - قال بعضهم: هي ليلة النصف من شعبان. واستدلوا بما روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان؛ فقوموا ليلتها، وصوموا يومها؛ فإن الله -تعالىٰ- ينزل لغروب الشمس إلىٰ سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مبتلىٰ فأعافيه؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا كذا؟ ألا كذا؟ ... حتىٰ يطلع الفجر» . وهذا مذهب عڪرمة مولىٰ ابن عباس؛ قال: " هي ليلة النصف من شعبان، يُبرم فيها أمر السَنة، وينسخ الأحياء من الأموات، ويڪتب الحاج، فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد ". وروى عثمان بن المغيرة؛ قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تقطع الآجال من شعبان إلىٰ شعبان، حتىٰ إن الرجل لينكح ويولد له، ولقد خرج اسمه في الموتىٰ» . وقال : - قتادة، و - ابن زيد، و - مجاهد، و - الحسن، و - أبو عبدالرحمن السلمي، و - أكثر علماء العراق: هي : - ليلة القدر، أنزل الله -تعالىٰ- القرآن في ليلة القدر من أم الڪتاب إلىٰ السماء الدنيا، ثم أنزله علىٰ نبيه في الليالي والأيام. قالوا: فيبرم في ليلة القدر من شهر رمضان ڪل أجل وعمل ورزق وما يڪون في تلك السنة. قال سعيد بن جبير: " يؤذن للحاج في ليلة القدر، فيڪتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد، ولا يزاد، ولا ينقص ". و قال هلال بن يساف: " انتظروا القضاء في شهر رمضان ". وعلىٰ هذا القول علماء المسلمين. و روىٰ ابن وضاح عن زيد بن أسلم؛ قال: " ما أدرڪنا أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلىٰ النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلىٰ حديث مڪحول، ولا يرون لها فضلا علىٰ ما سواها ". وقيل لابن أبي مليڪة: إن زيادا النميري يقول: إن أجر ليلة النصف من شعبان ڪأجر ليلة القدر. فقال: " لوسمعته وبيدي عصا.. لضربته ". وكان زياد قاصا. والدليل علىٰ صحة هذا القول قوله -تعالىٰ-: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾. وهذه الڪناية ڪناية عن غير مذڪور؛ إلا أنه قد جرىٰ في قوله -تعالىٰ-: ﴿حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾؛ نزل القرآن ڪله جملة ٰواحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلىٰ السماء الدنيا، فوضع في بيت العزة، وأملاه جبريل علىٰ السفرة، ثم ڪان ينزله جبريل -عليه السلام- علىٰ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نجوما. وڪان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون [(٢٣) سنة. ألا تراه سماها مُبَارَكَةٍ، وإنما البرڪة من خصائص ليلة القدر؛ من أنها خير من ألف شهر، فهذا هو الخير والبرڪة والمغفرة؟ والاشتقاق يقتضيه أيضا؛ لأنه مأخوذ من التقدير، فتقدر فيها الأشياء؛ أي: يقضي الله -تعالىٰ- فيها قضاء السَنة ڪلها. وقيل: ليلة العظمة والشرف وعظم الشأن؛ من قولك: رجل له قدر؛ يقال: قدرت فلانا؛ أي: عظمته؛ قال الله -عز وجل-: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾؛ أي: ما عظموه حق تعظيمه، وهذا تأويل الزُهري. وقيل: لأن ڪل عمل صالح يوجد فيها من المؤمن يڪون ذا قدر وقيمة عند الله -تعالىٰ-؛ لأنه مقبول. وقيل: سميت بذلك لأن من لم يڪن ذا قدر وخطر يصير في هذه الليلة ذا قدر وخطر إذا أحياها. .. وهذه المعاني هي تحقيق البرڪة، فأما مجرد فصل القضاء، وفرق ڪل أمر حڪيم؛ فهو عمل الله -تعالىٰ-. فـ بان بهذا أن قوله -تعالىٰ-: ﴿فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾؛ إنما أراد به ليلة القدر. وقوله -تعالىٰ-: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾؛ أي يفصل ويبرم، هو المعنىٰ الذي ذڪرناه في معنىٰ القدر. وأخبرني[الحديث للطرطوشي] أبو محمد المقدسي؛ قال: " لم يڪن عندنا بـ بيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التي تصلىٰ في رجب وشعبان، وأول ما حدثت عندنا في أول سنة (448) (٤٤٨) ثمان وأربعين وأربع مائة: قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابُلُس يعرف بـ: ابن أبي الحمراء، وڪان حسن التلاوة، فقام، فصلىٰ في المسجد الأقصىٰ ليلة النصف من شعبان، فـ أحرم خلفه رجل، ثم انضاف إليهما ثالث، ورابع، فما ختمها إلا وهم في جماعة ڪثيرة!.. ثم جاء في العام القابل فصلىٰ معه خلق ڪثير، وشاعت في المسجد.. وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصىٰ، وبيوت الناس ومنازلهم، ثم استقرت ڪأنها سُنة إلىٰ يومنا هذا "!.. فقلت له: فأنا رأيتُ تصليها في جماعة؟ قال: " نعم؛ وأستغفر الله منها "! قال: " وأما صلاة رجب؛ فلم تحدث عندنا في بيت المقدس إلا بعد سنة ثمانين وأربع مائة(٤٨٠)، وما ڪنا رأيناها ولا سمعنا بها قبل ذلك ".[ الطرطوشى محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشي الفهري الأندلسي، أبو بكر؛ (المتوفىٰ: 520 هـ) المالكي: "الحوادث والبدع"؛ تحقيق: علي بن حسن الحلبي؛ الناشر: دار ابن الجوزي؛ الطبعة: الثالثة، 1419 هـ - 1998 م] . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وسأسعىٰ[الرَّمَادِيُ]-بعون من الله تعالىٰ وهداية ورعاية وتوفيق- لتخريج الأحاديث لمعرفة صحيحها من سقيمها. البحث الأول : الأسماء التي وردت فيها : ليلة نصف شعبان سُميت : [1.] ليلة البراءة. [2.] ليلة الدعاء. [3.] ليلة القِسمة. [4.] ليلة الإجابة. [5.] الليلة المباركة. [6.] ليلة الشفاعة. [7.] ليلة الغفران؛ والعتق من النيران ــــــــ انظر :" شهاب الدين الفشني: تحفة الأخوان في قراءة الميعاد في رجب وشعبان ورمضان، ص86-88". ــــــــ الأحاديث النبوية التي وردت في ليلة النصف من شعبان : بتتبع ما جاء في العديد من المصادر يمڪنني القول بأن هناك أحاديث صحيحة وآخرىٰ ضعيفة أو موضوعة ـ منڪرة ـ . *.] :"[ يا عليُّ] من صلَّىٰ ليلةَ النصفِ من شعبانَ مئةَ [١٠٠] رڪعةً بـ قُلْ هو اللهُ أَحَدٌ قضىٰ اللهُ له ڪلَّ حاجةٍ طلبها تلك الليلةَ وحصل له ڪذا وڪذا وأُعطي سبعين ألفَ [٠٠٠,٧٠] حوراءَ وسبعين ألفَ [٠٠٠,٧٠] غلامٍ إلىٰ أن قال ويشفعُ والداه ڪلُّ واحد منهما في سبعينَ ألفًا[٠٠٠,٧٠]". انظر: القاوقجي؛ في : اللؤلؤ المرصوع؛ [227][187]؛ الحديث: موضوع. الحديث الأول : عن معاذ بن جبل قال :« قال رسول الله: " يطلع الله إلىٰ جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" »[1] الحديث الثاني : عن أبي بكر قال :« قال رسول الله : "ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشركا بالله عز وجل"»[2] ـــــــ [1] المنذري: الترغيب والترهيب، [2/ 132]، وقال عنه: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما. وانظر السلسلة الصحيحة، لـ: الألباني، [3/135]، وقال: حديث صحيح. [2] ابن حجر العسقلاني: الأمالي المطلقة، [رقم: 122]، وقال عنه: حسن إن كان من رواية القاسم عن عمه. الحديث الثالث: عن عائشة بنت أبي بڪر قالت :« قال رسول الله: " إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلىٰ السماء الدنيا، فيغفر لأڪثر من عدد شعر غنم ڪلب " ». ــــ الألباني: تخريج مشكاة المصابيح، [رقم: 1251]، وقال عنه: صحيح لغيره.. قلت: كلب: قبيلة! ــــ الحديث الرابع: عن عائشة بنت أبي بڪر قالت :« قام رسول الله من الليل يصلي، فأطال السجود حتىٰ ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتىٰ حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة أظننت أن النبي قد خاس بك؟، قلت: لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟؛ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله -عز وجل- يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم ». ــــــــــــــــ البيهقي: شعب الإيمان، [3/ 140/ 5]، وقال: مرسل جيد. ـــــــــــــــــــ الحديث الخامس: عن علي بن أبي طالب قال :« قال رسول الله:" إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر"». ـــــ الشوكاني، تحفة الذاكرين، [رقم: 241]، وقال عنه: إسناده ضعيف. ــــــــــــــــ الحديث السادس: عن أبي ثعلبة الخشني قال :« قال رسول الله :" يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه" ». ــــــ المنذري: الترغيب والترهيب، [3/ 392]، وقال عنه: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما. ـــــــــــــــ ** النصف من شعبان من منظور الطوائف الإسلامية [أ.] السنة: بحسب رأي بعض علماء السنة مثل: - عطية صقر و - محمد صالح المنجد و - يوسف القرضاوي، فإنه لم يثبت عن النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- تخصيصه هذه الليلة بعبادة، ولم يثبت عن الصحابة-رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- شيء في هذا.. ولم يأتِ فيها حديث وصل إلىٰ درجة الصحة، والدعاء الذي يقرأه بعض الناس في بعض البلاد، ويوزعونه مطبوعًا، دعاء لا أصل له... هذا.. فيما يرىٰ علماء آخرون مثل: - حسنين محمد مخلوف و - علي جمعة و - محمد علوي المالكي و - عبدالله صديق الغماري، وغيرهم بأن الأحاديث الواردة في فضل هذه الليلة صحيحة، وحتىٰ الضعيف منها فيعمل به في هذا الباب لأنه من فضائل الأعمال[(انظر مقدمتي)]؛ ويقولون بأنه قد ورد عن جماعة من السلف(!) اعتناؤهم بهذه الليلة واجتهادهم بالعبادة فيها، ڪما قال ذلك ابن رجب الحنبلي: «وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كـ خالد بن معدان ومڪحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها» .[ابن رجب: لطائف المعارف، [ص: 161]. وڪما قال ابن تيمية:« وأما ليلة النصف فقد رُوي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم ڪانوا يصلون فيها، فـ صلاة الرجل فيها [(وحده)] قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينڪر مثل هذا». [ابن تيمية؛ الفتاوى، [23/ 132].] .. لذا فإنهم يعتنون بهذه الليلة أشد الاعتناء، حتىٰ قال عبدالله صديق الغماري ناصحاً : فقم ليلة النصف الشريف مصلياً*فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه فكم من فتىٰ قد بات في النصف آمناً*وقد نسخت فيه صحيفة حتفه فبادر بفعل الخير قبل انقضاءه*وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه وصم يومه لله وأحسن رجاءه *لتظفر عند الكرب منه بلطفه[عبدالله صديق الغماري: حسن البيان، [ص: 16].] [ب.] الشيعة ليلة عظيمة القدر عند المسلمين الشيعة، ويسمونها ليلة (القضاء). وللشيعة فيها عبادات خاصة من صلوات وأذكار وأوراد علىٰ أن أهمها زيارة ضريح الحسين والصوم في يوم النصف من شعبان، وفيها أيضاً ولادة الإمام الثاني عشر عند الشيعة المهدي المنتظر حيث يحتفلون ابتهاجاً بها. وفيها أيضاً تحويل القبلة من المسجد الأقصىٰ إلىٰ الڪعبة. جاء في الروايات الشيعية أن مِن برڪتها ألا يعذب الله مولودا ولد فيها، فان ولد في بلاد الڪفر هداه الله إلىٰ الإسلام. „ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ‟ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ــــ ـــــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ١١ شعبان ١٤٤٥ هـ ~ 22 فبراير 2024 م hgkwt lk aufhk! |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use
Firefox.
Supported By:
ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018