أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي الأربعاء 8 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري الأربعاء 8 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن د. سامي ديولي الأربعاء 8 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن إبراهيم المدني الأربعاء 8 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالله البعيجان 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن سعود بخاري الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن نايف فيده الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو الوليد البتار مشاركات 2 المشاهدات 953  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29 / 07 / 2009, 49 : 05 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, قال ابن القيم رحمه الله..

حُبّ الكتاب وحُبّ ألحان الغناء ****** في قلب عبد ليس يجتمعان



ومما هو مشاهد محسوس معلوم أن من استلذّ بسماع الأغاني لا يُمكنأن يجد حلاوة تلاوة كلام الله عز وجل.

قال تعالى:((مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ))[الأحزاب:4]. والغناءأشد لهوا وأعظم ضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم, فإنه رقية الزنا, ومنبت النفاق, وشرك الشيطان, وخمرة العقل، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل, لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه، فإن الآيات تضمنت ذم استبدال لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا، ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ))[لقمان:7]، هو الثقل والصمم، وإذا علم منه شيئا استهزأ به، فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم الناس كفرا, وإن وقع بعضه للمغنين ومستمعيهم, فلهم حصة ونصيب من هذا الذم [إغاثة اللهفان:ج1ص258-259].

تعريف المعازف

المعازف:جمع معزفة، وهي آلات الملاهي [فتح الباري: ج10ص55]، وهي الآلة التي يعزف بها[المجموع: ج11ص577]، ونقل القرطبي رحمه الله عن الجوهري رحمه الله أن المعازف الغناء، والذي في صحاحه آلات اللهو .
وقيل: أصوات الملاهي وفي حواشي الدمياطي رحمه الله: المعازف بالدفوف وغيرها مما يضرب به[فتح الباري:ج10ص55].

جاسوس القلب

قال ابن القيم: الغناء هو جاسوس القلوب، وسارق المروءة، وسُوسُ العقل، يتغلغل في مكامن القلوب، ويدب إلى محل التخييل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة، فبينما ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القرآن، فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله، وقل حياؤه، وذهبت مروءته، وفارقه بهاؤه، وتخلى عنه وقاره, وفرح به شيطانه, وشكا إلى الله إيمانه، وثقل عليه قرآنه..

تُلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة ****** لكنه إطراق ساه لاهي


وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا ****** والله ما رقصوا لأجل الله


قاتل العفة والغيرة

يقول ابن القيم: فلعمر الله كم من حرةٍ صارت به من البغايا، وكم من حرٍ أصبح به عبداً للصبيان والصبايا، وكم من غيورٍ تبدل به اسماً قبيحاً بين البرايا، وكم من ذي غنى وثروة أصبح بسببه على الأرض بعد المطارف والحشايا، وكم أهدى للمشغوف به أشجاناً وأحزاناً وكم جر من غصةٍ, وأزال من نعمةٍ, و*** من نقمةٍ, وكم خبأ لأهله من آلام منتظرةٍ، وغموم متوقعة، وهموممستقبلة.

صدقت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» الحديث رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91.
قال ابن القيم رحمه الله: هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه محتجا به, وعلقه تعليقا مجزوما به فقال: باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه, وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين..
أولهما: قوله صلى الله عليه وسلم «يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
ثانيا: قرن المعازف مع المقطوع حرمته وهو الزنا والخمر، ولو لم تكن محرمة لما قرنها معها السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها))[المجموع:ج11ص535].


أدلة تحريم الغناء والمعازف

من الكتاب والسنة

قال الله تعالى في سورة لقمان:((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ))[لقمان:6]قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه:هو الغناء، وقال مجاهد:اللهو الطبل [تفسير الطبري 21/40].
وقال الحسن البصري رحمه الله: نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير [تفسير ابن كثير 3/451].
وقال السعدي(فدخل في هذا كل كلام محرم، وكل لغو وباطل، وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب، ومن غناء ومزامير شيطان، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا))[تفسير السعدي 6/150].
قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء, فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود رضي الله عنه عن قوله تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ)). فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء -يرددها ثلاث مرات- وصح عنابن عمر رضي الله عنه أيضا أنه الغناء، قال ابن عباس: لهو الحديث الباطل والغناء.
وقال تعالى: ((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ))عن مجاهد,قال: استنزل منهم من استطعت، قال: وصوته الغناء والباطل، قال ابن القيم: وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجل إليه كذلك، فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع, أو مزمار, أو دف حرام, أو طبل, فذلك صوت الشيطان، وكل ساع إلى معصية الله على قدميه فهو من رَجِله, وكل راكب في معصيته فهو من خيالته، كذلك قال السلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: رجله كل رجل مشت في معصية الله [إغاثة اللهفان].
وقال تعالى: ((أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنتُمْ سَامِدُونَ))[النجم:61,59], قال عكرمة: عن ابن عباس السمود الغناء في لغة حِميَر، يقال: اسمدي لنا أي غني، وقال رحمه الله: كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية، وقال ابن كثير وقوله تعالى ((وَأَنتُمْ سَامِدُونَ)) قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال: الغناء، هي يمانية، اسمد لنا غنِّ لنا، وكذلك قال عكرمة. تفسير ابن كثير.
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبيعوا القينات، ولا تشتروهن ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه الآية: ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ))[لقمان:6]»حديث حسن.

أقوال السلف الأعلام في الغناء

الغناء المصحوب بآلات محرمة اتفق العلماء على تحريمه, وقد حكى الاتفاق جمع من الأئمة كابن الجوزي, وابن الصلاح والقرطبي, وابن تيمية, وابن القيم, وابن باز , والعثيمين, والألباني, قال مالك: لا يفعله عندنا إلا الفساق.
وقال الفضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا, وقال الخليفة يزيد بن الوليد: يا بني أمية إياكم والغناء، فإنه يُنقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل السكر، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فجنبوه النساء؛ إن الغناء داعية الزنا رواهالبيهقي في شعب الإيمان.
وقال ابن القيم رحمه الله في [إغاثة اللهفان:ج1ص224]: مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين, وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين, سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن, ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان.
فهو قرآن الشيطان, والحجاب الكثيف عن الرحمن, وهو رقية اللواط والزنا, وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى, كاد به الشيطان النفوس المبطلة, وحسنه لها مكرا منه وغرورا وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجورا.
قال خالد بن عبد الرحمن: كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل، فأرسل إليهم بكرة فجيء بهم، فقال: إن الفرس لتصهل فتسوق له الرمكة، وإن الفحل ليهدر فتضبع له الناقة، وإن التيس لينبّ فتسترمّ له العنز، وان الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة، ثم قال: اخصوهم! فقال عمر بن عبد العزيز: هذا مُثلة، ولا يحل، فخلَّى سبيلهم رواه البيهقي في شعب الإيمان.
قال الحليمي رحمه الله: وإنما خرج ذلك (القول بتحريم الغناء) لما فيه من الإغراء بالحرام، فدخل في قوله تعالى: ((وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))[المائدة:2] أ.هـ .

ما يستثنى منالغناء والمعازف

ويستثنى من ذلكالدف -بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليهالأدلة الصحيحة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف, ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: «التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين منالرجال بالنساء».
ولما كان الغناء والضرب بالدف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا، ويسمون الرجال المغنين مخانيث -ما أكثرهم في هذا الزمان- وهذا مشهور في كلامهم. قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه النفيس تحريم آلات الطرب: والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري في الأعياد كما في الحديث: ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك، والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع, كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار ، فتبين أنه للنساء فقط، حتى أن الإمام أبا عبيد رحمه الله، عرف الدف قائلا: فهو الذي يضرب به النساء غريب الحديث 3/64 فينبغي لبعضهم الخروج بالحجاب الشرعي.

الدعوة إلىالله بالموسيقى!!

الدعوة إلى الله من أرفع المقامات ولكنهاتوقيفية, فلا يجوز أن نتعبد الله بما لم يشرع فما بال أقوام لم يكتفوا بما تلبسوا به من معصية -حب الغناء والألحان- حتى شرعوا بالدعوة إلى الله بها، ألا خاب مسعاهم وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم.
قال شيخالإسلام ابن تيمية رحمه الله: التطريب بالآلات الملهية محرم في السماع الذي أحبه الله وشرعه، وهو سماع القرآن، فكيف يكون قربة في السماع الذي لم يشرعه الله؟ وهل ضمّ ما يشرعه الله إلى ما ذمه يصير المجموع المعين بعضه لبعض مما أحبه الله ورضيه؟ ولا يُمكن أن يجتمع حبّ القرآن، وحبّ مزاميرالشيطان.
وقال الإمام البيهقي رحمه الله: وروينا عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ترنمهم بالأشعار، وهذا في الأشعار التي يكون إنشادها حلالاويكون الترنّم بها في بعض الأحايين دون بعض، فإن كان يُغني بها فيتخذ الغناء صناعة يؤتى عليه ويأتي له ويكون منسوبا إليه مشهوراً به.
قال الشافعي رحمه الله: لا تجوز شهادته، وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يُشبه الباطل، وأن من صنع هذا كان منسوبا إلى السَّفه وسقاطة المروءة، ومن رضي هذا لنفسه كان مستخفّاً, وإن لم يكن محرما بيّن التحريم, انتهى.
فإذا كان هذا في الغناء وحده دون آلة، فكيف إذا كان بآلة؟! وإن كانت الأغاني تدعو إلى الجهاد أو كانت تدعو إلى فعل الفضائل, أو فيها مدح للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فلم تكن معروفة عندالسلف، إنما عُرفت عند دراويش الصوفية! ولا يُنال رضا الله بسخطه، إنما يُنال رضا الله عز وجل بما يُحبه ويرضاه سبحانه وتعالى.
ولو كان الغناء محبوبا مرضياً لله عز وجل, لسبقنا إليه وإلى التقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
ولو كان يُنشّط العزائم على الجهاد ونحو ذلك لسبقونا إليه. وإن كانت في مدائح النبي صلى الله عليه وسلم فهي مُحدَثَة، فإن الغناء والتّغني في مدحه صلى الله عليه وسلم لم يُعرف إلا بعد القرنالثالث الهجري.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عن جماعة يجتمعون على فعل الكبائر من القتل, وقطع الطريق, والسرقة, وشرب الخمر.
ثم إنّ شيخا من المشايخ المعروفين بالصلاح واتباع السنة قصد منع هؤلاء ممّا يقعون فيه, فلم يتمكن إلاّ أن يقيم لهم سماعا يجتمعون عليه, وهو بدف بلا صلاصل, مع غناء المغني بشعر مباح بغير شبابة, فلما فعل تاب منهم جماعة, وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات, ويؤدي المفروضات, ويجتنب المحرمات, فهل يباح مثل فعل الشيخ على تلك الحال, لما يترتب عليه من المصالح مع أنّه لا يمكن دعوتهم بغيره؟ [مجموع الفتاوى: ج11ص620- 635].
فأجاب شيخ الإسلام رحمه الله ويمكن تلخيص كلامه رحمه الله على شكل نقاط..
أولاً: أنّ الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى, ودين الحق, ليظهره على الدين كله, وكفى بالله شهيدا, وأنّه أكمل له ولأمته الدين, كما قال تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً))[المائدة:3].
ثانياً: أنّ الله تعالى أمر الخلق أن يردوا ما تنازعوا فيه من دينهم إلى ما بعث به صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ))[النساء: منالآية 59].
ثالثا: من المعلوم أنما يهدي الله به الضالين, ويرشد به الغاوين, ويتوب به على العاصين, لابد أن يكون فيما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلممن الكتاب والسنة, وإلاّ فإنّه لو كان ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفي لكان دين الله ناقصا محتاجا تتمة.
رابعاً:العمل المشتمل على مصلحة ومفسدة, إن غلبت مصلحته على مفسدته فإنّه يكون مشروعا, لأنّ الشارع حكيم عليم. وإن غلبت مفسدته على مصلحته أو تساوتا المصلحة والمفسدة لم يشرع. ومثل شيخ الإسلام بالخمر والميسر, فيهما منافع لكن لماغلبت المفسدة حرمهما الله تعالى.
خامساً:ما يراه النّاس من الأعمال مقربا إلى الله, ولم يشرعه الله ورسوله, فإنّه لابد أن يكون ضرره أعظم من نفعه وإلاّ فلو كان نفعه أعظم, وكان غالبا على ضرره لم يهمله الشارع.
سادساً:لا يجوز أن يقال: إنّه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ما يتوب به العصاة, فإنّه قد علم بالاضطرار والنقل المتواتر أنّه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من هو شر من هؤلاء, بل السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار, ومن تبعهم بإحسان وهم خير أولياء الله المتقين, من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد تابوا إلى الله تعالىبالطرق الشرعية, لا بالطرق البدعية.
فيتبين أنّ استعمال الوسائل المحرمة كالموسيقى وغيرها, في الدعوة إلى الله, أو في تحبيب الخير إلى النّاس أو تبغيض الشر إليهم, هو أمر لا يجوزلسببين:
·الأول:لأنّ المعازف محرمة أصلا, سواء كانت الكلمات حسنة أو سيئة.

·الثاني:أنّ استعمالها في الدعوة تقرب إلى الله بما لم يشرع.

هواية جمع القمامة

قال الإمام سليمان التيمي رحمه الله: لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله, وقد حكي ابن حزم رحمه الله الإجماع على أن تتبع رخص المذاهب بغير مستند شرعي فسق لايحل.


الموسيقى الهادئة تُريح الأعصاب!!

بل على العكس فقد ثبّت طبيّاً أن النفس تجد الراحة في القرآن وليس في الغناء, وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثاً:((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28] ولا يقول براحتها للقلب إلا خبيث النفس، عديم المروءة، فاسدالقلب.


هل الغناء يُنبت النفاق في القلب؟

أورد ابن القيم رحمه الله هذا السؤال ثم قال: فإن قيل: فما وجه إنباته للنفاقفي القلب من بين سائر المعاصي؟!.
قيل: هذا من أدلّ شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها, ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها, وأنهم هم أطباء القلوب دون المنحرفين عن طريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها, فكانوا كالمداوي من السقم بالسم القاتل، وهكذا والله فعلوا بكثير من الأدوية التي ركبوها أو بأكثرها فاتفق قلة الأطباء وكثرة المرضى وحدوث أمراض مزمنة لم تكن في السلف.
والعدول عن الدواء النافع الذي ركّبه الشارع, وميل المريض إلى ما يقوي مادة المرض فاشتد البلاء, وتفاقم الأمر, وامتلأت الدور والطرقات والأسواق من المرضى، وقام كل جهول يطبب الناس.
فاعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرعبالماء.
فمن خواصِّه:أنه يلهي القلب ويصدّه عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه, فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً لما بينهما من التضاد, فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغيّ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان.
والغناءيأمر بضد ذلك كله ويحسِّنه ويهيّج النفوس إلى شهوات الغيّ، فيُثير كامنها ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقهاإلى وصل كل مليحة ومليح..أ.هـ


استفت قلبك!

لما سُئل القاسم بن محمد رحمه الله عن الغناء فقال: أنهاك عنه وأكرهه. قال الرجل: أحرام هو؟. قال: انظر يا ابن أخي إذا ميّز الله الحق من الباطل. في أيهما يُجعل الغناء؟ يعني أنه يكون مع الباطل.
حتى الشباب الذين يستمعون إلى الغناء يتركون سماعه في نهار رمضان,هلا سألت نفسكلماذا؟.
على أي شيء يدلّ صنيعهم هذا؟ يدلّ على أنهم يتحرّجون من سماعه أثناء صيامهم, ولو اعتبروه مباحاً لما تركوه! فتأمل هذا الفعل من مستمعيه ومُتّبعي فتوى الترخيص فيه!.
قال عليه الصلاة والسلام: «البر حسن الخلق، والإثم ماحاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس» رواه مسلم, وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «الإثم حوازّ القلوب» أي أنه يبقى له أثر يحزّ في القلب وفيالنفس، فلا ترتاح له النفس.

رسالة أخيرة

الأمر ليس بالهين فما يترتب عليه جنة أو نار فلا يقال عليه قشور فلا تكونوا عونا للشيطان على الناس وتدعوهم لمشاقة الرسول فما أحوجنا جميعا للتمسك بقرآن الرحمن والذي لا يجتمع أبدا بقرآن الشيطان.
فالنائم يوقظ، والغافل يُذّكر، والذي لا يجدي فيه التذكير ولا التنبيه فهو ميت وإنما تنفع الموعظة من أقبل عليها بقلبه ((وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ))[غافر:13], فاحذر من اللقطاء الذين يزينون أفعال الشيطان، هؤلاء يصدق فيهم قول الله تعالى: ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ))[الجاثية:23], وهؤلاء الناس ((إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ))[النجم:23] فتباً لهؤلاء الأدعياء اللقطاء لقيط.


في الكتابة يدعيها ****** كدعوى الجعل في بغض السماد


فدع عنك الكتابة لست منها ****** ولو لطخت وجهك بالمداد


قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل صحيح.

ما العلم العلم قال الله قال رسوله ****** قال الصحابة هم أولي العرفان

نصبك للخلاف سفاهة ****** بين الرسول و بين رأي فلان


((فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ))[يونس32].






تَمَّ بِحَمدِ الله


gh d[jluhk >> gh d[jluhk ! hg]u,m hgn hggi fhgl,sdrn !










عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 30 : 11 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.71 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2263
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل



أبو الوليد

اللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..







وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
واجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
الــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 31 / 07 / 2009, 25 : 05 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... اخي الكبيسي









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018