بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (21)
[المنافقون يُصعّدون]
{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
قبل كل شيء ننبه إلى أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -
كان سبب وفاته هو تحجيره ومنعه من الفتوى , حينما لم يمكن من الكتابة والتأليف , بعد حرمانه من الدواة , والقلم , والقرطاس وهو في السجن ! فكان الموت المحقق بسبب عدم تمكنه من التعبير عن رأيه الشرعي ؛ هذا مع جلالة قدره وعلو مرتبته العلمية .
نرجع إلى الموضوع الذي أردناه :
1/ ما هو سبب التصعيد , وما هي مكاسب ( السلولية ) من قرار تحجيم الفتوى في السعودية ؟
2/ وما هي مخططاتهم المستقبلية ؟
سبب التصعيد هو اغتنام التضييق على المشايخ بعد قرار تحجير الفتوى ,
والمكسب الأول لهؤلاء , هو قتل وتسكيت صوت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , الذي يؤرقهم ويرعبهم , وإخراج صورة العلماء و طلبة العلم , أهل الاحتساب القائلين بالحق ممن لا يخافون في الله لومت لائم ، والتي صورهم لا تغيب من رؤوسهم عند كل منكر وبلاء يريدون عمله وتحقيقه في المجتمع السعودي , كما قال عز وجل :
{ لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَفْقَهُونَ } .
ومن المكاسب أيضاً , نشر العلمانية في الحياة الاجتماعية من خلال شعارهم الإبليسي الموروث من النصارى , والذي يقول بتنحية الدين وسيطرته عن الحياة السياسية , واقتصاره فقط على المعبد!
وعند ذلك يكونون قد حققوا مأربهم الخبيثة , واسكتوا صوت الحق وأنطقوا صوت الباطل , واقنعوا الناس أن نهيق الحمير العلماني , أجمل بكثير من زقزقة العصافير الإسلامية ؛ واتكئوا على الأرائك ومدوا أقدامهم باطمئنان وانشدوا عن أنفسهم قول من سبق :
يالك من قنبـرة بمعمـري
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
وأما مخططاتهم المستقبلية فهو ترويج كل ما تعلموه وألفوه في الخارج , فهم عبيد الغرب الكافر وصنيعتهُ , فأجسادهم بيننا وقلوبهم عند أسيادهم في أوروبا وأمريكا , فلن يهنئ لهم بال ولن يقر لهم قرار , إلا بمسخ البلد وإلباسها صبغة التغريب من تحكيم للقوانين الوضعية التي هي حماقات عقول البشر , وتعريت النساء وإلباسهن البنطال المحجم للعورة , والقميص العلاقي , وإخراج ظهورهن , وصدورهن في الشوارع , تحت مسمى حقوق المرأة !
ونشر وتمكين أهل البدع والزندقة أعداء السنة , تحت ما يسمى حرية الاعتقاد والتعايش والمواطنة !
إلى غير ذلك مما هو من قبيل نشر الفوضى الدينية , والأخلاقية , فهؤلاء بلا ريب الذين أشار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله , كما في البخاري من حديث حذيفة – رضي الله عنه - :
(( .. نعم , دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها
قلت ( القول لرّاوي ) :
يا رسول الله صفهم لنا , فقال :
هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا .. ))
ومن أراد أن يكشف حقيقتهم , ويتعرف على صورهم التي هي من سنن أهل الجاهلية ,
فعليه بكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب المعروف بـ
( مسائل الجاهلية )
فهو كتابٌ نفيس في بابه , وزاد لا يستغني عنه سُني وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي ألبس فيها الحق بالباطل والباطل بالحق .
في النهاية :
نحن نجني ثمرة البعثات الخارجية , التي تم إرسالها إلى الخارج للدراسة خلال التسعينات من القرن الهجري الماضي , إلى وقتنا الحاضر .
sgsgm lrhghj " odv hg;ghl lh rg ,]g (21)