السلطة لتحقيق دولي في اغتيال عرفات

[شريف حمدان]

دعت السلطة الفلسطينية، أمس، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مؤكدة أنها لا تمانع في فحص رفات الزعيم الراحل، وذلك على ضوء ما كشفته قناة “الجزيرة” أنه قد يكون قضى مسموماً بمادة مشعة .

وأكد المختبر السويسري الذي فحص المتعلقات الشخصية لعرفات، أمس، أنه وجد كميات عالية من البولونيوم- 210 المشع . ولكن العلامات والأعراض التي وصفت في سجلاته الطبية تضاربت مع البولونيوم المسمم، حسبما نقلت (د .ب .أ) عن دارسي كريستين المتحدث باسم معهد الفيزياء الإشعاعية في لوزان الذي قال واصفاً هذا بالأمر “المحير” إن النتائج غير كافية للتوصل إلى استنتاجات بشأن سبب الوفاة وأن هناك حاجة للمزيد من التحقيقات .

وسوف يعنى هذا إخراج جثة عرفات لإجراء المزيد من الفحوص على عظامه . كانت قناة الجزيرة قد بثت تقريراً عرضت خلاله أدلة بشأن العثور على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وذلك بعد فحوص أجراها المختبر السويسري .

ونقلت “فرانس برس” عن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قوله “ندعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية على غرار لجنة التحقيق الدولية التي شكلت حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري”، مضيفاً “ندعو العالم للتعامل مع هذا الملف بالجدية المطلوبة” . واظهرت استنتاجات تحاليل أجريت في مختبر في سويسرا ونقلتها قناة الجزيرة القطرية الفضائية الثلاثاء في برنامج وثائقي أن عرفات قد يكون قضى مسموماً بمادة البولونيوم المشعة .

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن السلطة لا تمانع فحص رفات عرفات، موضحاً أنه “لا يوجد أي سبب ديني أو سياسي يمنع أو يحول دون إعادة البحث في هذا الموضوع بما في ذلك فحص الرفات من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة أفراد عائلته” . وأكد “أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليماته للجنة التحقيق في استشهاد الرئيس عرفات عقب تقرير الجزيرة بمتابعة جميع المعلومات والتقارير التي تتعلق بهذا الموضوع، والاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة أسباب مرضه واستشهاده” .

وأعلن اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق بوفاة عرفات أن عباس وافق على فحص جثمان عرفات واعتبر أن تقرير “الجزيرة” يثبت تورط “إسرائيل” . وقال “إنني بعد بث تقرير الجزيرة قابلت اليوم الرئيس عباس وأوصيت بالموافقة على فحص جثمان الشهيد عرفات، وبدوره وافق الرئيس عباس على ذلك بعد موافقة عائلته وهي زوجته سهى وابن شقيقته ناصر القدوة ممثل العائلة” . وشدد على “أن تقرير الجزيرة يؤكد تورط “إسرائيل”، متسائلاً “من له علاقة بالنووي في المنطقة غير “إسرائيل” ومن معني بقتل عرفات غير “إسرائيل” . واستطرد “علينا الآن كشف أداة توصيل البولونيوم للشهيد عرفات لجسده وملابسه” .

من جانبها رحبت سهى عرفات زوجة الزعيم الراحل بقرار عباس تفعيل لجنة التحقيق . وقالت من مالطا إن عباس كان دائماً حريصاً على كشف حقيقة استشهاد أبو عمار ولم يدخر جهداً في هذا الصدد للوصول الى الحقيقة كاملة، لكنها أضافت “باعتباري أنا زوجته فإنني أمثل عائلة الرئيس عرفات وسوف أوقع رسالة رسمية فوراً مني الى المختبر السويسري الذي أجرى الفحوص وكشف وجود البولونيوم في ملابس عرفات بالموافقة على أخذ عينات فحص من رفات الشهيد عرفات للتأكد من نتائج الفحوص” . وقالت “أطالب فوراً بالسماح للمختبر السويسري بفحص الجثمان لأنه ضروري للتحقيق والإسراع في كشف الحقيقة كاملة للشعب الفلسطيني وللعالم” .

وفي السياق، دعا القيادي في حركة “حماس” صلاح البردويل إلى تشكيل جبهة قضائية عربية لرفع دعوى ضد الاحتلال “الإسرائيلي” لكشف ملابسات اغتيال الرئيس عرفات . وقال، في بيان، إن “حماس أكدت مراراً وتكراراً ضرورة التحقيق الجدي في حادثة استشهاد الرئيس عرفات، والتي بدا واضحاً أنها كانت حادثة مدبرة ولم يكن موتاً عرضياً” .

ونفت “إسرائيل” الاتهامات بتسميم عرفات . وقال مسؤول رفض ذكر اسمه ل (د .ب .أ) “التقرير لا أساس له، وأذكركم بأن الجانب “الإسرائيلي” لم يكن الطرف الذي قرر حجب التقارير الطبية لعرفات” .

---

hgsg'm gjprdr ],gd td hyjdhg uvthj

[محمد نصر]