غفلة الآباء والأبناء .. في قبض العلماء !!

[ابو الوليد البتار]

:bb17:

قبض العلماء .. وغفلة الآباء والأبناء .

الحمد لله الدائم بره، النافذ أمره، الغالب قهره، الواجب حمده وشكره، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الملك والتدبير، جلَّ ذكره، وإليه يُرجع الأمر كله، علانيته وسره، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه وهو على كل شيء قدير، سبحانه وبحمده جعل لكل أجلِّ كتاباً، وللمنايا آجالاً وأسباباً، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، الهادي البشير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحابته الأخيار، ما جن ليل وبزغ نهار، وسلَّم تسليماً كثيراً.

فاتقوا الله -عباد الله- فبالتقوى يُنال رضا الواحد الأحد، وبها تتحقق سعادة الأبد، وتحصل البركة في الأهل والمال والولد، فطوبى لمن جد واجتهد في توحيد ربه وتقواه وعبد، ويا بشرى له بحسن العقبى إلى أبد الأبد.
أيها المسلمون!
حفظ الدين أعظم مقاصد هذه الشريعة الغراء، وإن من أعظم أسباب حفظ الدين حفظه بالرجال المخلصين، والعلماء العاملين، فوجودهم في الأمة حفظ لدينها، وصون لعزتها وكرامتها، وذود عن حياضها، فإنهم الحصن الحصين، والسياج المتين، الذي يحول بين هذا الدين وأعدائه المتربصين.

إخوة الإسلام!
إن لله -سبحانه وتعالى- الحكمة البالغة، والقدرة النافذة في كونه وخلقه، وإن مما كتبه الله -جلَّ وعلا- على خلقه الموت والفناء، يقول سبحانه: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ[الرحمن:26-27].
ويقول عز وجل: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ[الأنبياء:34]، ويقول: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [العنكبوت:57].
ويقول جلَّ وعلا: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ[الزمر:30-31].

وإن أعظم أنواع الفقد على النفوس وقعاً، وأشده على الأمة لوعة وأثراً، فقد العلماء الربانين، والأئمة المصلحين.

ذلكم يا عباد الله! لأن للعلماء مكانة عظمى، ومنزلة كبرى، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل، والأمناء على ميراث النبوة، هم للناس شموسٌ ساطعة، وكواكب لامعة، وللأمة مصابيح دجاها، وأنوار هداها، بهم حفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رفعت منارات الملة وبها رُفِعُوا: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[المجادلة:11].
يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون به أهل العمى، ويهدون به من ضل إلى الهدى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، وما عزت الأمم، وبلغت سامق القمم، وأشيدت صروح الحضارات، وقامت الأمجاد، وتحققت الانتصارات بعد الله إلا بهم، فهم أهل خشية الله: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28]، وهم مادة حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وقوت الضمائر، وزاد القرائح، ومهما صيغت النعوت والمدائح في فضائلهم فلن توفيهم حقهم.

لقد فجعت الأمة الإسلامية اليوم بوفاة عالم جليل من كبار علماء الأمة

سماحة الوالد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة .


إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا

فسئلوا: بفتح الفاء وضم السين وكسر الهمزة.

وهو حديث صحيح

فقلت في نفسي أين نحن من هؤلاء العلماء؟

هل اقتربنا منهم كاقترابنا من آبائنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأولادنا؟

هل ورثنا من علمهم شيئا وهم ورثة الأنبياء؟

هل خجلنا من أنفسنا وأنا أولكم ببعدنا عن سلك طريقهم وهو طريق النجاة في الدنيا والآخرة؟

أسئلة كثيرة دارت في ذهني في نفس الوقت الذي غفل فيه كثير من الناس من الآباء والأمهات والأبناء والشباب والبنات عن العلم والعلماء.

فها نحن نسمع هذين الخبر عن موت عالم كبير من علماء المسلمين (إن كنا سمعنا أصلا) في نفس الوقت الذي نشاهد فيه ونتابع يوميا تصفيات كأس العالم وأمم إفريقيا وغيرها من الأخبار البعيدة كل البعد عن طريق المسلم الشاب الناضج العاقل الذي يعلم علم اليقين لم خلقه الله وما هو مراد الله منه في هذه الحياة الدنيا.

ما أريد قوله هو أننا إن لم نلتف حول علمائنا ودعاتنا المخلصين الكبار والله ثم والله لنجدن من الله عز وجل عقوبات لا مثيل لها، ونحن نمر الآن بكثير منها كأحداث غزة والعراق والسودان والصومال وغيرها من البلدان الإسلامية وارتفاع الأسعار ومحق البركة من الأرزاق وتمرد الزوجة والأولاد وضياع الشباب والبنات بضياع التربية الإسلامية القويمة وانتشار الربا وأكل الحرام وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين وقطع الأرحام وغيره وغيره الكثير.

وفي الختام أقول لي ولكم يا شباب وبنات المسلمين يكفينا هدر الأوقات في حضور المباريات ومتابعة المسلسلات والمسرحيات واختلاط الشباب بالبنات في جميع المناسبات ونسيان الطاعات وتذكر المعاصي والزلات، وهيا بنا نعود إلى رب الأرض والسماوات وخالق الإنسان والحيوان والنبات وسامع الأصوات..
هيا بنا نتدارك الهفوات ونعود قبل أن نقول أن الأوان قد فات..ولنعلم دائما أن الله عز وجل قريب مجيب الدعوات ينتظر عودة العصاة منيبين إليه ومنيبات.

أسألكم بالله يا شباب ويا بنات المسلمين أن نحزن لموت علمائنا وأن نحيا بالقرب منهم فهم من يقربونا إلى الله ولنترك المعاصي ما قل منها وما عظم، فو الله الذي لا إله إلا هو لن ننصر في أي مكان إلا إذا حققنا الإيمان بالرحيم الرحمن وهو قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوراح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات له أركانه وله مذاقه وحلاوته ولا تسأل عن مذاقه إلا من تذوق حلاوة الإيمان.

هذه تذكرة لكم يا شباب المسلمين ولكن يا بنات المسلمين من أخ عاص مذنب مليء بالذنوب أن تعودوا معه إلى الله ولا تنسوا المحبة والمودة والألفة بينكم وأن لا تبغضوا بعضكم ولا تكرهوا بعضكم ولا تحاسدوا ولا تنافروا فنحن مسلمون مسلمون مسلمون.

هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده لا شريك له وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه وأعوذ بالله أن يكون كلامي حجة علي لا لي يوم ألقاه وأسأله تعالى لي ولكم أن لا يجعل حظنا من ديننا قولنا وأسأله لي ولكم الإخلاص والتوفيق والسداد إنه ولي ذلك ومولاه وصلي اللهم وسلم وبارك على حبيبنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.:bb15:

هذا ماتم إيراده وتيسر اعداده
لأخوكم الفقير الى ربه \ ابوالوليد

---

ytgm hgNfhx ,hgHfkhx >> td rfq hguglhx !!

[أم نيره]

جزاك الله خير اخى الطيب الفاضل ابو الوليد على الجهد الطيب
وربنا يتقبل منك اخى ويجزيك الجنة

[ابو الوليد البتار]

اللهم آمين ...واياك وجميع الموحدين اختنا الكريمة ام نيرة ..شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك .

[محمد نصر]

بارك الله فيكم اخي الكريم ابو الوليد علي هذا الموضوع الطييب

جهد مشكور عليه

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

[ابو الوليد البتار]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك .