أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر في المسجد الحرام بـ مكة المكرمة - تلاوة الشيخ د. عبدالله الجهني. الجمعة 2 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالباري الثبيتي 1 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ علي الحذيفي 1 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء في المسجد الحرام بـ مكة المكرمة - تلاوة الشيخ د. بندر بليلة. الخميس 1 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب في المسجد الحرام بـ مكة المكرمة - تلاوة الشيخ د. بندر بليلة. الخميس 1 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالمحسن القاسم الخميس 1 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني الخميس 1 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ خالد بن سليمان المهنا 29 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ علي الحذيفي 29 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ بندر بليلة 29 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو قاسم الكبيسي مشاركات 2 المشاهدات 1118  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29 / 08 / 2009, 26 : 10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.69 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2264
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله حمدا خالدا مع خلودك والحمدلله حمدا دائما لامنتهى له عند كل طرفة عين او تنفس نفس
أللهم صلي وسلم وبارك على عبدك وحبيبك ورسولك النبي ألأمي الطاهر الزكي وعلى أله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين أما بعد :



هذه الكلمات كلها تدخل قي منظومة
رفع الحَرَج ومن خلالها رفع المسؤولية. في كتاب الله العزيز منظومة دقيقة واسعة ومُعجِزة تعالج الشعور بالقلق أو الخوف أو الحزن أو التردد التي تصيب الانسان في مراحل الشعور.
ومراحل الشعور هذه هي المراحل التي يمر بها الانسان عندما يُقدِم على أي فعل مهما صغُر أو كبُر مثلاً كيف نصلّي؟
المرحلة الأولى هي مرحلة إدراك أن الصلاة ركن لا بد من فعله
ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة الوجدان فعندما يقرأ الانسان أكثر عن الصلاة ويعرف أهميتها وأجرها ويعلم عقوبة تاركها يصبح عنده شعور بأهميتها وبحبّها ويشعر بالراحة فيها
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
"وجُعلت قُرّة عيني في الصلاة"
ثم تأتي مرحلة النزوع وهي أن يقوم الانسان للصلاة.
وهكذا فكل فِعل نفعله في حياتنا سلباً أو إيجاباً طاعة أو معصية لا بد وأن تترك شعوراً بالخطأ أو التقصير أو المعصية أو اللوم كأن يصلي الانسان ثم يراوده شعور هل قُبَلت صلاته أم لا؟

ونأخذ مثالاً قصة امرأة العزيز التي أُعجبت بيوسف عليه السلام لمدة أعوام فأدركت أنه جميل وهذه تمثل مرحلة الادراك
ثم بدأت تحبّه وهذه مرحلة الوجدان
ثم جاءت مرحلة النزوع حين غلّقت الأبواب وهمّت به.
هذه المراحل كلها في كل حدث تترك شعوراً بالخطأ وشعور بعدم الراحة أسبابه كثيرة كفعل غير صحيح أو فيه عار أو معصية أو فعل ناقص
وقد وضع القرآن الكريم لهذه المشاعر منظومة محددة مُعجَزة تُزيل كل زاوية من الزوايا التي تُصاحب مراحل الشعور الثلاث.
مثلاً إنسان صلّى صلاة مستعجل فيقول الله تعالى
(لا جُناح عليك)
أو انسان خطب امرأة في فترة العدّة فيقول تعالى
(لا جُناح عليكم فيما عرّضتم به من خطبة النساء)
وهكذا في القرآن الكريم كلّما أراد الله تعالى أن ينفي المسؤولية عن أي حدث يستعمل إحدى كلمات هذه المنظومة.
وكل كلمة في هذه المنظومة تنفي شعوراً معيناً لا يمكن لأي كلمة أخرى من نفس المنظومة أن تنفيه أو تعطي المعنى المطلوب.
لا تثريب:
كل من يرتكب فعلاً يظن أن فيه خزي أو عار أو يسبب له عار يستعمل كلمة لا تثريب بمعنى لا تعيير ولا تعييب.
فكل فعل يُخزي الانسان إذا عُيّر به يسمى تثريباً وقد جاء في الحديث الشريف:
" إذا زنت جارية أحدكم يجلدها ولا يثرّبها"
أي لا يُعيّرها.

وقد جاء في القرآن الكريم في قصة إخوة يوسف لماّ قالوا
(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ

(91) يوسف)
قالوها وهم يشعرون بالخزي والعار مما فعلوه أجابهم يوسف
(قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

(92) يوسف)
أي لا أعيّركم ولا عار عليكم ولا تقوم كلمة هنا مقام كلمة لا تثريب.

وكلمة لا تثريب هي نفي القلق الناتج عن الشعور أن المسؤولية وقعت على شكل غير مرضي.
فمع كل ما فعله المشركون مع الرسول صلى الله عليه وسلم من أذى، قال لهم عند فتح مكة
" لا تثريب عليكم"
أي لن تُعيّروا بما فعلتموه سابقاً.
لا جُناح:
عندما تأتي مرحلة الوجدان وانت تشك في أنك فعلت شيئاً خطأ كأن تخطب امرأة صراحة وهي في فترة العدّة فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما
أنه لمّا قُتل الزبير بن العوّام وتحته عائشة بنت طلحة وكانت من أجمل نساء العرب وجدها تلطم خديها بقوة فأرسل لها امرأة تقول لها:
ترفّقي بخدّك فإن لنا به حاجة.

وهذه إشارة ضمنية أنه يخطبها.
في هذه الحالات
قال تعالى في سورة البقرة
(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ

(235))
ألغى سبحانه وتعالى أي شعور بالحرج أو الذنب أو التقصير من خطبة امرأة أرملة في فترة العدّة تعريضاً وليس صراحة.
وكذلك في قوله تعالى في سورة البقرة
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ

(158))
لأن المسلمون بعدما دخلوا في التوحيد بعد عبادة الاصنام كانوا يجدون حرجاً في الطواف حول الكعبة أو السعي بين الصفا والمروة لأنهم كانوا يفعلون ذلك قبل الاسلام فرفع الله تعالى هذا الخوف والقلق والحرج عنهم.
لا ضير:
عندما يُغمض حقك أو يُنتقص كمثل إنسان فُصل من عمله فقال لا ضير لأنه يعلم أن الله تعالى سيرزقه خيراً منه
وقوله لا ضير يعني نفي أن يكون حظه قد انتقص لأن هذا الحظ يقابله جزاء عظيم وموقف عظيم.

وقد جاء في القرآن الكريم في قصة فرعون الذي طغى في سورة الشعراء
(قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ

(49))
أجابه بنو اسرئيل
(قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ

(50))
بمعنى أننا سنموت ونُبعث وكل ما ستفعله سيكون في صالح أعمالنا.
ليس عليك هداهم:
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشعر بالفشل من محاولاته المتكررة ليُسلِم أقرباؤه وأعمامه فقال له تعالى إياك والشعور بالفشل
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ

(272) البقرة)
لأنهم لا يستحقون الشعور بالقلق من عدم هدايتهم
(وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ

(35) الأنعام)
وإياك أن تذهب نفسك عليهم حسرات كما جاء في قوله تعالى
(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ

(8) فاطر)
وقوله تعالى
(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا

(6) الكهف).
لا تكن في ضيق ولا تك في ضيق:
الرسول صلى الله عليه وسلم وكل مسلم عندما يًصلح كافراً أو مشركاً لكن هذا الأخير يكيد له ودائماً يشعر الانسان بأنه حزين متألم كيف تنقلب عليه الأمور هذا الانقلاب ويقول الانسان ما هذا المكر الذي يصيبنا كما يحدث للمسلمين في هذا العصر.
وعندنا ضِيق وهي شدة الحزن
(ضيّق:كل شيء يضيق ويتّسع)
وعندنا ضَيْق وهو الضيق الذي لا يتّسع. والرسول بشر فلا بد أن يضيق صدره بما يفعله المشركون
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ

(97) الحجر)
والله تعالى نهاه عن الضَيْق وهو غاية الحزن الذي يسيطر على الانسان حتى يُتعبه ويُصبح أسيراً له والذي لا فرج بعده ولا فرح.
فيقول تعالى لرسوله
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ

(127) النحل)
وهذه الآية نزلت في حادثة معيّنة
عندما حزن الرسول على مقتل عمه حمزة في غزوة أُحُد
ونهى الله تعالى رسوله والمسلمين عامة عن الحزن بشكل مستمر في قوله تعالى
(وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ

(70) النمل)
وهذه يجب أن تكون قاعدة عامة في حياة المسلم.
اللوم:
هو العذل الذي يعقب كل فعل ناقص أو خاطئ وهو ان يلوم الانسان نفسه عن فعل يفعله ويقول لو أني فعلت كذا أو لم أفعل كذا. والرسول صلى الله عليه وسلم كان يرى
عناد الكافرين فيتولّى عنهم في بعض الأحيان ويشعر باللوم ويعتقد أن ما يفعله قد يكون خطأ فيقول له الله تعالى
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ

(54) الذاريات)
أما في حادثة ابن أم مكتوم فعاتبه الله تعالى في سورة عبس على ما فعله.
وعلى المسلم أن لا يُعرض عن عمل صحيح في الظاهر إلى عمل غير صحيح في الظاهر

وعلى الداعية أن يداوم على الدعوة لكن بعض الجماعات لا ينفع معهم شيء وعندها لا بأس بالتولي عنهم كما جاء في قوله تعالى
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ

(54) الذاريات)
فنفى تعالى اللوم عن رسوله وإن كان الفعل في ظاهره خطأ

(ترك دعوة قوم معينين).
لا جَرَمَ:
عندما أقسو عليك أو أشتمك أو أقول عنك كلاماً ليس طيّباً ربما يكون هذا خطأ أو ظلم فإذا كنت تستحق ذلك أقول لا جرم.
فالكفار مثلاً قالوا أنهم هم أهل الجنة
فردّ تعالى عليهم في قوله
(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ

(62) النحل)
وقوله تعالى
(لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ

(22) هود)
من حيث أنهم يستحقونها وليسوا مظلومين. وكذلك قال موسى لقومه
(لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ

(43) غافر)
فكأنها شتيمة لفرعون وقومه وليست ذنباً ولا ظلماً لهم لأنهم أهل النار وعباداتهم باطلة.
حَرَج:
في اللغة هو مجتمع الشيئين وهو المكان الضيّق جداً بحيث لا يستطيع شيء أن ينفذ من خلاله.

والحرج هو آخر الضيق ولا توجد كلمة تُضرب بالضيق المتناهي والمتنامي ككلمة حرج.

لأنها تعني ملتقى الشيئين انطباقاً.
واستعملت كلمة الحرج في الضيق الناتج عن القلق أو الشّك بالفعل الذي يفعله الانسان في مرحلة الوجدان أو النزوع وليس في حالة الادراك لأنه ليس مؤاخذ عليها وإنما تبدأ المؤاخذة في مرحلة الوجدان والنزوع.

ففي هذه المراحل قد يحدث خطأ والقلق الذي ساور المؤمن يكون عند مراحل الشعور الثلاث فعندما يصلي المسلم يشعر أن صلاته كان فيها سهو أو أنه لم يؤديها بشكل جيد وقد يتطور هذا الشعور عند البعض ليصبح وسواساً وهذا كله جناح.
فالجناح إذن هو القلق الناتج عن الحدث الذي تشك وتفكر فيه ويسبب لك الضيق.
ويقول الله تعالى
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ

(78) الحج)
ويقول تعالى في آية أخرى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

(6) المائدة) ,
الله عز وجلّ رفع عنا الضيق والحرج في قضايا الدين والدنيا ففرّجها سبحانه
ونضرب مثالاً على رفع الحرج في الدين في الترخيص للموشك على الهلاك بشرب الخمرة التي هي في الأصل أم الكبائر
إذا كانت حياته مهددة وليس لديه ماء يشربه ويُبقي عليه حيّاً.
فالدنيا فيها قواعد خيالية في الاقتصاد والسياسة والبيع والشراء والدين فيرفع الله تعالى الحرج عن كل ما صار مستحيلاً.
وفي القرآن الكريم نماذج من رفع الله تعالى الحرج عنا في الدنيا وفي قضايا المعيشة والكون مرصود رصداً هائلاً كما
في قوله تعالى
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ

(59) الانعام).
ومن قواعد الكون أن القوة في النهاية لا تكون إلا للحق مهما كانت قوة الباطل.
ففرعون الذي طغى وقال لقومه أنا ربكم الاعلى رفع الله تعالى الحرج عن بني اسرائيل المؤمنين من قوم موسى.
وكذلك قوم عاد الذين كانوا طغاة وقالوا
(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ

(15) فُصّلت)
دمّر الله تعالى ديارهم تدميراً كاملاً
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ

(16) فُصّلت)
(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ

(8) الحاقّة) .
وكذلك النمرود كان جيشه لا يُقهر وأذلّ شعوباً وأمماً وضاق الأمر وصار حرجاً
فأرسل الله تعالى عليه البعوض فقتله وجيشه كاملاً.
فالقوة العسكرية وحدها إذا سادت سيادة مذهلة هذا حرج ومن سنن الله تعالى أن يزيل الحرج من عنده
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ

(52) المائدة).
ومن قواعد الكون طول ظلم الجماعات والأفراد ولا بد أن يُري الله تعالى قوته في الظالم وكيف يجعله سخرية أمام الذين ظلمهم والظَلَمة يقعون في شرور أعمالهم ويصبحوا أمثولة التاريخ.
ومن قواعد الكون أنه مهما كثُرت البشرية لا بد وأن يجدوا رزقهم في هذه الارض ولن يضيق الرزق بأحد
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ

(6) هود)
وكل أمة تتطور يتطور معها رزقها فدول الخليج عندما كان عدد سكانها قليلاً كان تعتمد على الصيد واللؤلؤ
وعندما ازداد السكان أرشدهم تعالى للنفط ومصادر الرزق الأخرى التي تلبي احتياجاتهم.
ومن القواعد الكونية أن الله تعالى يدمّر المماليك المؤمنة الباطلة ولا يدمّر المشرك العادل في الدنيا
(ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج)
ومن الحرج الذي رفعه الله تعالى في الدنيا أنك قد تجد إنساناً يعمل أعمال وكأنه أسوأ خلق الله تعالى لا يجب أن نُطلق عليه لفظ كافر
إلا أن يجعل لله تعالى نداً أو يُشرك في عبادته إلهاً آخر.
ومن قواعد الكون أنه ما من داء إلا وله دواء لكن على الناس البحث عنه ويحذّر الله تعالى من اليأس الكامل بل يجتهد الانسان في بحثه حتى يصل إلى الدواء.
ومن قواعد الكون أنه لا يمكن لقوة أن تستبد في الأرض وتخطف خيراتها على حساب الشعوب الأخرى فهذا حرج
وكقوم عاد وفرعون والاسكندر وغيرهم
ولا بد من وجود قوتين تتعادلان لتجنيب الضعفاء الظلم
(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ

(251) البقرة)
والتاريخ مليء بمثل هذه القصص.
ومن قواعد الكون أن الله تعالى خلق القوارض لأكل النفايات في الدنيا حتى لا تزدحم الدنيا بالنفايات وقد جعل الله تعالى لكل شيء عادم فالقوارض عادم الكرة الأرضية فإن فسدت الأرض فمن أيدي الناس
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

(41) الروم).
ومن قوانين الكون أن الله تعالى جعل للبلاء والفقر ولكل ما تضيق به الحياة باباً واسعاً عظيماً لا يُسدّ إلى يوم القيامة
ألا وهو الصبر
فما من بلاء إذا تعوّد صاحبه على الصبر وأدرك ما هو الصبر ثم جعله له وجدانا يعلم كيف يجزي الله تعالى الصابرين ثم ينزع للصبر.

pvt hgphx - lk/,lm pQvQ[











التعديل الأخير تم بواسطة ابو قاسم الكبيسي ; 23 / 12 / 2009 الساعة 02 : 02 PM
عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 08 / 2009, 37 : 12 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 9
المشاركات: 65,283 [+]
بمعدل : 10.91 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6736
نقاط التقييم: 164
محمد نصر has a spectacular aura aboutمحمد نصر has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يبارك فيكم اخي ****** ابو قاسم

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 30 / 08 / 2009, 07 : 01 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.69 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2264
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

((أللهم بارك لنا في رمضان وأجعل أيامه علينا من خير ألأيام))
((تقبل ألله منا ومنكم صالح ألأعمال))


مشكور مرورك الكريم جزاك الله خيرا أخي ******


محمد نصر

اللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
واجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
الــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018