ابو عبدالله عبدالرحيم
08 / 04 / 2016, 51 : 02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء السادس والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني
1280 - " مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/440 ) :
منكر
أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " ( 3/12 ) و ابن الأعرابي في " معجمه
" ( ق 62 - 63 ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 210/1 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( 6646 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 284/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2/41/2 ) و الضياء المقدسي في " جزء من حديثه " بخطه ( 121/1 ) كلهم
من طريق طلق بن السمح المصري : حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل قال :
" دخلنا على أنس بن مالك نعوده من وجع أصابه ، فقال لجاريته : اطلبي
لأصحابنا و لو كسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، طلق بن السمح قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل
" ( 2/1/491 ) :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : شيخ مصري ليس بمعروف " .
و قال الذهبي في " الميزان " عقبه :
" و قال غيره : محله الصدق إن شاء الله " . و أورده في " الضعفاء " و قال :
" فيه ضعف " .
و من طريقه رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/112 ) و قال :
" قال أبي : هذا حديث باطل ، و طلق مجهول " .
و أقره الحافظ في ترجمة " طلق " من " التهذيب " و لم يذكر فيه توثيقه عن أحد .
و لهذا قال في " التقريب " :
" مقبول " يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص في " المقدمة " .
و مما سبق تعلم أن قول المنذري في " الترغيب " :
" رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد جيد " ; غير جيد ، و إن تابعه عليه
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8/177 ) ، و قلدهما المناوي في " شرحيه " ،
و الغماري في " كنزه " ; فإن طلقا هذا مجهول الحال ، و إن روى عنه جماعة ، لأنه
لم يوثقه أحد ، هذا مع حكم أبي حاتم على الحديث بالبطلان .
(3/279)
1281 - " ما محق الإسلام محق الشح شيء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :
موضوع
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2/882 - 883 - مخطوطة الهند " و الطبراني في "
الأوسط " ( 487 - حرم ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 271/2 ) من طريق عمرو
ابن الحصين العقيلي : حدثنا علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، عمرو بن الحصين متروك اتفاقا ، و قال الخطيب :
" كان كذابا " .
و شيخه علي بن أبي سارة ضعيف .
و قال المناوي في " فيض القدير " تعليقا على قول السيوطي : " رواه أبو يعلى عن
أنس " :
" و ضعفه المنذري ، و قال الهيثمي : " فيه علي بن أبي سارة ، و هو ضعيف " ،
و قال في محل آخر : رواه أبو يعلى و الطبراني ، و فيه عمرو بن الحصين و هو مجمع
على ضعفه " .
قلت : و قد وجدت له طريقا أخرى ، و لكنها لا تزيد الحديث إلا وهنا ، أخرجه
الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهاني في " نسخة الزبير بن عدي " ( ق 2/1 ) من
طريق بشر بن الحسين : نا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا به .
و هذا سند هالك ، بشر هذا قال أبو حاتم :
" يكذب على الزبير " .
و قال ابن حبان :
" يروي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمائة و خمسين حديثا " .
(3/280)
1282 - " إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ، فلا يصلح لدينكم إلا السخاء و حسن الخلق ،
ألا فزينوا دينكم بهما " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :
موضوع
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/91/1 - من " زوائد المعجمين " ) عن عمرو بن
الحصين العقيلي : حدثنا إبراهيم بن أبي عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عن عمران
ابن حصين مرفوعا و قال الطبراني :
" تفرد به عمرو " .
قلت : و هو كذاب كما تقدم مرارا . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/127 )
:
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .
و الحديث أورده المنذري ( 3/248 ) من رواية الطبراني و الأصبهاني و أشار إلى
تضعيفه . و قال المناوي في " الفيض " عقب كلام الهيثمي :
" و له طرق عند الدارقطني في " المستجاد " و الخرائطي في " المكارم " من حديث
أبي سعيد و غيره أمثل من هذا الطريق ، و إن كان فيها لين كما بينه الحافظ
العراقي ، فلو جمعها المصنف ، أو آثر ذلك لكان أجود " .
و أقول : ما أظن أن في شيء من تلك الطرق ما يتقوى الحديث به ، و لذلك ضعفه
المناوي في " التيسير " ، و من ذلك أن الأصبهاني أخرجه في " الترغيب و الترهيب
" ( ق 118/1 و 156/1 ) من طريق عبد الله بن وهب الدينوري بسنده عن مجاعة بن
الزبير عن الحسن به .
و هذا إسناد واه بمرة ، آفته الدينوري هذا ; فإنه مع كونه حافظا رحالا ; فقد
قال الدارقطني :
" كان يضع الحديث " .
و مجاعة بن الزبير مختلف فيه .
و بينهما من لم أعرفه .
و رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 7 و 53 ) من حديث جابر ، من طريقين
عن محمد بن المنكدر عنه به دون قوله : ألا فزينوا .. " .
و في الأولى من لم أعرفه ، و في الأخرى عبد الملك بن مسلمة البصري ، و من طريقه
أخرجه أبو حاتم في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 2/2/371 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/134 ) و قال :
" يروي المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن " .
و قال أبو حاتم :
" حدثني بحديث في الكرم عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام ،
بحديث موضوع " . يعني هذا .
(3/281)
1283 - " خلق الله جنة عدن ، و غرس أشجارها بيده ، فقال لها : تكلمي ، فقالت : *( قد
أفلح المؤمنون )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/443 ) :
ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1837 ) من طريق العلاء بن العباس بن محمد
الدوري : حدثنا علي بن عاصم : أنبأ حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا به .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " !
و رده الذهبي في " التلخيص " بقوله :
" قلت : بل ضعيف " .
قلت : و علته علي بن عاصم هذا كان سيء الحفظ كثير الخطأ ، و إذا بين له لا يرجع
عنه ، و لذلك ضعفه جمهور أئمة الحديث ، و كذبه ابن معين و غيره و في ترجمته
أورد الذهبي هذا الحديث و قال :
" و هذا حديث باطل ، و لقد أساء ابن عدي في إيراده هذا في ترجمة علي ، فالعلاء
متهم بالكذب " .
قلت : قد تابعه العباس الدوري عند الحاكم كما سبق ، فبرئت منه عهدة العلاء ،
و ثبت الحمل فيه على علي ، كما فعل ابن عدي .
و قد تابعه أيضا أبو سالم المعلى بن مسلمة الرؤاسي عن علي به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10/118 ) .
و قد روي الحديث بلفظ آخر هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .
(3/282)
1284 - " خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/444 ) :
ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/174/2 ) و " الأوسط " ( 5648 ) من
طريق حماد بن عيسى العبسي عن إسماعيل السدي عن أبي صالح عن ابن عباس يرفعه
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن عيسى العبسي ، قال الذهبي في " الميزان " :
" فيه جهالة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور ، و قيل : هو الذي قبله " .
يعني حماد بن عيسى الجهني الواسطي غريق الجحفة ، فإذا كان هو فهو معروف بالضعف
، قال الحاكم و النقاش :
" يروي عن ابن جريج و جعفر الصادق أحاديث موضوعة " .
لكن للحديث طريق أخرى . فقال المنذري في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 ) و تبعه
الهيثمي ( 10/297 ) و اللفظ له :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و أحد إسنادي الطبراني في " الأوسط
" جيد " .
قلت : و فيما قالا نظر من وجهين :
الأول : أن الإسناد الآخر فيه ضعف أيضا ، و قد أخرجه الطبراني في " الأوسط " (
324 ) و " الكبير " أيضا ( 3/122/1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 63/13/2 )
و تمام الرازي في " الفوائد " و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/340/1
و 15/70/4 ) من طريق هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا بلفظ :
" لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على
قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي فقالت : *( قد أفلح المؤمنون )* " .
فهذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة بقية ، و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " :
" بقية عن الحجازيين ضعيف " .
كذا قال ، و بقية صدوق في نفسه ، و إنما عيبه أنه كان يدلس عن الضعفاء
و المتروكين ، فإذا صرح بالتحديث و كان من فوقه ثقة ، و من دونه ثقة فهو حجة ،
و إلا فلا . و قد رأيت الحديث في " صفة الجنة " لأبي نعيم ( 3/1 - 2 ) أخرجه من
هذا الوجه ، لكنه قال : حدثنا بقية : حدثني ابن جريج به . و كذلك وقع في "
الأوسط " فإن كان محفوظا عن هشام بن خالد ، فلا يحتج به أيضا ، لأن هشاما و هو
الأزرق كان يروج عليه الخطأ فيقول في كل خبر يرويه عن بقية : حدثنا ، و بقية لم
يقل : حدثنا ، كما في رواية الأكثرين . و تقدم له حديث آخر بلفظ :
" من أصيب بمصيبة .. " الحديث ( 198 ) .
و الآخر : أن متن الإسناد الآخر يختلف عن متن الأول ، فإنه :
أولا : ليس فيه " قال : وعزتي .. " .
و ثانيا : أن القائل فيه : *( قد أفلح المؤمنون )* هي الجنة ، و في الأول هو
الله تعالى . فلا يجوز القول في المتن الأول : " رواه الطبراني .. بإسنادين
أحدهما جيد " . و الإسناد الجيد - إن سلم بجودته - متنه مختلف عن متن الإسناد
الضعيف ! فتأمل هذا فإنك قد لا تراه في مكان آخر .
و قد روي الحديث بأتم منه و هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،
و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* " .
(3/283)
1285 - " خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،
و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/445 ) :
ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة الجنة " كما في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 )
و " تفسير ابن كثير " ، و أبو نعيم في " صفة الجنة " له ( 3/1 - 2 ) من طريق
محمد بن زياد بن الكلبي : حدثنا يعيش بن حسين ( و في أبي نعيم : بشر بن حسن )
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن زياد بن الكلبي ، أورده الذهبي في " الضعفاء "
و قال :
" قال ابن معين : لا شيء " .
و يعيش بن حسين ، أو بشر بن حسن لم أعرفه ، و أغلب الظن أنه وقع محرفا في "
التفسير " و منه نقلت ، و في " صفة الجنة " لأبي نعيم كما سبق الإشارة إلى ذلك
. والله أعلم .
(3/284)
1286 - " من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره ، سره الله يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/446 ) :
منكر
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/159 ) : حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن
أبي بزة قال : حدثنا الحكم بن عبد الله أبو حمدان البصري - و كان قدريا - قال :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك : قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 244 ) و ابن عدي في "
الكامل " ( ق 68/2 ) و قال :
" هذا حديث منكر بهذا الإسناد " .
و قال الطبراني :
" تفرد به ابن أبي بزة " .
قلت : و اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة المكي ، قال
الذهبي في " الميزان " :
" إمام في القراءة ثبت فيها . قال الإمام أحمد : لين الحديث . و قال العقيلي :
منكر الحديث . و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث لا أحدث عنه . و قال ابن أبي حاتم
: روى حديثا منكرا " .
و أورده في " الضعفاء " و قال :
" تفرد بحديث ( الديك الأبيض حبيبي و حبيب حبيبي ) " .
قلت : فهو علة الحديث .
و له علة أخرى و هي عنعنة الحسن و هو البصري فإنه و إن كان قد سمع من أنس بن
مالك فإنه كان يدلس .
و يمكن استخراج علة ثالثة ، فإن ابن عدي أورده في ترجمة الحكم بن عبد الله و هو
أبو النعمان ، و وقع عند ابن عدي في سند هذا الحديث " أبو مروان " و قد ذكر في
ترجمته أنه يكنى بهذا ، و بأبي النعمان ، و لم يذكر أنه يكتني بأبي حمدان .
فلعلها تحرفت في " الكنى " من الناسخ أو الطابع ، و لم يذكر فيه توثيقا و لا
تجريحا غير أنه ساق له أحاديث استنكرها ، هذا منها كما تقدم . و قال :
" لا يتابعه عليها أحد " .
و لكنه من رجال البخاري ، و وثقه الخطيب و ابن حبان إلا أنه قال : " ربما أخطأ
" ، و قال أبو حاتم : " كان يحفظ و هو مجهول " .
و ذكر الحافظ في " التهذيب " :
" و يهجس في خاطري أن الراوي عن سعيد ( بن أبي عروبة ) هو أبو مروان ، و هو غير
أبي النعمان الراوي عن شعبة . فالله أعلم " .
قلت : و إذا تبين لك حال هذا الحديث و ما فيه من العلل ، فلا تغتر بقول المنذري
( 3/252 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " بإسناد حسن ، و أبو الشيخ في ( كتاب الثواب ) "
.
و كذا قول الهيثمي ( 8/193 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و إسناده حسن " .
فإن ذلك من تساهلهما ، و من أجل ذلك رأيت أن أحرر القول في إسناده ، و أبين
حقيقة أمره لكي لا يغتر بتحسينها من لا علم عنده كالغماري في " كنزه " . والله
الموفق .
(3/285)
1287 - " لا يدخل ولد الزنا الجنة ، و لا شيء من نسله ، إلى سبعة آباء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/447 ) :
باطل
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 145 ) عن الحسين بن إدريس الحلواني : نا
سليمان بن أبي هوذة : نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو " .
قلت : و هو صدوق له أوهام ، لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر و هو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ ، فهو علة الحديث .
و أما إعلال الهيثمي للحديث بقوله ( 6/257 ) :
" و فيه الحسين بن إدريس و هو ضعيف " .
فلا وجه له ، لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني و أخرج له ابن حبان في " صحيحه "
و كان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا ، و غاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه :
" كتب إلي بجزء من حديثه ، فأول حديث منه باطل ، و الثاني باطل ، و الثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل ، و كذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أو من خالد بن هياج " .
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم ، حتى يأتي البيان و قد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال :
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك " .
و مما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم ، و قال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
( ق 189/2 ) : حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي : حدثنا عمرو بن أبي قيس به .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/111 ) ، و قال - و تبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/193 ) :
" لا يصح ، إبراهيم بن مهاجر ضعيف ، قال الدارقطني : اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه ، فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة ، و تارة عن مجاهد عن
ابن عمر ، و تارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب ، و تارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا ، إلى غير ذلك ، و كله من تخليط الرواة " .
قلت : و قد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3/307 - 309 ) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب ، و زاد عليها فأفاد و أجاد ، فمن شاء فليرجع إليه .
و للحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة ، و قد ساق ابن الجوزي بعضها و بين عللها
ثم قال :
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول ، و أعظمها قوله تعالى : *( و لا تزر وازرة
وزر أخرى )* " .
و زاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/228 ) :
" قلت : و لقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبويه شيء " .
أخرجه الطبراني من حديث عائشة . قال السخاوي : و سنده جيد . والله أعلم " .
قلت : و قد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
الكشاف " ( 4/176/210 ) و السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 470/1322 ) و ابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 109 ) و ابن القيم في " المنار " ( ص 48 ) ،
و اتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره ، و على أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به ، و غاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر و ابن الجوزي أنه ليس بموضوع !
و لذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم ، بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة . و أنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه ، و لذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر و ابن
الجوزي . والله أعلم .
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم ، بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه ، و أما طرفه الأول
منه ، فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا ، و صحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم ( 672 ) ، و ذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه .
(3/286)
1288 - " من تمام التحية الأخذ باليد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/449 ) :
ضعيف
روي من حديث عبد الله بن مسعود ، و أبي أمامة ، و البراء بن عازب :
1 - حديث ابن مسعود . يرويه يحيى بن سليم عن سفيان عن منصور عن خيثمة عن رجل
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الترمذي ( 2/121 ) و أبو أحمد الحاكم في " الفوائد " ( 11/70/2 ) و قال
الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم " .
قلت : و هو الطائفي و هو سيىء الحفظ ، و بقية الرجال ثقات غير الرجل الذي لم
يسم . و لهذا قال الحافظ في " الفتح " ( 11/47 ) :
" و في سنده ضعف " .
و حكى الترمذي عن البخاري أنه رجح أنه موقوف على عبد الرحمن بن يزيد النخعي أحد
التابعين .
و قال ابن أبي حاتم في العلل ( 2/307 ) عن أبيه :
" هذا حديث باطل " .
2 - حديث أبي أمامة . و له عنه طريقان :
الأولى : من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته ، أو على يده فيسأله : كيف هو
؟ و تمام تحياتكم بينكم المصافحة " .
أخرجه الترمذي ( 2/122 ) و أحمد ( 5/260 ) و كذا الروياني في " مسنده " (
30/219 و 220/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و محمد بن رزق الله
المنيني في " حديث أبي علي الفزاري " ( 85/2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
5/59/2 ) و قال الترمذي :
" هذا إسناد ليس بذاك . قال محمد ( يعني البخاري ) : و عبيد الله بن زحر ثقة ،
و علي بن يزيد ضعيف ، و القاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن و هو مولى
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية ، و هو ثقة ، و القاسم شامي " .
و قال الحافظ في " الفتح " ( 11/46 ) بعد أن عزاه للترمذي :
" سنده ضعيف " .
و قال في " بذل الماعون " ( 3/1/ الملزمة 11 ) :
" سنده لين " .
و الأخرى : عن بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عنه مرفوعا بالجملة
الأخيرة منه فقط .
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 117/1 ) .
و هذا إسناد ضعيف بشر و بكار مجهولان كما قال أبو حاتم ، و اتهمهما ابن حبان .
و لكنهما قد توبعا ، فأخرجه تمام أيضا من طريق عمر بن حفص عن عثمان بن
عبد الرحمن عن مكحول به .
و هذه متابعة واهية جدا ، عثمان هذا و هو الوقاصي قال الذهبي :
" تركوه " .
و عمر بن حفص هو المدني لم يوثقه غير ابن حبان ، و روى عنه جماعة .
و له طريق أخرى : عن يحيى بن سعيد المدني عن القاسم به دون قوله : " و تمام ..
" .
أخرجه ابن السني ( 530 ) .
و يحيى هذا متروك .
3 - حديث البراء . أخرجه أبو محمد الخلدي في جزء من " الفوائد " ( 46 - 50 ) :
أخبرنا القاسم : حدثنا جبارة قال : أنا حماد بن شعيب عن أبي جعفر الفراء عن
الأغر أبي مسلم عنه به .
و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن شعيب و هو الحماني قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه النسائي و غيره " .
و قد خالفه في إسناده إسماعيل بن زكريا فقال : عن أبي جعفر الفراء عن عبد الله
ابن يزيد عن البراء بن عازب قال :
" من تمام التحية أن تصافح أخاك " .
فأوقفه ، و هو الصواب ، لأن إسماعيل بن زكريا ثقة محتج به في " الصحيحين "
فروايته أصح من مثل حماد بن شعيب ، و بقية رجال الإسناد ثقات كلهم ، فالسند
صحيح موقوف .
و كذلك أخرجه ابن عساكر ( 17/274/1 ) عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن
الأسود بن يزيد النخعي قال : فذكره موقوفا .
و ليث ضعيف . و قد رواه غيره عن عبد الرحمن بن يزيد ، فقال الترمذي عقب ما
نقلته عنه في الحديث الأول :
" قال محمد ( يعني البخاري ) : و إنما يروى عن منصور عن أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد أو غيره قال : من تمام التحية الأخذ باليد " .
قلت : و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ،
فليس فيها ما يمكن الاعتماد عليه كشاهد صالح ، فالذي أستخير الله فيه أنه ضعيف
مرفوعا ، صحيح موقوفا . والله أعلم .
(3/287)
1289 - " يطهر الدباغ الجلد ، كما تخلل الخمرة فتطهر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/452 ) :
لا أصل له
كما في " التحقيق " لابن الجوزي ، و " التنقيح " لابن عبد الهادي ( 1/15/2 ) .
و الأحاديث في أن الإهاب يطهره الدباغ صحيحة معروفة في مسلم و السنن و المسانيد
و غيرها ، مثل حديث ابن عباس مرفوعا " أيما إهاب دبغ فقد طهر " و هو مخرج في "
غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام " ( 28 ) ، و إنما أوردته من أجل
الشطر الثاني منه الدال على أن الخمرة نجسة في الأصل ، فليس في الأدلة الشرعية
من الكتاب و السنة ما يؤيد أن الخمرة نجسة ، و لذلك ذهب جماعة من الأئمة إلى
أنها طاهرة ، و أنه لا تلازم بين كون الشيء محرما و كونه نجسا . و من هؤلاء
الليث بن سعد و ربيعة الرأي و غيرهم ممن سماهم العلامة القرطبي في " تفسيره " ،
فليراجعه من شاء ، و هو اختيار الإمام الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/35 -
37 ) و غيره .
(3/288)
1290 - " من مر بالمقابر فقرأ *( قل هو الله أحد )* إحدى عشرة مرة ، ثم وهب أجره
للأموات ، أعطي من الأجر بعدد الأموات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/452 ) :
موضوع
أخرجه أبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " ( ق 201/2 ) و الديلمي في " مسند
الفردوس " عن عبد الله بن أحمد بن عامر : حدثنا أبي : حدثنا علي بن موسى عن أبي
موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عن أبيه الحسين عن
أبيه علي مرفوعا .
قال في " الميزان " :
" عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة
الموضوعة ، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه " .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 144 ) .
و قال الحافظ السخاوي في " الفتاوي الحديثية " له ( ق 19/2 شيخ الإسلام ) :
" رواه القاضي أبو يعلى بإسناده عن علي ، و رواه الدارقطني أيضا و النجاد كما
ذكره الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم المقدسي في " جزء فيه وصول القراءة إلى
الميت " ، و عزاه القرطبي في " تذكرته " للسلفي . و أسنده صاحب " مسند الفردوس
" أيضا كلاهما من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائفي عن أبيه عن علي بن
موسى الرضى .. عن علي . لكن عبد الله و أبوه كذابان ، و لو أن لهذا الحديث أصلا
لكان حجة في موضوع النزاع و لارتفع الخلاف ، و يمكن أن تخريج الدارقطني له [
إنما هو ] في " الأفراد " لأنه لا وجود له في " سننه " . والله أعلم " .
و الحديث أورده العجلوني في " كشف الخفاء " ( 2/282/2630 ) و قال :
" رواه الرافعي في " تاريخه " عن علي " .
كذا قال فلم يصنع شيئا بسكوته عنه ، و ذلك لعدم علمه بحاله ! و مثله يتكرر منه
كثيرا في هذا الكتاب الذي تمام اسمه ينبىء عن موضوعه : " ... و مزيل الإلباس
عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس " ! فإن هذا الحديث مع شهرته و لهج
القبوريين به ، لم يتبين للشيخ حاله . و هو موضوع بشهادة الحافظين السخاوي
و السيوطي . و لا يخدج على هذا أن السيوطي أورده أيضا في " الجامع الكبير " (
2/298/1 ) من رواية الرافعي ، و منه نقله العجلوني ! فإن جامعه هذا جمع فيه ما
هب و دب ، بخلاف كتابه الآخر " الجامع الصغير " فإنه ذكر في مقدمته أنه صانه
عما تفرد به كذاب أو وضاع . و مع ذلك فإنه لم يستطع القيام بهذا ، فوقع فيه
كثير من الموضوعات ، كما يتبين لمن يتتبع ما ننشره في هذه " السلسلة " <1> ،
أما هذا الحديث فقد وفق لصيانة كتابه منه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و أبين من ذلك الرجوع إلى كتابي " ضعيف الجامع الصغير " و هو مطبوع في ثلاث
مجلدات . اهـ .
1
(3/289)
1291 - " الزهادة في الدنيا تريح القلب و البدن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/454 ) :
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 459 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 23/2 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 6256 - بترقيمي ) من طريق أشعث بن براز عن علي بن
زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف .
و أشعث بن براز ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي :
" متروك الحديث " . و ضعفه متفق عليه .
( و براز ) بضم الباء ثم راء ثم زاي ، و تحرف على الحافظ الهيثمي فقال في "
المجمع " ( 10/286 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه أشعث بن نزار ، و لم أعرفه ، و بقية رجاله
وثقوا ، على ضعف في بعضهم " .
هكذا وقع له " نزار " ، و ليس في الرواة " أشعث بن نزار " و لذلك لم يعرفه ،
فهو معذور ، و لكن كيف نعلل قول المنذري في " الترغيب " ( 4/96 ) :
" رواه الطبراني ، و إسناده مقارب " ؟
فهل نقول : إنه لم يعرفه أيضا ، ثم أحسن الظن به ، فقال في إسناده : " مقارب "
! أم نقول : إنه عرفه و أنه ابن براز المتروك ؟ غالب الظن الأول ، فإن ابن براز
لا يمكن أن يقال في سند هو فيه : " مقارب " و قد اتهمه البخاري بقوله فيه : "
منكر الحديث " كما هو معروف عنه . و أما ابن جدعان فهو خير منه بكثير ، فمثله
يحتمل أن يقال في إسناده : " مقارب " دون ابن براز . و لكن إن جاز ذلك فيهما ،
فكيف يجوز لهما أن يقولا ذلك في إسناد الطبراني ، و فيه شيخه محمد بن زكريا
الغلابي و هو وضاع عن يحيى بن بسطام و هو مختلف فيه ، حتى قال أبو داود :
" تركوا حديثه " ؟ !
و للحديث شاهد مرسل ، يرويه محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و زاد :
" .. و الرغبة في الدنيا تطيل الهم و الحزن " .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 9/1 ) : حدثني الهيثم بن خالد
البصري قال : حدثنا الهيثم بن جميل قال : حدثنا محمد بن مسلم .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن مسلم و هو الطائفي و هو ضعيف لسوء
حفظه .
ثم رواه ابن أبي الدنيا ( 34/2 ) من طريق إبراهيم بن الأشعث عن الفضيل بن عياض
يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره مثل حديث طاووس .
قلت : و هذا مع كونه معضلا ، فإبراهيم بن الأشعث فيه ضعف من قبل حفظه .
و أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 18/2 ) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج قال
: نا بقية بن الوليد عن بكر بن خنيس عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا مثله
، و زاد :
" و البطالة تقسي القلب " .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، لضعف أحمد بن الفرج ، و عنعنة بقية فإنه مدلس ، و بكر
ابن خنيس أورده في " الضعفاء " و قال :
" قال الدارقطني : متروك " .
ثم روى ابن أبي الدنيا ( 10/1 ) عن عبد الله الداري قال :
" كان أهل العلم بالله عز وجل و القبول عنه يقولون .. " فذكره دون الزيادة
الأخيرة .
فهذا هو الصواب في الحديث أنه موقوف من قول بعض أهل العلم ، رفعه بعض الضعفاء
عمدا أو سهوا . والله أعلم .
(3/290)
1292 - " أزهد الناس من لم ينس القبر و البلى ، و ترك أفضل زينة الدنيا ، و آثر ما
يبقى على ما يفنى ، و لم يعد غدا من أيامه ، و عد نفسه في الموتى " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/456 ) :
ضعيف
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 11/1 - 2 ) عن سليمان بن فروخ عن
الضحاك بن مزاحم قال :
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله من أزهد الناس ؟ قال :
من لم ينس ...
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي . قال الحافظ :
" صدوق ، كثير الإرسال " .
و سليمان بن فروخ أورده ابن أبي حاتم ( 2/1/135 ) قائلا :
" روى عنه أبو معاوية و قريش بن حبان العجلي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فأورده على قاعدته في "
الثقات " ( 2/111 ) من رواية قريش عنه !
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي فقط في " الشعب " عن
الضحاك مرسلا . و قال المناوي في " الفيض " :
" رمز لضعفه " .
و قال في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف " .
(3/291)
1293 - " ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/456 ) :
موضوع
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 98/1 - 2 ) عن سليمان الشاذكوني : حدثنا إسماعيل
ابن أبان : حدثنا علي بن الحزور قال : سمعت أبا مريم يقول : سمعت عمار بن
ياسر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : هذا إسناد هالك مسلسل بالعلل السوداء !
1 - أبو مريم و هو الثقفي . قال الحافظ :
" مجهول " .
2 - علي بن الحزور . قال :
" متروك شديد التشيع " .
3 - إسماعيل بن أبان و هو الغنوي الخياط الكوفي .
قال الحافظ :
" متروك رمي بالوضع " .
4 - سليمان الشاذكوني و هو ابن داود . متهم بالوضع و الكذب في الحديث . أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال ابن معين : كان يكذب . و قال البخاري : فيه نظر . و قال أبو حاتم : متروك
" .
و من هذا البيان و النقد تعلم تقصير الهيثمي حين قال في " مجمع الزوائد " (
10/286 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه سليمان الشاذكوني و هو متروك " !
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 4/96 ) إلى تضعيفه !
(3/292)
1294 - " يا عائشة ! إن أردت اللحوق بي ، فليكفك من الدنيا كزاد الركب ، و لا تستخلقي
ثوبا حتى ترقعيه ، و إياك و مجالسة الأغنياء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/457 ) :
ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 1/329 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8/1/52 ) و ابن أبي الدنيا
في " ذم الدنيا " ( ق 10/2 ) و الحاكم ( 4/312 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق
198/1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3/307/1 ) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن
صالح بن حسان عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان و سمعت محمدا ( يعني
البخاري ) يقول : هو منكر الحديث " .
و قال ابن عدي :
" صالح بن حسان بعض أحاديثه فيه إنكار ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
قلت : و قول البخاري المتقدم فيه يشعر أنه في منتهى الضعف عنده ، على ما عرف من
اصطلاحه في هذه الكلمة . و لهذا قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و لذلك فقد أخطأ الحاكم خطأ فاحشا حين قال :
" هذا حديث صحيح الإسناد " ! و اغتر به الفقيه الهيتمي ، فصححه في كتابه " أسنى
المطالب في صلة الأقارب " ( ق 41/1 ) و لم يدر أن الذهبي قد تعقبه بقوله :
" قلت : الوراق عدم " .
و هو كما قال ، لكن الوراق لم يتفرد به فيما يبدو ، فقد رأيت الحديث في "
أحاديث محمد بن عاصم " لعبد الغني المقدسي ( ق 152/1 ) من طريق أبي يحيى
الحماني : حدثنا صالح بن حسان به .
و أبو يحيى اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن و هو صدوق يخطىء من رجال الشيخين ،
فهو خير بكثير من مثل الوراق ، فإعلال الذهبي الحديث به دون حسان مما لا يخفى
ما فيه !
و قال المنذري في " الترغيب " ( 4/98 ) :
" رواه الترمذي و الحاكم و البيهقي من طريقه و غيرها كلهم من رواية صالح بن
حسان و هو منكر الحديث عن عروة عنها . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ،
و ذكره رزين ، فزاد فيه : قال عروة : فما كانت عائشة تستجد ثوبا حتى ترقع ثوبها
و تنكسه ، و لقد جاءها يوما من عند معاوية ثمانون ألفا فما أمسى عندها درهم ،
قالت لها جاريتها : فهلا اشتريت لنا منه لحما بدرهم ؟ قالت : لو ذكرتني لفعلت "
.
(3/293)
1295 - " من تواضع لله رفعه الله ، و قال : انتعش رفعك الله ، فهو في نفسه صغير ، و في
أعين الناس عظيم ، و من تكبر خفضه الله ، و قال : اخسأ خفضك الله ، فهو في نفسه
كبير ، و في أعين الناس صغير ، حتى يكون أهون عليهم من كلب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/459 ) :
موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 8472 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية
" ( 7/129 ) و الحسن بن علي الجوهري في " مجلس من الأمالي " ( ق 66/2 )
و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 2/110 ) من طريق سعيد بن سلام العطار : حدثنا
سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال : سمعت عمر بن
الخطاب يقول :
" يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... "
فذكره . و قال الطبراني و أبو نعيم و الخطيب و اللفظ لهما :
" غريب من حديث الثوري تفرد به سعيد بن سلام " .
قلت : و هو كذاب كما في " المجمع " ( 8/82 ) و عزاه للطبراني في " الأوسط " .
و سكت عليه المنذري ( 4/15 ) فأساء .
(3/294)
1296 - " ائتوا المساجد حسرا و مقنعين ، فإن ذلك من سيما ( و في لفظ : فإن العمائم
تيجان ) المسلمين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/459 ) :
موضوع
رواه ابن عدي ( ق 338/2 ) عن مبشر بن عبيد عن الحكم عن يحيى الجزار باللفظ
الأول ، و عن عبد الرحمن بن أبي ليل باللفظ الآخر عن علي بن أبي طالب
مرفوعا ، و قال :
" و مبشر هذا بين الأمر في الضعف ، و عامة ما يرويه غير محفوظ " .
قلت : قال الإمام أحمد :
" كان يضع الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3/30 ) :
" يروي عن الثقات الموضوعات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب " .
قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورده فيه
من رواية ابن عدي باللفظ الأول ، و أورده في " الجامع الكبير " باللفظ الآخر من
رواية ابن عدي و ابن عساكر ، و قد أخرجه هذا في جزء " أربعين حديثا في الطيلسان
" ( ق 54/1 رقم الحديث 28 ) ، من طريق مبشر هذا .
و لم يتنبه المناوي لهذا ، فإنه بعد أن أعل اللفظ الأول بأن فيه مبشر بن عبيد
و قال نقلا عن العراقي أنه متروك قال :
" و من ثم رمز المؤلف لضعفه ، لكن يشهد له ما رواه ابن عساكر بلفظ ... " .
فذكره باللفظ الآخر ! و مداره كالأول على ذاك الوضاع . و خفي هذا على اللجنة
القائمة على تحقيق " الجامع الكبير " فنقلوا كلام المناوي هذا و أقروه ! فهكذا
فليكن التحقيق ، و من لجنة من العلماء المتخصصين كما قال الدكتور محمد عبد
الرحمن بيصار في تقديمه للكتاب ( 1/1/3 ) و ليس من محقق واحد ! !
و مع أن المناوي أفاد عن العراقي أن مبشرا متروك كما تقدم و ذلك يعني أن
الإسناد ضعيف جدا ، فإنه لم يلتزم ذلك فإنه قال في كتابه الآخر " التيسير بشرح
الجامع الصغير " الذي هو كالمختصر لـ " فيض القدير " له :
" رواه ابن عدي عن علي أمير المؤمنين بسند ضعيف " !
و لعل ذلك كان بسبب ما توهمه من الشاهد المزعوم ، فالله المستعان ، و من عصمه
فهو المعصوم .
(3/295)
1297 - " لتقاتلن المشركين حتى تقاتل بقيتكم الدجال ، على نهر بالأردن ، أنتم شرقيه ،
و هم غربيه ، و ما أدري أين الأردن يؤمئذ من الأرض " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/460 ) :
ضعيف
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7/422 ) و ابن أبي خيثمة في " التاريخ " (
2/206 - مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن أبي عاصم في " الآحاد " ( 265/2 -
مصورة الجامعة أيضا ) و البزار في " مسنده " ( 4/138 - كشف الأستار )
و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 123 - الجامعة ) و أحمد بن عبد الله بن
رزيق البغدادي في " الأفراد و الغرائب " ( 6/256/1 ) و ابن منده في " المعرفة "
( 2/201/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 4/186 ) من طرق عن محمد بن أبان
القرشي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن
نهيك بن صريم السكوني مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، محمد بن أبان القرشي قال الذهبي في " الميزان " :
" ضعفه أبو داود و ابن معين ، و قال البخاري : ليس بالقوي " .
و وافقه العسقلاني في " اللسان " و نقل تضعيفه عن أئمة آخرين منهم ابن حبان ،
و نص كلامه في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/260 ) :
" كان ممن يقلب الأخبار ، و له الوهم الكثير في الآثار " .
و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7/349 ) :
" رواه الطبراني و البزار ، و رجال البزار ثقات " .
و أقره الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار " و ذلك من أوهامهما ، فإنه
عند البزار من طريق محمد بن أبان القرشي أيضا . و في اعتقادي أن سبب الوهم هو
أنهما ظنا أنه محمد بن أبان بن وزير البلخي و هو ثقة حافظ من شيوخ البخاري ،
و ليس به .
كتبت هذا لما كثر السؤال عنه بمناسبة احتلال اليهود للضفة الغربية من الأردن أو
حزيران الماضي سنة 1967 م ، أخزاهم الله و أذلهم ، و طهر البلاد منهم و من
أعوانهم .
(3/296)
1298 - " أبشر فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله ، و المحتكر في سوقنا
كالملحد في كتاب الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/461 ) :
منكر
رواه الحاكم ( 2/12 ) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني محمد بن طلحة عن
عبد الرحمن بن طلحة عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة عن عمه اليسع بن
المغيرة قال :
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل بالسوق يبيع طعاما بسعر هو أرخص من سعر
السوق ، فقال : تبيع في سوقنا بسعر هو أرخص من سعرنا ؟ قال : نعم . قال : صبرا
و احتسابا ؟ قال : نعم . قال : فذكره .
سكت عليه الحاكم ! و قال الذهبي :
" قلت : خبر منكر ، و إسناد مظلم " .
و أعله الحافظ العراقي بقوله في " تخريج الإحياء " ( 4/189 ) :
" و هو مرسل " .
قلت : بل هو معضل ، فإن اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح و ابن سيرين ، ثم
هو مع إرساله قال أبو حاتم فيه :
" ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة لم أجد من ذكره ، و لعله من أجل ذلك وصف
الذهبي إسناده بأنه مظلم !
و أما محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن طلحة ، ففي الرواة محمد بن طلحة بن
عبد الرحمن بن طلحة التيمي ، فلعله هو و لكن تحرف على بعض النساخ أو الرواة لفظ
( ابن ) إلى ( عن ) . والله أعلم ، و قد قال الذهبي فيه :
" وثق " .
و قال أبو حاتم :
" لا يحتج به " .
ثم رأيت ما يشهد لما قلته من التحريف ، و هو أن الحافظ المزي ذكر في ترجمة محمد
ابن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة أنه روى عنه إسماعيل بن أبي أويس . و هذا
الحديث من روايته عنه كما ترى .
(3/297)
1299 - " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات .. " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/463 ) :
ضعيف
أخرجه البخاري ( 6478 فتح ) و أحمد ( 2/334 ) و المروزي في " زوائد الزهد " (
4393 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/67/1 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن
دينار ، عن أبيه عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : سوء حفظ عبد الرحمن هذا مع كونه قد احتج به البخاري ، فقد خالفوه
و تكلموا فيه من قبل حفظه ، و ليس في صدقه .
1 - قال يحيى بن معين : " حدث يحيى القطان عنه ، و في حديثه عندي ضعف " .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 2/339/936 ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( 4/1607
) .
2 - قال عمرو بن علي : لم أسمع عبد الرحمن ( يعني ابن مهدي ) يحدث عنه بشيء قط
.
رواه ابن عدي .
3 - و قال أبو حاتم : " فيه لين ، يكتب حديثه و لا يحتج به " .
رواه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/4/254 ) .
4 - قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/51 ) :
" كان ممن ينفرد عن أبيه بما لا يتابع عليه مع فحش الخطأ في روايته ، لا يجوز
الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، كان يحيى القطان يحدث عنه ، و كان محمد بن إسماعيل
البخاري ممن يحتج به في كتابه و يترك حماد بن سلمة " .
5 - و قال ابن عدي في آخر ترجمته بعد أن ساق له عدة أحاديث : " بعض ما يرويه
منكر لا يتابع عليه ، و هو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء " .
6 - و قال الدارقطني :
" خالف فيه البخاري الناس ، و ليس بمتروك " .
7 - و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" وثق ، و قال ابن معين : في حديثه ضعف " .
و تبنى في " الكاشف " قول أبي حاتم في تليينه .
8 - و لخص هذه الأقوال ابن حجر في " التقريب " فقال : " صدوق يخطىء " .
و لا يخالف هؤلاء قول ابن المديني : " صدوق " . و قول البغوي : " صالح الحديث "
، لأن الصدق لا ينافي سوء الحفظ . و أما قول البغوي فشاذ مخالف لمن تقدم ذكرهم
فهم أكثر و أعلم ، و كأنه لذلك لم يورده الحافظ في ترجمة عبد الرحمن هذا من "
مقدمة الفتح " ( ص 417 ) بل ذكر قول الدارقطني و غيره من الجارحين ، و لم يستطع
أن يرفع من شأنه إلا بقوله :
" و يكفيه رواية يحيى القطان عنه " .
و قد ساق له حديثا ( ص 462 ) مما انتقده الدارقطني على البخاري لزيادة تفرد بها
، فقال الدارقطني :
" لم يقل هذا غير عبد الرحمن ، و غيره أثبت منه و باقي الحديث صحيح " .
و لم يتعقبه الحافظ بشيء بل أقره فراجعه إن شئت .
و بالجملة فضعف هذا الراوي بعد اتفاق أولئك الأئمة عليه أمر لا ينبغي أن يتوقف
فيه باحث ، أو يرتاب فيه منصف .
و إن مما يؤكد ذلك ما يلي :
و الأخرى : مخالفة الإمام مالك إياه في رفعه ، فقال في " موطئه " ( 3/149 ) :
عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان أنه أخبره أن أبا هريرة قال : فذكره
موقوفا عليه و زاد :
" في الجنة " .
فرواية مالك هذه موقوفا مع هذه الزيادة يؤكد أن عبد الرحمن لم يحفظ الحديث فزاد
في إسناده فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و نقص من متنه ما زاده
فيه جبل الحفظ الإمام مالك رحمه الله تعالى . و ثمة دليل آخر على قلة ضبطه أن
في الحديث زيادة شطر آخر بلفظ :
" و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم "
.
فقد أخرجه الشيخان من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال :
" .. ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب " .
و عند الترمذي و حسنه بلفظ :
" .. لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار " .
و قد خرجت هذه الطريق الصحيحة مع شاهد لها في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " برقم
( 540 ) . ثم خرجت له شاهدا من غير حديث أبي هريرة برقم ( 888 ) .
و بعد فقط أطلت الكلام على هذا الحديث و راويه دفاعا عن السنة و لكي لا يتقول
متقول ، أو يقول قائل من جاهل أو حاسد أو مغرض :
إن الألباني قد طعن في " صحيح البخاري " و ضعف حديثه ، فقد تبين لكل ذي بصيرة
أنني لم أحكم عقلي أو رأيي كما يفعل أهل الأهواء قديما و حديثا ، و إنما تمسكت
بما قاله العلماء في هذا الراوي و ما تقتضيه قواعدهم في هذا العلم الشريف
و مصطلحه من رد حديث الضعيف ، و بخاصة إذا خالف الثقة . والله ولي التوفيق .
(3/298)
1300 - " آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/465 ) :
ضعيف
رواه الترمذي ( 2/326 ) و ابن حبان ( 1041 ) و أبو عمرو الداني في " السنن
الواردة في الفتن " ( 68 - 69 ) عن سلم بن جنادة قال : حدثني أبي عن هشام بن
عروة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الترمذي :
" هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام بن عروة ، قال :
تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة هذا " .
و قال المناوي في " فيض القدير " :
" رمز المصنف لضعفه ، و هو كما قال ، فإن الترمذي ذكر في " العلل " أنه سأل عنه
البخاري ؟ فلم يعرفه ، و جعل يتعجب منه ، و قال : كنت أرى أن جنادة هذا مقارب
الحديث انتهى . و قد جزم بضعف جنادة المذكور جمع منهم المزي و غيره " .
قلت : و في " التهذيب " :
" قال أبو زرعة : ضعيف . و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ; ما أقربه من أن يترك
حديثه ، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر . و ذكره
ابن حبان في " الثقات " . قلت : و قال الساجي : حدث عن هشام بن عروة حديثا
منكرا " .
قلت : و لعله يعني هذا . ثم ذكر أنه وثقه ابن خزيمة أيضا ، و كأن ابن حبان أخذ
توثيقه عنه فإنه شيخه ، و هما متساهلان في التوثيق ، كما هو معلوم عند أهل
العلم و التحقيق ، فتضعيف من ضعفه أولى بالاعتماد منهما .
(3/299)
1301 - " طلب الحلال جهاد ، و إن الله يحب المؤمن المحترف " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/466 ) :
ضعيف
أخرجه محمد بن مخلد في " فوائده " من طريق ابن فضيل عن ليث عن مجاهد عن ابن
عباس مرفوعا .
و كذا رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 9/2/89/2 ) و كتب بعض الحفاظ و أظنه
ابن المحب ، كتب على الهامش بجانبه :
" ساقط " .
قلت : و علته ليث و هو ابن أبي سليم ، ضعيف كان اختلط .
و من طريقه أخرج الشطر الأول منه ابن عدي في " الكامل " ( 312/1 ) لكنه جعله من
مسند ابن عمر . و هو رواية لابن مخلد بالشطر الثاني فقط .
و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/128 ) و قال عن أبيه :
" هذا حديث منكر " .
و للشطر هذا طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه ابن عدي ( 24/1 ) من طريق أبي الربيع
السمان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عنه .
و كذلك أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/193/2 ) و في " الأوسط " ( رقم - 9097
) و الباغندي في " حديث شيبان و غيره " ( 190/1 ) و قال الطبراني :
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو الربيع " .
قلت : و اسمه أشعث بن سعيد السمان و هو متروك كما في " التقريب " .
و من هذا التخريج يتبين تقصير الهيثمي بإعلاله الحديث بعاصم فقط ! قال في "
المجمع " ( 4/62 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عاصم بن عبيد الله و هو ضعيف
" !
و إن كان لابد من الاقتصار في الإعلال على أحدهما فإعلاله بأبي الربيع أولى
لأنه أضعف الرجلين . و قد ساق الذهبي الحديث في ترجمته في جملة ما أنكر عليه من
الأحاديث .
(3/300
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء السادس والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني
1280 - " مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/440 ) :
منكر
أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " ( 3/12 ) و ابن الأعرابي في " معجمه
" ( ق 62 - 63 ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 210/1 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( 6646 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 284/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2/41/2 ) و الضياء المقدسي في " جزء من حديثه " بخطه ( 121/1 ) كلهم
من طريق طلق بن السمح المصري : حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل قال :
" دخلنا على أنس بن مالك نعوده من وجع أصابه ، فقال لجاريته : اطلبي
لأصحابنا و لو كسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، طلق بن السمح قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل
" ( 2/1/491 ) :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : شيخ مصري ليس بمعروف " .
و قال الذهبي في " الميزان " عقبه :
" و قال غيره : محله الصدق إن شاء الله " . و أورده في " الضعفاء " و قال :
" فيه ضعف " .
و من طريقه رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/112 ) و قال :
" قال أبي : هذا حديث باطل ، و طلق مجهول " .
و أقره الحافظ في ترجمة " طلق " من " التهذيب " و لم يذكر فيه توثيقه عن أحد .
و لهذا قال في " التقريب " :
" مقبول " يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص في " المقدمة " .
و مما سبق تعلم أن قول المنذري في " الترغيب " :
" رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد جيد " ; غير جيد ، و إن تابعه عليه
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8/177 ) ، و قلدهما المناوي في " شرحيه " ،
و الغماري في " كنزه " ; فإن طلقا هذا مجهول الحال ، و إن روى عنه جماعة ، لأنه
لم يوثقه أحد ، هذا مع حكم أبي حاتم على الحديث بالبطلان .
(3/279)
1281 - " ما محق الإسلام محق الشح شيء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :
موضوع
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2/882 - 883 - مخطوطة الهند " و الطبراني في "
الأوسط " ( 487 - حرم ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 271/2 ) من طريق عمرو
ابن الحصين العقيلي : حدثنا علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، عمرو بن الحصين متروك اتفاقا ، و قال الخطيب :
" كان كذابا " .
و شيخه علي بن أبي سارة ضعيف .
و قال المناوي في " فيض القدير " تعليقا على قول السيوطي : " رواه أبو يعلى عن
أنس " :
" و ضعفه المنذري ، و قال الهيثمي : " فيه علي بن أبي سارة ، و هو ضعيف " ،
و قال في محل آخر : رواه أبو يعلى و الطبراني ، و فيه عمرو بن الحصين و هو مجمع
على ضعفه " .
قلت : و قد وجدت له طريقا أخرى ، و لكنها لا تزيد الحديث إلا وهنا ، أخرجه
الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهاني في " نسخة الزبير بن عدي " ( ق 2/1 ) من
طريق بشر بن الحسين : نا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا به .
و هذا سند هالك ، بشر هذا قال أبو حاتم :
" يكذب على الزبير " .
و قال ابن حبان :
" يروي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمائة و خمسين حديثا " .
(3/280)
1282 - " إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ، فلا يصلح لدينكم إلا السخاء و حسن الخلق ،
ألا فزينوا دينكم بهما " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :
موضوع
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/91/1 - من " زوائد المعجمين " ) عن عمرو بن
الحصين العقيلي : حدثنا إبراهيم بن أبي عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عن عمران
ابن حصين مرفوعا و قال الطبراني :
" تفرد به عمرو " .
قلت : و هو كذاب كما تقدم مرارا . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/127 )
:
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .
و الحديث أورده المنذري ( 3/248 ) من رواية الطبراني و الأصبهاني و أشار إلى
تضعيفه . و قال المناوي في " الفيض " عقب كلام الهيثمي :
" و له طرق عند الدارقطني في " المستجاد " و الخرائطي في " المكارم " من حديث
أبي سعيد و غيره أمثل من هذا الطريق ، و إن كان فيها لين كما بينه الحافظ
العراقي ، فلو جمعها المصنف ، أو آثر ذلك لكان أجود " .
و أقول : ما أظن أن في شيء من تلك الطرق ما يتقوى الحديث به ، و لذلك ضعفه
المناوي في " التيسير " ، و من ذلك أن الأصبهاني أخرجه في " الترغيب و الترهيب
" ( ق 118/1 و 156/1 ) من طريق عبد الله بن وهب الدينوري بسنده عن مجاعة بن
الزبير عن الحسن به .
و هذا إسناد واه بمرة ، آفته الدينوري هذا ; فإنه مع كونه حافظا رحالا ; فقد
قال الدارقطني :
" كان يضع الحديث " .
و مجاعة بن الزبير مختلف فيه .
و بينهما من لم أعرفه .
و رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 7 و 53 ) من حديث جابر ، من طريقين
عن محمد بن المنكدر عنه به دون قوله : ألا فزينوا .. " .
و في الأولى من لم أعرفه ، و في الأخرى عبد الملك بن مسلمة البصري ، و من طريقه
أخرجه أبو حاتم في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 2/2/371 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/134 ) و قال :
" يروي المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن " .
و قال أبو حاتم :
" حدثني بحديث في الكرم عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام ،
بحديث موضوع " . يعني هذا .
(3/281)
1283 - " خلق الله جنة عدن ، و غرس أشجارها بيده ، فقال لها : تكلمي ، فقالت : *( قد
أفلح المؤمنون )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/443 ) :
ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1837 ) من طريق العلاء بن العباس بن محمد
الدوري : حدثنا علي بن عاصم : أنبأ حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا به .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " !
و رده الذهبي في " التلخيص " بقوله :
" قلت : بل ضعيف " .
قلت : و علته علي بن عاصم هذا كان سيء الحفظ كثير الخطأ ، و إذا بين له لا يرجع
عنه ، و لذلك ضعفه جمهور أئمة الحديث ، و كذبه ابن معين و غيره و في ترجمته
أورد الذهبي هذا الحديث و قال :
" و هذا حديث باطل ، و لقد أساء ابن عدي في إيراده هذا في ترجمة علي ، فالعلاء
متهم بالكذب " .
قلت : قد تابعه العباس الدوري عند الحاكم كما سبق ، فبرئت منه عهدة العلاء ،
و ثبت الحمل فيه على علي ، كما فعل ابن عدي .
و قد تابعه أيضا أبو سالم المعلى بن مسلمة الرؤاسي عن علي به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10/118 ) .
و قد روي الحديث بلفظ آخر هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .
(3/282)
1284 - " خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/444 ) :
ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/174/2 ) و " الأوسط " ( 5648 ) من
طريق حماد بن عيسى العبسي عن إسماعيل السدي عن أبي صالح عن ابن عباس يرفعه
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن عيسى العبسي ، قال الذهبي في " الميزان " :
" فيه جهالة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور ، و قيل : هو الذي قبله " .
يعني حماد بن عيسى الجهني الواسطي غريق الجحفة ، فإذا كان هو فهو معروف بالضعف
، قال الحاكم و النقاش :
" يروي عن ابن جريج و جعفر الصادق أحاديث موضوعة " .
لكن للحديث طريق أخرى . فقال المنذري في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 ) و تبعه
الهيثمي ( 10/297 ) و اللفظ له :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و أحد إسنادي الطبراني في " الأوسط
" جيد " .
قلت : و فيما قالا نظر من وجهين :
الأول : أن الإسناد الآخر فيه ضعف أيضا ، و قد أخرجه الطبراني في " الأوسط " (
324 ) و " الكبير " أيضا ( 3/122/1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 63/13/2 )
و تمام الرازي في " الفوائد " و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/340/1
و 15/70/4 ) من طريق هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا بلفظ :
" لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على
قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي فقالت : *( قد أفلح المؤمنون )* " .
فهذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة بقية ، و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " :
" بقية عن الحجازيين ضعيف " .
كذا قال ، و بقية صدوق في نفسه ، و إنما عيبه أنه كان يدلس عن الضعفاء
و المتروكين ، فإذا صرح بالتحديث و كان من فوقه ثقة ، و من دونه ثقة فهو حجة ،
و إلا فلا . و قد رأيت الحديث في " صفة الجنة " لأبي نعيم ( 3/1 - 2 ) أخرجه من
هذا الوجه ، لكنه قال : حدثنا بقية : حدثني ابن جريج به . و كذلك وقع في "
الأوسط " فإن كان محفوظا عن هشام بن خالد ، فلا يحتج به أيضا ، لأن هشاما و هو
الأزرق كان يروج عليه الخطأ فيقول في كل خبر يرويه عن بقية : حدثنا ، و بقية لم
يقل : حدثنا ، كما في رواية الأكثرين . و تقدم له حديث آخر بلفظ :
" من أصيب بمصيبة .. " الحديث ( 198 ) .
و الآخر : أن متن الإسناد الآخر يختلف عن متن الأول ، فإنه :
أولا : ليس فيه " قال : وعزتي .. " .
و ثانيا : أن القائل فيه : *( قد أفلح المؤمنون )* هي الجنة ، و في الأول هو
الله تعالى . فلا يجوز القول في المتن الأول : " رواه الطبراني .. بإسنادين
أحدهما جيد " . و الإسناد الجيد - إن سلم بجودته - متنه مختلف عن متن الإسناد
الضعيف ! فتأمل هذا فإنك قد لا تراه في مكان آخر .
و قد روي الحديث بأتم منه و هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،
و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* " .
(3/283)
1285 - " خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،
و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/445 ) :
ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة الجنة " كما في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 )
و " تفسير ابن كثير " ، و أبو نعيم في " صفة الجنة " له ( 3/1 - 2 ) من طريق
محمد بن زياد بن الكلبي : حدثنا يعيش بن حسين ( و في أبي نعيم : بشر بن حسن )
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن زياد بن الكلبي ، أورده الذهبي في " الضعفاء "
و قال :
" قال ابن معين : لا شيء " .
و يعيش بن حسين ، أو بشر بن حسن لم أعرفه ، و أغلب الظن أنه وقع محرفا في "
التفسير " و منه نقلت ، و في " صفة الجنة " لأبي نعيم كما سبق الإشارة إلى ذلك
. والله أعلم .
(3/284)
1286 - " من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره ، سره الله يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/446 ) :
منكر
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/159 ) : حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن
أبي بزة قال : حدثنا الحكم بن عبد الله أبو حمدان البصري - و كان قدريا - قال :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك : قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 244 ) و ابن عدي في "
الكامل " ( ق 68/2 ) و قال :
" هذا حديث منكر بهذا الإسناد " .
و قال الطبراني :
" تفرد به ابن أبي بزة " .
قلت : و اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة المكي ، قال
الذهبي في " الميزان " :
" إمام في القراءة ثبت فيها . قال الإمام أحمد : لين الحديث . و قال العقيلي :
منكر الحديث . و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث لا أحدث عنه . و قال ابن أبي حاتم
: روى حديثا منكرا " .
و أورده في " الضعفاء " و قال :
" تفرد بحديث ( الديك الأبيض حبيبي و حبيب حبيبي ) " .
قلت : فهو علة الحديث .
و له علة أخرى و هي عنعنة الحسن و هو البصري فإنه و إن كان قد سمع من أنس بن
مالك فإنه كان يدلس .
و يمكن استخراج علة ثالثة ، فإن ابن عدي أورده في ترجمة الحكم بن عبد الله و هو
أبو النعمان ، و وقع عند ابن عدي في سند هذا الحديث " أبو مروان " و قد ذكر في
ترجمته أنه يكنى بهذا ، و بأبي النعمان ، و لم يذكر أنه يكتني بأبي حمدان .
فلعلها تحرفت في " الكنى " من الناسخ أو الطابع ، و لم يذكر فيه توثيقا و لا
تجريحا غير أنه ساق له أحاديث استنكرها ، هذا منها كما تقدم . و قال :
" لا يتابعه عليها أحد " .
و لكنه من رجال البخاري ، و وثقه الخطيب و ابن حبان إلا أنه قال : " ربما أخطأ
" ، و قال أبو حاتم : " كان يحفظ و هو مجهول " .
و ذكر الحافظ في " التهذيب " :
" و يهجس في خاطري أن الراوي عن سعيد ( بن أبي عروبة ) هو أبو مروان ، و هو غير
أبي النعمان الراوي عن شعبة . فالله أعلم " .
قلت : و إذا تبين لك حال هذا الحديث و ما فيه من العلل ، فلا تغتر بقول المنذري
( 3/252 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " بإسناد حسن ، و أبو الشيخ في ( كتاب الثواب ) "
.
و كذا قول الهيثمي ( 8/193 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و إسناده حسن " .
فإن ذلك من تساهلهما ، و من أجل ذلك رأيت أن أحرر القول في إسناده ، و أبين
حقيقة أمره لكي لا يغتر بتحسينها من لا علم عنده كالغماري في " كنزه " . والله
الموفق .
(3/285)
1287 - " لا يدخل ولد الزنا الجنة ، و لا شيء من نسله ، إلى سبعة آباء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/447 ) :
باطل
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 145 ) عن الحسين بن إدريس الحلواني : نا
سليمان بن أبي هوذة : نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو " .
قلت : و هو صدوق له أوهام ، لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر و هو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ ، فهو علة الحديث .
و أما إعلال الهيثمي للحديث بقوله ( 6/257 ) :
" و فيه الحسين بن إدريس و هو ضعيف " .
فلا وجه له ، لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني و أخرج له ابن حبان في " صحيحه "
و كان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا ، و غاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه :
" كتب إلي بجزء من حديثه ، فأول حديث منه باطل ، و الثاني باطل ، و الثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل ، و كذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أو من خالد بن هياج " .
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم ، حتى يأتي البيان و قد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال :
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك " .
و مما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم ، و قال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
( ق 189/2 ) : حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي : حدثنا عمرو بن أبي قيس به .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/111 ) ، و قال - و تبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/193 ) :
" لا يصح ، إبراهيم بن مهاجر ضعيف ، قال الدارقطني : اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه ، فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة ، و تارة عن مجاهد عن
ابن عمر ، و تارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب ، و تارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا ، إلى غير ذلك ، و كله من تخليط الرواة " .
قلت : و قد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3/307 - 309 ) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب ، و زاد عليها فأفاد و أجاد ، فمن شاء فليرجع إليه .
و للحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة ، و قد ساق ابن الجوزي بعضها و بين عللها
ثم قال :
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول ، و أعظمها قوله تعالى : *( و لا تزر وازرة
وزر أخرى )* " .
و زاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/228 ) :
" قلت : و لقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبويه شيء " .
أخرجه الطبراني من حديث عائشة . قال السخاوي : و سنده جيد . والله أعلم " .
قلت : و قد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
الكشاف " ( 4/176/210 ) و السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 470/1322 ) و ابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 109 ) و ابن القيم في " المنار " ( ص 48 ) ،
و اتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره ، و على أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به ، و غاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر و ابن الجوزي أنه ليس بموضوع !
و لذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم ، بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة . و أنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه ، و لذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر و ابن
الجوزي . والله أعلم .
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم ، بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه ، و أما طرفه الأول
منه ، فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا ، و صحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم ( 672 ) ، و ذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه .
(3/286)
1288 - " من تمام التحية الأخذ باليد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/449 ) :
ضعيف
روي من حديث عبد الله بن مسعود ، و أبي أمامة ، و البراء بن عازب :
1 - حديث ابن مسعود . يرويه يحيى بن سليم عن سفيان عن منصور عن خيثمة عن رجل
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الترمذي ( 2/121 ) و أبو أحمد الحاكم في " الفوائد " ( 11/70/2 ) و قال
الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم " .
قلت : و هو الطائفي و هو سيىء الحفظ ، و بقية الرجال ثقات غير الرجل الذي لم
يسم . و لهذا قال الحافظ في " الفتح " ( 11/47 ) :
" و في سنده ضعف " .
و حكى الترمذي عن البخاري أنه رجح أنه موقوف على عبد الرحمن بن يزيد النخعي أحد
التابعين .
و قال ابن أبي حاتم في العلل ( 2/307 ) عن أبيه :
" هذا حديث باطل " .
2 - حديث أبي أمامة . و له عنه طريقان :
الأولى : من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته ، أو على يده فيسأله : كيف هو
؟ و تمام تحياتكم بينكم المصافحة " .
أخرجه الترمذي ( 2/122 ) و أحمد ( 5/260 ) و كذا الروياني في " مسنده " (
30/219 و 220/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و محمد بن رزق الله
المنيني في " حديث أبي علي الفزاري " ( 85/2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
5/59/2 ) و قال الترمذي :
" هذا إسناد ليس بذاك . قال محمد ( يعني البخاري ) : و عبيد الله بن زحر ثقة ،
و علي بن يزيد ضعيف ، و القاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن و هو مولى
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية ، و هو ثقة ، و القاسم شامي " .
و قال الحافظ في " الفتح " ( 11/46 ) بعد أن عزاه للترمذي :
" سنده ضعيف " .
و قال في " بذل الماعون " ( 3/1/ الملزمة 11 ) :
" سنده لين " .
و الأخرى : عن بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عنه مرفوعا بالجملة
الأخيرة منه فقط .
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 117/1 ) .
و هذا إسناد ضعيف بشر و بكار مجهولان كما قال أبو حاتم ، و اتهمهما ابن حبان .
و لكنهما قد توبعا ، فأخرجه تمام أيضا من طريق عمر بن حفص عن عثمان بن
عبد الرحمن عن مكحول به .
و هذه متابعة واهية جدا ، عثمان هذا و هو الوقاصي قال الذهبي :
" تركوه " .
و عمر بن حفص هو المدني لم يوثقه غير ابن حبان ، و روى عنه جماعة .
و له طريق أخرى : عن يحيى بن سعيد المدني عن القاسم به دون قوله : " و تمام ..
" .
أخرجه ابن السني ( 530 ) .
و يحيى هذا متروك .
3 - حديث البراء . أخرجه أبو محمد الخلدي في جزء من " الفوائد " ( 46 - 50 ) :
أخبرنا القاسم : حدثنا جبارة قال : أنا حماد بن شعيب عن أبي جعفر الفراء عن
الأغر أبي مسلم عنه به .
و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن شعيب و هو الحماني قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه النسائي و غيره " .
و قد خالفه في إسناده إسماعيل بن زكريا فقال : عن أبي جعفر الفراء عن عبد الله
ابن يزيد عن البراء بن عازب قال :
" من تمام التحية أن تصافح أخاك " .
فأوقفه ، و هو الصواب ، لأن إسماعيل بن زكريا ثقة محتج به في " الصحيحين "
فروايته أصح من مثل حماد بن شعيب ، و بقية رجال الإسناد ثقات كلهم ، فالسند
صحيح موقوف .
و كذلك أخرجه ابن عساكر ( 17/274/1 ) عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن
الأسود بن يزيد النخعي قال : فذكره موقوفا .
و ليث ضعيف . و قد رواه غيره عن عبد الرحمن بن يزيد ، فقال الترمذي عقب ما
نقلته عنه في الحديث الأول :
" قال محمد ( يعني البخاري ) : و إنما يروى عن منصور عن أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد أو غيره قال : من تمام التحية الأخذ باليد " .
قلت : و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ،
فليس فيها ما يمكن الاعتماد عليه كشاهد صالح ، فالذي أستخير الله فيه أنه ضعيف
مرفوعا ، صحيح موقوفا . والله أعلم .
(3/287)
1289 - " يطهر الدباغ الجلد ، كما تخلل الخمرة فتطهر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/452 ) :
لا أصل له
كما في " التحقيق " لابن الجوزي ، و " التنقيح " لابن عبد الهادي ( 1/15/2 ) .
و الأحاديث في أن الإهاب يطهره الدباغ صحيحة معروفة في مسلم و السنن و المسانيد
و غيرها ، مثل حديث ابن عباس مرفوعا " أيما إهاب دبغ فقد طهر " و هو مخرج في "
غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام " ( 28 ) ، و إنما أوردته من أجل
الشطر الثاني منه الدال على أن الخمرة نجسة في الأصل ، فليس في الأدلة الشرعية
من الكتاب و السنة ما يؤيد أن الخمرة نجسة ، و لذلك ذهب جماعة من الأئمة إلى
أنها طاهرة ، و أنه لا تلازم بين كون الشيء محرما و كونه نجسا . و من هؤلاء
الليث بن سعد و ربيعة الرأي و غيرهم ممن سماهم العلامة القرطبي في " تفسيره " ،
فليراجعه من شاء ، و هو اختيار الإمام الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/35 -
37 ) و غيره .
(3/288)
1290 - " من مر بالمقابر فقرأ *( قل هو الله أحد )* إحدى عشرة مرة ، ثم وهب أجره
للأموات ، أعطي من الأجر بعدد الأموات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/452 ) :
موضوع
أخرجه أبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " ( ق 201/2 ) و الديلمي في " مسند
الفردوس " عن عبد الله بن أحمد بن عامر : حدثنا أبي : حدثنا علي بن موسى عن أبي
موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عن أبيه الحسين عن
أبيه علي مرفوعا .
قال في " الميزان " :
" عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة
الموضوعة ، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه " .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 144 ) .
و قال الحافظ السخاوي في " الفتاوي الحديثية " له ( ق 19/2 شيخ الإسلام ) :
" رواه القاضي أبو يعلى بإسناده عن علي ، و رواه الدارقطني أيضا و النجاد كما
ذكره الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم المقدسي في " جزء فيه وصول القراءة إلى
الميت " ، و عزاه القرطبي في " تذكرته " للسلفي . و أسنده صاحب " مسند الفردوس
" أيضا كلاهما من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائفي عن أبيه عن علي بن
موسى الرضى .. عن علي . لكن عبد الله و أبوه كذابان ، و لو أن لهذا الحديث أصلا
لكان حجة في موضوع النزاع و لارتفع الخلاف ، و يمكن أن تخريج الدارقطني له [
إنما هو ] في " الأفراد " لأنه لا وجود له في " سننه " . والله أعلم " .
و الحديث أورده العجلوني في " كشف الخفاء " ( 2/282/2630 ) و قال :
" رواه الرافعي في " تاريخه " عن علي " .
كذا قال فلم يصنع شيئا بسكوته عنه ، و ذلك لعدم علمه بحاله ! و مثله يتكرر منه
كثيرا في هذا الكتاب الذي تمام اسمه ينبىء عن موضوعه : " ... و مزيل الإلباس
عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس " ! فإن هذا الحديث مع شهرته و لهج
القبوريين به ، لم يتبين للشيخ حاله . و هو موضوع بشهادة الحافظين السخاوي
و السيوطي . و لا يخدج على هذا أن السيوطي أورده أيضا في " الجامع الكبير " (
2/298/1 ) من رواية الرافعي ، و منه نقله العجلوني ! فإن جامعه هذا جمع فيه ما
هب و دب ، بخلاف كتابه الآخر " الجامع الصغير " فإنه ذكر في مقدمته أنه صانه
عما تفرد به كذاب أو وضاع . و مع ذلك فإنه لم يستطع القيام بهذا ، فوقع فيه
كثير من الموضوعات ، كما يتبين لمن يتتبع ما ننشره في هذه " السلسلة " <1> ،
أما هذا الحديث فقد وفق لصيانة كتابه منه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و أبين من ذلك الرجوع إلى كتابي " ضعيف الجامع الصغير " و هو مطبوع في ثلاث
مجلدات . اهـ .
1
(3/289)
1291 - " الزهادة في الدنيا تريح القلب و البدن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/454 ) :
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 459 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 23/2 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 6256 - بترقيمي ) من طريق أشعث بن براز عن علي بن
زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف .
و أشعث بن براز ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي :
" متروك الحديث " . و ضعفه متفق عليه .
( و براز ) بضم الباء ثم راء ثم زاي ، و تحرف على الحافظ الهيثمي فقال في "
المجمع " ( 10/286 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه أشعث بن نزار ، و لم أعرفه ، و بقية رجاله
وثقوا ، على ضعف في بعضهم " .
هكذا وقع له " نزار " ، و ليس في الرواة " أشعث بن نزار " و لذلك لم يعرفه ،
فهو معذور ، و لكن كيف نعلل قول المنذري في " الترغيب " ( 4/96 ) :
" رواه الطبراني ، و إسناده مقارب " ؟
فهل نقول : إنه لم يعرفه أيضا ، ثم أحسن الظن به ، فقال في إسناده : " مقارب "
! أم نقول : إنه عرفه و أنه ابن براز المتروك ؟ غالب الظن الأول ، فإن ابن براز
لا يمكن أن يقال في سند هو فيه : " مقارب " و قد اتهمه البخاري بقوله فيه : "
منكر الحديث " كما هو معروف عنه . و أما ابن جدعان فهو خير منه بكثير ، فمثله
يحتمل أن يقال في إسناده : " مقارب " دون ابن براز . و لكن إن جاز ذلك فيهما ،
فكيف يجوز لهما أن يقولا ذلك في إسناد الطبراني ، و فيه شيخه محمد بن زكريا
الغلابي و هو وضاع عن يحيى بن بسطام و هو مختلف فيه ، حتى قال أبو داود :
" تركوا حديثه " ؟ !
و للحديث شاهد مرسل ، يرويه محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و زاد :
" .. و الرغبة في الدنيا تطيل الهم و الحزن " .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 9/1 ) : حدثني الهيثم بن خالد
البصري قال : حدثنا الهيثم بن جميل قال : حدثنا محمد بن مسلم .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن مسلم و هو الطائفي و هو ضعيف لسوء
حفظه .
ثم رواه ابن أبي الدنيا ( 34/2 ) من طريق إبراهيم بن الأشعث عن الفضيل بن عياض
يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره مثل حديث طاووس .
قلت : و هذا مع كونه معضلا ، فإبراهيم بن الأشعث فيه ضعف من قبل حفظه .
و أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 18/2 ) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج قال
: نا بقية بن الوليد عن بكر بن خنيس عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا مثله
، و زاد :
" و البطالة تقسي القلب " .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، لضعف أحمد بن الفرج ، و عنعنة بقية فإنه مدلس ، و بكر
ابن خنيس أورده في " الضعفاء " و قال :
" قال الدارقطني : متروك " .
ثم روى ابن أبي الدنيا ( 10/1 ) عن عبد الله الداري قال :
" كان أهل العلم بالله عز وجل و القبول عنه يقولون .. " فذكره دون الزيادة
الأخيرة .
فهذا هو الصواب في الحديث أنه موقوف من قول بعض أهل العلم ، رفعه بعض الضعفاء
عمدا أو سهوا . والله أعلم .
(3/290)
1292 - " أزهد الناس من لم ينس القبر و البلى ، و ترك أفضل زينة الدنيا ، و آثر ما
يبقى على ما يفنى ، و لم يعد غدا من أيامه ، و عد نفسه في الموتى " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/456 ) :
ضعيف
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 11/1 - 2 ) عن سليمان بن فروخ عن
الضحاك بن مزاحم قال :
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله من أزهد الناس ؟ قال :
من لم ينس ...
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي . قال الحافظ :
" صدوق ، كثير الإرسال " .
و سليمان بن فروخ أورده ابن أبي حاتم ( 2/1/135 ) قائلا :
" روى عنه أبو معاوية و قريش بن حبان العجلي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فأورده على قاعدته في "
الثقات " ( 2/111 ) من رواية قريش عنه !
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي فقط في " الشعب " عن
الضحاك مرسلا . و قال المناوي في " الفيض " :
" رمز لضعفه " .
و قال في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف " .
(3/291)
1293 - " ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/456 ) :
موضوع
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 98/1 - 2 ) عن سليمان الشاذكوني : حدثنا إسماعيل
ابن أبان : حدثنا علي بن الحزور قال : سمعت أبا مريم يقول : سمعت عمار بن
ياسر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : هذا إسناد هالك مسلسل بالعلل السوداء !
1 - أبو مريم و هو الثقفي . قال الحافظ :
" مجهول " .
2 - علي بن الحزور . قال :
" متروك شديد التشيع " .
3 - إسماعيل بن أبان و هو الغنوي الخياط الكوفي .
قال الحافظ :
" متروك رمي بالوضع " .
4 - سليمان الشاذكوني و هو ابن داود . متهم بالوضع و الكذب في الحديث . أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال ابن معين : كان يكذب . و قال البخاري : فيه نظر . و قال أبو حاتم : متروك
" .
و من هذا البيان و النقد تعلم تقصير الهيثمي حين قال في " مجمع الزوائد " (
10/286 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه سليمان الشاذكوني و هو متروك " !
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 4/96 ) إلى تضعيفه !
(3/292)
1294 - " يا عائشة ! إن أردت اللحوق بي ، فليكفك من الدنيا كزاد الركب ، و لا تستخلقي
ثوبا حتى ترقعيه ، و إياك و مجالسة الأغنياء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/457 ) :
ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 1/329 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8/1/52 ) و ابن أبي الدنيا
في " ذم الدنيا " ( ق 10/2 ) و الحاكم ( 4/312 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق
198/1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3/307/1 ) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن
صالح بن حسان عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان و سمعت محمدا ( يعني
البخاري ) يقول : هو منكر الحديث " .
و قال ابن عدي :
" صالح بن حسان بعض أحاديثه فيه إنكار ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
قلت : و قول البخاري المتقدم فيه يشعر أنه في منتهى الضعف عنده ، على ما عرف من
اصطلاحه في هذه الكلمة . و لهذا قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و لذلك فقد أخطأ الحاكم خطأ فاحشا حين قال :
" هذا حديث صحيح الإسناد " ! و اغتر به الفقيه الهيتمي ، فصححه في كتابه " أسنى
المطالب في صلة الأقارب " ( ق 41/1 ) و لم يدر أن الذهبي قد تعقبه بقوله :
" قلت : الوراق عدم " .
و هو كما قال ، لكن الوراق لم يتفرد به فيما يبدو ، فقد رأيت الحديث في "
أحاديث محمد بن عاصم " لعبد الغني المقدسي ( ق 152/1 ) من طريق أبي يحيى
الحماني : حدثنا صالح بن حسان به .
و أبو يحيى اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن و هو صدوق يخطىء من رجال الشيخين ،
فهو خير بكثير من مثل الوراق ، فإعلال الذهبي الحديث به دون حسان مما لا يخفى
ما فيه !
و قال المنذري في " الترغيب " ( 4/98 ) :
" رواه الترمذي و الحاكم و البيهقي من طريقه و غيرها كلهم من رواية صالح بن
حسان و هو منكر الحديث عن عروة عنها . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ،
و ذكره رزين ، فزاد فيه : قال عروة : فما كانت عائشة تستجد ثوبا حتى ترقع ثوبها
و تنكسه ، و لقد جاءها يوما من عند معاوية ثمانون ألفا فما أمسى عندها درهم ،
قالت لها جاريتها : فهلا اشتريت لنا منه لحما بدرهم ؟ قالت : لو ذكرتني لفعلت "
.
(3/293)
1295 - " من تواضع لله رفعه الله ، و قال : انتعش رفعك الله ، فهو في نفسه صغير ، و في
أعين الناس عظيم ، و من تكبر خفضه الله ، و قال : اخسأ خفضك الله ، فهو في نفسه
كبير ، و في أعين الناس صغير ، حتى يكون أهون عليهم من كلب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/459 ) :
موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 8472 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية
" ( 7/129 ) و الحسن بن علي الجوهري في " مجلس من الأمالي " ( ق 66/2 )
و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 2/110 ) من طريق سعيد بن سلام العطار : حدثنا
سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال : سمعت عمر بن
الخطاب يقول :
" يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... "
فذكره . و قال الطبراني و أبو نعيم و الخطيب و اللفظ لهما :
" غريب من حديث الثوري تفرد به سعيد بن سلام " .
قلت : و هو كذاب كما في " المجمع " ( 8/82 ) و عزاه للطبراني في " الأوسط " .
و سكت عليه المنذري ( 4/15 ) فأساء .
(3/294)
1296 - " ائتوا المساجد حسرا و مقنعين ، فإن ذلك من سيما ( و في لفظ : فإن العمائم
تيجان ) المسلمين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/459 ) :
موضوع
رواه ابن عدي ( ق 338/2 ) عن مبشر بن عبيد عن الحكم عن يحيى الجزار باللفظ
الأول ، و عن عبد الرحمن بن أبي ليل باللفظ الآخر عن علي بن أبي طالب
مرفوعا ، و قال :
" و مبشر هذا بين الأمر في الضعف ، و عامة ما يرويه غير محفوظ " .
قلت : قال الإمام أحمد :
" كان يضع الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3/30 ) :
" يروي عن الثقات الموضوعات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب " .
قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورده فيه
من رواية ابن عدي باللفظ الأول ، و أورده في " الجامع الكبير " باللفظ الآخر من
رواية ابن عدي و ابن عساكر ، و قد أخرجه هذا في جزء " أربعين حديثا في الطيلسان
" ( ق 54/1 رقم الحديث 28 ) ، من طريق مبشر هذا .
و لم يتنبه المناوي لهذا ، فإنه بعد أن أعل اللفظ الأول بأن فيه مبشر بن عبيد
و قال نقلا عن العراقي أنه متروك قال :
" و من ثم رمز المؤلف لضعفه ، لكن يشهد له ما رواه ابن عساكر بلفظ ... " .
فذكره باللفظ الآخر ! و مداره كالأول على ذاك الوضاع . و خفي هذا على اللجنة
القائمة على تحقيق " الجامع الكبير " فنقلوا كلام المناوي هذا و أقروه ! فهكذا
فليكن التحقيق ، و من لجنة من العلماء المتخصصين كما قال الدكتور محمد عبد
الرحمن بيصار في تقديمه للكتاب ( 1/1/3 ) و ليس من محقق واحد ! !
و مع أن المناوي أفاد عن العراقي أن مبشرا متروك كما تقدم و ذلك يعني أن
الإسناد ضعيف جدا ، فإنه لم يلتزم ذلك فإنه قال في كتابه الآخر " التيسير بشرح
الجامع الصغير " الذي هو كالمختصر لـ " فيض القدير " له :
" رواه ابن عدي عن علي أمير المؤمنين بسند ضعيف " !
و لعل ذلك كان بسبب ما توهمه من الشاهد المزعوم ، فالله المستعان ، و من عصمه
فهو المعصوم .
(3/295)
1297 - " لتقاتلن المشركين حتى تقاتل بقيتكم الدجال ، على نهر بالأردن ، أنتم شرقيه ،
و هم غربيه ، و ما أدري أين الأردن يؤمئذ من الأرض " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/460 ) :
ضعيف
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7/422 ) و ابن أبي خيثمة في " التاريخ " (
2/206 - مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن أبي عاصم في " الآحاد " ( 265/2 -
مصورة الجامعة أيضا ) و البزار في " مسنده " ( 4/138 - كشف الأستار )
و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 123 - الجامعة ) و أحمد بن عبد الله بن
رزيق البغدادي في " الأفراد و الغرائب " ( 6/256/1 ) و ابن منده في " المعرفة "
( 2/201/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 4/186 ) من طرق عن محمد بن أبان
القرشي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن
نهيك بن صريم السكوني مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، محمد بن أبان القرشي قال الذهبي في " الميزان " :
" ضعفه أبو داود و ابن معين ، و قال البخاري : ليس بالقوي " .
و وافقه العسقلاني في " اللسان " و نقل تضعيفه عن أئمة آخرين منهم ابن حبان ،
و نص كلامه في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/260 ) :
" كان ممن يقلب الأخبار ، و له الوهم الكثير في الآثار " .
و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7/349 ) :
" رواه الطبراني و البزار ، و رجال البزار ثقات " .
و أقره الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار " و ذلك من أوهامهما ، فإنه
عند البزار من طريق محمد بن أبان القرشي أيضا . و في اعتقادي أن سبب الوهم هو
أنهما ظنا أنه محمد بن أبان بن وزير البلخي و هو ثقة حافظ من شيوخ البخاري ،
و ليس به .
كتبت هذا لما كثر السؤال عنه بمناسبة احتلال اليهود للضفة الغربية من الأردن أو
حزيران الماضي سنة 1967 م ، أخزاهم الله و أذلهم ، و طهر البلاد منهم و من
أعوانهم .
(3/296)
1298 - " أبشر فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله ، و المحتكر في سوقنا
كالملحد في كتاب الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/461 ) :
منكر
رواه الحاكم ( 2/12 ) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني محمد بن طلحة عن
عبد الرحمن بن طلحة عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة عن عمه اليسع بن
المغيرة قال :
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل بالسوق يبيع طعاما بسعر هو أرخص من سعر
السوق ، فقال : تبيع في سوقنا بسعر هو أرخص من سعرنا ؟ قال : نعم . قال : صبرا
و احتسابا ؟ قال : نعم . قال : فذكره .
سكت عليه الحاكم ! و قال الذهبي :
" قلت : خبر منكر ، و إسناد مظلم " .
و أعله الحافظ العراقي بقوله في " تخريج الإحياء " ( 4/189 ) :
" و هو مرسل " .
قلت : بل هو معضل ، فإن اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح و ابن سيرين ، ثم
هو مع إرساله قال أبو حاتم فيه :
" ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة لم أجد من ذكره ، و لعله من أجل ذلك وصف
الذهبي إسناده بأنه مظلم !
و أما محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن طلحة ، ففي الرواة محمد بن طلحة بن
عبد الرحمن بن طلحة التيمي ، فلعله هو و لكن تحرف على بعض النساخ أو الرواة لفظ
( ابن ) إلى ( عن ) . والله أعلم ، و قد قال الذهبي فيه :
" وثق " .
و قال أبو حاتم :
" لا يحتج به " .
ثم رأيت ما يشهد لما قلته من التحريف ، و هو أن الحافظ المزي ذكر في ترجمة محمد
ابن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة أنه روى عنه إسماعيل بن أبي أويس . و هذا
الحديث من روايته عنه كما ترى .
(3/297)
1299 - " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات .. " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/463 ) :
ضعيف
أخرجه البخاري ( 6478 فتح ) و أحمد ( 2/334 ) و المروزي في " زوائد الزهد " (
4393 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/67/1 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن
دينار ، عن أبيه عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : سوء حفظ عبد الرحمن هذا مع كونه قد احتج به البخاري ، فقد خالفوه
و تكلموا فيه من قبل حفظه ، و ليس في صدقه .
1 - قال يحيى بن معين : " حدث يحيى القطان عنه ، و في حديثه عندي ضعف " .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 2/339/936 ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( 4/1607
) .
2 - قال عمرو بن علي : لم أسمع عبد الرحمن ( يعني ابن مهدي ) يحدث عنه بشيء قط
.
رواه ابن عدي .
3 - و قال أبو حاتم : " فيه لين ، يكتب حديثه و لا يحتج به " .
رواه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/4/254 ) .
4 - قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/51 ) :
" كان ممن ينفرد عن أبيه بما لا يتابع عليه مع فحش الخطأ في روايته ، لا يجوز
الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، كان يحيى القطان يحدث عنه ، و كان محمد بن إسماعيل
البخاري ممن يحتج به في كتابه و يترك حماد بن سلمة " .
5 - و قال ابن عدي في آخر ترجمته بعد أن ساق له عدة أحاديث : " بعض ما يرويه
منكر لا يتابع عليه ، و هو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء " .
6 - و قال الدارقطني :
" خالف فيه البخاري الناس ، و ليس بمتروك " .
7 - و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" وثق ، و قال ابن معين : في حديثه ضعف " .
و تبنى في " الكاشف " قول أبي حاتم في تليينه .
8 - و لخص هذه الأقوال ابن حجر في " التقريب " فقال : " صدوق يخطىء " .
و لا يخالف هؤلاء قول ابن المديني : " صدوق " . و قول البغوي : " صالح الحديث "
، لأن الصدق لا ينافي سوء الحفظ . و أما قول البغوي فشاذ مخالف لمن تقدم ذكرهم
فهم أكثر و أعلم ، و كأنه لذلك لم يورده الحافظ في ترجمة عبد الرحمن هذا من "
مقدمة الفتح " ( ص 417 ) بل ذكر قول الدارقطني و غيره من الجارحين ، و لم يستطع
أن يرفع من شأنه إلا بقوله :
" و يكفيه رواية يحيى القطان عنه " .
و قد ساق له حديثا ( ص 462 ) مما انتقده الدارقطني على البخاري لزيادة تفرد بها
، فقال الدارقطني :
" لم يقل هذا غير عبد الرحمن ، و غيره أثبت منه و باقي الحديث صحيح " .
و لم يتعقبه الحافظ بشيء بل أقره فراجعه إن شئت .
و بالجملة فضعف هذا الراوي بعد اتفاق أولئك الأئمة عليه أمر لا ينبغي أن يتوقف
فيه باحث ، أو يرتاب فيه منصف .
و إن مما يؤكد ذلك ما يلي :
و الأخرى : مخالفة الإمام مالك إياه في رفعه ، فقال في " موطئه " ( 3/149 ) :
عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان أنه أخبره أن أبا هريرة قال : فذكره
موقوفا عليه و زاد :
" في الجنة " .
فرواية مالك هذه موقوفا مع هذه الزيادة يؤكد أن عبد الرحمن لم يحفظ الحديث فزاد
في إسناده فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و نقص من متنه ما زاده
فيه جبل الحفظ الإمام مالك رحمه الله تعالى . و ثمة دليل آخر على قلة ضبطه أن
في الحديث زيادة شطر آخر بلفظ :
" و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم "
.
فقد أخرجه الشيخان من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال :
" .. ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب " .
و عند الترمذي و حسنه بلفظ :
" .. لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار " .
و قد خرجت هذه الطريق الصحيحة مع شاهد لها في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " برقم
( 540 ) . ثم خرجت له شاهدا من غير حديث أبي هريرة برقم ( 888 ) .
و بعد فقط أطلت الكلام على هذا الحديث و راويه دفاعا عن السنة و لكي لا يتقول
متقول ، أو يقول قائل من جاهل أو حاسد أو مغرض :
إن الألباني قد طعن في " صحيح البخاري " و ضعف حديثه ، فقد تبين لكل ذي بصيرة
أنني لم أحكم عقلي أو رأيي كما يفعل أهل الأهواء قديما و حديثا ، و إنما تمسكت
بما قاله العلماء في هذا الراوي و ما تقتضيه قواعدهم في هذا العلم الشريف
و مصطلحه من رد حديث الضعيف ، و بخاصة إذا خالف الثقة . والله ولي التوفيق .
(3/298)
1300 - " آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/465 ) :
ضعيف
رواه الترمذي ( 2/326 ) و ابن حبان ( 1041 ) و أبو عمرو الداني في " السنن
الواردة في الفتن " ( 68 - 69 ) عن سلم بن جنادة قال : حدثني أبي عن هشام بن
عروة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الترمذي :
" هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام بن عروة ، قال :
تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة هذا " .
و قال المناوي في " فيض القدير " :
" رمز المصنف لضعفه ، و هو كما قال ، فإن الترمذي ذكر في " العلل " أنه سأل عنه
البخاري ؟ فلم يعرفه ، و جعل يتعجب منه ، و قال : كنت أرى أن جنادة هذا مقارب
الحديث انتهى . و قد جزم بضعف جنادة المذكور جمع منهم المزي و غيره " .
قلت : و في " التهذيب " :
" قال أبو زرعة : ضعيف . و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ; ما أقربه من أن يترك
حديثه ، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر . و ذكره
ابن حبان في " الثقات " . قلت : و قال الساجي : حدث عن هشام بن عروة حديثا
منكرا " .
قلت : و لعله يعني هذا . ثم ذكر أنه وثقه ابن خزيمة أيضا ، و كأن ابن حبان أخذ
توثيقه عنه فإنه شيخه ، و هما متساهلان في التوثيق ، كما هو معلوم عند أهل
العلم و التحقيق ، فتضعيف من ضعفه أولى بالاعتماد منهما .
(3/299)
1301 - " طلب الحلال جهاد ، و إن الله يحب المؤمن المحترف " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/466 ) :
ضعيف
أخرجه محمد بن مخلد في " فوائده " من طريق ابن فضيل عن ليث عن مجاهد عن ابن
عباس مرفوعا .
و كذا رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 9/2/89/2 ) و كتب بعض الحفاظ و أظنه
ابن المحب ، كتب على الهامش بجانبه :
" ساقط " .
قلت : و علته ليث و هو ابن أبي سليم ، ضعيف كان اختلط .
و من طريقه أخرج الشطر الأول منه ابن عدي في " الكامل " ( 312/1 ) لكنه جعله من
مسند ابن عمر . و هو رواية لابن مخلد بالشطر الثاني فقط .
و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/128 ) و قال عن أبيه :
" هذا حديث منكر " .
و للشطر هذا طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه ابن عدي ( 24/1 ) من طريق أبي الربيع
السمان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عنه .
و كذلك أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/193/2 ) و في " الأوسط " ( رقم - 9097
) و الباغندي في " حديث شيبان و غيره " ( 190/1 ) و قال الطبراني :
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو الربيع " .
قلت : و اسمه أشعث بن سعيد السمان و هو متروك كما في " التقريب " .
و من هذا التخريج يتبين تقصير الهيثمي بإعلاله الحديث بعاصم فقط ! قال في "
المجمع " ( 4/62 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عاصم بن عبيد الله و هو ضعيف
" !
و إن كان لابد من الاقتصار في الإعلال على أحدهما فإعلاله بأبي الربيع أولى
لأنه أضعف الرجلين . و قد ساق الذهبي الحديث في ترجمته في جملة ما أنكر عليه من
الأحاديث .
(3/300