مشاهدة النسخة كاملة : بُحُوثُ السيرة النبوية
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 12 / 2017, 57 : 01 PM
http://www.ahlalalm.org/vb/images/smilies/bb17.gif
بُحُوثُ السِيرَةِ النَّبوية -على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل البركات-
**
« سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء »
„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة ‟
:" الرسالة النبوية ؛ والشمائل المصطفوية ؛ والخصائل الرسولية ؛ والدلائل الإعجازية ؛ والصفات الأحمدية ؛ والأخلاق المحمديةلـــــسيدنا محمد بن عبد الله خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم "
**
شريف حمدان
06 / 12 / 2017, 18 : 05 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/xkh41783.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2017, 38 : 05 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/xkh41783.gif
**
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته !
اشكر فضيلتكم لهذا الترحيب الكريم .. وارجو ان أكون عند ظن حضركم
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2017, 42 : 06 PM
http://www.ahlalalm.org/vb/data:image/png;base64,R0lGODlh6QB5AHcAMSH+GlNvZnR3YXJlOiBNaWN yb3NvZnQgT2ZmaWNlACH5BAEAAAAALAAAAQDpAHcAhQAAAD8AA D4AAD0AADwAADsAAE8AAE4AAE0AAEwAAEsAAEoAAEkAAEgAAEc AAEYAAEUAAEQAAEMAAEIAAEEAAEAAAH8AAH4AAH0AAHwAAHsAA HoAAHkAAHgAAHcAAG4AAG0AAGwAAGsAAIAAAMHBwQECAwECAwE CAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECA wECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwECAwb/QIBwSCwaj8ikcslsOp/QqPQ4mlqv2Kz2Wd16udPud0wum89oa5eUbrvd4neZLaXL7/i8/miZ9gF2e4JZf3qFS4Fah0KLSY2Ag5FKi5SMlkyPfEgWh5VlnEm JRo+ikqaUnZeZRausAI2gQ56vX62lRLFNt6Zuf3S5tLTAski7l rCpuMRXgbZLw7zRsnS/yX2ZfaIkbNDCmkwkreBHt9yb2ZaJvtJ4hdXKmMWMwH/Y30N2pcaQRs2u9+nYmbrAxs6FC0QQ9iPXjw1ChUIUIhQFMWEoh mQeGlFIZ2JEgXtIcBxy0OKTRIEqVkxUkuRHABWF7HMSkwjKIip BmhK5MadL/yUoDZbD6fOnzS01jfLTd1GnnJotX0p1knJXyqJTZUqBmiSpPK1 O92AwMpZIWSFnyZKzk9YsILZp2+KbGwVD27Fn8x5tyi+snrF07 NJ1i0RuX8FHAKMFgHgxRn6GI99lPEQvVbV+zZwlUVYx5cqg94I LbPgzG7xxKyPO57hIaceCLX9O/Rms6teZr2TIMIQ3AN9CgBcBLvw3UOO7hwcnwjt5797OWf/mbcc5Et/Ji09fDt344OXUc3/Zvc37cOk2qWNv2ry4+t8ksAufn6FgcPvhg+c3on5/d/Pb2ZRIc32JlwV5bGgHn0zarBcfd9K1lx5z3llXoXH2aZVggYMR B/+IdfQVkWBxD4o2k4EnbXhUfQzq1yKG3dkXiIW+0cGii901V56N N5lX4nTAlQdJjQHOZV1BCsKIohYaNOmkBjI5aVuTAEhZJSBQVv lklkI8SQSVUG5pZZdifinmmVptSReYZdrUppZUwhnnklmgiWWc QjZJgpVQ7lnlnl4OESiZV57JpZxjImqoBvap+RYbcTp65TZiFh TolifSqYSdcLZIJaBZhhkmqJ/KKaKWf75Z6KCKGpqmlUKiiqigUYrKJahkJqopM9sUFGuvkDIIb LB9QjLsrawxquGwtD4KrIDMDhsIswIK+2s+0grbJ7W7WiFjXwV tIK6GxgKwwVwybnP/brm2kZuhuOt+G1SGO0KyLrunCptvuRnai263WPT61r29wmubwP EKTA0JCWuzlLPmEuzstNn6Wt65zxaBMT4CD9Hwiww2HCvAWXBg GwcmK5HyLitbgTITLV+GRMoA0GwEyjaTrEcH7YJcBM9LAD2E0F GM/LMTPPNs9NAAJG0E0B0oDQXROmdBtWhCRJ01E0RrPYUxRO/i9C1QIxG101cT4XXVY3jAsYiJuM3hEXIPIXemb+uShAd891zE3 XTbvUTdWLMd8EnMmNFv4HqPs/hjhmuxNFB470tGppMfZUzmDRUeedGfI9I4X6GXLgnnpodeeeqs 67R667DHLvvstNdu//vtuOeu++689+7778AHL/zwxLP+wfEfFK+8FSA0D8Lcy0efRAh+S2+9ESGE0PH13Bchggjd h2/E94+Lz/3r5gOPfvrst+/++/DHL//89Ndv//3456///vz37///AAygAAdIwAIa8IAITKACF8jABjrwgRCMoAQnSMEKWvCCGMydAT Kzwc918IEHCF0Io4GADJIsAXpAoV9UGDkWbkEBW1ifE2BowiPQ 0IbRuCEAdDjDM/BwCj8cAw+DaAQiemEBR0AiEo+IhSUKwYlPgKIUpEgEKgJAiU5Y ohW1sAAobrEIUsSiFRhABDIawYxfQOMU1EhGNTLBjdBDghvtAE cAtP/xO0JAYx3XeAQGsLEJbrxj9ZTQgLUMoZBxlAIirYBINhRykZYTA iTxSMh9TVKSAFikKBZ5ySJ08giXJEEDIPlJT5pSk1FwQM/ooEpJtFIIrWSDKl/JBFpSEnEAcIAtYZlLSs6yl0nQ5SCXIMwh7PIItBTmK29RzK+8a JnAjCYvnXDMYBIhltJciDPf4i1ZHvOX3IzmL1+5S2iOjgTNzOY 1jXlNcGYundp80QOEME8A1NOeRbgnE/SJSyLcE3WWYwM/qSLQgeLzn/QcwjwXqlAjGBQKD9DnQ/GZUIdSAwkRJV0468nRhvrzCRM9Tj5veZmQhoIOE33ARUdaUYq6 dJj/8SRBRj16hHrKtKbU0CdKDQqBr/QUAD/96V6EygSiYkGoJzKqVpQ6OqYKAalGEKpUpeDUIUCAqFWdahGuS lKuRpVDQjKqWK3qBK8ezqk9FQVTA2HWr3ruqUGFwEq1ClSyRkG p+WhrVu1KhKuutEBeDUQEDCmEwdJhsERAbAQQawTGFtaxjkXcY CO7WCREtrGVtWwkFavYvTB2som9LBNEW1gAUDYJnzVtaR2LHtO KVgIAkABs3wZb2LJBtkWYLW6PsFsh9Da2vjXCb49S29zadrbCR cJuSyFb5CZCtz2DbnGRG1vqQpcI1k1ubEmA3OIqdwjepa5trGt bUUxgAqdC/y962XDeIrS3vUeArxDkCwD1ore+Q6CvTe573/zyF79E0G9+8Wjf/hqBvon4r3oBPF8D8zcQCw7wgBm8BAUfOJ4KXq8QKFAEDi/sVBTgcIcBEOIkeHjDIt4wiUWc4hKrGB8pNgKLSUxjGp+4wx8eA odDfGMZLyUQM6YACXasFRe/WMhEILKOU0wHEf8VLEHukWiMXOLyxJjGOe5wjNmw4y0nmR9Grr GOv9wu6dghxkq+cSJKfOUxV2/Ic3vckOFsZTRvuMk2LnK7PPxksJrIXW5G8VsqUAFIFNpX4dQQo Y9S6EVTkgSNLvQQJP2iRseZLnY4tBAqAGlLA4DToqB0Ef88DT1 If3ohKOH0odng6E1vmg6qNrWhC8JpVwspEK0GS78u2q9WL7o8h A62sI2w6GF/WtjB3suwjT1pRyM716c2NbR9/WxhZ5rZzUZ2qJF9KklH+tjPJkK1ky1pVkc63GAxtrePDW5HZ3r Ty9Y0AAJA73rXOxH0JoG9hWDvfReh3/Ou97/zHXCAEyEAgEA4vbUi8HkXvN8E57e/hwDxiB/c4AinOL8D7nCIX7ziCr/4wwOgb5KH098ZV7jKBW7yjY+85G8B+cIHXnCKszzjGgd4yXEuc ZNX/N8J57jNUx70nw995jbnuMWP3vK5EP3pE+/5vhfO847bu+QXxfjGUz7/dftw/d4LZwPOpbU9a41MYXbIuMV2pA20Dyvk4cwYgxC+MLJjS+5mL3v eeZ71u8td7WzvGK/tLiTAC37e6dqGycUON5grXl/fghu+Dpbzf9lm7A53F9xZw/g38wtc7FI7uyYnI74fXF74wjw3W/t5r2ceX53nmL7TfiqYN57sQhBA3qGVaN3rfmK9F9bv1y6A4r8I WMbf3tqzZfbc675iN+EWG4bvrrUPYfiBvzUABECv1W+j+Nj/lYae/6zpS974iTTC75uw/txvn/1FaH/8h0/965dB/keoP0P0D3/QJcH48sd/JIB/kOB7TTAATICA6QcAA6CAQ+CAcdSAeIOA/wPABgoYCAgoQ0eQgUpwgRcBgRtYBBLYgTBlBBSIgT3TgAtBgQf 4BQ6ogCAoBCA4glAAg2DBgi7IgBGogwsoBTQ4Nx4YBRVIBEF4g CrIBAQwSEnoBEtIAE3ohFoBhfwghUOwhEpAACSAhUXghBpoBFy 4BFbYZ0JgheMAAFL4OFrYg53DBmS4FqKQhOUzhm9lhnWAD1RYh kv4One4BV94hfHkLaimTTJ0InE4TG0oOjIDCHDoZ9Uyh5LHe1+ gd50zGmWYN4pjibVXDLtwiCKVOI74iYh4OaFYiVDQhW6wiW8Ah 6b4BKr4Ba04isFTAG8gi3lAi2NgizWUiwayiqV4iQPpEwQAOw= =
[ ١ ] أهمية دراسة السيرة النبوية العطرة -على صاحبها أفضل الصلوات وكامل التسليمات وعظيم البركات-
التَّمْهِيدُ :
مِن المُسَلم به عندالعقلاء وجوب وجود خالق جل جلاله؛ صانع؛ واجد، مبدع؛ رازق؛ محيي؛ مميت.. أوجدالحياةَ.. وصنع الإنسان.. وخلق الكون من عدمٍ؛ ويستدل علىٰ هذا من أربعة أمور،ثلاثة منها متعلقة بقدرات الإنسان الإدراكية الذهنية العقلية والخَلقية، فأوَّلها:العقل؛ وثانيها: الفطرة؛ ثالثها: الحس؛ والأمر الرابع متعلق بالشارع سبحانه وتعالى؛ الذي هو صاحب التكاليف الشرعية والأوامر التشريعية والنواهي في الحياة الدنيا: والأمر المتعلق بالشرع قسمان؛ الأول: الذكر الحكيم : آيات القرآن الكريم -كلام رب العالمين الذي تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه-، والأمر الثاني المتعلق بالشرع: السنة الرسولية المحمدية النبوية؛ أو ما يسمىٰ بالأحاديث القولية؛ هذا أولاً، أو ما صدر منه عليه الصلاة السلام مِن أفعال؛ وهذا ثانياً؛ أو ما حدث أمامه من أفعال أو أقوال أو تصرفات وأقرها؛ وهي السنة التقريرية؛ وهذا ثالثا.. فيحتاج البشر للرسل حين يريدون معرفة المنهاج الرباني ويلتزمون بالتشريع الإلهي -أي أوامر الخالق ونواهي المعبود سبحانه وتعالى- فوجب وجود المُبَلِغ عن الخالق الصانع الواجد المهيمن الشارع ليخبرنا عن كيفية تنظيم حياة الإنسان وكيفية إدارة شؤونه ومعاملاته وتصرفاته وتنظيم علاقات الإنسان الثلاث؛ الأولى مع نفسه؛ والثانية مع غيره؛والثالثة مع المعبود جلا وعلا؛ وهو الله تعالى ذكره.
و
الثابت كما وصل إلينا وبلغنا به شرعاً وجود خاتم للأنبياء وآخر المرسلين؛ متمم المبتعثين وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب؛ العدناني القرشي المكي؛ ثم المدني عليه كامل الصلوات وأنمىٰ التسليمات وخالص البركات
ولمعرفة منهاج السماء وشريعة الخالق أختار -اصطفىٰ.. واجتبىٰ.. واحتبىٰ.. وارتضىٰ- للعالمين رسولا يبلغ رسالة ربه سبحانه للناس كافة؛ ويوضح منهاج المبدع الخالق ويبين شريعة الواجد؛ ولكي ندرك هذه الشريعة علىٰ حقيقتها ونفهم هذا المنهاج بصحته وجب علينا معرفة المبلغ -وهو الرسول أحمد؛ والنبي محمد صلى الله عليه وعلىٰ آله وسلم- معرفة يقينية حقيقية كاملة واضحةصحيحة... فالتعريف به ومعرفته واجب شرعي يجب على كل مكلف بالغ عاقل (ذكر أو أنثىٰ)..إذ يجب معرفة الإله الذي نؤمن به ونعتقد في وجوده الأزلي ونعترف بأنه خالقنا ورازقنا؛ هذا الإله الذي نعبده لا تصح عبادته إلا بمعرفته معرفة حقيقية يقينية علمية؛ إذ كيف نعبد مَن لا نعرفه.. ومعرفة رسوله ونبيه تجب أيضاً.. إذ كيف نسير على خطاه ونتبع هداه ونجعله قدوة حسنة إن لم نعرفه معرفة حقيقية يقينية علمية.. ويتبقى لنا التشريع الذي نزل على قلبه بواسطة أمين السماء المَلك جبريل عليه السلام.. ومعرفة المنهاج الذي هو وحي يوحى..
ثم
معرفة تفسير وتأويل النص القرآني الكريم والذكر الحكيم يجب أن يكون معرفة يقينية حقيقية علمية. خاصة فيما يسمى بـ «آيات الأحكام» ومعرفة سيرته وسنته وطريقته صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن يكون معرفة يقينية حقيقية علمية.. فهذا كله يجب علينا .. ومِن هنا وجب علينا دراسة سيرة وحياة وسنة وطريقة هذا المبلغ الأمين.
وسيكون بين يدي القارئ الكريم والقارئة العزيزة سلسلة بحوث عن:
الرسالةالنبوية؛ والدلائل الإعجازية؛ والدعوة الإبراهيمية؛ والبشرىٰ العيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والصفات الأحمدية؛ والأخلاق المحمدية؛ لـــــ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين.. ومتمم المبتعثين سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم..
هذه البحوث سأسعى على قدر طاقتي العلمية وقدراتي الإدراكية ومداركي الفهمية -ولا أدعي أنني صاحب علم- سأسعى إلى سرد السيرة النبوية المصطفوية باحثاً في مصادرها الأصلية ومراجعها المعتمدة ومظانها من اقوال السادة العلماء.. وأزيد -وهذا المهم- مسألة التحقيق والتدقيق والمراجعة لكل مسألة من مسائلها وقضاياها والله تعالى في سماه وتقدست اسماه من وراء القصد.. ومنه سبحانه العون وعليه توكلت.. فإن أحسنت فما توفيقي إلا بالله والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. وإن كانت الآخرى فمن خطئي وأشكو إلى الله تعالى عُجَرِي وبُجَرِي..وأخيرا.. وليس آخراً: ارجو من السيدات والسادة أهل العلم والتقوى في موقع ملتقى أهل العلم مراجعتي وتصويبي وتصحيح أخطائي.. فخيركم من أهدى لي عيوبي لتصحيحها.. و
اختصرت هذه البحوث بـ :
« خاتم الأنبياء » صلى الله عليه وآله وسلم.
**
محمد فخر الدين بن إبراهيم آل الرمادي
الخميس ١٩ ربيع الأول لعام ١٤٣٩ من الهجرة المباركة -على صاحبها الصلاة والسلام- الموافق ٧ ديسمبر لعام ٢٠١٧من الميلاد العجيب للسيد الجليل عيسى ابن مريم -عليهما السلام-ــ
يتبع بإذنه تعالى
**
شريف حمدان
08 / 12 / 2017, 45 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
شريف حمدان
08 / 12 / 2017, 45 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 12 / 2017, 55 : 01 AM
1 . ) أهمية دراسة السيرة النبوية .. على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل البركات الطيبات
«خاتم الأنبياء »صلى الله عليه وآله وسلم
==========
http://www.ahlalalm.org/vb/data:image/png;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQEAYABgAAD/2wBDAAoHBwgHBgoICAgLCgoLDhgQDg0NDh0VFhEYIx8lJCIfIi EmKzcvJik0KSEiMEExNDk7Pj4+JS5ESUM8SDc9Pjv/2wBDAQoLCw4NDhwQEBw7KCIoOzs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Oz s7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozs7Ozv/wAARCABOAIEDASIAAhEBAxEB/8QAHwAAAQUBAQEBAQEAAAAAAAAAAAECAwQFBgcICQoL/8QAtRAAAgEDAwIEAwUFBAQAAAF9AQIDAAQRBRIhMUEGE1FhByJ xFDKBkaEII0KxwRVS0fAkM2JyggkKFhcYGRolJicoKSo0NTY3O Dk6Q0RFRkdISUpTVFVWV1hZWmNkZWZnaGlqc3R1dnd4eXqDhIW Gh4iJipKTlJWWl5iZmqKjpKWmp6ipqrKztLW2t7i5usLDxMXGx 8jJytLT1NXW19jZ2uHi4+Tl5ufo6erx8vP09fb3+Pn6/8QAHwEAAwEBAQEBAQEBAQAAAAAAAAECAwQFBgcICQoL/8QAtREAAgECBAQDBAcFBAQAAQJ3AAECAxEEBSExBhJBUQdhcRM iMoEIFEKRobHBCSMzUvAVYnLRChYkNOEl8RcYGRomJygpKjU2N zg5OkNERUZHSElKU1RVVldYWVpjZGVmZ2hpanN0dXZ3eHl6goO EhYaHiImKkpOUlZaXmJmaoqOkpaanqKmqsrO0tba3uLm6wsPEx cbHyMnK0tPU1dbX2Nna4uPk5ebn6Onq8vP09fb3+Pn6/9oADAMBAAIRAxEAPwDtfFuo6lbamlvYTSKDAZHCMAVUEAkZIGe a4y48cXsUbgaldpIszJulfapUdDjGQc54/Kt/4j2z3V75aymIfY2ZmA7b14P1OK87tNJSa+JmiD9DjcQudyjp+N cMn7zuztjH3VodVD42uSsoe+vTIGAVROAD684qZvF14SgjutQb d97/AEhRt/HbzUGieEmvLBLuS5SPzMnCx8Dn61qf8IcepvB9fLP+NS4z6Mac exCviW9Iyby+B/6+l/8AiaD4hvev9oXo+t0v/wATVj/hEyP+X5f++D/jR/wivHN8p/4Af8anlqdx3h2M+TxLqKHP9pXmB6Tg5GP92q03i7UPtGyPVL9Y sHMryrkHHHygdPxrYbwqGXBvVI/3T/jUTeEImUqbxSD1G0/401Ga3YNw7GL/AMJfqYiZjrN20oCgRiZVBJ6nODwOnv7U+HxPqspBbWL8juElH6 HGK0f+EItNxP2tckYzz/jTh4Mtx0vlH4f/AF6pqfRiXKUY9b1llHmavfg4/huB/wDE07+2dV761qH/AIED/Cr3/CIQjgX6/l/9ekPhGHnOpL/n8ahqp3KvDsZra7qwlVDreoIGP3zOCB+lVJPFGpwQtLN4g1AEd IklBZvxxgD863P+EPhAI/tBef8APrUTfDuO7UtDeg4z823IB/OqhGpfVibh2MKLxdq9x5qR63qfmohZYw+4v6DhePX6Vt6dr2pD ULJTrF5cLLLGh3SZQkjJxwMjiuYubB4dRuVjhIdHDEp03cc9OB lq27WKSDUtKhbcx+2puZs8HaeFz2HToKrm1SuJxVtj2bA9KKWi u44Th/FwLazMNqtt05mCsMg/OnUVxtlbs0yO5G5m5wOB86YA9hXYeLCzeIZIlBLPp5UYGf8Alo lcrbzr9oiXGDvwQOxEiZryq1+dno017iOv8OgDQbcAdj/6FW/HCGiQhRyo7VhaFxoMP0P/AKFXTWwU2sPrsH8q9Gi7P5HNU2K3kD+6PyqheahY2TOJt5MQDS GOEv5YJwC2BxnFbmFrz/xfa2mpXl866e15dWMceLOK5aFrtWJySQeVXnp3zXbDlbs0YNWO jtdQsby9msoiVuoFDSQSRFHVT0OCOlWzAv8AcX8hXDeGxa6drX iddKLSxQ2ayC8lkMrRSbSTFvP3gDWgtt4jfUpLd9Ru47L+zluL ecvHuFwQD5bZ+8OvBH41o4RTFqdR9nT/AJ5r+Qpv2dP+ea/98iuNvrnxne+EPtaq9rrSzoi2kLxgbBjc5BPOeRjOBV9rfXj4k +wDULgaObYyreeZHvjmxwhPcZ7Ed+tHJHyFdlrWNXbSmuXSwjn hsoFuLg7grhCSMqMYJGOhxVWz8SR3N1pkc9gsUOrxtJZSqQ2QO cOMfKcfWsy5u9RHhfWbzxFFHZzvp32YbmUeawdsEAE9QR+dZ9p cQSXHw9topUeaK1JeNTkrlOMjtVqnHqv6sF2egFVU8In/AHyKlsUAW72qqjz2wAMAcConYVJp7ZS6PrOf5CvOr2urG9LqcZ Bbg6xqJ5GYjz6cJ0qK6WZfEOkSSurtJdI+QuOqtn+VWYJQutXy k8iNs5+iVXnuUm8RaMqHOy4TP/fLV5EG/aI7X8J6vRRRXsHmHnHjl2XxEwWVoi1mV3rj5csvPPHTPU1x0Dp FqkWDIBuQKGPYspBOec4ArrPHYnbxQEtpPLka1AD/AN3LgVyotwupRS5LKHAViOuGT+ua82o0pM9CHwo9D0Y7dBj9lP 8AOtBb9o0RQegA/Ss7Svl8PRn/AGT/ADpjRtJPtTluMAH2FddPf5HPN2RsxagzsV5GATyKp6zpumX5WL UbKG8C/MjSJyueoB61W12abQtPiugjtyFmZBvZVIOSq5GT071zqeKr661 nTbP7Fc+bcSMZEurLyP3AJxIpzyenFdkITfvRMObUvagt1puyz 0TQop7Py8JbqwiiSXd96QfxDHb1FY9x4V1m4Y3epw6TqV1cTCW S4uGkUqBj90Apxt4+vNdpe3tjp0fm3cqxpJkKSC2cck8DjFNfU rIxIVfz4lG4vDE0qqCO7KPSnGtNLRDaRzOg+BbKOO9uNX0+zla WTzIooS5SFeBtBJz71ojwh4bJwNFgz0xlv8a1LnX9NtNHkuo7i B4zCzxFW3BscnpkgccntXJHxfe6sLq1hjkEC2SzSySQ+S0bFhw vPzKRnmrjKtPW4tEdNbeCfD8F1vGjWoeI5BdSwB2k9Cadpmlad ZagJrLT7eCWWQb5EUAk/Wuekt5R4v8AEGji6ufsWn2BurSPz23RSHGCGzk454ORzXUeDb5 7/wAJ6XqF7KjzywhnfAAJzjP14qainFX5riuhJWmDt8g4PrVzTOY bjP8Az1P8hU7R20jEAO+W+8kfFRaaBsu+OBO2K46jd1c2ptWdj z+eV18R3caY+Y4OTgYISo4Zt/iPS4zcGdlulO7bgbcMBg9wMYzTNQiL+IrsiES4ycd+EXkU62Rf 7e0tzOk0rXahyg4UbW2qcdSBXnwtzHbK/KeyUUUV6p5h5z4x3f8ACWSbWZSLEcqcdXArAvFUPEQAAJP/AGda3PGsmzxXNzj/AEBOT2/eCuWe7VxCrShsvkEDGfnWvJrfxGejS+BHe6YceHFP+wf50Q+YL 3KAjpyB0GBmm6XlvDSAAkmM4A71MsUmdw+UMB1Rsjjp0rvpySe vY5aibWhU1O91FL+O9jtzewwCQeSrAPGxwFkXdwSOeD61z1xeX M+irb6lo2rSLbTfaYr/AO0xNc7wcszZ4UdBgdq6zypiNrtwTk4R+v5VLFa20aN5iNIzA/KYmxz26V1RxEY9jHkl2OYl8R38DG/OiarcTW1o08YneBUWNxjedvJ4HSm+EJZfsGk21ws8cFhK189/YzqLYq+W2y5wf4sY69K028H+F8v/AMSbdu6lhJ+WPT2pl74X02+nzIt39kypNkm5IWKjAJUDnAGK1+ sUbW2/r1Dkl2Ofh1PRprfxKdN0nVprK/RmuJUljVI49xy0ecHBOfXNWnEetRaTdxeHtbeO2slggaOaH99F x978vat290PSb2KGGbSIpY4RhA0LDaP7oxjj2rSiza2ywWwlWM AARpAVAx07USxVPoHJLscjKPFC65quttoKh9WtvskUJnX9yAR8 zn6eldH4ZtRo/h6w0uUo81vHskYHKsc54z25q8lxKy7Zo5yuc4EZ/wAKeskcZ3JBcE+hhNZTxEZqw+SXYezzyE7WRvVccD8afpf+quc/89jUcl67gYgmU98QHmpNKDeVcMyOgaUsA4wcVzTkpNWNaaavc4 mHB8T3jHsGx/3yKSW3FvrOkFdoDXicBQP4Xqo1wIvEl4oIDMSBn6CnLe/aNb0yP5sx3cX3l2k5V+1eZC/tDtl8J7BRRRXsnlnm/iyUx+NndEMkwslEadsknk/SvPpAEufNcNJHkENGQuSGByvHT1r1LxR4YvdS1ma+hkthG0SRk S5JwOemMVgxeDr+GB4VWyy8vmGUSENn0A2YA9h61wuL520jtjJ KKDR/FFxp9rFaLZvKVG0O+Fzzj8OtbqeIdYbG3SmPf74rMTw5qURbZa 6aqtw2JXyw44J2dOM4HepV0TVF27bbTgIySi+e+ASMZ+5zSfte g04M0D4h1nP/ACB2/wC+hTT4i1rHOkN/32KhXT9ZCjdBpzH/AK6v/wDEUNputMMCDTR/21f/AOIqf3w7wFfxRqyLk6SwA7lhVZvG94koifTyrnoN3JHqKRND8Q rIzg6adwxtZ2IHbj5OKiXwxr6K0cLadCjtuYLK5JPbkpx9Oh71 Ufa9QbgPTx5ePuCaeWCnBIboasJ4v1V/u6WSPXdVMeEta3KxawZlXGWlc55zn7nWnp4Z15HZi9gxPfzWXv k9I/wpS9r0C8Opa/4SrWB/zCjj/epD4s1cdNK/8epP7B1s9U04/WZ//iKYfDutk/c04f8AbZ//AIip/fBemJJ4z1aMZOmAfVjVC7+IGq24BOlZz05PI/KrjeF9cYkg6epIIyJX6d/4KgPg7Xwu1J7HacEo0jMCex+5TXtb6hzUzm0ea91K8u1swjgZd 5ZCuzC8kfp1rRtpGn1HTZJJo2CXcZicOrNKpB9OeMkc+laUvg/WpYHik/s9w7AndPJxg5GPk4p9r4S1dNUgnkaxUC4WSRkdizYPP8A68flV KDvsDmrbnp1FFFd5wH//2Q==
»أهمية دراسةالسيرة النبوية«
التَّمْهِيدُ:
مِن المُسَلم به عند العقلاء وجوب وجود خالقٍ جل جلاله؛ صانع؛ واجد ، مبدع؛ رازق؛ محيي؛ مميت.. أوجد الحياةَ وصنع الإنسان وخلق الكون من عدمٍ؛ ويستدل علىٰ هذا من أربعة أمور، ثلاثة منها متعلقة بقدرات الإنسان الإدراكية الذهنية العقلية والخَلقية، فـ
أوَّلها: العقل؛ و
ثانيها: الفطرة؛
ثالثها: الحس؛ و
الأمر الرابع متعلق بالشارع سبحانه وتعالى؛ الذي هو صاحب التكاليف الشرعية والأوامر التشريعية والنواهي في الحياة الدنيا: والأمر المتعلق بالشرع قسمان:
الأول: الذكر الحكيم؛ آيات القرآن الكريم -كلام رب العالمين الذي تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه-، و
الأمر الثاني المتعلق بالشرع: السنة الرسولية النبوية؛ أو ما يسمىٰ بالأحاديث القولية؛ هذا أولاً، أو ما صدر منه عليه الصلاة السلام مِن أفعال؛ وهذا ثانياً؛ أو ما حدث أمامه من أفعال أو أقوال أو تصرفات وأقرها؛ وهي السنة التقريرية؛ وهذا ثالثا.. فيحتاج البشر للرسل لضرورة وجود المُبَلِغ عن الخالق الصانع الواجد المهيمن الشارع ليخبرنا عن كيفية تنظيم حياة الإنسان وكيفية إدارة معاملاته وتصرفاته وتنظيم علاقات الإنسان الثلاث:
الأولى مع نفسه و
الثانيةمع غيره و
الثالثة مع المعبود جل وعلا؛ وهو الله تعالى ذكره.
والثابت كما وصل إلينا وبلغنا به شرعاً وجود خاتم للأنبياء وآخر المرسلين؛ وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم؛ العدناني القرشي المكي ثم المدني عليه كامل الصلوات وأنمىٰ التسليمات وخالص البركات
ولمعرفة منهاج السماء وشريعة الخالق أختار سبحانه وتعالى -اصطفى..ٰ واجتبى..ٰ واحتبى..ٰ وارتضىٰ- للعالمين رسولا يبلغ رسالة ربه سبحانه؛ ويوضح منهاج المبدع الخالق ويبين شريعة الواجد؛ ولكي ندرك هذه الشريعة على ٰحقيقتها ونفهم هذا المنهاج بصحته وجب علينا معرفة المبلغ -وهو الرسول أحمد والنبي محمد صلى الله عليه وعلىٰ آله وسلم- معرفة يقينية حقيقية كاملة واضحة صحيحة... ومِن هنا وجب علينا دراسة سيرة وحياة وسنة وطريقة هذا المبلغ الأمين.
فهذه سلسلة بحوث عن : الرسالة النبوية؛ والدلائل الإعجازية؛ والدعوة الإبراهيمية؛ والبشرى ٰالعيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والصفات الأحمدية؛ والأخلاق المحمدية؛ لـــــخاتم الأنبياء وآخر المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم
واختصرته بـ : «خاتم الأنبياء »صلى الله عليه وآله وسلم.
وتكمن أهمية دراسة السيرة النبوية في النقاط الأساسية الآتية:
١.) أمر جل جلاله النبيَّ صلى الله عليه وعلىٰ آله وسلم بأن يقص لأمته سيرة النبيين الذين جاءوا مِن قبله فقالت عالى : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـه ِفَعَلَىٰ اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴾ [يونس:٧١]،
وقال سبحانه يخاطب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الشعراء:٦٩]؛ ونبه صاحب الملكوت فقال :﴿ اصْبِرْ عَلَىٰ مَايَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: ١٧]؛
ثم عاد القرآن الكريم فنطق فقال: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيم َوَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴾[ص: ٤٥]،
لذلك امتلأ القرآن الكريم؛ والذكر الحكيم بذكر سير الأنبياء السابقين؛ وقد ذكر الله تعالىٰ الحكمة من ذلك في كثير من الآيات، من ذلك قوله تعالىٰ: ﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقّ ُوَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود:120] بعد أن ذكر الله تعالىٰ تسعة عشر »١٩« رسولاً في آيات متتالية في سورة الأنعام، أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالاقتداء بهديهم فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].
وبيَّن الذكر الحكيم هدف القصص القرآني فقال﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: ١١١]؛ فـ
قد أشار القرآن الكريم؛ الذكر الحكيم إلىٰ أن قصص النبيين هدىٰ ورحمة فاستوجب ذلك تفصيل سير الأنبياء، للاهتداء بهم وذلك أمر واضح من توزع قصص النبيين علىٰ شتىٰ سور الذكر الحكيم، في كل سورة جزء من قصة نبي من المرسلين، حسبما تقتضيه طبيعتها، وحسبما تتوفر عليه من معالجة قضايا تختص به دون غيرها. فإذا كان الأمر بالنسبة للأنبياء والمرسلين السابقين هكذا؛ ينبغي معرفة سيرتهم وتفحص أحوالهم ومدارسة شؤونهم فيكون من باب أولىٰ معرفة سيرة النبي الخاتم ومدارسة أحوال آخر المرسلين وإدراك أخبار متمم المبتعثين وتفحص شؤون مُبَلِغ شرع الله للعالمين. هذا أولاً ؛
أما ثانياً :
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 12 / 2017, 05 : 02 AM
٢.) التثبت والتوثق من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن سيرته صلى الله عليه وآله وسلم تعد رسماً لطريقِهِ التي سلكها، وقد أمرنا اللهُ تعالىٰ باتباع هديه، والسير علىٰ سنته، والتأسي بافعاله وأقواله، والتمسك بمنهاجهِ والتقييد بشريعتهِ، فكان لابد من توثيق كل ما ينسب إلىٰ سيرة النبي المصطفىٰ صلى الله عليه وسلم واثبات صحة سنتهِ، لأن ذلك أصل من أصول الدين.
فـ السيرة النبوية هي السبيل إلى فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال مراحل حياته وكيفية تصرفاته وما مر عليه من ظروف عاش خلالها، للتأكد من أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته، ولكنه قبل ذلك رسول أيده الله بوحي من عنده.. فلا يصح ولا يجوز وصفه عليه السلام بالعبقرية إذ هي-العبقربة- تنفي عنه الوحي والنبوة والرسالة والتبليغ..
إذ أن علىٰ الدارس:
٣.) أن يقف علىٰ السيرة النبوية العطرة -علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل التبريكات- فـالسيرة النبوية هي التطبيق العملي للقرآن ليتمكن من التطبيق الفعلي لأحكام الإسلام مِن خلال ماتضمنته آيات وحي السماء -القرآن الكريم- ويُعْمِل الأحاديث النبوية في كافة أنماط أعماله وكل تصرفاته وجميع سلوكه وأخلاقه وأحواله؛ بل وفي كافة مجالات حياة الإنسان؛ وعلاقته بمَن حوله مِن إنسان مثله وحياة ومظاهرها وكون، لذا فينبغي:
٤.) معرفة تفاصيل سيرته صلى الله عليه وسلم حتىٰ يمكن الاقتداء به في جميع شئون الحياة، والتأسي بافعاله وأقواله؛ حيث كانت سيرته تطبيقاً عملياً لأحكام الإسلام وشريعته؛ بتعبير آخر إحسان تطبيق القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى لا يظن ظان أن هذه الأحكام مجرد نظريات غير قابلة للتطبيق، وقد قال الله تعالىٰ: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب:21]، و
بناءً على هذه الآية الكريمة صارت :" السيرة النبوية بين يدي الإنسان صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة، يتمسك به ويحذو حذوه، فقد جعل الله تعالى الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم قدوة للإنسانية كلها".
ونستدل بقول أم المؤمنين.. فـ عَن ْعَائِشَةَ بنت أبي بكر رضي الله تعالىٰ عنها وعن أبيها أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َفَقَالَتْ: » كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ « [رواه مسلم] ؛
أَيْ كَانَ مُتَمَسِّكًا بِآدَابِ الذكر الحكيم وَأَوَامِرِ القرآن الكريم وَالبعد عن نَوَاهِيهِ وَالإلتزام مَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِن ْالْمَكَارِمِ وَالْمَحَاسِنِ وَالْأَلْطَافِ.
:" فـالسيرة النبوية هي -بمصطلح عصري- : المذكرة التفسيرية للقرآن الكريم .. أو هي -بتعبير أدق - التطبيق العملي للقرآن، أو التفسير العملي للقرآن، فلا شك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول وأعظم من فهم القرآن الكريم، فهو مبلغ الرسالة عن ربه عز وجل، وهو أعظم من فسر هذا الكتاب الخالد، كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يقدم تفسيره للقرآن في أقوال منطوقة - أحاديث نبوية - فحسب، ولا قدم تفسيره هذا بين دفتي كتاب يقرأ، ولكنه قدم هذا التفسير وذلك الفهم من خلال حياته العملية والدعوية كلها، فكانت حياته كلها ترجمة فعلية حية للقرآن الكريم ".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 12 / 2017, 12 : 02 AM
فمن أهداف دراسة السيرة النبويّة أنها:
٥.) تُعرّفك بـ صِفات النبيّ الكريم عليهِ أفضل الصلاةُ وأتم السلام الخَلقيَّة والخُلُقيَّة، وكذلك معرفة شمائلهِ وخِصاله ومناقبه، فـ
لا خيرَ في أُمّةٍ لاتعرفُ نبيّها، ولا خيرَ في شخصٍ لا يعرف نبيّه ورسوله؛
فـ
نقتدي بالذي ثبت أنه رسول الله وخاتم أنبياءه وآخر رسله محمد بن عبدالله صلى الله تعالىٰ عليه وآله وسلم.. وهذا الإقتداء يقتضي منا ويلزم علينا معرفة شمائله وخصائله ومناقبه وأحواله في مجالاته المختلفة وأحواله المتعددة، فـ
مَن عرف شمائله وأحواله أحبه، ومَن أحبه أقتدى به واستفاد، ومَن التزم هديه واتبع سنته فسينال ما أدخره خالقنا فنص قوله تعالىٰ: ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب :٢١]،
٦.) هذا الإقتداء برسول الله واتباعه دليلُ محبة العبد له، وسينال العبد محبة الله تعالىٰ له: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [آل عمران :٣١]،
:" كما أمرنا الله تعالى بمحبته ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿التوبة:٢٤﴾ .. فكيف يتحقق هذا الاقتداء ويتصل القلب بهذه المحبة دون دراسة سيرته العطرة صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ".
٧.) إن تقديم السيرة النبوية الموثقة بأسانيدها المتصلة إلىٰ مصادرها الأصلية المتضافرة، والتي تبين كل ما يتعلق بحياته صلى الله عليه وآله وسلم بجميع تفاصيلها سواء كان في شئونه الخاصة أو العامة، مهما بلغت تلك التفاصيل من خصوصية، وسرد الحوادث التاريخية التي صاحبت تلك الحقبة مع وجود الآثار المادية التي تؤكد البحوث العلمية صحتها ومطابقتها للمذكور في الحوادث التاريخية كل ذلك يدعم صدق نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مهما بلغ المرء من عظمة، فإن من العسير أن تتوافر له الظروف التي تمكن من متابعة جميع مسيرة حياته حتىٰ من قبل ولادته إلىٰ وفاته، فإذا تم ذلك لشخص، وتضافرت المصادر المتعددة علىٰ رصد وتسجيل مسيرة حياته، دون أن تختلف تلك المصادر علىٰ شيء ذي بال، إلا في أمور يسيرة تحتمل التأويل بيسر، دل ذلك علىٰ أن هذا ليس أمراً طبيعياً بل هو أمر خارق للمعتاد مما يؤكد رعاية الله له تصديقاً لنبوئته. فـ
٨.) يقف الدارس علىٰ سيرته علىٰ دلائل معجزاته؛ ويلمس دلائل نبوتهم ما يقوي إيمانه ويزيد في صحة عقيدته، فالمعجزات التي أجراها الله تعالىٰ علىٰ يدي خاتم رسله وآخر أنبياءه لا يتأتىٰ معرفتها ولا تفهم بشكل جيد إلا من خلال دراسةوقائع السيرة التي وقعت من خلالها تلك المعجزات؛ وقد عدَّها العلماء فقالوا أنها تربو على عشرة آلاف [٠٠٠ ,١٠] معجزة.
وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معجزة من معجزاته، وآية من آيات نبوته كما قال ابن حزم: " فإن سيرة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورة، وتشهد له بأنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقا ، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته صلى الله عليه وسلم لكفى " . [انتهى النقل من ابن حزم]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 12 / 2017, 27 : 02 AM
٩. ) معرفة ما حفلت به السيرة النبوية وأحوال أصحاب النبي -عليهم جميعاً رضوان الله تعالى-ٰ من مواقف عقدية إيمانية لأعلاء كلمة الله تعالىٰ تقوي من عزائم المؤمنين برسالته والسائرين علىٰ منهجه والملتزمين بسنته؛ وتثبتهم علىٰ الدفاع عن الحق وتقذف في قلوبهم الطمأنينة فيشملهم الهدوء النفسي، وتحل عليهم الراحة الذهنية ليتمكنوا من حمل الرسالة كما أوضحها لنا صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام،
١. ) حوَّت السيرة الكثير من العبر والحكم والعظات التي يتعظ بها البشر من حاكم ومحكوم؛ فلا يتصف بالجبروت والكبرياء والظلم لغيره والقهر لضعاف الناس،
١١. ) في السيرة النبوية والطريقة المحمدية الكثير من الدروس لكافة فئات الناس ومواساة لمَن أبتلي أو أمتحن والصبر علىٰ أنواع الإبتلاءات التي يتعرض لها حملة الدعوة ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
١٢. ) تُبيّن لكَ دراسة السيرة النبويّة حديثَ رسولِ الله صلّىٰ الله عليهِ وآله وسلّم، فهوَ أقوالهُ وأفعالهُ وتقاريرهُ عليهِ الصلاةُ والسلام؛ فــ
السيرة النبوية وحياة محمد -عليه السلام- المثل الأعلىٰ للإنسان الذي يسعىٰ للكمال في جميع جوانب حياته،
١٣. ) تُفقهك السيرة النبويّة بالدين، فإنَّ الفِقه هوَ الفهم الذي يستند إلىٰ أدلّة، وفي أفعال النبيّ الكريم -عليهِ الصلاةُ والسلام- مايُفقّهُ المُسلمَ بدينه، خُصوصاً حين تدرسُ السيرة النبويّة بمواقفها الرسوليّة التي تُبيّن الأحكام الشرعيّة إزاءَ كُلّ موقف، فتتبلور لديكَ حقيقة الحُكم الشرعيّ وذلك بحس واقع الحال الذي نقلتهُ لنا أخبار السيرة النبويّة الشريفة؛ فـ
السيرة مُبيّنة لكتاب الله تعالىٰ: القرآن الكريم وموضحه لأحاديث الرسول العظيم،
إذاً سيرة النبي المصطفىٰ الخاتم يجد الإنسان في دراستها ما يعينه علىٰ فهم كتاب الله:
١٤. ) الدارس للسيرة النبوية الشريفة يُحصل قدرا كبيرا من العلوم الصحيحة في علوم الإسلام: من
العقيدة و
الشريعة و
المعاملات و
الأحكام و
الأخلاق و
التفسير و
السياسة و
التربية و
الاجتماع و
بقية العلوم.. فـ
هي :" صورة مجسدة نيّرة لمجموع مبادئ الإسلام وأحكامه، فهي تكوّن لدى دارسها أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية ".
١٥. ) بدراسة السيرة ِالنبويّة فإنّكَ تعيش في خِضَمّ الحياة التي عاشها النبيّ الكريم عليهِ الصلاة ُوالسلام، وتعرف كم مِن الأذىٰ قد تحمّل عليهِ الصلاةُ والسلام حتّىٰ يُبلّغ رسالةَ الله تعالىٰ إلينا، فيزداد حُبّكَ لهُ عليهِ الصلاةُ والسلام، حينَ تقف علىٰ الجُهود العظيمة التي بذلها ليُنقذكَ بعدَ إرادةِ الله تعالى من النار ويُدخلكِ الجنّة بإذن الله الغفور الرحيم.
١٦. ) الدارس لسيرته -عليه السلام- يتعرف علىٰ مراحل سير الدعوة الإسلامية -المرحلة المكية ثم المرحلة المدنية- فتعين حامل الدعوة علىٰ القيام بوجباته؛ فيدرك ما واجهه وأصابه من مشكلات وما أعترض طريق الدعوة من صعوبات وما وقف أمامه من مخاطر وأزمات،
١٧. ) السيرة النبويّة تشرحُ الذكر الحكيم القُرآن الكريم، خُصوصاً حين تعرف أسباب نُزول الآيات والأحداث التي دعَت لنزول الآيات القُرآنيةّ، وبالتالي تستطيع أن تُفسّر كلامَ الله تعالىٰ علىٰ المعنىٰ الحقيقيّ وبدون التباس أو عدم فهم، وكذلك فإنّ دراسةالسيرة النبويّة ومعرفة أحداثها تجعلكَ تعرف التسلسل الزمني للآيات الكريمة، وكذلك علم معرفة الناسخ والمنسوخ من آياتِ القُرآن الكريم؛ والأحاديث النبوية؛ وهذا لا يتأتي إلا من دراسة وقائع السيرة، فـ
معرفة أسباب نزول الآيات ومناسبات اقوال الرسول عليه الصلاة والسلام تُعرف من خلال دراسة السيرة.
١٨. ) من خلال السيرة النبوية المشرفة نتعرّف على جيل الصحابة الفريد رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، الذي كـان صدى للقرآن، وكان التطبيق العملي لحكم الله أمرًا ونهيًا.. فنسمع ونقرأ عن مواقف صديق هذه الأمة أبي بكر وزير المصطفى الأول وخليفته في صلاة وقت مرضه عليه السلام؛ ثم خليفته من بعده بعد أن أنتقل إلى الرفيق الأعلى؛ خليفته في أمته.. ونسمع ونقرأ عن وزيره الثاني وخليفته بعد ابي بكر.. الفاروق عمر بن الخطاب.. ونسمع ونقرأ عن فقه وعلم عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ونسمع ونقرأ عن أم المؤمنين؛ عائشة الفقيه.. وهكذا نسمع ونقرأ عن صحابته ورجاله والصحابيات الفضليات.. وهم وهنَّ مَن بلغنا الأحكام الشرعية العملية في العديد من المسائل الفقهية..
وبهذا:
تتميز سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- العطرة بأنها نُـقلت إلينا كاملة في كلياتها وبكامل جزئياتها، ولا تملك الإنسانية اليوم سيرة شاملة لنبي غير السيرة النبوية -على صاحبها صلوات الله وتسليماته وبركاته- ".
و:" قد كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يقدرون للسيرة النبوية قدرها، ويتواصون بتعلمها وتعليمها لأبنائهم، فكان علي بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ يقول : " كنا نُعلَّم مغازي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما نعلم السورة من القرآن ".
وكان الزهري يقول : " علم المغازي والسرايا علم الدنيا والآخرة " .
وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ: " كان أبي يعلمنا المغازي ويعدها علينا ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوها ".
وانظر إلى أحاديث جابر بن عبدالله الأنصاري الطوال وهو يروي عن بعض غزوات النبي صلى اللهعليه وسلم، مثل ما رواه عنه في غزوة الأحزاب وغيرها ، وحديث كعب بن مالك عن المخلفين عن غزوة تبوك وهو حديث طويل دخل ولا شك في باب القصص التاريخي في المقام الأول، حتى إن أول من جمع المغازي كانوا أبناء الصحابة من أمثال :
عروة بن الزبير
وأبان بن عثمان بن عفان (البوطي ص 20) ، و
سمح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتميم الداري بالجلوس مرة واحدة في الأسبوع في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليقص سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصصه وأخبار الأمم السابقة( حول القصة الإسلامية؛ د. نجيب الكيلاني ص 29 )
نَسْأَل ُاللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
**
(يُتْبَعُ بإذنه تعالى)
? : د. مُحَمَّدُ فَخْرُ الدينِ الرَّمَادِيُّ
Dr. MUHAMMAD
ELRAMADY
حُرِّرَ في يوم الجمعة ٤ من ربيع الثاني ١٤٣٩ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٢٢ من شهر ديسمبر عام٢٠١٧ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.
**
شريف حمدان
24 / 12 / 2017, 02 : 01 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/g1K33816.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 12 / 2017, 31 : 11 PM
**﴿[ ٢. ]﴾** :
تحدثتُ في التمهيدِ عندما شرعتُ في كتابةِ -مع مراجعة وتحقيق- بحوث السيرة النبوية؛ تكلمتُ عن أهمية دراستها.. وهنا -في الباب الثاني- أبحثُ عن أهمية لزوم السنة المحمدية؛ والحثُ على التمسك بـ الطريقة المصطفوية؛ والتقيدُ بـ الهدي النبوي الرسولي -على صاحب السنة والهدي والطريقة المحمدية كامل الصلوات وعظيم السلامات وخالص التبريكات-؛ وإليكَ طائفة من الأحاديث تخبرنا عن ذلك:
**﴿[ ٢. ١. ]﴾** :
عَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَاالقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُإِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِالرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذ ِ». [( ١ )].
**﴿[ ٢. ٢. ]﴾** :
عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ قَالَ لِبِلَال ِبْنِ الْحَارِثِ: «اعْلَمْ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ» قَالَ: مَا أَعْلَمُ يَا رَسُول َاللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَن ْيَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ لَا تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا» . [( ٢ )].
**﴿[ ٢. ٣. ]﴾** :
عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ: «يَابُنَيَّ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ» ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الجَنَّةِ» .[( ٣ )].
ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذنه تبارك وتعالى
اللهم وفقني لما تحبه وترضى.. وسهل لي أمري لما تراه صلاحاً لي وارزقنى التقوى وجميع المسلمين والمؤمنين واهدي عبادك أجمعين
**
محمد فخر الدين بن إبراهيم آل الرمادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
ملحوظة :
المصادر؛ والمراجع؛ وتخريج الأحاديث؛ وترجمة الرواة؛ وبقية الملاحق: كالشخصيات المحورية في السيرة النبوية؛ والخرائط التوضيحية للأماكن والغزوات والسرايا؛ والتعليقات؛ والإضافات -بإذنه تعالى في سماه وتقدست اسماه- سيجدها المتابع في نهاية البحوث.
شريف حمدان
27 / 12 / 2017, 41 : 03 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/g1K33816.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
28 / 12 / 2017, 32 : 01 AM
[3. ] الْبَابُ الثَّالِثُ: « مِنْ زَمَنِ آدَمَ»
أخبار وأحداث ما قبل ميلاد خاتم الأنبياء
[1.]القسم الأول :
أخبار وأحداث ما قبل ميلاد خاتم الأنبياء؛ وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين مِن رب الأولين وآله الآخرين ومالك يوم الدين للعالمين : محمد بن عبدالله وأمنة بنت وهب!
الْفَصلُ الْأَوَّلُ : التنويه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ
" زَمَن ِ[( 4 )] آدَمَ" عَلَيْهِ السَّلَامُ.
[1.] عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ[( 5 )] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
« إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ[( 6 )] /[(7 )]، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ[( 8 )]، وَأَبِي[( 9 )] مُنْجَدِلٌ[( 10 )] فِي طِينَتِهِ. ».
(يُتْبَعُ بإذنه تعالى)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 01 / 2018, 58 : 04 PM
[ 3. ] الْبَابُ الثَّالِثُ:[1.] القسم الأول: الْفَصل ُالْأَوَّلُ:
[1.] مداخلة:
قال محمد بن عبدالله الحاكم؛ النيسابوري في مستدركه علىٰ الصحيحيين؛ كتاب التفسير: تفسير سورة الأحزاب، وأيضاً تجد الحديث عنده في :"كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين؛ ذكرأخبار سيد المرسلين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ "؛ قال:" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ (8) " .
** ** ** *
وحديث السيد الجليل الصحابي الكريم العِرباض بن سارية له عدة مشاهد؛ منها:
١ . ) المشهد الأول : السماع من فم الصادق المصدوق السيد الجليل وعبد ربه الخليل محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام.
قلت (الرمادي): وهذا ما كان تحرص عليه صحابته [رضوان الله تعالى عليهم أجمعين] مِن القرب منه وسماع قوله؛ ورؤية فعله؛ ومدارسة هديه وتعلم وتعليم سنته .
قلت (الرمادي): والأن صرنا نملك خزائن من كتب السيرة النبوية العطرة؛ وكافةمصادر سنته الطيبة.. مع تخريج الأحاديث والأقوال والتقرير لخير البرية المصطفى الهادي المنزل عليه الوحي بواسطة أمين السماء الملك جبريل عليه السلام.. فـ لنا في هذا المشهد نصيب أن نتتبع سنته ونتعلم هديه ونتدارس طريقته لنسير على منهاجه ونلتزم شريعته .
٢ . ) المشهد الثاني : وصف النبي الكريم والرسول نفسه بأنه « عَبْدُ اللَّهِ ».وهي درجة عالية رفيعة.
قلت (الرمادي): فإذا أخبرنا صاحب السنة العطرة واصفا نفسه الزكية بـ" العبودية "... فنحن لنا في هذا المشهد نصيب أن نتواضع لمعلمينا ونرحم كبيرنا ونعطف على صغيرنا ونقدر دور أمهاتنا ونحمي زوجاتنا ونسلنا.
٣ . ) المشهد الثالث : أخبر عن نفسه الزكية فقال : « خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ».
قلت (الرمادي) : هذا المشهد يستلزم من كل مسلم عالم على قدر طاقته وإستطاعته وعلمه؛ وعامة المسلمين بسلوكهم وأخلاقهم أن نبيّن لـ لآخرين بغض النظر عن مكاننا أو وظيفتنا أننا نفعل هذا الفعل أو نقوم بهذا التصرف أو نتكلم هكذا وفقا لشريعة الخاتم من الأنبياء.
٤ . ) المشهد الرابع: يعلمنا النبي الكريم أدب الحديث فيقول: « وَأَبِي ». قاصدا أبَ البشرية « آدم عليه السلام ».
قلت(الرمادي) : هذا المشهد يعلمنا فن التواضع ورقي الأخلاق الحميدة في الحديث عن أو مع الآخر.
٥ . ) المشهد الخامس: إخبار مِن خاتم الأنبياء وآخر المرسلين بقِدم نبوته وانه مكتوب في الأزل برسوليته منذ زمن أبيه آدم عليه السلام : « مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ».
قلت (الرمادي) : فإذا صح الحديث.. وجب علينا أن نقوم عملياً بممارسة سنته ومعايشة سيرته ليشار علينا بالبنان: « هذا مسلم.. يتبع نبيه » .
قال (الرَّمَادِيُ): للحديث الشريف بقية مشاهد سنذكرها في موضعها المناسب إن شاءالله تعالىٰ ذكره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُبِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمصادر وتخريج الحديث:
تجدها في النهاية.
19 ربيع الآخر 1439هـ ~ 06 يناير 2018
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 01 / 2018, 13 : 05 PM
تأويل الحديث:
«إِنِّي» (محمد بن عبدالله) «عَبْدُ اللَّهِ» (فِي أُمِّ الْكِتَابِ) («فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ»)، (وَ«إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ «مَكْتُوبٌ» (لَـ))وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ»، وَ (إِنَّ) «أَبِي (آدَمَ) (عَلَيْهِ السَّلَامُ) (لَـ)«مُنْجَدِلٌ» («الْمُنْجَدِلُ») فِي « طِينَتِهِ... ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمراجعة المصادر التي ذكرتها في التخريج؛ وهي التي تحت يدي إثناء كتابة هذا الباب؛ وجمعها؛ وترتيبها[والتي سأذكرها في نهاية الكتاب] ظهر المعنى الذي كتبته. فـ
إنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنْ حسن توفيق اللَّهِ تعالى وتمام عونه وكامل عصمته ؟ !
وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَهُوَ مِنِّي[ وكاتب هذه السطور بشر يخطئ ويصيب] وَمِنْ الشَّيْطَانِ الرجيم... وَاَللَّهُ جل وعلا وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بَرِيئَانِ مِنْهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
والحديث له مقاطع ومشاهد سأثبتها في موضعها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الأمين، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أجمعين
**
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
19 ربيع الآخر 1439هـ ~ 06 يناير 2018م
محمد فخر الدين بن إبراهيم آل الرمادي
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 01 / 2018, 13 : 02 PM
« „ وَآدَمُ ‟ بَيْنَ ”الرُّوحِ “ و َ“ الْجَسَد ِ” »
﴿ ــــ٤.﴾ الْبَابُ الرَّابِعُ:
[1.] القسم الأول:
[2.] الْفَصل الثَّانِي:
عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ (11) قَالَ :" يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا ؟ ،
قَالَ ﷺ: « „ وَآدَمُ ‟ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ (12) «.
** ** **
وَأَمَّا مَا يَدُورُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ بِلَفْظِ :
" كُنْتُ -ﷺ- نَبِيًّا؛ وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ"..
فأقول(الرمادي) هذا القول:
(أ.) كذب؛
(ب.) باطل ؛
(ج) موضوع(13).
**
قَالَ السُّيُوطِيُّ :"وَزَادَ الْعَوَّامُ " وَلَا آدَمَ وَلَا مَاءَ وَلَا طِينَ "؛ وَلَا أَصْلَ لَهُ أَيْضًا .(14)
**
والنص :" كنتُ نبيًّا وآدمُ بين الماءِ والطينِ ؛ وآدمُ لا ماءَ ولا طينَ"..
قال ابن تيمية في الرد على البكري :" الحديث: لا أصل له.(15)
والنص:" كنت نبيًا وآدمُ لا ماءَ ولا طينَ ".
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى :" الحديث: لا أصل له ، بل هو باطل" .(16)
**
حُرِّرَ بمكة المعظمة في يوم الأحد : ١٢ . شوال ١٤٣٨ هـ ~ ١٠ يناير ٢٠١٧ م
**
**
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والحواشي والترجمات والتخريج تجدها في نهاية البحث :
شريف حمدان
16 / 01 / 2018, 18 : 03 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 01 / 2018, 41 : 01 AM
[3.] الْفَصل الثَّالِث:
ذكر ابن الجوزي في كتابه: " الوفا بتعريف فضائل المصطفى" الخبر التالي :
« عن ميسرةٍ قال:
قلت يا رسول الله:" متى كنت نبياً؟."؛
أجاب : « لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعالى الأَرْضَ، واسْتَوَى إلى السَّمَاءِ، فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَواتٍ، وخَلَقَ العَرْشَ، كَتَبَ عَلى سَاقِ العَرْشِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله .. خَاتِمُ الأنْبِيَاءِ، وخَلَقَ اللَّهُ تَعَالى الجَنَّةَ التي أَسْكَنَهَا آدَمَ وَحَوَّاءَ، فكَتَبَ اسْمِي على الأبْوَابِ والأَوْرَاقِ والقِبَابِ والخِيَام، وآدمُ بَيْنَ الرُّوْحِ وَالجَسَدِ، فَلمَّا أَحْيَاهُ اللَّهُ تَعالى نَظَرَ إلى العَرْشِ فَرَأى اسْمِي، فأخْبَرَهُ اللَّهُ تَعالى أنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِكَ. فَلمَّا غَرَّهُمَا الشَيْطَانُ تَابَا واسْتَشْفَعَا باسْمِي إِليه ».[17]
ـــــــــــــــــــــــ
[17] التخريج : الحديث: منكر؛ رواه ميسرة الفجر؛ انظر الألباني؛ في السلسلة الضعيفة : 5709.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ذيل الصفحة
أقول :" يجب إعادة النظر بالتحقيق والتدقيق في السيرة النبوية العطرة؛ إذ توجد بعض المصادر والمراجع في مكتبة التراث الإسلامي -والتي وصلتنا- دون مراجعة شاملة.. واسعى حسب القدرة ووفق الطاقة أن اراجعها.. وما سطر منذ بداية الخليقة والمتمثلة إثناء خلق آدم -عليه السلام- وما كُتب في هذه المسألة.. وهذا يستلزم مني -وارجو من السميع العليم: التوفيق والهداية والسداد- الوقوف عند كل خبر أو قول ينسب إلى جيل العلماء والسادة الحفاظ وأهل السير ومن شمر عن ساعدٍ ليكتب عن سيرته صلى الله عليه وآله وسلم.. وقد اسير ببطئ في التحقيق والتدقيق والمراجعة فارجو قبول العذر والح على القارئــ(ــة) الدعاء لي بحسن الفهم والفقه في الدين وحسن التأويل[18]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
[18] ولنا في سنته العطرة القدوة السامية والاسوة العالية فقد جاء في [بَاب فَضْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ] عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَمَّنِي [المقصود عبدالله بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ وهو ابن عم النبي المصطفى عليه السلام ].. ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ وَقَالَ:" اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ؛ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ ".
فـ قال (أبو الحسن الحنفي الشهير بـ السندي) في حاشيته على سنن ابن ماجه:
" قَوْلُهُ ( عَلَّمَهُ الْحِكْمَةَ ) قِيلَ الْمُرَادُ بِالْحِكْمَةِ مَعْرِفَةُ حَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ وَالْعَمَلُ بِمَا يَنْبَغِي وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَقِيلَ الظَّاهِرُ أَنْ يُرَادَ بِهَا السُّنَّةُ ؛ لِأَنَّهَا قُرِنَتْ بِالْكِتَابِ قَالَ تَعَالَى : "وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ". انتهى من حاشية السندي .
و
جاء في المستدرك على الصحيحين؛ ومسند أحمد :
" دُعَاءُ النَّبِيِّ لِابْنِ عَبَّاسٍ .. فـ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَوَضَعَتْ لَهُ وَضُوءًا ، فَقَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ: وَضَعَ لَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَضُوءًا ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " .
قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَم ْيُخْرِجَاهُ . ".
[المستدرك على الصحيحين : ص: 689 ؛ الجزء الرابع]
٨ جماد أول ١٤٣٩هـ ~ ٢٥ يناير ٢٠١٨م)
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
شريف حمدان
26 / 01 / 2018, 50 : 01 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/jyR59893.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 01 / 2018, 47 : 02 AM
[4.] الْفَصل الرَابِع:
[" ... أثر كعب.. "؛ ]
في ذكر الطِينةِ التي خُلق منها محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
نقرأُ في بعض المصادر هذا العنوان:
" ذكر الطينة التي خُلق منها محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ فاردتُ أن اتحقق مِن صحة ما جاء فيها.
فـ
جاءت رواية عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ (17)
قال :
" لما أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ مُحَمَّدًا
(1.) أَمَرَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَـ
(2.) أَتَاهُ بِـ الْقَبْضَةِ الْبَيْضَاءِ الَّتِي هِيَ:
(3.) مَوْضِعُ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَــ
(4.) عُجِنَتْ بِـ مَاءِ التَّسْنِيمِ فَــ
(5.) غـُمِسَتْ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ وَ
(6.) طَيَّفَهَا فِي السَّمَاوَاتِ، فَـ
(7.) عَرَفَتِ الْمَلَائِكَةُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُعْرَفَ آدَمُ،
ثُمَّ كَانَ
(8.) نُورُ مُحَمَّدٍ يُرَى فِي غُرَّةِ جَبْهَةِ آدَمَ، وَ
قِيلَ لَهُ :
(9.) يَا آدَمُ ُهَذَا سَيِّدُ وَلَدِكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، فَـ
(10.) لَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ بِـشِيثَ انْتَقَلَ النُّورُ مِنْ آدَمَ إِلَى حَوَّاءَ، وَ
كَانَتْ تَلِدُ فِي كُلِّ بَطْنٍ وَلَدَيْنِ إِلَّا شَيْثًا، فَـ
(11) إِنَّهُ وَلَدَتْهُ وَحْدَهُ كَرَامَةً لـِـ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ لَمْ يَزَلْ
(12.) يَنْتَقِلُ مِنْ طَاهِرٍ إِلَى طَاهِرٍ إِلَى أَنْ
(13.) وَلَدَتْهُ آمِنَةُ مِنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ »
انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قمتُ بترتيب الخبر السابق كمراحل أو أطوار ليسهل :
1.) فهم النص المذكور؛
2.) مراجعته وفق النصوص الصحيحة والمصادر المعتمدة .
3.) عملي في هذا الأثر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قُلْتُ الرَّمَادِيُ : هذه الرواية ذكرها:
[١.] أبو الفرج عبدالرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التميمي البكري، من وَلَدِ الإمام أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه؛ قال الذهبي: "كان مبرزاً في التفسير والوعظ"؛ فهو فقيه حنبلي، محدِّث، ومؤرِّخ، ومتكلِّم؛ وُلد ببغداد تقريبا سنة ثمان - أو عشر - وخمسمائة هـ ~ 1116م؛ و
توفي عام 597هـ ~1200م.
[انظر طبقات المفسرين للسيوطي (50)].
عُرف بـ ابن الجوزي لـ شجرة جوز كانت في داره بـ"واسط"، ولم تكن بالبلدة شجرةُ جَوز سواها، و
قيل: نسبة إلى "فرضة الجوز"، وهي مرفأ نهر البصرة.
قُلْت ُالرَّمَادِيُ : ولعل استحضار ابن الجوزي في كتابه:
" الوفا بتعريف فضائل المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ تحت
" أبواب بداية نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ الباب الثاني؛ فـ ذكر الطينة التي خُلق منها محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ " أعطىٰ هذه الرواية قبولا عند الناس في الإستدلال بها.
[٢.] كما استشهد بها شيخ جليل وعالم فضيل هو :
علي بن سلطان محمد القاري في شرحه المسمىٰ:
" مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"؛
كِتَابِ الْفَضَائِلِ؛ بَابُ فَضَائِلِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ؛
قلتُ : دون أن يبين لها تحسينا أو تضعيفا. فـ
ذكر القاري مصدرها وقال :" رَوَى الْإِمَامُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْوَفَاءِ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ..."؛ وذكر الرواية.
[٣.] كما ذكر صاحب
"سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد:
محمد بن يوسف الصالحي الشامي؛ ذكر رواية في مقدمتها بعض الإضافات؛ تحت عنوان:
جماع أبواب بعض الفضائل والآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وسلم؛ و
أخبرنا الصالحي الشامي بمصدرٍ ثان بالإضافة إلى المصدر الأول: ابن الجوزي في الوفا؛ فـ
قال ص: 68: وروى أبو سعد النيسابوري في " الشرف "، عن كعب الأحبار، قال: لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق محمدا صلى الله عليه وسلم أمر جبريل أن يأتيه بـ
"الطينة"
التي هي قلب الأرض وبهاؤها ونورها، فـ
هبط جبريل في ملائكة الفردوس وملائكة الرفيق الأعلى، فـ
قبض قبضة رسول الله صلى الله عليه وسلم من موضع قبره الشريف، و
هي بيضاء نيرة، فـ عجنت بماء التسنيم في معين أنهار الجنة، حتى صارت كـ
الدرة البيضاء لها شعاع عظيم.. "؛
قلتُ :" وبقية الرواية أثبتها؛ فـ لا داعي لإعادتها.
[٤.] شرح الإمام الزرقاني علىٰ المواهب اللدنية بـ المنح المحمدية؛
لـ: أبي عبدالله محمد بن عبدالباقي بن يوسف بن أحمد بن شهاب الدين بن محمد الزرقاني المالكي (المتوفى: 1122هـ)؛ ص 81: و
أخبرنا بمصدرين آخرين فـ" (ذكر العارف الرباني
[٦.] عبدالله بن أبي جمرة في كتابه "بهجة النفوس")؛
ثم يستدرك الزرقاني فيقول:"( ومن قبله
[٥.] ابن سبع في "شفاء الصدور" عن كعب الأحبار.. وذكر الرواية.
[٤. ١.] في بحث نشرته وزارة الأوقاف ~ المملكة المغربية جاء فيه أن :
" أقدم عالم مغربي وصلنا تراثه: يسمىٰ أبوالربيع سليمان ابن سبع الستي "
ثم
ذكرت بعض المآخذ عليه فقالت في مقدمة جيدة :
" وقَدرُ النُبوة أسمىٰ من أن يحتج له بـ الأحاديث الضعيفة، والتأويلات الواهية"؛
كما يقول الذهبي(1)؛
قلتُ الرَّمَادِيُ:" وهذه قاعدة ذهبية أعتمدتها في هذه البحوث [بإذنه تعالى في سماه.. وبفضله وكرمه مَن تقدست اسماه؛ والله تعالى ذكره هو حافظي من الزلل والخطأ]؛ كما قال الإمام الذهبي" .
ثم
تكمل وزارة الأوقاف المغربية فـ تقول:
" ولنذكر من الأحاديث المطعون فيها -على سبيل المثال- حديث كعب الأحبار، قال: " لماأراد الله أن يخلق محمدا صلى الله عليه وسلم أمر جبريل أن يأتيه بالطينة ..."(2). و
قد تابعه على ذلك العارف الرباني أبو محمد ابن أبي جمرة في كتابه "بهجة النفوس"(3)، ونقله صاحب المواهب (القسطلاني) دون أن يتعقبه بتصحيح أو تضعيف، لكن شارحه أبا عبدالله الزرقاني ذكر عن بعض العلماء أنه قال: إن هذا لا يقال من قبل الرأي -يعني فهو إما عن الكتب القديمة، لأنه حبرها، أو عن المصطفىٰ - بواسطة، فهو مرسل، وقد ضعفه بعضهم أشد الضعف، ورد ذلك الشارح الزرقاني - قائلا: وتضعيف بعض المتأخرين جدا له - باحتمال أنه من الكتب القديمة، وقد بُدلت - غير مسموع، فالتضعيف إنما هو من جهة السند، لأنه المرقاة كما هو معلوم عند من له أدنىٰ إلمام بالفن، وليس كل ما ينقل عن الكتب القديمة مردوداً بمثل هذا الاحتمال (4)". أنتهى ماخطَّه الزرقاني العالم المِصري
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: نسيم الرياض ج 1/4، والرسالة المستطرفة ص 106.
(2) انظر : شفاء الصدر، مخطوطة الخزانة العامة ص 86-87.
(3) انظر: ج 2/91-92.
(4) انظر : الزرقاني على المواهب ج 1/43."ـ
ـــــــــــــــــــــــــ
[٧.] تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام؛ لـ ابن الضياء "
قال الشيخ عبدالله المرجاني في " بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار": لما جرىٰ سابق شرفها في القدم أخذ من تربتها حين خلق آدم فأوجد الموجد وجودها من بعد العدم.
قال أهل السير: إن الله تبارك وتعالىٰ لما خمّر طينة آدم عليه السلام حين أراد خلقه أمر جبريل أن يأتيه بالقبضة البيضاء التي هي قلب الأرض وبهاؤها ونورها؛ ليخلق منها محمداً صلى الله عليه وسلم فهبط جبريل في ملائكة الفراديس المقربين وملائكة الصفح الأعلى، فقبض قبضة من موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي يومئذ بيضاء نقية، فعجنت بماء التسنيم ورعرعت حتى صارت كـ الدرة البيضاء ثم غمست في أنهار الجنة كلها، وطيف بها في السماوات والأرض والبحار، فـ عرفت الملائكة حينئذ محمداً صلى الله عليه وسلم وفضله قبل أن تعرف آدم وفضله، ثم
عجنت بطينة آدم بعد ذلك، ولا يخلق ذلك الجسد إلا من أفضل بقاع الأرض... حكاه الثعلبي.".
[٨.] وذكر صاحب تفسير الحَاوِي فى تَفْسِيرِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ؛ و
يُسَمَّىٰ( جَنَّةُ الْمُشْتَاقِ فى تَفْسِيرِ كَلَامِ الْمَلِكِ الْخَلَّاقِ؛
جمعه : عبدالرحمن بن محمد القماش؛ إمام وخطيب بدولة الإمارات العربية؛
ص: 12032:"
ذكر الراوي عن كعب؛ فقال:" وقال سعيد بن عمرو الأنصاري عن أبيه عن كعب الأحبار قال: لما أراد الله أن يخلق محمدا صلى الله عليه وآله وسلّم أمر جبريل فأتاه بالقبضة...".
[٩.] وجاء في :"مولد نور الأعظم"؛
لــ مُحي الدين ابن عربي :" قال كعب لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يَخلُقَ نَبّيَهُ سيدنا مُحَمَداً صلى الله تعالى عليه وآلِهِ وَسَلَم أمَرَ جبريل أن يأتيهِ بالطينة...".
[١٠.] أيضا تجد الرواية في
" تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس"؛
لـ:حسين بن محمد بن الحسن الدِّيار بَكْري (المتوفى: 966هـ) ؛ ص 20. و
يتميز هذا الكتاب بذكر مصادره في مقدمته؛ وهي عنده وفيرة.
[١١.] وزاد يوسف إسماعيل النبهاني؛ قاضى بيروتح الفقيه؛ الصوفي، والشاعر الأديب، المكثر من مدائح رسول الله محمد تأليفاً ونقلاً وروايةً وإنشاءً وتدويناً، (1265- 1350هـ = 1849-1932م). ونسبته إلى بني نبهان من عرب البادية بفلسطين، استوطنوا قرية إجزِم -وولد فيها- التابعة لحيفا في شمالي فلسطين.
تَعَلمَ بـ الأزهر الشريف بـ مصر (سنة 1283- 1289هـ)، وتلقىٰ فيها العلم علىٰ أكابر علماء الأزهر.. قال في
" الأنوار المحمدية مختصر المواهب اللدونية للقسطلاني "
خَلق نور ولادة النبي المصطفىٰ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الرواية زاد بالقول" قال ابن عباس أصل طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من سرة الأرض بمكة ومن موضع الكعبة؛ دحيت الأرض فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأصل فى التكوين، والكائنات تبع له.".
ثم قال النبهاني بعد ذلك :" وعن صاحب عوارف المعارف "أن الماء -يعني- فى الطوفان لما تموج رمى بالزبد إلى النواحي فـ وقعت جوهرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مايحاذي تربته بالمدينة فكان صلى الله عليه وسلم مكياً مدنياً".
قلتُ الرَّمَادِيُ : سأعود بإذنه تعالىٰ لبحث قول حَبر هذه الأمة "ابن عباس" رضي الله تعالى عنهما.
أقول الرَّمَادِيُ : ومِن اللهِ تعالىٰ الهداية والتوفيق :
" هذا الإخبار ينسب إلىٰ كعب الأحبار ولا تنسب هذه الرواية إلىٰ ****** محمد ﷺ؛ و
لا تروىٰ عن أحد من صحابته الكرام رضوان الله تعالىٰ عليهم أجمعين هذا أولاً؛
أما:
ثانياً: فـ
كما قال الزرقاني بأنه منقول :" عن الكتب القديمة، أو عن المصطفى -بواسطة، فهو مرسل، وقد ضعفه بعضهم أشد الضعف، ثم رد الزرقاني -قائلا: وتضعيف بعض المتأخرين جدا له - باحتمال أنه من الكتب القديمة، وقد بُدِلَت - غير مسموع، فـ التضعيف إنما هو من جهة السند، لأنه المرقاة، وليس كل ما ينقل عن الكتب القديمة مردودا بمثل هذا الاحتمال"..
فقلتُ الرَّمَادِيُ -وارجو أن يكون صواباً- :" كل المسائل الغيبية تؤخذ مباشرة إما مِن كلام الله عز وجل -القطعي الثبوت والقطعي الدلالة- أو مِن حديث متواتر؛ إذ أن المسائل الغيبية ستكون عقيدة راسخة في القلوب وإيمان لا يتطرق إليه شك أو ريبة؛ كـ
صفات الله تبارك وتعالىٰ و
وحدانيته أو
اسمائه الحسنىٰ؛ أو مثل أمور
ما بعد الموت؛ و
وصف الجنة ونعيمها؛ و
نعت النار وعذابها؛ فــ
هذه وأمثالها مسائل غيبية لا تُنقل وفق تصوَّر أحد أو
إعمال عقل إنسان فيها؛ فـ
نجد في سورة الكهف؛ الآية رقم ٥١ ينطق القرآن الكريم فيقول:
" مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ "؛
فمن أين يتأتىٰ هذا الإخبار لكعب!؟.
أما ثالثاً:. مثل هذه الروايات والأخبار المتعلقة بالمسائل الغيبية؛ والتي تحتاج للإستدلال بها إلىٰ يقين من المصدر وصدق -إما قرآن كريم؛ أو حديث لخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين ؛ وذلك غير متوفر هنا - أو صحة السند...
أقول: مثل هذه الروايات لا يؤخذ منها حكماً شرعياً متعلق بأعمال المسلم في حياته الدنيا؛ وبالتالي لا يؤخذ منها فقهاً.. والمسألةُ هنا اقصى ما نقول فيها أن يستأنس بها؛ ونتساءل: وهل يصلح الاستئناس بـ مثل هذه الروايات المجهولة المنبع وليس المصدر في مسألة الخَلق والإيجاد والتكوين!؟.
وفيما هذا الإستئناس!؟.
وردنا: " أن نتوقف عن الإستشهاد بمثل هذه الروايات إذ أنها لا تفيد العلم الشرعي بشئ؛ إذ ليست هي مِن متين العلم ولا مِن مِلح الأقوال ".
و الله تعالى أعلم.
هذا أمر .
أما الأمر الثاني فقد : بحثتُ في كتب الحديث فلم أجد ما يطمئن إليه القلب فـ أثبته.
(*) ترجمة الراوي: " هُوَ كَعْبُ بْنُ مَاتِعٍ الْحِمْيَرِيُّ الْيَمَانِيُّ؛ أبو إسحاق؛ الْعَلَّامَةُ الْحَبْرُ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِﷺ فهو من مسلمة أهل الكتاب، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ الْيَمَنِ فِي أَيَّامِ
أَيَّامِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَالِسَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ فَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ عَنِ الْكُتُبِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ، وَيَحْفَظُ عَجَائِبَ وَيَأْخُذُ السُّنَنَ عَنِ الصَّحَابَةِ. وَ
كَانَ حَسَنَ الْإِسْلَامِ، مَتِينَ الدِّيَانَةِ، مِنْ نُبَلَاءِ الْعُلَمَاءِ. و
يعتبر من كبار التابعين، روىٰ عنه أبو هريرة وابن عباس ومعاوية وجماعة من التابعين.
قال ابن سعد: توفي سنة اثنتين وثلاثين.
[ انظر : الخلاصةك 2 / 366 (5964)]. و
علىٰ هذه الترجمة فــكعب الأحبار اسلم بعد وفاته عليه السلام أي لم يجالسه ولم يصاحبه ولم يسمع منه، لذلك قال الإمام صاحب سير أعلام النبلاء :" أن كعبا من طبقة كبار التابعين". وكان يحدث من الكتب الإسرائيلية "
...."وقد ورد أن عزرائيل عندما قبض القبضة من الأرض وطئ إبليس الأرض بقدميه، فـ من التربة التي لم يصل إليها إبليس خلق الأنبياء والأولياء(!!!) و
كانت درة سيدنا رسول الله من تلك البقعة فكانت المدينة."
بيد أنني وجدت ما يقترب من المعنى قليلاً:
" أن اللهَ قبض من نورِ وجهِه قبضةً ونظر إليها فـ عرقت ودلقت، فـ خلق من كل قطرةٍ نبيًا، وأن القبضةَ كانت هي النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأنه بقي كوكبٌ دريٌّ".
[ انظر عند ابن تيمية، في مجموع فتاويه :18 /366؛ وحكم على الحديث بـ الكذب باتفاق أهل المعرفة بحديثه. هذا قول؛ أما الآخر:
أنَّ اللَّهَ قبضَ من نورِ وجْهِهِ قبضةً ونظرَ إليْها فـ عَرِقَت ودلِقَت فـ خلقَ اللَّهُ من كلِّ قطرةٍ نبيًّا وَكانت القبضةُ النَّبيَّ وبقيَ كوْكبٌ درِّيٌّ .. وَكانَ نورًا منقولًا من أصلابِ الرِّجالِ إلى بطونِ النِّساءِ".
[ انظر : ابن تيمية، في مجموع فتاويه: 18 /357] ؛ و
قال هذا:" من الأحاديث المفتراة باتفاق أهل العلم".
ــــــــــــــــــــــــــ
محصلة البحث :
أدق تعبير وجدته إثناء البحث ما كتبه صاحب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد؛ الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي [ المتوفي سنة 942 ه] ؛
فــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال في الجزء الثالث؛ ص : 316:" ... أثر كعب.. " ؛ فـ أعطىٰ الدقة في التسمية :
" أثر".. مِن الكتب القديمة... وعليه فهو إخبار لا يرتقي إلى درجة حديث.
واللهُ تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمأب
نال شرف بحث ومراجعة هذه النصوص:
مُحَمَّدٌ فخر الدين بن إبراهيم آل الرَّمَادِيُ
الإثنين : 12 جمادى الأول 1439ه ~ 29 / يناير / 2018م
(يُتْبَع ُبِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
شريف حمدان
30 / 01 / 2018, 21 : 07 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
شريف حمدان
30 / 01 / 2018, 24 : 07 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/wDo49167.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 02 / 2018, 40 : 10 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/wDo49167.gif
ليَّ الشرف الكبير .. تفضلكم بتثبيت الموضوع.. شكراً جزيلا لعطفكم عليَّ والتقدير..
توقيع:
د. محمد فخر الدين الرمادي
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 02 / 2018, 03 : 11 PM
[5.] الْفَصل الخَامِس:
... بِحَقِّ مُحَمَّدٍ... وَلوْلاَه ماخَلَقْتُكَ...
ذكر ابن الجوزي في كتابه (الوفا بتعريف فضائل المصطفى ).
"عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « لمَّا أصَابَ آدمُ الخَطِيْئَةَ، رَفَعَ رَأْسَهُ فَقال: رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إلاّ غَفَرْتَ لِي. فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالى إِليه: وَمَا مُحَمَّدُ!!؟، وَمَنْ مُحَمَّدُ!!؟ . فَقال: رَبِّ، إنَّك لمَّا أتْمَمْتَ خَلْقِي رَفَعْتُ رَأسِي إلى عَرْشِكَ، فإذا عَليه مَكْتُوبٌ لا اله إلاّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسولُ الله. فَعَلِمْتُ أنَّه أكْرَمُ خَلْقِكَ عَلَيك، إذ قَرَنْتَ اسْمَهُ مع اسْمِكَ. قال: نَعَمْ قَدْ غَفَرْتُ لكَ، وَهو آخِرُ الأنْبِيَاءِ من ذُرِّيَّتِكَ، وَلوْلاَه ما خَلَقْتُكَ »".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
تخريج الحديث :
1.] " هذا الحديث موضوع، كما أوضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ".
2.] وبذلك قال ابن باز .
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 02 / 2018, 39 : 11 PM
قلتُ(الرمادي):" الحديث يحتاج مني إلى إعادة نظر وتحقيق؛ إذ أن :
1. ) الحاكم في مستدركه على الصحيحين قد خرَّجه ؛ وقال :" حديث صحيح الإسناد"..
وقال قائل (ولم اقرأ بنفسي):"
2. ) والبيهقي في دلائل النبوة؛ و
3. ) الطبراني في الأوسط و
4. ) الهيثمي في مجمع الزوائد....
وعليه فقد [ طعن فيه البعض واختلف علماء الحديث بين صحته وبين ضعفه؛ وتشدد البعض وحكم بوضعه ] " ..
لذا لزمني إعادة بحثه وتحقيقه؛ والله المستعان وعليه التوكل ومنه التوفيق..
محمد فخر الدين بن إبراهيم آل الرمادي
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 02 / 2018, 11 : 12 PM
أقول :" لا يجوز ولا يصح التراشق بالفاظ بين طائفتين من المسلمين [ خاصة الأن ونحن نتعايش تلك الأحداث العظام التي تمر بها الأمة الإسلامية ومنها العربية ]؛ فبخصوص هذا الحديث تراشق أحدهم مَن طريقة صوفية بنعت لطائفة من المسلمين فوصفها بـ الوهابية ذماً وتجريحا أو العكس.. ليؤكد الأول صحة الحديث وينفي الثاني صحته.. !!. والصواب والله أعلم :
" من يملك الدليل القوي فمرحباً به يقدمه .. ومَن يملك دليلا ضعيفاً ولكنه يتمسك به فيعذر ويناقش ليفهم.. " . هذا أولاً.
أما ثانياً فإن الإمام الذهبي في مراجعاته على المستدرك للحاكم النيسابوري قال :" الحديث باطل ".
واتوقف عند هذا القدر ..
وبمشيئته ومن بعد إذنه تعالى أكمل البحث في الملحق الثاني؛ تحت اسم : شبهات حول السيرة
وثالثاً: سآتي في نهاية البحوث بملاحق؛ منها عن سبيل المثال وليس الحصر:
1. ] الملحق الأول :
الشخصيات المحورية التي لعبت دوراً في حياة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم قبل البعثة مثل:
1. 1. ] أمه : الطاهرة : آمنة بنت وهب الزُهرية؛
1. 2.] جده : عبدالمطلب بن هاشم ؛
1. 3.] مرضعته : حليمة السعدية؛
1. 4.] حاضنته : بركة ؛ أم أيمن؛
1. 5.] عمه: أبوطالب بن عبدالمطلب...
2. ] الملحق الثاني :
شبهات حول السيرة ..
خاصة اقوال المستشرقين ومن تبعهم من المضبوعين بالثقافة الغربية مِن المسلمين؛ وهذا هو الجزء الأكبر ؛ والثاني متعلق بالأحاديث الموضوعة..
22 جمادى الأول 1439هـ ~ 08. فبراير 2018م.
شريف حمدان
09 / 02 / 2018, 06 : 02 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/yrk63795.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 02 / 2018, 07 : 10 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/yrk63795.gif
أستاذي الفاضل الكريم الكبير .. شريف حمدان.. أسعدني كثيراً التقدير والتقييم ... وارجو أن أكون عند حسن ظنكم بي.
أخوكم:
محمد فخر الدين الرمادي
24 جمادى أول 1439هـ~10. 02. 2018م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 02 / 2018, 22 : 10 PM
[6.] الفصل السادس:
« .. هَذَا ابْنُكَ أَحْمَدُ..» ...
أقول :
" ثلاثةُ أسئلة يجب على المسلم ان يعرف إجابتها بتفصيل؛ ويعلم جوابها بحق ووضوح:
1.] السؤال الأول:
" هل تعلم صدقاً وحقاً وعدلاً "الإله" الذي تعبده !!؟...
ثم
هل تعلم كيف تعبده كما يحب هو-سبحانه وتعالى- وتتقرب إليه كما يرضى!!؟.
2.] السؤال الثاني :
" هل تعلم صدقاً وحقاً وعدلاً "النبي" و"الرسول" الذي تتبعه!!؟.
ثم
هل تعلم صحيح سيرته العطرة !!؟.
و
هل تعلم صحيح سنته الراقية العالية!!؟.
فتطبق سنته عليه السلام .
3.] السؤال الثالث:
" هل تعلم صدقاً وعدلا وحقاً "تفسير" و"تأويل آيات الأحكام المتعلقة بحياتك الدنيا" !!؟.
وآيات الأحكام تعتبر ثلث القرآن الكريم والذكر الحكيم!
ومِن هنا جاءت أهمية هذه البحوث؛
جعلتُ -بتوفيق الله تعالى ذكره- عنوانها العريض:"
{ سنن الأنبياء؛ و سبل العلماء؛ و بساتين البلغاء؛ و الأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء(*) }
ونكمل...
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَبَّرَهُ بِبَنِيهِ، فَجَعَلَ يَرَى فَضَائِلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فَرَأَى نُورًا سَاطِعًا فِي أَسْفَلِهِمْ، فَقَالَ: يَا رَبِّ مَنْ هَذَا؟.
قَالَ: " هَذَا ابْنُكَ أَحْمَدُ، هُوَ أَوَّلُ وَهُوَ آخِرُ وَهُوَ أَوَّلُ مُشَفَّعٍ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التخريج:"
1.):" ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (32056). "
2.) :وتجده أيضا ً في:
" الجزء العاشر من الفوائد المنتقاة : لما خلق الله آدم عليه السلام خبره ببنيه ، فجعل يرى ..."
3.) :"وذكره ابن الصواف ".
4.) :" انظر الألباني في : السلسلة الضعيفة: (6482) . الحديث: ضعيف.".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة :
بيد أن المقطع الآخير من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا جاء في صحيح مسلم ؛ كتاب المناقب؛ باب تفضيل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بألفاظ آخرى .. اثبتها هنا .. ثم اضعها بعد ذلك في القسم المتعلق بـ مناقبه و شمائله عليه الصلاة والسلام والتبريكات والإنعام .
:"رقم الحديث: 4230 (حديث مرفوع) حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُوصَالِحٍ، حَدَّثَنَا هِقْلٌ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخَ،حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّع".
و ذكره الذهبي في:" معجم الشيوخ الكبير ".
وخرجه صاحب :" الأنوار في شمائل النبي المختار" [البغوي]
أيضا صاحب :" الأوائل ".
كما تجده عن الرافعي في :" التدوين في أخبار قزوين » .. و
عند صاحب :"تهذيب الكمال ". و
تجده أيضا عند الخرائطي في :"مكارم الأخلاق؛ الجزء الرابع؛ جُمَّاعُ أَبْوَابِ الرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِينَ)". بألفاظ:" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْه ُالأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ".
وذكر هنا "الأرض" والحديث الذي سبقه جاء بلفظ :"القبر".
وتقرأ في :" مصنف ابن أبي شيبة » كِتَابُ الْأَوَائِل؛ بَابُ أَوَّلِ مَا فُعِلَ وَمَنْ فَعَلَهُ):" رقم الحديث: 35173 (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ .".
وتقرأ عند البيهقي في :" دلائل النبوة » الْمَدْخَلُ إِلَى دَلائِلِ النُّبُوَّةِ.... :" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
وتقرأ عند صاحب الطبقات "الكبرى" [ابن سعد] : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ".
نال شرف إعداد الفصل السادس من سلسلة هذه البحوث:
محمد فخر الدين الرمادي
الإثنين: 26 جمادى الأول 1439 هـ ~ 12 فبراير 2018
يتبع بإذنه تعالى
******************************
(*) مِن تمام فضل صاحب الإنعام والفضل ومالك العطاء ورب الإكرام الكبير المتعال أن فتحَ عليَّ بهذا العنوان العريض قُبيل صلاة الفجر بالحرم المكي الشريف؛ قبالة بيت الله العتيق؛ الكعبة المشرفة في العشر الأواخر من شهر الغفران وموسم الرحمات شهر الصيام "رمضان الكريم".
شريف حمدان
12 / 02 / 2018, 33 : 10 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/b2a01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
20 / 02 / 2018, 08 : 08 PM
[١.] القسم الأول
من
السيرة النبوية العطرة
-على صاحبها أَزْكَى الصَلَوَاتِ، وَأَفْضَلَ السَلَامِات، وَأَتَمَّ التَحِيَّاتِ-
بعض الفضائل والآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وآله وسلم.
[7] الفصل السابع : « أول » الأنبياء... و « آخرهم »
(7. 1.) :" عن أبي هريرة(١) رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول اللهﷺ :
« كنتُ „أَوَّلَ‟ الأنبياء خلقا و „آخِرَهم‟ بعثا (*).» (٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
قلتُ الرَّمَادِيُ: وجاء في حديث طويل بـعبارة:
(7. 2.) « وجعلتكَ أوَّلَ النَّبيِّينَ خَلقًا وآخرَهم بعثًا ». (٣).
(7. 3.) وروى ابن إسحاق (٤)عن قتادة (٥)مرسلا (٦)قال: قال رسول اللهﷺ
« كنت „أول‟ الناس في الخلق و „آخرهم‟ في البعث »(٧)(*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والترجمة والتخريج:
(*) المصدر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد؛ للإمام الصالحي الشامي.
(١) الصحابي الجليل هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي الحافظ، له خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثا (٥٣٧٤).
قال ابن سعد: كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف (١٢٠٠٠) تسبيحة، مات سنة تسع وخمسين عن ثمان وسبعين عاماً. [ انظر الخلاصة 3 / 252 (529)].
قلتُ الرَّمَادِيُ: إذا صح ما قاله ابن سعد عن الصحابي الجليل "أبي هريرة" ؛ فلينظر كل منا كيف يقضي نهاره وكيف يمسي ..
إذ قد وجب التعليق!!؟..
(٢) الحديث أخرجه:
1.) ابن عدي في الكامل 3 / 1209 ؛ و
2.) أبونعيم في الدلائل 1 / 6 ؛ و
3.) ابن كثير في البدية والنهاية 4 / 307 ؛و
4.) الثعالبي في التفسير 3 / 93 / 1 ؛ و
5.) ذكره السيوطي في الدر 5 / 184 ؛ و
6.) المتقي الهندي في الكنز 32126.
7.) ذكره صاحب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: علي بن سلطان محمد القاري؛
8.) كما ذكره في معرض الإستشهاد صاحب تحفة الأحوذي: محمد بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري في شرحه على سنن الترمذي؛ فكتبَ: وَرَوَى أَبُونُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ؛ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا :
» كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ«؛
بيد أن محقق السيرة النبوية من البداية والنهاية لابن كثير علق فقال:" لَيْسَ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة المطبوع "،
9.) وجاء في التفسير النبوي: عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِهِ:
﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ﴾ الآيةُ
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
« كنتُ أوَّلُ النَّبيِّينَ في الخَلقِ وآخرُهُم في البعثِ».
رواه أبو هريرة ؛ انظر ابن عدي في الكامل في الضعفاء (4 /417) ؛ والحديث فيه سعد بن بشير؛ لعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط والغالب على حديثه الاستقامة والغالب عليه الصدق.
وفي قولِ اللهِ تعالى:
﴿ وإِذْ أخذْنا مِن النِّبيِّين مِيثاقَهم ومِنك ومِن نُوحٍ ﴾ الآية
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
« كنتُ أوَّلَ النَّبيِّين في الخَلْقِ وآخِرَهُم فِي البَعْثِ »؛
قلت الرَّمَادِيُ:" وجاءت زيادة أثبتها :
« فبُدِئَ بِي قبْلَهم»
الحديث رواه أبو هريرة؛ انظر ابن كثير في تفسير القرآن: (6 /383) ؛ والحديث فيه سعيد بن بشير فيه ضعف. و
ذكره ابن كثير في السيرة النبوية؛ فقال "وروى البغوي أيضاً عن أحمد بن المقدام عن بقية بن سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي هريرة مرفوعاً ". و
ذكر الحديث دون تخريج.
وهذه الرواية رواها أيضاً قتادة بن دعامة؛ انظر الحكمي في معارج القبول (679/2) ؛ وَالحديث فِيهِ ضَعْفٌ وَيُرْوَى مُرْسَلًا وَمَوْقُوفًا عَلَى قَتَادَةَ، و
رواه أبو هريرة؛ انظر الألباني في السلسلة الضعيفة (661) ؛ وخرَّجه فقال :" الحديث ضعيف".
10.) انظر ابن القيسراني؛ في ذخيرة الحفاظ: ( 4 /1906) ؛ الحديث : فيه خليد بن دعلج قد توبع عليه.
وما يفيد هنا ما قاله ابن كثير:
11.) عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ في قوله تعالى :
﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ﴾ الآية ،
قال :" كنتُ أولَ النبيِّين في الخلقِ وآخرَهم في البعثِ".
انظر ابن كثيرفي البداية والنهاية : (2 /298) ؛ الحديث : روي عن قتادة ذكر لنا أن رسول الله.. وهذا أثبت وأصح.
12. ) « كنتُ أوَّلَ النَّبيِّينَ في الخلقِ وآخرَهم في البعثِ».
رواه أبو هريرة، انظر الزرقاني في مختصر المقاصد : (774) ؛ الحديث : صحيح .
لكن الألباني ضعفه.
(٣). الحديث رواه:
أ.) أبو العالية الرياحي؛ انظر عند :
1.) ابن كثيرفي : تفسير القرآن : (5 /31) ؛ والحديث: فيه غرابة، فـ أبو جعفر الرازي ضعفه غير واحد؛ وأيضاً رواه :
ب.) أبو هريرة؛ انظر :
1.) الهيثمي في : مجمع الزوائد : (1 /72) ؛ الحديث رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول.
كما تجده عند :" عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير؛ لـمحمد بن محمد بن محمد بن أحمد، ابن سيد الناس، اليعمري الربعي، أبو الفتح، فتح الدين (المتوفى: 734هـ)؛ تعليق: إبراهيم محمد رمضان" دون تعليق أو تخريج.
(٤). هو محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي؛ مولى قيس بن مخرمة أبو عبدالله المدني، قال أحمد: حسن الحديث، وقال البخاري: رأيت علي بن عبدالله يحتج به، وقال يعقوب بن شبه: لم أر لابن إسحاق إلا حديثين منكرين، مات سنة إحدى وخمسين ومائة، انظر الخلاصة (2 / 379 (6049). .
(٥) هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت، يقال: ولد أكمه، وهو رأس الطبقة الرابعة مات سنة بضع عشرة، انظر التقريب (2 / 123 (81)).".
(٦). الحديث أخرجه:
1.) ابن عدي في الكامل (3 / 919)،
2.) وابن سعد في الطبقات ( 1 - 1 / 96)،
3.) وذكره المتقي الهندي في الكنز (3191).
قلتُ الرَّمَادِيُ:
4). انظر العجلوني؛ في كشف الخفاء: ( 2 /169) ؛ الحديث: مرسل كما اثبتناه في المتن.
(٧) وجاء برواية أبي هريرة
» كنتُ أوَّلَ النَّاسِ في الخلقِ وآخرَهم في البعثِ «.
انظر: ابن عدي؛ في الكامل في الضعفاء: (3 /488) ؛ الحديث فيه "خليد بن دعلج" عامة حديثه يتابعه عليه غيره، وفي بعض حديثه إنكار.
وفي روايةٍ :
» أوَّلَ النَّاسِ في الخَلقِ « .
رواه : قتادة بن دعامة؛ انظر ابن رجب في لطائف المعارف (162) ؛ الحديث روي مرفوعاً والمرسل (كما اثبتناه في بداية التخريج ) أشبه رواية عن قتادة مرسلة ثم تلا :
﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبرهيم وموسى وعيسى ابن مريم ﴾ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حُرِّرَ بمكة المعظمة في يوم الإثنين ٤ شهر ربيع الأخر ١٤٣٨ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٢ من شهر يناير عام ٢٠١٧ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.
وقمتُ بمراجعة هذا الفصل مرة ثانية اليوم :
الثلاثاء :
04 جمادى الثاني 1439هـ ~ 20 فبراير 2018م
والحمد لله الذي أحياني ومكنني من مراجعة سيرته العطرة -صلى الله عليه وآله وسلم-
نال شرف الإعداد والكتابة لسيرة النبي المصطفى و****** المجتبى والرسول المرتضى وخاتم رسله المحتبى : "محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب "
نالها : الفقير لعفو ربه والمتضرع له بالمغفرة والإحسان:
محمد فخر الدين بن إبراهيم آل الرمادي
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
**
شريف حمدان
21 / 02 / 2018, 39 : 05 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/vaf52967.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
28 / 02 / 2018, 16 : 02 PM
[١.] القسم الأول من السيرة النبوية العطرة
على صاحبها أَزْكَى الصَلَوَاتِ، وَأَفْضَلَ السَلَامِات، وَأَتَمَّ التَحِيَّاتِ ؛ وخالص التبريكات:
بعض الفضائل والآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وآله وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
بحوث تمهيدية لأمة ذات حضارة راقية؛ لكنها غائبة عن المشهد العلمي والتأثير في العلاقات الدولية!
الْفَصْلُ الثَّامِنُ:
﴿ ٨. ﴾„ النور المحمدي (!) ‟؛
„ الحقيقة المحمدية (!) ‟
„ نور نبيك.. يا جابر ! (!) ‟
١.) الحديث الأول نُسبَ إلى جَابِرٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ الأَشْيَاءِ، فَـــ
قَالَ : يَا جَابِرُ! إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ قَبْلَ الأَشْيَاءِ نُورُ نَبِيِّكَ مِنْ نُورِهِ، فَـ
جَعَلَ ذَلِكَ النُّورِ يَدُورُ بِالْقُدْرَةِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، وَ
لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَوْحٌ وَلا قَلَمٌ، وَلا جَنَّةٌ وَلا نَارٌ، وَلا مُلْكٌ، وِلاسِمِاءٌ وَلا أَرْضٌ، وَلا شَمْسٌ وَلا قَمَرٌ، وَلا جِنِّيٌ وَلا إِنْسٌ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شريف حمدان
28 / 02 / 2018, 10 : 05 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
28 / 02 / 2018, 48 : 06 PM
** ** ** ** ** ** ** **
** ** ** ** http://main.islammessage.com/media_bank/image/2008/12/5/1_2008125_4546.jpg ** ** ** **
** ** ** ** ** ** ** **
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
28 / 02 / 2018, 09 : 07 PM
مسألة -النور المحمدي- أثيرت بشكل لافت للإنتباه بين أصدقائنا الصوفية يجاورهم الشيعة وبين أهل الحديث؛ أو أهل السنة والجماعة ؛ وهذه تقسيمات فكرية أو ايديولوجية.. وجد لها أتباع وأنصار كما وجد على الجانب الآخر مَن يعارضها ، وتقسيم الأمة الإسلامية -الأمة المحمدية؛ أمة اقرأ- إلى طوائف وجماعات ومذاهب وفرق وكتل وأحزاب يضعفها ويفتت قواها.
*. ) واقتداءً بمنهج أئمة الحديث؛ ورجال عِلمه في كشف الكذب على النبي المصطفى والرسول المجتبى ومتمم المبتعثين المرتضى وخاتم المرسلين المحتبى صلى الله عليه وآله وسلم، ودفاعاً عن السُّنّة المطهرة العطرة، ونُصحاً لعموم افراد الأمة؛ كانت كتابة هذه الكلمات، كإخراج لما يتداول بين الناس.. مستعيناً بالله العلي القدير -سبحانه وتعالى- سائلا إياه التوفيق والسداد والأجر والمثوبة.
*.) حديث الباب هذا :"
« أولُ ما خلق اللهُ نورُ نبيِّكَ يا جابرُ ».
ثارت حوله إشكالات عدة منها :
*.) مخالفته الأحاديث الأخرى مثل قوله عليه السلام :
" أول ما خلق الله القلم"،
أو
" كان الله ولم يكن شئ وكان عرشه على الماء ".
قلتُ الرَّمَادِيُ: سنبحث الحديث سندا ومتنا من خلال مطلبين :
1.) المطلب الأول :" ذكر دليلهم والكلام عليه من جهة الثبوت:
2. ) والثاني:
اعتمدَ كل مَن استدل بهذا الحديث على ما قاله العجلوني.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 03 / 2018, 57 : 12 PM
أبدءُ-بعد الاستعانة بالله الأعلى القدير البصير النصير ببحث الحديث الأول :
نُسبَ إلى جَابِرٍ قَالَ : قُلْتُ :
"يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي،
أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ الأَشْيَاءِ!!؟؟.، فَـ
قَالَ : يَا جَابِرُ؛ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ قَبْلَ الأَشْيَاءِ :
( نُورُ نَبِيِّكَ ) مِنْ ( نُورِهِ )، فَـ
جَعَلَ ذَلِكَ النُّورِ يَدُورُ بِالْقُدْرَةِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، وَ
لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ:
لَوْحٌ وَلا قَلَمٌ، وَ
لا جَنَّةٌ وَلا نَارٌ، وَ
لا مَلْكٌ، وِ
لاسَمِاءٌ وَلا أَرْضٌ، وَ
لا شَمْسٌ وَلا قَمَرٌ، وَ
لا جِنِّيٌ وَلا إِنْسٌ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الجملة "خلقه الله تعالى من نوره قبل الأشياء"، فإن قُدّرت هذه الإضافة التي في كلمة نوره إضافةَ المِلْك إلى المالك كان المعنى أنَّ أول المخلوقات نورٌ خلقه الله تعالى ثم خلق منه نورَ محمدٍ فيكون هذا نقضًا لأوله فلا يصحُّ على هذا قولُ "نورُ محمدٍ أول المخلوقات على الإطلاق". و
أما إن قُدّرت هذه الإضافة إضافةَ الصفة إلى الموصوف فـ البَليّةُ أشدُّ وأكبرُ لأنه يكون المعنى على هذا التقدير أنَّ نور محمد جزءٌ من الله وهذا هو الشرك الأكبر و الكفر الأشنع، لـ
أنَّ العقيدة الصحيحة أن الله تعالى :
لم يَنْحَلَّ منه شىء و
لا يَنْحَلُّ هو من شىءٍ غيره و
أنه ليس مركبًا و
أنه ليس شيئًا له أجزاء و
إنما الجزء للمخلوقات.
فــ
حديث جابر ذكر العجلوني في كشف الخفا : (ج 1 / 265)، و
قال: روىٰ عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما، و
مصنف عبدالرزاق بن همام الصنعاني؛ المتوفى سنة (211) من أهم وأقدم وأكبر مصادر السنّة النبوية، ويحتوي علىٰ عدد كبير من الأحاديث المرفوعة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وعدد أكبر من الآثار عن الصحابة والتابعين. وقد طُبع هذا المصنف كاملاً بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الخطأ في التخريج عند الطريقة البرهانية !!!.:
وهو حديث مكذوب عُزي خطأً لمصنف عبدالرزاق وليس الحديث في "المصنف" كما ذكره :
شيخ الطريقة البرهانية في كتابه تبرئة الذمة؛ حيث يقول:" روى عبدالرزاق ابن همَّام الصنعاني بسنده في كتابه جنة الخلد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعزاه أيضاً اللكنوي في كتابه:" الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" 1/42؛ للمصنف أيضاً وذكر ايضاً أن الحديث ذكره القسطلاني في:" المواهب اللدنية"، جاء في حاشية الزرقاني على القسطلاني؛ الجزء الأول :" كما في حديث جابر عند عبدالرزاق مرفوعًا: يا جابر إن الله قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره،". كما عاد وجاء في الجزء السادس فقال :"... إشارة إلى النور الذي خلق منه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "يا جابر! ؛ إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره" رواه عبدالرزاق، هذا ما ذكره القسطلانى فى كتاب " المواهب اللدنية " (ج 1 ص 9 ، 109 ولم يعلق هو ولا شارحه الزرقانى على هذه الأحاديث .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما نقرأه في السيرة الحلبية: المسمى: "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ (الجزء رقم: 1 رقم الصفحة: )6؛ لمؤلفه: علي بن برهان الدين الحلبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
ثم نبدء في الإطمئنان في التخريج الصحيح فقد
1.] قال السيوطي في:" الحاوي في الفتاوى (1 /479) :" ليس له إسناد يعتمد عليه".
و
2.] بين السيد/ محمد رشيد رضا في فتاواه ( 2 /447) : "أنه حديث لا أصل له".
و
3.] ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية؛ نصه : ما هو أول ما خلق الله سبحانه وتعالى في الوجود؟. فـ
جاءت الفتوى : بعض الناس يقولون إنه نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الأحاديث الواردة فى ذلك أحاديث آحاد ولم يتفق على صحتها، فلا تصلح لبناء عقيدة عليها.
ثم ذكر مفتى الديار المصرية الحديث الذي رواه عبدالرزاق بسنده؛ دون ذكر اسم الكتاب؛ او السند . [ عطية صقر؛ مايو 1997؛ دار الإفتاء المصرية].
و
قال الحمش:" نسبه العجلوني إلى عبدالرزاق؛ وقد كنتُ أرجح أنه في تفسيره لأنني اجتهدت فلم أقف عليه في المصنف... إلى أن قال: ثم ترجح عند الحمش أنه من غرائب ابن عربي وابن حمويه والبكري" . [ عدَّاب بن محمود الحمش؛ النور المحمدي بين هدى الكتاب المبين وغلو الغالين ص (46)] .
و
4.] قال ابن باز :" حديث عبدالرزاق عن جابر موضوع وهو قول بأن محمد أول المخلوقات، وأنه نور من نور الله، هذا باطل، وهذا موضوع، وأما تسميته نوراً فهو نور عليه الصلاة والسلام، لا من أجل ذاته، إنما هو نور بما بعثه الله من الشرع والهدى،
واستدل بن باز بآيات الذكر الحكيم فـ تلى قوله تعالى:
"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين": نور الإسلام ومحمد نور، كما
قال جل وعلا: "إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً": فهو سراج منير بما بعثه الله من الهدى وقبل أن يبعث بالهدى ما كان نوراً؛ كان من أعظم الناس، ليس فيه نور، وإن كان له مميزات في الجاهلية من الصدق والأمانة لكن لم يكن نوراً إلا بعد ما بعثه الله بالهدى ودين الحق فهو نور بما بعثه الله، لا في ذاته الحسية، ولكن بما بعثه الله من الهدى والعلم النافع والعمل الصالح، وكان يصلي في البيت؛ والبيت ليس فيه نور فيكون البيت مظلماً وليس فيه نور، كما قالت عائشة رضي الله عنها:" كان يصلي وأنا أبسط رجلي بين يديه، فإذا سجد غمزني وإذا قام بسطتهما"، قالت:" والبيوت ليس فيها يومئذٍ مصابيح"، يعني ليس فيها نور، كان يلمسها بيديه لأنه ظلام، فالحاصل أنه لم يكن نوراً بمعناه الحسي، وإنما هو نور بما بعثه الله من الهدى والعلم النافع والعمل الصالح وشريعته العظيمة، وأما الحديث أنه نور من نور الله وأنه سبق المخلوقات فهذا خبر مكذوب، موضوع".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
5.] قال د. الصادق محمد ابراهيم؛ [الأحد 1 رمضان 1427هـ ] " ... بل قد شهد شاهد من القوم على براءة عبدالرزاق من هذا الحديث. يقول عبدالله بن الصديق الغماري معلقاً على قول السيوطي في الحاوي على هذا الحديث: "إنه غير ثابت" (وهو تساهل قبيح بل الحديث ظاهر الوضع، واضح النكارة، وفيه نَفَسٌ صوفي... إلى أن قال: والعجب أن السيوطي عزاه إلى عبدالرزاق، مع أنه لا يوجد في مصنفه ولا تفسيره ولا جامعه؛ وأعجب من هذا أن بعضهم صدَّق هذا العزو المخطىء، فرّكب له إسناداً من عبدالرزاق إلى جابر، ويعلم الله أن هذا كله لا أصل له.
أضف:
" خلو دواوين السنة المعتبرة عند عامة المسلمين من الحديث هذا كالصحاح والسنن والمسانيد، ومن القرائن التي يعرف بها الوضع في الحديث أن لا يتداوله علماء الحديث ".
والحديث يظهر وضعه لتعارضه مع الآية ﴿ قُلْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُمْ ﴾ [سورة الكهف آية 110] معناه أن الرَّسول عليه السلام خلق من نطفة أبويه. و
هذه الآية ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً ﴾ [سورة الفرقان آية 54] دليلٌ واضح أنَّ البشَرَ خلق منَ الماءِ والرَّسول بَشَرٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن جملة ألفاظ الحديث المنسوب إلى جابر ما نقله سليمان الجمل في شرحه على الشمائل عن سعد الدين التفتازاني في شرح بردة المديح عند قوله:
وكل ءاي أتى الرسل الكرام بها * فإنما اتصلت من نوره بهم
وهذا نص عبارته: "عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول شىء خلقه الله فـ
قال: هو نور نبيك يا جابر
خلقه الله ثم خلق منه كل خير وخلق بعده كل شر، فـ
حين خلقه أقامه قدامه في مقام القرب اثني عشر ألف سنة
ثم
جعله أربعة أقسام، فـ
خلق العرش من قسم و
الكرسي من قسم و
حملة العرش و
خزنة الكرسي من قسم، و
أقام القسم الرابع في مقام الحب اثني عشر ألف سنة
ثم
جعله أربعة أقسام، فـ
خلق القلم من قسم و
الروح من قسم و
الجنة من قسم و
أقام القسم الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة،
ثم
جعله أربعة أجزاء فـ
خلق الملائكة من جزء و
خلق الشمس من جزء و
خلق القمر والكواكب من جزء و
أقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة،
ثم
جعله أربعة أجزاء فـ
خلق العقل من جزء و
الحلم والعلم من جزء و
العصمة والتوفيق من جزء و
أقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة،
ثم
نظر إليه فـ
ترشح ذلك النور عرقًا فـ
قطرت منه مائة ألف وعشرون ألفًا وأربعة آلاف قطرة فـ
خلق الله تعالى من كل قطرة روح نبي أو رسول،
ثم
تنفست أرواح الأنبياء فـ
خلق الله من أنفاسهم نور أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة، فـ
العرش والكرسي من نوري، و
الكروبيون والروحانيون من الملائكة من نوري، و
ملائكة السموات السبع من نوري، و
الجنة وما فيها من النعيم من نوري، و
الشمس والقمر والكواكب من نوري، و
العقل والعلم والتوفيق من نوري، و
أرواح الأنبياء والرسل من نوري، و
الشهداء والسعداء والصالحون من نتائج نوري،
ثم
خلق الله اثني عشر حجابًا فـ
أقام النور وهو الجزء الرابع في حجاب ألف سنة وهي مقامات العبودية وهي حجاب الكرامة والسعادة والرؤية والرحمة والرأفة والحلم والعلم والوقار والسكينة والصبر والصدق واليقين فـ عبد الله ذلك النور في كل حجاب ألف سنة، فـ
لما خرج النور من الحجب ركَّبه الله في الأرض فكان يضيئ، و
ركب فيه النور في جبينه
ثم انتقل منه إلى شيث ولده، و
كان ينتقل من طاهر إلى طيب إلى أن وصل إلى
صلب عبدالله بن عبدالمطلب و
منه إلى زوجه أمي آمنة،
ثم
أخرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين.....
هكذا
كان بدء خلق نبيك يا جابر". اهـ.
واللفظ الذي ساقه العجلوني ونسبه إلى مصنف عبدالرزاق وهذا نصه: "عن جابر بن عبدالله قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شىء خلقه الله قبل الأشياء قال: يا جابر إن الله تعالى قد خلق قبل الأنبياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ولم يكن في ذلك الوقت لوحٌ ولا قلمٌ ولا جنةٌ ولا نارٌ ولا ملكٌ ولا سماءٌ ولا أرضٌ ولا شمسٌ ولا قمرٌ ولا جنٌّ ولا إنسٌ، فـ
لما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فـ
خلق من الجزء الأول القلم و
من الثاني اللوح و
من الثالث العرش،
ثم
قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فـ
خلق من الأول حملة العرش و
من الثاني الكرسي و
من الثالث باقي الملائكة،
ثم
قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فـ
خلق من الأول السموات و
من الثاني الأرضين و
من الثالث الجنة والنار،
ثم
قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فـ
خلق من الأول نور أبصار المؤمنين و
من الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله تعالى و
من الثالث نور أنفسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم". اهـ.
قلت(الرمادي):
وبين الروايتين المنقولتين اختلاف كبير فظاهر هذا اضطراب؛ والاضطراب من موجبات الضعف. ثم إن الإسناد الذي ذكر لهذا الحديث منقطع ". فـ
ظهر بذلك أن فيه ثلاث علل:
1.] الاضطراب، و
2.] انقطاع الإسناد، و
3.] الركاكة، والركاكة من علامات الوضع كما قرره علماء الحديث في كتب المصطلح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
ومِن الروايات الواهية الموضوعة :
٢.) الحديث الثاني: أول ما خلق الله نوري؛
٣.) أما الثالث: " لما أردتُ (أي الله) أن أخلق الخلق قبضتُ قبضةً من نوري، فقلتُ لها : كوني محمداً ، ثم خلقتُ من نور محمد كل الأشياء" . و
تخريجه لم نقف عليه في الأحاديث الصحيحة ولا الضعيفة بهذا اللفظ. و
لكن ورد حديث بلفظ:
٤.) : " لولاك لما خلقت الأفلاك " ؛ و
حديث:
٥.): " لولاك ما خلقت الجنة، ولولاك ما خلقت النار" ؛
قلتُ:" هذه كلها أحاديث مكذوبة موضوعة باطلة كما في كتاب اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له، أو بأصله موضوع؛ لـ محمد بن خليل القاوقجي ص: 452-454)؛
٦.): " لولاك ما خلقت الدنيا " وقد رواه
1.] الإمام ابن الجوزي في الموضوعات، و
2.] أقره السيوطي في اللآلئ المصنوعة: 1 /272؛ و
3.] ضعفه وأبطله الألباني أيضا؛ انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1 /450؛ و
4.] انظر: المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف لـ: عبدالمتعال الجبري ص: 13"
٧ . ) :" أنا نبي الأنبياء "؛
ومن آثار مفاسد اعتماد مثل هذا الأقوال مفاسد في العقيدة ومغالاة في الرسول؛ إذ يعتقد الغلاة من الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور، وأن هذا النور مخلوق من نور الله جلَّ وعلا. فـ
ممن قال بذلك منهم:
1.] ابن عربي الحاتمي (الفتوحات المكية 1 /119؛ دار صادر.)؛ و
2.] عبدالكريم الجيلي (الإنسان الكامل ؛2 /46؛ و
3.] أبو الحسن بن عبدالله البكري(الأنوار ومصباح السرور والأفكار وذكر نور محمد المصطفى المختار ص: 4 وما بعدها.)؛ و
4.] أحمد رضا البريلوي، مؤسس الطريقة البريلوية بباكستان. انظر: رسالة صلاة صفا المندرجة في مجموعة رسائل؛ 1 /33، نقلاً عن البريلوية عقائد وتاريخ لإحسان إلهي ص: 17. و
5.] عند محمد عثمان عبده البرهاني: شيخ الطريقة البُرهانية الدسوقية الشاذلية بالسودان ومصر، انظر: تبرئة الذمة له ص :9... وغيرهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقالت دار الإفتاء المصرية: " إن كل هذه الأخبار لا تثبت بها عقيدة ولا يضرنا الجهل بها، ولا نسأل عنها أمام اللّه إلا بمقدار ما أفدنا من هذه المخلوقات لتحقيق الخلافة فى الأرض. فلنترك ما وراء ذلك لعلم الله تعالى، ونضع أمام أعيننا قوله سبحانه " ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم" [الكهف : 51]؛ وقوله "وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهِدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون" [الزخرف : 19].
[مفتي مصر : عطية صقر؛ مايو 1997؛ دار الإفتاء المصرية].
ـــــــــــــــــــــــ
وأقول: محمد بن إبراهيم آل الرمادي:
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّىٰ اللَّهُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 03 / 2018, 45 : 01 PM
[8. أ. ] مكمل مسألة النور
« „ النور ‟ المحمدي (!) ... „ الحقيقة ‟ المحمدية (!)»
ورد في المسألة:
﴿ ٨ . ٢. ١. ﴾ عن عائشةَ قالت : كنتُ قاعدةً أغزلُ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يخصفُ نعلهُ، فجعل جبينهٌ يعرقُ، وجعل عرقهُ يتولّدُ نورا فبُهِتُّ، فنظرَ إلي فقال : ما لكِ يا عائشةُ بُهِتِّ ؟ ...
قلت : جعلَ جبينكَ يعرقُ، و
جعل عرقكَ يتولّدُ نورا، و
لو رآكَ أبو كبير ِ الهذلِيّ لعلمَ أنكَ أحقُّ بشعرهِ.
قال : وما يقولُ أبو كبير ؟..
قالت : قلت : يقول:
وَمُبَرَّأٌ مِنْ كُلِّ غَيْرِ حَيْضَةٍ * وَفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُغَيِّلِ
فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ * بَرَقَتْ كَبَرْقِ الْعَارِضِ الْمُتَهَلِّلِ.
قالت : فقام إلي النبي صلى الله عليه وسلم وقبّلَ بين عينيّ و
قال: جزاكِ اللهُ يا عائشةَ عنّي خيرا، ما سُررتُ منّي كسُرورِي منكِ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
تخريج حديث عائشة [أم المؤمنين؛ رضي الله تعالى عنها وعن ابيها] :
1.) انظر المزي في تهذيب الكمال: ( 18 /276) ؛ الحديث: من غرائب حديث معمر بن المثنى .
2.) انظر الذهبي في : المهذب: (6 /3023) ؛ الحديث: منكر لا يعرف إلا بهذا الإسناد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
شريف حمدان
09 / 03 / 2018, 34 : 06 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/1UH33124.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 03 / 2018, 25 : 05 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
مسألة النورالمحمدي.. - دون تخريج ودون توضيح وتفصيل - .. من المسائل التي راقت كثيراً لأصدقائناأتباع الطرق الصوفية - وأكن لهم الإحترام والتقدير- ..
كما راقت كثيراً لجيراننا أهل الشيعة.. لكن القول الحق أولى بإتباعه.. ولأهمية هذه المسألة أكملها وفق ما تحت يدي من المراجع.. ومنه العون وعليه أتوكل ومنه - سبحانه وتعالى - استمد القوة لنصرة الحق وليس لنصرةأشخاص...
25 جماد الآخر 1439هـ ~ 13 مارس 2018م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 03 / 2018, 45 : 05 PM
[8. ب. ] مكمل مسألة النور
« „ النور‟ المحمدي (!) »
« „ الحقيقة ‟ المحمدية(!) »
وورد في المسألة:
﴿ ٨ . ٢. ٢. ﴾ جاء(*) في كتاب الأحكام للحافظ الناقد أبي الحسن بن القطان:
روى علي بن الحسين،عن أبيه عن جده مرفوعا: » كنت نورا بين يدي ربي -عز وجل - قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام« (1)
ثم اضاف الصالحي - أصلح الله تعالى حال المسلمين أجمعين- في كتابه :"سبل السلام والرشاد في سيرة خير العباد": وروى الحافظ محمد بن عمر العدني شيخ مسلم في مسنده عن ابن عباس (6) رضي الله عنهما:
"أن قريشاً -أي المسعدة بالإسلام- كانت نوراً بين يدي الله - تعالى - قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبح ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه.
قال ابن القطان: فيجتمع من هذا مع ما في حديث علي: أن النور النبوي جسم(!) بعد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التراجم والحواشي والتخريج:
(*) تجده في :"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد"؛ للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي الشافعي، المتوفي سنة 942 ه ؛ والكتاب: تحقيق وتعليق الشيخ/ عادل احمد عبدالموجود؛ والشيخ / علي محمد معوض؛
كما تجده عند شرح : العلامة الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني.
(1) الحديث ذكره العجلوني في كشف الخفا (1/ 312 ) وعزاه لابن القطان في الأحكام.
قلتُ (الرمادي) و:" رواه أحمد في مسنده " ؛ راجع: حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين (1 / 244 -245 ) ، و
عند صاحب :"السيرة الحلبية" = "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" ؛ علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبوالفرج، نورالدين بن برهان الدين،كما تجده في :"شرف المصطفى" للنيسابوري الخركوشي؛ فقال محققه :" قوله: « روي عن عبدالله بن عباس»: بإسناد مجهول لا يعتمد عليه، فأخرجه ابن أبي عمر العدني في مسنده فقال: ثنا عمر بن خالد، قال: حدثني الحلبي: محمد بن عبدالله- كذا في المسندة من المطالب، و"إتحاف" البوصيري، وإنما هو: محمدأبو عبدالله- عن عبدالله بن الفرات، عن عثمان، عن الضحاك، عن ابن عباس به. أورده البوصيري في الإتحاف [9/ 7] رقم: 8485- ووقع فيه: عن عثمان بن الضحاك، ولعله من أخطاء الطبع-، والحافظ في المطالب [4/ 177] رقم: 4256.
أما عمر بن خالد فــ شيخ قال عنه أبوحاتم - فيما رواه عنه ابنه في الجرح والتعديل [6/ 106]-: لاأعرفه، ولا أعرف الحلبي- يعني: شيخه-. وأما عبدالله بن الفرات، فلم أره في الأسماء فيما لدي من المصادر. وأما عثمان فهو: ابن داود، ذكره العقيلي في الضعفاء [3/ 201] ممن يروي عن الضحاك، وقال: مجهول بالنقل، وتبعه الذهبي في الميزان.
و أما الضحاك فحاله مشهور، والجمهور على أنه لم يسمع من ابن عباس، وعليه فالإسناد مجهول، أنتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 03 / 2018, 34 : 06 PM
بقية مبحث :" النور المحمدي ... النورانية المحمدية (!)..
﴿ ٨ . ٢. ٣. ﴾ » كنت أنا وعليٌّ نورًا يُسبِّحُ اللهَ ويُقدِّسُه قبلَ أن يخلقَ آدمَ بأربعةِ آلافِ عامٍ «.
[رواه سلمان الفارسي؛ انظر الذهبي في ميزان الاعتدال : ( 1/ 507)؛ الحديث: فيه الحسن بن علي بن زكريا؛ حدث عن جماعة لا يدرى منهم . وحدث عن الثقات بالبواطيل].
قلتُ (الرمادي): " هو حديث طويل ذكر فيه أمير المؤمنين -كرم الله تعالى وجهه - كلاماً شريفاً حول النورانية وكيف أن الله - تعالى - قد خلقه وخلق رسول الله ﷺ من نور واحد .
﴿ ٨ . ٢. ٤. ﴾ روى المجلسي عن محمّد بن صدقة في حديث سلمان وأبي ذر أنهما سألا أمير المؤمنين عن النورانية فقال:
" ياسلمان؛ وياجندب(!)"،
قالا : " لبيك يا أمير المؤمنين" .
قال :" كنتُ أنا ومحمد نوراً واحداً من نور الله -عزّ وجل- ، فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشقّ ، فـ
قال للنصف الآخر: كن محمداً . و
قال للنصف : كن علياً .
قلت(الرمادي) : والحديث له بقية.. [المصدر : المجلسي؛ البحار ( 26)/5. ]
قلتُ (الرمادي) : جيراننا الشيعة لم يتفردوا في هذه المرويات؛ بل روى ذلك جمع من علماء أهل السنة منهم:
[ 1.] الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب [ ص : 260] ، في حديث طويل عن جابر بن عبدالله قال : سألت رسول الله ﷺ عن ميلاد علي بن أبي طالب فقال : " لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السلام إن الله تبارك وتعالى خلق علياً من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد".
[2.] الخوارزمي الشافعي في مناقب علي بن أبي طالب: (ص: 87) .
[3.] العلامة سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص: ( ص: 52) .
[4.] ابن أبي الحديد في شرح النهج: (2 /450) .
[5 .] العلامة محيي الدين الطبري في الرياض النضرة: (2 /164) .
[6.] الذهبي في ميزان الاعتدال : ( 2 /235) .
[7.] ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.
[8.]القندوزي الشافعي في ينابيع المودة: ( ص: 83) ؛ طبع اسلامبول؛ الطبعة القديمة.
هذه بعض مصادر علماء السنة
إثناء المراجعة والتحضير وجدتُ أنه ذكر صاحب :" الشفا بتعريف حقوق المصطفى": القاضي عياض في الفصل السادس تحت عنوان :
شَرَفُ نَسَبِهِ، وَكَرَمُ بَلَدِهِ وَمَنْشَئِهِ:"
﴿ ٨ . ٢. ٥. ﴾ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ [ رُوحُهُ ] نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، يُسَبِّحُ ذَلِكَ النُّورُ، وَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أَلْقَى ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ.
قلتُ (محمد فخرالدين الرمادي):"وايضاً عند ابن برهان الدين في السيرة الحلبية دون لفظ [ روحه ]؛ لهذا الحديث بقية سنذكرها في موضعها عند الاستدلال.. إن شاء الله تعالى.
وَقَالَ الشهرستاني فِي " الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ "
﴿ ٨ . ٢. ٦. ﴾ ظَهَرَ نُورُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَسَارِيرِ عبدالمطلب بَعْضَ الظُّهُورِ، وَبِبَرَكَةِ ذَلِكَ النُّورِ أُلْهِمَ النَّذْرَ فِي ذَبْحِ وَلَدِهِ، وَبِبَرَكَتِهِ كَانَ يَأْمُرُ وَلَدَهُ بِتَرْكِ الظُّلْمِ وَالْبَغْيِ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ دَنِيَّاتِ الْأُمُورِ، وَبِبَرَكَةِ ذَلِكَ النُّورِ كَانَ يَقُولُ فِي وَصَايَاهُ : " أَنَّهُ لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا ظَلُومٌ حَتَّى يُنْتَقَمَ مِنْهُ وَتُصِيبَهُ عُقُوبَةٌ، إِلَى أَنْ هَلَكَ رَجُلٌ ظَلُومٌ لَمْ تُصِبْهُ عُقُوبَةٌ، فَقِيلَ لعبدالمطلب فِي ذَلِكَ، فَفَكَّرَ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ وَرَاءَ هَذِهِ الدَّارِ دَارًا يُجْزَى فِيهَا الْمُحْسِنُ بِإِحْسَانِهِ وَيُعَاقَبُ فِيهَا الْمُسِيءُ بِإِسَاءَتِهِ، وَبِــ
بَرَكَةِ ذَلِكَ النُّورِ قَالَ لِأَبْرَهَةَ : إِنَّ لِهَذَا الْبَيْتِ رَبًّا يَحْفَظُهُ
﴿ ٨ . ٢. ٧. ﴾ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَبَّرَهُ بِبَنِيهِ، فَجَعَلَ يَرَى فَضَائِلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فَرَأَى نُورًا سَاطِعًا فِي أَسْفَلِهِمْ، فَقَالَ: يَارَبِّ مَنْ هَذَا ؟
قَالَ : " هَذَا ابْنُكَ أَحْمَدُ، هُوَ أَوَّلُ وَهُوَ آخِرُ وَهُوَ أَوَّلُ مُشَفَّعٍ . "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التخريج :"
1.] ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (32056).
2.] وتجده أيضاً في " » الجزء العاشر من الفوائد المنتقاة» لما خلق الله آدم عليه السلام خبره ببنيه ، فجعل يرى ...".
3.] وذكره ابن الصواف.
4.] وحكم الألباني على الحديث بـ :" الضعف".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 03 / 2018, 05 : 07 PM
تمام حديث ابن عباس .. وشرح ابن برهان الدين عليه:
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:
« إن قريشا كانت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه الصلاة والسلام بألفي عام يسبح ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه فلما خلق الله تعالى آدم عليه الصلاة والسلام ألقى ذلك النور في صلبه،
قال صلى الله عليه وسلم: فأهبطني الله تعالى إلى الأرض في صلب آدم، وجعلني في صلب نوح، وقذفني في صلب إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، ثم لم يزل ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة حتى أخرجني من بين أبوي لم يلتقيا على سفاح قط » .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قوله صلى الله عليه وسلم: « فأهبطني » ينبغي أن لا يكون معطوفا على ما قبله من قوله: « إن قريشا كانت نورا بين يدي الله تعالى ... الخ ...» فيكون نوره صلى الله عليه وسلم من جملة نور قريش، وإنه صلى الله عليه وسلم انفرد عن نور قريش وأودع في صلب نوح عليه الصلاة والسلام... الخ.. ، بل على ما يأتي من قوله: «كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام» اللازم لذلك أن يكون نوره سابقا على نور قريش، ويكون نور قريش من نوره صلى الله عليه وسلم.."
ثم قال ابن برهان الدين :" ورأيت في كتاب "التشريفات في الخصائص والمعجزات" لم أقف على اسم مؤلفه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه الصلاة والسلام فقال يا جبريل كم عمرت من السنين؟،
فقال يا رسول الله لست أعلم، غير أن في الحجاب الرابع نجما يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة، رأيته اثنين وسبعين ألف مرة ".
فقال: « يا جبريل وعزة ربي جل جلاله أنا ذلك الكوكب »
رواه البخاري، هذا كلامه، فلما خلق الله آدم عليه الصلاة والسلام جعل ذلك النور في ظهره: أي فهو حالة كونه نورا سابق على قريش حالة كونها نورا، بل سيأتي ما يدل على أن نوره صلى الله عليه وسلم سابق على سائر المخلوقات، بل وتلك المخلوقات خلقت من ذلك النور آدم وذريته وحينئذ يحتاج إلى بيان وجه كون آدم خلق من نوره صلى الله عليه وسلم، وجعل نوره صلى الله عليه وسلم فيظهر آدم عليه الصلاة والسلام، فـ
قد جاء في الخبر « لما خلق الله تعالى آدم جعل ذلك النور في ظهره » أي فكان يلمع في جبينه فيغلب على سائر نوره الخ ما يأتي، ثم انتقل إلى ولده شيث الذي هو وصيه، وكان من جملة ما أوصاه به أنه يوصي من انتقل إليه ذلك النور من ولده أنه لا يضع ذلك النور الذي انتقل إليه إلا في المطهرة من النساء، ولم تزل هذه الوصية معمولا بها في القرون الماضية إلى أن وصل ذلك النور إلى عبدالمطلب: أي وهذا السياق يدل على أن ذلك النور كان ظاهرا في من ينتقل إليه من آبائه، وهو قد يخالف من تخصيص بعض آبائه بذلك، ولم تلد حواء ولدا مفردا إلا شيث كرامة لهذا النور، قيل مكث في بطنها حتى نبتت أسنانه وكان ينظر إلى وجهه من صفاء بطنها وهو الثالث من ولد آدم عليه الصلاة والسلام، وكانت تلد ذكرا وأنثى معا: أي فقد قيل إنها ولدت لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا، وقيل ولدت مائة وعشرين ولدا، وقيل مائة وثمانين ولدا، وقيل خمسمائة. ويقال إن آدم عليه الصلاة والسلام لما مات بكى عليه من ولده وولد ولده أربعون ألفا، ولم يحفظ من نسل آدم إلا ما كان من صلب شيث دون إخوته: أي فإنهم لم يعقبوا أصلا فهو أبو البشر"
وذكر ابن برهان الدين حديث جابر بن عبدالله؛ والذي ذكره في الباب الرابع؛ قال: يا جابر إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره » الحديث، وفيه أنه أصل لكل موجود، والله سبحانه وتعالى أعلم .
[المصدر :" السيرةالحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبوالفرج، نورالدين ابن برهان الدين ". ].
قال محقق شرف المصطفى :" وأخرج الشطر الأخير منه أبونعيم في الدلائل برقم : 15؛ من حديث يزيد بن أبي حكم، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: لم يلتق أبواي على سفاح، لم يزل الله عزّ وجلّ ينقلني من أصلاب طيبة، إلى أرحام طاهرة صافيا مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما...
قال :" وفي إسناده من لم أعرفه".
**
حُرِّرَ في مدينة رسول الله؛ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
يوم : السبت ٢٥ربيع أول ١٤٣٨من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٢٤ديسمبر٢٠١٦من الميلاد العجيب للسيد الجليل المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.
وقمتُ بمراجعته اليوم وتنقيحه
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 03 / 2018, 07 : 07 PM
بقية البحوث المتعلقة بمسألة النور؛ والتي ستأتي في موضعها:
1.] قصة المرأة التي رأت نور النبوة في وجه عبدالله أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(يُتْبَع ُبِإِذْنِهِ تَعَالَى)
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 03 / 2018, 05 : 08 PM
اعتقاد بعضهم أن الرسول المصطفى والمرتضى والنبي المجتبى والمعصوم المحتبى.. اعتقادهم أنه عليه الصلاة والسلام خلق من نور !!؟.
سؤال البعض!!؟. .
أراجع ما جاء في القرآن المجيد ؛ كلام رب العالمين والذكر الحكيم المنزل من فوق سبع سموات طباقاً .. كما اراجع ما جاء في السنة المطهرة الصحيحة في هذه المسألة :
شريف حمدان
13 / 03 / 2018, 15 : 10 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 03 / 2018, 50 : 10 PM
« „ النطفة(1) النورانية ‟ »
﴿ إذا اردت أن تفسد ديناً .. فأدخل فيه ما ليس منه ﴾
عدتُ مرةً ثانية لمسألة النور ؛ أقصد النور (الأزلي) المحمدي ؛ وسأدرسها من خلال ثلاثة مباحث :
1. ] المبحث الأول يتعلق بــ «جد محمد ؛ عبدالمطلب» ؛
2. ] المبحث الثاني نتجول فيما قيل عن نور «والد محمد ؛ عبدالله»؛
3. ] المبحث الثالث نسمح لأنفسنا أن نصطحب الزُهرية «أمَ محمد ؛ آمنة بنت وهب» قبيل الحمل وحينه وإثناءه ولحظات الولادة والوضع ، وسأضيف /
4. ] مبحثاً رابعاً عند الحديث عن النبوة والرسالة - هذا إذا يسر صاحب الفضل والكرم والجود والنعم خالقنا وسهل لي وأعانني على إتمامه فهو على كل شئ قدير إذ أنه المسؤول فنعم المولى ونعم المجيب-.
1. ] المبحث الأول : «جد محمد ؛ عبدالمطلب»
قال مؤرخو حادثة واقعة الفيل ؛ منهم ابن إسحاق ؛ ويذكرها ابن هشام :" ... وَكَانَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ أَوْسَمَ النَّاسِ وَأَعْظَمَهُمْ وَأَجْمَلَهُمْ فَلَمَّا رَآهُ أَبْرَهَةُ أَجَلَّهُ ، وَأَكْرَمَهُ عَنْ أَنْ يُجْلِسَهُ تَحْتَهُ ، وَكَرِهَ أَنْ تَرَاهُ الْحَبَشَةُ يُجْلِسُهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ فَنَزَلَ أَبْرَهَةُ عَنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى بِسَاطِهِ ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَيْهِ إِلَى جَانِبِهِ ".(2) .
وهذه الرواية لا إشكال فيها ؛ بل أثبتها ؛ ولكن رواية « „النور‟ » ؛ ذلك الذي صاحب عبدالمطلب -جد محمد- حين لقاءه وتحدثه مع أبرهة الحبشي.. هي التي تحتاج مني إعادة نظر وبحث ... إذ أن تصديق هذه الرواية يضعها تحت الإيمان والعقائد ؛ ومسائل العقائد كلها تحتاج إلى دليل قطعي الثبوت (وحياً) وقطعي الدلالة (معنى) ، كقضية وجود خالق (3) للإنسان والحياة والكون من عدم ؛ وهو واجب الوجود ؛ ومَن لا يصدق يقع في إشكال ؛ ومجرد اعتبارها رواية لا تصدق ولكنها تروى في المجالس نقع في إشكال آخر ؛ ألا وهو اهتزاز في الأسس التي يقوم عليها الدين وإضافة ما ليس منه ، ومِن هذا القبيل تسربت فكرة (أزلية وجود النور (4) المحمدي) وهي فكرة لا سند لها ولا توثيق فتقرأ عن النور في وجه عبدالمطلب -جد محمد- وهي رواية مرسلة السند تقول :" وأما عبدالمطلب ومن معه فإنهم أقاموا في ابتهال ودعاء وتضرع وقد استجيب لهم ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقالوا في دعائهم: (اللهم ببركة هذا النور الذي وهبتنا اجعل لنا من كل كيدهم فرجا " (5) وانصرنا على أعداءنا) ونظروا هياكل الأعداء على وجه الأرض مطروحة، والفيل ولى هاربا "، (6) هذا مصدر ، أما الثاني فإن بعض العلماء المتأخرين -والذين لهم صلة بالباطنية ؛ أو يعتقدون بعض عقائدهم- تسربت إليهم فكرة (أزلية النور المحمدي) ومن هؤلاء العلامة الشهرستاني (548هـ) فتجده كتب عن :" معرفة أنساب أجداد النبي عليه الصلاة والسلام والإطلاع على ذلك النور الوارد من صلب إبراهيم (7). إلى إسماعيل عليهما الصلاة وتواصله في ذريته إلى أن ظهر بعض الظهور في أسارير عبدالمطلب : سيد الوادي : شيبة الحمد وسجد له الفيل الأعظم" (8). ثم يكمل الشهرستاني الحديث :" وببركة ذلك النور: دفع الله تعالى شر أبرهة وأرسل عليهم طيراً أبابيل.. وببركة ذلك النور: رأى تلك الرؤيا في تعريف موضع زمزم ووجدان الغزالة والسيوف التي دفنتها جرهم.. وببركة ذلك النور: ألهم عبدالمطلب النذر الذي نذر في ذبح العاشر من أولاده... ". (9).
قال ابن كثير وآخرون تعقيبا على حادثة الفيل التي ذكرها القرآن الكريم :" ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ مَا قَالَتْهُ الْعَرَبُ مِنَ الْأَشْعَارِ فِي هَذِهِ الْكَائِنَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي نَصَرَ اللَّهُ فِيهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُشَرِّفَهُ وَيُعَظِّمَهُ وَيُطَهِّرَهُ ، وَيُوَقِّرَهُ بِبَعْثَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُشْرَعُ لَهُ مِنَ الدِّينِ الْقَوِيمِ الَّذِي أَحَدُ أَرْكَانِهِ الصَّلَاةُ بَلْ عِمَادُ دِينِهِ ، وَسَيَجْعَلُ قِبْلَتَهُ إِلَى هَذِهِ الْكَعْبَةِ الْمُطَهَّرَةِ ، وَلَمْ يَكُنْ مَا فَعَلَهُ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ نُصْرَةً لِقُرَيْشٍ ... وَإِنَّمَا كَانَ النَّصْرُ لِلْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَإِرْهَاصًا وَتَوْطِئَةً لِبَعْثَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". (10) .
وقال بحرق :" ومن يومئذ احترمت النّاس قريشا، وقالوا: هم جيران الله، يدافع عنهم (11).".
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
ــــــــــــــــ
المصادر والتعليقات :
( 1. ) النُّطْفَةُ : الْمَاءُ الصَّافِي . وَالنُّطْفَةُ وَالنُّطَافَةُ : الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ ، وَفِي الْحَدِيثِ : قَالَ عليه السلام لِأَصْحَابِهِ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين : » هَلْ مِنْ وَضُوءٍ ؟ فَجَاءَ رَجُلٌ بِنُطْفَةٍ فِي إِدَاوَةٍ « ، أَرَادَ بِهَا هَاهُنَا الْمَاءَ الْقَلِيلَ ؛ فقد ذكر مسلم في صحيحه وتجده في المعجم الكبير للطبراني : عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ »: ... فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » اجْمَعُوا بَعْضَ أَزْوَادِكُمْ « ، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِطَعٍ ، فَمُدَّ ، فَجَاءَ الْقَوْمُ بِتَمْرٍ ، فَنَثَرُوهُ ، فَتَطَاوَلْتُ لَهُ أُحْزِرُهُ أَنْظُرُ كَمْ هُوَ ؟ ، فَإِذَا هُوَ كَرَبْضَةِ الشَّاةِ ، فَأَكَلْنَا جَمِيعًا ، حَتَّى شَبِعْنَا ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً (١٤٠٠)، فَحَشَوْنَا جُرُبَنَا مِنْهُ ».
وهنا يظهر لنا آحدى معجزاته ؛ وبإذنه وكرمه نجعل لتلك المعجزات بابا خاصاً ؛ إذ هي تصل إلى (١٠٠٠٠) . والشاهد من الحديث « ثُمَّ دَعَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنُطْفَةٍ مِنْ مَاءٍ فِي إِدَاوَةٍ ، فَأَمَرَ بِهِ ، فَصُبَّ فِي قَدَحٍ ، فَجَعَلْنَا نَتَطَهَّرُ بِهِ ، حَتَّى تَطَهَّرْنَا جَمِيعًا. »
وهذه معجزة آخرى .
ولم يذكر البخاري بقية الحديث .
" وَالنُّطْفَةُ " : مَاءُ الرَّجُلِ . وَبِهِ سُمِّيَ الْمَنِيُّ نُطْفَةً لِقِلَّتِهِ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ﴾ (القيامة: 37) .
«فائدة» :
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:» تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ »
[المستدرك؛ للنيسابوري] ،
وَفِي رِوَايَةٍ »: لَا تَجْعَلُوا نُطَفَكُمْ إِلَّا فِي طَهَارَةٍ « ، وَهُوَ حَثٌّ عَلَى اسْتِخَارَةِ أُمِّ الْوَلَدِ وَأَنْ تَكُونَ صَالِحَةً ، وَعَنْ نِكَاحٍ صَحِيحٍ .
[انظر مقاييس اللغة لـ ابن زكريا ؛ ولسان العرب لـ ابن منظور] .
( 2. ) انظر :
- عبدالملك بن هشام بن أيوب الحِمْيري ؛ السيرة النبوية ؛ جزء 1 ؛ صفحة: 60 ؛ دار الفكر ؛ القاهرة ،
- والبداية والنهاية ؛ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ؛ جزء2 ؛ صفحة: 172 ؛ منشورات مكتبة المعارف : باب : ذِكْرُ سَبَبِ قَصْدِ أَبْرَهَةَ بِالْفِيلِ مَكَّةَ لِيُخَرِّبَ الْكَعْبَةَ ؛ كما انظر
- د. زغلول النجار ؛ من التفسير العلمي للقرآن الكريم ؛ سورة الفيل ؛ الجزء الثلاثون ؛ ص: 382.
( 3. ) كقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [البقرة ٢٨٥] وبقية مسائل وقضايا الإيمان مثل ﴿ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ ﴿النساء: ٥٩﴾ .
( 4. ) هناك فارق في المعنى والتأويل والتفسير بين مسألة نور محمد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين عليه السلام منذ عهد ابينا آدم وتنقله في الأصلاب الطاهرة والأرحام العفيفة وإلى وضع النطفة المباركة من أبيه عبدالله بن عبدالمطلب في رحم أمه آمنة بنت وهب ؛ وأنه خلق من نور الإله -كما يدعي البعض- وبين ما جاء في سورة الأحزاب ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ... [٤٥] ... وسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ [الأحزاب: ٤٦] ؛ وهذا ما سيأتي في المبحث الرابع كما قلتُ سابقاً ؛ كما وأن هناك فارق بين هذا وبين الآيات التي تتحدث عن السراج كقوله تعالى ذكره ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا ﴾ [الفرقان: ٦١] ، أو قوله تعالى في سماه وتقدست اسماه ﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: ١٦] وقوله ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾ [النبإ: ١٣].
( 5.) في المصدر " فرجا ومخرجا " .
( 6. ) صفحة: ٧٤ ؛ جزء ١٥ من كتاب" بحار الأنوار " لمؤلفه المجلسي.
( 7. ) القاضي / يوسف النبهاني في مختصره عن القسطلاني ذهب إلى أبعد من ذلك فقال :" ولدت حواء من آدم أربعين ولدا فى عشرين بطنا ووضعت شيثاً وحده كرامة لسيدنا محمد صلى الله علية وسلم ؛ فإن نوره انتقل من آدم إلى شيث وقبل وفاته جعله وصيا على ولده ؛ ثم أوصى شيث ولده بوصية آدم أن لايضع هذا النور إلا فى المطهرات من النساء ولم تزل هذه الوصية جارية تنقل من قرن إلى قرن إلى أن أدى الله النور إلى عبدالمطلب وولده عبدالله ".
وبمراجعة ما قاله القسطلانى فى المواهب اللدنية وجدتُ ما نقله النبهاني عنه بالنص .
قلتُ (الرمادي) : لم أجد ما يوثق أو يثبت هذه الرواية ؛ بل تكاد تكون رجماً بالغيب!. و
كذا ذكرها محمد أبرار مسروى بن المرحوم شيرازى ألأمونتي دون سند ؛ بل تسمع مَن يقول:" ان تلك اللمعة المفخمة المعظمة المكملة النورية انتقلت من وجه آدم لوجه ابنه شيث كما روآه أهل الاتقآن" .
قلتُ (الرمادي): ولكي أكون منصفاً ما زلتُ ابحث عن أهل الإتقان هؤلاء كي أتمم بحثي بشكل جيد .
ثم أعود إلى يوسف النبهاني فتجد أنه :" روى فى كتابه" حجة الله على العالمين" عن كعب الاحبار [قلتُ (الرمادي): كعب الأحبار تابعي لم ير النبي عليه السلام ؛ ويروي الكثير من الإسرائيليات!!. كما قال الذهبي] قال: فكان نور محمد صلى الله عليه وسلم يُرى فى دائرة غرة آدم عليه السلام كالشمس فى دوران فلكها وكالقمر فى ديجور ليلة ظلماء ".
ثم يذكر النبهاني نقلا من كعب الأحبار:" قال الله تعالى لآدم عليه السلام :" خذه -أى النور النبوى- بعهدي وميثاقي على أن لا تودعه الا فى الاصلاب الطاهرة والمحصنات الزاهرة " ، قال :" نعم يآ الهي ؛ وسيدي ؛ قد اخذته بعهدك أن لا ادعه الا فى المطهرين من الرجال ؛ والمحصنات من النساء "... الى أن قال :" فلم تزل حواء كذلك حتى انتقل النور الى وجهها " ، فعلم -آدم- أنها علقت بشيث فأصبح آدم عليه السلام والنور مفقود من وجهه وصار وجه حواء يتلألأ كل يوم حسنا لما حملت به حواء بشيث عليه السلام . بقى آدم لا يقربها لطهارتها وطهارة مَن فى بطنها وصارت تأتيها الملائكة كل يوم بالتحيات من رب العالمين .
ثم قال كعب الأحبار:" وخلق الله شيثا فى بطن أمه وحده كرامة لنبيه صلى الله عليه وسلم وكان كل بطن بعد ذلك ذكرا وأنثى. قال: فلما وضعت حواء شيثا نظر آدم عليه السلام الى نور النبى صلى الله عليه وسلم بين عينيه ولما أيقن آدم عليه السلام بالموت قال له: يابنى ان الله أخذ عليك عهدا وميثاقا من أجل هذا النور المستودع فى ظهرك ووجهك الا تضعه الا فى أطهر نساء العالمين وزوجه البيضاء".
قلتُ (الرمادي): هذا الحوار بين رب العزة في علاه وبين آحد أنبياءه تعلوه مظاهر الوضع وعلامات الكذب تراها في هذا السياق الهزيل..
بيد أني قرأت :" واخرج ابن حجر العسقلانى فى (المطالب العالية) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: ان قريشا كانت نورا بين يدى الله عز وجل قبل ان يخلق آدم بالفى عام يسبح ذلك النور فتسبح الملائكة بتسبيحه فلما خلق الله آدم جعل ذلك النور فى صلبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. فأهبطه الله الى الارض فى صلب آدم فجعل فى صلب نوح فى السفينة وقذف فى النار فى صلب ابراهيم ولم يزل ينقلنى من الاصلاب الطيبة الى الارحآم الطآهرة حتى أخرجت من بين أبوى لم يلتقيا على سفاح قط ".
وسأعود لبحث هذه المسألة في مبحث النسب الشريف وطهارته.
( 8. ) قال أبو سعد عبدالملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم الخركوشي:" ولقد رأى عبدالمطلب من نور محمد صلى الله عليه وسلم عجبا عجيبا يوم قدم أبرهة بن الصباح لهدم بيت الله الحرام "
[انظر شرف المصطفى ؛ عبدالملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي ، أبو سعد (المتوفى: 407هـ)؛ الناشر: دار البشائر الإسلامية – مكة؛ الطبعة: الأولى - 1424 هـ] .
والقاضيم يوسف النبهاني يختصر المواهب للقسطلاني فيقول:" فركب (عبدالمطلب) فى قريش حتى طلع جبل ثبير فاستدار نور رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبينه كالهلال وانعكس شعاعه على البيت الحرام فلما نظر عبدالمطلب إلى ذلك قال يامعشر قريش ارجعوا فقد كفيتم هذا الأمر فوالله ما استدار هذا النور منى إلا أن يكون الظفر لنا فرجعوا متفرقين .
وتقرأ عند: شرف المصطفى ؛ عبدالملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي إذ تأتي إضافة :" فلما نظر عبدالمطلب إلى ذلك النور قال: معاشر قريش ارجعوا فقد كفيتم، فو الله ما استدار هذا النور مني قط إلا كان الظفر، ولا وقع على شيء كما وقع على هذا البيت إلا منع الضيم ".
ثم يكمل أبو سعد النيسابوري الخركوشي أما :" عبدالمطلب فركب في نفر من قريش فلما أن توسط العسكر سعى سعيا حتى دخل على الملك وقال: قد جاءكم اليوم سيد قريش حقّا ، قال: ويلك كيف علمت ذلك؟ قال: لأني لم أر في الآدميين أجمل منه ، فأخذ أبرهة زينته ثم أذن لعبدالمطلب حتى دخل عليه فأخذ بكلتا يديه وأجلسه على سرير ملكه ، وأقبل الملك على وجه عبدالمطلب ثم قال: هل كان في آبائك من كان له مثل هذا النور والجمال؟ فقال عبدالمطلب: نعم، كل آبائي كان لهم هذا النور والبهاء ، فقال الملك أبرهة: فأنتم قوم قد فاخرتم الملوك ؛ وقد حق لك أن تكون سيد قومك".
ونعود لما قاله القاضي النبهاني :" ثم إن أبرهة أرسل رجلا [حُنَاطَةَ الْحِمْيَرِيَّ (من بداية ابن كثير) من قومه فلما دخل مكة ونظر إلى وجه عبدالمطلب خضع وثلجلج (الصواب :"تلجلج") لسانه وخر مغشيا عليه فكان يخور كما يخور الثور عند ذبحه فلما أفاق خر ساجدا لعبدالمطلب وقال أشهد أنك سيد قريش حقا" ،
ثم يضيف القاضي :" ولما قدم أبرهة ملك اليمن لهدم البيت الحرام وبلغ ذلك قريشاً فقال لهم عبدالمطلب لايصل إلى هذا البيت لأن له ربا يحميه ثم استاق أبرهة إبل قريش وغنمها وكان لعبدالمطلب فيها أربعمائة ناقة [ينبغي تصحيح هذه المعلومة (فـ 400 بعير مخالف لما عند ابن إسحاق وتبعه ابن هشام ؛ وجزم ابن حزم به والبغوي واليعمري والدميري والشامي والصواب :"أصاب فيها مائتي بعير لعبدالمطلب " ؛ و هذا تجده عند ابن كثير في البداية :" فَقَالَ (عبدالمطلب موجها كلامه لأبرهة ) : حَاجَتِي أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَابَهَا لِي " .
يكمل النبهاني نقلا من المواهب اللندنية :" وروى أن عبدالمطلب لما حضر عند أبرهة نظر الفيل الأبيض العظيم إلى وجهه فبرك كما يبرك البعير وخر ساجدا وأنطق الله تعالى الفيل فقال: السلام على النور الذى فى ظهرك ياعبدالمطلب ".
[انظر: يوسف إسماعيل النبهانى ؛ القاضي ؛ الأنوار المحمدية ؛ مختصر المواهب اللدونية للقسطلانى] .
قلتُ (الرمادي) : ما اختصره القاضي النبهاني من عند القسطلاني تلزمنا العودة لما قاله مؤلفه قبل الإختصار أو ما بينه شارحه الزرقاني .
قلتُ: يؤكد هذه الرواية ما كتبه صاحب إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون :" ... ثم إن الفيل لما نظر إلى وجه عبدالمطلب برك كما يبرك البعير وخر ساجدا ، وأنطق الله سبحانه وتعالى الفيل ، فقال: السلام على النور الذي في ظهرك يا عبدالمطلب".
وفي كلام بعضهم أن أبرهة لما بلغه مجيء عبدالمطلب إليه أمر أن عبدالمطلب قبل دخوله عليه أن يذهب به إلى الفيلة ليراها ويرى الفيل العظيم وكان أبيض اللون."... :"... وإنما أُرى عبدالمطلب الفيلة إرهابا لها وتخويفا فإن العرب لم تكن تعرف الأفيال ، وكانت الأفيال كلها ما عدا الفيل الأعظم تسجد لأبرهة . وأما الفيل الأعظم فلم يسجد إلا للنجاشي ، فلما رأت الفيلة عبدالمطلب". " سجدت حتى الفيل الأعظم . وقيل إن أبرهة لم يخرج إلا بالفيل الأعظم ، ولما بلغ أبرهة سجود الفيلة لعبدالمطلب تَطَيَّرَ ثم أمر بإدخال عبدالمطلب عليه، فلما رآه ألقيت له الهيبة في قلبه ، فنزل عن سريرة تعظيما لعبدالمطلب.
ثم رأيتُ -الحديث لصاحب العيون- العلامة ابن حجر في شرح الهمزية حاول الجواب عن هذا الذي تقدم عن الحافظ النيسابوري ، من أن النور استدار في وجه عبدالمطلب إلى آخره: أي وقول الفيل: السلام على النور الذي في ظهرك يا عبدالمطلب مع أن ولادته صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت ، يلزمها أن يكون النور انتقل من عبدالمطلب إلى عبدالله ، ثم انتقل من عبدالله إلى آمنة ، بأن النور وإن انتقل من عبدالمطلب ، لكن الله سبحانه وتعالى أكرم عبدالمطلب فأحدث ذلك النور في ظهره ، وفي وجهه وأطلع الفيل عليه هذا كلامه " فليتأمل " (استدراكاً من صاحب السيرة الحلبية!!!) .
[انظر السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ؛ ص: 88 - 89؛ علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي ، أبو الفرج، نورالدين ابن برهان الدين (المتوفى: 1044هـ) ؛ الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ؛ الطبعة: الثانية - 1427هـ .]
قلت (الرمادي) أسعى لتحقيق كل ما نقل وكُتب عن هذه الجزئية ؛ أقصد سجود الفيل أمام -جد محمد- عبدالمطلب وأنقل ما كتبه الخركوشي :" وقيل: إنه لما دخل عبدالمطلب على أبرهة ملك الحبشة التفت إلى سايس الفيل- وكان فيلا عظيما ، أبيض له نابان مرصعان بأنواع الجواهر والدر ، وكان يباهي بذلك الفيل ملوك الأرض ، وكان ذلك الفيل لا يسجد للملك أبرهة بن الصباح كما يسجد له سائر الفيلة- فقال الملك لسايس الفيل: أخرجه ، فأخرجه وقد زين بكل زينة على وجه الأرض ، فلما نظر الفيل إلى وجه عبدالمطلب خرّ ساجدا ونادى بلسان الآدميين: السلام عليك أيها النور الذي في ظهرك يا عبدالمطلب ، معك العز والشرف ، لن تذل ولن تغلب "... فلما نظر الملك إلى ذلك وقعت عليه الرعدة وظن أن ذلك سحر ، فبعث إلى كل ساحر في مملكته فجمعهم وقال: الويل لكم ، حدثوني عن هذا الفيل ، لِمَ سجد لعبدالمطلب؟ ؛ قالوا: إنه لم يسجد له ، وإنما سجد لنور يخرج من ظهره في آخر الزمان يقال له: محمد صلى الله عليه وسلم يملك الدنيا ويذل ملوك الأرض ويدين بدين صاحب هذا البيت- إله إبراهيم- وملكه أعظم من ملك أهل الدنيا ، فائذن لنا أن نقبل يديه ورجليه ، فأذن لهم ، فقامت السحرة فقبلوا يدي عبدالمطلب ورجليه ، وقام الملك وحيدا متواضعا فقبل رأس عبدالمطلب ، وأمر له بجزيل الجائزة ، ورد عليه وعلى قريش ما أخذ منهم.".
أقول (الرمادي): وبهذه الروايات التي مازالت في بطون الكتب تصبح المسألة جد خطيرة ؛ إذا لم نحقق ما كتب وسطر في بطون الكتب!!؟ .
قلتُ (الرمادي) : ينبغي العودة إلى الزرقاني ؛ شارح المواهب تأليف أحمد بن محمد القسطلاني (851~923هـ) ؛ وقبله قال ابن كثير في البداية :" قَالَ السُّهَيْلِيُّ: أَيْ سَقَطَ -الفيل- إِلَى الْأَرْضِ ، وَلَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْفِيَلَةِ أَنَّ تَبْرُكَ وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ مِنْهَا مَا يَبْرُكُ كَالْبَعِيرِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ ." ؛ إذ يذكر مقالة في أمر أن يبرك الفيل بالفاظ آخرى : قال" السهيلي: فيه نظر؛ لأن الفيل لا يبرك، فيحتمل أن بروكه سقوطه إلى الأرض، ويحتمل أنه فَعَل فِعْل البارك الذي يلزم موضعه ولا يبرح، فعبر بالبارك عن ذلك، وسمعت من يقول في الفيل صنف يبرك، كما يبرك الجمل ؛ "وخر ساجدًا" وفي الدر المنظم: فتعجب أبرهة من ذلك ، ودعا بالسحرة والكهان فسألهم عن ذلك، فقالوا: إنه لم يسجد له وإنما سجد للنور الذي بين عينيه، "وأنطق الله تعالى الفيل فقال: السلام على النور الذي في ظهرك يا عبد المطلب" ألهم الفيل أن أصله في ظهره فلم يقل بين عينيك؛ لأنه فاض مما في ظهره، فنوره صلى الله عليه وسلم حين صار إلى جده فاض حتى ظهر في جبهته مع بقائه في ظهره. وأما السحرة والكهان فنظروا للمشاهد إذ لم يلهموا، وهذا والله أعلم إنما يأتي على القول المردود الموهون: أن ولادته صلى الله عليه وسلم بعد الفيل بأربعين أو بخمسين سنة، ولذا ساقه المصنف بـ "صيغة التمريض ؛ وتبرأ منه " ، بقوله: "كذا في" كتاب "النطق المفهوم" لابن طغربك.
وأطلعتُ (الرمادي) على محقق ثان -غير الزرقاني- للمواهب وهو صالح أحمد الشامي (منشورات المكتب الإسلامي ؛ الطبعة الثانية : 1425هـ~2004م) فعلق في ذيل صفحة 103 بعد هذا بالقول :"وهو إلى الخيال أقرب منه إلى الواقع ؛ فليت المصنف -القسطلاني- نزه كتابه عن مثل هذه الأخبار." .
قلتُ (الرمادي) تعمدت إثبات هذه النقول من بطون الكتب كي تضح الصورة تماماً ؛ إذ أنها نُقُول تتناقلها أجيال لم تعتمد الطريقة العلمية في التوثيق .
( 9 ) انظر : الملل والنحل ؛ الشهرستاني ؛ ص: 127 ؛ دار مكتبة المتنبي ؛ بيروت -لبنان 1992م.
( 10 ) مصدر سابق ؛ جزء 2 ؛ ص :175 ؛ ابن كثير: البداية.
( 11 ) نظر : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار ؛ محمد بن عمر بن مبارك الحِميري الحضرمي الشافعي ، الشهير بـ «بَحْرَق» (المتوفى: 930هـ) ؛ الناشر: دار المنهاج – جدة؛ تحقيق: محمد غسان نصوح عزقولح. ... وشاركه الرأي الخركوشي فقال :" فكان بعد ذلك أن عظّمت العرب قريشا وقالوا: أهل الله، قاتل عنهم وكفاهم مؤنة عددهم ".
شريف حمدان
18 / 03 / 2018, 33 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/jyR59893.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 03 / 2018, 58 : 06 PM
[9] تكلمتُ- ومِن الله تعالى في سماه وتقدست اسماه الفضل والكرم- في الفصل التاسع السابق عن مسألة النور المحمدي؛ وهداهم الله العلي القدير إلى صحيح التفسير وسليم التأويل؛ مَن يخرج عن دقة التعبير ودقة الفهم ... وسأعود إليها مرة ثانية ... فمسألة النور المحمدي سترافقنا حين الحديث عن والده « عبدالله بن عبدالمطلب» قبيل دخوله على زوجه «آمنة بنت وهب الزُهرية».. وستأتي مرة ثانية حين وضع الوليد السعيد...
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 03 / 2018, 30 : 07 PM
[10] الفصل العاشر:"
:"« أول »الأنبياء... و « آخرهم »
﴿ 10 . ﴾:
10. 1.) عن أبي هريرة(١) رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول اللهﷺ » : كنتُ „ أَوَّلَ ‟ الأنبياء خلقا و „ آخِرَهم ‟ بعثا (*)«. (٢).
قلتُ (الرمادي): وجاء في حديث طويل بعبارة:
10 .2.) » وجعلتكَ أوَّلَ النَّبيِّينَ خَلقًا وآخرَهم بعثًا « . (٣.)
10. 3.) وروى ابن إسحاق(٤)عن قتادة(٥) مرسلا(٦) قال: قال رسول اللهﷺ » كنت „ أول ‟ الناس في الخلق و „ آخرهم‟ في البعث « (٧)(*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والترجمة والتخريج:
(*) المصدر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد؛ للإمام الصالحي الشامي.
(١.) هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي الحافظ، له خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثا (٥٣٧٤).
قال ابن سعد: كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف (١٢٠٠٠) تسبيحة، مات سنة تسع وخمسين عن ثمان وسبعين عاماً، انظر الخلاصة (3 / 252 (529).
(٢.) الحديث أخرجه :
1.) ابن عدي في الكامل(3 / 1209) ؛ و
2.) أبو نعيم في الدلائل (1 / 6) ؛ و
3.) ابن كثير في البداية والنهاية 04 / 307) ؛ بيد أن محقق السيرة النبوية من البداية والنهاية لابن كثير علق فقال :" لَيْسَ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة المطبوع"،
و
4.) الثعالبي في التفسير 03 / 93 / 1) ؛ و
5.) ذكره السيوطي في الدر 05 / 184) ؛ و
6.) المتقي الهندي في الكنز (32126).
7.) ذكره صاحب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: علي بن سلطان محمد القاري؛
8.) كما ذكره في معرض الإستشهاد صاحب تحفة الأحوذي: محمد بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري في شرحه على سنن الترمذي؛ فكتبَ يقول :" وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ؛ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: » كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ «...
9.) وجاء في التفسير النبوي: عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِهِ ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ﴾ الآيةُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :« كنتُ أوَّلُ النَّبيِّينَ في الخَلقِ وآخرُهُم في البعثِ ».
[رواه أبو هريرة]؛
انظر ابن عدي في الكامل في الضعفاء: (4 /417) ؛ الحديث فيه سعد بن بشير؛ لعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط والغالب على حديثه الاستقامة والغالب عليه الصدق.
وفي قولِ اللهِ تعالى ﴿وإِذْ أخذْنا مِن النِّبيِّين مِيثاقَهم ومِنك ومِن نُوحٍ ﴾ الآية قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: « كنتُ أوَّلَ النَّبيِّين في الخَلْقِ وآخِرَهُم فِي البَعْثِ »؛ و
جاءت زيادة أثبتها : « فبُدِئَ بِي قبْلَهم »
[الحديث رواه أبو هريرة]؛
انظر ابن كثير في تفسير القرآن : (6 /3839؛ والحديث فيه سعيد بن بشير فيه ضعف.
وذكره ابن كثير في السيرة النبوية؛ فقال " وروى البغوي أيضاً عن أحمد بن المقدام عن بقية بن سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي هريرة مرفوعاً ".
وذكر الحديث دون تخريج.
وهذه الرواية رواها أيضاً قتادة بن دعامة؛ انظر الحكمي في معارج القبول (679 / 2)؛ وَالحديث فِيهِ ضَعْفٌ وَيُرْوَى مُرْسَلًا وَمَوْقُوفًا عَلَى قَتَادَةَ، ورواه أبو هريرة؛
انظر الألباني في السلسلة الضعيفة (661)؛ وخرَّجه فقال:" الحديث ضعيف".
10.) انظر ابن القيسراني؛ في ذخيرة الحفاظ: (4 /1906)؛ الحديث : فيه خليد بن دعلج قد توبع عليه.
وما يفيد هنا ما قاله ابن كثير:
11.) عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قوله تعالى ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ﴾ ، قال :" كنتُ أولَ النبيِّين في الخلقِ وآخرَهم في البعثِ". انظر ابن كثيرفي البداية والنهاية : ( 2 /298)؛ الحديث : روي عن قتادة ذكر لنا أن رسول الله.. وهذا أثبت وأصح
.12) « كنتُ أوَّلَ النَّبيِّينَ في الخلقِ وآخرَهم في البعثِ ».
رواه أبو هريرة،
انظر الزرقاني في مختصر المقاصد ( :774)؛الحديث : صحيح . لكن الألباني ضعفه.
(٣.) الحديث رواه:
أ.) أبو العالية الرياحي؛ انظر عند :
1.) ابن كثير في : تفسير القرآن : (5 /31)؛ والحديث: فيه غرابة، فـأبو جعفر الرازي ضعفه غير واحد؛ وأيضاً رواه:
ب.) أبو هريرة؛
انظر :
1.) الهيثمي في : مجمع الزوائد : (1 /72)؛ الحديث رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول.
كما تجده عند :"عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير؛ لـمحمد بن محمد بن محمد بن أحمد، ابن سيد الناس، اليعمري الربعي، أبو الفتح، فتح الدين (المتوفى: 734هـ)؛ تعليق: إبراهيم محمد رمضان" دون تعليق أو تخريج.
(٤.) هو محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولى قيس بن مخرمة أبو عبدالله المدني، قال أحمد: حسن الحديث، وقال البخاري: رأيت علي بن عبدالله يحتج به وقال يعقوب بن شبه: لم أر لابن إسحاق إلا حديثين منكرين، مات سنة إحدى وخمسين ومائة، انظر الخلاصة (2 / 379 (6049). .
(٥.)هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت، يقال: ولد أكمه، وهو رأس الطبقة الرابعة مات سنة بضع عشرة، انظر التقريب (2 / 123 (81)).".
(٦.) الحديث أخرجه :
1..) ابن عدي في الكامل ( 3/ 919)،
2.) وابن سعد في الطبقات(1 - 1 / 96)،
3.) وذكره المتقي الهندي في الكنز (3191).
قلتُ الرمادي :
4. ) انظر العجلوني؛ في كشف الخفاء: 2 /169؛ الحديث: مرسل كما اثبتناه في المتن.
(٧.) وجاء برواية أبي هريرة » كنتُ أوَّلَ النَّاسِ في الخلقِ وآخرَهم في البعثِ «. انظر: ابن عدي؛ في الكامل في الضعفاء : ( 3 /488) ؛ الحديث فيه "خليد بن دعلج" عامة حديثه يتابعه عليه غيره، وفي بعض حديثه إنكار.
وفي روايةٍ : » أوَّلَ النَّاسِ في الخَلقِ « . رواه : قتادة بن دعامة؛ انظر ابن رجب في لطائف المعارف 162؛ الحديث روي مرفوعاً والمرسل ( كما اثبتناه في بداية التخريج ) أشبه رواية عن قتادة مرسلة ثم تلا ﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبرهيم وموسى وعيسى ابن مريم ﴾ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي
حُرِّرَ بمكة المعظمة في يوم الإثنين ٤ شهر ربيع الأخر ١٤٣٨ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٢ من شهر يناير عام ٢٠١٧ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.
وقمتُ بفضل الله تعالى بمراجعته اليوم : 04 رجب 1439هـ
[يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ]
شريف حمدان
22 / 03 / 2018, 03 : 09 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/jyR59893.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 03 / 2018, 28 : 10 PM
[ 11] الفصل الحادي عشر:
« دَعْوَةُ „إِبْرَاهِيمَ‟ وبُشْرَىٰ „عيسىٰ‟ عليهما السلام »
11. 1. ] : « دَعْوَةُ „إِبْرَاهِيمَ‟وبُشْرَىٰ „عيسىٰ‟ عليهما السلام »
١.] جاء في مسند الإمام أحمد؛ مسند الشاميين، حديث عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« إِنِّي عَــ(ـــبْـــ)ـــــــدُ﴿*﴾ اللَّهِ " مكتوبٌ "(أ) لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ؛ وَسَأُنَبِّئُكُمْ "وسأخبرُكم"(أ) بِأَوَّلِ ذَلِكَ"بأوَّلِ أمري"(أ)﴿1﴾ دَعْوَةُ(ب) أَبِي إِبْرَاهِيمَ﴿2﴾ وَبِشَارَةُ (ب)عِيسَىٰ بِي﴿3﴾ وَرُؤْيَا﴿4﴾ أُمِّي الَّتِي رَأَتْ﴿5﴾"حين وضعَتني"(أ) وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ تَرَيْنَ ».
وعَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :« إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ». فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ :
« إِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ »﴿6﴾.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
﴿*﴾ جاء برواية :"» إني عــ(ــنـــ)ـــدَ اللهِ لخاتَمُ النبيينَ ... « . " بنقطة فوقية وليس تحتية.
(أ) الزيادة مِن مشكاة المصابيح: (5691) قال الألباني:" الحديث صحيح".
(ب) :" هناك رواية آخرى عن عبادة بن الصامت ، جاء فيها :" أنَا دَعوَةُ إِبراهِيمَ، و كان آخِرَ مَن بُشِّرَ بِي عِيسَى ابنُ مَريَمَ"
تجدها في صحيح الجامع: (1463)؛ تخريج الألباني؛ وحكم على الحديث بـأنه: صحيح.
﴿1﴾ رواية أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ قُلْتُ « جاءت برواية : ».» ا : « يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ بَدْءُ "أوَّلِ"
[الإضافة : رواه أبو أمامة الباهلي، انظر أيضاً عند الهيثمي في مجمع الزوائد: (8 /225) ؛والحديث إسناده حسن وله شواهد تقويه.] أَمْرِكَ؟ قَالَ :" ﴿2﴾ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى ﴿3﴾عِيسَى، وَرَأَتْ﴿4﴾ أُمِّي أَنَّهُ ﴿5﴾خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ».» ا : « . هذا حديث رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي " مُسْنَدِهِ " (باقي مسند الأنصار؛ حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو بن وهب الباهلي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم) عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ فَرَجٍ بْنُ فَضَالَةَ ، "، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء؛ في السيرة النبوية؛ بحث مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته » باب منه، كما تجده في المعجم الكبير؛ باب الصاد؛ مَن اسمه صدي: صدي بن العجلان أبو أمامة الباهلي؛ ما أسند أبو أمامة؛ لقمان بن عامر عن أبي أمامة بنص :" (7729) - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، ح . وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَا : ثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ﴿1﴾مَا كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ ؟ فَقَالَ : " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، ﴿3﴾وَبُشْرَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ ﴿5﴾خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ".
قلتُ (الرمادي): سأبحث هذه الجزئية في موضعها؛ بإذنه تعالى.
**
تفصيل مسألة الفصل الحادي عشر:
الحديث سنقسمه إلى مشاهد أو مقاطع؛ إذ أن كل مقطع منه يصلح للإستشهاد به في موضع نحتاجه في إثناء البحث وإثبات نبوته ﷺ :
(١. ) المشهد الأول:» إني عندَ اللهِ لخاتَمُ النبيينَ« ؛
(٢. ) المشهد الثاني:» وإنَّ آدَمَ لمُنْجَدِلٌ في طينتِهِ ؛(اثبتناه من قبل)
(٣. ) المشهد الثالث: » وسأُنَبِّئُكُمْ بأوِّلِ ذلِكَ «
(٤. ) المشهد الرابع: » دعوةُ إبراهيمَ «.
(٥. ) المشهد الخامس: » وبشْرَىٰ عيسى ٰ«؛
(٦.) المشهد السادس : » ورؤْيَا أُمِّي التي رأَتْ «
(٧.) المشهد السابع : » وكذَلِكَ أمَّهَاتُ المؤمنينَ يَرَيْنَ «؛
وسنتكلم عن هذا المقطع في موضعه؛ بإذنه تعالى؛
وفِي روايَةٍ: » وإنَّ أمَّ رسولِ اللهِ ﷺ رأتْ حينَ وضعتْهُ نورًا أضاءَتْ منه قصورُ الشامِ «.
تخريج حديث » إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ «
.1) أحمد بن حنبل فى المسند: (ح17163 /28 /395)؛ ط: الرسالة من طريق أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ،
2.) الحاكم فى المستدرك: (ح4175/ 2 /656)؛ ط: دار الكتب العلمية،
3.) البيهقى فى الدلائل: (1 /83)؛ ط: دار الكتب العلمية ،
4.) الدارمى فى الرد على الجهمية: (ح261/ص 146)؛ ط: دار ابن الأثير،
5.) أبونُعيم الأصبهاني فى الحلية: (6 /90)؛ ط: دار الكتاب العربى،
6.) البزار فى المسند: (ح4199/ 10 /135)؛ ط: مكتبة العلوم والحكم من طريق أَبُو المغيرة عَبدالقدوس بن الحجاج،
7.) الطبرانى فى مسند الشاميين (1455/2/340)؛ ط: الرسالة،
8.) المعجم الكبير (13 /172)،
.9) ابن عساكر فى تاريخ دمشق: (1 /168،21/99)؛ ط: دار الفكر من طريق أَبُو المغيرة عَبدالقدوس بن الحجاج و أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ،
10.) محمد بن عبدالواحد الأصبهاني فى مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى: (ح40/ص25)؛ ط: مكتبة الرشد من طريق بقية بن الوليد،
11.) ابن أبي عاصم في السنة: (ح409/1/179)؛ ط: المكتب الإسلامي من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
**
٢.] وفي حديث طويل .. [ضعيف]؛ جاء في مقدمته :
"بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ إذ أتاه رجل من بني عامر وهو سيد قومه وكبيرهم مدرههم يتوكأ على عصا فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال: ونسب النبي ﷺ إلى جده فقال: يا ابن عبد المطلب إني نبئت أنك تزعم أنك رسول الله إلى الناس أرسلك بما أرسل إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء ألا وإنك نبوت بعظيم إنما كان الأنبياء والملوك في بيتين من بني إسرائيل: بيت نبوة وبيت ملك ولا أنت من هؤلاء ولا من هؤلاء إنما أنت من العرب ممن يعبد الحجارة والأوثان فما لك والنبوة ؟ولكن لكل أمر حقيقة فأتني بحقيقة قولك وبدء شأنك قال: فأعجب النبي ﷺ مسألته ثم قال: يا أخا بني عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ ومجلسا فاجلس فثنى رجله وبرك كما يبرك البعير فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أخا بني عامرإن حقيقة قولي وبدو شأني.
٢. ١ .] المشهد الأول: » دعوة أبي إبراهيم «
٢. ٢.] المشهد الثاني: » وبشرىٰ أخي عيسىٰ ابن مريم «.
٢. ٣.] المشهد الثالث: » وإني كنت بكرا لأمي وإنها حملتني كأثقل ما تحمل النساء حتى جعلت تشتكي إلى صواحبها ثقل ما تجد «
٢. ٤.] المشهد الرابع: » وإن أمي رأت في المنام أن الذي في بطنها نور قالت: فجعلت أتبع بصري النور فجعل النور يسبق بصري حتى أضاء لي مشارق الأرض ومغاربها ثم إنها ولدتني «.
قلتُ (الرمادي):" وله بقية طويلة؛ قد نثبتها في موضعها من كتابي هذا. الحديث رواه شداد بن أوس، انظر البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7 /169) ، الحديث: إسناده ضعيف.
**
نبحث الأن: المشهد الرابع: » في دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام بإيجاد محمدﷺ
«.: لما بنى الخليل عليه السلام الكعبة دعا لأهل مكة فقال » رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ«
[البقرة: 129]
قال السدي عن أشياخه: هو محمدﷺ.
**
قال "وخُلِقْتُ مِن طِينةِ إبراهيمَ، وأنا أفضَلُ مِن إبراهيمَ".... وقرأ: » ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «
[آل عمران: 34] ".
والحديث له بقية ... ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التخريج :
1.) رواه: بُرَيدةُ بن الحصيب الأسلمي: انظر الطبراني في المعجم الأوسط : ( 6/ 1629؛ لا يروى هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا بهذا الإسناد تفرد به حسين الأشقر ،
2.) انظر الهيثمي في مجمع الزوائد: (9 /131)؛ قال: الحديث فيه جماعة لم أعرفهم وحسين الأشقر ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان،
3.) انظر الألباني في السلسلة الضعيفة : (4956)،الحديث : ضعيف جداً.
أما المشهد الخامس: » وبشْرَىٰ عيسىٰ« ؛" بشرىٰ أخي عيسىٰ ابن مريم "بمَقدم أحمد عليهما الصلاة والسلام جاءتنا من خلال النص القطعي (أ): الثبوت؛ والقطعي (ب): الدلالة كما ورد في :
۱.) الذكر الحكيم؛ آية: ( ٦ ) من سورة الصف ورقمها : (٦۱) : ﴿ وَإِذْ قَالَ „ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ‟ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ „ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ ‟ „ أَحْمَدُ ‟ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾
﴿ الصف: ٦ ﴾
، هذا أولاً .
وثانياً كما جاء في احاديث سيد المرسلين وآخر الأنبياء وخاتم المبعوثين؛ ونذكرها من مصادرها :
٢.) » وَبُشْرَىٰ عِيسَى ٰ« ،وهذه هي الروايةالأولىٰ كما قَالَ الْحَاكِمُ في مستدركه عن راوي هذا الحديث :" خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ مِنْ خِيَارِ التَّابِعِينَ، صَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَإِذَا أَسْنَدَ حَدِيثًا إِلَى الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَإِنْ لَمْ يُخْرِجَاهُ (قصد الإمام البخاري ؛ والإمام مسلم) ؛ وقد بوَّب صاحب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد باباً سماه : " بَابُ قِدَمِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وذكر عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ:" وَبُشْرَى عِيسَى"؛
٢ . ۱.) أما الرواية الثانية فقد أوضحت امراً هاماً إذ أثبت ابن عساكر في تاريخ دمشق: قوله عليه السلام » وَبُشْرَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَم َ«، :" وَبِشَارَةُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ " ؛ قال صاحب مجمع الزوائد: نورالدين علي بن أبي بكر الهيثمي:" وَأَحَدُ أَسَانِيدِ أَحْمَدَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، غَيْرَ سَعِيدِ بْنِ سُوِيدٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ".
[انظر : كتاب علامات النبوة؛ مِن مجمع الزوائد ]
٢ . ٢.) : ثم تأتي رواية ثالثة توضح أمراً مهماً وتضيف مسألة هامة وهي رواية عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ إذ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ »: وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْمَهُ »؛
وقال الحاكم النيسابوري :" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
وقال صاحب مجمع الزوائد :" رَوَاهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ، وَالْبَزَّارُ،وَالطَّبَرَانِيُّ بِنَحْوِهِ
قلتُ هذا :" شَاهِدٌ لِلْحَدِيثِ الْأَوَّلِ .".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 03 / 2018, 04 : 02 PM
القسم الأول:
الفضائل والآيات الواقعة قبل مولده
صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
أخذ الميثاق عليه -صلى الله عليه وسلم-. وأخذ الميثاق على الأنبياء.
﴿ 12 . ﴾ الْفصل الثَّاني عشر:
تقدم أخذ الميثاق عليه صلى الله عليه وسلم. وأخذ الميثاق على الأنبياء، آدم فمن دونه من الأنبياء أن يؤمنوا به وينصروه إذا بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم.:
ورد في آي التنزيل من عظم قدره صلى الله عليه وسلم ، وجاء في الذكر الحكيم من رفعةِ ذكره، وشهادته سبحانه وتعالى له بصدق نبوته، وثبوت بعثته، وقسمه تعالى على تحقيق رسالته، وعلو منصبه الجليل ومكانته، ووجوب طاعته واتباع سنته وأخذه تعالى له الميثاق على سائر النبيين فضلا ومنّة إن أدركوه ليؤمنن به ولينصرنه، والتنويه به في الكتب السالفة كالتوراة والإنجيل، بأنه صاحب الرسالة والتبجيل:
﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ(*) وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ﴾
[آيَةُ: 7؛ سُورَةُ: الأحزاب]
﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴾
[آيَةُ:٨١ ؛ سُورَةُ: آل عمران]
ــــــــــــــــــــــ
قال الله تعالى: و (إذ) نصب بمصدر محذوف (أخذ الله ميثاق النبيين) عهدهم (لما) بفتح اللام للابتداء أو دخلت لتوكيد معنى القسم، لأن أخذ الميثاق قسم في المعنى. وبكسرها متعلقة بأخذ، وما موصولة على الوجهين أي الذي (آتيتكم) وفي قراءة: آتيناكم (من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) أي من الكتاب والحكمة، وهو محمد صلى الله عليه وسلم (لتؤمنن به ولتنصرنه) جواب القسم، أي إن أدركتموه، وأممهم تبع لهم في ذلك.
قال الله تعالى لهم: (أأقررتم) بذلك (وأخذتم) قبلتم ووافقتم (على ذلكم إصري) عهدي (قالوا أقررنا. قال فاشهدوا) أي فليشهد بعضكم على بعض بالإقرار
واشهدوا: خطاب للملائكة (وأنا معكم من الشاهدين) عليكم وعليهم (فمن تولى) أعرض (بعد ذلك) الثبات (فأولئك هم الفاسقون) أي الخارجون عن طاعة.
قال الحافظ تقي الدين السبكي في هذه الآية من التنويه بالنبي صلى الله عليه وسلم وعظيم قدره ما لا يخفى أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلا إليهم. فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته، ويكون قوله صلى الله عليه وسلم:
" بعثت إلى الناس كافة " (1) لا يختص به الناس في زمانه إلى يوم القيامة بل يتناول من قبلهم أيضا.
وإنما أخذ المواثيق على الأنبياء ليعلموا أنه المقدم عليهم وأنه نبيهم ورسولهم.
وفي (أخذ) وهي في معنى الاستخلاف، ولذلك دخلت لام القسم في (لتؤمنن به ولتنصرنه)؛ هذه واحدة؛ أما
اللطيفة الأخرى، وهي كأنها البيعة التي تؤخذ للخلفاء ولعل إيمان الخلفاء أخذت من هذا، فانظر إلى هذا التعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم من ربه.
فإذا عرفت هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم نبي الأنبياء، ولهذا أظهر ذلك في الآخرة جميع الأنبياء تحت لوائه.
وفي الدنيا كذلك ليلة الإسراء صلى بهم [وسابحثها -مسالة الإسراء والمعراج قريباً؛ إذ أننا في شهر رجب؛ وما قيل في هذه الليلة] ، ولو اتفق مجيئه في زمن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجب عليهم وعلى أممهم الإيمان به صلى الله عليه وسلم ونصرته.
ولذلك أخذ الله الميثاق عليهم، فنبوته صلى الله عليه وسلم ورسالته إليهم معنى حاصل له. وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم معه، فتأخر الأمر راجع إلى وجودههم لا إلى اتصافه بما يقتضيه.
وفرق بين توقف الفعل على قبول المحمل وتوقف أهلية الفاعل، فهنا لا توقف من جهة الفاعل ولا من جهة ذات النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة، وإنما هو من جهة وجود العصر المشتمل عليه، فلو وجد في عصرهم لزمهم أتباعه بلا شك، ولهذا يأتي عيسى صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان على شريعته صلى الله عليه وسلم، وهو نبي كريم، لا كما يظن بعض الناس أنه يأتي واحدا من هذه الأمة، نعم هو واحد من هذه الأمة لما قلنا من اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن والسنة، فكل ما فيهما من أمر ونهي فهو متعلق به كما يتعلق بسائر هذه الأمة، وهو نبي كريم على حاله لم ينقص منه شئ ولذلك لو بعث النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه أو زمان موسى وإبراهيم ونوح وآدم كانوا مستمرين على نبوتهم ورسالتهم إلى أممهم، والنبي صلى الله عليه وسلم نبي الله ورسوله إلى جميعهم، فنبوته ورسالته أعم وأشمل وأعظم، ويتفق مع شرائعهم في الأصول لأنها لا تختلف، وتقدم شريعته فيما عساه يقع الاختلاف فيه من الفروع، إما على سبيل التخصيص وإما على سبيل النسخ أو لا نسخ ولا تخصيص بل تكون شريعة النبي في تلك الأوقات بالنسبة إلى تلك الأمم مما جاءت به أنبياؤهم، وفي هذا الوقت بالنسبة إلى هذه الأمة الشريفة، والأحكام تختلف باختلاف الأشخاص والأوقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.] الآثر الأول:
روى ابن ابي حاتم عن السدي (2) في الآية قال: " لم يبعث الله نبيا قط من لدن نوح إلا أخذ ميثاقه ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم وينصره إن أدركه وخرجوهم أحياء".
2.] الآثر الثاني :
وروى ابن جرير (3)، عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكرم الله تعالى وجهه في الآية قال: " لم يبعث الله نبيا، آدم فمن بعده، إلا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه وسلم: لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره بأخذ العهد على قومه".
3.] الآثر الثالث :
وروى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: " ما بعث الله نبيا قط إلا أخذ عليه العهد: لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره بأخذ الميثاق على أمته إن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه".
[رواه البخاري(4/أ) في صحيحه].
كما نقله الزركشي في شرح البردة، والحافظ ابن كثير (4/ب) في تاريخه وأول كتابه جامع المسانيد، والحافظ في الفتح في باب حديث الخضر مع موسى، ولم أظفر به فيه، ورواه ابن عساكر بنحوه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قيل: قال الله سبحانه وتعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدة). فالجواب: بأن هداهم من الله وهو شرعه صلى الله عليه وسلم، أي الزم شرعك الذي ظهر به نوابك، من إقامة الدين وعدم التفرقة فيه ولم يقل الله بهم اقتدة وكذا قال تعالى (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) وهو الدين، فهو صلى الله عليه وسلم مأمور باتباع الدين، فإن أصل الدين إنما هو من الله تعالى لا من غيره، وأين هذا من قوله صلى الله عليه وسلم باتباع الدين لا باتباع الأنبياء، فإن السلطان الأعظم إذا حضر لا يبقى لنائب من نوابه حكم إلا له، فإذا غاب حكم النواب بمراسيمه، فهو الحاكم في الحقيقة غيبة وشهادة.
فإنك شمس والملوك كواكب * * إذا ظهرت لم يبد منهن كوكب (5)
و
قد أشار إلى ذلك المعنى البوصيري (6)، وتوفي قبل مولد السبكي .
وكل آي أتى الرسل الكرام بها * * فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضل هم كواكبها * * يظهرون أنوارها للناس في الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــ
حديث(7):
روى ابن سعد (8) عن الشعبي (9) مرسلا قال: قال رجل: " يارسول الله متى آستنبئت ؟"؛ قال: „ وآدم بين الروح والجسد؛ حين أخذ مني الميثاق ‟ (10).
قال الحافظ ابن رجب في اللطائف: وخبر الشعبي يدل على أنه من حين صور آدم طينا أستخرج وأخذ منه صلى الله عليه وسلم ونبئ وأخذ منه الميثاق، ثم أعيد إلى ظهر آدم حتى يخرج وقت خروجه الذي قد رأيت خروجه فيه، فهو أولهم خلقا، وآخرهم بعثا، وهو آخر النبيين باعتبار أن زمانه تأخر عنهم.
ويستدل بخبر الشعبي وغيره مما تقدم على أنه صلى الله عليه وسلم ولد نبيا، فإن نبوته وجبت له حين أخذ الميثاق حيث استخرج من صلب آدم فكان نبيا حينئذ، ولكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك، وذلك لا يمنع كونه نبيا كمن تولى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل، فحكم الولاية ثابت له من حين ولايته وإن كان تصرفه يتأخر إلى حين مجئ الوقت.
4.] آثر:
روى أبو سهل القطان (11) في أماليه، عن سهل بن صالح الهمذاني، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي: " كيف صار محمد صلى الله عليه وسلم يتقدم الأنبياء وهو آخر من بعث ؟ "؛ قال: " إن الله لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم، كان محمد صلى الله عليه وسلم أول من قال „ بلى ‟. ولذلك صار يتقدم الأنبياء وهو آخر من بعث".
قلت؛ محمد فخر الدين :
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
________________________________________
التراجم والحواشي والتخريج:
(*) عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِهِ { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ } الآيةُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :«„ كنتُ أوَّلُ النَّبيِّينَ في الخَلقِ وآخرُهُم في البعثِ‟» .
قلت: خرجتُهُ في بحث أول الأنبياء وآخرهم.
ـــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في المسند (3 / 304)، والبيهقي (2 / 433)، ومجمع الزوائد (8 / 259، 261)، والطبراني في الكبير (12 / 4139، وابن سعد في الطبقات (1 / 1 /128) .
(2) إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة. قال فيه ابن تغري بردي: " صاحب التفسير والمغازي والسير، وكان إماما عارفا بالوقائع وأيام الناس ". توفي سنة 128 ه. [الأعلام (1 / 317).
(3) محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، أبو جعفر الطبري الآملي البغدادي. الإمام العلم صاحب التصانيف العظيمة والتفسير المشهور، مولده سنة أربع وعشرين ومائتين. أخذ الفقه عن الزعفراني والربيع المرادي. قال الخطيب: سمعت علي بن عبد الله اللغوي يقول: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة. توفي في شوال سنة عشر وثلاثمائة عن ست وثمانين. [الطبقات لابن قاضي شهبة (1 / 100 - 101)].
(4/أ) جاء فِي" صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ لَئِنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ وَهُوَ حَيٌّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ وَلَيَتَّبِعَنَّهُ وَلَيَنْصُرَنَّهُ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى أُمَّتِهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ ؛ لَئِنْبُعِثَ مُحَمَّدٌ وَهُمْ أَحْيَاءٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَيَتَّبِعُنَّهُ
(4/ب) إسماعيل بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن ذرع، القرشي، البصروي، الدمشقي. مولده سنة إحدى وسبعمائة، وتفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري وكمال الدين بن قاضي شهبة، ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ولازمه، وأخذ عنه، وأقبل على علم الحديث، وأخذ الكثير عن ابن تيمية، وقرأ الأصول على الأصفهاني، وسمع الكثير، وأقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتأريخ، حتى برع في ذلك وهو شاب. وصنف في صغره " كتاب الأحكام على أبواب التنبيه "، ووقف عليه شيخه برهان الدين وأعجبه، وصنف التأريخ المسمى بالبداية والنهاية والتفسير. وصنف كتابا في جمع المسانيد العشرة، واختصر تهذيب الكمال وأضاف إليه ما تأخر في الميزان سماه التكميل، وطبقات الشافعية ورتبه على الطبقات، وله تصانيف مفيدة. وقال تلميذه الحافظ شهاب الدين بن حجي: كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بجرحها، ورجالها، وصحيحها وسقيمها. وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك. وكان يستحضر شيئا كثيرا من التفسير والتأريخ، قليل النسيان. وكان فقيها جيد الفهم، صحيح الذهن، يستحضر شيئا كثيرا، ويحفظ التنبيه إلى آخر وقت، ويشارك في العربية مشاركة جيدة، وينظم الشعر. وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا وأفدت منه. توفي في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية.
[الطبقات لابن قاضي شهبة (3 / 85 - 869)، والدارس (1 / 36)، والبدرالطالع (1 / 153)، وشذرات الذهب (6 / 231) ].
(5) النابغة الذبياني: القصيدة مطلعها:
أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني **وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ
***
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطاكَ سورَةً ** تَرى كُلَّ مَلكٍ دونَها يَتَذَبذَبُ
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالمُلوكُ كَواكِبٌ ** إِذا طَلَعَت لَم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ
**
(6) محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري، شرف الدين، أبو عبد الله: شاعر، حسن الديباجة، مليح المعاني، ووفاته بالإسكندرية. له " ديوان شعر " توفي سنة 696 ه.
[الأعلام 6 / 139، وفوات الوفيات (2 / 205) ](*)
(7) راجع ما جاء في المواهب اللّدنية للقسطلاني؛ مع شرح الزرقاني. وانظر "الخصائص الكبرى"؛ وأشار إليه في ملخصه "أنموذج اللبيب في خصائص ا لـ حـ بـ ـ ـ يـ ـ ب "؛ وهما للسيوطي.
(8) محمد بن سعد بن منيع الهاشمي مولاهم أبو عبد الله البصري، كاتب الواقدي، ونزيل بغداد، وصاحب الطبقات، وأحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرين. عن الوليد بن مسلم وهشيم ومعن بن عيسى وابن عليه وخلق. وعنه (د) وابن أبي الدنيا وأحمد بن يحيى البلاذزي. قال الخطيب: كان من أهل العلم والفهم والعدالة، وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من روايته. قال ابن قهم: توفي ببغداد سنة ثلاثين ومائتين.
[الخلاصة (2 / 406) ] .
(9) عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه فاضل، من أئمة التابعين، وعلى ذلك فحديثه مرسل. قال مكحول: ما رأيت أفقه منه، مات بعد المائة وله نحو من ثمانين.
[التقريب (1 / 387) ] .
(10) مرسل؛ أخرجه ابن سعد فى «الطبقات» (7 /42)، من رواية جابر الجعفى، فيما ذكره ابن رجب.
(11) أبو سهل القطان، الإمام المحدث الثقة، مسند العراق، أبو سهل، أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، القطان البغدادي. قال الخطيب: كان صدوقا أدبيا شاعرا، توفى في شعبان سنة خمسين وثلاثمائة وكان مولده في سنة تسع وخمسين ومائتين.
[انظر سير أعلام النبلاء (15/ 521 - 522) ] .
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 03 / 2018, 45 : 03 PM
[2]:
** القسم الثاني من الجزء الأول**
[1. ] الفصل الأول من القسم الثاني :
النسب الشريف الزكي
[١ .] « عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ »
==========
﴿ متى وُلِدَ « عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ » أَبُو رَسُولِ اللَّهِ!؟ ﴾
"(81 ق.هـ -53 ق.هـ ~ الموافق 544م - 571م) ".
ـــــــــــــــــــــــــــ
جاء عند الكامل في التاريخ؛ لـ عز الدين أبوالحسن علي المعروف بـ ابن الأثير " قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ : وُلِدَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ؛ أَبُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِـ
أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مَضَتْ مِنْ مُلْكِ أَنُوشِرْوَانَ. "
لذا فيمكننا القول -كما زعم البعض- أن مولد عبدالله بن عبدالمطلب كان في السنة 81 قبل الهجرة ~ الموافق سنة 544 الميلادية.... فــــــــــــ
هذا تاريخ المولد؛
أما
مكان مولده الشريف:
مكة المعظمة -زادها الله تعالى السميع العليم أمانا وسلاماً وتكريماً وتعظيماً- بجوار الكعبة المشرفة-زادها مَن رفع السموات بغير عمدٍ نراها تشريفاً وتبجيلاً-.
[ ١ . ١.] نسبه :
والده :
عبدالمطلب بن هاشم ؛ واسمه شيبة الحمد ، كان سيّدًا من سادات قريش.
والدته :
فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ، تلتقي مع زوجها عبدالمطلب في الجدّ الرابع .
و
قد ذكرها ابن حبيب في " المُنْجِبَات " مِن النساء ، قال : « ولم تكن العرب تعد " منجبة " لها أقل من ثلاث بنين من أشراف ، فقد ولدت :
1.] الزبير ؛ و
2.] أبا طالب ... حكمي قريش ، و
3.] عبدالله أبا رسول الله «.
ـــــــــــــــــــــــــــ
قال الإمام الطبري ، أبو جعفر ، إمام المؤرخين ، وشيخ المفسرين في تاريخه : " كان عبدالله.. أبو رسول الله أصغر ولد أبيه وكان عبدالله و الزبير و عبدمناف - وهو أبو طالب- بنوا عبد المطلب لأم واحدة ، هذا في رواية ابن إسحاق".
وروى هشام بن محمد عن أبيه أنه قال :"عبدالله بن عبدالمطلب أبو رسول الله ؛ وابو طالب ؛ واسمه عبدمناف ؛ والزبير وعبدالكعبة وعاتكة وبرة وأميمة ولد عبد المطلب إخوة".
فهو : عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (1).
[١ . ٢. ] كنيته :
وقد كان يُكنّىٰ :
1.] « أبو قُثَم » ، و
2.] « أبو أحمد ».
[١ . ٢. ١. ] معنى الكنية :
قَثَمَ :" الْقَافُ ؛ وَالثَّاءُ ؛ وَالْمِيمُ : أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى جَمْعٍ وَإِعْطَاءٍ .
فـ قَثَمَ الشَّيْءُ يَقْثِمُهُ قَثْمًا وَاقْتَثَمَهُ : جَمَعَهُ وَاجْتَرَفَهُ ،
مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ : قَثَمَ مِنْ مَالِهِ ، إِذَا أَعْطَاهُ .
وَرَجُلٌ قُثَمٌ : مِعْطَاءٌ .
وَالْقَثُومُ : الرَّجُلُ الْجَمُوعُ لِلْخَيْرِ.
وَأَنْشَدَ :
قَالَ لَأَصْبَحَ بَطْنُ مَكَّةَ مُقْشَعِرًّا ** كَأَنَّ الْأَرْضَ لَيْسَ بِهَا هِشَامُ
يَظَلُّ كَأَنَّهُ أَثْنَاءَ سَرْطٍ * * وَفَوْقَ جِفَانِهِ شَحْمٌ رُكَامُ
فَلِلْكُبَرَاءِ أَكْلٌ كَيْفَ شَاؤُوا **وَلِلصُّغَرَاءِ أَكْلٌ وَاقْتِثَامُ
وَقَثَامٌ : اسْمٌ لِلْغَنِيمَةِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً .
وَقَدِ اقْتَثَمَ مَالًا كَثِيرًا إِذَا أَخَذَهُ .
وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ : أَنْتَ قُثَمٌ ، أَنْتَ الْمُقَفَّى ، أَنْتَ الْحَاشِرُ ، هَذِهِ أَسْمَاءُ النَّبِيِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَفِي الْحَدِيثِ : أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ : أَنْتَ قُثَمٌ وَخَلْقُكَ قَيِّمٌ ،
الْقُثَمُ : الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ ، وَقِيلَ : الْجَامِعُ الْكَامِلُ ،
وَقِيلَ : قُثَمٌ مَعْدُولٌ عَنْ قَاثِمٍ وَهُوَ الْكَثِيرُ الْعَطَاءِ (2).
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: السيرة؛ لـ ابن هشام".
(2) معجم مقاييس اللغة؛ أبو الحسين أحمد بن فارس بنزكريا ؛ دار الجيل؛ 1420هـ / 1999م. وانظر عند ابن منظور ؛ لسان العرب ؛ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ؛ دار صادر ؛ 2003م .
ــــــــــــــــــــــ
[١ . ٣. ] حياة عبدالله بن عبدالمطلب:
[١ . ٣. ١. ] المحطة الأولى الأساسية من حياة عبدالله بن عبدالمطلب:
نعتبرها في بحثنا هذا
قضية نذر عبدالمطلب؛ أو
ما تسمى بــ
مسألة الذبيح:
مشاهد القصة :
ذِكْرُ نَذْرِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ:
لعل أهم محطة في حياة عبدالله أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي قصة :
" نذر أبيه عبدالمطلب " .
شريف حمدان
26 / 03 / 2018, 54 : 04 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/jyR59893.gif
ابو توفيق
26 / 03 / 2018, 01 : 09 PM
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم
ورزقكم الفردوس الاعلى من الجنه
بعد طول عمر وحسن عمل
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 03 / 2018, 07 : 04 PM
الحمد لله على كل حال ... كما نبهتني أستاذي الجليل .. أبا توفيق..
اشكركم على المرور والتقدير ... شهادة اضعها فوق مكتبي لأكمل السير مع مسيرة السيرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل السلام وأكمل الصلوات وخالص التبريكات ....
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 04 / 2018, 39 : 07 PM
«١. عبدالله بن عبدالمطلب »
[ ١ . ٣. ١. ] المحطة الأولىٰ الأساسية من حياة عبدالله بن عبدالمطلب :
ذِكْرُ (*) « نَذْرِ » عَبْدِالْمُطَّلِبِ « ذَبْحَ » (1) « وَلَدِهِ »
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ(2) :
" كَانَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ - فِيمَا يَزْعُمُونَ(3) وَاَللَّهُ أَعْلَمُ(3) - ..." .
أقول : وقبل ان نبدء في سرد خبر نذر عبدالمطلب بذبح أحد ولده نقسم الخبر - الرواية - إلىٰ مشاهد أو مقاطع:
[ ١. ] المشهد الأول:" ... كَانَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ... قَدْ نَذَرَ حِينَ لَقِيَ مِنْ قُرَيْشٍ(4) مَا لَقِيَ عِنْدَ حَفْرِ زَمْزَمَ ، لَئِنْ وُلِدَ لَهُ عَشَرَةُ نَفَرٍ (عند الطبري في الرواية المختصرة: "رهط") ثُمَّ بَلَغُوا مَعَهُ حَتَّى يَمْنَعُوهُ ، لَيَنْحَرَنَّ(5) أَحَدَهُمْ لِلَّهِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ (6) . فَلَمَّا تَوَافَى(7) بَنُوهُ عَشَرَةً ، وَعَرَفَ أَنَّهُمْ سَيَمْنَعُونَهُ(8) ...".
[ ٢. ] المشهد الثاني:"... جَمَعَهُمْ ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِنَذْرِهِ ، (عند الطبري:" الذي نذر " ) ، وَ...
[ ٣. ] المشهد الثالث:" (عند الطبري:"أقْرع بينهم. أيُّهم ينحر!؟")... دَعَاهُمْ إلَى الْوَفَاء لِلَّهِ بِذَلِكَ ، فَأَطَاعُوهُ وَقَالُوا :" كَيْفَ نَصْنَعُ ؟" ، قَالَ :" لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ قِدْحًا ثُمَّ يَكْتُبُ فِيهِ اسْمَهُ ، ثُمَّ ائْتُونِي(9). فَفَعَلُوا :" ، ثُمَّ أَتَوْهُ(10) ...
[ ٤. ] المشهد الرابع:"... فَدَخَلَ بِهِمْ(11) عَلَى هُبَلَ(12) فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَ هُبَلُ عَلَى بِئْرٍ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَتْ تِلْكَ الْبِئْرُ هِيَ الَّتِي يُجْمَعُ فِيهَا(13) مَا يُهْدَى لِلْكَعْبَةِ... ".
[ * ] وصفٌ لحالٍ : ... وَكَانَ عِنْدَ هُبَلَ قِدَاحٌ سَبْعَةٌ(14) ، كُلُّ قِدْحٍ مِنْهَا فِيهِ كِتَابٌ : قِدْحٌ(15) فِيهِ الْعَقْلُ (العقل هنا الدية) إذَا اخْتَلَفُوا فِي الْعَقْلِ مَنْ يَحْمِلُهُ مِنْهُمْ ، ضَرَبُوا بِالْقِدَاحِ السَّبْعَةِ : فَإِنْ خَرَجَ الْعَقْلُ فَعَلَى مَنْ خَرَجَ حَمْلُهُ ، وَقِدْحٌ فِيهِ « نَعَمْ » لِلْأَمْرِ إذَا أَرَادُوهُ يُضْرَبُ بِهِ فِي الْقِدَاحِ ، فَإِنْ خَرَجَ قِدْحُ « نَعَمْ » عَمِلُوا بِهِ ، وَقِدْحٌ فِيهِ « لَا » إذَا أَرَادُوا أَمْرًا ضَرَبُوا بِهِ فِي الْقِدَاحِ ، فَإِنْ خَرَجَ ذَلِكَ الْقِدْحُ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ الْأَمْرَ ؛ وَقِدْحٌ فِيهِ « مِنْكُمْ » ؛ وَقِدْحٌ فِيهِ « مُلْصَقٌ » ، وَقِدْحٌ فِيهِ « مِنْ غَيْرِكُمْ » ؛ وَقِدْحٌ فِيهِ « الْمِيَاهُ » إذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِلْمَاءِ ضَرَبُوا بِالْقِدَاحِ ، وَفِيهَا ذَلِكَ الْقِدْحُ ، فَحَيْثُمَا خَرَجَ عَمِلُوا بِهِ وَكَانُوا إذَا أَرَادُوا أَنْ يَخْتِنُوا غُلَامًا ، أَوْ يُنْكِحُوا مُنْكَحًا(16) ، أَوْ يَدْفِنُوا مَيْتًا ، أَوْ شَكَلُوا(17) فِي نَسَبِ أَحَدِهِمْ ، ذَهَبُوا بِهِ إلَى هُبَلَ وَبِمِئَةِ دِرْهَمٍ وَجَزُورٍ ، فَأَعْطَوْهَا(18) صَاحِبَ الْقِدَاحِ الَّذِي يَضْرِبُ بِهَا ، ثُمَّ قَرَّبُوا صَاحِبَهُمْ الَّذِي يُرِيدُونَ بِهِ مَا يُرِيدُونَ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا إلَهَنَا ، هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَدْ أَرَدْنَا بِهِ كَذَا وَكَذَا ، فَأَخْرِجْ الْحَقَّ فِيهِ . ثُمَّ يَقُولُونَ لِصَاحِبِ الْقِدَاحِ : اضْرِبْ(19) فَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ « مِنْكُمْ » كَانَ مِنْهُمْ وَسِيطًا (أي خالص النسب)، وَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ « مِنْ غَيْرِكُمْ » كَانَ حَلِيفًا ، وَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ « مُلْصَقٌ » كَانَ عَلَى مَنْزِلَتِهِ فِيهِمْ ، لَا نَسَبَ لَهُ وَلَا حِلْفَ ، وَإِنْ خَرَجَ فِيهِ(20) شَيْءٌ ، مِمَّا سِوَى هَذَا مِمَّا يَعْمَلُونَ بِهِ نَعَمْ عَمِلُوا بِهِ ، وَإِنْ خَرَجَ « لَا »، أَخَّرُوهُ عَامَهُ(21) ذَلِكَ حَتَّى يَأْتُوهُ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى ، يَنْتَهُونَ فِي أُمُورِهِمْ إلَى ذَلِكَ مِمَّا خَرَجَتْ بِهِ الْقِدَاحُ . ... ".
عَبْدُالْمُطَّلِبِ وَأَوْلَادُهُ بَيْنَ يَدَيْ صَاحِبِ الْقِدَاحِ :
[ ٥. ] المشهد الخامس:"... فَقَالَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ لِصَاحِبِ الْقِدَاحِ(22) : اضْرِبْ عَلَى بَنِيَّ هَؤُلَاءِ بِقِدَاحِهِمْ هَذِهِ وَأَخْبَرَهُ بِنَذْرِهِ الَّذِي نَذَرَ ، فَأَعْطَاهُ (عند الطبري:"فأعطى") كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قِدْحَهُ الَّذِي فِيهِ اسْمُهُ -وَكَانَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَصْغَرَ بَنِي أَبِيهِ(23) كَانَ هُوَ وَالزُّبَيْرُ وَأَبُو طَالِبٍ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عَائِذُ بْنُ عِمْرَانَ بْنُ مَخْزُومٍ. ".
خُرُوجُ(24) الْقَدَحِ عَلَى عَبْدِاللَّهِ "وَشُرُوعُ أَبِيهِ فِي ذَبْحِهِ ، وَمَنْعُ قُرَيْشٍ لَهُ :"
" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ عَبْدُاللَّهِ- فِيمَا يَزْعُمُونَ (3)- أَحَبَّ وَلَدِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ إلَيْهِ ، فَكَانَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَرَى أَنَّ السَّهْمَ إذَا أَخَطَأَهُ فَقَدْ أَشْوَى (يقال : رمى فاشوى: إذا رمى ولم يصب المقتل). وَهُوَ أَبُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَلَمَّا أَخَذَ صَاحِبُ الْقِدَاحِ الْقِدَاحَ لِيَضْرِبَ بِهَا (25) .
[ ٦. ] المشهد السادس:" قَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ عِنْدَ هُبَلَ(26) يَدْعُو اللَّهَ(27) " تَعَالَى ".... ثُمَّ
[ ٧. ] المشهد السابع:" ضَرَبَ صَاحِبُ الْقِدَاحِ ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ، فَأَخَذَهُ عَبْدُالْمُطَّلِبِ بِيَدِهِ وَأَخَذَ الشَّفْرَةَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهِ إلَى إسَافٍ وَنَائِلَةٍ(28) لِيَذْبَحَهُ ،
[ ٨. ] المشهد الثامن:" فَقَامَتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ مِنْ أَنْدِيَتِهَا ، فَقَالُوا :" مَاذَا تُرِيدُ (29) يَا عَبْدَالْمُطَّلِبِ ؟ " ، قَالَ :" أَذْبَحُهُ " ؛ فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ وَبَنُوهُ :" وَاَللَّهِ(30) لَا تَذْبَحُهُ أَبَدًا حَتَّى تُعْذِرَ فِيهِ . لَئِنْ فَعَلْتَ هَذَا لَا يَزَالُ الرَّجُلُ(31) يَأْتِي بِابْنِهِ حَتَّى يَذْبَحَهُ ، فَمَا بَقَاءُ النَّاسِ عَلَى هَذَا وَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ ، وَكَانَ عَبْدُاللَّهِ ابْنَ أُخْتِ الْقَوْمِ : وَاَللَّهِ لَا تَذْبَحُهُ أَبَدًا حَتَّى تُعْذِرَ فِيهِ ، فَإِنْ كَانَ فِدَاؤُهُ بِأَمْوَالِنَا فَدَيْنَاهُ . وَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ وَبَنُوهُ : لَا تَفْعَلْ(32) وَانْطَلِقْ بِهِ إلَى الْحِجَازِ(33)، فَإِنَّ بِهِ عَرَّافَةً لَهَا تَابِعٌ ، فَسَلْهَا ، ثُمَّ أَنْتَ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ ، إنْ أَمَرَتْكَ بِذَبْحِهِ ذَبَحْتَهُ ، وإنْ أَمَرَتْكَ بِأَمْرٍ لَكَ وَلَهُ فِيهِ فَرَجٌ قَبِلْتُهُ . ".
عَرَّافَةُ الْحِجَازِ وَمَا أَشَارَتْ بِهِ عَلَى عَبْدِالْمُطَّلِبِ".
" فَانْطَلَقُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، فَوَجَدُوهَا(34) - فِيمَا يَزْعُمُونَ(3) - بِخَيْبَرِ(35) فَرَكِبُوا (عند الطبري :"إليها") حَتَّى جَاءُوهَا ، فَسَأَلُوهَا ، وَقَصَّ عَلَيْهَا عَبْدُالْمُطَّلِبِ خَبَرَهُ وَخَبَرَ ابْنِهِ ، وَمَا أَرَادَ بِهِ وَنَذْرَهُ فِيهِ ؛ فَقَالَتْ لَهُمْ : ارْجِعُوا عَنِّي الْيَوْمَ حَتَّى يَأْتِيَنِي تَابِعِي فَأَسْأَلُهُ . فَرَجَعُوا مِنْ عِنْدِهَا(36) فَلَمَّا خَرَجُوا عَنْهَا (عندالطبري :"مِن عندها") ، قَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ غَدَوْا عَلَيْهَا ،"
[ ٩. ] المشهد التاسع:" فَقَالَتْ لَهُمْ :"(37) قَدْ جَاءَنِي الْخَبَرُ ، كَمْ الدِّيَةُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا :" عَشْرٌ مِنْ الْإِبِلِ ، -وَكَانَتْ كَذَلِكَ- . قَالَتْ : فَارْجِعُوا إلَى بِلَادِكُمْ ، ثُمَّ قَرِّبُوا صَاحِبَكُمْ ، وَقَرِّبُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، ثُمَّ اضْرِبُوا عَلَيْهَا وَعَلَيْهِ بِالْقِدَاحِ ، فَإِنْ خَرَجَتْ عَلَى صَاحِبِكُمْ فَزِيدُوا مِنْ الْإِبِلِ(38) حَتَّى يَرْضَى رَبُّكُمْ ، وَإِنْ خَرَجَتْ عَلَى الْإِبِلِ فَانْحَرُوهَا عَنْهُ ، فَقَدْ رَضِيَ رَبُّكُمْ ، وَنَجَا صَاحِبُكُمْ .
نَجَاةُ عَبْدِاللَّهِ مِنْ الذَّبْحِ :".
" فَخَرَجُوا حَتَّى قَدِمُوا مَكَّةَ ، فَلَمَّا أَجَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ مِنْ الْأَمْرِ ، قَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ قَرَّبُوا عَبْدَاللَّهِ وَعَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، - وَعَبْدُالْمُطَّلِبِ (عند الطبري:"في جوف الكعبة") قَائِمٌ عِنْدَ هُبَلَ يَدْعُو اللَّهَ [عَزَّ وَجَلَّ](39) ثُمَّ ضَرَبُوا فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ؛ فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ عِشْرِينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ ضَرَبُوا فَخَرَجَ الْقِدْحُ (عند الطبري :" السَّهم") عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ؛ فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ ثَلَاثِينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ، فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ أَرْبَعِينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ، فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ خَمْسِينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ؛ فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ سِتِّينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ، فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ سَبْعِينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ؛ فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ ثَمَانِينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ، فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ تِسْعِينَ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ ، فَزَادُوا عَشْرًا مِنْ الْإِبِلِ ، فَبَلَغَتْ الْإِبِلُ مِئَةً(40) ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، ثُمَّ ضَرَبُوا فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى الْإِبِلِ ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ حَضَرَ(41) : قَدْ انْتَهَى رِضَا رَبِّكَ يَا عَبْدَالْمُطَّلِبِ . فَزَعَمُوا(3)
[ ١٠. ] المشهد العاشر:" أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ قَالَ : لَا وَاَللَّهِ (42) حَتَّى أَضْرِبَ عَلَيْهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَضَرَبُوا عَلَى عَبْدِاللَّهِ وَعَلَى الْإِبِلِ ، وَقَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى الْإِبِلِ ، ثُمَّ عَادُوا الثَّانِيَةَ ، وَعَبْدُالْمُطَّلِبِ قَائِمٌ يَدْعُو اللَّهَ ، فَضَرَبُوا ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى الْإِبِلِ ، ثُمَّ عَادُوا الثَّالِثَةَ ، وَعَبْدُالْمُطَّلِبِ قَائِمٌ يَدْعُو اللَّهَ ، فَضَرَبُوا(سيرة ابن هشام :"ثم ضربوا ".) ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى الْإِبِلِ(43) فَنُحِرَتْ(44) .
**
جاء في نهاية الرواية - خبر نذر عبدالمطلب بنحر أحد ولده- :
ثُمَّ تُرِكَتْ لَا يُصَدُّ عَنْهَا إنْسَانٌ وَلَا يُمْنَعُ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ : إنْسَانٌ وَلَا سَبُعٌ .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَبَيْنَ أَضْعَافِ هَذَا الْحَدِيثِ رَجَزٌ لَمْ يَصِحَّ عِنْدَنَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ ".
انتهيتُ من سرد الرواية -خبر نذر عبد المطلب بذبح ولده وأحبهم إليه- ؛ والمقصود هنا عبدالله ؛ الذي سيكون والد الرسول الكريم فيما بعد ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والحواشي:"
(*) قديماً تكاد تكون كتب السيرة النبوية والتاريخ وسير الأعلام تذكر هذه الرواية -الخبر- دون الحكم عليها بالصحة أو الضعف أو الإختراع ؛ وتناقلتها الأجيال عبر أجيال وصارت من الروايات المقبولة ؛ بل في كل جَمْعٍ ومناسبة تذكر ويرويها القصاص ؛ وبعض مَن يعتلي منابر المساجد.. وسأذكرها مع التحقيق والتدقيق.
(1) جاء عند ابن كثير في البداية بعد كلمة ذبح [..أَحَدِ..] فتكون جملة ابن هشام على التخصيص؛ اما جملة ابن كثير فجاءت على التعميم.. وإن قصد أو فهم أنه عبدالله بن عبدالمطلب ؛ والد النبي الرسول محمد عليه السلام.
(2) يكاد يجمع كافة العلماء على أن النقل من عند ابن إسحاق.
(3) استخدام التعبير «فِيمَا يَزْعُمُونَ» كما ذكره ابن إسحاق ؛ والطبري في تاريخه قال :" « يذكرون »"؛ وابن هشام في السيرة ؛ وابن كثير في البداية والنهاية ؛ وبالطبع اثبتها السهيلي في شرحه : هذا التعبير يحمل بين ثناياه صيغة تمريض اي وجود علة قد تكون قادحة في صحة الرواية . فالنص يقول :" كان عبدالمطلب بن هاشم - «فيما يذكرون» ؛ ثم يؤكد الشك بقوله و «الله أعلم» -" ؛ فهي صيغة تشكيك فيما سيروى من أحداث ؛ ثم استخدام تعبير-و«الله أعلم»- بعدها ترفع المساءلة والمأخذة لمن يروي فيجعل العهدة على مَن يقول بهذه الأحداث ويرويها . وعند الذهبي في سير أعلام النبلاء ذكر الرواية دونها ، وكذا [المنتظم في التاريخ ؛ لـ ابن الجوزي] ؛ وعلق محقق المنتظم في التاريخ فقال :" .. هذا وقد أغفل ابن الجوزي غلطاً منه قول ابن إسحاق : «فيما يزعمون» لأن عادة ابن هشام- قلتُ الرمادي:"وكذلك الطبري"- أن يوردهذا اللفظ عند شكه في الخبر . فهذا خطأ لأن هذا الخبر بصفة خاصة يكثر الكلام عنه ، وسنوضح ذلك في نهاية الخبر إن شاء الله ".
(4) الذهبي في سير أعلام النبلاء تجده يثبت لفظة :" الْعَنَتَ " .
(5) جاء في آحدىٰ طبعات [المنتظم في التاريخ ؛ لـ ابن الجوزي] :" «ثم بلغوا عنه حتى يمنعوه « ليسخرن » ". وهذه اللفظة لا تتفق مع الرواية.
(6) جاء في [المنتظم في التاريخ ؛ لـ ابن الجوزي] » " عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَهُ تَعَالَى "
(7) عند الطبري :" توافى له ". وعند ابن كثير في البداية :" تَكَامَلَ" ، وعند سير أعلام النبلاء :" بَلَغُوا " ، وأيضاً عند [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير]. وقد جاء في [المنتظم في التاريخ؛ لـ ابن الجوزي] :" تموا " . قلتُ الرمادي :" الألفاظ متقاربة في المعنى " .
(8) ذكر ابن كثير في البداية اسماءهم ؛ فقال :" وَهُمُ :
١. ] :" الْحَارِثُ " ؛ وَ
٢. ] :" الزُّبَيْرُ " ؛ وَ
٣. ] :" حَجْلٌ " ؛ وَ
٤. ] :" ضِرَارٌ " وَ
٥. ] :" الْمُقَوَّمُ " ؛ وَ
٦. ] :" أَبُو لَهَبٍ " ؛ وَ
٧. ] :" الْعَبَّاسُ " ؛ وَ
٨. ] :" حَمْزَةُ " ؛ وَ
٩. ] :" أَبُو طَالِبٍ " ؛ وَ
١٠. ] :" عَبْدُ اللَّهِ " .
قلتُ الرمادي :" لايستفاد من هذا الترتيب عند ابن كثير في بدايته ترتيب الأعمار أيضاً . وسنبحث أعمام وعمات النبي المصطفى في قابل البحث عند إتمام الحديث عن النسب الشريف الزكي .
(9) جاء في [المنتظم في التاريخ؛ لـ ابن الجوزي] :"به".
(10) أثبت صاحب سير أعلام النبلاء كلمة ؛ فـ اضاف :" بِالْقِدَاحِ "
(11) جاء في [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير:" فَدَخَلُوا " .
(12) أضاف صاحب سير أعلام النبلاء جملة :".. وَكَانَ أَعْظَمَ أَصْنَامِهِمْ " . أما إضافة الطبري :" ... أعظمَ أصنام قريش بمكّة" .
(13) في سير أعلام النبلاء ذكر لفظة بئر ؛ فقال :" فِيهِ " .
(14) زيادة عند ابن كثير :" وَهِيَ الْأَزْلَامُ الَّتِي يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا إِذَا أَعْضَلَ عَلَيْهِمْ أَمْرٌ مِنْ عَقْلٍ ؛ أَوْ نَسَبٍ ؛ أَوْ أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ ، جَاءُوهُ فَاسْتَقْسَمُوا بِهَا فَمَا أَمَرَتْهُمْ بِهِ أَوْ نَهَتْهُمْ عَنْهُ امْتَثَلُوهُ ". والطبري قدم وآخر فال :"سبعة أقْدح" ، ومحقق الطبري : محمد أبو الفضل إبراهيم في ذيل صفحة (2409 قال :" القدح : بالكسر : السهم قبل أن يراش وينصل ، وجمعه قداح واقدح."
(15) في سير أعلام النبلاء وضع فاء التعقيب فكتب :" فَقِدْحٌ "
(16) جاء في سير أعلام النبلاء بدلا منها كلمة " جَارِيَةً " .
(17) صحح الطبري في روايته وصاحب سير أعلام النبلاء الكلمة ، والسهيلي : فوضع كلمة " شَكُّوا " .
(18) قال صاحب سير أعلام النبلاء: " فَأَعْطَوْهُ " .
(19) « فَيَضْرِبُ» زيادة من عند الطبري في تاريخه و [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير] .
(20) الذهبي في سير أعلام النبلاء أثبت :" عَلَيْهِ" . و.أيضا عند [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير] . والجملة موضحة عند الطبري والذهبي :" وَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ (في) شَيْءٌ سِوَى هَذَا مِمَّا يَعْمَلُونَ بِهِ ، فَإِنْ خَرَجَ " نَعَمْ " عَمِلُوا بِهِ " .
(21) عند الطبري في تاريخه والذهبي في سير أعلام النبلاء :" عَامَهُمْ ".
(22) جاء في [المنتظم في التاريخ؛ لـ ابن الجوزي] :"وقال لـ قيم الصنم".
(23) جاء في سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي ؛ وايضاً عند ابن الجوزي في المنتظم في التاريخ :" وَأَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ " ؛ وعند [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير] ، وجاء في المنتظم في التاريخ لـ ابن الجوزي :" وكان عَبْداللَّه، والزبير، وأبو طالب : بنو عَبْدالمطلب لأم واحدة ". ثم ذكر بعدها صاحب المنتظم :" رَوَى هشام بْن مُحَمَّد عَنْ أبيه قَالَ: عَبْداللَّه، وأبو طالب - واسمه عَبْدمناف - والزبير، وعَبْدالكعبة، وعاتكة، وبرة ، وأمَيمة، ولدُ عَبْدالمطلب إخوة لأم ، أمهم فاطمة ". نقله ابن الجوزي من عند [ تاريخ الطبري (2/ 239)] . وهذه الرواية عند الطبري هي الثانية ؛ أما الأولى كما رأيتها وراجعتها بنفسي عند الطبري :" وكان عبدالله والزبير وعبدمناف ؛ وهو أبو طالب بنو عبدالمطلب لأم واحدة ؛ وأمهم جميعاً : فاطمة بمن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم".. ثم قال أبو جعفر :" عن ابن إسحاق" . وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري ذهب إلى أن :"عبدالله أبو رسول الله أصغرَ ولد ابيه". والسهيلي يوضح هذه المسألة في روضه الأُنف... فيقول لعل وقت تنفيذ النذر كان اصغر الأبناء أو قصد أصغر أولاد أمه .
(24) استدراك من ابن كثير في البداية إذ قال :" وَالْمَقْصُودُ أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ لَمَّا جَاءَ يَسْتَقْسِمُ بِالْقِدَاحِ عِنْدَ هُبَلَ.. خرج القدح.. ". بيد أن رواية أبي جعفر الطبري اختصرت الكثير إذ أنه في تاريخه :"اقرع بينهم. أيُّهم ينحر!؟. فطارت القرعة على عبدالله بن عبدالمطلب ؛ وكان أحب الناس إلى عبدالمطلب" . ثم يثبت أبو جعفر بقية الرواية :" فقال عبدالمطلب : اللهمّ هو (أي عبد الله) أو مائة من الإبل. ثم اقرع بينه وبين الإبل فطارت القرعة على الإبل". قلت الرمادي:" الرواية هذه المختصرة عند ابي جعفر محمد الطبري ذكرها في معرض الإستشهاد بفتوى عبدالله بن عباس في المرأة التي نذرت ان تذبح ولدها عند الكعبة.. بيد أن مروان ؛ أمير المدينة أنهى القول : بأنه رد فتوى ابن عباس بقول :"لا نذر في معصية الله.." ؛ ثم قال للمرأة :"استغفري الها وتوبي إلى الله ، وتصدقي واعملي ما استطعت من الخير.".[الطبري؛ التاريح ص: (239) و (240)] . وصفحة (240) من الجزء الثاني من تاريخ الطبري ذكر أمر نذر عبدالمطلب كاملاً كما راوه ابن إسحاق .
(25) جاء في [المنتظم في التاريخ؛ ابن الجوزي] :"فلما أخذها ليضرب بها ".
(26) سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي : لم يذكر الموضع الذي وقف فيه يدعو ؛ بل جاء عند ابن الجوزي في المنتظم :"عند الكعبة ؛ بدلا من عند هبل".
(27) سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي :" تَعَالَى "وايضاً [الكامل في التاريخ؛ ابن الأثير] " قَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ تَعَالَى ".
(28) سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي :"وَهُمَا الصَّنَمَانِ اللَّذَانِ يَنْحَرُ النَّاسُ عِنْدَهُمَا ." وعند [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير] قال الطبري معلقاً :"وهما وثَنا قريش اللذان تنحر عندهما ذبائحهما".
(29) جاء في [المنتظم في التاريخ؛ ابن الجوزي] :"أن تصنع" .
(30) جاء في [المنتظم في التاريخ؛ ابن الجوزي] :"لم يذكر القسم بـ الله".
(31) سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي :"مِنَّا " وعند « [الكامل في التاريخ؛ ابن الأثير] .
(32) تجد النص السابق عند الذهبي في سير أعلام النبلاء . توجد زيادة من عند البداية لابن كثير مفيدة -لم يذكرها ابن اسحاق في روايته؛ كما يزعمون-- نثبتها فننقلها " أَنَّ الْعَبَّاسَ هُوَ الَّذِي اجْتَذَبَ عَبْدَاللَّهِ مِنْ تَحْتِ رِجْلِ أَبِيهِ حِينَ وَضَعَهَا عَلَيْهِ لِيَذْبَحَهُ فَيُقَالَ :" إِنَّهُ شَجَّ وَجْهَهُ شَجَّا لَمْ يَزَلْ فِي وَجْهِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ ".
(33) رواية ابن كثير في البداية :" أَشَارَتْ قُرَيْشٌ عَلَى عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى الْحِجَازِ فَإِنَّ بِهَا عَرَّافَةً لَهَا تَابِعٌ فَيَسْأَلُهَا عَنْ ذَلِكَ " وهناك فائدة ننقلها :" ثُمَّ أَنْتَ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ إِنْ أَمَرَتْكَ بِذَبْحِهِ فَاذْبَحْهُ ، وَإِنْ أَمَرَتْكَ بِأَمْرٍ لَكَ وَلَهُ فِيهِ مَخْرَجٌ قَبِلْتَهُ . ". وجاء عند سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي :" بِالْحِجْرِ " وعند [الكامل في التاريخ؛ ابن الأثير] .
(34) وَهِيَ :" سَجَاحُ- فِيمَا ذَكَرَهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ- "
قلتُ الرمادي :" وذكر عنها السهيلي فقال :"اسم العرافة : وأما الكاهنة التي تحاكموا إليها بـ -المدينة- فاسمها :"قُطبة" . ذكرها عبدالغني في كتاب الغوامض والمبهمات . وذكر ابن إسحاق في رواية يونس -كما ذكرت آنفاً- أن اسمها سَجاح ".
(35) سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي :" فَانْطَلَقُوا إِلَيْهَا ، وَهِيَ بِخَيْبَرَ . وعند [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير] :" لم يذكر ". [المنتظم في التاريخ؛ لـ ابن الجوزي] موضعها أو مكانها ".
(36) سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي :" عَنْهَا ".
(37) سير أعلام النبلاء؛ لـ الذهبي :" نَعَمْ ". وعند [الكامل في التاريخ؛ ابن الأثير] .
(38) عند الطبري :" في الإبل" . وعند سيرة ابن هشام :" من الإبل " . وهناك زيادةعند [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير] » عَشْرًا ».
(39) موجود عند ابن إسحاق دون ابن كثير. يلاحظ هنا الخلط بين صنم هبل والوقوف عنده وعبدالمطلب يدعو الإله. فعن أي إله تحكي الرواية (!).
(40) أما عند سير أعلام النبلاء؛ فقد اختصر الذهبي هذا فكتب :" فَمَا بَرِحُوا يَزِيدُونَ عَشْرًا وَتَخْرُجُ الْقِدَاحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ حَتَّى بَلَغَتِ الْإِبِلُ مِائَةً ". وعند [الكامل في التاريخ؛ لـ ابن الأثير] ، والرواية عند الطبري :"حتى ضربوا عشر مرات".
(41) فَقَالَتْ : عِنْدَ ذَلِكَ قُرَيْشٌ:" لِعَبْدِالْمُطَّلِبِ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ هُبَلَ يَدْعُو اللَّهَ ".
(42) عند ابن كثير في البداية دون تغليظ القسم .
(43) عند سير أعلام النبلاء؛ اختصر الذهبي فقال :" فَضَرَبُوا ثَلَاثًا ، فَخَرَجَتِ الْقِدَاحُ عَلَى الْإِبِلِ ، فَنُحِرَتْ " .
(44) زيادة من عند ابن كثيرالبداية نذكرها :" وَيُقَالَ:" إِنَّهُ لَمَّا بَلَغَتِ الْإِبِلُ مِائَةً خَرَجَ عَلَى عَبْدِاللَّهِ أَيْضًا فَزَادُوا مِائَةً أُخْرَى حَتَّى بَلَغَتْ :" مِائَتَيْنِ " فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِاللَّهِ فَزَادُوا مِائَةً أُخْرَى فَصَارَتِ الْإِبِلُ " ثَلَاثَمِائَةٍ "، ثُمَّ ضَرَبُوا فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى الْإِبِلِ فَنَحَرَهَا عِنْدَ ذَلِكَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ. "يعلق ابن كثير على هذه الزيادة بالقول :" وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ " وينهي الرواية بالقول :" وَاللَّهُ أَعْلَمُ "..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحبكم في مراجعة وتحقيق وكتابة وإعداد هذا الجزء من بحوث
:"﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾السيرة النبوية؛ على صاحبها أفضل الصلوات وكامل التسليمات وعظيم الرحمات والبركات
دكتور/ محمد فخر الدين الرمادي
18 رجب 1439 من الهجرة النبوية الشريفة ~ الموافق 03 مارس عام 2018 الميلادي
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 04 / 2018, 44 : 04 PM
[ 3. ] الفصل الثالث من " القسم الثاني : تَزْوِيجُ عَبْدِاللَّهِ بِـ آمِنَةَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَزْوِيجُ(1) عَبْدِاللَّهِ بِـ آمِنَةَ
تَزْوِيجُ عَبْدِاللَّهِ(2) بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بِـ « آمِنَةَ ابْنَةِ وَهْبٍ " الزُّهْرِيَّةِ " (3) » ؛ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم .
**
وقفنا عند المحطة الرئيسة الأولىٰ في حياة عبدالله بن عبدالطلب -أبي خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : محمد صلى الله عليه وآله وسلم –عندما تحدثتُ عن :
«ذكر نذر عبدالمطلب ذبح أحد ولده» .
وفي قصة نذر عبدالمطلب تظهر على جزئياتها علامات إختراع الرواية حين تقرأ تعبير « فيما يزعمون » ؛ « فيما يذكرون » ثم « والله أعلم » ، وتجد ذلك أيضاً في قصة تزويج عبدالله بن عبدالمطلب بـ آمنة بنت وهب ، لذا فقد قال د. سهيل الركاز(4) :" أثر الاختراع على هذه القصة شديد الوضوح ، وهي كما يبدو اخترعت من قِبل أكثر من انسان وعبر فترة طويلة ، ويبدو أيضا أن فكرتها مستوحاة من القرآن -الكريم- حيث تم ذكر النبي إبراهيم مع قصة ذبحه ابنه -عليهما السلام- ومسألة الفداء ، ولا شك أن هذه الرواية استهدفت رفع مكانة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ؛ والعناية الخاصة التي أحيط بها والده (كما سيظهر في رواية المحطة الثانية من حياته) ، ومن الأدلة على اختراعها :
1.] انعدام الأضاحي البشرية في مجتمع مكة لما قبل الاسلام ، ذلك أن القرآن لم يشر لوجود مثل هذه العادة كما لم يشر من جهة ثانية الى حادثة من هذا القبيل وقعت لأبي النبي ، والمشكلة العويصة في هذه الرواية هي :
2.] الشعر ، فهو منظوم ركيك محال ضبطه وبالتالي من العبث شرح كلماته ، وسبق لابن هشام أن واجه هذه المسألة حين أورد هذه القصة فحذف الشعر وقال : " وبين أضعاف هذا الحديث رجز لم يصح عندنا عن أحد من أهل العلم بالشعر".
اقول (الرمادي) :" ومازال متعلق بالذهن من هذه الرواية -الخبر- أفكار في بعض المباحث ، سنراجعها ونضعها في موضعها ، مثل : رواية «أنا ابن الذبيحين» (5) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
"المحطة الثانية في حياة عبدالله بن عبد المطلب"
نأتي اليوم على ذكر قصة زواج عبدالله بن عبدالمطلب ؛ وهي لها مقدمة أو تمهيد
فجاء عند الصالحي :" روىٰ البيهقي وأبو نعيم عن ابن شهاب رحمه الله تعالىٰ؛ قال :" كان عبدالله أحسن رجل رئي قط "؛ ثم قال:" خرج يوماً علىٰ نساء قريش فقالت امرأة منهنَّ:" أيتكنَّ تتزوج بهذا الفتىٰ فتصطب النور الذي بين عينيه فإني أرىٰ بين عينيه نورا ؟ " ؛ فتزوجته آمنة بنت وهب. "
قال الصالحي :" تصطب: تسكب وتدخل. ".
أو كـ مدخل كما ذكرها:"السهيلي(6) في تفسير السيرة النبوية لابن هشام .
ــــــــــــــــــــ
ذَكَرَ تَزْوِيجَ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبْدِالْمُطّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ :
فـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " قَالَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ :" خَرَجْتُ إِلَى الْيَمَنِ(7) فِي إِحْدَى رِحْلَتَيِ الْإِيلَافِ ، فَنَزَلْتُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ(8) ، فَرَآنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الدُّيُورِ(9) ، فَنَسَبَنِي(10) فَانْتَسَبْتُ لَهُ ، فَـ
قَالَ :" أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى بَعْضِكَ ؟ "؛
قُلْتُ : " نَعَمْ ، مَا لَمْ تَكُنْ عَوْرَةً ".
فَفَتَحَ إِحْدَى مَنْخَرَيَّ فَنَظَرَ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْآخَرِ ، فَـ
قَالَ : " أَشْهَدُ أَنَّ فِي إِحْدَىٰ يَدَيْكَ مُلْكًا ، وَفِي الْأُخْرَىٰ نُبُوَّةً ، وَإِنَّا لَنَجِدُ ذَلِكَ فِي بَنِي زُهْرَةَ ، فَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ .
قُلْتُ : " لَا أَدْرِي ".
قَالَ :" هَلْ لَكَ مِنْ شَاعَةٍ(11) ؟ " ؛
قُلْتُ :" وَمَا الشَّاعَةُ ؟ "؛
قَالَ :" زَوْجَةٌ ".
قُلْتُ :" أَمَّا الْيَوْمَ فَلَا ". قَالَ :" فَإِذَا رَجَعْتَ فَتَزَوَّجْ فِي بَنِي زُهْرَةَ. "(12) "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يكمل الطبراني روايته فيقول :" فَرَجَعَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ ، فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ ، وَزَوَّجَ عَبْدَاللَّهِ ابْنَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ :" نَتَجَ(13) عَبْدُالْمُطَّلِبِ عَلَى ابْنِهِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَرْضَعَتْهُمَا ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعند الصالحي ايضاً :" روىٰ الزبير بن بكار عن أن سودة بنت زهرة بن كلاب الكاهنة قالت يوما لبني زهرة :" إن فيكم نذيرة أو تلد نذيرا فاعرضوا علي بناتكم. فعرضنَّ عليها فقالت في كل واحدة منهنَّ قولا ظهر بعد حين ، حتىٰ عرضت عليها آمنة بنت وهب فقالت هذه: النذيرة أو تلد نذيرا له شأن وبرهان منير. ولما سئلت عن جهنم قالت: سيخبركم عنها النذير " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة الزواج :
" نقسم القصة إلىٰ مشاهد أو مقاطع ؛ فيروي لنا ابن هشام : في السيرة ؛ وكما جاء عند الطبري :"
1.] المشهد الأول:
" ذِكْرُ الْمَرْأَةِ الْمُتَعَرِّضَةِ لِنِكَاحِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ".
و " رَفْضُ عَبْدِاللَّهِ طَلَبَ الْمَرْأَةِ الَّتِي عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ " .
جاء عند ابن الأثير في تاريخه الكامل:" وَأَمَّا تَزْوِيجُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بِآمِنَةَ ابْنَةِ وَهْبٍ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّهُ لَمَّا فَرَغَ ".
يعلق الزرقاني هنا على متن القسطلاني بالقول :" أي: فرغ "عبدالله مع أبيه من نحر الإبل " .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ انْصَرَفَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ آخِذًا بِيَدِ عَبْدِاللَّهِ ، فَمَرَّ بِهِ - فِيمَا يَزْعُمُونَ -(14) عَلَى امْرَأَةٍ(15) مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ : وَهِيَ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى ، وَهِيَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ؛ فَـ
قَالَتْ لَهُ حِينَ نَظَرَتْ إلَى وَجْهِهِ(16) : أَيْنَ تَذْهَبُ يَا عَبْدَاللَّهِ ؟ ،
قَالَ : مَعَ أَبِي ،
قَالَتْ : لَكَ(17) مِثْلُ الْإِبِلِ الَّتِي(18) نُحِرَتْ عَنْكَ ، وَقَعْ(19) عَلَيَّ الْآنَ ،
قَالَ : أَنَا مَعَ أَبِي ، وَلَا أَسْتَطِيعُ خِلَافَهُ ، وَلَا فِرَاقَهُ(20) .
* *
2.] المشهد الثاني :
يُكمل ابن هشام في السيرة وابن الأثير في الكامل في التاريخ والطبري : والقسطلاني قصة عبدالله يتزوج آمنة بنت وهب :
" فَخَرَجَ بِهِ عَبْدُالْمُطَّلِبِ حَتَّى أَتَى بِهِ وَهْبَ بْنَ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ(21) " وَهُوَ سَيِّدُ بَنِي زُهْرَةَ(22). فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ(23) ، وَهِيَ لِـ بَرَّةَ بِنْتِ عَبْدِالْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِالدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَبَرَّةُ لِـ أُمِّ حَبِيبٍ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ، وَأُمُّ حَبِيبٍ(24) لِـ بَرَّةَ بِنْتِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ(25) بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ (26).
***
3.] المشهد الثالث :
" فزعموا(14) أنه - عَبْدُاللَّهِ - دخل عَلَيْهَا حِينَ مَلَكَهَا مَكَانَهَا(27) ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا(28) فَحَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ-(29) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا(30) ؛ حَتَّى أَتَى الْمَرْأَةَ الَّتِي عَرَضَتْ عَلَيْهِ(31) نَفْسَهَا بِالْأَمْسِ فَقَالَ لَهَا : مَا لَكِ لَا تَعْرِضِينَ عَلَيَّ الْيَوْمَ مَا كُنْتِ عَرَضْتِ بِالْأَمْسِ ؟ فَقَالَتْ(32) : فَارَقَكَ النُّورُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ ، فَلَيْسَ لِي بِكَ الْيَوْمَ حَاجَةٌ(33) .
وَقَدْ كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ أَخِيهَا وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ(34) أَنَّهُ كَائِنٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ نَبِيٌّ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ(35).
****
4.] المقطع / المشهد الرابع :
وَقِيلَ(36) : إِنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ خَرَجَ بِابْنِهِ عَبْدِاللَّهِ لِيُزَوِّجَهُ ، فَمَرَّ بِهِ عَلَى كَاهِنَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ(37) مُتَهَوِّدَةٍ(38) مِنْ أَهْلِ تَبَالَةَ، فَرَأَتْ فِي وَجْهِهِ نُورًا(39) وَ
قَالَتْ لَهُ : يَا فَتَى هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ الْآنَ وَأُعْطِيَكَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ؟ فَقَالَ لَهَا :
أَمَّا الْحَرَامُ فَالْمَمَاتُ دُونَهْ(40)
وَالْحِلُّ لَا حِلَّ فَأَسْتَبِينَهْ(41)
فَكَيْفَ بِالْأَمْرِ الَّذِي تَبْغِينَهْ(42)
ثُمَّ قَالَ لَهَا : أَنَا مَعَ أَبِي وَلَا أَقْدِرُ أَنْ أُفَارِقَهُ . فَمَضَى(43) فَزَوَّجَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ. فَأَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَمَرَّ بِالْخَثْعَمِيَّةِ فَدَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَى مَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ(44) ، فَـ
قَالَ لَهَا : هَلْ لَكِ فِيمَا كُنْتِ أَرَدْتِ ؟ فَـ
قَالَتْ : يَا فَتَى(45) مَا أَنَا بِصَاحِبَةِ رِيبَةٍ ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فِي وَجْهِكَ نُورًا(46) يَكُونُ لِي(47) ، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ حَيْثُ أَرَادَ ، فَمَا صَنَعْتَ بَعْدِي ؟
قَالَ : زَوَّجَنِي أَبِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ(48) قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ ؛ وهي (الخثعمية الكاهنة)(49)
إِنِّي رَأَيْتُ مَخِيلَةً لَمَعَتْ (نشأت) فَتَلَأْلَأَتْ بِحَنَاتِمِ الْقَطْرِ
فَلَمَأَتْهَا (فسماتها) نُورًا يُضِيءُ لَهُ (به) مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ الْبَدْرِ(الفجر)
(ورأيت سقياها حيا بلد ... وقعت به وعمارة القفر)
فَرَجَوْتُهُ فَخْرًا أَبُوءُ بِهِ (ورأيتها شرفًا ينوء به) مَا كُلُّ قَادِحِ زَنْدِهِ يُورِي
لِلَّهِ مَا زُهْرِيَّةٍ سَلَبَتْ(منك الذي) ثَوْبَيْكَ مَا اسْتَلَبَتْ وَمَا تَدْرِي
(ما بين الأقواس من مصدر آخر)
وَقَالَتْ أَيْضًا فِي ذَلِكَ :
بَنِي هَاشِمٍ قَدْ غَادَرَتْ مِنْ أَخِيكُمُ أَمِينَةٌ إِذْ لِلْبَاهِ تَعْتَرِكَانِ
كَمَا غَادَرَ الْمِصْبَاحُ عِنْدَ خُمُودِهِ فَتَائِلَ قَدْ مِيثَتْ لَهُ بِدِهَانِ
فَمَا كُلُّ مَا يَحْوِي الْفَتَى مِنْ تِلَادِهِ لِعَزْمٍ وَلَا مَا فَاتَهُ لِتَوَانِ
فَأَجْمِلْ إِذَا طَالَبْتَ أَمْرًا فَإِنَّهُ سَيَكْفِيكَهُ جَدَّانِ يَعْتَلِجَانِ
سَيَكْفِيكَهُ إِمَّا يَدٌ مُقْفَعَلَّةٌ وَإِمَّا يَدٌ مَبْسُوطَةٌ بِبَنَانِ
وَلَمَّا حَوَتْ مِنْهُ أَمِينَةُ مَا حَوَتْ حَوَتْ مِنْهُ فَخْرًا مَا لِذَلِكَ ثَانِ
وَقِيلَ : إِنَّ الَّذِي اجْتَازَ بِهَا غَيْرُ هَذَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ(50).
*****
5.] المشهد الخامس :
ذكر الطبري :" حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ يسار ، أنه حُدِّث أن عبدالله إنما دخل على امرأة كانت له مع آمنة بنت وَهْب بن عبدمناف بن زُهرة، وقد عمل في طين له ، وبه آثارٌ من الطين ، فدعاها إلى نفسه ، فأبطأَت عليه لما رأت به من آثر الطين ، فخرج من عندها، فَتَوَضَّأَ وغَسَلَ عنه ما كان به من ذلك الطين ، ثم خَرَجَ وعمد(51) إلى آمنة فدخل عليها فأَصابها ، فحملت بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ثم مَرَّ بامرأته تلك ، فقال : هل لك؟ ، فقالت: لا ، مَرَرتَ بي وبين عينيك غُرَّةٌ (بيضاء) ، فدعوتني(52) فأبيت، ودخلت على آمنة فذهبت بها .
قال ابن إسحاق:" -فزعموا-(14) أن امرأته تلك كانت تحدِّثُ أنه مَرَّ بها وبين عينيه مثل غُرَّة الفرس، قالت: فدعوته رَجَاءَ أن يكون تلك بي، فأَبى عليَّ ، ودخل على آمنة بنت وَهب فأَصابها ، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم "(53).
ــــــــــــــــــــــ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
ثم نأتي للمحطة الثالثة والأخيرة في حياة عبدالله بن عبدالمطلب..
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
ـــــــــــــــــــــــــ
الحاشية والمراجع والمصادر :
[1. ] بعد إنتهاء عبدالمطلب من نحر الإبل ، تبدء قصة زواج ابنه عبدالله : انظر عند أبي محمد عبدالملك بن هشام ؛ السيرة النبوية ؛ جزء 1 ؛ صفحة 172 ، وبوَّب مَن راجع أصولها وعلق على حواشيها قصة الزواج في سيرة ابن هشام فبدء بـ
« امرأة من العرب عرضت نفسها على عبدالله». و
عند أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في موسوعته "تاريخ الرسل والملوك" جزء 2 صفحة 243 ؛ و
عند ابن الأثير ؛ الكامل في التاريخ .
ثم قلتُ الرمادي :" بيد أن الإمام الزرقاني -في شرحه على متن القسطلاني- ينبه إلى أمر آخر حين يستعرض كافة الروايات في سبب تزويج عبدالمطلب ابنه عبدالله بآمنه فيقول :" ما أفاده ظاهر المصنف من أن تزوجه بآمنة عقب انصرافه من نحر الإبل هو مفاد ابن إسحاق . وفي تهذيب ابن هشام واليعمري في العيون هنا. لكن روى ابن سعد وابن البرقي والطبراني والحاكم عن ابن عباس عن أبيه : أن عبدالمطلب لما سافر إلى اليمن في رحلة الشتاء ، نزل على حبر من اليهود يقرأ الزبور " انظر الفقرة رقم (9) اسفل...
قلتُ(الرمادي) :" فهذان حدثان مختلفان ؛ يصعب التوفيق بينهما !؟" .
[2. ] كان عبدالله والد النبى صلى صلى الله عليه وآله وسلم انهد فتى في قريش ؛ وأصبحهم خلقا ؛ وأحسنهم أخلاقا ، وكان نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيّنا في وجهه ؛ فلما خرج منه فقد ذلك النور وانتقل الى وجه آمنة .
[انظر : يحيى بن أبى بكر بن محمد بن يحيى العامري الحرضي ، في :" بهجة المحافل ؛ وبغية الأماثل ؛ في تلخيص المعجزات والسير والشمائل ".]
[ 3. ] ابن كثير ؛ البداية والنهاية ؛ السيرة النبوية.
[ 4.] قال بهذا القول سهيل ركاز وآخرين.
[ 5.] « أنا ابن الذبيحين » : أخرجه الحاكم في المستدرك ؛ وابن مردويه ؛ والثعلبي في تفسيريهما عن الصنابحي عن معاوية رضي الله عنه .
قلتُ (الرمادي):" قال فريق من العلماء بأدلتهم " (يعني أباه واسماعيل) " وسنبحث المسألة حين الإستشهاد به ونخرجها في موضعها إن شاء الله تعالى .
[ 6. ] عند السهيلي (مجلد1 /178) :" تَزْوِيجُ عَبْدِ اللهِ". .
[ 7. ] رواية الصالحي فِي : " سَبَبِ تَزْوِيجِ عَبْدِاللهِ آمِنَةَ :"
" أَنّ عَبْدَالْمُطّلِبِ كَانَ يَأْتِي الْيَمَنَ ". وجاء عند ابن كثير في البداية :" عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: إِن عبدالمطلب قَدِمَ الْيَمَنَ فِي رِحْلَةِ الشِّتَاءِ، فَنَزَلَ عَلَى حَبْرٍ مِنَ الْيَهُودِ." ).
[ 8.] جاء رواية تقول :" وَكَانَ يَنْزِلُ فِيهَا عَلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَائِهِمْ فَنَزَلَ عِنْدَهُ مَرّةً ، فَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ مِمّنْ قَرَأَ الْكُتُبَ ".
[ 9.] الزرقاني قال :" نزل على حبر من اليهود يقرأ الزبور ، أما ابن كثير فوضح اللفظة بقوله :" فَقَالَ لِي رَجُلٌ من أهل الديور - يَعْنِي أَهْلَ الْكِتَابِ -".
[ 10. ] عند الصالحي:" فقال لي رجل من أهل الزبور -يعني الكتاب -". " ممن الرجل ؟ " قلت " من قريش ". قال " من أيهم ؟ " ؛ قلت: " من بني هاشم " ؛ قال: " أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك ؟ " . نهاية الصالحي .
[ 11.] عند الصالحي :" الشاعة : بشين معجمة وعين مهملة: الزوجة سميت بذلك لمتابعتها الزوج وشيعة الرجل أتباعه وأنصاره. ".
[ 12.] جاء في سبب تزويج عبدالمطلب ابنه عبدالله امرأة من بني زهرة . ذكرها الصالحي في سبل الرشاد . وهذه الرواية ذكرت عند :" أبي القاسم سليمان بن أحمد المعروف بـ الطبراني ؛ في المعجم الكبير " حديث رقم 1917 . بسنده ؛ وقال :" حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ الْحَنَفِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَارِبِيُّ الْوَاسِطِيُّ ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، ثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مَوْلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنِ الْمِسْوَرِ ، فـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ... " ثم ذكر الرواية . أثبتُ في بحثي هذا ما ذكره الصالحي في سبل الرشاد إذ يفيد كثيراً فبعد أن قال لعبدالمطلب :" " أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك ؟ "؛ " فَقَالَ لَهُ « ائْذَنْ لِي أَقِسْ مَنْخِرَك » ، فَقَالَ « عبدالمطلب »:" دُونَك فَانْظُرْ " .
قلتُ (الرمادي) : في رواية الصالحي توجد إضافة هامة :" فَقَالَ: أَرَى نُبُوّةً وَمُلْكًا ، ثم يكمل فيقول:" وَأَرَاهُمَا فِي « الْمَنَافَيْنِ » : « عَبْدِمَنَافِ بْنِ قُصَيّ، وَ « عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ »".
وأذكر هنا فائدة : أن الإمام الزرقاني في شرحه على ما كتبه القسطلاني يعلق على هذه الرواية فقال :" شيئان:
أحدهما ظاهره قوله : نجد ذلك في بني زهرة ، ورجوع اسم الإشارة للملك والنبوة مع أن الملك إنما كان في بني العباس وأمه ليست بزهرية ، بل من بني عمرو بن عامر ؛ فيتعين عود الإشارة إلى النبوة فقط.
الثاني : قوله : أما اليوم فلا ، مع ما ذكره اليعمري وغيره أن ضرارًا كان شقيق العباس . المفيد وجود أمه قبل قصة الذبح ، فيمكن أن قوله : أما اليوم ، أي : هذا الزمن فلا زوج معي بهذه الأرض ، فلا ينافي أن له زوجة بغيرها ، ثم لا ينافي هذا مفاد المصنف والجماعة لجواز أنه لما رجع من اليمن رأى الرؤيا ووقعت قصة الذبيح ، فلما انصرف منها تزوج وزوج ابنه، والعلم عند الله." انتهى النقل كما خطّه الإمام الزرقاني "
قلتُ الرمادي :"هذه الرواية ذكرها :" الْبَرْقِيّ " ؛ وكما جاء عند الصالحي في سبل الرشاد :" روى ابن سعد وابن البرقي والطبراني والحاكم ؛ وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ : عن العباس بن عبدالمطلب عن أبيه " وذُكرت عند الصالحي بألفاظ مختلفة قليلاً ؛ ولكنها تؤدي نفس المعنى المقصود .
[ 13.] عند ابن كثير :" فَلَجَ، أَيْ فَازَ وَغَلَبَ " ؛ وعند الزرقاني والصالحي :" فقالت قريش: فَلَجَ عبدالله على أبيه ، وهو بفتح الفاء واللام والجيم، أي: ظفر بما طلب،". قلتُ الرمادي :" المعنى قريب" .
[ 14. ] احتاط ابن إسحاق ؛ ونقل عنه ابن هشام ؛ وذكر ذلك السهيلي في تفسيره للسيرة ؛ وتجدها عند الطبري. وهي تفيد الشك أو الاحتياط في الرواية . وابن كثير في البداية والنهاية ؛ السيرة النبوية في رواية القصة : فوضع ما يفيد تسرب الشك في الخبر ، فقالوا جميعاً :" ( فِيمَا يَزْعُمُونَ).
[ 15.] عند ابن الأثير ؛ الكامل في التاريخ :" فَمَرَّ عَلَى أُمِّ قِتَالِ ابْنَةِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ ؛ أُخْتِ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَهِيَ عِنْدَ الْبَيْتِ " . وعند نهاية ذكر اسمها ونسبها ذكر الطبري اسمها فقال :" يقال لها : أم قتال بنت نوفل بن أسد بن عبدالعزى ، وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد ، وهي عند الكعبة " . يوضح السهيلي مسألة هذه المرأة بالقول ؛ فعنون لها :[ اسم هذه المرأة ] ثم قال في ترجمتها :" وَاسْمُ هَذِهِ الْمَرْأَةِ رُقَيّةُ " ؛ و فِي "الْبِدَايَة" لابن كثير( 2 /262) :" أَن اسْمهَا: رقيقَة، وَقد روى ذَلِك الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق يُونُس بن بكير عَن ابْن اسحاق ؛ وهي بِنْتُ نَوْفَلِ ؛ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ؛ وتُكَنّى: أُمّ قَتّالٍ ؛ وَبِهَذِهِ الْكُنْيَةِ وَقَعَ ذِكْرُهَا فِي رِوَايَةِ يُونُسَ عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ ، وَذَكَرَ الْبَرْقِيّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيّ ، قَالَ :" إنّمَا مَرّ عَلَى امْرَأَةٍ اسْمُهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرّ كَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النّسَاءِ وَأَعَفّهِنّ ، وَكَانَتْ قَرَأَتْ الْكُتُبَ ، فَرَأَتْ نُورَ النّبُوّةِ فِي وَجْهِهِ فَدَعَتْهُ إلَى نِكَاحِهَا، فَأَبَى، فَلَمّا أَبَى قَالَتْ: شعراً ". أما وَفِي غَرِيبِ ابْنِ قُتَيْبَةَ: أَنّ الّتِي عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ هِيَ لَيْلَى الْعَدَوِيّةُ. " فأثبت الزرقاني حين شرح متن القسطلاني ما جاء في غريب أبن قتيبة ؛ ثم قال ( و:"ذكره في الروض." ؛ قصد السهيلي) ؛ ثم الزرقاني كتب يقول عن المرأة :" انصرف عبدالله مع أبيه من نحر الإبل ، مر على امرأة من بني أسد بن عبدالعزى ، وهي عند الكعبة ، واسمها " قُتَيلة" -بضم القاف وفتح المثناة الفوقية- فتحتية ساكنة فلام فهاء تأنيث . و
يقال" اسمها " " رقيقة بنت نوفل". و
الزرقاني :" صدر به السهيلي، قال: وهي أخت ورقة بنت نوفل وتكنى أم قتال ، وبهذه الكنية ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس . كما ذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء .
قال في العيون : وكانت تسمع من أخيها أنه كائن في هذه الأمة نبي" .
قلتُ (الرمادي):" بعد ذكر أقوال السادة العلماء نرى أنها ليست امرأة واحدة بل تعددت ؛ فهل هنَّ نساء كثر !!؟ فالله أعلم.
[ 16.] قال الزرقاني على حاشية القسطلاني :" وفيه نور المصطفى ، وظنتْ أن النبي الكائن في هذه الأمة منه " وكان أحسن رجل رِئي" بكسر الراء ؛ ثم همزة مفتوحة ، ويجوز ضم الراء وكسر الهمزة ثم ياء، أي : شوهد "في قريش " .
[ 17.] عند الطبري و ابن الأثير ؛ الكامل في التاريخ :" عِنْدِي" .
[ 18.] عند ابن الأثير ؛ الكامل في التاريخ:" قَالَتْ : لَكَ عِنْدِي مِثْلَ الَّذِي نَحَرَ عَنْكَ أَبُوكَ مِنَ الْإِبِلِ وَقَعْ عَلَيَّ الْآنَ . " .
[ 19.] قال الزرقاني في حاشيته على القسطلاني :" أي : جامعني، ولعله كان من شرعهم أن المرأة تزوج نفسها بلا ولي وشهود ؛ لأنها لم تكن زانية ولا مريدة له بل كانت عفيفة. قالت ذلك "لما رأت في وجهه من نور النبوة ورجت أن تحمل بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم" فأبى الله أن يجعله إلا حيث شاء ". و
قول الزرقاني يخالف ما ذهب إليه محقق السيرة لابن هشام وستراه قريباً.
[ 20.] قال الزرقاني معلقاً :" ولو لم أكن معه لوقعت عليك لوجه جائز كتزوجي بك أو مراده دفع كلامها ، وإن لم يرد البغي بها ولا هم بها فلا يفهم أن المانع له مجرد كونه مع أبيه " .
[ 21. ] الزرقاني في شرحه متن القسطلاني قال :" زعم ابن قتيبة والجوهري أنها أمه وأبوه كلاب . قال السهيلي : وهذا منكر غير معروف ، وفي الفتح :" المشهور عند جميع أهل النسب أن زُهرة اسم الرجل ، وشذ ابن قتيبة فزعم أنه اسم امرأته وأن ولدها غلب عليهم النسبة إليها ، وهو مردود بقول إمام أهل النسب هشام الكلبي اسم زٌهرة:" المغيرة،"
[ 22.] عند ابن هشام والطبري وابن كثير :" - وهب يومئذ سيد بني زهرة سناً وشرفاً-". قال الزرقاني :"وهو يومئذ سيد بني زُهرة نسبًا وشرفًا ، فزوجه ابنته آمنة " .
قاله ابن عبدالبر وجماعة منهم عبدالملك بن هشام عن البكائي عن ابن إسحاق ، وقيل : كانت في حجر عمها وهيب وهو المزوج لها . قاله ابن إسحاق في رواية واقتصر عليه اليعمري " .
[ 23. ] عند الطبري ؛ وابن كثير :" وَهِيَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدَةُ نِسَاءِ قَوْمِهَا." وعند القسطلاني :" وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا " . قال الزرقاني :" وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبًا" من جهة الأب ، "وموضعًا" من جهة الأم ، فأمها بنت عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي وأم أمها أم حبيب بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي ؛ كما فصله ابن إسحاق ، فليس قوله: "وموضعًا" عطف تفسير، كما زعم." .
[ 24. ] عند الطبري :" بنت أسد ".
[ 25. ] عند الطبري :".. بن عويج .." .
[ 26.] عند الطبري :"بن لؤي" .
[ 27.] عند الطبري :"مكانه" .
[ 28. ] القسطلاني قال حين زاد " الزبير بن بكار " :" يوم الاثنين من أيام منى ، في شعب أبي طالب عند الجمرة ، والزرقاني في شرحه على القسطلاني حددها فقال :" اي الوسطى" ؛ كما هو المنقول عن الزبير ، قال النجم : وهذا موافق لمن ذهب إلى أن ميلاده في رمضان ، وأما القول بأنه في رجب ، فمنطبق على أن ميلاده في ربيع،" . و
قيل :الزرقاني" من شهر رجب " .
قلتُ الرمادي :" هذه الجزئية من البحث سنحتاج إليها عند تحديد يوم وشهر الميلاد "
[ 29.] الزرقاني قال في الحاشية على القسطلاني :" وزعم الحاكم أبو أحمد أن سن عبدالله حينئذ كان ثلاثين سنة ، ويأتي أن الصحيح خلافه ، وقد جزم السهيلي بما لفظه : وكان بينه صلى الله عليه وسلم وبين أبيه ثمانية عشر عامًا. ا. هـ. " .
[ 30.] الزرقاني في حاشية القسطلاني :" بعدما أقام عندها ثلاثًا ، وكانت تلك السُنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها ، نقله اليعمري عن محمد بن السائب الكلبي "
[ 31.] عند الطبري : دون تصريح :" حتى أتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت " عند الزرقاني :" فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت " ، قال في النور : تقدم الكلام على هذه المرأة. ا. هـ. فهو صريح في أنها المختلف فيها الاختلاف السابق. "فقال لها: ما لك لا تعرضين علي اليوم ما عرضت علي بالإمس؟ ، قالت : فارقك النور الذي كان معك بالأمس ، فليس لي بك " بوقاعك " اليوم حاجة " لأنني " إنما أردت أن يكون النور فيّ " بشد الياء " فأبى الله إلا أن يجعله حيث شاء " . وقد روي عن العباس : أنه لما بنى عبدالله بآمنة أحصوا مائتي امرأة من بني مخزوم وبني عبدمناف مِتْنَّ ولم يتزوجنَّ أسفًا على ما فاتهنَّ من عبدالله ، وأنه لم تبق امرأة في قريش إلا مرضت ليلة دخل عبدالله بآمنة." انتهى النقل من عند الزرقاني .
[ 32. ] "له" من عند الطبري .
[ 33. ] يكمل القسطلاني معنى الكلام فيقول :" إنما أردت أن يكون النور فيّ فأبى الله ، إلا أن يجعله حيث شاء. " . محقق السيرة النبوية لابن كثير : مصطفى عبدالواحد ذهب إلى أن :" الْوَاضِح من الرِّوَايَة أَنَّهَا طلبت من عبدالله الْفَاحِشَة فَأبى ، وفى الْيَوْم التالى عرض هُوَ عَلَيْهَا فَأَبت ، وعللت إباءها بِأَن النُّور الذى كَانَ فِي وَجهه قد زَالَ ، وفى هَذَا اتهام لعبدالله ، وفلسفة للفاحشة بِأَنَّهَا كَانَت رَغْبَة فِي النُّور..! وَلَيْسَ نور النُّبُوَّة إِفْرَاز عُضْو وَلَا إشراقة وَجه ، وَالرِّوَايَة ظَاهِرَة الاختلاق ، وهى ذمّ فِي صُورَة مدح! ... هَذَا وَقد جَاءَ بعد أَنَّهَا طلبت مِنْهُ الزواج." نقلاً من عند ابن كثير البداية السيرة.
[ 34. ] عند الطبري وأيضا عند ابن كثير السيرة :" وكان قد تنصر واتبع الكتب ، حتى أدرك ، فكان فيما طلب من ذلك أنه كائن .." . أما ابن كثير فينقل لنا شعر أخت ورقة بن نوفل ؛ فيقول :" وَمِمَّا قَالَت أم قِتال بِنْتُ نَوْفَلٍ مِنَ الشِّعْرِ ، تَتَأَسَّفُ عَلَى مَا فَاتَهَا مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي رَامَتْهُ ، وَذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
عَلَيْكَ بَآلِ زُهْرَةَ حَيْثُ كَانُوا * وَآمِنَةَ الَّتِي حَمَلَتْ غُلَامَا
تَرَى الْمَهْدِيَّ حِينَ نَزَا عَلَيْهَا * وَنُورًا قد تقدمه أماما
نقلا من عند ابن كثير السيرة . ثم يقول ابن كثير : " [إِلَى أَنْ قَالَتْ] :
فَكُلُّ الْخَلْقِ يَرْجُوهُ جَمِيعًا * يَسُودُ النَّاسَ مُهْتَدِيًا إِمَامَا
بَرَاهُ اللَّهُ مِنْ نور صفاه * فَأَذْهَبَ نُورُهُ عَنَّا الظَّلَامَا
وَذَلِكَ صُنْعُ رَبِّكَ إِذْ حَبَاهُ * إِذَا مَا سَارَ يَوْمًا أَوْ أَقَامَا
فَيَهْدِي أَهْلَ مَكَّةَ بَعْدَ كُفْرٍ * وَيَفْرِضُ بعد ذَلِكُم الصياما
نقلا من سيرة ابن كثير . بيد أن محقق السيرة لابن كثير يقول تعليقاً :" هَذَا أَيْضا ظَاهر الاختلاق ، وَعَلِيهِ ركاكة الصنع وتفاهة الْوَضع ، وَلَا أدرى لم خصَّ الصّيام من بَين شَعَائِر الاسلام! !." .
[ 35. ] هنا تنتهي رواية ابن الأثير . كما ذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء ، يكمل ابن كثير القصة بالقول :" فَطَمِعَتْ أَنْ يَكُونَ مِنْهَا ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَشْرَفِ عُنْصُرٍ وَأَكْرَمِ مَحْتَدٍ وَأَطْيَبِ أَصْلٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى " اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رسَالَته ".
[ 36. ] عند الطبري ذكر الإسناد فتقرأ :" حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزِّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ بِعَبْدِاللَّهِ لِيُزَوِّجَهُ " ؛ يكمل ابن كثير فيذكر في السيرة :" وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ الْخَرَائِطِيُّ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عُمَارَةَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " .
وقال القسطلاني :" وعند أبي نعيم والخرائطي وابن عساكر من طريق عطاء ، يذكر الزرقاني ترجمة فيقول :" عطاء" ابن أبي رباح أسلم الجمحي مولاهم المكي أبي محمد التابعي الوسط الحافظ الثقة العالم الفقيه إليه انتهت فتوى أهل مكة ؛ وكان أسود أفطس أشل أعرج أعور ، ثم عمي وشرفه الله بالفقه وكثرة الحديث وإدراك مائتين من الصحابة ، قدم ابن عمر مكة فسألوه ، فقال: تسألوني وفيكم ابن أبي رباح ، مات سنة إحدى أو خمس أو سبع ومائة.".، يقول الزرقاني:" عن ابن عباس : لما خرج عبدالمطلب" من مكة بعد نحر الإبل على ظاهر سياق المصنف -القسطلاني- ، "بابنه عبدالله ليزوجه مر به على كاهنة من تَبالة " بفتح الفوقية فموحدة خفيفة وألف فلام مفتوحة فتاء تأنيث : موضع باليمن ؛ وآخر بالطائف ، فيحتمل إرادته هذه وإرادة تلك ، قاله البرهان وتبعه الشامي في الضبط ، وجزم بأنه موضع باليمن . وضبط بعضهم تُبالة بضم التاء ، فهذا :" سبق قلم. " . وأيضاً عند : ابن الأثير ؛ الكامل في التاريخ .
[ 37. ] ذكر ابن كثير في السيرة ؛ والذهبي في سير أعلام النبلاء هذه القصة ؛ ثم يقول الزرقاني:" زاد البرقي عن هشام الكلبي : وكانت من أجمل النساء وأعفهن ، " الخثعمية " بفتح المعجمة وسكون المثلثة فعين مهملة نسبة إلى خثعم ؛ كـ جعفر جبل وابن أنمار أبو قبيلة من معد ، ذكره المجد . وظاهره : أن هذه الأوصاف وهي أنها من تبالة ومتهودة وخثعمية لامرأة واحدة ، و
وقع في سيرة مغلطاي اسمها قتيلة، و
قيل: رقيقة، و
يقال: فاطمة بنت مر ، و
يقال : ليلى العدوية ، و
يقال: امرأة من تبالة، و
يقال: من خثعم، و
يقال: كانت يهودية".
قلتُ لقد اثبتنا ذلك من قبل .
[ 38. ] قال الطبري و القسطلاني :" قَدْ قَرَأَتِ الْكُتُبَ ". وعند الزرقاني على القسطلاني :" متمسكة بدين اليهود ".
[ 39. ] يقول القسطلاني:"فرأت نور النبوة في وجه عبدالله".
[ 40. ] وعند الزرقاني على القسطلاني :"وقيل : أجابها " (الحديث هنا عن أخت القِس ورقة بن نوفل )" بقوله : أما الحرام فالممات" وأنشده السهيلي بلفظ فالحمام "دونه" ومعرفته كالحلال مما بقي عندهم من شرائع إبراهيم ؛ كغسل الجنابة والحج ، فلا يرد أنهم كانوا في جاهلية لا يعرفون حلالا ولا حرامًا . "
[ 41. ] وعند الزرقاني على القسطلاني :" والحل لا حل" موجود لعدم تزوجي بك " فأستبينه" بالنصب في جواب النفي ، أي: أطلب ظهوره وأعمل بمقتضاه ". من عند القسطلاني :" فكيف بالأمر الذي تبغينه ... يحمي الكريم عرضه ودينه" : الزرقاني على قول عبدالله كما اثبته القسطلاني :" فكيف بالأمر الذي تبغينه" أي: تطلبينه لا يكون ذلك ، فاستعمل كيف بمعنى النفي وهو أحد مواقعها ، "يحمي الكريم عرضه" هي أموره كلها التي يحمد بها ويذم من نفسه وأسلافه وكل ما لحقه نقص يعيبه خلافًا لابن قتيبة في قوله : عرض الإنسان هو نفسه لا أسلافه ؛ لأن حسان ذكر عرض وأسلافه بالعطف في قوله:
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
"ودينه" يصونهما فلا يفعل شيئًا يدنسهما .
[ 42. ] عند القسطلاني :" وقيل: أجابها وَهِيَ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى " ، بقوله: هذا الشعر". أقول :"فهل تداخلت الروايات !!؟.
[ 43. ] عند الطبري :" .. به .. ". روى هذه القصة ابن كثير في البداية السيرة .
[ 44. ] عند ابن كثير السيرة :" ثُمَّ إِنَّ نَفْسَهُ دَعَتْهُ إِلَى مَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ الْكَاهِنَةُ فَأَتَاهَا فَقَالَتْ: مَا صَنَعْتَ بَعْدِي؟ فَأَخْبَرَهَا."
[ 45. ] عند الطبري :".. إِنِّي وَاللَّهِ مَا أنا .." .
[ 46. ] عند الطبري :" فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ فِي ".
[ 47. ] ابن كثير :" فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ فِيَّ، " .
[ 48. ] عند الطبري :" ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهَا ثَلاثًا،
[ 49. ] قال الزرقاني :" كانت يهودية، "فرأت نور النبوة في وجه عبدالله ، فقالت له وذكر نحوه" نحو ما تقدم من دعائه إلى نكاحها وإبائه ، زاد البرقي عن هشام الكلبي : فلما أبى ، قالت:
إني رأيت مخيلة نشأت ... فتلألأت بجناثم القطر
فسماتها نور يضيء به ... ما حوله كإضاءة الفجر
ورأيت سقياها حيا بلد ... وقعت به وعمارة القفر
ورأيتها شرفًا ينوء به ... ما كل قادح زنده يوري
لله ما زهرية سلبت ... منك الذي استلبت وما تدري"
[ 50. ] راجع ما عند الذهبي في سير أعلام النبلاء ؛ و ابن الأثير ؛ الكامل في التاريخ .
[ 51. ] زيادة عند ابن هشام :" ثم خرج عامداً إلى آمنة ؛ فمر بها ؛ فدعته إلى نفسها ؛ فأبى عليها وعمد... "
[ 52. ] عند ابن هشام تعبير آخر نثبته :" فَدَعَوْتُكَ فأَبيت عليَّ ؛ ودخلت على آمنةَ فَذَهَبَتْ بها ".
[ 53 .] ذكر هذه الرواية ابن هشام : 1 / 173-174 ؛ والطبري في الجزء 2 ؛ صفحة 244.
**
د. محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي
22 رجب 1439م~08 أبريل 2018م
شريف حمدان
09 / 04 / 2018, 40 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 04 / 2018, 43 : 12 AM
« مَوْتُ » عَبْدِاللَّهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
في ذكر وفاة عبدالله بن عبدالمطلب(1)
ولد عبدالله لأربع وعشرين سنة مضت من ملك كسرىٰ أنو شروان - [ 81 ق.هـ الموافق 544م ]- ، ثم تزوج آمنة ، فلما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم توفي – [53 ق.هـ الموافق 571م] -. (1)
اثبت ابن هشام في موسوعته «السيرة النبوية » فكتب يقول بعد أن حملت آمنة بنت وهب الزُهرية برسول الله محمد بن عبدالله فتحدث عن « مَوْتُ »(2) عَبْدِاللَّهِ فقال :" ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ(3) عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، أَبُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ هَلَكَ ، وَأُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ - حَامِلٌ بِهِ (4)
قال الصالحي الشامي في :" سبل الهدى والرشاد - ج ١ / الصفحة ٣٣٢ ؛ بعد أن أورد رواية ابن إسحاق:" هذا ما جزم به ابن إسحاق ، ورجحه الواقدي ؛ وابن سعد ؛ والبلاذري ، وصححه الذهبي . وقال ابن كثير :" إنه المشهور " . وقال ابن الجوزي :" إنه الذي عليه معظم أهل السير " ، ورواه الحاكم وصححه ، وأقره الذهبي عن قيس بن مخرمة رضي الله تعالى عنه.
ثم يأتي القسطلاني يلتقط خيط سرد القصة من ابن إسحاق فيقول :" ولما تم لها من حملها شهران ؛ توفي عبدالله " . (5)
**
تحقيق مسألة « مَوْتِ » عَبْدِاللَّهِ :
[ ١. ] أحداث ما قبل موت عبدالله :
[ ١. ١. ] جاء في تاريخ الطبري ؛ المسمىٰ : تاريخ الرسل والملوك :" قَالَ الْحَارِثُ : قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : قَالَ الْوَاقِدِيُّ : والثبت عندنا - ليس بين أصحابنا فيه اختلاف - أن عبدالله بن عبدالمطلب أقبل من الشأم في عِير لقريش ، فنزل بالمدينة [يثرب] وهو مريض ، فأقام بها حتىٰ تُوُفِّي (6)
يؤكد ابن كثير رواية الطبري هذه ثم يسرد ما توصل إليه في مسألة موت عبدالله بن عبدالمطلب ؛ فيقول :" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ - هُوَ الْوَاقِدِيُّ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ اليزيدى ، وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ(7) بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صعصعة، قَالَ: خَرَجَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ إِلَى الشَّام إِلَى غَزَّة (8) فِي عِير من عيران قُرَيْش يحملونه تِجَارَات، ففرغوا من تجاراتهم، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَمَرُّوا بِالْمَدِينَةِ، وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ مَرِيضٌ، فَقَالَ أَتَخَلَّفُ عِنْدَ أَخْوَالِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ مَرِيضًا شَهْرًا وَمَضَى أَصْحَابُهُ فَقَدِمُوا مَكَّةَ، فَسَأَلَهُمْ عَبْدُالْمُطَّلِبِ عَنِ ابْنِهِ عَبْدِاللَّهِ، فَقَالُوا: خَلَّفْنَاهُ عِنْدَ أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ مَرِيضٌ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُالْمُطَّلِبِ أَكْبَرَ وَلَدِهِ الْحَارِثَ، فَوَجَدَهُ قَدْ تُوُفِّيَ ". (9)
[ ٢. ] موضع دفن عبدالله بن عبدالمطلب :
[ ٢. ١. ] الموضع الأول :
جاء عند ابن كثير في البداية:" قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ ، عَنْ عَبْدِالسَّلَامِ ، عَنِ ابْنِ خَرَّبُوذَ ، قَالَ : تُوُفِّيَ عَبْدُاللَّهِ بِالْمَدِينَةِ . وعند محب الدين الطبري:" وَمَات أَبوهُ -عبدالله- بِيَثْرِب ." (10)
وهذا ما ذهب إليه الصلابي فيقول :" (:"ولم يلبث أبوه أن توفي بعد أن حملت به آمنة، ودُفن بالمدينة عند أخواله بني (عدي بن النجار) ؛ فإنه كان قد ذهب بتجارة إلى الشام فأدركته منيته بالمدينة وهو راجع،" (11)
[ ٢. ٢. ] الموضع الثاني :
وَقيل بالأبواء بَين مَكَّة وَالْمَدينَة . تجده عند أحمد بن عبدالله بن محمد ، محب الدين الطبري في خلاصة سير سيد البشر.؛ الجزء الأول ؛ صفحة: 32 . وذكره القسطلاني .
وقال ابن جماعة في مختصر السيرة :" وتوفيّ عبدُالله والدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار النابغة بالمدينة عند أخوالِه بني عَديّ بن النَجَّار " . ويعلق ابن جماعة بالقول :" هذا هو المشهور " ثم يقول :" وأغربَ عبدالغني فحكى قولا أنه توفي بالأبواء بين مكة والمدينة ".
ودفن في دار النابغة (12) - وقيل التابعة (ذكره القسطلاني) - في الدّار الصغرىٰ إذا دخلت الدار عن يسارك، ليس بين أصحابنا في هذا اختلاف(6) ابن كثير يؤكد رواية الطبري هذه بالقول :" وَدُفِنَ فِي دَارِ النَّابِغَةِ فَرَجَعَ " الْحَارِثَ ابن عَبْدُالْمُطَّلِبِ " إِلَى أَبِيهِ فَأَخْبَرَهُ. فَوَجَدَ [أي : حزن] عَلَيْهِ عَبْدُالْمُطَّلِبِ وَإِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ وَجْدًا شَدِيدًا. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ حَمْلٌ، (9) .
[ ٣. ] عمر عبدالله بن عبدالمطلب وقت وفاته:
[ ٣ . ١. ] يقول ابن كثير :" وَلِعَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ يَوْمَ تُوُفِّيَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً (13) . وهذا القول الأول . أما
[ ٣. ٢. ] القول الثاني في عمر عبدالله حين مات فيقول الزرقاني :" عن ثلاثين سنة ، ويحدد الزرقاني القائل بأن قاله أبو أحمد الحاكم ، أو
[ ٣. ٣. ] القول الثالث :" يقول الزرقاني :" عن ثمان وعشرين " ، أو
[ ٣. ٤. ] القول الرابع :" يقول الزرقاني :" عن ثمان عشرة سنة ، ثم يعلق بالقول :" وهو الذي صححه الحافظ العلائي ، والحافظ ابن حجر ، واختاره السيوطي . (14)
والغالب على الظن أن موته كان في السنة 53 ق. ه الموافق 571م .
**
[ ٤.] تحديد عمر الوليد السعيد : « محمد » بن عبدالله حين وفاة أبيه:
[ ٤. ١. ] ثم تزوج - عبدُالله - آمنةَ، فلما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم توفي. (15)
أما ابن كثير فيقول:" "قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَقَدْ أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ . قَالَا: تُوُفِّيَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بَعْدَمَا أَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا ، وَقِيلَ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ ، أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمْلٌ ؛ ويقول صاحب الرحيق :" يقول أكثر المؤرخين :"وكانت وفاة عبدالله قبل أن يولد رسول الله" .
وعلية فهناك أقوال :
[ ٤. ١. ] الأول منها :" توفي وهو في المهد ، قاله الدولابي." . (16) . قال الصالحي : " وعليه فقيل: ".
[ ٤. ٢. ] الثاني :" وله شهران. " وعن ابن أبي خيثمة . (17)
[ ٤. ٣. ] الثالث :" وقيل: وهو ابن ثمانية وعشرين شهرًا. (القسطلاني الزرقاني (1/204) ) ." وَقيل مَاتَ أَبوهُ وَقد أَتَى عَلَيْهِ ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ شهرا (5) ".
[ ٤. ٣. ١.] و قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو رَسُولِ اللَّهِ بَعْدَمَا أَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا (18).
[ ٤. ٤. ] الرابع :" وقيل تسعة أشهر " .
[ ٤. ٥. ] الخامس : " وقيل: وهو ابن سبعة أشهر (القسطلاني الزرقاني (1/204) ) (5). ".
الترجيح(19) عند ابن كثير :"( وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ شَهْرَيْنِ (والراجح المشهور: الأول. (القسطلاني الزرقاني (1/204)" ).
وَالَّذِي رَجَّحَهُ الْوَاقِدِيُّ وَكَاتِبُهُ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَهُوَ جَنِينٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ . وَهَذَا أَبْلَغُ الْيُتْمِ وَأَعْلَى مَرَاتِبِهِ. (20).
وذهب ابن الجوزي إلى القول : وقد قيل إن عبدالله توفي بعد ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح " .
ذكر القسطلاني :" ويذكر عن ابن عباس، أنه لما توفي عبد الله قالت الملائكة إلهنا وسيدنا، بقي نبيك يتيمًا، فقال الله تعالى: أنا له حافظ ونصير "(21).
ذكر الصالحي : [ لطيفة: نقل أبو حيان في بحره وغيره عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه قال: إنما يتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يكون عليه حق لمخلوق(22). وقال ابن العماد في كشف الأسرار: إنما رباه يتيما لأن أساس كل كبير صغير وعقبى كل حقير خطير. وأيضا لينظر صلى الله عليه وسلم إذا وصل إلى مدارج عزه إلى أوائل أمره ليعلم أن العزيز من أعزه الله تعالى وأن قوته ليست من الآباء والأمهات ولا من المال بل قوته من الله تعالى. وأيضا ليرحم الفقير والأيتام.) . القسطلاني . وقيل لجعفر الصادق: لم يتم النبي صلى الله عليه وسلم قال: لئلا.:" يكون عليه حق لمخلوق. نقله عنه أبو حيان في البحر.". الزرقاني القسطلاني .
**
[ ٥. ] ما تركه عبدالله بن عبدالمطلب مِنَ الْمِيرَاثِ:
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ ، قَالَ : " تَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُمَّ أَيْمَنَ وَخَمْسَةَ أَجْمَالٍ أَوَارِكٍ ، يَعْنِي تَأْكُلُ الأَرَاكَ ، وَقَطْعَةَ غَنَمٍ ، فَوَرِثَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ ، وَاسْمُهَا بَرَكَةُ " ،(23) .
وأضاف ابن جماعة : " وسيفاً ... وهو مأثور " . فَوَرِثَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
[ ٦. ] وَقَالَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ : تَرْثِي زَوْجَهَا عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ؛ كما ذكر ذلك ابن إسحاق في المبتدأ وابن سعد في الطبقات ؛ رحمهما الله تعالى :
عَفَا جَانِبُ الْبَطْحَاءِ مِنِ ابْنِ هَاشِمٍ وَجَاوَرَ لَحْدًا خَارِجًا فِي الْغَمَاغِمِ
دَعَتْهُ الْمَنَايَا دَعْوَةً فَأَجَابَهَا وَمَا تَرَكَتْ فِي النَّاسِ مِثْلَ ابْنِ هَاشِمٍ
عَشِيَّةَ رَاحُوا يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ تَعَاوَرَهُ أَصْحَابُهُ فِي التَّزَاحُمِ
فَإِنْ يَكُ غَالَتْهُ الْمَنَايَا وَرَيْبُهَا فَقَدْ كَانَ مِعْطَاءً كَثِيرَ التَّرَاحُمِ " .(24)
قال الواقدي: ولم يتزوج عبدالله قط غير آمنة . وآمنة لم تتزوج قط غير عبدالله.
أخذ الإله أبا الرسول ولم يزل * * برسوله الفرد اليتيم رحيما
نفسي الفداء لمفرد في يتمه * * والدر أحسن ما يكون يتيما (25)
وَاللَّهُ - تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ - أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
المصادر والمراجع والتعليقات :
(1) ابن الجوزي: الوفا بتعريف فضائل المصطفى.
(2) يتفق ابن كثير مع ابن إسحاق في القول المشهور بين العلماء - بمعنىٰ أن هناك أقوال آخرىٰ سنعرضها - فيقول :" وَالْمَقْصُودُ أَنَّ أُمَّهُ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ تُوُفِّيَ أَبُوهُ عَبْدُاللَّهِ وَهُوَ حَمْلٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ؛ - ثم يعلق بالقول - عَلَى الْمَشْهُورِ.". [الإمام عماد الدين ؛ ابو الفدَاء ؛ الحافظ اسماعيل ابن كثير ؛ قرشي النسب ؛ دمشقي الدار (ت: 774هـ) البداية والنهاية ؛ مكتبة المعارف ؛ بيروت ؛ الجزء الثاني ؛ الطبعة السادسة ؛ صفحة :263 : صفة مولده الشريف عليه الصلاة والسلام ؛ 1405هـ~1985م.].
كما ينقل لنا ابن سيد الناس في كتابه :" عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير صلى الله عليه وسلم " ، قول ابن إسحاق :" قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَنْ هَلَكَ ، وَأُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلٌ بِهِ. ثم يعلق بالقول :" هَذَا قَوْلُ ابْنِ إِسْحَاقَ ".
(3) قالها ابن الجوزي في " الوفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم " أثبتها بمقدمة بحثي هذا ؛ كما يوضح أبو العباس ، أحمد بن عبدالله بن محمد، محب الدين الطبري (المتوفى: 694هـ) في :" خلاصة سير سيد البشر." هذه الجزئية من قصة موت عبداالله بقوله :" وَكَانَ لما تزوج آمِنَة وحملت مِنْهُ صلى الله عليه وسلم بعث بِهِ عبدالْمطلب –أي :" إلى يَثْرِب".- يمتار تَمرا مِنْهَا ... " وهذه رواية ؛ بيد أن هناك رواية آخرى ؛ سنثبتها ؛ ومن الله تعالىٰ ذكره الهداية والتوفيق .
(4) اكتفىٰ ابن هشام بهذا القدر من مصيبة موت عبدالله بن عبدالمطلب. والسهيلي في شرحه للسيرة لابن هشام لم يعلق ؛ ولكن محقق الـسيرة لـ ابن هشام: طه عبدالرؤوف سعد كتب معلقاً :" أكثر العلماء علىٰ أنه –أي :"محمد بن عبدالله"- كان في المهد ؛ ذكره الدولابي وغيره ، وقيل : ابن شهرين ذكره ابن أبي خيثمة ، وقيل: أكثر من ذلك ، ومات أبوه عند أخواله بني النجار ، ذهب ليمتار لأهله تمراً ، وقد قيل : مات أبوه : وهو ابن ثمان وعشرين شهراً.". قلتُ الرمادي :" وما قاله محقق السيرة مثبت في أمهات المصادر التي سأذكرها بمشيئة الله تعالى ذكره".
(5) ثم يضيف الزرقاني على ما قاله القسطلاني ؛ فقال : " ولما تم لها " لآمنة " من حملها شهران " ، وقيل : قبل ولادته بشهرين "توفي عبدالله" بن عبدالمطلب . [شرح الزرقاني على متن القسطلاني ج1 / ص 204] . وَتُوُفِّيَ " عَبْدُ اللَّهِ" أَبُوهُ ، وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا . وَقِيلَ : أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ . "سبعة أشهر". ثم قال ابن الجوزي :" والقول الأول أصح "وأن رسول الله كان حملاً يومئذ". [انظر أيضاً :صفَة الصَّفوة ؛ جمال الدين ؛ أبو الفرج إبن الجوزي؛ المجلد الأول 1~2؛ -1- باب ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذكر نسبه ؛ ص:24 : دار الكتب العلمية بيروت لبنان ؛ ط:4: 1427هـ~2006م .].
(6) أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي ، الطبري (٢٢٤ ~ ٣١٠ هـ) ؛ تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك . تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم ؛ دار المعارف بمصر ؛ سلسلة ذخائر العرب -٣٠- الطبعة الثانية ؛ الجزء الثاني ؛ صفحة : 2/246 . ١ من جمادى الثانية ١٣٨٧ه~٥ من سبتمبر ١٩٦٧م .
(7) كما يروي هذه الرواية : ابن الجوزي صاحب الوفا بتعريف فضائل المصطفى ؛ والصالحي في سبل الهدى والرشاد : فقال :[ وروى ابن سعد عن محمد بن كعب، وعن أيوب بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة رحمهما الله تعالىٰ قالا: خرج عبدالله إلىٰ الشام إلىٰ [غزة] في عير من عيرات قريش يحملون تجارات، ففرغوا من تجاراتهم، ثم انصرفوا فمروا بالمدينة وعبدالله يومئذ مريض، فقال: أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار. فأقام عندهم مريضا شهرا ومضىٰ أصحابه فقدموا مكة فسألهم عبدالمطلب عن ابنه فقالوا: خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار مريضا، فبعث عبدالمطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن في دار النابغة فرجع فأخبره فوجد عليه عبدالمطلب وعماته. وإخوته وأخواته وجدا شديدا. ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل، ولعبدالله بن عبدالمطلب يوم توفي خمس وعشرون سنة. قال الواقدي: وهذا أثبت الأقاويل في وفاة عبدالله وسنه. وقال الحافظ العلائي وابن حجر إن عمره كان يوم توفي ثماني عشرة سنة ] . وراجع ماكتبه صاحب صفَة الصَّفوة ؛ جمال الدين ؛ أبو الفرج إبن الجوزي؛ المجلد الأول 1~2؛ -1- باب ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذكر نسبه ؛ ص24 ؛ دار الكتب العلمية بيروت لبنان؛ ط:4: 1427هـ~2006م .
(8) قال أثير الدين ؛ صاحب الكامل :" وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : الثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ ، وَنَزَلَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ وَدُفِنَ بِدَارِ النَّابِغَةِ، الدَّارِ الصُّغْرَى" ؛ ثم الزرقاني على شرحه على متن القسطلاني الجزء 1 ؛ صفحة 204 يكمل الرواية فيقول :" وكان عبد الله" فيما رجحه الواقدي، وقال: هو أثبت الأقاويل، "قد رجع" من [غزة] "ضعيفًا مع قريش لما رجعوا من تجارتهم ومروا بالمدينة " بدل أتى به لدفع توهم أن المراد غيرها ؛ لأنها حينئذ ما كانت معروفة إلا بـ [يثرب] لا المدينة ، سميت بـ يثرب بن قابل بن إرم بن سام بن نوح ؛ لأنه أول من نزلها ، وقد غيره صلى الله عليه وسلم إلى طيبة وسماها الله طابة ، رواه مسلم ، قال عيسى بن دينار : من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة ، وفي مسند أحمد عن البراء بن عازب ، قال : قال صلى الله عليه وسلم: "من سمىٰ المدينة بـ يثرب فليستغفر الله عز وجل، وهي طابة وإنما سميت في القرآن حكاية ".
يكمل الزرقاني فيقول:" فتخلف عن أخواله بني عدي بن النجار" أي: أخوال أبيه ؛ لأن هاشمًا تزوج من بني عدي فولدت له عبدالمطلب ، أما أخوال عبدالله فإنما هم من قريش من بني مخزوم . "فأقام عندهم مريضًا شهرًا ، فلما قدم أصحابه مكة سألهم عبدالمطلب عنه ، فقالوا: خلفناه مريضًا" عند أخواله "فبعث" عبدالمطلب "إليه أخاه" أخا عبدالله "الحارث" . وذكر ابن الأثير : الزبير ،[بدلا من الحارث] . "فوجده قد توفي" بالمدينة "ودفن" بها "في دار التابعة" بفوقية فموحدة فعين مهملة ؛ كما في الزهر الباسم ، قال الخميس : وهو رجل من بني عدي بن النجار . قلتُ الرمادي :" هذه رواية ؛ أما الآخرىٰ كما يرويها لنا الزرقاني :" وقيل: دفن بالأبواء" بفتح أوله ومد آخره قرية من عمل الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا، والصحيح: أنها سميت بالأبواء لتبويء السيول بها ، قاله ثابت بن حزم الحافظ ، وقيل : لما فيها من الوباء . قال البرهان وغيره : ولو كان كذلك لقيل الأوباء ، أو يكون مقلوبًا منه ". وقَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ بَعَثَ [جاء عند صاحب الرحيق :" وبعد قليل - يعني : من زواجه بآمنة – أرسله عبدالمطلب". بعض الروايات اقتصرت على] :" تزوج عبدالله بن عبدالمطلب بآمنة بنت وهب من بني زهرة ثم خرج إلى الشام وبالتحديد لمدينة غزة في فلسطين في عِير لقريش للتجارة ثم انصرفوا وفي طريقهم للعودة إلى المدينة وتوقف عبدالله عند أخواله من بني النجّار وقد أحس بالمرض وأقام عندهم أياماً ثم مات ودُفن بالمدينة ورسول الله „ أَزْكَى صَلَوَاتِهِ ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ “ جنينً في بطن أمه وكان عمر والده خمساً وعشرين سنة."[كما جاء في السِّراج المُنير في سيرة البشير النذير ؛ ناصر بن سعيد بن سيف السيف :" أرسل عبدالمطلب عَبْدَاللَّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْتَارُ لَهُمْ تَمْرًا فَمَاتَ. (الرحيق :" بها ". ]
(9) (البداية ابن كثير جزء رقم 1 ؛ ص : 204.
ولهذا ذهب صاحب الوفا بتعريف فضائل المصطفى ؛ ابن الجوزي : فقال :" ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل يومئذ .".
يذكر صاحب :" عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير صلى الله عليه وسلم، ابن سيد الناس " كَانَ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْتَارُ تَمْرًا ، وَقِيلَ : بَلْ خَرَجَ بِهِ إِلَى أَخْوَالِهِ زَائِرًا ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ . ثم يروي لنا صاحب عيون الأثر الروايتين فيقول :" وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : بَعَثَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ ابْنَهُ عَبْدَاللَّهِ يَمْتَارُ لَهُ تَمْرًا مِنْ يَثْرِبَ ، فَمَاتَ بِهَا وَهُوَ شَابٌّ عِنْدَ أَخْوَالِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالَّذِي رَجَّحَهُ الْوَاقِدِيُّ ، وَقَالَ : هُوَ أَثْبَتُ الأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا فِي مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ وَسِنِّهِ ، وجاء في عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير صلى الله عليه وسلم، لـ ابن سيد الناس :" أَنَّهُ كَانَ خَرَجَ إِلَى غَزَّةَ فِي عِيرٍ مِنْ عِيرَاتِ قُرَيْشٍ ، يَحْمِلُونَ تِجَارَاتٍ ، فَفَرَغُوا مِنْ تِجَارَاتِهِمْ وَانْصَرَفُوا ، فَمَرُّوا بِالْمَدِينَةِ وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ مَرِيضٌ ، فَقَالَ : أَنَا أَتَخَلَّفُ عِنْدَ أَخْوَالِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، وَأَقَامَ عِنْدَهُمْ مَرِيضًا شَهْرًا ، وَمَضَى أَصْحَابُهُ فَقَدِمُوا مَكَّةَ ، فَسَأَلَهُمْ عَبْدُالْمُطَّلِبِ عَنْ عَبْدِاللَّهِ ، فَقَالُوا : خَلَّفْنَاهُ عِنْدَ أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُالْمُطَّلِبِ أَكْبَرَ وَلَدِهِ الْحَارِث ، فَوَجَدَهُ قَدْ تُوُفِّيَ وَدُفِنَ فِي دَارِ النَّابِغَةِ ، قِيلَ : كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَامًا. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَزْوِيجِ عَبْدِ اللَّهِ آمِنَةَ مَا حُكِيَ عَنِ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ . ". نهاية رواية سيد الناس " .
(10) أبو العباس ، أحمد بن عبدالله بن محمد ، محب الدين الطبري (المتوفى: 694هـ) في خلاصة سير سيد البشر..؛ الجزء الأول ؛ صفحة : 32 .
(11) د.علي محمد الصلابي ؛ السيرة النبوية ؛ عرض وقائع ؛ وتحليل أحداث ؛ ص:19.
وقال صاحب " عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير صلى الله عليه وسلم، ابن سيد الناس :" وَقَبْرُهُ فِي الْمَدِينَةِ فِي دَارٍ مِنْ دُورِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ " .
(12) اضاف صاحب الرحيق المختوم :" النابغة الجعدي ". وقبله ذكره الذهبي ؛ صاحب سير أعلام النبلاء ؛ وصاحب الرحيق نقله من عنده .
توجد اضافة ينبغي أن أثبتها من باب صدق الإخبار وإحسان النقل مع عرض وجهات نظر آخرى -قد لا تتفق مع وجهة نظر أو رأي كاتب هذه السطور ، أو توجهات موقع استروعرب نيوز- . فقد روىٰ "علي الكوراني العاملي" في كتابه السيرة النبوية عند أهل البيت (ع) عن ضريح عبدالله ابن عبدالمطلب عليهما السلام: ( كان قبر عبدالله والد النبي (صلى الله عليه وآله) مزاراً (!!!) الى الأمس ، بناه المسلمون من قديم ، وآخرهم سلاطين مصر والدولة العثمانية ) . ثم يعلق العاملي بالقول :"( وقد زرته قبل نحو أربعين سنة [قلتُ الرمادي :" لم أتمكن من تحديد الفترة الزمنية التي يتحدث عنها الكوراني العاملي ؛ وباستقراء الأحداث قد يصلح لي القول بأنه قبل عام 2000 من الميلاد ؛ وبتوفيق من الله تعالى وفضل فالحمد لله رب العالمين توصلت إلى النسخة الأصلية للكتاب فقال فيه صاحبه (وقد زرته في سنة 1964 ، وسنة 1965ميلادية)] . ثم يكمل القول :" وكان بيتاً (في سكك) داخل سوق المدينة غربي المسجد ، وكانت واجهة بابه الخارجي وعتبته أحجاراً نقشت عليها كتيبة بالعربية والتركية . وقد أقفله مشايخ الوهابية (!!!) يومها مقدمة لهدمه ! . أما الآن فقد أزالوه ؛ ودخل مكانه في توسعة ساحة المسجد النبوي ولم يبق له أثر !" [من مصادر السادة الشيعة كتاب :" سلسلة جواهر التاريخ «1» ؛ السـيرة النبـوية عنـد أهل البيت ؛ لمؤلفه : علي الكوراني العاملي ؛ المجلد الأول ؛ الطبعة الثانية- 1437-2016 ]. "
(13) جاء في البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي ؛ وايضاَ في تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير؛ لـ: جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي [508هـ - 597هـ] ؛ شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم ؛ بيروت ؛ الطبعة الأولى ، 1997 ، وانظر أيضا عند الزرقاني في شرحه على متن القسطلاني ، ثم الزرقاني :" يثبت في شرحه ما قال به ابن كثير :" قال الواقدي : وهو الأثبت . كما قال به ابن كثير :" قَالَ الْوَاقِدِيُّ : هَذَا هُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ فِي وَفَاةِ (أي مكان موته) عَبْدِاللَّهِ وَسِنِّهِ عِنْدَنَا." . وانظر ابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى .
(14) تجدها عند الزرقاني في شرحه على متن القسطلاني ؛ الجزء الأول ص 204.
(15) الوفا بتعريف فضائل المصطفى ؛ لابن الجوزى ؛ لكنه استدرك في كتابه الآخر :" تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير ؛ فقال :" وَقيل لم يمت حَتَّى أَتَى على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَهْرَان وَقيل سَبْعَة أشهر وَقيل ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ شهرا وَالْأول أصح .
(16) قال الصالحي في سبل الهدى والرشاد :"ونقل السهيلي عن الدولابي أنه قول الأكثرين ، قلت (أي الصالحي) :" والحق أنه قول كثيرين ؛ لا أكثرين. " ؛ ثم قال :" وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المهد حين توفي أبوه.". انظر الزرقاني على متن القسطلاني.
وصاحب :" عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير صلى الله عليه وسلم، ابن سيد الناس " فيقول :" وَغَيْرُهُ (اي ابْنِ إِسْحَاقَ) يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الْمَهْدِ حِينَ تُوُفِّيَ أَبُوهُ . رُوِّينَاهُ عَنِ الدَّوْلابِيِّ .
(17) يميل صاحب الرحيق إلى القول :" توفي عبداالله بعد مولد ابنه محمد بشهرين [ مرجع :"ابن هشام 1/ 156 ؛ 158 ؛ فقه السيرة لـ محمد الغزالي ؛ ص 45 ، رحمة للعالمين 2/ 91" نقلا من الرحيق.]
انظر ايضاً : محب الدين الطبري في خلاصة سير سيد البشر.؛ الجزء الأول ؛ صفحة: 32 ..
" وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ أَنَّهُ كَانَ ابْنَ شَهْرَيْنِ ، وَقِيلَ : ابْنُ ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا. انظر : عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير صلى الله عليه وسلم، ابن سيد الناس .
(18) [ابن الأثير : عزالدين أبو الحسن علي ؛ الْكَامِلُ فِي التَّارِيخِ ؛ دار الكتاب العربي ؛ 1417هـ / 1997م .
(19) تأرجحت الأقوال بين أنه صلى الله عليه وآله وسلم في المهد (شهرين ) وبين أنه كان حمل : فعند القسطلاني بشرح الزرقاني جزء : 1 ؛ ص : 204 :" يقول الزرقاني :"وقيل توفي" عبدالله "وهو" صلى الله عليه وسلم "في المهد". قال السهيلي: وهو قول أكثر العلماء ، واحتج له بقول عبدالمطلب لأبي طالب: أوصيك يا عبدمناف بعدي بمؤتم بعد أبيه ، فرد : فارقه وهو ضجيع المهد ، انتهى. قال السمين : المهد ما يمهد للصبي ليربى فيه من مهدت له المكان ، أي: وطأته ولينته ، وفيه احتمالان:
أحدهما : أن أصله المصدر فسمي به المكان وأن يكون بنفسه اسم مكان من غير مصدر ، وقد قرئ مهدًا ومهادًا في طه . "قاله" الحافظ أبو بشر محمد بن أحمد بن حامد بن سعيد الأنصاري الرازي "الدولابي" . "و" على كونه توفي وهو في المهد اختلف كم كان سنه صلى الله عليه وسلم، فنقل "عن" الحافظ أحمد "بن أبي خيثمة" زهير بن حرب الحافظ ابن الحافظ الإمام الثابت أبي بكر النسائي ثم البغدادي ؛ "وهو ابن شهرين، وقيل" مات "وهو" عليه الصلاة والسلام "ابن سبعة أشهر" بموحدة بعد السين ، حكاه في العيون ، وقيل: ابن تسعة "وقيل" مات "وهو" صلى الله عليه وسلم "ابن ثمانية وعشرين شهرًا" فكل هذه الأقوال مبنية على أنه مات وهو في المهد ، وهو صريح العيون والسبل ، "والراجح المشهور" كما قال ابن كثير ورجحه الواقدي وابن سعد والبلاذري والذهبي: هو "الأول" يعني أنه مات وهو حمل ، والحجة له ما في المستدرك عن قيس بن مخرمة : توفي أبو النبي صلى الله عليه وسلم وأمه حبلى به، قال الحاكم : على شرط مسلم، وأقره الذهبي.
(20) الإمام عماد الدين ؛ ابو الفدَاء ؛ الحافظ اسماعيل ابن كثير ؛ قرشي النسب ؛ دمشقي الدار (ت: 774هـ) البداية والنهاية ؛ مكتبة المعارف ؛ بيروت ؛ الجزء الثاني ؛ الطبعة السادسة ؛ صفحة :263: 1405هـ~1985م.
(21) "ويذكر عن ابن عباس: أنه لما توفي عبدالله، قالت الملائكة" يا "إلهنا" ويا "سيدنا بقي نبيك يتيمًا" لا أب له، قال الخميس: أعلى اليتم ما توفي الوالد والولد في بطن الأم، "فقال الله تعالى" جوابًا لهم: "أنا له حافظ ونصير" ومن كنت له كذلك لا يضيع، وهذا حكمه الرفع لو صح، لكن مرضه المصنف على عادتهم في نقل التضعيف بيروى ويذكر، وفي لفظ: قالت الملائكة: صار نبيك بلا أب، فبقي من غير حافظ ومرب، فقال الله؛ أنا وليه وحافظه وحاميه وربه وعونه ورازقه وكافيه، فصلوا عليه وتبركوا باسمه .
(22 ) "وقيل لجعفر الصادق" لقب به لأنه ما كذب قط، "لم يتم" بكسر التاء؛ كما اقتصر عليه الجوهري، وزاد المجد فتحها، والمصباح ضمها، "النبي صلى الله عليه وسلم" أي: ما حكمة ذلك "قال: لئلا" عند الزرقاني.
(23) الطبقات الكبرىٰ لابن سعد » ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ... رقم الحديث: 193 . وهو حديث مقطوع . راجع ما كتبه :
1.) ابن الجوزي :" وَخلف عبدالله أم أَيمن وَخَمْسَة أجمال وَقطعَة غنم فورث ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت أم أَيمن تحضنه ؛ ونظر ايضاً ابن الجوزي ؛ في كتابه :"تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير ؛ شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم ؛ بيروت؛ الطبعة : الأولى، 1997.
2. ) :" الوفا بتعريف فضائل المصطفى؛ لابن الجوزى :" قال الواقدي : ترك عبدالله أمَّ أيمن وخمسة أجمال وقطعة غنم، فورث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3.) وعند الصالحي :" قال محمد بن عمر الأسلمي رحمه الله تعالى: ترك عبدالله أم أيمن وخمسة أجمال وقطعة من غنم فورث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيه. ".
(24)
عنا(عفا) جانب البطحاء من آل (ابن) هاشم ... وجاور لحدًا خارجًا في الغماغم
" دعته المنايا (بغتة) دعوة فأجابها ... وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره ... تعاوره(يعاوره) أصحابه في التزاحم
فإنك تك(يك) غالته المنون(المنايا) وريبها ... فقد كان معطاء كثير التراحم
(ما بين الأقواس نقلا من عند الصالحي)
وقالت ايضا ؛ كما ذكر الصالحي :" وأورده القاسم الوزيري المغربي رحمه الله ورضي عنه ترثي عبدالله زوجها والد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أضحى ابن هاشم في مهماء مظلمة * * في حفرة بين أحجار لدى الحصر
سقى جوانب قبر أنت ساكنه * * غيث أحم الذرى ملآن ذو درر
تفسير الغريب مِن عند الصالحي :" التابعة: قال في الزهر بتاء مثناة فوقية فباء موحدة فعين مهملة.
الغماغم بغينين معجمتين بعد كل ميم بعد الأولى ألف : الأغطية.
يعاوره : يتداولونه بينهم.
مهماء أي مفازة. والجمع مهامه.
أحم الشئ قرب ودنا.
الذرى. بفتح الذال المعجمة اسم لما ذرته الريح واسم الدمع المصبوب . العيرات بكسر العين وفتح الياء جمع عير. كذا جمعوه والقياس التسكين. انظر : سبل الهدى والرشاد ، في سيرة خير العباد ، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد ؛ محمد بن يوسف الصالحي الشامي- ج ١ - الصفحة ٣٣٢] . وقال شارحه الزرقاني في الجزء 1 ؛ صفحة : 206)" وقالت: آمنة زوجته ترثيه" شعرًا "عنا جانب البطحاء" المختار: عفا المنزل درس وضمنته معنى خلا، فعدته بمن في "من آل هاشم" وجعلت خلوها منه خلوا من آل هاشم مبالغة لعدم قيام غيره منهم مقامه، أو الإضافة عهدية والمعهود زوجها أطلقت عليه آل؛ لأنه اسم لأهل الرجل وعياله، فيطلق على الكثير الواحد. "وجاور" من المجاورة "لحدًا خارجًا في الغماغم" بغينين معجمتين وميمين، أي: " الأغطية، قاله الشامي. وكان المراد الأكفان التي لف فيها؛ فكأنها قالت: جاور حال كونه مدرجًا في أكفانه لحدًا بعيدًا عن أماكن أهله، "دعته المنايا" جمع منية بشد الياء: الموت، "دعوة" ويروى بغتة "فأجابها" وإسناد الدعوة إلى المنايا تجوز؛ وكأنها أرادت: ناداه ملك الموت حيث أراد قبض روحه، فأجابه بمعنى قام به الموت أو أسبابه حتى توفي، "وما تركت" المنايا "في الناس مثل ابن هاشم" عبد الله؛ لأنه كان يتلألأ نورًا في قريش وكان أجملهم فشغفت به نساؤهم وكدن أن تذهل عقولهن، قال أهل السير، فلقي عبد الله في زمنه من النساء ما لقي يوسف في زمنه من امرأة العزيز، "عشية راحوا" أي: ذهب المشيعون له حال كونهم "يحملون" في الوقت المسمى عشية، وهي آخر النهار، "سريره" النعش الذي هو عليه "تعاوره" تداوله "أصحابه في التزاحم" أي: مع التزاحم عليه، ففي بمعنى: مع؛ كقوله: ادخلوا في أمم "فإن تلك غالته" أي: أخذته على غفلة، أي أهلكته "المنون وريبها" أي: حوادثها، أي: الأسباب المؤدية للموت، وعبرت بأن التي للشك لاستبعاد وقوع الموت به استعظامًا له، وجواب الشرط محذوف، أي: أسف الناس لموته، والفاء للتعليل في قولها: "فقد كان معطاء" كثير الإعطاء، "كثير التراحم". [شرح الزرقاني على متن القسطلاني ؛ الجزء : 1 ؛ صفحة : 206].
(25) ذكره الصالحي . مصدر سابق. وقال به السيوطي في كفاية الطالب .
راجع ايضاً :
- كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحــــ بــــــ يـــــ ــــب ؛ جلال الدين السيوطي .
- صفَة الصَّفوة ؛ جمال الدين ؛ أبو الفرج إبن الجوزي؛ المجلد الأول 1~2؛ -1- باب ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذكر نسبه ؛ ص24 ؛ دار الكتب العلمية بيروت لبنان؛ ط:4: 1427هـ~2006م
- ابن جماعة عزالدين بن جماعة الكتاني ؛ "مختصر السيرة" المختصر الكبير فى سيرة الرسول ؛ قاضى القضاة عبدالعزيز بن جماعة الحموي الأصل الدمشقي المولد المصري الدار الشافعي . وهو شيخ المحدثين . وبركة المسلمين . عرف بالحافظ الإمام ؛ وقيل الشيخ الإمام العالم العلامة .
- أبو عبدالله ؛ محمد بن عبدالباقي بن يوسف بن أحمد بن شهاب الدين بن محمد الزرقاني المالكي (المتوفى : 1122هـ) الناشر : دار الكتب العلمية ؛ الطبعة : الأولىٰ 1417هـ-1996م ؛ عدد الأجزاء: 12 : شرح العلامة الزرقاني علىٰ المواهب اللّدنية بالمنح المحمدية (الجزء : الأول ؛ مِن صفحة 205 إلى 207).
- ابن سيد الناس ؛ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن سيد الناس اليعمري الربعي ، فتح الدين ، أبو الفتح ، صاحب :" عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير صلى الله عليه وسلم .
- صفي الرحمن ؛ المباركفوري ؛ الجامعة السلفية – الهند ، الرحيقُ المختوم ؛ بحث في السيرة النبوية علىٰ صاحبها أفضل الصلاة والسلام ؛ الفائز بالجائزة الأولىٰ في شهر شعبان 1398 هـ. صفحة 44 . المكتبة القيِّمة ؛ مدينة نصر ؛ القاهرة ؛ جمهورية مصر العربية.
**
شريف حمدان
13 / 04 / 2018, 49 : 01 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 04 / 2018, 53 : 10 PM
[ 5. ] الفصل الخامس من " القسم الثاني :
« ٢. » آمِنَةُ بِنْتِ وَهْبٍ ...
أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ "- صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ -.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأتحدث عن „ الشخصية المحورية﴿١﴾ الأولىٰ في حياة محمد ‟ رسول الرحمة ونبي الهدىٰ ؛ آخر أنبياء الله تعالىٰ ومتمم المرسلين ومكمل المبتعثين من الله رب العالمين إلى الخلائق أجمعين .
... بعد قصة فداءعبدالله مباشرة تظهر فتاة بني زُهرة(٢) في حياة عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي العدناني الإبراهيمي :
فـ "... لَمَّا فَرَغَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ مِنَ الْإِبِلِ ..." ﴿٣﴾ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ انْصَرَفَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ آخِذًا بِيَدِ ابْنِهِ عَبْدِاللَّهِ ... فَخَرَجَ بِهِ عَبْدُالْمُطَّلِبِ حَتَّى أَتَى وَهْبَ بْنَ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ ؛ فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ - وَهِيَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدَةُ نِسَاءِ قَوْمِهَا - ﴿٥﴾، ... " فَهِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى كِلَابٍ مِنْ زَوْجِهَا عَبْدِاللَّهِ بِرَجُلٍ " . ﴿٤﴾ .
ثم يقول ابن كثير في بدايته :" - فَزَعَمُوا - أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا حِينَ أُمْلِكَهَا مَكَانَهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". فَأَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ انْصَرَفَ. ﴿٥﴾.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
النسبُ الزكيُّ الشريفُ الطاهرُ:
لي -محمد فخرالدين الرمادي- الشرف والفخر أن تحدثت عن أبي خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين في حلقة سابقة؛ وهنا أكمل الحديث....
« ٢. » آمِنَةُ بِنْتِ وَهْبٍ...
أم النبي الخاتم... و
حاملة آخر المرسلين بين قلبها وبين فؤادها...
الأم الأولى التي أرضعته ...
الحاضنة الأولى التي آوته...
المربية الأولى التي سهرت على تربيته..
[١. ] اسمها : آمِنَةُ بِنْتِ وَهْبٍ ؛ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ- أفضلُ امْرَأَةٍ فِي قُرَيْشٍ نَسبًا وَمَوْضِعًا ﴿٥﴾ .
[٢. ] آلُ آمنة .. بنو زُهرة :
[٢ . ١ .] اسم أبيها : وَهْبَ بْنَ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. ﴿٦﴾.، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ بَنِي زُهْرَةَ سِنًّا وَشَرَفًا .
[٣. ] « أُمَّهَاتُ آمنة » :
وَهِيَ .„ أي آمنةُ ‟ لـ
[٣ . ١ .] „برَّة﴿٧﴾ ‟ بِنْتِ عَبْدِالعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِالدَّارِ بْنِ قُصيّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرة بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. ".
[٣ . ٢ .] " وبَرَّة لِـ „ أُمِّ حَبِيبِ ﴿٨﴾ ‟ بِنْتِ أسَد بْنِ عَبْدِالعُزّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.".
[٣ . ٢ .] " وَأُمُّ حَبِيبٍ: لِـ „ بَرَّةَ ‟ بنت عَوْف بن عُبيد بن عُوَيْج بن عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بن فِهر."
وبسرد هذا النسب الشريف أقول أنها - " آمنة بنت وهب " - تندرج من بني زهرة بن كلاب ؛ وهم أحد بطون قريش ذات المكانة العظيمة ؛ فقد كان أبوها وهب بن عبدمناف سيد بني زهرة شرفاً وحسباً، وفيه يقول الشاعر:
يا وهب يا بن الماجد بن زهرة
سُدت كـلابـا كلهـا ابن مـرة
بـحــســبٍ زاكٍ وأمٍّ بـرّة
ونسبها من أمها ، ذات عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبدالعزى من بني عبدالدار بن قصي أحد بطون قريش ."
أقول :" تجمع في نسب " آمنة" عز بني عبدمناف حسب وأصالة. و
يؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قالَ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
» لَمْ يَزَلِ اللَّهُ يَنْقُلُنِي مِنَ الْأَصْلَابِ الطَّيِّبَةِ إِلَى الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ مُصَفًّى مُهَذَّبًا ، لَا تَنْشَعِبُ شُعْبَتَانِ إِلَّا كُنْتُ فِي خَيْرِهِمَا « ﴿٩﴾ .
و
وَرَوَى عَلِيٌّ عَنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - :
« أَنَا مِنْ أَنْفَسِكُمْ نَسَبًا وَحَسَبًا وَصِهْرًا ، وَلَا فِي آبَائِي مِنْ آدَمَ إِلَى يَوْمِ وُلِدْتُ سِفَاحٌ ، كُلُّهَا نِكَاحٌ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ » . ﴿١٠﴾ .
نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعُلاَ بِحُلاَهُ ** قَلَّدَتْهَا نُجَومَهَا الْجَوْزَاءُ
حَبَّذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَفَخَارٍ ** أَنْتَ فِيهِ الْيَتِيمَةُ الْعَصْمَاءُ﴿١١﴾
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيئة آمنة ونشأتها :
" تفتحت عينا الفتاة آمنة بنت وهب على البيت العتيق في مكة المكرمة ، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج عميق ، ملبية نداء السيد الجليل إبراهيم " الخليل" -عليه الصلاة والسلام - في الناس بالحج، "... كان منبت سيدتنا "آمنة" وصباها في أعز بيئة، وما لها من مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد السامية، فـ نشأت في أسرة عريقة النسب ، مشهود لها بالشرف والأدب ، ورباها عمها﴿١٢﴾ وهيب بن عبدمناف، وكانت تعرف بـ
« زهرة قريش »
فهي بنت بني زهرة. و
قيل إنها عندما خطبت لـ عبدالله بن عبدالمطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبًا وموضعًا." .
" فكانت ذات وقار وترتدي ثوب الحياء والإحتشام ومخبآة من عيون البشر ، كجوهرة مكنونة ودرة مصونة حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها. وكانت بشذاها العطرة تنبثق من دور بني زهرة، ولكنه ينتشر في أرجاء مكة. و
قد عرفت " آمنة " في طفولتها وحداثتها ابن العم "عبدالله بن عبدالمطلب" حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قرشي، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة؛ لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل. و
لكنها حجبت منه؛ لأنها ظهرت فيها بواكر النضج... هذا جعل فتيان من أهل مكة يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها.". ﴿١٣﴾ .
ــــــــــــــــــــــــــــ
( البطاقة التعريفية )
( ١ . ) مولد آمنة بنت وهب :
( ١. ١. ) تاريخ مولدها : (٦٧ قبل الهجرة النبوية) ~ "٥٥٧ ميلادية "
( ١. ٢ . ) مكان مولدها: " مكة المكرمة
( ٢. ) الوالدان :
( ٢. ١. ) الوالد :" وهب بن عبد مناف
( ٢. ٢. ) الوالدة :" برة بنت عبدالعزى
ــــــــــــــــــــ
( ٣. ) الحالة الإجتماعية :
( ٣. ١. ) زوجة :" عبدالله بن عبدالمطلب
( ٣. ٢. ) أم :" محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب
ـــــــــــــــــــــــــــ
( ٤. ) لقبها :" زهرة قريش" ؛ " أم محمد " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ٥. ) الوفاة :"
( ٥. ١. ) موتها : (٤٧ قبل الهجرة النبوية) (٥٧٧ ميلادية)
[ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى أنها توفيت وهي بنت عشرين سنة]
( ٥. ٢. ) مكان قبرها :" الأبواء ؛ بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ".
**
ويتبقىٰ لنا الحديث عن :
" العروس الأرملة آمنة ؛ و
" آمنة بنت وهب أم اليتيم " . و
التكلم عن
" وفاتها " ... عند الحديث عن طفولة محمد بن عبدالله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات والمصادر:
﴿١﴾ سأبحث بمشيئته وحسن توفيقه الشخصيات المحورية ؛ والتي لعبت دوراً مباشراً - أو غير مباشر - في حياة محمد ؛ حين كان وليداً رضيعاً ؛ أو طفلاً يافعاً أو شاباً في مقتبل عمره ؛ أو رجلاً ... وحتىٰ بداية البعثة المحمدية ونزول الرسالة النبوية .
لذا فلن أعتبر والدَ محمدٍ شخصية محورية إذ أنه لم يلعب دوراً مباشرةً في حياته ؛ بالطبع عبدالله بن عبدالمطلب الرجل الذي أنجب سيد الخلق : محمد ؛ وأغفلنا التحدث عن تأثير شخصيته على ولده لـ موته المبكر - والوليد السعيد في المهد ؛ كما اثبتناه في البحث السابق مباشرة - !؟. و
ما يؤلم الباحث المدقق المحقق الذي يريد أن يبحث عن جوانب شخصية محورية كـ أم آخر الأنبياء .. " وما لها من أثرٍ في تكوين ولدِها الخالد الذي قال معتزاً بأمهاته وإن عِشنَّ في الزمن الذي أطلق عليه إصطلاحاً بـ " الجاهلية " ؛ قال :
« أنا ابن العواتك من سُليم » ...
أقول : مؤلم للباحث أن لا يجد المصادر الكافية ولا يملك الروايات الصحيحة كي يعطي الصورة الكاملة عن أم المصطفىٰ المرتضىٰ المحتبىٰ المهتدىٰ المجتبىٰ .
(وَقَالَ هُشَيْمٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سِيَابَةُ بْنُ عَاصِمٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ : « أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ » . . وَ
قَالَ أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ : « أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ » .) [انظر الذهبي ؛ سير أعلام النبلاء ؛ [ص ١٩٩؛ ترقيم داخلي: 135~159].
( ٢. ) ما هو دافع عبدالمطلب أن يزوج ابنه عبدالله من بني زُهرة: أثبتُ ما رواه ( أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ ، [ ص ٣٥٢ وما بعدها] ؛ وتجده عند :" ابن عساكر ؛ في تاريخ دمشق ،[ 3 /419 ] ؛ والحديث: محفوظ " وتجده :" عند المستدرك حديث رقم :"4232 - ". ).. فقد جاء عن طريق :" يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِالْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ قَدِمَ الْيَمَنَ فِي رِحْلَةِ الشِّتَاءِ فَنَزَلَ عَلَى حَبْرٍ مِنَ الْيَهُودِ قَالَ : فَـ
قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الزَّبُورِ : يَعْنِي أَهْلَ الْكِتَابِ : يَا عَبْدَالْمُطَّلِبِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى بَعْضِكَ ؟
قَالَ : نَعَمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَةً ،
قَالَ : فَفَتَحَ إِحْدَى مَنْخَرَيَّ فَنَظَرَ فِيهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْآخَرِ فَـ
قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ فِي إِحْدَى يَدَيْكَ مُلْكًا وَفِي الْأُخْرَى نُبُوَّةً ، و
إِنَّا نَجِدُ ذَلِكَ فِي بَنِي زُهْرَةَ فَكَيْفَ ذَلِكَ ؟
قُلْتُ : لَا أَدْرِي !!..
قَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ شَاعَةٍ ؟
قُلْتُ : وَمَا الشَّاعَةُ ؟
قَالَ : زَوْجَةٌ
قُلْتُ : أَمَّا الْيَوْمُ فَلَا .
قَالَ : فَإِذَا رَجَعْتَ فَتَزَوَّجْ فِيهِمْ فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَوَلَدَتْ حَمْزَةَ وَصْفِيَّةَ ، ثُمَّ تَزَوَّجَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فَوَلَدَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...." و
أميلُ إلى القول بأن شخصية عبدالمطلب القوية ودوره في مكة ومكانته بين قومه يدفعانه - إن صحت الرواية - إلى البحث عن مُلك يقوي ما عنده ؛ ونبوة كان يتحدث عنها الكهان (من العرب) والعرافة وأحبار اليهود ورهبان النصارى(!!؟).
﴿٣﴾ ابن الأثير ؛ الكامل في التاريخ .
﴿٤﴾ ابن كثير ؛ البداية والنهاية ؛ الجزء الثاني ؛ تزويج عبدالمطلب ابنه عبدالله من آمنة بنت وهب الزُهرية. وانظر عند الذهبي في سير أعلام النبلاء .
﴿٥﴾ السيرة النبوية لابن هشام . و
لكن تجد عند ابن كثير تعبير آخر :" سَيِّدَةُ نِسَاءِ قَوْمِهَا " . و
عند ابن سعد في الطبقات :" لَمَّا تَزَوَّجَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا وَكَانَتْ تِلْكَ السُّنَّةَ عِنْدَهُمْ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي أَهْلِهَا " حديث مقطوع ، رقم ١٨١.
﴿٦﴾ تكمل السيرة النبوية لابن هشام النسب :" بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعَد بن عدنان.". وعند ابن سعد في الطبقات حديث مقطوع برقم ١٣١ :" وَأُمُّ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ جَدِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَيْلَةُ وَيُقَالُ : هِنْدُ بِنْتُ أَبِي قَيْلَةَ وَهُوَ وَجْزُ بْنُ غَالِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَلَكَانَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ مِنْ خُزَاعَةَ ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ ، وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ مِنْ قُضَاعَةَ ، وَأُمُّ وَجْزِ بْنِ غَالِبٍ السَّلافَةُ بِنْتُ وَاهِبِ بْنِ الْبُكَيْرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ قَيْسِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ بُوَيِّ بْنِ مَلَكَانَ بْنِ أَفْصَى أَخِي أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى ، وَأُمُّهَا النَّجْعَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَأُمُّ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ جُمَلُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ ، وَأُمُّ زُهْرَةَ بْنِ كِلابٍ أُمُّ قُصَيٍّ وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ وَهُوَ خَيْرُ بْنُ حَمَالَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ الْجَادِرِ مِنَ الأَزْدِ ." .
﴿٧﴾ أي أمها .
﴿٨﴾ اي جدتها .
﴿٩﴾ أَخْرَجَه أبو نعيم فِي " دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ " مِنْ طُرُقٍ.وسوف نبحث هذه المسألة في موضعها .
﴿١٠﴾ أثير الدين ؛ أبو عبدالله محمد بن يوسف الأندلسي ؛ التفسير الكبير المسمىٰ البحر المحيط ؛ دار إحياء التراث العربي ؛ دون ذكر سنة النشر ؛ تفسير :" سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ ؛ آية ١٦٥].
﴿١١﴾ قصيدة شرف الدين أبي عبدالله محمد بن سعيد البوصيري "الهمزية" .
﴿١٢﴾ تجده في طبقات ابن سعد ؛ حديث موقوف ؛ رقم ١٨٠. :" كَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابٍ فِي حِجْرِ عَمِّهَا وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ " . كما تجد ذلك عند :" ابن جماعة ؛ المختصر في السيرة " وروي أنّ :" آمنة بنت وهْب بن عبدمَنَاف كانت في حِجْر عمَّها وهُيب بن عبدمَنَاف فمشى إليه عبدالمطْلب بن هاشم بابنه عبدالله فخطب آمنة َ فزوّجها إيّاه ".
﴿١٣﴾ محمد برهان ؛ نساء حول الرسول؛ الصفحة : 57.
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
تكحلت عيناي ببحث « أم النبي محمد» -صلى الله عليه وآله وسلم- متمم شهر رجب (30) لعام 1439 الهجري الموافق 16 ابريل 2018 وذلك في يوم الإثنين "..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 04 / 2018, 48 : 09 PM
[ 6. ] نهاية الفصل السادس من " القسم الثاني :
« إِرْهَاصَاتُ مَوْلِدِهِ الشَّرِيفِ »
( ١ . )
التَّمْهِيدُ :
„ يحتاجُ الإنسان في مسيرة حياته لأنظمة وأحكام ولوائح وقوانين لتسير شؤونه ، وليس أمامه إلا طريق التفكير - مع قصر مداركه - في إبتكار نظم وإختراع قوانين مع تعديلها من حين لآخر وتبديلها من زمن لزمن إثناء مسيرة حياته لتغيّر اطواره وتعدد نظرته للأشياء والأفعال ؛ فما كان محذوراً في زمن - بعقله - اباحه في الزمن الآخر لرغبته ؛ وما كان مقبولاً في مرحلة من حياته يمنعه في مرحلة لاحقة.. هذا إذا تكلف الإنسان عناء سن القوانين في البرلمان وتغير أو إلغاء قانون آخر.. وهذا طريق غير مأمون العواقب ونأتي بمثال بما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة العولمة بوصول الرئيس الحالي للمكتب البيضاوي في البيت الأبيض ؛ أو دولة تركية العلمانية الأتاتوركية.
أو
أمامه الطريق الثاني أن تأخذ الأحكام على عمومها والأنظمة باتساعها مِن مَن خلق الإنسان وأعلم به من نفسه ؛ مع وجود حيز عريض في الإجتهاد العلمي الفقهي القائم على أسس وقناعات وقدرة عالية في فهم الواقع الجديد وإستنباط حكم يناسبه مع إعطاء الفرصة كاملة لمن يملك أدوات الإجتهاد.. وهذا بالطبع يختلف تماماً عن وسائل تنظيم الحياة كقانون المرور أو مكاتب البريد وما شابه ذلك ..
لذا وجدت النبوات على مر العصور ووجدت الرسالات لبني البشر لحماية الإنسان من الإنسان.. وهي من أعظم النعم التي أكرم الله - عز وجل - بها الناس .
وأفضل هذه الرسالات وأعظمها وأشملها مع قدرتها على البقاء مع تغير الأزمان وتبدل الأحوال وعبقريتها في معالجة كافة مسائل وأمور الإنسان بإعتباره إنسان له حاجات عضوية تتطلب الإشباع الحتمي وله غرائز تتطلب فقط إشباعا وما يحمل بين جنبيه من مشاعر وأحاسيس ؛ أفضل هذه الرسالات باستقراءها هي رسالة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين من رب العالمين لكافة العالمين.. ولذلك أحاطها الله - تعالى ذكره - بعنايته وشملها برعايته فهو الخبير العليم إذ قال ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾(٢) . و
السيرة النبوية لها دلائل باهرة وعلامات ظاهرة ، قبل أن يخلق ويوجد ؛ وقبيل ولادته وقبل بعثته وإثناءها وبعدها صلوات الله وسلامه عليه وآله كما نرى في الإعجازات العلمية التي تكشفها المختبرات والمعامل ومراكز البحوث العلمية ‟.
رأى مَن سبقنا إرهاصات ؛ وسمع مَن جاء بعدهم عن تلك الإرهاصات ؛ بيد أنه أضيف إليها ما ليس منها ووقع البعض - تجاوزا - فيما نهى عنه صاحب الرسالة السماوية ومبعوث العناية الإلهية إذ أنه قَالَ :
« لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَقُولُوا : عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ (٣) » . فـ
زادوا من عندهم واسرفوا في هذا الشأن من بنات افكارهم ؛ فاحتاط السادة العلماء لما لم يطمأنوا له بقولهم - زعموا - أو - فيما يذكرون - ثم ارجعوا الأمر لله الواحد الأحد فختمت العلماء اقوالهم بـ - والله أعلم- .
**
اقتربتُ من بداية القسم الثالث من سلسلة بحوثي؛ والتي سميتها -إثناء عبادتي وتفكري أمام البيت العتيق- الكعبة المشرفة بمكة المكرمة :
« الرسالة النبوية؛ والدلائل الإعجازية؛ والدعوة الإبراهيمية؛ والبشرىٰ العيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والصفات الأحمدية؛ والأخلاق المحمدية؛ لـــــ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم » ...
بيد أني بدأتُ أتردد - رهبةً - من الخوض في البحوث - مع رغبتي القوية في النظر في المراجع ومراجعة المصادر ومقارنة أقوال السادة العلماء في كل مسألة على حدة - ، وتراجعتُ إشفاقاً على نفسي - وإن كنتُ أريد أن أعلم كل التفاصيل عنه - صلوات الله وسلامه عليه آله - ؛ وأتعلم جميع سنته وهديه عليه السلام - ... و
الرهبةُ تعود ... والإشفاق مرجعه صغِر قدري ... وضعف قدراتي وخوار قوتي .. وهزالة لُغتي ... ولعثمة منطقي ... وأعجمية لساني وعوار ما أملك من معرفة ... وقصور في ذاتي ... هذا وإن كان اسمي كاسمهِ - عليه السلام - .. ولكن أين إسمي من خصائله وشمائله وإن سعيت لأتصف بالمسىمى .. وأين النقش الثابت على جدران التاريخ بحروف من نور زينت بعسجد مصقول إطارها الورق الخالص والفضة البيضاء والمسجل بأنوار مشكاة النبوة وإشعاعات الرسالة وشموس الهداية ... مِن تقليد الرسوم وحمل الكراريس ومراجعة صحف كتبت عن سيرته وأحداث عطرتها مسيرته ؛ وإين ما كتبَ السادة العلماء قبلي - وهم رجال علم - مِن طُليب علم تشابهت حروفه مع ابحاثهم وأقترب لون مداد قلمه المكسور مع مراجعاتهم ... لكني عزمتُ فتوكلت ولعل القارئــ(ـة) الكريمــ(ــة) يكون نِعم العون في اسداء النصح والمبالغة في التوجيه مع إحسان المراجعة والتصحيح... فأكون لهـ(ـا) داعياً بحسن التوفيق.
*****
****
***
**
*
[ ١ . ] الفصل الأول من " القسم الثالث :
[ ٣. ] القسم الثالث :
إنبلاج النور المبين بمولد الرسول الأمين :
[٣. ١. ] المسلمون في أمس الحاجة اليوم - لغياب المعلم الناصح والمربي الواعي والقدوة الحسنة وتراجع ملحوظ في مؤسسات عن دورها المنوط بها - للتعريف بحياته ؛ ومدارسة سيرته ؛ وتعلم أقواله وممارسة أفعاله وإدراك معجزاته ؛ وفهم إرهاصات ما قبل إيجاده ؛ وهو مازال نطفة طاهرة في صلب أبيه عبدالله بن عبدالمطلب وقبل تخليقه في رحم أمه آمنة بنت وهب ، ثم معايشته طفلا يافعاً ؛ فشاباً بالغاً ؛ فرجلا كاملا ؛ ثم نبياً ورسولاً مبلغاً ، بممارسة فعلية حياتية وسلوك يومي في كافة شؤون الحياة لنكون كما جاء الوصف في محكم التنزيل
﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ .. ﴾(٤) و
الخيرية ستأتي بتفعيل ما أمر به سبحانه وتعالى حين قال
﴿ ... تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ ﴾ فـسبب أسلمة الآلاف - مثل :
محمد أسد [النمسا]، و
رجاء جارودي [فرنسا] و
مراد هوفمان [المانيا] وغيرهم الكثير.- في الغرب يعود لـ قراءة واعية لسيرته العطرة ، ومنها إرهاصات مولده ،
[٣. ٢. ] المصادر التي كُتبت وتحدثت عن الإرهاصات متنوعة، منها:
القرآن الكريم، الذكر الحكيم و
كتب التفسير، و
كتب الحديث، و
كتب الدلائل النبوية، و
كتب أعلام النبوة، و
كتب الشمائل، و
كتب السيرة، و
كتب التاريخ الإسلامي، فـ
مصادر السيرة النبوية أشارت إلى الإرهاصات من خلال السرد التاريخي لأحداث السيرة، أو من خلال عناوين مخصصة عن الإرهاصات والبشارات، ومن ذلك:
«السيرة النبوية» لابن هشام الذي هذب « سيرة ابن إسحاق »، والذي جاء تفسيرها في
« الروض الأنف » للحافظ السهيلي، و
« عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير » لابن سيد الناس، و
« زاد المعاد » لابن قيم الجوزية، و
« السيرة النبوية » للذهبي، و
« إمتاع الأسماع بما للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع » للمقريزي، و
« المواهب اللدنية » للقسطلاني، و
شرحها للزرقاني و
« سبل الهدى والرشاد » للصالحي... و
كتب الإرهاصات جاءت في عناوين مختلفة مثل:
« الدلائل النبوية » و
« أعلام النبوة »، و
« آيات النبوة »، و
« نبوة محمد صلى الله عليه وسلم »، ومن ذلك
« هواتف الجان وعجيب ما يحكي عن الكهان، ما يبشر بالنبي محمد، ويدل منه بواضح البرهان » للخرائطي، و
« هواتف الجن » لابن أبي الدنيا، و
« دلائل النبوة » للاصهباني، و
« تثبيت دلائل النبوة » للقاضي عبدالجبار، و
« دلائل النبوة » للبيهقي، و
« أعلام النبوة » للماوردي، و
« الخصائص الكبرى » للسيوطي.
[٣. ٣. ] وقبل أن نشرع في بيان ميلاده الكريم ونشأته العزيزة، ورعاية الله -عز وجل- له قبل نزول الوحي عليه ، وسيرته العطرة قبل البعثة ، أود أن أتحدث عن الآيات العظيمة ، والأحداث الجليلة التي سبقت ميلاده -عليه الصلاة والسلام-، فقد سبق مولده الكريم أمور عظيمة دلت على اقتراب تباشير الصباح ، وسنن الله في الكون أن الانفراج يكون بعد شدة ، والضياء يكون بعد ظلام ، واليسر بعد عسر .
[٣. ٤. ] الإرهاصات هي البشارات والأمور الخارقة للعادة التي يُحدثها الله عز وجل لنبيٍ ؛ تبشيراً بنبوته قبل قدومه وقبيل مجيئه وقبل وإثناء بعثته ، فالأحداث العظيمة غالباً يسبقها من الإشارات ما يكون مؤْذِناً بقربها . وعلامة على وقوعها. وقد سبق مولده -صلوات الله وسلامه عليه وآله- أحداث وإرهاصات سُجِّلت في السيرة النبوية ، والبحث الأساسي :
« حمل آمنة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما وقع في ذلك من الآيات »
ولقد رُويت قصص وأخبار حول صفة حمل آمنة به، ولم يثبت منها شيء ، فـ الإرهاصات لها معنى لُغوي ومعنى أصطلح عليه العلماء ليس ببعيد عنه ؛ بيد أن هناك من الروايات الواهية ما لا يقام لها عماد ولا تستند إلى صحيح النقل او الإسناد ؛ غير أني سأذكرها تنبيهاً وليس تثبيتاً ... والله المستعان وعليه التوكل ؛ ومنه العفو والغفران إن أخطأت أو اسأت ؛ والحمد والشكر له وحده أن أحسنت ووفقت .. فهو نعم المسؤول وسبحانه وتعالى يمن علينا بالإجابة بالتوفيق والسداد .
وسأقسمها إلى أبواب منها :
- أهم الأحداث العامة التي جرت قبل المولد في جزيرة العرب أو مكة .
- حفر زمزم
- قصة الذبيح عبدالله بن عبدالمطلب
- كاهنة بني زهرة
- حادثة عام الفيل
ـــــــــــــــــــــ
- إرهاصات ما قبل الحمل ؛ وهي متعلقة بـ "والد" النبي الرسول : عبدالله بن عبدالمطلب ؛ والنور الذي كان في جبهته .. ومقولة :
« „ فَارَقَكَ النُّورُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ‟ »، و
قد تعرضنا لها ولكني سأذكرها هنا لتمام الفائدة ووحدة الموضوع ،
- مَا قِيلَ لِآمِنَةَ عِنْدَ حَمْلِهَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ـــــــــــــــــــــ
- إرهاصات إثناء الحمل ؛ وهنا تخص "أم" النبي الرسول آمنة بنت وهب ؛
- نور يخرج من حَمْلِ أمِّه به
- التسمية بـ أحمد ... محمد
- الإستعاذة
- ظهور نجم أحمد في السماء
- إرهاصات ليلة المولد
- إرهاصات ليلة الولادة ؛
- ما جاء في إخبار الأحبار وغيرهم بليلة ولادته صلى الله عليه وسلم
- تدلي النجوم له
ــــــــــــــــــــــــ
- إرهاصات إثناء الوضع والولادة ؛ . و
النور الذي خرج معه
- وصف ولادته:
- نزوله صلى الله عليه وسلم ساجدا معتمدا على الأرض بيديه
- ما رأته قابلته الشفاء أم عبدالرحمن بن عوف -رضي الله تعالى عنه- من الآيات ".
- انفلاق البرمة حين وضع صلى الله عليه وسلم تحتها
- ولادته صلى الله عليه وسلم مختونا مقطوع السرة
- مناغاته -صلى الله عليه وسلم- للقمر في مهده وكلامه فيه -صلى الله عليه وسلم-
- حزن إبليس وحجبه من السموات
- ما سمع من الهواتف لما ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
- صنم رأوه مكبوبا على وجهه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
- ما روى من الأحداث ليلة ولادته:
- انتكاس بعض الأصنام
- انبثاق دجلة و
ارتجاس الإيوان - ديوان كسرى - و
سقوط الشرفات و
خمود نار المجوس:
- تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم
- ارهاصات وقت مولده ؛
- يوم المولد
- شهر المولد
- عام المولد
- مكان المولد
**
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع والتعليقات:
[ ١. ] عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ؛ انظر إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ؛ البداية والنهاية ؛ كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم » صِفَةُ مَوْلِدِهِ الشَّرِيفِ ؛ باب مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[٢. ] آية : ( ٩) ؛ سورة الحجر .
[٣. ] حديث :" لا تُطرونِي كما أَطرتِ النصارى عيسى ابن مريمَ فإنّما أنا عبدُ اللهِ ورسوله " .
جاء عن طريق :
[ أ . ] الصحابي الجليل والوزير الثاني وأمير المؤمنين الخليفة الثاني : عمر بن الخطاب انظر علي بن المديني في : تفسير القرآن : [ 2 /430 ] ؛ وقال الحديث: إسناده صحيح. كما جاء برواية بها زيادة :
" لا تُطْروني ، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ، فإنما أنا عبدُه ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه " .
انظر البخاري في صحيحه : [ 3445] ، و
انظر عند البزار في البحر الزخار [ 1 /299 ] ، وقال الحديث : لا نعلمه يروى عن عمر بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ، وابن عيينة حسن السياق له . و
تجده عند ابن كثير في موسوعة تاريخه المسمى بـ البداية والنهاية: [ 5 /215 ] ؛ وقال الحديث : له طرق.
و
أخرجه ابن حبان في صحيحه : [ 6239] ؛ كما
خرجه أحمد شاكر في مسند أحمد [ 1 /90 ] ؛ وقال:" الحديث إسناده صحيح". و
عنده -شاكر- أيضاً في تخريجه لـ مسند أحمد [ 1 /94 ] وقال :" إسناده صحيح ". و
حكم عليه ابن باز في مجموع فتاويه 405/ 2 بأن إسناده صحيح . و
خرجه الألباني في مختصر الشمائل 284 ؛ وقال :" الحديث صحيح". و
عنده -الألباني- في صحيح الجامع : 7363 وقال:" الحديث صحيح". و
عنده في غاية المرام : 123 وقال:" صحيح ". وهذا الطريق الأول.
أما الطريق الثاني فـ جاء برواية عن
[ ب . ] عبدالله بن عباس ؛ انظر : البخاري في: صحيحه : 6830 ؛ والحديث : صحيح " . و
خرجه ابن حبان في صحيحه : 413 ؛ و
عنده أيضاً -ابن حبان بـ- رقم : 414 .
وعن عُبَيدِاللهِ بنِ عبدِاللهِ بنِ عُتْبةَ أنَّ عبدَاللهِ بنَ عبَّاسٍ أخبَره : أنَّه كان يُقرِئُ عبدَالرَّحمنِ بنَ عَوفٍ فذكَر حديثَ السَّقيفةِ بطُولِه وذكَر فيه أنَّ رسولَ اللهِ قال:" لا تُطرُوني كما أَطْرَتِ النَّصارى عيسى فإنَّما أنا عبدُ اللهِ ورسولُه فقولوا عبدُ اللهِ ورسولُه ...:"، انظر الطبراني في المعجم الأوسط [ 2 /265] ؛ ولم يرو هذا الحديث عن عمرو بن قيس إلا خالد بن نزار
و
انظر عند القرطبي في تفسيره [ 6 /409 ] ؛ الحديث : صحيح ؛ و
انظر عند ابن تيمية في مجموع فتاويه [ 10 /151] ؛
ايضاً في فتاويه : [ 11 /98] ؛ والحديث صححه و
عنده أيضا - ابن تيمية - وفي مجموعة الرسائل والمسائل : [ 1 /165 ] وصححه.
و
خرجه أحمد شاكر في مسند أحمد [ 1 /167 ] ، وقال الحديث :" إسناده صحيح ".
[ ٤. ] آية (١١٠ ) ؛ سورة آل عمران ، والآية الكريمة بها تقديم وتأخير . إذ الآية تقول واصفة أمة محمد بأنها
( خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴿آل عمران: ١١٠﴾ و
سبب الخيرية : ( تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ) فيترتب على هذا:
1. ] ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ)
2. ] (وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
ــ
ــ
قراءه وكتبه :
د. محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
شريف حمدان
17 / 04 / 2018, 55 : 09 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
19 / 04 / 2018, 52 : 11 PM
„ظاهرة نور جبين عبدالله‟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
مناقشة(1) ظاهرة النور في جبين عبدالله في سياق
« „ حكاية حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم ‟ »:
تحدثتُ عن مسألة النور الذي صاحب جد محمد ﷺ -عبدالمطلب- ونكمل في هذا الجزء -الثاني- النور الذي صاحب عبدالله بن عبدالمطلب: والعنوان العريض الذي أعتمده :
« „ فَارَقَكَ النُّورُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ ‟ ».
نقرأ في سيرة ابن هشام تحت عنوان: مَا جَرَى بَيْنَ عَبْدِاللَّهِ وَالْمَرْأَةِ(2) الْمُتَعَرِّضَةِ لَهُ بَعْدَ بِنَائِهِ بِآمِنَةَ : - فَزَعَمُوا - (3)" أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا حِينَ أُمْلِكَهَا مَكَانَهُ ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا ، فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا ، فَأَتَى الْمَرْأَةَ الَّتِي عَرَضَتْ عَلَيْهِ مَا عَرَضَتْ فَقَالَ لَهَا : مَا لَكَ لَا تَعْرِضِينَ عَلَيَّ الْيَوْمَ مَا كُنْتِ عَرَضْتِ عَلَيَّ بِالْأَمْسِ ؟ قَالَتْ لَهُ : « „ فَارَقَكَ النُّورُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ‟ » ؛ : " فَلَيْسَ ( لِي ) بِكَ الْيَوْمَ حَاجَةٌ(4) . وَ
قَدْ كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ أَخِيهَا - وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ؛ وَكَانَ قَدْ تَنَصَّرَ وَاتَّبَعَ الْكُتُبَ : أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ نَبِيٌّ .
ــــــــــ
قبل مناقشة ظاهرة النور في جبين عبدالله بن عبدالمطلب ينبغي القول ونؤكد :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْسَطَ قَوْمِهِ نَسَبًا ، وَأَعْظَمَهُمْ شَرَفًا مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". و
أن مسألة الإصطفاء والإجتباء والإرتضاء نص عليها الكتاب الكريم قطعي الثبوت قطعي الدلالة فنطق القرآن قائلاً:
[ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ] ﴿آل عمران: ٣٣﴾ ؛ و
معلوم أن محمد بن عبدالله من آل إبراهيم ؛ فـ
[... اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ..] ﴿الأنعام: ١٢٤﴾] ،
لكنني ابحث روايات سطرت بين صفحات مراجع وحكاية تقرأ من بطون المصادر فيعتمدها مَن يقف بجوار منابر المساجد فينقل دون تحقيق ويروي دون تدقيق ؛ ويتمقعد كراسي الدرس والتدريس وأقواله لم يتحقق من صدقها...
إذاً... نحن أمام حكاية مشهورة مروية في عامة كتب السيرة ودلائل النبوة ، ولها طرق وأسانيد متعددة ، ولكن عامة أسانيدها واهية.
و
لنبدء مناقشة ظاهرة مشهورة :
" ظاهرة النور في جبين عبدالله ".
امهدُ بالقول : لا يكاد يخلو كتاب من كتب السيرة من حديث النور وفيه :
أن نور النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر قبل الحمل به في جبين عبدالله والد رسول الله ﷺ .
و
لما كان النور ظاهرة كونية فقد جعلها الناس من خصائصه الدالة على التبشير به قبل الحمل به وولادته .
قال العامري :
" قال أهل السير ... وكان نور النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه (عبدالله ) فلما خرج منه ذلك النور وانتقل إلى وجه آمنة.... "(5).
و
قال دحلان :
" وكان نور النبي صلى الله عليه وسلم بيّـنا في وجهه (عبدالله ) " ؛
و
في رواية :
" يرى في وجهه كالكوكب الدري " .
و
في شرح المواهب : " كان يتلألأ نورا في قريش فشغفت به نساء قريش " (6) .
هذا أولاً .
أما ثانياً :
فقد اختلفت الروايات في تحديد اسم المرأة التي رأت النور -كما بيَّنت سابقاً-؛ فمنهم من زعم أنها :
1.) فاطمة بنت مر الخثعمية ، و
منهم من قال أنها :
2.) أم قتال ؛ أخت ورقة بنت نوفل ، و
منهم من قال أنها :
3.) ليلى العدوية ، و
منهم من قال أنها :
4.) زوجة أخرى كانت مع آمنة تحت عصمة عبدالله ، و
منهم من قال أنها :
5.) امرأة من قريش .... رأت النور فدعت النساء إلى المسارعة لأخذ النور من جبين عبدالله.
[أخرجه أبو نعيم(7) في دلائل النبوة].
هذه الروايات بأسانيدها نضعها أمام أهل الجرح والتعديل ليقولوا قولتهم الصادقة في رجالها.
ــــــــــــ
روايات ظاهرة النور :
1. ) رواية المرأة الخثعمية:
ذكر البيهقي حديثا موقوفا برقم: 44 ؛ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِاللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُالْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْكَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
" كَانَتِ امْرَأَةٌ (!!!) مِنْ خَثْعَمٍ تَعْرِضُ نَفْسَهَا فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ ، وَكَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ ، وَكَانَ مَعَهَا أَدَمٌ تَطُوفُ بِهَا كَأَنَّهَا تَبِيعُهَا ، فَأَتَتْ عَلَى عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، - فَـ أَظُنُّ أَنَّهُ أَعْجَبَهَا- ، فَقَالَتْ :
" إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَطُوفُ بِهَذَا الأَدَمِ وَمَا لِي إِلَى ثَمَنِهَا حَاجَةٌ ، وَإِنَّمَا أَتَوَسَّمُ الرَّجُلَ هَلْ أَجِدُ كُفُؤًا ، فَإِنْ كَانَتْ لَكَ إِلَيَّ حَاجَةٌ ، فَقُمْ ، فَـ
قَالَ لَهَا :
" مَكَانَكِ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكِ " ، فَـ
انْطَلَقَ إِلَى رَحْلِهِ ، فَــ
بَدَأَ فَوَاقَعَ أَهْلَهُ [آمنة بنت وهب] ، فَـ
حَمَلَتْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَـ
لَمَّا رَجَعَ إِلَيْهَا ،
قَالَتْ :
" أَلا أَرَاكَ هَهُنَا ؟ "
قَالَتْ :
" وَمَنْ كُنْتَ ؟ "...
قَالَ :" الَّذِي وَاعَدْتُكِ " ،
قَالَتْ :" لا ، مَا أَنْتَ هُوَ ، وَلَئِنْ كُنْتَ هُوَ ، لَقَدْ رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيْكَ نُورًا مَا أَرَاهُ الآنَ ".
قلتُ (الرمادي) تجده عند
*.) البيهقي وعند
*.) ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال :
" أخبرنا أبو عبدالله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي ".
ـــــ
رواية آخرى؛ حديث موقوف أيضاً برقم : 56 وذكر مثله.(8) .
فيه عبدالوارث بن إبراهيم لم يعثر له على ترجمة ، وفيه عبدالباقي بن قانع ، اتفق المترجمون لحياته على "تغيير حفظه في آخر عمره" ، قال الدارقطني :" كان يحفظ ولكنه يخطئ ويصيب" . وضعفه البرقاني. و
قال ابن حزم :" منكر الحديث تركه أصحاب الحديث جملة". و
أيضا ابن سفيان في المالكيين نظير ابن قانع في الحنفيين وجد في حديثهما الكذب البحت والبلاء المبين والوضع اللائح ، فإما تغييرا ، وإما حملا لا خير فيه من كذاب ومغفل يقبل التلقين (9) . و
فيه أيضا مسلمة بنت علقمة وثقه ابن معين . و
قال أبو حاتم : صالح الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال النسائي : ليس بـ القوي وضعفه أحمد وقال :" روي عن داود مناكير" ووافقه الساجي وزاد وكان قدريا ، وذكره العقيلي في الضعفاء(10) . هذا الحديث الذي أورده البيهقي في دلائله ذكره
*. ) أبو نعيم في دلائل النبوة فقال : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال : حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا محمد بن عمارة القرشي قال : حدثنا مسلم بن خالد الزنجي،عن ابن جُريح عن عطاء عن ابن عباس(11). و
فيه مسلم بن خالد الزنجي ذكره ابن حبان في الثقات وقال :"كان يخطئ أحيانا" ، ووافقه الساجي في قوله هذا . و
قال ابن عدي :" أرجو أنه لا بأس فيه . و
قال ابن سعد : "كان كثير الغلط في حديثه" ، و
قال المدني :" ليس بشيء".
قال البخاري :" منكر الحديث" ، و
قال أبو حاتم لا يحتج به ، و
ضعفه أبو داود والنسائي ، وذكره ابن البرقي في باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب حديثه . و
قد ذكر أهل الجرح والتعديل من روايته بعض الأحاديث الضعيفة ثم قال الذهبي معلقا :" فهذه الأحاديث وأمثالها ترد بها قوة الرجل ويضعف". (12). و
فيه أيضا محمد بن عمارة لم يعثر له على ترجمة . و
أورد أبو نعيم هذا الحديث من طريق آخر فقال : حدثنا عمر بن محمد بن جعفر قال: حدثنا إبراهيم بن السندي، حدثنا النضر بن مسلمة ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالعزيز عن أبيه قال : حدثني ابن شهاب عن أبي بكر بن عبدالرحمن عن أم سلمة وعامر بن سعد عن أبيه سعد قال (13). و
فيه محمد بن عبدالعزيز عن أبيه الزهري ، قال العقيلي : قال البخاري :" منكر الحديث لا يتابع" . و
جاء في المغني : ضعفوه ، و
قال ابن حبان:" كان ممن يروي عن الثقات المعضلات ، وإذا انفرد أتى بالطامات عن أقوام أثبات حتى سقط الإحتجاج به" .
قال أبو نعيم : منكر الحديث(14).
قال أبو نعيم : رواه عبدالله بن بشير عن أحمد بن محمد ابن عبدالعزيز ولم يذكر عامر وسعيد . وذكر الحديث أيضا ابن سعد في طبقاته من طريق هشام بن محمد السائب الكلبي عن أبي الفياض الخثعمي (15). وفيه هشام الكلبي قال ابن حبان :" يروي عن أبيه ومعروف بن سليمان والعراقيين العجائب والأخبار التي لا أصول لها ... أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وضعها ؛ فـهشام بن محمد وأبوه متهمان . و
قال الذهبي:" تركوه وهو اخباري . وقال الدارقطني: متروك، وقال بن عساكر : رافضي ، وقال أحمد والبخاري صاحب سير ونسب ما ظننت أن أحدا يحدث عنه . (16).
قال السيوطي : أخرجه ابن سعد من طريق ابن هشام ...معضلا(17). وذكر الحديث أيضا ابن سعد من طريق وهب بن جرير بن حازم ، حدثنا أبي ،سمعت أبى يزيد المدني ، قال: نبئت أن عبدالله أتى امرأة من خثعم. (18). و
فيه أبو يزيد المدني : قال ابن أبي حاتم عن أبيه : سئل مالك فقال : لا أعرفه ، وقال أبوزرعة : لا أعلم به ، وقال ابن أبي حاتم : يروي عن ابن عباس وتارة يدخل بينه وبين ابن عباس عن عكرمة قال : وسألت أبي عنه قال: يكتب حديثه قلت : ما اسمه. قال : لا يسمى (19) .
ــــــــــــــــ
قال محقق كتاب البداية والنهاية :" هذا (الحديث) ظاهر الاختلاق وعليه ركاكة الصنع ، وتفاهة الوضع ". (20) .
**
2. ) رواية أم قتال ؛ أخت ورقة بن نوفل:
ذكر البيهقي حديثا مقطوعا برقم: 41 أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِاللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِالْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ :
" ثُمَّ انْصَرَفَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ آخِذًا بِيَدِ عَبْدِاللَّهِ ، فَمَرَّ بِهِ - فِيمَا يَزْعُمُونَ - عَلَى امْرَأَةٍ (!!!) مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ، وَهِيَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَتْ لَهُ حِينَ نَظَرَتْ إِلَى وَجْهِهِ :
" أَيْنَ تَذْهَبُ يَا عَبْدَاللَّهِ ؟ " ؛ فَـ
قَالَ : " مَعَ أَبِي " ،
قَالَتْ :" لَكَ عِنْدِي مِنَ الإِبِلِ مِثْلُ الَّتِي نُحِرَتْ عَنْكَ ، وَقَعْ عَلَيَّ الآنَ" ، فَــ
قَالَ لَهَا : " إِنِّي مَعِيَ أَبِي الآنَ ، لا أَسْتَطِيعُ خِلافَهُ وَلا فِرَاقَهُ ، وَلا أُرِيدُ أَنْ أَعْصِيَهُ شَيْئًا " ، فَـ
خَرَجَ بِهِ عَبْدُالْمُطَّلِبِ حَتَّى أَتَى بِهِ وَهْبَ بْنَ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، وَوَهْبٌ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ بَنِي زُهْرَةَ نَسَبًا وَشَرَفًا ، فَـ
زَوَّجَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ امْرَأَةٍ فِي قُرَيْشٍ نَسَبًا وَمَوْضِعًا [وذكر أمهاتها]..
قَالَ : وَ- ذَكَرُوا - أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا حِينَ مَلَكَهَا مَكَانَهُ ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا عَبْدُاللَّهِ ، فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا حَتَّى أَتَى الْمَرْأَةَ الَّتِي قَالَتْ لَهُ مَا قَالَتْ ، وَهِيَ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى وَهِيَ فِي مَجْلِسِهَا ، فَجَلَسَ إِلَيْهَا ، وَ
قَالَ لَهَا : " مَا لَكِ لا تَعْرِضِينَ عَلَيَّ الْيَوْمَ مِثْلَ الَّذِي عَرَضْتِ أَمْسِ ؟ "....
فَــ
قَالَتْ : قَدْ « „ فَارَقَكَ النُّورُ الَّذِي كَانَ فِيكَ ‟ ». فَلَيْسَ لِي بِكَ الْيَوْمَ حَاجَةٌ" ، وَ
كَانَتْ - فِيمَا زَعَمُوا - تَسْمَعُ مِنْ أَخِيهَا وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَكَانَ قَدْ تَنَصَّرَ وَاتَّبَعَ الْكُتُبَ ،
يَقُولُ : إِنَّهُ لَكَائِنٌ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ نَبِيٌّ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ". (21) .
قال السهيلي: اسم هذه المرأة :
1. ] رقية بنت نوفل ، تكنى أم قتال. (22). و
ذكر البيهقي في الدلائل :" وَاسْمُهَا :
2. ] أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ ".
هذا الحديث منقطع الإسناد -كما بينت في بداية الإستشهاد- ، وهو موقوف على محمد بن اسحاق، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر ؛ من صغار الطبقة الخامسة. (23).
قال محقق سير ابن كثير : الواضح من الرواية أنها طلبت من عبدالله الفاحشة فأبى ، و
في اليوم التالي عرض هو عليها فأبت وعللت -ذلك- بأن النور الذي كان في وجهه قد زال ، وفي هذا اتهام لعبدالله ، وفلسفة للفاحشة بأنها كانت رغبة في النور ... وليس نور النبوة افراز عضو ولا اشراقة وجه. والرواية ظاهرة الإختلاق وهي ذم في صورة مدح (24).
قلتُ (الرمادي): وهذا ما جاء في تاريخ الطبري ؛ بنفس المنطق وذات الفلسفة ؛ لكن مع امرأة آخرى هي (فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ) الخثعمية الـ (كَاهِنَة) فقالت لعبدالله [ يَا فَتَى ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبَةِ رِيبَةٍ ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فِي وَجْهِكَ نُورًا ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ فِي ، وَأَبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يَجْعَلَهُ حَيْثُ أَرَادَ ، فَمَا صَنَعْتَ بَعْدِي ؟ : قَالَ زَوَّجَنِي أَبِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهَا ثَلاثًا ،]" وهذا الحديث موقوف.
**
3. ) رواية ليلى العدوية:
ذكر أبو نعيم في دلائل النبوة حديثا مرفوعا برقم: 73" حدثنا سليمان بن أحمد قال :حدثنا أحمد بن عمر الجلال المكي قال : حدثنا محمد بن منصور الجواز قال : حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال : حدثنا عبدالعزيز بن عمران قال : حدثني محمد بن عبدالعزيز بن وتذكر (لَيْلَى الْعَدَوِيَّةُ) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْخَلالُ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْجَوَّازِ ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، يَقُولُ : " نَحْنُ أَعْظَمُ خَلْقِ اللَّهِ بَرَكَةً ، وَأَكْثَرُ خَلْقِ اللَّهِ وَلَدًا " . خَرَجَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ذَاتَ يَوْمٍ مُتَحَضِّرًا مُتَرَجِّلا ، حَتَّى جَلَسَ فِي الْبَطْحَاءِ ، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ لَيْلَى الْعَدَوِيَّةُ ، فَدَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا ، فَـ
قَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ : " أَرْجِعُ إِلَيْكِ" ، وَ
دَخَلَ عَبْدُاللَّهِ عَلَى آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ ، فَقَالَ لَهَا : " اخْرُجِي ، فَوَاقَعَهَا وَخَرَجَ " ، فَـ
لَمَّا رَأَتْهُ لَيْلَى ، قَالَتْ : "مَا فَعَلْتَ ؟ "...
فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ : " قَدْ رَجَعْتُ إِلَيْكِ " ،
قَالَتْ لَيْلَى : " لَقَدْ دَخَلْتَ بِنُورٍ مَا خَرَجْتَ بِهِ ، وَلَئِنْ كُنْتَ أَلْمَمْتَ بِآمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ لَتَلِدَنَّ مَلِكًا " . (25) ، و
يعقوب بن محمد الزهري تالف ، قال أحمد ليس يسوي شيئا ، وقال أبو زرعة واهي الحديث ، وقال ابن معين أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي - والواقدي متهم - وقال الساجي منكر الحديث [تهذيب التهذيب: 11 /348 . وفيه عبدالعزيز بن عمران متروك الحديث(26) .
قال السهيلي : وفي غريب ابن قتيبة أن التي عرضت نفسها عليه هي ليلى العدوية (27).
وهناك رواية آخرى عند أبي نعيم حديث رقم: 72؛ مرفوعا:" حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ السُّدِّيِّ ، ثنا النَّضْرُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِالْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَبُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَعَلَيْهِ أَثَرُ الطِّينِ وَالْغُبَارِ ، فَـ
مَرَّ بِامْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ ، وَقَالَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ : عَنْ أَبِيهِ فِي حَدِيثِهِ : فَمَرَّ بِـ ( لَيْلَى ) الْعَدَوِيَّةِ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ ، وَرَأَتْ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ دَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا ، وَ
قَالَتْ لَهُ : " إِنْ وَقَعْتَ بِي فَلَكَ مِائَةٌ مِنَ الإِبِلِ" ، فَـ
قَالَ لَهَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ : " حَتَّى أَغْسِلَ عَنِّي هَذَا الطِّينَ الَّذِي عَلَيَّ وَأَرْجِعَ إِلَيْكِ " ، فَـ
دَخَلَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ عَلَى آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ ، فَوَقَعَ بِهَا ، فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْخَثْعَمِيَّةِ ، وَقَالَ عَامِرٌ : إِلَى لَيْلَى الْعَدَوِيَّةِ ، فَـ
قَالَ : " هَلْ لَكِ فِيمَا قُلْتِ " ؟
قَالَتْ : " لا يَا عَبْدَاللَّهِ" .
قَالَ :" وَلِمَ ؟ "..
قَالَتْ :" لأَنَّكَ " مَرَرْتَ بِي وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ نُورٌ ، ثُمَّ رَجَعْتَ إِلَيَّ وَقَدِ انْتَزَعَتْهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ مِنْكَ ، فَحَمَلَتْ آمِنَةُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، رَوَاهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِالْعَزِيزِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَامِرَ بْنَ سَعِيدٍ " . و
قال أبو نعيم (28) وفيه محمد بن عبدالعزيز وهو منكر الحديث.
**
4. ) رواية الزوجة الثانية:
قال البيهقي: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ قال : حدثنا أبو العباس : أحمد بن عبدالجبار ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق قال عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري؛ في السيرة النبوية؛ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ حُدِّثَ : أَنَّ عَبْدَاللَّهِ إنَّمَا دَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ كَانَتْ لَهُ مَعَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ ، وَقَدْ عَمِلَ فِي طِينٍ لَهُ ، وَبَهْ آثَارٌ مِنْ الطِّينِ ، فَدَعَاهَا إلَى نَفْسِهِ ، فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ لِمَا رَأَتْ بِهِ مِنْ أَثَرِ الطِّينِ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا فَتَوَضَّأَ وَغَسَلَ مَا كَانَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ الطِّينِ ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إلَى آمِنَةَ ، فَمَرَّ بِهَا ، فَدَعَتْهُ إلَى نَفْسِهَا ، فَأَبَى عَلَيْهَا ، وَعَمَدَ إلَى آمِنَةَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَأَصَابَهَا ، فَحَمَلَتْ بِمُحَمِّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ثُمَّ مَرَّ بِامْرَأَتِهِ تِلْكَ ، فَــ
قَالَ لَهَا :" هَلْ لَكَ ؟ "..
قَالَتْ : " لَا ، مَرَرْتَ بِي وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ غُرَّةٌ بَيْضَاءُ ، فَدَعَوْتُكَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ ، وَدَخَلْتَ عَلَى آمِنَةَ فَذَهَبَتْ بِهَا " ....
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : - فَزَعَمُوا - أَنَّ امْرَأَتَهُ تِلْكَ كَانَتْ تُحَدِّثُ : أَنَّهُ مَرَّ بِهَا وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ غُرَّةٌ مِثْلُ غُرَّةِ الْفَرَسِ ، قَالَتْ : فَدَعَوْتُهُ رَجَاءَ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ بِي ، فَأَبَى عَلَيَّ ، وَدَخَلَ عَلَى آمِنَةَ ، فَأَصَابَهَا ، فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .): ورواه البيهقي في "الدلائل" : 1؛ 105؛ من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنِي وَالِدِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ حُدِّثْتُ أَنَّهُ ... ؛ فذكره بنحو مما سبق . وهذا مرسل . (29). هذا الحديث منقطع الإسناد ومن متنه يظهر وضعه وكذبه ، وقد علق أحد الباحثين على هذه الحكاية قائلا : وأغرب روايات المتعرضات رواية تذهب إلى أن عبدالله بن عبدالمطلب كانت له زوجة مع آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه الزوجة هي التي عرضت عليه نفسها...
وهذه الرواية تبدو عليها آثار الصنعة .....فكأن واضعي هذه الرواية أرادوا المبالغة في تطهير والد رسول الله صلى الله عليه وسلم (30) .
5. ) رواية تقول : أنها امرأة من نساء قريش:
قال أبو نعيم في دلائل النبوة : (31) ؛ حديث مرفوع: 75 :" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِالأَعْلَى ، قَالَ : ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
« كَانَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَحْسَنَ رَجُلٍ رُؤِيَ قَطُّ ، خَرَجَ يَوْمًا عَلَى نِسَاءِ قُرَيْشٍ مُجْتَمِعَاتٍ ، فَـ
قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ : " أَيَّتُكُنَّ تَتَزَوَّجُ بِهَذَا الْفَتَى ؟ " فَتَصْطَبُّ النُّورَ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَإِنِّي أَرَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُورًا ، فَتَزَوَّجَتْهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَجْأَةً ، فَحَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ». الحديث من مرسلات الزهري . و
لعل في هذه النسخة المطبوعة تصحيفا ، وأن الصواب : ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب ؛ فإن ذلك هو المعروف ، ولا نعرف في شيوخ ابن وهب من اسمه أحمد بن يونس .
ــــــــــــــــــــــــ
الخلاصة : " تبين من دراسة أسانيد الروايات السابقة أن بعضها منقطع وبعضها بلا اسناد ، وبعضها ظاهر الوضع والضعف . و
هي روايات لا يقوي بعضها بعضا . لذا أُجزم بعدم ثبوت هذه الإرهاصات على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنها لو كانت بالفعل لأثبتها نبينا صلى الله عليه وسلم لنفسه كما أثبت غيرها ، كـ حادثة شق الصدر وهي من الإرهاصات التي أثبتها لنفسه صلى الله عليه وسلم مما حصل له قبل مبعثه وليس قبل الحمل به أو يوم ولادته " . فــ
هذه الحكاية « „ النور في جبين عبدالله في قبل حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم ‟ »: ضعيفة من جميع طرقها ، وأن عامتها واهية لا يستشهد بها فضلاً عن أن يحتج بها ، ومما يدل على تهافت هذه الروايات ؛ وأنها من تلفيق القصاص ما يلي :"
1.] تعارض مضمونها مع ما " قَالَه زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ »(32) ".
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن رمي النجوم :" إِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ." (33)".
2.] إن الروايات تحمل طابع الكهانة أو ادعاء معرفة الغيب وهذا مرفوض بالكتاب والسنة . و
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ "(34).
3.] اضطراب الروايات في تحديد اسم المعترضة لأجل النور حيث بلغ عددهن خمس [ 5 ] نساء ، وقد حاول محمد عرجون تبرير ذلك فقال : " إن قصة التعرض ربما تكررت مع أكثر من امرأة واحدة " (35) وهذا تبرير ليس له أساس وخاصة بعد ما تبين ضعف الروايات وأنها ليست بمتصلة ولا مرفوعة بل أحاديثها معضلة وبعضها بلا إسناد.
4.] إن ثلاثة [ 3 ] نساء حاولن أخذ النور سفاحا ، ونور النبوة يؤخذ نكاحا . ولعل الأهم من وجهة نظري:
5.] أن آمنة زوج عبدالله لم يرو عنها أي شيء بخصوص هذا الأمر؛ وهي أولى من غيرها في ادعاء ذلك. (36).
==========
وَاللَّهُ- تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ -أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات والمصادر :
(1) ما يجب بحثه باسلوب علمي في مسائل وقضايا السيرة النبوية ابتداءًا وأيضاً السنة المحمدية -المصدر الثاني من التشريع- ومِن ثم مناقشته تحقيقاً وتدقيقاً وبالتالي رده من حيث المعقول والمنقول كثير جداً ، وشأني في ذلك كله أن لا أثبت إلا ما ثبت بالدليل الصحيح عند علماء الحديث ورجال هذا الفن . والله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- أسأل أن يجعل عملي هذا وبحثي خالصاً لوجهه الكريم وصواباً وبعيدا عن الزلل والهوى.
(2) المصادر المعتمدة تذكر « المرأة » دون ذكر اسمها مما يدعو الباحث إلى التأكيد على أن الروايات عددت المرأة ولم تكن فقط امرأة واحدة فيذكر اسمها . فقد ذكر السهيلي اسم المرأة فقال :" هذه المرأة... رقية بنت نوفل ؛ أخت ورقة ابن نوفل؛ وتكنى أم قتال " وهذه رواية عن المرأة التي عرضت نفسها ؛ هذه هي الرواية الأولى المتعلقة بمسألة النور .
بيد أن البرقي ذكر عن هشام بن الكلبي فقال :" إنما مر على امرأة اسمها فاطمة بنت مر" ؛ وهذه الرواية الثانية ؛ ثم وصفها فقال :" وكانت من أجمل النساء وأعفهن " . ثم أكمل يقول :" وكانت قرأت الكتب" . والطبري في تاريخه رقم الحديث 388 ؛ ج: 2 ؛ ص: 439 يذكر حديثا موقوفا ؛ وابن كثير في البداية يذكرها :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا انْطَلَقَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ بِابْنِهِ عَبْدِاللَّهِ لِيُزَوِّجَهُ مَرَّ بِهِ عَلَى كَاهِنَةٍ مِنْ [عند الطبري :" خَثْعَمٍ " ] أَهْلِ تَبَالَةَ مُتَهَوِّدَةٍ قَدْ قَرَأَتِ الْكُتُبَ يُقَالَ لَهَا : فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّةُ ". [رواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" ؛ ص131 ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ج: 3 ؛ ص: 404 ، والخرائطي كما في "البداية والنهاية" : ج: 2 ؛ ص: 308.] .
قلتُ (الرمادي) : والشاهد هنا :" فَرَأَتْ نُورَ النُّبُوَّةِ فِي وَجْهِ عَبْدِاللَّهِ " [رواية الطبري :" فَرَأَتْ فِي وَجْهِهِ نُورًا " ] .
أما المرأة الثالثة فذكر ابن قتيبة :" ان التي عرضت نفسها عليه هي ليلى العدوية ".
قلتُ (الرمادي) فوصل عددهن إلى ثلاث نساء.. ونثبت هنا للمرة الثانية ما أردنا تبيانه بضعف رواية «„ النور ‟» إذ قال ابن هشام في السيرة النبوية :" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ :" فَزَعَمُوا " أَنَّ امْرَأَتَهُ تِلْكَ كَانَتْ تُحَدِّثُ : أَنَّهُ مَرَّ بِهَا وَ « „ بَيْنَ عَيْنَيْهِ غُرَّةٌ مِثْلُ غُرَّةِ الْفَرَسِ ‟ » ؛ قَالَتْ : فَدَعَوْتُهُ رَجَاءَ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ بِي ، فَأَبَى عَلَيَّ ، وَدَخَلَ عَلَى آمِنَةَ ، فَأَصَابَهَا ، فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .".
وهناك امرأة رابعة - رواية ابن هشام - " إنما دخل على امرأة كانت له" . وهي التي قَالَتْ : « „ مَرَرْتَ بِي وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ غُرَّةٌ بَيْضَاءُ ‟ » ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ :" فَزَعَمُوا :" أَنَّ امْرَأَتَهُ تِلْكَ كَانَتْ تُحَدِّثُ : أَنَّهُ مَرَّ بِهَا وَ « „ بَيْنَ عَيْنَيْهِ غُرَّةٌ مِثْلُ غُرَّةِ الْفَرَسِ ‟ » .
جاء في لسان العرب لابن منظور :" وَالْغُرَّةُ ، بِالضَّمِّ : بَيَاضٌ فِي الْجَبْهَةِ .وَغُرَّةُ الْفَرَسِ : الْبَيَاضُ الَّذِي يَكُونُ فِي وَجْهِهِ "(بَابُ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ). . [ راجع ابن هشام ؛ السيرة النبوية ؛ جزء : 1 ؛ ص 172 و 173 و 174 ؛ دار الفكر ؛ القاهرة . دون ذكر سنة الطبع ] .
* . ) انظر الروض الأُنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام ؛ علق عليه طه عبدالرؤوف؛ الجزء الأول ؛ ص : 178 و 179 و 180 ؛ دار المعرفة للنشر ؛ بيروت –لبنان ؛ 1398 هـ ~ 1978 م ].
* . ) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ؛ تاريخ الرسل والملوك ؛ ج: 2 ؛ ص : 243 و 244 و 245؛ تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم ؛ الطبعة الثانية ؛ دار المعارف بمصر ؛ القاهرة .
* . ) ذكر صاحب الكامل في تاريخه : باباً تحت عنوان " نَسَبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذِكْرُ بَعْضِ أَخْبَارِ آبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ ".
1.) :" مَرَّ عَلَى أُمِّ قِتَالِ ابْنَةِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ أُخْتِ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَهِيَ عِنْدَ الْبَيْتِ " ؛ :" قَالَتْ : فَارَقَكَ النُّورُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ ، فَلَيْسَ لِي بِكَ الْيَوْمَ حَاجَةٌ . وَقَدْ كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ أَخِيهَا وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّهُ كَائِنٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ نَبِيٌّ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ. ".
2.) :" وَقِيلَ : مَرَّ بِهِ عَلَى كَاهِنَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّة ، مُتَهَوِّدَةٍ مِنْ أَهْلِ تَبَالَةَ ، فَرَأَتْ فِي وَجْهِهِ نُورًا وَقَالَتْ لَهُ : يَا فَتَى هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ الْآنَ وَأُعْطِيَكَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ؟ ، :" قَالَتْ : يَا فَتَى مَا أَنَا بِصَاحِبَةِ رِيبَةٍ ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فِي وَجْهِكَ نُورًا يَكُونُ لِي ، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ حَيْثُ أَرَادَ ، فَمَا صَنَعْتَ بَعْدِي ؟ قَالَ : زَوَّجَنِي أَبِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ ".
* . ) ابن كثير ؛ البداية والنهاية ؛ ج: 2 ؛ ص: 249 ؛ و 250 ؛ منشورات مكتبة المعارف - بيروت ؛ دون ذكر سنة النشر.
* . ) يتساءل صاحب حياة محمد ؛ محمد حسين هيكل إذ يقول :" وهل عرضت عليه - عبدالله- نساء ... أنفسهن " . ثم يتوقف هيكل ليقول :" والوقوف لتقصِّي أمثال هذه الروايات لا غَناء فيه. " ثم يصل إلى القول :" وكل ما يمكن الإطمئنان إليه أن عبدالله كان شاباً وسيماً قوياً " ؛
قلتُ (الرمادي) : هذا الوصف لعبدالله أثبته الطبري [ص:246] إذ قال :" عن الزهري : أن عبدالله بن عبدالمطلب كان أجملَ رجال قريش ؛ فذكر لآمنة بنت وهب جمالُه وهيئته ؛ وقيل لها : هل لكِ أن تزَوَّجيه! ؛ فتزوَّجَتْه ".
يكمل هيكل : " فلم يكن عجباً أن تطمع [نساء]... في الزواج منه ". ويستدرك بالقول :" فلما بنى بها -آمنة- تقطعت بغيرها أسباب الأمل ولو إلى حين . " . ولكنه -هيكل- تساءل ؛ ولا أذهبُ (الرمادي) إلى ما ذهب إليه حين قال :" ومَن يدري (!) لعلهن قد انتظرن أوبته من رحلته إلى الشام ليكنَّ زوجات له مع آمنة "(!!؟).
قلت (الرمادي) يوجد رد في الروايات :" أن هناك نور قد ذهب حين ألتقى بـ آمنة." [ محمد حسين هيكل ؛ حياة محمد ؛ ص: 107 ؛ مكتبة النهضة المصرية ؛ القاهرة 1968] .
* . ) انظر : بحث الكاتب تحت باب « تَزْوِيجُ عَبْدِاللَّهِ بِـ آمِنَةَ » .
(3) صيغة تمريض ؛ اي ضعف للرواية . [ابن هشام ؛ السيرة النبوية ج: 1 ؛ ص: 173. ].
(4) ابن هشام ؛ السيرة النبوية ؛ ص: 173 ؛ ذكر سرد النسب الزكي) .
(5) بهجة المحافل بغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل ، ج:1 ، ص: 35.
(6) السيرة النبوية والآثار المحمدية ، ج:1 ، ص:18 .
(7) دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني ؛ الْفَصْلُ الثَّامِنُ فِي تَزْوِيجِ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ ؛ رقم الحديث: 75؛ وهو حديث مرفوع.
(8) انظر : البيهقي : دلائل النبوة ، ج:1، ص: 107- 108 ؛ وهو حديث :" موقوف " ، وانظر ابن عساكر في تاريخ دمشق ؛ مجلد : 3 ص : 403 ، وانظر : حديث مجاعة بن الزبير ؛ وانظر : مختصر تاريخ دمشق ؛ ذكر معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله ؛ ذكر طهارة مولده وطيب أصله ؛ ص: 120. والخبر نقله السيوطي في خصائص الكبرى: ج: 1؛ ص:41 ؛ وأيضاً دلائل النبوة لـ أبي نعيم ، ص: 90 .
(9) انظر : لسان الميزان ، ج: 3 ، ص: 384.
(10) انظر : لسان الميزان ،ج: 3 ، ص: 384 ، وميزان الإعتدال ، ج: 4 ، ص: 109 ، وتهذيب التهذيب ، ج: 10 ، ص: 145 ، والضعفاء للعقيلي ، ص: 1799.
(11) انظر : دلائل النبوة لأبي نعيم ، ح: 74 ، والطبري ، م: 1 ، ص: 439 ، وابن كثير في البداية والنهاية ، ج: 1 ، ص: 178.
(12) انظر : تهذيب التهذيب ، ج: 10 ، ص: 129- 130 ، وميزان الإعتدال ، ج: 4 ، ص: 103 ، والضعفاء للبخاري: رقم 342 ، والضعفاء للنسائي: رقم 569..
(13) انظر : أبو نعيم ، دلائل النبوة ، حديث رقم: 72 ، قال محققه : أخرج القصة ابن هشام في السيرة ، ج: 1 ، ص: 156 بدون اسناد.
(14) انظر : التاريخ الصغير ، ج:2 ، ص: 184 ، والضعفاء للنسائي: رقم 528 ، والعقيلي: رقم 1661 ، والدارقطني: رقم 456، وعند أبي نعيم: رقم 235 ، والمجروحين ، ج: 2 ، ص: 264 ، وميزان الإعتدال ، ج: 3 ، ص: 267 ، ولسان الميزان ، ج: 5، ص: 259 ، والجرح والتعديل ، ج: 4 ، ص: 7 ، والتاريخ الكبير ، ج: 1 ، ص: 163، والمغني في الضعفاء : رقم: 5767.
(15) انظر : ابن سعد ، الطبقات ، ج: 1 ، ص: 69 ، والخصائص الكبرى ، ج: 1، ص: 41 ، وتاريخ الخميس ، ج: 1 ، ص: 184 ، والروض الأنف ، ج: 1 ، ص: 180 ، والسيرة الحلبية ، ج: 2 ، ص: 62-63 ، والكامل في التاريخ ، ج: 2 ، ص: 4 بدون اسناد .
(16) انظر : المغني في الضعفاء: رقم 6756 ، والمجروحين ، ج:3 ، ص: 19 ، وميزان الإعتدال ، ج: 4 ، ص: 304 ، والتاريخ الكبير : رقم 2707 .
(17) انظر: الخصائص ، السيوطي، ج:1 ، ص: 41 .
(18) انظر : طبقات ابن سعد ، ج: 1 ، ص: 69 ، والخصائص ، ج: 1 ، ص: 41 .
(19) انظر : تهذيب التهذيب ، ج: 2 ، ص: 380 .
(20) انظر : البداية والنهاية ، ج: 1 ، ص: 178.
(21) انظر: دلائل النبوة للبيهقي ، ج:1، ص:102-104، الْمَدْخَلُ إِلَى دَلائِلِ النُّبُوَّةِ وَمَعْرِفَةِ ...» جِمَاعُ أَبْوَابِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ ...» بَابُ : تَزَوُّجِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ؛ والبيهقي يقول :" قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ :" وَهَذَا الشَّيْءُ قَدْ سَمِعَتْهُ مِنْ أَخِيهَا فِي صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،.لكن جاء في متن ما قاله البيهقي :" وَيُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنْ كَانَتِ امْرَأَةَ عَبْدِاللَّهِ مَعَ آمِنَةَ ". و
انظر : ابن سعد في طبقاته : ج:1 ، ص: 85 ، وعيون الأثر ، ج: 1 ، ص: 31 ، ونهاية الأرب ، ج: 16 ، ص: 58 ، والطبري في تاريخه ، ج: 2 ، ص: 174 ، والكامل ، ج: 2 ، ص: 4 ، والخصائص الكبرى ، ج: 1 ، ص: 42 ، والسيرة ؛ ابن كثير ، ج: 1 ، ص: 176 ، وتاريخ الخميس ؛ ج: 1 ، ص: 184 . كما تجده عند سبل الهدى والرشاد ؛: الصالحي الشامي ؛ مجلد : : 1 ص : 326.
(22) انظر: الروض الأنف ، ج: 1 ، ص: 180.
قال البيهقي: قلت: وهذا الشيء قد سمعته من أخيها في صفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. ويحتمل أن كانت أيضا امرأة عبداللَّه مع آمنة.
قال د. عبدالمعطي قلعجي؛ محقق دلائل النبوة للبيهقي (4/43) تعليقا على هذا الخبر: خبر غريب موضوع، لا سند له، ولا منطق يؤيده، ويناقض الأحاديث الصحيحة، تناقلته كتب السيرة بما دسّه عليها أعداء الإسلام، من يهود، وسبيئة، وشانئين، ومنافقين.
1- فرغم ما عرف عن تمسك المؤرخين بالسند، وأن كل الأخبار الصحيحة وردت بالسند القوي المتواتر، فهذا الخبر ليس له سند، فلا هو بمتصل، ولا بمرفوع، لا، بل نقله (الطبري) :2/ 243، [ابن هشام: 1/ 291] ، [البيهقي: 1/ 102] ، [المقريزي في النسخة (خ) من إمتاع الأسماع] ، [بقولهم جميعا] : «فيما يزعمون» [قلت(الرمادي) نقلته من :"هامش دلائل النبوة للبيهقي ؛ ج:1 ، ص:104.".]
2- إن متنه وما تضمنه من حكاية المرأة التي عرضت الزنا على عبداللَّه وهو حديث عهد بزواج، تناقض الأحاديث الصحيحة، من طهارة وشرف نسب الأنبياء، وأن هذه الطهارة، وهذا الشرف من دلائل نبوتهم،
قال صلّى اللَّه عليه وسلم:
« إن اللَّه اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم » .
وهذا الحديث في الترمذي ومسند أحمد، وأن اللَّه طهره من عهر الجاهلية وأرجاسها، ووالده –عبداللَّه- كان صورة طبق الأصل من عبدالمطلب، ولو أمهله الزمن لتولى مناصب الشرف التي كانت بيد عبدالمطلب، وكان شعاره الّذي التزمه طيلة حياته:
أما الحرام فالممات دونه رجل هذا شأنه، هل نطمئن إلى هذه الروايات المزعومة، وأنه بعد أن دخل بزوجته آمنة، عاد فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها: «مالك لا تعرضين عليّ اليوم ما كنت عرضت عليّ بالأمس؟» !!.
3- تخبطت الروايات في اسم المرأة، فهي مرة :
امرأة من خثعم، ومرة
أم قتال أخت ورقة ابن نوفل، ومرة هي
ليلى العدوية، ومرة
كاهنة من أهل قبالة متهوّدة، ومرة
أنه كان متزوجا بامرأة أخرى غير آمنة ... إلخ
هذا التخبط الدال على الكذب، ولماذا اختار الرواة أخت ورقة ابن نوفل، أو امرأة كانت قد قرأت الكتب؟!.
4- إننا إذا نظرنا إلى الشعر الوارد في هذا الخبر على لسان المرأة، لوجدناه شعرا ركيكا، مزيفا، مصنوعا، ملفقا، مضطرب القافية، محشورة الكلمات فيه بشكل مصطنع واضح الدلالة على تلفيقه، وبهذا كله يسقط هذا الخبر الواهي، ويدل على هذا قول ابن إسحاق، والطبري.
(23) انظر : التاريخ الكبير ، ج: 1 ، ص: 40 ، والعقيلي في الضعفاء: رقم 1578. والجرح والتعديل ، ج:7 ، ص: 191. وابن عدي في الكامل في الضعفاء ، ج:6 ، ص: 2116 ، وميزان الإعتدال ، ج: 3 ، ص: 46 ، وتقريب التهذيب ،ج: 2 ، ص: 142 ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني: رقم 513 .
(24) انظر: السيرة ؛ ابن كثير ، ج: 1، ص: 176-177.
(25) انظر : دلائل النبوة ، ح: 73 ، وذكره السيوطي في خصائصه ، ج: 1، ص: 40، ولم يعزه إلى غيره أبي نعيم ، وفي عيون الأثر ، ج: 1، ص: 23.
(26) انظر : التاريخ الكبير ، ج: 3، ص: 29 ، الصغير ، ج: 2، ص: 257، والعقيلي في الضعفاء: رقم 969 ، والجرح ، ج: 2 ، ص: 390 ، وميزان الإعتدال ، ج: 2، ص: 632، والتهذيب، ج: 6، ص: 351، الدارقطني في الضعفاء: رقم 349 ، والنسائي: رقم 392.
(27) انظر : الروض الانف ، ج: 1 ، ص: 179.
(28) نظر : أبو نعيم ، ص: 72.
(29) انظر : دلائل النبوة للبيهقي ، ج:1، ص: 105-106، الطبري في تاريخه ، م: 1 ، ص: 439 ، والروض الأنف ، ج: 1، ص: 179.
(30) انظر ، محمد رسول الله ، ج1 ، ص 83-84.
(31) انظر ، دلائل النبوة لأبي نعيم ،ح75، ذكره السيوطي في خصائصه ، ج1 ، ص41.
(32) متفق عليه .
(33) " أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ... ". رواه مسلم .
(34) قال صاحب المستدرك على الصحيحين ؛ الحاكم النيسابوري :" حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا ". وَ
فِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ وَالْحَاكِمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ : " مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ".
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. وَ
قَالَ التِّرْمِذِيُّ لَا نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حَكِيمٍ الْأَثْرَمِ.
(35) محمد رسول الله ، ج1 ، ص84.
(36) انظر :" علاقة الظواهر الكونية بولادة الأنبياء وموتهم؛ د. محمد أبو رحيّم .
**
« „ قصة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم ‟ »
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 04 / 2018, 41 : 03 PM
« „ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ ‟ »
الجزء الأول :
يجب عليَّ أن أنوه واركز على الشخصية المحورية الأولى في حياة محمد ؛ إذ أنها -أولاً- الحامل التي نمى في رحمها الطاهر الجنين(!) محمد بن عبدالله ؛ وهذه المرحلة العُمرية من تكوين الإنسان ينبغي أن نفرد لها بحثاً كاملاً وفق ما توفر لنا من حقائق شرعية –وفق الكتاب الكريم والسنة المطهرة- وحقائق علمية طبية ؛ -ثانياً- ثم دراسة شخصية -بشقيها: العقلي والنفسي- ... إنها المرضعة الأولى التي التقم ثديها وتغذى بلبنها وقت كان محمد رضيعاً فتقوى في مهده بحليبها ؛ وإثناء الرضاعة شعر بحنان أم أرملة ؛ -الراجح- ؛ لذا فينبغي البحث والتنقيب ودراسة وتحليل شخصية المرأة الأولى -الأم- في حياة محمد ... لتكون لنا دروساً عملية لنساء الغد وأمهات المستقبل... ثم تلك السنوات الأول في حياته حين رافقته طفلا.
أقول (الرمادي) : رُويت قصص وأخبار حول صفة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وما وقع في ذلك من الآيات ؛ وأبدءُ بـ :
« „ مناقشة ظاهرة النور المصاحب لحمل آمنة(*) برسول الله صلى الله عليه وسلم ‟ »
هذا هو المبحث الثالث ؛ الذي أتحدثُ فيه عن النور ؛ الذي صاحب أولاً الجد ثم ثانياً الوالد ونتكلم هنا عن النور المصاحب لحمل آمنة بنت وهب بمحمد رسول الله.
هذا النور ينقسم إلى قسمين ؛ الأول حين بدء الحمل ؛ وهذا هو النور الأول ،
أما النور الثاني فعند خروجه من رحمها الطاهر ؛ أي حين الوضع والولادة:
وهذا مِن مجمل ارهاصات ما قبل البعثة : فالارهاصات تعني الخوارق التي ظهرت قبل الولادة وإثناء الوضع وبعده وقبل النبوة، وتُعدّ من دلائل النبوة، لعلاقتها بها، وهي -الإرهاصات- غير المعجزات التي صاحبت فترة نبوته وإثناء رسالته ؛ والتي تصل إلى
عشرة آلاف
« „ ٠٠٠, ١٠‟ » معجزة
خلال ثلاثة وعشرين عاما زمن النبوة بمرحلتيها :
« المكي » و
« المدنية » وبـ
الأيام تعادل
« „ ٢٨٠, ٨ ‟ » فـ
يتبقى
« „ ٧٢٠ , ١ ‟ »
؛
وكأن حدثت أكثر من معجزة في اليوم الواحد ؛ وهذه الإرهاصات اقسمها إلى ثلاثة اقسام:
« „ ١ ‟ » القسم الاول ما أخبرت به التوراة والانجيل والزبور وصحف الانبياء (1) عليهم السلام عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وهو ثابت بنص القرآن الكريم.". و
القسم الثاني :
« „ ٢ ‟ » ما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان ؛ أما
الثالث :
« „ ٣ ‟ » فهي المعجزات التي صاحبت فترة نبوته.
وسنفصل في البحوث القادمة كل منها .
**
إن إرهاصات مولده بدأت منذ خلق الله تعالى الأكوان، فـ
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ(أ) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ(ب) لَخَاتَمُ(2) النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ، وَسَأُخْبِرُكُمْ(ج) عَنْ ذَلِكَ : دَعْوَةُ(3) أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبِشَارَةُ عِيسَى(د)(4) ، وَرُؤْيَا(5) أُمِّي الَّتِي رَأَتْ(6)(7).
ــــــــــــــــــــــــــ
زيادات الحديث وردت من مصادر :
(أ) جاءت رواية تقول : قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ :"...". .
(ب) وتوجد رواية تقول :" إني عبدالله " فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ .
(ج) وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ .
وجاءت زيادة :" بأول أمري ".
[ صححه ابن حبان، والحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني. ].
(د) قَوْمَهُ .
**
وَاللَّهُ - تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ - أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
*****
الإصدار الأول من منشورات
« ملتقى أهل العلم »
القسم الثالث من سلسلة بحوث عن :
( الرسالة النبوية؛ والدلائل الإعجازية؛ والدعوة الإبراهيمية؛ والبشرىٰ العيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والصفات الأحمدية؛ والأخلاق المحمدية؛ لـــــ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
نال شرف قراءة وبحث ومراجعة وكتابة هذه النصوص:
مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
ــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع والتعليقات :
(*) أُمَيْنَةُ تَصْغِيرُ آمِنَةَ.
(1) قال ابن تيمية في فتاويه ؛ ص: 238 :" لَكِنْ كَانَ ظُهُورُ خَبَرِهِ وَاسْمِهِ مَشْهُورًا أَعْظَمَ مِنْ غَيْرِهِ فَإِنَّهُ كَانَ مَكْتُوبًا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَقَبْلَ ذَلِكَ كَمَا رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ العرباض بْنِ سَارِيَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" إنِّي لَعَبْدُ اللَّهِ مَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ : دَعْوَةِ أَبِي إبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى وَ « رُؤْيَا » أُمِّي رَأَتْ حِينَ « وَلَدَتْنِي » كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ ".
قلتُ (الرمادي): الحديث هنا عن النور الثاني؛ أي عند الوضع والولادة.
(2) استسمح القارئ الكريم فأنبه على مسألتين آحداهما غير الآخرى فيوجد :
بَاب « خَاتِمِ النُّبُوَّةِ » ، وهذه المسألة سأبحثها لاحقاً ؛ و
الآخرى :
« خاتم النبيين ».
فقد بوب البخاري باباً سماه :" بَاب « خَاتِمِ النَّبِيِّينَ » صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
خرج البخاري عَنْ طريق أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ " ، قَالَ : " فَأَنَا اللَّبِنَةُ " ؛ " وَأَنَا « خَاتِمُ » النَّبِيِّينَ ".
وجاء بعدها زيادة عند المعجم الأوسط ؛ لـ أبي القاسم سليمان بن أحمد المعروف بـ( الطبراني) :" لَا نَبِيَّ بَعْدِي ".
كما بوب مسلم في صحيحه : 4237 بَاب ذِكْرِ كَوْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « خَاتَمَ النَّبِيِّينَ » وذكر عن طريق أبي هريرة كأستاذه محمد بن إسماعيل البخاري قول الرسول الكريم :" وَأَنَا « خَاتَمُ النَّبِيِّينَ » ". لكنه ذكر حديثاً عن طريق جَابِرٍ بن عبدالله الأنصاري جاء فيه :" جِئْتُ فَـ « خَتَمْتُ » الْأَنْبِيَاءَ " .
وخرج أحمد بن حنبل في مسند أبي هريرة :" وَأَنَا « خَاتَمُ النَّبِيِّينَ » وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ".
وذكر ابن تيمية في فتاويه ، ص: 151 :" وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ : وَمِنْ طَرِيقِ الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَّا أَصَابَ آدَمَ الْخَطِيئَةَ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : " يَا رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إلَّا غَفَرْت لِي ". فَأَوْحَى إلَيْهِ : " وَمَا مُحَمَّدٌ ؟ ؛ وَمَنْ مُحَمَّدٌ ؟ ". فَقَالَ : " يَا رَبِّ إنَّك لَمَّا أَتْمَمْت خَلْقِي رَفَعْت رَأْسِي إلَى عَرْشِك فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ؛ فَعَلِمْت أَنَّهُ أَكْرَمُ خَلْقِك عَلَيْك ؛ إذْ قَرَنْت اسْمَهُ مَعَ اسْمِك " . فَقَالَ : " نَعَمْ ؛ قَدْ غَفَرْت لَك ، وَهُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ ذُرِّيَّتِك وَلَوْلَاهُ مَا خَلَقْتُك ".
ثم قال ابن تيمية :" فَهَذَا الْحَدِيثُ يُؤَيِّدُ الَّذِي قَبْلَهُ وَهُمَا كَالتَّفْسِيرِ لِلْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ . "
قلت (الرمادي) : وهذا ما قبله ابن تيمية ؛ بل ذكره في فتواه . فتأمل.
(3) وَأخرجه الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ : وَقَالَ : " سَأُحَدِّثُكُمْ تَأْوِيلَ ذَلِكَ : دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ ، دَعَا ...". فقال صاحب معارج القبول : " وَذَلِكَ تَأْوِيلُ دَعْوَةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِذْ يَقُولُ فِيمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُ إذ نطق القرآن في سورة البقرة فقال : « رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »
﴿البقرة: ١٢٩﴾.
: فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ تِلْكَ الدَّعْوَةَ الْمُبَارَكَةَ ، كَمَا قَضَى اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ذَلِكَ فِي الْأَزَلِ ".
[ معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ؛ حافظ بن أحمد الحكي ].
(4) وَبِشَارَةُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ كما نطق القرآن الكريم في سورة الصف فقال : « وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ »
﴿الصف: ٦﴾.
:" وَأَمَّا بُشْرَى عِيسَى فَقَوْلُ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ : (« وذكر آية سورة الصف».
[ معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ؛ حافظ بن أحمد الحكي]
وجاء في المعجم الكبير : ص: 175 حديث: 7729 عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ ؟ فَقَالَ : " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبُشْرَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَ « رَأَتْ » أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ ".
[المعجم الكبير ؛ أبو القاسم سليمان بن أحمد المعروف ؛ بـ ( الطبراني)] .
(5) ينبغي أن ننبه أن الرواية جاءت مرة بصيغة : " « رؤيا » أمي " ، والرواية الثانية : " « رأت » أمي ".
وجاءت زيادة موضحة حال الرؤيا ؛ بأنها رؤية منامية في الرواية التي تخبر فيها عن الوضع والولادة فتقول: " وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ فِي « مَنَامِهَا » ، أَنَّهَا « وَضَعَتْ » نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " .
[ التخريج: أَحَدُ أَسَانِيدِ أَحْمَدَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، غَيْرَ سَعِيدِ بْنِ سُوِيدٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ] .
ورواية آخرى مبينة :" وَرُؤْيَا أُمِّي رَأَتْ حِينَ « وَلَدَتْنِي » كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ ".
[انظر فتاوى ابن تيمية ] ؛
وَأَمَّا « رُؤْيَا » أُمِّهِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ « كَأَنَّهُ » خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ، الْحَدِيثَ .".
أنتبه للتعبير هذا « كَأَنَّهُ »
[ انظر معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ؛ حافظ بن أحمد الحكي].
وعند العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري ما نصه :" وَمِمَّا ظَهَرَ مِنْ عَلَامَاتِ نُبُوَّتِهِ عِنْدَ مَوْلِدِهِ وَبَعْدَهُ مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ عَنْ أُمِّهِ -الراوية أم عثمان- أَنَّهَا حَضَرَتْ آمِنَةَ أُمَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا ضَرَبَهَا الْمَخَاضُ قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى النُّجُومِ تَدَلَّى حَتَّى أَقُولَ لَتَقَعْنَ عَلَيَّ ، فَلَمَّا « وَلَدَتْ » خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ الْبَيْتُ وَالدَّارُ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلتُ ( الرمادي): هذه شاهدةُ عينٍ تروي عما شاهدته. وَشَاهِدُهُ –أي ماعند العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري- حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إِنِّي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي ، وَ « رُؤْيَا » أُمِّي الَّتِي رَأَتْ ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ ، وَإِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ".
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةُ عِنْدَ أَحْمَدَ نَحْوَهُ . وَ
أَخْرَجَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَقَالَتْ : " أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ " .
[انظر: فتح الباري شرح العسقلاني على صحيح متن البخاري :" بَاب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ". ] .
(6) ذكر ابن تيمية الحديث المروي عن طريق العرباض :" وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ حِينَ « وَضَعَتْنِي » وَقَدْ خَرَجَ لَهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ".
ثم ذكر السند ابن تيمية فقال :" رَوَاهُ البغوي فِي شَرْحِ السُّنَّةِ هَكَذَا ؛ وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْهُ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ عَنْ ابْنِ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ بِالْإِسْنَادِ عَنْ العرباض:" وَ « رُؤْيَا » أُمِّي الَّتِي رَأَتْ "
قلت (الرمادي): توجد زيادة أو إضافة في نهاية هذا الحديث تكلم عنها السادة علماء الحديث ألا وهي : « وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ » .
فهل هذه الزيادة من كلام الراوي ؛ فأعتبرها البعض -خطاً- أنها من كلام النبي الرسول فنسبت إليه ؛ وأدرجها مع متن الحديث فصارت جزءا منه.!!؟؟.
ــــــــــــــــــــــ
قلتُ (الرمادي): سأعود إليها.!! والله المستعان.
وذكر ابن كثير الدمشقي في البداية هذه الرواية :" وَرُؤْيَا أُمَّيِ الَّذِي رَأَتْ حِينَ « حَمَلَتْ » بِي كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ :" .
ثم قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُ :" أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ :" :" فَإِذَا وَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ فَقُولِي :
أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدْ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدْ
فِي كُلِّ بَرٍّ عَامِدْ ، وَكُلِّ عَبْدٍ رَائِدْ ،
نُزُولَ غَيْرِ ذَائِدْ ،
فَإِنَّهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْمَاجِدْ
حَتَّى أَرَاهُ قَدْ أَتَى الْمَشَاهِدْ
وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ « يَخْرُجُ مَعَهُ » نُورٌ يَمْلَأُ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ :" .
فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَإِنَّ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ أَحْمَدُ يَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ ، وَاسْمَهُ فِي الْإِنْجِيلِ أَحْمَدُ يَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ ، وَاسْمَهُ فِي الْقُرْآنِ مُحَمَّدٌ .
وَهَذَا وَذَاكَ يَقْتَضِي أَنَّهَا رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ « كَأَنَّهُ » خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ ، ثُمَّ لَمَّا ، وَضَعَتْهُ رَأَتْ عِيَانًا تَأْوِيلَ ذَلِكَ كَمَا رَأَتْهُ قَبْلَ ذَلِكَ هَاهُنَا . ".
وأنهى ابن كثير فقرته بالقول :" وَاللَّهُ أَعْلَمُ . ".
وهناك رواية عن ابن عباس متداخلة السند قالت فيها :" حَتَّى وَضَعْتُهُ فَلَمَّا « فَصَلَ » مِنِّي خَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ".
ويكمل ابن كثير في البداية الرواية فيقول :" وَخَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ ، وَأَسْوَاقُهَا حَتَّى رَأَيْتُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ . ".
وسنضعها - هذه الرواية - في فصل قادم حين الحديث عن خروج النور عند الوضع والولادة .
(7) أَخْرَجَه أحمد ؛ وَالْبَزَّارُ ؛ وَالطَّبَرَانِيُّ ؛ والحاكم في مستدركه؛ تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين ؛ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ . ويوجد طريق آخر للحديث ؛ فكان من المبشرات بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت به أمه رأت في منامها أنه خرج منها نور بلغ الشام .:" عند الصالحي؛ سبل الهدى والرشاد: وروى الحاكم وصححه البيهقي عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله ﷺ أنهم قالوا ؟ يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال: " أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام" .
(وفي لفظ « سراج » وفي لفظ « شهاب أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ».) . [تقرأه :عند " السيرة الحلبية؛ المسمى: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ علي بن برهان الدين الحلبي".].
[ رواه ابن إسحاق بسنده ( 1 /166 سيرة ابن هشام ) ومن طريقه أخرجه الطبري في تفسيره ( 1 /566) ، والحاكم في مستدركه ( 2 /600) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وانظر السلسلة الصحيحة (1545) ] .
قَالَ الْحَاكِمُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ -رواي الحديث- مِنْ خِيَارِ التَّابِعِينَ ، صَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ ، فَإِذَا أَسْنَدَ حَدِيثًا إِلَى الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَإِنْ لَمْ يُخْرِجَاهُ.
شريف حمدان
22 / 04 / 2018, 36 : 08 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 04 / 2018, 30 : 06 PM
حمل آمنة بنت وهب
« „ نورٌ عند بدء حمل آمنة بنت وهب ‟ » (!)
[ 2. ] الجزء الثاني:
تمهيد:
أقولها بصراحة -قد تغيب عند البعض- أن شاب اليوم ورجل الغد؛ والفتاة التي تراها أمامك وامرأة المستقبل.. ما هما -الشاب والفتاة- إلا نتاج فترة حمل؛ ومرحلة رضاعة؛ وزمن تربية(1) أم ورعاية أب؛ والأم هي الحاضنة الأولىٰ في أشهر الحمل، والمرضعة في شهور الإغتذاء؛ والمعلمة الأولىٰ للسنوات الأوَّل مِن عمر الطفل -ثلاث سنوات الأوَّل من حياة الإنسان- مع تواجد ورعاية أب متفهم وواع.. هذه الأزمنة مجتمعة تؤثر سلباً أو إيجاباً على شخصية -بشقيها النفسي والعقلي- إنسان المستقبل ؛ ثم تأتي عوامل آخرىٰ ينبغي اعتبارها في عملية التنشئة والتربية والتعليم والتثقيف .
مدخل :
نسمع من امرأة.. ما سيحدث لها إثناء الحمل وتشكيل الجنين في أحشاءها؛ ومراحل تكوينه بداخلها؛ وتخبرنا عما ينتابها من أحوال وتحدثنا عما يعتريها من هواجس وما تأتيها من أفكار؛ وما تروي لها العجائز من علامات وإشارات؛ خاصةً وأنَّ المناخ العام -أحيانا كثيرة- يكون مهيئا لإستقبال مثل هذه الأقوال؛ فما بالك بالبيئة المحاطة والتي حملت آمنة بنت وهب بجنينها السعيد المبارك حينها؛ وزمن حملها وهو محاط بإرهاصات؛ واقوال الكهان والعرافين قد تكون وصلت إلىٰ مسامعها، وقد تكون سمعت بـ نبي آخر الزمان.
بيد أنه توجد روايات تبين لي إثناء البحث والمراجعة والتحضير والتحقيق والتدقيق والكتابة أن مَن قال بها يوصف بأنه من الوضاعين، وروايات آخرى اراد القصاصون أن يذاع هذا الخبر أو تلك القصة والرواية. ما يهم أن هذه الروايات لا يترتب عليها أحكام شرعية عملية؛ فيستفاد منها من الناحية الفقهية؛ كما وأن ذكر القصة -مع ضعف رواتها وركاكة ألفاظها- لا يؤكد أن هذا الوليد هو النبي القادم كما وأن إهمالها لا ينفي مجيئه.. وسنذكرها ونبين ما فيها من ضعف أو وضع على لسان مَن قصها.. سنذكرها برواتها؛ فأهل صناعة تخريج الأحاديث ورجال هذا الفن من أهل الجرح والتعديل يعلمون حال الرواة.. ولي قصد آخر أن مَن يقرأ بحثي هذا يعلم ما جاء في كتب التراث وحال ودرجة كل حديث أو رواية أو قصة أو حكاية... كما قصدي -وهذا ما أدعو إليه- واصرح به أننا جميعاً في حاجة ماسة لإعادة النظر في كتب التراث تحقيقاً وتخريجاً وتدقيقاً وأن تتولى المؤسسات الرسمية كالأزهر الشريف -وما يماثله- بعراقته وخدماته على مدار الأعوام القيام بهذا الدور وتفعيله.
التوطئة لبعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
لقد وطأ لبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بمجموعة موطئات؛ ذكرتُ بعضها -سابقاً- مثل أنَّ :
[١.] أول من نَوَّه بذكره وشهره في الناس، الخليل ؛ أبو الأنبياء «إبراهيم» عليه السلام ولم يزل ذكره في الناس مذكوراً مشهوراً سائراً كما ورد في حديث أَبِي أُمَامَةَ قَالَ:
قِيلَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ؟" فَـ
قَالَ: «دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ». و
سأبحثها بإذنه تعالىٰ في باب بداية البعثة.
[٢.] أفصحَ باسمه خاتمُ أنبياء بني إسرائيل نسباً، وهو «عيسى ابن مريم» عليهما السلام كما قال صلى الله عليه وسلم :
«.. وَبُشْرَى عِيسَى بن مَرْيَمَ»؛ حيث قام في بني إسرائيل خطيباً، وقال:
{ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّـمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ «أَحْمَدُ»}
[سورة الصف، الآية: 6].
[٣.] وكذلك قوله: « وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ » (2) ، لذا قال ابن كثير تعليقاً:
" كان مناماً رأته حين حملت به، وقَصَّته على قومها فشاع فيهم واشتهر بينهم، وكان ذلك توطئة لبعثته صلى الله عليه وسلم (3) . وهذا كــالتوطئة(4) للإمور العظام.
قال ابن القيم: "عَادَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ فِي الْأُمُورِ الْعِظَامِ التِي يَقْضِيهَا قَدَراً وَشَرْعاً: أَنْ يُوَطِّئَ لَهَا بَيْنَ يَدَيْهَا مُقَدِّمَاتٍ وَتَوْطِئَاتٍ تُؤْذِنُ بِهَا وَتَدُلُّ عَلَيْهَا".(5) .
حمل آمنة :
أقول(الرمادي) : هذا هو المبحث الثالث؛ الذي أتحدثُ فيه عن النور المصاحب لحمل آمنة بنت وهب بمحمد رسول الله.
القسم الأول منه حين بدء الحمل وقد رُويت قَصص وأخبار حول صفة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وما وقع في ذلك من الآيات.
وأبدءُ بـ مَبَاحِث: " إرهاصات بداية حمل آمنة بنت وهب بوليدها الوحيد محمد بن عبدالله بن عبد المطلب "
[١.] الْمَبْحْثُ الْأَوَّلُ : « „ يوم ابتداء(6). الحمل‟ »
[١ . ١.] اختلفوا في يوم ابتداء الحمل. فقيل:
في أيام التشريق(7) و
عليه فيكون مولده في رمضان؛ و
قيل في عاشوراء؛ و
قيل غير ذلك ".
مِن نافلة القول أنه لو ترتب على الدقة في معرفة يوم ابتداء الحمل ويوم الميلاد وسنته فائدة شرعية يبنىٰ عليها حكم شرعي مستفاد من معرفتها بدقة.. لأخبرنا عنها صاحب الرسالة في حديث صحيح له.. وحيث أنه لم يترتب علىٰ المعرفة اليقينية أي نفع.. واجتهد العلماء القدامى في بحثها والوصول إلىٰ قول قد يصل عند البعض إلىٰ أنه راجح، وعند البعض يسلم بما قيل ويعتبره الحقيقة الوحيدة التي يجب علىٰ الجميع القول بها والتمسك بهذا التاريخ، وهنا مكمن الخطر وساحة الصراع الذي ليس من تحته طائل يستفاد منه.
[٢.] الْمَبْحْثُ الثَّانِي : « „ عرض ومناقشة ظاهرة النور المصاحب لبدء حمل آمنة برسول الله ﷺ ‟ »
[٢. ١.] المدخل لهذه المسألة :
أ. ] لعلي أعود بذاكرة القارئ إلىٰ ما قالته المرأة الخثعمية في خبر قَالَه وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قال أَخْبَرَنَا أَبِي ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ ، قَالَ :
" نُبِّئْتُ أَنَّ عَبْدَاللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَىٰ امْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ فَرَأَتْ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُورًا سَاطِعًا إِلَىٰ السَّمَاءِ. فَقَالَتْ :
"هَلْ لَكَ فِيَّ ؟".
قَالَ : "نَعَمْ، حَتَّىٰ أَرْمِي الْجَمْرَةَ"، فَـ
انْطَلَقَ فَرَمَىٰ الْجَمْرَةَ، ثُمَّ أَتَىٰ امْرَأَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ.
ثُمَّ ذَكَرَ -يَعْنِي الْخَثْعَمِيَّةَ- فَأَتَاهَا، فَقَالَتْ :
"هَلْ أَتَيْتَ امْرَأَةً بَعْدِي ؟".
قَالَ : "نَعَمِ، امْرَأَتِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ"،
قَالَتْ : "فَلا حَاجَةَ لِي فِيكَ؛ إِنَّكَ مَرَرْتَ؛ وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ
« „ نُورٌ ‟ »
سَاطِعٌ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا وَقَعْتَ عَلَيْهَا ذَهَبَ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا قَدْ حَمَلَتْ خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ ".(8) .
الفقرة الآخيرة أظهرت مسألة النور ؛ هذه واحدة. و
الثانية هي الحمل بخير أهل الأرض.
ب. ] يكاد يكون كل -إلا مَن رحم ربي من أهل العلم والتحقيق- مَن كتب عن هذه الجزئية من السيرة النبوية قبل المولد؛ وإرهاصات الحمل والوضع والولادة يذكرها ويعتمد المصدر دون التحقيق أو التدقيق في الرواية؛ أعترفُ بأن الروايات تنسب إلى قائلها بغض النظر عن قبولنا لها أو إعتراضنا عليها؛ لكن المسألة هنا تكاد تفهم أنها أقوال متقولة على مَن نسبت إليه كالرواية التي تقول كما جاء :
" في الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية: ص 15 - 16 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
„كان دلالة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل دابة لقريش نطقت تلك الليلة؛ وقالت حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة، وهو إمام الدنيا وسراج أهلها، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، وفرت وحوش المشرق إلى وحوش المغرب بالبشارات، وكذلك أهل البحار يبشر بعضهم بعضا، وله في كل شهر من شهور حمله نداء في الأرض ونداء في السماء أن أبشروا فقد آن أن يظهر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم مباركا ميمونا…”.
أو
الرواية التي تذكر :
" وكانت آمنة تقول:
„والله ما رأيت من حمل أخفَّ ولا أعظم بركة منه”، و
كانت لا تشكو وجعا ولا مغصا ولا ريحا ولا ما يعرض لذوات الحمل من النساء ".
القريب مِن الفهم أنها :„ حملت به صلى الله عليه وسلم كما تحمل كل النساء، ومرت بها أشهر الحمل، كما تمر بكل النساء، ووضعته كما تضع كل حامل”.
ج. ] ومما زادني إندهاشاً ما قرأته على صفحة :
" دار الفتوى؛ المجلس الإسلامي الأعلى في استراليا(!!!) :
" وقال بعض العلماء(!) ممن الف في قصة المولد الشريف أن „ءامنة بنت وهب حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم عشية الجمعة أول ليلة من رجب”، و
إن ءامنة لما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت „ ترى الطيور عاكفة عليها ”، إجلالاً للذي في بطنها و
كانت إذا جاءت „ تستقي من بئر يصعد الماء إليها”، إلى رأس البئر إجلالاً وإعظامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فـ
أخبرت بذلك زوجها عبدالله فقال:
„ هذه كرامة للمولود الذي في بطنك ”.
قالت: „ وكنت أسمع تسبيح الملائكة حولي ” ، و
سمعتْ قائلاً يقول :
”هذا نور السيد الرسول”،
ثم
رأيت في
„المنام شجرة وعليها نجوم فاخرة أضاء نورها على الكل وبينما أنا -الحديث مازال على لسان آمنة- ناظرة إلى نورها واشتعالها إذ سقطت في حجري وسمعت هاتفًا يقول: هذا النبي السيد الرسول”.
اقول(الرمادي) :" ذهب بعضهم إلى أن أمه لم تجد ثقلًا في حمله، و
ذهب آخرون إلى أنها حملت كأثقل ما تحمل النساء، و
جاء آخرون يسعون في التوفيق بين الأمرين المتعارضين، فأعملوا أذهانهم في حل تلك المعضلة " فـ
تقرأ عند المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا (!!) :
" وقد روي أن ءامنة قالت لما وضعته صلى الله عليه وسلم: „ لقد علقت به فما وجدت له مشقة”. و
أنه لما فُصل خرج له نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب. و
وقع على الأرض معتمدًا على يديه قد شق بصره ينظر إلى السماء، و
إنه ولد مختونًا مسرورًا ”.
قد أجد عذراً لـ "جهلة" منصات التواصل الإجتماعي حيث أنهم لا يحملون قدراً من العلم الشرعي ؛ ولكن أنَّى أجد عذراً لمن اتوسم فيهم أنهم من أهل العلم أو طلبته .
ـــــــــــــ
« „ ظاهرة النور المصاحب لبدء حمل آمنة برسول الله ﷺ ‟ »
[٢. ٢. ] يُصدر ابن إسحاق الرواية عند الحديث عن رؤيا آمنة(9) بالقول :" وَيَزْعُمُونَ "؛ كما في بعض الروايات السابقة، ثم يضع تعبيراً جديداً إذ يقول :" فِيمَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ " ؛ ثم كأنه يبرأ ذمته من صحة أو فساد الرواية بالقول :" وَاَللَّهُ أَعْلَمُ "؛ وهذا يشعر القارئ بأن ما سيقال بعد هذه المقدمة التشكيكية مدار حديث ناس لا يرتقي إلى صحة نسبته إلى قائلته؛ هذا المرتكز الأول في قبول ومن ثم تصديق الرواية أو قل اعتمادها من حيث ارهاصات ما قبل النبوة .
ثم
يزداد الغموض حين ينقل بعض كلامها أي أن :" آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ "... " أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ... " كَانَتْ تُحَدِّثُ ".. ثم يقص لنا الرواية التي تحدثت الناس عنها بقوله :" فَقِيلَ لَهَا ".. و
نتساءل :" مَن القائل!؟"؛
لكن شراح السيرة النبوية اراحونا من عناء البحث وقالوا :
"الملآئكة(!) " إنَّكَ قَدْ حَمَلْتِ بِـ " سَيِّدِ(10)" هَذِهِ الْأُمَّةِ(11) .
ــــــــــ
بوب ابن هشام في كتابه السيرة النبوية العنوان التالي :
„ ذِكْرُ مَا قِيلَ لِآمِنَةَ عِنْدَ حَمْلِهَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” (12) .
وَ „ يَزْعُمُونَ ‟ - فِيمَا „ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ ‟ وَ „ اَللَّهُ أَعْلَمُ ‟(13) - أَنَّ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ „ ‟ تُحَدِّثُ„ ‟ أَنَّهَا أُتِيَتْ (14) حِينَ حَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَـ „ قِيلَ ‟ لَهَا : إنَّكَ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ". " و
هذا هو المشهد الأول من الرواية ،
ثم
تنقلنا رواية ابن هشام للمشهد الأخير من الحمل ؛ إذ جاء فيه :
" فَإِذَا وَقَعَ إلَىٰ الْأَرْضِ فَـ „ قُولِي ‟:
أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ " ؛
ثم
ننتقل إلى مشهد تسمية الوليد السعيد:
" ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا.
ثم
نعود مرة ثانية لمسألة البحث أي خروج "« „ نور عند بدء الحمل ‟ » فتقول الرواية :؛ ومن هنا تبدء رواية فيما يتحدث الناس " وَ „ رَأَتْ ‟(15) حِينَ „ حَمَلَتْ ‟ بِهِ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ „ رَأَتْ ‟ بِهِ قُصُورَ بُصْرَى (16) . مِنْ أَرْضِ الشَّامِ .". .
ولعل ما قاله ابن سعد في الطبقات ينير درب هذه الرواية ففي حديث مرفوع) بترقيم:" 186" قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ (17) ؛ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمَّتِهِ، قَالَتْ : " كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ ، كَانَتْ تَقُولُ : مَا شَعَرْتُ أَنِّي حَمَلْتُ بِهِ ، وَلا وَجَدْتُ لَهُ ثُقْلَةً كَمَا تَجِدُ النِّسَاءُ إِلا أَنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ رَفْعَ حَيْضَتِي ، وَرُبَّمَا كَانَتْ تَرْفَعُنِي وَتَعُودُ وَأَتَانِي آتٍ وَأَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ ، فَقَالَ : هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكِ حَمَلْتِ ؟ فَكَأَنِّي أَقُولُ : مَا أَدْرِي ، فَقَالَ : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا ، وَذَلِكَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، قَالَتْ : فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَقَّنَ عِنْدِي الْحَمْلَ ثُمَّ أَمْهَلَنِي حَتَّى إِذَا دَنَا (18) وِلادَتِي أَتَانِي ذَلِكَ الآتِي فَقَالَ : قُولِي : أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ ، قَالَتْ : فَكُنْتُ أَقُولُ ذَلِكَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِنِسَائِي ، فَقُلْنَ لِي : تُعَلِّقِي حَدِيدًا فِي عَضُدَيْكِ وَفِي عُنُقِكِ ، قَالَتْ : فَفَعَلْتُ ، قَالَتْ : فَلَمْ يَكُنْ تُرِكَ عَلَيَّ إِلا أَيَّامًا فَأَجِدُهُ قَدْ قُطِعَ فَكُنْتُ لا أَتَعَلَّقُهُ ". (19) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع والتعليقات والهوامش:
(1) يقول البعض -سواء فوق منابر المصليات ودروس المساجد- ما ينسب إلىٰ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين صلوات الله تعالىٰ عليه وآله وسلم حيث يُحدث الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أنها قَالَتْ: « قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ » . وجاء في شرح السندي في حاشيته علىٰ سنن ابن ماجه: " قَوْلُهُ « تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ » أَيِ اطْلُبُوا لَهَا مَا هُوَ خَيْرُ الْمَنَاكِحِ وَأَزْكَاهَا وَأَبْعَدُهَا مِنَ الْخُبْثِ وَالْفُجُورِ . وَ
جاء فِي الزَّوَائِدِ أنَّ فِي إِسْنَادِهِ الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَدِينِيُّ، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَالْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ لَا أَصْلَ لَهُ -يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ- عَنِ الثِّقَاتِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ".
وأُضيفُ : أن بعض الدوائر الطبية في الدول المتقدمة علمياً تعرض لـ مَن يريد الزواج كشفاً طبياً عاماً لمعرفة ما إذا كان المتقدم للزواج -يريد إنجاح مشروع زواجه- ويحمل جينات غير مرغوب فيها؛ أو أمراض وراثية تنقل إلىٰ الجنين إذ كانت الزوجة تحمل نفس الموّرثات. وهنا يظهر الإعجاز العلمي لـخاتم الأنبياء وآخر المرسلين؛ لكني وقبل أن أكمل والخط الأساسي الذي اسير عليه والموقع البحث عن صحة الحديث ودرجته فـ بعد ما قاله الشارح -أن الحديث لا اصل له- وجدتُ وكانت مفاجأة :" أن القول بـ « تَخَيَّروا لِنُطَفِكُم » ينسب إلىٰ أم المؤمنين عائشة فتجد أن: أبا حاتم الرازي في تهذيب التهذيب : 2 /152 : يقول :" الحديث: لا أصل له . ونفس الحكم يذكره في كتابه: الجرح والتعديل: 3 /84 : الحديث: ليس له أصل. لكن ابن حبان في كتابه المجروحين حكم علىٰ حديث « تخيَّروا لنُطفِكم وانكحُوا الأكفَاءَ وأنكِحُوا إليهم » : 1 /269 : قال الحديث: مرسل -يعني سقط منه الصحابي الراوي وهنا أم المؤمنين عائشة- وأضاف :"ورفعه باطل". بيد أن :" ابن عدي في الكامل في الضعفاء :2 /467 ؛ قال أن الحديث: فيه الحارث بن عمران-أحد الرواة- الضعف بيّن على رواياته ".
أما البيهقي في سننه الكبرىٰ :7 /133 قال :" الحديث لا تقوم به الحجة ". و
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :1 /279 قال الحديث: غريب وروي مرسلاً وهو أشبه بالصواب ".
هذا بالنسبة لصحة الحديث؛ وتراجعت عن مسألة أعجاز علمي فيه لما وضح لي، وكنت تحدثت مع بعض الإخوة وإثناء إلقاء الدروس وخطب الجُمع علىٰ أهمية ما يسمىٰ اليوم ويطلق عليه :
" مدرسة الأزواج "
(2) رواه أحمد في مسنده [ج 5 / ص 262]؛ والطبراني في الكبير [ج 8 / ص 175] ؛ والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني في صحيح السيرة النبوية.
(3) الحديث :" عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ ". انظر : تفسير إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي؛ الدمشقي لآية 129 من السورة التي يذكر فيها البقرة : 1/ 444 .
(4) جاء في لسان العرب: وَطَّأَ الشيءَ: سَهَّلَه، وتقول: وطَّأْتُ لك الأَمْرَ إِذا هَيَّأْتَه، ووَطَّأْتُ لك الفِراشَ ووَطَّأْتُ لك المَجْلِس تَوْطِئةً، والوطيءُ من كلِّ شيءٍ ما سَهُلَ ولان، وفِراشٌ وطِيءٌ لا يُؤْذي جَنْبَ النائِم والتَّوْطِئة: التَّمهيِدُ والتَّذليلُ.
[انظر : ابن منظور ؛ لسان العرب 1/ 195] .
(5) قالها ابن القيم؛ زاد المعاد: 3 / 275 .
(6) انظر: الصالحي؛ سبل الهدى والرشاد ..
(7) يقول الزرقاني: [وقع] " عليها -أي آمنة بنت وهب- عبدُالله حين ملكها" أي: تزوج بها، "مكانه فوقع عليها" جامعها، زاد الزبير بن بكار "يوم الاثنين من أيام منىٰ" . وقيل من شهر رجب. يكمل الزرقاني :" في شِعب أبي طالب عند الجمرة " -أي الوسطىٰ-، وتجده أيضا عند إنسان العيون للحلبي إذ يقول :" قيل وقع عليها يوم الاثنين في شِعب أبي طالب عند الجمرة الوسطىٰ.". ثم يكمل الزرقاني" كما هو المنقول عن الزبير، قال النجم: " وهذا موافق لمن ذهبَ إلىٰ أن ميلاده في رمضان، وأما القول بأنه في رجب، فمنطبق علىٰ أن ميلاده في ربيع". ثم يعلق صاحب إنسان العيون بقوله :" أقول فيه: أنه سيأتي في فتح مكة أنه نزل بالحَجون، عند شِعب أبي طالب بالمكان الذي حصرت فيه بنو هاشم وبنو المطلب. ويمكن أن يقال: ذلك الشعب الذي كان في الحَجون كان محلاً لسكن أبي طالب في غير أيام منىٰ، وهذا الشعب الذي عند الجمرة الوسطىٰ كان ينزل فيه أبو طالب أيام منىٰ فلا مخالفة، والله أعلم. ".
[انظر : الحلبي؛ إنسان العيون، الجزء: 1 ؛ الصفحة: 51] .
(8) حديث مقطوع؛ رقم: 185؛ انظر: محمد بن سعد بن منيع الزهري؛ (ت : 230 هـ)؛ الطبقات الكبرى؛ جزء 1؛ ص : 78.
قلتُ (الرمادي) : الحديث هذا يلقي ضوءاً علىٰ الهامش رقم (7).
(9) عنوان عند السهيلي؛ شارح السيرة النبوية لابن هشام، المجلد الأول؛ ص : 180؛ ولم يعلق عليها!.
(10) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .. »
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
(11) استوقفتني هذه اللفظة „ هَذِهِ الْأُمَّةِ ”.. فأي أمة قصد؛ إذ لا يخرج السياق التاريخي في هذه اللحظة إلا إذا قصد :„ أمة مكة ”؛ أو :„ أمة العرب”.!؟ .
(12) ابن الجوزي في المنتظم في التاريخ عنون الفقرة بـ :" ذكر ما جرىٰ لآمنة في زمان حملها لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(13) يقول الزرقاني في حاشيته علىٰ قول القسطلاني : "ويزعمون فيما يتحدث الناس" أن آمنة كانت تحدث أنها أُتيت" بضم الهمزة مبني لما لم يسم فاعله، أي: رأت في المنام، قاله في النور ونحوه قول الشامي هي رؤيا منام وقعت في الحمل.
قلت(الرمادي) لعل دقة التعبير عند ابن هشام إذ يقول أولاً :" وَ " يَزْعُمُونَ "، ثم يردف صيغة التمريض هذه بالقول : " فِيمَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ"؛ وهذا ثانياً ؛ ثم ينهي عبارته قبل أن يبدء في سرد ما سمعه من الناس بالقول :" وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ". وهذا ثالثاً . فلا نملك أن نزيد على ما صرح به ابن هشام. و
لكني أعتبر هذه الرواية من مُلَحِ القصص والروايات وليس من متين العلم.
(14) ذكره القسطلاني. وعند الحلبي :" أي من الملائكة ". " وَأَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ" يقول الزرقاني والحلبي:" وأتاني آت وأنا بين النائمة واليَقْظانة"، والذي عند ابن إسحاق: وأنا بين النوم واليقظة، أو قالت: بين النائمة واليقظانة، ورواه الواقدي كما في العيون بلفظ: بين النائم واليقظان، قاله الشامي تبعًا للبرهان: ذكرت آمنة اللفظين على إرادة الشخص.
(15) « نور يخرج من حَمْلِ أمِّه به »: عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قال سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَة" [عند الدارمي؛ حديث رقم :"13" ] يقول: (قُلْتُ يَا نَبِيَّ الله ما كان أَوَّلُ بَدْءِ(12) ". " أَمْرِك؟ قال: نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى،« . وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ :»
[ رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني ، وذكره الطبري في تاريخه، وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ] .
من كُتاب العصر الحديث الذين ذكروا مسألة النور:
1.] عبدالله النجدي؛ مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ص 12 .
2. ] صفي الرحمن المباركفوري؛ الجامعة السلفية ~ الهند : بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام: تحت مسمى : الرحيق المختوم، كٌتب البحث بتاريخ: 24 /7 / 1396هـ ~ 23 /7 / 1976م، المكتبة القيِّمة؛ القاهرة ، ص 45. سنة النشر : 13 /11 / 1396 هـ ~ 6 /11 / 1976 م.
(16) قال ياقوت :" بُصرىٰ في موضعين بالضم والقصر: أحدهما بالشام من أعمال دمشق؛ وهي قصبة كورة حوران، مشهورة عند العرب قديماً وحديثاً.
(17) الراوي هذا قيل فيه ما قيل من حيث أنه بصفة عامة :" ضعيف الحديث" وأشتهر بأنه من أهل الوضع والكذب؛ وإن قيل فيه خلاف ذلك تماماً كأنه ثقة . وتكلم عنه وفيه أكثر من 43 عالماً نقلا من كتاب الجرح والتعديل ما بين أنه :" فقال أبو أحمد الحاكم عنه :" ذاهب الحديث"؛ و
قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني :" متون أخبار الواقدي غير محفوظة، وهو بين الضعف " و
قال أبو بشر الدولابي :" متروك الحديث ". و
قال أبو بكر البيهقي :" ليس بالقوي في الحديث، ومرة: لا يحتج بروايته فيما يسنده ". و
قال أبو حاتم الرازي:" حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين مناكير، ومرة: كان يضع ".
أبو حاتم بن حبان البستي :" يروي عن الثقات المقلوبات وعن الأثبات المعضلات حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك".
أبو دواد السجستاني:" لا أكتب حديثه ولا أحدث عنه ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ".
أبو زرعة الرازي :"متروك الحديث، ومرة: ضعيف: فسئل؟ يكتب حديثه؟؟ قال ما يعجبني إلا على الاعتبار ترك الناس حديثه".
ثم يبدء نسمع رأي مخالف للسابق تماماً إذ يقول أبو عامر العقدي:" ما يفيدنا الشيوخ والأحاديث إلا هو ". يكمل في نفس الطريق أبو محمد المسيبي فيقول هو ومعه أبو يحيى زكريا بن محمد الأزهري ومحمد بن إسحاق المسيبي:" ثقة مأمون ".
مصعب بن عبد الله الزبيري:" والله ما رأيت مثله قط، ومرة: ثقة مأمون ".
الصغاني والقاسم بن سلام الهروي محمد بن أحمد الذهلي ؛ يزيد بن هارون الأيلي ؛ يعقوب بن شيبة السدوسي اجتمعوا على أنه :" ثقة ".
عبد العزيز بن محمد الدراوردي :" ذاك أمير المؤمنين في الحديث " . بيد أن أحمد بن حنبل يقول :" تركه، ومرة: كذاب، ما أشك في الواقدي أنه كان يقلبها يعني الأحاديث ".
أحمد بن شعيب النَّسائي:" ليس بثقة، ومرة: الكذابون المعروفون بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره، ومرة: متروك الحديث ".
إبراهيم بن إسحاق الحربي :" كان أعلم الناس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئا ".
أما
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقال عنه:" لم يكن مقنعا ".
إسحاق بن راهويه:" هو عندي ممن يضع الحديث ".
إسماعيل بن زكريا:" تركه ".
ابن حجر العسقلاني:" متروك مع سعة علمه، وضعيف ".
الخطيب البغدادي:" متروك ".
الدارقطني "مختلف فيه، الضعف يتبين علي حديثه، ومرة قال: غيره أثبت منه".
يفيدنا أخيرا الذهبي بالقول :" استقر الإجماع علي وهن الواقدي ". زكريا بن يحيى الساجي:" متهم، ومرة: في حديثه نظر واختلاف ".
علي بن المديني:" لا أرضاه في الحديث، ولا في الأنساب، ولا في شىء، ومرة: ليس هو بموضع للرواية،
وإبراهيم بن أبي يحيى كذاب، وهو عندى أحسن حالا من الواقدى، ومرة: عنده عشرون ألف حديث يعنى ما لها أصل، ومرة: يضع الحديث، ومرة: متروك الحديث".
مجاهد بن موسى الختلي:" ما كتبت عن أحد أحفظ منه ".
محمد بن إدريس الشافعي:" كتب الواقدي كلها كذب، كان بالمدينة سبعة رجال يضعون الأسانيد، أحدهم الواقدي ".
محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري:" متروك الحديث، ومرة: سكتوا عنه ".
محمد بن بشار العبدي:" ما رأيت أكذب منه ".
محمد بن سعد كاتب الواقدي:" كان عالما بالمغازى، والسيرة والفتوح، وباختلاف الناس في الحديث ".
محيي الدين النووي:" ضعيف باتفاقهم ".
معاوية بن صالح الدمشقي:" ضعيف ".
هشيم بن بشير الواسطي:" لئن كان كذابا فما في الدنيا مثله، وإن كان صادقا فما في الدنيا مثله ".
يحيى بن معين:" ضعيف، ومرة: ليس بشيء، ومرة: كان يقلب حديث يونس يغيرها عن معمر ليس بثقة ".
"وجاء في تهذيب الكمال : " مُحَمَّد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي أَبُو عَبْداللَّهِ المدني؛ قاضي بغداد مولى عَبْداللَّهِ بن بريدة الأسلمي". وذكر فيه ما جاء في الجرح والتعديل؛ وعليه تسقط روايته .
(18) النسخة الأصلية لابن سعد جاءت الكلمة كما اثبتها هنا؛ وكذا طبعتي إحسان وعطا ؛ والمثبت من سبل الهدى جزء 1 / ص: 394؛ وهو ينقل من ابن سعد ؛ والزرقاني ج1/ ص : 106؛ وعيون الأثر جزء 1 / ص: 24 ؛ والنويري جزء 16/ ص 64 "دَنَتْ" )
(19) انظر :
1.] ابن هشام؛ عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري؛ السيرة النبوية؛ الجزء الأول؛ ص: 174 ؛ آمنة بنت وهب تحمل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع؛ 1 شارع سليمان الحلبي (دوبريه) ؛ القاهرة، دارالجيل للطباعة ، جمورية مصر العربية ] .
2.] الفقيه المحدث أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد بن ابي الحسن الخثعمي السهيلي، الروض الأُنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام ؛ علق عليه طه عبدالرؤوف؛ الجزء الأول؛ دار المعرفة للنشر؛ بيروت –لبنان ؛ 1398 هـ ~ 1978 م.].
3.] ذُكر في الطبقات ؛ محمد بن سعد الزهري. كما ذكر ابن سعد حديثا مرفوعا رقم : 188 " قَالَ : عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ ، قَالَ : قَالَتْ أُمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ حَمَلْتُ الأَوْلادَ فَمَا حَمَلْتُ سَخْلَةً أَثْقَلَ مِنْهُ " ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ : وَهَذَا مِمَّا لا يُعْرَفُ عِنْدَنَا وَلا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لَمْ تَلِدْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَلا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
4.] ذكر البيهقي في الدلائل عن طريق آخر حديثاً مرفوعاً رقم : 33؛ وفيه زيادة أذكرها، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ :" فَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ ، فَإِذَا وَقَعَ إِلَى الأَرْضِ فَقُولِي :
أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدْ
مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدْ
مِنْ كُلِّ بِرِّ عَاهِدْ
وَكُلِّ عَبْدٍ رَائِدْ
يَرُودُ غَيْرَ رَائِدْ
فَإِنَّهُ عَبْدُالْحَمِيدِ الْمَاجِدْ
حَتَّى أَرَاهُ قَدْ أَتَى الْمَشَاهِدْ
قَالَ : آيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ نُورٌ يَمْلأُ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ، فَإِذَا وَقَعَ ، فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَإِنَّ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ أَحْمَدُ يَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ ، وَاسْمَهُ فِي الإِنْجِيلِ أَحْمَدُ يَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ ، وَاسْمَهُ فِي الْفُرْقَانِ مُحَمَّدٌ فَسَمَّيْتُهُ بِذَلِكَ " .
5.] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ؛ تاريخ الرسل والملوك ؛ ج: 2 ؛ ص : 243 و 244 و 245؛ تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم ؛ الطبعة الثانية ؛ دار المعارف بمصر ؛ القاهرة .
6.] وقال ابن كثير ؛ البداية والنهاية ؛ ج: 2 ؛ ص: 249 ؛ و 250 ؛ منشورات مكتبة المعارف - بيروت ؛ دون ذكر سنة النشر. [وقد تقدم في الحديث: « ورؤيا أمي الذي رأت حين حمل بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام». ثم يذكر ابن كثير:" وآية ذلك أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وقع فسميه محمدا، فإن اسمه في التوراة أحمد، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في الإنجيل أحمد، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في القرآن محمد، وهذا وذاك يقتضي أنها رأت حين حملت به عليه السلام كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، ثم لما وضعته رأت عيانا تأويل ذلك كما رأته قبل ذلك هاهنا، والله أعلم.
7.]. وذكره دون تعليق صاحب الخصائص الكبرى؛ أبو الفضل جلال الدين عبدالرحمن أبي بكر السيوطي؛ دار النشر / دار الكتب العلمية - بيروت - 1405هـ - 1985م.
8.] وقال صاحب :" لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف؛ زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)؛ الناشر: دار ابن حزم للطباعة والنشر؛ الطبعة: الأولى، 1424هـ/2004م"„ وأما إضاءة قصور بصرى بالنور الذي خرج معه فهو إشارة إلى ما خص الشام من نور نبوته بأنها دار ملكه كما ذكر كعب أن في الكتب السابقة محمد رسول الله مولده بمكة ومهاجره يثرب وملكه بالشام فمن مكة بدئت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإلى الشام ينتهي ملكه ولهذا أسري به صلى الله عليه وسلم إلى الشام إلى بيت المقدس كما هاجر إبراهيم عليه الصلاة والسلام من قبله إلى الشام.”
وهذا إجتهاد بالرأي؛
قلت (الرمادي): ما مدى صحته !؟ ؛ والواقع الحالي ينظر خلاف ذلك ؛ حتى ياذن الله تعالى بالفرج.
نال شرف قراءة ومراجعة وبحث وكتابة هذا الفصل من سيرة النبي المصطفى والرسول المجتبى و****** المرتضى خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين :
محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 05 / 2018, 24 : 05 PM
ولادةُ ﴿ خيرِ البريّة ﴾ و ﴿ سيدِ البشريّة ﴾
[ 3. ] الجزء الثالث:
تمهيد:
كأني لا أريد أن ابرح هذه اللحظة التاريخية من عمر الزمان؛ فما زلت أبحث عن إرهاصات ما قبل حمل السيدة ﴿ آمنة بنت وهب ﴾ بنور الهداية الربانية للعالمين؛ وشمس العناية الإلهية للبشرية أجمعين، وأكمل التنقيب أيضاً إثناء أشهر الحمل وفترته وزمانه، ثم ما حدث قبيل الولادة وليلة الولادة وإثناء الولادة وما بعدها.. وكأن حالي يخبر أنني لم أعط قط أو بعد القدر الكافي من البحث والمراجعة والتدقيق في أحداث السيرة النبوية؛ خاصة ما قبل الحمل.
وهذا لأن الحدث جلل؛ إذ ستتغير ملامح جزيرة العرب؛ بل ستتغير خريطة العالم أجمع وقتذاك وإلى اليوم والغد إلى أن يرث الله - تعالى - الأرض ومَن عليها.
ولعل ما نتعايشه ونلاحظه مِن حال أمة المسلمين اليوم وتقهقرها إلى مرتبة ذيل الأمم ومؤخرتهم، وتأخر درجتها في سلم التقييم وهبوطها بين الشعوب يجعلنا نفهم ما يمر به رجال الفكر والقلم من إشكالية طرح النظريات والضعف في ترجمتها لسلوك أو عمل، وحالة الولادة العسيرة المتعسرة لأمة إسلامية جديدة تزيل مِن على كاهلها غبار التخلف وتراب الرجعية لتتصدر الأمم وتتقدم الشعوب جميعاً بحضارة عمادها ما قال الخالق الرازق بفهم صحيح واستنارة ووعي وتطبيقاتها بما قال الرحمة المهداة للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم.
إذ لا يعقل أو يفهم أو نتمكن من إدراكه أن أناس تنتمي إلى المسلمين وتُصدر قولها بنصوص قرآنية وتعتمد في حديثها أحاديث نبوية وأقوال علماء سابقين لهم القدم الأعلى في كافة العلوم تقوم بتصرفات وتفعل ما نراه ونشاهده متلفزا لحظة الحدث باسم الإله الرحمن الرحيم!!؟..
فهل هذا هو المخاض العسير لولادة أمة إسلامية حديثة..
وأقول : إذا كان ولابد فليعمل أهل العلم الشرعي وفق كتاب ربهم ومنهج نبيهم؛ وليعمل أهل العلم النظري والتطبيقي وفق معايير العلم الحديث وليهدي الله -تعالى- قوماً جهلوا طريقة المصطفى -صلوات الله تعالى وسلامه عليه وآله- وجهلوا سيرة المرتضى ولم يدرسوا المرحلة المكية بتفصيل؛ ولم يطبقوا المرحلة المدنية بوعي وإستنارة.. ليعملا معاً - أهل العلم الشرعي وأهل العلم النظري والتطبيقي- وإن غد الأمة الإسلامية الجديدة لقريب؛ ليعم الأمان المعمورة ويطمئن سكانها لأحكام الإسلام وتشريعاته وقوانينه ومنهاجه.
***
1. ] الْمَبْحْثُ الْأَوَّلُ :
حمل السيدة ﴿ آمنة ﴾ بالوليد السعيد ﴿ محمد ﴾ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
تقول لنا كتب السيرة والشمائل : ... في هذه الأيام المعدودة حملت السيدة الشريفة ﴿ آمنة بنت وهب ﴾ بقائد هذه الأمة، وسيد ولد آدم - ولا فخر - وقد ادخرها القدر لأعظم أمومة في التاريخ، وتوالت عليها الرؤى والبُشريات والمبشرات بجلال قدر هذا الجنين، فرأت فيما يرى النائم حين حملت به أنه خرج منها نور أضاء الأرض، وبدت منه قصور بُصرى من أرض الشام، وما كانت هذه الرؤيا ومثيلاتها ليخفى تأويلها على السيدة ﴿ آمنة ﴾، وهي .. ومَن هي.. !!! ذات ذكاء وفطنة، فقد فهمت أن مَن حملت به سيملأ الأرض نوراً وضياء، وهدى ورحمة، وسيكون له شأن وذكر(1).
ويحق للبعض أن يتساءل :" هل هناك أي حقيقة على أنه قبل ولادة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ظهر ضوء في السماء ؟..
إذ هي مسألة تندرج تحت مسائل :"العقيدة"؛ والإيمان بالرسل" !!؟. وأُجملُ ما قد توصلتُ إليه في هذه المسألة؛ أقصد رؤيا -أم النبي؛ صلى الله عليه وآله وسلم- ﴿ آمنة بنت وهب ﴾ فأقول :" حين حملت به(2) أنه خرج منها :" نور أضاءت له قصور الشام"، وقد جاء ذلك في أحاديث كثيرة منها :"
﴿ ١ . ﴾ : ما رواه ابن إسحاق حيث قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحين أخبر النبي الخاتم عن نفسه قال :« ... ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ». (3).
﴿ ٢. ﴾ : ما رواه الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: « ... ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام ». (4).
﴿ ٣. ﴾ : ما رواه الإمام الجليل أحمد بن حنبل والبزار والطبراني وابن حِبان في "صحيحه" والحاكم في "المستدرك"؛ والبيهقي عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه جاء فيه :« ... ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام».(5)
و
﴿ ٤. ﴾ : ما رواه الإمام أحمد والدارمي عن عتبة بن عبدالسلمي رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – جاء في آخر الحديث: ... أن أمه - صلى الله عليه وسلم - قالت: « إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام». (6)
و
﴿ ٥. ﴾ : ما رواه أبو نعيم(7) في "دلائل النبوة" عن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسترضعًا في بني سعد بن بكر فقالت أمه ﴿ آمنة ﴾ لمرضعته: « انظري ابني هذا فسلي عنه فإني رأيت كأنه خرج مني شهاب أضاءت له الأرض كلها حتى رأيت قصور الشام ». (8).
و
﴿ ٦. ﴾ : وروى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ورأت أمي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام » (9)
و
مما يجب أن يعلم أن دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليست محصورة في هذه الآية - ظهور ضوء في السماء- ، فسواء ثبتت أم لم تثبت فإن نبوته صلى الله عليه وسلم ثابتة بالدلائل القطعية التي لا يستطيع منصف أن ينكرها .
وإنما أنكرها من أنكرها إما جهلاً أو مكابرة .
*****
[٢.] الْمَبْحْثُ الثَّانِي :"
﴿«... ووقع الاختلاف في مدة حمله »﴾.
استأنفُ ما ابحثه...
إذ أن أفرادا من الأمة الإسلامية؛ وجرَّ معهم طلبة العلم مَازالوا يبحثون مسائل لا تعود على الأمة الإسلامية بكبير أو صغير فائدة، إما جهلاً أو توطئة ومدفوع لهم الثمن مع مَن لا يرد خيرا لهذه الأمة الكريمة؛ أو أن هذه هي بضاعتهم المزجاة ولا يملكون غيرها لضعف عقل أو فساد إدراك أو سوء تربية، ويأتي الإعلام المصري ليزيد الطين بلة؛ وقنوات فضائية درجة ثالثة.. فتستضيف آحدى القنوات الفضائية محامياً بالنقض يعرض تأملاته حول آية [٣] سورة النساء :
﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا ﴾.
ويتحدث فيها عن مسألة تعدد الزوجات؛ في وقتٍ الكل يعلم تماماً الوضع الإجتماعي السئ وفي زمن نعلم تماماً الحالة الإقتصادية المتردية؛ ثم يكون ضغثا على إبالة فتعاد نفس الحلقة بعد إسبوعين (الجمعة 12. مايو 2017) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبدءُ بما كتبته عن :
" حمل ﴿ آمنة بنت وهب ﴾ (10) "
:" الجزء الثاني ". :" الْمَبْحْثُ الْأَوَّلُ " :" اختلفوا في يوم ابتداء الحمل فـ
قيل:
﴿ 1. ﴾ في أيام التشريق...
وعليه فيكون مولده في رمضان و
﴿ 2. ﴾ قيل في عاشوراء و
﴿ 3. ﴾ قيل غير ذلك.
قال أبو زكريا يحيى بن عائذ في مولده: بقي صلى الله عليه وسلم في بطن أمه تسعة(11) أشهر كملاً لا تشكو وجعاً ولا مغصاً ولا ريحاً ولا ما يعرض لذوات الحمل من النساء(12).
﴿ * ﴾ فترة الحمل ...
اؤكد أنه لو كانت فترة حمله غير طبيعية لنُقلت إلينا كما نقلت أخبار حمله وولادته وغيرها من أموره،
روى ابن حبان عن " السعدية : حليمة" عن ﴿ آمنة ﴾؛ أم النبي أَزْكَى صَلَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ عَلَيْهِ وَآلِه أنها قالت « إن لابني هذا شأناً، إني حملت به فلم أجد حملا قط كان أخف عليّ ولا أعظم منه بركة ». (13). و
حمل ﴿ آمنة بنت وهب ﴾ بالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فيه أمر لافت سوى أنه كان حملاً خفيفاً، جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد: قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني علي بن يزيد عن عبدالله بن وهب بن زمعة عن أبيه عن عمته قالت: كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به ﴿ آمنة بنت وهب ﴾ كانت تقول: ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء،. و
تحدثنا عن الحديث من قبل وتم تخريجه فلا داع للإعادة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[٣.] الْمَبْحْثُ الثَّالِثُ :
﴿« الولادة »﴾. :
جاء في السيرة الحلبية:"... وقد ولد عند وجود المشتري وهو كوكب نير سعيد، فقد كانت ولادته عند وجود السعد الأكبر، والنجم الأنور، وكانت أمه تقول: « ما رأيت من حمل هو أخفّ منه ولا أعظم بركة منه » (14) .
يقول أبو شهبة في السيرة النبوية ص: 173: في فصل:" الميلاد" ... وتقدمت أشهر الحمل بالسيدة الشريفة ﴿ آمنة بنت وهب ﴾، وهي تترقب الوليد الذي لم تجد في حمله وهناً، ولا ألماً، و
هتف بها هاتف قائلا: «إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي:
«أعيذه بالواحد،
من شر كل حاسد،
وسميه محمدا» .
وبلغ الكتاب أجله، وبعد تسعة أشهر أذن الله للنور أن يسطع، وللجنين المستكن أن يظهر إلى الوجود، وللنسمة المباركة أن تخرج إلى الكون، لتؤدي أسمى وأعظم رسالة عرفتها الدنيا في عمرها الطويل. فــ
في صبيحة اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل (15) . الموافق سنة سبعين وخمسمائة « ٥٧٠ » من الميلاد العجيب للسيد المسيح ﴿ عيسى ابن مريم ﴾، حيث بدأ الصبح يتنفس، واذن نور الكون بالإشراق، افتر ثغر الدنيا عن مصاصة البشر (16) وسيد ولد ادم، وأكرم مخلوق على الله: سيدنا ﴿ محمد بن عبدالله ﴾ ." (17).
** **
[٤.] الْمَبْحْثُ الرَّابِعُ :
﴿« موضع ولادته »﴾. :..
وكانت ولادته صلّى الله عليه وآله وسلّم في دار أبي طالب بشعب بني هاشم (18) وكانت قابلته " الشِّفَاء بنت عَمْرو بن عَوْف؛ أم عبدالرحمن بن عوف، و
قد ذهب كثير من العلماء إلى أنه صلّى الله عليه وسلّم، ولد مسرورا مختونا ". (19) . و
استدلوا على هذا بما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا، ولم ير أحد سوأتي» (20) . و
ورد عن ابن عمر أنه قال: « ولد النبي صلّى الله عليه وسلّم مسرورا مختونا » (21) .
قال أبو شهبة: وقد ضعّف جماعة من العلماء هذه الأحاديث كالعراقي، وابن القيم في «زاد المعاد» وقال: ليس هذا من خصائصه، لأن كثيرا من الناس ولد مختونا، وقد عدهم صاحب المواهب. ".
ويلقي أبو شهبة ضوءاً على حالة الأرملة الشابة الحامل؛ والتي وضعت تواً وليداً سيملؤ العالم أجمع نور هديه وينير الدرب بشمس رسالته إذ يقول :" ولقد نعمت الأم التي ترملت في شبابها بالوليد الجميل، المشرق الجبين، الذي ملأ البيت من حولها نورا وسرورا، ورأت فيه السلوى عن الزوج الـ حـ بـ يـ ب الغالي الذي تركه لها وديعة في ضمير الغيب ثم مات، وما إخالها إلا ذرفت الدمع سخينا، أن لم ير الأب الشاب هذا الوليد الذي يملأ العيون جمالا وبهاء، والقلوب محبة." (22).
قلت (الرمادي): سأتحدث - بإذنه تعالى - عن والدة الرسول الكريم؛ ﴿ آمنة بنت وهب ﴾ فترة رضاعته وزمن طفولته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[٥.] الْمَبْحْثُ الْخَامِسُ :
[« „ و ما رأته قابلته الشفاء أم عبدالرحمن بن عوف ‟ ».]:
" وروى عبدالرحمن بن عوف عن أمه الشفاء رضى الله عنهما قالت « ولدتْ ﴿ آمنةُ ﴾ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقع على يدى فاستهل فسمعت قائلا يقول :" رحمك الله "... وأضاء لى ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى بعض قصور الروم... قالت ثم ألبسته واضجعته فلم أنشب أن غشيتنى ظلمة ورعب وقشعريرة ثم غيب عنى فسمعت قائلا يقول :" أين ذهبت به ".. قال :" إلى المشرق ... ! "...
قالت :" فلم يزل الحديث منى على بال حتى ابتعثه الله فكنت فى أول الناس إسلاما. ». (23)
**
وَاللَّهُ - تَعَالىٰ ذِكْره- أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ .. وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التخريج والتعليقات :
(1) انظر : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة؛ محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (المتوفى: 1403هـ)؛ دار القلم؛ دمشق؛ الطبعة: الثامنة؛ 1427 هـ؛ ص: 165.
(2) قولها حين " حملت به " هي رؤيا منام وقعت في الحمل، انظر:
1. ] الصالحي. و
2. ] الحلبي.
(3) هذا حديث :" رواه ابن إسحاق بسنده ( 1 /166 سيرة ابن هشام ) ومن طريقه أخرجه الطبري في تفسيره ( 1 /566) .
قال ابن كثير في "البداية والنهاية": هذا إسناد جيد قوي. و
قد رواه الحاكم في "مستدركه" ( 2 /600) من طريق ابن إسحاق وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على تصحيحه. و
انظر السلسلة الصحيحة؛ للألباني (1545).
(4) قال الهيثمي: إسناده حسن وله شواهد تقويه. و
قد رواه أبو داود الطيالسي بالإسناد الذي عند أحمد، و
رواه محمد بن سعد في "الطبقات" مختصرًا و
لفظه: « رأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام ».
(5) قلتُ (الرمادي): كما جاء في شرح المواهب، جزء: 1؛ ص 136: "هذه الرؤية بصرية، وقد وردت بهذا المعنى في أفصح الكلام ومعجزه، وهي غير الرؤيا التي رأتها في مبدأ الحمل، فتلك كانت منامية . و
أما التخريج:
فقد قال الهيثمي: أحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان. و
قال الحاكم: صحيح الإسناد، و
تعقبه الذهبي بتضعيف أحد رجال الإسناد؛ وهو أبو بكر بن أبي مريم الغساني.
أما القول : « ... وكذلك أمهات النبيين يرين ». فقد قال الحافظ ابن حجر: صحّحه ابن حبان والحاكم.". و
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : فَلَمَّا وَلَدَتْ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ الْبَيْت وَالدَّار . وَشَاهِده حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : «.... وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ »، « وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ» ، « وَإِنَّ أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِين وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام ».
أَخْرَجَهُ:
1. ] أَحْمَد و
2. ] َصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَ
3. ] الْحَاكِم وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ عِنْد أَحْمَد نَحْوه .
(6) قال الهيثمي: إسناده حسن.
(7) رواه ابن سعد في «الطبقات» .
(8) انظر :
*. ] الرؤيا؛ حمود بن عبدالله بن حمود بن عبدالرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ)؛ دار اللواء؛ الطبعة: الأولى، 1412هـ؛ ص: 192 - 194 .
(9) حسنه الألباني في صحيح الجامع (224) .
(10) مِن منشورات: ملتقى أهل العلم ؛ موقع إلكتروني يشرف عليه :الأخ الأستاذ/ " شريف حمدان". .
(11) جاء عند الصالحي؛ والسيرة الحلبية: " قيل:
1. ] كانت مدةُ الحمل عشرةَ (١٠) أشهرٍ. و
2. ] قيل ثمانية (٨). و
3. ] قيل سبعة (٧)؛ و
4. ] قيل ستة (٦) أشهر،".
يعلق الصالحي؛ وصاحب السيرة الحلبية بالقول :" أي ويكون ذلك آية. ". ثم يأتي الصالحي لمقارنة متعسفة إذ يقولا :" كما أن عيسى عليه السلام ولد في الشهر الثامن ". و
يستشهدا فيقولا :" كما قيل به مع نص الحكماء والمنجمين على أن من يولد في الشهر الثامن لا يعيش، بخلاف التاسع والسابع والسادس الذي هو أقل مدة الحمل: أي فقد قال الحكماء في بيان سبب ذلك إن الولد عند استكماله سبعة أشهر يتحرك للخروج حركة عنيفة أقوى من حركته في الشهر السادس، فإن خرج عاش، وإن لم يخرج استراح في البطن عقب تلك الحركة المضعفة له، فلا يتحرك في الشهر الثامن ولذلك تقل حركته في البطن في ذلك الشهر، فإذا تحرك للخروج وخرج فقد ضعف غاية الضعف فلا يعيش لاستيلاء حركتين مضعفتين له مع ضعفه.
[انظر: السيرة الحلبية: الجزء: 1؛ الصفحة: 75 ] ". و
يقول الزرقاني في حاشيته على القسطلاني معلقاً :" بقي صلى الله عليه وسلم في بطن أمه تسعة أشهر كملا"، أي: كاملة، و
هذا أحد أقوال خمسة في مدة الحمل ".
قلت (الرمادي) : هذه الأقوال مرسلة من الدليل؛ ولو كان في حمله صلى الله عليه وآله وسلم «إعجاز» من حيث الحمل وزمنه وليلة المولد والولادة لأُخبرنا من مصادر نطمئن إليها، وليس كما ذكر لنا صاحب السيرة النبوية ابن إسحاق ومن جاء من بعده مِن مَن كتب السَّير والشمائل فـيبدء المقولة بـ فيما «يزعمون» و «كما يتحدث الناس» و
حكاية القرآن بيَّنت "كيف خلق أبينا « آدم »". و
أيضاً "كيفية خلق المبشر « عيسى ابن مريم » "، و
السنة النبوية الصحيحة فلما إغفالت قصة حمل وولادة النبي المختار بدليل قاطع .. و
من هذا نفهم أن حمل وولادة المصطفى المرتضى المجتبى المحتبى خاتم الأنبياء وأخر المرسلين كانت كبقية البشر؛ مع الفارق الشاسع إذ لا توجد مقارنة بين أنه النبي الخاتم ورسول آخر الزمان وبقية البشر وإن كان منهم العلماء في كافة التخصصات والأتقياء.
قلت (الرمادي) :" راجع ما كتبه أثير الدين الأندلسي في تفسيره الكبير نقلا من فلاسفة اليونان وابن سينا!! ".
وكانت تلك السنة التي حمل فيها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال لها سنة الفتح والابتهاج، فإن قريشا كانت قبل ذلك في جدب وضيق عظيم، فاخضرت الأرض، وحملت الأشجار، وأتاهم الرغد من كل جانب في تلك السنة . و
في حديث مطعون فيه « قد أذن الله تلك السنة لنساء الدنيا أن يحملن ذكورا كرامة لرسول الله» .. قلت (الرمادي) : ولم أقف على ما يجري على ألسنة المداح من أنه كان يذكر الله في بطن أمه، كما نقل عن عيسى عليه السلام أنه كان يكلم أمه إذا خلت عن الناس ويسبح الله ويذكره إذا كانت مع الناس وهي تسمع، و
عن شداد بن أوس قال «بينا نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل شيخ كبير من بني عامر هو مدرة قومه» أي المقدم فيهم «يتوكأ على عصا فمثل بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسبه إلى جده، فقال: "يا ابن عبدالمطلب إني أنبئت أنك تزعم أنك رسول الله إلى الناس أرسلك بما أرسل به إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء إلا أنك فهت بعظيم، وإنما كانت الأنبياء والخلفاء» أي معظمهم «في بيتين من بني إسرائيل وأنت ممن يعبد هذه الحجارة والأوثان، فما لك وللنبوة، ولكن لكل حق حقيقة فأنبئني بحقيقة قولك وبدء شأنك؟ قال: فأعجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمسألته ثم قال: يا أخا بني عامر إن لهذا الحديث الذي سألتني عنه نبأ ومجلسا فاجلس فثنى رجليه ثم برك كما يبرك البعير، فاستقبله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحديث فقال: يا أخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدء شأني أني دعوة أبي إبراهيم عليه السلام أي حيث قال أي (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم) رأي أي وعند ذلك قيل له قد استجيب لك وهو كائن في آخر الزمان» كذا في تفسير ابن جرير.
قال الحلبي:" ثم قال «وإني كنت بكر أبي وأمي وإنها حملتني كأثقل ما تحمل النساء، وجعلت تشكو إلى صواحبها ثقل ما تجد، ثم إنها رأت في المنام أن الذي في بطنها خرج نورا، قالت فجعلت أتبع بصري النور والنور يسبق بصري حتى أضاءت له مشارق الأرض ومغاربها» وسنتكلم عنه في الرضاعة. والحديث رواه: شداد بن أوس؛ انظر البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة :7 /16؛ الحديث:إسناده ضعيف.[استشهد به من قبل و خرجته]
ولعل إطالة النفس في هذا الجزء من بحثي هذا.. القصد من وراءه أن نركز على ما يفيد الأمة الإسلامية؛ فكما قلتُ ذات مرة -خطبة جمعة أبريل 2017~رجب 1437؛ وأيضاً مقال- أننا مِن سجادة الصلاة إلى ساعة اليد أو الحائط ... التي تعلن عن وقت الصلاة والدشداشة والعقال إلى السيارة والطائرة والأسلحة نستوردها جميعاً من دول الغرب المتقدم.. (أو من الصين) وقد قال آحدهم -والمقولة تحتاج إلى إعادة مراجعة- أن العرب تصدر الإرعاب والإرهاب.
(12) انظر: الصالحي ، والسيرة الحلبية.
(13) السيرة الحلبية؛ المسمى: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ علي بن برهان الدين الحلبي.
(14). جاء عند الحلبي :" قال الحافظ أبو الفضل العراقي : آمنة رأت النور أيضا خرج منها عند الولادة. وهذا أولى لتكون طرقه متصلة. ويجوز أن يكون خرج منها النور مرتين مرة حين حملت به [هنا يقول صاحب :" السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة؛ محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة :" ولما وضعته السيدة والدته خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى رأت منه قصور بصرى بالشام، ووقع جاثيا على ركبتيه، معتمدا على يديه، رافعا رأسه إلى السماء، ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها. وروى :" محمد بن سعد من حديث جماعة منهم: عطاء بن أبي رباح، وابن عباس، أن امنة بنت وهب قالت: «لما فصل مني- تعني النبي- خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب، ثم وقع على الأرض جاثيا على ركبتيه، معتمدا على يديه، ثم أخذ قبضة من التراب، فقبضها، ورفع رأسه إلى السماء».
ثم يأتي هنا تأويل " أما النور فنور النبوة والرسالة، وأما الجثي على ركبتيه فإشارة إلى شدة تواضعه لربه، وتواضعه للخلق، وأما الاعتماد على يديه فإشارة إلى أنه لن ينشأ مدللا كسلان كما هو شأن أبناء الملوك والأشراف، وإنما سيعتمد من صغره على الله ثم على نفسه، وأما أخذه قبضة من التراب فإشارة إلى أن الأرض منها البدء، وإليها الإعادة، ومنها الإخراج للبعث، وأنه سيغلب أهل الأرض، وأما رفع رأسه إلى السماء فإشارة إلى عظم توكله على ربه، وإلى ارتفاع شأنه وقدره، وسمو غايته وسؤدده، وأنه يسود الخلق أجمعين. " .
قلتُ (الرمادي): تجد هذا التأويل عند أبي شهبة.
ثم يكمل الحافظ العراقي :" ومرة حين وضعته ولا مانع من ذلك. ولا يكون بين الحديثين تعارض . انتهى .
[انظر : السيرة الحلبية؛ المسمى: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ علي بن برهان الدين الحلبي ] .
(15) هذا الذي ذكره ابن إسحاق وهو المشهور، و
قيل: ولد لليلتين خلتا من ربيع الأول، و
قيل: لتسع ليال، و
كذلك اختلف في سنة ميلاده بالتقويم والسنة الميلادية فقيل ما ذكرنا، وقيل سنة إحدى وسبعين وخمسمائة (٥٧١)، وهو الذي رجحه محمود باشا الفلكي.
" بيد ان ابن كثير يوضح مسألة المولد في :" الفصول في سيرة الرسول"؛ " فصل ـ ولادته ورضاعه ونشأته" : فقال :" ولد صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول، و
قيل: ثامنه، و
قيل عاشره، و
قيل لثنتي عشرة منه، و
قال الزبير بن بكار: ولد في رمضان، وهو شاذ، حكاه السهيلي في روضه. و
ذلك عام الفيل، بعده بخمسين يوماً، و
قيل بثمانية وخمسين يوماً، و
قيل بعده بعشر سنين، و
قيل: بعد الفيل بثلاثين عاماً، و
قيل: بأربعين عاماً. و
الصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرها إجماعاً.". [ انظر : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ الفصول في السيرة؛ تحقيق وتعليق: محمد العيد الخطراوي، محيي الدين مستو؛ جزء 1؛ ص: 91].
وقال الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب، أبو محمد، بدر الدين الحلبي (المتوفى: 779هـ) صاحب كتاب المقتفى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم:" ولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفِيل: فِي أَيمن طالع وأسعده وَحلَّ فِي أفضل وَقت مَحْمُود بأحمده وَأَقْبل وخيل الْخَيْر تقاد بَين يَدَيْهِ وَقدم قدوم الْغَيْث إِلَى الأَرْض المحتاجة إِلَيْهِ وَذَلِكَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ حِين طلع الْفجْر وَمضى اللَّيْل عَازِمًا على الهجر لعشر خلون من ربيع الأول عَام الْفِيل أَهلا بِهِ من عَام بالنجاة زعيم وبالنجاح كَفِيل وَقد خصت لَيْلَة ظُهُوره وَيَوْم سطوع ضوء نوره بخصائص لَا تتناهى ومزايا لَا تضاهى وَلَا تباهى إِذْ هُوَ سيد ولد آدم ومعولهم وَخَاتم النَّبِيين وأولهم فصلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الطيبين وَسلم تَسْلِيمًا وعَلى الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ :".[ انظر: المقتفى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب، أبو محمد، بدر الدين الحلبي (المتوفى: 779هـ)؛ المحقق: د مصطفى محمد حسين الذهبي ؛ جزء 1؛ ص: 30~31 . ".
(16) يقال: فلان "مصاص" قومه، إذا كان أخلصهم نسبا.
(17) انظر: أبو شهبة؛ جزء 1 ص: 172- 173 .
(18) وقد صارت هذه الدار إلى محمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج، ذلك أن عقيل بن أبي طالب باع دور من هاجر من بني هاشم، ومنها هذه الدار، وقد أدخلها محمد بن يوسف هذا في داره التي يقال لها: البيضاء، ولم تزل كذلك حتى حجت الخيزران أم الرشيد، فأفردت ذلك البيت وجعلته مسجدا، و
قيل: إن التي بنته هي السيدة زبيدة زوجته حين حجّت، وقد بقي هذا المسجد حتى هدم أخيرا وصار مكانه خاليا، وستقام فيه الان مدرسة لتحفيظ القران الكريم.
[ انظر: أبو شهبة؛ جزء 1 ص: 174].
(19) مقطوع حبل السرة، ومقطوع القلفة.
(20) رواه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم، وابن عساكر من طرق متعددة، وقد صححه الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه «الأحاديث المختارة» مما ليس في الصحيحين، وتصحيحه أعلا من تصحيح الحاكم، وحسّنه الحافظ مغلطاي..
(21) رواه ابن عساكر.
(22) [ انظر: أبو شهبة؛ جزء 1 ص: 175].
(23) انظر : الأنوار المحمدية؛ مختصر المواهب اللدونية للقسطلانى؛ يوسف إسماعيل النبهانى؛ القاضى . بيروت – لبنان.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
02 / 05 / 2018, 33 : 12 PM
http://media.alalam.ir/news/image/855x495//2016/05/04/alalam_635979549996971587_25f_4x3.jpg
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
02 / 05 / 2018, 51 : 05 PM
http://www.alsirah.com/wp-content/uploads/2016/05/bdaa_alwahe.jpg
شريف حمدان
03 / 05 / 2018, 48 : 03 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 05 / 2018, 11 : 09 AM
وَصْفُ وِلَادَتِهِ
تمهيد :
رُويَ عنه أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« لَا تُطْرُونِي... إنَّمَا أَنَا عَبْدٌ؛ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ » ، وَلَمَّا صُفُّوا خَلْفَهُ قِيَامًا قَالَ :« لَا تُعَظِّمُونِي كَمَا تُعَظِّمُ الْأَعَاجِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ». وَقَالَ أَنَسٌ :" لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا إذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لَهُ ؛ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ ». وَلَمَّا سَجَدَ لَهُ مُعَاذٌ نَهَاهُ وَقَالَ :« إنَّهُ لَا يَصْلُحُ السُّجُودُ إلَّا لِلَّهِ ». وَلَمَّا أُتِيَ عَلِيٌّ كرم الله وجهه بِالزَّنَادِقَةِ الَّذِينَ غَلَوْا فِيهِ وَاعْتَقَدُوا فِيهِ الْإِلَهِيَّةَ أَمَرَ بِتَحْرِيقِهِمْ بِالنَّارِ (1).
أقول : ومع هذه التنبيهات الواضحة الدلالة؛ إلا أن البعض وقع في المحذور فوضعت أقوال أخرجت النبي صلى الله عليه وسلم عن النطاق الطبيعي للبشر؛ ولسائر الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، فقالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان نورا ظاهرا تراه الأعين في جبين عبدالله قبل أن تحمل به آمنة، فلما حملت به انتقل ذلك النور إليها (2)،
فلما ولدته آمنة بنت وهب؛ وصار نبياً وُضعَ حديث "الإبرة" التي سقطت من عائشة؛ أقصد حديث مسعدة بن بكر الفرغاني، عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: استعرت إبرة من حفصة بنت رواحة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت عني الإبرة، فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة بشعاع نور وجهه، فضحكت .. (3).
أضف ما قالوه عن ليلة مولده: مِن تصدع إيوان كِسرى، وانطفأت نار المجوس، وغارت بحيرة ساوة، ودنت النجوم حتى أوشكت أن تقع على الأرض.. فبحثتُ عن صحتها فلم أجد ما يؤيد ذلك عند المحققين من أهل الحديث، وعرضتُ رجال هذه الآثار على أهل الجرح والتعديل فوجدتهم بين ضعيف وكذاب(4).
**
بيان ذِكْرُ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم تاريخه ومكانه:
يختلف المؤرخون حول اليوم الذي ولد فيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، بل والعَام الذي ولد فيه كذلك، ولعل السر في هذا الخلاف أنه حينما ولد لم يكن أحد يتوقع له النبوة أو الرسالة، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته. فلما أذنَ اللهُ -تعالى ذكره وجلَّ قدره- أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده، أخذ الناس يسترجعون الذكريات التي علقت بأذهانهم حوله، ويتساءلون عن كل شاردة وواردة من تاريخه، وساعدهم على ذلك ما كان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عن الأحداث التي مرت به أو مر هو بها منذ نشأته الأولى وكذلك ما كان يرويه أصحابه والمتصلون به عن هذه الأحداث.
وبدأ المسلمون -حينئذٍ- يستوعبون كل ما يسمعون من تاريخ نبيهم صلى الله عليه وسلم لينقلوه إلى الناس على توالي العصور وكر الدهور، ولكن مهما اختلفت الروايات في وقت ميلاده، فيكاد يجمع المؤرخون على أن الميلاد كان في النصف الأول من شهر ربيع الأول وفي عام الفيل، ويرجح أن ذلك كان في صبيحة الاثنين الموافق 9 من ربيع الأول قبل الهجرة النبوية بثلاثةٍ وخمسين عامًا، وهو يوافق اليوم المكمل للعشرين من شهر أغسطس سنة 570 بعد ميلاد السيد الجليل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. (5) .
بعد فترةٍ قصيرة من هلاك أبرهة عام الفيل، ذاعت في أم القرى بشرى المولد. فحدد قوم هذه الفترة بخمسين يوما بعد الفيل. قال ابن كثير: وهو أشهر. وصححه المسعودي، والسهيلي قال " وهو الاكثر والاشهر:" على ما نقل السهيلي في روضه (6) . واكتفى آخرون بأن المولد كان في عام الفيل(7).
*
﴿ ١ .﴾ „ بيان عام المولد ‟:
قال ابن دحية: وكان مولده عام الفيل(8)، فقد قَالَ قَيْسُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَقُبَاثُ بْنُ أَشْيَمَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ . وابن كثير في البداية يعلق بالقول :" وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عَنِ الْجُمْهُورِ.".
وتأتي هنا الفائدة الأولى:
أن كل الروايات المخالفة لهذا التاريخ معلولة الأسانيد، وهي تفيد أن مولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بعد الفيل بعشر سنين أو ثلاثة وعشرين سنة أو أربعين سنة(9).
أما الفائدة الثانية :
حاول بعض الشعوبيين ان يضع حديثاً على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصف كسرى انوشيروان بالعدالة فاشتهر على الألسنة أنه قال: “ولدتُ في زمن الملك العادل” (10) .
**
﴿ ٢ .﴾ „ بيان شهر(11) المولد ‟:
[٢ . ١.]: القول الأول : " مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ " . وذكر البيهقي في الدلائل حديثا مرفوعاً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ " وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، عَامَ الْفِيلِ، لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ" . قال السهيلي: "وهو المعروف". ونقل بعضهم فيه الإجماع.
يقول لنا لسان الحال منه * * وقول الحق يعذب للسميع
فوجهي والزمان وشهر وضعي * * ربيع في ربيع في ربيع (12).
وَ أما:
[٢ . ١.]: الْقَوْلُ الثَّانِي:
فَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْم عَاشُورَاء فِي الْمُحَرَّمِ، وَوُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ. وعليه أَنَّهُ وُلِدَ فِي رَمَضَانَ؛ وهذا ما نَقَلَهُ ابْنُ عَبْدِالْبَرِّ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ، وَهُوَ قَوْلٌ غَرِيبٌ جِدًّا وَكَانَ مُسْتَنَدُهُ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي رَمَضَانَ بِلَا خِلَافٍ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ فَيَكُونُ مَوْلِدُهُ فِي رَمَضَانَ. وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ(13).
***
﴿ ٣ .﴾ „ بيان يوم المولد ‟:
الصواب: وُلِدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ(14) ولا شك في ذلك: لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ فَقَالَ :« ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ .«
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَاسْتُنْبِئَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَرَفَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ. وقد تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ، وَرَوَاهُ ابْنُ عُفَيْرٍ، وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَرَوَى عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ،
وَهَكَذَا رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ وَلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ. وَهَذَا مَا لَا خِلَافَ فِيهِ أَنَّهُ وُلِدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَ
أَبْعَدَ بَلْ أَخْطَأَ مَنْ قَالَ : وُلِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ. نَقَلُهُ الْحَافِظُ ابْنُ دِحْيَةَ فِيمَا قَرَأَهُ فِي كِتَابِ إِعْلَامِ الْوَرَى بِأَعْلَامِ الْهُدَى لِبَعْضِ الشِّيعَةِ ، ثُمَّ شَرَعَ ابْنُ دِحْيَةَ فِي تَضْعِيفِهِ وَهُوَ جَدِيرٌ بِالتَّضْعِيفِ؛ إِذْ هُوَ خِلَافُ النَّصِّ ، ثُمَّ الْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فَقِيلَ :
[٣ . ١.]: لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْهُ قَالَهُ ابْنُ عَبْدِالْبَرِّ فِي الِاسْتِيعَابِ، وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيحِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ ، وَقِيلَ :
[٣ . ٢.]: لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْهُ . حَكَاهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنِ ابْنِ حَزْمٍ، وَرَوَاهُ مَالِكٌ وَعُقَيْلٌ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِالْبَرِّ عَنْ أَصْحَابِ التَّارِيخِ أَنَّهُمْ صَحَّحُوهُ ، وَقَطَعَ بِهِ الْحَافِظُ الْكَبِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْخُوَارِزْمِيُّ ، وَرَجَّحَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْخَطَّابِ ابْنُ دِحْيَةَ فِي كِتَابِهِ :"التَّنْوِيرِ فِي مَوْلِدِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ" . وَقِيلَ :
[٣ . ٣.]: لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْهُ نَقَلَهُ ابْنُ دِحْيَةَ فِي كِتَابِهِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ، وَرَوَاهُ مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ كَمَا مَرَّ ، وَقِيلَ :
[٣ . ٤.]: لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْهُ نَصَّ عَلَيْهِ ابْنُ إِسْحَاقَ ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ عَفَّانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا عَنْ جَابِرٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا قَالَا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَفِيهِ بُعِثُ ، وَفِيهِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَفِيهِ هَاجَرَ ، وَفِيهِ مَاتَ. وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقِيلَ :
[٣ . ٥.]: لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْهُ كَمَا نَقَلَهُ ابْنُ دِحْيَةَ عَنْ بَعْضِ الشِّيعَةِ ، وَقِيلَ :
[٣ . ٦.]: لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْهُ . نَقَلَهُ ابْنُ دِحْيَةَ مِنْ خَطِّ الْوَزِيرِ أَبِي رَافِعٍ ابْنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدِ ابْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ حَزْمٍ الْأَوَّلُ؛ أَنَّهُ لِثَمَانٍ مَضَيْنَ مِنْهُ. كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُ الْحُمَيْدِيُّ وَهُوَ أَثْبَتُ." (15) .
ومجمل القول أنه اختلف المؤرخون وأصحاب السير في ميلاد نبينا صلى الله عليه وسلم، والذي لا شك فيه أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل سنة 571 من ميلاد عيسى عليه السلام. وأكثر أهل السير على أنه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل، بعد الحادثة بخمسين يوما. والراجح يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول،
وفي مثل هذا اليوم الاثنين 12 ربيع الأول من عام 11 هجرية الموافق 20 نيسان(16) سنة 632 ميلادية توفي المصطفى صلوات الله عليه وسلامه، وهذا على أرجح وأشهر الروايات التاريخية وكتب السيرة النبوية. وهناك حساب آخر :" بالتاريخين القمري والشمسي، وتفصيل ذلك من كتاب الرحيق المختوم لصفي الدين المباركفوري حيث قال ما نصه: " ولد سيد المرسلين بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشيروان، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م" انتهى. واقول :" والله أعلم ".
فائدة :
قلت(الرمادي):" لا أعلمُ شيئا يفيد أنه صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن تاريخ مولده، ولا أنه ذَكر في حديث صحيح أو ضعيف أنه ولد في الثاني عشر من ربيع الأول، وأنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صوم الإثنين ".
****
﴿ ٤ .﴾ „ بيان ساعة المولد ‟:
وقع الاختلاف في وقت ولادته : أي هل كان ليلاً أو نهاراً؛ وعلى الثاني؛ في أي وقت من ذلك النهار، (17) . وروى الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر (ج: 3؛ ص: 68) عن معروف بن خَرَّبُوذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قالوا: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين حين طلع الفجر. ويدل له قول جده عبدالمطلب: ولد لي الليلة مع الصبح مولود. أي وسطه.
وقال الحافظ أبو الفضل العراقي في المورد: الصواب أنه صلى الله عليه وسلم ولد في النهار، وهو الذي ذكره أهل السير. وحديث أبي قتادة مصرح به. وروىٰ الأربعة عن سعيد بن المسيب قال: «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار»، وجزم به ابن دحية، وصححه الزركشي في شرح البردة ولبعضهم في ذلك.
يا ساعة فتح الهدى أرفادها * * لطفا وقد منح الجزا إسعادها
لاحت بشهر ربيع الزاكي الذي * * فاق الشهور جلالة إذ سادها
حيث النبوة أشرقت بماثر * * كالشهب لا يحصى الورى تعدادها
حيث الأمانة والرسالة قد بدت * * يعلي لمكة غورها ونجادها
*****
﴿ ٥ .﴾ „:بيان مكان المولد‟ :
اختلف في مكان مولده؛ هل ولدَ بمكةَ أو غيرها! ؟ .
والصحيح الذي عليه الجمهور هو الأول فلا خلاف في كون مولده بمكة المكرّمة، وهذا ما صرح به الصالحي في سبل الهدى والرشاد. وابن جماعة في المختصر قال: "هو المشهور". وعليه فاختلف في مكانه من مكة ؛ أي الدار التي ولد فيها :" وُلِدَ بِمَكَّةَ بِالدَّار الْمَعْرُوفَة بدار مُحَمَّد بْنِ يُوسُفَ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ" رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ ابْن شَرِيكٍ.
وجاءت في الدار أقوال:
[٥ . ١.]: أحدها: في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المولد في شِعب مشهور بشعب بني هاشم. وكانت بيد عقيل.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِالدَّارِ الَّتِي تُعْرَفُ بِدَارِ ابْنِ يُوسُفَ . قِيلَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَبَهَا عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَلَمْ تَزَلْ فِي يَدِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ ، فَبَاعَهَا وَلَدُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَخِي الْحَجَّاجِ ، فَبَنَى دَارَهُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا دَارُ ابْنِ يُوسُفَ ، وَأَدْخَلَ ذَلِكَ الْبَيْتَ فِي الدَّارِ، وَذَكَرَ أَنَّ الْخَيْزُرَانَ، وَهِيَ أَمُّ هَارُونَ الرَّشِيدِ، لَمَّا حَجَّتْ أَمَرَتْ فـ أَخْرَجَتْهُ فَجَعَلَتْهُ مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ.
وقيل إن عقيلاً باعها بعد الهجرة تبعا لقريش حين باعوا دور المهاجرين.
[٥ . ٢ .]: الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم ولد في شعب بني هاشم. حكاه الزبير.
[٥ . ٣ .]: الثالث: أنه ولد صلى الله عليه وسلم بالردم.
[٥ . ٤ .]: الرابع: بعسفان (18) .
وللدقة في التعبير اقول أن : أكثر أهل السِيَّر على أنه صلوات الله وسلامه عليه وُلِدَ يوم الثاني عشر من ربيع الأول بعد حادثة الفيل بخمسين يوماً،
قال ابن عبدالبَرِّ: "وُلِدَ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ قُدومِ الفِيلِ بشهر، وقيل بِأَرْبَعِين يَوْماً، وقيل بِخَمْسِين يوماً".
******
﴿ ٦ .﴾ : „ بيان وصف ولادته ‟ :
روى ابن سعد (1/101)، وأبو نعيم (1/172) عن حسان بن عطية أن „ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولد وقع على كفيه وركبتيه، شــاخصًا ببصره إلى السـماء ”. وزاد السهيلي في الروض الأنف (1/105): „ مقبوضة أصابع يده، مشيرًا بالسبابة كالمسبح بها ” (19) .
استأذن القارئـ(ـة) الكريمـ(ـة) بإكمال البحث في الجزء الثاني من „:بيان احداث ليلة الولادة‟ ...
.
وَاللَّهُ- تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ وَجل قَدْره - أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
السبت : 19 شعبان 1439هـ ~ 5 مايو 2018م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
ثبتٌ بتخريج الأحاديث والمصادر والتعليقات:
(1) راجع فتاوى ابن تيمية.
(2) انظر: بحث :" علاقة الظواهر الكونية بولادة الأنبياء وموتهم"؛ د محمد أبو رحيّم.
(3) رواه الأصبهاني في دلائل النبوة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأحمد بن عبدالواحد البخاري في جزء من حديثه. وإسناد الحديث لا يصح. وهناك حديث آخر في هذا المعنى؛ قال الحافظ ابن كثير في التكميل في الجرح والتعديل: حديث منكر جدًّا، وأحد رواته هو عمرو بن محمد بن جعفر غير معروف، فإسناد النكارة إليه أولى من إسنادها إلى أبي عبيدة. وكذا قال في البداية والنهاية، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة 4144، وقال: كذب موضوع.
وأنبه السادة القراء بأن الأحاديث الموضوعة والواهية لا يجوز الاستشهاد بها؛ ويجب الحذر من نشرها، وبيان أنها لا تصح؛ ومنتشر على صفحات التواصل الإجتماعي ما ينسب إلى أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما لما قالت: "كنت في حجرتي؛ أخيط ثوباً لي؛ فانكفأ المصباح؛ وأظلمت الحجرة؛ وسقط المخيط- أي الإبرة-... فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي؛ إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة.. رفع الشملة وأطل بوجهه "... قالت: "فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه.. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته"؛ ثم التفتُ إليه فقلت : "بأبي أنت يا رسول الله.. ما أضوأ وجهك! "؛ فقال : "يا عائشةُ! الويل لمن لا يراني يوم القيامة"؛ قالت : "ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟"؛ قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"؛ قالت: " ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟"؛ قال: "من ذُكرت عنده فلم يصل عليّ: ". وادعى مَن ينشر هذا القول أن الترمذي روى هذا الحديث، وايضاً أحمد بن حنبل. ثم اضاف الناشر -هداه الله تعالى- " اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار.. ترياق الأغيار.. ومفتاح باب اليسار.. سيدنا محمد المختار.. وآله الأطهار.. عدد نِعم الله وأفضاله "
اقول(الرمادي) :والصحيح أنه قد :" خلط ناشر هذا الكلام بين عدة أحاديث جهلاً منه أو تلبيساً على العامة، فالثابت في شأن من ذكر عنده اسمه صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث « البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ». وهذا الحديث رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. وفي حديث آخر « رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة ». رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما قصة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها فلم يروها أحمد ولا الترمذي في كتبهما المعروفة، وإنما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "استعرت من حفصة بنت رواحة إبرةً كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه فضحكت، فقال" يا حميراء بم ضحكت؟"، قلت: " كان كيت وكيت ". فنادى بأعلى صوته: " يا عائشة الويل ثم الويل"- ثلاثا- لمن حرم النظر إلى هذا الوجه؛ ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي". وهذا حديث منكر باطل، رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر؛ وفي سنده ابن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، والمتهم به مسعدة بن بكر الفرغاني؛ قال الذهبي :" أتى مسعدة بن بكر الفرغانى عن محمد بن أحمد أبي عون بخبر كذب، يعني به هذا الحديث. ولم يذكر الذهبي نص الخبر انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/ 98)، ولم أر في مدونات السنة رواية للفرعاني عن ابن أبي عون إلا في هذه القصة، فلعلها المقصودة للذهبي، وقال الشيخ عثمان الخميس: "لا يصح هذا الحديث"
وأما الصلاة بالقول:" اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار وترياق الأغيار" فهي صلاة يسمونها صلاة "أحمد البدوي"؛ ويدَّعون أنها أفضل الصلوات، ولا أرى جواز الصلاة بهذه الصيغة لما اشتملت عليها من الغلو والإطراء المنهي عنهما على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
فأما الغلو فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث: « إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو». رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني.
وأما الإطراء فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: « لا تُطروني.. فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري. ولما فيها من العدول عن الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في حديث أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: " خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله: " قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك: قال: قولوا « اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». [الحديث: متفق عليه] .
(4) مصدر سابق؛ د. محمد ابو رحيم.
(5) القول المبين في سيرة سيد المرسلين: جزء 1؛ ص: 78-79.
مَوْلِدُهُ الْمُبَارَكُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : يكون في 23 أبريل في مكة ؛ أو 20 أبريل حسب التقويم الميلادي القديم، وهو يوافق تقريباً 12 ربيع الأول 53 ق هـ .
(6) وانظر الزرقاني في المولد: 1 / 130، والنويري في نهاية الارب 6 / 68 ؛ طبعة دار الكتب المصرية.
(7) انظر : "مع المصطفى"؛ عليه الصلاة والسلام؛ الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) استاذة الدراسات القرآنية بكلية الشريعة ودار الحديث، جامعة القرويين - المغرب؛ دار الكتاب العربي بيروت - لبنان؛ الطبعة الاولى 1392 ه 1972 م . ص: 38..
(8) هذا ما قَالَه ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ مَوْلِدُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَامَ الْفِيلِ.
قال ابن كثير: وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عَنِ الْجُمْهُورِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ : وَهُوَ الَّذِي لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ، وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ".(حديثٌ : صَحِيحٌ ). [انظر : ابن كثير السيرة النبوية؛ من البداية والنهاية؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ج: 1؛ ص:199-202:" .
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ: كَانَ قُدُومُ الْفِيلِ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَمَوْلِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ بِخَمْسٍ وَخَمْسِينَ لَيْلَةً.
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ عَامُ الْفِيلِ قَبْلَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ. قَالَهُ ابْنُ أَبْزَى.
وَقِيلَ بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
وَقِيلَ: بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً. قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَاخْتَارَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَيْضًا رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيُّ: بَعْدَ الْفِيلِ بِأَرْبَعِينَ عَامًا، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَهَذَا غَرِيب جدا. وَأغْرب مِنْهُ مَا قَالَه خَليفَة بن خياط: حَدَّثَنى شُعَيْب بن حبَان، عَن عبدالْوَاحِد ابْن أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْكَلْبِيِّ (وَهُوَ مُتَّهَمٌ سَاقِطٌ)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَمُنْكَرٌ وَضَعِيفٌ أَيْضا؛ وكَذِبَ هَذَا الْقَوْلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ يَوْمًا . قَالَهُ بَعْضُهُمْ : قَالَ : وَقِيلَ بَعْدَهُ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا . قَالَ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي: لَا أُبْعِدُ أَنَّ الْغَلَطَ وَقَعَ مِنْ هُنَا عَلَى مَنْ قَالَ ثَلَاثِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ يَوْمًا فَقَالَ عَامًا .
قَالَ خَليفَة بن خياط: وَالْمجْمَع عَلَيْهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ.(مختصراً من البداية لـ ابن كثير؛ ج:1؛ ص:203.
ويقول الصالحي :" وبالغ خليفة بن خياط؛ وابن الجزار وابن دحية؛ وابن الجوزي؛ وابن القيم فنقلوا فيه الإجماع. وروى البيهقي والحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي في مختصره، وصححه في تاريخه الكبير عن يحيى بن معين، عن حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل. قال الحافظ في شرح الدرر: والمحفوظ لفظ العام. وقيل: يطلق اليوم ويراد به مطلق الوقت، كما يقال يوم الفتح، ويوم بدر، فإن كان المراد حقيقة اليوم فيكون أخص من الأول وبذلك صرح ابن حبان في تاريخه فإنه قال: ولد عام الفيل في اليوم الذي بعث الله فيه الطير الأبابيل على أصحاب الفيل. قال: ثم وجدت الحديث عن ابن مسعود عن يحيى بن معين بسنده المذكور قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل يعني عام الفيل.
وذكر البيهقي في الدلائل حديثا مرفوعاً عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : « وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ »، ويكمل صاحب الدلائل: قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ : « يَوْمَ الْفِيلِ " . ».
والحديث المذكور في متن بحثي جاء عند عز الدين أبو الحسن علي المعروف بـ" ابن الأثير" في موسوعته الكامل في التاريخ؛ ص: 41؛ وتجده أيضا عند الصالحي في موسوعته: سبل الهدى والرشاد. وجاء في :" المستدرك على الصحيحين"؛ باب: معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ حديث رقم:6683 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْإَسْفَاطِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَالْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ [هذه رواية الْحَافِظِ الْبَيْهَقِيُّ] يَقُولُ لِلْقَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ [الْكِنَانِيِّ ثُمَّ اللَّيْثِيِّ: الزيادة من عند ابن كثير البداية] يَا قَبَاثُ، أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : بَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، [وَوَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوْثِ الْفِيلِ مُحِيلًا أَعْقِلُهُ". الزياد من عند ابن كثير البداية]، وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً».[ وذكره صاحب المعجم الكبير - باب القاف].
ويذكر ابن كثير في البداية :" وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ بَعْضِهِمْ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولدت عَامَ الْفِيلِ.". وقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَصْغَرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسنتَيْنِ." ويكمل ابن كثير في البداية :" قَالَ يَعْقُوب: وَحدثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، وَكَانَتْ بَعْدَهُ عُكَاظٌ [يَوْمٌ من أَيَّام الْعَرَب] بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، " وَبُنِيَ الْبَيْتُ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ، وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. [البداية ابن كثير؛ ج: 1؛ ص: 202 ].
وَالْمَقْصُودُ . [كما جاء في البداية لـ ابن كثير] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ عَلَى قَوْلِ الْجُمْهُورِ.
فَقِيلَ بَعْدَهُ بِشَهْرٍ، وَقِيلَ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ بِخَمْسِينَ يَوْمًا، وَهُوَ أَشْهَرُ.
فائدة:
يستفاد من الحديث السابق التأدب وحسن التكلم عند الحديث عن رسول الله؛ كما يفهم منه البلاغة في حسن التـعبير؛ إذ قال :« رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ » .
وفي سنن الترمذي؛ كتاب المناقب؛ بَاب مَا جَاءَ فِي مِيلَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" 3619 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَال سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَقَ يُحَدِّثُ عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ ،[زيادة ابن كثير البداية:" كُنَّا لِدَيْنِ]. [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ]
وَسَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قُبَاثَ بْنَ أَشْيَمَ أَخَا بَنِي يَعْمَرَ بْنِ لَيْثٍ" أَأَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا أَقْدَمُ مِنْهُ فِي الْمِيلَادِ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ وَرَفَعَتْ بِي أُمِّي عَلَى الْمَوْضِعِ قَالَ وَرَأَيْتُ خَذْقَ الطَّيْرِ "[ خزق : روث] أَخْضَرَ مُحِيلًا.. " [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق بِهِ؛ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ " .
وفي مسند الإمام أحمد - مسند الشاميين"17434 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ فَحَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ فَنَحْنُ لِدَانِ وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا ".
وذكر البيهقي في الدلائل حديثاً مرفوعاً قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه؛ يَعْنِي ابْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ، قَالَ : « وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، كُنَّا لِدَيْنِ ». [جاءت رواية: ابْن هِشَام: " فَنحْن لدان.".] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ عُكَاظَ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً [نقلا من عند الحافظ ابن كثير البداية].
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَ الْفُجَّارُ بَعْدَ الْفِيلِ بِعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ بِنَاءُ الْكَعْبَةِ بَعْدَ الْفُجَّارِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَالْمَبْعَثُ بَعْدَ بِنَائِهَا بِخَمْسِ سِنِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مطعم: كَانَت عكاط بَعْدَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِنَاءُ الْكَعْبَةِ بَعْدَ عُكَاظٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَالْمَبْعَثُ بَعْدَ بِنَائِهَا بِخمْس عشْرين سَنَةً.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَ بَيْنَ مَبْعَثِهِ وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْفِيلِ سَبْعُونَ سَنَةً. كَذَا قَالَ . وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ : هَذَا وَهْمٌ لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا . إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ.
والخلاصة :
وكونه ولد عام الفيل، كما صح عن ابن عباس، وقيس بن مخرمة عند أحمد 4 / 215، والترمذي 4/ 589، و"سيرة ابن هشام" 1/ 171، و"البداية والنهاية" 2/ 261، و"دلائل النبوة" للبيهقي 1/ 75، و"طبقات ابن سعد" 1/ 101، و"المستدرك" 2/ 603 وبمثل هذا جاء الحديث عن قبات بن أشيم، ومحمد بن جبر، وغيرهم، كما أخرج ذلك عنهم البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 79.". وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالُوا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ ، وَسُمِّيَتْ قُرَيْشٌ" آلَ اللَّهِ " وَعَظُمَتْ فِي الْعَرَبِ .
(9) انظر دلائل النبوة للبيهقي : ج: 1؛ ص: 78. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ : كَانَ بَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرُ سِنِينَ. وَهَذَا قَوْلٌ مُنْقَطِعٌ .
(10) قال الحافظ ابن حجر: إنه كذبٌ باطل لا أصلَ له، وقال الحاكم والبيهقي والسخاوي والحليمي: هذا الحديث لا يصح. وراجع :" موسوعة التاريخ الإسلامي؛ امحمد هادي اليوسفي ج 1؛ ص: 162..
(11) جاء في حديث ابن إسحاق: "...الشهر، فهو ربيع الأول. ولم أقف في ذلك على شيء صحيح مسند. ولكن تتابع الناس عليه. ولذلك قال ابن الجوزي في "صفة الصفوة" 1/ 12: اتفقوا على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، عام الفيل. واختلفوا فيما مضى من ذلك الشهر لولادته على أربعة أقوال:
أحدها: أنه ولد لليلتين خلتا منه.
الثاني: لثمان خلون فيه.
الثالث: لعشر خلون منه.
الرابع: لاثنتي عشرة خلت منه.). (انظر: القسطلاني؛ المواهب اللدنية ج: 1؛ ص: 195 -197؛ كما في "سيرة ابن هشام": ج: 1؛ص: 171).
وابن جماعة في المختصر :" في شهر ربيعٍ الأول يوم الاثنين قيل لعشرة ٍ خَلَت منه حين طلع الفجرُ وقيل ثانية وقيل ثالثة وقيل ثامنه وقيل ثاني عشره ولم يذكر ابن إسحاق غيره. بيد ابن جماعة يضيف:" وقيل في صَفَر؛ وقيل في الثاني عشر من شهر رمضان؛ وقيل في شهر ربيع الآخر؛ ثم يقول:" والصحيح الأوَّل. وكان قدومُ أصحاب الفيل قبل ذلك في المحرَّم . [ابن جماعةالمختصر].
وتفصيل هذه المسألة :" قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: لاثنتي عشرة ليلة (خلت) منه ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن جابر وابن عباس[وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: وُلِدَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ . وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ ] . قال في الغرر: وهو الذي عليه العمل. وقيل لليلتين خلتا منه وقدمه في الإشارة، وقيل لثمان. ونقل أبو عمر عن أصحاب الزيج أنهم صححوه ورجحه ابن دحية. وقال الحافظ: إنه مقتضى أكثر الأخبار. وقيل: لعشر. حكاه الدمياطي عن جعفر الباقر وصححه [قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ فِي " السِّيرَةِ " مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ قُدُومُ أَصْحَابِ الْفِيلِ قَبْلَ ذَلِكَ فِي النِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ ] . وقيل: لسبع عشرة. وقيل لثماني عشرة، وقيل: في أوله حين طلع الفجر.
(12). يقول الزرقاني في حاشيته على المواهب :" وأنشد المصنف-قصد -القسطلاني- لغيره بيتين هما: "يقول لنا لسان الحال منه" صلى الله عليه وسلم "وقول الحق يعذب" يحلو "للسميع" إن سألت عن صفاتي وأحوالي، "فوجهي والزمان وشهر وضعي" فالفاء جواب شرط مقدر "ربيع" المراد به وجهه صلى الله عليه وسلم بالربيع في اعتداله وحسنه ورونقه، "في ربيع" أي: زمن الربيع "في ربيع" أي: شهر ربيع المولود فيه صلى الله عليه وسلم". ومن ملح الأخبار وليس من متين العلم أنْ :" قال أهل المعاني كما في السبل: كان مولده في فصل الربيع وهو أعدل الفصول ليله ونهاره معتدلان بين الحر والبرد، ويسميه معتدل بين اليبوسة والرطوبة، وشمسه معتدلة في العلو والهبوط، وقمره معتدل في أول درجة من الليالي البيض ". (انظر: حاشية الزرقاني على المواهب اللدنية؛ ج:1؛ ص 257 )
(13) انظر: السيرة النبوية؛ من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبدالواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: :"(ج: 1؛ ص:199).
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ : حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَاشُورَاءِ الْمُحَرِّمِ، وَوُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ. وَهَذَا حَدِيثٌ سَاقِطٌ .
(14) وُلِدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ؛ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ؛ كتاب الصيام رقم 197، والإمام أحمد في مسنده 5/ 297، وأبو داود في سننه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ، قَالَ « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ.. أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ». [انظر : السيرة النبوية من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبد الواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ].
فائدة:
ومن السنن النبوية : إنه يُسن صوم يوم الإثنين، فصومه مشروع مرغب فيه، ويدل لذلك جوابه صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن صوم يوم الاثنين؟ قال: « ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل علي ». وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلل صومه أحياناً بكونه تعرض فيه الأعمال على الله، كما ثبت من حديث أبي هريرة مرفوعا: « تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ».[رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].
ويمكنني أن أضيف أيضا :" فهو كان يصومه، لأنه يوم مغفرة للذنوب، فمن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ« يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَصُومُ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقَالَ « إِنَّ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِمَا لِكُلِّ مُسْلِمٍ إِلَّا مُهْتَجِرَيْنِ يَقُولُ دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا ». [سنن ابن ماجه، وصححه الألباني]. وذكر البيهقي في دلائل النبوة حديثاً مرفوعا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : « وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ »[ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، وَأَخْرَجَهُ الْفَسَوِيُّ فِي تَارِيخِهِ .] .
(15) انظر السيرة النبوية من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبدالواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ج: 1؛ ص:199. والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 293، وفي "دلائل النبوة" 1/ 71- 72.
(16) قال السهيلي: "أهل الحساب يقولون وافق مولده من الشهور الشمسية نيسان، وكان لعشرين مضت منه. فأثبت ابن كثير في بدايته قوله :" وَذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ أَنَّ مَوْلِدَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ نِيسَانَ." ويعلق ابن كثير بالقول :" وَهَذَا أَعْدَلُ الزَّمَان وَالْفُصُولِ، وَذَلِكَ لِسَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِمِائَةٍ لِذِي الْقَرْنَيْنِ فِيمَا ذَكَرَ أَصْحَابُ الزِّيجِ. وَزَعَمُوا أَنَّ الطَّالِعَ كَانَ لِعِشْرِينَ دَرَجَةً مِنَ الْجَدْيِ، وَكَانَ الْمُشْتَرِي وَزُحَلُ مُقْتَرِنَيْنَ فِي ثَلَاثِ دَرَجٍ مِنَ الْعَقْرَبِ وَهِيَ دَرَجَةٌ وَسْطَ السَّمَاءِ. وَكَانَ مُوَافِقًا مِنَ الْبُرُوجِ الْحَمَلَ، وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ طُلُوعِ الْقَمَرِ أَوَّلَ اللَّيْلِ. نَقَلَهُ كُلَّهُ ابْنُ دِحْيَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ". وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: نظرت في أن يكون صلى الله عليه وسلم ولد في ربيع وأن يكون ذلك في العشرين من نيسان فرأيته بعيدا من الحساب يستحيل أن يكون مولده في نيسان إلا أن يكون مولده في رمضان.
وذكر محمود باشا الفلكي في «التّقويم العربي قبل الإسلام»، ص 36- 39: أنّ ولادة الرّسول صلى الله عليه وسلم كانت في صبيحة يوم اثنين التّاسع من شهر ربيع الأوّل، الموافق لعشرين من (نيسان) عام الفيل سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ميلاديّة. (أنصاريّ).
وقال الإمام أبو الحسن الماوردي: وافق شهر ربيع من شهور الروم العشرين من شباط. انتهى.
قال الدمياطي: في برج الحمل. قال في النور: وهذا يحتمل أن يكون في أوائل نيسان وأن يكون في آذار.
(17) انظر: السيرة الحلبية؛ المسمى: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ علي بن برهان الدين الحلبي؛ جزء: 1؛ صفحة: 86.
(18) انظر : أثير الدين الدين الكامل في التاريخ. وعند ابن كثير في البداية : ج:1؛ ص : 200.
(19) قال د. أكرم العمري: "وإسناده ضعيف وقواه بعضهم ولا تشده روايات الواقدي لأنه متروك، كما لا تقويه تلك المراسيل عن التابعين من الطبقة الرابعة وهم حسان بن عطية وإسحاق بن عبدالله ومن بعدهم وهو داؤد بن أبي هند لاحتمال وحدة مصدرهم".
شريف حمدان
05 / 05 / 2018, 59 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/wvs33459.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 05 / 2018, 01 : 01 PM
إرهاصات(1) إثناء الوضع والولادة
إرهاصات ليلة المولد :
.. وأما ليلة المولد فرأت -آمنة بنت وهب- ذلك رؤية عين كما سيأتي من:
„ بيان احداث ليلة الولادة‟ وهذا ما سنتعرض له فِي المَبَاحِث التالية:"
﴿ « ‟ ١ „ ».﴾ الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : لحظات الوضع
... ورأت أمُّه آمنة؛ حين وضعته كأنّه خرج منها نورٌ(2) أضاءت منه قصورُ الشام،
روى ابن حبان عن حليمة(3) رضي الله تعالى عنها عن آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت:
" إن لابني هذا لشأنا.. إني حملت به فلم أجد حملا كان أخف علي ولا أعظم بركة منه.. ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى"..
ثم
قالت:" ثم وضعته فما وقع كما تقع الصبيان، وقع واضعا يديه بالأرض رافعا رأسه إلى السماء. ".(4) .
ذكر أبو بكر البيهقي حديثا مرفوعاً عن ابْنِ إِسْحَاقَ؛ في دلائل النبوة جاء فيه :" فَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ... :"؛ ثم " قَالَ : آيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ نُورٌ(5) يَمْلأُ قُصُورَ بُصْرَى(6) مِنْ أَرْضِ الشَّامِ... . "(7).
ــــــــــ
وقد يتساءل البعض مستفسراً أو مشككاً أو مستغرباً:
1.] هل هناك أي حقيقة على أنه قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر ضوء في السماء ؟.
2.] وهل سطع نورٌ عند ولادة النبي صلى الله عليه وسلم !؟.
3.] هل كان من المبشرات بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت به أمه رأت في منامها أنه خرج منها نور بلغ الشام (8).
فتأتينا الإجابة من عدة مصادر:
1.] ما رواه ابن إسحاق بسنده؛ تجده عند سيرة ابن هشام.
2.] ومن طريقه أخرجه ابن جرير أبو جعفر الطبري في تفسيره؛
3.] والحاكم النيسابوري في مستدركه؛
4.] وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني.. هذا في الحديث المروي عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك. قال : ( دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ) ".(9).
وقد حسن الألباني ما رواه الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ورأت أمي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام "(10) .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد :" إسناد ما رواه أحمد حسن؛ أي حديث العرباض بن سارية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله قال : ( ... وذكر الحديث وفيه : إِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ) (11) . و
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : فَلَمَّا وَلَدَتْ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ الْبَيْت وَالدَّار . وَ
شَاهِده حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( إِنِّي عَبْد اللَّه وَخَاتَم النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَم لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَته؛ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إِنِّي دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم، وَبِشَارَة عِيسَى بِي؛ وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ؛ وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِين وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام ) (12)
[أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ عِنْد أَحْمَد نَحْوه اهـ ]
المقصود:
يجب أن يعلم أن دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليست محصورة في هذه الآية، فسواء ثبتت أم لم تثبت فإن نبوته صلى الله عليه وسلم ثابتة بالدلائل القطعية التي لا يستطيع منصف أن ينكرها. و
إنما أنكرها من أنكرها إما جهلاً أو مكابرة .(13).
**
﴿ «„٢ ‟».﴾ الْبَحْثُ الثَّانِي :
« وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مَخْتُونًا؛ مَسْرُوراً »
وَمَعْنًى مَخْتُونًا أَيْ : مَقْطُوعَ الْخِتَانِ ، وَمَسْرُورًا أَيْ : مَقْطُوعَ السُّرَّةِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ :"
جمهور أهل السير والتواريخ على انه صلى الله عليه وسلم ولد معذورا مسرورا أى مختونا مقطوع السرة
بيد أن فِي خِتَانِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ(14) :
1.] أَحَدُهَا : أَنَّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا، وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " وَلَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ ثَابِتٌ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ خَوَاصِّهِ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يُولَدُ مَخْتُونًا .
عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: « من كَرَامَتي عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنّي وُلِدْتُ مَخْتوناً ولَمَ يَرَ أحَدٌ سَوْأتِي » "(15).: وَ
النَّاسُ يَقُولُونَ لِمَنْ وُلِدَ هكَذَا مختوناً : „خَتَنَهُ الْقَمَرُ”، وَهَذَا مِنْ خُرَافَاتِهِمْ.
2.] الْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُ خُتِنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ شَقَّ قَلْبَهُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ظِئْرِهِ حَلِيمَةَ . فـ
عن أبي بكرة أن ﴿ جبرئيل ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه ﴾(16).
وهناك قول يشوبه شبه حول هذه المسألة سنتعرض له في الجزء المتعلق بشبهات حول السيرة.
3.] الْقَوْلُ الثَّالِثُ : أَنَّ جَدَّهُ عبدالمطلب خَتَنَهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا .
قال الذهبي؛ في موسوعته سير أعلام النبلاء:" عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ عَبْدَالْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا. وَ
هَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ قَالَ : وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ. تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ ، عَنْ يُونُسَ ، لَكِنْ أَدْخَلَ فِيهِ بَيْنَ يُونُسَ وَالْحَكَمِ : عُثْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الصُّدَائِيَّ.
قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَيُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : خَتَنَ جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طَهَّرَ قَلْبَهُ .
قَالَ الذهبي: هَذَا مُنْكَرٌ .
قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِالْبَرِّ : وَفِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ غَرِيبٌ، وذكر الحديث السابق؛ قَالَ يحيى بن أيوب: طَلَبْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ أَجِدْهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِمَّنْ لَقِيتُهُ إِلَّا عِنْدَ ابن أبي السري، وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَاضِلَيْنِ صَنَّفَ أَحَدُهُمَا مُصَنَّفًا فِي أَنَّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا، وَأَجْلَبَ فِيهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي لَا خِطَامَ لَهَا وَلَا زِمَامَ، وَهُوَ:
كمال الدين بن طلحة، فَنَقَضَهُ عَلَيْهِ :
كمال الدين بن العديم، وَبَيَّنَ فِيهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُتِنَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبُ، وَكَانَ عُمُومُ هَذِهِ السُّنَّةِ لِلْعَرَبِ قَاطِبَةً مُغْنِيًا عَنْ نَقْلٍ مُعَيَّنٍ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
ثم قال الذهبي: إن جده صلى الله عليه وسلم ختنه على عادة العرب. ورواه أبو عمر قال الحافظ أبو الفضل العراقي: وسنده غير صحيح.
وقال د. العمري: „ فسرور عبدالمطلب بالمولود الذكر وقيامه نحو اليتيم بالواجب من ختان ووليمة على عادة قومه لا يحتاج إلي أدلة وقد وردت في ذلك روايات واهية”.
**
وفي: "كفاية الطالب(17) اللبيب في خصائص الــ حــ بــ ـــيــ ـب"؛ للسيوطي" ذكر أخبار؛ منها :
1.] :" وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ﴿: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا ﴾؛ قَالَ : فَأَعْجَبَ جَدَّهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : „ لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ ” (18).
2.] عن ابن عباس قال ﴿ ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا ﴾(19).
3.] عن ابي هريرة ﴿ ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا ﴾(20)
4.] عن ابن عمر قال ﴿ ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا ﴾(21)
5.] قال ابن الكلبي بلغنا عن كعب الاحبار انه قال ﴿ نجد في بعض كتبنا ان آدم خلق مختونا واثني عشر [ 12 ] نبيا من بعده من ولده خلقوا مختتنين؛ آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وشيث وإدريس ونوح وسام ولوط ويوسف وموسى وسليمان وشعيب ويحيى وهود وصالح صلى الله عليهم أجمعين ﴾(22)
نال شرف إعداد هذا الملف ؛ بعد توفيق مَن رفع السموات بغير عمد نراها :
العبد الفقير إلى رضا وعفو ربه
ابن الرمادي؛ محمد فخر الدين بن إبراهيم
المدينة المنورة
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
تخريج الأحاديث والتعليقات :
(1) يكاد يكون أغلب مَن كتب السيرة والشمائل والخصائص والتاريخ يذكر أحداث ليلة المولد وما حدث إثناء الوضع وبعده من أمور عجيبة تصل بعضها إلى الخوارق؛ فنقرأ في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير:„ فِيمَا وَقَعَ مِنَ الْآيَاتِ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: قَدْ ذَكَرْنَا –الكلام للحافظ ابن كثير- فِي بَابِ هَوَاتِفِ الْجَانِّ مَا تَقَدَّمَ مِنْ خُرُورِ كَثِيرٍ مِنَ الْأَصْنَامِ لَيْلَتَئِذٍ لِوُجُوهِهَا وَسُقُوطِهَا عَنْ أَمَاكِنِهَا، وَمَا رَآهُ النَّجَاشِيُّ مَلِكُ الْحَبَشَةِ، وَظُهُورِ النُّورِ مَعَهُ حَتَّى أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ حِينَ وُلِدَ، وَمَا كَانَ مِنْ سُقُوطِهِ جَاثِيًا رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَانْفِلَاقِ تِلْكَ الْبُرْمَةِ عَنْ وَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَمَا شُوهِدَ مِنَ النُّورِ فِي الْمَنْزِلِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ، وَدُنُوِّ النُّجُومِ مِنْهُمْ، وَغَيْرِ ذَلِكَ..”. [انظر: الإمام عماد الدين؛ ابو الفدَاء؛ الحافظ اسماعيل ابن كثير؛ قرشي النسب؛ دمشقي الدار (ت: 774هـ) البداية والنهاية؛ مكتبة المعارف؛ بيروت؛ الجزء الثاني؛ صفحة: 266؛ الطبعة السادسة: 1405هـ~1985م] .
(2) ذكره ابن جماعة في المختصر؛ رواه الإمام أحمد والبزار والحاكم وابن حبان وصححاه. وروى ابن حبان عن حليمة . وخرجه ابن سعد صاحب الطبقات رقم الحديث: 362؛ حديث مرفوع عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرْنَا عَنُ نَفْسِكَ ، قَالَ : " نَعَمْ .. وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ.. ".
(3) حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث بن شجنة بن جابر السعدي البكري الهوازني: من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاع. كانت زوجة الحارث بن عبدالعزى السعدي من بادى الحديبية وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من يكون أبوه حيا لبره إلا أن محمدا كان يتيما، مات أبوه عبدالله، فتسلمته حليمة من أمه " آمنة " ونشأ في بادية بني سعد في الحديبية وأطرافها، ثم في المدينة، وعادت به إلى أمه. وماتت آمنة وعمره ست سنين فكفله جده عبد المطلب. وقدمت حليمة على مكة بعد أن تزوج رسول الله بخديجة، وشكت إليه الجدب، فكلم خديجة بشأنها فأعطتها أربعين شاة. وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما. وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وهو على الجعرانة، فقام إليها وبسط لها رداءة فجلست عليه. ولها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها عبدالله بن جعفر. توفيت بعد سنة 8 ه. [انظر : الأعلام: ج: 2 ؛ ص: 271].
قلت (الرمادي) سأقوم بإذنه تبارك وتعالى في شرح مفصل لها أن أكتب عنها بحثاً كاملاً .. إذ هي رضي الله تعالى عنها تعتبر من الشخصيات المحورية في حياة محمد الرضيع؛ ومحمد الطفل.
(4.) انظر: سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد؛ محمد بن يوسف الصالحي الشامي؛ ج1؛ ص: 342.
(5) ذكره صاحب : إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» كِتَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ » بَابٌ مَا جَاءَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ وَمَوْلِدِهِ ... ". .". والخبر خرجه البيهقي حديث رقم ٣٣:" عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ ، ... قَالَ : آيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ نُورٌ يَمْلأُ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ...". كما ورد عند البيهقي برقم ٤٨. حديث مرفوع؛ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ".
قلت (الرمادي):" وذكرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ في الطبقات عدة أخبار تفيد نفس المعنى؛ نذكر منها :"
1.) : الحديث رقم: 200؛ حديث مرفوع؛ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : لَمَّا وَلَدَتْهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ ".
2.) حديث رقم ٢٠٤ :"حديث مرفوع عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَأَتْ أُمِّي كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " . ورواه أحمد
[انظر الصالحي؛ ج:1؛ ص: 342].
3.) وَ رقم الحديث: 199؛ حديث مرفوع:" عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ: أَنَّ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، قَالَتْ : " لَقَدْ عَلِقْتُ بِهِ تَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَشَقَّةً حَتَّى وَضَعْتُهُ ، فَلَمَّا فَصَلَ مِنِّي خَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ،..
4.) وجاء في الطبقات باب "ذكر مولد رسول الله"؛ حديثا مرفوعاً رقم 200 :" عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، " أَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : لَمَّا وَلَدَتْهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ فَوَلَدَتْهُ نَظِيفًا وَلَدْتُهُ كَمَا يُولَدُ السَّخْلُ مَا بِهِ قَذَرٌ وَوَقَعَ إِلَى الأَرْضِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الأَرْضِ بِيَدِهِ". وأيضاً في الطبقات خبر رقم 201؛ حديث مرفوع عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ فِي مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " قَالَتْ أُمُّهُ : رَأَيْتُ كَأَنَّ شِهَابًا خَرَجَ مِنِّي أَضَاءَتْ لَهُ الأَرْضُ".
5.) حديث مرفوع رقم ٢٠٣؛ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " رَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي سَطَعَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى " .
[ابن سعد في الطبقات 1 / 1 / 96.].
قلت (الرمادي) : وفق المصادر التي نعتمد عليها؛ والأخبار الواردة فيها تقسم مسألة النور إلى ثلاث حالات؛
الأولى منها: حين الحمل؛ و
الثانية : إثناء الحمل؛ و
الثالثة: حين الوضع... ولعل هناك حالة رابعة لا تحدد أو قت بدء الحمل أم عند الوضع ولحظة الولادة.. بيد أن صاحب كتاب دلائل النبوة لقوام السنة؛ إسماعيل بن محمد الأصبهاني ( تاريخ الوفاة " 535") بوب بابا أعتبر مِنْ عَلامَاتِ نُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ قَبْلَ مَوْلِدِهِ .فكأنه اعتبرها من الحالة الثانية . وهناك حالة ملفتة للإنتباه؛ وإعمال النظر؛ وهو ما جاء عند ابن عساكر بقولها :" „شَيْءٌ”. ونعتبرها حالة خاصة..
أما أحاديث الحالة الأولى؛ فمصادرها :
1.] ذكر الطبري في تاريخه بخصوص النور حين الحمل حديثاً مرفوعاً (٣٧٩) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الْكَلاعِيِّ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ... ثم قال: وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ .. " والحديث له بقية ساعتمدها في موضعها من سلسلة البحوث. وايضا :"
2.] وتجده عند ". البيهقي." دلائل النبوة؛ الْمَدْخَلُ إِلَى دَلائِلِ النُّبُوَّةِ وَمَعْرِفَةِ ... » جِمَاعُ أَبْوَابِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ ... » بَابُ : ذِكْرِ مَوْلِدِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ ...) :" رقم الحديث: 35؛ (حديث مرفوع) عن ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ؛ هنا جاءت لفظ تعطي معنى زائداً :" كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ " ، وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . .
3. ] وذكره ابن عساكر في تاريخه :" عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ ؟ قَالَ : " .. وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ.. " . أَسْنَدَهُ بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدٍ.
الحالة الثانية يخبر عنها الطبري في تاريخه :" رقم الحديث: 378؛ حديث مرفوع، عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، جَاءَ فيه : ... ثُمَّ إِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِهَا نُورٌ، قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِيَ النُّورَ، وَالنُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي حَتَّى أَضَاءَتْ لِي مَشَارِقُ الأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا "؛... هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ، وَالرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى الْكُوفِيِّ.
الحالة التي لم تحدد وقت انبعاث النور؛ بمعنى عند بدء الحمل؛ أم إثناء الحمل؛ أم عند الوضع وإثناء الولادة؛ فقد جاء عند أبي داود الطيلاسي في مسنده من أَحَادِيثُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ؛ رقم الحديث: 1224؛ حديث مرفوع عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ ؟ قَالَ : " ... وَرَأَتِ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " .
أما الحالة الخاصة الملفتة للإنتباه فهي ما جاء عند ابن عساكر في تاريخ دمشق بلفظ :„ شئ ”؛ رقم الحديث: 329؛ حديث مرفوع عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكُمْ ؟ قَالَ : " ... وَرَأَتْ أُمِّي „كَـــأَنَّمَا” خَرَجَ مِنْهَا „شَيْءٌ” أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ " . ". وذكره شارح أصول اعتقاد الالكائي؛ ولم يعلق عليه.
(6) قال الصالحي :"أراد بها هنا بلد بالشام من أعمال دمشق. قال في المسكة الفائحة: وفي تخصيص بصرى لطيفة، وهي أنها أول موضع من بلاد الشام دخلها ذلك النور المحمدي، وكذلك هي أول ما افتتح من بلاد الشام. وبصرى أيضا من قرى بغداد. )
الصالحي يعلق على خبر ابن سعد عن محمد بن عمر الأسلمي بالقول :" وإنما أضاءت قصور بصرى بالنور الذي خرج منه إشارة إلى ما خص الشام من نبوته صلى الله عليه وسلم فإنها دار مجده وملكه كما ذكره كعب أن في الكتب السابقة: محمد رسول الله مولده بمكة ومهاجره بيثرب وملكه بالشام. وقد وردت أحاديث في فضل الشام، ذكر بعضها الحافظ المنذري في كتاب " الترغيب والترهيب ". و
قال بعضهم: أضاءت قصور بصرى إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم. ينور البصائر ويحيي القلوب الميتة. و
في خروج هذا النور معه صلى الله عليه وسلم حين وضعته إشارة إلى ما يجئ به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض وزال به ظلمة الشرك منها. كما قال الله تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم). قال الإمام أبو شامة رحمه الله تعالى: وقد كان هذا النور الذي ظهر وقت ولادته صلى الله عليه وسلم قد اشتهر في قريش وكثر ذكره فيهم، وإلى ذلك أشار عمه العباس رضي الله تعالى عنه عن مولده صلى الله عليه وسلم: في أبياته السابقة حيث قال في حقه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا:
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ ** وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ
فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ فِي الضِّيَاءِ ** وسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ".
ويرحم الله تعالى القائل :"
لما استهل المصطفى طالعا * * أضاء الفضا من نوره الساطع
وعطر الكون شذى عطره الطــــ * * ــــيب من دان ومن شاسع
ونادت الأكوان من فرحة * * يا مرحبا بالقمر الطالع "
[الصالحي: ج1/ ص: 343].. .
". [الصالحي ؛ ج:1؛ ص: 342] حديث .
قلت (الرمادي).:" سألتُ نفسي بصوت خفيض يشوبه الخجل ويملؤه الألم والحسرة؛ فما حال „بر الشام” اليوم نهاية شعبان 1439 ~ مايو 2018!!؟.
(7) وعن العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني عند الله لخاتم النبيين " ( أخرجه أبو نعيم في الدلائل 1 / 9، والطبري في التفسير 28 / 57، والبغوي في التفسير 1 / 111.) الحديث.. وفيه „ رؤيا أمي التي رأت”؛ و „ كذلك أمهات النبيين يرين”، وإن „ أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام”. قلت (الرمادي) : والحديث سبق تخريجه.
(8) انظر إجابة المنجد بتاريخ 30. أكتوبر 2002..
(9) انظر: سيرة ابن هشام: 1 /166؛ وتفسير الطبري : 1 /566)، وقال الحاكم في مستدركه: 2 /600 :" صحيح الإسناد؛ ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والسلسلة الصحيحة: 1545..
(10) انظر: الألباني؛ صحيح الجامع: 224..
(11) انظر عند أحمد : حديث رقم : 16700..
(12) أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ وعِنْد أَحْمَد نَحْوه.
(13) راجع بحثي :" أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ؛ الجزء الأول"؛ هامش رقم (7).
(14) انظر ابن قيم الجوزية في الهدي؛ والحسين في تاريخ الخميس: ح:1؛ ص : 4؛ وانظر أيضاً عند الشفا بتعريف حقوق المصطفى.
(15) أخرجه الطبراني في الصغير: ج:2؛ ص:59 وفي الأوسط؛ وَفِيهِ سُفْيَانُ بْنُ الْفَزَارِيِّ وَهُوَ مُتَّهَمٌ بِهِ؛ وعند ابن عساكر: ج:3؛ ص:412؛ وأبو نعيم في دلائل النبوة؛ وساقه الخطيب:ج: 1؛ ص: 329 من طرق. واورده الحافظ ابن كثير في البداية: ج2؛ ص: 265؛ والسيوطي في الخصائص: ج:1؛ ص: 132؛ والهيثمي في الزوائد: ج:1؛ ص: 224؛ والذهبي في الميزان: ج2؛ ص: 172؛ والحافظ في اللسان: ج6؛ ص: 175 قال في الزهر: سنده جيد. انتهى. ولوجود متابعة الحسن بن عرفه لـ سُفْيَانُ بْنُ الْفَزَارِيِّ عند أبي نعيم وابن عساكر صححه الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة. وحسنه المغلطائي كما ذكر الزرقاني في شرحه على المواهب: ج5؛ ص: 244. بيد أن ابن كثير في البداية قال :„ هَذَا الْحَدِيثُ فِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ ”.. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيِّ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: „ مِنْ كَرَامَتِي عَلَى اللَّهِ أَنِّي وُلِدْتُ مَخْتُونًا ، وَلَمْ يَرَ سَوْءَتِي أَحَدٌ”.(رواه ابن سعد: ج:1؛ ص: 130، وابن عدي: ج: 2؛ ص: 576) ثُمَّ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ هُشَيْمٍ بِهِ ، ثُمَّ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ هُوَ الْبَاغَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَيُّوبَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الْمَقْدِسِيُّ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْرُورًا مَخْتُونًا .
[انظر : ابن كثير في بدايته].
وزعم البعض أنه متواتر؛ قال الحاكم في المستدرك :" تواترت الأحاديث أنه ولد مختونا"؛ وتعقبه الذهبي فقال:"ما أعلم صحة ذلك فكيف يكون متواتراً". راجع ما قاله ابن كثير في الفقرة أعلاه.
[انظر هامش العلل المتناهية في الأحدايث الواهية؛ عند ابن الجوزي ج:1؛ ص: 166]. و
قد جزم - بأنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا - جماعة من العلماء منهم هشام بن محمد بن السائب في كتاب الجامع. وابن حبيب في المحبر. وابن دريد في الوشاح، وابن الجوزي في العلل والتلقيح. ". وجاء على على هامش العلل لابن الجوزي:"من المعلوم أن الحافظ ابن القيم قال في الهدي : ج: 1؛ ص: 18:"أن ابا الفرج ذكره في الموضوعات وهذا لا يصح". وجاء في متن العلل:" وقال المؤلف :"ولا شك أنه ولد محتوناً غير أن هذه الحديث لا يصح به ". انتهى.
بيد أن:" أكرم العمري قال: “والأحاديث في ذلك كلها معلولة بعلل قادحة لا تنتهي مجتمعة للاحتجاج بها لأن معظمها لا يخلو من وضاع أو متهم فحديث العباس عندا بن سعد فيه يونس بن عطاء وهو يروى الموضوعات، وحديث ابن عباس عند ابن عدى في إسناده جعفر بن عبدالواحد وهو متهم بالوضع، وحديث أنس عند الطبراني وفي إسناده سفيان بن محمد وهو واهن، وحديث أبى هريرة عند ابن عساكر وفي إسناده محمد بن كثير وإسماعيل بن مسلم”.
[ويعلق هنا الحلبي بالقول :" فقد جاءت أحاديث كثيرة في ذلك. قال الحافظ ابن كثير: فمن الحافظ من صححها، ومنهم من ضعفها، ومنهم من رآها من الحسان: أي وقد يدعى أنه لا مخالفة بين هذه الأقوال الثلاثة، لأنه يجوز أن يكون من قال صحيحة أراد صحيحة لغيرها، والصحيحة لغيرها قد تكون حسنة لغيرها، ومن قال ضعيفة أراد في حد ذاتها.". ]
والظاهر أنها مسألة خلافية؛ أوردتُ الأقوال فيها لأمانة النقل والبحث.
(16) أخرجه الطبراني في الأوسط؛ وَفِيهِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُمَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ" : هذا ما جاء في مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد:" علامات النبوة، وأيضاً أبو نعيم؛ وابن عساكر.
قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَيُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ »: خَتَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طَهَّرَ قَلْبَهُ.« قُال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي : هَذَا خبر مُنْكَرٌ. [انظر: سير أعلام النبلاء؛ لـ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. ثم علق ابن كثير على الخبر السابق بقوله : ״ وَقَدْ رَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ الْبَصَرِيِّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ مُحَارِبِ بْنِ سَلْمِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ : أَنَّ جِبْرِيلَ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ طَهَّرَ قَلْبَهُ . وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا. ورواه الخطيب عن أبي بكرة موقوفا. ولا يصح سنده.
(17) انظر : عند الصالحي؛ والحلبي ص: 45؛ وابن جماعة في المختصر. وبوب السيوطي في كتابه ﴿كفاية الطالب اللبيب في خصائص الـ حـ بـ ـ يـ ـب ﴾ :" باب الآية في ولادته صلى الله عليه وسلم مختونا مقطوع السرة.
(18) وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ ؛ فَقَدِ ادَّعَى بَعْضُهُمْ صِحَّتَهُ لِمَا وَرَدَ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ حَتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مُتَوَاتِرٌ، وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ . قال ابن سعد:" حدثنا عكرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبدالمطلب"؛ وأخرجه البيهقي وأبو نعيم وابن عساكر . وأورده ابن كثير في البداية قال :" وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَالْمُطَّلِبِ خَتَنَهُ، وَعَمِلَ لَهُ دَعْوَةً جَمَعَ قُرَيْشًا عَلَيْهَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[انظر: البداية والنهاية] .
وجاء في سير أعلام النبلاء؛ الذهبي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ عَبْدَالْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا. قال صاحب البداية والنهاية؛ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي" وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ »:وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا ״، قَالَ :״ فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَالْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ. فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ « .
[انظر: ابن كثير في البداية]
ثم قال :" وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْمَالِكِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا فَأَعْجَبَ ذَلِكَ جَدَّهُ عَبْدَالْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ. وَقَدِ ادَّعَى بَعْضُهُمْ صِحَّتَهُ لِمَا وَرَدَ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ حَتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مُتَوَاتِرٌ ، وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ . وَمَعْنًى مَخْتُونًا أَيْ : مَقْطُوعَ الْخِتَانِ ، وَمَسْرُورًا أَيْ : مَقْطُوعَ السُّرَّةِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ .
[ راجع: البداية والنهاية؛ ابن كثير دار عالم الكتب؛ 1424هـ / 2003م .].
(19) وأخرجه ابن عدي وابن عساكر من طريق عطاء..
(20) واخرجه ابن عساكر..
(21) وايضاً : أخرجه ابن عساكر..
(22) انظر : الوشاح لابن دريد..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 05 / 2018, 31 : 12 AM
[ ٢ .] مِنَ دَّلَالَاتِ(1) وإرهاصات لَّيلةِ مَوُلِدَه
„ ما روى من الأحداث ليلة ولادته‟
تمهيد :
كانت مكة على موعدٍ؛ بل إن أردت الدقة جزيرة العرب كلها؛ بل إن أردت الحقيقة امبراطورية فارس وامبراطورية الروم؛ وإن أردت الواقع فقد كان العالم بأسره -عربه.. وشرقه.. وغربه.. شماله.. وجنوبه- مع أمر عظيم سيظل يشرق بنوره على الكون كله إلى أن يرث الله جل جلاله الأرض ومَن عليها، إنه :
ميلاد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين؛ المتمم للمبتعثين من رب الكون والإنسان والحياة والمخلوقات أجمعين النبي المرتضى والرسول المجتبى والـ حــ بــ يــ ب المحتبى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ليخرج الناس من ظلم الإنسان إلى عدل واجد الإنسان وخالقه ورازقه؛ -الرسول- الذي كان بشيراً لأمة عربية تعيش في جاهلية ولبقية أمم الأرض وشعوبها.. ثم لمَن أمن به بعد ذلك في كل زمان وكل مكان؛ وهاديا لمن أعتقد في هداه وتسربل بوشاح سنته وسار على دربه، ونذيراً بزوال الشرك والظلم والجهل، وبُعث لنشر التوحيد والعدل بين الناس، والرحمة لكافة العالمين.. وعندما قرب شروق شمس مولده صلوات الله وسلامه عليه وآله كانت له إرهاصات ودلالات وأحداث فريدة.. وقد أكثر مؤلفو السير والشمائل والتاريخ في ذكر تلك الإرهاصات والحوادث، التي اقترنت بميلاده صلى الله عليه وسلم، والتي فيها الصحيح الثابت والضعيف الذي لا يصح.. ومع اعتقادي الذي يصل إلى حد الجزم في أن بعض الأحداث والمرويات أنها ضعيفة بل منها ماهو ليس بصحيح البتة -علكتها أفواه مَن جهل سيرته؛ أو وافقت ما اضمره صدر محب مغال وسريرته- إلا إنني اذكر تلك المراجع؛ ثم أقوم بتخريجها وفق قدرتي العلمية وقدر إستطاعتي الفهمية وحسب طاقتي الإدراكية العقلية؛ ومِن ثَمَّ التعليق عليها؛ إذ يجب أن تكون سيرة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين خالية من الشوائب التي قد تعكر صفو جريان ينبوع مائها بين الأحياء ليرتوا مِن نبعها الصافي فيعيشوا في هناء وصفاء فتتدفق هطول شلالاتها الغزيرة الوفيرة لتتحرك عجلة الإصلاح والتجديد في كل زمان ومكان.. على أساس العلم وعماد اليقين فالحديث أولاً عن و « لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ » وثانيا عن و « لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا » ؛ فالأسوة الأولى العامة تجدها في ﴿سورة الممتحنة؛ آية: ٤﴾ والأسوة الثانية الخاصة تجدها في ﴿سورة الأحزاب؛ آية: ٢١﴾.. و
العلي القدير أسأله أن يوفقني لما يحبه ويرضاه؛ ويزيل غشاوة الجهل وستار التقليد وغبار النقل دون تحقيق أو تدقيق عن بصيرتي وعقلي.. فهو نعم المسؤول وبالإجابة لما ادعوه قدير..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
﴿ « „ ٣ ‟ » ﴾ الْبَحْثُ الثَّالِثُ :
« „ ما روى من أحداث ليلة المولد ‟ »:
نجمل القول أولاً؛ ثم نفصله.. فنبدءُ بـ السؤال:
ما هي معجزات ولادة الرسول الكريم !؟
الجواب:
عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الصَّادِقِ(2) - أي الامام جعفر بن محمد- قَالَ :
١ . ] كَانَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ يَخْتَرِقُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ فَلَمَّا وُلِدَ عِيسَى عليه السلام حُجِبَ عَنْ ثَلَاثِ سَمَاوَاتٍ وَكَانَ يَخْتَرِقُ أَرْبَعَ سَمَاوَاتٍ، فَلَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم حُجِبَ عَنِ السَّبْعِ كُلِّهَا، وَرُمِيَتِ الشَّيَاطِينُ بِالنُّجُومِ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ هَذَا قِيَامُ السَّاعَةِ الَّذِي كُنَّا نَسْمَعُ أَهْلَ الْكُتُبِ يَذْكُرُونَهُ، وَ
قَالَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ- وَكَانَ مِنْ أَزْجَرِ(3) أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ- :
٢ . ] انْظُرُوا هَذِهِ النُّجُومَ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَيُعْرَفُ بِهَا أَزْمَانُ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَإِنْ كَانَ رُمِيَ بِهَا فَهُوَ هَلَاكُ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِنْ كَانَتْ ثَبَتَتْ وَرُمِيَ بِغَيْرِهَا فَهُوَ أَمْرٌ حَدَثٌ .
٣ . ] وَأَصْبَحَتِ الْأَصْنَامُ كُلُّهَا صَبِيحَةَ وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لَيْسَ مِنْهَا صَنَمٌ إِلَّا وَهُوَ مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِهِ .
٤ . ] وَارْتَجَسَ(4) فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِيْوَانُ كِسْرَى؛ وَ
٥ . ] سَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً .
٦ . ] وَغَاضَتْ(5) بُحَيْرَةُ سَاوَةَ .
٧ . ] وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَةِ .وَ
٨ . ] خَمَدَتْ نِيرَانُ فَارِسَ، وَلَمْ تَخْمُدْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَلْفِ عَامٍ .
٩ . ] وَرَأَى الْمُؤْبَذَانُ(6) فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي الْمَنَامِ إِبِلًا صِعَاباً تَقُودُ خَيْلًا عِرَاباً قَدْ قُطِعَتْ دِجْلَةُ وَانْسَرَبَتْ فِي بِلَادِهِمْ .
١٠ . ] وَانْقَصَمَ طَاقُ الْمَلِكِ كِسْرَى مِنْ وَسَطِهِ .
١١ . ] وَانْخَرَقَتْ عَلَيْهِ دِجْلَةُ الْعَوْرَاءِ(7).
١٢ . ] وَانْتَشَرَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نُورٌ مِنْ قِبَلِ الْحِجَازِ ثُمَّ اسْتَطَارَ حَتَّى بَلَغَ الْمَشْرِقَ .
١٣ . ] وَلَمْ يَبْقَ سَرِيرٌ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا إِلَّا أَصْبَحَ مَنْكُوساً، وَالْمَلِكُ مُخْرِساً لَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَهُ ذَلِكَ .
١٤ . ] وَانْتُزِعَ عِلْمُ الْكَهَنَةِ .
١٥ . ] وَبَطَلَ سِحْرُ السَّحَرَةِ .
١٦ . ] وَلَمْ تَبْقَ كَاهِنَةٌ فِي الْعَرَبِ إِلَّا حُجِبَتْ عَنْ صَاحِبِهَا.
١٧ . ] وَعَظُمَتْ قُرَيْشٌ فِي الْعَرَبِ، وَسُمُّوا آلَ(8) اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَالَتْ آمِنَةُ: إِنَّ ابْنِي وَاللَّهِ :
١٨ . ] سَقَطَ فَاتَّقَى الْأَرْضَ بِيَدِهِ، ثُمَّ
١٩ . ] رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا(9) ، ثُمَّ
٢٠ . ] خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ(10) ، وَ
٢١ . ] سَمِعْتُ فِي الضَّوْءِ قَائِلًا يَقُولُ : إِنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ سَيِّدَ النَّاسِ فَسَمِّيهِ مُحَمَّداً .
٢٢ . ] وَصَاحَ إِبْلِيسُ -لَعَنَهُ اللَّهُ- فِي أَبَالِسَتِهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيهِ.
فَقَالُوا : مَا الَّذِي أَفْزَعَكَ يَا سَيِّدَنَا ؟
فَقَالَ لَهُمْ: وَيْلَكُمْ، لَقَدْ أَنْكَرْتُ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، لَقَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ عَظِيمٌ مَا حَدَثَ مِثْلُهُ مُنْذُ رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام، فَاخْرُجُوا وَانْظُرُوا مَا هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي قَدْ حَدَثَ . فَافْتَرَقُوا، ثُمَّ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا : مَا وَجَدْنَا شَيْئاً . فَقَالَ إِبْلِيسُ -لَعَنَهُ اللَّهُ- : أَنَا لِهَذَا الْأَمْرِ ثُمَّ انْغَمَسَ فِي الدُّنْيَا فَجَالَهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحَرَمِ فَوَجَدَ الْحَرَمَ مَحْفُوظاً بِالْمَلَائِكَةِ، فَذَهَبَ لِيَدْخُلَ فَصَاحُوا بِهِ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَارَ مِثْلَ الصِّرِّ - وَهُوَ الْعُصْفُورُ - فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ حَرَى . فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: وَرَاكَ لَعَنَكَ اللَّهُ . فَقَالَ لَهُ: حَرْفٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُ يَا جَبْرَئِيلُ، مَا هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ فِي الْأَرْضِ ؟ فَقَالَ لَهُ : وُلِدَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم . فَقَالَ لَهُ : هَلْ لِي فِيهِ نَصِيبٌ ؟ . قَالَ : لَا . قَالَ : فَفِي أُمَّتِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : رَضِيتُ(11).
هذا كان الإجمال في مسألة أحداث ليلة المولد ؛ وإليك التفصيل :
[٣. ١. ]: انتكاس بعض الأصنام:
قَالَ الْخَرَائِطِيُّ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ - الزبير - أَنَّ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ مِنْهُمْ: وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ؛ وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ؛ وَعُبَيْدُاللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، كَانُوا عِنْدَ صَنَمٍ لَهُمْ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ قَدِ اتَّخَذُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ عِيدًا كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ، وَيَنْحَرُونَ لَهُ الْجَزُورَ، ثُمَّ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَعْكُفُونَ عَلَيْهِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فِي اللَّيْلِ فَرَأَوْهُ مَكْبُوبًا عَلَى وَجْهِهِ فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ؛ فَأَخَذُوهُ فَرَدُّوهُ إِلَى حَالِهِ؛ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنِ انْقَلَبَ انْقِلَابًا عَنِيفًا؛ فَأَخَذُوهُ فَرَدُّوهُ إِلَى حَالِهِ فَانْقَلَبَ الثَّالِثَةَ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اغْتَمُّوا لَهُ، وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ،
فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ: مَا لَهُ قَدْ أَكْثَرَ التَّنَكُّسَ، إِنَّ هَذَا لِأَمْرٍ قَدْ حَدَثَ، وَذَلِكَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَقُولُ :
أَيَا صَنَمَ الْعِيدِ الَّذِي صُفَّ حَوْلَهُ ** صَنَادِيدُ وَفْدٍ مِنْ بِعِيدٍ وَمِنْ قُرْبِ
تَكَوَّسْتَ مَغْلُوبًا فَمَا ذَاكَ قُلْ لَنَا ** أَذَاكَ سَفِيهٌ أَمْ تَكَوَّسْتَ لِلْعَتْبِ
فَإِنْ كَانَ مِنْ ذَنْبٍ أَتَيْنَا فَإِنَّنَا ** نَبُوءُ بِإِقْرَارٍ وَنَلْوِي عَنِ الذَّنْبِ
وَإِنْ كُنْتَ مَغْلُوبًا تَكَوَّسْتَ صَاغِرًا ** فَمَا أَنْتَ فِي الْأَوْثَانِ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ
قَالَ : فَأَخَذُوا الصَّنَمَ فَرَدُّوهُ إِلَى حَالِهِ فَلَمَّا اسْتَوَى هَتَفَ بِهِمْ هَاتِفٌ مِنَ الصَّنَمِ ، بِصَوْتٍ جَهِيرٍ وَهُوَ يَقُولُ :
تَرَدَّى لِمَوْلُوْدٍ أَنَارَتْ بِنُورِهِ ** جَمِيعُ فِجَاجِ الْأَرْضِ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ
وَخرَّتْ لَهُ الْأَوْثَانُ طُرًّا وَأُرْعِدَتْ ** قُلُوبُ مُلُوكِ الْأَرْضِ طُرًّا مِنَ الرُّعْبِ
وَنَارُ جَمِيعِ الْفُرْسِ بَاخَتْ وَأَظْلَمَتْ ** وَقَدْ بَاتَ شَاهُ الْفُرْسِ فِي أَعْظَمِ الْكَرْبِ
وَصُدَّتْ عَنِ الْكُهَّانِ بِالْغَيْبِ جِنُّهَا ** فَلَا مُخْبِرٌ عَنْهُمْ بِحَقٍّ وَلَا كَذِبَ
فَيَالَ قُصَيٍّ إِرْجِعُوا عَنْ ضَلَالِكُمْ ** وَهُبُّوا إِلَى الْإِسْلَامِ وَالْمَنْزِلِ الرَّحْبِ
قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ خَلَصُوا نَجِيًّا فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَصَادَقُوا ، وَلْيَكْتُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالُوا : أَجَلْ.
فَقَالَ لَهُمْ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ تَعْلَمُونَ - وَاللَّهِ - مَا قَوْمُكُمْ عَلَى دِينٍ، وَلَقَدْ أَخْطَئُوا الْحُجَّةَ ، وَتَرَكُوا دِينَ إِبْرَاهِيمَ مَا حَجَرٌ تُطِيفُونَ بِهِ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ ؟ . يَا قَوْمِ، الْتَمِسُوا لِأَنْفُسِكُمُ الدِّينَ. قَالَ : فَخَرَجُوا عِنْدَ ذَلِكَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ، وَيَسْأَلُونَ عَنِ الْحَنِيفِيَّةِ دِينِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
فَأَمَّا وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ فَتَنَصَّرَ، وَقَرَأَ الْكُتُبَ حَتَّى عَلِمَ عِلْمًا،
وَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ فَسَارَ إِلَى قَيْصَرَ فَتَنَصَّرَ، وَحَسُنَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَهُ، وَأَمَّا زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَأَرَادَ الْخُرُوجَ فَحُبِسَ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَضَرَبَ فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَ الرِّقَّةَ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ فَلَقِيَ بِهَا رَاهِبًا عَالِمًا فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي يَطْلُبُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : إِنَّكَ لَتَطْلُبُ دِينًا مَا تَجِدُ مَنْ يَحْمِلُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يَخْرُجُ مِنْ بَلَدِكَ يُبْعَثُ بِدِينِ الْحَنِيفِيَّةِ فَلَمَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ رَجَعَ يُرِيدُ مَكَّةَ فَغَارَتْ عَلَيْهِ لَخْمٌ فَقَتَلُوهُ،
وَأَمَّا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ مَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَلَمَّا صَارَ بِهَا تَنَصَّرَ، وَفَارَقَ الْإِسْلَامَ فَكَانَ بِهَا حَتَّى هَلَكَ هُنَالِكَ نَصْرَانِيًّا. (12).
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[٣. ٢. ]: ذِكْرُ ارْتِجَاسِ إِيوَانِ كِسْرَى(13)؛ وَ
[٣. ٣. ]: سُقُوطِ الشُّرُفَاتِ(14)، وَ
[٣. ٤. ]: خُمُودِ النِّيرَانِ(15)، وَ
[٣. ٥. ]: رُؤْيَا الْمُوبِذَانِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الدَّلَالَاتِ؛ و
[٣. ٦. ]: انبثاق دجلة(16) العوراء (شط العرب) (17)"
**
تحقيق مسألة البحث الثالث:
„ ارتجاس ديوان كِسرى.. وسقوط شرفاته.. وخمود نار المجوس(18)‟
قَالَ الْحَافِظُ الْخَرَائِطِيُّ(19). فِي كِتَابِ „هَوَاتِفِ الْجَانِّ(20)” حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ يَعْلَى بْنُ عِمْرَانَ - مِنْ آلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْبَجَلِيِّ - حَدَّثَنِي مَخْزُومُ بْنُ هَانِئٍ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ أَبِيهِ - وَأَتَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ - قَالَ (21) في خبرٍ طويلٍ جاء فيه:
„ لمَّا كانتِ اللَّيلةُ الَّتي وُلِدَ فيها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله وسلَّمَ :
ارتَجسَ إيوانُ كِسرى؛ و
سقَطَت منها أربعةُ عشرَ [أربعَ عشرةَ] شُرافةَ [شُرفةً]؛ و
خَمدت نارُ فارِسَ؛ ولم تخمَد قبلَ ذلك ألفَ عامٍ، و
[٣. ٧. ]: غاضَت بُحيرَةُ ساوَةَ (22) يكمل هانئ المخزومي الخبر فلمَّا أصبحَ كسرى أفزعَهُ [ما رأى من شأنِ إيوانِهِ] ذلِكَ فصبرَ عليهِ تشجُّعًا إليه وأخبرَهم فلمَّا عيلَ صبرُهُ رأى أن لا يَسترَ ذلِكَ عن وزرائِهِ [ابن كثير البداية؛ ص: 395 لم يذكر وزرائه:" لَا يَدَّخِرُ عن" ] ومَرازبتِهِ فلبسَ تاجَهُ وقعدَ علَى سريرِهِ وجمعَهُم إليهِ [فلمَّا اجتمعوا عندَهُ قالَ: أتدرونَ فيمَ بعثتُ إليْكم قالوا: لا إلَّا أن يخبرنا الملِكُ] وأخبرَهُم بما رأى فبَينا هم كذلِكَ إذ وردَ عليهمُ الكتابُ بخُمودِ النَّارِ فازدادَ غمًّا إلى غمِّهِ فقالَ الموبِذانُ: وأَنا -أصلحَ اللَّهُ الملِكَ- اللَّهُمَّ قد رأيتُ في هذِهِ اللَّيلةِ [رؤيا ثمَّ قصَّ عليْهِ رؤياهُ] [البداية ص: 396].
ثم يكمل ابن كثير : (رأيتُ) إبلًا ضِعافًا [صعابًا] تقودُ خيلًا عِرابًا قد قطَعَت دجلةَ وانتشَرَت في بلادِها [ابن كثير : بِلَادِهِمْ] فقالَ: أيُّ شيءٍ يكونُ هذا يا موبذانُ ؟، وَكانَ أعلَمَهُم في أنفسِهِم قالَ: حادثٌ [حدثٌ] يكون في ناحيةِ العَربِ .
فَكَتبَ عندَ ذلِكَ:
مِن كِسرى ملِكِ الملوكِ إلى النُّعمانِ بنِ المنذرِ؛ أمَّا بعدُ؛ فابعَث [فوجِّه] إليَّ برجلٍ عالِمٍ بما أريدُ أن أسألَهُ عنهُ. فبَعثَ [فوجَّهَ] إليهِ بـ عبدِالمسيحِ بنِ عمرِو بنِ حيَّانَ بنِ بَقلةَ (ابن كثير البداية :" بُقَيْلَةَ ") الغسَّانيِّ، فلما قدِمَ (البداية:"وَرَدَ") عليه قال [لَهُ ألَكَ]: أعندَكَ علمٌ بما أريدُ أن أسألَكَ عنهُ؟. قالَ: لِيُخبِرني [ليَسألني] [البداية:"عَمَّا أَحَبَّ"] الملِكُ فإن كانَ عِندي منهُ علمٌ [إلَّا] أخبرتُهُ؛ وإلَّا [البداية:"أَخْبَرْتُهُ بِمَنْ يَعْلَمُ"] دَللتُهُ على مَن يخبرُهُ، فأخبرَهُ بما رأى فقالَ: عِلمُ ذلِكَ عندَ خالٍ لي يسكنُ مشارِفَ الشَّامِ يقالُ له „سَطيحٌ”؛ قال: فأتِهِ فاسألهُ عمَّا أخبرتُكَ [البداية:"سَأَلَتُكَ عَنْهُ"] ثمَّ ائتِني بجوابِهِ [البداية:"بِتَفْسِيرِهِ"] فخرجَ عبدُالمسيحِ [فرَكِبَ] حتى قدِم [البداية:" حَتَّى انْتَهَى إِلَى"] „سَطيحٍ” وقد أشفَى على [البداية:"الضَّرِيحِ"] الموتِ فسلَّمَ عليهِ وحيَّاهُ [البداية:"وَكَلَّمَهُ"] فلَم [يحر] يردَّ عليهِ جوابًا فأنشأ عبدُالمسيحِ يقولُ:
أصُمَّ لَم يسمَعْ غطريفُ اليمَنْ * أم فازَ [ابن كثير البداية :" فَاد"] فأزلَمَّ به شأوُ العنَنْ
يا فَاصِلَ الخُطَّةِ أعيَت مَنْ ومَنْ * [ابن كثير البداية :" وَكَاشِفَ الْكُرْبَةِ عَنْ وَجْهٍ غَضِنْ "]
أتاكَ شيخُ الحيِّ مِن آلِ سنَنْ
وأمُّهُ من آلِ ذئبِ بنِ حَجَنْ * أزرقُ [نَهمُ] [البداية ابن كثير :" بَهْمُ "] مُهمي النَّابِ صرَّارُ الأذُنْ
[ابن كثير البداية:" أَزْرَقُ بَهْمُ النَّابِ صَرَّارُ الْأُذُنْ * أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاءِ وَالْبَدَنْ "]
أبيضُ فضفاضُ الرِّداءِ والبدَنْ * رسولُ قَيلَ العُجْمِ يَسري للوسَنْ
لا يرهبُ الرَّعدَ ولا ريبَ الزَّمَنْ * تجوبُ بي الأرضَ علنداةٌ شَجَنْ [شزَنْ؛ عند الذهبي وابن كثيرالبداية]
ترفعُني وجنًا وتَهْوى بي وَجَنْ * حتَّى أتي عاري الجآجِئ والقطَنْ
[قلت(الرمادي): يوجد تقديم وتأخير في سرد الأبيات]
تلفُّهُ في الرِّيحِ بوغاءُ الدِّمَنْ * كأنَّما حُثْحِثَ من حضني ثَكَن [كأنَّما أخرجَ من جوفٍ ثَكن]
فلمَّا سمعَ سَطِيحٌ شعرَهُ رفع رأسه وقال :
عبدُالمسيحِ علَي جملٍ مُشيحٍ إلى (أَتَى) سطيحٍ .
وقد أوفى على الضريحٍ
بعثَكَ ملِكُ بَني ساسانَ لارتِجاسِ الإيوانِ وخُمودِ النِّيرانِ ورُؤيا الموبذانِ رأى إبلًا ضِعافًا ["صعابًا" عند ابن كثير؛ البداية] تقودُ خيلًا عِرابًا قد قَطَعَت دِجلةَ وانتشَرَتْ في بلادِها يا عبدَالمسيحِ إذا كثُرتِ التِّلاوةُ وظَهَرَ صاحبُ الهَراوةِ وخمدت نارُ فارسَ وغاضت بُحَيْرةُ ساوةَ وفاضَ وادي السَّماوةِ فليسَ الشَّامُ لسَطيحٍ شاما يملِكُ منهم ملوكٌ وملِكاتٍ علَى عددِ الشُّرفاتِ وَكُلُّ ما هوَ آتٍ آتٍ .
ثمَّ قضَى سطيحٌ مَكانَهُ ووثبَ [البداية:"فَنَهَضَ"] عبدالمسيح الغَسَّاني [البداية:"إِلَى رَاحِلَتِهِ"] [إلى رحلِهِ وَهوَ ] يقولُ:
شَمِّر فإنَّكَ ماضي الهمَّ شِمِّيرُ * لا يُفْزِعَنَّكَ تفريقٌ وتغييرُ
إن يمسِ ملِكُ بَني ساسانَ أفرطَهُم * فإنَّ ذا الدَّهرِ أطوارٌ دهاهيرُ
فربَّما ربموا [ربَّما] أضحَو بمنزلةٍ * تَهابُ [البداية : يَخَافُ] صولَهُمُ الأسدُ المَهاصيرُ
منهم أخو الصَّرحِ بَهْرامٌ وأخوتُهُ * والهرمُزانُ وسابورُ [البداية:" شَابُورٌ] وسابورُ
والنَّاسُ أولادُ عَلَّاتٍ فمَن علِموا * أن قد أقلَّ فمَحقورٌ ومَهجورُ
بيت من عند البداية: [وَرُبَّ قَوْمٍ لَهُمْ صُحْبَانُ ذِي أُذُنٍ * بَدَتْ تُلَهِّيهِمُ فِيهِ الْمَزَامِيرُ ]
وهُم بنوا الأمِّ أما إن رَأوا نَشبًا * فذاكَ بالغَيبِ مَحفوظٌ ومَنصورُ
فالخيرُ والشَّرُّ مَقرونانِ [مصفودانِ] في قَرَنٍ * فالخيرُ متَّبعٌ والشَّرُّ مَحذورُ
فلمَّا قدمَ عبدُالمسيحِ على كِسرى أخبرَهُ بقولِ سَطيحٍ. فقالَ كِسرَى: إلى [متى يملِكُ] أن يملِكَ منَّا أربعةَ عشرَ ملكًا قد كانَت أمورٌ [البداية :"وَأُمُورٌ"]. قال: فملَكَ منهُم عشرةٌ أربعَ سنينَ وملَكَ الباقونَ إلى آخرِ خِلافةِ عُثمانَ رضيَ اللَّهُ عنهُ ‟ (23)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
وذكر : أبو شهبة في السيرة النبوية :" ما صاحب الميلاد من الايات والعجائب:
ومن الآيات والإرهاصات(24) التي صاحبت الميلاد ارتجاس إيوان كسرى، وسقوط أربع عشرة شرفة من شرفاته، فقد كان هذا إيذانا بأنه لم يبق من ملوكهم إلا أربعة عشر(25) ، وهذا ما كان، وصدّقه التاريخ والواقع(!!!)، وغاضت بحيرة ساوه(26)، وخمدت نيران فارس التي كانوا يعبدونها، ولم تخمد منذ ألف عام(27).
يقول بعد ذلك أبو شيبة في السيرة النبوية : « وقد أسرف المؤلفون في السير والمولد والتاريخ في ذكر العجائب التي اقترنت بالميلاد، ومنها كلام الهواتف(28)، والجن، وفيها الكثير مما لم يصح، وما هو مختلق، فأعرضت عن ذكر كل ذلك، واكتفيت بما هو ثابت، أو بعضه(29).
وقد ذكرت رواية إرتجاس إيوان كسرى وخمود نار الفرس في العديد من الكتابات والبحوث الحديثة دون تمحيص أو تدقيق؛ فتجدها على موقع قصّة الاسلام تحت اشراف الدكتور راغب السرجاني؛ دون تعليق أو تدقيق؛ وهذا ما لا أفهمه، خاصةً أن الدكتور يكتب في موقع قد يعتمد عليه الكثير كمرجع .
قلت(الرمادي): لم تخل كتب السنة أو الشيعة من ذكر هذه الإرهاصات؛ فأنت تقرأ في موسوعة :" محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي؛ بحار الأنوار [الجزء: 15؛ ص: 256] نفس الرواية؛ فكتب يقول :" وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلىاللهعليهوآله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وبقية الرواية ذكرتها في المجمل في بداية هذا البحث فلتراجع.
قلتُ(الرمادي): والمجلسي ذكرها دون تعليق أو تصحيح أو تضعيف؛ ثم يكمل المجلسي القول ص : 257:" بما أثبتناه في المجمل؛ نقلا من الإمام جعفر. "
وذكر الصالحي رواية عن ابن جرير؛ قريبة مما ذهب إليه المجلسي؛ فذكر في الباب الحادي عشر؛ تحت عنوان : « في انبثاق دجلة وارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران وغير ذلك مما يذكر»..
فكتب يقول:" ذكر ابن جرير؛ وغيره أن « كِسرى أبرويز كان قد سكر -سد- دجلة العوراء وأنفق عليها مالا عظيما، وكان طاق ملكه قد بناه بنيانا عظيما لم ير مثله، وكان عنده ثلاثمائة رجل من كاهن وساحر ومنجم، وكان فيهم رجل من العرب اسمه „السائب” قد بعث به بأذان من اليمن، وكان كِسرى إذا حزبه أمر جمعهم فقال: انظروا في هذا الأمر ما هو. فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح كِسرى وقد انقصم طاق ملكه من غير ثقل وانخرقت دجلة العوراء فلما رأى ذلك أحزنه فدعا كهانه وسحاره ومنجميه وفيهم „السائب” فقال لهم: قد انقصم طاق ملكي من غير ثقل فانظروا في أمره بما تعلمونه من علمكم فأخذت عليهم أقطار السماء وأظلمت الأرض فلم يمض لهم ما رأوه وبات „السائب” في ليلة مظلمة على ربوة من الأرض ينظر فرأى برقا من قبل الحجاز قد استطار فبلغ المشرق، فلما أصبح رأى تحت قدميه روضة خضراء فقال فيما يعتاف: إن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق وتخصب الأرض عليه كأفضل ما أخصبت على ملك. فلما خلص الكهان والمنجمون بعضهم إلى بعض ورأوا ما أصابهم ورأى „السائب” ما رأى قال بعضهم لبعض: والله ما حيل بينكم وبين علمكم إلا لأمر جاء من السماء وإنه لنبي يبعث أو هو مبعوث يسلب هذا الملك ملكه ويكسر وإن نعيتم إلى كسرى كسر ملكه ليقتلنكم فاتفقوا على أن يكتموه الأمر وقالوا له قد نظرنا فوجدنا وضع دجلة العوراء وطاق الملك قد وضع على النحوس، فلما اختلف الليل والنهار فوقعت النحوس مواقعها زال كل ما وضع عليها، ونحن نحسب لك حسابا تضع عليه بنيانك فلا يزول. - فحسبوا فأمروه بالبناء فبنى دجلة العوراء في ثمانية أشهر وأنفق عليها أموالا جليلة حتى فرغ منها، فلما فرغ قال لهم: أجلس على سورها ؟ قالوا: نعم. فجلس في أساورته ومرازبته، فبينما هو كذلك انشقت دجلة وخرج ذلك البنيان من تحته، فلم يخرج إلا بآخر رمق، فلما أخرجوه جمع كهانه وسحرته ومنجميه وقتل منهم نحو مائة وقال لهم: أقربتكم وأجريت عليكم الأموال ثم إنكم تخونونني ؟ فقالوا: أيها الملك أخطأنا كما أخطأ من قبلنا. ثم حسبوا له وأمروه بالبناء فبناه وفرغ منه وأمروه بالجلوس عليه فخاف أن يجلس عليه فركب وسار على البناء فبينما هو يسير إذ انشقت أيضا، فلم يدرك إلا بآخر رمق. فدعاهم وقال: لأقتلنكم أو لتصدقني. فصدقوه وأخبروه بالأمر فقال: ويحكم هلا بينتم لي ذلك فأرى فيه ما أرى قالوا: منعنا الخوف. فتركهم. » (30).
** ** ** ** **
قلتُ (الرمادي): تجولت مع القارئـ(ـة) الكريمـ(ـة) بين صفحات وسطور مصادر ذكرت هذه الأحداث؛ وقد بينتُ ضعف هذه الأخبار؛ أو عدم وقوعها اصلاً.. ومن الله تعالى ذكره وجل قدره التوفيق والسداد والهداية .
**
ذكرتُ في مجمل هذا البحث مسألة إختراق إبليس للسموات؛ فذكر ابن جماعة في المختصر " ورُميت الشياطين بالشُّهب الثواقب؛ ثم ذكرت بعض المصادر: حزن إبليس وحجبه من السموات وما سمع من الهواتف لما ولد رسول الله عليه السلام.".
ذكر الصالحي الشامي في : الباب العاشر تحت عنوان :" في حزن إبليس وحجبه من السموات وما سمع من الهواتف لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم"
حَكَى السُّهَيْلِيُّ (31) عَنْ تَفْسِيرِ بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْحَافِظِ « أَنَّ إِبْلِيسَ رَنَّ(32) أَرْبَعَ رَنَّاتٍ؛ ورنّة ً حِينَ لُعِنَ، وَورنّة ً حِينَ أُهْبِطَ، وَورنّة ً حِينَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَورنّة ً حِينَ أُنْزِلَتِ الْفَاتِحَةُ »(33)
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
د. محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
الجزء الثاني إرهاصات ليلة الميلاد ~ القسم الثالث: السيرة النبوية
ــــــــــــــــــ
تخريج الأحاديث وذكر المصادر والتعليقات:
(1) انظر البداية والنهاية؛ ابن كثير.
(2) سلسلة الرواية فقد روى الشيخ الصدوق عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْبَزَنْطِيِّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ؛
قلت (الرمادي): راجع المجلسي في موسوعته بحار الأنوار؛ الجزء 15؛ ص :"258".
(3) الزَجر : العيافة، وهو نوع من الكهانة. قال في النهاية: العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها،
(4) الارتجاس : الاضطراب والتزلزل . ارتجس: اضطرب وانشق.
(5) غاضت : قلَّ ونَضُبْ ماؤها . زيادة في المعلومات.. وستجد إختلافاً
(6) المُوبذان : قال السهيلي: معناه القاضي أو المفتي بلغتهم. وقال ابن منظور في "لسان العرب": الموبذان للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين."، والموبذ القاضي، وقال صاحب القاموس: الموبذان فقيه الفرس وحاكم المجوس.
(7) دجلة العوراء: دجلة نهر معروف بالعراق، وإن كِسرى كان سكَّر -سدَّ- بعض الدجلة وبنى عليها بناء، فلعله لذلك وصفوا الدجلة بعد ذلك بالعوراء لأنه عور وطم بعضها فانخرقت عليه وانهدم بنيانه
(8) قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ الصَّادِقُ : إِنَّمَا سُمُّوا آلَ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ فِي بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ.
(9) ومن عجائب ولادته صلى الله عليه وسلم ما ظهر من آيات دالة على النبوة عند مولده، وما حكته أمه-آمنة بنت وهب- ومن حضر مولده من النساء من العجائب ومنها: "أنه صلى الله عليه وسلم كان رافعاً رأسه كالداعى الله - عندما وضعته - شاخصاً ببصره إلى السماء". [رواه البيهقى عن الزهرى مرسلاً.]. وسنبحث هذه المسالة إن شاء الله تعالى.
(10) ومن ذلك أيضاً ما روى عن فاطمة أم عثمان بن أبى العاص قالت: "لما حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت البيت حين وقع (أى حين خرج صلى الله عليه وسلم للدنيا) قد امتلأ نوراً، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع علىّ". [ رواه البيهقى؛ والطبرانى]. وقد ذكرنا من قبل ما :" قد رواه أبو العجفاء التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" رَأَتْ أُمِّى حِينَ وَضَعَتْنِى سَطَعَ مِنْهَا نُوراً أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصرَى". [أخرجه ابن سعد. وما رواه العرباض فليرجع إلى موضعه] . وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنِ الشِّفَاءِ أُمِّ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهَا كَانَتْ قَابِلَتَهُ، وَأَنَّهَا أَخْبَرَتْ بِهِ حِينَ سَقَطَ عَلَى يَدَيْهَا، وَاسْتَهَلَّ.. سَمِعَتْ قَائِلًا يَقُولُ :" يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَإِنَّهُ سَطَعَ مِنْهُ نُورٌ رُئِيَتْ مِنْهُ قُصُورُ الرُّومِ".
(11) انظر: محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي؛ بحار الأنوار؛ الجزء : 15؛ ص: 258 .
(12) أخرجه ابن عساكر (3 /423). وذكره ابن كثير في البداية: ص: 579- 580؛ كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كتاب مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر شيء من البشارات بذلك. وهذا حديث موضوع في إسناده وضاعان هما : عبدالله بن محمد البلوى، وعمارة بن زيد. فقد قَالَ الْخَرَائِطِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ بِمِصْرَ؛ وهو الأول؛ ثم يكمل :" حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَيْدٍ "؛ وهذا الثاني. وتجده عند الصالحي الدمشقي؛ ص: 351.
قلت(الرمادي): ولعلي أعود لبحث هذه المسألة؛ أقصد البشارات بمحمد كـ رسول الله؛ صلى الله عليه وآله وسلم
(13) انظر : عند ابن جماعة؛ فقد قال:" انشقَّ إيوان كِسرى حتى سُمع صوتُهَ "، وابن كثير في البداية.
(14) انظر : ابن كثير في البداية؛ وابن جماعة يحدد عددها نقلاً من المصادر التي سأذكرها:" وسقط منه أربع عشرة شُرفةً".
(15) انظر : ابن كثير البداية .
(16) إضافة من عند الصالحي الشامي.
(17) المصدر: ذي قار وبطائحها في العصر الإسلامي؛ (1- 656هـ / 622- 1258م)؛ دراسة في أحوالها الاجتماعية والاقتصادية؛ رسالة تقدمت بها الطالبة؛ ميادة سالم علي العكيلي؛ إلى مجلس كلية الآداب جامعة ذي قار، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي؛ بأشراف: أ. م. د. فاضل كاظم صادق. وجاء عند نهاية الأرب في فنون الأدب:"وانظر البدء والتاريخ؛ المؤلف: المطهر بن طاهر المقدسي: " وكانت المراكب التي ترد من الهند والصين تدخل في دجلة من بحر فارس إلى مدينة المداين، فاتفق أن انبثق في أسافل كسكر بثق عظيم على عهد قباذ بن قيروز فأهمل حتى طغى ماؤه وغرق غمارات وضياعا فصارت بطائح. ويسمى هذا البثق دجلة العوراء لتحول الماء عنه. وصار بين دجلة الآن ودجلة العوراء مسافة بعيدة تسمى بطن جوخى، وهو من حد فارس من أعمال واسط إلى نحو السوس من أعمال خوزستان؛ وانظر: نهاية الأرب في فنون الأدب؛ وتاريخ الطبري؛ تاريخ الأمم والملوك؛ محمد بن جرير الطبري أبو جعفر؛ ج:2؛ ص: 188-190.
قلت(الرمادي): وعند ابن جريرالطبري في تاريخه أخبار تنسب إلى نبي الإسلام سأحققها في موضعها بإذته تبارك وتعالى .
(18) روى ابن جرير الطبرى في تاريخه (2/143) وأبو نعيم (ص95)؛ والبيهقي (1/126) كلاهما في الدلائل "ونقله الصالحي من الخرائطي ص : 355 وذكره ابن كثير.
(19) ترجمته :" الْإِمَامُ الْحَافِظُ الصَّدُوقُ الْمُصَنِّفُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ شَاكِرٍ، السَّامَرِّيُّ الْخَرَائِطِيُّ؛ صَاحِبُ مصنفاتٍ مثل „مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ”، وَ„مَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ”، وَ„اعْتِلَالِ الْقُلُوبِ”، وَغَيْرِ ذَلِكَ. سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، وَعُمَرَ بْنَ شَبَّةَ، وَسَعْدَانَ بْنَ نَصْرٍ، وَسَعْدَانَ بْنَ يَزِيدَ، وَحُمَيْدَ بْنَ الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيَّ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ زَبْرٍ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ مُهَنَّا الدَّرَانِيُّ وَمُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا مُوسَى السِّمْسَارِ، وَالْقَاضِي يُوسُفُ الْمَيَانَجِيُّ، وَعَبْدُالْوَهَّابِ الْكِلَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ، وَآخَرُونَ وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبِعَسْقَلَانَ. قَالَ ابْنُ مَاكُولَا :"صَنَّفَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنَ الْأَعْيَانِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ حَسَنَ الْأَخْبَارِ، مَلِيحَ التَّصَانِيفِ. قِيلَ: مَاتَ بِـ „يَافَا” فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ". [انظر الذهبي؛ سير أعلام النبلاء. ص:268] .
(20) قال الخرائطي في مقدمة كتابه :" هَذَا كِتَابُ هَوَاتِفِ الْجِنَانِ وَعَجِيبِ مَا يُحْكَى عَنِ الْكُهَّانِ مِمَّا يُبَشِّرُ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَيَدُلُّ مِنْهُ بِوَاضِحِ الْبُرْهَانِ".
(21) انظر ابن كثير البداية .
(22) اقتصر البعض على هذا الجزء من الخبر الطويل الذي رواه هانئ المخزومي: انظر ابن جماعة في المختصر. وقال الذهبي في السيرة النبوية: ج: 1؛ ص: 44 :„ هذا حديث منكر غريب” . وذكره ابن كثير بطوله في البداية: ج: 2؛ ص: 249، وقال :„ هذا الحديث لا أصل له في شئ من كتب الإسلام المعهودة، ولم أره بإسناد أصلا” .
(23) انظر : النخشبي؛ في : تخريج الحنائيات:ج: 2؛ ص: 994؛ الحديث : حسن غريب . يلاحظ ما بين المعكوفتين [ ] من عند :
ابن كثير؛ البداية؛ ومن عند :
الذهبي؛ في تاريخ الإسلام :ج: 1؛ ص: 35؛ والحديث : منكر غريب. والحديث جاء في دلائل النبوة لقوام السنة؛ وإسناده ضعيف؛ وذكر في :" دلائل النبوة؛ للبيهقي؛ وإسناد ضعيف" ؛ وانظر دلائل النبوة لأبي نعيم وإسناد ضعيف: حديث رقم 82 :" فنون العجائب لـ علي بن عمرو النقاش وإسناده ضعيف: حديث رقم :"62".؛ وتاريخ الطبري؛ ج: 2؛ ص: 166؛ وإسناده ضعيف : حديث رقم :"381" وتاريخ الطبري وإسناده ضعيف: حديث رقم 14 عند:" هَوَاتِفِ الْجِنَانِ " لـ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ السَّامَرِّيِّ؛ عُرِفَ بِالْخَرَائِطِيِّ ". ذكره ابن كثير في البداية: ج: ؛ ص: 398 -399:"فقال:" وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيِّ بِنَحْوِهِ؛ (حديث رقم 61) [انظر: البيهقي دلائل: دلائل النبوة للبيهقي؛ الْمَدْخَلُ إِلَى دَلائِلِ النُّبُوَّةِ..؛ جِمَاعُ أَبْوَابِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ؛ بَابُ : مَا جَاءَ فِي ارْتِجَاسِ إِيوَانِ كِسْرَى. واعتبرها صاحب : كتاب الرؤيا: حمود بن عبدالله بن حمود بن عبدالرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ)؛ دار اللواء؛ الطبعة: الأولى، 1412هـ؛ من أحلام الأكابر دون تعليق أو وتخريج.
فائدة :
يذكر صاحب البداية أن :" : كَانَ آخِرَ مُلُوكِهِمْ - الَّذِي سُلِبَ مِنْهُ الْمُلْكُ - يَزْدَجِرْدُ بْنُ شَهْرَيَارَ بْنِ أَبْرَوِيزَ بْنِ هُرْمُزَ بْنِ أَنُوشِرْوانَ وَهُوَ الَّذِي انْشَقَّ الْإِيوَانُ فِي زَمَانِهِ وَكَانَ لِأَسْلَافِهِ فِي الْمُلْكِ ثَلَاثَةُ آلَافِ سَنَةٍ وَمِائَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَكَانَ أَوَّلَ مُلُوكِهِمْ خَيُومَرْتُ بْنُ أَمِيمَ بْنِ لَاوَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ". [البداية ص:398- 399].
وقد تساءل البعض؛ ولهم الحق في السؤال :" كيف عرف الناس بالأحداث التي رافقت مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ والبعض أطلق عليها :" معجزات ولادة الرسول الكريم ".مثل ارتجاج إيوان كسرى وسقوط شرفاته، وخمود نيران المجوس وغيض بحيرة ساوة؟.
". والإجابة :" إن هذه الأحداث المذكورة لا تثبت، بل هي من الموضوع والضعيف، ". ثم إليك أيها القارئـ(ــة) الكريـمـ(ــة) ما قاله العلماء
1.] قال الألباني في كتابه "صحيح السيرة النبوية": "قد وردت بعض الروايات الواهية بلا إسناد تخص أحداثاً وقعت عند ميلاده صلى الله عليه وسلم، ولا يثبت منها شيء، منها ارتجاس إيوان كسرى، وسقوط أربع عشرة شرفة من شرفاته، وخمود النيران التي كان يعبدها المجوس، وانهدام الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، وغير ذلك من الدلالات التي ليس فيها شيء ثابت".
2.] وقال صفي الرحمن في كتابه الرحيق المختوم: "رُوِيَ أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبري والبيهقي وغيرهما، وليس له إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعي التسجيل.
وأما كيف عرف الناس هذا الأحداث على فرض حصولها!؟.
فقد ذكر أصحاب السير أنه رآها بعض أهل البلاد التي حصلت فيها هذه الأحداث وسألوا عن سرها، كما يذكرون في ذلك أن
1.] كسرى أرسل إلى النعمان بن المنذر ليسأل له الكاهن عبدالمسيح بن عمرو عن سر ما حصل، قال الماوردي في أعلام النبوة: ومن هواجس الإنذار والإلهام والمنام: ما رواه
2.] أبو أيوب يعلى بن عمران النحلي عن مخزوم بن هاني المخزومي
ومع ضعف الروايات أو جهالة المرويات فقد ذكر الصالحي الدمشقي ما قاله : أبو عبدالله محمد بن أبي زكريا يحيى بن علي الشقراطسي حيث قال:
ضاءت لمولده الآفاق واتصلت * * بشرى الهواتف في الإشراق والطفل
وصرح كسرى تداعى من قواعده * * وانقض منكسر الأرجاء ذا ميل
ونار فارس لم توقد وما خمدت * * من ألف عام ونهر القوم لم يسل
خرت لمولده الأوثان وانبعثت * * ثواقب الشهب ترمي الجن بالشعل .
والإمام أبو عبدالله محمد بن سعيد بن حماد الدلاصي الشهير بالبوصيري رحمه الله تعالى حيث قال:
أبان مولده عن طيب عنصره * * يا طيب مبتدإ منه ومختتم
يوم تفرس فيه الفرس أنهم * * قد أنذروا بحلول البؤس والنقم
وبات أيوان كسرى وهو منصدع * * كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسف * * عليه والنهر ساهي العين منسدم
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها * * ورد واردها بالغيظ حين ظمي
كأن بالنار ما بالماء من بلل * * حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والأنوار ساطعة * * والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم * * يسمع وبارقة الإنذار لم تشم
من بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم * * بأن دينهم المعوج لم يقم
من بعد ما عاينوا في الأفق من شهب * * منقضة وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الحق منهزم * * من الشياطين يقفو إثر منهزم
وقال أيضا في قصيدته الهمزية:
ومحيا كالشمس منك مضئ * * أسفرت عنه ليلة غراء
ليلة المولد الذي كان للدي * * ن سرور بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد * * ولد المصطفى وحق الهناء
وتداعى إيوان كسرى ولو * * لا آية منك ما تداعى البناء
وغدا كل بيت نار وفيه * * كربة من خمودها وبلاء
وعيون للفرس غارت فهل كا * * ن لنيرانهم بها إطفاء
فهنيئا به لآمنة الفض * * ل الذي شرفت به حواء
من لحواء أنها حملت أح * * مدا وأنها به نفساء
يوم نالت بوضعه ابنة وه * * ب من فخار ما لم تنله النساء
وأتت قومها بأفضل مما * * حملت قبل مريم العذراء
شمتته الأملاك إذ وضعته * * وشفتنا بقولها الشفاء
رافعا رأسه وفي ذلك الرف * * ع إلى كل سؤدد إيماء
رامقا طرفه السماء ومرمى * * عين من شأنه العلو العلاء
وتدلت زهر النجوم إليه * * وأضاءت بضوئها الأرجاء
وتراءت قصور قيصر بالشا * * م يراها من داره البطحاء.
[انظر الصالحي الشامي: ص: 255- 256]
(24) ما تقع بين يدي النبوة من الخوارق. هذا ما تجده عند أبي شيبة في كتابه.
قلت(الرمادي): ولكن هذه البحوث-حتى كتابة هذا الجزء من بحوث السيرة النبوية- تتعلق بما حدث قبل الحمل وإثناء فترته وليلة الميلاد.. فانتبه!.
(25) وقد ملكَ منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون إلى سقوط دولتهم، وخضوعها للإسلام.
قلت(الرمادي): هذا ما يراه أبو شهبة ؛ سنعود بإذنه ورضاه إلى بحث هذه الجزئية في بحوث الدعوة وكيفية نشرها.
(26) بـ„سين” مهملة بعدها „ألف”، وبعد الألف „واو” مفتوحة فـ„هاء” ساكنة: من بلاد فارس، كانت بحيرة كبيرة متسعة الأكناف بين همذان وقم(!)، قال فيها الصرصري في بعض قصائده:
غارت وقد كانت جوانبها تفوت الميلا
وكانت ستة فراسخ طولا وعرضا، وتسير فيها السفن، ويسافر فيها الناس إلى ما حولها من البلدان. أما بحيرة „طبرية” فهي ببلاد الشام، وليست هي، وما قيل في بعض الكتب من أنها طبرية غير معروف وغير صحيح، فـ بحيرة „طبرية” لم يثبت أن ماءها غاض؛ لا تزال إلى يومنا هذا، وما قيل: إنها نقص ماؤها ليلتئذ فهو تكلّف.
قلتُ(الرمادي) راجع ماعند الصالحي الدمشقي: ص: 358.
(27) رواه البيهقي؛ حديث رقم 61، وأبو نعيم، والخرائطي في «الهواتف» وابن جرير، وابن عساكر كلهم من حديث مخزوم بن هانىء عن أبيه. قلت(الرمادي): والخبر خرجته فليراجع لموضعه.
(28) ما يسمع كلامه ولا يرى.
(29) انظر: شرح المواهب، ج 1 ص 142 وما بعدها. وانظر عند أبي شيبة ، ج: 1؛ ص: 177.
(30) الصالحي الشامي؛ ج:1؛ ص: 353- 354 ، نقلامن تاريخ ابن جرير الطبري.
(31) نقله السهيلي وأبو ربيع وغيرهما عن تفسير الحافظ ابن مخلد.
(32) رن: صوت بحزن وكآبة. وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: قال إبليس لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ولد الليلة ولد يفسد علينا أمرنا. فقال له جنوده: لو ذهبت إليه فخبلته. فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الله جبريل فركضه برجله ركضة فوقع بعدن.
وروى الزبير بن بكار وابن عساكر عن معروف بن حزبوذ قال: « كان إبليس يخترق السموات السبع. فلما وُلد عيسى حُجب من ثلاث سموات، وكان يصل إلى أَربَعٍ.. فلما ولد النبي صلى الله عليه وسلم حجب من السبع » [وعند ابن جماعة المختصر].
(33) الحديث عن أبي هُرَيْرَةَ :« إنَّ إبليسَ رنَّ حينَ أُنزِلَتْ فاتحةُ الكتابِ وأُنزِلَتْ بالمدينةِ».[انظر: الطبراني في : المعجم الأوسط : 5/ 100؛ لم يرو هذا الحديث عن منصور إلا أبو الأحوص تفرد به أبو بكر بن أبي شيبة. هذا مصدر والآخر : انظر تفسير القرطبي :" سُورَةُ الْفَاتِحَةِ "، قال:" وَذَكَرَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ لَهُ : حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِاللَّهِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : « إِنَّ إِبْلِيسَ - لَعَنَهُ اللَّهُ - رَنَّ أَرْبَعَ رَنَّاتٍ : حِينَ لُعِنَ ، وَحِينَ أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَحِينَ أُنْزِلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَأُنْزِلَتْ بِالْمَدِينَةِ ». وتجد الحديث عند ابن جماعة في المختصر.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 05 / 2018, 11 : 02 PM
بقية أحداث ليلة المولد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-بعون من الله تعالى في سماه وتقدست اسماه وكرمٍ ومن- أجمل ما كان من أعلام نبوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منذ حملت به أمه "الزهرية" آمنة بنت وهب إلى أن بعثه اللَّه تعالى برسالته:
اعلم أنه كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من أمارات النبوة آيات وأعلام يهتدى بها إلى ثبوت نبوته وصدق رسالته، قدمها اللَّه تعالى ذكره وجل قدره قبل بعثته برسالته ليكون دليلا واضحا وبرهانا ساطعاً صحيحا دالا على نبوته وتحقيق رسالته.
فمن ذلك:
١.] إخبار الحَبر لعبدالمطلب بأن في إحدى يديه ملكا؛ وفي الأخرى نبوة، وأن ذلك في بني زهرة، وأن
٢.] عبداللَّه بن عبدالمطلب كان يرى بين عينيه نور النبوة، وأن أمة
٣.] آمنة بنت وهب لما حملت به بشّرت بأنه خير البرية، ولما ضربها
٤.] المخاض دنت منه نجوم السماء، وخرج منها لما وضعته
٥.] نور أضاء له البيت، وانتشر حتى أضاءت له قصور الشام وغيرها، وطرحوا عليه بعد ولادته
٦.] بُرمة فانفلقت، و
٧.] ولد مختوناً مسروراً، و
٨.] فتحت لولادته أبواب السماء، واستبشرت الملائكة، و
٩.] تطاولت الجبال و
١٠.] ارتفعت البحار، و
١١.] قلّ الشيطان ومردته، و
١٢.] ألبست الشمس نوراً عظيماً، و
١٣.] نكست الأصنام و
١٤.] حجبت الكهان، و
١٥.] ارتجس إيوان كسرى، و
١٦.] سقطت منه أربع عشرة شرفة، و
١٧.] خمدت نار فارس، و
١٨.] غاضت بحيرة ساوي، ورأى المؤبذان
أن إبلا تقود خيلا وانتشرت في بلاد فارس.
وردّ اللَّه ببركته
١٩.] أصحاب الفيل عن مكة، ومنعهم من تخريب البيت الحرام الّذي جعل اللَّه حجّه أحد أركان الإسلام، تحقيقا لشريعته، وتأييدا لدعوته، وما ظهر لـ
٢٠.] ظئره حليمة من البركة حين أرضعته من إقبال لبنها، وكثرته بعد قلته، و
٢١.] حلبها اللبن من شاتها التي لم يكن بها قطرة لبن، و
٢٢.] سبق أتانها حمر رفاقها بعد تخلفها عنهم لضعفها، و
٢٣.] سمن أغنامها دون أغنام قومها، و
٢٤.] شق صدره المقدس عندها، ومعرفة
٢٥.] اليهود له وهو طفل مع أمه بالمدينة، و
٢٦.] توسم جده عبدالمطلب فيه السيادة، و
٢٧.] قول بني مدلج: إن قدمه أشبه بقدم إبراهيم الخليل، و
٢٨.] معرفة أسقف نجران وهو غلام، و
٢٩.] إخبار اليهودي أنه يخرج من صلب عبدالمطلب نبي يقتل يهود، و
٣٠.] ما كان عمه أبو طالب يرى من البركة منذ كفله، و
٣١.] تظليل الغمام له، و
٣٢.] اعتراف بحيرا الراهب بنبوته، و
٣٣.] إخبار نسطور بذلك.(1).
وقلتُ(الرمادي): بينتُ بالدليل في الصفحات السابقة الضعفَ الشديد الظاهر على كثير من هذه الإرهاصات والعلامات والنبوءات؛ ووصل حال بعضها كأساطير الأولين.. تروى من خلال الإخباريين والقصاصين، ولكني ذكرتها لأبين أن بعض السادة الذين يعتلون منابر المصليات والزوايا؛ ومَن يكتب على منصات صفحات التواصل الإجتماعي؛ بل الأمر وصل إلى أن بعض الفضائيات تستضيف مَن يجهل ليعلم مَن لا يعرف؛ فيزداد الطين بله ويصير ضغثاً على إبالة –وللأسف.. حتى كتابة هذه السطور- فهم ينقلون ما هو في بطون الكتب دون تدقيق أو تحقيق أو مراجعة.. أو موافقة لشيخ أو إلتزاماً بطريقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ « „ ٤ . ‟ » ﴾ الْبَحْثُ الرَّابِعُ:
„ دنوّ النجوم منها عند ولادته ‟
رواية عن : الشِّفَاءِ أُمِّ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وكَانَتْ قَابِلَتَهُ.(2). :
٤. ١.] قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ؛ حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا شَهِدَتْ، وِلَادَةَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَيْلَةَ وَلَدَتْهُ قَالَتْ : » فَمَا شَيْءٌ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْبَيْتِ إِلَّا نُورٌ، وَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى النُّجُومِ تَدْنُو حَتَّى إِنِّي لِأَقُولُ لَيَقَعْنَ عَلَيَّ (3).
٤. ٢.] وزاد الصالحي :" فلما وضعته خرج منها نور أضاء له الدار والبيت حتى جعلت لا أرى إلا نورا ".
٤. ٣.] وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنِ الشِّفَاءِ أُمِّ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهَا كَانَتْ قَابِلَتَهُ، وَأَنَّهَا أَخْبَرَتْ بِهِ حِينَ سَقَطَ عَلَى يَدَيْهَا، وَاسْتَهَلَّ سَمِعَتْ قَائِلًا يَقُولُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَإِنَّهُ سَطَعَ مِنْهُ نُورٌ رُئِيَتْ مِنْهُ قُصُورُ الرُّومِ.
قلت(الرمادي) " بإذنه تعالى ذكره وجل قدره :" إذا تيسر الحال؛ سأبحث هذه الجزئية في شبهات حول السيرة النبوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ « „ ٥ . ‟ » ﴾ الْبَحْثُ الْخَامِسُ
بُرْمَةٌ انفلقت اثنتين
انفلاق البرمة عنه حين وضع تحتها صلى الله عليه وآله وسلم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ كان في عهد الجاهلية إذا ولد لهم مولود من تحت الليل وضعوه تحت الإناء لا ينظرون إليه حتى يصبحوا فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرحوه تحت بُرْمة فلما أصبحوا أتوا البرمة فإذا هي قد انفلقت اثنتين وعيناه صلى الله عليه وسلم إلى السماء فعجبوا من ذلك”.(5).
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــ
ـــــــــ
ـــ
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
الأربعاء : 7 رمضان 1439هـ الموافق 23 مايو 2018م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
الهوامش والمصادر والتعليقات وتخريج الأحاديث والمرويات:
[(1.)] انظر : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع: أحمد بن علي بن عبدالقادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ)؛ المحقق: محمد عبدالحميد النميسي؛ دار الكتب العلمية - بيروت؛ الطبعة: الأولى، جزء 4 / ص 34-35؛ 1420 هـ - 1999 م.
[( 2.)] أي المرأة التي تقوم بعملية توليد الحامل؛ وفي السابق كانت تعتمد على الخبرة وليس على المؤهل بخلاف الحال اليوم .
قلتُ(الرمادي): يلاحظ القارـ(ـة) الكريمـ(ـة) أن :
١.] اسم الأم : „آمنة”؛
٢. ] اسم المولدة أو القابلة „الشفاء”
٣.] اسم آحدى مرضعاته „بركة”؛ أم أيمن
٤.] واسم المرضعة الآخرى : „ثويبة”؛
٥.] اسم مربيته ومرضعته „حليمة”... وسوف أفصل في هذه المسألة؛ أقصد التيمن والإستبشار لمن قام برعايته أو حضانته.
[(3.)] زيادات للسياق من (أبي نعيم) ، وأما
رواية (البيهقي) : حدثتني أمي: أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ليلة ولدته. قالت: فما شيء انظر إليه في البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعنّ عليّ. و
الحديث ذكره أبو نعيم في (دلائل النبوة) : 1/ 135، حديث رقم (76)، و
البيهقي في (دلائل النبوة) : 1/ 111،
رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد) : 8/ 220، عن (تهذيب تاريخ ابن عساكر)، و
ابن الجوزي في (صفة الصفوة) : 1/ 25 .. و
البرمة: قدر من الحجر. و
قال: رواه الطبراني، وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك، و
السيوطي في (الخصائص) : 1/ 113. سند هذا الحديث واه جدا.
جاء عند الصالحي: ج:1؛ ص: 342 :" قال ابن دحية : وأما ما روي من تدلي النجوم فضعيف، لاقتضائه أن الولادة كانت ليلا. " فرد و" قال الزركشي: وهذا لا يصلح أن يكون تعليلا فإن زمان النبوة صالح للخوارق، ويجوز أن تسقط النجوم نهارا. [ الصالحي ج1/ص: 334 ].
انظر: البداية والنهاية؛ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي؛ كتاب السيرة النبوية؛ صِفَةُ مَوْلِدِهِ الشَّرِيفِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-؛ ص: 386.
[(4)] هذا إسناد معضل، رواه أبو نعيم ج: 1؛ ص: 172.
والرواية الثانية : روى ابن سعد بسند رجاله ثقات أثبات عن عكرمة - مرسلا- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وضعته أمه.. وضعته تحت بُرمة.. فانفلقت عنه، قالت:„ فنظرت إليه فإذا هو قد شق بصره ينظر إلى السماء”.
أما الرواية الثالثة فرواها البيهقي في الدلائل: ج1؛ ص: 113، من مرسل أبي الحكم التنوخي وهو تابعي مجهول . قال: „ كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح فكفأن عليه برمة، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى نسوة فكفأن عليه برمة، فلما أصبحن أتين فوجدت البرمة قد انفلقت عنه باثنتين، فوجدنه مفتوح العين شاخصاً ببصره إلى السماء فأتاهن عبدالمطلب”. فقلن: „ما رأينا مولوداً مثله؛ ووجدناه قد انفلقت عنه البرمة؛ ووجدناه مفتوحاً عينه شاخصاً ببصره إلى السماء” . فقال:„ احفظنه فإني أرجو أن يصيب خيرا”.
أما الرواية الرابعة فبها غرابة: تجدها عند ابن الجوزي؛ عن أبي الحسين بن البراء- مرسلاً- عن آمنة أنها قالت: „وضعت عليه إناء فوجدته قد انفلق الإناء عنه؛ وهو يمصّ إبهامه يشخب لبناً ” . و
انظر : سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله؛ وأعلام نبوته؛ وأفعاله؛ وأحواله في المبدأ والمعاد، محمد بن يوسف الصالحي الشامي؛ [ـ[سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد]ـ؛ محمد بن يوسف الصالحي الشامي (المتوفى: 942هـ)؛ تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبدالموجود، الشيخ علي محمد معوض؛ ج: 1؛ ص: 346. دار الكتب العلمية بيروت - لبنان؛ الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م] . وانظر: صفحة رقم 346، الصالحي؛ سبل الهدى، وانظر : أمتاع الأسماع: ج: 4؛ ص: 55.
(5) روى بعض نقلة العلم فيما حكاه ابن دريد وذكر خبر ابن عباس ؛ انظر: محيي الدين الدرويش إعراب القرآن وبيانه؛ ص 188؛ المجلد السابع؛ الجزء السادس والعشرون.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 05 / 2018, 02 : 01 PM
[١٣. ] القسم الثالث عشر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
„ إعْلَامُ أُمِّهِ جَدَّهُ بِوِلَادَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ‟
الشخصية المحورية الثانية في حياة محمد:
„عبدالمطلب‟
تمهيد :
ألمحتُ إلى مجموعة من المباحث حول
„الشخصيات المحورية”
في حياة الوليد.. والطفل.. والشاب محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب؛ قبل البعثة وقبل الرسالة، وذكرت أن أولى هذه الشخصيات المحورية
أمه
„ آمنة بنت وهب ”
ولم نبحث بعد بالتفصيل دورها في تكوين شخصية ونفسية محمد؛ و
لنعلم أن جَدَّ محمَّدٍ بن عبدالله على رأس تلك الشخصيات المحورية الهامة في حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين...
لذا سنبحثها بالتفصيل في فصل مستقل.. -إذا أذن رحمن الدنيا ورحيم الآخرة بكرمه ومنه وتفضله-
ولا يفوتني أن أنبه إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم هو :
" الْمُرَبِّي الْكَامِل الْمُكَمَّل الَّذِي قَالَ عن نفسه الزكية :
" أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي"[(1)]. و
جاءت رواية :
" أَدَّبَنِي رَبِّي تَأْدِيبًا حَسَنًا "[(2)] و
هذا مِن نوع أَحَادِيثِ يَرْوِيهَا الْقُصَّاصُ وَغَيْرُهُمْ بِالطُّرُقِ وَغَيْرِهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ والْمَعْنَى صَحِيحٌ؛ لَكِنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ إسْنَادٌ ثَابِتٌ [(3)] ؛ وفي حديث إسناده منقطع؛ قال عبدالله بن مسعود :
" إنَّ اللَّهَ أدَّبَني فأحسنَ تَأديبي؛ ثمَّ أمرَني بمكارمِ الأخلاقِ، فقالَ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "[(4)]. و
سأتكلم -مِن بعد إذنه تعالى وتوفيقه وهدايته- عن خُلق الرسول الكريم وشمائله وفضائله صلوات الله وسلامه عليه وآله في بحث قادم.
ــــــــــــــــ
مدخل:
لِمَا كَانَ قُدِّرَ فِي الْأَزَلِ مِنْ ظُهُورِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ خَاتَمِ الرُّسُلِ، وَسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ مِنْ صُلْبِ عَبْدِاللَّهِ.. فَــ
ذَهَبَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ بِـ وَلَدِهِ فَزَوَّجَهُ أَشْرَفَ عَقِيلَةٍ فِي قُرَيْشٍ:
آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةِ الزُّهْرِيَّةَ؛ فَــ
حِينَ دَخَلَ بِهَا، وَأَفْضَى إِلَيْهَا
حَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ..
إذاً تم زواج عبدُالله بن عبدالمطلب من آمنةَ بنت وهب.. و
تم الحمل كما أراد الحق -تبارك وتعالى-؛ ثم
ولد ابن عبدالله في حالة غياب الوالد عن الدنيا وعن لحظة الوضع[(5)]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــ
﴿ „ « ٥ »‟.﴾ : الْبَحْثُ الْخَامِسُ
إعْلَامُ أُمِّهِ جَدَّهُ بِوِلَادَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ[(6)]:" فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أَرْسَلَتْ إِلَى جَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ[(7)] فَجَاءَهُ الْبَشِيرُ - جَارِيَتَهَا - [(8)] وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ، مَعَهُ وَلَدُهُ وَرِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ [(9)]؛ و
هناك رواية آخرى تحدثنا:
" وكان يطوف بالبيت تلك الليلة[(10)] " فَأَخْبَرَهُ إِنَّهُ قَدْ وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، فَـ
أْتِهِ فَـ
انْظُرْ إلَيْهِ، فَـ
أَتَاهُ فَـ
نَظَرَ إلَيْهِ، وَ
حَدَّثَتْهُ -أي آمنة الزهرية - بِمَا رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ[(11)]؛ و
جاء في إخبار أم محمد؛ آمنة بنت وهب لجده أنها قالت :
" „ وَمَا أُمِرَتْ بِهِ أَنْ تُسَمِّيَهُ ‟ [(12)]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فَرَحُ جَدِّهِ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَالْتِمَاسُهُ لَهُ الْمَرَاضِعَ.
فـَـ
يَزْعُمُونَ[(13)] أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ أَخَذَهُ، فَـ
دَخَلَ بِهِ الْكَعْبَةَ[(14)]؛ فَـ
قَامَ يَدْعُو اللَّهَ، وَ
يَشْكُرُ لَهُ مَا أَعْطَاهُ، ثُمَّ
خَرَجَ بِهِ إلَى أُمِّهِ فَـ
دَفَعَهُ إلَيْهَا. وَ
الْتَمَسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ الرُّضَعَاءَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ „ « ٦ » ‟.﴾: الْبَحْثُ:" السَّادِسُ "
«„ مأدُبة عبدالمطلب ‟»
زمنها :
روى أنه لما ولد صلى الله عليه وآله وسلم أمر عبدالمطلب بـ
جزور فـ
نحرت و
دعا رجالا من قريش فـ
حضروا و
طعموا؛ ثم
يخبرنا ابن عباس أن جده عبدالمطلب في يوم سابعه صنع له مأدبة وسماه محمدًا. [(15)]
**
وَاللَّهُ- تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ - أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
بعد إذنه -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ثم مِن بعد توجيه كريم مِن أستاذي ومعلمي شيخي : آدم صفي الدين بن عبدالرحمن إسماعيل بن إبراهيم ومراجعة أهل العلم سأضع تخريج الأحاديث والتعليقات واسماء المصادر في نهاية البحوث...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحث القادم؛ إن شاء الله سبحانه وتعالى..
﴿ „« ٧ » ‟.﴾ الْبَحْثُ السَّابِعُ تسمية الوليد المبارك:
**
محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي
السبت : ١٠ رمضان ١٤٣٩ هـ ~ ٢٦يونيو ٢٠١٨ م
**
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 06 / 2018, 12 : 07 PM
„ تَسْمِيَتُهُ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدَ ‟
﴿ „«٧ »‟.﴾ الْبَحْثُ السَّابِعُ :
„ تسمية الوليد المبارك ‟:
مدخل:
تقول العرب : „ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنِ اسْمِهِ نَصِيبٌ[(1)] ‟ . و
الظاهر أن تسمية المولود المبارك -ابن عبدالله- لم تأت صدفة أو خبط عشواء؛ فلستُ أميل لقول زُهَيْرٍ حين قَالَ:
رَأَيْتُ الْمَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ * مَنْ تُصِبْ تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
وقال صاحب القاموس المحيط؛ مجدالدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي:" وَخَبَطَهُ خَبْطَ عَشْوَاءَ: رَكِبَهُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ [(2)] " ..
لذا فأجزم أن تسمية الوليد المبارك ما جاءت إلا وفق رؤية صائبة وبصيرة ثاقبة؛ ولقد جاء في سنة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ما يؤكد على حسن تسمية الوليد -أنثى كان أو ذكر- : ورأيتُ في كلام بعضهم: أن حزن بن أبي وهب أسلم يوم الفتح؛ وهو جد سعيد ابن المسيب؛ فقد جاء في صحيح البخاري :" عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَقَالَ « مَا اسْمُكَ!؟ »،
قَالَ :"حَزْنٌ"،
قَال َ« أَنْتَ سَهْلٌ»؛
قَالَ:" لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي"،
قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ . [(3)] والله أعلم.
واقتضت الحكمة أن يكون بين الاسم والمسمى تناسب في الحسن والقبح؛ واللطافة والكثافة، ومِن ثَمَّ غير صلى الله عليه وسلم الاسم القبيح بالحسن وهو كثير، وربما غير الاسم الحسن بالقبيح للمعنى المذكور كتسميته لأبي الحكم بـ "أبي جهلط، و
تسميته لـ :" أبي عامر الراهب " .. بـ:" الفاسق".
وجاء:
أنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه « ادع لي إنسانا يحلب ناقتي »، فجاءه بإنسان، فقال « له ما اسمك؟ »،
فقال له :"حرب"،
فقال « اذهب ».
فجاءه بآخر فقال « ما اسمك؟ »،
فقال:" يعيش"،
فقال « احلبها » .
ويروى:
أنه صلى الله عليه وسلم طلب شخصا يحفر له بئرا،
فجاءه رجل، فقال « له ما اسمك؟ »؛
قال:" مرة"،
قال « اذهب».
وليس هذا من الطيرة التي كرهها ونهى عنها، وإنما هو من كراهة الاسم القبيح، ومن ثم كان صلى الله عليه وآله وسلم يكتب لامرائه «إذا أبردتم لي بريداً فأبردوه» أي إذا أرسلتم لي رسولا فأرسلوه «حسن الاسم حسن الوجه»، و
من ثم لما قال له سيدنا عمر رضي الله عنه لما قال لمن أراد أن يحلب له ناقته أو يحفر له البئر ما تقدم :" لا أدري أقول أم أسكت!!"، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم « قل »،
قال:" قد كنت نهيتنا عن التطير"،
فقال له صلى الله عليه وسلم: « ما تطيرت ولكن آثرت الاسم الحسن» [(4)].
وفي الخصائص الصغرى:
وخص صلى الله عليه وسلم باشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه صلى الله عليه وسلم سمي
« أحمد »
ولم يسم به أحد قبله، ولإفادته الكثرة في معناه، لأنه لا يقال إلا لمن حمد المرة بعد المرة، لما يوجد فيه من المحاسن والمناقب
*-*-*-*-*
والتسمية لها أربعة مباحث:
﴿ « ٧ . ١. » ﴾ تسمية من قبل أمه آمنة بنت وهب.
﴿ « ٧ . ٢. » ﴾ تسمية جده عبدالمطلب.
﴿ « ٧ . ٣. » ﴾ وورد اسمه عند أهل الكتاب.. وسأجعل له فصلاً مستقلا بذاته.
﴿ « ٧ . ٤. » ﴾ : وإخبار النبي عليه السلام عن اسمائه.
وَسَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَى بَقِيَّةِ الأَسْمَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
مدخل :
" جاء في البداية :" قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَلْهَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ سَمَّوْهُ « مُحَمَّدًا » لِمَا فِيهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ لِيَلْتَقِيَ الِاسْمُ وَالْفِعْلُ، وَيَتَطَابَقَ الِاسْمُ وَالْمُسَمَّى فِي الصُّورَةِ وَالْمَعْنَى كَمَا قَالَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، وَيُرْوَى لِحَسَّانَ
وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ * فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ[(5)]
وأبدء -بعون الله تعالى في سماءه وتقدست اسماه- بحوث التسمية :
﴿ « ٧ . ١. » ﴾ تسمية من قبل أمه آمنة بنت وهب..
ورد عنها أنها أخبرت ان تسميه محمدا واحمدا
1.) „ تَسْمِيَتُهُ مُحَمَّدًا ‟
وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ[(6)].. أَنَّهَا -أمه آمنة بنت وهب- أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، فَقِيلَ لَهَا :
« إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا ».
وأورد ابو بكر البيهقي حديثا مرفوعا (رقم: 33) جاء فيه:" وَاسْمَهُ فِي الْفُرْقَانِ مُحَمَّدٌ".
ثم قالت:" فَسَمَّيْتُهُ بِذَلِكَ".
وآخر رقم : 48 جاء فيه:
" فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا ".
وهما عن رواية ابن إسحاق.".
وفي السيرة الحلبية المسمى :" إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" وهو المشهور في الروايات؛ والتسمية بأحمد اقتصر الحافظ الدمياطي عليها.
**
:" الخميس :" روى[(7)] أنه لما ولد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمر عبدالمطلب بجزور فنحرت ودعا رجالا من قريش فحضروا وطعموا.
وفى بعض الكتب كان ذلك يوم سابعه يعنى عقيقته[(8)] " ..
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ ذَبَحَ عَنْهُ ، وَدَعَا لَهُ قُرَيْشًا فَلَمَّا أَكَلُوا قَالُوا:
" يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَرَأَيْتَ ابْنَكَ هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا عَلَى وَجْهِهِ مَا سَمَّيْتَهُ ؟
قَالَ : سَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا[(9)]
قَالُوا : فَلِمَ رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟
قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ ، وَخَلْقُهُ فِي الْأَرْضِ ".
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : كُلُّ جَامِعٍ لِصِفَاتِ الْخَيْرِ يُسَمَّى مُحَمَّدًا
كَمَا قَالَ الأعشى:
إِلَيْكَ - أَبِيتَ اللَّعْنَ - أَعْمَلْتُ نَاقَتِي ** إِلَى الْمَاجِدِ الْقَرْمِ الْكَرِيمِ الْمُحَمَّدِ".[(10)]
و
توجد رواية آخرى فقد :
" ذَكَرَ السّهيلي وأَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ : وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ إِنَّمَا سَمَّاهُ مُحَمَّدًا لِرُؤْيَا رَآهَا، -زَعَمُوا- أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ خَرَجَتْ مِنْ ظَهْرِهِ، لَهَا طَرَفٌ فِي السَّمَاءِ وَطَرَفٌ فِي الأَرْضِ، وَطَرَفٌ فِي الْمَشْرِقِ وَطَرَفٌ فِي الْمَغْرِبِ، ثُمَّ عَادَتْ كَأَنَّهَا شَجَرَةٌ، عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا نُورٌ، وَإِذَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ يَتَعَلَّقُونَ بِهَا، فَقَصَّهَا فَعُبِّرَتْ لَهُ بِمَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ صُلْبِهِ، يَتْبَعُهُ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَلِذَلِكَ سَمَّاهُ مُحَمَّدًا مَعَ مَا حَدَّثَتْهُ بِهِ أُمُّهُ.". أي مع ما حدثته به أمه بما رأته
ما يلفت الإنتباه أن انشغل البعض في تأويل الأحلام والرؤى؛ وصرفوا جهدا جهيدا ووقتاً ثمينا في تأويل وتفسير الأحلام؛ واعتمدوا على ما يقال لهم، ولعلي ابحث هذه المسألة من الناحية الشرعية والفقهية..
فتكلموا عن تأويل هذه الرؤيا؛ فقال :"التويجري" في كتاب الرؤيا ما نصه : قلت؛ أي :" التويجري "
: الظاهر في تأويل هذه الرؤيا أن الشجرة العظيمة هي الإسلام الذي ملأ نوره ما بين المشرق والمغرب وعلا فوق جميع الأديان ودان له العرب والعجم، وأما خفاء الشجرة ساعة وازدهارها ساعة أخرى فهو -والله أعلم- ما يطرأ على الإسلام من القوة والإقبال في بعض الأحيان، وما يطرأ عليه من الضعف والإدبار في بعض الأحيان كما قد جاء ذلك في حديث أبي أمامة رضي الله عنه الذي رواه الحارث بن أبي أسامة والطبراني في ذكر إقبال الدين وإدباره، وأما الرهط من قريش الذين تعلقوا بأغصان الشجرة فهم -والله أعلم- الذين دخلوا في الإسلام من شيوخ قريش الذين كانوا في زمان عبد المطلب وأدركوا الإسلام فأسلموا، وأما القوم من قريش الذين يريدون قطع الشجرة فهم -والله أعلم- صناديد قريش وكبراؤهم الذين حاربوا الإسلام وأرادوا طمسه وإطفاء نوره، وأما الشاب الذي كان يكسر أضلع الذين يريدون قطع الشجرة من قريش ويقلع أعينهم فهو -والله أعلم- رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن جهاده لصناديد قريش وصدعه بالدعوة إلى الإسلام بين ظهرانيهم كان بمنزلة كسر ضلوعهم وقلع أعينهم حتى أظهر الله الإسلام وهم كارهون وقطع دابر الكافرين على يدي رسوله محمد صلى الله عليه وآلهو سلم، وأما منع الشاب لعبدالمطلب من تناول النصيب من الشجرة فهو -والله أعلم- لأن عبدالمطلب مات قبل الإسلام فلم يكن له نصيب منه، هذا ما ظهر لي:"أي التويجري" والعلم عند الله."[(11)].
ورد أن قيل :
" في حديثٍ « أنه صلى الله عليه وآله وسلم عقّ عن نفسه بعد ما جاءته النبوة».
وتحقيق هذه المسألة:
قال الإمام أحمد، هذا منكر: أي حديث منكر، والحديث المنكر من أقسام الضعيف لا أنه باطل كما قد يتوهم، والحافظ السيوطي لم يتعرض لذلك وجعله أصلا لعمل المولد، قال لأن العقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن هذا الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهارا للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين، وتشريعا لأمته، كما كان يصلي على نفسه لذلك.
قال: فيستحب لنا إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وسلم هذا كلامه. "[(12)].
أقول (الرمادي): هذه المسألة سأعيد بحثها في فصل مستقل، أتحدثُ فيه عن قضية مشروعية الإحتفال بالمولد -مع أنها مسألة قُتلت بحثاً وتفنيداً في القديم وفي العصر الحديث.
**
2.] „ تَسْمِيَتُهُ أَحْمَدَ ‟
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ[(13)] قَالَ : « أُمِرَتْ آمِنَةُ وَهِيَ حَامِلٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ أَنْ تُسَمِّيَهُ أَحْمَدَ » .
وعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : وَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ تُحَدِّثُ : أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهَا : " وذكرت أموراً [(14)]
ثم قال : « فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا؛ فَإِنَّ اسْمَهُ فِي : " التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ : أَحْمَدُ ».
بيد أنه توجد كمالة لهذا الخبر عن أمه آمنة بنت وهب؛ سنذكرها في أخبار الكهان والعرافين وأهل الكتاب عن مولده وعنه في فصل قادم .
والحديث الذي رواه ابن إسحاق؛ جاء فيه على لسان جده عبدالمطلب :"
أَنْتَ الَّذِي سُمِّيتَ فِي الْفُرْقَانِ
فِي كُتُبٍ ثَابِتَةِ الْمَبَانِي
«أَحْمَدَ» مَكْتُوبٌ عَلَى اللِّسَانِ ".
**
وأخبر هو -صلى الله عليه وآله وسلم- عن نفسه :" طَرِيقِ التِّرْمِذِيِّ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : « إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ».[(15)]
وَسَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَى بَقِيَّةِ الأَسْمَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
**
وَعَنْ أَبِي الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيِّ قَالَ: لا يُعْرَفُ فِي الْعَرَبِ مَنْ تَسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ قَبْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، إِلَّا ثَلاثَةٌ، طَمِعَ آبَاؤُهُمْ حِينَ سَمِعُوا بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وِبِقُرْبِ زَمَانِهِ، وَأَنَّهُ يُبْعَثُ بِالْحِجَازِ أَنْ يَكُونَ وَلَدًا لَهُمْ.
وفي عيون الأثر :
" ذَكَرَهُمُ ابْنُ فُورَكٍ فِي كِتَابِ الْفُصُولِ، وَهُمْ :
١.] مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ،
وَالآخَرُ
٢.] مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجَلَّاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ ،
وَالآخَرُ
٣.] مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ وَهُوَ مِنْ رَبِيعَةَ،
وَذَكَرَ مَعَهُمْ مُحَمَّدًا رَابِعًا أُنْسِيتُهُ، وَكَانَ آبَاءُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ قَدْ وَفَدُوا عَلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ الأُوَلِ، وَكَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَبِاسْمِهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ خَلَّفَ امْرَأَتَهُ حَامِلا، فَنَذَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ. [(16)]
وَعَنِ الْقَاضِي أَبِي الْفَضْلِ عِيَاضٍ، فِي تَسْمِيَتِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ «مُحَمَّدًا» وَ«أَحْمَدَ»، قَالَ : فِي هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ مِنْ بَدَائِعِ آيَاتِهِ، وَعَجَائِبِ خَصَائِصِهِ، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ حَمَى أَنْ يُسَمَّى بِهِمَا أَحَدٌ قَبْلَ زَمَانِهِ،
أَمَّا «أَحْمَدُ» الَّذِي أَتَى فِي الْكتب، وَبَشَّرَتْ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، فَمَنَعَ اللَّهُ تَعَالَى بِحِكْمَتِهِ أَنْ يُسَمَّى بِهِ أَحَدٌ غَيْرَهُ، وَلا يَدَّعِي بِهِ مَدْعُوٌّ قَبْلَهُ، حَتَّى لا يَدْخُلَ لَبْسٌ عَلَى ضَعِيفِ الْقَلْبِ أَوْ شَكٌّ،
وَكَذَلِكَ «مُحَمَّدٌ» أَيْضًا لَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ وَلا غَيْرِهِمْ، إِلَى أَنْ شَاعَ قُبَيْلَ وُجُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَمِيلادِهِ، أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ اسْمُهُ «مُحَمَّدٌ»، فَسَمَّى قَوْمٌ قَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ أَبْنَاءَهُمْ بِذَلِكَ، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمْ هُوَ « وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ».. وتوجد هنا عند القاضي إضافة لم يذكره السهيلي؛ فقال القاضي عياض:" وَهُمْ :
١. ] مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجَلَّاحِ الأَوْسِيُّ، وَ
٢. ] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَ
٣. ] مُحَمَّدُ بْنُ بَرَاءٍ الْبَكْرِيُّ، وَ
٤. ] مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، وَ
٥. ] مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ الْجُعْفِيُّ، وَ
٦. ] مُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيِّ السُّلَمِيُّ،
لا سَابِعَ لَهُمْ،
وَيُقَالُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمَّى بِهِ : مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَالْيَمَنُ تَقُولُ : مُحَمَّدُ بْنُ الْيَحْمدِ الأَزْدِيُّ، ثُمَّ حَمَى اللَّهُ كُلَّ مَنْ سَمَّى بِهِ أَنْ يَدَّعِيَ النُّبُوَّةَ، أَوْ يَدَّعِيَهَا أَحَدٌ لَهُ، حَتَّى تَحَقَّقَتِ السِّمَتَانِ لَهُ، وَلَمْ يُنَازَعْ فِيهِمَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
**
التوفيق بين تسمية الجد عبدالمطلب وتسمية الوالدة آمنة بنت و هب بـ محمد:
أقول(الرمادي): اجتهد العلماء في التوفيق بين الروايتين :
" فمِن الأخبار السابقة يستدل على أن تسميته صلى الله عليه وآله وسلم بذلك كانت في يوم العقيقة، وأن العقيقة كانت في اليوم السابع من ولادته، هذا خبر؛
أما الآخر فيقول :" ولد لعبدالله بن عبدالمطلب غلام سموه محمدا، وهو يدل على أن تسميته صلى الله عليه وسلم بذلك كانت في ليلة ولادته أو يومها "
و
يقال: لا منافاة، لأنه يجوز أن يكون قول جده هنا: وسماه محمدا، معناه أظهر تسميته بذلك لعموم الناس، وهذا التعليل للتسمية بهذا الاسم يرشد إلى ما قيل: ".
وهذا هو الموافق لما اشتهر أن جده سماه محمدا بإلهام من الله تعالى تفاؤلا بأن يكثر حمد الخلق له، لكثرة خصاله الحميدة التي يحمد عليها، ولذلك كان أبلغ من محمود وإلى ذلك يشير حسان بن ثابت رضي الله عنه في قول له.
بيد أن الطبرسي في (اعلام الورى ) روى عن سفيان بن عيينه انه قال : احسن بيت قالته العرب هو قول أبي طالب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:
وشق له من اسمه كي يجله * فذو العرش محمود وهذا محمد.
ثم
قـال : وقال غيره : ان هذا البيت لحسان بن ثابت في قطعة له اولها :
الم تر ان اللّه ارسل عبده * ببرهانه واللّه اعلى وامجد
وقد علق الحلبي بالقول:
" وهذا الإلهام لا ينافي أن تكون أمه قالت له - أي جده عبدالمطلب - إنها أمرت أن تسميه بذلك، وقد حقق الله رجاءه بأنه صلى الله عليه وسلم تكاملت فيه الخصال المحمودة والخلال المحبوبة فتكاملت له صلى الله عليه وسلم المحبة من الخالق والخليقة، فظهر معنى اسمه على الحقيقة.". [(17)]
و
قيل بل سمته بذلك أمه لما رأته وما قيل لها فى شأنه؛ وأراد الجمع بين القولين؛ فقال صاحب أنفس النفيس :" ويمكن أن يجمع بين القولين بأن يقال نقلت أمه لجدّه ما رأته فسماه به فوقعت التسمية منه واذا كانت هى سببها يصح القول بأنها سمته به " [(18)]
وَسَأَذْكُرُ -بمشيئته وعونه وتوفيقه- أَسْمَاءَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَشَمَائِلَهُ وَهِيَ صِفَاتُهُ الظَّاهِرَةُ، وَأَخْلَاقُهُ الطَّاهِرَةُ، وَدَلَائِلُ نَبُّوَّتِهِ، وَفَضَائِلُ مَنْزِلَتِهِ فِي آخِرِ السِّيرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ".
ســـ ننتقل بلطف الله تعالى ذكره وجل قدره إلى القسم الرابع من هذه البحوث الكريمة في السيرة النبوية العطرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وعلى آله وصحابته الكرام ومن أتبعهم بإحسان بتمام..
وسنبدء بعونه تعالى وحسن توفيقه وهدايته الحديث عن طفولة محمد..
[ ٤. ] القسم الرَّابِعُ:
مرحلة التنشأة.. وفترة التربية.. وزمن التكوين.. وعمر التهيئة..
**
نال شرف قراءة ومراجعة النصوص والروايات المتعلقة بسيرة السيد الجليل والصادق الأمين النبيل صلى الله عليه وآله وسلم واعداد هذه البحوث :
محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي
والشكر الجزيل لموقع أهل العلم والعرفان بالجميل لمدير الموقع.. لسماحه بالنشر..
وارجو من السادة القراء التواصل بالتنبيه على خطأ أو زلل وقعتُ فيه دون قصد أو عمد.. والكمال لله سبحانه في سماه وتبارك في علاه وتقدست اسماه..
أقول: الكمال له وحده.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا ند ولا وزير ومعين ولا مشير له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين.
﴿ „« موقع أهل العلم والكاتب يهننئا الأمة الإسلامية عامة ومسلمي العرب خاصة بقدوم ليلة القدر.. التي من دعا في نهارها وقام ليلها كمن عبد الله تعالى ذكره 83 عاما ...أعادها الله تعالى باليسر واليمن والبركات على شعوب العالم أجمع والأمم »‟﴾
**
وَاللَّهُ- تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ - أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
الثلاثاء : 20 رمضان 1439هـ ~05 يونيو 2018 م
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
شريف حمدان
05 / 06 / 2018, 12 : 08 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/mp209436.gif
http://up.ahlalalm.info/photo2/kxv12452.gif
شريف حمدان
05 / 06 / 2018, 12 : 08 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/mp209436.gif
تقبل الله
http://up.ahlalalm.info/photo2/kxv12452.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 07 / 2018, 38 : 07 PM
[١٥. ] القسم الخامس عشر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ»„الْمَرَاضِعُ«‟ــــــــــــــــ ــ
تمهيد :
أبدء الحديث؛ فأقول:
" الْحَمْدُ لِلَّهِ حمد الشاكرين ونشكره شكر العارفين؛ ونعترف بوجوده إله واحدا فردا صمدا؛ ليس له صاحبة ولا ولدامعرفة الراسخين؛ وَبِهِ نَسْتَعِينُ، ونثني عليه ثناء الكاملين؛ ونستغفره إستغفار التائبين؛ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ؛
أبدء بحوله وقوته وعونه وتوفيقه :
بحوث مرحلة الطفولة لسيد الخلق وحبيب الحق..
[٤. ] القسم الرابع
الْبَابُ الْأَوَّلُ : " طفولته؛ رضاعه؛ حواضنه؛ تنشأته:
مدخل:
من أهم مراحل تكوين رجل الغد؛ وامرأة المستقبل -الإنسان السوي- مرحلة الحمل؛ ومازال الجنين بين قلب أمه وبين فؤادها؛ فيتمركز في وسط جسد حاضنته الأولى الطاهر -الأم- ويتشكل بأحشاءها وفق مزاجها الراقي المنسجم مع رجل يملك مقومات الرجولة ويتميز بصفات الراعي الأمين والمسؤول الرشيد.. يتكون جنينها برحمها ونفسيتها الراضية المطمئنة سعيدة بوجوده وستفرح بقدومه؛ وعقلها الواعي يدرك أهمية مستقبل ما تحمل فتحافظ على جنينها أكثر مما تحافظ على نفسها.. فتتغذى بما يصلح للحامل وتبتعد عن ما يؤثر في الجنين تأثير سلبي؛ وإثناء الحمل يكتب (1) له ما قدره خالقه المولى عز وجل.. فإذا أراد الله تعالى في سماه وتقدست اسماه خروجه من واسع الرحم وأمانه وسعته إلى ضيق(2) الدنيا ونكدها والإبتلاء بالإهانة أو التكريم.. تبدء مرحلة جديدة.. فبمجرد أن يتنفس من هواء الدنيا وتعلو صرخته(3) الأولى؛ تبدء مرحلة الطفولة والرضاعة؛ فيتغذى من ثدي أمه(4) الحنونة الراغبة في بقاءه والتي تريد له السلامة والعافية إلى أن يبدء في قضم قطعة خبز؛ فتبدء مرحلة آخرى جديدة؛ وهي مرحلة(5) التنشأة والتعليم والتثقيف والتربية؛ وتكوين الشخصية بشقيها العقلية والنفسية وتحديد الهوية وإدراك الإنتماء ولمن سيكون الولاء.. تمر مرحلة الطفولة فتقبل مرحلة ما قبل البلوغ.. وهي مرحلة تحتاج إلى مزيد عناية فيصل الإنسان إلى سن البلوغ وهي أخطر المراحل في تكوين وتنشئة إنسان الغد.. فينخرط الصبي في مجتمع الذكورة فيتهئ ليصير رجلاً أو يبقى بين جدران سجن النسوان(6) فتختلط عليه الأمور والتصرفات فيظل حبيس المحبسين؛ محبس الضعف ومحبس الإعتماد على أمه؛ ويبقى يترنح بين حظيرة الحريم وبين أعتاب صالون الرجال؛ فتجد أشباه الذكور من حيث الشكل ولكن يعبث به أهل الشطارة(7) والفساد.. كما ستصير الطفلة المدللة أنثى كاملة.. فتحافظ على سمعتها وشرفها فترتفع بعفتها بين سماء الطهارة ونجوم الكرامة وتصون اسم مَن تحمل لقبه.. وكلاهما -الرجل والمرأة- يستعدا للقيام بدورهما الطبيعي المعد لهما في الحياة.. فهذا رجل صاحب مسؤولية ورعاية.. وهذه امرأة ربة مسؤولية ورعاية(8).. وهنا ينبغي أن نعلم أن ميل الذكر للأنثى؛ وميل الأنثى للذكر طبيعي وفق التركيبة الاصلية للإنسان؛ ولكن يجب الإعداد والتهيئة وما يحدث في تغيير خلق الله تعالى وفطرته ما هو إلا نتيجة للتربية الفاسدة أو الإعداد الخاطئ والإهمال من قبل حاضنته الأولى ومربيته.. أو مِن قِبل اب جاهل.. يبحث عن وقت يقضيه بين حانات ومقاهي ضياعة الوقت والمال. لذا فمن الأهمية القصوى إحسان أختيار الزوجة(9)؛ أم الوليد.. ومعرفة بيقين الرجل الذي سيحمي ابنة تمت تربيتها على العفاف والكرامة إذ هي منشئة الأجيال ومربية الرجال.. وهي صانعة المستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تحدثتُ عن الوالد عبدالله بن عبدالمطلب؛ وما زال هناك بقية للحديث عنه ستأتي في موضعها.. وحفظ الله تعالى للوالد من إضاعة ماءه الطاهر ووضعه في رحم عفيف طاهر كان لحفظ وصيانه نبيه(10) وسنكمل هذه الجزئية عند الحديث عن نسب محمد بن عبدالله بن عبد المطلب.
وقفتُ في نهاية البحث السابق عند(11) :" فَلَمَّاوَضَعَتْهُ أُمُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، أَرْسَلَتْ إلَى جَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ: أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، فَأْتِهِ فَانْظُرْ إلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إلَيْهِ، وَحَدَّثَتْهُ بِمَا رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ، وَمَا أُمِرَتْ بِهِ أَنْ تُسَمِّيَه.. و
فَرَحُ جَدِّهِ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَالْتِمَاسُهُ لَهُ الْمَرَاضِعَ :
فَـ
-يَزْعُمُونَ- أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ أَخَذَهُ، فَدَخَلَ بِهِ الْكَعْبَةَ؛ فَقَامَ يَدْعُو اللَّهَ، وَيَشْكُرُ لَهُ مَا أَعْطَاهُ،
ثُمَّ
خَرَجَ بِهِ إلَى أُمِّهِ فَدَفَعَهُ إلَيْهَا.
وَ
الْتَمَسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ الرُّضَعَاءَ(12)".
تفصيل مسألة
رضاعة محمد:
[ ٤. ١.] ذِكْرُ رَضَاعِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ(13).
وَأَوَّلُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ :
﴿ « ١ ».﴾ : ثُوَيْبَةُ(14)
مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ(15) بِـ
لَبَنِ ابْنٍ لَهُا يُقَالُ لَهُ مَسْرُوحٌ، وَ
كَانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ :" عَمِّهَ(16) حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَ
أَرْضَعَتْ بَعْدَهُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِالْأَسَدِالْمَخْزُومِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا . (17)
[ ٤. ١. ١.] إكرام نبي المرحمة «محمد» لمرضعته:
كَانَتْ ثُوَيْبَةُ تَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ فَيُكْرِمَهَا وَتُكْرِمُهَا-صاحبةالفضل والحسب- خَدِيجَةُ، فَـ
أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ أَنْ يَبِيعَهَا إِيَّاهَا لِتُعْتِقَهَا(18)، فَـ
أَبَى،
فَـ
لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَعْتَقَهَا أَبُو لَهَبٍ،فَـ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِالصِّلَةِ، إِلَى أَنْ بَلَغَهُ خَبَرُ وَفَاتِهَا مُنْصَرَفَهُ مِنْ خَيْبَرَ،
فَــ
سَأَلَ عَنِ ابْنِهَا مَسْرُوحٍ، فَقِيلَ : تُوُفِّيَ قَبْلَهَا!،
فَـ
سَأَلَ : هَلْ لَهَا مِنْ قَرَابَةٍ ؟.
فَـ
قِيلَ : لَمْ يَبْقَ لَهَا أَحَدٌ .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بَعْدَ ثُوَيْبَةَ....
...
راجعه وقراءه من مراجعه وكتبه :
فخرالدين محمد بن إبراهيم الرمادي
الخميس 21 شوال 1439هـ ~ 05 يونيو 2018م
(يتبع بإذنه تعالى)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 07 / 2018, 39 : 11 AM
[١٦. ] القسم السادس عشر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:"ــــــــــــــــــ السعدية..حليمةــــــــــــــــــ
أتحدث الأن عن :" ذِكْرِ مَنْ أَرْضَعَ(1) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم-؛ إذ أن مسألة الرضاعة لها أهمية قصوى في بنية وحياة الوليد ومستقبل الرضيع؛ ومدى قوة العلاقة الوثيقة بينه وبين مرضعته؛ وفي قصة إرضاع الكليم -موسى عليه السلام- وقفات.. ووقفات تحتاج إلى تبيان؛ وإعادة دراسة وشرح مع توثيق من خلال آيات الذكر الحكيم ونصوص القرآن.. ولعلي أتكلم عنها في بحوث قصص الأنبياء وأخبار المرسلين.. إذ أن النية متوفرة ولكن ضيق الوقت؛ وضعف العزيمة يقفان عثرة في طريقي.. ومن الله تعالى العون والتوفيق والتيسير
وسوف أتحدث عن مسألة الرضاعة في تعليقاتي نهاية هذا البحوث..
ولكي لا نخرج عن صلب الموضوع..
أقول [محمد فخرالدين الرمادي] أرضعت محمد بن عبدالله بن عبدالطلب أمه(2).. السيدة المصونة والجوهرة المكنونة صاحبة الحسب والنسب" آمنة بنت وهب الزٌهرية".. ثم مِن بعدها ثُوَيْبَةُ.. فأول امرأة أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ثويبة [كما في تاريخ الطبري].
[٤. ١. ٢.] وفاة ثُوَيْبَة مرضعة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم:
"... وَفِي السنة السابعة من الهجرة تُوُفِّيَتْ ثُوَيْبَةُ مُرْضِعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ وهي التي أَرْضَعَتْهُ قَبْلَ حَلِيمَةَ أَيَّامًا(3).
و
ثُوَيْبَةُ أُختلف في اسلامها(4) وماتت عقب فتح خيبر؛ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا إِلَى مَكَّةَ بِصِلَةٍ وَكِسْوَةٍ، حَتَّى جَاءَهُ مَوْتُهَا سَنَةَ سَبْعٍ .. مَرْجِعَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ :
« مَا فَعَلَ ابْنُهَا مَسْرُوحٌ ؟ »؛
قَالُوا : مَاتَ قَبْلَهَا.(5)".
**
وكان من عادة العرب إذا ولد لهم مولود أن يلتمسوا له مرضعة من غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح له(6).
وكانوا يقولون: إن المربّى في المدن يكون كليل الذهن فاتر العزيمة(7)، وكان أهل مكة يسترضعون أولادهم في البادية لفصاحتهم وليجمعوا للولد ما بين صحة البادية وفصاحتها وآداب الحضارة وملاحتها(8).
..
قال علماء السير : ثم احتملته حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب- مصغر ذئب - من بني سعد بن بكر بن هوازن، ثم قيس بن عيلان ابن إلياس بن مضر بن نزاربن معد بن عدنان؛ حين قدمت مع قومها يلتمسون الرضعاء، لما يرجونه من المعروف من أهليهم.
وكان أهل مكة يسترضعون أولادهم فيهم لفصاحتهم، ولصحة هواء البادية، فأقام صلى الله عليه وسلم فيهم نحو خمس سنين(9).
**
ثويبة.. أرضعت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه "حمزة بن عبدالمطلب "..
وأرضعت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبا سلمة بن عبدالأسد "،
ثم بعد رضاعه من
" ثويبة "
أرضعته
" أم كبشة "،
حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث بن سعد بن بكر بن هوازن السعدية " بلبن زوجها الحارث بن عبدالعزى السعدي، وأرضعت معه صلى الله عليه وسلم ابن عمه " أبا سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب..
**
... وبعد أن أرضعته ثويبة بضعة(10) أيام قبل قدوم حليمة عليه، فقد كان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية..
وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر(11) فقط..
ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب.
﴿ »„ ٤ .٢.‟«﴾: « أم نبي الله التي أرضعته.. وفصلته(12)؛ أُمُّ كَبشة(13) حَلِيمَةُ » (14)
ثم رضع عليه الصلاة والسلام مِنْ
«حَلِيمَةَ»
بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ
«السَّعْدِيَّةِ»،
وَمَا ظَهَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَرَكَةِ، وَآيَاتِ النُّبُوَّةِ(15).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَاسْتُرْضِعَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ؛ يُقَالُ لَهَا
: حَلِيمَة(16)..
ولا خلاف أنها أرضعته .
﴿ »„٤. ٢. ١. ‟«﴾:"حَدِيثُ حَلِيمَةَ عَمَّا رَأَتْهُ مِنْ الْخَيْرِ بَعْدَ تَسَلُّمِهَا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ(17).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ(18) مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ(19) بْنِ أَبِي طَالِبٍ. أَوْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْهُ قَالَ:
﴿ »„٤. ٢. ٢. ‟«﴾ :"خروج حليمة لإستجلاب رضيع من مكة؛ ووصفها لحالها وعائلتها قبل أخذ الرضيع محمد".
قَالَ: كَانَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةُ -أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- الَّتِي أَرْضَعَتْهُ، تُحَدِّثُ(20): أَنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ بَلَدِهَا مَعَ زَوْجِهَا، وَابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ تُرْضِعُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، تَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ.
قَالَتْ : وَذَلِكَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ(21) لَمْ تُبْقِ لَنَا شَيْئًا. قَالَتْ : فَخَرَجَتْ عَلَى أَتَانٍ(22) لِي قَمْرَاءَ(23).
يكمل ابن هشام الرواية فيقول :" و... مَعَنَا شَارِفٌ(24) لَنَا، وَاَللَّهِ مَا تَبِضُّ(25) بِقَطْرَةٍ، وَمَا نَنَامُ لَيْلَنَا أَجْمَعَ مِنْ صَبِيِّنَا الَّذِي مَعَنَا، مِنْ بُكَائِهِ مِنْ الْجَوْعِ...
مَا(26) فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ، وَمَا(27) فِي شَارِفِنَا مَا يُغَدِّيهِ -
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ : يُغَذِّيهِ(28)- ...
وَلَكِنَّا كُنَّا نَرْجُو الْغَيْثَ وَالْفَرَجَ فَخَرَجْتُ عَلَى أَتَانِي تِلْكَ فَلَقَد ْأَدَمْتُ(29) بِالرَّكْبِ حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ضَعْفًا وَعَجَفًا، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ(30) نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ(31)
﴿ „»٤. ٢. ٣. «‟﴾ :" عدم رغبة المراضع في أخذ الرضيع اليتيم:
فيكمل ابن هشام الرواية عن حليمة " .. فَمَا مِنَّا امْرَأَةٌ إلَّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ، إذَا قِيلَ لَهَا إنَّهُ يَتِيمٌ(32)، وَذَلِكَ أَنَّا إنَّمَا كُنَّا نَرْجُو الْمَعْرُوفَ(33) مِنْ أَبِي الصَّبِيِّ...
فَكُنَّا نَقُولُ: يَتِيمٌ (!!) وَمَا عَسَى أَنْ تَصْنَع(34) أُمُّهُ وَجَدُّهُ فَكُنَّا نَكْرَهُهُ لِذَلِكَ(35)، فَمَا بَقِيَتْ امْرَأَةٌ قَدِمَتْ مَعِي إلَّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي(36)، فَلَمَّا أَجْمَعْنَا الِانْطِلَاقَ.. قُلْتُ لِصَاحِبِي(37).
﴿ „»٤. ٢. ٤. «‟﴾ :"إرادة الله سبحانه وتعالى في أن تكون السعدية؛ حليمة هي مرضعة الطفل اليتيم ..
ثم يكمل ابن هشام قولها :" وَاَللَّهِ إنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلَمْ آخُذْ رَضِيعًا، وَاَللَّهِ لَأَذْهَبَنَّ إلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ..
فَقَالَ: لَا عَلَيْكِ أَنْ تَفْعَلِي، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا فِيهِ بَرَكَةً.
ـــــــــــــــ
قَالَتْ: فَذَهَبْتُ إلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ(38)، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى أَخْذِهِ إلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ(!) .
قَالَتْ : فَلَمَّا أَخَذْتُهُ، رَجَعْتُ بِهِ إلَى رَحْلِي.
﴿ „»٤. ٢. ٥. «‟﴾ :بركات بداية الطريق:
﴿ „»٤. ٢. ٥. ١. «‟﴾ : البركة الأولى:
تقول السعدية :" فَلَمَّا وَضَعْتُهُ فِي حِجْرِي أَقَبْلَ عَلَيْهِ ثَدْيَايَ بِمَا شَاءَ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ وَشَرِبَ مَعَهُ أَخُوهُ حَتَّى رَوِيَ،
ــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ „»٤. ٢. ٥. ٢. «‟﴾ : البركةالثانية:
ثُمَّ نَامَا وَمَا كُنَّا نَنَامُ مَعَهُ قَبْلَ ذَلِكَ(39)،
ــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ „»٤.٢. ٥. ٣. «‟﴾: البركة الثالثة:
وَقَامَ زَوْجِي إلَى شَارِفِنَا تِلْكَ . فَإِذَا إنَّهَا لَحَافِلٌ، فَحَلَبَ مِنْهَا مَا شَرِبَ، وَشَرِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا رِيًّا وَشِبَعًا، فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ(40)..
ـــــــــــــــــ
قَالَتْ : يَقُولُ صَاحِبِي حِينَ أَصْبَحْنَا: تَعَلَّمِي وَاَللَّهِ يَا حَلِيمَةُ(41)، لَقَدْ أَخَذْتُ نَسَمَةً مُبَارَكَةً(42)..
قَالَتْ : فَقُلْتُ: وَاَللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو ذَلِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ „»٤. ٢. ٥. ٤. «‟﴾ :البركةالرابعة:
قَالَتْ : ثُمَّ خَرَجْنَا(43) وَرَكِبْتُ ( أَنَا ) أَتَانِي، وَحَمَلْتُهُ عَلَيْهَا مَعِي، فَوَاَللَّهِ لَقَطَعَتْ بِالرَّكْبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ حُمُرِهِمْ(44)، حَتَّى إنَّ صَوَاحِبِي لِيَقُلْنَ لِي: يَا ابْنَةَ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَيْحَكَ ارْبَعِي عَلَيْنَا، أَلَيْسَتْ هَذِهِ أَتَانَكَ الَّتِي كُنْتُ خَرَجْتُ(45) عَلَيْهَا(46))؟..
فَأَقُولُ لَهُنَّ: بَلَى وَاَللَّهِ، إنَّهَا لَهِيَ هِيَ...
فَيَقُلْنَ :وَاَللَّهِ إنَّ لَهَا لَشَأْنًا... :
" وكانت قبل ذلك قد أضرّ بالرّكبِ انقطاعُها عنهم لِضعفها وهزالها(47). "
-*-*-*-*-
Dr.MUHAMMADELRAMADY
**
حُرِّرَ في يوم السبت:
٢٣ شوال ١٤٣٩ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٧ من شهر يوليو عام ٢٠١٨ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهم االسلام.
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 07 / 2018, 50 : 09 PM
[١٧. ] القسم السابع عشر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" البركة بقدوم الرضيع أرض بني سعد.. ومرضعاته.. "
قَالَتْ حَلِيمَةُ ابْنَةُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةُ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ:« كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ... »
أثبتُ في الحلقة السابقة بركات الرضيع؛ محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب منذ اللحظة الأولى التي وضعته السعدية؛ حليمة في حجرها وذكرتُ أربع بركات.. وهذه الخامسة:
﴿ „»٤. ٢. ٥. ٥. «‟﴾ : البركة الخامسة:"غنم حليمة:
قَالَتْ : ثُمَّ قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا(1) مِنْ بِلَادِ بَنِي سَعْدٍ.. وَمَا أَعْلَمُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللَّهِ أَجْدَبَ مِنْهَا، فَكَانَتْ غَنَمِي(2) تَرُوحُ عَلَيَّ حِينَ قَدِمْنَا بِهِ مَعَنَا شِبَاعًا لُبَّنًا(3)؛ فَنَحْلُبُ(4) وَنَشْرَبُ، وَمَا يَحْلُبُ إنْسَانٌ قَطْرَةَ لَبَنٍ، وَلَا يَجِدُهَا فِي ضَرْعٍ؛ وَإِنَّ أَغْنَامَهُمْ لَتَرُوحَ جِيَاعًا حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمْ أَوْ لِرُعْيَانِهِمْ(5):" وَيْحَكُمُ انْظُرُوا حَيْثُ تَسْرَحُ غَنَمُ بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ فَاسْرَحُوا مَعَهُمْ "؛ فَيَسَرَحُونَ مَعَ غَنَمِي حَيْثُ تَسْرَحُ؛ فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا فِيهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ، وَتَرُوحُ أَغْنَامِي شِبَاعًا لَبَنًا(6)؛ نَحْلِبُ مَا شِئْنَا فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا؛ فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ بِهِ(7).
*****
****
***
**
*
﴿ „»٤. ٣. «‟﴾ :« مراضعه صلى الله عليه وآله وسلم » السيدات؛ الأمهات اللَّواتي أرضعن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب: ابن آمنة بنت وهب الزُهرية قيل إنهن «عشر» (1) ﴿١٠﴾ نسوة(2).
وقيل «ثمان» ﴿٨﴾.
وقيل «ثلاث» ﴿٣﴾.
**
مَنْ أَرضَعَه (3):
﴿ „»٤. ٣. ١. «‟﴾ إن أول مرضعة تشرفت برضاعه صلى الله عليه وسلم أُمُّه العفيفة الشريفة الطيبة ذات النسب والحسب: «آمنة بنت وهب» الزُهرية التي رأت إثناء حملها به ووضعها ما رأت.. وقمتُ بعرضه في الصفحات الماضيات؛ فـلمّا ولَدتْه صلى الله عليه وسلم أرضَعته سبعة(4) أَيَّام، ذكر ذلك جماعة منهم؛ صاحب المورد والغُرر.
وقد ثبت(5) أنه أَرضعته:
﴿ „»٤. ٣. ٢. «‟﴾ «ثُوَيْبَةُ» الأَسلمية مولاة أبي لَهَبٍ ساعة ولد(6)؛ وقيل أيّاماً(7)؛ قبل قدوم حليمة.. وأرضعت عمه حمزة كذلك، فكان أخاً للنبي من الرضاعة. وهو عمه صنو أبيه.
**
وأكثرهن إرضاعاً له؛ ولا خلاف(8) أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرضعته :
﴿ „»٤. ٣. ٣. «‟﴾ «حليمة»؛ وتكنَّى أم كبشة(9)) - أي باسم بنت لها اسمها كبشة؛ وكانت من هوازن؛ أي من بني سعد بن بكر بن هوازن(10)، رضع عليه السلام مع ابنتها الشَّيْماء بنت الحارث بن عبدالعزى.
بيد أنه ورد في طبقات ابن سعد:"وَقَالَتْ أُمُّهُ- آمنة بنت وهب-:" يَا ظِئْرُ سَلِي عَنِ ابْنِكِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ"؛ وَأَخْبَرَتْهَا مَا رَأَتْ؛ وَمَا قِيلَ لَهَافِيهِ حِينَ وَلَدَتْهُ، وَقَالَتْ :" قِيلَ لِي ثَلاثَ لَيَالٍ: اسْتَرْضِعِي ابْنَكِ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ؛ ثُمَّ فِي آلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ"، قَالَتْ حَلِيمَةُ : فَإِنَّ أَبَا هَذَا الْغُلامِ الَّذِي فِي حِجْرِي أَبُو ذُؤَيْبٍ وَهُوَ زَوْجِي، فَطَابَتْ نَفْسُ حَلِيمَةَ(11)".
ويوضح مَن الطفل الرضيع زمن قدوم السعدية؛ حليمة إلى مكة فقال : قَدِمَ مَكَّةَ عَشْرُ نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِبْنِ بَكْرٍ يَطْلُبْنَ الرَّضَاعَ فَأَصَبْنَ الرَّضَاعَ كُلُّهُنَّ إِلا حَلِيمَةَ بِنْتَ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ؛ وورد ذكر اسم الرضيع وهو :"عَبْدُاللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَكَانَتْ تُرْضِعُهُ "... وليس الرضيع الشيماء -كما أدعى البعض- وسأوضح بإذنه تعالى ذكره - في بحث قادم أن جُدامة -وهي الشيماء- كانت تلاعبه؛ وهذا يعني أنها أكبر سناً منه.
**
والمرضعات القادمات ظهر تضارب في الأقوال حولهن؛ وأذكرهن كي أستوفي البحث:
﴿ „»٤. ٣. ٤. «‟﴾ «خولة بنت المنذر»؛ بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عدي بن النجار، أم بردة الأنصارية.
قال الإمام الشامي: ذكر الإمام أبوالحسن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم المعروف بـ"ابن الأمين" أنها -أي خولة- أرضعت النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقال: ذكرها العدوي وتابعه في العيون والموارد.
وهو وهمٌ إنما أرضعت ولده صلى الله عليه وآله وسلم إبراهيم، كما ذكر ابن سعد وأبو عمر وغيرهما وعليه جرى الحافظ في الإصابة، ونصه بعد أن ساق نسبها: مرضعة ابن النبيّ صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصواب خلافاً لما في بعض النسخ السقيمة في إسقاط ابن.
وعليه فقد صوب جماعة أنها أرضعت ولده إبراهيم، ابن ماريا بنت شمعون -القبطية؛ يعني المصرية- وليس هو -صلى الله عليه وسلم.(12).
هذا ما ذكره أبو الفتح اليعمرى عن ابن اسحاق.
وفي محاولة توفيقية من صاحب السيرة الحلبية في هذا القول.. قال:" ونسب هذا البعض في ذلك للوهم، وأن خولة بنت المنذر التي هي أم بردة إنما كانت مرضعة لولده إبراهيم. وقد يجاب عنه بأنه يجوز أن تكون خولة بنت المنذر اثنتان: واحدة أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم، وواحدة أرضعت ولده إبراهيم ابن ماريا بنت شمعون المصرية، وأن خولة التي أرضعته صلى الله عليه وسلم هي السعدية التي كانت ترضع حمزة -عمه- التي قال فيها الشمس الشامي: لم أقف على اسم تلك المرأة، والله أعلم" ..
قلتُ: وهي القادمة:.
﴿»„ ٤. ٣. ٥. ‟«﴾ و «امرأة سعدية»(13) أي -امرأة من بني سعد؛ غير حليمة-. ذكرها ابن القيم في الهدي.
روى ابن سعد عن ابن أبي مليكة:"أن حمزة كان مسترضعاً له عند قوم من بني سعد بن بكر، وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أمه حليمة.". (14)
قال صاحب السيرة الحلبية :" ولم أقف على اسم تلك المرأة ".
أما
السادسة: ﴿ „»٤. ٣. ٦. «‟﴾ و
السابعة: ﴿ „»٤. ٣. ٧. «‟﴾ و
المرضعة الثامنة: ﴿ „»٤. ٣. ٨. «‟﴾ فهنَّ : «ثلاث» نسوة من بني سليم مر عليهن، ذكرهن القرطبي وغيره: (15).". اسم كل واحدة منهن عاتكة؛ نقله السهيلي عن بعضهم في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم :« أنا ابن العواتك من سليم »...
قلتُ (الرمادي) : سأبحث هذه المسألة قريباً (16).
قال أبو عمر :" أنه صلى الله عليه وسلم مُرَّ به على ثلاث نسوة من بني سُليم.. فأخرجن ثديهن فوضعناه في فيه فدرَّت عليه ورضع منهن."
والسيرة الحلبية توضح هذه المسألة -وإن كان فيها نظر- :" قال: وأرضعه صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث نسوة: أي أبكار من بني سليم، أخرجن ثديهن فوضعنها في فمه فدرت في فيه فرضع منهن، ويضيف صاحب السيرة الحلبية:" وأرضعته صلى الله عليه وسلم أم فروة اهـ. –وهي القادمة في بحثي هذا- وهؤلاء النسوة الأبكار كل واحدة منهن تسمى «عاتكة»، واللاتي عناهن صلى الله عليه وسلم بقوله: «أنا ابن العواتك من سليم» .
قلتُ:" والأمر إذا كان هكذا؛ فيعتبر أعجازا؛ أحتاجُ إلى بحثه في باب إرهاصات ما قبل الرسالة ومعجزات النبوة".
﴿»„ ٤. ٣. ٩. ‟«﴾ «أم فرْوة». (17)ذكرها المستغفري: ثم روى عن ابن إسحاق عن أم فروة ظئر النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ".[سورة الكافرون]. (فإنها براءة من الشرك).
تخريج:"قال أبو موسى المديني :" اختُلف في راوي الحديث: فقيل: فروة، و
قيل: أبو فروة، وقيل: أم فروة ، وهذا أغرب الأقوال.
وقال الحافظ في الإصابة: بل غلط محض وإنما هو أبو فروة، وكان بعض رواته لمَّا رأى عن أبي فروة ظئر النبيّ صلى الله عليه وسلم ظن أنه خطأ والصواب أم فروة، فرواه على ما ظن فأخطأ هو، واسم الظئر لايختص بالمرأة المرضعة بل يُطلق على زوجها أيضاً، وقد أخرجه أصحاب السنن الثلاثة من طرق عن ابن إسحاق عن ورقة بن نوفل عن أبيه. هكذا أخرجه أبو داود والنسائي من رواية إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق مجرداً وفيه على أبي إسحاق اختلاف وهذا هو المعتمد. ".
﴿ „»٤. ٣. ١٠. «‟﴾ «أم أيمن» بركة ذكرها القرطبي(18)؛ عزيزة(19)، وصوب جماعة أنها من الحواضن لا من المرضعات(20)؛ والمشهور أنها من الحواضن لا من المراضع.
وما تقدم من أن أم أيمن أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم ذكره السيوطي في الخصائص الصغرى، ردّ بأنها حاضنته لا مرضعته(21).
وعلى تقدير صحته ينظر بـ لبن أي ولد لها كان، فإنه لا يعرف لها ولد إلا أيمن وأسامة، إلا أن يقال جاز أن لبنها در له صلى الله عليه وسلم من غير وجود ولد كما تقدم في النسوة الأبكار(22).
قلتُ (الرمادي):"وهذا إعجاز جديد؛ يحتاج لتثبت. غير أني قرأت أن معجزات المصطفىٰ المهتدىٰ المرتضىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ تصل إلى عشرة آلاف معجزة.. وهذا يلزمنا البحث في كافة صفحات السيرة النبوية الشريفة العطرة".
**
واللافت للإنتباه أنه جاء عند البعض أن:" المذكور في كتب التاريخ والسير حسب -ما وقف عليه صاحب الفتوى- أن مرضعاته صلى الله عليه وآله وسلم : فقط هن:
﴿ ١ ﴾ «ثويبة» مولاة أبي لهب أرضعته أياماً وهي أول من أرضعه، (قلتُ الرمادي: يمكن القول هنا أنها أول مَن ارضعته بعد أمه ) ثم أرضعته
﴿ ٢ ﴾ «حليمة» «السعدية» بلبن ابنها عبدالله بن الحارث وبقي عندها إلى الفطام، وذكر ابن سعد في الطبقات وابن القيم في زاد المعاد أن
﴿ ٣ ﴾ «أم حمزة» أرضعته يوما وهو عند حليمة.
فتحصل من ذلك ثلاث ( ٣ ) مرضعات ثويبة وحليمة وأم حمزة إن صحت الرواية بإرضاعها له صلى الله عليه وآله وسلم. وأما غير ذلك فلم نقف عليه(23)"
**
والخلاصة :
بعد التبحر في مسألة رضاعة الوليد محمدبن عبدالله بن عبدالمطلب فإني لم أتمكن من ترجيح قول على آخر؛ غير ما بدأته بكلمة "ثبت" عند الحديث عن ثويبة الأسلمية، أو كلمة "لا خلاف"عند الحديث عن السعدية حليمة.. وبالطبع رضاعة أمه السيدة الجليلة آمنة بنت وهب الزهرية.. فيصير عدد أمهاته من الرضاعة أربع.. وإذا ما توصلتُ إلى جديد سأذكره بمشيئته جل وعلا.. في كتابة الإستدركات..
Dr.MUHAMMADELRAMADY
**
حُرِّرَ في يوم الإثنين ٢٥ شوال ١٤٣٩ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٩ من شهر يوليو عام ٢٠١٨ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 07 / 2018, 03 : 01 PM
[١٨. ] القسم الثامن عشر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" مدة رضاعته !"
مدخل:"
موقع
ملتقى أهل العلم (http://www.ahlalalm.org/vb/index.php) > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه (http://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=188) > ملتقى السيرة النبويه (http://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=50) > بُحُوثُ السيرة النبوية (http://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?p=525938#post525938)
الإلكتروني؛ انفرد من بين منصات التواصل التي تخاطب التجمعات الإسلامية والعربية وتميز بنشر بحوث متواصلة عن السيرة النبوية العطرة -على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام- بصورة متسلسلة ومنذ بدء الخليقة وخلق آدم -أول البشرية- ولكاتب هذه السطور عظيم الشرف أن يكون باحثاً في سنة خادم الأنبياء ومعداً لسيرة آخر المرسلين المبتعث رحمة للعالمين وأن يشاركني هذا الشرف قراء الموقع وإدارته في متابعة ونشر وإكمال بحوث السيرة المحمدية المشرفة؛ ومن ثم السنة النبوية العاطرة وفق المصادر الأصلية والمراجع الصحيحة لإخراج موسوعة كاملة محققة ومدققة..
ويبدو لي أنه من الإنصاف -بجانب صفحة السيرة المحمدية- أن تضاف صفحة تتعلق بحياة وسير الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام.. إذ هم القدوة الحسنة والإسوة الصالحة خاصة لشباب وأبناء التجمعات الإسلامية والعربية من الأجيال التي ولدت في الغرب وتسكن أمهات العواصم الأوروبية خاصة -بعد موجات الهجرة المتزايدة من الشرق إلى الغرب- وشباب العالم عامة..
يجاور هذا صفحة عن أمهات المرسلين.. وزوجات الأنبياء ..
يرافق ذلك صفحة عن نساء حول المبتعثين.. إذ أن القراءة التفصيلية لسير حياة النبلاء من المرسلين والأنبياء ترسخ القيم العليا وتقعد المبادئ العلا وتنشر الأفكار السامية وتثبت المقاييس الحضارية ويكمل آحدانا الآخر في تقديم صورة ناصعة البياض عن الإسلام -باعتباره الرسالة الخالدة الخاتمة- وعن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم - باعتباره متمم الأنبياء وآخر المرسلين- إلى البشرية جمعاء.. وكم نحن أحوج الناس في تقديم النموذج الصالح في سلوكياتنا عن الإسلام الصحيح بدلا مما نراه ونسمع...
محمد فخرالدين الرمادي
في عام 2018م~1439هـ.
"
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 07 / 2018, 00 : 02 PM
أعود لموضوع السيرة المحمدية.. ولتوضيح معناها يجب عليَّ أن أعرفها.
تعريف السّيرة لُغة:
قال ابن فارس في مادة «سير»: السين؛ والياء؛ والراء: أصلٌ يدلُّ على مضيٍّ وجريان،
يقال: سار يسير سيراً،
والسيرة: الطريقة في الشيء والسُّنة، لأنها تسير وتجري.
والسَّيْرة: المرّة الواحدة، والسِّيرة: الضرب من السير،
قال ابن منظور: السّيرة: الطريقة، يقال سار بهم سيرة حسنة، والسّيرة الهيئة، و
في التّنزيل العزيز ﴿ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى﴾.
فما سار عليه المرء في حياته يُسمّى سيرة،
لذلك قالوا: «السّيرة تقابل الصّورة»،
أي: السّيرة في السّلوك، والصّورة في الجسد.
قال الجرجاني في "التّعريفات": «السيرة هي الطريقة، سواء كانت خيراً أو شراً، يقال: فلان محمود السيرة، وفلان مذموم السيرة».
والسِّيَر: جمع سيرة، وهي الطّريقة سواء كانت خيرا أو شرّا".
هذا تعريف السيرة من حيث اللغة.
أما من حيث:
تعريف السيرة اصطلاحاً:
أي في الاصطلاح الشّرعي:
السّيرة هي: العلم بحياة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم من قبل ولادته إلى وفاته، وما يتعلّق بدعوته من الحوادث، فـ
هي ترجمة حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الميلاد إلى الوفاة..
و
أرى اختزالا في هذا التعريف..
بيد أن د. نزار ريان عرَّفها بقوله:
«هي طريقة حياة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بكل ما يتصل بها، قبل البعثة وبعدها».
حتّى إنّه عند الإطلاق لا ينصرف لفظ السّيرة إلاّ إلى «حياة النبيّ» صلى الله عليه وآله وسلم.".
و
ما جاء في التعريفات بأن :" السُّنّة " في اللغة: هي الطريقة، مرضية كانت أو غير مرضية، والعادة،
أما في الشريعة: فـ
هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض وجوب، فـ
السُّنة: ما واظب النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عليها، مع الترك أحياناً، فإن كانت المواظبة المذكورة على سبيل العبادة فـ
سنن الهدى، و
إن كانت على سبيل العادة فــ
سنن الزوائد، فـ
سنة الهدى ما يكون إقامتها تكميلاً للدين، و
هي التي تتعلق بتركها كراهةً أو إساءة، و
سنة الزوائد، هي التي أخذها هدى أي إقامتها حسنة ولا يتعلق بتركها كراهة ولا إساءة كـ
سير النبي صلى الله عليه وسلم في:
قيامه و
قعوده و
لباسه و
أكله.
و
هي مشترك بين ما صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، وبين ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم عليه بلا وجوب، وهي نوعان:
سنة هدى، و
يقال لها: السنة المؤكدة، كـ
- الأذان و
- الإقامة، و
- السنن، و
- الرواتب، و
- المضمضة، و
- الاستنشاق، على رأي، و
حكمه كالواجب، المطالبة في الدنيا، إلا أن تاركه يعاقب وتاركها لا يعاقب.
وسنن الزوائد، كـ
- أذان المنفرد، و
- السواك، و
- الأفعال المعهودة في الصلاة وفي خارجها، وتاركها غير معاقب. "
وعليه..
ـــــــــــ
اقول (الرمادي):" فنحن في أحتياجٍ لمعرفة السيرة المحمدية إجمالاً؛ و
في ضرورةٍ لمعرفة السنة النبوية تفصيلاً.
أضيف (الرمادي): أن هناك فارق بين السيرة المحمدية.. وبين السنة النبوية؛ فـ
السيرة النبوية وفقاً لما قدمته من بحوث سابقة تبدء منذ عهد آدم عليه السلام، أما
السنة النبوية فتبدء منذ البعثة النبوية وبداية الرسالة المحمدية الخاتمة..
أي مِن حيث مبتدأ الوحي وبداية التنزيل. وهذه الأخيرة لم تنشر بعد.
وحين أقول (الرمادي):" أنه ينبغي معرفة السيرة المحمدية إجمالاً أقصد تلك
- المراحل و
- الأحداث و
- التبليغات و
- الروايات و
-الإرهاصات منذ بدء وجود آدم إلى قبيل البعثة المحمدية؛
أي
قبل أن يصل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب سن الأربعين.. و
غالب هذه الروايات أو الأحداث لا ينبني عليها أي أحكام شرعية سواء
- متعلقة بالعقيدة أو
- فعل ترك أو
- قيام بفعل.. و
الندرة الباقية إخبار من المعصوم عليه السلام -إذا صح الخبر- فقد صاحب ولادته بعض الإرهاصات الدالة على نبوته؛ منها
- ما ثبت بطرق صحيحة كـ
المعنى المستفاد من حديث :« أنا دعوة أبي إبراهيم» [الخليل أبي الأنبياء] ...
«وبشرى عيسى» [ابن مريم عليهم السلام]..
«ورأت أمي حين حملت بي كأن نوراً خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام»؛ وكـ
قدم نبوته مثلا؛ أما
الغالب من الروايات فهي إخبارات أو مرويات قد تحرز السادة العلماء عن ذكرها؛ فـ
قالوا قبل سرد الرواية أو التبليغ بالخبر «كما يقول الناس»؛ أو «فيما يـزعمون»؛ أو «والله تعالى أعلم»، بصيغة التمريض؛ أو التشكيك..
لذا توقف الكثير من السادة العلماء في ذكر روايات؛ كما ترى عند صاحب «زاد المعاد» مثلاً.. وهناك ما
لم يثبت بطرق صحيحة ولكنه اشتهر مثل قولهم: «إنه حين ولد سقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى»؛ و
« خمدت النار التي كان يعبدنها المجوس» و
« غاصت بحيرة "ساوة"» و
« انهدمت المعابد التي كانت حولها»
ثم استوقفني ما ذكره د. مهدي رزق الله أحمد في بحثه القيم :
" السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية - دراسة تحليلية".
إذ ذكر أن المحدثين عندما عَرَّفُوا السنة؛ جعلوا السيرة جزءاً منها. فقالوا :"إنها كل ما آثر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة ". سواء أكان ذلك قبل البعثة كـ تحنثه في غار حراء، أم بعدها. و
السنة بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوي.".
وأني (الرمادي) أميل لتعريف الأصوليين للسنة؛ إذ قالوا :" السنة في اصطلاح الأصوليين هي: «ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير«.
قلت (الرمادي): أنتهى التعريف عند هذا الحد. وبالتالي وضح للقارئ الإختلاف بين تعريف المحدثين والأصوليين.
أقول (الرمادي): أثبتُ هذه التعريفات وذكرت هذه المداخلة إذ أن هناك روايات تنسب إلى السعدية حليمة؛ مرضعة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب لم أجدها إلا عند المجلسي (محمّد باقر بن محمّد تقي)؛ وهو من علماء السادة الشيعة الأمامية الأثنى عشرية؛ وما سطره يعتبر موسوعة هي : « بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار »
يعد هذا الكتاب من أكبر الموسوعات الحديثيَّة عند الشيعة الإثني عشريَّة إذ تتجاوز عدد مجلَّداته المئة مجلد)؛ و
لكني لم أجد مصدر لبعض الروايات..
كما لم أجد إحالة؛ بمعنى من أين أتى بهذه الرواية المنسوبة إلى السعدية حليمة؛ مرضعة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب؛ و
كذا تجد روايات عند شرف المصطفى؛ لـ: عبدالملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي، أبو سعد (المتوفى: 407هـ)) .
وهناك أخبار ومرويات تركتها للقارئ إذا اراد مراجعتها؛ ولكن بها ضعف شديد فلم أثباتها هنا (!)."
وبحثتُ بالقدر الكافي فلم أجد مَن خرَّج هذه الروايات كي يطمئن لها القلب وتقنع العقل فاضعها ضمن بحوث السّيرة.. وإن احتاط المؤلف فكتب «من العجب العجيب».. وذكر بعض الأمور المتعلقة بطفولة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب في سنواته الأولى عند السعدية حليمة مرضعته.
لذا فإني أحتج -في هذه البحوث- بالصحيح من الروايات والأخبار؛ واستأنس بالضعيف -وكما قيل أنه من "ملح التفسير وليس من متين العلم"- فيما لا يتعلق بالعقيدة والأحكام؛ وأدع الواهي.. وهذا ما قرره السادة العلماء واتفقوا عليه.
ثم توقفتُ عن البحث في هذ الروايات وسارجأها إلى بحوث أختلاف الرواية في الحادثة الواحدة تحت عنوان عريض هو
« شبهات حول السيرة »... و
ستأتي في نهاية البحوث إن شاء الله تعالى...
**
﴿« „ مدة رضاعه ‟ « ﴾
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تكلمتُ مِن قبل عن الشخصيات المحورية في حياة محمد.. كما هناك بحث مستقل عن الأعلام.. وبالطبع مِن هذه الشخصيات المحورية مَن لعبتْ دوراً أما جوهرياً أو ثانوياً في «حياة» :
الرضيع..
الطفل..
الشاب..
الرجل:
محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. وهذه مسألة حساسة جداً وغامضة للغاية ومعقدة عند البعض.. غير أنه ينبغي التفريق الكامل بين رعاية خالقه -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ومرسله -سبحانه وتعالى- إلى الناس كافة.. كما
أثبتُ من قبل:" أَنَّهُ قَالَ: „ أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي ‟... و
علق ابن تيمية بالقول :" الْمَعْنَى صَحِيحٌ لَكِنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ إسْنَادٌ ثَابِتٌ "
أقول (الرمادي) : ينبغي التفريق الكامل بين -محمد- البشر والإنسان، وبين الرسول والنبي والمبلغ لشرع ربه ومنهاجه.. محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث أنه مبلغ وحي ربه وحامل الرسالة وآخر الأنبياء والمرسلين.. المصطفى المجتبى المحتبى المرتضى.. فـ
الحديث عن الأول -الإنسان- باعتبار أننا نتحدث عن بشرٍ ومِن بني آدم .. إنسانٍ أتصف بصفات حميدة إثناء مراحل حياته الأولى وظهرت كرامة له ووجدت إرهاصات قبل الحمل به وإثناء حمله بين قلب وفؤاد أمه آمنة بنت وهب الزُهرية وإثناء الولادة وأحداث ليلة الولادة والخير والكرامة مع وعند السعدية حليمة وقضية شق الصدر في بني سعد.. وحتى المبعث.. استغرقت هذه المرحلة ما يقرب من أربعين عاما.. أما
المرحلة الثانية من حياته فتبدءُ منذ البعثة ونزول الوحي وحتى إنتقاله إلى الرفيق الأعلى.. فهو إنسان بيد أنه مكلف في هذه المرحلة منذ نزول الوحي بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- بالتبليغ وتحمل أعباء النبوة وحمل الرسالة.. و
هذه المرحلة العُمرية أو الفترة الزمنية من حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين يبلغ عن ربه ولا يوجد شخص أو إنسان أو مخلوق يتأثر به أو يؤثر فيه.. وهذه نقطة أصلية ومفصلية وجوهرية بل هي وحي وتبليغ ودعوة وفق ما يرسله له ربه ويوحي إليه به خالقه ومولاه.. فـ
السنة النبوية -إجمالاً وتفصيلاً- تحتاج إلى معرفة كاملة؛ ولا أقصد هنا ما يتبادر إلى الذهن بأنه فعل المندوب أو الإتيان بالنافلة؛ أو القيام بالمستحب.. بل أريد القول بما هو يقابل للقرآن الكريم من حيث التشريع؛ أي القسم الثاني من الذكر الحكيم المنزل من السماء.. وتوضح هذه الجزئية بما قاله عليه السلام إثناء خُطْبَتِهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛ فـ
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ :
« ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا : كِتَابَ اللَّهِ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ». وَ
وَجَدْتُ شَاهِدًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ».
**
أقول (الرمادي) :" هذا لما ترويه السعدية حليمة في الصفحات السابقات؛ إذ أن خبر إرضاع حليمة السعدية لمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب في ديار بني سعد، وما ظهر عليه من البركة هذا خبر مستفيض في كتب السيرة قديمها وحديثها، وأقدم مَن أورده مِن كُتاب السيرة ابن إسحاق (توفى: 151 هـ)؛ بأنها قالت كما جاء في سيرة ابن هشام.. إذ أنه قد تفرد ابن إسحاق برواية خبر إرضاع حليمة الرسولَ وإقامته معها ببادية بني سعد. وقد رواه بإسناد منقطع؛ إذ لم يصرح فيه عبدالله بن جعفر بالسماع من حليمة؛ وفي إسناده جهم بن أبي جهم، الذي عدّه الذهبي من المجاهيل: ورواه أبو يعلي في مسنده. وابن حبان في صحيحه، وليس فيهما تصريح بالتحديث بين عبدالله وحليمة، كما قال الألباني؛ وخَطَّأَ ابن حجر.. لأنه قال بـ:" أن عبدالله قد صرح بالتحديث".. ورواه الطبراني كذلك، ووثق الهيثمي رجال أبي يعلى والطبراني.
ـــــــــــــــــــ
ومحصلة التحقيق :
حكم محققا سيرة ابن هشام، والألباني بضعف هذا الخبر.
وعلى الرغم مما قيل في إسناد هذا الخبر إلا أن مما لا شك فيه ثبوت استرضاع الرسول في بادية بني سعد؛ وذلك لأن:
1. ] رواية الصحيح -عند مسلم- تتفق مع رواية ابن إسحاق في أن حادثة شق الصدر -وهذا بحثي القادم؛ إن شاء الله تعالى- قد وقعت للرسول وهو صغير مسترضع في بادية بني سعد، وكذلك:
2. ] رواية الحاكم؛ وأحمد وابن إسحاق في حديث : « أنا دعوة أبي إبراهيم.... واسترضعت في بني سعد ابن بكر... «" و
في :
3. ] الحديث الذي رواه ابن إسحاق بإسناد حسن، قال وفد هوازن للرسول وهو بالجعرانة حين منصرفه من حنين:" إنما في الحظائر -أي الأسر- عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك...." وفي هذا الحديث إشارة إلى رضاعة النبي في أهل مناطق الطائف، أي في هوازن، التي منها بنو سعد.. قوم حليمة بنت أبي ذؤيب. و
روى :
4. ] ابن سعد بسنده إلى ابن القبطية أن النبي كان مسترضعا في بني سعد بن بكر. و
في :
5. ] رواية آخرى لابن سعد أن أم النبي دفعته إلى السعدية التي أرضعته.... . و
ذكر ابن كثير:
6. ] أن ابا نعيم روى بسنده إلى عتبة بن عبدالله أن رجلا سأل النبي، فقال :" كيف كان أول شأنك يا رسول الله !؟ . قال :" كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر ... الحديث " ... فـ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :" كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ". قَالَ : «كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ».
ويضاف إلى هذه الآثار التي تدل على
7. ] مجئ أبوي الرسول من الرضاعة إليه و
8. ] تعرفه على الشيماء -أخته من الرضاعة- التي جئ بها ضمن أسرى غزوة حنين .و
هذا كله يثبت رضاعته عليه السلام من حليمة السعدية..
ثم أثبتُ قول السيدة السعدية حليمة مرضعته؛ إذ قالت : « فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ حَتَّى مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ، وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ »، وهذه الرواية قريبة من رواية الطبري : « فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنَ اللَّهِ زِيَادَةَ الْخَيْرِ بِهِ، حَتَّى مَضَتْ سَنَتَانِ وَفَصَلْتُهُ وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ، فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا ».. أما
رواية ابن كثير : « فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْهِ فَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا تَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ فَوَاللَّهِ مَا بَلَغَ السَّنَتَيْنِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ، وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ مِمَّا رَأَيْنَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ ».. و
في رواية آخرى لابن الأثير: « وكان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة » .. فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا. قَالَتْ : فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا ، لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِه » .
والذي نثبته من تضافر الأقوال لوجود الرضيع اليتيم في بني سعد :
«١.»: نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ؛
«٢.»: نَتَعَرَّفُ مِنَ اللَّهِ زِيَادَةَ الْخَيْرِ بِهِ؛
«٣.»: اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا. وهذا كله «" حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْهِ ".».
نثبت هنا محصلة قول السعدية حليمة من وجود البركة والخير والزيادة لوجود الطفل الرضيع «الـيتيم»: منذ اللحظة الأولى التي وضعت الرضيعَ في حجرها وحتى وصل إلى سن الفطام..
وإذا كان خبر حليمة الطويل المشتهر حول رضاعة لم يحظَ بتصحيح المحدثين لعلل إسنادية، فإن رضاعه صلى الله عليه وسلم في بني سعد من قِبل حليمة السعدية ثابت من طرق كما أسلفت. إذاً اشتهر عند أهل المغازي والسير أن ممن أرضعنه حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية؛ في بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان حين اخذته معها إلى بادية قومها؛ فـ
اقام معها نحو:
«١.»: أربع سنين ثم ردته إلى أمه."
تكمل الحديث السيدة السعدية المرضعة مع السيدة آمنة بنت وهب أم الرضيع فتقول: « فَكَلَّمْنَا أُمَّهُ.. وَقُلْتُ «السعدية؛ حليمةـ» لَهَا : لَوْ تَرَكْتُ بُنَيَّ عِنْدِي حَتَّى يَغْلُظَ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ وَبَأَ مَكَّةَ، قالت: ونحن أضنُّ شىء به مما رأينا من بركته. قَالَتْ : فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى رَدَّتْهُ مَعَنَا ». قالت«أمه: آمنة بنت وهب»: ارجعا به، تكمل السعدية الحديث فتقول :"فرجعنا به فمكث عندنا شهرين...." وهنا تحدث حادثة شق الصدر...
وذكر ابن الجوزي أن حليمة أعادته إلى أمه بعد سنتين وشهرين..
فَكَانَتْ مُدَّةُ رَضَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«٢.»: سَنَتَيْنِ ،.
وقال ابن قتيبة:
«٣.»: لبث فيهم خمس سنين وَرَدَّتْهُ حَلِيمَةُ إِلَى أُمِّهِ وَجَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ فِي قَوْلٍ .
الظاهر أن قول ابن الجوزي يعود إلى المرة الأولى قبل شق الصدر الشريف؛ وما ذكره ابن قتيبة وابن الثير يعود لمجمل المدة التي مكثها عليه السلام في ديار بني سعد ... والله أعلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشرف بمراجعة وقراءة البحوث وقراءة المراجع وكتب بخط يده هذا البحث:
محمد فخرالدين بن إبراهيم الرمادي
[يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ]
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٣٩ الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ ؛ يوم الأربعاء : ٢٧ شوال ١٤٣٩ ~ ١١ يوليو ٢٠١٨ م"
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 07 / 2018, 14 : 11 AM
سلسلة بحوث
﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾
?: د. الْفَخْرُ
مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ
Dr. MUHAMMAD ELRAMADY
شريف حمدان
13 / 07 / 2018, 10 : 01 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/1UH33124.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
15 / 07 / 2018, 13 : 04 PM
[١٩. ] القسم التاسع عشر:
» حَوَاضِنُهُ » و « مُرَبِياتُه «
» مُرَبِياتُ » « النبي » صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ و « حَوَاضِنُهُ «
تمهيد :
[ ١. ] المرحلة الأولى في حسن تكوين الجنين في الرحم حسن إختيار أمه ؛ لقوله عليه السلام
» تَخَيَّرُوا لـــ ِنُطَفِكُمْ » [ (1) ]
ـــــــــــــــــــ
و
[ ٢. ] المرحلة الثانية في الإحسان إلى الرضيع هي حال مرضعته النفسية والبدنية والذهنية؛ مع طول فترة رضاعته؛ و
[ ٣. ] المرحلة الثالثة في إجادة تربية الوليد حاضنته وقدراتها اللُغوية والفكرية؛ فإما أن تكون أمه؛ جدته.. أو خالته.. عمته.. جارته؛ أو أخته الكبرى.. و
الحالة النفسية للحامل إثناء فترة الحمل من أهم العوامل في مستقبل الجنين؛ و
الحالة المزاجية للمرضع من أهم العوامل في مستقبل الوليد؛ و
الحالة النفسية والذهنية للحاضنة من عوامل صنع رجال الغد ونساء المستقبل؛
إذ أن الحضانة: هي حفظ مَن لا يستقل بأموره، وتربيته بما يصلحه.. وهي تقتضي حفظ المحضون وإمساكه عما يؤذيه، وتربيته لينمو، وتعهده بطعامه وشرابه، وغسله، وطهارته وغسل ثيابه، ودهنه، وتعهد نومه ويقظته.. و
الشرع الحنيف جعل حضانة الطفل لأمه إذ هي أرفق به وأحنى عليه، وحاضنته / مربيته تعلمه أمورا تتناسب وقدر سنين عمره وقدرته على الإستيعاب والفهم والتحصيل..
في حالة الوليد السعيد:
محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب حَوَاضِنُهُ تعددن.. فَمِنْهُنَّ
( *١. *) أُمُّهُ: آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب. وَ
مِنْهُنَّ :
( * ٢ *) ثويبة و
( * ٣ * ) السعدية.. حليمة ، و
ابْنَتُهَا:
( * ٤ * ) الشيماء.. وَهِيَ أُخْتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ .. كَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمِّهَا، وَهِيَ الَّتِي قَدِمَتْ عَلَيْهِ فِي وَفْدِ هَوَازِنَ، فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، وَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ رِعَايَةً لِحَقِّهَا.
وَمِنْهُنَّ الْفَاضِلَةُ الْجَلِيلَةُ:
( * ٥ * ) أم أيمن؛ اسْمُهَا : بركة الحبشية، وَكَانَ وَرِثَهَا مِنْ أَبِيهِ، وَكَانَتْ دَايَتَهُ.. وَ
زَوَّجَهَا -عليه السلام- مِنْ حِبِّهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أسامة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ
رُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مُرْسَلٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِأُمِّ أَيْمَنَ:
يَا أُمَّهْ ، وَيَقُولُ: هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي. [ ( 2) ]
وَهِيَ الَّتِي دَخَلَ عَلَيْهَا أبوبكر وعمر بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي، فَـ
قَالَا : يَا أم أيمن مَا يُبْكِيكِ!؟؛ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ؟.
قَالَتْ : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ مَاعِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ، وَإِنَّمَا أَبْكِي لِانْقِطَاعِ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَبَكَيَا.[ ( 3 ) ]
وأرى أن أجعل في نهاية البحوث ملاحق لمسائل وموضوعات وقضايا لم تأخذ حقها في العرض.. منها على سبيل المثال وليس الحصر؛وما نحن بصدده : ترجمة -كتابة حياة وسِيّر- للشخصيات المحورية التي لعبت دوراً فيحياة الجنين.. الوليد.. الرضيع.. الطفل.. الشاب.. الرجل: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. و
ملحق آخر عن أهم صحابيات وصحابة المصطفىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ المرتضىٰ.. كمثال صالح يحتذى به.
**
وما زلت أبحث:
*.. ] الأمور الكائنة بعد مولده وقبل بعثه صلى الله عليه وآله وسلم: وسـ
أكمل بحوث:
*. . ] وفاة أمه آمنه بنت وهب وحضانة أم أيمن له صلى الله عليه وسلم.
*. . ] كفالة عبدالمطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفته بشأنه.
*. . ] استسقاء أهل مكة بجده وهو معهم وسقياهم ببركة صلى الله عليه وسلم.
*.. ] ما حصل له في سنة سبع من مولده صلى الله عليه وآله وسلم.
*.. ] وفاة عبدالمطلب؛ ووصيته لأبي طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم وما ظهر في ذلك من الآيات.
*..] استسقاء أبي طالب برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعطش أبي طالب وشكواه ذلك
للنبي صلى الله عليه وسلم.
*.. ] سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه الزبير بن عبدالمطلب إلى اليمن.
*.. ] سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام.
*.. ] في حفظ الله إياه في شبابه عما كان عليه أهل الجاهلية؛ واشتهاره بالأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة قبل بعثته، وتعظيم قومه له، صلى الله عليه وسلم.
*. . ] شهوده صلى الله عليه وسلم حرب الفجار.
*.. ] شهوده صلى الله عليه وسلم حلف الفضول.
*.. ] رعيه صلى الله عليه وسلم الغنم.
*.. ] سفره صلى الله عليه وسلم مرة ثانية إلى الشام.
*..] نكاحه صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
*.. ] بنيان قريش الكعبة شرفها الله تعالى.
**
محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٣٩ الْهِجْرِيَّة ِالْمُقَدَّسَةِ الأحد : ٢ ذو القعدةـ ~ ١٤ يوليو ٢٠١٨ م
شريف حمدان
15 / 07 / 2018, 32 : 09 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/HB860023.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
20 / 07 / 2018, 51 : 05 PM
[٢٠. ] القسم العشرون:
[١. ]﴿ «قصة إهلاك » „ أصحاب الفيل ‟﴾
الجزء الأول :
﴿ ١. ١ . ﴾ „ بيان عام المولد ‟ :
.. من الأحداث المتعلقة بِسَنةِ مولد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين.. صلوات الله تعالى عليه وآله .. بل أهمها.. رغبة أبرهة بهدم الكعبة المشرفة بمكة المكرمة؛ وقد هيأ جيشاً عرمرماً ليحقق غايته؛ تعداده :
„٠٠٠, ٦٠ ‟ محارباً
يتقدمه نوع جديد من أدوات الحرب -إن صح التعبير- و
وسائل الهدم والتخريب؛ لا عهد للعرب بها من قَبل.. و
هو حيوان ضخم الجثة قوي الجسد وهو
: „ الفيل “.
.. كانت واقعة الفيل وما جرى فيها إرهاصاً آخراً بمقدم نبي آخر الزمان وخاتم رسل رب العباد لبني الإنسان.. فصح أن نتعرض لهذه الحادثة قبل التقدم خطوات في سيرة النبي المصطفى وسنة الرسول المرتضى وطريقة الــ حــبــــيــب المجتبى وطريقة حياته العملية للخليل المحتبى.. صلوات الله عليه وسلامه وآله.
**
واقعة الفيل:
« قصة إهلاك أصحاب الفيل «
اثبت وحي السماء المنزل بواسطة أمين السماء جبريل على قلب آخر المرسلين أحداث ووقائع تعتبر من مقدمات النبوة وإرهاصات الرسالة.. كما أخبرنا بذلك -من خلال الكتاب المقدس- أحبار أهل الكتاب ورهبانهم بقرب قدومه.. أضف ما جاء على لسان الكهان والعرافين عن بعثة نبي آخر الزمان.. و
أثْبَتُ مِن قبل -فيما مضى من بحوث- دعاء الخليل إبراهيم أبي الأنبياء؛ كما نطق القرآن الكريم وتكلم الذكر الحكيم فقال
﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾؛
ثم
بشرى كلمة الله عيسى ابن مريم وروحه
﴿.. وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.. ﴾؛
و
رؤية آمنة بنت وهب.. و
جاء النص القرآني ليثبت وقائع وأحداث عن حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومبعوث العناية الإلهية للعالمين:
منها :
ما تكلم القرآن الكريم به عن واقعة الفيل في سورة كاملة فقال:
" بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾
﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾
﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾
﴿ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴾
﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴾..
كما تحدث النص القرآني الكريم عن زمن طفولته..
وتكلم الذكر الحكيم عن وقت شبابه
فتحدث عن حالة اليتم فقال:
﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ﴾
و
الحديث عن يتم -سأعقد له فصلاً كاملاً- الطفل محمد بن عبدالله بن عبد المطلب يدور حول محاور عدة..
منها :
شريف حمدان
01 / 08 / 2018, 19 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/r2r37146.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 35 : 09 PM
مسألة يتم : الرضيع ثم الطفل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب تدور حول محاورعدة..
منها :
[ 1 . ] يُتم الأب: أي موت عبدالله بن عبدالمطلب؛ وهو مازال جنينا في بطن أمه؛
[ 2 .] ثم وفاة أمه : آمنة بنت وهب. وعمره ست سنوات؛
[ 3 . ] كفالة جده عبدالمطلب ثم وفاته .. والطفل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب في الثامنة من عمره(!).
[ 4 . ] ثم رعاية عمه أبي طالب بن عبدالمطلب؛ الأخ الشقيق لـ عبدالله بن عبدالمطلب إلى أن شبَّ وابتعث..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 38 : 09 PM
وتحدث الذكر الحكيم و القرآن الكريم عن حالة التحنث في غار حراء بمكة فقال:
﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴾
كما تحدث عن حالة نطق القرآن عنها فقال:
﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﴾.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 47 : 09 PM
قصة الفيل:
١. ٢. ] تمهيد :
في قصة إهلاك أصحاب الفيل؛ وذلك عام ولادته [ﷺ]على الصحيح الذي عليه أكثر العلماء.
فـ تحديد زمنها :
" لما كان المحرم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حمل في بطن أمه على الصحيح، حضر أبرهة بن الصباح الأشرم يريد هدم الكعبة".
١. ٣. ] تحديد وقتها :
" وبعض البحوث في تحديد سنة الواقعة تتحدث عن عام [٥٣] ق. هـ. وهي الفترة الزمنية الممتدة -تقريباً- من [١٢] فبراير عام [٥٧١م] إلى [٣١] يناير [٥٧٢] بعد ميلاد السيد المسيح -عليه وعلى أمه العذراء البتول السلام-" .
إذاً فـ حادثة الفيل تلك واكبت [حمل(!!!)] مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولعل أدق تعبير تجده عند الصالحي في تبويب كتابه فقال:
« قصة إهلاك أصحاب الفيل » .
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 56 : 09 PM
١. ٤. ] مقدمة :
كانَ أمرُ الفيل تقدِمة قدَّمها الله [جل في علاه وتقدست اسماه] لنبيه الخاتم وبيته الحرام، وإلا فأصحاب الفيل كانوا نصارى أهل كِتاب، وكان دينهم خيرًا مِن دين أهل مكّة إذ ذاك، لأَنهم كانوا عُبَّاد أوثان(*)، فنصرهم الله على أهل الكِتاب نصرًا لا صنُع للبشر فيه، إرهاصًا وتقدِمة للنبي الذي خرج من مكَّة، وتعظيمًا للبيت الحرام.. الكعبة المشرفة.. وكان إهلاكهم تشريفا له [ﷺ] ولبلده، و
لسان حال القدر يقول:
لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة لخيريتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي نشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي خاتم الأنبياء محمد [ﷺ].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مسألة ستبحث في قادم الصفحات بإذنه تعالى إن يسر لي وأعانني ووفقني..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 01 : 10 PM
.
٢. ] الإشارة إلى القصة على وجه الاختصار:
٢. ١. ] في قِصَّةِ " أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ " أَنَّ „ذَا نُوَاسٍ”؛- وَكَانَ آخِرَ مُلُوكِ حِمْيَرَ وَكَانَ مُشْرِكًا - وهُوَ الَّذِي قَتَلَ أَصْحَابَ الْأُخْدُودِ، وَكَانُوا نَصَارَى، وَكَانُوا قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا [٠٠٠ , ٢٠ ]، فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ إِلَّا „دَوْسُ ذُو ثَعْلَبَانِ”، فَذَهَبَ فَاسْتَغَاثَ بِـ „قَيْصَرَ” مَلَكِ الشَّامِ -الروم- وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَكَتَبَ لَهُ إِلَى „النَّجَاشِيِّ” مَلَكِ الْحَبَشَةِ؛ لِكَوْنِهِ أَقْرَبَ إِلَيْهِمْ، فَبَعَثَ مَعَهُ أَمِيرَيْنِ : „أَرِيَاطَ” وَ „أَبْرَهَةَ بْنَ الصَّبَاحِ أَبَا يَكْسُومَ” فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، فَدَخَلُوا الْيَمَنَ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ، وَاسْتَلَبُواالْمُلْكَ مِنْ حِمْيَرَ، وَهَلَكَ „ذُو نُوَاسٍ” غَرِيقًا فِي الْبَحْرِ.
وَ
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 04 : 10 PM
٢. ٢. ] اسْتَقَلَّ الْحَبَشَةُ بِمُلْكِ الْيَمَنِ وَعَلَيْهِمْ هَذَانَ الْأَمِيرَانِ: „أَرِيَاطُ” وَ „أَبْرَهَةُ” فَاخْتَلَفَا فِي أَمْرِهِمَا وَتَصَاوَلَا وَتَقَاتَلَا وَتَصَافَّا، فَقَال َأَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: [قال أبرهة لأرياط]: إِنَّهُ لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى اصْطِدَامِ الْجَيْشَيْنِ بَيْنَنَا، وَلَكِنْ ابْرُزْ إِلَيَّ وَأَبْرُزُإِلَيْكَ، فَأَيُّنَا قَتَلَ الْآخَرَ اسْتَقَلَّ بَعْدَهُ بِالْمُلْكِ.
**
فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ فَتَبَارَزَا - وَخَلْفُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَنَاةٌ [الصواب: فتاهُ]- فَحَمَلَ „أَرِيَاطُ” عَلَى „أَبَرْهَةَ” فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَشَرَمَ أَنْفَهُ وَفَمَهُ وَشَقَّ وَجْهَهُ، وَحَمَلَ „عَتَوْدَةُ” مَوْلَى „أَبَرْهَةَ” عَلَى „أَرِيَاطَ” فَقَتَلَهُ، وَرَجَعَ „أَبَرْهَةُ” جَرِيحًا، فَدَاوَى جُرْحَهُ فَبَرِأَ، وَاسْتَقَلَّ بِتَدْبِيرِ جَيْشِ الْحَبَشَةِ بِالْيَمَنِ.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 07 : 10 PM
٢. ٣. ] فَكَتَبَ إِلَيْهِ „النَّجَاشِيُّ” يَلُومُهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، وَيَتَوَعَّدُهُ وَيَحْلِفُ لَيَطَأَنَّ بِلَادَهُ وَيَجِزَّنَّ نَاصِيَتَهُ.
**
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبَرْهَةُ يَتَرَقَّقُ لَهُ وَيُصَانِعُهُ، وَبَعَثَ مَعَ رَسُولِهِ بِهَدَايَا وَتُحَفٍ، وَبِجِرَابٍ فِيهَا مِنْ تُرَابِ الْيَمَنِ، وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ فَأَرْسَلَهَا مَعَهُ،
وَ
يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :
« لِيَطَأَ الْمَلِكُ عَلَى هَذَا الْجِرَابِ فَيَبِرُّ قَسَمَهُ؛ وَهَذِهِ نَاصِيَتِي قَدْ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ ».
فَلَمَّا وَصَلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ أَعْجَبَهُ مِنْهُ، وَرَضِيَ عَنْهُ، وَأَقَرَّهُ عَلَى عَمَلِهِ..
ثم..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 09 : 10 PM
٣. ] لما غلب- „أَبْرَهَةَ” - على اليمن وملكها من قبل „النجاشي”....
**
رأى الناس يتجهزون أيام الموسم للحج [ إلى بيت الله الحرام]، فسأل:
" أين يذهبون؟"،
فقيل:
" يحجون بيت الله بمكة!"،
قال:
" وما هو؟"،
قيل:
" من الحجارة"،
قال:
" وما كسوته؟"،
قيل:
" ما يأتي من [ها] هنا من الوصائل"،
فأقسم قائلاً:
" والمسيح لأبنين لكم خيرًا منه".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 12 : 10 PM
٤. ] بِنَاءُ „الْقُلَّيْسِ”
قال علماء السير:
لَمَا دَامَ مُلْكُ „أَبْرَهَةَ” بِـ „الْيَمَنِ” وَتَمَكَّنَ بِهِ بنَى
„كَنِيسَةً” [هائلة] لَمْ يُرَ مِثْلُهَا فِي زَمَانِهَا بِشَيْءِ مِنْ الْأَرْضِ
بِـ „صَنْعَاءَ”....
إلى جانب „غُمْدان”؟
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 18 : 10 PM
[٤. ١. ] " وصفها :
فَشَرَعَ „أَبْرَهَةُ” فِي بِنَاءِ كَنِيسَةَ هَائِلَةٍ بـ „صنعاء” رفيعة البناء، عَالِيَةَ الْفِنَاءِ، مُزَخْرَفَةَ الْأَرْجَاءِ.. بالرخام الأبيض والأصفر والأحمر والأسود، وحلاها بالذهب والفضة وفصل بينهما بالجواهر.. وجعل فيها ياقوتة حمراء عظيمة ونقل لها ما تحتاج إليه من الرخام المجزع والحجارة المنقشة بالذهب والفضة من قصر „بلقيس”، وكان على فرسخ من موضعها ونصب فيها صلبانًا من ذهب وفضة ومنابر من عاج وأبنوس وغيره..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 22 : 10 PM
[٤. ٢. ] " تصرفه مع أهل „اليمن”:
وأذل أهل „اليمن” [في بنيان هذه الكنيسة] وكلفهم فيها أنواعًا من السُخر؛ وكان يوقد فيها بالمندل ويلطخ جدرها بالمسك، وكان حكمه في العامل إذا طلعت عليه الشمس قبل أن يأخذ في عمله أن يقطع يده..
يوضح ابن كثير في البداية هذه الجزئية بالقول :
" وَكَانَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنِ الْعَمَلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، يَقْطَعُ يَدَهُ لَا مَحَالَةَ.. فنام رجل منهم ذات يوم حتى طلعت الشمس فجاءت معه أمه. وهي امرأة عجوز فتضرعت إليه تشفع لابنها وأبى إلا أن يقطع يده،
فقالت:
" اضرب بمعولك اليوم لك وغدا لغيرك".
فقال:
" ويحك ما قلت ؟"؛
قالت:
" نعم، صار هذا الملك من غيرك إليك، وكذلك يصير إلى غيرك"..
فأخذته موعظتها وأعفى الناس من ذلك.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 23 : 10 PM
[٤. ٣. ] " أهتمامه ببنائها بنفسه :"
وكان يشرف منها على „عدن” لارتفاع بنائها وعلوها..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 27 : 10 PM
[٤. ٤. ] " التسمية "
[ ٤. ٤. ١ .] ولذا سماها „القُلَّيس”: بضم القاف؛ وفتح اللام مشددة ومخففة فتحتية ساكنة فسين مهملة، أو بفتح القاف وكسر اللام "..
وهذا الفرض الأول في التسمية؛ ويتفق الصالحي مع ابن كثير في هذه الجزئية بالقول فـقد :
" سَمَّتْهَا الْعَرَبُ الْقُلَّيْسَ؛ لِارْتِفَاعِهَا؛ لِأَنَّ النَّاظِرَ إِلَيْهَا تَكَادُ تَسْقُطُ قُلُنْسُوَتُهُ عَنْ رَأْسِهِ مِنَ ارْتِفَاعِ بِنَائِهَا ".
**--*-*-*-*-*-*-*-**
[ ٤.٤. ٢.] أما الإفتراض الثاني في سبب تسميتها فقد:
قيل:
إنما سماها بذلك „العرب” فيحتمل أنهم تبعوه،
و
احتمال عكسه..
إذا لا تطيب نفسه بتبعيتهم في تسمية ما بناه افتخارًا عليهم،
وهذا قول ابن عباس
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 35 : 10 PM
[٤. ٥. ] فلما أراد صرف الحج إليها أَرْسَلَ „أَبَرْهَةُ” يَقُولُ لِلـ „نَّجَاشِيِّ” :
" إِنِّي سَأَبْنِي لَكَ كَنِيسَةً بِأَرْضِ الْيَمَنِ لَمْ يُبْنَ قَبْلَهَا مِثْلُهَا ".
لذا فـ كَتَبَ إلَى النَّجَاشِيِّ : يقول:
« إنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كَنِيسَةً لَمْ يُبْنَ مِثْلُهَا لِمَلِكِ كَانَ قَبْلَكَ، وَلَسْتُ بِمُنْتَهٍ حَتَّى أَصْرِفَ إلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ ».
[ ٤. ٥. ١ . ] فأمر الناس فحجوها، فحجه كثير من قبائل العرب سنين، ومكث فيها رجال يتعبدون ويتألهون ونسكوا له..
انتهى الجزء الأول..
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل ”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
د. محمد فخر الدين بن إبراهيمالرمادي
الثلاثاء : 25 ذي القعدة 1439 هـ ~07 اغسطس 2018 م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2018, 40 : 10 PM
يليه بإذنه سبحانه وتعالى
[ ٢ . ] الجزء الثاني
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل “
شريف حمدان
08 / 08 / 2018, 52 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 08 / 2018, 30 : 03 PM
[٢. ] الجزء الثاني
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل“
[ ٤. ٦. ] "رد فعل العرب"
" قِصَّةُ „ النَّسَأَةِ“؛ وغضب أحد رجالها:
قال صاحب السيرة؛ ابن إسحاق:
" فَلَمَّا تَحَدَّثَتْ الْعَرَبُ بِكِتَابِ أَبْرَهَةَ ذَلِكَ إلَى النَّجَاشِيِّ غَضِبَ رَجُلٌ مِنْ النَّسَأَةِ..
أَحَدُ بَنِي فُقَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إلْيَاسَ مِنْ مُضَرَ".
[ ٤. ٦. ١ . ] مَعْنَى „ النَّسَأَةِ“ :
وَالنَّسَأَةُ هم :
الَّذِينَ كَانُوا يَنْسَئُونَ الشُّهُورَ عَلَى الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَيُحِلُّونَ الشَّهْرَ مِنْ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ وَيُحَرِّمُونَ مَكَانَهُ الشَّهْرَ مِنْ أَشْهُرِ الْحِلِّ، وَيُؤَخِّرُونَ ذَلِكَ الشَّهْرَ فَـ
فِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- :
« إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّـهُ ».
[ ٤. ٦. ٢ . ]: „ الْمُوَاطَأَةُ “ لُغَةً ".
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ لِيُوَاطِئُوا: لِيُوَافِقُوا؛
وَ
الْمُوَاطَأَةُ: الْمُوَافَقَةُ ..
تَقُولُ الْعَرَبُ: وَاطَأْتُكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ، أَيْ وَافَقْتُكَ عَلَيْهِ .
[ ٤. ٦. ٣ . ] كَراهِيةِ الْعَرَب الْعَدْنَانِيَّةُ وَالْقَحْطَانِيَّةُ ذَلِكَ، وَايضاً غَضِبَتْ قُرَيْشٌ غَضَبًا شَدِيدًا :
يقول ابن كثير؛ في تفسير القرآن العظيم:".. عَزَمَ أَبَرْهَةُ الْأَشْرَمُ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ حَجَّ الْعَرَبِ إِلَيْهَا كَمَا يُحَجُّ إِلَى الْكَعْبَةِ بِمَكَّةَ، وَنَادَى بِذَلِكَ فِي مَمْلَكَتِهِ، فَكَرِهَتِ الْعَرَبُ الْعَدْنَانِيَّةُ وَالْقَحْطَانِيَّةُ ذَلِكَ، وَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ لِذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، حَتَّى
- قَصَدَهَا بَعْضُهُمْ، وَ
- تَوَصَّلَ إِلَى أَنْ دَخْلَهَا لَيْلًا. فَــ ..
- أَحْدَثَ فِيهَا.. وَ
- كَرَّ رَاجِعًا.
فَلَمَّا رَأَى السَّدَنَةُ ذَلِكَ الْحَدَثَ، رَفَعُوا أَمْرَهُمْ إِلَى مَلِكِهِمْ أَبَرْهَةَ وَ
قَالُوا لَهُ:
" إِنَّمَا صَنَعَ هَذَا بَعْضُ قُرَيْشٍ غَضَبًا لِبَيْتِهِمُ الَّذِي ضَاهَيْتَ هَذَا بِهِ"؛
فَــ
أَقْسَمَ أَبَرْهَةُ لَيَسِيرَنَّ إِلَى بَيْتِ مَكَّةَ، وَلَيُخَرِّبَنَّهُ حَجَرًا حَجَرًا".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 08 / 2018, 47 : 03 PM
[٤. ٦. ٣ . ١. ] : تحديد الفاعل :
إحْدَاثُ „ الْكِنَانِيِّ “ فِي „ الْقُلَّيْسِ “، وَحَمْلَةُ أَبْرَهَةَ عَلَى الْكَعْبَةِ :
اشتهر الخبر عند العرب فـ خرج رجل من كنانة مغضبًا فتغوط فيها.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:
" فَخَرَجَ الْكِنَانِيُّ حَتَّى أَتَى الْقُلَّيْسَ فَقَعَدَ فِيهَا ".
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ:
" يَعْنِي أَحْدَثَ فِيهَا ".
يوضح ابن الأثير في الكامل تلك الفعله بقوله:
" تَغَوَّطَ؛ ثُمَّ لَحِقَ بِأَهْلِهِ ".
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:
" ثُمَّ خَرَجَ فَلَحِقَ بِأَرْضِهِ "؛
يعلق الزرقاني بالقول :
" هذا قول ابن عباس.".
ثم يقول الزرقاني:
" فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ أَبْرَهَةُ فَقَالَ :
" مَنْ صَنَعَ هَذَا ؟"،
فَقِيلَ لَهُ:
"صَنَعَ هَذَا رَجُلٌ [رجال(!)] مِنْ الْعَرَبِ؛ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي تَحُجُّ الْعَرَبُ إلَيْهِ بِمَكَّةَ، لَمَّا سَمِعَ قَوْلَكَ:
" أَنَّكَ تُرِيدُ صَرْفَ الْحُجَّاجِ عَنْهُ فَفَعَلَ هَذَا ."؛
أي قولك:
" أَصْرِفُ إلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ.. فــ غَضِبَ فَــ جَاءَ فَــقَعَدَ فِيهَا "،
أَيْ أَنَّهَا لَيْسَتْ لِذَلِكَ بِأَهْلِ.
فَغَضِبَ غضباً شديداً عِنْدَ ذَلِكَ أَبْرَهَةُ وَحَلَفَ لَيَسِيرَنَّ إلَى الْبَيْتِ حَتَّى يَهْدِمَهُ؛ وينقض الكعبةَ حجرا حجرا...
[ ٤. ٦. ٣ . ٢. ] ما حدث لهذا الرجل :
قَتَلَتْ بَنُو كِنَانَةَ ذَلِكَ الرَّجُلَ؛ فَـ
زَادَ أَبْرَهَةَ ذَلِكَ غَضَبًا وَحَنَقًا ".
.. هذه رواية؛
أما الآخرى :"
[ ٤. ٦. ٣ . ٣. ] وكان في عمارة القُلَّيس خشب مموه، إذ أن فتية من قريش دخلوها فأطلقوا فيها نارا فحملتها الريح وكان يوما فيه هواء شديد فاحترقت وسقطت؛ فأحرقتها.. فحلف ليهدمن الكعبة ".
وهذا قول مقاتل.
وقد
[ ٤. ٦. ٣ . ٣. ١. ] :" قَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ -يَزِيدُ أَحَدَهُمَا وَيَنْقُصُ-؛ ويثبت ابن كثيرفي تفسيره ما :" ذَكَرَه مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ:" أَنَّ فِتْيَةً مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوهَا فَأَجَّجُوا فِيهَا نَارًا، وَكَانَ يَوْمًا فِيهِ هَوَاءٌ شَدِيدٌ فَأَحْرَقَتْهُ، وَسَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ".
وتروي رواية أحداث آخرى :
[ ٤. ٦. ٣ . ٤. ] " مَا رُوِيَ أَنَّ فِتْيَةً مِنْ قُرَيْشٍ خَرَجُوا تُجَّارًا إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ، فَنَزَلُوا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ إِلَى بِيعَةٍ لِلنَّصَارَى،
تُسَمِّيهَا النَّصَارَى " الْهَيْكَلَ "،
فَأَوْقَدُوا نَارًا لِطَعَامِهِمْ وَتَرَكُوهَا وَارْتَحَلُوا؛
فَهَبَّتْ رِيحٌ عَاصِفٌ عَلَى النَّارِ فَأَضْرَمَتِ الْبَيْعَةَ نَارًا، فَاحْتَرَقَتْ"،
.. "يفهم من هذه الرواية أن الفعل ليس فيه قصد الإحراق بل ترتب على السهو أو النسيان أن أحترقت بيعة النصارى :"الْهَيْكَلَ".
أما الرواية الأولى فهي تدل على سذاجة وقلة عقل الفاعل.. و
لعل هذا ما تعانيه الأمة الإسلامية-اليوم- من حالة غباء سياسي من تصرفات بعض أحزابها وجماعاتها؛ وقلة إدراك لما تؤول إليه الأمور من تصرف بعض مَن ينتسب لها... ولا أقول مَن ينتسب إلى الإسلام الحنيف.. مع تراكم غبار ضعف الوعي العام بمسائل عدة على الأذهان.. وزاد الطين بلة : اهتمام الكثرة بما لا ينفع.. انظر وتابع منصات التواصل الإجتماعي ..
**
[ ٤. ٦. ٣ . ٥. ] رواية آخرى: قال:" ابن سعد". كان نفيل [ بن حبيب ] الخثعمي يتعرض لأبرهة بالمكروه [يورض له ما يكره]، فأمهله حتى إذا كانت ليلة من الليالي لم ير أحدًا يتحرك [فقام] فجاءً بعذرة فلطخ بها قبلتها، وجمع جيفًا فألقاها فيها.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 08 / 2018, 51 : 03 PM
يليه بإذنه سبحانه وتعالى
[٣. ] الجزء الثالث
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل “
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 08 / 2018, 22 : 08 PM
[٣. ] الجزء الثالث
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل “
[ ٤. ٧. ] .. احْتَرَقَتْ البيعة.. إذاً.. فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَأَخْبَرَهُ، فَاسْتَشَاطَ غَضَبًا. فَأَتَاهُ أَبْرَهَةُ بْنُ الصَّبَّاحِ؛ وَحُجْرُ بْنُ شُرَحْبِيلَ؛ وَأَبُو يَكْسُومَ الْكِنْدِيُّونَ؛ وَضَمِنُوا لَهُ إِحْرَاقَ الْكَعْبَةِ، وَسَبْيَ مَكَّةَ.
وَكَانَ النَّجَاشِيُّ هُوَ الْمَلِكُ،
وَأَبْرَهَةُ صَاحِبُ الْجَيْشِ،
وَأَبُو يَكْسُومَ نَدِيمُ الْمَلِكِ..
وَقِيل: َوَزِيرٌ،
وَحُجْرُ بْنُ شُرَحْبِيلَ مِنْ قُوَّادِهِ،
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَبُويَكْسُومُ هُوَ أَبْرَهَةُ بْنُ الصَّبَّاحِ.
فَسَارُوا وَمَعَهُمُ الْفِيلُ..
[ ٤. ٧. ١ .] تصرف أبرهة و رد فعله :
تروى الأحداث بصورة آخرى
فقد .. كتب [ أبرهة ] إلى النجاشي يخبره بذلك ويسأله أن يبعث إليه بفيلِه،
وكان له فيل يقال له "محمود"،
وكان فيلا عظيما لم ير مثله في الأرض عظما وقوة، فبعث به إليه.
[ ٤. ٧. ٢ .] إذاً فقد .. عَزَمَ أَبَرْهَةُ الْأَشْرَمُ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ حَجَّ الْعَرَبِ إِلَيْهَا كَمَا يُحَجُّ إِلَى الْكَعْبَةِ بِمَكَّةَ..
[ ٤. ٧. ٣ .] وَأَقْسَمَ أَبَرْهَةُ لَيَسِيرَنَّ إِلَى بَيْتِ مَكَّةَ، وَلَيُخَرِّبَنَّهُ حَجَرًا حَجَرًا؛ فَتَأَهَّبَ أَبَرْهَةُ لِذَلِكَ، وَصَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ عَرَمْرَمٍ؛ لِئَلَّا يَصُدَّهُ أَحَدٌ عَنْهُ،..
وَ
[ ٤. ٧. ٤ .] اسْتَصْحَبَ مَعَهُ فِيلًا عَظِيمًا كَبِيرَ الْجُثَّةِ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ،
يُقَالُ لَهُ: " مَحْمُودٌ "،
وَكَانَ قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ مَلِكُ الْحَبَشَةِ لِذَلِكَ. .
.. وهذا ما قَالَه الْأَكْثَرُونَ: وهُوَ فِيلٌ وَاحِدٌ..
[ ٤. ٧. ٤. ١.] وَيُقَالُ : كَانَ مَعَهُ أَيْضًا ثَمَانِيَةُ (٨) أَفْيَالٍ ..
وَهذا ما قَالَه الضَّحَّاكُ.
[ ٤. ٧. ٤ . ٢.] : وَقِيلَ: اثْنَا عَشَرَ (١٢) فِيلًا .
[ ٤. ٧. ٤ .٣.] يضيف صاحب الكامل في التاريخ؛ ابن الأثير :" وَقِيلَ : كَانَ مَعَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ (١٣) فِيلًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ..
[ ٤. ٧. ٥ . ] ثُمَّ أَمَرَ الْحَبَشَةَ فَتَهَيَّأَتْ وَتَجَهَّزَتْ في ستين ألفا (٠٠٠ ,٦٠)، ثُمَّ سَارَ نحو أرض مكة..
يوضح صاحب الكامل فيقول:" وَكَانَ مَعَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ (١٣) فِيلًا وَهِيَ تَتْبَعُ مَحْمُودًا....
وَإِنَّمَا وَحَّدَ ال لَّهُ- سُبْحَانَهُ - الْفِيلَ لِأَنَّهُ عَنَى بِهِ كَبِيرَهَا مَحْمُودًا، وَقِيلَ فِي عَدَدِهِمْ غَيْرُ ذَلِكَ ..
يربط الحديث صاحب الكامل؛ فيقول ابن الأثير:" فَلَمَّا سَارَ سَمِعَتِ الْعَرَبُ بِهِ ... ".
[ ٤. ٧. ٦ . ] تصرف العرب:
وَسَمِعَتْ بِذَلِكَ الْعَرَبُ، فَأَعْظَمُوهُ وَفَظِعُوابِهِ، وَرَأَوْا جِهَادَهُ حَقًّا عَلَيْهِمْ، حِينَ سَمِعُوا بِأَنَّهُ يُرِيدُهَدْمَ الْكَعْبَةِ، بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ..
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 08 / 2018, 34 : 08 PM
يليه بإذنه سبحانه وتعالى
[٤. ] الجزء الرابع
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل “
اللهم يسر كل عسير.. .. ووفقني لكل ما تحب وترضى واجبر قلب كل كسير.. وانر لي الطريق كي يسهل عليها المسير.. واعطني حسن الفهم لما اقرأ وكامل الإدراك لما تحت يدي من مصادر ومراجع كي أكون لما اكتبه بصير
العبد الفقير لرحمتك.. العاجز بدون توفيقك.. الخائب بدون رجاءك
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
28 ذو القعدة 1439هـ ~ 10 أغسطس 2108م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 43 : 03 PM
[٤. ] الجزء الرابع
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل “
[ ٤. ٨ . ] جئ بالفيل لِيَهْدِمَ بِهِ الْكَعْبَةَ:
يقول ابن كثير في تفسيره:
".. يَعْنِي لِيَهْدِمَ بِهِ الْكَعْبَةَ ..
بِأَنْ يَجْعَلَ السَّلَاسِلَ فِي الْأَرْكَانِ، وَتُوضَعَ فِي عُنُقِ الْفِيلِ، ثُمَّ يُزْجَرَ لِيُلْقِيَ الْحَائِطَ جُمْلَةً وَاحِدَةً.
فَـ
لَمَّا سَمِعَتِ الْعَرَبُ بِمَسِيرِهِ أَعْظَمُوا ذَلِكَ جِدًّا،
وَ
رَأَوْا أَنَّ حَقًا عَلَيْهِمُ الْمُحَاجَبَةُ دُونَ الْبَيْتِ،
وَ
رَدُّ مَنْ أَرَادَهُ بِكَيْدٍ.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 48 : 03 PM
[ ٤. ٨. ١ . ] هَزِيمَةُ „ ذِي نَفْرٍ ” أَمَامَ أَبْرَهَةَ:
وفي سيرة ابن هشام: فلما سمعت العرب أنه يريد هدم الكعبة بخروجه.. قطعوه.. ورأوا جهاده حقًا عليهم؛ "
فَخَرَجَ إلَيْهِ [عند الكامل:" عَلَيْهِ "] رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الْيَمَنِ وَمُلُوكِهِمْ يُقَالُ لَهُ:
„ ذُو نَفْرٍ ”، فَدَعَا قَوْمَهُ ، وَمَنْ أَجَابَهُ [أطاعه] مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ إِلَى حَرْبِ أَبَرْهَةَ وَجِهَادِهِ عَنْ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، وَمَا يُرِيدُ مِنْ هَدْمِهِ وَخَرَابِهِ؛ [فَأَجَابَهُ إلَى ذَلِكَ مَنْ أَجَابَهُ]؛ وَقَاتَلُوا أَبَرْهَةَ فَهَزَمَهُمْ
- أي هُزِمَ ذُو نَفْرٍ وَأَصْحَابُهُ -
لِمَا يُرِيدُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كَرَامَةِ الْبَيْتِ وَتَعْظِيمِهِ، وَأُخِذَ لَهُ ذُو نَفْرٍ وَأُسِرَ"،
فَأُتِيَ بِهِ [إليه] أَسِيرًا.
فَلَمَّا أَرَادَ قَتْلَهُ قَالَ لَهُ ذُو نَفْرٍ:
" أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَا تَقْتُلْنِي فَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَقَائِي مَعَكَ خَيْرًا لَكَ مِنْ قَتْلِي".
فَتَرَكَهُ مِنْ الْقَتْلِ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ فِي وَثَاقٍ، وَكَانَ أَبْرَهَةُ رَجُلًا حَلِيمًا ".
..هذه الهزيمة الأولى للعرب!!
لكي يتحقق مراد الله تعالى..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 52 : 03 PM
[٤. ٨. ٢ . ] مَا وَقَعَ بَيْنَ „ نُفَيْلٍ ” وَ أَبْرَهَةَ:
ثُمَّ مَضَى أَبْرَهَةُ عَلَى وَجْهِهِ ذَلِكَ يُرِيدُ مَا خَرَجَ لَهُ، حَتَّى إذَا كَانَ بِأَرْضِ „ خَثْعَمَ ” عَرَضَ لَهُ:" نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيُّ " فِي قَبيلَيْ خَثْعَمَ: "شَهْرَانِ"؛ وَ "نَاهِسُ"؛ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، فَقَاتَلَهُ فَهَزَمَهُ أَبْرَهَةُ، وَ
أُخِذَ لَهُ "نُفَيْلٌ" أَسِيرًا
فَأُتِيَ بِهِ فَـ
لَمَّا هَمَّ بِقَتْلِهِ
قَالَ لَهُ : "نُفَيْلٌ":
" أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَا تَقْتُلْنِي فَإِنِّي دَلِيلُكَ بِأَرْضِ الْعَرَبِ،
وَ
هَاتَانِ يَدَايَ لَكَ عَلَى قبيلَيْ خَثْعَمَ: "شَهْرَانِ"؛ وَ "نَاهِسُ" بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ،
فَـ
خَلَّى سَبِيلَهُ".
..وتلك الهزيمة الثانية للعرب كما أراد الله تعالى في قصة هلاك أصحاب الفيل..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 55 : 03 PM
[٤. ٨. ٣ . ] „ ابْنُ مُعَتِّبٍ ” وَ أَبْرَهَةُ :
وَخَرَجَ [أبرهة يريد مكة] بِهِ (ابن معتب) مَعَهُ يَدُلُّهُ، حَتَّى إذَا مَرَّ بِالطَّائِفِ خَرَجَ إلَيْهِ "مَسْعُودُ بْنُ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَرْوِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ" فِي رِجَالِ ثَقِيفٍ.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 59 : 03 PM
[٤. ٨. ٤ . ] اسْتِسْلَامُ أَهْلِ الطَّائِفِ لِـ أَبْرَهَةَ:
ذكر ابن الأثير في الكامل :" سَارَ حَتَّى إِذَا مَرَّ عَلَى الطَّائِفِ بَعَثَتْ مَعَهُ ثَقِيفٌ „ أَبَا رِغَالٍ ” يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ حَتَّى أَنْزَلَهُ بِالْمُغَمَّسِ.
[ ٤. ٨. ٤ . ١. ] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَقَالُوالَهُ:
" أَيُّهَا الْمَلِكُ، إنَّمَا نَحْنُ عَبِيدُكَ سَامِعُونَ لَكَمُ طِيعُونَ، لَيْسَ عِنْدَنَا لَكَ خِلَافٌ. وَلَيْسَ بَيْتُنَا هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي تُرِيدُ - يَعْنُونَ اللَّاتَ - إنَّمَا تُرِيدُ الْبَيْتَ الَّذِي بِمَكَّةَ. وَ
نَحْنُ نَبْعَثُ مَعَكَ مَنْ يَدُلُّكَ عَلَيْهِ، فَـ
تَجَاوَزَعَنْهُمْ . ، فـ
بعثوا معه أبا رغال.
واللَّاتُ: بَيْتٌ لَهُمْ بِالطَّائِفِ كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ نَحْوَ تَعْظِيمِ الْكَعْبَةِ.
[ ٤. ٨. ٤ . ٢. ] مَعُونَةُ „ أَبِي رِغَالٍ ” لِـ أَبْرَهَةَ
وَ
مَوْتُهُ
وَ
قَبْرُهُ:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَـ
بَعَثُوا مَعَهُ "أَبَا رِغَالٍ" يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ إلَى مَكَّةَ فَخَرَجَ أَبْرَهَةُ وَمَعَهُ أَبُو رِغَالٍ حَتَّى أَنْزَلَهُ الْمُغَمِّسَ -بطريق الطائف-؛ فَلَمَّا أَنْزَلَهُ بِهِ مَاتَ أَبُو رِغَالٍ هُنَالِكَ،
فَـ
رَجَمَتْ قَبْرَهُ الْعَرَبُ، فَـ
هُوَ الْقَبْرُ الَّذِي يَرْجُمُ النَّاسُ بِالْمُغَمِّسِ إلى اليوم.(!)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 06 : 04 PM
[ 4. 8. 4. 2. 1. ] و „ أبو رِغَال ” وحكمة تقبيح حاله وإظهار شناعة أمره حتى صار يرجم بعد موته دون نفيل : أنه إنما جعل نفسه دليله وقاية من القتل؛ فكان كالمكره على ذلك بـ
خلاف أبي رِغال، فإن قومه تلقوا أبرهة بالسلم واختاروه دليلا، ولم يكن ذو نفر دليلا إنما كان أسيرًا معه في الوثاق.. ".
فـ سار أبرهة من صنعاء إلى خثعم إلى الطائف ومنها بَعث رجلا من قومه:
وَنَزَلُوا بِذِي الْمَجَازِ..
وَاسْتَاقُوا سَرْحَ مَكَّةَ، وَفِيهَا إِبِلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَأَتَى الرَّاعِي نَذِيرًا، فَصَعِدَ الصَّفَا،
فَصَاحَ:
«وَاصُبَاحَاهُ»
ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ بِمَجِيءِ الْجَيْشِ وَالْفِيلِ.
....
وَاخْتُلِفَ فِي النَّجَاشِيِّ...!!!
هَلْ كَانَ مَعَهُمْ؛
- فَقَالَ قَوْمٌ :
" كَانَ مَعَهُمْ ".
- وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ:
" لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ "...
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 09 : 04 PM
[٤. ٨. ٥ . ] „ الْأَسْوَدُ بْنَ مَقْصُودٍ ” وَ
اعْتِدَاؤُهُ عَلَى مَكَّةَ :
فَلَمَّا نَزَلَ أَبْرَهَةُ الْمُغَمِّسَ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ: الْأَسْوَدُ بْنُ مَقْصُودٍ عَلَى خَيْلٍ لَهُ،
حَتَّى انْتَهَى إلَى مَكَّةَ،
فــَــ
سَاقَ إلَيْهِ أَمْوَالَ (أَهْلِ) تِهَامَةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ، وَ
أَصَابَ فِيهَا مِائَتَيْ [200] بَعِيرٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَ
هُوَ يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ قُرَيْشٍ وَسَيِّدُهَا..
فَهَمَّتْ قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وَهُذَيْلٌ؛ وَمَنْ كَانَ بِذَلِكَ الْحَرَمِ (مِنْ سَائِرِ النَّاسِ) بِقِتَالِهِ.
ثُمَّ عَرَفُوا أَنَّهُمْ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بحربه، فَتَرَكُوا ذَلِكَ.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 29 : 04 PM
[٤. ٨. ٦ .] : „ حُنَاطَةُ ” وَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ "
وَبَعَثَ أَبْرَهَةُ- حُنَاطَةَ الْحِمْيَرِيَّ إلَى مَكَّةَ، وَ
قَالَ لَهُ : " سَلْ عَنْ سَيِّدِ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؛
جاء في الكامل :
" سَيِّدِ قُرَيْشٍ " وَشَرِيفِهَا"؛
ثُمَّ قُلْ (لَهُ) :
" إنَّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَكَ:
إنِّي لَمْ آتِ لِحَرْبِكُمْ، إنَّمَا جِئْتُ لِـ هَدْمِ هَذَا الْبَيْتِ، فَإِنْ لَمْ تَعْرِضُوا دُونَهُ بِحَرْبِ، فَـ
لَا حَاجَةَ لِي بِدِمَائِكُمْ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يُرِدْ حَرْبِي فَأْتِنِي بِهِ؛
صياغة الكامل جاءت بلفظ:
" فَإِنْ لَمْ تَمْنَعُوا عَنْهُ فَلَا حَاجَةَ لِي بِقِتَالِكُمْ ".
[ ٤. ٨. ٦ . ١.] فَلَمَّا دَخَلَ حُنَاطَةُ مَكَّةَ سَأَلَ عَنْ سَيِّدِ قُرَيْشٍ وَشَرِيفِهَا فَقِيلَ لَهُ:
" عَبْدُالْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ (بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ)"؛ فَجَاءَهُ .. فَـــ
قَالَ لَهُ مَا أَمَرَهُ بِهِ أَبْرَهَةُ؛ فَــ
قَالَ لَهُ عَبْدُالْمُطَّلِبِ:
" وَاَللَّهِ مَا نُرِيدُ حَرْبَهُ، وَمَا لَنَا بِذَلِكَ مِنْ طَاقَةٍ؛ هَذَا بَيْتُ اللَّهِ الْحَرَامُ وَبَيْتُ خَلِيلِهِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ -صلى الله عليه وسلم - [أَوْ كَمَا قَالَ] فَإِنْ يَمْنَعْهُ مِنْهُ فَهُوَ بَيْتُهُ وَحَرَمُهُ.
وَ
إِنْ يُخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَوَاَللَّهِ مَا عِنْدَنَا دَفْعٌ عَنْهُ .
فَـ
قَالَ (لَهُ) حُنَاطَةُ:
" فَانْطَلِقْ مَعِي إِلَى الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِكَ" .
[ ٤. ٨. ٦ . ٢.] ذُو نَفْرٍ وَأُنَيْسٌ
وَ
تَوَسُّطُهُمَا لِعَبْدِالْمُطَّلِبِ لَدَى أَبْرَهَةَ :
فَانْطَلَقَ مَعَهُ عَبْدُالْمُطَّلِبِ، وَمَعَهُ بَعْضُ بَنِيهِ حَتَّى أَتَى الْعَسْكَرَ ، فَسَأَلَ عَنْ ذِي نَفْرٍ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَحْبِسِهِ، فَــ
قَالَ لَهُ:
" يَا ذَا نَفْرٍ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ غَنَاءٍ [من شئ ] فِيمَا نَزَلَ بِنَا؟ ".
فَــ
قَالَ لَهُ ذُو نَفْرٍ :
" وَمَا غَنَاءُ رَجُلٍ أَسِيرٍ بِيَدَيْ مَلِكٍ يَنْتَظِرُ أَنْ يَقْتُلَهُ غُدُوًّا أَوْ عَشِيًّا؛ [والله] مَا عِنْدَنَا غَنَاءٌ فِي [من] شَيْءٍ مِمَّا نَزَلَ بِكَ [بكم]؛
إلَّا
أَنَّ أُنَيْسًا سَائِسَ الْفِيلِ صَدِيقٌ لِي، وَ
سَأُرْسِلُ إلَيْهِ فَـ
أُوصِيهِ بِكَ، وَأُعْظِمُ عَلَيْهِ حَقَّكَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ لَكَ عَلَى الْمَلِكِ، فَتُكَلِّمُهُ بِمَا بَدَا لَكَ. وَ
يَشْفَعُ لَكَ عِنْدَهُ بِخَيْرِ إنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ".
فَـ
قَالَ: " حَسْبِي".
فَبَعَثَ ذُو نَفْرٍ إلَى أُنَيْسٍ، [فجاء] فَقَالَ لَهُ :
" إنَّ [هذا] عَبْدَالْمُطَّلِبِ سَيِّدُ قُرَيْشٍ، وَصَاحِبُ عِيرِ [عين] مَكَّةَ، يُطْعِمُ النَّاسَ بِالسَّهْلِ وَالْوُحُوشَ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَقَدْ أَصَابَ لَهُ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ، فَاسْتَأْذِنْ لَهُ عَلَيْهِ. وَانْفَعْهُ عِنْدَهُ بِمَا اسْتَطَعْتَ".
فَـ
قَالَ :" أَفْعَلُ ".
فَكَلَّمَ أُنَيْسٌ أَبْرَهَةَ، فَقَالَ لَهُ:
" أَيُّهَا الْمَلِكُ هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِبَابِكَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَ
هُوَ صَاحِبُ [عين] عِيرِ مَكَّةَ، وَهُوَ يُطْعِمُ النَّاسَ فِي السَّهْلِ وَالْوُحُوشَ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، فَـ ــ أْذَنْ لَهُ عَلَيْكَ، فَيُكَلِّمْكَ فِي حَاجَتِهِ، ( وَأَحْسِنْ إلَيْهِ )".
قَالَ: " فَأَذِنَ لَهُ أَبْرَهَةُ ".
[ ٤. ٨. ٦ . ٣.] عَبْدُالْمُطَّلِبِ وَحُنَاطَةُ وَخُوَيْلِدُ بَيْنَ يَدَيْ أَبْرَهَةَ :
.. وَكَانَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ أَوْسَمَ النَّاسِ وَأَجْمَلَهُمْ وَأَعْظَمَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ أَبْرَهَةُ أَجَلَّهُ وَأَعْظَمَهُ وَأَكْرَمَهُ عَنْ أَنْ يُجْلِسَهُ تَحْتَهُ، وَكَرِهَ أَنْ تَرَاهُ الْحَبَشَةُ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ، فَنَزَلَ أَبْرَهَةُ عَنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى بِسَاطِهِ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَيْهِ إلَى جَنْبِهِ،
[ وجاء في " الدر المنظم " أن عبدالمطلب لما دخل على أبرهة سجد له فيل من الفيلة، وكان لا يسجد لأبرهة كغيره من الفيلة، فتعجب أبرهة من ذلك ودعا بالسحرة والكهان فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه لم يسجد له وإنما سجد للنور الذي بين عينيه. انتهى. ]. (!!!)
قلتُ (الرمادي):" مسألة النور بحثتها من قبل فتنظر في موضعها !!
ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ:
" قُلْ لَهُ: [ما] حَاجَتُكَ؟".
فَـ قَالَ لَهُ ذَلِكَ التُّرْجُمَانُ؛
فَـ
قَالَ:
"حَاجَتِي أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَابَهَا لِي".
فَـ
لَمَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ،
قَالَ أَبْرَهَةُ لِتَرْجُمَانِهِ:
" قُلْ لَهُ:
" قَدْ كُنْتَ أَعْجَبْتَنِي حِينَ رَأَيْتُكَ، ثُمَّ قَدْ زَهِدْتُ فِيكَ حِينَ كَلَّمْتنِي...
أَتُكَلِّمُنِي فِي مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَبْتُهَا لَكَ،
وَ
تَتْرُكُ بَيْتًا هُوَ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ قَدْ جِئْتُ أَهْدِمُهُ؟...
لَا تُكَلِّمْنِي فِيهِ ".
[ ٤. ٨. ٦ . ٣. ١.] رد عبدالمطلب على أبرهة :
قَالَ لَهُ عَبْدُالْمُطَّلِبِ:
" إنِّي أَنَا رَبُّ الْإِبِلِ، وَإِنَّ لِلْبَيْتِ رَبًّا سَيَمْنَعُهُ".
قَالَ:
" مَا كَانَ لِيَمْتَنِعَ مِنِّي".
قَالَ:
" أَنْتَ وَذَاكَ ".
وَكَانَ فِيمَا -يَزْعُمُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ- [ابن السائب ومقاتل]، قَدْ ذَهَبَ مَعَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ إلَى أَبْرَهَةَ، حِينَ بَعَثَ إلَيْهِ حُنَاطَةَ،
-*. ] يَعْمُرُ بْنُ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَ
هُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ بَنِي بَكْرٍ، وَ
-*. ] خُوَيْلِدُ بْنُ وَاثِلَةَ الْهُذَلِيُّ، وَ
هُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ هُذَيْلٍ؛
فَـ
عَرَضُوا عَلَى أَبْرَهَةَ ثُلُثَ أَمْوَالِ تِهَامَةَ، عَلَى أَنْ يَرْجِعَ [عن خراب البيت] عَنْهُمْ ... وَلَا يَهْدِمَ الْبَيْتَ فَأَبَى عَلَيْهِمْ.
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَكَانَ ذَلِكَ أَمْلَا (!!!).
[ ٤. ٨. ٦ . ٣. ٢.] تصرف أبرهة مع عبدالمطلب:
فَرَدَّ أَبْرَهَةُ عَلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْإِبِلَ الَّتِي أَصَابَ لَهُ.
صاحب الكامل يقول :" وَأَمَرَ بِرَدِّ إِبِلِهِ، فَلَمَّا أَخَذَهَا :
- قَلَّدَهَا [وأشعرها وجللها] وَ
جَعَلَهَا :
- هَدْيًا [للبيت]، وَ
بَثَّهَا فِي الْحَرَامِ لِكَيْ يُصَابَ مِنْهَا شَيْءٌ فَيَغْضَبَ اللَّهُ؛ فعمد القوم إليها فحملوا عليها وعقروا بعضها، فدعا عليهم عبد المطلب.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 08 / 2018, 31 : 04 PM
5 ذو القعدة 1439هـ ~ 16أغسطس 2018م
شريف حمدان
16 / 08 / 2018, 47 : 07 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2018, 26 : 08 AM
أكمل بعون الله تعالى وتوفيقه ..
[ ٤ . ] الجزء الرابع مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل “
[ ٤. ٨. ٧. ] عَبْدُالْمُطَّلِبِ فِي الْكَعْبَةَ يَسْتَنْصِرُ بِاَللَّهِ عَلَى رَدِّ أَبْرَهَةَ:
فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَنْهُ، انْصَرَفَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ إلَى قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ، وَالتَّحَرُّزِ فِي شَعَفِ [عند الكامل:"رُءُوسِ"] الْجِبَالِ وَالشِّعَابِ: تَخَوُّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ، ثُمَّ قَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، وَقَامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُونَ اللَّهَ، وَيَسْتَنْصِرُونَهُ عَلَى أَبْرَهَةَ وَجُنْدِهِ ، فَقَالَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ:
يَا رَبِّ لَا أَرْجُو لَهُمْ سِوَاكَا
يَا رَبِّ فَامْنَعْ مِنْهُمُ حِمَاكَا
إِنَّ عَدُوَّ الْبَيْتِ مَنْ عَادَاكَا
امْنَعْهُمْ أَنْ يُخَرِّبُوا [عند ابن الجوزي:" فِناكا "] قُرَاكَا
وَقَالَ أَيْضًا :
لَاهُمَّ إنَّ الْعَبْدَ [المرء] يَمْـــــــــــ * ـــــــــــنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ حِلَالَكْ [رحالك]
وَلَئِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّهُ * أَمْرٌ تُتِمُّ بِهِ فِعَالَكْ
أَنْتَ الَّذِي إِنْ جَاءَ بَا * غٍ نَرْتَجِيكَ لَهُ كَذَلِكْ
وَلَّوْا وَلَمْ يَحْوُوا سِوَى * خِزْيٍ وَتُهْلِكُهُمْ هُنَالِكْ
لَمْ أَسْتَمِعْ يَوْمًا بِأَرْجَسَ * مِنْهُمُ يَبْغُوا قِتَالَكْ
جَرُّوا جُمُوعَ بِلَادِهِمْ * وَالْفِيلَ كَيْ يَسْبُوا عِيَالَكْ
عَمَدُوا حِمَاكَ بِكَيْدِهِمْ * جَهْلًا وَمَا رَقَبُوا جَلَالَكْ
زَادَ الْوَاقِدِيُّ :
إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا [عندالصالحي:" وكعـ * * ــبتنا "] * فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ
*ـــــــــــــــــــــــــــ*
7 ذو الحجة 1439هـ ~ 18 أغسطس 2018م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2018, 30 : 08 AM
[٤. ٨. ٧ . ١.] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:" ثُمَّ أَرْسَلَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ حَلْقَةَ بَابِ الْكَعْبَةِ وَانْطَلَقَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ إلَى شَغَفِ الْجِبَالِ فَتَحَرَّزُوا فِيهَا يَنْتَظِرُونَ مَا أَبْرَهَةُ فَاعِلٌ بِمَكَّةَ إذَا دَخَلَهَا."
فـــــ
منعه الله من دخولها؛ كما يجيء.
وذكر مقاتل :" لم يخرج عبدالمطلب من مكة [معهم] بل أقام بها،
و
قال: " لا أبرح حتى يقضي الله قضاءه"؛
ثم صعد هو و أبو مسعود الثقفي على مكان عال لينظر ما يقع، بـ أبرهة.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2018, 37 : 08 AM
[٤. ٨. ٨ .] : دُخُولُ أَبْرَهَةَ مَكَّةَ، وَ مَا وَقَعَ لَهُ وَ لِـ فِيلِهِ:
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ تَهَيَّأَ لِدُخُولِ مَكَّةَ، وَهَيَّأَ فِيلَهُ وعبأ جَيْشَهُ،
قال ابن جرير: ويقال كان معه ثلاثة عشر فيلا هلكت كلها.
و
نقل الماوردي عن الأكثرين أنه لم يكن معهم إلا فيل واحد اسمه محمود.
و
عن الضحاك كان معه ثمانية أفيلة.
وَكَانَ اسْمُ الْفِيلِ مَحْمُودًا وَأَبْرَهَةُ مُجْمِعٌ لِهَدْمِ الْبَيْتِ،
زاد مقاتل:" وجعل الفيل مقابل الكعبة ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة.
و
قال غيره: بل ليجعل السلاسل في أركان الكعبة وتوضع في عنق الفيل ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة.
ثُمَّ
الِانْصِرَافِ إلَى الْيَمَنِ .
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2018, 48 : 08 AM
[ ٤. ٨. ٨ . ١.] : فَلَمَّا وَجَّهُوا الْفِيلَ [نحو الكعبة] إلَى مَكَّةَ، أَقْبَلَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ ( الْخَثْعَمِيُّ ) حَتَّى قَامَ إلَى جَنْبِ الْفِيلِ، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِهِ.
فَـــ
قَالَ :" اُبْرُكْ مَحْمُودُ [يا محمود أنت بحرم الله]،
أَوْ
ارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ جِئْتَ ، فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ
ثُمَّ أَرْسَلَ أُذُنَهُ ".
[ ٤. ٨. ٨ . ٢.] : فَبَرَكَ الْفِيلُ؛ وَأَلْقَى نَفْسَهُ إِلَى الْأَرْضِ؛ وَ
خَرَجَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ يَشْتَدُّ حَتَّى أَصْعَدَ فِي الْجَبَلِ،
وَ
ضَرَبُوا الْفِيلَ لِيَقُومَ فَأَبَى،
فَـ
ضَرَبُوا (فِي) رَأْسِهِ بالطَّبَرْزِينَ لِيَقُومَ فَأَبَى
فَـ
أَدْخَلُوا مَحَاجِنَ لَهُمْ فِي مَرَاقِّهِ فَبَزَغُوهُ بِهَا لِيَقُومَ فَأَبَى،
فَــ
وَجَّهُوهُ رَاجِعًا إلَى الْيَمَنِ، فَقَامَ يُهَرْوِلُ،
وَ
وَجَّهُوهُ إلَى الشَّامِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ،
وَ
وَجَّهُوهُ إلَى الْمَشْرِقِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.....
وَ
وَجَّهُوهُ إلَى مَكَّةَ فَبَرَكَ؛
فـ
إذا وَجَّهُوهُ إِلَى مَكَّةَ سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ؛ وألقى جرانه إلى الأرض وجعل يعج عجا.
*ــــــــــــــــــ*
و
في رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق :" أن الفيل لما ربض جعلوا يقسمون له بالله أنهم رادوه إلى اليمن فـ
يحرك لهم أذنيه -كأنه يأخذ عليهم بذلك عهدا- فإذا أقسموا عليه قام يهرول ...
فــ
يردوه إلى مكة فيربض،
فـ
يحلفون له فيحرك أذنيه كالمؤكد عليهم القسم، ففعلوا ذلك مرارا..."..
وفي معاني القرآن للزجاج :" أن دوابهم لم تسر نحو البيت، فإذا عطفوها راجعين سارت، فوعظهم الله تعالى بأبلغ موعظة.
فــ
أقوموا على قصد أن يخربوا البيت فلم يزالوا يعالجون الفيل حتى غشيهم الليل..."...
و
في رواية يونس عن ابن إسحاق : أنهم استشعروا العذاب في تلك الليلة، لأنهم نظروا إلى النجوم كالحة إليهم -تكاد تكلمهم من اقترابها منهم-، فلما كان السَحر أرسل الله الطير الأبابيل.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2018, 48 : 09 AM
يليه بإذنه سبحانه وتعالى:
[ ٥. ] الجزء الخامس
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل ‟..
السبت : 7 ذو الحجة 1439هـ ~ 18 أغسطس 2018م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــ
ـــ
ـ
اضافة :
ينبغي أن يكون هناك ربط بين ما حدث لـ أبرهة بن الصباح الأشرم .. وقصته في رغبته هدم الكعبة المشرفة حين بنى كنيسة القليس بصنعاء وإهلاك جيشه وفيله ... أقول .. ينبغي أن يكون هناك ربط.. وبين ما حدث في يوم ٢١ من أغسطس عام ١٩٦٩م يوم دخل الإسترالي دينيس مايكل روهان من باب الغوانمة فاشعل النيران في المصلى القبلي بالجناح الشرقي الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى ..فـ
حرق :
- محراب زكريا
و
- واجهات المسجد
و
- سقفه
و
- السجاد العجمي الفاخر
و
- زخارف ثمينة
و
- مصاحف ذات قيمة تاريخية
و
- اثاث . . . . .ك
ما حُرق تماما
- المنبر الذي أمر نور الدين زنكي بإعداده . . . وأحضره من حلب صلاح الدين الأيوبي (الكردي) بمناسبة تحرير
القدس الشريف
(أولى القبلتين . . . ومسرى رسول الإسلام النبي محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام- ومعراجه . . . وثالث الحرمين) من أيدي الصليبيين عام ١١٨٧م...
أقول:"
ينبغي الربط المحكم بينهما وإلقاء أضواء على هذه المناسبة المؤلمة . . . خاصة ان بن غوريون قال : لا معنى لإسرائيل بدون القدس . . . ولا معنى للقدس بدون الهيكل. .
جاء في [صحيح البخاري؛كتاب أحاديث الأنبياء؛ باب قول الله تعالى :" واتخذ الله إبراهيم خليلا" ؛ ([ ص: 1232 ]) « حديث رقم ( 3186) ]
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَاذَرٍّ (الغفاري)-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ قُلْتُ:
"يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟".
قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ».
قَالَ
قُلْتُ:
" ثُمَّ أَيٌّ !!؟".
قَالَ:
«الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» .
قُلْتُ:
" كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا!!؟".
قَالَ:
« أَرْبَعُونَ سَنَةً »...
ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ »
قراءه وراجعه.. ثم كتبه :
محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي
السبت 18 أغسطس 2018... بعد مرور 49 سنة على حادثة حرق المسجد الأقصى ... الموافق : 7 ذو الحجة 1439هـ
شريف حمدان
18 / 08 / 2018, 17 : 07 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/GQ501523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 08 / 2018, 28 : 11 AM
[ ٥ . ] الجزء الخامس
مِن:
„ قصة إهلاك أصحاب الفيل ‟.
[ ٤. ٩ . ] وَنَظَرَ أَهْلُ مَكَّةَ بِالطَّيْرِ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ؛ فَـ
قَالَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ:
" إِنَّ هَذِهِ الطَّيْرَ غَرِيبَةٌ بِأَرْضِنَا، وَمَا هِيَ بِنَجْدِيَّةٍ وَلَا تِهَامِيَّةٍ وَلَا حِجَازِيَّةٍ "؛ وَ
إِنَّهَا أَشْبَاهُ الْيَعَاسِيبِ.
وَكَانَ فِي مَنَاقِيرِهَا وَأَرْجُلِهَا حِجَارَةٌ؛ فَلَمَّا أَطَلَّتْ عَلَى الْقَوْمِ أَلْقَتْهَا عَلَيْهِمْ، حَتَّى هَلَكُوا .
قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ :
"جَاءَتِ الطَّيْرُ عَشِيَّةً؛ فَبَاتَتْ ثُمَّ صَبَّحَتْهُمْ بِالْغَدَاةِ فَرَمَتْهُمْ. "
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ:
" فِي مَنَاقِيرِهَا حَصًى كَحَصَى الْخَذْفِ، أَمَامَ كُلِّ فِرْقَةٍ :
طَائِرٌ يَقُودُهَا،
أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ،
أَسْوَدُ الرَّأْسِ،
طَوِيلُ الْعُنُقِ!!؟.
فَـ
لَمَّا جَاءَتْ عَسْكَرَ الْقَوْمِ وَتَوَافَتْ، أَهَالَتْ مَا فِي مَنَاقِيرِهَا عَلَى مَنْ تَحْتَهَا، مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اسْمُ صَاحِبِهِ الْمَقْتُولِ بِهِ!!؟.
وَقِيلَ :
" وَانَ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ مَكْتُوبٌ:
مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ نَجَا، وَ
مَنْ عَصَاهُ غَوَى. ثُمَّ انْصَاعَتْ رَاجِعَةً مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ. "!!؟
وَقَالَ الْعَوْفِيُّ:
" سَأَلْتُ عَنْهَا أَبَاسَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ... فَقَالَ:
"حَمَامُ مَكَّةَ مِنْهَا.!!؟ "
وَقِيلَ :
" كَانَ يَقَعُ الْحَجَرُ عَلَى بَيْضَةِ أَحَدِهِمْ فَيَخْرِقُهَا، وَيَقَعُ فِي دِمَاغِهِ، وَيَخْرِقُ الْفِيلَ وَالدَّابَّةَ ". وَ
" يَغِيبُ الْحَجَرُ فِي الْأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ وَقْعِهِ. " وَ
" كَانَ أَصْحَابُ الْفِيلِ سِتِّينَ [60,000] أَلْفًا، لَمْ يَرْجِعْ مِنْهُمْ إِلَّا أَمِيرُهُمْ، رَجَعَ وَمَعَهُ شِرْذِمَةٌ لَطِيفَةٌ. فَلَمَّا أَخْبَرُوا بِمَا رَأَوْا هَلَكُوا ".
فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ مِنْ الْبَحْرِ أَمْثَالَ الْخَطَاطِيفِ وَالْبَلَسَانِ، مَعَ كُلِّ طَائِرٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ يَحْمِلُهَا:
حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ، وَ
حَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ؛ فَقَذَفَتْهُمْ بِهَا وَهِيَ أَمْثَالُ الْحِمَّصِ وَالْعَدَسِ.
ثم جاءت حتى صفت على رؤوسهم، فلما رأوها أشفقوا منها وسقط في أيديهم، فصاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها، فما من حجر وقع
على جنب رجل إلا خرج من الجنب الآخر، وإن وقع
على رأسه خرج من دبره ولا تصيب شيئا إلاهشمته وإلا سقط ذلك الموضع. فــ
كان أول ما رئي الجدري والحصبة، وبعث الله تعالى ريحا شديدة فضربت بأرجلها فزادتها قوة.]. لَا تُصِيبُ مِنْهُمْ أَحَدًا إلَّا هَلَكَ، وَلَيْسَ كُلُّهُمْ أَصَابَتْ .
قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى:
" وليس كلهم أصيب. وخرجوا وَخَرَجُوا هَارِبِينَ يَبْتَدِرُونَ الطَّرِيقَ الَّذِي مِنْهُ جَاءُوا، وَيَسْأَلُونَ عَنْ نُفَيْلِ بْنِ حَبِيبٍ لِيَدُلّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ إلَى الْيَمَنِ، فَـ
قَالَ نُفَيْلٌ حِينَ رَأَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ مِنْ نِقْمَتِهِ:
أَيْنَ الْمَفَرُّ وَالْإِلَهُ الطَّالِبُ *وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ [ابن الأثير؛ الكامل:" غَيْرُ "] لَيْسَ الْغَالِبُ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَوْلُهُ : لَيْسَ الْغَالِبُ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ.
فَخَرَجُوا يَتَسَاقَطُونَ بِكُلِّ طَرِيقٍ، وَيَهْلِكُونَ بِكُلِّ مَهْلِكٍ عَلَى كُلِّ مَنْهَلٍ ،
وروى أبو نعيم عن عطاء بن يسار قال:
" حدثني من كلم قائد الفيل وسائسه قال:
" إنهما أخبراني خبر الفيل".
قالا:
" أقبلنا ومعنا فيل الملك الأكبر لم يسر به قط إلى جمع إلا هزمهم، فلما دنونا من الحرم جعلنا كلما نوجهه إلى الحرم يربض، فتارة نضربه فيهبط وتارة نضربه حتى نمل ثم نتركه. فـ
لما بلغ المغمس ربض فلم يقم فطلع العذاب،
فقلت:
" نجا غيركما ؟"؛
:
" نعم ليس كلهم أصابهم العذاب.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 08 / 2018, 34 : 11 AM
[٤. ١٠. ] وَأُصِيبَ أَبْرَهَةُ فِي جَسَدِهِ..
يقول ابن الأثير؛ في الكامل:
" فَسَقَطَتْ أَعْضَاؤُهُ عُضْوًا عُضْوًا، حَتَّى قَدِمُوا بِهِ صَنْعَاءَ وَهُوَ مِثْلُ الْفَرْخِ، فَمَا مَاتَ حَتَّى انْصَدَعَ صَدْرُهُ عَنْ قَلْبِهِ، وَخَرَجُوا بِهِ مَعَهُمْ تَسْقُطُ (أَنَامِلُهُ) [منه] أُنْمُلَةً أُنْمُلَةً، كُلَّمَا سَقَطَتْ أُنْمُلَةٌ أَتْبَعَتْهَا مِنْهُ مِدَّةٌ تَمُثُّ قَيْحًا وَدَمًا، حَتَّى قَدِمُوا بِهِ صَنْعَاءَ وَهُوَ مِثْلُ فَرْخِ الطَّائِرِ، فَمَا مَاتَ حَتَّى انْصَدَعَ صَدْرُهُ عَنْ قَلْبِهِ، -فِيمَا يَزْعُمُونَ -.. و
ولى أبرهة ومن تبعه يريد بلاده، فكلما دخل أرضاً وقع منه عضو حتى انتهى إلى بلاد "خثعم" وليس عليه غير رأسه فمات.
وأفلت وزيره وطائره يتبعه حتى وصل إلى النجاشي فأخبره بما جرى للقوم، فلما فرغ رماه الطير بحجره فمات بين يدي الملك.
وروى سعيد بن منصور عن عكرمة :
" أن رؤوس هذه الطيور مثل رؤوس السباع لم تر قبل ذلك ولا بعده، فأثرت في جلودهم فإنه لأول ما رئي الجدري.
وروي أيضا عن عبيد بن عمير :
" أنها كالخطاطيف بلق.
وروى عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال:
" دعا الله تعالى الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليها الطين، فلما حاذتهم صفت عليهم ثم رمتهم، فما بقي منهم أحد إلا أخذته الحكة فكان لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه.
وروى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير:
" أنها خرجت من قبل البحر كأنها رجال الهند معها حجارة أمثال الإبل البوارك، وأصغرها مثل رؤوس الرجال، لا تريد أحدا منهم إلا أصابته ولا أصابته إلا قتلته.
والأبابيل: المتتابعة.
وروى أبو نعيم عن نوفل بن معاوية الديلي -رضي الله تعالى عنه- قال:
" رأيت الحصى التي رمي بها أصحاب الفيل، حصى مثل الحمص وأكبر من العدس حمر مختمة كأنها جزع ظفار.
وروي أيضا عن حكيم بن حزام -رضي الله تعالى عنه- قال:
" كانت في المقدار بين الحمصة والعدسة حصى به نضح أحمر مختم كالجزع.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 08 / 2018, 36 : 11 AM
[٤. ١١ . ] عند ابن الأثير؛ الكامل:" وَأَرْسَلَ اللَّهُ [سبحانه وتعالى] سَيْلًا [عظيما] [فاحتمل جثث الحبشة و] أَلْقَاهُمْ فِي الْبَحْرِ وَخَرَجَ مَنْ سَلِمَ مَعَ أَبْرَهَةَ هَارِبًا يَبْتَدِرُونَ "]؛ لَمَّا رَدَّ اللَّهُ الْحَبَشَةَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَأَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ
ثُمَّ مَاتَ يَكْسُومُ وَمَلَكَ بَعْدَهُ أَخُوهُ مَسْرُوقٌ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ :
:" حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ أَنَّهُ حُدِّثَ : أَنَّ أَوَّلَ مَا رُئِيَتْ الْحَصْبَةُ وَالْجُدَرِيُّ بِأَرْضِ الْعَرَبِ ذَلِكَ الْعَامَ، وَأَنَّهُ أَوَّلُ مَا رُئِيَ بِهَا مَرَائِرُ الشَّجَرِ الْحَرْمَلِ وَالْحَنْظَلِ وَالْعُشَرِ ذَلِكَ الْعَامَ.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 08 / 2018, 44 : 11 AM
[٤. ١٢ . ] وَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ الْحَبَشَةَ، وَعَادَ مَلِكُهُمْ وَمَعَهُ مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ، وَ
نَزَلَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ مِنَ الْغَدِ [لما أصبح] إِلَيْهِمْ لِيَنْظُرَ مَا يَصْنَعُونَ وَمَعَهُ أَبُو مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ لَمْ يَسْمَعَا حِسًّا، فَدَخَلَا مُعَسْكَرَهُمْ فَرَأَيَا الْقَوْمَ هَلْكَى، فـ
قال له أبو مسعود: انظر نحو البحر.
قال: أرى طيرا بيضا. فـ
قال: ارمقها ببصرك أين قرارها ؟
قال: قد دارت فوق رؤوسنا.
قال: هل تعرفها ؟
قال: لا.
قال: ما هي بنجدية ولا تهامية ولا يمانية ولا شامية وإنها لطير بأرضنا غير مؤنسة.
قال: ما قدرها ؟
قال: أمثلا اليعاسيب في مناقيرها الحصى كحصى الخذف وهي أبابيل يتبع بعضها بعضا، أمام كل فرقة منها طائر يقودها أحمر المنقار أسود الرأس طويل العنق، حتى إذا جازت عسكر القوم ركدت فوق رؤوسهم. فـ
قال أبو مسعود: لأمر ما هو كائن.
ثم إن عبدالمطلب أرسل ابنا له على فرس له سريع لينظر ما جرى للقوم فذهب الفرس نحوهم فرآهم مشدخين جميعا فرجع يرفع فرسه كاشفا عن فخذه فـ
لما رأى ذلك عبدالمطلب قال:
إن ابني لأفرس العرب وما كشف عن عورته إلا بشيرا أو نذيرا. فـ
لما دنا منهما
قالا له: ما وراءك ؟
قال: هلكوا جميعا. فـ
انحطا من الجبل ربوة أو ربوتين فلم يؤنسا أحدا، فـ
لما دنيا من المعسكر وجدا القوم خامدين، فـ
عمد عبدالمطلب وأخذ فأسا وحفر حتى أعمق في الأرض فَـ
احْتَفَرَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ حُفْرَتَيْنِ مَلْأَهُمَا ذَهَبًا وَجَوْهَرًا لَهُ وَلِأَبِي مَسْعُودٍ؛ و
جلس كل واحد على حفرته، وَ
نَادَى عبدالمطلب فِي النَّاسِ، فَـ
تَرَاجَعُوا فَأَصَابُوا من ذلك ما ضاقوا به ذرعا مِنْ فَضْلِهِمَا شَيْئًا كَثِيرًا، و
ازداد عبدالمطلب عظما لعدم خروجه من مكة. فَـ
بَقِيَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ فِي غِنًى مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ
حَتَّى مَاتَ.
يتبع بإذنه تعالى..
الخميس.. ثاني أيام التشريق .. 12 ذو الحجة 1439هـ ~ 23 أغسطس 2018م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 08 / 2018, 03 : 12 PM
لاحظ القارئ الكريم.. والقارئة العزيزة .. أنني أطلت النفس كثيرا في سرد وقائع قصة هلاك أصحاب الفيل ... وهذا يعود لأهمية هذه القضية .. وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر:
1.] أن قصة هلاك أصحاب الفيل وردت في القرآن الكريم ونطق به الذكر الحكيم كــ : سورة مستقلة بذاتها .. كاملها ..
2.] آحدى ارهاصات ومقدمات مولد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين صلى الله عليه وآله وسلم .. ولعلي في استدراكاتي المتعلقة بهذا المجلد الأول [مبشرات ما قبل الميلاد السعيد.. أحداث ما قبل البعثة(*)] أعود لدراستها دراسة تشريعية وفقهية والدروس المستفادة منها ...
ولعلي اسرع المسير فما زال أمامي البحث طويل والله -تعالى في علاه وتقدست اسماه هو المعين .. فمنه ال سداد والتوفيق .. وهو على كل شيء قدير وبالإجابة قدير فنعم المولى ونعم النصير ..
رجاء:
ارجو من القارئ الكريم .. والقارئة العزيزة ... متابعتي بصورة إيجابية وتنبيهي لما اقع فيه من أخطاء غير مقصودة أو سهو أو نسيان ...
أخوكم:
محمدفخر الدين
عيد سعيد عليكم جميعاً.. ومبارك لكم
وأكمل في الحلقة القادمة
[ ٢١. ] القسم الواحد والعشرون:
*-----------------------*
(*) تكلمت في عدة خطب منبرية عن ضورة الإجابة الواضحة التفصيلية على ثلاثة أسئلة :
1.] هل تعرف حقا وصدقا وعدلا الإله الذي تعبده !!.
حتى يتسنى لك تمام الطاعة وحسن العبادة ..
2.] هل تعرف حقا وصدقا وعدلا النبي الذي تتبعه وتسير خلفه !!.
حتى يتسنى لك أن تجعله قدوتك واسوتك في الحياة الدنيا ..
3.] هل تعرف صدقا وحقا وعدلا آيات الأحكام المتعلقة بسلوكك وحياتك ويومك !!
حتى يتسنى لك .. أن تكون مسلما.. مؤمنا كما أراد ربك تعالى وكما علمك رسولك عليه السلام ...
شريف حمدان
23 / 08 / 2018, 18 : 10 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 08 / 2018, 39 : 05 PM
[ ٢١. ] القسم الواحد والعشرون:
المبحث الثالث والثلاثون
[٣٣] الطفولة المبكرة (*)
مباحث طفولة النسمة المباركة
ــــــ نَسَمَةٌ مُبَارَكَةٌ( ).ـــــــــــ طفولة وتنشأة محمد ـــــــــ.]
1.] : " ـــــــــ طفولته المبكرة ـــــــــ
مقدمات مجئ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين -صلوات الله وسلامه عليه وآله- :
١.] واكبت الخليقة منذ نشأتها من عهد أبي البشرية جمعاء أبينا آدم -عليه السلام-؛ وما
٢.] ثبت من آية ميثاق الأنبياء؛ و
٣.] دعاء الخليل إبراهيم أبي الأنبياء؛ و
٤.] بشرى عيسى ابن مريم: كلمة الله وروح منه؛ -عليهم صلوات الله تعالى وسلامه وبركاته- و
٥.] مرافقة الإرهاصات التمهيدية لمسألة زواج عبدالله بن عبدالطلب بآمنة بنت وهب .. وقد تكلم فيها علماء السير؛ و
٦.] مقدمات الحمل و
٧.] الوضع و
٨.] أخبار الميلاد. – بفضل من الله تعالى وعون وتوفيق؛ وقد يكون لي لها عودة في الإستدراكات؛ إن شاء الله تعالى-
وقد تحدثتْ عنها كتب السيرة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
اليوم نبدء مرحلة جديدة حين نريد الحديث عن:
١.] السيرة النبوية ..
ونتكلم عن
٢.] طفولة محمد بن عبدالله.. و
٣.] نشأته .. و
٤.] شبابه ثم
٥.] زواجه من خديجة بنت خويلد.. و
٦.] أحداث ما قبل البعثة.. و
٧.] قبيل نزول الرسالة.. وهذه المرحلة العُمرية أستغرقت من عمر الزمان ما يقارب من أربعين [٤٠] سنة..
فلنبدء معاً الرحلة..
1 . 1 .] المطلب الأول:
" ـــــــــ طفولة اليتيم المبكرة(!) - محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ـــــــــ
سنتكلم عن أبرز الأحداث التي كانت في طفولة النبي [ﷺ] من ولادته، و
قلتُ مِن قبل: كيف أن الله -سبحانه وتعالى- قيض الأحداث التي ركز فيها على مكان مولده وسنة ولادته، وكيف كان الغلام مباركاً لمبدأ أمره كما دلت على ذلك قصة السعدية حليمة، وكيف أن الله رعىٰ نبيه من الصغر وحفظه.. ورعاه رعاية إلهية وعناية ربانية..
وسنتحدث عن حادثة شق الصدر -في موضعها؛ إن شاء الله تعالى- لإعداده للمستقبلٍ .. ليس فقط مستقبله هو كإنسان بل مستقبل البشرية جمعاء إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، ونزع من قلبه حظ الشيطان منه، وكيف أن النبي [ﷺ] صار في كفالة جده بعد وفاة أمه؛ ثم مِن بعد في حضانة عمه.
بيد أن بعض الأخبار التي ذكرت من قبل وسنورد بعضا منها لاحقاً شابها الضعف أو جهالة الراوي؛ وإن سُطرت في العديد من المصادر والمراجع وسأخرجها -بإذنه تعالى-لكن لقناعة مني أنه يجب تنقية كتب التراث؛ خاصة المتعلقة بالسيرة النبوية.. ومِن بعد السنة المحمدية -خاصة أحاديث الأحكام- لِما علق بها مِن أخبار يعلوها ضعف أو يدنو منها دس ويتناقلها الناس دون مراجعة أو تخريج أو تحقيق أو تدقيق.. ونستمع خاصةً لأقوال أهل العلم؛ وأرباب صناعة الحديث..
وانتشار هذه الموجة من أقوال تنسب لحضرته -عليه السلام- تعود في المقام اول لتراجع المؤسسات الدينية عن دورها المنوط بها .. وهذا يعود إما لحالة الضعف الشديد التي طرأت على أذهان المسلمين في فهم الإسلام؛ أو التساهل في النقل دون مرعاة قواعد التحديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه السلسلة من البحوث –والحمد لله أولا وآخرا ومقبلا وغاديا أن وفقني لما يحبه ويرضاه؛ خاصة الشكر موصول لجدتي لأبي؛ منذنعومة أظفاري إذ تمرغت في تراب كعبها حين ذهابها لدرس الشيخ "أحمد" بمسجد "الراوي" بعدصلاة العصر من كل يوم.. إلى أن اقعدها خالقها طريحة الفراش؛ ثم صعدت روحها الطاهرة إلى منشئها – فـــ
هذه السلسلة من البحوث تسلِّط الأضواء على المراحل الأولىٰ المبكرة مِن حياة النبي [ﷺ]: فـ
قد تحدثتُ مِن قَبل عن رضاعته وانتقاله إلى بني سعد -فلا داعي للإعادة-، وسنتكلم عن :
*.] وفاة أمه، ثم
*.] انتقال كفالته إلى جده ومن ثم
*.] إلى عمه، متضمنة لقصته مع
*.] الراهب بحيرا، وفوائدها، وما شابها من سوء فهم أو فهم مغلوط مقصود للإساءة لصاحب الشريعة الخاتمة.. وهذه ستأتي في مجلد الشبهات..-فمن الله تعالى التوفيق والهداية وحسن الرعاية- و
*.] مشاركته [ﷺ] في حلف الفضول.
فهذه المادة من البحوث تتميز بوفرة الأدلة، مع النظر إلى جانب العظة والعبرة في الأحداث والوقائع.
وأذكر –بنور هداية توفيق الله تعالى لي-أنه جاء في صفة مولده [ﷺ] أخبار فيها الضعيف والموضوع.. وينبغي لأتباعه ومَن يقتدي به ومَن يسير على هداه ويلتزم طريقته ويطبق منهجه ومحبي الرسول أن يعرضوا عن ما ذكره الجهال يوم مولده..
فحاشا لله أن يربط الحــبـــيــب المصطفى ومولده بمثل هذه الخرافات(!)؛ ومن ذلك أنه حين ولدته أمه
*.] اعتمد على يده رافعا رأسه إلى السماء، وأنه [ﷺ]
*.] ولد مختونا مسرورا ( أي مقطوع السرة)، وأن
*.] هواتف من الجان بشرت أمه ليلة مولده، و
*.] انتكاس بعض الأصنام و
*.] ارتجاج إيوان كسرى و
*.] سقوط شرفاته، و
*.] خمود نيران المجوس و
*.] غيض بحيرة ساوة، و
*.] إخبار اليهود بليلة مولده.".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أقول (الرمادي) :" لا اقفل الباب ولا أغلق الشباك لحديث أو نقاش علمي أو مراجعة مع تحقيق وتدقيق لمن يرى من السادة القراء خلاف ما قد توصلتُ إليه.. فإني أميل لفتح باب حوار بناء نستفيد منه جميعاً ..
*------------------------------------------------*
15 ذو الحجة 1439 هـ ~ 29 أغسطس 2018م
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 09 / 2018, 11 : 09 AM
ـــــــ طفولته المبكرة
في
بيت « „آمنةبنت وهب‟ »
-الأرملة الشابة-
1 . 1 . 1 ]: المطلب الثاني:".. تُنَاغِي الْقَمَرَ .. ".
ومن مِلح ما روي عن طفولته المبكرة وليس من متين العلم ما ذكره :
1.] ابن كثير في البداية؛ و
2.] ابن عساكر في تاريخ دمشق؛ و
3.] البيهقي في دلائل النبوة فقد:
" قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ قَالَ :
„ قُلْتُ : يَارَسُولَ اللَّهِ !؛ دَعَانِي إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِكَ، أَمَارَةٌ لِنُبُوَّتِكَ :
رَأَيْتُكَ فِي الْمَهْدِ تُنَاغِي الْقَمَرَ ،
وَ تُشِيرُ إِلَيْهِ
بِأُصْبُعِكَ..
فَحَيْثُ أَشَرْتَ إِلَيْهِ مَالَ .
قَالَ : إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُهُ وَيُحَدِّثُنِي
وَيُلْهِينِي عَنِ الْبُكَاءِ ، وَ
أَسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ‟.
- ثُمَّ قَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ اللَّيْثِيُّ وَهُوَ مَجْهُولٌ . .
- وقال أبو عثمان الصابوني: هذا حديث غريب الإسناد والمتن. و
- قال البيهقي: تفرد به أحمد إبراهيم الحيلى وهو مجهول. و
- قال ابن أبى حاتم في الحلبي: " لا أعرفه وأحاديثه باطلة موضوعة كلها ليس لها أصول”. و
- قال ابن حجر سنده واهٍ جدًا. ( ).
وعليه فهذا الخبر لا يعتبر.. و لا يؤخذ به .
أما :" المناغاة" : المحادثة. و
ناغت الأم صبيها :" لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة ".
ثم أكملُ ما حدث في المهد....
شريف حمدان
06 / 09 / 2018, 15 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 09 / 2018, 35 : 12 AM
1 . 1 . 2. .]" كلامه صلى الله عليه وسلم في المهد( ).
قال الحافظ ابو الفضل بن حجر في شرح البخاري :" في سير الواقدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم اوائل ما ولد..
وذكر ابن سبع في الخصائص ان مهده كان يتحرك بتحريك الملائكة ..
وأن أول كلام تكلم به أن قال :
" الله أكبر كبيرا
والحمد لله كثيرا ".
*---------------------------------------------*
فائدة:
تكلم في المهد جماعة نُظم أسماءهم صاحب كتاب قلائد الفوائد وشرائد الفرائد؛ عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي ( جلال الدين السيوطي ) فقال:
تكلم في المهد النبي محمد * * وموسى وعيسى والخليل ومريم
ومبرئ جريج ثم شاهد يوسف * * وطفل لدى الأخدود يرويه مسلم
وطفل عليه مر بالأمة التي * * يقال لها تزني ولا تتكلم
وماشطة في عهد فرعون طفلها * * وفي زمن الهادي المبارك يختم
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 09 / 2018, 58 : 12 AM
[٢٢ .] القسم الثاني والعشرون:
ـــــــــ طفولته المبكرة ـــــــــ
تعايشنا الجزء الأول من المرحلة المكية.. وهي تبدء من مرحلة الميلاد ففترة رضاعته وسنتعايش زمن طفولته المبكرة.. فصباه..وتنشأته.. وشبابه.. وبلوغه مبلغ الرجال.. وزواجه من السيدة الجليلة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وسأتعرض إلى الأحداث التي تمت في هذه الفترة العُمرية وحتى قبيل البعثة؛ ثم نزول الرسالة الخاتمة.. وهذه السنون تقترب من الأربعين عاما..وأثْبتُ خمس بركات جليلات واضحات ظهرت علاماتها للسعدية الحليمة منذ اللحظة الأولى لرضاعتها المصطفى المجتبى والــحــبــيــب المرتضى المحتبى وزمن إقامته في ديار بني سعد في بحثي :« البركة بقدوم الرضيع أرض بني سعد.. ومرضعاته »
ثم نسعى لنتواجد مع الرسول الأعظم والنبي الأكرم- صلى الله عليه وآله وسلم - وسوف نتعايش الجزء الثاني من المرحلة المكية أي منذبدء نزول الوحي بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- ومجئ الرسالة الخاتمة ومرحلة التبيلغ وسنلقي نظرة على الآيات القرآنية النورانية المتعلقة بالطريقة المحمدية والكيفية المصطفوية لهذه المرحلة بجزئياتها وحتى الهجرة المصطفوية إلى يثرب المدينة المنورة.. واستغرقت هذه المرحلة من عمر الزمان ثلاثة عشر سنة.. وهذه المرحلة المكية بجزئياتها وتشابك مفاصلها استغرقت من عمر الزمان ما يقرب من ثلاثة وخمسين عاماً.. ثم الحديث عن المرحلة المدنية وهي ذات أحداث كبار .. وقيام المجتمع الإيماني كنواة للكيان الإسلامي.. ثم الحديث عن مرضه عليه الصلاة والسلام ومن ثم إنتقاله إلى الرفيق الأعلى.. وفي خطة بحثي سأرفق ملاحق.. منها ما هو متعلق بـ «الشخصيات المحورية» في السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام.. وملحق آخر أنبه فيه عن «ما شاع من السيرة على ألسن الناس ولم يصح».. وثالث الملاحق : خرائط تبين الأحداث والأماكن التي مرت بالسيرة النبوية كما سأسعى - ومن الله تعالى الهداية والعون والتوفيق - لتأريخ الأحداث باليوم والشهر والسنة -في حال تمكني من ذلك؛ واطمئننتُ لهذا التقسيم- وأبدء بالتقويم ما قبل الهجرة ثم أكمل مبتدأ بالهجرة الشريفة ويرافقهما معاً -ما قبل الهجرة وما يليها- التقويم الميلادي؛ رغم أن التقويم الميلادي به أربعة أعوام مفارقة..
« مدخل لطفولة الرضيع: ‚‚ محمد ’’ المبكرة » باستقراء المصادر الأصلية المعتمدة والمتوفرة وبمراجعة ما كتب حول طفولة ‚‚ محمد ’’ المبكرة يجد المتابع والباحث:
1 . ] شُحا في الأخبار والمعلومات التي تتحدث عن هذه المرحلة الطفولية المبكرة في حياته - ﷺ -..مع تردد أسماء شخصيات محورية لعبت دوراً ما.. وتجد الكثرة من الروايات الضعيفة أو التي لم تصح.. ويتناولها وعاظ لا يملكون ملكة التحقيق وأداة التدقيق فيسمعها العامة ويصدقونها..
2 . ] أدخل القصاصون حكايات لا سند لها؛ وتندرج تحت الضعيف..
3 . ] توجد عدة مأخذ على ما كتب ونشر؛ من هذه المأخذ ترى مخالفات عقدية؛ ومنها ما يخل بالتعظيم والتبجيل والتكريم لشخص الرسول..
4. ] في بعض الروايات التي ذكرها الكثير من السادة العلماء اعتمدوا على قاعدة مفادها :" التساهل فيما ليس هو من الأحكام العملية المتعلقة بافعال الإنسان اليومية والحياتية، وهذا جانب؛ والجانب الآخر: التساهل بما هو ليس من أركان العقيدة والإيمان.. فيتم وضعه بين سطور مؤلفاتهم ".
وينبغي التنبيه على هذه المسائل.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 09 / 2018, 14 : 03 PM
[ ٢٢ . ١. ] : و سأذكر -بمشيئة الله جلَّ وعلا وبتوفيقه وعونه - بالتحديد مسائل.. وما لم أذكره مما يوجد وسطر في بطون الكتب سأتعرض له في ملحق تحت عنوان « ما شاع على ألسن الناس من أخبار؛ ولم تصح
».
فمن هذه المسائل:
[ ١. ] لما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] أربع سنوات، أتاه ملكان فشقَّا صدره وغسلا قلبه، ثم أعاداه [1] .
[ ٢. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] ست سنوات، ماتت أمه بالأبواء بين مكة والمدينة، فكفله جدُّه عبدالمطلب [2].
[ ٣. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] ثماني سنوات، توفِّي جده عبدالمطلب، وكفله عمه أبو طالب.
[ ٤. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الثانية عشرة، خرج به عمه أبو طالب إلى الشام، فلما بلغوا بصرى، رآه بحيرى الراهب، فتحقق فيه صفات النبوة، فأمر عمَّه بردِّه، فرجع [3].
[ ٥. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الخامسة عشرة، كانت حرب الفِجَار بين قريش وهوازن [4].
[ ٦. ] ثم شهد [صلى الله عليه وآله وسلم] حِلفَ الفضول لنصرة المظلوم [5].
[ ٧. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الخامسة والعشرين، تزوَّج السيدة الجليلة خديجةَ بنت خويلد - رضي الله عنها- [6] . (ولكاتب هذه السطور بحث كامل عن هذه السيدة الجليلة)
[ ٨. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الخامسة والثلاثين، اختلفتْ قريش فيمن يضع الحجرَ الأسود مكانه، فحكم بينهم [7].
[ ٩. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الثامنة والثلاثين، ترادفت عليه علامات نبوته، وتحدَّثَ بها الرهبان والكهان [8].
[ ١٠. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] التاسعة والثلاثين، حُبِّب إليه الخلوة، فكان يخلو بغار حراء شهرَ رمضان يتحنث فيه [9].
[ ١١. ] وقبل مبعثه [صلى الله عليه وآله وسلم] بستة أشهر كان وحيه منامًا، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءتْ مثل فلق الصبح [10].
*--------------------------*
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
شريف حمدان
10 / 09 / 2018, 06 : 04 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/ml284590.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 09 / 2018, 44 : 12 AM
[٢٣. ] القسم الثالث والعشرون:
مدخل إلى أول لقاء مع «السعدية حليمة..مرضعته »
[ ٥٢ ق. هـ ~ ٥٧١ م]
يبدء تواجد الرضيع السعيد في ديار « بني سعد »مع مرضعته « السعدية حليمة » من العام [٥۲] ما قبل الهجرة الشريفة المنيفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام والتي توافق العام [٥٧١] من الميلاد العجيب المعجز للسيد الجليل كلمةالله وروح منه «عيسى ابن مريم» عليهما السلام..
إذ أن فترة الرضاعة لصاحبة السعادة في الدارين -كما اراد الله جل وعلا-« السعدية » السيدة « حليمة » بدأت من العام [٥۲] قبل الهجرة المصطفوية الشريفة المنيفة المقابل للعام [٥٧١] مِن ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام.
شريف حمدان
13 / 09 / 2018, 55 : 02 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 09 / 2018, 32 : 10 PM
[١٢ربيع الأول ٥۲ ق. هـ - ۲٦ نيسان=أبريل ٥٧١ م]
وبالتقريب تبدء «الرضاعةالسعدية للرضيع محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. ابن آمنة بنت وهب» في هذا التوقيت.. "
:" في "ـــــــــ ديار بني سعد؛ عند أمه من الرضاعة : السعدية «حليمة»
قَالَ السُّهَيْلِيّ: وذكر غير [11] ابن إسحق فِي حَدِيثِ الرَّضَاعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يُقْبِلُ إِلَّا عَلَى ثَدْيِهَا الْوَاحِدِ، وَتَعْرِضُ عَلَيْهِ الآخَرَ فَيَأْبَاهُ، كَأَنَّهُ قَدْ أَشْعَرَ أَنَّ مَعَهُ شَرِيكًا فِي لِبَانِهَا،وَكَانَ مَفْطُورًا عَلَى الْعَدْلِ، مَجْبُولا عَلَى جَمِيلِ الْمُشَارَكَةِ وَالْفَضْلِ - صلى الله عليه وآله وسلم -. [12].
وهنا نثبت ملاحظات؛ فلاحظ أيها القارئ الكريم :"
[ 1. ] في عام مولده الشريف؛ أقصد عام هلاك أصحاب الفيل :" لما ولد عليه الصلاة والسلام في عام الفيل حدثت المعركة العظيمة بين جنود الله -عز وجل- [مع فارق التشبيه والتمثيل] وبين أبرهة، وانهزم جيشه وولوا الأدبار، وتسامعت العرب في كل أنحاء شبة الجزيرة بل وخارجها بالكارثة العظيمة السماوية التي أصابت أبرهة ولحقت بجيشه، وحجارة تنزل من السماء.. لا شك أنه شيء مستغرب للغاية وعجيب، فاتجهت أنظار العالم إلى المكان الذي حدثت فيه هذه القارعة، وهو مكة، وصارت الأضواء متجهة إلى «مكة» و «الكعبة» و "قريش" في زمن واحد.. أي في عام الفيل، فالله -عز وجل- جعل أنظار الناس تتجه إلى مكة في عام الفيل؛ لأن هناك حدثاً آخر سيتم في هذا العام وهو ولادة النبي عليه الصلاة والسلام. فصارت ولادته في عام الفيل الذي اتجهت أنظار العالم كله إلى مكة بسبب حادثة أبرهة؛ لأن حادثة أبرهة كانت شيئاً فوق الوصف، كانت شيئاً عجيباً، طيرٌ تحملُ حجارةً ترجم أفيالاً عظاماً وتهلك الأفيال ومَن عليها، ولذلك كان شيئاً قضاه الله –تعالى ذكره- لتأتي الأضواء والناس يعظمون الكعبة، وتصبح لقريش مكانة؛ لأن من قريش سيبعث النبي الذي سيدعو قريشاً ويدعو العرب وفي مكة، ولذلك كانت بداية توجيه الأنظار توطئةً لحادثة الفيل لكي يولد النبي -عليه الصلاة والسلام- في ذلك العام، ويحفظ الناس ذلك العام جيداً وكل أحداث العام، وفيه الولادة النبوية، ثم بعد ذلك تأتي حليمة لتأخذه، وتأتي هذه الخيرات والبركات، ويصبح أمره عليه الصلاة والسلام منتشراً منذ صغره، هكذا يسير الله -سبحانه وتعالى- الأحداث لكي تتركز الأذهان، والأنظار تتجه إلى الأحداث المتعلقة بهذا النبي الكريم وتاريخ النبي الكريم منذ ولادته."[13].
وعليه فإن
[ 2. ] ولادته عليه الصلاة والسلام ملفتة للنظر، و
[ 3 . ] طفولته ملفتة للنظر، فالله -عز وجل- يقيض من الأحداث ما يسلط به الضوء على النبي القادم عليه الصلاة والسلام منذ طفولته كأن هذا الغلام سيكون منقذ البشرية ".
ثم ملاحظة :
[ 4. ]حال غنم السعدية حليمة وسائر الأغنام في ديار بني سعد . تقول حليمة: لما جئنا بالمولود كان رعاة بني سعد يذهبون كلهم ويرجعون جياعاً، ما وجدوا خيراً ولا كلأ ولا شيئاً، وأغنامي ترجع شباعاً بطاناً حفلاً، أي: شبعانة سمينة، الثدي محمل باللبن. فنحتلب ونشرب، فيقولون: ما شأن غنم الحارث بن عبدالعزى ؟ -وهو زوج حليمة - وغنم حليمة تروح شباعاً حفلاً وتروح غنمكم جياعاً، ويلكم اسرحوا حيث تسرح غنم رعائهم، اجعلوا غنمكم تذهب مع المكان الذي تسرح فيه غنمهم، ربما يصير لكم مثلما حصل لهم، فيسرحون معهم فما تروح إلا جياعاً كما كانت وترجع غنمي كما كانت حفلاً سمانا.".[14].
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 09 / 2018, 16 : 11 PM
* [ ٥٤ ق. هـ ~ ٥٧٣ م ]
" نمو الطفل اليتيم "
عامه الثاني :
مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ.. فتقول -مرضعته- السعدية حليمة:
" وَكَانَ -صلى الله عليه وآله وسلم- يَشِبُّ شَبَابًا لا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ، يشب في اليوم شباب الغلام في الشهر".
فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلامًا جَفْرًا "[15].
يعني: ينمو ويزيد في اليوم ما ينموه الغلام العادي في شهر-، ويشب في الشهر شباب السنة".[16]...
تكمل السعدية .القول ... ..:" فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ عِنْدَنَا لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ، فَكَلَّمْنَا أُمَّهُ فِي تَرْكِهِ عِنْدَنَا، فَـ
أَجَابَتْ .
قَالَتْ : فَرَجَعْنَا بِهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا بِهِ بِأَشْهُرٍ مَرَّ مَعَ أَخِيهِ فِي بُهْمٍ لَنَا خَلْفَ بُيُوتِنَا.
إذاً مكث الطفل محمد في ديار بني سعد ما يقرب من خمس سنوات؛ فـ
في مبدأ الخامسة من عمره عادت به السعدية حليمة إلى والدته آمنة في مكة لتكمل رعايته وعنايتها به[17] .
ونكمل بعد ذلك بحث حادثة شق الصدر الشريف:
**
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
Dr. MUHAMMAD ELRAMADY
٧ محرم ١٤٤٠ ~ ١٧ سبتمبر ٢٠١٨
[يتبع بإذنه تعالى ذكره]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 09 / 2018, 22 : 11 PM
[٢٤. ] القسم الرابع والعشرون:
:"حادثة شق الصدر..
هي من أهم أحداث مرحلة طفولته -صلى الله عليه وآله وسلم-:
سنتعرض لـ أهم أحداث طفولة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. ابن الزُهرية آمنة بنت وهب.. لما يهمنا من الإستفادة لكيفية تربية وإنشاء جيل يتحمل صعاب الحياة ليكون نافعاً لأمته ومن ثم للبشرية جمعاء.. إذ أننا نفتقد - في هذاالزمان - لمثال صالح يحتذى به وقدوة حسنة..
ومِن أهم تلك الأحداث :
[ ١. ]حادث شق الصدر:
" ٤٩ ق .هـ ~ ٥٧٥ م" .
تمهيد :
عند تلقي أو سماع خبر ما؛ توجد طرق مختلفة في التعامل معه من حيث التصديق أو التكذيب أو الإنكار؛ أو قبول جزء أو أجزاء منه؛ أو نشره بقدر المستطاع؛ خاصة حين تتنوع وتزايد وسائل الإعلام والنشر.. وبروز منصات التواصل الإجتماعي، والتي مكنت الكثير من الكتابة.. وهناك مَن يصدق على الفور ما ينشر دون إعمال عقل أو تدبر؛ أو تحقيق وتدقيق ومراجعة علمية ومِن ثم يعمل على نشره وإن كان نص الموضوع فاسد أو باطل.. كــ
حديث عائشة والإبرة ونوروجه الرسول..
ويوجد فريق آخر يمحصه ويفكر في متنه ويدقق في سنده ويحقق في مَن رواه؛ ويبحث عن مَن نقله أو تحدث به؛ وهناك فريق يشكك في الخبر على الفور والتو؛ وهناك فريق ينفي وقوع الخبر: إما عناداً وإما إنكاراً.. وإما مكابرة.. والأفكار المسبقة عن الآخر والصورة النمطية عن الغير وفق إيديولوجية متبناه مِن قَبل؛ كما يلاحظ عند البعض تلعب الدور الرئيس في القبول أو الرفض من حيث التعامل مع الخبر الوارد.. وهذا يظهر بوضوح عند الحديث من حيث القبول أو الرفض لـ حادثة
شق صدر محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب
صلى الله عليه وآله وسلم
سواء حدثت في
- طفولته المبكرة أو في
- صباه أو
- عند تبليغه الوحي ونزول عليه الرسالة.. أو
- قبيل معراجه.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 09 / 2018, 59 : 05 PM
مدخل للمسألة :
أصل حادث شق الصدر - دون الزيادات والإضافات والتوضيحات والتفريعات - تجده ثابت في :
- صحيح البخاري..
حين خرَّج أحاديث الإسراء بعد تكليفه بالنبوة مقتربا من عامه الخمسين
- إذ يوجد ستة أقوال في تحديد ليلة الإسراء؛ سنبحثها في موضعها - و
تجد أصل الحادثة في :
- صحيح مسلم ..
حين خرَّج أحاديث متعلقة بطفولته؛ كما
تجد ذلك في:
- المسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم الأصبهاني؛ و
- عند النووي في شرحه على متن صحيح مسلم؛ وفي :
- صحيح ابن حبان؛ وأخبرنا به :
- ابن إسحاق في السيرة النبوية؛ ومِن بعده :
- ابن هشام؛ ثم
- شرح الحادثة السُهيلي في الروض الأُنف.. وعند :
- مسند أحمد بن حنبل و
- البحر الزخار بمسند البزار.. وتجده في :
- الشريعة للآجري.. وعند :
- أبي يعلى الموصلي؛ وأيضا عند :
- البيهقي في دلائل النبوة؛ وفي :
- مستخرج أبي عوانة؛ وفى :
- حديث شداد بن أوس عن رجل من بنى عامر، و
تجد الحديث هذا عند :
- أبى نعيم و
- ابن عساكر؛ وقد خرَّج الحديث :
- البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ..
وهذا الحديث إسناده ضعيف.
ودار " الإفتاء المصرية " كتبت تقول:
" لقد شاءت إرادة الله تعالى أن يُشق صدر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مرتين:
- أولاهما وهو صغير دون الخامسة في بادية بني سعد
- وهي مسألة البحث هنا -، و
- الثانية ليلة الإسراء والمعراج[1] - و
هذه ستأتي في موضعها في البحوث إن شاء الله تعالى -... و
الإفتاء المصرية أكتفت بذكر مرتين لحادث شق صدره دون التعرض للباقي.
**------------------------------------**
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
08 محرم 1440 هـ ~ 18 سبتمبر 2018م
يتبع بإذنه تعالى
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 09 / 2018, 23 : 12 AM
المشككون:
ورغم كل هذا التخريج فقد شكك المستشرقون ومن سار خلفهم من المضبوعين بالثقافة الغربية مِن المسلمين - شككوا - في صحة هذا الخبر.. وتعدى البعض حدوده فوصمه عليه السلام بأنه كانت تنتابه نوبة من الصرع - معاذ الله تعالى وحاشا لله -.. هذا مِن جانب؛ [وبإذنه تعالى سأرد على مثل هذه الخزعبلات في فصل متعلق بالشبهات] و
من جانب آخر ومِن السادة أتباع الشيعة مَن وصف هذه الروايات بأنها خرافة: تقرأ ذلك في " أضواء على الصحيحين "؛ لــ محمد صادق النجمي؛ ص: 236 فقال:"... وهذا الحديث هو من الأحاديث الغريبة؛ مع إقرار صاحب"الأضواء" بأن الحادث قد أخرجه البخاري ومسلم(!) في كتابيهما، وتبعهما أكثر المؤرخين".
ثم يكمل و "المفسرون اعتمدوا على أحاديث الصحيحين(!)اعتمادا كبيرا، فذكروا هذه الأسطورة في تفاسيرهم ".. ثم يقول النجمي:"القصة تعد من قضايا التاريخ الإسلامي!؟.. ولو فرضنا أنهم -يقصد: أهل البيت -تطرقوا إليها.. فلِمَ لَمْ نر لها أثرا في أحاديثهم الصحيحة التي وصلتنا!؟ ".
ثم أكمل النجمي:" وزد على كل ما ذكرناه، ما أقر به العلامة المجلسي - من علماء السادة الشيعة - مِن أن القصة لم تصلنا بسند موثوق ومعتبر. وهذه.. لا أصل ولا حقيقة لها[2] ". أنتهى كلام النجمي..
قلتُ (الرمادي)" سأبحث هذه المسألة في: باب الـ „شبهات”حول السيرة و „مغالطات” حول السنة.. وكذا مسألة التي تكلم البعض عنها؛ أي :"هل الشق كان حسيا أم معنويا!!؟".. وهذا ملحق خاص سأجعله - بمشيئته وعونه - في نهاية البحوث.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 09 / 2018, 28 : 12 AM
والحادثة - شق صدره [بطنه] صلى الله عليه وآله وسلم حدثت في طفولته المبكرة:
[ ١. ١. ]: ــــ حادث شق الصدرــــ
مِن أهم أحداث مرحلة طفولة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب المبكرة: وتقع ضمن إرهاصات النبوة؛ ومقدمات الرسالة الخاتمة مِن مَن رفع السموات بغير عمد نراها – سبحانه في علاه وتعالى ذكره - إلى أهل الأرض ومَن عليها: حادث شق صدره صلى الله عليه وآله وسلم؛ وقد وردت بتعبيرات عدة؛ في زمنها وحاله.. وكيفيتها ومن نزل للقيام بفعل الشق.. منها:
شق «الصدر».. وجاء في صحيح البخاري :" فَفَرَجَ صَدْرِي[3]".. وهذا في حديث الإسراء.. و
في البحر الزخار بمسند البزار.. وأيضا رواية مسلم "فَأَخَذَهُ، فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ صَدْرَهُ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ".
وجاء بتعبير شق «البطن[4]».. " فَشَقَّا بَطْنَهُ " . فـ عند الحاكم في المستدرك على الصحيحين : اقبل" .. طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ ... فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ ".
وعند دلائل النبوة للبيهقي:" عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ "..
ثم يحدد موضع الشق وطوله :" مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ.." وهذه رواية عن قتادة وليس ثابت البناني.
أو شق [غسل] «القلب».. في صحيح ابن حبان:" فَشَقَّ قَلْبَهُ "،
وقال شارح صحيح البخاري: العسقلاني[5]:" قَوْلُهُ : (فَفَرَجَ صَدْرِي ) أَيْ شَقَّهُ، وَرَجَّحَ عِيَاضٌ في الشفا :" أَنَّ شَقَّ الصَّدْرِ كَانَ وَهُوَ صَغِيرٌ عِنْدَ مُرْضِعَتِهِ حَلِيمَةَ"، وَتَعَقَّبَهُ السُّهَيْلِيُّ بِأَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ مَرَّتَيْنِ وَهُوَ الصَّوَابُ[6] "...
قلتُ (الرمادي) :" وهذا ما قالت به دار الإفتاء المصرية؛ كما أسلفت..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 09 / 2018, 32 : 12 AM
وعن حال حدوثها:
جاء في صحيح ابن حبان[7]:"أتاه جبريل- وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ[8]".
أما وعن كيفيتها:" فقد جاء في صحيح ابن حبان:"فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ.."؛
وعند الحاكم في المستدرك على الصحيحين :" فَأَضْجَعَاهُ.."، فيقول :
1 . ] أقبل" طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ ... فَأَقْبَلَا :
2 . ] يَبْتَدِرَانِي
3 . ] فَأَخَذَانِي
4 . ] فَبَطَحَانِي لِلْقَفَاءِ
5 . ] فَشَقَّا بَطْنِي،
ثُمَّ
6 . ] اسْتَخْرَجَا قَلْبِي
7 . ] فَشَقَّاهُ
8 . ] فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ "..
وهذا عن حديث عتبة بن عبدٍ السلمي أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟.. فأجابه... ولهذا الحديث شواهد الصحة والحسن.
وعن ما استخرج من العضو:
جاء في صحيح ابن حبان؛ وايضاً رواية مسلم:" فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ -المَلك- :" هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ.
أما رواية الحاكم النيسابوري :" في المستدرك على الصحيحين:" فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ".
وعن ما وضع بدلا من تلك العلقة:
١ . ] جاء عند البيهقي في دلائل النبوة:" ثُمَّ مُلِئَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً"..
٢ . ]وجاء عند مجمع الزوائد[9]:" وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ -:" أَنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَخْرَجَ حَشْوَةً فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَغَسَلَهَا ثُمَّ كَبَسَهَاحِكْمَةً وَنُورًا وَحِكْمَةً وَعِلْمًا"
وعن المواد المستخدمة في حادث الشق جاء عند رواية مسلم:
١. ] بِـ " مَاءِ زَمْزَمَ " ، ثُمَّ "لأَمَهُ"، ثُمَّ "أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ".
٢. ] وايضاً رواية مسلم: "ثُمَّ غَسَلَهُ فِي " طَسْتٍ " مِنْ " ذَهَبٍ" ..
وفي رواية أبي نعيم عند ابن كثير :" فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائْتِنِي بِــ
٣ . ] مَاءٍ ثَلْجٍ فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِـــ
٤ . ] مَاءٍ بَرَدٍ فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 09 / 2018, 35 : 12 AM
السيرة النبوية والإعجاز العلمي:"
واللافت للإنتباه أنه توجد في العصر الحديث ومع التقدم العلمي الهائل بحوث جراحية طبية عن هذه المسألة سنضعها في مكانها بإذنه سبحانه وتعالى.
ومؤخراً.. ومن الناحية العلمية قام علماء جراحون بإجراء عملية فتح صدر دون تخدير بالطريقة القديمة التي كانت متبعة بواسطة وضع المريض في حوض من الثلج.. وسأبحثه في موضعه.. إن شاء سبحانه وتعالى.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 09 / 2018, 13 : 08 PM
[ ١ . ٢. ]: « مدخل لمسألة فاعل الشق في صدر محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب »:
يتكلم الدميري[10] فيقول تحت عنوان:"
فائدة:
ذكر السهيلي في الروض الأُنف عن رواية ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في بني سعد، نزل عليه:
[ ١. ٢. ١ .] كركيان فشق أحدهما بمنقاره جوفه، ومج الآخر في فيه بمنقاره ثلجاً، أو برداً أو نحو هذا.
-وذكر الدميري ما علق به السهيلي[11]- في شرحه عن رواية أوردها ابن إسحاق بالقول:" هي « رواية غريبة[12]»".
يكمل الدميري فيقول: وفي أوائل المجالسة للدينوري، أنه "أقبل عليه صلى الله عليه وسلم – ولعل هذا وصف لمَن نزل-"
[ ١. ٢. ٢ . ] طَيرَان أبيضان، كأنهما نسران.
وفي المستدرك للحاكم النيسابوري[13]:" ذِكْرُ شَقِّ صَدْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
" كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ "؛
قَالَ :" كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا، وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا. فَـ
قُلْتُ: يَا أَخِي اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا ..
فَانْطَلَقَ أَخِي، وَ
كُنْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَـ
أَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ، فَـ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ .. هُوَ ؟،
قَالَ: نَعَمْ، فَـ
أَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي فَــ
أَخَذَانِي فَــ
بَطَحَانِي لِلْقَفَاءِ فَــ
شَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ
اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَــ
شَقَّاهُ فَــ
أَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ..
فَـ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حِصْهُ - يَعْنِي خِطْهُ وَاخْتَتِمْ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَــ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفًا [ 1000] مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ .. فَــ
إِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرُّوا عَلَيَّ، فَــ
قَالَا: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لِمَالَ بِهِمْ.
ثُمَّ
انْطَلَقَا وَ
تَرَكَانِي وَ
فَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا " .
وذكر الحديث بطوله.
وروى ابن أبي الدنيا وغيره، بإسناد يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه، قال: قلت:
" يا رسول الله(!) كيف علمت أنك نبي؛ و
بم علمت حتى استيقنت؟". .
قال صلى الله عليه وآله وسلم: " يا أبا ذر أتاني :
[ ١. ٢. ٣ .] مَلَكَان فــ
وقع أحدهما بالأرض، وكان الآخر بين السماء والأرض...
ثم
قال أحدهما لصاحبه: شق بطنه. فـ
شق بطني، فـ
أخرج قلبي، فـ
أخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم،
ثم
قال أحدهما لصاحبه: اغسل بطنه غسل الإناء، و
اغسل قلبه غسل الملاء،
ثم
قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه،فخاط بطني، و
جعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن، و
ولياً عني فكأني أعاين الأمر معاينة "
[ ١. ٢. ٣ .١. ] وفي صحيح ابن حبان:
"عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ .صلى الله عليه وآله وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ : و
أيضاً رواية مسلم في صحيحه".
[ ١. ٢ . ٤ .] وجاءت رواية:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَ
لَا أَحْسَبُهُ إلَّا عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الْكُلَاعِيِّ: جَاءَهُ " رَجُلَانِ[14] " عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ "
[ابو يعلى الموصلي؛ وأيضا عند : مسند عبد بن حميد].
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 09 / 2018, 31 : 08 PM
[ ١. ٢. ٥ . ] وفي رواية أُبِهِمَ الفاعل:
فــعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: " بَيْنَمَا هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ بَطْنِهِ ".[15]
بحث مسألة حادثة شق الصدر:
[ ١. ٣ . ] ابن هشام[16] يمهد ويقدم لحادثة شق الصدر بـ
قوله عن السعديةحليمة؛ وأيضا تجد رواية اثبتها المجلسي في كتابه الأنوار[17]:".. حَتَّى مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ، وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ، فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا.
قَالَتْ : فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا، لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ. فَـ
كَلَّمْنَا أُمَّهُ.. وَ
قُلْتُ [أي: السعدية : حليمة] لَهَا [أي: أمه : آمنة بنت وهب ]: لَوْ تَرَكْتُ بُنَيَّ [تقصد: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ] عِنْدِي حَتَّى يَغْلُظَ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ وَبَأَ مَكَّةَ،
قَالَتْ : فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى رَدَّتْهُ مَعَنَا [18] ".
ثم يخبرنا ابن هشام عن " حَدِيثِ الْمَلَكَيْنِ اللَّذَيْنِ شَقَّا بَطْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ" ..
قَالَتْ [ السعدية : حليمة.] : فَرَجَعْنَا بِهِ، فَـ
وَاَللَّهِ إنَّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا ( بِهِ ) بِأَشْهُرِ :"- يحدد الذهبي المدة بالقول:" فَمَكَثَ عِنْدَنَا شَهْرَيْنِ".
إذاً حادثة شق الصدر وقعت للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهوفي بادية بني سعد كما جاء صريحاً في رواية أبي نعيم عند ابن كثير في بدايته[19] :" و
نصها :".. قَالَ [صلى الله عليه وآله وسلم] : كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ[20] لَنَا، وَ
لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا فَـ
قُلْتُ: يَا أَخِي[21] اذْهَبْ فَـ
ائْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا[22] فَـ
انْطَلَقَ أَخِي؛ وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَـ
أَقْبَلَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ فَـ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهْوَ .. هُوَ؟؛ فَــ
قَالَ: نَعَمْ.. فَــ
أَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي؛ فَـ
أَخَذَانِي؛ فَــ
بَطَحَانِي لِلْقَفَا؛ فَـ
شَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ
اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَـ
شَقَّاهُ فَـ أَخْرَجَامِنْهُ عَلْقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ فَـ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائْتِنِي بِمَاءٍ ثَلْجٍ فَـ
غَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ
قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءٍ بَرَدٍ فَـ
غَسَلَا بِهِ قَلْبِي،
ثُمَّ [ رواية ابي نعيم عند ابن كثير في البداية] : قَالَ: ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ فَـ
ذَرَّهَا فِي قَلْبِي، ثُمَّ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حُصْهُ[23] فَحَاصَهُ، وَ
خَتَمَ عَلَى قَلْبِي بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَـ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ، وَ
اجْعَلْ أَلْفًا [1000] مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ فَــ
إِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيِّ بَعْضُهُمْ .. فَــ
قَالَ: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ ،
ثُمَّ
انْطَلَقَا فَــ
تَرَكَانِي، وَ
فَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ
انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَــ
أَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ فَــ
أَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي... فَــ
قَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ فَــ
رَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا، وَ
حَمَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ، وَ
رَكِبَتْ خَلَفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي .. فَــ
قَالَتْ :" أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي، وَ
حَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتْ فَــ
لَمْ يَرُعْهَا، وَ
قَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ..."
قال ابن كثير:" وَرَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ بِهِ.[24]"..[25].
يصف الذهبي[26] حال الطفل محمد مع أخيه من الرضاعة فيقول :
" فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ وَأَخُوهُ خَلْفَ الْبُيُوتِ – و
في روايةٍ خَلْفَ بُيُوتِنَا - يَرْعَيَانِ بُهْمًا لَنَا "..
ثم تلتقط خيط الرواية السعدية؛ حليمة فــ
تقول:" إذْ أَتَانَا أَخُوهُ يَشْتَدُّ، فَـ
قَالَ لِي وَ لِأَبِيهِ: ذَاكَ أَخِي الْقُرَشِيُّ قَدْ أَخَذَهُ رَجُلَانِ؛ فَــ
قَالَ : أَدْرِكَا أَخِي قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ فَــ
شَقَّا بَطْنَهُ، فَــــــــ
خَرَجْنَا نَشْتَدُّ، فَــ
أَتَيْنَاهُ وَهُوَ قَائِمٌ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، فَــ
اعْتَنَقَهُ أَبُوهُ وَأَنَا،
ثُمَّ
قَالَ: مَالَكَ يَا بُنَيَّ؟؛
قَالَ : أَتَانِي رَجُلَانِ فَــ
أَضْجَعَانِي
ثُمَّ
شَقَّا بَطْنِي .. فَــ
وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا صَنَعَا، فَــ
رَجَعْنَا بِهِ.
قَالَتْ: يَقُولُ أَبُوهُ: يَا حَلِيمَةُ مَا أَرَى هَذَا الْغُلَامَ إِلَّا قَدْ أُصِيبَ، فَــ
انْطَلِقِي فَــ
لْنَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ. فَــ
رَجَعْنَا بِهِ إِلَيْهَا، فَــ
قَالَتْ [أمه] : مَا رَدَّكُمَا بِهِ؟؛
فَقُلْتُ: كَفَلْنَاهُ وَأَدَّيْنَا الْحَقَّ، ثُمَّ تَخَوَّفْنَا عَلَيْهِ الْأَحْدَاثَ. فَــ
قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِكُمَا، فَــ
أَخْبِرَانِي خَبَرَكُمَا، فَــ
مَا زَالَتْ بِنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا...
قَالَتْ: فَتَخَوَّفْتُمَا عَلَيْهِ!!؟؛
كَلَّا وَاللَّهِ...
إِنَّ لِابْنِي هَذَاشَأْنًا،
إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَــ
لَمْ أَحْمِلْ حَمْلًا قَطُّ كَانَ أَخَفَّ مِنْهُ وَلَا أَعْظَمَ بَرَكَةً،
ثُمَّ
رَأَيْتُ نُورًا كَأَنَّهُ شِهَابٌ خَرَجَ مِنِّي حِينَ وَضَعْتُهُ أَضَاءَتْ لِي أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصْرَى،
ثُمَّ وَضَعْتُهُ فَمَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، وَقَعَ وَاضِعًا يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ،
دَعَاهُ،
وَالْحَقَا شَأْنَكُمَا.
[هَذَاحَدِيثٌ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ] . [27] ".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 09 / 2018, 43 : 08 PM
[ ١ . ٤ .] حاله بعد شق الصدر :
جاء عند ابن حبان في صحيحه وعند مسلم في رواية:
" وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ، و
عند رواية مسلم:
" يَعْنِي : ظِئْرَهُ- مرضعته] فَــ
قَالُوا :
[ ١. ٤. ١. ] إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ ".]
قَالَتْ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَحْوَهُ ،فَـ
[ ١. ٤. ٢. ] وَجَدْنَاهُ قَائِمًا مُنْتَقَعَا وَجْهُهُ
[ابن حبان في صحيحه وعند رواية مسلم:":
[ ١ . ٤. ٣. ]:" فَاسْتَقْبَلُوهُ مُنْتَقِعَ اللَّوْنِ ".].
قَالَتْ : فَالْتَزَمْتُهُ وَالْتَزَمَهُ أَبُوهُ ، فَـ
قُلْنَا لَهُ : مَا لَكَ يَا بُنَيَّ ،
قَالَ : جَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ ، فَــ
أَضْجَعَانِي وَشَقَّا بَطْنِي ، فَــ
الْتَمِسَا ( فِيهِ ) شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ .
قَالَتْ : فَرَجَعْنَا ( بِهِ ) إلَى خِبَائِنَا . "
[السيرة النبوية لابن هشام؛ ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاعته].
أما رواية الطبري في تاريخه يذكر حديثاً مرفوعاً (٣٧٩)؛ تختلف بعض مفرداته عن الحديث السابق نثبته.. فــ
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الْكَلاعِيِّ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ،
قَالُوا: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ؟؛
قَالَ: نَعَمْ ، ...
ثم
قال: وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ.. ؛
ثم
قال :" وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَ أَخٍ لِي خَلْفَ بُيُوتِنَا نَرْعَى بَهْمًا لَنَا،
أَتَانِي رَجُلانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ ثَلْجًا، فَــ
أَخَذَانِي، فَــ
شَقَّا بَطْنِي،
ثُمَّ
اسْتَخْرَجَا مِنْهُ قَلْبِي، فَــ
شَقَّاهُ فَــ
اسْتَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً سَوْدَاءَ فَــ
طَرَحَاهَا،
ثُمَّ
غَسَلا بَطْنِي وَقَلْبِي بِذَلِكَ الثَّلْجِ حَتَّى أَنْقَيَاهُ،
ثُمَّ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: زِنْهُ بِعَشَرَةٍ [10] مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنَنِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ،
ثُمَّ
قَالَ: زِنْهُ بِمِائَةٍ [ 100] مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنَنِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ،
ثُمَّ
قَالَ: زِنْهُ بِأَلْفٍ [1000] مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنَنِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ،
ثُمَّ
قَالَ : دَعْهُ عَنْكَ، فَلَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ لَوَزَنَهَا.".
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 09 / 2018, 49 : 08 PM
[ 1. 5 . ] أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ :
عند ابن حبان في صحيحه وعند رواية مسلم:
قَالَ أَنَسٌ : " قَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- ".[28]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 09 / 2018, 54 : 08 PM
[ ١. ٦. ] تصرف السعدية حليمة بعد وصولها لموضع الطفل محمد؛ كما جاء عند مستدرك الحاكم النيسابوري:
ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَــ
أَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي رَأَيْتُ فَــ
أَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتَبَسَ بِي فَــ
قَالَتْ :" أُعِيذُكَ بِاللَّهِ .."
فَــ رَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا فَــ
جَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ، وَ
رَكَبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا أُمِّي.. فَـ
قَالَتْ :" أَدَّيْتُ أَمَانَتِي .. وَذِمَّتِي .. وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ"
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 09 / 2018, 55 : 08 PM
[ ١. ٧. ] مقولة آمنة بنت وهب للسعدية حليمة:
فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ .. فَــ
قَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ.
وقال الحاكم صاحب المستدرك: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 09 / 2018, 16 : 09 PM
[ ١. ٨ . ] عدد مرات شق الصدر الشريف:
ثبت شق صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرات[29]:
وإليك البيان:
[١ . ٨ . ١ . ] الشق الأول في طفولته عندحليمة لنزع العلقة التي قيل له عندها:" هذا حظ الشيطان منك"، والحديث في ذلك ثابت صحيح؛ أخرجه مسلم وغيره[30].
وقال الذهبي :" وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا لِيُعْرَفَ أَنَّ جِبْرِيلَ شَرَحَ صَدْرَهُ مَرَّتَيْنِ؛
وهذا ما ذكره
[قال الحافظ البيهقي(70) عقب (ما روى مسلم حديث المعراج): "ويحتمل أن ذلك كان مرتين، مرةً حين كان عند مرضعته حليمة، ومرة حين كان بمكة بعدما بعث ليلة المعراج".[ا. هـ.] [31] .
أي : فِي صِغَرِهِ [32]؛ و
هنا يعلق العسقلاني شارح صحيح البخاري فــ
يقول:" وَمُحَصَّلُهُ أَنَّ الشَّقَّ الْأَوَّلَ كَانَ لِاسْتِعْدَادِهِ لِنَزْعِ الْعَلَقَةِ الَّتِي قِيلَ لَهُ عِنْدَهَا :" هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ " [33] .
[١. ٨. ٢. ] الثانية : عند مبعثه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير..
قال الحافظ في الفتح عند شرحه لحديث باب المعراج من البخاري قال:
وثبت شق الصدر عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل.
وقد ذكر هذه الشقة أصحاب السير[34].
وهذه الثانية عند الذهبي؛ والثالثة: عند الإسراء والمعراج ليتأهب للمناجاة.
قال الحافظ ويحتمل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرة الثالثة كما تقرر في شرعه صلى الله عليه وآله وسلم و
قد ثبتت هذه المرة في الصحيحين وغيرهما.
ويؤيد هذا الكلام ما ذكره ابن حبان (71) حين قال:[35] " كما ينهي ابن حبان الحديث بصحيحه بالقول:
" قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شُقَّ صَدْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ صَبِيٌّ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ،
وَ
أُخْرِجَ مِنْهُ الْعَلَقَةُ، وَ
لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلا الإِسْرَاءَ بِهِ، أَمَرَ جِبْرِيلَ بِشَقِّ صَدْرِهِ ثَانِيًا، وَ
أَخْرَجَ قَلْبَهُ فَغَسَلَهُ،
ثُمَّ
أَعَادَهُ مَكَانَهُ مَرَّتَيْنِ فِي مَوْضِعَيْنِ، وَ
هُمَا غَيْرُ مُتَضَادَّيْنِ .".[36]
وقال عبدالعزيز اللمطي في نظمه
قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار :
وشق صدر أكرم الأنام * وهو ابن عامين وسدس العام
وشق للبعث وللإسراء * أيضاً كما قد جاء في الأنباء
روى أحمد (الفتح الرباني (20 /195)، وابن عساكر (تاريخ مدينةدمشق (: ص: 375 ، وهو من طريق أحمد نفسها) وغيرهما أن شق الصدر قد وقع له وهو ابن عشر سنين وأشهر.
وروى البخاري [الفتح : (13/ 24 / ح: 3207 ) ] ومسلم [ (1 /147/ح: 261؛ 262) ] وأحمد [المسند (3/ 121؛ 149؛ 288] والحاكم [المستدرك ( 2 / 616] والترمذي [صحيح الترمذي للألباني (3 / 631 – 632 / ح: 3584) ] أن شقاً لصدره قد وقع له وقد تجاوز الخمسين من عمره؛ وحين أسري به إلى بيت المقدس،
وذكر الذهبي (السيرة النبوية؛ ص 49) الروايات الدالة على أن شق صدره كان مرتين:
[ ١ . ] في صغره، و
[ ٢ . ] وقت الإسراء به.
وهناك من ذكر وقوعها مرة رابعة (انظر دلائل النبوة للبيهقي ( 2/ 6)؛ والفتح الرباني ( 20 / 195 – 1969).
وقد ختم الحافظ ابن حجر(الفتح (15 / 25 / ح: 3887) مبحثه في شق صدره صلى الله عليه وسلم وغسل قلبه بكلمة تحدد واجب المسلم تجاه ما ثبت في هذاالصدد وأختم بها بحثي هذا..
قال الحافظ :" وجميع ما ورد من شق الصدرواستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك.
أما وَقْتِ الْإِسْرَاءِ بِهِ[37] . ثم يعلق هنا العسقلاني بالقول :" وَالشَّقُّ الثَّانِي كَانَ لِاسْتِعْدَادِهِ لِلتَّلَقِّي الْحَاصِلِ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ [38] "... و
هذا ما أميلُ إلى تأكيده ؛بيد أنه :"
قَدْ رَوَى الطَّيَالِسِيُّ وَالْحَارِثُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّ الشَّقَّ وَقَعَ مَرَّةً أُخْرَى عِنْدَ مَجِيءِجِبْرِيلَ لَهُ بِالْوَحْيِ فِي غَارِ حِرَاءٍ ...
وَاللَّهُ أَعْلَمُ .....
وَمُنَاسَبَتُهُ ظَاهِرَةٌ .
وَرُوِيَ الشَّقُّ أَيْضًا وَهُوَ ابْنُ عَشْرٍ أَوْ نَحْوِهَا فِي قِصَّةٍ لَهُ مَعَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ...
أَخْرَجَهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ . وَرُوِيَ مَرَّةً أُخْرَى خَامِسَةً وَلَا تَثْبُتُ . [39].".
**
[١. ٩. ] سنه عند: شق البطن
أم
شق الصدر:
حدثٌ تم زمن رضاعته صلى الله عليه وآله وسلم عند حليمة السعدية..
أو
قيل ختن يوم شق قلبه الملائكة عند ظئره حليمة "
وقد سكتت بعض المصادر عن تحديد سنه صلى الله عليه وآله وسلم حين وقعت له هذه الحادثة لأول مرة[40] . هذا أولا.
أما ثانيا :"البعض الذين حددوا سنه؛ فلم يتفقوا على سن محددة:
*.] فيفهم من رواية ابن إسحاق (ابن هشام (1 / 214)، وهي ضعيفة) [41] أن ذلك كان وعمره فوق الثانية بشهور؛ إذ
تقول حليمة :" حَتَّى مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ ،... فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا . قَالَتْ : فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا ، .. : فَرَجَعْنَا بِهِ، فَوَاَللَّهِ إنَّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا ( بِهِ ) بِأَشْهُرِ :. "...مع أَخُيهِ لْفَي بهم لَنَا خَلْفَ بُيُوتِنَا..
وفي رواية ابن سعد ( الطبقات(1 / 112) من طريق شيخه الواقدي؛ فالرواية ضعيفة جداً)[42] : "أن القصة وقعت وللرسول أربع سنين؛ وقال بهذا ابو نعيم دلائل النبوة ( 1/ 159؛ 161)[43] "من طريق ضعيفة أيضاً.".
*.] ويذكر آخرون أنه كان في الخامسة (انظر : دلائل النبوة لأبي نعيم (1 / 162)؛ ونسب ذلك لابن عباس؛ ولم يسق لذلك سنداً؛ وذكر أن غير ابن عباس كان يقول إن إرجاع حليمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمه بعد الحادثة كان عمره أربع سنوات )[44] ،
أو
*.] بعدها (انظر المواهب اللدنية بشرح الزرقاني (1/149 – 150)، والبداية لابن كثير (2/ 300 – 301) حيث ذكر رواية للأموي مرسلة موقوفة على ابن المسيب وضعيفة لأن بها عثمان الوقاصي؛ وهو ضعيف كما قال ابن كثير؛ ذكر الأموي أن عمره كان ست سنين.[45] .
*.] وإني أميل مع الزرقاني (في شرحه على المواهب اللدنبة (1 / 150)[46] وأرجح رواية ابن سعد في أنه كان في الرابعة؛ لأنها السن التي يمكن أن يمارس فيها رعي البهم؛ ويفهم شيئا مما يدور حوله.
وتكررت حادثة شق الصدر مرات آخرى غير هذه التي في بادية بني سعد.
قبيل رحلة الإسراء:" ذَكَرَ الذهبي في سير أعلام حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ:
" وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :" أُتِيتُ وَأَنَا فِي أَهْلِي، فَــ
انْطُلِقَ بِي إِلَى زَمْزَمَ فَشُرِحَ صَدْرِي، ثُمَّ
أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئَةٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَــ
حُشِيَ بِهَا صَدْرِي ..
قَالَ أَنَسٌ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِينَا أَثَرَهُ - فَعَرَجَ بِيَ الْمَلَكُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا" ...
وَذَكَرَ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ[47]".
تحديد سنين عمره علية صلى الله عليه وآله وسلم:
" جاء عند محمد رشيد رضا ( سيدنا محمد { صلى الله عليه وسلم }):
" كان أول ما شق صدره صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الثالثة من عمره[48]،
أما د. هيكل فيشكك في القصة بقوله :
"في هذه الفترة وقبل أن يبلغ الثالثة تقع الرواية التي يقصونها".[49] ..
وتقرأ في كتاب "سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"؛ لـرشيد رضا: و
قيل: في الرابعة وذلك لتطهيره وإخراج حظ الشيطان منه[50] ، وهذا ما قال به صاحب الرحيق:"
وفي السنة الرابعة من مولده على قول المحققين وقع حادث شق صدره،". و
وعند رشيد رضا : شق صدره صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء كما رواه البخاري.
حكمة شق الصدر:
[ 1 . ] يبدو أن هذه الحادثة كانت إعلاناً لأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والتهيئة للعصمة والوحي منذ صغره بوسائل مادية، ليكون ذلك اقرب إلى إيمان الناس به وتصديقهم برسالته.
إنها إذاً
عملية تطهير معنوي؛ و
لكنها اتخذت هذا الشكل المادي الحسي، ليكون فيه ذلك الإعلان الإلهي بين أبصار الناس وأسماعهم[51] .
[ 2 . ] فيها بيان إعداد الله تعالى عبده ورسوله محمداً لتلقي الوحي عنه.
[ 3 .] تشير الحادثة إلى تعهد الله نبيه من مزالق الطبع الإنساني، ووساس الشيطان، وهي حصانة أضفاها الله على نبيه محمداً
[مهدي رزق الله؛ص 119]".
محمد فخرالدين بن إبراهيم الرمادي
15 محرم 1440 هـ ~ 25 سبتمبر 2018م
**
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 09 / 2018, 40 : 06 PM
[٢٥. ] القسم الخامس والعشرون:
وَفَاةُ « „ آمِنَةَ ‟ »
ـــــــــ وفاة أمه الحنون ـــــــــ
﴿ « ٤٨ ق. هـ ~ ٥٧٥ م [-٥٧٦ [1] م] » ﴾
*. ] مازلنا نتعايش أحداث العهد المكي؛ ومازلنا نعيش مع الطفولة المبكرة للعدناني القرشي المكي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله وسلم.. ابن الزُهرية « „ آمنة بن وهب‟ »...
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 09 / 2018, 04 : 08 PM
[٢٥. ١ . ] تمهيد لمسألة موت آمنة بنت وهب‟ »
أم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب[صلى الله عليه وآله وسلم]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 09 / 2018, 22 : 08 PM
[٢٥. ١ . ١ . ] ... كَانَتْ مُدَّةُ رَضَاعِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عند السعديّة حليمة سَنَتَيْنِ[2]... وقد خشيت السعدية « „ حليمة ‟ » على الطفل محمد بعد حادثة شق الصدر؛ وهي حادثة عظيمة؛ ومِن دلائل نبوتهﷺ ، و
هي -الحادثة- كانت كذلك سببا في خوف حليمة السّعديّة عليه ﷺ ، ممّا جعلها تعيده إلى أمّه.. و
التي تكلمتُ عنها في الفصل السابق فردته إلى أمه.. و
بينتْ السعدية « „حليمة‟ » وجهة نظرها في هذه العودة المفاجئة بالطفل فـ قَالَتْ :
" قَدْ بَلَّغَ اللَّهُ بِابْنِي، وَقَضَيْتُ الَّذِي عَلَيَّ، وَتَخَوَّفْتُ عَلَيْهِ الْأَحْدَاثَ فَأَدَّيْتُهُ إِلَيْكِ كَمَا تُحِبِّينَ[3]"..
وقولها هذا جاء بعد ما قال لها زوجها..
إذ تروي أنه قَالَ أَبُوهُ لها:
" وَاللَّهِ ... لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْغُلَامُ قَدْأُصِيبَ ... فَأَلْحِقِيهِ بِأَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ [4]".
شريف حمدان
01 / 10 / 2018, 08 : 01 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 10 / 2018, 44 : 09 AM
* . ] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ بَعْدَ ذِكْرِ رُجُوعِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، إِلَى أُمِّهِ آمِنَةَ بَعْدَ رَضَاعَةِ حَلِيمَةَ لَهُ... قَالَ:
" وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ وَجَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فِي كَلَاءَةِ اللَّهِ وَحِفْظِهِ، يُنْبِتُهُ اللَّهُ نَبَاتًا حَسَنًا لِمَا يُرِيدُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ[5]. . فــ
قال الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ممتنّا على نبيّه بهذه النّعمة:
﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ﴾.
لقد عاد محمّد [صلى الله عليه وآله وسلم] إلى أحضان أمّه، ترعاه وتحنو عليه، شأنه شأن كلّ صبيّ، وشأنها شأن كلّ أمّ: تحدّثه ويحدّثها، تلاعبه ويلاعبها، تملأ عليه دنياه، ويملأ عليها دنياها[6].
فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ سِتَّ سِنِينَ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ[7]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 10 / 2018, 50 : 09 AM
[٢٥. ١. ٢ . ] أحداث ما قبل وفاة أمه:
مقدمة.. وتمهيد لزيارة قبر والد الرسول:"
*. ] السبب الذي دعى آمنة بنت وهب؛ والدة السيد الجليل والنبي الخليل والرسول النبيل المصطفى للخروج من مكةَ إلى يثرب:"
السيدةُ آمنة كانت وفية لزوجها عبداللَّه؛ والد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بعد وفاته، فكانت تخرج في كل عام إلى المدينة تزور قبره، فلما أتى على رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ست [٦] سنين خرجت زائرة لقبره ومعها عبدالمطلب وأم أيمن -بركة- حاضنة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ، فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها. [8]
ولعلها فعلت ذلك وفاءً لذكرى زوجها الراحل؛ بأن تزور قبره بيثرب؛ فخرجت من مكة بوحيدها اليتيم قاطعة رحلة تقترب من خمسمائة [٥٠٠] كيلومترا..رافقتهما في هذه الزيارة خادمتها أم أيمن؛ بركة[9]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 10 / 2018, 05 : 10 AM
[٢٥. ١. ٣ . ] مَن رافق آمنة في زيارتها:
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:" وَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ وَلَهُ سِتُّ [(٦)] سِنِينَ بِالْأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، كَانَتْ قَدِمَتْ بِهِ الْمَدِينَةَ عَلَى أَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ تُزِيرُهُ[10] إِيَّاهُمْ فَمَاتَتْ وَهِيَ رَاجِعَةٌ ، وَ
قِيلَ : إِنَّهَا أَتَتِ الْمَدِينَةَ تَزُورُ قَبْرَ زَوْجِهَا عَبْدِاللَّهِ ، وَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَأُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ[11]،
وَ
قِيلَ : إِنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ زَارَ أَخْوَالَهُ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ، وَحَمَلَ مَعَهُ آمِنَةَ وَرَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا رَجَعَ تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ، وَدُفِنَتْ فِي شِعْبِ أَبِي ذَرٍّ ،
وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ . [12]
وعليه فكما روى ابن إسحاق في السيرة .. نقرأ أن مَن رافق آمنة مع وحيدها في رحلة الزيارة لـ :" أَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ":
۱ . ] أُمُّ أَيْمَنَ -بركة- حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ[13] ؛السيدة الحبشية؛ وهي بنت ثعلبة بن حصن؛ التي أعتقها أبو المصطفى.. [سأتكلم عنها بتفصيل في مجلد: الشخصيات المحورية في السيرة النبوية؛ إذ أن الشخصيات المحورية حتى كتابة هذا الفصل من السيرة النبوية :
1. ] الأم ..
2. ] الجد ..؛
3. ] المرضعات..؛
4. ] الحاضنات...
و
قيل: بل هو صلى الله عليه وسلم -الذي أعتقها-،
و
قيل: كانت لأمِهِ [14]."
وبتتبع الخبر كما رواه ابن الأثير في الكامل نجد أن المرافق الثاني هو:
2 . ] عَبْدُالْمُطَّلِبِ.. جد محمد بن عبدالله.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 10 / 2018, 08 : 10 AM
فائدة:
لم أطلع على أن آمنة بنت وهب كان لها أخاً؛ وعليه نفهم أن الزيارة كانت لأخوال الجد عبدالمطلب؛ وليس أخوال الطفل اليتيم محمد؛
أو إطلاق التعبير من باب النسب.. بإضافة الأخوال إليه مجازًا؛
لأنهم أخوال جدّه عبدالمطلب؛ لأن أمه سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بنعامر بن عدي بن النجار النجّاريّة.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 10 / 2018, 15 : 10 AM
[ ٢٥ . ٢ . ] سببٌ ذُكرَ في عودتها إلى مكة :
وجاء في طبقات ابن سعد؛ والراوي ابن عباس" ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ بِأَسَانِيدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ، وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ فَزَارَتْ أَخْوَالَهُ..
قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: فَجَاءَنِي ذَاتَ يَوْمٍ رَجُلَانِ مِنْ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَا لِي:
« أَخْرِجِي إِلَيْنَا أَحْمَدَ نَنْظُرُ إِلَيْهِ »..
فَنَظَرا إِلَيْهِ.. وَقَلَّبَاهُ.. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ:
« هَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ، وَسَيَكُونُ بِهَا مِنَ الْقَتْلِ وَالسَّبْيِ أَمْرٌ عَظِيمٌ »..
فَلَمَّا سَمِعَتْ أُمُّهُ خَافَتْ وَانْصَرَفَتْ بِهِ فَمَاتَتْ بِالْأَبْوَاءِ وَهِيَ رَاجِعَةٌ...
[طبقات ابن سعد ]
**
شريف حمدان
06 / 10 / 2018, 22 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/wvs33459.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 11 / 2018, 43 : 07 PM
[25. 3. ] عِلة آمنة التي ماتت بسببها:"
يكمل صاحب المواهب فيقول:" وروى أبو نعيم من طريق الزهري عن أسماء بنت رُهم [وفي نسخة: بنت أبي رهم، وفي كتب السيوطي نقلاعن أبي نعيم عن أم سماعة بنت أبي رهم، فلعل اسمها أسماء وكنيتها أم سماعة] عن أمها قالت:" ماتت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم في علتها ".
جاء الخبر في دلائل النبوة بسند ضعيف.
قلتُ (الرمادي): ولم يتبين لي العلة؛ بيد أن السبب الوحيد لموت الإنسان هو إنقضاء وإنتهاء أجله.. وليس كما يدعي البعض بأن للموت أسباب عدة؛ لكن توجد حالات يكون فيها الموت محققاً كحالة الغرق لمن لا يحسن السباحة والقي في بحر؛ أو قطع شريان في يد..
27 صفر 1440هجرية
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 11 / 2018, 43 : 09 AM
[ ٢٥ . ٤ . ]
تصرف أم أيمن «بركة» بعد موت آمنة:
فَلَمَّا كَانُوا بِالأَبْوَاءِ تُوُفِّيَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، فَقَبَرَهَا هُنَاكَ، فَرَجَعَتْ بِهِ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى الْبَعِيرَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدِمُوا عَلَيْهِمَا مَكَّةَ وَكَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمِّهِ[15] .
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 11 / 2018, 09 : 10 AM
[ ٢٥ . ٥ . ]
﴿ موضع قبر آمنة بنت وهب .. ﴾
١ . ] القول الأول :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:
" أَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِنَةُ تُوُفِّيَتْ. بِالْأَبْوَاءِ، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ."
وآكد هذا القول ابن الأثير في الكامل فقال :
"وَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ بِالْأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.. فَمَاتَتْ وَهِيَ رَاجِعَةٌ ،
وَ
قِيلَ : إِنَّهَا أَتَتِ الْمَدِينَةَ تَزُورُ قَبْرَ زَوْجِهَا عَبْدِاللَّهِ، وَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَأُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ ، فَلَمَّا عَادَتْ مَاتَتْ بِالْأَبْوَاءِ[16].
وذكر موضع أخر:
٢ . ] القول الثاني :
ذكره الطبري في تاريخه :
" وَيُقَال إِن قبر آمِنَة بنت وهب فِي شعب أَبى ذَر بِمَكَّة. [17].".
ووافق صاحب الكامل فيما قاله ابو جعفر محمد الطبري: وَ
قِيلَ :
إِنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ زَارَ أَخْوَالَهُ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ، وَحَمَلَ مَعَهُ آمِنَةَ وَرَسُولَ اللَّهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ ،وَدُفِنَتْ فِي شِعْبِ أَبِي ذَرٍّ ، وَ
الْأَوَّلُ أَصَحُّ . [18] "...
وبهذا القول الذي قال به الطبري وابن الأثير فـ لم يوفق محمد بن عبدالوهاب في قوله :" ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء،منصرفَها من المدينة من زيارة أخواله. ولم يستكمل إذ ذاك ست سنين[19]." ..
ولعله سبق قلم أو لم تتوفر لديه المراجع حين كتب ابن عبدالوهاب مختصره في السيرة.
ولعل عبدالوهاب مالَ لما قرأه في الطبقات لأبن سعد :
" عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَكَّةَ أَتَى جِذْمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ ، فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي ، فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ :
" بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا الَّذِي أَبْكَاكَ ؟
فَــ
قَالَ : " هَذَا قَبْرُ أُمِّي ... سَأَلْتُ رَبِّي الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الاسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا فَرَقَقْتُ فَبَكَيْتُ(*) "،
فَلَمْ يُرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمَئِذٍ ،
تعليق ابن سعد :
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَهَذَا غَلَطٌ وَلَيْسَ قَبْرُهَا بِمَكَّةَ وَقَبْرُهَا بِالأَبْوَاءِ.
ويعلق الزرقاني في شرحه على القسطلاني بالقول :" ودفنت بِالأَبْوَاءِ على المشهور".
بيد أن الزرقاني تتبع الأقوال والأحوال فقال شارحاً:" وهو قول ابن إسحاق، وجزم به العراقي وتلميذه الحافظ، ويعارضه ما مر؛ كالأحاديث من أنها بالحجون، وجمع بعض- كما في الخميس- بأنها دفنت أولا بالأبواء، وكان قبرها هناك، ثم نبشت ونقلت بمكة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) سأفصل هذه المسألة في قادم البحوث... فقد انشغل بها بعض من السادة العلماء .. مما يلزمني بحثها والتعليق عليها -إن شاء الله تعالى - بما يتيسر لي ويفتح ربي -جل وعز- علي بما فيه الصواب ,,,,
محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي
الأربعاء 29 صفر 1440هـ ~ 07/11/2018م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 11 / 2018, 12 : 10 PM
http://www.quran-m.com/uploads/article/HwM1XC73y2zx.jpg
شريف حمدان
13 / 11 / 2018, 41 : 02 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 11 / 2018, 18 : 06 PM
[٢٥. ٦ . ] قرية الأبواء :
(الأَبْواء) هي موضع بين مكة والمدينة، وهو إلى المدينة أقرب،[20] إذ أنه وادٍ بين مكة والمدينة، "وقيل: بشِعب" أي ما انفرج بين جبلين أو الطريق في الجبل، أي قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. وموضعها في الشمال عن الجحفة على ثمان فراسخ (210 كلم إلى جنوب المدينة المنورة)؛ وهي تعرف الآن باسم «الخريبة» نظرا لتعرضها لسيل جارف أحدث فيها خرابا فسميت به." ومر بها الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه مرارا، وفيها مسجدان ثبت أنه صلى فيهما، كما ورد أنه اغتسل بها، وأُهدى إليه حمار وحشي من أهل القرية." و
قرأ في أمهات الكتب أن أول غزوة غزاها النبي في الإسلام كانت في الأبواء، بعد اثني عشر شهرا من مقدمه إلى المدينة، وكانت في شهر صفر، ولم يقاتل فيها ولم يلق كيدا. و
أن النبي أقام بالأبواء بقية صفر وعاد في ربيع الأول، وكان لواؤه صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة أبيض اللون يحمله عمه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، و
تم الصلح في مكان يقال له «شعيب جاروه» وهو مكان معروف بهذا الاسم حتى الآن."
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 11 / 2018, 23 : 06 PM
وجاء عند السيوطي في فتاويه[21]:"
أَخْرَجَ أبو نعيم فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أم سماعة بنت أبي رهم عَنْ أُمِّهَا ...
قَالَتْ : شَهِدَتْ آمنة أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عِلَّتِهَا الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا وَمُحَمَّدٌ غُلَامٌ يَفْعٌ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ عِنْدَ رَأْسِهَا فَنَظَرَتْ إِلَى وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَتْ :
بَارَكَ فِيكَ اللَّهُ مِنْ غُلَامٍ * * يَا ابْنَ الَّذِي مِنْ حَوْمَةِ الْحِمَامِ
نَجَا بِعَوْنِ الْمَلِكِ الْمِنْعَامِ ** فَوَدَى غَدَاةَالضَّرْبِ بِالسِّهَامِ
بِمِائَةٍ مِنْ إِبِلٍ سِوَامِ ** إِنْ صَحَّ مَا أَبْصَرْتُ فِي الْمَنَامِ
فَأَنْتِ مَبْعُوثٌ إِلَى الْأَنَامِ ** مِنْ عِنْدِ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
تُبْعَثُ فِي الْحَلِّ وَفِي الْإِحْرَامِ ** تُبْعَثُ بِالتَّحْقِيقِ وَالْإِسْلَامِ
دِينِ أَبِيكَ الْبَرِّ إِبْرَاهَامِ** فَاللَّهُ أَنْهَاكَ عَنِ الْأَصْنَامِ
أَنْ لَا تَوَالِيَهَا مَعَ الْأَقْوَامِ".
قلتُ (الرمادي) :لي مراجعة لتلك الأبيات المنسوبة لآمنة بنت وهب في ملحق:" الشخصيات المحورية ".
*. ] ثُمَّ قَالَتْ :
كُلُّ حَيٍّ مَيِّتٌ وَكُلُّ جَدِيدٍ بَالٍ، وَكُلُّ كَبِيرٍ يَفْنَى، وَأَنَا مَيِّتَةٌ وَذِكْرِي بَاقٍ، وَقَدْ تَرَكْتُ خَيْرًا، وَوَلَدْتُ طُهْرًا... ثُمَّ مَاتَتْ،..*
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 11 / 2018, 29 : 06 PM
[٢٥. ٧. ] عمر الطفل محمد حين وَفَاة أمه آمِنَةَ:
محاولة لتحديد سنه:"
أختلف أهل السير وعلماء السيرة إختلافا بيّناً في تحديد عمره حين توفت أمه السيدة الزُهرية آمنة بنت وهب .. وإليك أقوال السادة العلماء :
١ . ]:" القول الأول /:
ست [٦] سنوات:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: (وأيضاً تجده عند [ تاريخ ابن أبي خيثمة])
" فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ سِتَّ سِنِينَ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ[22]".
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِنَةُ تُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ[23]"
ونقل ابن عساكر في تاريخ دمشق [رقم الحديث: 1488 ؛ (غير أنه حديث مقطوع)] مقالة ابن إسحاق وأضاف قائلاً:
" عن ابن إسحاق ، قَال : كان النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع جده ، فهلكت أمه وهو ابن ست [٦] سنين بعد الفيل بثمان سنين [24]"
٢ . ] وَرَدَّتْهُ حَلِيمَةُ إِلَى أُمِّهِ وَجَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ [٥] سِنِينَ فِي قَوْلٍ[25] ."
قلتُ (الرمادي) فيفهم من قول ابن إسحاق وابن الأثير ان رحلة يثرب مع أمه وحاضنته أم أيمن بركة كانت في نهاية العام الخامس [٥] من عمره وبداية السادس.
وقال ابن كثير في البداية :
" وَمَاتَتْ أُمُّهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ [٤] سِنِينَ[26]، وَمَاتَ جَدُّهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ [٨] سِنِينَ فَأَوْصَى بِهِ إِلَى عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ "..
قلتُ (الرمادي) : وما ذهب إليه ابن كثير يعود لرواية السعدية حليمة نفسها..
* . ] وقال المقريزي في إمتاع الأسماع محدداً العمر بالسنة والشهر واليوم :
" .... وله صلّى اللَّه عليه وسلّم ست سنين [٦] وثلاثة [٣] أشهر وعشرة [١٠] أيام،
ولكنه للأمانة العلمية نقل الأقوال الآخرى؛ فـ
ذكر ما قيل أن: عمره كان أربع [٤] سنين، ثم
يذكر قولا ثالثاً:
" فقد قيل: ثمانية [٨] أعوام، ثم عاد ليؤكد وفقا لما بحثه وتبين له بأن:" الأول أثبت"
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 11 / 2018, 01 : 01 AM
[ ٢٥ . ٨ . ] تخريج الأقوال :"
ماتت أم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وله ست [٦] سنين و
قيل: أربع : تجده في " تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ص 24".
أما القول بأنها :" توفيت وهو ابن أربع [٤] سنين: فتجده عند " تلقيح فهوم أهل الأثر؛ص 13 .
والإمام الزرقاني[27] ؛ المصري المالكي ذكر في شرحه على المواهب للقسطلاني الإقوال التي قيلت في عمر الطفل محمد حين وفاة أمه الزُهرية آمنة؛ مع إضافات لم أجدها عند المقريزي: فذكر الزرقاني"
ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم أربع [٤] سنين –
وقيل: خمسًا [٥][28]، و
قيل: ستًا [٦][29]، و
قيل: سبعًا [٧][30]، و
قيل: تسعًا [٩][31]، و
قيل: اثنتي عشرة [١٢] سنةوشهرًا [١] وعشرة [١٠] أيام[32]- هذا ما ذكره الزرقاني من حيث عمر اليتيم وقت أن ماتت أمه..
ثم يذكر مكان وفاتها..فـ
الأول:" وماتت أمه بالأبواء:
أما القول الثاني في موضع موتها فقد
"قيل: بشعب أبي ذئب بالحجون[33]. و
في القاموس: ودار رائعة[34] بمكة فيه مدفن آمنة أم النبي صلى الله عليه وآله وسلم."
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 11 / 2018, 07 : 01 AM
[٢٥ . ٩ . ] فترة إقامتها في يثرب:"
جاء في طبقات ابن سعد :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، فَلَمَّا بَلَغَ سِتَّ سِنِينَ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ تَزُورُهُمْ بِهِ، وَمَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ .. وَهُمْ عَلَى بَعِيرَيْنِ، فَــ
نَزَلَتْ بِهِ فِي دَارِ النَّابِغَةِ، فَــ
أَقَامَتْ بِهِ عِنْدَهُمْ شَهْرًا، فَــ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أُمُورًا كَانَتْ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، لَمَّا نَظَرَ إِلَى أُطُمِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ عَرَفَهُ، وَ
قَالَ :
" كُنْتُ أُلاعِبُ أُنَيْسَةَ جَارِيَةًمِنَ الأَنْصَارِ عَلَى هَذَا الأُطُمِ وَ
كُنْتُ مَعَ غِلْمَانٍ مِنْ أَخْوَالِي نُطَيِّرُ طَائِرًا كَانَ يَقَعُ عَلَيْهِ " ، وَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ ، فَــ
قَالَ : " هَهُنَا نَزَلَتْ بِي أُمِّي، وَ
فِي هَذِهِ الدَّارِ قُبِرَ أَبِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَ
أَحْسَنْتُ الْعَوْمَ فِي بِئْرِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، "
يكمل صاحب المواهب:
" فأقامت به عندهم شهرًا، فكان صلى الله عليه وسلم يذكر أمورًا كانت في مقامه ذلك، ونظر إلى الدار فــ
قال: "ها هنا نزلت بي أمي، وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار، "
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 11 / 2018, 21 : 01 AM
:"[ ٢٥ . ١٠ . ] وورد سؤال :
" كم كان عمر آمنه بنت وهب والدة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما توفيت؟
الإجابــة: فإن آمنة ذكر بعض أهل العلم أنها توفيت وهي بنت عشرين [٢٠] سنة."
**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبقى في بحث وفاة آمنة بنت وهب أم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب مسألة :
مروره صلى الله عليه وآله وسلم بقبرها وما قاله وسأتكلم في موضعها عنها...
لا يضر هذا الإختلاف البيِّن في تفاصيل هذه المسألة.. إذ لا يترتب عليها حكم شرعي..
خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم.
السيرة النبوية
﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾
بُحُوثُ السِيرَةِ النَّبوية -على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل البركات-
**
„أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة..ذات حضارة ‟
[ أ.] السلسلة الأولى:
" الرسالة النبوية؛ والدعوة الإبراهيمية؛ والبشرى العيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والدلائل الإعجازية؛ والصفات الأحمدية ؛ والأخلاق المحمدية
لـــــسيدنا محمد بن عبدالله خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم "
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
يتبع بإذنه تعالى
09 ربيع الأول 1440هـ ~ 17 / 11 / 2018م
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 18 : 07 PM
[٢٦. ] القسم السادس والعشرون:
كفالة ورعاية جده
[٢٦. ١ .] تمهيد:
" اليتم.. ورعاية الجد ثم العم "
اختلف أهل المغازي وأصحاب السير في تاريخ وفاة والده.. والذي قاله ابن إسحاق في السيرة النبوية؛ ورحجه ابن سعد: أن ذلك كان وهو حمل بين قلب أمه وفؤادها؛ وهو المشهور الذي رجحه كثير من العلماء.. أمثال: الذهبي في تاريخ الإسلام: السيرة النبوية؛ وابن كثير في موسوعته: البداية والنهاية.. وهو الذي قطعت به الآية القرآنية:
« أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ »
﴿آية رقم ٦: من سورة الضحى ورقمها ٩٣﴾.. و
بذلك يكون الرسول ﷺ قد ولد يتيماً.. و
عندما مات والده عبدالله بن عبدالمطلب؛ كفله جده لأبيه: عبدالمطلب بن هاشم؛ و
اليتيم -محمد بن عبدالله- تحت رعاية أمه آمنة بنت وهب الزُهرية؛ وقد ثبتت كفالةجده له.. وعليه ظل الرسول ﷺ في رعاية أمة آمنة وكفالة جده عبدالمطلب بعد أوبته من بادية بني سعد..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 21 : 07 PM
وفي الفصل السابق تحدثتُ أنه عندما بلغ من العمر ست سنين توفيت والدته آمنة بالأبواء..فـ
حملته مولاته وحاضنته أم أيمن (بركة الحبشية) إلى جده عبدالمطلب بمكة؛ فأخذ يحوطه بعنايته إلى أن توفي وللنبي ﷺ ثمان سنوات من العمر؛ فأوصى به إلى عمه أبي طالب.. أخي أبيه عبدالله لآمه وأبيه: فأمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ.. و
هذا ما سأتكلم عنه في فصل قادم -بإذنه تعالى في سماه وتقدست اسماه-
فــ
لنصحب مواقف الجد؛ عبدالمطلب بن هاشم مع حفيده إثناء حضانته له وكفالته إياه ورعايته بعد أن توفيت آمنة بنت وهب الزهرية -أم اليتيم محمد-..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 23 : 07 PM
لما توفيت آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمه إليه جده عبدالمطلب ورق عليه رقة لم يرقها على ولده..
و
اقسمُ تلك الفترة الزمنية اليسيرة إلى مشاهد ومواقف:
[« ١ .»] المشهد الأول:
قال ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبدالله بن معبد عن بعض أهله قال:
كان يوضع لعبدالمطلب فراش في ظل الكعبة وكان لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي حتى يجلس عليه.. فيذهب أعمامه يؤخرونه فيقول جده:
« دعوا ابني»..
فـــ
يمسح ظهره ويقول:
« إن لابني هذا لشأنا».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 25 : 07 PM
و
[« ٢ .»] المشهد الثاني:
روى أبو نعيم عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- مثل ما قاله ابن إسحاق.. و
زاد على لسان جده عبدالمطلب:
« دعوا ابني يجلس.. فإنه يحس من نفسه بشئ، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده ».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 27 : 07 PM
[«٣.»] المشهد الثالث:
روى ابن سعد؛ وابن عساكر عن الزهري ومجاهد ونافع وابن جبير .. قالوا
:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على فراش جده فيذهب أعمامه ليؤخروه فيقول عبدالمطلب:
« دعوا ابني ليؤنس ملكا ».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 31 : 07 PM
و
[«٤ .»] المشهد الرابع:
قال قوم من بني مدلج لعبدالمطلب:
" احتفظ به فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم التي في المقام(*) منه" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قُصد مقام إبراهيم الخليل .. الجد الأعلى لمحمد النبي صلى الله تعالى عليهما وسلم.. و
هناك حديث سيأتي في موضعه-إن شاء الله تعالى- أنه - اي النبي الرسول محمد - أشبه بالخليل إبراهيم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 33 : 07 PM
و
[« ٥ .] المشهد الخامس:
قال عبدالمطلب لأم أيمن:
« يا بركة!.. احتفظي به.. لا تغفلي عنه.. فإن أهل الكتاب -يزعمون- أنه نبي هذه الأمة ».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 35 : 07 PM
و
[« ٦ .»] المشهد السادس:
روى المحاملي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: سمعت أبي يقول:
كان لعبدالمطلب مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره.. و
كان حرب بن أمية فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش، فــ
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو غلام لم يبلغ الحلم فجلس على المفرش فجذبه رجل.. فــ
بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فــ
قال عبدالمطلب [وذلك بعد ما كف بصره] :
« ما لابني يبكي ؟»..
قالوا له:
" أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه"..
قال:
« دعوا ابني يجلس عليه.. فإنه يحسن من نفسه بشرف.. و
أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده ».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 37 : 07 PM
و
[« ٧ .»] المشهد السابع:
روى البلاذري عن الزهري ومحمد بن السائب أن
عبدالمطلب كان إذا أتي بالطعام..
أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه و
ربما أقعده على فخذه فيؤثره بأطيب طعامه، و
كان رقيقا عليه برا به، فـ
ربما أتي بالطعام وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضرا فلا يمس شيئا منه حتى يؤتى به.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 39 : 07 PM
و
[« ٨ .»] المشهد الثامن:
كان يفرش له في ظل الكعبة ويجلس بنوه حول فراشه إلى خروجه فـ
إذا خرج قاموا على رأسه مع عبيده إجلالا له.. و
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر فـ
يجلس على الفراش فيأخذه أعمامه ليؤخروه فـ
يقول عبدالمطلب:
« دعوا ابني ما تريدون منه ؟.. إن له لشأنا ».. و
يقبل رأسه ويمسح صدره ويسر بكلامه وما يرى منه.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 43 : 07 PM
و
[« ٩ .»] المشهد التاسع:
روى أبو نعيم عن محمد بن عمر الأسلمي عن شيوخه قالوا:
بينا عبدالمطلب يوما في الحجر.. و
عنده أسقف نجران وهو يحادثه ويقول:
" إنا نجد صفة نبي بقي من ولد إسماعيل، هذا البلد مولده ومن صفته كذا وكذا"..
و
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فــ
نظر إليه الأسقف وإلى عينيه وإلى ظهره وإلى قدميه.. فقال:
" هو هذا، ما هذا منك ؟"..
قال: « هذا بني »..
قال الأسقف:" لا، ما نجد أباه حيا"..
قال:« هو ابن ابني.. وقد مات أبوه.. وأمه حبلى به».
قال:" صدقت".
قال عبدالمطلب لبنيه:
« تحفظوا بابن أخيكم .. ألا تسمعون ما يقال فيه ؟».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 48 : 07 PM
و
[« ١٠ .»] المشهد العاشر:
روى البخاري في تاريخه؛ وابن سعد؛ والحاكم وصححه، عن كندير بن سعيد بن حيوة.. ويقال حيدة، عن أبيه، والبيهقي عن معاوية بن حيدة.. قال الأول:
" خرجت حاجا في الجاهلية"..
و
قال الثاني:
" خرجت معتمرا في الجاهلية"..
قالا:
" فإذا شيخ طويل يطوف بالبيت وهو يقول:
« رد إلي راكبي محمدا ** اردده ربي واتخذ عندي يدا »
فسألا عنه .. فــ
قيل هذا سيد قريش عبدالمطلب له إبل كثيرة فإذا ضل منها شئ بعث فيه بنيه يطلبونها فإذا غابوا بعث ابن ابنه ولم يبعثه في حاجة إلا أنجح فيها، وقد بعثه في حاجة أعيا عنها بنوه وقد أبطأ عليه.
قالا:
" فلم نلبث حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإبل معه"، فــ
قال له عبدالمطلب:« يا بني حزنت عليك حزنا.. لا تفارقني بعد أبدا ».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 50 : 07 PM
و
روى ابن الجوزي عن أم أيمن رضي الله تعالى عنها قالت:
"كنت أحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فغفلت عنه يوما فلم أدر إلا بعبدالمطلب قائما على رأسي يقول:
« يا بركة!! »..
قلت:" لبيك".
قال:
« أتدرين أين وجدت ابني؟»..
قلت:" لا أدري".
قال:
« وجدته مع غلمان قريبا من السدرة، لا تغفلي عنه.. فإن أهل الكتاب -يزعمون- أنه نبي هذه الأمة.. وأنا لا آمنهم عليه ».
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 11 / 2018, 57 : 07 PM
بهذا أختم المشاهد مع الجد
بــــ
[« ١١ . »] المشهد الحادي عشر:
وسوف - من بعد إذنه تعالى - سأتحدثُ في الفصل القادم -إن شاءالله تعالى- عن :
"حكمة يتم الرسول ﷺ"..
شريف حمدان
22 / 11 / 2018, 38 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
شريف حمدان
22 / 11 / 2018, 39 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif
واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 11 / 2018, 33 : 11 AM
فصلٌ من:
السيرة النبوية العطرة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم السلامات وكامل التحيات
„أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. صاحبة حضارة‟"
[ ٢٧ . ] القسم السابع والعشرون:
:" « يُتم „ محمد‟! »
ابتلاءات الرسول عليه السلام:
" ١ "﴿أبلغ اليُتم(1) ﴾
تمهيد لمسألة يتم الطفل محمد:
مِن سُنة الحياة ومن نواميسها
«„ الابتلاء ‟»
سواء أكان في الجسد والصحة البدنية أو النفسية أو العقلية أو المال والتجارة أو العجز الجسدي والأمراض الموسمية العابرة أو المرض العضال الذي يصعب برؤه مع التقدم العلمي الحالي..وأخيرا في الحياة الدنيا ما يصيب المرء من نهاية محتومة : أي الموت.
سأذكر طائفة من نصوص الوحي بشقيه: القرآن الكريم؛ والسنةالنبوية العطرة؛ واللافت أن الإبتلاء والإختبار -بغض النظر عن نوعه ودرجته- يأتي حسب القدرات البدنية أو النفسية وإمكانات الصبر والإحتساب.. والدرجة من الإيمان وثبات العقيدة.
اُقسمُ الآيات البينات إلى مقاطع أو مشاهد ليسهل على المتـأمل لنصوص الوحي إدراك المعني التبليغي والمراد التشريعي من ذكر هذه الآيات الكريمات..
فأبدء العرض الموضوعي لهذه المسألة
«„ الابتلاء ‟»
بتعبير مناسب للنفس البشرية بصفة عامة.. إذ نطق الذكر الحكيم فجعل «„ الابتلاءَ بِـ"شَيْءٍ" ‟» من الخوف..وليس بالخوف كله.. والناظر في مقاطع آية البقرة يجد خمسة مشاهد، فجاء في سورة البقرة قول مَن رفع السموات بغير عمد نراها: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم ﴾ ﴿ بِشَيْءٍ ﴾
( ١ ) المشهد الأول؛ ﴿ مِّنَ الْخَوْفِ ﴾
( ٢ ) أما المشهد الثاني: ﴿ وَالْجُوعِ ﴾
( ٣ ) المشهد الثالث يتحدث عن ﴿ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ ﴾
( ٤ ) المشهد الرابع: ﴿ وَالْأَنفُسِ ﴾
( ٥ ) والمشهد الخامس يتحدث عن نقص ﴿ وَالثَّمَرَاتِ ﴾ ..
والنص الكريم لم يترك حالة إنسانية وإلا وهي تنطوي تحت واحدة من هذه الخمس المذكورة.. ثم يأتي بحكمٍ شرعي بعد هذه أو بعد بعض الإبتلاءات المذكورة وهي بشارة إلهية لمَن صبر وأحتسب فنطق القرآن يقول :
﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾(2)
ثم يأتي الإبتلاء سواء أكان بالإنعام والإكرام أو بقلة الرزق.. وجعلهما القرآن العظيم إبتلاءً؛ فقال:
﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ﴾ ﴿ابْتَلَاهُ رَبُّهُ ﴾
﴿ فَأَكْرَمَهُ﴾
﴿ وَنَعَّمَهُ ﴾ ﴿ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴾ *..
فجعل سبحانه الإنعام والإكرام ابتلاءً.. وهذا إبتلاءُ الإنعام؛
ثم يأتي بعكس الإنعام وخلاف الإكرام في قوله : ﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ ﴾
﴿ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ ﴿ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ *
يأتي الرد مباشرة بـ
﴿ كَلَّاۖ ﴾
ثم يذكر حالات ما جرى بسببه الإبتلاء: ﴿ بَل لَّا تُكْرِمُونَ ﴾ ﴿الْيَتِيمَ ﴾ * ﴿ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ * ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا ﴾ * ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾(3)
الله جل وعلا وهو العليم الخبير الحكيم يخبرنا باسلوب بلاغي يناسب العقل البشري والإدراك الإنساني والفهم الآدمي فيقول:
" ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ﴾
﴿حَتَّىٰ ﴾
﴿ نَعْلَمَ ﴾ مراد العليم الخبير أن ترى بنفسك رد فعلك بما تم من اختبارك..
﴿ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ ﴾ في كافة أنواع الإبتلاءات والإختبارات والإمتحانات ويحدد ما يتصفون به ﴿ وَالصَّابِرِينَ ﴾ ﴿وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾(4).
وأخيراً أعتبر الوحي المنزل من فوق سبع سموات طباقا
„الموت‟ بأنه „مصيبة‟ فقال .
﴿ مُّصِيبَةُالْمَوْتِ ﴾(5).
ولا نغفل السنة النبوية المحمدية بخصوص مسألة الإبتلاء.. وهي جزء من الوحي السماوي الذي نزل به أمين السماء جبريل -عليه السلام- على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله؛ ولنأتي بمثال منها.
جاء في المستدرك على الصحيحين؛ للحافظ النيسابوري في » كتاب الفتن والملاحم »؛ الجزء الخامس:" حديث رقم "8835 .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
وقد خرَّجه الترمذي في سننه » كتاب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»؛ " بَاب مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ؛ حديث رقم: 2396 .. عَنْ أَنَسٍ .. وذكر الترمذي الحديث.
وقد جاء في شرح المباركفوري:" على تحفة الأحوذي:" قَوْلُهُ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ.. أَيْ أَسْرَعَ لَهُ الْعُقُوبَةَ.. أَيِ الِابْتِلَاءَ بِالْمَكَارِهِ.. فِي الدُّنْيَا.. لِيَخْرُجَ مِنْهَا وَلَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ. وَمَنْ فُعِلَ ذَلِكَ مَعَهُ فَقَدْ أَعْظَمَ اللُّطْفَ بِهِ وَالْمِنَّةَ عَلَيْهِ. أَمْسَكَ.. أَيْ أَخَّرَ عَنْهُ مَا تَسْتَحِقُّهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ بِذَنْبِهِ أَيْ بِسَبَبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. أَيْ حَتَّى يَأْتِيَ الْعَبْدُ بِذَنْبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
قَالَ الطِّيبِيُّ: يَعْنِي لَا يُجَازِيهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يَجِيءَ فِي الْآخِرَةِ مُتَوَفِّرَ الذُّنُوبِ وَافِيهَا، فَيَسْتَوْفِيَ حَقَّهُ مِنَ الْعِقَابِ ".
وجاء عند الترمذي؛ حديث رقم :" 2396: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ؛ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا؛ وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ".
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
**
يتبع بإذنه تعالى
16 ربيع الأول 1440
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 12 / 2018, 58 : 09 PM
وما سبق ذكره من أنواع لم أحصرها من الإبتلاءات ولكني أتيت بأمثلة فقط فهذه كلها تمت بإرادة الله وقضاءه وقدره ووفق ناموس الحياة وسنن الوجود.. وله سبحانه وتعالى حكمة من ذلك كله لا ندركها كبشر.. ولكن بعضاً من السادة العلماء سمح لنفسه في البحث عن مدلولات وشواهد في إطار ما تحصَّل عليه مِن علم يعينه على فهم هذه الظاهرة البشرية
«„ الابتلاء ‟»
التي تصيب البعض منا ....
لذلك نبحث معاً مسألة
«„يُتم محمد ‟»
رسول رب العالمين وخاتم السادة المرسلين وآخر الأنبياء الأجلاء ومتمم المبتعثين صلى الله عليه وآله وسلم.. .
أما :
" حكمة اليُتم التي مر بها الرسول في فترة مبكرة جدامن حياته، فـ إنها حكمة التماسية.. بمعنى أنه لا يوجد نصوص شرعية تحدد لنا مثلا : حكمة "يُتمه" أو حكمة "رعي الغنم"،
لكننا نلتمس عظات من ذلك(6).".
وقال آحدهم:
" تأملتُ في هذه المسألة؛ وبحكم دراساتي في قضية القيادة وتأملي في تاريخ العظماء وجدت أن كثيراً من العظماء كانوا أيتاماً، وهذه حكمة عظيمة في قضية القيادة(7).".
ويرى آخر:
" أن هذا اليُتم كان يمثل معجزة أراد الله بها أن يقول إن هذا الصبي الصغير الذي عاش يتيماً ونشأ في أحضان اليُتم، لم يكن ليتأثر بتربية أبوية أو ليتأثر بأم توجهه، ولم يكن متأثراً حتى على مستوى عمه أبي طالب ولا على مستوى جده عبدالمطلب.
ويشرح ذلك قائلا:
" المعجزة الإلهية أرادت أن يكون طفلاً مبرئاً من كل تأثيرات ثقافية سوى تلك التي هيئها الله له منذ أن كان في صلب والده وبطن أمه، لأنه هو المختار من قبل الله سبحانه وتعالى.
وأضاف أن حالة اليُتم هي حالة يراد منها فعلاً أن ينزه عن أي مؤثرات يمكن أن تحمل الآخرين على أن يقولوا إن الذي تحصل عليه إنما من ثقافة والده أو ومن ثقافة والدته (8)".
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 12 / 2018, 59 : 09 PM
**
وأسألُهُ -سبحانه وتعالى- أن يوفقني إلى صحيح الفهم.. ويلهمني حسن الإدراك وأن يفتح عليَّ فتوح العارفين ويبعد عني الخطأ والزلل فهو السميع العليم الخبير المجيب.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 12 / 2018, 02 : 10 PM
عَنْون كثيرٌ من السادة أهل العلم والمعرفة هذه المسألة
«„ابتلاء يُتم محمد ‟»؛
فمنها عنوان
:" كان مولده صلى الله عليه وآله وسلم تكريما لليتامى ".
وكَتبَ آخر يقول :
" شاء الله تعالى ان يكون نبيه ومصطفاه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم يتيماً، ولم يكن يُتيم الأب فقط بل كان يُتيم الأبوين معا".
وكاتب هذه السطور يزيد على هذا:
" أن جده مات بعد برهة يسيرة من الزمن مِن موت أمه الشابة الأرملة السيدة آمِنة بنت وهب الزُهرية. فـ
على الترتيب وخلال السنوات الثمانية الأولى من طفولة محمد المبكرة :
١.] توفي والده صلى الله عليه وآله وسلم (عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي) وهو في بطن أمه ودُفن في المدينة.
٢.] توفيت أمه صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ست سنوات ودفنت في الأبواء (بين مكة والمدينة).
٣.] توفي جده صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنوات ودفن في مكة.(9).
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 12 / 2018, 09 : 10 PM
مقدمة بحث يتم الطفل محمد
ما زلنا نتعايش طفولة نبي الإسلام وخاتم المرسلين ومتمم المبتعثين صلوات الله تعالى وسلامه ورحماته عليه وآله.. نتعايش طفولته المبكرة فقدعاش ا لحـــبــــــــيـــــــب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يتيمًا يتنقل من كفالة لكفالة، إلا أن كفيله الأكبر الذي أواه هو الله سبحانه وتعالى، فهو الذي تكفل به،
يقول تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ } (10) ليربيَّه بعين الرعاية: { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } (11)، وكما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله:"أدبني ربي فأحسن تأديبي(12)".
إن من حكمة الله البالغة أن جعل خاتم أنبياءه محمدا يتيماً فقَد الوالدين من صغره ثم آوله الله إلى كنف من يكنفه وجعله سيداً ومثالاً لجميع العالمين.
واليُتم: الإنفراد أو الإبطاء: قيل منه أخِذ اليتيم لأن البر يبطئ عنه(13)
واليتيم في اللغة: هو ذلكم المنقطع عما يلتصق به؛ وهو في العرف الشرعي: كل من فقد أباه قبل البلوغ، فإذا بلغ خرج عن كونه يتيماً(14).
قال العلامة الآلوسي: "اليُتم: " انقطاع الصبي عن ابيه قبل بلوغه(15) . و
اليتيم: مَن فقد أباه ولم يبلغ مبلغ الرجال(16) فإن حال اليتيم هو منتهى الضعف وانعدام الحيلة.. وقد بدأ محمد حياته يتيماً.. والملك والسيادة هو ذروة السلطة المادية؛ وقد انتهت حياته إليها "(17).
*.) المُرضعات يأبيّن اليَتِيم:"
والأمر الملاحظ كما ترويه السعدية حليمة:" .. فما منا امرأة إلا وقد عُرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها: إنه يَتيم.. وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يَتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده؟ فكنا نكرهه لذلك.. فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً.. فقلت لزوجي: " والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنَّه"،
فقال:" لا بأس عليك.. أن تفعلي.. عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة (18).".
يَتيم الأبوين:
وبعد أن عاد محمد إلى أمه في مكة بعد غربة عنها دامت قريباً من خمس سنوات؛ بدأ حياته مع أمه الحنون آمنة بنت وهب الزُهرية والتي كانت في غاية الشوق إليه.
ولحكمة غائبة عنا لا يعلمها إلا الخبير العليم البصير.. لم تبق هذه العيشة الهنيئة التي ذاق الطفل محمد فيها حنان أمه وشمله عطفها وملأ كل جوانحه حبها ورعايتها ما جعله في أشد تعلق بأمه.. هذه العيشة الهنيئة لطفل تجاوز ست سنوات إلا قليلاً لم تتعد عدة شهور أو سنة واحدة على الأكثر حتى غابت عنه فجأة إلى يوم القيامة.
تَخَيّلْ هذا الصبي اليَتيم!!؟..
رأى أمه تموت بين يديه في الصحراء.. ولم يكن معه إلا امرأة حبشية حاضنته -أم أيمن- بركة رضي الله عنها.. وهي المرأة الوحيدة.. بل أزد أنها الإنسان الوحيد -حسب علمي؛ وما تحت يدي من مراجع ومصادر- التي عاشت ورافقت محمد وهو حمل في بطن أمه فالوليد.. فالرضيع.. فالطفل.. والصبي.. والشاب.. والرجل.. والكهل.. قبل نبوته وبعد نزول الرسالة عليه.. أي منذ ميلاده إلى إنتقاله إلى الرفيق الأعلى.. لذا نحتاج لإلقاء أضواء على سيرتها مع نبي الإسلام.. كما لم ينس ذكرى أبيه من قلبه؛ وصورة قبره لم يزل أمام عينيه.. وهو لم يتجاوز من عمره إلا ست سنوات.. وبالقرب من يثرب؛ والتي ستكون مدينته المنورة ضاع منه ملجأه ا لـــحــــبــــيـــــــب ومأواه الوحيد.
شريف حمدان
18 / 12 / 2018, 25 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 01 / 2019, 19 : 02 PM
في كفالة جده:"
وقع خبر وفاة آمنة بنت وهب الزُهرية على جده عبدالمطلب؛ بل على جميع أهل مكة كالصاعقة؛ وشق على الجد الشيخ يُتم حفيده في هذه السن الصغيرة المبكرة فاحتضنه في كنفه وجعله تحت رعايته ليعوضه فقدان كل مِن الأب والأم(19).
وما طالت هذه الكفالة المباركة حتى توفي جده عبدالمطلب بن هاشم لثماني سنوات وشهرين وعشرة ايام من عمره(20).
فالطفل محمد لم ير أباه ثم بعد حين ماتت أمه الحنون وبعدها بيسير مات جده العطوف.. ونبينا صلى الله عليه وسلم ولدته أمه وقد توفي أبوه وهو حمل عليه الصلاة والسلام، فأخبر الله جل وعلا بأمر واقع ومشهود، ولذلك قريش كانت تسمي النبي عليه الصلاة والسلام: يتيم أبي طالب ؛ لأنه نشأ في كنف عمه أبي طالب ،
**
فلِم جعله الله يتيماً.. فآواه:"
قد يسأل سائل: ما الحكمة من يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
ومما لا شك فيه أن الله الحكيم الخبير.. العليم البصير هو الذي ربّاه يتيماً منذ صغره في رعاية مَن يريد من عباده ليجعله خاتما لسلسلة الأنبياء؛ وآخر المرسلين.. ليكون إنساناً كاملا قبل النبوة وبعد الرسالة.. فقدر الله يُتمه وقضاه فإيواءه من عند الله سبحانه { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ } (21).
وكما قال الله تعالى حكايةً عن فرعون لموسى حيث رباه في قصره الملكي (22) { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا }.
فـ
كان أول أمره في رعاية السعدية حليمة رضيت باليَتيم حين تأباه غيرها.. ثم في حضن؛ وعلى صدر أمه سنة واحدة من حياته؛ وبعد ذلك في كنف جده الحاني.. سيد قريش لمدة سنتين من عمره ثم في رعاية عمه الفقير المقل لسنوات طوال ثم مات -العم- قبل الهجرة المباركة بثلاث سنوات.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 01 / 2019, 37 : 02 PM
وأرى حِكَمَاً بالغة ودروساً هامة في كونه يَتيماً صلى الله عليه وآله وسلم وفي عيشه في كفالات عديدة؛ والجواب والله أعلم على سبيل المثال:
* . ) انه صلى الله عليه وآله وسلم ليس كغيره من البشر في خَلقه وخُلقه، فان من معاني اليُتم: التفرد والتوحد، بمعنى ان يكون فيه شيء ليس في غيره كقولهم: درة يتيمة.
وفي الصحاح للجوهري قال:" وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم..
يقال: درة يتيمة تنبيها على انه قد انقطعت مادتها التي خرجت منها".(23).
ورحم الله شوقي حيث قال:
ذكرت باليتم في القرآن تكرمة ** وقيمة اللؤلؤ المكنون في اليتم
* . ) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلغ أبلغ اليُتم وأعلى مراتب» .
* . ) لئلا يكون لأحد مِنَّةً سوى كفالة الحق تعالى؛ حتى لا يكون لأحد كائن مَن كان فضل عليه صلى الله عليه وآله وسلم فيما هو فيه من نعمة لأن فضله مستمد من الله تعالى مباشرة وليس من انسان، و
لذلك قيل لمحمد بن جعفر الصادق: لم أوتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أبويه؟.
فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه حق(24).
* . ) حتى يتولى الله تعالى تربيته ويصنعه على عينه، ولذا كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أدبني ربي فأحسن تأديبي) (25).
* . ) وقديكون حكمته تعالى تقتضي أن يكون بيّناً بعيداً عن التدلل فيأدبه ربه فيحسن تأديبه.
* . ) يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه رداً على المبطلين دعواتهم بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم تلقَّى دعوته بتوجيهات وإرشادات والده أو مكانة جده في قريش(26)
* . ) نشأة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طفولته مع والدته وقد كان مثله بعض الأنبياء مثل: إسماعيل وموسى وعيسى ويدل هذا على أهمية اختيار الزوجة(27).
* . ) شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يتيماً حتى لا تدخل يد أب حانية في توجيهه بل يتولاه الله سبحانه وتعالى ولا يتلقّى شيئاً من مفاهيم وأعراف وعادات الجاهلية وإنما يتلقّى من لدن حكيم خبير سبحانه وتعالى(28).
* . ) تقوية عزيمته على فضيلة التوكل على مولاه سبحانه، فاذا حزبه امر لا يقول: أبي ولا أمي ولكن يقول ربي.
ولذلك لما ارادت أمه آمنة من باب الوفاء لزوجها إن تزور قبره في المدينة واخذت معها ولدها محمدا وكان عنده يومها ست سنوات وجلس محمد صلى الله عليه وآله وسلم امام قبر ابيه الذي لم يره في حياته، وفي طريق العودة الى مكة وبينما هو عند مكان يسمى الابواء بين مكة والمدينة شكت أمه آمنة وجعا آلم بها وفارقت الحياة في هذا المكان وهي تتعلق بابنها وتقول له:" يا محمد كن رجلا". وعندها نسي محمد صلى الله عليه وآله وسلم آلامه وأحزانه وعاد مع حاضنته أم أيمن التي كانت ترافق مع أمه في هذه الرحلة..فــ
هو كان رجلا في طفولته،
رجلا في شبابه،
رجلا في شيخوخته
بل كان بين الرجال بطلا وبين الابطال مثلا.
* . ) ليعرف من تتابع الأموات أمامه؛ أن هذه الدنيا فانية ليس تبقي على أحدٍ.
* . ) ليتعلم الحياة منذ صغره ويعرف الغنى والفاقة والسيد والفقير.
* . ) ليتعلم تحمل المسؤولية والمساعدة والمشاركة في الأمور.. فقداكتسبها من رعاية الغنم -وسنتكلم عنها في فصل قادم- كما اكتسب منها الصبر والتحمل واليقظة والقدرة على إمساك زمام الأمور وجمع الشتات.
* . ) ليعرف الزهد والكفاف والتباعد عن الدنيا ليكون نموذجاً للأمةفي الإمتناع عن التكالب على الدنيا.
* . ) وقد يكون من حكمة الله تعالى أن يجعله وحيداً لا أخ له شقيق كما لم يعش له الأبناء (الذكور) من أولاده.
(ولا ننسى ما نسبت فرقة الشيعة إلى علي -كرم الله وجهه-.. وهو ابن عمه دون شقيقه).
* . ) ولم يجعل الله يُتمه ممقتاً على قومه ومغضباً عليهم لحرمان الحب والحنان والعطف بل جعله في رعاية من يحبه حباً لا مثيل له؛ فتربى في كنفهم..ولذا صار رغم يُتمه وفقره سيد شباب قريش..
قال عمه عند خطبته خديجة رضي الله عنها:
" إن ابني هذا: محمد بن عبدالله لا يوزن به رجل شرفاً ونبلاً وفضلاً؛ فإن كان في المال قلَّ؛ فإن المال ظل زائل؛ وأمر حائل؛ ورعاية مستردة(29) . والله أعلم (30)
* . ) إن يكرم اليتامى في شخصه صلى الله عليه وآله وسلم فان الطفل من اطفال المسلمين اذا نشأ يتيما ورأى الاطفال ينعمون بآبائهم فان سلوته في أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نشأ يتيما، ومن هنا يهون عليه يتمه ما دام فيه شبه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
* . ) يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه أسوة للأيتام في كل مكان وزمان ليعرفوا أن اليُتم ليس نقمة وأنه لا يجب أن يُقعد بصاحبه عن بلوغ أسمى المراتب وأعلاها.
* . ) الوصية باليتامى، لأنه نشأ يتيما وقاسى آلام اليتم..
قال النيسابوري: قال اهل التحقيق: الحكمة في يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن يعرف قدر الأيتام فيقوم بأمرهم، وان يكرم اليتامى المشاركين له في الاسم، ولذا كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار باصبعيه:السبابة والوسطى، (31).
والنبي ذاق مرارة اليتم ليكون الأب الحاني للأيتام عبر التاريخ كله؛ و
رأى في أمه الترمل ليكون اللمسة الحانية للأرامل في التاريخ كله؛ و
ذاق مرارة الفقر ليدرك معاناة الفقراء في التاريخ كله، و
هكذا جميع صور الحياة وتقلباتها التي مر بها صلى الله عليه وآله وسلم، والتي قال عن نفسه التي صاغتها هذه الأحداث إلى أن تلقى الرسالة :
" أدبني ربي فأحسن تاديبي."(32).
وأنهي هذا البحث بالقول:"
* . ) أن الحكمة من كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد وعاش يتيمًا حتى لا يقول أهل الشرك والكفر أن الإسلام قد انتشر واستقر بفضل عشيرته وأهله، أو يقولوا إن أباه قد نصره أو إن جده أو عمه قد تعصبوا له فانتشر الإسلام بدعمهم، فالله سبحانه وتعالى أراد أن يكون الفضل كله لله.
ولعل هذا إشارة واضحة لأهل العلم ورجال الدعوة.
ومن الحكمة كذلك من نشأة ا لــحــبــيــب صلى الله عليه وآله وسلم يتيمًا ألا يدعي البعض أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد تلقى دعوة الإسلام وتعلمها من أبوه أو من جده ليكون لقومه السيادة على قريش.
يقول الإمام الشهيد الدكتور محمد رمضان البوطي في كتابه "فقه السيرة النبوية": "لقد اختار الله عز وجل لنبيه هذه النشأة لحكم باهرة، لعل من أهمها أن لا يكون للمبطلين سبيل إلى إدخال الريبة في القلوب أو إيهام الناس بأن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم إنما رضع لبان دعوته ورسالته التي نادى بها منذ صباه، بإرشاد وتوجيه من أبيه وجده. هكذا أرادت حكمة الله أن ينشأ رسوله يتيما، تتولاه عناية الله وحدها".
ولعل ما ذكرته يعتبر من الفوائد في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيماً".
وهذا ما أعتبره الإبتلاء الأول في سيرة النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملف يُتم محمد - رسول الرحمة والهدى- من إعداد :
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
29 ربيع آخر 1440 هـ ~ 05/01/2019م
يتبع بإذنه تعالى..
شريف حمدان
05 / 01 / 2019, 43 : 08 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/g1K33816.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 01 / 2019, 55 : 01 PM
[٢٨. ] القسم الثامن والعشرون :
حِلْفُ « الْمُطَيَّبِينَ »
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 01 / 2019, 06 : 02 PM
حِلْفُ « الْمُطَيَّبِينَ »
أسس قريشيون([ 1 ]) - قبل البعثه المحمدية والرسالة المصطفوية؛ الخاتمة للرسالات الإلهية والمتممة للبعوث السماوية - حلفين أو هيئتين إصلاحيتين، بهدف نصرة المظلوم وردع الظالمين. ([ 2]).
-*-*-*-*-*-*-*-*-
[ 1 ] الحلف الأول : هو حلف الْمُطَيّبِينَ
خرَّج البخاري في الأدب المفرد؛ بَابُ حِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ [حديث رقم 567]، ومحمد بن حبان؛ أبو حاتم البستي في صحيحه؛ كتاب الأيمان: ذِكْرُخَبَرٍ فِيهِ شُهُودُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ([!!])؛ و
انظر ابن باكويه في جزء له [حديث مرفوع؛ رقم الحديث: 14]، و
قال صاحب المستدرك:" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . [قصد البخاري ومسلم].
[1 .1 . ] الروايةالأولى: " عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ([ 3 ]) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ:
« شَهِدْتُ مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ فَمَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكُثَهُ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا([!!]) - وَإِنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ »([ 4]). و
تجدها-الرواية- في مسند الإمام أحمد بن حنبل.
[1 . 2.] الرواية الثانية تجدها بزيادة «وَأَنَا غُلَامٌ»:
تجدها عند البحر الزخار؛ المعروف بمسند البزار؛ الجزء الثالث؛ مسند عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه؛ مِمَّا رَوَى جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [حديث رقم: 1000] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ:" شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ وَأَنَا غُلَامٌ مَعَ عُمُومَتِي فَمَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكِثَهُ [أَوْ أَنِّي نَكَثْتُه]ُ وَأَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ".
[1 . 3.] الرواية الثالثة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: « مَا شَهِدْتُ حِلْفًا لِقُرَيْشٍ إِلَّا حَلِفَ الْمُطَيَّبِينَ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي كُنْتُ نَقَضْتُهُ ».([ 5 ]). وتجد هذه الرواية في مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد، وعنده رواية آخرى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
[1 . 4 . ] الروايةالرابعة : بزيادة كلمتين :
" مَا يَسُرُّنِي .."..
" فِي دَارِ النَّدْوَةِ" .
حديث [ 13583] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي نَقَضْتُ الْحِلْفَ الَّذِي فِي دَارِ النَّدْوَةِ"
كما ذكره صاحب فيض القدير؛ أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري: [حديث رقم 4900] :
« شَهِدْتُ -غُلَامًا- مَعْ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ ».
وقال الماوردي الحديث صحيح.
وجاءت رواية التلخيص الحبير واضحة: « أَنَّهُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فِي حِلْفِ الْفُضُولِ » ..... لتنهي النقاش حول أي الحلفين شارك عليه السلام فيه محدده بأنه حلف الفضول.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 01 / 2019, 26 : 02 PM
تَنْبِيهٌ :
مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا:
" شَهِدْت وَأَنَا غُلَامٌ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ"..
وَفِي آخِرِهِ :" لَمْ يَشْهَدْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ مَوْلِدِهِ، وَإِنَّمَا شَهِدَ حِلْفَ الْفُضُولِ وَهُمْ كَـ «الْمُطَيَّبِينَ».
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: " لَا أَدْرِي هَذَا التَّفْسِيرَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ مِنْ دُونِهِ "([ 6]).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ: " قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالسِّيَرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ: إِنَّ قَوْلَهُ فِي هَذَا الحديثْ: « حِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ » غَلَطٌ، إِنَّمَا هُوَ حِلْفُ الْفُضُولِ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَمْ يُدْرِكْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَدِيمًا قَبْلَ أَنْ يُولَدَ بِزَمَانٍ. وَبِهَذَا أَعَلَّ ابْنُ عَدِيٍّ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ.
علق صاحب البداية قائلا: " هَذَا لَا شَكَّ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا تَحَالَفُوا بَعْدَ مَوْتِ قُصَيٍّ ([ 7 ])، وَتَنَازَعُوا فِي الَّذِي كَانَ جَعَلَهُ قُصَيٌّ لِابْنِهِ عَبْدِالدَّارِ مِنَ السِّقَايَةِ ([ 8]) وَالرِّفَادَةِ ([ 9 ]) وَاللِّوَاءِ([ 10 ]) وَالنَّدْوَةِ([ 11 ]) وَالْحِجَابَةِ ([ 12 ])، وَنَازَعَهُمْ فِيهِ بَنُو عَبْدِمَنَافٍ، وَقَامَتْ مَعَ كُلِّ طَائِفَةٍ قَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَتَحَالَفُوا عَلَى النُّصْرَةِ لِحِزْبِهِمْ فَأَحْضَرَ أَصْحَابُ بَنِي عَبْدِمَنَافٍ جَفْنَةً فِيهَا طِيبٌ فَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وَتَحَالَفُوا فَلَمَّا قَامُوا مَسَحُوا أَيْدِيَهُمْ بِأَرْكَانِ الْبَيْتِ ([ 13 ]) فَسُمُّوُا « الْمُطَيَّبِينِ ».
وَكَانَ هَذَا قَدِيمًا، وَلَكِنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْحِلْفِ حِلْفُ الْفُضُولِ وَكَانَ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ([ 14 ]) كَمَا رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِالرَّحْمَنِ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا لَوْ دُعِيتُ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ ..... تَحَالَفُوا أَنْ يَرُدُّوا الْفُضُولَ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَلَّا يَعُزَ ظَالِمٌ مَظْلُومًا »([ 15 ]).
قَالُوا : وَكَانَ حِلْفُ الْفُضُولِ قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِــ
عِشْرِينَ سَنَةً ؛
فِي شَهْرِ ذِي الْقَعْدَةِ .. وَ
كَانَ بَعْدَ حَرْبِ الْفِجَارِ بــِــ
أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَ
ذَلِكَ لِأَنَّ الْفِجَارَ كَانَ فِي شَعْبَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ وَ
كَانَ حِلْفُ الْفُضُولِ
أَكْرَمَ حِلْفٍ سُمِعَ بِهِ وَأَشْرَفَهُ فِي الْعَرَبِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَدَعَا إِلَيْهِ:
الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ([ 16 ])
وَكَانَ « سَبَبُهُ » أَنَّ رَجُلًا مِنْ زُبَيْدٍ قَدِمَ مَكَّةَ بِبِضَاعَةٍ فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ([ 17 ]) فَحَبَسَ عَنْهُ حَقَّهُ فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ الزُّبَيْدِيُّ الْأَحْلَافَ؛
عَبْدَالدَّارِ وَ
مَخْزُومًا وَ
جُمَحَ وَ
سَهْمًا وَ
عَدِيَّ بْنَ كَعْبِ ....
فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُوا عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِل ٍ- وَزَبَرُوهُ - أَيِ انْتَهَرُوهُ ...
فَلَمَّا رَأَى الزُّبَيْدِيُّ الشَّرَّ أَوْفَى عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ([ 18 ]) عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ - وَقُرَيْشٌ فِي أَنْدِيَتِهِمْ حَوْلَ الْكَعْبَة ِ-فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ
يَا آلَ فِهْرٍ لِمَظْلُومٍ بِضَاعَتُهُ ** بِبَطْنِ مَكَّةَ نَائِي الدَّارِ وَالنَّفَرِ
وَمُحْرِمٍ أَشْعَثٍ لَمْ يَقْضِ عُمْرَتَهُ ** يَا لَلرِّجَالِ وَبَيْنَ الْحِجْرِ وَالْحَجَرِ
إِنَّ الْحَرَامَ لِمَنْ تَمَّتْ كَرَامَتُهُ ** وَلَا حَرَامَ لِثَوْبِ الْفَاجِرِ الْغُدَرِ
فَقَامَ فِي ذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: " مَا لِهَذَا مُتْرَكٌ " .
فَاجْتَمَعَتْ هَاشِمٌ وَزُهْرَةُ وَتَيْمُ بْنُ مُرَّةَ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا، وَتَحَالَفُوا فِي ذِي الْقَعْدَةِ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فَتَعَاقَدُوا وَتَعَاهَدُوا بِاللَّهِ:
" لَيَكُونُنَّ يَدًا وَاحِدَةً مَعَ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ حَتَّى يُؤَدَّيَ إِلَيْهِ حَقُّهُ؛ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً؛ وَمَا رَسَّى ثَبِيرٌ وَحِرَاءُ مَكَانَهُمَا، وَعَلَى التَّأَسِّي فِي الْمَعَاشِ".
فَــ
سَمَّتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ الْحِلْفَ حِلْفَ « الْفُضُولِ » ([ 19 ])، وَ
قَالُوا: لَقَدْ دَخَلَ هَؤُلَاءِ فِي فَضْلٍ مِنَ الْأَمْرِ، ثُمَّ مَشَوْا إِلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ فَانْتَزَعُوا مِنْهُ سِلْعَةَ الزُّبَيْدِيِّ فَدَفَعُوهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فِي ذَلِكَ :
حَلَفْتُ لَنَعْقِدَنَّ حِلْفًا عَلَيْهِمْ ** وَإِنْ كُنَّا جَمِيعًا أَهْلَ دَارِ
نُسَمِّيهِ « الْفُضُولَ » إِذَا عَقَدْنَا ** يَعِزُّ بِهِ الْغَرِيبُ لِذِي الْجِوَارِ
وَيَعْلَمُ مَنْ حَوَالِي الْبَيْتِ أَنَّا ** أُبَاةُ الضَّيْمِ نَمْنَعُ كُلَّ عَارِ
وَقَالَ الزُّبَيْرُ أَيْضًا:
إِنَّ « الْفُضُولَ » تَعَاقَدُوا وَتَحَالَفُوا ** أَلَّا يُقِيمَ بَبَطْنِ مَكَّةَ ظَالِمُ
أَمْرٌ عَلَيْهِ تَعَاقَدُوا وَتَوَاثَقُوا ** فَالْجَارُ وَالْمُعْتَرُّ فِيهِمْ سَالِمُ ".([ 20])
وَذَكَرَ قَاسِمُ بْنُ ثَابِتٍ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ خَثْعَمٍ قَدِمَ مَكَّةَ حَاجًّا - أَوْ مُعْتَمِرًا - وَمَعَهُ ابْنَةٌ لَهُ يُقَالَ لَهَا: "الْقَتُولُط مِنْ أَوْضَأِ نِسَاءِالْعَالَمِينَ فَاغْتَصَبَهَا مِنْهُ نُبَيْهُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَغَيَّبَهَا عَنْهُ فَقَالَ الْخَثْعَمِيُّ: " مَنْ يُعْدِينِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ ؟".
فَقِيلَ لَهُ: " عَلَيْكَ بِحِلْفِ الْفُضُولِ" .
فَوَقَفَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَنَادَى: " يَا لَحِلْفِ الْفُضُولِ "....
فَإِذَا هُمْ يُعْنِقُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَقَدِ انْتَضَوْا أَسْيَافَهُمْ ..
يَقُولُونَ: جَاءَكَ الْغَوْثُ فَمَا لَكَ ؟؛
فَقَالَ : إِنَّ نُبَيْهًا ظَلَمَنِي فِي ابْنَتِي وَانْتَزَعَهَا مِنِّي قَسْرًا ".
فَسَارُوا مَعَهُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى بَابِ دَارِهِ
فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالُوا لَهُ:" أَخْرِجِ الْجَارِيَةَ وَيْحَكَ !؛ فَقَدْ عَلِمْتَ مِنْ نَحْنُ وَمَا تَعَاقَدْنَا عَلَيْهِ ".
فَقَالَ :"أَفْعَلُ !!!؛ وَلَكِنْ مَتِّعُونِي بِهَا اللَّيْلَةَ".
فَقَالُوا:"لَا وَاللَّهِ وَلَا شَخْبَ لِقْحَةٍ".
فَأَخْرَجَهَا إِلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ :
رَاحَ صَحْبِي، وَلَمْ أُحَيِّ الْقَتُولَا ** لَمْ أُوَدِّعْهُمْ وَدَاعًا جَمِيلًا
إِذْ أَجَدَّ « الْفُضُولُ » أَنْ يَمْنَعُوهَا ** قَدْ أَرَانِي وَلَا أَخَافُ الْفُضُولَا
لَا تَخَالِي أَنِّي عَشِيَّةَ رَاحَ الرَّكْبُ ** هُنْتُمْ عَلَيَّ أَنْ لَا أَقُولَا
وقيل في سبب التسمية:
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ هَذَا حِلْفُ الْفُضُولِ لِأَنَّهُ أَشْبَهَ حِلْفًا تَحَالَفَتْهُ «جُرْهُمٌ» عَلَى مِثْلِ هَذَا مِنْ نَصْرِ الْمَظْلُومِ عَلَى ظَالِمِهِ وَكَانَ الدَّاعِي إِلَيْهِ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَشْرَافِهِمِ اسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَضْلٌ، وَهُمْ:
الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ وَ
الْفَضْلُ بْنُ وَدَاعَةَ وَ
الْفُضَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ..
هَذَا قَوْلُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، وَ
قَالَ غَيْرُهُ : هُمُ :
الْفُضَيْلُ بْنُ شُرَاعَةَ
وَالْفَضْلُ بْنُ وَدَاعَةَ
وَالْفَضْلُ بْنُ قُضَاعَةَ.
وَقَدْ أَوْرَدَ السُّهَيْلِيُّ هَذَا. ([ 21 ]).
وبهذا التحقيق -وارجو أن أكون بفضل الله تعالى قد أصبت- تنتهي مسألة أي الحلفين حضره السيد الجليل والنبي النبيل محمد قبل بعثته.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 01 / 2019, 36 : 02 PM
فمَن هم المطيبون !!؟.
الْمُطَيَّبُونَ: هم :
هَاشِمٌ؛
وَ
أُمَيَّةُ؛
وَ
زُهْرَةُ؛
وَ
مَخْزُومٌ.
وقال ابن حجر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري:" أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مَرْفُوعًا :
" شَهِدْتُ مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكُثَهُ".
و
قال العسقلاني: وَحِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ كَانَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِمُدَّةٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ جَمْعٌ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فَتَعَاقَدُوا عَلَى أَنْ يَنْصُرُوا الْمَظْلُومَ وَيُنْصِفُوا بَيْنَ النَّاسِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ الْخَيْرِ ، وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ، وَيُسْتَفَادُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُمُ اسْتَمَرُّوا عَلَى ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ، وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ فِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
[ .2 ] الحلف الثاني:
روى البيهقي في السنن الكبرى؛ بَابُ إِعْطَاءِ الْفَيْءِ عَلَى الدِّيوَانِ [حديث مرفوع؛ رقم: 12110] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَوْفٍ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالَ:
«لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الإِسْلامِ لأَجَبْتُ ».
قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: كَانَ سَبَبُ الْحِلْفِ أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَتَظَالَمُ بِالْحَرَمِ، فَقَامَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ،وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فَدَعَواهُمْ إِلَى التَّحَالُفِ عَلَى التَّنَاصُرِ، وَالأَخْذِ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ، فَأَجَابَهُمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَعْضُ الْقَبَائِلِ مِنْ قُرَيْشٍ،
قال ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتَدَاعَتْ قَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى حِلْفٍ فَاجْتَمَعُوا لَهُ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ لِشَرَفِهِ، وَسَنِّهِ وَكَانَ حِلْفَهُمْ عِنْدَهُ، وَقَدْ سَمَّاهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ :
بَنُو هَاشِمٍ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ ،
وَ
بَنُو عَبْدِالْمُطَّلِبِ،
وَ
أَسَدُ بْنُ عَبْدِالْعُزَّى،
وَ
زُهْرَةُ بْنُ كِلَابٍ،
وَ
بَنُو تَيْمُ بْنُ مُرَّةَ ....
فَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا عَلَى أَنْ لَا يَجِدُوا بِمَكَّةَ مَظْلُومًا، مَنْ أَهْلِهَا وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ دَخَلَهَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا كَانُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ مَظْلَمَتَهُ فَسَمَّتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ الْحِلْفَ
« حِلْفَ الْفُضُولِ » .
قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: فَتَحَالَفُوا فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، فَسَمَّوْا ذَلِكَ الْحِلْفَ
حِلْفَ الْفُضُولِ
تَشَبُّهًا لَهُ بِحِلْفٍ كَانَ بِمَكَّةَ أَيَّامَ «جُرْهُمٍ» عَلَى التَّنَاصُفِ وَالأَخْذِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ، وَلِلْغَرِيبِ مِنَ الْقَاطِنِ، قَامَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ « جُرْهُمٍ » يُقالُ لَهُمُ:
الْفَضْلُ بْنُ الْحَارِثِ،
وَ
الْفَضْلُ بْنُ وَدَاعَةَ،
وَ
الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ،
فَقِيلَ حِلْفُ الْفُضُولِ جَمْعًا لأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ.
وقَالَ غَيْرُ الْقُتَيْبِيِّ فِي أَسْمَاءِ هَؤُلاءِ:
فَضْلٌ
وَ
فَضَالٌ
وَ
فُضَيْلٌ
وَ
فَضَالَةُ.
تحقيق:
وَالَّذِي فِي حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ حِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَحْسِبُهُ أَرَادَ حِلْفَ الْفُضُولِ، لِلْحَدِيثِ الآخَرِ، وَلأَنَّ الْمُطَيَّبِينَ هُمُ الَّذِينَ عَقَدُوا حِلْفَ الْفُضُولِ، قَالَ : وَأِيُّ فَضْلٍ يَكُونُ فِي مِثْلِ التَّحَالُفِ الأَوَّلِ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: " مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكُثَهُ وَأَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ " وَلَكِنَّهُ أَرَادَ حِلْفَ الْفُضُولِ الَّذِي عَقَدَهُ الْمُطَيَّبُونَ،
وحِلْفِ الْفُضُولِ كَانَ أَنْ لَا يُعِينَ ظَالِمٌ مَظْلُومًا بِمَكَّةَ، وَذَكَرُوا فِي سَبَبِ ذَلِكَ أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً مُحَصِّلُهَا أَنَّ الْقَادِمَ مِنْ أَهْلِ الْبِلَادِ كَانَ يَقْدَمُ مَكَّةَ فَرُبَّمَا ظَلَمَهُ بَعْضُ أَهْلِهَا فَيَشْكُوهُ إِلَى مَنْ بِهَا مِنَ الْقَبَائِلِ فَلَا يُفِيدُ، فَاجْتَمَعَ بَعْضُ مَنْ كَانَ يَكْرَهُ الظُّلْمُ وَيَسْتَقْبِحُهُ إِلَى أَنْ عَقَدُوا الْحِلْفَ، وَظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ.
**
محصلة البحث ونهايته :
" وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ السِّيَرِ أَنَّهُ أَرَادَ حِلْفَ الْفُضُولِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُدْرِكْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ . "([ 22 . ])
**
يتبقى لي بحث فقه الحديث؛ والدروس المستفادة من قول سيد ولد آدم عليه السلام؛ والفهم السئ من تأويله عند البعض!!.
محمد فخر الدين الرمادي
03 جماد أول 1440ه~09/01/2019م
يتبع بإذنه تعالى.".
*-*-*-*-*-
شريف حمدان
10 / 01 / 2019, 15 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 01 / 2019, 24 : 12 AM
[٢٩. ] القسم التاسع والعشرون:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:" تجارته في مال خديجة "
:" ما زلنا في مكة المكرمة لم نغادرها بعد..
نتعايش فترة شباب الصادق الأمين محمد بن عبدالله..
كما أطلقت قريش عليه..
ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه، إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنمًا، رعاها في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط [1]..
ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب، فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي [2] فكان خير شريك له، لا يدارى ولا يمارى، وجاءه يوم الفتح فرحب به، وقال:" مرحبًا بأخي وشريكي".
وفي الخامسة والعشرين من سِنِهِ خرج تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها.
روى محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ – يَقُولُ: " مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَاعِيَ غَنَمٍ" . [3]،
قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ [4] :" وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟،
قَالَ : " وَأَنَا كُنْتُ أَرْعَاهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ " [5] ".
وعند ابن ماجه :" قَالَ سُوَيْدٌ - يَعْنِي - كُلَّ شَاةٍ بِقِيرَاطٍ ". [6]
وهكذا نجد أنه عليه الصلاة والسلام يعتبر قدوة صالحة وأسوة حسنة لشباب هذه الأمة المرحومة!!
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 01 / 2019, 29 : 12 AM
تمهيد لمسألة تجارته -عليه السلام- في مال خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَمَّا اسْتَوَى وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَلَيْسَ لَهُ كَثِيرُ مَالٍ اسْتَأْجَرَتْهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ إِلَى سُوقِ حُبَاشَةَ، وَاسْتَأْجَرَتْ مَعَهُ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : " مَا رَأَيْتُ صَاحِبَةً خَيْرًا مِنْ خَدِيجَةَ، مَا كُنَّا نَرْجِعُ أَنَا وَصَاحِبِي إِلا وَعِنْدَهَا تُحْفَةٌ مِنْ طَعَامٍ تَخْبَؤُهُ لَنَا".
قَالَ اللَّيْثُ فِي حَدِيثِهِ: اسْتَأْجَرَتْهُ بِسَقْبٍ يَدْفَعُهُ إِلَيْهِ غُلامُهَا مَيْسَرَةُ إِذَا رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ. فَرَأَى مَيْسَرَةُ مِنْ يُمْنِهِ وَخُلُقِهِ وَالْبَرْكَةِ فِي سَفَرِهِ، وَالزِّيَادَةِ فِي الرِّبْحِ مَا اشْتَدَّ بِهِ حُبُّهُ إِيَّاهُ، فَقَدِمَ وَهُوَ يَهْتِفُ بِهِ، فَسَبَقَ إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبَرَهَا خَبَرَ مَا أَصَابَ مِنَ الظَّفَرِ وَالرِّبْحِ، وَمَا رَأَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ،
قَالَتْ: فَأَرِنِيهِ، فَلَمَّا أَقْبَلَتِ الْعِيرُ أَشَارَ لَهَا إِلَيْهِ، وَإِذَا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ، وَتَسِيرُ مَعَهُ.
فَأَمَرَتْ لَهُ بِسَقْبٍ آخَرَ، وَعَلِقَهُ قَلْبُهَا لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَا مِنَ السَّعَادَةِ [7].
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 01 / 2019, 55 : 12 AM
السيدات العفيفات الصالحات والسادة الأعزاء الكرام .. !
مَن يرغب في مراجعة وقراءة بحثي عن أم المؤمنين السيدة /
خديجة بنت خويلد
فالرجاء التكرم بالإنتقال إلى
http://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=123175
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
شريف حمدان
29 / 01 / 2019, 15 : 09 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 02 / 2019, 12 : 11 AM
[٤٥] « „ شهوده -عليه السلام- بنيان الكعبة ووضعه بيده الشريفة الحجر الأسود في مكانه من البيت العتيق‟»
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 02 / 2019, 24 : 11 AM
﴿ ٤٥ ﴾ الكعبة و وضعه الحجر الأسود بيده
تعظيم قومه له في شبابه.. وتحكيمهم اياه..والتماسهم دعاءه.. وتسميته بالأمين[(1)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
*. ) مدخل :
ما زلنا نتعايش أحداث المرحلة المكية قبل البعثة المحمدية التي أنقذت البشر من الضلال؛ وبيَّنت لبني آدم طريق الهدى والرشاد.. -إذا فهمت فهماً صحيحاً وطبقت تطبيقاً واعياً-.. فمَن يدرس ويتابع السيرة النبوية العطرة -على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وخالص البركات- يجدها تنقسم إلى أحداث.. وأخبار مرحلة ما :
- قبل الميلاد السعيد؛ وهذه المرحلة تبدء مِن عهد أبينا آدم -أبي البشرية جمعاء؛ سلام الله عليه وصلاته وبركاته- ثم دعاء أبي الأنبياء الخليل إبراهيم مع ابنه الذبيح إسماعيل؛ فموسى بن عمران فبشرى المسيح عيسى ابن مريم النذيرة الزهراء العذراء البتول -عليهم السلام-.
هذا أولاً..
ثم أُثني -بمشيئته وكرمه ولطفه ومعونته- بمرحلة ما :
- قبل البعثة المصطفوية وقبل الرسالة المحمدية؛ وهي أحداث ما قبل زواج الوالد عبدالله بن عبدالمطلب بآمنة بنت وهب الزُهرية؛ ومِن ثم الحَمل الشريف المبارك.. فأحداث الحَبل وما صاحبه.. ومن ثم ما صاحب الولادة الزكية من أحداث ومواقف؛ فرضاعته؛ وحضانته؛ ففترة طفولته؛ وصباه؛ فشبابه؛ فرجولته.
وثالثاً :
- عهد البعثة ونزول الرسالة الخاتمة على قلبه الطاهر ويطلق عليها:
المرحلة المَكية..
فرابعاً:
مرحلة ما :
- بعد الهجرة التي فرقت بين الهدى وبين الضلال؛ ويطلق عليها:
المرحلة المدنية؛
ويقصد بها الفترة الزمنية التي عاشها صاحب الرسالة العصماء في يثرب والتي سميت بمدينة الرسول؛ ونعتت بالمنورة؛ فقد طيَّب ثراها جسده الطاهر بعد أن أنتقل إلى الرفيق الأعلى.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 02 / 2019, 48 : 11 AM
*. ) تمهيد:
البحثُ المبني علىٰ نصٍ.. قد يظن غير أهل هذا العلم أنه شرعي فيترتب عليه إشكال كبير حين التعامل معه؛ ومن ثم الإخبار به وتطبيقه عملياً؛ فالمنهاج المحمدي والشريعة الإسلامية أُنْزلت من رب السماوات وإله الأرض للتطبيق والتنفيذ والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. إذ أن البحوث الشرعية تنقسم إلى ثلاثة :
إما بحث متعلق بـ :
[١ .] العقيدة والإيمان؛
وإما بحث متعلق بـ :
[٢ .] الأحكام الشرعية العملية للحياة اليومية؛
وإما بحث متعلق بــ :
[٣ .] قَصص الأنبياء مع أقوامهم.. والإخبار عن مَن سبق مِن الأمم.
وعلى أساس هذا التقسيم تختلف أدلة الإثبات لمسألة البحث؛ فجميع أدلة مسائل العقيدة والإيمان يجب أن تكون قطعية الثبوت؛ أي أنها من الوحي السماوي؛ وأيضاً قطعية الدلالة؛ بمعنى أنها تعطي فهماً واحداً لا يتعداه.. كـــ
مسألة الوحدانية
أو
الربوبية
أو
الألوهية
أو
الحاكمية ،
أو
مسألة الأنبياء والمرسلين..
فيجب أن يقع على ظاهر يد الباحث دليل قطعي الثبوت يخبرنا الخالق الواجد المبدع المصور عن نفسه العلية و
عن ربوبيته و وحدانيته وألوهيته وحاكميته؛ وأن نعبده كما -سبحانه وتعالى- أمر؛ وننفذ الأمر هذا ونطبقه كما بيَّنه لنا رسوله الكريم المعصوم ولا يتعدى الفهم في هذه المسألة فهماً آخراً؛
أو
معنى غيره:
فلا زيادة في عبادة أو نقصان..
مِن خلال الوحي المنزل مِن فوق سبع سماواتٍ طباقاً بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- على قلب أمين الأرض والسماء النبي الخاتم والرسول المتتم للرسل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب -صلى الله عليه وآله وسلم-..
ومسألة العقيدة وقضية الإيمان تبحث مِن خلال نصٍ شرعي يقول:
" وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِد ٌ"..
ثم يكمل في نفس الآية الكريمة :
" لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ"..
ثم يوضح اسماءه فيذكر فيقول :
" الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ".﴿البقرة: ١٦٣﴾
ثم يأتي نص شرعي آخر ..
قطعي الثبوت -أيضاً- وأنه من الوحي المنزل وقطعي الدلالة يقول :
"إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ "..
ثم يربط الحياة الدنيا التي نعيش فيها بالآخرة بعد الموت حيث الثواب والعقاب على ما جرى في حياتنا الدنيا فيقول :
"فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ". ﴿النحل: ٢٢﴾
ثم يبدء الرسول المبلغ لشرع ربه في تبليغ اسماء هذا الإله -الله تعالى ذكره وجل قدره- بصفاته العلا ليزيد الأمر وضوحاً فيقول حصراً :
" إِنَّمَا إِلَـٰهُكُمُ اللَّـهُ "..
ثم يأتي منه سبحانه وصف :
" الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ "..
ويكمل الوصف بقوله:
" وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ".﴿طه: ٩٨﴾.
ويزيد الوحي السماوي الأمر وضوحاً بأن يخبرنا عن رسول الله إلى الناس فيقول:
" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ "..
ويخبرنا بما زاد عنده -صلى الله عليه وآله وسلم-:
" يُوحَىٰ إِلَيَّ"..
ويحدد القضية الأساسية والمسألة العظمىٰ فيقول :
" أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ "..
ثم يخبرنا عن مسألة الآخرة بتعبير آخر:
" فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَايُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ".﴿الكهف: ١١٠﴾.
فلا وسيط بين العبد وربه
وهنا يربط النص القرآني الكريم بين العمل الصالح وافراد الله تعالى بالوحدانية.
ثم يخبرنا سبحانه فيقول:
" إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ" ﴿الصافات: ٤﴾
ثم يتعرض الذكر الحكيم لمسألة في غاية الأهمية وغاية الصعوبة لمن يرى خلاف الحقيقة فيقول :
" وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ... وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ.. وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ .. وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" ﴿العنكبوت: ٤٦﴾
وهذه النصوص الشرعية -الوحي الإلهي- تعطى معناً واحداً فقط لا يتعداه إلىٰ معنىٰ زائد أو يتطرق إليه الشك أو الإرتياب...
وهذا في بحوث العقيدة والإيمان بالغيب.
أما بحوث الفقه [فهم النص القرآني الكريم آيات الذكر الحكيم أو النص الرسولي النبوي المصطفوي] المتعلق بالأحكام الشرعية [العملية؛ التطبيقية] في الحياة الدنيا اليومية فيكفي غلبة الظن أن الدليل الشرعي مِن مجمل الوحي المنزل..
لذا تجد أيهاالقارئـ(ــ)ـة الكريم أن المسائل الفقهية الفرعية التفصيلية ذهبَ كل إمام وصاحب أهلية الإجتهاد لمذهبٍ غير الإمام والمجتهد الآخر..
أما المسائل المتعلقة بقَصص الأنبياء فيأتي النص القرآني الكريم والذكر الحكيم ناطقا بالقول :
"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَاالْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" ﴿يوسف: ٣﴾
وأحسن القَصص في سورة يوسف -عليه السلام- بمعنى أصدق القَصص. بدليل قوله في آية الكهف :" نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِـالْحَقِّ ". ﴿الكهف: ١٣﴾
ثم تأتي إشارة واضحة تقول:
" ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ "..
فيأتي التأكيد بقوله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- :
" نُوحِيهِ إِلَيْكَ "..
ويأتي التأكيد الثاني بقوله :
" وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ "..
ويأتي التأكيد الآخير في هذه الآية الكريمة بقوله:
" وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ " ﴿آل عمران: ٤٤﴾
وايضا في قصة يوسف :
"ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ " . ﴿يوسف: ١٠٢﴾
وهنا ينبغي التوقف عند سرد روايات وحكايات وأخبار والأثار عن الأمم السابقة ليس لها دليل.. وتعتمد علىٰ إسرائيليات؛
قد تصدق وقد تكذب..
لذا تقرأ عند ابن إسحاق -مثلاً- قوله:
-فيما يزعمون-
حين يتشكك مِن الرواية التي يذكرها في موضع الإستدلال..
أو يقول :
"رَوَىٰ"
أو
"يُرْوَى"
بصيغة التجهيل
دون ذكر اسم أو نعت من يروي الخبر الذي يريد أن يستشهد به..
واعتبر بعض العلماء مثل هذه الــــ روايات أنها مِن
ملح التفسير
لما قد أغمض..
ومن عجائب التأويل
لما تعذر فهمه.
وليس من متين العلم...
مع التنبيه والتذكير والتفهيم عند ذكر مثل هذه الروايات!!!.
**
شريف حمدان
04 / 02 / 2019, 36 : 10 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 02 / 2019, 34 : 02 PM
هذا البحث يدور حول
" بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ " :
أَيْ عَلَى يَدِ قُرَيْشٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- قَبْلَ بَعْثَتِهِ .
٤٥ . ١ . ] تحديد سِنِّهِ وقت إعادة بناء الكعبة:
ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم خمسا وثلاثين سنة ظهرت.. وبهرت أمارات خبره واشتهرت بركته وأمانته في أم القرى.
فــ
قد ذكر ابن الجوزي هذه القصة في المنتظم في حوادث سنة خمس وثلاثين، وهي
السنة التي بُنيت فيها الكعبة، و
السنة التي وُلدت فيها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، و
كان صلى الله عليه وآله وسلم إذ ذاك ابن خمس وثلاثين[(2)]
وعند الكتاني:" وقيل خمساً وعشرين -عاما من عمره- اجتمعت قريشُ لِبُنيان الكعبةِ ".[(3)]
وصحح الحلبي هذه المسألة بقوله :" لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة على ما هو الصحيح ".[(4.)]
وأوضح صاحب المقتفى المسألة بالقول: " بِنَاء الْكَعْبَة سنة خَمْسَة وَثَلَاثِينَ من الْفِيل "[(5)]
وفي الإمتاع: " وذلك قبل المبعث بخمس عشرة [١٥] سنة.. وبعد الفجار بخمس عشرة [١٥] سنة- "[(6)]
يقول أبو زهرة: " أصاب الوهن بناء الكعبة المشرفة، فأرادت قريش أن تجدد بناءها، وكان ذلك بعد عشر [ ١٠ ] سنين من تزوج محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها.. و
كان النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قدبلغ الخامسة والثلاثين [ ٣٥ ] ؛ رجلاً سوياً . و
لم يكن قبل تزوجه كما توهم بعض الرواة من غير سند صحيح. و
بذلك كان بناء الكعبة المشرفة قبل مبعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بخمس سنين إذ أن البعث كان فى الأربعين، وتجديد البناء كان فى الخامسة والثلاثين من عمره الشريف[(7)]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 27 : 07 PM
٤٥ . ٢ . ] « „ ذكر شهود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنيان الكعبة ووضعه الحجر الأسود بيده الشريفة ‟» [(8)]"
٤٥ . ٢ . ١ . ] نافذةٌ تطل علىٰ مسألة البحث :
ما مِن أمرٍ جامعٍ فيه خيرٌ فى ذاته، وللناس كافة، إلا اشترك فيه النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بفضلٍ من المال والعمل، وإن قريشاً، بل العربَ أجمعون كان يربطهم رباط لا يهي ولاينقطع، لأنه يتجدد آناً بعد آنٍ، وهو يتكون من عنصرين:
[١ .] أحدهما : الكعبة المكرمة التى بناها أبو الأنبياء الخليل إبراهيم صلى الله تعالى عليه وسلم، وهى أول بيت وضع للناس، والحج إليها، وإقامة المناسك فيها.
[٢ .] ثانيهما : اعتقادهم أن الله سبحانه وتعالى خالق السموات والأرض، وقد كانواحريصين علىٰ تلك الرابطة، لا يتركونها، ولا يقطعونها، وخصوصاً قريشاً، إذ وجدوا فيه عزهم الذى يعتزون، وشرفهم الذى يتنافرون به أمام العرب جميعا، ويجعل لهم سيادةً وحكما، وحسبهم أن العرب يتقاتلون إلا فى أرضهم، فإذا جاؤا إليهم كانوا في حرم آمن، كما مَنَّ الله سبحانه وتعالى عليهم، فقال تعالت كلماته:
« أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً، وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ،أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ». [سورة العنكبوت:67.]
وفي الخامسة والثّلاثين من عمره: بَنَتْ قريش الكعبة، ووضع صلى الله عليه وآله وسلم الحجر الأسود بيده الشريفة مكانه مِن البيت العتيق: [(9)]:
٤٥ . ٢ . ٢ . ] سبب هذا البنيان :
.. وكان في بنيان قريش الكعبةأمور[(10)] :
الأول: توهينها من الحريق الذي أصابها، وذلك أن امرأة جمرت الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت[(11)].
فقد روي أنّ سبب انهدامِها أَنّ امرأة ً جاءت بِمجمرة تجمِّر الكعبة سقطتْ منها شرارةٌ فتعلّقت بكسوة الكعبة فاحترقت[(12)]
الثاني: كَانَ السَّيْل يدْخل الْبَيْت فاتصدعت الجدران فخافوا عَلَيْهِ أَن يتهدم وَيَقَع[(13)] بعد توهينها[(14)].
فـ الذي حَملهم على ذلك أنّ بابَ الكعبة كان بالأرض وكان السَّيلُ يدخل من أعلى مكة حتى يدخل البيت فانصدع.. وسرق طِيبَ الكعبة ِ فخافوا أنْ ينهدم البيت[(15)].
وعند ابن الجوزي؛ في الوفا :" هدمت قريش الكعبة وبنتها، لأنها كانت قد تضعضعت بالسيل. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينقل معهم الحجارة. [(16)]".
الثالث: أن نفرا سرقوا حُلي الكعبة وغزالين من ذهب. و
قيل غزال واحد مرصع بدر وجوهر وكان في بئر في جوف الكعبة، وكان الذي وجد عنده ”دويك“ مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة فقطعت قريش يده. و
تزعم قريش أن الذين سرقوه وضعوه عند ”دويك“[(17)].
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 31 : 07 PM
رواية ابن إسحاق:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ[(18)]: فلما بلغ رسول الله- صلى الله عليه وَسَلّمَ- خَمْسًا وَثَلَاثِينَ[(19)] سَنَةًاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ لِبُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَكَانُوا يُهِمّونَ بِذَلِكَ، لِيُسَقّفُوهَا وَيَهَابُونَ هَدْمَهَا، فــ شهد بنيان الكعبة ووضع الحجر الأسود بيده الشريفة .. وذلك قبل [أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى] موت رسول الله بثمانية وعشرين سنة[(20)]
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 35 : 07 PM
ارتفاع الكعبة:
الكعبة كانت رسما[(21)] [رَضْماً] فَوْقَ الْقَامَةِ [(22)]، فَأَرَادُوا رَفْعَهَا وَتَسْقِيفَهَا، وَذَلِكَ أَنّ نَفَرًا سَرَقُوا كَنْزًا لِلْكَعْبَةِ، وَإِنّمَا كَانَ يَكُونُ فِي بِئْرٍفِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ الّذِي وُجِدَ عِنْدَهُ الْكَنْزُ دُوَيْكًا مَوْلًى لِبَنِي مُلَيْحِ بن عمرو من خزاعة.
قال ابن هشام: فَقَطَعَتْ قُرَيْشٌ يَدَهُ. وَ
تُزْعِمُ قُرَيْشٌ أَنّ الّذِينَ سَرَقُوهُ وَضَعُوهُ عِنْدَ دُوَيْكٍ وَ
كَانَ الْبَحْرُ قَدْ رَمَى بِسَفِينَةٍ إلَى جُدّةَ لِرَجُلٍ مِنْ تُجّارِ الرّومِ، فَتَحَطّمَتْ،فَأَخَذُوا خَشَبَهَا فَأَعَدّوهُ لِتَسْقِيفِهَا،
خرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى السفينة فابتاعوا خشبها وكلموا الرومي "باقوم" فقدم معهم فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيف الكعبة. "
وفي المقفى:
" وَأَقْبَلت فِي الْبَحْر سفينة نفر من الرّوم وَكَانَ رَأْسهمْ بِنَاء يُقَال لَهُ باقوم[(23)] ".
شريف حمدان
18 / 02 / 2019, 35 : 07 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 37 : 07 PM
وهناك روية آخرى:
قال الأموي: كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم تحمل له آلات البناء من الرخام والخشب والحديد، سرحها قيصر مع "باقوم" إلى الكنيسة التي أحرقها الفرس بالحبشة، فلما بلغت مرساها من جدة بعث الله تعالى عليها ريحا فحطمتها.
قال ابن إسحاق: وَكَانَ بِمَكّةَ رَجُلٌ قِبْطِيّ [مِصْري] نَجّارٌ، فَتَهَيّأَ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ بَعْضُ مَا يُصْلِحُهَا .[(24)].
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 42 : 07 PM
حكايةُ الــ حَيّةِ :"
وَكَانَتْ حَيّةً [(25)] تَخْرَجُ مِنْ بِئْرِ الْكَعْبَةِ الّتِي كَانَ يُطْرَحُ فِيهَا مَا يُهْدَى لَهَا كُلّ يَوْمٍ،فَتَتَشَرّقُ عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَتْ مِمّا يَهَابُونَ، وَذَلِكَ أَنّهُ كَانَ لَا يَدْنُو مِنْهَا أَحَدٌ إلّا احْزَأَلّتْ[(26)] وَكَشّتْ[(27)]، وَفَتَحَتْ فَاهَا، وَكَانُوا يَهَابُونَهَا. فَبَيْنَا هِيَ ذَاتُ يَوْمٍ تَتَشَرّقُ عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ، كَمَا كانت تصنع. [(28)] .[(29)] بَعَثَ اللهُ إلَيْهَا طَائِرًا فَاخْتَطَفَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَـ قَالَتْ قُرَيْشٌ: إنّا لَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ رَضِيَ مَا أَرَدْنَا، عِنْدَنَا عَامِلٌ رَفِيقٌ، وعندنا خشب، وقد كفانا الله الحيّة [(30)].
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 52 : 07 PM
أبو وهب- خال رسول الله – وما حدث له عند بناء الكعبة[(31)]:
فَلَمّا أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ فِي هَدْمِهَا وَبِنَائِهَا، قَامَ أبو وهب بن عمرو بن عائذ ابن عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ.
قَالَ ابْنُ هشام: عائذ: ابن عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ.
فــ َ
تَنَاوَلَ مِنْ الْكَعْبَةَ حَجَرًا، فَوَثَبَ مِنْ يَدِهِ، حَتّى رَجَعَ إلَى مَوْضِعِهِ.
فقال: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إلّا طَيّبًا، لَا يَدْخُلُ فِيهَا مهر بغي[(32)] ولا بيع ربا [(33)]، ولا مظلمة أَحَدٍ مِنْ النّاسِ، وَالنّاسُ يَنْحُلُونَ [(34)] هَذَا الْكَلَامَ الوليد بن المغيرة عبدالله بن عمر بن مخزوم.
قال ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدْ حَدّثَنِي عَبْدُاللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكّيّ أَنّهُ حُدّثَ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمّيّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جمح بن عمرو ابن هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. أَنّهُ رَأَى ابْنًا لِـــ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو يَطُوفُ بِالْبَيْتِ،
فَسَأَلَ عَنْهُ،
فَقِيلَ: هَذَا ابْنٌ لِــ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ،
فَقَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ صَفْوَانَ عِنْدَ ذَلِكَ: جَدّ هَذَا، يَعْنِي: أَبَا وَهْبٍ الّذِي أَخَذَ حَجَرًا مِنْ الْكَعْبَةِ حَيْنَ أَجْمَعَتْ قُرَيْشٌ لِهَدْمِهَا، فَوَثَبَ مِنْ يَدِهِ، حَتّى رَجَعَ إلَى مَوْضِعِهِ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ:
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ:
- لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إلّا طَيّبًا.
- لَا تُدْخِلُوا فيها مهر بغي،
- ولا بيع ربا،
- ولا مظلمة أحد من الناس.[(35)]".
شعر في أبي وهب[(36)]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَ أَبُو وَهْبٍ: خَالُ أَبِي رسول الله صلى الله عليه وسلم- وكان شَرِيفًا، وَلَهُ يَقُولُ شَاعِرٌ مِنْ الْعَرَبِ:
وَلَوْ بِأَبِي وَهْبٍ أَنَخْتُ مَطِيّتِي ** غَدَتْ مِنْ نَدَاهُ رَحْلُهَا غَيْرَ خَائِبٍ
بِأَبْيَضَ مِنْ فَرْعَ يْلُؤَيّ بْنِ غَالِبٍ ** إذَا حُصّلَتْ أَنْسَابُهَا فِي الذّوَائِبِ
أَبِيّ لِأَخْذِ الضّيْمِ يَرْتَاحُ لِلنّدَى ** تَوَسّطَ جَدّاهُ فُرُوعَ الْأَطَايِبِ
عَظِيمِ رَمَادِ الْقِدْرِ يَمَلّا جِفَانَهُ ** من الخبز يعلوهنّ مثل السّبائب
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 54 : 07 PM
نصيب قبائل قريش في تجزئةالكعبة[(37)]"
ثم إن قريشا تجزّأت[(38)] الْكَعْبَةَ، فَكَانَ شِقّ الْبَابِ لِبَنِي عَبْدِمَنَافٍ وَزُهْرَةَ وَ
كَانَ مَا بَيْنَ الرّكْنِ الْأَسْوَدِ وَالرّكْنِ الْيَمَانِي لِبَنِي مَخْزُومٍ،
وَقَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ انْضَمّوا إلَيْهِمْ، وَ
كَانَ ظَهْرُ الْكَعْبَةِ لِبَنِي جُمَحٍ وَسَهْمٍ،ابْنَيْ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. وَ
كَانَ شِقّ الْحَجَرِ لِبَنِي عَبْدِالدّارِ بْنِ قُصَيّ، وَلِبَنِي أَسَدِ بْنِ الْعُزّى بْنِ قُصَيّ، وَلِبَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ وهو الحطيم...
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 59 : 07 PM
الوليد بن المغيرة يبدأ بهدم الكعبة[(39)]:
ثُمّ إنّ النّاسَ هَابُوا هَدْمَهَا وَفَرِقُوا[(40)] مِنْهُ.
فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: أَنَا أَبْدَؤُكُمْ فِي هَدْمِهَا، فَــــ
أَخَذَ الْمِعْوَلَ،
ثُمّ قَامَ عَلَيْهَا، وَ
هُوَ يَقُولُ:
" اللهُمّ لَمْ تُرَعْ[(41)]-
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: لَمْ نَزِغْ- اللهُمّ إنّا لَا نُرِيدُ إلّا الْخَيْرَ، ثُمّ هَدَمَ مِنْ نَاحِيَةِ الرّكْنَيْنِ، فتربّص الناس تلك اللّيلة، و
قالوا: ننظر،
فَإِنْ أُصِيبَ لَمْ نَهْدِمْ مِنْهَا شَيْئًا
وَرَدَدْنَاهَا كَمَا كَانَتْ،
وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ،
فَقَدْ رَضِيَ اللهُ صُنْعَنَا،
فَهَدَمْنَا.
فَأَصْبَحَ الْوَلِيدُ مِنْ لَيْلَتِهِ غَادِيًا عَلَى عَمَلِهِ،
فَـــ
هَدَمَ وَهَدَمَ النّاسُ مَعَهُ،
حَتّى إذَا انْتَهَى الْهَدْمُ بِهِمْ إلَى الْأَسَاسِ أَسَاسِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السّلَامُ أَفْضَوْا إلَى حِجَارَةٍ خُضْرٍ كَالْأَسْنِمَةِ[(42)] آخِذٌ بَعْضُهَا بَعْضًا.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 01 : 08 PM
امتناع قريش عن هدم الأساس وسببه[(43)]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي بَعْضُ مَنْ يَرْوِي الحديث: أنّ رجلا من قريش، ممن كَانَ يَهْدِمُهَا، أَدْخَلَ عَتَلَةً بَيْنَ حَجَرَيْنِ مِنْهَا لِيُقْلِعَ بِهَا أَحَدَهُمَا، فَلَمّا تَحَرّكَ الْحَجَرُ تَنَقّضَتْ مَكّةُ بِأَسْرِهَا، فَانْتَهَوْا عَنْ ذَلِكَ الْأَسَاسِ.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 04 : 08 PM
الكتاب الذي وجد في الركن:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدّثْت أَنّ قُرَيْشًا وَجَدُوا فِي الرّكْنِ كِتَابًا بِالسّرْيَانِيّةِ، فَـــ
لَمْ يَدْرُوا مَا هُوَ،
حَتّى قَرَأَهُ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَإِذَا هُوَ:
« أَنَا اللهُ ذُو بَكّةَ، خَلَقْتهَا يَوْمَ خَلَقْتُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَصَوّرْتُ الشّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَحَفَفْتهَا بِسَبْعَةِ أَمْلَاكٍ حُنَفَاءَ، لَا تَزُولُ حَتّى يَزُولَ أَخْشَبَاهَا، مُبَارَكٌ لِأَهْلِهَا فِي الْمَاءِ وَاللّبَنِ » .
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ:أَخْشَبَاهَا: جَبَلَاهَا.
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 06 : 08 PM
الكتاب الذي وجد في المقام[(44)]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدّثْت أَنّهُمْ وَجَدُوا فِي الْمَقَامِ كِتَابًا فِيهِ:
« مَكّةُ بَيْتُ اللهِ الْحَرَامِ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا مِنْ ثَلَاثَةِ سُبُلٍ، لَا يُحِلّهَا أَوّلُ مِنْ أَهْلِهَا » .
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 09 : 08 PM
حجر الكعبة المكتوب عليه العظة:
قال ابن إسحاق:
وزعم ليث بن زعم لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ أَنّهُمْ وَجَدُوا حَجَرًا فِي الْكَعْبَةِ قَبْلَ مَبْعَثِ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِينَ [40] سَنَةً- إنْ كَانَ مَا ذَكَرَ حَقّا- مَكْتُوبًا فِيهِ:
« مَنْ يَزْرَعْ خَيْرًا، يَحْصُدْ غِبْطَةً، وَمَنْ يَزْرَعْ شَرّا، يَحْصُدْ نَدَامَةً. تَعْمَلُونَ السّيّئَاتِ، وَتُجْزَوْنَ الْحَسَنَاتِ! أَجَلْ، كَمَا لَا يجتنى من الشّوك العنب » .
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 02 / 2019, 12 : 08 PM
الإختلاف بين قريش في وضع الحجر[(45)]:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ... ثُمّ إنّ الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ جَمَعَتْ الْحِجَارَةَ لِبِنَائِهَا، كُلّ قَبِيلَةٍ تَجْمَعُ عَلَى حِدَةٍ،
ثُمّ بَنَوْهَا،
حَتّى بَلَغَ الْبُنْيَانِ مَوْضِعَ الرّكْنِ، فَــ
اخْتَصَمُوا فِيهِ،
كُلّ قَبِيلَةٍ تُرِيدُ أَنْ تَرْفَعَهُ إلَى مَوْضِعِهِ دُونَ الْأُخْرَى،
حَتّى تحاوروا وَتَحَالَفُوا؛ وَأَعَدّوا لِلْقِتَالِ..
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 26 : 07 PM
ابو أمية بن المغيرة يجد حلاً[(46)]:
فـزعم بعض أهل الرواية:
أن أَبَا أُمّيّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ بن مخزوم، وكان عامئذ[(47)] وهو رأس قريش[(48)]: أَسَنّ قُرَيْشٍ كُلّهَا، قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ- فِيمَا تَخْتَلِفُونَ فِيهِ- أَوّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ يَقْضِي بَيْنَكُمْ فِيهِ، فَفَعَلُوا:
فَـ
قال الكتاني : أَوّل مَنْ يدخل من باب بني شَيبةَ[(49)].[(50)]
" وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمّي رَسُولَ اللهِ- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ: الْأَمِينَ[(51)].
كان الله سبحانه قد صانه صلى الله عليه وآله وسلم وحماه من صغره، وطهره [(52)] وبرّأه من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلق جميل حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بـ
« الأمين »، لما شاهدوا من طهارته وصدق حديثه وأمانته[(53)] "
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 30 : 07 PM
الرسول يضع الحجر[(54)]:
كَانَ أَوّلَ دَاخِلٍ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَلَمّا رَأَوْهُ قَالُوا : " هَذَا « الْأَمِينُ »، رَضِينَا به[(55)]، هَذَا « مُحَمّدٌ »، فَلَمّا انْتَهَى إلَيْهِمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " هَلُمّ إلَيّ ثَوْبًا[(56)]، فَأُتِيَ بِهِ، فَأَخَذَ الرّكْنَ فَوَضَعَهُ فِيهِ بِيَدِهِ، ثُمّ قَالَ: لِتَأْخُذَ كُلّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنْ الثّوْبِ، ثُمّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا، فَفَعَلُوا: حَتّى إذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ، وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ، ثُمّ بَنَى عَلَيْهِ. [(57)]
"ويقال: كان الثوب الّذي وضع فيه الحجر للوليد بن المغيرة[(58)].".
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 02 / 2019, 24 : 11 PM
صيانة العليم الحفيظ لخاتم أنبياءه وآخر رسله ومتمم المبتعثين[(59)] :
قَالَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ يَقُولُ:
" لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ العَبَّاسٌ [عم النبي] وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ [يَقِيكَ] مِنَ الْحِجَارَةِ، فَفَعَلَ، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ وَقَالَ:
"إِزَارِي ... إِزَارِي"،
فَشَدَّهُ عَلَيْهِ [(60)].
[رواه الشيخان عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما] .
الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فِي بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ[(61)]
رجعٌ إلى خبر ابن إسحاق:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ عَمَّا كَانَ اللَّهُ يَحْفَظُهُ بِهِ فِي صِغَرِهِ أَنَّهُ قَالَ:
" لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي غِلْمَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ نَنْقُلُ حِجَارَةً لِبَعْضِ مَا يَلْعَبُ بِهِ الْغِلْمَانُ، كُلُّنَا قَدْ تَعَرَّى وَأَخَذَ إِزَارًا وَجَعَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ يَحْمِلُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ، فَإِنِّي لأُقْبِلُ مَعَهُمْ كَذَلِكَ وَأُدْبِرُ، إِذْ لَكَمَنِي لاكِمٌ مَا أَرَاهُ لَكْمَةً وَجِيعَةً،
ثُمَّ قَالَ:
" شُدَّ عَلَيْكَ إِزَارَكَ "..
قَالَ: فَأَخَذْتُهُ فَشَدَدْتُهُ عَلَيَّ:
ثُمَّ
جَعَلْتُ أَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِي وَإِزَارِي عَلَيَّ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي.
قَالَ السُّهَيْلِيُّ:
" وَهَذِهِ الْقِصَّةُ إِنَّمَا وَرَدَتْ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فِي بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ الْحِجَارَةَ وَإِزَارُهُ مَشْدُودٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يا ابن أَخِي:
" لَوْ جَعَلْتَ إِزَارَكَ عَلَى عَاتِقِكَ، فَفَعَلَ فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ،
ثُمَّ
قَالَ: إِزَارِي إِزَارِي، فَشُدَّ عَلَيْهِ إِزَارُهُ وَقَامَ يَحْمِلُ الْحِجَارَةَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
وَ
فِي حَدِيثٍ آخَرَ:
أَنَّهُ لَمَّا سَقَطَ ضَمَّهُ الْعَبَّاسُ إِلَى نَفْسِهِ، وَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ نُودِيَ مِنَ السَّمَاءِ أَنِ اشْدُدْ عَلَيْكَ إِزَارَكَ يَا مُحَمَّدُ،
قَالَ: وَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَا نُودِيَ.
قال وحديث أبي إسحاق إِنْ صَحَّ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الأَمْرِ كَانَ مَرَّتَيْنِ فِي حَالِ صِغَرِهِ وَعِنْدَ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ.
وَ
فِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ،
قَالَ: خَرَّ مُحَمَّدٌ، فَانْبَطَحَ.
قَالَ الْعَبَّاسُ: " فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَيْهِ، وَأَلْقَيْتُ عَنِّي حَجَرِي.
قَالَ: وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ،
قُلْتُ:
" مَا شَأْنُكَ؟ ..."....
قَالَ:
" فَقَامَ وَأَخَذَ إِزَارَهُ،
وَقَالَ:
" نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا".
[البخاري؛ الفتح: 3/24؛ ح: 364، ومسلم : 1/268/ ح: 340]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (عبدالله):
" قَالَ أَبِي:
" فَإِنِّي أَكْتُمُهَا النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا مَجْنُونٌ ".
وقال د. مهدي رزق الله[ثبتَ]: مشاركته -صلى الله عليه وآله وسلم في بناء الكعبة ووضعه الحجر الأسود في مكانه: [(62)].
**
يتبقى لي -إذا أذن الرحمن الودود سبحانه وتعالى- بحث:
1 . ] مراحل بناء الكعبة، متى بنيت الكعبة؛ و
2. ] مَن بناها ؛ و
3. ] ارتفاع الكعبة وكسوتها
4. ] :" سَبَبُ بُنْيَانِ الْبَيْتِ ".
حقيقة الأمر ... هناك سببان. سأتعرض لهما .
5. ] الكعبة حِينَ الطّوفَانِ،
6. ]:" حَوْلَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَقَوَاعِدِ الْبَيْتِ "
مسألة :" فِي أَنْ الحجر سَوّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ".
الركن اليماني وسبب تسميته!؟.
7. ] : حَوْلَ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؛ : وأَوّلُ مَنْ بَنَاهُ !!".
8. ]:" كَنْزِ الْكَعْبَةِ وَالنّجّارِ الْقِبْطِيّ: [بمعنى المِصري]".
9 . ] :مسألة :" الْحَيّةُ وَالدّابّةُ ":
وَ خَبَرُ الطّائِرِ الْعُقَابِ"، الّذِي اخْتَطَفَ الْحَيّةَ مِنْ بِئْرِ الْكَعْبَةِ ".
10 . ] خَبَرُ :" الْحَجَرِ الّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِي الْكَعْبَةِ وَفِيهِ ثَلَاثَةُ صُفُوحٍ
[فى البداية«أصفح»]".
وهذه ستبحث في ملحق خاص... بعد توفيقه وهدايته وعونه جل في علاه وسما في سماه وتقدست اسماه... والحمد لله تعالى
**
سلسلة بحوث
﴿ سنن الأنبياء ؛ وسبل العلماء ؛ وبساتين البلغاء ؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾:
سلسلة بحوث السيرة النبوية
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
22 جماد آخر 1440ه..
شريف حمدان
28 / 02 / 2019, 50 : 07 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/wvs33459.gif
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 03 / 2019, 20 : 04 PM
« „ نَسَبُهُ الطاهر الزكي الطيب المبارك ‟ »
مقدمة... مسألة النسب :
كان الإنسان السوي يريد أن يعرف نسبه ؛ وما زال المرء العادي يرغب أن يستدل على أصل عائلته ؛ وأما أهل البحث والعلم فما زالوا ينقبون عن تراث أجدادهم ؛ وما خبأته باطن الأرض من آثار تكشف عن هوية الأسلاف.. وحين نتحدث عن نسب -خاتم الأنبياء وعائلة آخر المرسلين وأصل شجرة متمم المبتعثين- حين نريد أن نتحدث عن نسبه الزكي الطيب المبارك الطاهر ؛ علينا أن نُنزل سنتَهُ موضع التطبيق في حياتنا العملية ...
... فمن نافلة القول أن نُذكر أنفسنا بأمره -عليه السلام- فـ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
﴿ تَخَيَّرُوا لِــ „ نُطَفِكُمْ ‟﴾ [(1)].
وَفِي رِوَايَةٍ :
﴿ لَاتَجْعَلُوا „ نُطَفَكُمْ ‟ إِلَّا فِي „ طَهَارَةٍ ‟﴾.[(2)]
وجاء برواية عند الدار قطني عَنْ عَائِشَةَ أيضاً ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ:
﴿ اخْتَارُوا لِـ „ نُطَفِكُمُ ‟ الْمَوَاضِعَ„ الصَّالِحَةَ‟﴾.[(3)]
وهذا خطاب عام للطرفين : الشابة المقبلة على الزواج والإرتباط برجل .. وليس فقط بــ (ذكر) ... والشاب الذي يبحث عن زوجة .. وليس فقط (أنثى) وأم لأبناءه ؛ تحفظ عِرضَه وشرفه ونسبه وماله.. وقد حذر -عليه السلام- مِن الفتاة/المرأة الفاسدة فقد رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ :
﴿ إيَّاكُمْ وَخَضِرَ الدِّمَنِ!،
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَمَا خَضِرُ الدِّمَنِ؟،
قَالَ : الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي الْمَنْبَتِ السُّوءِ ﴾ [(4)]
وهذه المسألة الحياتية الفقهية الإجتماعية المستقبلية ؛ الزواج ومايترتب عليه من نَسَبٍ تحتاج إلى إعادة نظر في واقعنا المعاصر ومزيد بحث خاصةً بعد الاحصاءات الآخيرة الصادمة التي تكشف عن إرتفاع نسبة الطلاق في الوطن العربي ؛ بالذات في جمهورية مِصر .. والملكية السعودية .. وجمهورية تونس ؛ وآخر إحصاء للطلاق في دولة مِصر وصل إلى مليون حالة طلاق في عام 2017م ؛ بمعدل أربع عشر حالات كل ساعة زمنية تمر...
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 03 / 2019, 15 : 01 PM
وبحث نسب الرسول المرتضى؛ وشرف النبي المصطفى؛ بحث يندرج تحت سؤال كبير؛
وهو :
هل تعرف حقا وصدقاً وعدلا النبي الذي تتبع هداه؛ وتلتزم سنته؛ وتتمسك بطريقته !!؟.
**
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 03 / 2019, 39 : 01 PM
تمهيد:
"شرف نسب محمد بن عبدالله"
شَرَفُ نَسَبِهِ، وَكَرَمُ بَلَدِهِ، وَمَنْشَئِهِ مِمَّا لَا يَحْتَاجُ إِلَى إِقَامَةِ دَلِيلٍ عَلَيْهِ، وَلَا بَيَانِ مُشْكِلٍ، وَلَا خَفِيٍّ مِنْهُ، فَإِنَّهُ نُخْبَةُ بَنِي هَاشِمٍ، وَسُلَالَةُ قُرَيْشٍ،وَصَمِيمُهَا، وَأَشْرَفُ الْعَرَبِ، وَأَعَزُّهُمْ نَفَرًا مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ،وَأُمِّهِ، وَهو مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ.. مِنْ أَكْرَمِ بِلَادِ اللَّهِ عَلَىاللَّهِ، وَعَلَى عِبَادِهِ (5) وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ نَسَبًا عَلَى الْإِطْلَاقِ، فَلِنَسَبِهِ مِنَ الشَّرَفِ أَعْلَى ذِرْوَةٍ، وَأَعْدَاؤُهُ كَانُوا يَشْهَدُونَ لَهُ بِذَلِكَ، وَلِهَذَاشَهِدَ لَهُ بِهِ عَدُوُّهُ -إِذْ ذَاكَ- أبو سفيان بَيْنَ يَدَيْ مَلِكِ الرُّومِ، فَأَشْرَفُ الْقَوْمِ قَوْمُهُ، وَأَشْرَفُ الْقَبَائِلِ قَبِيلَتُهُ، وَأَشْرَفُ الْأَفْخَاذِ فَخِذُهُ . "(6).
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُۗ } [الْأَنْعَامِ : 124]
وَلَمَّا سَأَلَ هِرَقْلُ مَلِكُ الرُّومِ أَبَا سُفْيَانَ تِلْكَ الْأَسْئِلَةَ عَنْ صِفَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ فــ
روى البخاري:
" أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانُوا تِجَارًا بِالشَّأْمِ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَــ
قَالَ :"أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ"؛ فَــ
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ :" أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا"، فَــ
قَالَ :" أَدْنُوهُ مِنِّي " وَ
قَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ؛
ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ :" قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ.. فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ
فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ..
ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ
قَالَ :" كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ "،
قُلْتُ :" هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ " (7)
قَالَ: كَذَلِكَ الرُّسُلُ تَبْعَثُ فِي أَنْسَابِ قَوْمِهَا.
يَعْنِي : فِي أَكْرَمِهَا أَحْسَابًا، وَأَكْثَرِهَا قَبِيلَةً.. صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
ومن المعلوم، أن أعداءه صلى الله عليه وسلم جهدوا في البحث عن المطاعن التي ينالون بها منه، فأعياهم ذلك ولم يجدوا. فــ
رموه بــ
السحر
والجنون.. [والعياذ بالله تعالى] مما يظهر معه كذبهم، ولكنهم لم يفكروا في النيل من نسبه لما يعلمون من مكانة هذا النسب.
فَهُوَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ؛
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ "(8). وَفَخْرُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ..
ونبينا ورسول العالمين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ هُوَ ::
أَبُو الْقَاسِمِ
وَ
أَبُو إِبْرَاهِيمَ؛ فـ
كنيته صلى الله عليه وسلم أبو القاسم.
قيل كني به لأنه يقسم الجنة بين الخلق يوم القيامة،
وقيل كني بــ
بِكر ولده من خديجة؛ وهو القاسم.
ولما ولد له إبراهيم من مارية بنت شمعون المِصرية (القبطية) كناه أمين السماء على وحي ربه؛ الملك: جبريل عليه السلام بـ:" أبي إبراهيم".
وقيل كنيته في التوراة أبو الأرامل صلى الله عليه وسلم "(9)
فَــ هُوَ :
مُحَمَّدُ.. وَ
أَحْمَدُ.. وَ
الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِهِ الْكُفْرُ.. وَ
الْعَاقِبُ الَّذِي مَا بَعْدَهُ نَبِيٌّ.. وَ
الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيْهِ.. وَ
الْمُقَفَّى..وَ
نَبِيُّ الرَّحْمَةِ.. وَ
نَبِيُّ التَّوْبَةِ.. وَ
نَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ.. وَ
خَاتَمُ النَّبِيِّينَ.. وَ
الْفَاتِحُ.. وَ
طه.. وَ
يس.. وَ
عَبْدُاللَّهِ..
قَالَ البيهقيُ: وَزَادَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فَقَالَ : سَمَّاهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ:
رَسُولًا؛
نَبِيًّا؛
أُمِّيًّا؛
شَاهِدًا؛
مُبَشِّرًا؛
نَذِيرًا، وَ
دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ
سِرَاجًا مُنِيرًا، وَ
رَءُوفًا؛
رَحِيمًا وَ
مُذَكِّرًا، وَ
جَعَلَهُ رَحْمَةً وَ
نِعْمَةً وَ
هَادِيًا.(10)
قلتُ (الرمادي) وساورد مَعَانِيَ بَدِيعَةً، وَحِكْمَةً مِنْ اللهِ بَالِغَةً فِي تَخْصِيصِ نَبِيّهِ مُحَمّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ:
«مُحَمّدٍ»
وَ
«أَحْمَدَ»، (11)، كما سَاورِدُ الْأَحَادِيثَ الْمَرْوِيَّةَ فِي أَسْمَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي بَابٍ أعْقِدُهُ بَعْدَ فَرَاغِي مِن السِّيرَةِ.. فَإِنَّهُ قَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ فِي ذَلِكَ، اعْتَنَى بِجَمْعِهَا الْحَافِظَانِ الْكَبِيرَانِ: أبو بكر البيهقي ؛ وأبو القاسم ابن عساكر، وَأَفْرَدَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ مُؤَلَّفَاتٍ حَتَّى رَامَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَجْمَعَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَلْفَ [١٠٠٠] اسْمٍ.
وَأَمَّا الْفَقِيهُ الْكَبِيرُ أبو بكر ابنُ العربي المالكي شَارِحُ التِّرْمِذِيِّ بِكِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ الْأَحْوَذِيَّ فَإِنَّهُ ذَكَرَ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةً وَسِتِّينَ [٦٤] اسْمًا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ . (12)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 03 / 2019, 00 : 01 PM
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ « ذِكْرُ سَرْدِ النّسَبِ الزّكِيّ الطاهر الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ » ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(13)
اراد عَبْدُالْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ في السيرة الهشامية؛ أو ما تسمى بـ الترجمة النبوية أن يخبرنا عن نسبه صلى الله عليه وآله وسلم فكتب يقول :"
« مِنْ مُحَمّدٍ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- إلَى آدَمَ عَلَيْهِ السّلَامُ(14)»
وهنا لي تنبيه هام :
" نسب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:
[١. ] الأول : جزء اتفق عليه كافة أهل السير والأنساب، وهو الجزء الذي يبدأ منه- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- وينتهي إلى عدنان. و
[٢. ] الثاني : جزءآخر كثر فيه الاختلاف، حتى جاوز حد الجمع والائتلاف، وهو الجزء الذي يبدأ بعد عدنان وينتهي إلى إبراهيم -عليه السلام- فقد توقف فيه قوم، وقالوا: لا يجوز سرده،
بينما جوزه آخرون وساقوه.
ثم اختلف هؤلا المجوزون في عدد الآباء وأسمائهم، فاشتداختلافهم وكثرت أقوالهم حتى جاوزت ثلاثين قولًا، إلا أن الجميع متفقون على أن عدنان من صريح ولد إسماعيل -عليه السلام-.
أما
[٣. ] الجزء الثالث : فهو يبدأ من بعد إبراهيم -عليه السلام - وينتهي إلى آدم -عليه السلام-، وجل الاعتماد فيه على نقل أهل الكتاب، وعندهم فيه من بعض تفاصـيل الأعمـار وغيرهـا ما لا نشك في بطلانه، بينما نتوقف في البقية الباقية.(15).
ذكر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري:
" قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي " الطَّبَقَاتِ " حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ قَالَ
" عَلَّمَنِي أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ نَسَبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (16)
ولي وقفة هنا :
إذا كان هذا الفعل من سَلَفِنا الصالح: أي تعليم الصغار نسب نبينا عليه الصلاة والسلام؛ فــ
هل نفعل كما فعلوا
أم
نتكاسل ونتهاون!!.
أكمل مِن بعد إذنه -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ورجاء توفيقه.. فاقول (الرمادي): وفيما يلى الأجزاء الثلاثة من نسبه الزكى الطاهر الطيب المبارك - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- بالترتيب: فقد اشتهرت العرب بالاهتمام بالأنساب ومعرفتها متصلة متسلسلة بدقة تامة،
لذا حفظ التاريخ كثيرًا من التراث النَسَبي في مؤلفات كثيرة تذكر أنساب القبائل وفروعها.
ولنا جميعاً الفخر أن مما حفظته المصادر، نسب النبي - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ-، إذ اتفقت جميع المصادر على سلسلة نسبه- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- بلا خلاف.. و
يذكر رواية وكتابة، فـ
نسبه - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- : هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِبْنِ عَدْنَانَ.
[كما جاء عند البخاري](17).
إِلَى هَا هُنَا مَعْلُومُ الصِّحَّةِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ النَّسَّابِينَ، وَلَا خِلَافَ فِيهِ الْبَتَّةَ، وَ
مَا فَوْقَ " عدنان"مُخْتَلَفٌ فِيهِ. وَلَا خِلَافَ بَيْنِهِمْ أَنَّ " عدنان" مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَ
إِسْمَاعِيلُ: هُوَ الذَّبِيحُ عَلَى الْقَوْلِ الصَّوَابِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ . ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقيقة أن هناك العديد من البحوث المكملة للمسألة الواحدة ... أستعين به سبحانه وتعالى في نهاية المجلدات بالعودة إليها وذكرها وبحثها ... والله تعالى المستعان ومنه التوفيق والهداية والنجاح والفلاح والسداد ... والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 03 / 2019, 10 : 01 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" تَفْسِيرُ نَسَبِ رَسُولِ اللهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- "
فَقَالَ: »مُحَمَّدُ«
محمدٌ: اسمُ علمِ منقول من صفة من قولهم رجل "مُحَمَّد"؛ أي كثير الخصال المحمودة؛
و
الـ:".محمد " في اللغة هو الذي يحمد حمدا بعد حمد؛ مرة بعد مرة..
فيه معنى المبالغة والتكرار، وهو في معنى محمود، فاسمه مطابق لمعناه.
و
الله -تعالى ذكره- سماه به قبل أن يُسمى. فــ
هذا علمٌ من أعلام نبوته، إذ كان اسمه صادقا عليه، فهو عليه السلام : "محمود" في الدنيا والآخرة..
في الدنيا بما نفع به من العلم والحكمة، و
في الآخرة بشفاعته صلى الله عليه وسلم فقد تكرر معنى الحمد.
ثم إنه لم يكن "محمدا" حتى كان "أحمد"..
حمد ربه فنبأه وشرفه، فــ
لذلك تقدم اسم "أحمد" على "محمد" فــ
ذكره"عيسى" عليه السلام في قوله: [ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه"أحمد" ]
فـبــ :
" أحمد" ذكر قبل أن يذكر بــ:"محمد" لأن حمده لربه كان قبل حمد الناس له، فــ
لما وجد وبعث كان"محمدا" بالفعل، و
كذلك في الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه فيكون "أحمد" الناس لربه ثم يشفع فيحمد على شفاعته...
فانظر كيف ترتب هذا الاسم الآخر في الذكر والوجود في الدنيا والآخرة
و
- روى ابن عبدالبر أن جده سماه "محمدا" يوم سابعه.
و
- روى أن "آمنة" أمرت وهي حامل به أن تسميه "أحمد".
و
- روى أن "آدم" عليه السلام قال :" إني لسيد البشر يوم القيامة إلا رجلا من ذريتي نبي من الأنبياء، يقال له "محمد" فُضل علي باثنتين : زوجته أعانته فكانت له عونا [يعني "خديجة" -والله أعلم-] وكانت زوجتي علي عونا والله أعانه على شيطانه فأسلم وكفر شيطاني
[رواه الدولابي عن يونس؛ والآثر هذا يحتاج إلى تخريج مني؛ لا يحضرني الأن!!. ].
ثم من عجائب هذا الاسم أنه لم يتسم به أحد قبله..
يعني :"أحمد".- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- (18)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 03 / 2019, 38 : 03 PM
إتمام نسب المصطفى :" ابْنُ «عَبْدِاللَّهِ »:
وَهُوَ ابْنُ «عَبْدِاللَّهِ»، وَكَانَ أَصْغَرَ وَلَدِ أَبِيهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَهُوَ الذَّبِيحُ الثَّانِي(*) الْمَفْدِىُّ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ كَمَا تَقَدَّمَ في باكورة هذه البحوث.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ -عَبْدُاللَّهِ- أَجْمَلَ رِجَالِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ أَخُو الْحَارِثِ؛ وَالزُّبَيْرِ؛ وَحَمْزَةَ؛ وَضِرَارٍ؛وَأَبِي طَالِبٍ.. وَاسْمُهُ عَبْدُمَنَافٍ؛ وَأَبِي لَهَبٍ.. وَاسْمُهُ عَبْدُالْعُزَّى؛ وَالْمُقَوَّمِ.. وَاسْمُهُ عَبْدُالْكَعْبَةِ، وَقِيلَ هُمَا اثْنَانِ، وَحَجْلٍ.. وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ؛ وَالْغَيْدَاقِ وَهُوَ كَثِيرُ الْجُودِ.. وَاسْمُهُ نَوْفَلٌ، وَيُقَالَ: إِنَّهُ حَجْلٌ؛ وَالْعَبَّاسِ..فَهَؤُلَاءِ أَعْمَامُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
وَ
عَمَّاتُه:ُ سِتٌّ؛ وَهُنَّ:" أَرْوَى؛ وَبَرَّةُ؛ وَأُمَيْمَةُ؛ وصَفيَّةُ وَعَاتِكَةُ؛ وأمُّ حَكِيم.. وَهِيَ الْبَيْضَاءُ، وَ
سَأتَكَلَّمُ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمْ فِيمَا بَعْدُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى-بملحق خاص . (19)
نسب المصطفى :
فـ هُوَ «مُحَمَّدُ»؛ ابن «عبدالله»:
معنى عبد الله الخاضع لله؛ وكنيته أبو قثم.
وقيل:" أبو محمد"،
وقيل:" أبو أحمد"،
ولا عقب لـ" عبدالله" أصلاً، ولم يولد له غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ذكر ولا أنثى. و
كذلك "آمنة"..
قاله ابن منير الحلبي في المورد العذب الهني في الكلام على السيرة لعبدالغني.
و
أمه -صلى الله عليه وسلم- آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ولم يكن لها أخ فيكون خالا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن بنو زُهرة يقولون نحن أخواله لأن "آمنة" منهم.(20)
وجاء في المنتظم لابن الجوزي:" قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد سعد، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي، عَنْ أبيه، قَالَ: أم رسول اللَّه -صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم- آمنة بنت وهب بْن عَبْدمناف بْن زُهرة بْن كلاب بْن مرة.
وأمها برة بنت عَبْدالعزى بْن عثمان بْن عَبْدالدار بْن قصي بْن كلاب،
وأمها : أم حبيب بنت أسد بْن عَبْدالعزى بْن قصي بْن كلاب.
وأمها : برة بنت عوف بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب بْن لؤي،
وأمها : قلابة بنت الحارث بْن مالك بْن حباشة.
وأمها : أميمة بنت مالك بْن غنم بْن لحيان،
وأمها: دب بنت ثعلبة بْن الحارث بْن تميم بْن سعد ،
وأمها : عاتكة بنت غاضرة بْن حطيط بْن جشم بْن ثقيف.
وأمها : ليلى بِنْت عوف.
إتمام نسب المصطفى :
وأم وهب بْن عَبْدمناف بْن زُهرة جد رسول اللَّه -صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم- اسمها : قيلة،
ويقال : هند بنت أبي قيلة، وهو وجز بْن غالب بْن الحارث بْن عمرو بْن ملكان،
وأمها : سلمى بنت لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك.
وأمها : ماوية بنت كعب،
وأم وجز بْن غالب : السلامة بنت واهب بْن البكير،
وأمها : بنت قيس بْن ربيعة،
وأم عَبْدمناف بْن زُهرة جمل بنت مالك،
وأم زُهرة بْن كلاب أم قصي، وهي بنت سعد بْن سيل.
قَالَ مُحَمَّد بْن السائب: كتبت للنبي -صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم- خمس مائة أم [500]، فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان من أمر الجاهلية."(21).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
نال شرف إعداد هذا البحث النبوي في نسب الــحــبــيــب المصطفى والرسول المجتبى :
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
***
هذا هو الجزء الأول من نسبه الطاهر الزكي ويتبعه بإذنه -تعالى في سماه وتقدست اسماه- بقية النسب الطاهر الزكي الطيب المبارك!!
المدينة المنورة؛ على ساكنها افضل الصلاة وأتم السلام وكامل البركات
20 رجب 1440هـ ~ 26 مارس 2019م
ــــــــــــــــــــــــــ
(*) مسألة تحتاج إعادة نظر؛ ساضعها ضمن ملاحق البحوث.. إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 04 / 2019, 25 : 10 PM
« تَفْسِيرُ نَسَبِ رَسُولِ اللهِ- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ- »
قوله: »مُحَمَّدُ « « بْنُ عَبْدِاللَّهِ »: ابْنِ (22) عَبْدِالْمُطَّلِبِ..
أَمّا جَدّهُ عَبْدُالْمُطّلِبِ، فَاسْمُهُ عَامِرٌ فِي قَوْلِ ابْنِ قُتَيْبَة(23)، وَ
يُقَالَ لَهُ: شَيْبَةُ الْحَمْدِ لِجُودِهِ؛ و
عند ابن هشام دون ذكر الحمد: وَهذا قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ (24) وَغَيْرِهِ، وَهُوَ الصّحِيحُ.
سبب تسميته:
يُقَالَ : لِشَيْبَةٍ كَانَتْ فِي رَأْسِهِ، وَإِنّمَا قصد في تسميتهم بِهَذَا الِاسْمِ [شَيْبَة] التّفَاؤُلُ لَهُمْ، بِبُلُوغِ سِنّ الْحُنْكَةِ(25) وَالرّأْيِ،
كَمَا سُمّوا بِـ :"هَرِمِ" وَ "كَبِيرٍ"، وَ
عَاشَ عَبْدُالْمُطّلِبِ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً (26).
وَيُقَالُ: إنّ عَبْدَالْمُطّلِبِ أَوّلُ مَنْ خَضّبَ بِالسّوَادِ مِنْ الْعَرَبِ، وَاَللهُ أَعْلَمُ.
وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ:
عَبْدُالْمُطَّلِبِ؛
لِأَنَّ أَبَاهُ هَاشِمًا لَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ فِي تِجَارَتِهِ إِلَى الشَّامِ نَزَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ الْخَزْرَجِيِّ النَّجَّارِيِّ؛ وَ
كَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ فَأَعْجَبَتْهُ ابْنَتُهُ سَلْمَى فَخَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا فَزَوَّجَهَا مِنْهُ، وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ مُقَامَهَا عِنْدَهُ.
وَ
قِيلَ: بَلِ اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ لَا تَلِدَ إِلَّا عِنْدَهُ بِالْمَدِينَةِ [يثرب] فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الشَّامِ بَنَى بِهَا وَأَخَذَهَا مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ فَلَمَّا خَرَجَ فِي تِجَارَةٍ أَخَذَهَا مَعَهُ وَهِيَ حُبْلَى فَتَرَكَهَا بِالْمَدِينَةِ، وَدَخَلَ الشَّامَ فَمَاتَ بِـ (ـغَزَّةَ)، وَ
وَضَعَتْ سَلْمَى وَلَدَهَا فَسَمَّتْهُ
شَيْبَةُ..
فَأَقَامَ عِنْدَ أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ سَبْعَ [7] سِنِينَ، ثُمَّ جَاءَ عَمُّهُ
الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِمَنَافٍ
فَأَخَذَهُ خُفْيَةً(!!) مِنْ أُمِّهِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى مَكَّةَ فَــ
لَمَّا رَآهُ النَّاسُ وَ
رَأَوْهُ عَلَى الرَّاحِلَةِ
قَالُوا: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ ، فَــ
قَالَ: عَبْدِي.
ثُمَّ
جَاءُوا فَهَنَّئُوهُ بِهِ وَ
جَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ:
عَبْدُالْمُطَّلِبِ
لِذَلِكَ ..
فَغَلَبَ عَلَيْهِ ..
وَ
سَادَ فِي قُرَيْشٍ سِيَادَةً عَظِيمَةً، وَ
ذَهَبَ بِشَرَفِهِمْ وَ
رِئَاسَتِهِمْ ..... فَــ
كَانَ جِمَاعُ أَمْرِهِمْ عَلَيْهِ، وَ
كَانَتْ إِلَيْهِ السِّقَايَةُ وَ
الرِّفَادَةُ بَعْدَ الْمُطَّلِبِ وَ
هُوَ الَّذِي جَدَّدَ حَفْرَ زَمْزَمَ بَعْدَمَا كَانَتْ مَطْمُومَةً مَنْ عَهْدِ جُرْهُمٍ وَ
هُوَ أَوَّلُ مَنْ حَلَّى الْكَعْبَةَ بِذَهَبٍ فِي أَبْوَابِهَا مِنْ تَيْنَكَ الْغَزَالَتَيْنِ اللَّتَيْنِ
مِنْ ذَهَبٍ وَجَدَهُمَا فِي زَمْزَمَ مَعَ تِلْكَ الْأَسْيَافِ الْقَلْعِيَّةِ.(27).
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: " وَعَبْدُالْمُطَّلِبِ أَخُو أَسَدٍ؛ وَنَضْلَةَ؛ وَأَبِي صَيْفِيٍّ؛ وَحَيَّةَ؛ وَخَالِدَةَ؛ ورُقيَّةَ؛ وَالشِّفَاءِ؛ وَضَعِيفَةَ، كُلُّهُمْ أَوْلَادُ هَاشِمٍ ".(28)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 04 / 2019, 42 : 10 PM
قوله " ابْنُ هَاشِمٍ " وَاسْمُهُ عَمْرُو (29)
وَأَمّا هَاشِمٌ فَعَمْرٌ- كَمَا ذُكِرَ- وَهُوَ اسْمٌ مَنْقُولٌ مِنْ أَحَدِ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ. (30).
وَإِنَّمَا سُمِّيَ هَاشِمًا؛ لَهَشْمِهِ الثَّرِيدَ مَعَ اللَّحْمِ لِقَوْمِهِ فِي سِنِي الْمَحْلِ، كَمَا قَالَ مَطْرُودُ بْنُ كَعْبٍ الْخُزَاعِيُّ فِي قَصِيدَتِهِ، وَقِيلَ : هِيَ لِعَبْدِاللَّهِ بْنِ الزِّبَعْرَى:
عَمْرُو الَّذِي هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ * قَوْمٍ بمَكَّةَمُسْنِتِينَ عِجَافِ
سُنَّتْ إِلَيْهِ الرِّحْلَتَانِ كِلَاهُمَا * سَفَرُ الشِّتَاءِ وَرِحْلَةُ الْأَصْيَافِ
وَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ رِحْلَتَيِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ.
وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِيهِ.
وَحَكَى ابْنُ جَرِيرٍ:
أَنَّهُ كَانَ تَوءَمَ أَخِيهِ عَبْدِشَمْسٍ، وَأَنَّ هَاشِمًا خَرَجَ وَرِجْلُهُ مُلْتَصِقَةٌ بِرَأْسِ عَبْدِشَمْسٍ فَمَا تَخَلَّصَتْ حَتَّى سَالَ بَيْنَهُمَا دَمٌ، فَــ
قَالَ النَّاسُ: بِذَلِكَ يَكُونُ بَيْنَ أَوْلَادِهِمَا حُرُوبٌ،
فَــ
كَانَتْ وَقْعَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِشَمْسٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ [١٣٣] مِنَ الْهِجْرَةِ، وَ
شَقِيقُهُمُ الثَّالِثُ الْمُطَّلِبُ وَكَانَ الْمُطَّلِبُ أَصْغَرَ وَلَدِ أَبِيهِ، وَ
أُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلَالٍ،
وَ
رَابِعُهُمْ نَوْفَلٌ مِنْ أُمٍّ أُخْرَى،
وَ
هِيَ وَاقِدَةُ بِنْتُ عَمْرٍو الْمَازِنِيَّةُ
كَانُوا قَدْ سَادُوا قَوْمَهُمْ بَعْدَ أَبِيهِمْ،
وَ
صَارَتْ إِلَيْهِمُ الرِّيَاسَةُ
وَ
كَانَ يُقَالَ لَهُمْ:
« الْمُجِيرُونَ »؛
وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ أَخَذُوا لِقَوْمِهِمْ قُرَيْشٍ الْأَمَانَ مِنْ مُلُوكِ الْأَقَالِيمِ؛ لِــ
يَدْخُلُوا فِي التِّجَارَاتِ إِلَى بِلَادِهِمْ
فَـ
كَانَ هَاشِمٌ قَدْ أَخَذَ أَمَانًا مِنْ مُلُوكِ الشَّامِ وَالرُّومِ وَغَسَّانَ، وَ
أَخْذَ لَهُمْ عَبْدُشَمْسٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ الْأَكْبَرِ مَلِكِ الْحَبَشَةِ، وَ
أَخَذَ لَهُمْ نَوْفَلٌ مِنَ الْأَكَاسِرَةِ، وَ
أَخْذَ لَهُمُ الْمُطَّلِبُ أَمَانًا مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرَ.
وَكَانَ إِلَى هَاشِمٍ السِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ بَعْدَأَبِيهِ، وَ
إِلَيْهِ وَإِلَى أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ نَسَبُ ذَوِي الْقُرْبَى، وَقَدْ كَانُوا شَيْئًا وَاحِدًا فِي حَالَتِيِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ لَمْ يَفْتَرِقُوا، وَدَخَلُوا مَعَهُمْ فِي الشِّعْبِ، وَ
انْخَذَلَ عَنْهُمْ بَنُو عَبْدِشَمْسٍ وَنَوْفَلٍ، وَ
لِهَذَا يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ فِي قَصِيدَتِهِ:
جَزَى اللَّهُ عَنَّا عَبْدَشَمْسٍ وَنَوْفَلًا * عُقُوبَةَ شَرٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجَلٍ
وَلَا يُعْرَفُ بَنُو أَبٍ تَبَايَنُوا فِي الْوَفَاةِ مِثْلُهُمْ فَإِنَّ :
هَاشِمًا مَاتَ بِـ(غَزَّةَ) مِنْ أَرْضِ الشَّامِ، وَ
عَبْدَشَمْسٍ مَاتَ بِـ(مَكَّةَ)، وَ
نَوْفَلًا مَاتَ بِـ(سَلْمَانَ) مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ، وَ
مَاتَ الْمُطَّلِبُ- وَكَانَ يُقَالَ لَهُ: «الْقَمَرُ» لِحُسْنِهِ-بِـ (رَدْمَانَ) مِنْ طَرِيقِ الْيَمَنِ.. فَـــ
هَؤُلَاءِ الْإِخْوَةُ الْأَرْبَعَةُ الْمَشَاهِيرُ، وَ
لَهُمْ أَخٌ خَامِسٌ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ وَهُوَ
أَبُو عَمْرٍو
وَ
اسْمُهُ عَبْدٌ، وَأَصْلُ اسْمِهِ عَبْدُقُصَيٍّ، فَــ
قَالَ النَّاسُ: عَبْدُ بْنُ قُصَيٍّ دَرَجَ وَلَا عَقِبَ لَهُ.
قَالَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَغَيْرُهُ.
وَ
أَخَوَاتٌ سِتٌّ؛ وَهُنَّ: تُمَاضِرُ؛ وَحَيَّةُ؛ وَرَيْطَةُ؛ وَقِلَابَةُ؛ وَأُمُّ الْأَخْثَمِ؛ وَأُمُّ سُفْيَانَ،
كُلُّ
هَؤُلَاءِ أَوْلَادُ عَبْدِمَنَافٍ.(31)
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 04 / 2019, 46 : 10 PM
قوله: ابْنُ عَبْدِمَنَافٍ؛
مُنَافٌ اسْمُ صَنَمٍ (32): وَ
أَصْلُ اسْمِ عَبْدِمَنَافٍ:
«الْمُغِيرَةُ».
وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ الْوَصْفِ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ،
أَيْ: إنّهُ مُغِيرٌ عَلَى الْأَعْدَاءِ
أَوْ
مُغِيرٌ مِنْ أَغَارَ الْحَبْلَ،إذَا أَحْكَمَهُ، وَكَانَ قَدْ رَأَسَ فِي زَمَنِ وَالِدِهِ، وَذَهَبَ بِهِ الشَّرَفُ كُلَّ مَذْهَبٍ، وَ
هُوَ أَخُو عَبْدِالدَّارِ الَّذِي كَانَ أَكْبَرَوَلَدِ أَبِيهِ، وَإِلَيْهِ أَوْصَى بِالْمَنَاصِبِ. (33)؛ وَ
أَخُوعَبْدِالْعُزَّى؛ وَعَبْدٍ؛ وَبَرَّةَ؛ وَتَخْمُرَ، وَ
أُمُّهُمْ كُلِّهِمْ حُبَّى بَنَتُ حَلِيلِ بْنِ حَبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍوالْخُزَاعِيِّ، وَ
أَبُوهَا آخِرُ مُلُوكِ خُزَاعَةَ وَوُلَاةُ الْبَيْتِ مِنْهُمْ، وَ
كُلُّهُمْ أَوْلَادُ قُصَيٍّ وَاسْمُهُ زَيْدٌ. (34).
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 04 / 2019, 53 : 10 PM
قوله: ابْنُ قُصَيٍّ [( 400 - 480 ب. م.)]
وَاسْمُهُ زَيْدُ: وَ
إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ أُمَّهُ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ أَبِيهِ بِــ
رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ عُذْرَةَ؛ فَــ
سَافَرَ بِهَا إِلَى بِلَادِهِ وَابْنُهَا صَغِيرٌ فَسُمِّيَ قُصَيًّا لِذَلِكَ،
ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ كَبِيرٌ،
وَ
لَمَّ شَعَثَ قُرَيْشٍ وَ
جَمَعَهَا مِنْ مُتَفَرِّقَاتِ الْبِلَادِ،
وَ
أَزَاحَ يَدَ خُزَاعَةَ عَنِ الْبَيْتِ
وَ
أَجْلَاهُمْ عَنْ مَكَّةَ،
وَ
رَجَعَ الْحَقُّ إِلَى نِصَابِهِ،
وَ
صَارَ رَئِيسَ قُرَيْشٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَ
كَانَتْ إِلَيْهِ الرِّفَادَةُ وَهُوَ سَنَّهَا؛
وَ
السِّقَايَةُ؛ وَ
السَّدَانَةُ؛ وَ
الْحِجَابَةُ؛ وَ
اللِّوَاءُ،
وَ
دَارُهُ: « دَارُ النَّدْوَةِ »،
وَ
لِهَذَا قَالَ الشَّاعِرُ:
قُصَيٌّ لَعَمْرِي كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا * بِهِ جَمَعَ اللَّهُ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرٍ
وَهُوَ أَخُو زُهْرَةَ كِلَاهُمَا ابْنَا كِلَابٍ أَخِي تَيْمٍ، وَيَقَظَةَ أَبِي مَخْزُومٍ ثَلَاثَتُهُمْ أَبْنَاءُ مُرَّةَ أَخِي عَدِيٍّ وَ هُصَيْصٍ، وَهُمْ أَبْنَاءُ كَعْبٍ.(35).
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 04 / 2019, 58 : 10 PM
قوله: ابْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ:
وَأَمّا كِلَابٌ فَهُوَ مَنْقُولٌ :
إمّا مِنْ الْمَصْدَرِ الّذِي هُوَ مَعْنَى الْمُكَالَبَةِ نَحْوَ: كَالَبْت الْعَدُوّ مُكَالَبَةً وَكِلَابًا، وَ
إِمّا مِنْ الْكِلَابِ جَمْعُ كَلْبٍ، لِأَنّهُمْ يُرِيدُونَ الْكَثْرَةَ،
كَمَا سَمّوْا بِسِبَاعِ وأنمار(36). و
قيل لأبى الرّقيش الكلابى(37) الْأَعْرَابِيّ:
لِمَ تُسَمّونَ أَبْنَاءَكُمْ بِشَرّ الْأَسْمَاءِ نَحْوَ: كَلْبٍ وَذِئْبٍ!؟،\
وَ
عَبِيدَكُمْ بِأَحْسَنِ الْأَسْمَاءِ نَحْوَ: مَرْزُوقٍ وَرَبَاحٍ!؟.
فَقَالَ: " إنّمَا نُسَمّي أَبْنَاءَنَا لِأَعْدَائِنَا، وَعَبِيدَنَا لِأَنْفُسِنَا"،
يُرِيدُ أَنّ الْأَبْنَاءَ عُدّةُ الْأَعْدَاءِ(38)، وَ
سِهَامٌ فِي نُحُورِهِمْ، فَاخْتَارُوا لَهُمْ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ.
ذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ أَنَّ اسْمَهُ الْمُهَذَّبُ.
وَزَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ اسْمَهُ حَكِيمٌ.
وَقِيلَ:
عُرْوَةُ وَأَنَّهُ لُقِّبَ كِلَابًا لِمَحَبَّتِهِ : كِلَابَ الصَّيْدِ وَكَانَ يَجْمَعُهَا فَمَنْ مَرَّتْ بِهِ فَسَأَلَ عَنْهَا قِيلَ لَهُ: هَذِهِ كِلَابُ ابْنِ مُرَّةَ فَلُقِّبَ كِلَابًا .(39).
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir