تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المناسبات


الصفحات : 1 [2]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 05 / 2019, 16 : 03 PM
﴿„ مدخل لُغوي واصطلاحي وشرعي لمسألة 《 الاعتكاف 》‟﴾


﴿„ الِاعْتِكَافُ ‟ ﴾: فِي لُغَةِ الْعَرَبِ : الإِقَامَةُ ؛
قَالَ تَعَالَى ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾
بِمَعْنَى مُقِيمُونَ مُتَعَبِّدُونَ لَهَا ".

فهو "
*.] " الِاحْتِبَاسُ "
وَ
*.] " اللُّزُومُ لِلشَّيْءِ كَيْفَ كَانَ ".

فـــ :" الِاعْتِكَافُ فِي اللُّغَةِ : هُوَ
*.] "الْحَبْسُ "
*.] " وَاللُّزُومُ "
*.] " وَالْمُكْثُ "
*] " وَالِاسْتِقَامَةُ "
*.]" وَالِاسْتِدَارَةُ ".

وَ

فِي الشَّرْعِ : " لُزُومُ الْمَسْجِدِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ ".
بمعنى :
" الْمُكْثُ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ :
*.] " شَخْصٍ مَخْصُوصٍ " ؛
بــ ِ
*.] " صِفَةٍ مَخْصُوصَةٍ ".

فــ :"
الاِعْتِكَافُ : هُوَ الإِقَامَةُ فِي الْمَسْجِدِ بِنِيَّةِ التَّقَرُّبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَاعَةً فَمَا فَوْقَهَا ، لَيْلاً ، أَوْ نَهَارًا ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 05 / 2019, 34 : 03 PM
*.] تعريف المذاهب لمسألة الاعتكاف



و هذا هو المبحث الأول :
أي
" تعريف الاعتكاف "...
بيد أن التعريف لمسألة البحث تتوقف على تعريف المذاهب المعتبرة لها ؛ فكل مذهب ؛ عَرفَ رجالُه المسألة... وهذه تبحث في مصادرها ... واكتفيتُ - والحمد لله تعالى - بما ذكرته.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 05 / 2019, 41 : 03 PM
و ﴿ „ الِاعْتِكَافُ ‟ ﴾ : من الشرائع القديمة،
قال الله تعالى ذكره: { ... وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ.... }
[البقرة: (2): آية : (125)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 05 / 2019, 58 : 08 PM
مَن اراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فإنه يدخل قبل غروب الشمس من ليلة إحدى وعشرين ...
يعني هذه الليلة: السبت : 25 من مايو 2109م.

الإستدلال:



1.] ثبت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- اعتكف العشر الأواخر من رمضان .
[متفق عليه] .

وهذا يدل على أنه كان يعتكف الليالي لا الأيام ، لأن العشر تمييز لليالي ،
قال الله تعالى : ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ )
[الفجر: 2].

والعشر الأواخر تبدأ من ليلة إحدى وعشرين .

فعلى هذا ، يدخل المعتكف أو مَن أراد الاعتكاف المسجد قبل غروب شمس ليلة إحدى وعشرين .
2.] وقالوا : إن من أعظم ما يقصد من الاعتكاف
التماس [أي طلب] ليلة القدر ، و
ليلة إحدى وعشرين من ليالي الوتر في العشر الأواخر فيحتمل أن تكون ليلة القدر ، فينبغي أن يكون معتكفا فيها .
[قاله السندي في حاشية النسائي] .


لكن روى البخاري ومسلم ... عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ }.
وقد قال بظاهر هذا الحديث بعض السلف وأنه يدخل معتكفه بعد صلاة الفجر .


لكن أجاب الجمهور عن هذا الحديث بأحد جوابين :

الأول :

أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان معتكفاً قبل غروب الشمس ولكنه لم يدخل المكان الخاص بالاعتكاف إلا بعد صلاة الفجر .

قال النووي :

( إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِف صَلَّى الْفَجْر ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفه ) اِحْتَجَّ بِهِ مَنْ يَقُول : يَبْدَأ بِالاعْتِكَافِ مِنْ أَوَّل النَّهَار ،
[ وَبِهِ قَالَ الأَوْزَاعِيُّ.... وَالثَّوْرِيُّ ، وَاللَّيْث فِي أَحَد قَوْلَيْهِ ]
وَقَالَ مَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد : يَدْخُل فِيهِ قَبْل غُرُوب الشَّمْس إِذَا أَرَادَ اِعْتِكَاف شَهْر أَوْ اِعْتِكَاف عَشْر ، وَ
أَوَّلُوا الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ دَخَلَ الْمُعْتَكَف ، وَانْقَطَعَ فِيهِ ، وَتَخَلَّى بِنَفْسِهِ بَعْد صَلَاته الصُّبْح ، لا أَنَّ ذَلِكَ وَقْت اِبْتِدَاء الاعْتِكَاف ، بَلْ كَانَ مِنْ قَبْل الْمَغْرِب مُعْتَكِفًا لابِثًا فِي جُمْلَة الْمَسْجِد ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْح اِنْفَرَدَ اهـ .


الجواب الثاني :
أَجَابَ به الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مِنْ السَادَة الْحَنَابِلَة بِحَمْلِ الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَل ذَلِكَ فِي يَوْم الْعِشْرِينَ .
قال السندي : وَهَذَا الْجَوَاب هُوَ الَّذِي يُفِيدهُ النَّظَر ، فَهُوَ أَوْلَى وَبِالاعْتِمَادِ َأَحْرَى اهـ .

و
"جمهور أهل العلم على أن ابتداء الاعتكاف من ليلة إحدى وعشرين لا من فجر إحدى وعشرين ، وإن كان بعض العلماء ذهب إلى أن ابتداء الاعتكاف من فجر إحدى وعشرين مستدلاًّ بحديث عائشة -رضي الله عنها- والحديث تجده عند البخاري : ( فلما صلى الصبح دخل معتكفه ) لكن أجاب جمهور العلماء عن ذلك بأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- انفرد من الصباح عن الناس ، وأما نية الاعتكاف فهي من أول الليل ، لأن العشر الأواخر تبتدىء من غروب الشمس يوم عشرين" .
[ وهذه إجابة لابن العثيمين].


و


"دخول المعتكِف للعشر الأواخر يكون دخوله عند غروب الشمس من ليلة إحدى وعشرين ، وذلك لأن ذلك وقت دخول العشر الأواخر، وهذا لا يعارضه حديث عائشة لأن ألفاظه مختلفة ، فيؤخذ بأقربها إلى المدلول اللغوي، وهو ما رواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ وَإِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ دَخَلَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ " .

فقولها -رضي الله تعالى عنها وعن أبيها- : ( وَإِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ دَخَلَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ ) .. يقتضي أنه سبق مكثُه دخولَه ..
أي
( سبق مكثُه في المسجد دخولَه مكان الاعتكاف ) ،
لأن قولها: ( اعتكف ) فعل ماض ، والأصل استعماله في حقيقته اهـ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 05 / 2019, 36 : 09 PM
متى تبدأ العشر الأواخر من رمضان


https://modo3.com/thumbs/fit630x300/97578/1473786040/متى_تبدأ_العشر_الأواخر_من_رمضان.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 05 / 2019, 35 : 07 PM
مسألة تحديد ليلة القدر :

الخالق الرازق صاحب الآمر والنهي - تعالى في سماه وسما في علاه وتقدست اسماه- منذ بداية التشريع ووضع المنهاج نبه في الذكر الحكيم وذكر في محكم التنزيل على قضية عبادته وحده بكيفية هو -سبحانه وتعالى -ارتضاه وقبلها ... وبطريقة بعث -سبحانه- بها أمين السماء جبريل وأنزلها على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله -عليهما السلام- فبلغها لنا ...
فيقول مخاطبا الناس جميعاً : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} ...
ثم ينبه سبحانه -في نفس الآية- على الغاية من العبادة فنطق القرآن الكريم يقول {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}
[البقرة:21]

وهذه -التقوى- ليست علة في تشريع العبادات وليس علة في بعض التكاليف الشرعية... بل هي
ثمرة عبادة و
محصلة طاعة ...
إذ أن العبادات والمطعومات والملبوسات والمشروبات لم تعلل!..
فمن نام ساعات الليل فــ ـ عقلا دون شرعا - يصلي الفجر حاضرا أكثر من ركعتين .. وبعد عناء نهار طويل من عمل يكتفي بصلاة ركعتين ... وهذا لم يحدث ولم يتم إذا الصلوات -كعبادة- وقفت على الشرع لذا فهي توقيفية
وكذلك شرب الخمر ... فكثيرها يسكر وقليلها حُرم فصار تحريمها لعينها وليس للإسكار .. وهكذا ..

ثم يُحضر خالقنا -حين يخاطبنا كبشر- مثالا لقضية عبادته وهي مسألة :
"الصيام"...
مخاطباً -سبحانه- مَن أمن به رباً واحدا آمرا في أن يكون الصيام في شهر رمضان ... شهر واحد في العام الهجري ... وليس الميلادي... لذا أجد شيئا في كتابة :" رمضان 2019" وإن لم يغلب على ظني التحريم ... وهذا القسم الأول من الفرض والمكتوب ...
ثم جاءت السنة النبوية المطهرة -وهي القسم الثاني؛ من حيث التشريع والمنهاج- لـ مَن أمن برسوله ونبيه مبلغا وهاديا - صلى الله عليه وآله وسلم- في مسألة سُنن الصيام ومستحباته ونوافله إتماما لطاعته وتكميلا لحسن عبادته.. فيخبرنا صاحب السنة العطرة على مدار الإسبوع أو الشهر أو السنة أو المواسم ... بما سنَّه من نوافل الصيام ومستحباته...
ويأتي النص القرآني الكريم مُكرماً لهم فنستمع إليه -سبحانه- وهو يقول مخاطبا لهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} وهو خطاب لنا ...
وهذا خطاب تشريف وتكريم وتبجيل وقُرب منه ومن رضاه ورضوانه فيرفعهم - ونحن معهم - إلى مقام عبوديته وحده ونسمو - وهم معنا -إلى مقام العزة في طاعته بعد أمنا به ربا مالكا رازقا...
ثم يخبرنا بفرضية الصيام في شهر رمضان بقوله تعالى {كُتِبَ} ويخبر -سبحانه- أنه خصهم عن بقية الأمم والشعوب فيقول {عَلَيْكُمُ}
ثم يأتي القرآن العظيم بنوع الفرضية والأمر فينطق ويقول {الصِّيَامُ} ويخفف عنهم ويؤنسهم بأن هذا النوع من العبودية له وحده... ونحن لسنا بدعا من الناس بل {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } ... ثم يحدد -سبحانه وتعالى- في بداية آيات الصيام في محكم الكتاب غاية العبادة سواء مفردة أو متعددة بقوله {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}
[البقرة:183]

بيد أن القضية كما بُدأت بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} انهى سبحانه نوع عبادة ؛ وهي :"الصيام" بخطاب الناس كافة وعامة مرة ثانية حين أنهى آيات الصيام في سورة البقرة بقوله تعالى {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ} أي علامات وجوده العلي: {لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون}
[البقرة:187].
فجاءت هنا التقوى لعموم الناس...
إذا هناك تقوى لمن آمن به ربا وبرسوله هاديا مرشداً ...
وهناك تقوى للناس كافة لما يرونه من فوائد الصيام ... ولي أن أقول أن الأعجاز العلمي في آيات الصيام - كفرع من فروع التفسير - وما أخبرنا به النبي عليه السلام لدليل صدق وبيان حق لدقة قوله تعالى :" وإن تصوموا خير لكم "... :" إن كنتم تعلمون"...

النبي المصطفى والرسول المجتبى و****** المرتضى الصفي المحتبى في حديث رواه لنا طلحة بن عبيدالله -الصحابي الجليل؛ رضوان الله تعالى عليه- عن ذلك الرجل النجدي ثائر الشعر ويقول كلمات لم يفهمها الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين – و هُوَ يَسْأَلُ الرسولَ الكريم عَنِ الْإِسْلَامِ ؛

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : خَمْسُ صَلَوَاتٍ

وهناك رواية لتوضيح المسألة :

" حَدِيثُ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ السَّعْدِيِّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ ، فَذَكَرَ :

*.] الشَّهَادَةَ ، وَ

*.] الصَّلَاةَ ، وَ

*.] الزَّكَاةَ ، وَ

*.] صَوْمَ رَمَضَانَ ، وَ

*.] الْحَجَّ ،
وَ

قَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ : " هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ "....

قَالَ : " لَا "...
" إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ ".

الْحَدِيثَ عَلَى نَحْوِ مَا ذَكَرَهُ مَالِكٌ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللَّهِ فِي الْأَعْرَابِيِّ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ ذِكْرُ الْحَجِّ .
وَ
من حيث التخريج فَـ قَدْ رَوَى حَدِيثَ ضِمَامٍ هَذَا : عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَ
أَبُو هُرَيْرَةَ وَ
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَ
حَدِيثُ أَنَسٍ أَحْسَنُهَا سِيَاقَةً وَأَتَمُّهَا ، وَ
نَحْوُهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ .

وهنا أوضح مسألة تحقيق وتدقيق وتوثيق :
إذ اخْتَلَفَ فِي وَقْتِ قُدُومِهِ!!؟...

فَقِيلَ : قَدِمَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَنَةِ خَمْسٍ ، وَ

قِيلَ : فِي سَنَةِ سَبْعٍ ، وَ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ : سَنَةِ وَفْدِ أَكْثَرِ الْعَرَبِ .

وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ قُدُومَ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَذْكُرِ الْعَامَ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ .

وَقَالَ الواقدي : قَدِمَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَافِدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ عَامَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ انْصِرَافِ الْأَحْزَابِ ، فَأَسْلَمَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ مِنْ وَفْدِ الْعَرَبِ ، وَيُقَالُ : أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ وَافِدًا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَالُ بْنُ الْحَرْثِ الْمُزَنِيُّ مِنْ وَفْدِ مُزَيْنَةَ.
الرواية :
" وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ أَخَا بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ لَمَّا أَسْلَمَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ فَرَائِضِ الْإِسْلَامِ ، فَــ
عَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ،
فَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهِنَّ ،
ثُمَّ الزَّكَاةَ ، ثُمَّ صِيَامَ رَمَضَانَ ، ثُمَّ حَجَّ الْبَيْتِ ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ بِمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ :
" أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ
أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَ
سَأَفْعَلُ مَا أَمَرَتْنِي بِهِ
وَ
لَا أَزِيدُ
وَ
لَا أَنْقُصُ ،
ثُمَّ وَلَّى ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنْ يَصْدُقْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ. ".

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ أَصْحَابِهِ ، جَاءَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالَ : أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ؟
قَالُوا : هَذَا الْأَمْغَرُ الْمُرْتَفِقُ ،
قَالَ : إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشْتَدٌّ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ ،
قَالَ : سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ،
قَالَ : أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ ، وَرَبِّ مَنْ بَعْدَكَ ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟
قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ،
قَالَ : فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ؟
قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ،
قَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ أَمْوَالِ أَغْنِيَائِنَا فَتَرُدَّهُ عَلَى فُقَرَائِنَا ؟
قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ،
قَالَ : وَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا ؟
قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ،
قَالَ : وَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَحُجَّ هَذَا الْبَيْتَ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ؟
قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ،
قَالَ : فَإِنِّي آمَنْتُ وَصَدَّقْتُ ، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ .

وَ
الْأَمْغَرُ الْمُرْتَفِقُ ، يُرِيدُ الْأَبْيَضَ الْمُتَّكِئَ ، وَالْأَمْغَرُ : هُوَ الَّذِي يَشُوبُ بَيَاضَهُ حُمْرَةٌ ، وَ
أَصْلُ الْأَمْغَرِ : الْأَبْيَضُ الْوَجْهِ وَالثَّوْبِ ، وَقَدْ يَكُونُ الْأَحْمَرُ كِنَايَةً عَنِ الْأَبْيَضِ كَمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ يُرِيدُ الْأَبْيَضَ وَالْأَسْوَدَ.

التخريج:
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ:
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَ
عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بِأَكْمَلِ سِيَاقِهِ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا . ".

وهناك رواية :" عَنْ أَنَسٍ: قَالَ كُنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، فَــ
جَاءَهُ رَجُلٌ مَنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ،
فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ ،
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : صَدَقَ ،
فَقَالَ : مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ؟
قَالَ : اللَّهُ ،
قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ ؟
قَالَ : اللَّهُ ،
قَالَ : فَمَنْ نَصَبَ الْجِبَالَ ؟
قَالَ : اللَّهُ ،
قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟
قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا ،
قَالَ : صَدَقَ ،
قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي سَنَتِنَا ،
قَالَ : صَدَقَ ،
قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا الْحَجَّ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ؟
قَالَ : صَدَقَ ،
قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟
قَالَ : نَعَمْ
فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ،
لَا أَزِيدُ عَلَيْهَا شَيْئًا
وَ
لَا أَنْقُصُ مِنْهَا ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنْ صَدَقَ دَخَلَ الْجَنَّةَ".

وآخرى :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَـــ
قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا غُلَامَ بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ (!!!!.. سبحان الله تعالى في صبره -عليه السلام)، فَــ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : وَعَلَيْكَ ،
فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَخْوَالِكَ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، وَأَنَا رَسُولُ قَوْمِي إِلَيْكَ وَوَافِدُهُمْ ، وَأَنَا سَائِلُكَ فَمُشْتَدَّةٌ مَسْأَلَتِي إِيَّاكَ ، وَنَاشِدُكَ فَمُشْتَدَّةٌ مُنَاشَدَتِي إِيَّاكَ
قَالَ : قُلْ يَا أَخَا بَنِي سَعْدٍ ،
قَالَ : مَنْ خَلَقَكَ وَهُوَ خَالِقُ مَنْ قَبْلَكَ وَخَالِقُ مَنْ بَعْدَكَ ؟
قَالَ : اللَّهُ ،
قَالَ : فَنَشَدْتُكَ بِذَلِكَ أَهْوَ أَرْسَلَكَ ؟
قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ وَأَجْرَى بَيْنَهُنَّ الرِّزْقَ ؟
قَالَ : اللَّهُ ،
قَالَ : فَأَنْشُدُكَ بِذَلِكَ أَهْوَ أَرْسَلَكَ ؟
قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : وَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ ، وَأَتَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نُصَلِّيَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ لِمَوَاقِيتِهَا ، فَأَنْشُدُكَ بِذَلِكَ أَهُوَ أَمَرَكَ بِهِ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ ، وَأَتَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَأْخُذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِنَا فَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِنَا فَنَشَدْتُكَ بِذَلِكَ أَهْوَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ ؟
قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : وَوَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ ، وَآتَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَصُومَ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ - شَهْرَ رَمَضَانَ - فَنَشَدْتُكَ بِذَلِكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهِ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَأَمَّا الْخَامِسَةُ - يَعْنِي الْحَجَّ - فَلَسْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهَا ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَأَعْمَلَنَّ بِهَا ، وَلِآمُرَنَّ مَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَـــ
ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ صَدَقَ لِيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ .

قَالَ أَبُو عُمَرَ:.. ابن عبدالبر:" وَهِيَ أَحَادِيثُ ثَابِتَةٌ حِسَانٌ صَحِيحَةٌ ".".

وعليه الحديث عن الفرض يسع الجميع ويلزم به الجميع .... وليس فيه تضيق أو توسعة على أحد إلا اصحاب الأعذار -فقط-... وهم -أي أصحاب الأعذار نبحثها في موضع آخر-...
أما مسألة السنن والمستحبات والنوافل فهي تكاد تكون مسألة تخص أهل الهمم العالية ولا يتساوى فيها الجميع ... كمسألة صلاة التراويح أو مسألة قيام الليل ثم نخص مسألة قيام ليلة في العام لم تحدد بل ابهمت لحكمة يعلمها الله عز وجل... فيجب بحثها من باب الحث وعرضها من باب التيسير والتذكير بها من القرب لرضوان الله تعالى... ثم يترك الأمر لكل منا وفق قدراته ووفق امكانياته ؛
مع التنبيه على أن عدد المسلسلات الفضائية تعدى 33 مسلسل بمعنى لو كل مسلسل استغرق ساعة واحدة لرؤيته لحتاج المرء منهم لست ساعات إضافية لليوم الواحد للفرجة على جميعهم .... ولعل الواقع السئ الحالي جعل البعض يتشدد والآخر يتراخى... والمسألة في نظري هي مسالة التربية المحمدية في المدرسة النبوية وفق آيات الرحمن العلوية وعلى طريقة السنة المرضية ...
انظر لمن يذهب إلى عمرة في رمضان رجاء الثواب والمغفرة ...
وانظر لمن يقضي ليله بين مقهى وآخر أو مطعومات وحلويات أو بين مسلسل وآخر ...
وأعجب لمن يجلس أمام جهاز التلفاز متفرجا على صلوات التراويح و هي تبث من مكة المكرمة بأصوات ندية بهية من السادة مشايخنا وفي يده اليمنى كوب من الشاي وفي الآخرى قطعة قطايف !!!.

-*/-*/-*/-*/-*/

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 05 / 2019, 43 : 08 PM
يَتناقَلُ النَّاسُ عبْرَ منصاتِ التواصُل الاجتماعيِّ والمحمول رَسائلَ مُفادُها أنَّ ليلةَ 27 من رمضانَ هي ليلةُ القَدْرِ. ويَسعى البعضُ منهم على إقامةِ الدَّلائلِ والبراهينِ على ذلك.
ويُلاقي هذا القولَ قبولا عند كثيرٍ من الناس؛ فما أهوَنَ عليهم أنْ يَحصُروا هِمَّتَهم وشِرَّتَهم في ليلةٍ واحدةٍ في العُمرِ الرَّمضانيِّ! ويَخلُدون إلى الرَّاحةِ والدَّعَة والعادةِ مُغترِّين بليلةِ 27 أو ليلةِ 29 (ليلة الخَتْم).

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 05 / 2019, 45 : 08 PM
تبيان المسألة :

وردتْ أقوالٌ كثيرةٌ لأهْلِ العِلْمِ في تَحديدِ ليلةِ القَدْر:

1 . ] أوصَلَها الحافِظُ وَلِيُّ الدِّينِ العراقيُّ إلى خَمسةٍ وعِشْرينَ [25] قولًا[(1)].

2 . ] وأوصَلَها الإمامُ ابنُ حَجَرٍ إلى سِتَّةٍ وأربعينَ [40] قولًا[(2)].

3 . ] وأوصَلَها الإمامُ السُّيوطيُّ إلى خمسين [50] قولًا[(3)].

وأقربُ الأقوالِ في ذلك:

4 . ] أنَّها تَنتقِلُ في العَشرِ الأواخِرِ من رَمضانَ، وفيما يَلي كلامُ بَعضِ المحقِّقينَ عن ذلك:

4. 1. ] قال النَّوويُّ: "وهذا هو الظَّاهِرُ المُختارُ؛ لتَعارُضِ الأحاديثِ الصَّحيحة في ذلك، ولا طَرِيقَ إلى الجَمْعِ بين الأحاديث إلَّا بانتقالِها".[(4)].

4 . 2 . ]وقال ابنُ تيميَّةَ: "وبعضُهم يُعيِّنُ لها ليلةً من العشْرِ الأواخرِ. والصَّحيحُ: أنها في العَشْرِ الأواخرِ تَنتقِلُ".[(5)]

4 . 3. ] وقال العِراقيُّ: "وذهَبَ جَماعةٌ من العُلماءِ إلى أنَّها تَنتقِلُ؛ فتكُونُ سَنةً في ليلةٍ، وسَنةً في ليلةٍ أُخْرى، وهكذا. ورواهُ ابنُ أبي شَيبَةَ في مُصنَّفِه عن أبي قِلابةَ، وهوَ قَولُ مَالكٍ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وأحمدَ بنِ حَنْبلٍ، وإسحاقَ بنِ رَاهويْهِ، وأبي ثَورٍ، وغيرِهم، وعزَاهُ ابنُ عبدِالبَرِّ للشَّافعيِّ، ولا نَعرِفُه عنه[(*)]، ولكنْ قال به مِن أصحابِه المُزَنيُّ وابنُ خُزيمةَ، وهو المُختارُ عندَ النَّوويِّ وغيرِه، واسْتحسَنَهُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ؛ للجَمْع بين الأحاديثِ الواردةِ في ذلك؛ فإنَّها اختلَفَت اختِلافًا لا يُمكِن معه الجَمْعُ بينها إلَّا بذلك"[(6)].

4 . 4 . ] وقال ابنُ حَجَرٍ: "وأرجَحُها كلُّها: أنَّها في وِتْرٍ من العَشرِ الأخير، وأنَّها تَنتقِلُ كما يُفْهَمُ من أحاديثِ هذا الباب".[(7)]

4 . 5 . ] وقال ابنُ بازٍ: "وهذا هو الصَّوابُ؛ أنَّها تَنتقِلُ في العشْرِ".[(8)]

4 . 6 . ] وهو ما رجَّحَه ابنُ عُثيمينَ. [(9)]. [رحِمَ اللهُ سَادَتنا علمائنا].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 05 / 2019, 47 : 08 PM
تحديد ليلتها :

تبايَنَتْ كثيرًا في تَحديدِها الأحاديثُ الصحيحةُ ؛ وهي أحاديث وردت عنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم؛ فمنها:

- حديثٌ أنَّها في العَشرِ الأواخِر.[(10)] [الغوابر][(11]

- وحديثٌ أنَّها في التِّسع الأواخِر.[(12]

- وحديثٌ أنَّها في السَّبع الأواخِر.[(13][الغوابر][(14]

- وحديثٌ أنها في الوِتْرِ من العَشْرِ الأواخِر.[(15]

- وحديثٌ أنَّها في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى.[(16]

- وحديثٌ أنَّها في تِسعٍ يَمضِينَ، أو في سَبْعٍ يَبقَينَ.[(17]

- وحديثٌ أنَّها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ.[(18]

- وحديثٌ أنَّها ليلةُ إحدى وعِشرين.[(19]

- وحديثٌ أنها لَيلةُ ثِنْتين وعِشرين.[(20)]
- وحديثٌ أنَّها ليلةُ ثلاثٍ وعِشرين.[(21]

- وحديثٌ أنَّها ليلةُ أربعٍ وعِشرين.[(22]

- وحديثٌ أنها ليلة سَبع وعِشرين.[(23]

- وحديثٌ أنها آخِرُ ليلةٍ من رَمضانَ.[(24]

وهناك أحاديثُ مُقارِبةٌ ومُشابِهةٌ.
كلُّ هذه الرِّواياتِ ثابِتةٌ عنه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا ناسِخَ فيها ولا مَنسوخَ؛ فبأيِّها نأْخُذُ؟؟

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 05 / 2019, 59 : 08 PM
نُقِلَ إجماعُ الصَّحابةِ على هذا القَدْرِ
[وهو كَونُها في العَشرِ الأواخِرِ من رَمضانَ[(25)]]؛ فقد روَى عبْدُالرَّزَّاقِ في مُصنَّفِه عن ابنِ عباسٍ -رضِيَ اللهُ عنهما-، قال:



« دعا عُمرُ بنُ الخطَّابِ -رضِيَ اللهُ عنه- أصحابَ محمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فسأَلَهم عن ليلةِ القَدْرِ؟ . فأجْمَعوا أنَّها في العشْرِ الأواخرِ...»[(26)].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 05 / 2019, 02 : 09 PM
ما سبَبُ رَفْعِ تَعيينِ لَيلةِ القدْرِ؟

قال عُبادةُ بنُ الصامِتِ -رضي الله عنه-: خرَجَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِيُخبِرَنا بليلةِ القَدْرِ، فتَلاحى(*)رجُلانِ من المُسلمينَ فقال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «خرَجْتُ لِأُخْبِرَكم بليلةِ القَدْرِ، فتلاحى فُلانٌ وفلانٌ فَرُفِعَتْ، وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتَمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعة والخامسةِ». [(27)].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) التَّلاحي : المُنازَعةُ والمُشاتَمَةُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا السبب الأول ... أما الثاني:"

وورَدَ سببٌ آخَرُ في رَفْعِ تَعيينِها؛ قال أبو هُريرةَ -رضِيَ اللهُ عنه-: قال -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: « أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ، ثمَّ أيقَظَني بعضُ أهْلي، فنُسِّيتُها، فالْتَمِسوها في العشْرِ الغَوابِرِ». [(28)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العشْرُ الغوابِرُ، أي: العشْرُ البواقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويُمكِنُ الجَمْعُ بين الحَديثَينِ بأنْ يُقالَ: إنَّ المعنى في سبَبِ رَفْعِها: أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يَعلَمُها، فلمَّا أيقَظَهُ بعْضُ أهْلِه، فسَمِعَ تَلاحِيَ الرَّجُلينِ، فاشتغَلَ بالحَجْزِ بينهما، فنَسِيَها .
فيا لَلَّهِ كُمْ حُرِمَتْ هذه الأُمَّةُ من الأجْرِ والنَّصرِ والخيرِ بسبَبِ الشَّحناءِ والبَغْضاءِ، والنِّزاعِ والشِّقاق! [(29)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 05 / 2019, 12 : 02 PM
﴿ „ الْجُمْعَةُ اليتيمةُ ‟ ﴾:
في نهاية شهر :" رمضان ".
يعني غداً:
26 رمضان 1440 هــ ~ 31 مايو 2019م
ما حقيقتها!؟.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 05 / 2019, 16 : 02 PM
هناك مَن يقول بصلاةٍ تسمىٰ بصلاةِ الجمعة اليتيمة!!.


و


أنها تكفر ثمانين شهراً


و


أن سيدنا عليا -كرم الله تعالى وجهه؛ ورضي الله عنه - قد صلاها!.


فهل هذه بدعة حسنة أم لا!؟.
سؤالٌ يترددُ عند البعض.... فما حقيقة هذا الأمر!!؟.
ومِن أين جاءت هذا الفكرة!؟.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 05 / 2019, 00 : 06 PM
﴿„ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون ‟﴾
[النحل:43]

﴿„ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون ‟﴾
[الأنبياء:7]

في الحياة المعاشة توجد مسائل تحتاج إلى أهل الرأي واصحاب الخبرة؛ كما توجد مسائل لا يتمكن الإنسان بقواه العقلية المحدودة أن يتوصل إليها؛ ويعطي فيها رأيه في المسألة

ونأتي بمثال :

1.] مسألة تأبير النخل وما قول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لأهل الزراعة واصحاب الفلاحة؛

2.] مسألة ماء بدر وقول الحُباب بن المنذر.

وهذا ما هو متعلق بشؤون الدنيا ومعاشات الناس!

وأنقل تبويب مسلم في صحيحه حين كتب يقول :
" بَاب وُجُوبِ امْتِثَالِ مَا قَالَهُ شَرْعًا دُونَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ مَعَايِشِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيلِ الرَّأْيِ "
وجاء في المسألة ثلاثة أحاديث نبوية؛ نراجع ما ذكره العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري ومسلم مع شرح النووي في صحيحيهما؛ ونراجع ما جاء في سنن ابن ماجه.

بمراجعة مسند أحمد (مسند أبي محمد طلحة بن عبيدالله رضي الله تعالى عنه):" عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ "واقسم الحديث الشريف إلى مشاهد ليسهل علينا فهم المسألة

المشهد الأول : قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَوْمٍ فِي رُءُوسِ النَّخْلِ

المشهد الثاني : فَقَالَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ !؟

المشهد الثالث : قَالُوا يُلَقِّحُونَهُ ؛ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى

المشهد الرابع : قَالَ مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا !!!.

المشهد الخامس :فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ

المشهد السادس :فَتَرَكُوهُ

المشهد السابع : فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ :
" إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ فَلْيَصْنَعُوهُ ؛ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا ؛ فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ ؛ وَلَكِنْ إِذَا أَخْبَرْتُكُمْ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ فَخُذُوهُ ؛ فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا "

وهنا توضح المسألة:

ما يتعلق بالمعايش الدنيوية والمصالح والمهن والصناعات كالهندسة والزراعة والصيدلة والطب لا يتدخل الشرع فيها ما لم يكن استخدام لشئ حرام؛ أما ماعدا هذا فأهل كل صنعة أو أصحاب فن لهم التصرف الكامل.

وإذا تُرك الناس يتصرفون في معاشهم فيخترع الناس اصطلاحات صاغها الضمير الاجتماعي أو الإحساس الجمعي أو الشعور التوافقي بعفوية تعبر عن احساس المجموع : ومن هنا تاتي مثل هذه الأصطلاحات؛ فيقوم أهل العلم واصحاب الفقه الشرعي بتصحيح إعوجاج في البنية الذهنية لجماعة ما؛ فيقبل البعض أو يعترض البعض فيعتزل البعض بما رأوه.

" يقول د. محمد الشرقاوي؛ أستاذ مقارنة الأديان ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم؛ مِصر:" أن اصطلاح " الجمعة اليتيمة " غير موجود بالسنة النبوية أو القرآن الكريم"، ثم يضيف:" ولكن لا بأس به لأن ذلك المسمى له أصل لُغوي؛ وهو كل ما ليس له ثانٍ ولا ثالث يطلق عليه لفظ يتيم؛ وذلك لأنها -الجمعة الأخيرة من رمضان- وحيدة وأخيرة، فهي الجمعة التي تُلحق بالعشر الأواخر من شهر رمضان الكريم والجمعة اللاحقة لها خاصة بشهر شوال"، ثم يكمل فيقول:" ومن جانب آخر فهي لها أهمية خاصة لدى المسلم الصائم الذي تشبع بحالة نفسية وروحية عالية جدا خلال الشهر الكريم فهي أشبه بالجوهرة اليتيمة لا مثيل لها ولا ثان لها فهو مشحون معنوياً وروحياً ولديه استعداد لمزيد مِن الطاعات وانتهاز جميع النفحات الإسلامية وخاصة مع العشر الأواخر من رمضان"، ويصل فضيلته إلى محصلة قال فيها :" وقد أطلق عموم الناس ذلك المصطلح ولم يعترض عليه أحد ولكن لاقى قبولاً وتداول بين الناس والفقهاء وهو مصطلح لُغوي فقط ولا نضيف لها مساحة من الاستحقاق عن غيرها".

ويضيف:" أن ما يفعله بعض الأفراد من سلوكيات وممارسات في هذه الجمعة بالتحديد لا أساس له في الشريعة الإسلامية ولكن أي زيادة في الذكر والصلاة لا بأس بها ولكن ليس بنية الجمعة اليتيمة " "[روزاليوسف اليومية (https://www.masress.com/rosadaily)يوم 09 - 09 - 2010].

يتفق الجميع على أنه -اصطلاح الجمعة اليتيمة- ليس لها اصل في الشريعة الإسلامية أو المنهاج المحمدي :
" قالت الدكتورة فتحية الحنفي (السبت : 24/يونيو/2017)، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إنه لا يوجد شرعًا ما يسمى بـ«الجمعة اليتيمة»، منوهة بأنها ما هي إلا «عادات» توارثوها ولكن لا يوجد في الشرع ما يسمى بذلك. ".
(ذكرت : آية عبدالعاطي السبت - ٢٤ / يونيو /٢٠١٧ (أن في العصر الفاطمي ظهرت نبؤة إن الخليفة حلم بأن يوم الجمعة اليتيمة سيرتفع مسجد عمرو بن العاص للسماء بكل من فيه واللي حوله ويدخلوا الجنة دون حساب، وهذا طبعا مجرد حلم والناس أخذوها كبركة ومن هنا أصبحت عادة أصيلة إن الناس يصلون الجمعة الأخيرة في مسجد عمرو بن العاص، عادة أصيلة حافظ عليها المصريين حتى يومنا هذا. ).
" ويقال إن الخليفة الفاطمى كان يصلي أيام الجمع الثلاث الأخيرة في رمضان على الترتيب التالي:
الجمعة الثانية في جامع الحاكم و
الثالثة في الجامع الأزهر
أما الرابعة " الجمعة اليتيمة" فكان يؤديها في جامع عمرو بالفسطاط ويذاع عقبها بلاغ رسمي عرف "بسجل البشارة" وآخر ليلة من الشهر الكريم كان القراء والمنشدون يحيونها بالقصر الشرقي الكبير والخليفة يستمع من خلف ستار وفي نهاية السهرة كان الخليفة ينثر على الحاضرين دنانير الذهب".)
:" وأوضحت «الحنفي» أن بعض المسلمين يطلقون على الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك عدة تسميات، ولكن يبقى أشهرها «الجمعة الحزينة» أو «الجمعة اليتيمة» في إشارة من البعض بأن لا تتكرر مرة أخرى في شهر رمضان المبارك، مشددة على أنه لا فرق بين الجمعة الأولى والثانية والثالثة من شهر رمضان الكريم. جدير بالذكر أنه بعض المؤرخين أرجع تسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بالجمعة الحزينة أو اليتيمة، بسبب بعض الأحداث المؤلمة التي وقعت في آخر جمعة في شهر الصيام على مدار التاريخ، ولعل أشهرها يوم الجمعة 25 /2 /1994 حيث وقعت «مجزرة الحرم الإبراهيمي» ضد المصلين المسلمين في «القدس» مع فجر آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك.".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 05 / 2019, 14 : 06 PM
حين يختلط النص الشرعي بالتراث الشعبي -دون وعي سليم أو فهم صحيح- مع أحساس دفين عميق لفئة من الأمة فيتحول إلى ما يشبه قناعة دينية على مر الأيام وكر السنون يسير عرفا... فياخذ شكل أو طابع ديني... فيصطدم مع العلم الشرعي وأقوال السادة العلماء الراسخين في العلم فنحن نحتاج إلى إعادة نظر لكل الموروث وتصحيح الكثير من العرف والعادات والتقاليد ......
ما يوجد في أمة ما بعد العديد من السنوات يبدء الجيل الأخير في التمسك بهوية الأجداد وموروث الأباء فيختلط مرة ثانية الصحيح من الشرع مع الدخيل من العرف والعادة...
فيجب علينا إعادة نظر .... !!؟.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 06 / 2019, 34 : 09 PM
https://dok7xy59qfw9h.cloudfront.net/564/174/160/710003035-1rrkho4-hqdtpr09ktcleda/original/ELGxL7.png (https://www.google.at/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&ved=2ahUKEwjo14uVu9DiAhULMuwKHYhgDtMQjRx6BAgBEAU&url=https%3A%2F%2Fask.fm%2Fbdooor000%2Fanswers%2F1 15273791726&psig=AOvVaw3mNCWak8ToAlwJVlRTcEPJ&ust=1559759524064852)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 06 / 2019, 10 : 12 AM
(﴿ ثم ماذا .... بعد شَهْرِ „ رَمَضَانَ ‟ !!!﴾)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 06 / 2019, 44 : 10 PM
(﴿ ثم ماذا .... بعد شَهْرِ „ رَمَضَانَ ” !!!﴾)
وليَّ أن أتساءل: أربُ رمضان عند المسلمين هو ربُ شوال!؟
أم صار الإسلام اليوم إسلام مناسبات وفصول ومواسم !؟.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 06 / 2019, 57 : 10 PM
مِن المقطوع به عند الجميع أن ربَّ شهر رمضان هو رب شوال وبقية الأيام والشهور؛ لكن الظاهر وجود وضع آخر وحال آخر عند البعض..فبانتهاء شهر الصيام والقيام: شهر القرآن :"رمضان" يتراجع البعض عما كان عليه خلال هذا الشهر الفضيل؛ و
هذه بعض المسائل التي أود التركيز عليها ، فقد وضع الخالق -سبحانه وتعالى- مقياسا يخص الأمة الإسلامية دون غيرها مِن بقية الأمم والشعوب والقبائل والعشائر في الأرض:


١ . ] المقياس الأول:"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ﴿„ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ”﴾.
هذا أولاً؛ و
ثانيا نقرأ : ﴿„ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبًا ”﴾.
ثم يأتي المقياس المغاير لما سبق؛ فـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : ﴿„ وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ”﴾؛ و
يتضح هذا المقياس بقوله ﴿„ إنَّمَا يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي ، فَالصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ”﴾
فــ ﴿„خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ” ﴾ :" هُوَ مَا يَخْلُفُ بَعْدَ الطَّعَامِ فِي الْفَمِ مِنْ رِيحٍ كَرِيهَةٍ لِخَلَاءِ الْمَعِدَةِ مِنْ الطَّعَامِ".
وهذا مقياس إلهي سماوي علوي وليس بشري!


٢ . ] المقياس الثاني :
﴿„ وَقَالَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ” ﴾


٣ .] المقياس الثالث:" { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء } فَـــــ
قَالَ عَنِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي الصَّائِمِ :


﴿„يَدَعُ شَهْوَتَهُ”﴾
﴿„وَأَكْلَهُ”﴾
﴿„وَشُرْبَهُ”﴾
﴿„مِنْ أَجْلِي”﴾ سبحانه وتعالى


٤ .] المقياس الرابع : {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون}
فصار الإمتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات النهار وإن طالت خير لنا


٥ .] المقياس الخامس : {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ } ومع هذا الإمتناع إلا أنه سبحانه يريد لنا اليسر ويكمل سبحانه المعنى :


٦ .] المقياس السادس :" {وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }


٧ . ] المقياس السابع؛ و
اقسمه إلى مشاهدفـ :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " 《الصِّيَامُ》


﴿„١”﴾ ﴿„جُنَّةٌ”﴾ أي ستر و وقاية .


ومن هنا تبدء المدرسة المحمدية والأكاديمية الرسولية والتربية النبوية خلال شهر في العام لننسجم مع بقية شهور العام


فَــ الصائم


﴿„٢”﴾﴿„لَا يَجْهَلْ”﴾ وَالْجَهْلُ قَرِيبٌ مِنَ الرَّفَثِ ، وَهُوَ خِلَافُ الْحِكْمَةِ وَخِلَافُ الصَّوَابِ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَ


﴿„٣”﴾ ﴿„لَا يَرْفُثْ”﴾ الرَّفَثُ هُوَ السُّخْفُ وَفَاحِشُ الْكَلَامِ، فَإِنْ امْرُؤٌ


﴿„٤”﴾ ﴿„ قَاتَلَهُ”﴾ أَوْ


﴿„٥” ﴾ ﴿„شَاتَمَهُ” ﴾
و
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


﴿„٦”﴾. ﴿„مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ ” ﴾ قَوْلَ الزُّورِ : وَالْمُرَادُ مِنْهُ الْكَذِبُ


﴿„٧” ﴾ ﴿„وَالْعَمَلَ بِهِ” ﴾
﴿„فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ” ﴾


وهناك زيادة :" وَعَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ : إذا صام


﴿„٨” ﴾ أَحَدُكُمْ ﴿„يَوْمًا” ﴾ بمعنى ليس فقط في شهر رمضان ولكن السُنَّة المحمدية العطرة على صاحبها أفضل السلام وأتم الصلاة ذكرت :"يوما"... ما في العام


وعليه فــ:" اعْلَمْ أَنَّه نَهْيَ الصَّائِمِ عَنِ:


﴿„١”﴾ " الرَّفَثِ " وَ


﴿„٢”﴾ " الْجَهْلِ " وَ


﴿„٣”﴾ " الْمُخَاصَمَةِ " وَ


﴿„٤”﴾ " الْمُشَاتَمَةِ "
ثم أوجد الحل :
فَلْيَقُلْ إنِّي ﴿„صَائِمٌ”﴾ إنِّي صَائِمٌ”﴾.


ولكي تكتمل الهداية النبوية أعرضُ ثلاثةَ نماذج:


١ .] النموذج الأول :


تقرير النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ والتقرير من سنته؛ بمعنى أنه -عليه السلام- رأي شيئا أو فعلاً أو سمع قولا وسكت عنه فاقره أي وافق عليه مثل : عَنْ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِاللَّهِ يَقُولُ: " ﴿„جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "


﴿„مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ”﴾ ؛


﴿„ثَائِرَ الرَّأْسِ”﴾ ؛


﴿„يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ”﴾ ؛


﴿„حَتَّى دَنَا”﴾ ؛ فَإِذَا هُوَ


﴿„يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ”﴾ ؛ فَــ


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:


﴿„خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةَ”﴾ ؛، فَــ


قَالَ: "„هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟” ؛


قَالَ: ﴿„لَا،إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ”﴾،


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَ


﴿„صِيَامُ رَمَضَانَ”﴾ ؛


قَالَ: ﴿„هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟”﴾ ؛


قَالَ: ﴿„لَا ؛ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ”﴾ ؛


قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ﴿„الزَّكَاةَ”﴾ ؛


قَالَ:„هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟” ؛


قَالَ: ﴿„لَا ؛ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ”﴾ ؛


قَالَ: فَــ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، وَهُوَ يَقُولُ:


وَ „اللَّهِ؛ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا” ؛ „وَلَا أَنْقُصُ” ؛


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿„أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ”﴾.


فالرجل الذي جاء -هو : ضمام بن ثعلبة من بني سعد بن بكر- اكتفى بالقيام بالفرض؛ دون القيام بالسنن والمستحبات والنوافل والمندوبات؛ فاقره الرسول عليه السلام على ذلك؛ والحديث متفق عليه؛ وهنا تتجلى عظمة الإسلام من الناحية الإنسانية البشرية الآدمية، ولعلها هي المرحلة الأولى من مراحل تطبيق أركان الإسلام.


٢ .] النموذج الثاني : رفض نمط بعينه من الحياة يخالف الإسلام :"


عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ ، فَقَالَ : " مَنْ هَذِهِ ؟ " قُلْتُ : فُلانَةُ لا تَنَامُ اللَّيْلَ(!) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا » ، وَ « كَانَ أَحَبَّ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ».


والمرأة المذكورة في الحديث هي: الْحَوْلَاءُ بَنَتُ تُوَيْتٍ ابْنِ حَبِيبٍ ابْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى مِنْ رَهْطِ خَدِيجَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ
و( لَا تَنَامُ اللَّيْلَ ) أَيْ : تَسْهَرُ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ صَلَاةٍ وَذِكْرٍ وَتِلَاوَةٍ وَنَحْوِهَا.
جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْحَدِيثِ بِلَفْظِ «اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ مِنَ الثَّوَابِ حَتَّى تَمَلُّوا مِنَ الْعَمَلِ». المثال الأول؛


أما الثاني:


مَا رَوَى أَنَسٌ ، قَالَ أَحَدُهُمْ :" أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا "، وَقَالَ آخَرُ : " أَصُومُ النَّهَارَ أَبَدًا وَلَا أُفْطِرُ ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - « أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ »، أَوْ كَمَا قَالَ ثُمَّ قَالَ : « فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ».


وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ « لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ [ابْنُ مَظْعُونٍ] التَّبَتُّلَ وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا ».


قَالَ الْعُلَمَاءُ : التَّبَتُّلُ هُوَ الِانْقِطَاعُ عَنِ النِّسَاءِ وَتَرْكُ النِّكَاحِ انْقِطَاعًا لِعِبَادَةِ اللَّهِ ، وَأَصْلُ التَّبَتُّلِ الْقَطْعُ ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ: التَّبَتُّلُ هُوَ تَرْكُ لَذَّاتِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا وَالِانْقِطَاعُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّفَرُّغِ لِعِبَادَتِهِ .


أما ثالثا:


عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْضُهُمْ :" لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ "، وَقَالَ بَعْضُهُمْ:" لَا آكُلُ اللَّحْمَ "، وَقَالَ بَعْضُهُمْ :" لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ :" أَصُومُ فَلَا أُفْطِرُ ". فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي »


قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « يَا عَبْدَاللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟». قُلْتُ: " بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ". قَالَ: « فَلَا تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا».


٣ . ] :" النموذج الثالث السُنَّة النبوية [السنن الرواتب[المؤكدة]؛ النوافل؛ المستحبات ؛ المندوبات] :


السنة المحمدية:


[٣ . 1 . ] عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : « كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ » . قَالَتْ : « وَمَا صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ».


[٣ . 2 . ] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [خادم الرسول؛ وهي درجة عالية]، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : [جاءت ألفاظ حديثه مبينة حاله عليه السلام]« كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ ، وَيُفْطِرُ مِنْهُ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا» . [ولكنه أي سيدنا أنس بن مالك ؛ خادم النبي أضاف مسألة آخرى؛ وهي صلاة الليل] « وَكُنْتَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْتَهُ مُصَلِّيًا ، وَلا نَائِمًا إِلا رَأَيْتَهُ نَائِمًا ».


٣ . 3 . ] وحديث ابْنِ عَبَّاسٍ ، قريب من حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وأنس بن مالك.


وهذا إجمالا من حيث بقية العام


٣ . 4 . ] أما حديث أم سلمة فهي تبين مسألة آخرى فـ :" عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : « مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ » . وهنا تأتي إضافة شهر شعبان وهو يقع قبل رمضان.


٣ . 5 . ] أما حديث أم المؤمنين عائشة فهي تبين ما ذهبت إليه أم سلمة فـ :" عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : « لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ لِلَّهِ فِي شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا ، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ » . وهذا من حيث شهر شعبان وما يليه من رمضان


٣ . 6. ] « أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ صَوْمُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ».


أما من حيث الأيام :


٣ . 7. ] عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ فَقَالَ « إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ صُمْ رَمَضَانَ؛ وَالَّذِي يَلِيهِ؛ وَكُلَّ أَرْبِعَاءَ وَخَمِيسٍ؛ فَإِذَا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ وَأَفْطَرْتَ ».


قَوْلُهُ : ( صُمْ رَمَضَانَ وَاَلَّذِي يَلِيهِ )قِيلَ أَرَادَ السِّتَّ مِنْ شَوَّالٍ .


٣ . 8 . ] عَنْ عَبْدِاللَّهِ بن مسعود، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، وَقَلَّمَا كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ». يُحْتَمَلُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ وَجَدَ الْأَمْرَ عَلَى ذَلِكَ بِحَسْبِمَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْ حَالِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَائِشَةُ اطَّلَعَتْ عَلَى مَا لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ مَعَ أَنَّ الْأَوْجَهَ فِي الْجَمْعِ أَنْ يُقَالَ تَارَةً كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ، وَأُخْرَى مِنْ وَسَطِهِ وَأُخْرَى مِنْ آخِرِهِ أَوْ يُخَالِفُ فِي كُلِّ شَهْرٍ بَيْنَ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ لِيَحْصُلَ لَهُ بَرَكَةُ الْأَيَّامِ وَلِلْأَيَّامِ جَمِيعًا بَرَكَتُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ حَفْصَةَ.


٣ . 9. ] عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاذَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ :" أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ؟ ". قَالَتْ : " نَعَمْ " . قُلْتُ : "مِنْ أَيِّهِ كَانَ يَصُومُ ؟ ". قَالَتْ : " كَانَ لا يُبَالِي مِنْ أَيِّهِ صَامَ ".


٣ . 10 . ] وَوَرَدَ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ


٣ . 11. ] عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :« كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالأَحَدَ وَالاثْنَيْنَ ، وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ الثُّلاثَاءَ وَالأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ » .


٣ . 12 . ] عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ".


وأبو هريرة يروى لنا مغزى صوم النبي لهذين اليومين :


٣ . 12 . 1 . ] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : « تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ».


٣ . 13 .] عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " كَانَ عَاشُورَاءُ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةُ وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ "


٣ . 13 . 1. ] جَاءَ فِي مُسْلِمٍ أَنَّ صَوْمَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً ، وَ


٣ . 13. . 2. ] صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ .


قِيلَ ، وَحِكْمَتُهُ أَنَّهُ مَنْسُوبٌ لِمُوسَى ، وَعَرَفَةُ مَنْسُوبٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . .


حال الرسول:


عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَخُصُّ مِنَ الأَيَّامِ شَيْئًا ؟ . قَالَتْ : " كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً ، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُطِيقُ ".


عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، وَأُمَّ سَلَمَةَ ، أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتَا : " مَا دِيمَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ قَلَّ .


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» عَمَلٌ قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ ، خَيْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِيرٍ فِي بِدْعَةٍ ، وَمَنِ اسْتَنَّ بِي فَهُوَ مِنِّي ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ».


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ


عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَتْ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، زَوْجِي خَيْرُ النَّاسِ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ ". فَــ


قَالَ عُمَرُ: " لَقَدْ أَحْسَنْتِ الثَّنَاءَ عَلَى زَوْجِكِ " . فَــ


قَالَ كَعْبُ بْنُ سَوَّارٍ: " لَقَدِ اشْتَكَتْ فَأَعْرَضَتِ [من باب المعاريض؛ أي تقول شيئا وتقصد خلافه] الشَّكِيَّةَ ". فَــ


قَالَ عُمَرُ: "اخْرُجْ مِنْ مَقَالَتِكَ".


فَقَالَ: "أَرَى أَنْ يُنْزَلَ مَنْزِلَةَ الرَّجُلِ لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، لَهُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا وَلَهَا يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ." وَ


رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِكَعْبٍ: فَإِذَا فَهِمْتَ ذَلِكَ فَاقْضِ بَيْنَهُمَا. فَــ


قَالَ:" يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَلَّ اللَّهُ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ، فَلَهَا مِنْ كُلِّ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ يُفْطِرُ وَيُقِيمُ عِنْدَهَا، وَلَهَا مَنْ كُلِّ أَرْبَعِ لَيَالٍ لَيْلَةٌ يَبِيتُ عِنْدَهَا". فَــ


أَمَرَ عُمَرُ الزَّوْجَ بِذَلِكَ ،


د. محمدفخرالدين الرمادي
11 شوال 1440 هــ ~ 14 يونيو 2019 م


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 06 / 2019, 32 : 06 PM
*.] :" مصطلح العطلة الصيفية(!!) مصطلح خاطئ الإستخدام " .

فحروف (عَطَلَ ) : أي الْعَيْنُ وَالطَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى :
خُلُوٍّ
وَ
فَرَاغٍ .

نَقُولُ :

- عُطِّلَتِ الدَّارُ ، وَدَارٌ مُعَطَّلَةٌ . وَ
وَإِبِلٌ مُعَطَّلَةٌ : لَا رَاعِيَ لَهَا؛ فــ

- مَتَى تُرِكَتِ الْإِبِلُ بِلَا رَاعٍ فَقَدْ عُطِّلَتْ ، وَ

- كَذَلِكَ الْبِئْرُ إِذَا لَمْ تُورَدْ وَلَمْ يُسْتَقَ [ مِنْهَا ] .

قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : { وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ }، وَ

قَالَ - تَعَالَى - : { وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } ، وَكُلُّ شَيْءٍ خَلَا مِنْ حَافِظٍ فَقَدْ عُطِّلَ . ".

* . ] :" عَطِلَتِ الْمَرْأَةُ تَعْطَلُ عَطَلًا وَعُطُولًا وَتَعَطَّلَتْ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا حَلْيٌ وَلَمْ تَلْبَسِ الزِّينَةَ وَخَلَا جِيدُهَا مِنَ الْقَلَائِدِ " ... [وَلَا خِضَابَ . ].

* . ] :" الرَّعِيَّةُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا وَالٍ يَسُوسُهَا فَهُمْ مُعَطَّلُونَ . وَقَدْ عُطِّلُوا أَيْ : أُهْمِلُوا . وَ

الْمُعَطَّلُ : الْمَوَاتُ مِنَ الْأَرْضِ ".

-*/-*/-*/-*/
وعليه فهل نحن نتعطل في موسم الصيف أو في إجازة الصيف !!!
فــ
- قلب الإنسان لا يتعطل إلا في زمن السكتة القلبية لثوان معدودات منعا لعطب في الأجهزة الحيوية الرئسة في جسم الإنسان أو يتعطل بالفعل في حالة الموت؛ وانتهاء الأجل،
و
في حالة الصيام الإسلامي قلب المسلم يقلل من ضخه للدماء بمعدل عشرة ضربات -تقريبا- في الدقيقة الواحدة؛ وهذا على مدار فترة الصيام لخلو المعدة -تقريبا- من الماء والطعام..
- خلايا المخ لا تتعطل إلا في حالة وجود ضمور في بعض خلايا نتيجة جلطة دماغية أو شرب خمر ... فيترتب عليه -أي الضمور- شلل نصفي أو جزئي..
فكيف نسمى الاستجمام أو الاسترخاء أو الراحة عطلة!!!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 06 / 2019, 40 : 06 PM
نذهب لما يجب أن نقوم به اثناء فترة الراحة الصيفية أو الاستجمام الصيفي أو الاسترخاء الصيفي بغض النظر عن طولها أو قصرها وبغض النظر عن مكانها داخل المملكة أو خارجها مع رعاية الأحكام الشرعية وخاصة مع أخواتنا وإخوانا وبناتنا وابنائنا :

*. ] للأسف يتداول جهلة المنابر هذه الجمل:

١ . ١.] «لاعبوهم لسبع» و

١ . ٢.] «أدبوهم لسبع» و

١ . ٣.] «صاحبوهم لسبع» ثم

١ . ٤.] «اتركوا لهم الحبل على الغارب».

:"الحديث لا أصل له في أي من كتب السنة المعتمدة ".

٢ .] ذكر بعض أهل العلم أنه مروي عن بعض السلف بنص:

٢ . ١.] «لاعب ابنك سبعاً»، و

٢ . ٢.] «أدبه سبعاً»، و

٢ . ٤.] «آخه سبعاً»، ثم

٢ . ٤.] «ألق حبله على غاربه» ".
وقد نُسب ذلك الأثر إلى: الوزير الثاني للسيد الجليل والنبي النبيل محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما جاء في بعض كتب تربية الأولاد وفي صحة نسبته إليه -رضي الله عنه-نظر(!!!).

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 06 / 2019, 51 : 06 PM
وهناك خبر لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قَالَ: في تَفْسِيرِ قَوْله تَعَالَى :
« قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا »

٣ . ١.] « علموهم » و

٣ . ٢.] « أدبوهم ».

وَ
٤ .] قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

٤ . ١.] « عَلِّمُوهُمْ »
وَ
٤ . ٢.] « أَدِّبُوهُمْ »...
واللافت للنظر أن هذا الحديث الذي نُسب للنبي -عليه السلام- ذكره أحمد بن تيمية في فتاويه ...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 06 / 2019, 57 : 06 PM
وزاد الحسن فــ
٥ . ] قَالَ :

٥ . 1.] « عَلِّمُوهُمْ » وَ

٥ . 2.] « أَدِّبُوهُمْ »
وَ زاد
٥ . 3.] « فَقِّهُوهُمْ » .
وهنا تأتي الإفادة :
1.] تعليم ؛ و
2.] أدب و
3.] فقه...
إذاً الراحة الصيفية فيها الوقت الكافي للتعليم والتأديب والتفقه في أمور الدين والحياة والعلم .....

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 06 / 2019, 26 : 07 PM
ولنا سنته الندية ؛ وتربيته المصطفوية ؛ ومدرسته المحمدية :

فقد روى مسلم في صحيحه؛ وأحمد بن حنبل في مسنده؛ والترمذي في سننه؛ والبغوي ،






ونقسم الحديث الصحيح إلى مشاهد : "

١. حديث حنظلة وتصحيح المسار من النبي المختار:

" عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيْدِيِّ (ابْنُ الرَّبِيعِ بْنِ صَيْفِيٍّ) (وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى بَنِي أُسَيْدٍ بَطْنٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ.) قَالَ - وَكَانَ مِنْ

١ . ] المشهد الأول :

« كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »-
(ولنا وقفة هنا : السيد الجليل حنظلة من كُتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فما أنت وما أنا بالنسبة لسنته العطرة !!!!)


قَالَ :

٢ . ] المشهد الثاني : « لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ »:" وَهُوَ يَبْكِي ". فَقَالَ :

٣ . ] المشهد الثالث : « كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟ »

٤ . ] المشهد الرابع : قُلْتُ : « نَافَقَ حَنْظَلَةُ (!!)»،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ:

٥ . ] المشهد الخامس: سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا تَقُولُ ؟ »
قَالَ حَنْظَلَةُ:
(الوزير الأول لنبي الهدى والرحمة أبو بكر الصديق؛ وهو ثاني إثنين في الغار؛ وهو خليفته في رعاية شؤون أمته؛ فماذا أنا وأنت فاعل في سنته(!!!))
٦ . ] المشهد السادس؛ نقسمه إلى مقاطع:

٦ . ١ . ] المقطع الأول من المشهد السادس : « نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُذَكِّرُنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ »،
هذا قول السيد الصحابي الجليل!

٦ . ٢ . ] المقطع الثاني من المشهد السادس: « حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ »،
بمعنى أنه عليه السلام يوصف لنا الجنة كأننا نراها ونحن مازلنا أحياء في الدنيا!
٧ . ] المشهد السابع : فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،

٧ . ١ .] المقطع الأول من المشهد السابع: « عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ » ،

٧ . ٢ .] المقطع الثاني من المشهد السابع: « وَالْأَوْلَادَ » ،

٧ . ٣ .] المقطع الثالث من المشهد السابع : « وَالضَّيْعَاتِ » ،

٨ . ] المشهد الثامن: « نَسِينَا كَثِيرًا » ،

٩ . ] المشهد التاسع : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : " فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا "،
وفي رواية ثانية :

:"فَوَاللَّهِ إِنَّا لَكَذَلِكَ ؛
" انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -".

١٠ . ] المشهد العاشر: والحديث والقول لحنظلة : « فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- » ،

:" فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ :" مَا لَكَ يَا حَنْظَلَةُ ".

١١ . ] المشهد الحادي عشر : قُلْتُ : « نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! »

١٢ . ] المشهد الثاني عشر: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : « وَمَا ذَاكَ ؟ ».
" فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ:
وفي رواية :
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَهْ ؟ )

قَالَ الْقَاضِي شارحاً : [مَهْ] مَعْنَاهُ الِاسْتِفْهَامُ ، أَيْ : مَا تَقُولُ ، ".

١٣ . ] المشهد الثالث عشر : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ « نَكُونُ عِنْدَكَ
١٣ . ١ . ] تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ ؛
١٣ . ٢ . ] كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا

١٣ . ٣ . ] خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ

١٣ . ٤ .] عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ ،

:(عَافَسْنَا) " مَعْنَاهُ حَاوَلْنَا ذَلِكَ وَمَارَسْنَاهُ وَاشْتَغَلْنَا بِهِ ،
أَيْ عَالَجْنَا مَعَايِشَنَا وَحُظُوظَنَا ".

:" وَرَوَى الْخَطَّابِيُّ هَذَا الْحَرْفَ ( عَانَسْنَا ) بِالنُّونِ ، قَالَ : وَمَعْنَاهُ : لَاعَبْنَا ، وَ

رَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ، قَالَ : وَمَعْنَاهُ : عَانَقْنَا ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَعْرُوفُ ، وَهُوَ أَعَمُّ . ".

١٣ . ٥ . ] وَالْأَوْلَادَ ،

١٣ . ٦ . ] وَالضَّيْعَاتِ ، :" مَعَاشُ الرَّجُلِ مِنْ مَالٍ أَوْ حِرْفَةٍ أَوْ صِنَاعَةٍ ".

١٣ . ٧ . ] نَسِينَا كَثِيرًا ،

:" خَافَ أَنَّهُ مُنَافِقٌ حَيْثُ كَانَ يَحْصُلُ لَهُ الْخَوْفُ فِي مَجْلِسِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ،وَيَظْهَرُ عَلَيْهِ ذَلِكَ مَعَ:
الْمُرَاقَبَةِ وَ
الْفِكْرِ وَ
الْإِقْبَالِ عَلَى الْآخِرَةِ ، فَإِذَا خَرَجَ:
اشْتَغَلَ بِــ
الزَّوْجَةِ
وَ
الْأَوْلَادِ
وَ
مَعَاشِ الدُّنْيَا ".

١٤ . ] المشهد الرابع عشر: فَقَالَ رَسُولُ -اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ »، « لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي » ، « وَفِي الذِّكْرِ »، « لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ » :" فِي مَجَالِسِكُمْ ". « عَلَى فُرُشِكُمْ » « وَفِي طُرُقِكُمْ »،

و:" ( لَأَظَلَّتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ) ".

:" وَلَوْ كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّرُقِ ".

١٥ . ] المشهد الخامس عشر: « وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ »، « سَاعَةً» « وَسَاعَةً ». « ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ».
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ] "

٤ . : ٤."] :" «وَقْتٍ عَلَى :
الْحُضُورِ وَ
فِي

وَقْتٍ عَلَى
الْفُتُورِ ، فَفِي
سَاعَةِ الْحُضُورِ تُؤَدُّونَ حُقُوقَ رَبِّكُمْ ، وَ
فِي سَاعَةِ الْفُتُورِ تَقْضُونَ حُظُوظَ أَنْفُسِكُمْ .»
فماذا سنفعل في
"موسم الصيف " ؛
" فصل الصيف":
"وهنا يتطلب الأمر:" إعادة نظر:"

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 06 / 2019, 23 : 04 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم



[الفاتحة:1]



اللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَيَّ أَمْرَي هَذا ؛ وَسَهِّلْ عَلَيَّ مَا بَعْدَهُ من بُحوثٍ؛ فأنتَ-سبحانك- المسؤول.



« "المقدمة والتهيئة " »


رسالة " أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف "


(1) المقدمة 《وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ》



-*/-*/




« "المقدمة والتهيئة " »



-*/-*/



﴿ أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف؛ وبدع المناسك والزيارة ﴾


الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة، تكريما لخلقه بيده -سبحانه-؛ وتفضيلا لعقله -عليه السلام-، وتبجيلاً لعلمه، فالحمدُ لله الذي أكرمنا بالخلق من عدم؛ والإيجاد مِن شئ، والتنشأة في صلب رجل كريم ورحم أم حنون؛ ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالعقل والإدراك، والفهم والاستيعاب، ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام والإيمان، ونشهد أنه الخالق الرازق، الغفور الودود، حقٌ أن يعبد كما أمر -جل وعلا-، وكما بلغنا رسوله الأكرم -عليه السلام- ونشهد بأن الذي قال : ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب ﴾[(1)]

ونشهد بأن الذي قال ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين﴾[(2)]

القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد ؛ فلا يصح أن تكون له صاحبة ولا يجوز أن يكون له ولد.

وأَشْهَدُ أَنَّه ارسل فينا الرحمة المهداة والنعمة المسداه سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ، ونشهد بأن الذي قَالَ: « خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم ْ»[(3)]. فــعَنْ جَابِرٍ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=36)[(4)] «لَمَّا قَدِمَ -صلى الله عليه وآله وسلم- مَكَّةَ أَتَى الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ ، ثُمَّ مَشَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا ».
وَلَهُ[(5)] عَنْه أَيْضًا : « رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ : لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ ».[(6)]

وَفِي رِوَايَةٍ[(7)]: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ [(8)]». بِلَفْظِ الْأَمْرِ "
القائل هو النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبـــيـــب المرتضى الأمي المجتبى محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين، فنصلي ونسلم عليه وعلى آله وصحبه ومَن استن بسنته وسار على طريقته والتزم هديه وتمسك بمناسكه إلى يوم الدين.

ونرجو مِن الله -سبحانه وتعالى- لحجاج بيت الله المعظم حجاً مبروراً [(9)] ، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول :" الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة " [(10)] ، وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وزيارةً محمودةً وعودةً من أرض الحرمين الشريفين سهلة ميسورة ، كيوم ولدتنا أمهاتنا[(11)] .








اقول (الرمادي) : اللهم اجعل، هذه الرسالة " أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف" لوجهك الكريم وتقبلها مني بعفوك عني وكرمك ياالله ونقِّ قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء . . . آمين يارب العالمين.
-*/-*/-*/

أخي المُقدم على آداء مناسك الحج والعمرة !

أختي الكريمة !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!



من القواعد التي ينبغي أن تُأَصل :

[ ١. ] القاعدة الأولى أن :" الْأَحْكَامَ الَّتِي تَحْتَاجُ الْأُمَّةُ إِلَى مَعْرِفَتِهَا لَابُدَّ أَنْ يُبَيِّنَهَا الرَّسُول ُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيَانًا عَامًّا، وَلَابُدَّ أَنْ تَنْقُلَهَا الْأُمَّةُ، فَإِذَا انْتَفَى هَذَا عُلِمَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ دِينِهِ.. "[(11)].

مسائل ما قبل الشروع في اتخاذ اجراءات التسجيل لـ أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف؛ علىٰ صاحبه أفضل الصلاة واتم التسليم .

[ ١. ] المسألة الأولى :" التهيئة "

وتنقسم مسألة التهيئة إلىٰ ثلاث نقاط رئيسة:

[١. ١. ] التهيئة النفسية،

[١. ٢. ] التهيئة الإدراكية والعقلية ،

[١. ٣. ] التهيئة الفقهية / الشرعية.

ــــــــــــــ

الهوامش والمراجع : تجدها في نهاية البحوث.
26 شوال 1440 هــ ~ 29 يونيه 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 06 / 2019, 32 : 04 PM
أَسْأَلُك اللَّهُمَّ بِجَلَالِ وَجْهِك ؛ وَبَاهِرِ قُدْرَتِك وَوَاسِعِ جُودِك وَكَرْمِك ؛ أَنْ تَنْفَعَ بِهَذَا الشَّرْحِ الْمُسْلِمِينَ مَنْفَعَةً عَامَّةً ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْإِخْلَاصِ فِيهِ ؛ لِيَكُونَ ذَخِيرَةً لِي إذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ ، وَأَنْ لَا تُعَاقِبَنِي فِيهِ ، وَلَا فِي غَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ آثَارِي بِقَبِيحِ مَا جَنَيْت مِنْ الذُّنُوبِ وَعَظِيمِ مَا اقْتَرَفْت مِنْ الْعُيُوبِ ؛ إنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ ، دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخَرُ دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..












أعد هذا الملف :







? فَخْرُ الدينِ ؛ الْفَخْرمُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ


Dr.MUHAMMAD ELRAMADY

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 06 / 2019, 46 : 04 PM
« " المقدمة " »1


(1) المقدمة 《وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ》رسالة" أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف "




-*/-*/

﴿أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف؛ وبدع المناسك والزيارة﴾
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسائل ما قبل العزم على آداء مناسك الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 07 / 2019, 36 : 08 PM
مسائل ما قبل العزم على آداء مناسك الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف:"


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف

[([ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين ])] [(13)]

ما يجب على الحاج قبل آداء المناسك
أخي الحاج الكريم ! . . . . . . أختي الحاجة الكريمة !

[ ١. ] الاستخارة والاستشارة: فلا خاب من استخار، ولا ندم من استشار، فيستخير الله في الوقت والراحلة والرفيق، وجهة الطريق إن كثرت الطرق، ثم يستشير أهل الخبرة والصلاح،[(14)]

[ ١ . ١ . ] وصفة الاستخارة: أن يصلي ركعتين، ثم يدعو بالدعاء الوارد:

عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأَمْرِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ لَنَا :
" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَقُولُ :《 اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ ولَاأَعْلَمُ وَتَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ [ يُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ الَّذِي يُرِيدُ ] خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَمَعَادِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ . اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي مِثْلَ الْأَوَّلِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ 》 .
أَوْ
قَالَ : " فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ [(15)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 07 / 2019, 37 : 08 PM
[ ٢. ] :" إخلاص النية لله -تعالى- فيجب على الحاج أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله -عز وجل- والدار الآخرة؛ لتكون أعماله وأقواله ونفقاته مقربة إلى الله -تعالى-.

نحن مأمورون بأمرين هما:

[ ٢. ١. ] الإخلاص لله، و

[ ٢. ٢. ] المتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في جميع عباداتنا؛ في الطهارة، في الصلاة، في الزكاة، في الصيام، في الحج، في كل عمل نتقرب به إلى الله لا بد من هذين الأمرين،

أحدهما:

الإخلاص لله، و

الثاني:
المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فمن لم يخلص لله في عبادته فإن عبادته مردودة عليه كما يدل على ذلك كلام الله -سبحانه وتعالى-، وكلام رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

قال الله -عز وجل-: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [(16)]، وقال -تعالى-: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [(17)] وقال -تعالى- لنبيه محمد : فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [(18)]. وفي الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : (قال الله -تعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)[(19)] فالله -سبحانه وتعالى- أغنى الشركاء عن الشرك لا يريد عملاً يكون له فيه شريك، من عمل عملاً أشرك فيه مع الله، فإن الله -تعالى- يتركه وشركه، أي: وما أشرك به فلا يقبل منه. وأما اتباع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فلابد في كل عبادة منه، لقول الله -عز وجل-: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [(20)]، وقال -عز وجل-: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [(21)]، وقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"[(22)]؛ أي: مردود عليه. وإذا كان لابد في العبادة من اتباع الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فإنه يلزم على كل إنسان يريد أن يتعبد: أن يعرف كيف كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يؤدي هذه العبادة حتى تتحقق له المتابعة، لأنك لا يمكن أن تتابع الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنت لا تدري كيف يفعل، لهذا يجب عليك أن تعلم كيف كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يتوضأ، كيف كان يصلي، كيف كان يتصدق، كيف كان يصوم، كيف كان يحج؛ حتى تعبد الله -عز وجل- متبعاً لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، أما أن تعبد كما يعبد الناس فهذا لا شك أنه إذا كان الناس على صواب فإنك على صواب لكنك لست مطمئناً كما ينبغي وأنت لا تدري على أي أساس بنى الناس عبادتهم، ولهذا قال أهل العلم: إن العلم فرض عين في كل عبادة يريد الإنسان أن يقوم بها. أي أنه يجب عليك أن تعلم كيف كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يتعبد في العبادة التي تريد أن تقوم بها، فمثلاً: رجل عنده مال يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة، ورجل لا مال عنده لا يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة، رجل مستطيع الحج ويريد أن يحج يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج، وآخر لا يستطيع الحج ليس عنده مال فلا يريد الحج فلا يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج. ولهذا ينبغي لكل من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج؛ إما عن طريق المشافهة عن أهل العلم، وإما عن طريق القراءة من الكتب الموثوق بمؤلفيها وليس كل كتاب مؤلف في المناسك أو غيرها يكون موثوقاً؛ لأن صاحبه قد يكون قليل علم وقد يكون من الناس الذين لا يبالون فيما يتكلمون به. على كل حال طرق تعلم أحكام الحج ثلاثة:

- المشافهة، و

- قراءة الكتب، و

- الاستماع إلى الأشرطة المسجلة من أناس موثوق بهم، حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة[(23)].

وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ[(24)]

وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-" خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا". [(25)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 07 / 2019, 38 : 08 PM
[ ٣ . ] (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )

تَعَلُم أحكام الحج والعمرة وما يتعلق بهما:
فيجب على الحاج معرفة الأحكام المتعلقة بهذا الركن العظيم، فيتعلم :

[ ٣ . ١ . ] شروطه و

[ ٣ . ٢ . ] واجباته و

[ ٣ . ٣ . ] أركانه و

[ ٣ . ٤ . ] سننه،
حتى يعبد الله على بصيرة، وحتى لا يقع في الأخطاء التي قد تفسد عليه حجه، و
قد كتب العلماء قديما وحديثا في هذا الموضوع : فعلى الحاج أن يقرأها، و
يسأل أهل العلم عما أشكل عليه في حجه أو عمرته. [(26)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 07 / 2019, 53 : 09 PM
مبحث ا لـــحـــج:

[ ٤ . ] الْأَصْلُ فِي إِثْبَاتِ فَرْضِ الْحَجِّ الْكِتَابُ الكريمُ -الذكر الحكيم-؛ وَالسُّنَّةُ المحمدية العطرة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليمات وعظيم البركات:
المصدر الأول :
[ ٤ . ١ . ] الْكِتَابُ الكريم -الذكر الحكيم :
[ ٤ . ١ . ١ . ] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }[(27)] ، فَخَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ نَبِيَّهُ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: « أَيْ رَبِّ (!) ؛ فَأَيْنَ يَبْلُغُ نِدَائِي » . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى 《 عَلَيْكَ النِّدَاءُ وَعَلَيَّ الْبَلَاغُ 》، فَصَعِدَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى الْمَقَامِ ، وَقَالَ : « عِبَادَ اللَّهِ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ » ، فَأَجَابَ مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ : « لَبَّيْكَ أَدَاعِيَ رَبِّنَا لَبَّيْكَ » .
فَيُقَالُ: إِنَّهُ لَا يَحُجُّ إِلَّا مَنْ أَجَابَ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- .
وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ : « كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ بِالْحَجِّ بِالتَّلْبِيَةِ أَهْلُ الْيَمَنِ ».
[ ٤ . ١ . ٢ . ] وَقَالَ تَعَالَى :《 وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ 》[(28)] أَيِ افْعَلُوهُمَا عَلَى التَّمَامِ .
[ ٤ . ١ . ٣ . ] وَقَالَ تَعَالَى ذكره وجل قدره 《 وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا 》الْآيَةَ . [(29)]
[ ٤ . ١ . ٤ . ] وقال تعالى ذكره وجل قدره《 وَأَتِمُّواْالْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ 》[(30)]



وَ





المصدر الثاني :
[ ٤ . ٢ . ] السُّنَّةُ المطهرة العطرة :" وَ الخَبَرُ الصحيح : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ » وذكر حج البيت.[(31)]
[ ٤ . ٢ . ١ . ] :" رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : [ أ . ] شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحْمَدًا رَسُولُ اللَّهِ ، [ ب . ] وَإِقَامِ الصَّلَاةِ [ ج . ] وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [ د . ] وَحَجِّ الْبَيْتِ، [ ه . ] وَصِيَامِ رَمَضَانَ »[(32)]


وَ

[ ٤ . ٢ . ٢ . ]:" رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « [ أ . ] صَلُّوا خَمْسَكُمْ [ ب . ]وَصُومُوا شَهْرَكُمْ [ ج . ] وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ [ د . ] وَحُجُّوا بَيْتَ رَبِّكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ »[(33)].


وَ

[ ٤ . ٢ . ٣ . ]:" رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ : « إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ » ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ :" أَفِي كُلِّ عَامٍ "، فَلَمْ يُجِبْهُ فَأَعَادَ ثَالِثَةً ، فَقَالَ : « لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ؛ وَلَوْ وَجَبَتْ مَا قُمْتُمْ بِهَا ، وَلَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَكَفَرْتُمْ ، أَلَا وَادِعُونِي مَا وَادَعْتُكُمْ »[(34)]


وَ

[ ٤ . ٢ . ٤ . ]:" رَوَى أَبُو أُمَامَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الْحَجِّ
[ أ . ] حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ
أَوْ
[ ب . ] مَرَضٌ حَابِسٌ
أَوْ
[ ج . ] سُلْطَانٌ جَائِرٌ ... فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا. »[(35)]
[ ٤ . ٢ . ٥ . ]:" رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحِجُّوا » . قَالُوا : " وَمَا شَأْنُ الْحَجِّ (!). قَالَ : « يَقْعُدُ أَعْرَابُهَا عَلَى أَدْنَابِ أَوْدِيَتِهَا فَلَا يَصِلُ إِلَى الْحَجِّ أَحَدٌ »[(36)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
اعتمدتُ أسلوب ترقيم الحديث النبوي الشريف من باب التقسيم والتسهيل في حفظه؛ وهو أسلوب تعليمي وتربوي(!).

شريف حمدان
15 / 07 / 2019, 43 : 12 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
02 / 08 / 2019, 39 : 10 AM
أول نزول وحي السماء على قلب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين النبي الرسول 《 محمد 》 ﷺ... يوافق يوم الثلاثاء القادم : الخامس من ذي الحجة = السادس من أغسطس...

شريف حمدان
02 / 08 / 2019, 54 : 10 PM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 08 / 2019, 23 : 07 PM
:" يَوْمُ عَرَفَةَ :
فَهُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ [ 9 ] مِنْ ذِي الْحِجَّةِ [يوافق : السبت : ١٠ أغسطس ] ، سُمِّيَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّ الْوُقُوفَ بِعَرَفَةَ فِيهِ .

وَ
قِيلَ : سُمِّيَ يَوْمَ عَرَفَةَ ، لِأَنَّ إبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أُرِيَ فِي الْمَنَامِ لَيْلَةَ التَّرْوِيَةِ أَنَّهُ يُؤْمَرُ بِذَبْحِ ابْنِهِ ، فَأَصْبَحَ يَوْمَهُ يَتَرَوَّى ، هَلْ هَذَا مِنْ اللَّهِ أَوْ حُلْمٌ ؟ فَسُمِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ رَآهُ أَيْضًا فَأَصْبَحَ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ ، فَسُمِّيَ يَوْمَ عَرَفَةَ . وَهُوَ يَوْمٌ شَرِيفٌ عَظِيمٌ ، وَعِيدٌ كَرِيمٌ ، وَفَضْلُهُ كَبِيرٌ . وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- { أَنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ . } ".

إذن: " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ "
و
صِيَامُه مُسْتَحَبٌّ، لِمَا رَوَى أَبُو قَتَادَةَ الأنصاري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :《 صِيَامُ عَرَفَةَ : إنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ؛ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ 》
ــــــــــــــــــــــ
وجاء برواية :" 《 صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ : سَنَةٍ هَذِهِ وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ 》 ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 08 / 2019, 46 : 08 PM
الشباب ويومهم العالمي!


الواقع المعاش الفعلي أن الذين يعيشون معاً على سطح المعمورة ينقسمون إلى أهل الشمال وأهل الجنوب، وهؤلاء ينقسمون إلى أمم وشعوب؛ وتجد بالمقارنة دولا تتميز بإرتفاع مستوى التعليم وارتقاء الخدمات العامة التي تقدم للمواطن مع تحسين مستوى المعيشة للفرد وفي مناخ صحي يوفر للجميع فرص متكافئة... وهنالك دول آخرىٰ تتعسر؛ بل بعضها يلفظ أبناؤها خارجها، فيلجئهم إلىٰ الهروب ومِن ثم اللجوء لدول الغرب، بطرق غير شرعية... هذا هو التقسيم العام... وهذا إجمالاً...

وعند التفصيل :
تؤثر مجموعة مِن القيم وحزمة مِن القناعات وكتلة مِن الأفكار والمقاييس في تشكيل الهوية الذهنية والفكرية وتشكل الشخصية الإنسانية العقلية منها والنفسية، وهذه القيم والقناعات والأفكار والمقاييس تنمي الإنتماء عند الفرد وتُعلي مِن قدر الولاء؛ فيتدخل مَن يعمل بالسياسة فيشكل وجهة نظر في الحياة؛ كما يعطي حكماً على الآخر، إما برفضه تماماً وأحياناً بتصفيته جسديا وإما بقبوله وإمكانية التعايش معه، والاستفادة من خبراته ، ويتلقى الأفراد مِن خلال عدة وسائل رؤى خاصة لوجهة النظر في الحياة وكيفية العيش وتنظيمه ؛ فيعلو علىٰ منبر الوعظ ويتمقعد فوق كرسي الإرشاد رجل دين؛ إما يستحلب مِن افكار القدماء ويست*** فتاوى الغابرين؛ فيرددها اليوم بعد أن سُطرت من مئات السنين.... و إما يملك ذهنا وقادا مستنيرا يرجع إلى الأصول ويعتمد على المصادر الأساسية ويراجع ويقارن اقوال العلماء السابقين وكيفية فهمهم للنصوص وينزلها على واقع حي ملموس، بفهم عميق للمستجدات فيعيد صياغتها بصورة واقعية حالية وليس فقط مجرد اجترار.... أو نقل ... ويشاركه في الخطاب رجل فكر وصاحب مدرسة فينقسم العالَم الإنساني إلى مَن يتبعون أسس مبادئ فكرية أو إلى قيم دينية فيتعمق التقسيم المبدئي الايديولوجي أو يتفتت الدين إلىٰ فرق ومذاهب وطوائف وطرق... والشباب جزء حيوي مِن هذا العراك الفكري داخل المجتمع وجزء اساسي مِن هذا التحرك الميداني، فترى الشباب هم وقود الحروب الفكرية المشتعلة في العالَم أو حطب المعارك الوهمية ؛ وهي دامية بين أصحاب المذاهب أو بين أتباع الديانات.

الواقع الحالي المعاش يخبرنا أن لكل أمة مفاهيمها وقيمها وافكارها ومقاييس حياتها عن الشئ أو الفعل؛ فإما تتلاقىٰ مع الآخر فيحدث تلاقح إيجابي حضاري راق أو تتناكف في تصادم سلبي.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 08 / 2019, 17 : 05 PM
الشباب(*) ويومهم العالمي!
مسألة :" النهضة بالتعليم ".





[ ١ . ] الواقع المعاش الفعلي أن الذين يعيشون معاً علىٰ سطح المعمورة ينقسمون إلىٰ أهل الشمال (أوروبا والغرب عموماً) وأهل الجنوب (الدول النامية والمتخلفة!؟)؛ ويسعى أهل المشرق (الصين؛ ومجموعة (ASEAN) والهند) لموضع قدم تحت الشمس؛ وقد تمكن البعض مِن ذلك ... وبالنظر إلىٰ هؤلاء تجدهم ينقسمون إلىٰ أمم وشعوب؛ وعادات وتقاليد وقيم ومفاهيم وأفكار تختلف أو تقترب حسب درجة قوة المتنفذ من الدول الكبرىٰ؛ يضاف قوة سوق المشتريات، فقد كانت أمريكا تسعىٰ إلىٰ تصدير (فقط) شراب الكوكاكولا وحامل الصدر لسيدات الصين؛ ونجحت في ذلك، واليوم تصدر الصين كل ما يحتاجه المواطن الأمريكي مما اضطر ترامب إلىٰ فرض رسوم إضافية علىٰ تلك المنتجات... والعامل المشترك عند الجميع هو الشباب؛ فمتى قدرت علىٰ حسن مخاطبة الشباب وجذبه إلىٰ ما تسوق إليه فقد كسبت السوق كله ...
[ ٢ . ] ومقارنة تجد دولا تتميز بإرتفاع مستوىٰ التعليم وارتقاء الخدمات العامة التي تقدم للمواطن مع تحسين دائم لمستوىٰ معيشة الفرد وفي مناخ صحي يوفر للجميع فرص متكافئة؛ وخاصة للشباب ... وفي المقابل... هنالك دول آخرىٰ تتعسر في تقديم القوت اليومي والأمان والطمأنينة لشعبها؛ بل بعضها يلفظ أبناؤها خارجها، فتلجئهم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأزمات والحروب إلىٰ الهروب ومِن ثم اللجوء لدول الغرب، واللافت للإنتباه أننا لم نسمع عن رغبة أحد باللجوء إلىٰ دولة الصين مع عظم قدرتها الإنتاجية والتصنيع أو دول الخليج مع إرتفاع ثرائها؛ بل الشركات الكبرىٰ (ألمانيا) تذهب للهند وما حولها لرخص ثمن عمالة الشباب هناك، وإمارة قطر حالة إستثنائية كيداً في العرب... وهذا هو التقسيم العام...وهذا إجمالاً...
وعند التفصيل : تؤثر مجموعة مِن القيم وحزمة مِن القناعات وكتلة مِن الأفكار والمقاييس في تشكيل الهوية الذهنية والفكرية وبناء الشخصية الإنسانية العقلية منها والنفسية، وهذه القيم والقناعات والأفكار والمقاييس تنمي الإنتماء عند الفرد وتُعلي مِن قدر الولاء؛ فيتدخل مَن يعمل بالسياسة فيشكل وجهة نظر في الحياة؛ كما يعطي حكماً علىٰ الآخر، فيشعر البعض بتفوق عرقه والبعض بعلو مقامه سواء مِن تحصل علىٰ قدر عال من التعليم الأكاديمي أو تحصل علىٰ أموال طائلة أو ينتمي إلىٰ دين أو طائفة فيترتب علىٰ ذلك رفض الآخر تماماً وأحياناً بتصفيته جسدياً... أو شراءه ... أو بقبوله بغض النظر إلىٰ لون بشرته أو بلد الولادة والمنشأ فيترتب علىٰ ذلك إمكانية التعايش معه، مع الاستفادة مِن خبراته والتعاون لرفعة شأن البشرية وإزدهار الحياة الآدمية، وقد يتلقىٰ الأفراد مِن خلال وسائل متعددة رؤىٰ خاصة لوجهة النظر في الحياة وكيفية العيش وتنظيمه مع الآخر؛ فيعلو علىٰ منبر الوعظ ويتمقعد فوق كرسي الإرشاد رجل دين؛ إما يستحلب افكار القدماء دون أن ينتبه لعامل الزمن وتغيير الأوضاع المحيطة به؛ ويستــحــلـــب فتاوىٰ الغابرين دون أدنى نظر إلىٰ واقع يخالف تماما واقع الحال وما وصلنا إليه من مآل؛ فيرددها اليوم بعد أن سُطرت مِن مئات السنين... وإما رجل علم يملك ذهناً وقاداً مستنيراً واعياً يرجع بفهم إلىٰ الأصول ويراجع بإدراك ويقارن اقوال العلماء السابقين وكيفية فهمهم للنصوص وينزلها علىٰ واقع معاش حي ملموس، فيقدم تأويلاً بما وصل إليه العلم البشري في كافة المجالات إما تفسيراً أو أحكاماً فيصيغ جُملَه وكلامَه بصورة واقعية حالية يدركها إنسان اليوم وليس فقط مجرد اجترار وإعادة تكرار.... وأمثال هؤلاء لا يبقون على الساحة كثيراً والغالب يوجه الخطاب للشباب ... أو (وهذا المهم) يشاركه في الخطاب رجل فكر يحمل عبأ نهضة أمة وصاحب مدرسة تربوية تعليمية تثقيفية إصلاحية... فينقسم العالَم الإنساني إلى مَن يتبعون أسس مبادئ فكرية صحيحة أو إلىٰ قيم دينية راقية... فبهما (واعظ يتكلم بأمس الماضي؛ ورجل مفكر ينظر إلىٰ الغد) بهما يتعمق التقسيم المبدئي الايديولوجي أو يتفتت الدين إلىٰ فرق ومذاهب وطوائف وطرق...أو يتم الإجتماع علىٰ كلمة سواء؛ أي ما يتفق مع العقل والمنطق بأدلة ثبوتية وبراهين قطعية ويعذر بعضنا بعضا في بعض النقاط ... والشبابُ جزءٌ حيوي مِن هذاالعراك الفكري داخل المجتمع الواحد أو خارجه، وجزءٌ اساسي مِن هذا التحرك الميداني، فترىٰ الشباب هم وقود الحروب الفكرية المشتعلة في العالَم أو حطب نيران المعارك الوهمية؛ وهي دامية بين أصحاب المذاهب أو بين أتباع الديانات... وانظر حولك لترى بأم عينك صحة هذا القول(!!؟).
الواقع الحالي المعاش يخبرنا أن لكل أمة مفاهيمها وقيمها وافكارها ومقاييس حياتها عن الشئ أو الفعل؛ فإما تتلاقىٰ مع الآخر فيحدث تلاقح إيجابي حضاري راق أو تتناكف في تصادم سلبي.
[ ٣ . ] والحديثُ عن الشباب وهم شريحة عريضة مِن المجتمع تقدر حالياً بـ1,8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة في العالم، وهذا هو أكبر عدد من الشباب علىٰ الإطلاق، وتتشكل عقلية ونفسية الشاب منذ مرحلة الطفولة، وهي تلك المرحلة التي تبدأ بتكوين الجنين في بطن أمه؛ وهذا يستلزم منا قبل الشروع في الزواج أن نبحث في كيفية تربية أم المستقبل؛ وإعداد حاضنة أمل الغد، وهذه المرحلة تنتهي بالبلوغ، والبلوغ قد يكون بالعلامة؛ بمعنى بلوغ الصبية مبلغ النساء؛ وبلوغ الصبي مبلغ الرجال، وقد يكون بالسن؛ وهذه إشكالية آخرىٰ عند الفقهاء وتواجه المُشَرع عند سَن قانون؛ فيعتمد البعض بلوغ الصبية مبلغ النساء وإن كان عمرها لم يتجاوز التاسعة فتعامل معاملة المرأة البالغة في كافة أمور حياتها وجميع الأحكام المتعلقة بها؛ سواء الشخصية منها أو العامة، أو نعتمد ما قَدَّره أبوحنيفة[(1)]-في المشهور عنه- بثماني عشرة سنة وسبع عشرة سنة[(2)]. و تنتهي المشاكلة. بيد ان الطفل حسب التعريفات الدولية هو كل «إنسان لم يبلغ الثامنة عشر من عمره بعد»[3)]
وهذه تحتاج إلى إعادة نظر مع اعتمادها عند الجميع(!!؟)... وهنا تتدخل الأفكار والثقافة العامة والقيم العليا وكيفيةالتربية(!!؟).
فالأمة التي تستطيع بناء أطفالها، وفق أهدافها وتطلعاتها هي الأمة التي تستطيع حماية وجودها والتحكم في مستقبلها؛ وقضية التحكم في المستقبل : تعني دراسة مستفيضة لواقع معاش مع الأمكانات المتاحة والمتوفرة مع التخطيط لهذا المستقبل المرجو المأمول، وهذا التخطيط يقتضي أن نفهم الحاضر فهمًا دقيقاً عميقًا واعيًا، وأن نحاول استشراف المستقبل استشرافًا علميًّا منهجيًّا؛ من أجل تطويره على الصورة المبتغاة المأمولة[(4)].
[ ٤ . ] وهنا تأتي إشكالية الواقع الحالي باعتبار أن العالم كله صار قرية صغيرة وأن الفضاء الإلكتروني والفضائيات مفتوحة طوال النهار والليل؛ مما استدعىٰ بعض الدول (تركيا؛ مثلا) إلىٰ غلق مئات مِن منصات الفضاء الإلكتروني؛ وما هو أشد وطأة هي تلك التجمعات العربية أو الإسلامية في بلاد الغرب؛ فهل هم أعضاء تلك الأمة الغربية وخاصة مِن تحصل علىٰ جنسية الدولة التي يقيم فيها بصفة دائمة؛ أو تمكن مِن الحصول علىٰ أوراق ثبوتية تسمح له بالبقاء في دول الإتحاد الأوروبي؛ ولعل الحديث هنا عن الجيل الأول ذي منشأ مشرقي ... أما مَن ولد في الغرب فهذا حديث آخر(!!)... وهل دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة تعتبر أمة مِن دون الأمم، أم أمم داخل تجمع (اتحاد) سياسي واقتصادي واحد(!!)، أم هذه التجمعات العربية والإسلامية في الغرب هي كما يحلو للبعض تسميتها بـ <<أقلية>> عربية؛ فتنفصل عن مجتمع تعيش فيه؛ أو <<جالية>>إسلامية... فتظل خارج إطار المجتمع مما يسمى بالمجتمعات الموازية؛ أي لها لغتها الخاصة وعاداتها وتقاليدها الخاصة بها فتنسلخ من المجتمع الذي وجدت فيه(!!؟.).
ويكاد الجميع يستشهد بأبيات قالها أبو العلاء[(5)]:

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانُ مِنَّا * عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُـوهُ
وَمَا دَانَ الْفَتَى بِحِجًى وَلَكِنْ * يُعَلِّمُهُ التَّدَيُّنَ أَقْرَبُوهُ[(6)]
إذاً : يمثل الشباب في غالبية المجتمعات نسبة كبيرة من أبنائها، فهم حاضرُ أي مجتمع ومستقبله، وهم الذين سيتولّون زمامَ الأمور غدًا إذا أُحْسِن إعدادُهم وتجهيزُهم تربويًا وعلمياً ، نفسيًا وعقليًا؛ عقائدياً ودينيًّا، ليكونوا مُسَلَّحين بالعلم والمعرفة وبالقِيَم والأخلاق، وبالثقة بالنفس، ومُعطَيات الحداثة والتقدم؛ حتىٰ يستطيعون مواكبة التحدّيات التي تفرضها متغيرات <<العولمة>>، لذا فقد اهتم الإسلام بالشباب فأوصانا الرسول ﷺ بهم، فيقول :
《 أوصيكم بالشباب خيرًا فإنهم أرق أفئدة .... لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ》[(7)]
ثم تلا قول الله تعالى:
{فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [(8)]
وما قاله وصرح به نبي الإسلام يعتبر سابقة منذ أكثر من 1440 عام قبل أن تقرر الأمم المتحدة مسألة اليوم العالمي للشباب. بل إن منهجه وطريقته -أي سنته- تبين لنا كما ضرب لنا رسولنا الكريم ﷺ مثلاً في الاهتمام بهم وتربيتهم التربية القيادية، فها هو نجده يُحيط نفسَه بكوكبةٍ منهم يحملهم جلائل الأعمال، وهم في نضارة الشباب، فهذا :
علي بن أبي طالب الفتى الشباب نراه ينام في فراش الرسول ﷺ ليلة الهجرة ويُعرِّض حياتَه للخطر بلا خوف أو جبن، ويؤدي الأمانات التي وكل إليه الرسول ﷺ أن يردها إلى أهلها ثم يهاجر وحده.
بل مَن جاء من بعده سار على منهجه؛ فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
« كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ »
يقول العسقلاني: « أَيْ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ». [(9)]
والرسول ﷺ لا يرضَ للشباب أن يستجيبوا لرغباتهم الجامحة أو أهوائهم، بل يرضى لهم الفضيلة، والحكمة والرزانة، ولذلك يقول (خير شبابكم من تشبه بكهولكم) أي <<شيوخكم>>[(10)]. أي في عمق التفكير ورزانة التصرف وبراعة القيادة، وما يغلب عليهم من وقار وحلم وهما صفتان محمودتان. كمايرضى للشباب الجدَ في ميدان الهداية والتقوىٰ ويكرم من يفعل ذلك خير تكريم حين يقول (إن الله تعالىٰ ليباهي ملائكته بالشباب الصالح).
يا أتباع محمد ﷺ يقول حَبر هذه الأمة عبدالله بن عباس:
《 الخير كله في الشباب 》 .
ولقد سار صحابة رسول الله على طريقته وسُنته ومنهجه في العناية بالشاب وتوجيههم وعرفان قدرهم،
ومن بعد الفاروق جاء حفيده خامس الراشدين عمر بن عبدالعزيز الذي نراه يستقبل وفدًا أقدم من الحجاز لتهنئته بالخلافـة، فتقدم شاب صغير السن لم يبلغ إحدى عشرة 《١١》سنة ليتكلم، فقال له خامس الراشدين: «ليتكلم من هو أسن منك»، فقال الفتي: «يا أميـر المـؤمنين ، ليس الأمـر بالسن وإنما المرء بأصغــريه: «قلبه» و«لسانه»، فإذا منح الله العبد لسانًا لافظاً ، وقلبًا حافظاً ، فقد أجاز له الاختيار واستحق الكلام، ولو أن الأمر يا أميــر المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق منك بمجلسك هذا»، فأُعْجِبَ عمر بالشاب وشجاعته وحسن منطقه وقال له: «صدقتَ، تكلَّم أيها الغلام، فهذا هو السحر الحلال!» فقال الفتي: «يا أمير المؤمنين، نحن وفد التهنئة، لا وفد المرزئة <طلب المعونة> لم تقدمنا إليك رغبة ولا رهبة؛ لأننا أمِنّا في أيامك ما خلفنا، وأدركنا ما طلبنا».
فتعجب عمر من كلامه وأنشد قائلاً :

تَعَلَّمْ فَلَيسَ الْمَـــرءُ يُولَــــدَ عَالِمًا * وَلَيسَ أَخو عِلْمٍ كَمَنْ هوَ جَاهِل
وَأَنّ كَبيرَ الْقَــومِ لاَ عِلَمَ عِنْـــــدَه * صغيــرًا إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْمَحَافِل


ولما دخل الخليفة المهدي البصرة، رأى إياس بن معاوية –الذي ضُرِبَ به المثلُ في الذكاء – وهو صبي، خلفه أربعمائة 《٤٠٠》من العلماء وأصحاب الطيالسة، فقال المهدي: «أف لهذه العثانين، أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث»، ثم التفت إليه المهدي وقال: «كم سنك يا فتى؟ »فقال: «سني <<أطال الله بقاء أمير المؤمنين>>< سن أسامة بن زيد بن حارثة -رضي الله تعالى عنهم- لما ولاه رسول اللهﷺ جيشًا فيه أبوبكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما-». فقال: «تقدم، بارك الله فيك، وكان سنه سبع عشرة سنة».
-*/-*/-*/
[ ٥ . ] ولا أقول أن هذا تاريخ يروىٰ ويحكىٰ بل واقع يراد إعادته للحياة .... وهنا يأتي واجب الأبوين والمعلم؛ لكن الواقع المعاش - وهنا تأتي إشكالية الذوبان/الاندماج في المجتمع الغربي؛ أو تلك المجتمعات المغلقة في المناطق العربية أو الإسلامية- إذ أن الأب المسلم والأم المسلمة؛ وهذه حالة تختلف تماما عن حالة آخرىٰ : وهي الزواج المختلط بين شخصين يحملين ديانتين وعقيدتين بل ومفاهيم وقيم مختلفة فثمرة هذا الزواج طفلــ(ــة) يتربىٰ في بيت له مبادئه وفي الروضة والمدرسة والشارع ووسائل الإعلام والمجتمع له مجموعة مبادئ آخرىٰ...أو نفس البيت رجل له دين وشعائر بل طعام يحله وآخر يحرمه وكذلك شراب وأيضا ملابس وستر عورة يعيش تحت سقف واحد مع امرأة لها ما يخالفه ولو في بعض المسائل(!!؟).
[ ٦ . ] عالمياً فإن أكثر من نصف عدد مَن هم بين سني 6 و 14 عام يفتقدون لمهارات القراءة والحساب علىٰ الرغم من أن معظهم يذهبون إلىٰ المدارس. وهذه تعتبر أزمة عالمية.
وإني أتساءل بدوري :
- هل المؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات والاتحادات ذات العلاقة بالمراهقين والمراهقات والشابات والشباب تقوم بدورها المنوط بها؛ وفق خطة علمية مدروسة ذات أهداف واستراتيجيات وفق المستوىٰ العُمري!!؟.
- وهل القائمون علىٰ عملية التدريس والإعداد هم من اصحاب المؤهلات العلمية ؛ مع فهم عميق مستنير لواقع جديد تعيشه تلك التجمعات العربية /الإسلامية!!؟.
لذا وعلىٰ الأبواب ؛ وقبيل بدء العام الدراسي 2019/20 يجب إعادة النظر فيما ذكرته آنفاً، إذ هي مسؤولية ... وليس استرزاق ... أو وجاهة إجتماعية!؟؟.






ملف مِن إعداد:
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي





12أغسطس 2019م





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(*) في 17 ديسمبر 1999م، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها : ( 120/54 ) إعلان يوم 12 أغسطس من كل عام بوصفه يوما دوليا للشباب، عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 8 - 12 أغسطس1998) ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهن شركاء أساسيين في التغيير، فضلا عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه أولئك الشباب والشابات في كل أنحاء العالم..

موضوع عام 2019: النهضة بالتعليم

يسلط شعار [النهضة بالتعليم] هذا العام الضوء علىٰ الجهود المبذولة - بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم - لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب. وتأسيسا علىٰ الهدف : ( 4 ) من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 - الذي ينص علىٰ <<ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدىٰ الحياة للجميع>> - فالمراد من اليوم العالمي للشباب لعام 2019 هو البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة علىٰ النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ويُعد التعليم المتاح والشامل أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن له أن يضطلع بدور في منع نشوب الصراعات. وفي الواقع، فالتعليم <<مُضاعِف للتنمية>> لأنه له دور محوري في تسريع التقدم المحرز في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ذات الصلة به، سواء أكان ذلك هدف القضاء علىٰ الفقر، أو هدف الصحة الجيدة، أو هدف المساواة بين الجنسين في الآجر لنفس المستوىٰ التعليمي ونوع الوظيفة، أو هدف العمل اللائق والنمو الاقتصادي، أو الحد من التفاوت، أو هدف العمل في مجال المناخ، أو هدف إنشاء المجتمعات المسالمة. فيجب أن يؤدي التعليم إلىٰ نتائج تعليمية ذات صلة وفعالة، من حيث مناسبة محتوىٰ المناهج الدراسية للأغراض المرادة منها، وليس للثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل وحسب، وإنما مناسبة كذلك للفرص والتحديات المُغيرة السياقات الاجتماعية.
إن الدور الحاسم الذي يضطلع به التعليم الجيد في تنمية الشباب هو أمر لا خلاف عليه. وفضلا عن ذلك، تفيد التنمية الشاملة للشباب المجتمع ككل. ومع ذلك، فإن مما يجهله كثيرون هو أن الشباب أنفسهم هم أبطال نشيطون في مجال تحقيق التعليم الشامل والميسر للجميع. وتسعىٰ المنظمات التي يقودها الشباب، وكذلك الأفراد أنفسهم من الشباب، جنبا إلىٰ جانب مع مختلف أصحاب المصلحة والحكومات، إلىٰ النهضة بالتعليم بشكل ملموس بحيث يصبح أداة أساسية للتنمية المستدامة والشمول لمختلف الفئات الاجتماعية. فعلىٰ سبيل المثال، تقوم المنظمات التي يقودها الشباب بالنهضة بالتعليم من خلال الجهود المبذولة في وسائل الضغط والدعوة، وإقامة الشراكات مع المؤسسات التعليمية، وتطوير برامج تدريبية تكميلية، وغيرها من تلك الجهود."



في عام 1965، أقرت الجمعية العامة في قرارها 2037 (د-20) ، إعلان ترسيخ عند الشباب مُثل السلم والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب. وفي الفترة من عام 1965 إلىٰ عام 1975، ركزت الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي علىٰ ثلاثة مواضيع أساسية في ميدان الشباب، وهي المشاركة والتنمية والسلم. وجرىٰ التوكيد كذلك علىٰ الحاجة إلىٰ وجود سياسة دولية معنية بالشباب.
وفي عام 1979، عيّنت الجمعية العامة، بموجب القرار (151/34)، عام 1985 بوصفه ’’السنة الدولية للشباب: المشاركة والتنمية والسلم‘‘.
وفي عام 1985، وافقت الجمعية العامة في القرار 14/40 علىٰ المبادئ التوجيهية المتعلقة بمواصلة التخطيط والمتابعة المناسبة في ميدان الشباب. وللمبادئ التوجيهية أهميتها، لأنها تركز علىٰ الشباب بوصفهم فئة عريضة تضم فئات فرعية متعددة وليس بوصفهم كيانا ديمغرافيا واحدا، وهي تقدم مقترحات لاتخاذ تدابير محددة لتلبية احتياجات فئات فرعية مثل الشبان المعوقين وشباب الريف وشباب الحضر والشابات.
وفي ديسمبر من عام 2009، اعتمدت الجمعية العامة القرار (134/64)، بإعلان السنة الدولية للشباب ابتداء من 12 أغسطس 2010، ودعت الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلىٰ دعم أنشطة تُقام علىٰ الصعيدين المحلي والدولي بهذه المناسبة. وتزامن تلك السنة مع الذكرىٰ السنوية الـ(25) لأول سنة دولية للشباب احتفل بها في عام 1985.
وأوصت الجمعية العامة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم هذا اليوم بوصفه وسيلة لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، الذي اعتمدته الجمعية العامة بموجب قرارها (81/50) في عام 1996.
ويُحتفل بيوم الشباب الدولي سنويا في 12 أغسطس، لاسترعاء انتباه المجتمع الدولي لقضايا الشباب ، وللاحتفاء بإمكانيات الشباب بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي لعصرنا.
المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب


التعليم
التشغيل
الجوع والفقر
الصحة
البيئة
تعاطي المخدرات
جنوح الأحداث
أنشطة شغل الفراغ
الفتيات والشابات
المشاركة
العولمة
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز
الشباب والنزاع
العلاقات بين الأجيال



[1] أبو حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه الكوفي، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب الحنفية، أدرك أربعة من الصحابة، رضوان الله عليهم، وهم: أنس بن مالك، وعبدالله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، وتوفي في رجب، وقيل في شعبان سنة 150هـ.
[2] هلالي عبداللاه أحمد، خالد محمد القاضي: حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية (ص29).
[3] السابق نفسه، (ص9).
[4] هلالي عبداللاه أحمد، خالد محمد القاضي، حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية، (ص11 و 12).
[5] أبو العلاء المعرّي: هو أحمدبن عبدالله بن سليمان 363-449هـ=973-1057م شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان بالشام، له شعر غزير من أشهره "اللزوميات". انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 1/113- 116.
[6] أبو العلاء المعري: ديوان لزوم ما لا يلزم ص332.
[(7)] أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري.
[(8)] سورة الحديد آية 16.
[(9)] خرجه : محمد بن إسماعيل البخاري.
[(10)] رواه جلال الدين السيوطي.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
28 / 08 / 2019, 36 : 05 PM
بإذنه -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- سيكون يوم السبت ﴿ ١ ٣ ﴾ أغسطس من العام ٢٠١٩ الميلادي؛
يوافق
الفاتح من المحرم للعام الهجري ١٤٤١......

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
28 / 08 / 2019, 38 : 05 PM
.................................................. ....... ﴿ [ „ وهذا فلكياً “] ﴾

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 08 / 2019, 04 : 11 AM
١٤٤١


منذ اللحظة الأولىٰ بإعلامه بنبوته ﷺ بواسطة أمين السماء علىٰ وحي رب العالمين المَلٰك جبريل؛ وقبيل تبليغه الرسالة الخاتمة؛ ومِن خلال محادثةٍ مع القس ابن عم خديجة -الكبرىٰ- بنت خويلد؛ الحَبر ورقة بن نوفل؛ والذي تبحر في النصرانية؛ قراءةً في الكتب السماوية السابقة قبل القرآن الكريم فهما وعلما وإدراكاً، وإثناء طوافه ﷺ بالكعبة؛ أُعْلِم ﷺ بأنه سوف يُخْرَج مِن أم القرى« بكةَ »، وهنا نتذكر :" ﴿١﴾ :" قول القس ورقة بن نوفل ؛ ابن عم السيدة خديجة حين قال:"-رضي الله عنه- في تلك المفاصل الأربعة المرتبطة بــ مراحل البعثة الشريفة ؛ فقد قَالَ وَرَقَةُ :

١ . ] 《 لَتُكَذَّبَنَّهُ 》 وَ

٢ . ] 《 لَتُؤْذَيَنَّهُ 》 وَ

٣ . ] 《 لَتُخْرَجَنَّهُ 》 وَ

٤ . ] 《 لَتُقَاتَلَنَّهُ 》.

وهذه محاور أربعة كبرىٰ؛ ومفاصل مفصلية تربط بالدعوة المحمدية -على صاحبها أفضل السلام وأتم الصلاة وكامل البركات- تحتاج إلىٰ تفصيل منهجي وترتيب تشريعي وتوثيق إدراكي وتحقيق ذهني كامل وإعمال عقل مستنير في دعوة الإسلام بشقيها:

الأول : الذاتي مع النفس والجوارح والأعمال والأقوال والتصرفات والسلوك والأخلاق علىٰ المستوىٰ الفردي ؛

والثاني : علىٰ المستوىٰ الجمعي؛ أي مع الآخر -بغض الطرف عن دينه وعقيدته وانتمائه وهويته- أي علاقة الإنسان -المسلم- بغيره من بني الإنسان وكيف تنظم؛ وأيضاً ما حوله مِن كائنات آخرى وموجودات ومخلوقات... ثم تأتي أهم علاقة وعلىٰ رأس العلاقات جميعاً وأعلاها وهي : كيفية تنظيم علاقة الإنسان بخالقه ومبدعه ومنشئه؛ والذي وهبه الروح والحياة ؛ ومن ثم رازقه "
وهنا نلقى بعض الضوء على ما قاله القس الحبر ورقة لمحمد في بداية نبوته وقبل الرسالة :

وَ 》 لَتُخْرَجَنَّهُ 》 هو الأمر المستغرب حقاً إذ أنه ومنذ ما يقترب من أربعين عاماً يعيش بين قومه ومعهم؛ فهم أسرته وأهله وقبيلته وعشيرته؛ وهو ﷺ الذي آنفَ أن يقترب مِن صنم فضلاً عن تصرف من أفعال ناس قريش وشبابها ومَن تبعهم لآلهتم سواء تقرب الزلفى أو العبادة أو تقديم القرابين؛ وهو ﷺ المتصف بينهم بـ«الصادق» «الأمين»...

الناسُ -عموماً- ترغب أن يعيشوا بلا قيود علىٰ تصرفاتهم؛ أو وجود حواجز بينهم وبين تحقيق رغباتهم وتنفيذ طموحهم أو بين قوانين ولوائح ودساتير تنظم لهم حياتهم؛ وبنظرة شمولية لِما يَحدث في العالم اليوم أو بالأمس القريب والبعيد؛ يجد المتأمل أن البشر لا يرغبون بنظام عام شامل للحياة والإنسان أو نظام خاص وفق مجتمع بعينه أو قبيلة بذاتها، ويتحايلون على الإنفلات من النظم وخرق القوانين وتأويل الدساتير... بيد أن عقلاء الناس يضعون بأنفسهم ما يسير حياتهم وفقا لمعاييرهم الخاصة؛ فتجد في وسط افريقيا طبيعة حياتية خاصة بهم تختلف عن الجزيرة البريطانية-مثلاً-؛ وينبغي أن نتذكر ما فعله الجندي الإنجليزي المحافظ أثناء استعمار بلاده لشبة القارة الهندية -مثال- مِن تحطيم معابد هندية لما رأه مِن تماثيل في أوضاع -عنده- مخلة بالأدب؛ فهذا مِن خلال مقياسه هو للذوق الذي وضعه أو الأدب أو ما يطلق عليه -حالياً- «Tischmanieren»(*) وهذا بالطبع يختلف من شعب لآخر... فإذا كان هذا المتعارف عليه عند البشر؛ فيجب -عقلا- أن يكون هناك نظام وقواعد ولوائح تتننزل مِن رب البشر على البشر؛ لتنظيم حياتهم وسيرهم وفق ما يحبه خالقهم ويرضاه، ومن هنا وجب وجود رسول/نبي/مبلغ للبشر يخبرهم جميعاً عن النظام الذي يريده رب الأرباب !

مصادر السيرة الأصلية المعتمدة أو التكميلية المساعدة تخبرنا أنه ﷺ كان يعيش بينهم كواحد منهم ما عدا مسألة العبادة؛ وقضية العلاقة وكيفية تنظيمها مع الأصنام التي كانت تعلو «الكعبة» بـ «٣٦٠» صنماً؛ وابتعاده ﷺ -زمن صباه وشبابه- عن اللهو والمجون؛ ورضوا به ﷺ حكماً عند إعادة بناء الكعبة...

بيد أن الذي تغير:

هو كيفية تنظيم العلاقات التي اعتادوا عليها!؟.

وأولُ تلك العلاقات هي علاقتهم بالآله!

وفي رواية عن ابن إسحاق؛ وآخرى عن ابن عباس تخبرنا: بعد أن اجتمع كبار رجال قريش في بيت أبي طالب بن عبدالمطلب بحضور ابن أخيه ﷺ قال له :
« يَابْنَ أَخِي، مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ ؟ »
فقال ﷺ للرهط الذين اجتمعوا :《 يَا عَمِّ إِنَّمَا أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً :
1.] تَذِلُّ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَ
2. ] يُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْجِزْيَةَ الْعَجَمُ، كَلِمَةً وَاحِدَةً 》.
فالحديث هنا عن كلمةٍ واحدةٍ تقولها قريش؛ وهي أهل السيادة وتملك السُلطة؛ والعرضُ (الإسلامي) المحمدي تسيل له لعاب صناديد قريش: السيادة والسلطة والمُلك؛
فتسأل أبو طالب بن عبدالمطلب؛ عمُّ النبي محمد ﷺ : «مَا هِيَ !؟»

يا ترى !!!! ما هي تلك الكلمة التي مَن يقولها صدقاً وحقاً وعدلاً يملك العرب ويتملك العجم!!؟

فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ -وَهُوَ مُسْتَهْزِئٌ- : "نَعَمْ، لِلَّهِ أَبُوكَ، لَكَلِمَةً نُعْطِيكَهَا؛ وَعَشَرَةَ أَمْثَالَهَا ".

فجاء الرد المحمدي (الإسلامي)؛ قَالَ :
《 لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ》
وهذه الأولى ؛
أما الثانية :
« وَتَخْلَعُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ »

فَصَفَّقُوا بِأَيْدِيهِمْ ،
ثُمَّ
كان ردهم المنطقي مِن وجهة نظرهم أنهم قَالُوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا(!!!) إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب(!!؟)}[سورة: ص: آية رقم : 5]. {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّاب}[ص:4]، فَنَفِرُوا مِنْ كَلامِهِ ، وَخَرَجُوا مُفَارِقِينَ لَهُ ، وَقَالُوا : امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ {6} مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ {7} أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ {8} [سورة ص آية 6-8 ].

ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : "وَاللَّهِ مَا هَذَا الرَّجُلُ يُعْطِيكُمْ شَيْئًا مِمَّا تُرِيدُونَ ، فَانْطَلِقُوا وَامْضُوا عَلَى دِينِ آبَائِكُمْ حَقّ يَحْكُمُ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ "،
ثُمَّ
تَفَرَّقُوا...
قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «يَابْنَ أَخِي مَا رَأَيْتُكَ سَأَلْتَهُمْ شَحَطًا »، فَــــــ
لَمَّا قَالَهَا :
طَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِ ،
فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ
:《 أَيّ عَمِّ (!) فَأَنْتَ فَقُلْهَا أَسْتَحِلُّ لَكَ بِهَا الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 》.

فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ :
« يَابْنَ أَخِي ، وَاللَّهِ لَوْلا مَخَافَةُ السَّبَّةِ عَلَيْكَ وَعَلَى بَنِي أَبِيكَ مِنْ بَعْدِي ، وَأَنْ تَظُنَّ قُرَيْشٌ أَنِّي إِنَّمَا قُلْتُهَا جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ لَقُلْتُهَا ، لا أَقُولُهَا إِلَّا لأَسُرَّكَ بِهَا ».

ومنذ هذه اللحظة تمت المفارقة بين الدعوة الإسلامية في مهدها؛ والتي تدعو إلى إله واحد (له الأمر والنهي) لا شريك له وبين مَن يُعدد الالهة سواء في العبادة أو التصرفات والأعمال.

فلَمَّا بَادَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْمَهُ بِالإِسْلامِ ، وَصَدَعَ بِهِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ-تعالى- ، لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ ، وَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ حَتَّى ذَكَرَ آلِهَتَهُمْ وَعَابَهَا ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ أَعْظَمُوهُ وَنَاكَرُوهُ ، وَأَجْمَعُوا خِلافَهُ وَعَدَاوَتَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ بِالإِسْلامِ ، وَهُمْ قَلِيلٌ مُسْتَخْفُونَ ، وَحَدِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، وَمَنَعَهُ وَقَامَ دُونَهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُظْهِرًا لَهُ لا يَرُدُّهُ عَنْهُ شَيْءٌ ، فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يَعْتِبُهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ مِنْ فِرَاقِهِمْ ، وَعَيْبِ آلِهَتِهِمْ ، وَرَأَوْا أَنَّ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ قَدْ حَدِبَ عَلَيْهِ ، وَقَامَ دُونَهُ وَلَمْ يُسَلِّمْهُ لَهُمْ ، مَشَى رِجَالٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ إِلَى أَبِي طَالِبٍ ، فَــ

قَالُوا : يَا أَبَا طَالِبٍ ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ
- سَبَّ آلِهَتَنَا ، وَ
- عَابَ دِينَنَا ، وَ
- سَفِهَ أَحْلامَنَا ، وَ
- ضَلَّلَ آبَاءَنَا ، فَــ
إِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ عَنَّا ، وَإِمَّا أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، فَإِنَّكَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ خِلافِهِ ، فَــ

قَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ قَوْلا رَفِيقًا ، وَرَدَّهُمْ رَدًّا جَمِيلا ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ ، يُظْهِرُ دِينَ اللَّهِ وَيَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ شَرَى الأَمْرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، حَتَّى تَبَاعَدَ الرِّجَالُ وَتَضَاغَنُوا ، وَأَكْثَرَتْ قُرَيْشٌ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهَا ، فَتَذَامَرُوا عَلَيْهِ ، وَحَضَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَيْهِ ،
ثُمَّ
إِنَّهْمُ مَشَوْا إِلَى أَبِي طَالِبٍ مَرَّةً أُخْرَى ، فَقَالُوا :" يَا أَبَا طَالِبٍ ، إِنَّ لَكَ سِنًّا وَشَرَفًا وَمَنْزِلَةً فِينَا ، وَإِنَّا قَدِ اسْتَنْهَيْنَاكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ ، فَلَمْ تَنْهَهُ عَنَّا ، وَإِنَّا وَاللَّهِ لا نَصْبِرُ عَلَى هَذَا مِنْ:
- شَتْمِ آبَائِنَا ، وَ
- تَسْفِيهِ أَحْلامِنَا ، وَ
- عَيْبِ آلِهَتِنَا ،
حَتَّى تَكُفَّهُ عَنَّا ، أَوْ نُنَازِلَهُ وَإِيَّاكَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يَمْلِكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ ، أَوْ كَمَا قَالَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ ، فَعَظُمَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ فِرَاقُ قَوْمِهِ ، وَعَدَاوَتُهُمْ ، وَلَمْ يَطِبْ نَفْسًا بِإِسْلامِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلا خَذْلانِهِ.

وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ، بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ : " يَابْنَ أَخِي ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَاءُونِي ، فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُوا لَهُ ، فَابْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ ، وَلا تَحْمِلْنِي مِنَ الأَمْرِ مَا لا أُطِيقُ "، فَــ
ظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ فِيهِ بَدَاءٌ ، وَأَنَّهُ خَاذِلُهُ وَمُسَلِّمُهُ ، وَأَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ عَنْ نُصْرَتِهِ ، وَالْقِيَامِ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ :
" يَا عَمِّ ، وَاللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي ، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي ، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرُهُ اللَّهُ وَأَهْلِكُ فِيهِ ، مَا تَرَكْتُهُ " ،
ثُمَّ
اسْتَعْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَكَى ،
ثُمَّ
قَامَ ، فَلَمَّا وَلَّى نَادَاهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ :
" أَقْبِلْ يَابْنَ أَخِي "، فَــ
أَقْبَلَ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ : " اذْهَبْ يَابْنَ أَخِي ، فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ ، فَوَاللَّهِ لا أُسَلِّمُكَ لِشَيْءٍ أَبَدًا..."

يَقُولُ عَيَّادٍ الدُّؤَلِيَّ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فِي مَنَازِلِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، يَقُولُ :
《 يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا 》 ،
قَالَ : وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ يَقُولُ :"يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَتْرُكُوا دِينَ آبَائِكُمْ "،
فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ ، فَقِيلَ : أَبُو لَهَبٍ.

«النُّصْرَةُ ، وَالْمَنَعَةُ»

أَنغلق المجتمع المكي أمام الدعوة الإسلامية وتصلبت عقول الناس على قديم ما كانوا عليه وتحجرت نفوسهم على ما هم عليه كحجارة اصنامهم؛ فـ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْقِفِ ، وَيَقُولُ : 《 أَلَا رَجُلٌ يَعْرِضُ عَلَيَّ قَوْمَهُ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي 》.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ دِينِهِ ، وَإِعْزَازَ نَبِيِّهِ ، وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَ فِيهِ النَّفَرَ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ ، لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الْخَزْرَجِ ، أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا ، فَقَالَ لَهُمْ : " مَنْ أَنْتُمْ " ؟. قَالُوا : نَفَرٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، قَالَ : " أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ " ؟.قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " أَفَلا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمُكُمْ " ؟. قَالُوا : بَلَى ، فَجَلَسُوا مَعَهُ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ ، وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ بِهِمْ فِي الإِسْلامِ ، أَنَّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلادِهِمْ ، وَكَانُوا أَهْلَ عِلْمٍ وَكِتَابٍ ، وَكَانُوا هُمْ أَهْلَ شِرْكٍ أَصْحَابَ أَوْثَانٍ ، وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ بِبِلَادِهِمْ ، فَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ : إِنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثًا الآنَ ، قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ ، نَتَّبِعُهُ ، نَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ ، فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُولِئَك النَّفَرَ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ-عز وجل- ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَعْلَمُوا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي تَوَعَّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ ، فَلا يَسْبِقَنَّكُمْ إِلَيْهِ ، فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ بِأَنْ صَدَّقُوهُ ، وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الإِسْلامِ ، وَقَالُوا لَهُ : إِنَّا تَرَكْنَا قَوْمَنَا ، وَلا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ ، فَإِنْ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَلا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا رَاجِعِينَ إِلَى بِلادِهِمْ قَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا. ".

ثم تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَتَلا الْقُرْآنَ ، وَدَعَا إِلَى اللَّهِ وَرَغَّبَ فِي الإِسْلامِ ، ثُمَّ قَالَ :
《 أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ 》

مسألة الهجرة :
ثم :" أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ ، قَالَ :

في

المشهد الأول:" ﴿١﴾ :" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ [واقِفٌ عَلَى نَاقَتِهِ]

المشهد الثاني :" ﴿٢﴾ :" وَاقِفًا بِالْحَزْوَرَةِ ، [فِي شَرْقِيِّ مَكَّةَ]؛ فــ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ وَاقِفٌ فِي سُوُقِ مَكَّةَ :] يَقُولُ :

المشهد الثالث:" ﴿٣﴾ :" وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ "،

وَالمشهد الرابع:" ﴿٤﴾ :" أَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ "،

وَالمشهد الخامس:" ﴿٥﴾ :" لَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"..

وهناك عند :"(سنن ابن ماجه؛و تهذيب الكمال للمزي) تجد :

﴿٦﴾ :" المشهد السادس:"وأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ ".

ودون هذه الزيادة :
- قال صاحب:" (المحلى بالآثار؛ ابن حزم ):" فَارْتَفَعَ الْإِشْكَالُ جُمْلَةً ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . وَهَذَا خَبَرٌ فِي غَايَةِ الصِّحَّةِ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ السَّلامُ- أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ؛ وتجد دون هذه الزيادة عند :" (البيهقي في دلائل النبوة ) :"هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ "، ودون هذه الزيادة :
- عند : ( ابن عبدالبر في الاستذكار) :" وَهُوَ حَدِيثٌ لا يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِي صِحَّتِهِ "

وتوجد إضافة عند (التمهيد لابن عبدالبر) وَكَانَ مَالِكٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ : مِنْ فَضْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَكَّةَ أَنِّي لا أَعْلَمُ بُقْعَةً فِيهَا قَبْرُ نَبِيٍّ مَعْرُوفٍ غَيْرَهَا. ".
والبعض يتحدث عن مسألة حب الوطن من خلال هذا القول وما أثبته هو الصحيح!.



وللحديث بقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(*) Zehn Benimmregeln, die Sie bei Tisch kennen sollten
الغرب يتحدث عن قواعد ينبغي أن تلتزم على مائدة الطعام؛ رجال الدبلوماسية ونساؤها أيضا لهم تقليد (عُرف) في حياتهم العامة....وهكذا.
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
28 ذو الحجة 1440 هـــ ~ 29 أغسطس 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
31 / 08 / 2019, 22 : 07 PM
مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة ﴿ الْمُحَرَّم ﴾ شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ-تعالى قدره وجل ذكره-؟!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
31 / 08 / 2019, 08 : 08 PM
:" لشهر الله المحرَّم فضائل ؛ ومع هذه : فــ
ليُعلم :" أنه ليس في :
1.] أول يوم
أو
2. ] أول جمعة ...
نصٌّ شرعيٌ يُثبتُ تخصيصه بـ
- الذكر
و
- الدعاء
و
- العمرة
و
- الصيام بنية افتتاح السنة الهجرية بالصيام ولا اختتامها بالصيام والدعاء عند نهاية السنة كما انتشر في كثير من الرسائل بين العامة من الناس.".



وأستشهدُ بقول أهل العلم :
" قال أبو شامة : « ولم يَأْتِ شيءٌ في أولِ ليلَةِ المحرَّمِ، وقد فتَّشتُ (الحديث لأبي شامة) فيما نُقلَ من الآثارِ صحيحاً وضعيفاً وفي الأحاديثِ الموضُوعَةِ فلم أرَ أحداً ذكَرَ فيها شيئاً، وإني لأتخوَّفُ والعِياذُ بالله من مُفترٍ يَختلقُ فيها»
(انتهى).".
وقال الشّثري :
" ومن المحدثات: الاحتفال برأس السنة الهجرية، وأول من أحدثه العبيديون.
ومنها: الاحتفال بذكرى الهجرة، مع أن هجرته -صلى الله عليه وسلم - في شهر ربيع الأول.
والأصلُ في منع هذه المحدثات قول الله -تعالى-:
1 . ] ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾
[المائدة: 3]
2 . ] وقول النبي ﷺ: 《 مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليهِ أمْرُنا فهُوَ رَدٌّ》
[ متفق عليه].
و
3 . ] قوله ﷺ : 《مَن أحدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فيهِ فَهُوَ رَدٌّ 》
[متفق عليه].



-*/-*/-*/-
فائدة :
﴿ [ ١ . ] ﴾ قال السيوطي (https://islamstory.com/ar/artical/22394/السيوطى-الموسوعى-المجتهد)؛ جلال الدين في "شرح سنن النسائي" (1613):
قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ:
مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة الْمُحَرَّم شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ؟!
يَحْتَمِل أَنْ يُقَال: إِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ الْأَشْهُر الْحُرُم الَّتِي حَرَّمَ اللَّه فِيهَا الْقِتَال، وَكَانَ أَوَّل شُهُور السَّنَة أُضِيفَ إِلَيْهِ إِضَافَة تَخْصِيص وَلَمْ يَصِحّ إِضَافَة شَهْر مِنْ الشُّهُور إِلَى اللَّه تَعَالَى عَنْ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَّا شَهْر اللَّه الْمُحَرَّم. (اهـ).
﴿ [ ٢ . ] ﴾ " وقد عظَّمَ اللهُ هذا الشهرَ بأن أضافه إلى نفسهِ، فعن أبي هريرةَ -رضيَ اللهُ عنه-ُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - : " أفضَلُ الصيامِ بعدَ رمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وأفضَلُ الصلاةِ بعدَالفريضةِ: صلاةُ الليلِ)
[رواه مسلم].
ومن المعلوم أن الله لا يُضيفُ إليه إلا خواصَّ مخلوقاته على سبيل التشريف والتفضيل.
قال السيوطي: (سُئلتُ لم خُصَّ المحرَّم بقولهم: شهر الله دون سائر الشهور؟ مع أن فيها ما يُساويه في الفضلِ أو يزيدُ عليه كرمضان؟.
ووجدتُ ما يُجابُ به أن هذا الاسم إسلاميٌّ دون سائر الشهور، فإن أسماءها كُلَّها على ما كانت عليه في الجاهلية، وكان اسم المحرَّم في الجاهلية صفر الأول، والذي بعده صفر الثاني، فلما جاء الإسلامُ سمَّاه الله المحرَّم، فأُضيف إلى الله بهذا الاعتبار، وهذه الفائدة لطيفة رأيتها في الجمهرة)
[انتهى]. ".
ملف من إعداد :
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 11 / 2019, 51 : 12 AM
بدء الاستعداد لموسم الاحتفال بأعياد ميلاد السيد المسيح [ابن الإله(!)] في الغرب والشرق... وسوف ينشط البعض في اصدار فتوى تحريم أو إباحة التهنئة !!!؟... ففي يوم الجمعة الفائت بدء الأحتفال في شوراع المدن الكبرى في القارة الأوروبية!!!... بإشعال مصابيح الزينة !!!!...
وأبناء المسلمين الذين يعيشون في الغرب خاصة الجيل الثاني والثالث والرابع يواجه إشكالية التعامل مع هذه احتفالات !!!؛ خاصة أطفال رياض الأطفال... وتلاميذ المدارس الحكومية الرسمية... وطلبة المستويات التعليمية المتوسطة والعليا.. وكذا العمال والموظفين ...
يقدر عدد المسلمين في القارة الأوروبية بما يربو على (57) مليوناً...
ثم
هناك مسألة :
" لجوء المسلمين لدول الغرب من مناطق الحروب كسوريا والعراق والأفغان واليمن ... ومن قبلهم فلسطين.... !!؟.

شريف حمدان
25 / 11 / 2019, 22 : 07 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 12 / 2019, 56 : 06 PM
التهنئة
بــ
“عيد ميلاد المسيح”


في مثل هذه الأيام من كل عام تطلُّ علينا بعض وسائل الإعلام – ممن تأثروا بدعوات التغريب، وولعوا في التقليد للحضارة الغربية وللتنوير – مطالبةً المسلمين بتوجيه التهنئة للنصارى على احتفالاتهم بما يسمى “عيد ميلاد المسيح” فلزم بيان الحكم الشرعي في هذه التهنئة؛ إذ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، بلا خلاف بين علماء الأمة[(1)].
فما هو الجائز في هذه المسألة ؛ إذ أنه على الطرف الآخر من طريقة البحث تجد من أهل العلم - و دار إفتاء - مَن أجاز وسمح بهذه التهنئة..
وهذه جزئية بحث ؛ أما الجزئية الثانية وهي : أ . ] حكم تهنئة النصارى الذين يعيشون في بلاد العرب بين المسلمين بعيدهم ؛ وهل هذا إقرار بما يحملونه من عقيدة إيمانية تخالف عقيدة الإسلام!
ب . ] المسلمون الذين يعيشون في بلاد الغرب كأمريكا وأوروبا؛ والغالبية السكانية هناك من غير المسلمين؛ سواء زميل دراسة؛ أو مشرف على دراسات عليا علمية تخصصية ؛ أو زميل عمل أو جار في مسكن ....!؟
ب . أ . ] المسلم المتزوج من امرأة من أهل الكتاب - يهودية / نصرانية - وكيفية التعامل مع أهلِها ؛ ومن ثم كيفية التعامل مع أخوال وخالات بناته وأبناءه من الزوجة الكتابية!؛
ج . ] في بعض أمهات العواصم العربية تحتفل بليلة رأس السنة الميلادية بصورة أكثر من أمهات العواصم الغربية والأوروبية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
([1]) انظر :
- التقريب والإرشاد (الصغير) (3/ 384)، و
- العدة في أصول الفقه (3/ 724)، و
- الإشارة في أصول الفقه (ص: 35)، و
- اللمع في أصول الفقه للشيرازي (ص: 53)، و
- قواطع الأدلة في الأصول (1/295)، و
- الموافقات (4/ 140).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة تحليلية لحكم التهنئة :


قراءة :
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
8 ربيع آخر 1441 هـ ~ 5 ديسمبر 2019م

شريف حمدان
05 / 12 / 2019, 07 : 09 PM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 01 / 2020, 38 : 07 PM
Dr. «Murad» Wilfried Hofmann


قرأ « Wilfried » القرآن الكريم وقال عنه :
« كل شيء في مكانه، منطقي تماما ».


تمهيد:


الأمة الإسلامية -تجاورها: الأمة العربية- علىٰ حالها الراهن البائس بحاجة ملحة لأمثال هؤلاء الرجال؛ الذين يملكون قدراً عالياً من الذكاء الإجتماعي تجاه مَن حولهم أو الأحداث أو المواقف؛ ويمتازون بوعي راق مستنير لقضايا العالم وليس -فقط- لقضايا مَن ينتمون إليهم من أمتهم سواء في مجال العمل أو السياسة أو الجانب الإجتماعي أو الثقافي أو الدعوي؛ ولديهم القدرة الفائقة على تبيان مبدأ الإسلام -ايديولوجياً واستراتيجياً- بلسان فصيح؛ وقلم بليغ عن مستقبل أمتهم ووضع الخطط والمشاريع المستقبلية مع أطروحات عملية لدقائق المبدأ الإيديولوجي الإسلامي مع مراجعة صحيحة وقراءة فاحصة لماضيهم الزاهر بدأ من السيرة المحمدية -على صاحبها افضل السلام وأتم الصلاة وكامل البركات- وحتى عصور النهضة الإسلامية دون التغني -فقط- به؛ فيضعون مبدأ -لم يتبق منه إلا رسمه وبالكاد يظهر منه اسمه- يضعون مبدأَ أمةٍ تتعدى مليار و 700 مليون إنسان أمام أعينهم لإظهاره بشكله الطبيعي الحقيقي أمام العالَم بمثقفيه وأكاديميه وعامته؛ دون مراعاة لومة لائم غريب ودون محاباة قريب خشية غضبه أو عدم رضاه؛ فيبلورون افكار مبدأ الإسلام بلورة عقلية منطقية وأيضاً قيّمه وقناعاته ومفاهيمه بصورة تجديدية وليست إصلاحية تتمشى مع الألفية الثالثة؛ لا تتمشى مع واقع مزري يراد تغيره...


... فبــعد حياة مفعمة بالحيوية والنشاط والعطاء، وعن عمر ناهز التسعين عامًا، رحل إلى رحاب الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- المفكر الألماني المولد والتنشأة والكاتب المسلم والدبلوماسي الذي قضى شطرا من حياته العملية في بعض بلدان العرب ... رحل Dr. «Murad» Wilfried Hofmann صاحب «الإسلام كبديل»..!


Dr. «Murad» Wilfried Hofmann رجل غربي كان من الممكن أن تمضي حياته كأي إنسان آخر، له نصيب من الشهرة والنجاح، بسبب عمله المرموق كسفير، أو بسبب اهتمامه بفن الباليه.. لكنه قرر أن يجعل لحياته معنى فوق هذا!





مولده:


- وُلدَ -كاثوليكياً- يوم 3 يوليو من العام 1931م في اشافنبورج؛ وهي بلدة كبيرة في شمال غرب بافاريا تابعة إدارياً لمنطقة فرنكونيا السفلى بألمانيا.


- كان منتمياً لشبيبة هتلر؛ عندما كان في سن التاسعة من عمره؛ و


- إلى جانب ذلك كان منتمياً إلى عصبة محظورة مناهضة للنازية في ذاك الوقت.





دراسته :


- بدأ بدراسة القانون بعد حصوله على شهادة البكالوريا في ميونخ


- أنهي دراسته الجامعية 1950‏.‏


- أنهى دراسته للقانون الألماني بحصوله على الدكتوراه من جامعة ميونيخ عام 1957،


- حصل على درجة الماجستير في القانون الأمريكي من هارفارد عام 1960.





- كان مولعاً برقص الباليه حتى أنه أعطى دروساً فيه؛


- وتعلم العزف على طبول الجاز.


- أسس رابطة محبي الباليه في ميونخ.


- عمل لسنوات طويلة كناقد لفن الباليه في مجلات متخصصة.





إسلامه :


الدين : مسلم سُني :


في مقتبل عمره [20 عاما] تعرض « Wilfried » لحادث مرور مروّع، فقال له الجرّاح بعد أن أنهى إسعافه : "إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وإن الله يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً(1)".


وصدّق القدر حدس هذا الطبيب إذ اعتنق « Wilfried » ... « مراد » الإسلام بعد دراسة عميقة له، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب.. ونتيجة ما شاهده في حرب الاستقلال الجزائرية وإعجابه بصبر الجزائريين واستيعابهم لما جرى، ولولعه كذلك بالفن الإسلامي، ولما اعتبره تناقضات في العقيدة المسيحية التي كان يعتنقها؛ قرر قراءة القرآن بنفسه، وقال عنه : « كل شيء في مكانه، منطقي تماما ».


« Wilfried » درس في الجامعات التي درّس فيها كانط و هيغل ... رواد العقلانية الحديثة لكنه اختار العقلانية الحديثة والقديمة معا، العقلانية المستقرة.





هناك ملاحظة :


فأنتَ حين تقرأ لمفكرين أوروبيين أو أمريكيين اعتنقوا الإسلام، تجد أنهم جميعهم يرون في الإسلام بديلا عن الحضارة الغربية، وينتقدون الحداثة والعقلانية المادية والليبرالية، ويرون أن الغرب أساء إلى الحضارة أكثر مما خدمها، وأخيرا يرون أن الغرب يحارب الإسلام.


وهؤلاء ليسوا عربا، ولم يولدوا مسلمين، ولا يخالطون العرب بل يخالطون مجتمعهم، وثقافتهم غير ثقافتنا، فمن أين تأتيهم هذه الأفكار؟.


... إنها التجربة.


- « Wilfried » ... « مراد » اعتنق الإسلام عام 1980، و


- أدى العمرة عام 1982،


- ثم الحج في 1992.


- في 1985 كتب (يوميات ألماني مسلم)، الذي توالت طبعاته بلغات مختلفه ثم طبعت بالإنجليزية عام 1987، في كولون، ثم أعيد طبعها بالألمانية 1990 في كولون، والفرنسية 1990 بالجـزائر ثم الفرنسية أيضًا في الرباط 1993 ليصدر بالعربية عام 1993 بالقاهرة.


أثار كتابه (الإسلام كبديل)، الذي نشر بالألمانية عام 1992، اهتمام ألمانياً والعالم.. أعيد طبعه بالألمانية 1993، في ميونخ ثم ترجم إلى الإنجليزية والعربية ترجمة‏:‏ د. غريب؛ مؤسسة بافاريا للنشر عام 1993‏.‏


ويعد هذا الكتاب أكثر الكتب الثقافية تأثيراً في ألمانيا ولا يناظره إلا كتاب الإسلام بين الشرق والغرب (https://www.marefa.org/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8% A7%D9%85_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8% B1%D9%82_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8&action=edit&redlink=1) لـ « علي عزت بگوڤيتش (https://www.marefa.org/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%B9%D8%B2%D8%AA_%D8%A8%DA%AF %D9%88%DA%A4%D9%8A%D8%AA%D8%B4)» رئيس البوسنة السابق.


- له كتب ومقالات عدة نذكر منها على سبيل المثال‏:‏


1ـ ] الإسلام عام 2000 ترجمة: عادل المعلم ـ مكتبـة الشروق ـ طبعة أولى، القاهرة 1995‏.‏


2ـ ] ندوة بعنوان ‏"‏ الإسلام ينتشر بقوة في الغرب ‏"‏‏.‏


تحت هذا العنوان عرضت مجلة الوعي الإسلامي بـالكويت في عددها 372 بتاريخ 1417 هـ ‏:‏ أن الدكتور « مراد هوفمان» قال‏:‏ ‏"‏ لقد أمضيت 4 سنوات من عمري مديرًا إعلاميا لحلف الأطلنطي، ورأيت كيف يخططون لإبادة الإسلام وتشويه صورته ‏"‏‏.‏


ثم صدر له :
- (رحلة إلى مكة)،
- (الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود)،
- (خواء الذات والأدمغة المستعمرة)، إضافة إلى :
- عشرات المقالات واللقاءات والمؤتمرات.


تركز معظم كتبه ومقالاته على مكانة الإسلام في الغرب، وبعد أحداث 11 سبتمبر-بشكل خاص- في الولايات المتحدة. وهو أحد الموقعين على عالم مشترك بين الولايات المتحدة وبينك، وجه رسالة مفتوحة من العلماء المسلمين إلى القادة المسيحيين، تدعو للسلام والتفاهم.


أسلم « Wilfried » بعد رحلة فكرية طويلة وصفها في كتبه، وله العديد من الكتب التي تتناول مستقبل الإسلام في إطار الحضارة الغربية وأوروپا.





أما أسباب إسلامه، أو طرق دخوله عالم الإسلام، فجاءت كما أوضح في (رحلة إلى مكة)، عبر ثلاث حوادث أو تجارب:


- إنسانية، و


- جمالية فنية، و


- فلسفية.


التجربة الإنسانية (ما شاهده في حرب الاستقلال الجزائرية (https://www.marefa.org/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA% D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D 8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9) ):


بدأت حين تعرف إلى الإسلام عن قرب أثناء عمله بالجزائر عام 61/ 1962، وعايش فترة حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، ورأى كيف يُقتل الجزائريون رميًا بالرصاص على مؤخرة الرأس من مسافة صفر، فقط لكونهم عربًا أو لأنهم مع استقلال الجزائر.. ولاحظ مدى تحمل الجزائرين لآلامهم، والتزامهم الشديد في رمضان، ويقينهم بأنهم سينتصرون، وسلوكهم الإنساني وسط ما يعانون من آلام.. هذا السلوك الذي جعل سائقًا جزائريًّا يعرض على « Wilfried » أن يتبرع بالدم لزوجته، دون سابق معرفة، بمجرد أن سمعهما يتحدثان عن فصيلة دمها (O) ذات (RH) سالب، إثر تعرضها لنزيف الإجهاض تحت تأثير الأحداث آنذاك… “ها هو ذا العربي المسلم يتبرع بدمه، في أتون الحرب، لينقذ أجنبية على غير دينه”!!


وأما التجربة ذات الطبيعة الجمالية:


فهي أنه كان مولعًا بالجمال، وكان منذ صباه معجبًا بالجانب الشكلي للجمال، ويرغب في الغوص في أعماقه. وفي عام 1951 تلقى الدفعة الأولى من منحة التفوق، فدفعها بأكملها ثمنًا لشراء نسخة مطبوعة على قطعة من الجوت من لوحة بول جرجان (الفتاة وثمار المانجو)، ثم أخذ يتأملها ويحللها.. إذ يقول: “ولم ألبث أن اقتنعت بأن الفن الساكن (غير المتحرك)- الرسم، والنحت، والعمارة، والخط، والأعمال الفنية الصغيرة- مدين بالفضل في تأثيره الجمالي للحركة المجمدة؛ ومن ثم، فإنه مشتق من الرقص. ولذلك يزداد إحساسنا بجمال الفن التشكيلي كلما ازدادت قدرته على الإيحاء بالحركة؛ وهو ما يفسر انبهاري الشديد بالرقص الذي دفعني إلى مشاهدة عروض الباليه كافة”.


ثم تخصص في (الباليه) وعشقه حتى عمل محاضرًا لمادتي تاريخ وعلم جمال الباليه بمعهد كولونيا للباليه فيما بين عامي 1971- 1973م.


وعبر هذا الطريق، صار الفن الإسلامي بالنسبة له معبرا بقوله: “تجربة مهمة ومثيرة؛ إذ إن هذا الفن لا يماثل في سكونه تمامًا ما أسعدني في حركات الباليه؛ أي: التجريدية، القدرة على الإنسانية، الحركة الداخلية، الامتداد فيما لا نهاية؛ وذلك كله في إطار من الروحانية التي يتسم بها الإسلام؟!”.


ثم ألهمته أعمال معمارية: مثل


- الحمراء في غرناطة، و


- المسجد الكبير في قرطبة، “اليقين بأنها إفراز حضارة رفيعة راقية”.


إضف إلى ذلك التناقضات التي تواجهه في العقيدة المسيحية المبنية على تعالم بولس الرسول من طرسوس. والذي ساعده على الانتقال للإسلام أنه تزوج في كنيسة توحيدية؛ ورأى اسم محمد -عليه الصلاة والسلام- بجانب اسم عيس وموسى على زخارف الكنيسة فخرج بفكرة أن الدين إذا كان مصدره واحد فالنسخة الأخيرة هي أولى بالاتباع.


أما في التجربة الفلسفية:


فقد دفعته درايته بالديانة الكاثوليكية وبأدق شئونها من الداخل، إلى أنه يعلن أن : “يقيني بإمكانية، بل بضرروة الوحي والدين... ولكن أي دين؟ ... وأي عقيدة؟ ... هل هي اليهودية أو المسيحية، أو الإسلام؟ .... وجاءتني الإجابة من خلال تجربتي الثالثة، التي تتلخص في قراءتي المتكررة للآية 38 من سورة النجم: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ}. ولا بد من أن تصيب هذه الآية بصدمة شديدة كل من يأخذ مبدأ حب الآخر الوارد في المسيحية مأخذ الجد؛ لأنه يدعو في ظاهر الأمر إلى النقيض. ولكن هذه الآية لا تعبر عن مبدأ أخلاقي، وإنما تتضمن مقولتين دينيتين تمثلان أساسًا وجوهرًا لفكر ديني، هما:


– أنها تنفي وتنكر وراثة الخطيئة.


– أنها تستبعد، بل وتلغي تمامًا، إمكانية تدخل فرد بين الإنسان وربه، وتحمل الوزر عنه.


والمقولة الثانية هذه تهدد، بل وتنسف، مكانة القساوسة، وتحرمهم من نفوذهم وسلطانهم الذي يرتكز على وساطتهم بين الإنسان وربه وتطهير الناس من ذنوبهم. والمسلم بذلك هو المؤمن المتحرر من جميع قيود وأشكال السلطة الدينية".


يكمل حديثه بالقول : أما نفي وراثة الخطيئة وذنوب البشر، فقد شكّل لي أهمية قصوى؛ لأنه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية، مثل:


- ضرورة الخلاص، و


- التجسيد، و


- الثالوث، و


- الموت على سبيل التضحية… لقد وجدت في الإسلام أصفى وأبسط تصور لله”.





ولما أشهر إسلامه [يوم 25 سبتمبر من عام 1980] حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية ، وحتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت :"ليبق عند العرب !(2) " :


قال لي صاحـبي أراك غريبـــاً * بيــن هــذا الأنام دون خليلِ


قلت : كلا ، بــل الأنـامُ غريبٌ * أنا في عالمي وهذي سـبيلي (3)


ولكن د. هوفمان لم يكترث بكل هذا ، يقول : "عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الإعلام بسبب إسلامي ، لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بهذه الحملة ، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(4) .


يتحدث د. هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح في الإسلام فيقول :


"ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا، ومن هنا جاء الاهتمام في الدنيا، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا، وليس الآخرة فقط { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً }


وحتى آداب الطعام والزيارة تجد لها نصيباً في الشرع الإسلامي"(5).


ويعلل د. «مراد» ظاهرة سرعةانتشار الإسلام في العالم، رغم ضعف الجهود المبذولة في الدعوةإليه بقوله :" إن الانتشار العفوي للإسلام هو سمة من سماته على مر التاريخ ، وذلك لأنه دين الفطرة المنزّل على قلب المصطفىٰ "(6).


"الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة، وله تميزه في جعل التعليم فريضة، والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب !!(7) ".


ويتعجب د. هوفمان من إنسانية الغربيين المنافقة فيكتب: " في عيد الأضحى ينظر العالم الغربي إلى تضحية المسلمين بحيوان على أنه عمل وحشي، وذلك على الرغم من أن الغربي ما يزال حتى الآن يسمي صلاته «قرباناً» (!!!) وما يزال يتأمل في يوم الجمعة الحزينة لأن الرب (ضَحَّى) بابنه من أجلنا!!"(8).


موعد الإسلام الانتصار:


"لا تستبعد أن يعاود الشرق قيادة العالم حضارياً، فما زالت مقولة "يأتي النور من الشرق " صالحة(9) …


إن الله سيعيننا إذا غيرنا ما بأنفسنا، ليس بإصلاح الإسلام، ولكن بإصلاح موقفنا وأفعالنا تجاه الإسلام(10)…


وكما نصحنا المفكر «محمد أسد» ، يزجي د. هوفمان ويدْفَعَ نصيحةً للمسلمين بِرِفْقٍ ليعاودوا الإمساك بمقود الحضارة بثقة واعتزاز بهذا الدين، إذ يقول : "إذا ما أراد المسلمون حواراً حقيقياً مع الغرب، عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيرهم، وأن يُحيوا فريضة الاجتهاد، وأن يكفوا عن الأسلوب الاعتذاري والتبريري عند مخاطبة الغرب، فالإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الهاوية التي تردّى الغرب فيها، وهو الخيار الوحيد للمجتمعات الغربية في القرن الحادي والعشرين"(11).


"الإسلام هو الحياة البديلة بمشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي صلاحيته، وإذا رآه البعض قديماً فهو أيضاً حديث ومستقبليّ لا يحدّه زمان ولا مكان، فالإسلام ليس موجة فكرية ولا موضة، ويمكنه الانتظار " .





مناصبه: دبلوماسي.. وكاتب.. ومفكر ألماني مسلم


- عمل في الإدارة الخارجية الألمانية من عام 1961 حتى 1994، وكان متخصصا في القضايا المتعلقة بالدفاع النووي؛ فعمل كخبير في مجال الدفاع النووي في وزارة الخارجية الألمانية. وواصل عمله مديرا للمعلومات في منظمة حلف شمال الأطلسي -الناتو- في بروكسل في الفترة من 1983 إلى 1987،


- سفيرا لبلاه لدى الجزائر من 1987 إلى 1990،


- سفيرا في المغرب من 1990 إلى 1994.





الأوسمة :


- وسام الصليب من رتبة استحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية (1984)


- وسام الاستقلال (2010)


- نيشان الاستحقاق للجمهورية الإيطالية من رتبة قائد





وفاته: 12 يناير من العام 2020في مدينة بون؛ عن عمر يناهز 89 عاماً.





عبر الأربعة عقود الأخيرة في حياته التسعينية- أي من لحظة إعلان إسلامه سبتمبر عام 1980م، حتى وفاته ليلة الاثنين 13 يناير 2020م- قرر Dr. «Murad» Wilfried Hofmann بعد أن كان سفيرًا لبلاده بعدة دول، أن يكون أيضًا سفيرًا للإسلام في الغرب، بل وفي العالم أجمع... بما ترك من ثروة فكرية وآراء مهمة، خاصة في قراءة الإسلام بعين غربية، وفي نقد الغرب بذهنية إسلامية؛ مما لخصه بمقولته الجامعة: “ليس الإسلام بديلاً من البدائل، لنظام ما بعد التصنيع الغربي؛ بل هو البديل”.


رحمه الله رحمة واسعة، وتقبله في الصالحين...


أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، الإثنين، وفاة Dr. «Murad» Wilfried Hofmann الذي كان يشغل عضويته الشرفية.


وأشار المجلس، على موقعه الإلكتروني، أن د. هوفمان توفي، الأحد، بعد معاناة مع المرض.


ووصف المجلس د. هوفمان بـ"المفكر الرائع... والباحث... وبأنه شخصية عالمية المستوى ومصدر إلهام لكثير من الناس والأجيال".


كما نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان عبر موقعه الإلكتروني، د. هوفمان.


والراحل كان دبلوماسيًا ألمانيًا ومن أبرز صناع السياسة الخارجية الألمانية، اعتنق الإسلام عام 1980، ثم تحول من دبلوماسي إلى داعية إسلامي برؤية عصرية، وفق قول الاتحاد.


بدوره، نعى الأزهر الشريف، المفكر والسياسي الألماني الكبير Dr. «Murad» Wilfried Hofmann وقال الأزهر، في بيان له:" إن الراحل ساهم في الفكر الإسلامي بعدد كبير من المؤلفات بينها : "الإسلام كبديل" و"الإسلام في الألفية الثالثة ديانة في صعود" وكتاب "الطريق إلى مكة". وأشار إلى أن تلك المؤلفات أحدثت نقاشات واسعة في الأوساط الثقافية والفكرية داخل ألمانيا وخارجها، حيث تحدث فيها عن عظمة الإسلام وتفرده وقدرته كدين إلهي على قيادة البشرية في المستقبل. وأكد أن كتابات هوفمان "أثرت في كثير من المسلمين وغير المسلمين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.


(1) (الطريق إلى مكة) مراد هوفمان (55) .


(2) مجلة (المجلة) العدد 366 ، مقال (هل حان الوقت لكي نشهد إسلاماً أوربياً ؟) للمفكر فهمي هويدي .


(3) البيتان للشاعر د. عبدالوهاب عزام (ديوان المثاني) ص(34) .


(4) (الطريق إلى مكة) مراد هوفمان ص (49) .


(5) (الإسلام كبديل) مراد هوفمان ص (55-115) .


(6) (يوميات مسلم ألماني) مراد هوفمان .


(7) (الطريق إلى مكة) ص (148) .


(8) (الطريق إلى مكة) ص (92) .


(9) (الإسلام كبديل) ص (136) .


(10) (الإسلام عام 2000) ص (12) .


(11) مجلة ( ( الكويت) ) العدد (174)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


كما تحدث في خطبة الجمعة السابقة (17 يناير 2020) خطيب المسجد عن هذا الخَطب الجلل وعقد مقارنة بينه وبين محمد أسد... رحمهما الله تعالى واسكنهما فسيح جناته وجزاهما الفردوس الأعلى لما قاما به من أعمال.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

شريف حمدان
23 / 01 / 2020, 05 : 05 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2020, 12 : 04 PM
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين }

[ آية : ( 36 ) من سورة التوبة؛ و رقمها ( 9) ]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2020, 05 : 07 PM
قراءة في آية سورة التوبة ورقمها ( ٣٦ ) :"

١ . ] هَذِهِ الْآيَةُ -وَالَّتِي بَعْدَهَا- تَتَضَمَّنُ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ شَرَعَتْهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا مِنْ تَحْرِيمِ شُهُورِ الْحِلِّ، وَتَحْلِيلِ شُهُورِ الْحُرْمَةِ، وَإِذَا نُصَّ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُهُ تَبَيَّنَ مَعْنَىٰ الْآيَاتِ، فَالَّذِي تَظَاهَرَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ وَيَنْفَكُّ مِنْ مَجْمُوعِ مَا ذَكَرَ النَّاسُ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتِ لَا عَيْشَ - لِأَكْثَرِهَا - إِلَّا مِنَ الْغَارَاتِ وَأَعْمَالِ سِلَاحِهَا ، فَكَانَتْ إِذَا تَوَالَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْبَعَةُ الْحُرُمُ صَعُبَ عَلَيْهَا وَأَمْلَقُوا ، وَ
- كَانَ بَنُو فُقَيْمٍ مِنْ كِنَانَةَ أَهْلَ دِينٍ وَتَمَسُّكٍ بِشَرْعِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ، فَــ
انْتُدِبَ مِنْهُمُ الْقَلَمَّسُ وَهُوَ حُذَيْفَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ فُقَيْمٍ فَنَسَأَ الشُّهُورَ لِلْعَرَبِ ،
ثُمَّ
خَلَفَهُ عَلَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبَّادٌ ،
ثُمَّ
ابْنُهُ قَلَعٌ ،
ثُمَّ
ابْنُهُ أُمَيَّةُ ،
ثُمَّ
ابْنُهُ عَوْفٌ ،
ثُمَّ
ابْنُهُ جُنَادَةُ بْنُ عَوْفٍ ،
وَ
عَلَيْهِ قَامَ الْإِسْلَامُ . وَ
كَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا فَرَغَتْ مَنْ حَجَّهَا جَاءَ إِلَيْهِ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ مُجْتَمِعِينَ.... فَــ
قَالُوا :" أَنْسِئْنَا شَهْرًا "؛
أَيْ :
أَخِّرْ عَنَّا حُرْمَةَ الْمُحَرَّمِ فَاجْعَلْهَا فِي صَفَرٍ ، فَــ
يُحِلُّ لَهُمُ الْمُحَرَّمَ ، فَيُغِيرُونَ فِيهِ وَيَعِيشُونَ .
ثُمَّ
يَلْزَمُونَ حُرْمَةَ صَفَرٍ لِيُوَافِقُوا عِدَّةَ الْأَشْهُرِ الْأَرْبَعَةِ ،
وَ
يُسَمُّونَ ذَلِكَ الصَّفَرَ الْمُحَرَّمَ ، وَيُسَمُّونَ رَبِيعًا الْأَوَّلَ صَفَرًا ، وَرَبِيعًا الْآخَرَ رَبِيعًا الْأَوَّلَ ، وَهَكَذَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ يَسْتَقْبِلُونَ نَسِيئَهُمْ فِي الْمُحَرَّمِ الْمَوْضُوعِ لَهُمْ ، فَيَسْقُطُ عَلَى هَذَا حُكْمُ الْمُحَرَّمِ الَّذِي حُلِّلَ لَهُمْ ،
وَ
تَجِيءُ السَّنَةُ مِنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْرًا ....
أَوَّلُهَا : الْمُحَرَّمُ الْمُحَلَّلُ ،
ثُمَّ
الْمُحَرَّمُ الَّذِي هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ صَفَرٌ ،
ثُمَّ
اسْتِقْبَالُ السَّنَةِ .

قَالَ مُجَاهِدٌ : " ثُمَّ كَانُوا يَحُجُّونَ فِي كُلِّ عَامٍ شَهْرَيْنِ وَلَاءً ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يُبَدِّلُونَ فَيَحُجُّونَ عَامَيْنِ وَلَاءً ،
ثُمَّ
كَذَلِكَ حَتَّى كَانَتْ
حَجَّةَ أَبِي بَكْرٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ حَقِيقَةً ، وَ
هُمْ يُسَمُّونَهُ ذَا الْحِجَّةِ ،
ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ عَشْرٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ حَقِيقَةً ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : " إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ "

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2020, 08 : 07 PM
٢ . ] وَمُنَاسَبَةُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ :
أَنْوَاعًا مِنْ قَبَائِحِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَأَهْلِ الْكِتَابِ....
ذَكَرَ أَيْضًا نَوْعًا مِنْهُ ؛ وَهُوَ :
تَغْيِيرُ الْعَرَبِ أَحْكَامَ اللَّهِ تَعَالَى ؛ لِأَنَّهُ حَكَمَ فِي وَقْتٍ بِحُكْمٍ خَاصٍّ ، فَإِذَا غَيَّرُوا ذَلِكَ الْوَقْتَ فَقَدْ غَيَّرُوا حُكْمَ اللَّهِ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2020, 11 : 07 PM
المراد من الآية :
٣ . ] إِقَامَةُ نِظَامِ التَّوْقِيتِ لِلْأُمَّةِ عَلَى الْوَجْهِ الْحَقِّ الصَّالِحِ لِجَمِيعِ الْبَشَرِ ، وَالْمُنَاسِبِ لِمَا وَضَعَ اللَّهُ - تعالى ذكره - عَلَيْهِ نِظَامَ الْعَالَمِ الْأَرْضِيِّ ، وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنْ نِظَامِ الْعَوَالِمِ السَّمَاوِيَّةِ ، بِوَجْهٍ مُحْكَمٍ لَا مَدْخَلَ لِتَحَكُّمَاتِ النَّاسِ فِيهِ ، وضَبْطُ التَّوْقِيتِ مِنْ أُصُولِ إِقَامَةِ نِظَامِ الْأُمَّةِ وَدَفْعِ الْفَوْضَىٰ عَنْ أَحْوَالِهَا .وَلِيُوَضِّحَ تَعْيِينَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ ....

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2020, 13 : 07 PM
٤ . ] هُنَالِكَ مُنَاسَبَةٌ دَقِيقَةٌ بَيْنَ حِسَابِ الشُّهُورِ الْقَمَرِيَّةِ عِنْدَ الْعَرَبِ ، وَحِسَابِ الشُّهُورِ الشَّمْسِيَّةِ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَإِنْ لَمْ يُصَرِّحْ فِيهِ بِمُخَالَفَتِهِمْ فِي حِسَابِهِمْ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2020, 16 : 07 PM
٥ . ] وَافْتِتَاحُ الْكَلَامِ بِحَرْفِ التَّوْكِيدِ لِلِاهْتِمَامِ بِمَضْمُونِهِ لِتَتَوَجَّهَ أَسْمَاعُ النَّاسِ وَأَلْبَابُهُمْ إِلَى وَعْيِهِ:.{ إِنَّ }

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2020, 17 : 07 PM
سأكمل بعونه وتيسيره -تعالى ذكره- بعد الإنتهاء من الدوام!!!

شريف حمدان
27 / 02 / 2020, 24 : 11 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
02 / 03 / 2020, 42 : 12 PM
1.] :رَوَىُ أَحْمَدُ وَ مُسْلِمٌ " عَنْ جَابِرٍ بن عبدالله، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَنَّهُ قَالَ:"
«„ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ ‟»؛،
فهذا المشهد الأول من الحديث الشريف على صاحبه الصلاة والسلام
فَــ :
" «„ إِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ ‟»..
وهذا هو المشهد الثاني!

:" هَذِهِ الْكَلِمَةُ صَادِقَةُ الْعُمُومِ؛ لِأَنَّهَا خَبَرٌ مِنَ الصَّادِقِ الْبَشِيرِ عَنِ الْخَالِقِ الْقَدِيرِ :"
《 أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 》.

2.] :" الدَّاءُ وَالدَّوَاءُ خَلْقُهُ، وَالشِّفَاءُ وَالْهَلَاكُ فِعْلُهُ، وَرَبْطُ الْأَسْبَابِ بِالْمُسَبِّبَاتِ حِكْمَتُهُ وَحُكْمُهُ عَلَى مَا سَبَقَ بِهِ عِلْمُهُ، فَكُلُّ ذَلِكَ بِقَدَرٍ لَا مَعْدِلَ عَنْهُ وَلَا وَزَرَ، وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.] فِيمَا خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي خِزَامَةَ بْنِ يَعْمُرَ قَالَ:"
《 سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ:
" « يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ؛ هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا؟ »؛
قَالَ:" 《 هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ .》".

3.] :" فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ"
وَ
مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا شَاءَ الشِّفَاءَ يَسَّرَ دَوَاءَ ذَلِكَ الدَّاءِ وَنَبَّهَ عَلَيْهِ مُسْتَعْمِلَهُ فَيَسْتَعْمِلُهُ عَلَى وَجْهِهِ وَفِي وَقْتِهِ فَيَشْفَى ذَلِكَ الْمَرَضُ، وَإِذَا أَرَادَ إِهْلَاكَ صَاحِبِ الْمَرَضِ أُذْهِلَ عَنْ دَوَائِهِ أَوْ حَجَبَهُ بِمَانِعٍ يَمْنَعُهُ فَهَلَكَ صَاحِبُهُ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِمَشِيئَتِهِ وَحُكْمِهِ كَمَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ، وَلَقَدْ أَحْسَنَ مِنَ الشُّعَرَاءِ مَنْ قَالَ فِي شَرْحِ الْحَالِ:

وَالنَّاسُ يَلْحَوْنَ الطَّبِيبَ * وَإِنَّمَا غَلَطُ الطَّبِيبِ إِصَابَةُ الْمَقْدُورِ

4.] :" وَقَدْ خَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْحَدِيثَ وَحَدِيثَ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، وَقَالَ فِيهِ: إِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:"
«„ يَا عِبَادَ اللَّهِ، تُدَاوَوْا! فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ: الْهَرَمُ‟» .
فَاسْتَثْنَى الْهَرَمَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَدْوَاءِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ دَاءً بِنَفْسِهِ، لَكِنْ تُلَازِمُهُ الْأَدْوَاءُ، وَهُوَ مُفْضٍ بِصَاحِبِهِ إِلَى الْهَلَاكِ. " .

نبيٌ أمي يأتي بإعجاز علمي

5.] :" عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"
«„ الطَّاعُونُ رِجْزٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ‟»؛ -

أَوْ :

" «„ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَـــ
لَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ،
وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَــــ
لَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ ‟».

وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: لَا يُخْرِجُكُمْ إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ. ".

[رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ]

نبيٌ أمي يأتي بإعجاز علمي
وهذا ما يسمى اليوم الحجر الصحي ؛ وهي الدرجة الأولى من عدم انتشار مرض ما
ثم
تأتي الدرجة الثانية وهي العزل الصحي

[جَاءَ هَذَا اللَّفْظُ مُفَسَّرًا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَىٰ ]

6.] :" عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:"
«„ إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ - أَوِ السَّقَمَ - رِجْزٌ عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ، ثُمَّ بَقِيَ بَعْدُ بِالْأَرْضِ، فَيَذْهَبُ الْمَرَّةَ وَيَأْتِي الْأُخْرَى، فَمَنْ سَمِعَ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا يَقْدَمَنَّ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَقَعَ بِأَرْضٍ وَهُوَ بِهَا فَلَا يُخْرِجَنَّهُ الْفِرَارُ مِنْهُ‟».
[ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ].

6. 1 . ] :" وَقَوْلُهُ: " فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ "
عَلَى ظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَمِلَ عُمَرُ وَالصَّحَابَةُ مَعَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - لَمَّا رَجَعُوا مِنْ سَرْغَ حِينَ أَخْبَرَهُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَإِلَيْهِ صَارُوا. ".

سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه يمتثل لقول سيدنا عبدالرحمن بن عوف ... وهذا ما قاله سالم بن عبدالله بن عمر..
قمة الوعي الصحيح المنبثق عن صحيح سنته وصحيح سيرته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ....


-*-*-*-
[:" فَقَدْ فَسَّرَ الطَّاعُونَ بِالْمَرَضِ وَالرِّجْزَ بِالْعَذَابِ ". ]
الطَّاعُونَ
6. 2 .] :" أَصْلِهِ وُضِعَ دَالًّا عَلَى الْمَوْتِ الْعَامِّ بِالْوَبَاءِ ".

6 . 3.] :" أَصْلُ الطَّاعُونِ الْقُرُوحُ الْخَارِجَةُ فِي الْجَسَدِ. وَ

6 . 4.] :" الْوَبَاءُ: عُمُومُ الْأَمْرَاضِ.

6 . 5.] :": وَطَاعُونُ عَمْوَاسَ إِنَّمَا كَانَ طَاعُونًا وَقُرُوحًا.

7.] :" وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ
سُئِلَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَقَالَ:" «„ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ تَخْرُجُ فِي الْمَرَاقِّ وَالْآبَاطِ ‟» .
وَ

قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ:"« تَخْرُجُ فِي الْأَيْدِي وَالْأَصَابِعِ وَحَيْثُ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْبَدَنِ » .

حَاصِلُهُ :
" أَنَّ الطَّاعُونَ مَرَضٌ عَامٌّ يَكُونُ عَنْهُ مَوْتٌ عَامٌّ، وَقَدْ يُسَمَّى بِالْوَبَاءِ، وَيُرْسِلُهُ اللَّهُ نِقْمَةً وَعُقُوبَةً لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عُصَاةِ عَبِيدِهِ وَكَفَرَتِهِمْ، وَقَدْ يُرْسِلُهُ
شَهَادَةً وَرَحْمَةً لِلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ،
كَمَا قَالَ مُعَاذٌ فِي طَاعُونِ الشَّامِ : إِنَّهُ شَهَادَةٌ وَرَحْمَةٌ لَكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ. ".

ثم انظر للرحمة المهداة والنعمة المسداة

8.] :" لِأَنَّهُ قَدْ دَعَا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِجَمِيعِ أُمَّتِهِ - اسمع إليه -
8. 1. ] أَلَّا يُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَ
8 . 2 . ] لَا بِتَسْلِيطِ أَعْدَائِهِمْ عَلَيْهِمْ، فَــ
8 . 3 . ] أُجِيبَ إِلَىٰ ذَلِكَ، فَلَا تَذْهَبُ بَيْضَتُهُمْ وَلَا مُعْظَمُهُمْ بِمَوْتٍ عَامٍّ وَلَا بِعَدُوٍّ عَلَىٰ مُقْتَضَىٰ هَذَا الدُّعَاءِ. ".

-*/-*/

:" إعادة النظر الصحيح في آيات الذكر الحكيم :

آيات سورة الشعراء نقسمها إلى مشاهد ليسهل علينا فهمما:

* . ] المشهد الأول؛ الحديث عن :" { رَبَّ الْعَالَمِين }
[الشعراء:77]

1. 2 . ] المقطع الأول :



{ رَبَّ الْعَالَمِين }
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين}
[[26]الشعراء:78]

{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين}
[الشعراء:79]

{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين}
[الشعراء:80]

{وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِين}
[الشعراء:81]

{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين}
[الشعراء:82]

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين}
[الشعراء:83]

{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِين}
[الشعراء:84]

{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيم}
[الشعراء:85]

{وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّين}
[الشعراء:86]
حالة خاصة لخليل الرحمن ؛ الجد الأعلى للنبي والرسول محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليهما وبارك وسلم

{وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُون}
[الشعراء:87]

{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون}
[الشعراء:88]

{إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}
[الشعراء:89]

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِين}
[الشعراء:90]

2.] المقطع الثاني :

{لإِيلاَفِ قُرَيْش}
[قريش:1]

{إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْف}
[قريش:2]

{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت}
[قريش:3]

{الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف}
[قريش:4]



الجمع بين آيات سورة الشعراء المذكورة وبين آيات سورة قريش يفهم :
* . ] أن الأمر كله بيده سبحانه وتعالى ؛ وهنا نثبت مسألة العقيدة والإيمان
* . ] مسألة الرزق والحياة والموت ... مسألة عقدية ثانية وبإنتهاء رزق السماء لإنسان ينتهي أجله؛ فالموت انتهاء رزق إنسان ؛
* . ] توجد بعض حالات الموت فيها سيتم قطعاً كالبقاء تحت سطح الماء (بحيرة أو بحر) لفترة زمنية لا يأتي لجهاز التنفس هواء لإنعدامه... أو قطع الرقبة ...
* . ] مسألة الإطعام والسقاية والأمن ضرورية لحياة الإنسان.




ثم نأتي لقضية عقدية تضاف لما سبق من الايات الكريمات :






3.] المقطع الثالث : :" {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون}
[[51]الذاريات:56]

{مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون}
[الذاريات:57]

{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}
[الذاريات:58].

هذا القرآن الكريم والذكر الحكيم :" { لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد}
[فُصِّلَت:42]



وهنا نتطرق لمسألة هامة وقضية تكاد تكون قضية إسلامية بحتة :


* . ] الدعاء ... ونسير مع السادة الكبار أنبياء الله العزيز الغفار...
وهذه الأولى ....
أما الثانية :
* . ] فهي مسألة الأخذ بالأسباب....
وإني قد تساءلت في المؤتمر الأخير الذي عقد في ألمانيا الديموقراطية :" ألا يوجد من بين مليار و700 مليون مسلم مَن يحضر لنا مصلا مضاد لفيروس [التاج؛ ترجمة من الأصل اللاتيني] الكورونا


1.] :" {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم}
[الأنبياء:76]

2.] :" {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين}
[الأنبياء:83]

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين}
[الأنبياء:84]

3.] :" {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين}
[الأنبياء:87]

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِين}
[الأنبياء:88]

4.] : {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِين}
[الأنبياء:89]

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين}
[الأنبياء:90]

5.] : " {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيم}
[آل عمران:172]

6.] : " {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَار}
[آل عمران:193]

{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد}
[آل عمران:194]

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَاب}
[آل عمران:195]

7.] :" {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين}
[الأنفال:9]

8.]:" قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِين}

[يوسف:33]

{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}
[يوسف:34] .

شريف حمدان
03 / 03 / 2020, 12 : 01 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 03 / 2020, 59 : 11 AM
للمراجعة
https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=121739&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C1&page=22

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 03 / 2020, 58 : 02 PM
من الدقة العلمية في المسائل الفقهية أن يذكر الرأي الشرعي المبني على دليل يطمئن إليه الفقيه؛ صاحب الأهلية في البحث والإجتهاد ويقول به ثم يكمل بحثه بسرد الرأي الآخر أو المخالف له مادام مسألة البحث ليست بحث في المسائل القطعية ذات القول الواحد والذي لا يتعدد باقوال الرجال ذوي النهى والعقول؛ وقد يكون الاقتصار على قول واحد في المسألة وهي تتحمل قول آخر تعسف أو ضيق على مَن يقول بالقول الآخر....
ومسائل الأحتفال بالمناسبات [الدينية] على مدار العام الهجري من تلك المسائل؛ والتي لا يجوز التشدد فيها؛ بل ما ينبغي التعبير بقول :"التبني في المسالة الفلانية هو كذا مع وجود من يخالف الراي هذا... ولعل قضية التبني للمسألة إذا تعددت ألآراء الفقهية وفقا للمدرسة المذهبية أو المدرسة الفقهية تنهي الخلاف وتفتح الباب أمام من يريد القول الآخر؛ وهنا يأتي ولي الأمر فيتبنى قولا من الآراء في المسالة ويلزم به رعيته.
ومسألة الاحتفال بــ: [ذكرى] الإسراء والمعراج من ضمن هذه المسائل... وصحيح أن العالم أو المجتهد يقول بما وصل إليه علمه ويتمسك بما لديه من أدلة شرعية ويقول بها فهو أولا يلزم نفسه بما توصل إليه وثانياً يبلغ ويعلم من يريد معرفة الحكم الشرعي ...
وأهل العلم من دار الإفتاء المِصرية بتاريخ [12 / 02 / 2014 الأربعاء الموافق : 12 ربيع الآخر 1435 ه] أدلوا برأيهم في مسألة حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ؛ وأضع ما قيل كما ورد على صفحتهم الرسمية :
" فقد ورد سؤال تحت عنوان :




:" الاحتفال بالإسراء والمعراج في شهر رجب ".


السؤال :" هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج في شهر رجب؟.


:" الـجـــواب: على الرغم من الخلاف الذي وقع بين العلماء في تحديد وقت الإسراء والمعراج -حتى إن الحافظ ابن حجر حكى فيه ما يزيد على عشرة أقوال ذكرها في "الفتح"- فإن الاحتفال بهذه الذكرى في شهر رجب جائزٌ شرعًا ولا شيء فيه ما دام لم يشتمل على محرمٍ، بل على قرآن وذكر وتذكير؛وذلك لعدم ورود النهي.


فإن قيل: إن هذا أمر مُحدَثٌ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» [رواه مسلم].


قلنا [دار الافتاء المصرية] :نعم، ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ، بل هو حسن مقبول؛ فهذا سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه وأرضاه لم يتوضأ وضوءًا إلا وصلَّى بعده ركعتين، وهذا صحابي جليل يقول بعد الرفع من الركوع: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعلِم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك وسمعه؛ فبشَّرهما،بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك.








وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى من الدين، وإيقاع هذه الأمور في أيِّ وقت من الأوقات ليس هناك ما يمنعه، فالأمر في ذلك على السعة.
كما أن الاحتفال بهذه الذكرى فيه تذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزة من معجزاته، وقد قال تعالى : ﴿ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ ﴾ [إبراهيم: 5]. والله سبحانه وتعالى أعلم". " . انتهى النقل من دار الافتاء المِصرية

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 03 / 2020, 50 : 07 PM
﴿ « „ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً ‟ » ﴾

شريف حمدان
14 / 03 / 2020, 43 : 10 PM
جزاكم الله خيرا للتذكير

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 03 / 2020, 48 : 09 PM
تاج «كُرُونا» فوق الصدور

إشكالية أهل العلم والمعرفة والساسة وصناع القرار تقع مع العامة؛ أو تواجه مَن لا يملك القدر الكاف مِن المعلومات الصحيحة الموثقة المتعلقة بأمر ما سواء له ارتباط مباشر بالمجتمع في كافة نواحيه؛ أو بخصوص الفرد في كافة ما هو متعلق به، وهذا هو الإشكال الأول.
أما الثاني ... فكيفية توصيل المعلومة الصحيحة بشكل واضح ومؤثر للعامة...
فيترتب عليهما فهم الواقع الجديد وممارسة صحيحة لما استجد من تعليمات أو اجراءات احترازية مؤقتة لحين انتهاء حدث ما، وهذا ينطبق على الدول كلها؛ سواء أكانت ذات تقدم علمي مرموق وتكنولوجي راق ومستو عال في الجانب المدني والخدماتي، أو الدول صاحبة التراجعات في التحصيل التعليمي أو العلمي أو النمو البطئ في الجانب الاقتصادي؛ يلازم هذه الدول حالة مِن الأمية سواء أمية قراءة الحرف أو حساب العدد أو أمية التعامل مع الوسائل الحديثة والتي اتفق على تسميتها بالأجهزة الذكية؛ أو سوء استخدامها أو ارتفاع نسبة البطالة فيرافقها حالة فقر وإضاعة الفرص في حياة كريمة لإنسان يريد الحياة؛ هذا جانب ...
أما الجانب الثاني - وهو الأهم - فهو متعلق بـ «أهل العلم والمعرفة والساسة وصناع القرار»؛ فأهل العلم والمعرفة ينبغي عليهم إبلاغ أهل السياسة وصناع القرار بما لديهم مِن معلومات موثقة تستلزم إصدار قرار في وقته المناسب وليس متأخراً؛ واللافت للإنتباه قول أحد الصحافيات النمساويات على مائدة مستديرة لرؤساء تحرير الصحف الصادرة في جمهورية النمسا فقد عقدت مقارنة بين دكتاتورية حاكم الصين وما قام به من أفعال وتصرفات تجاه شعبه لاحتواء الأزمة الصحية التي عصفت بدولته شعبا والتصنيع عنده والتجارة الخارجية وبين ديمقراطية البرلمان النمساوي والذي عقد إجتماعا لنوابه يوم الأحد الماضي؛ وهو ما لم يحدث منذ سنوات؛ إذ أن المقارنة ليست في محلها؛ لأن اتخاذ قرار متعلق بشعب في جائحة أو وباء يستلزم أخذ رأي علماء الطب والصيدلة وليس مناقشة برلمانية لأحزاب متعارضة منها ما وصل إلى سدة الحكم وإدارة الدولة وتنظيم شؤونها؛ ومنها ما هو يجلس في صفوف المعارضة؛ وهنا يبرز الرأي الملزم والرأي الآستشاري؛ أو ما يسمى بالمشورة والشورى؛ فالمشورة ملزمة لأنها من أهل العلم وأصحاب الرأي؛ والشورى توافقية بين جموع الناس، إذ أن هناك أحيانا كثيرة لا يوجد ترف في الوقت لبحث وجهات نظر سياسية في مسألة حياة أو موت لفئة من الشعب؛ وهنا يبرز أمر آخر وهو الإبلاغ بشكل ملفت للنظر لكافة فئات الشعب أو الجماعة مع ملاحظة غياب أو ضعف الوعي العام أو الخاص في مسألة بعينها؛ فإصدار بيان أو تعميم -في تقديري- لا يكفي خاصة مع وجود ضبابية في المشهد العام؛ بل لابد من متابعة ومراجعة ومحاسبة على أرض الواقع... هذا في الداخل.

أما صفحات ومواقع التجمعات العربية والإسلامية في الخارج؛ أو البعثات الدبلوماسية المعتمدة والتي تقوم برعاية أو وصاية على تلك التجمعات والهيئات الإسلامية لم تعتمد على مصدر موثوق به في إصدار ما يوضع على صفحاتها؛ وقام العامة بإصدار ما يتناسب مع قدراتهم الفكرية أو العقدية أو التقليدية؛ فيرسل لك آحدهم فيديو ترى فيه رجل أمن يهرب من سائق سيارة يحمل لافته بداخل مركبته أنه مصاب بفيروس «التاج» [الترجمة من الأصل اللاتيني لفيروس كُرُونا]... ثم يرسل لك آخر الدواء هذه المرة بلغة ألمانية باستخدام البصل المقطع والموزع في غرف الشقة... وآخر باستخدام الموز .. وآخر يجعل أمام كل حرف من حروف الفيروس آية قرآنية ... ثم يتتوج الجميع رجل عجوز يقول لك إنهم يحاربون الإسلام بمنع الصلوات في المساجد ولعله لم يراجع ما صدر من علماء البلاد الإسلامية...
وهنا تكمن الخطورة في تلك الأمثلة التي ذكرتها وهي فقدان الوصل التام / الجيد بين أهل العلم والمعرفة والساسة وصناع القرار... إلا نادراً

" في بداية شهر مارس، رفعت منظمة الصحة العالمية World Health Organization (اختصارًا "WHO") من تقييمها للخطر العالمي لفيروس كورونا المستجد إلى “عال جدًا” ، وهو أعلى مستوى لديها. وهي آحدى منظمات الأمم المتحدة ولكن ليس لها اليد الطولى في إلزام دول/ دولة بقراراتها؛ مما يجعلنا نعيد النظر في مثل تلك المنظمات ذات الصبغة الدولية؛ ومدى فاعليتها ودورها الحقيقي.

وقد هرب الفيروس من محاولات الاحتواء من أربع دول على الأقل. ولكن المنظمة "WHO" ترغب في أن تستمر الدول بتطبيق إجراءات الاحتواء. فهذه الإجراءات بإمكانها إبطاء انتشار الفيروس إلى دول فيها عدد قليل من الحالات. ولكن، ما دام الفيروس ينتشر في مكان ما من العالم، فإن الحالات ستستمر بالظهور في الدول حتى وإن كانت تطبق ممارسات احتواء فاعلة.



اليوم بدأت دول في إغلاق ليس فقط شوارعها بمطاعمها ودور السينما والمباريات والفاعليات الرياضية ومتاحفها بل حدودها مع دول لها جارة ومنذ أيام أوقفت الإدارة الأمريكية رحلات الطيران إلى أوربا ومنها ثم أكملت الحظر لمدة شهر دولة بريطانيا وإيرلندا.

وفي 28 فبراير، قال Mike Ryan من المنظمة "WHO" إن الهدف ليس إيقاف الفيروس من الانتشار، ولكن “إبطاء انتشاره بحيث تستطيع الأنظمة الصحية أن تتجهز له”.

ولكن ماذا سيتطلب ذلك؟

هل يمكن للدول في أرجاء العالم أن تسيطر على الجائحة Pandemie؟

الإجابة القصيرة هي «لا».
قال Ryan مشددًا: “الأنظمة الصحية، في الشمال والجنوب، غير مستعدة”.

وعندما بدأ الوباء Epidemie في مدينة ووهان بمحافظة هوبي الصينية، طغى التزايد السريع للحالات الشديدة على قدرة العاملين في القطاع الطبي. ولم تكن هناك كميات كافية من المعدات الطبية الواقية، ولم يكن هناك عدد كاف من الأسرّة المجهزة للعناية المكثفة، والمزودة بالأكسجين وأجهزة التنفس التي يحتاج إليها المصابون بالتهاب الرئة Lungenentzündung الحاد لتساعدهم على التنفس، كانت تلك كلها أقل من أن تغطي الحاجة العالية وقتها. كما أنها شكلت ضغطًا على توفير العناية الطبية العادية.

وقال Bruce Aylward، من المنظمة WHO والذي قاد حملة عالمية لدراسة استجابة الصين، إن الاحتواء أوقف انتشار الفيروس بشكل عام وأنهك نظم العناية الصحية في كل المحافظات الصينية ما عدا هوبي، كما أن الإجراءات التخفيفية Linderungsma&szlig;nahmen الهادفة إلى منع الاحتكاك بين الأشخاص تساهم بتقليل الحالات في هوبي.
ويقول Aylward إن هذا ليس دائمًا؛ فلا تزال الصين تبني المستشفيات، وتزيد من قدرة قطاع الصحة العامة، وتشتري أجهزة تنفس أكثر تحسبا لازدياد الحالات مرة أخرى. وإن تم الإعلان على احتواء الأزمة مع وجود حالات آتية من خارج الصين.
ويمكن للدول التي يعاني نظامها الصحي في مواسم الإنفلونزا الشتوية السيئة، أو التي لا يمكنها أن تبني مستشفيات جديدة في أيام، أو أن تغلق مدنًا كاملة، أن تجد صعوبة في تكرار نجاح الصين في إبطاء الفاشية Ausbruch.

نظريًا، كان العالم يتحضر لجائحة منذ الفترة التي برزت فيها مخاوف حول إنفلونزا الطيور في 2006. يقول Tom Inglesby من مركزJohns Hopkins Center for Health Security في ماريلاند: “كان هناك بعض التقدم. فأعدت بعض الحكومات نوعًا من التخطيط للجائحات، وحسنت مختبراتها، وأنشأت مراكز للعمليات الطارئة، وحسنت أنظمة مراقبة الأمراض”.

ومع ذلك، فإن التقدم كان غير منتظم. وفي 2017، أُطلِق ائتلاف ابتكارات التأهب الوبائي من أجل تطوير لقاحات للفيروسات التي يحتمل أن تتسبب بجائحة، ولديها بالفعل بعض اللقاحات المرشحة للوقاية من فيروس COVID-19. ولكنها ستتطلب شهورًا من التطوير والاختبار.



وفي الوقت الحالي نحتاج إلى علاجات لمساعدة أولئك الذين يطورون حالات شديدة من المرض. غير أن جهودا لإنشاء مشروع عالمي كهذا من أجل تطوير أدوية مضادة للفيروسات، باءت بالفشل بسبب نقص التمويل وقد أعلنت الملكية السعودية أنها تبرعت بـ ١٠ ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية؛ وكنتُ اتساءل:" أليس من حق الأمة العربية تجاورها الأمة الإسلامية أن تقوم هي بعلمائها في أنجاز هذا الأمر فتخرج لنا لقاحا أو مصلا بدلا من استخدام المال بايدي الآخرين.
ولحسن الحظ، وجد بعض الباحثين عددا من المضادات المحتملة لفيروس كورونا، وهذه المضادات المحتملة هي تحت الاختبار الآن.

وحتى في المجتمعات المتقدمة، فإن فيروس كورونا يضرب في وقت تقع فيه فعليا العديد من الأنظمة الصحية تحت الضغط بسبب ازدياد الشريحة السكانية الكبيرة في العمر، وبسبب التقنيات الصحية المتزايدة في التكلفة. بين عامي 2000 و2017 ازداد الإنفاق العالمي عموما على الصحة بمعدل أسرع قليلًا فقط من القطاع الاقتصادي، وذلك على الرغم من زيادة الطلب.

وبعض الأنظمة الصحية التي قد تعاني الضغط بسبب أي جائحة هي الأنظمة الموجودة في أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكذلك تلك الموجودة في العديد من الاقتصادات النامية. وبحسب تقرير نشر في 2015، هناك 56 دولة، غنية وفقيرة، تقتطع من الإنفاق على الصحة كجزء من التدابير التقشفية بعد الأزمة المالية في 2008. واقتطعت بعض الدول الأفقر من أجور القطاع العام؛ مما أثر في المستشفيات العامة والعاملين في القطاع الصحي.

في الولايات المتحدة خُفَّضت قدرات الطوارئ في عهد الرئيس Donald Trump الذي أغلق وحدة الصحة العالمية التابعة لمجلس الأمن الوطني - أُنشئت بعد أزمة إيبولا 2014، كما حَلَّ الفريق المسؤول عن التنسيق بين الأقسام الحكومية في الاستجابات للجائحات.

من أجل أن نحسن من تحضيراتنا، يذكر إنجليزبي قائمة من الأمور التي يجب على العالَم أن يستثمر نقوده فيها:

- تطوير الأدوية واللقاحات واختبارات التشخيص السريعة، و

- تصنيعها بكميات كبيرة وتوزيعها، و

- مراقبة الأمراض، و

- تخزين كميات من معدات الوقاية، و

- زيادة القدرة بحيث إن الطلب على أجهزة التنفس لا يفوق عدد الأجهزة المتاحة.



هناك جانب غير متوقع يحتاج إلى المزيد من الفهم، ألا وهو الحجر الصحي. من بين 300 شخص حُجر عليهم صحيًا على متن السفينة السياحية Diamond Princess في يوكوهاما باليابان، بعد أن اختلطوا براكب مصاب، أصيب على الأقل 31 شخصًا منذ تركهم السفينة، مع أن فترة الحجر الصحي كانت كافية لظهور المرض على أي شخص تعرض للعدوى بحلول نهاية تلك الفترة.

وهذا يشير إلى أنه، وعلى الرغم من أن أغلب الحالات الـ634 التي اكتشفت خلال وجودها على متن السفينة أو عند النزول من السفينة كانت مصابة بالعدوى قبل الحجر الصحي، إلا أن الفيروس لا بد وأن يكون قد انتشر خلال فترة العزل الصحي، وذلك وفقا لــ Stephan Lauer من جامعةJohns Hopkins University. ولا يجب أن يحدث هذا.

من الواضح أن هناك ما يجب فعله. ويقول إنجليزبي: “نأمل بأن يحفز هذا الوباء المأساوي استجابة فاعلة لمكافحة فيروس الكورونا الذي بين أيدينا، كما نأمل أن يُحدث تغييرات إيجابية في تقدم مستوى استثمارنا والتزامنا بالتخطيط للجائحات”. وحتى حدوث ذلك، سنواجه صعوبات جمة.

هذا، وعند شريحة عريضة من المسلمين يوجد خلط ما بين آيات تتعلق بالعقيدة والإيمان وبين التوكل وبين الأخذ بالأسباب ؛ فقد نطق القرآن الكريم على لسان السيد الجليل النبي الخليل -عليه السلام- يقول : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين } [الشعراء:80] ... وهذه آية متعلقة بالعقيدة والإيمان؛ إذ أن سرد الآيات يبحث في مسألة أو قضية الإيمان، فالحديث منذ البداية عن : { رَبَّ الْعَالَمِين } [الشعراء:77] ، ويبدء النص الكريم في بحث مسألة العقيدة والإيمان فيقول عن رب العالمين أنه : { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين } [الشعراء:78] ومسألة / قضية الخلق متعلقة به وحده؛ والقضية الثانية هي الرزق فيقول : { وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين } [الشعراء:79] وتأتي مسألة / قضية القدر فيقول : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين } [الشعراء:80] وقضية انقطاع رزق السماء فيترتب عليها الموت والفناء ثم الإحياء ويوم القيامة فيقول : { وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِين } [الشعراء:81] وقضية الحساب والثواب والجنة؛ فيقول : { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين } [الشعراء:82]

وهنا تبرز قضية الإتكال وليس التوكل وعدم الأخذ بالأسباب...

وبخصوص آية الشعراء ورقمها ( ٨٠ ) وهي متعلقة ببحث عقائدي قد يتفاجأ الجميع؛ خاصةً مَن لا يؤمن بالإسلام -الذي نزل وأنزل على قلب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين- أنه نظام حياة وطريقة معينة في العيش وكيفية خاصة في التعامل مع كافة مسائل الحياة مما ألزم الإمام البخاري؛ في صحيحه ان يفرد كتابا تحت عنوان كتاب «الطب» بناءً عما ورد من أحاديث نبوية وكذا عند الإمام مسلم والترمذي وبقية أصحاب مصنفات السنن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذنه تعالى في سماه وتقدست اسماه



د. محمدفخرالدين الرمادي
21 رجب 1441 هـ ~ 16 مارس 2020م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 03 / 2020, 38 : 02 PM
﴿ « „ ٢٧ ‟» ﴾ : من رجب... ليلة الإسراء!؟




سلسلة بحوث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة



تحت عنوان



» سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء «



اسم البحث
« تَارِيخُ الْإِسْرَاءِ »


كل مَنْ لديه اطلاع وفهم للسيرة النبوية العطرة وللتاريخ الإسلامي لا يستطع أن يحدد تاريخ الإسراء؛ لا بسنتِه ولا بشهرِه ولا بيومه ؛ قولاً واحداً ؛ فلم يثبت عن النبي المصطفى والرسول المجتبى والحـــــبـيــب المرتضى المحتبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ - أنه احتفل بيوم إسرائه أو ليلة معراجه؟! ؛ هذا أولاً.... حتى يتسنى لنا معرفة التاريخ ؛ كما ولم يحتفل بذلك الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم جميعاً- ... وهذا ثانياً .... أو التابعون لهم بإحسان؟!. .... وهذا ثالثاً.

وأتحدى أن يأتي أحدٌ بشيء ٍفي ذلك .

وما دام أنه لم يثبت منها شيء فنحن لا نثبت أي شيء منها.

بل قال بعض المتأخرين كما ذكر ذلك " الشهاب الخفاجي " في " نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض " ؛ إذ يقول : قال بعض العلماء المتأخرين :
" وأما ما هو منتشر اليوم في بعض الديار المصرية من الاحتفال بـ ليلة سبع وعشرين
﴿ « „ ٢٧ ‟» ﴾ : من رجب ليلة الإسراء!؟
، ودعوى أنها ليلة الإسراء والمعراج ، فذلك بدعة وهذا متأخر ".

ثم نضيف بقولنا :" هل يترتب على معرفة التاريخ بدقة حكم شرعي ؟ "؛
بمعنى أنه وجب أو ندب علينا صيام النهار أو قيام الليل.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رَحِمَهُ اللَّهُ [(1)]:" الأقوال في ذلك أكثر من عشرة أقوال ، حتى أن منها :

أن ذلك قبل البعثة ، ومنها :

بعد الهجرة ،

وقيل : قبلها بخمس ،

وقيل : قبلها بست ،

وقيل : قبلها بسنة وشهرين ؛ كما قال ابن عبدالبر .







تأصيل مسألة تحديد تأريخ حادثة الإسراء !

نذكر الأقوال التي قيلت في التاريخ :

قبل الهجرة دون تحديد زمن؛ فـقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، وَقَدْ فَشَا الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ فِي الْقَبَائِلِ".

[1] القول الأول : أُسْرِيَ بِالنبي -عليه السلام- إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ؛ فقَالَ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ: " قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ" .
وعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أُسَرِي بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ . قَالَ : وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ. وعَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ أَنَّهُ قَالَ : فُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْخَمْسُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ أُسَرِيَ بِهِ ، قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا .
فَـ
عَلَى قَوْلِ السَّدِّي يَكُونُ الْإِسْرَاءُ فِي شَهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ ،
وَ
عَلَى قَوْلِ الزُّهْرِيِّ وَعُرْوَةَ يَكُونُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ .

[2] القول الثاني :"فِي سَبْعَ عَشْرَةَ مِن ْرَبِيعِ الْأَوَّلِ وَالرَّسُولُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ابْنُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً وَتِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا" .

[3] القول الثالث :" قَالَ الْحَرْبِيُّ: أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَة َسَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ ".

[4] القول الرابع :" وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَعُرِجَ بِه ِإِلَى السَّمَاءِ بَعْدَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا .

وجاء بصيغة آخرى :" وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الرُّعَيْنِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا " .

تعليق أبو عمر على ما قاله الذهبي :
قَال َأَبُو عُمَرَ : " لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ السِّيَرِ قَالَ مَا حَكَاهُ الذَّهَبِيُّ ، وَلَمْ يُسْنِدْ قَوْلَهُ إِلَى أَحَدٍ مِمَّن ْيُضَافُ إِلَيْهِ هَذَا الْعِلْمُ مِنْهُمْ ، وَ لَا رَفَعَهُ إِلَى مَنْ يُحْتَجُّ بِهِ عَلَيْهِمْ " .

[5] القول الخامس :" قَالَتْ أمنا عَائِشَةُ ؛ أم المؤمنين: " بِـ عَامٍ وَنِصْفٍ فِي رَجَبٍ" .

[6] القول السادس : وَرُوِيَ عَنِ الْوَقَّاصِيِّ قَالَ : أُسْرِيَ بِهِ بَعْدَ مَبْعَثِه ِبِخَمْسِ سِنِينَ .

[7] القول السابع : قَال َابْنُ شِهَابٍ : وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ .

[8] القول الثامن : في تاريخ حادثة الإسراء : ذكر اثير الدين الأندلسي في تفسيره :" وهو قول ضعيف :" وَوَقَعَ لِشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْل َأَنْ يُوحَى إِلَيْهِ ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّ ذَلِكَ وَهْمٌ مِنْ شَرِيكٍ . وَحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14423) عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ .
[9]



[(1)] العسقلاني؛ أحمد بن علي بن حجر؛ فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ الجزءالسابع؛ ص:203؛ دار الريان للتراث؛ 1407هـ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 03 / 2020, 44 : 02 PM
[9] القول التاسع :
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ أَوَّلَ لَيْلَةِ جُمْعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ ، وَهِيَ لَيْلَةُ الرَّغَائِبِ الَّتِي أُحْدِثَتْ فِيهَا الصَّلَاةُ الْمَشْهُورَةُ ، وَلَا أَصْلَ لِذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَيَنْشُدُ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ :

لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ عُرِّجَ بِالنَّبِيِّ * * لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ رَجَبِ

وَهَذَا الشِّعْرُ عَلَيْهِ رَكَاكَةٌ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ(!) اسْتِشْهَادًا لِمَنْ يَقُولُ بِهِ .

وعَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)قَالَا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفِيلِ ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَفِيهِ بُعِثَ ، وَفِيهِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَفِيهِ هَاجَرَ وَفِيهِ مَاتَ .
قلتُ: " فِيهِ انْقِطَاعٌ .
وَقَدِ اخْتَارَهُ الْحَافِظُ عَبْدُالْغَنِيِّ بْنُ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي " سِيرَتِهِ " ، وَقَدْ أَوْرَدَ حَدِيثًا لَا يَصِحُّ سَنَدُهُ ، وَيُقَالُ : كَانَ فِي رَجَبٍ . أي أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ لَيْلَةَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ .

[10] القول العاشر : وَقِيلَ : كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَالْمُتَحَقِّقُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ شَقِّ الصَّحِيفَةِ وَقَبْلَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ ،





خلاصة البحث :

أما ثبوت تعيين تاريخ الإسراء والمعراج فلم يثبت عَلَى الإطلاق أي دليل صحيح صريح في تحديد وقت الإسراء والمعراج .

القول الراجح :

كل ما نعرفه من خلال السيرة هو أن الإسراء والمعراج كَانَ قبل الهجرة، هذا هو القول الراجح، والمشهور والمستفيض أن الإسراء والمعراج كَانَ بعد موت أبي طالب عم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سنده الخارجي...
وبعد موت أمنا خديجة الكبرى؛ سنده الداخلي، وبعد أن ذهب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الطائف ورده أهلها، وهو العام الذي يسمى عام الحزن، لأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لقي فيه الأذى الشديد والألم والتعب، فمنَّ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عليه بهذه الآيات العظيمة، وهذه المشاهد وهذا المقام الرفيع الذي لم يصل إليه بشر، تسلية للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-، وكانت آيات عظيمة قال الله -تعالى- :
" لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ" [النجم:18] فأراه الله -عَزَّ وَجَلَّ- آياتٍ عظيمة ففُرج عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الهمَّ وسُرِّي عنه ، وعاد وقد استيقن بربه وبلقائه ، وأن ما يوحى إليه هو الحق أكثر من ذي قبل، وعاد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد شد العزم عَلَى أن يبلغ دعوة ربه ، وأن لا يبالي بالنَّاس مهما صدوه ، بعدما رأى ما رأى من الأَنْبِيَاء ومن الكرامة التي نالها .

و يترجح ويظهر من عموم الأدلة أنه كَانَ قبل الهجرة، وأنه كَانَ بعد أو في عام الحزن .

ولي قبل أن أختم البحث بــ أن أقول:

1.) ثبتت حادثة الإسراء بنص قرآني قطعي الثبوت قطعي الدلالة بقوله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً " (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002029) [الاسراء:1]

2.) قال الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :" ثَبَتَ الْإِسْرَاءُ فِي جَمِيعِ مُصَنَّفَاتِ الْحَدِيثِ، وَرُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ فِي كُلِّ أَقْطَارِ الْإِسْلَامِ، فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ بِهَذَا الْوَجْهِ. وَذَكَرَ النَّقَّاشُ مِمَّنْ رَوَاهُ عِشْرِينَ صَحَابِيًّا.

ثم تتبعتُ المسألة فوجدتُ قَدْ تَوَاتَرَتِ الرِّوَايَاتُ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ عَنْ :
[1] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=2)،
وَ
[2] عَلِيٍّ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10)
[3] ابْنِ مَسْعُودٍ،
وَ
[4] أَبِي ذَرٍّ،
وَ
[5] مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)
[6] أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَ
[7] أَبِي سَعِيدٍ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)
[8] ابْنِ عَبَّاسٍ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=75)
[9] شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=34)
[10] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ،
وَ
[11] عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ،
وَ



[12] أَبِي حَبَّةَ؛
وَ
[13] أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيَّيْنِ؛



وَ


[14] عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،
وَ
[15] جَابِرٍ،
وَ
[16] حُذَيْفَةَ،
وَ
[17] بُرَيْدَةَ،
وَ
[18] أَبِي أَيُّوبَ،
وَ
[19] أَبِي أُمَامَةَ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=24)
[20] سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ،
وَ
[21] أَبِي الْحَمْرَاءِ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=52)
[22] صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=94)
[23] أُمِّ هَانِئٍ؛ هند بنت أبي طالب،
وَ





[24] عَائِشَةَ،
وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=64)
[25] أَسْمَاءَ ابْنَتَيْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ
- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ-.
مِنْهُمْ مَنْ سَاقَهُ بِطُولِهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ اخْتَصَرَهُ عَلَى مَا وَقَعَ فِي الْمَسَانِيدِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رِوَايَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى شَرْطِ الصِّحَّةِ " فَحَدِيثُ الْإِسْرَاءِ أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ الزَّنَادِقَةُ وَالْمُلْحِدُونَ؛" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=865&idto=973&bk_no=64&ID=729#docu)
[آية 8؛ سورة الصف:61].

روايات حديث الإسراء والمعراج جمعها الحافظ ابن كثير الدمشقي -رحمه الله تعالى- في كتاب التفسير عند أول الآية من سورة الإسراء :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً " (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002029) [الاسراء:1] حيث جمع الروايات في الإسراء والمعراج من المسند ومن الصحيحين ومن المسانيد الأخرى كـ أبي يعلى وروايات البيهقي و عبدالله بن أحمد بن حنبل كما في زياداته عَلَى مسند آبيه وابن جرير؛ أبوجعفر الطبري - رَحِمَهُ اللَّهُ- ذكر روايات كثيرة لكنها بسنده هو، والحافظ ابن كثير - رَحِمَهُ اللَّهُ- ذكر روايات المسند والصحيحين ثُمَّ ما في السنن والمسانيد الأخرى.



مُحَمَّدٌفخرالدين الرَّمَادِيُ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

الخميس : 24 . رجب 1441 هـ ~ 19 . مارس 2020 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 03 / 2020, 52 : 02 PM
تعمدتُ الكتابةَ في هذه المسألة؛ مع سابق علمي بأنه لن يتم حديثاً عنها أو احتفالا بها من السادة أهل الطرق الصوفية؛ خاصة بأن هبوط بلاء فيروس كُرونا وتعليق الأنشطة في العديد من الأماكن ومنها المساجد والتجمعات؛ ولكن قد بلغ مسمعي -أخيراً- أن البعض يريد الحديث عن الإحتفالية؛ باعتبارها احتفالية موسمية سنوية ....
فوجب عليَّ التنبيه!

شريف حمدان
21 / 03 / 2020, 14 : 07 PM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 03 / 2020, 50 : 08 PM
الطِّبُّ لُغةً
الملاحظ بشكل واضح أن الثقافة العربية في بيئتها الأصلية حين وضعت كلمة لمعنى ما في ذهن العربي قد غطت عدة نواح للفظة الواحدة؛ فصارت لُغة قادرة على التعبير مما اكتسبها القدرة على التأثير والتوسع والانتشار؛ وحين تم اختيارها اللغة الوحيدة لما نزل كتاب السماء - العهد الحديث- الآخير بألفاظها وصيغها وطريقة تراكيبها ازدادت قوة بجوار قوتها الأصلية وتمكنت من البقاء ... بيد أن ناطقيها في بعص المناطق خانوها فآثروا عليه اللغة الدارجة فصار العربي بحكم مولده أعجمي بنطق لسانه؛ بيد أنه هبت رياح التغيير فتجد أن هناك عودة حميدة للغة القرآن نطقا وتحدثا وكتابة ومراسلة... ولعل الهم الشاغل منذ مطل هذا العام فيروس " الكُرونا" التاجي؛ فقد رأيتُ أن أبحث في بطون التراث العربي عن مسألة الطب والتداوي والعلاج.. فخرج من تحت يدي هذا البحث...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 03 / 2020, 37 : 09 PM
فالبحث هنا وضع كلمة: « طَبَّ » في لغة العرب الأقحاح؛ وهذا يلفت الانتباه أن التراجع عند العرب أو المسلمين عن صدارة الدول المتقدمة علمياً ليس فقط في مجال التكنولوجيا والمختبرات والتقدم العلمي بل وأيضا تراجع حاد في لغة القوم الأم...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 03 / 2020, 21 : 12 PM
مسألة الداء ؛ وما يصيب الإنسان من مرض وما يلحقه من وجع؛ أو سقم.. قد يطول إلى أزمان وقد يكون مجرد ساعة من الزمان؛ كـ صداع ؛ أو ألم أسنان أو ماشابه ذلك .. ومسألة الابتلاء ... والحاجة الماسة لوجود دواء يخفف الآلام وينهي الأوجاع .. ويصبرنا على الابتلاء والعناية في مصحات أو مستشفيات بين أيدي ملآئكة الرحمة من البشر ؛ أو ما نسميهم أهل الطب والتمريض ومعالجة الجراحات؛ وفريق المساعدين مِن مَن يعمل في أقسام المعامل والفحوصات ومَن يعبأ الدواء مِن الصيادلة
**
أيضاً مسألة الإبتلاء ؛ أو ما يفرح الإنسان أو يسعده .. أو يبهجه أو يغضبه أو يحزنه .. من المسائل التي شغلت أذهان الناس سواء العامة أو العلماء في كافة التخصصات..










:" فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن "
[الفجر:15]


:" وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن "
[الفجر:16]










ففي الحالتين هناك ابتلاء : إما بالإكرام والإنعام .. وإما بضيق الرزق والحالة النفسية أو المزاجية أو البدنية أو الروحية أي بصفة عامة : حياة الإنسان بجميع جوانبها الحلوة منها والمرة.. والصعبة منها والميسرة السهلة ، تكون مما قضاه الله -تعالىظ° ذكره- ، وابرمه في اللوح المحفوظ، وكتبه علىظ° الإنسان لحظة أن خُلق... وهذه المسألة تحتاج إلى إدراك وفهم وفقه.. وهذه دائرة لا يسيطر عليها الإنسان .. وفي المقابل هناك قدرة الإنسان-وهي الدائرة التي يسيطر هو عليها- بقواه العقلية وقدراته النفسية في أن يغيّر واقعه إلى الأحسن والأفضل فيبنى مستقبله الدنيوي والآخروي بيده وتلك القدرات النفسية والقوى العقلية...
**
وقد تتدخل يد الإنسان في وجعه وتزيد من ألمه كـ عادة التدخين لأزمنة، أو تعاطي مخدرات: أو شرب ما حرمه -سبحانه وتعالىظ°- ؛ أو إلإستمرار على عادة سيئة بعينها، أو زيادة جرعات أو كميات مما أحله له لا يحتاجها جسد الإنسان بالفعل ..



وقد تتدخل قدرات الإنسان العقلية ومدى إدراكه للحياة ودوره فيها فتغيب عنه مسألة الإيمان الجازم بوجود خالق محي رازق قادر بيده الخير وهو -سبحانه - على كل شيء قدير... وهذه أزمة آخرى بجوار أزمة ضيق الرزق أو وجع الألم...
وقد نبهني أحد اساتذتي الكرام الفضلاء أن علماء الغرب في مجالاتهم العلمية قمة في الذكاء والفهم والتقدم والرقي... فإذا ما حان وقت الصلاة تجده يعتقد بأن الإله له ولد -وهو بشر يأكل الطعام ويشرب الماء- كما يعتقد أنه يوجد أم لهذا الإله؛ حملت به ووضعته فأخرجته من نفس مخرج بقية البشر.. ويعتقد أن ابن الإله تمكن منه بعض البشر فصُلب على الخشب وقُتل بايدي البشر؛ فيتناول من راعي كنيسته قطعة خبز فتتحول في معدته إلى أن تكون جسد الرب المسيح ؛ ويتجرع قطرات من نبيذ العنب معتقدا بأنه دم الرب المسيح... ويكمل استاذي وهذا هو التناقض الشديد بين عقلية علمية وبين عقلية ونفسية تؤمن بما لا يستطيع أحد أن يثبته ناهيك أن يرى صحته...
**
إذاً نحن أمام قضية من قضايا الإيمان وهي قضية القضاء والقدر ؛ فيما يصيبنا أو كتب علينا أو لنا...وهذه القضية يجب الإيمان بها إيماناً جازماً ... لا يتطرق إليها شك أو إرتياب ..
**
مسألة المرض والوجع والألم والسقم والصحة والعافية : حالات رافقت الإنسان وترافقه منذ وجوده في الحياة الدنيا؛ وفي كل العصور قامت نخبة من العلماء وأهل صنعة التداوي وتحضير الدواء بإيجاد ما يصلح بدن الإنسان .. وهذه الجزئية تحتاج إلى أعادة نظر واضواء تلقى عليها من الهدي النبوي الشريف-على صاحبه الصلاة والسلام؛ ووجدت وصفات شعبية كتجارب بشرية؛ ووجد في المكتبة الإسلامية كتب تتحدث عن الطب النبوي؛ وفي العصر الحديث ترقىظ° الإنسان في العلوم والمعارف فـ وجدت معامل لتصنيع أدوية ولقاحات وتركيبات للحفاظ علىظ° البنية الجسمانية للإنسان فهي قوام وجوده؛ ووجد ما يسمىظ° بالطب البديل؛ ونمارس الطب الصيني أو العربي القديم ... بعد أن وجدت أعراض جانبية لما يتناوله الإنسان من مواد مصنعة كيماويا..
وهذا جانب استحوذ على اهتمامات الناس بقدر كبير ... أما الجانب المكمل فهو مسألة العقدة العقدية أو الإيمان وهذه قد تراجعت في عصر العلم المادي وغابت حين اهتم الإنسان بصفة عامة بجانب الجسد والبدن على جانب الروح والنفس والقلب والهدوء النفسي والطمأنينة القلبية والسكينة النفسية... وتراجع دور العلماء -ورثة الأنبياء- فاكتفوا بالوعظ بكلمات جوفاء والإرشاد بإلفاظ فارغة المضمون وهذا ما ترتب عليه وجود هذا الخواء في البنية الأصلية للإنسان باعتباره جسد وروح ... بدن ونفس .. فلا يكفي أن يعيش الإنسان ببعض قطع من خبز أو قطرات ماء... فالمسألة هي الإشباع البدني يجاوره الإشباع النفسي...
**
البحث عن حياة صحية كاملة صحيحة مسألة متعلقة في حقيقة الأمر بقوام الإنسان؛ وطريقة حياته؛ وكيفية قضاء يومه وكيف ينهي ليله ووجود قدر كاف من المعلومات التي يحتاجها في حياته في كافة المجالات .... والغذاء البدني والغذاء الروحي..
**
فنحن نتحدث عن عقل؛ ونفس، نتحدث عن روح؛ وبدن، ولكل منهما غذاءه ؛ ولا ينبغي ولا يصح أن نغلب أحدهما على الآخر... أو نهمل احدهما على حساب الآخر.. نحن نتكلم عن أجهزة حيوية رئيسة داخل الجسم البشري وأعضاء لها وظائف تحتاج لما يقويها للقيام بدورها المنوط بها..
**
اسعى أن نصل معاً لحالة من التوازن الصحيح الصحي بين متطلبات الروح واشباعاتها وقدرات البدن ورغباته واشباعاته... إذ هذه الصفحات قراءات ومراجعات في مسألة الصحة النفسية؛ العقلية، الروحية ؛ والبدنية .. والمناخ : البيئة ؛ الجو الإجتماعي والثقافي والتربوي والتعليمي؛ بل الجانب الترفيهي والرياضي لهذا الكائن : الإنسان كي يحيا سعيداً بما قدره الله -تعالىظ° ذكره- له .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 03 / 2020, 28 : 12 AM
الطِّبُّ عندَ الْعَربِ لُغةً !

الملاحظ بشكل واضح أن العربي حين أراد أن يوجد لُغة التخاطب مع الآخر في بيئتها الأصلية وسعىٰ لوضع كلمة لمعنىٰ ما في ذهن العربي الأول تراها قد غطت عدة نواح للفظة الواحدة؛ فتستخدم لعدة معان ويتولد من الجذر العربي العديد من الإستخدامات؛ فــ"كتب" يتولد منها : كتاب ؛ مكتوب ، كاتب ، مكتب : مكتبة ... فصارت لُغة قادرة علىٰ التعبير في شتىٰ مناح الحياة مما اكسبها القدرة على التأثير عند السامع والتوسع في مفراداتها والانتشار في العالم؛ وحين تم اختيارها اللُغة الوحيدة التي نزل كتاب السماء - العهد الحديث - الآخير بألفاظها وصيغها وطريقة تراكيبها ازدادت قوة بجوار قوتها الأصلية وتمكنت مِن البقاء ... فصار طفل السادسة من عمره حين ينتهي من حفظ كتاب رب العالمين القرآن الكريم والذكر الحكيم صار يملك أكثر من [ ٥٠٠٠٠ ] مفردة لُغوية ؛ وفي المقابل الطفل الآخر في نفس عمره بغض النظر ما هي لُغته الأم والذي سيذهب إلى المدرسة لا يملك أكثر من [ ٣٠٠٠ ] مفردة لُغوية؛ الطفل المصري حرم من كُتّاب تحفيظ القرآن ويذهب للمدرسة في السادسة من عمره ومفردات لغته ضئيلة والطفل الصيني يذهب إلى المدرسة في الخامسة من عمره؛ والطفل الألماني يذهب في السادسة من عمره والطفل في دولة مجاورة للنمسا يذهب في السابعة من عمره... واللغة العربية بسبب تجاهل أهلها في بعض المناطق خانوها فآثروا عليه اللُغة الدارجة المحلية أو اللغة الأجنبية الوافدة فصار العربي بحكم مولده أعجمي بنطق لسانه؛ بيد أنه هبت رياح التغيير فتجد أن هناك عودة حميدة للغة القرآن الكريم نطقا وتحدثا وكتابة ومراسلة... ولعل الهم الشاغل منذ مطلع هذا العام هو الحديث عن فيروس <الكورونا> التاجي؛ فقد رأيتُ أن أبحث في بطون كتب التراث العربي عن مسألة الطب والتداوي والعلاج.. فخرج مِن تحت يدي هذا البحث...

فالبحث هنا عن وضع كلمة: « طَبَّ » في لغة العرب الأقحاح؛ وهذا يلفت الانتباه أن التراجع عند العرب أو المسلمين عن صدارة الدول المتقدمة علمياً ليس فقط في مجال التكنولوجيا والمختبرات والتقدم العلمي بل وأيضا تراجع حاد في لغة القوم الأم... فلنبدأ البحث:

الطَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ :

- أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَىٰ عِلْمٍ بِالشَّيْءِ وَمَهَارَةٍ فِيهِ . وَ

- الْآخَرُ عَلَىٰ امْتِدَادٍ فِي الشَّيْءِ وَاسْتِطَالَةٍ. [([1])]

وما يهمني في هذا البحث الأصل الأول ؛ فَــ الطِّبُّ : < هُوَ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ > .
يُقَالُ : رَجُلٌ طَبٌّ وَطَبِيبٌ ، أَيْ < عَالِمٌ حَاذِقٌ > [([2])] .

إذاً الطِّبُّ وَالطَّبِيبُ : تعني لغةً < الْحَاذِقُ مِنَ الرِّجَالِ ؛ الْمَاهِرُ بِعِلْمِهِ > [([3])] ...
يقَال : فُلاَنٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي < عَالِمٌ بِهِ > [([4])]

فَـــ كُلُّ حَاذِقٍ بِعَمَلِهِ : طَبِيبٌ عِنْدَ الْعَرَبِ . وَرَجُلُ طَبٌّ ، بِالْفَتْحِ ، أَيْ عَالِمٌ . [([5])]".

أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ غِرَاسَةِ نَخْلٍ :


جَاءَتْ عَلَى غَرْسِ طَبِيبٍ مَاهِرٍ [([6])]

وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ اشْتِقَاقَ الطَّبِيبِ مِنْهُ ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ . [([7])].

* . ] : " طبَّب المريضَ: طبّه، أي عالجه وداواه[([8])]".

* . ] " وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ: « بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيبًا ».
فــ الطَّبِيبُ فِي الْأَصْلِ : الْحَاذِقُ بِالْأُمُورِ ، الْعَارِفُ بِهَا ، وَبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالِجُ الْمَرْضَى ، وَكُنِّيَ بِهِ هَاهُنَا عَنِ : « الْقَضَاءِ وَالْحُكْمِ »بَيْنَ الْخُصُومِ ، لِأَنَّ مَنْزِلَةَ الْقَاضِي مِنَ الْخُصُومِ ، بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلَاحِ الْبَدَنِ . [([9])] ".

وَأَصْلُ الطِّبِّ : الْحِذْقُ بِالْأَشْيَاءِ وَالْمَهَارَةُ بِهَا ؛ يُقَالُ : رَجُلٌ طَبٌّ وَطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ عِلَاجِ الْمَرَضِ ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:


إِنْ تُغْدِفِي دُونِي الْقِنَاعَ ، فَإِنَّنِي ** طَبٌّ بِأَخْذِ الْفَارِسِ الْمُسْتَلْئِمِ

وَقَالَ عَلْقَمَةُ:


فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي * بَصِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ

فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: وَوَصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: « كَانَ كَالْجَمَلِ الطَّبِّ » ، يَعْنِي الْحَاذِقَ بِالضِّرَابِ. وَمعناه هو الذي يَعْرِفُ نَقْصَ الْوَلَدِ فِي الرَّحِمِ ، وَيَكْرُفُ ثُمَّ يَعُودُ وَيَضْرِبُ .

وَيُقَالُ لِلَّذِي يَتَعَهَّدُ مَوْضِعَ خُفِّهِ أَيْنَ يَطَأُ بِهِ طَبٌّ أَيْضًا [([10])] . وَقِيلَ الطَّبُّ مِنَ الْإِبِلِ الَّذِي لَا يَضَعُ خُفَّهُ إِلَّا حَيْثُ يُبْصِرُ ، فَاسْتَعَارَ أَحَدَ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ لِأَفْعَالِهِ وَخِلَالِهِ [([11])].

* . ] : ومن المجَازِ [([12])].: الطِّبُّ وَالطُّبُّ : بمعنىٰ السِّحْرُ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: طُبَّ أَيْ سُحِرَ ؛ قَالَ ابْنُ الْأَسْلَتِ:


أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي ** أَطُبٌّ ، كَانَ دَاؤُكَ ، أَمْ جُنُونُ ؟

وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهِ: أَسِحْرٌ كَانَ طِبُّكَ ؟

وهنا معنى جديد... وَقَدْ طُبَّ الرَّجُلُ . وَالْمَطْبُوبُ : الْمَسْحُورُ .

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّمَا سُمِّيَ السِّحْرُ طِبًّا عَلَىٰ التَّفَاؤُلِ بِالْبُرْءِ [([13])]. كَمَا كَنَوْا عَنِ اللَّدِيغِ ، فَقَالُوا: « سَلِيمٌ » ،وَعَنِ الْمَفَازَةِ ، وَهِيَ مَهْلَكَةٌ ، فَقَالُوا: « مَفَازَةٌ » ، تَفَاؤُلًا بِالْفَوْزِ وَالسَّلَامَةِ [([14])] .لذا يَرىٰ أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَطْبُوبٌ ؛ لأَنَّه كَنىٰ بالطّب عن السَّحْر [([15])] ومن هنا جاء المجاز.

وَلِذَلِكَ سُمِّيَ السِّحْرُ طِبًّا ؛ يُقَالُ : مَطْبُوبٌ ، أَيْ مَسْحُورٌ . قَالَ :


فَإِنْ كُنْتَ مَطْبُوبًا فَلَا زِلْتَ هَكَذَا * وَإِنْ كُنْتَ مَسْحُورًا فَلَا بَرَأَ السِّحْرُ[([16])]

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الْحِذْقُ

**.] المهم عندي > الطِّبُّ < من حيث اللغة :

فـ " الطِّبُّ : عِلَاجُ الْجِسْمِ وَالنَّفْسِ[([17])] [([18])].

وقال ابْنُ السِّكِّيتِ: « إِنْ كُنْتَ ذَا طِبٍّ ، فَطِبَّ لِنَفْسِكَ » ...أَيِ ابْدَأْ أَوَّلًا بِإِصْلَاحِ نَفْسِكَ[([19])] .

لذا يقال: « أيها الطبيبُ طَبِّبْ نفسَك »: يُضرب لمن يعظ غيره وينسىٰ نفسه...

ومنه: « ذِكْرٌ يُطبِّب القلوبَ القاسية »[([20])].
و
* . ] :" الْكِلَابِيُّ يَقُولُ: « اعْمَلْ فِي هَذَا عَمَلَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ » .
فقال الْأَحْمَرُ: " مِنْ أَمْثَالِهِمْ فِي التَّنَوُّقِ فِي الْحَاجَةِ وَتَحْسِينِهَا:« اصْنَعْهُ صَنْعَةَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ »."؛ أَيْ صَنْعَةَ حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبُّهُ . [([21])] .

* . ] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : ".إِنْ أَذِنْتَ لِي عَالَجْتُهَا فَإِنِّي طَبِيبٌ " ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا »؛مَعْنَاهُ : الْعَالِمُ بِهَا خَالِقُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لَا أَنْتَ . [([22])].

بيان هذه المسألة :

* . ] :" يوصف الله -عزَّ وجلَّ- بأنه (الطَّبِيب)، وهذا ثابت بالحديث الصحيح.

ودليلنا:

1. ] حديث أبي رمثة -رضي الله عنه- أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: " أرني هذا الذي بظهرك؛ فإني رجل طبيب". قال -ﷺ-: « الله الطَّبِيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها » [([23])](2).

2 . ] حــديث عائشة -رضي الله عنها-: قـالت: " ثم مرض رسول الله -صـلى الله عليه وسلم- فوضعت يدي علىٰ صدره ... فقلت: " اذهب البأس، رب الناس، أنت الطَّبِيب، وأنت الشافي"، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « الحقني بالرفيق الأعلىٰ... والحقني بالرفيق الأعلىٰ » [([24])](.

*.] :" وقال الأزهري بعد أن أورد حديث أبي رمثة -رضي الله عنه-: « طبيبها الذي خلقها » : معناه: " العالم بها خالقها الذي خلقها لا أنت" [([25])].

وقـال شمس الدين الحق أبادي: « الله الطَّبِيب، بل أنت رجل رفيق » ؛ أي: " أنت ترفق بالمريض، وتتلطفه، والله هو يبرئه ويعافيه ". [([26])]).

واتماماً لبحث المسألة؛ ولكي يطمئن القلب فتهدأ النفس فنكمل القول :" أما تسمية الله تعالى باسم الطبيب على وجه الإطلاق دون تقييد فلا، وعلى هذا درج البيهقي والمناوي وغيرهما. وبناء على ذلك نقول: الطبيب صفة من صفات الله –تعالى- وليست اسماً، قال البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات): فأما الطبيب فهو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الصحة والشفاء، وليس بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور، فلا ينبغي أن يُسمى بهذا الاسم أحد سواه، فأما صفة تسمية الله جل ثناؤه فهي: أن يذكر ذلك في حال الاستشفاء، مثل أن يقال: اللهم إنك أنت المُصح والممرض والمداوي والطبيب ونحو ذلك، فأما أن يقال: يا طبيب كما يقال: يا رحيم أو يا حليم أو يا كريم، فإن ذلك مفارقة لآداب الدعاء. والله أعلم....
وقال المناوي في (فيض القدير): لكن تسمية الله الطبيب إذا ذكره في حالة الاستشفاء نحو أنت المداوي أنت الطبيب سائغ، ولا يقال يا طبيب، كما يقال يا حكيم؛ لأن إطلاقه عليه متوقف على توقيف. انتهى.

ويستفاد من كلام المناوي أنه ذكر العلة في عدم إطلاق اسم الطبيب على الله تعالى لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يثبت شيء منها لله تعالى إلا بالدليل. والله أعلم. هذا ما تيسر نقله في هذه المسألة،
يراجع :
- كتاب (أسماء الله الحسنى) لـ عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز الغصن، و
- كتاب (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى) للقرطبي...
- ويوجد كتاب ثالث لا أذكر اسمه أو مؤلفه الأن ...
والله أعلم ".

ونتساءل :" هل مِن أسماء الله اسم < الطبيب>؟

قد ثبت في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصف الله -تعالى- بالطبيب في عدة أحاديث، منها:

حديث أبي رَمْثة رضي الله عنه، وفيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "أَرِني هذا الذي بظهرك، فإنِّي رجلٌ طبيبٌ "، قال: « اللهُ الطبيبُ، بل أنت رجلٌ رَفِيقٌ، طبيبُها الذي خلقَها ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

شرح :
" كان أبو رمثة طبيبًا، فرأى خاتم النبوة ظاهرًا ناتئًا بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فظنه سلعة تولدت من الفضلات أو مرضًا جلديًّا، فطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعالجه، فرد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كلامه بأن «الله الطبيب» أي: هو المداوي الحقيقي بالدواء الشافي من الداء «بل أنت رجل رفيق» ترفق بالمريض وتتلطف به، وذلك لأن الطبيب هو العالم بحقيقة الدواء والداء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا الله.".

يفهم من هذا :"
أن :

1: خاتم النبوة كان ظاهرًا بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2: جواز إطلاق «الطبيب» عليه –سبحانه وتعالىٰ-.".

ومن المجاز[([27])] :" الطِّبُّ : بمعنى الرِّفْقُ . وَالطَّبِيبُ : الرَّفِيقُ [([28])].؛

وتحقيق هذه المسألة : " من اسماء الله تعالىٰ الحسنى[([29])]:" -
الرِّفق :

من الصفات الفعلية الخبريَّة الثابتة لله -عزَّ وجلَّ-، و (الرفيق) اسم من أسمائه تعالىٰ.

ودليلنا:

1 . ] حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: « يا عائشة! إنَّ الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله… » [([30])]2).

2 . ] حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: « اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به » [([31])]).

قال أبو يعلى الفراء: " اعلم أنه غير ممتنع وصفه بالرفق لأنه ليس في ذلك ما يحيل على صفاته، وذلك أنَّ الرفق هو الإحسان والإنعام وهو موصوف بذلك لما فيها من المدح، ولأن ذلك إجماع الأمة" [([32])]).

وقال ابن القيم:


(وهُوَ الرَّفِيقُ يُحبُّ أهلَ الرِّفْقِ بَلْ * يُعطيهمُ بالرِّفقِ فَوْق أمَانِي) [([33])]

قال الهرَّاس شارحاً هذا البيت: " ومن أسمائه (الرفيق)، وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها، وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال " اهـ.

وقال الأزهري: " قال الليث: الرفق: لين الجانب، ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق " [([34])]6). ". [([35])].

*.] :" قيل : ومنه فَحْلٌ طَبٌ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة لا يَضُرُّ الطَّرُوقَة كَمَا في الأَسَاسِ[([36])] ".

نَقَلَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّ الطِّبَّ بِالْكَسْرِ يُقَالُ بِالِاشْتِرَاكِ لِلْمُدَاوِي وَلِلتَّدَاوِي وَلِلدَّاءِ أَيْضًا فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ ، وَيُقَالُ أَيْضًا لِلرِّفْقِ وَالسِّحْرِ ، وَيُقَالُ لِلشَّهْوَةِ وَلِطَرَائِقَ تُرَى فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ وَلِلْحِذْقِ بِالشَّيْءِ ، وَالطَّبِيبُ الْحَاذِقُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، وَخُصَّ بِهِ الْمُعَالِجُ عُرْفًا ، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَطِبَّةٌ وَفِي الْكَثْرَةِ أَطِبَّاءٌ [([37])].

المُتَطَبِّبُ : مُتَعَاطِي عِلْمِ الطِّبِّ وقَد تَطَبَّبَ[([38])] . فالطَّبِيبُ العالِم بالطب وجمع القلة أطِبَّةٌ والكثرة أطِبَّاءُ تقول منه طَبِبْتَ يا رجل بالكسر طِبّاً أي صرت طبيبا و المُتَطَبِّبُ الذي يتعاطى علم الطب[([39])]:

قَالُوا : تَطَبَّبَ لَهُ : سَأَل لَهُ الأَطِبَّاءَ[([40])] .

هُو يَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه أَي يَسْتَوْصِفُ الدَّوَاءَ أَيَّهَا يَصْلُح لِدَائِهِ[([41])] .



أقول : والعلم عند الله تعالىٰ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّىٰ الله علىٰ نبيِّنا محمَّدٍ وعلىٰ آله وصحبه وإخوانه إلىٰ يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ــــــــــ

[1] الجزء الأول : كان تحت عنوان عريض " تاج فوق الصدور"... وهو: فيروس «التاج» الترجمة مِن الأصل اللاتيني لفيروس كُرُونا؛ وقصد الكاتب أنه هم فوق الصدور وليس تاج الملك فوق الرأس؛ فهو فيروس «التاج»: هم ثقيل من الناحية الإقتصادية والتعليمية والطبية والصحة وكافة نواحي الحياة سواء للدولة بأجهزتها أو الأفراد والشركات .

[2] الجزء الثاني:

اسم البحث « الطب عند العرب... لغةً »

سلسلة بحوث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة

» سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء «

مُحَمَّدٌفخرُالدين الرَّمَادِيُ مِن الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

الأربعاء : 1 . شعبان 1441 هـ ~ 25 . مارس 2020 م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 04 / 2020, 28 : 05 PM
الطِّبُّ عندَ الْعَربِ... فقهً

تمهيد ومدخل للموضوع :
مقلق ما صرح به يوم الإثنين - 30 مارس المنصرم - مستشار النمسا بأن الحياة لن تكون طبيعية طالما لا نستطيع أن نوجد لقاح - مصل - أو دواء لفيروس الكُرُونا... ردا على سؤال متعلق بالتعليم والدراسة في المدارس والجامعات ... وقريبٌ منه ما يقوله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في لقاءه الإسبوعي - أمس الثلاثاء- ... ومفزع - حقاً - أن تصرح الدوائر الطبية المتخصصة في كل من الصين وأمريكا وفرنسا وألمانيا بأنه أمامنا ما يقرب مِن ثمانية عشر شهراٍ حتىٰ نطمئن لوجود دواء نتمكن به مِن معالجة حالات الإصابة في المستشفيات... أو يُنْتَج لقاح - مصل؛ تطعيم - ضد الفيروس نستطيع شراءه مِن الصيدلية ... وبناءً علىٰ ما يقوله رجال السياسة في العالم المتحضر(!) وصناع القرار في العالم أجمع وما يتخذونه مِن تدابير احترازية؛ واجراءات صحية لشعوبهم ويجاورهم رجال العلم - تنذل - فتنحني البشرية أمام سطوة فيروس لا يعرف الحدود ولا ينتبه لوجود ضعفاء من كبار السن؛ ولا مَن هم في شرخ الشباب وزهرته يرغبون في مستقبل باهر... ويقف العلم في الغرب بما يملك اليوم مِن أجهزة متقدمة تكنولوجياً -نسبياً ؛ مقارنة لما سبق مِن أوبئة- وخبرات مكتسبة متراكمة... يقف العالم أجمع مكتوف الأيدي... وبما أن جائحة فيروس كُورنا التاجي لا يفرق بين إنسان شرقي -الصين ومجموعة النمور الأسيوية- متقدم اقتصاديا تكنولوجيا أو بين آخر غربي متقدم علميا تكنولوجيا اقتصاديا؛ وبغض النظر الأن عن منشأة الوباء أو كيفية إنتقاله مِن حيوان لا يؤثر فيه فيمرضه إلى إنسان فإذا ضعف جهاز المناعة عنده يفتك به فيقتله... يتبقى أمامهما بقية العالم ... فتقف في منطقة ذات ظلال باهتة :" مجموعات " أو " شعوب " أو " طوائف " أو " فرق " ... يتساءل المرء عن دورها في هذا المناخ العام وتلك البيئة الجديدة أو ما يجب أن تقوم به إزاء هذه الجائحة لتشارك الآخرين لتقوم بتقديم خدمة للإنسانية على وجه العموم بغض النظر عن الجانب العقائدي عند الآخر أو المبدئي أو كيفية ممارسة الحياة في نهار اليوم لإفاده نفسه أو اسرته أو مجتمعه أو الناس؛ وكيف يقضي ليله سواء أكان عابدا ناسكا مقيم الليل في محرابه أو في حانة رقص ولهو يحتسي الخمر ويعاقر الراح... هذه " المجموعات "(!) أو " الشعوب " (!) ... أطلق عليها تلطفاً < النامية > سواء قُصد دول بوزاراتها السيادية أو الخدمية أو تلك الشعوب بحكامها بعيدا عن المصطلح سئ السمعة < شعوب العالم الثالث > ... هذه " المجموعات " أو " الشعوب " هي تستهلك ما تنتجه الصين - حتى ما يحمله المعتمر والحاج منالأراضي المقدسة لذويهم - أو ما يرسله الغرب مِن مصنوعات موادها الخام من المنطقة العربية؛ مع الوضوح التام لما يوجد لديها -المنطقة العربية- وعندها من كنوز في باطن أراضيها وما تملكه من ثروة حيوانية ومقدرة زراعية فائقة باعتبارها سلة العالم الغذائية؛ لكنها لا تقوم بدور فاعل في السياسة العالمية ولا تمارس دورها كبقية الشعوب في إفادة نفسها أو استنفاع غيرها؛ ومن الدجل السياسي الحديث هنا عن مؤامرة تحاك ضد تلك الدول بأجهزتها ومؤسساتها... ويندرج ضمن هذه المجموعات والشعوب فترى بوضوح المنطقة العربية بكل ما عندها من خيرات مادية في باطن الأرض أو البحار والأنهار وفوق اراضيها ترى الخصوبة العالية للمنتجات الزراعية والحيوانية وارتفاع نسبة الشباب وعدد السكان[(1)]... كما ترى بوضوح المناطق التي يقطنها سكان ينتمون إلى < دين > الإسلام[(2 (https://aawsat.com/home/writer/Abdelmoniem-Said))] وفق التقسيم العالمي لديانات البشر...

والمحصلة ترى بوضوح تام تراجع حاد ومستمر في القدرات الذاتية وأخفاقات متتالية في مجالات عدة مع وجود منظمات إقليمية -جامعة الدول العربية(تضم 22 دولة)؛ منظمة التعاون الخليجي(تضم 6؛ قابلة لزيادة)- أو منظمات عالمية -منظمة التعاون الإسلامي(تضم أكثر من 57 دولة)...

وبإنتهاء أزمة وباء كورونا ينبغي على تلك الدول والمنظمات إستعادة دورها الضائع في العالم ومن الأن يجب أن يتم تحضير دور ريادي محوري في سياسة العالم؛ وإعادة النظر في السياسة العامة عالميا ... والخاصة داخليا وفيما بينها ...

في 20 مارس المنصرم نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» مقالاً لــ«يوفال نوح هراري»، بعنوان: «العالم بعد فيروس كورونا» ذكر فيه أن عُقدة العُقد تدور حول مَن يقود التعاون الدولي لمواجهة الأزمة العالمية « ففي الأزمات العالمية السابقة -مثل الأزمة المالية عام 2008، ووباء إيبولا 2014- تولت الولايات المتحدة دور القائد العالمي. لكن الإدارة الأميركية الحالية تخلّت عن منصب القائد. لقد أوضحت أنها تهتم بعظمة أميركا أكثر من اهتمامها بمستقبل البشرية. وإذا لم يتم ملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة من قِبل دول أخرى، فلن يكون مِن الأصعب بكثير إيقاف الوباء الحالي فحسب، بل سيستمر إرثه في تسميم العلاقات الدولية لسنوات قادمة». المعضلة هنا أنه عندما يكون الحديث عن دول أخرى لقيادة العالم، فإنَّ الذهن يذهب فوراً إلى الصين وتجربتها في مقاومة الوباء والتي لم تقصّر في نشرها على العالم بتقديم المساعدات والمعرفة والخبرة والاستخدام المتقدم لتكنولوجيات الثورة العلمية الرابعة. ولكن الانتقال من قيادة إلى قيادة أخرى في المجتمع الدولي لم يحدث تاريخياً من دون حرب عظمى أو حروب ممتدة؛ والأهم من دون إرادة من الدولة الصاعدة ذاتها لكي تقوم بهذه المهمة.

في العام الماضي أعاد غراهام أليسون، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، الذهن إلى ما سماها «عُقدة ثوسيديدس» وهو الفيلسوف الإغريقي الذي كتب عن «حرب البلوبنيز» التي جرت قبل الميلاد بين أثينا وإسبرطة؛ ورغم أن هذه الأخيرة كانت هي التي بدأت الحرب، وانتصرت فيها، فإن ما رآه ثوسيديدس كان أن سبب الحرب ارتفاع قوة أثينا، فلم يكن هناك بُدٌّ من شن الحرب عليها.



ترجمة هذا المثال التاريخي على عالم اليوم هو أن صعود قوة الصين، والآن ترشيحها للقيادة في العالم في زمن «كوفيد - 19» يبدو كما لو كان طريقاً آخر إلى جهنم. وربما كان ذلك أحد عيوب الأمثلة التاريخية، فلا أميركا هي أثينا، ولا الصين هي إسبرطة، ولا الزمن زمن الإغريق، إنه القرن الحادي والعشرون. ".[(3 (https://aawsat.com/home/writer/Abdelmoniem-Said))] .

و


من هنا تبدأ الفرصة الذهبية سواء للأمة العربية بما تملك من ثروات مادية وبشرية أو ما كان يسمى بــ" الأمة الإسلامية " ...

-*-*





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[(1)] بلغ مجموع سكان العالم العربي عام 2017م :" 359 " مليون نسمة، بيد أنه في المنتدي العربي الخامس لاستخدام الطاقة النووية؛ الذي عُقد في القاهرة بتاريخ : 2-4 / ديسمبر / 2019م؛ قال د. سالم الحامدي ؛ رئيس الهيئة العربية للطاقة الذرية :
" أن عدد سكان الدول العربية :" 400 " مليون نسمة يعيشون علىٰ 4% من مساحة الدول العربية مجتمعه.
وأضاف خلال كلمته في افتتاح المنتدي العربي الخامس لاستخدام الطاقة النووية أنه يتوقع أن يصل عدد السكان الى 646 مليون نسمة خلال 2050 ".

[(2)] :" يُقدر عدد المسلمين في العالم بحوالي 1.8 مليار مسلم، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في الواحد والعشرين من شهر يناير لعام 2017م، ". وفقا لما أصدرته :

:"Huda (18-6-2017), "World's Muslim Population" (https://www.thoughtco.com/worlds-muslim-population-2004480) Retrieved 1-8-2018. Edited."

*:" يبلغُ عددُ الدول الإسلاميّة أكثرَ من خمسين دولة، حيث يعيش حوالي 62% من المسلمين في آسيا،
و
يعيش 20% من المسلمين في الدول العربيّة،
و
يعيش 3.2% من المسلمين في أوروبا،
وحسْب إحصائيّات عام 2007م التي أحصيتْ من قبل مؤسّسة " كارنيغي " للسلام الدَّوْليّ، كانت الديانة الإسلامية من أكثر الديانات انتشاراً في العالم، حيث بلغت نسبة انتشارها 1.84%،
وقد قال المونسنيور فيتوريو فورمينتي لصحيفة الفاتيكان في مقابلةٍ: " لأوّل مرة في التاريخ يتعدّى الإسلام الكاثوليكيّة ويكون أكبر ديانة في العالم".

عدد المسلمين في العالم:
حسْبَ إحصائيّاتِ عام 2011م الذي أحصي من قبل إدارة منتدى < بيو > للدينِ والحياة العامّة يبلغُ عددُ المسلمين في العالم 1,619,314,000 مليار نسمة، وهم مقسمّون على القارّات الآتية:


اسم القارة
عدد سكّانها حسْبَ إحصائيّات عام 2011م
عدد السكان المسلمين من مجموع سكانها حسْب إحصائيات عام 2011م
قارة أوقيانوسيا
35,799,477 مليون نسمة
475,708 ألف نسمة



قارة أمريكا الشماليّة وقارة أمريكا الجنوبيّة
939,510,388 مليون نسمة
9,704,062 مليون نسمة



قارة أوروبا
734,602,633 مليون نسمة
49,545,462 مليون نسمة



قارة أفريقيا
1,031,761,881 مليار نسمة
447,042,815 مليون نسمة



قارة آسيا
4,184,149,728 مليار نسمة
1,148,173,347 مليار نسمة



[(3)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الثلاثاء 31 مارس 2020م

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
15 / 04 / 2020, 20 : 01 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ[(1)]


﴿ وَأَن تَصُومُواْ „ خَيْرٌ لَّكُمْ ‟ ﴾
﴿ إِن كُنتُمْ „ تَعْلَمُون ‟ ﴾[(2)]


ولمعنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ « صوموا تصحوا »[(3)]



[ ١ . ] أحكام وفضائل الصيام وأسرارَه

الوحي الإلهي بشقيه - القرآن الكريم والذكر الحكيم ، والسنة المحمدية النبوية العطرة - هذا الوحي يحمل بين آياته ونصوصه ومتن أحاديثه يحمل :
- إعجازا بلاغيا و
- إعجازا لُغويا، و
- إعجازا تشريعيا منهجيا سلوكيا تعليميا تربويا، و
في السابق كان التفسير بيانيا لغويا ثم جاء دور الإعجاز العلمي -كنوع جديد من التفسير والتأويل- في تفسير بعض آيات الذكر الحكيم وتأويل نصوص القرآن الكريم وأحاديث النبي الأمي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-.

إنَّ أحكام وفضائلَ العبادات المنزلة مِن رافع السموات -تعالى في سماه وتقدست اسماه- بواسطة أمين السماء المَلَٰك جبريل -عليه السلام- على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله : خاتمِ الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين والمبعوث رحمة للعالمين -صلى الله عليه وآله وسلم- وأسرارَها... اقول : هذه الأحكام وتلك الفضائل والأسرار : بحورٌ نورانية وميادينٌ إيمانية قد تحار فيه الألبابُ الذكية، والعقول والأفهام الإدراكية؛ ويذهب استيعابها كلَّ مذهب؛ لذا كان لا بدَّ لِمَن أراد ولوجَ باب العلم الشرعي والمعرفة المنهجية والكيفية العملية في الحياة الإسلامية اليومية والطريقة المحمدية الرسولية النبوية القرآنية السنية -كطريقة معينة في العيش وطراز خاص من الحياة - لا بدَّ لِمَن أراد ولوجَ باب العلم أن يتلمَّسَ أدق التفسير وابهاه وسليم التأويل وأوقاه ؛ وما صحَّت به نصوصُ الشريعة الغرَّاء من الهدي النبوي لخاتم الأنبياء ، مع تدقيق النظر فما اعتمده السادة العلماء الأجلاء الراسخون في العلم ... وكاتب هذه السطور - مع علمه بصِفْر اليدين، ومُزْجاة البِضاعة - رغبتُ في بَذْل الوُسْع في ذلك متشبِّهًا بأهلِ هذا الشأن؛ فمِن الله -تعالى- الهداية والتوفيق....
وبعد التوكل عليه والاستعانة به أقول:
إنَّ فضائل الصيام وأسرارَه تكاد - بحمد الله - ألاَّ تنحصر، فمِن ذلك أنَّ :

١ . ] الصيام ركنٌ عظيم من أركان هذا الدِّين الحنيف، فلا يستقيمُ بناءُ الإسلام إلاَّ به، ولا يثبت إيمانُ امرئٍ حتى يُقِرَّ بفرضيته...
ومنكره خرج عن دائرة الإيمان وجاهده يحتاج إلى إعادة النظر في عقيدته!

قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: « بُنِي الإسلامُ علىٰ خمسٍ:

- شهادةِ أن لا إله إلاَّ اللهُ، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، و

- إقامِ الصلاة، و

- إيتاءِ الزكاة، و

- حجِّ البيت، و

صومِ رمضان»[(4)].

٢ . ] الصيام في رمضان وقيام ليلة - وبخاصَّة ليلة القدر - إيمانًا واحتسابًا، دالٌّ على صِدْق إيمان فاعلِه، وإخلاصِه في عمله؛ لذا فهو مبشَّر بمغفرةِ عموم سابق ذنبِه.
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : «مَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه»[(5)].

وقال - عليه الصلاة والسلام - : « مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه»[(6)]. و
يقول الصادق المصدوق -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَن يَقُم ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه»[(7)].

٣ . ] الصيام لا يعدِل أجرَه أجرُ شيءٍ من عَمَلِ ابن آدم، ففيه استكنَّ سرُّ الإخلاص، فبزَّ أجرُه بذلك جميعَ الأعمال؛ قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «كلُّ عمل ابن آدمَ يُضاعف، الحسنةُ عشرُ أمثالِها إلى سبعمائة ضِعْف؛ قال الله-عزَّ وجلَّ-: إلاَّ الصومَ فإنَّه لي، وأنا أجْزي به، يَدَع شهوتَه وطعامَه مِن أجلي»[(8)].

٤ . ] الصيام وقايةٌ لنفس الصائم من اتِّباع الهوىٰ في الدنيا، ومِن عذاب الله في الآخرة، وحِصْن حَصِين للصائم من مكايدِ الشيطان الرجيم؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ»[(9)].

٥ . ] الصيام قاطعٌ مُؤقَّت لشهوةِ النكاح، وسبب للعِفَّة والطهارة؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- موصيًا شباب أُمَّتِه، وأكرِمْ به مِن موصٍ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيتزوجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصَّوْم؛ فإنه له وِجاءٌ»[(10)].

و"الباءة": القدرة علىٰ مؤنة النكاح، و

"وِجاء"؛ أي: قاطع للشهوة.

٦ . ] الصيام مُهذِّب لنفْسِ الصائم، ممسكٌ عليه لسانَه وجوارَحه عن قوْل زُور، أو عمل به، مصبِّرٌ له علىٰ أذىٰ الناس؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إذا أصبحَ أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفثْ ولا يجهل، فإنِ امرؤٌ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم»[(11)].

وقال -عليه الصلاة والسلام-:«مَنْ لَمْ يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه»[(12)].

٧ . ] الصيام فاقَ سائِرَ العبادات، بتحقُّق فضيلة الصبر فيه؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«الصَّوم نِصفُ الصَّبْر»[(13)].

٨ . ] الصيام سبيلٌ لدخول الجَنَّة من باب الريَّان (باب من أبواب الجنة الثمانية)، وهو مُخصَّص للصائمين فقط؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إنَّ في الجَنَّة بابًا يُقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخلْ منه أحد»[(14)].

٩ . ] خُلوف - أو خُلْفة - فم الصائمِ هي أطيبُ عند الله من ريح المسك؛ قال-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«لَخُلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عندَ الله من رِيح المِسْك»[(15)].

١٠ . ] للصائم فرحتان؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «وللصائمِ فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفِطْره، وإذا لَقِي ربَّه فَرِح بصومه»[(16)].

١١ . ] الصيام من الأحوال المختصَّة بإجابة الدعاء؛ قال تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[(17)].

تأمَّل كيف ذكر -سبحانه وتعالىٰ- إجابةَ الدعاء بعد ذِكْره فريضةَ الصيام؛ وقال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إنَّ للصائم عند فِطْره لَدعوةً ما تُرَدُّ»[(18)].

١٢ . ] الصيام يدعو المسلِمَ للاقتداء بمزيد جُود النبيِّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في رمضان؛ «كان النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في رمضانَ، حين يلقاه جبريلُ -عليه السَّلام-»[(19)].

١٣ . ] ومِن فضائل الصيام كذلك أنَّه قد فُرِض في أفضل الشُّهور؛ شهر رمضان المبارك، الذي تكاد فضائلُه لا تُحصىٰ، ولعلَّ من المناسب في هذا المقام ذِكْرَ بعضٍ من خصائص هذا الشهر، لتسموَ الرُّوح بتذكُّرِها، وتتجدَّد ذكرىٰ ****** بها.

رمضان: شهر القرآن، ففيه كان ابتداء إنزاله، وقد أُنزِل جملةً واحدة من اللَّوْح المحفوظ إلىٰ بيت العِزَّة من السماء الدنيا في تلك اللَّيْلة، ثم نزل منجَّمًا (مُفرَّقًا) علىٰ قلْب النبيِّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في ثلاث وعشرين سنة مدة النبوة[(20)].

وكان ابتداء هذا التنزُّل في ليلة القدْر المباركة؛ قال-تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ}[(21)]. وقال-عزَّ وجلَّ-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}[(22)]. وقال-سبحانه-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ}[(23)].

رمضان: شهرٌ فُرِض فيه الصيام؛ قال-تعالى-: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[(24)].

وقال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- مُخبِرًا الأعرابيَّ عمَّا افترضه الله عليه من الصيام: «شهر رمضان، إلاَّ أن تطَّوَّع شيئًا»[(25)].

رمضان: شهر حَوَىٰ ليلةً العبادةُ فيها هي خيرٌ من عبادةٍ في ألف شهر، وهو ما يَزيد عن ثلاث وثمانين سنة؛ (أي: عمر الإنسان جميعه إن لم يزد عليه)، وهي تكون في إحدىٰ ليالي الأيام الوتر (المفرد) من العَشْر الأواخر من رمضان. قال-تعالى-: {لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[(26)].


وقال-عليه الصلاة والسلام-: «فالْتَمِسوها في العَشْر الأواخر في كلِّ وتر»[(27)].

رمضان: شهر يُقرَّب فيه أهل البِرِّ والخير، ويُقصىٰ فيه أهل الفجور والشر، وتُغلَّق فيه أبوابُ النيران، وتُشرع فيه أبواب الجِنان، وُيعتق فيه من النار عبادٌ لله، وذلك في كلِّ ليلة.

قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «إذا كان أولُ ليلةٍ من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقت أبوابُ النيران فلم يُفتحْ منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنَّة فلم يُغلقْ منها باب، ويُنادي منادٍ: يا باغيَ الخير أَقْبِلْ، ويا باغي الشر أَقْصِر، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كلَّ ليلة»[(28)].

اللهمَّ أكرمْنا بشُهود هذا الشهر العظيم، وأَفِض علينا من بركاته، وافتح لنا أبوابَ رحمتك فيه، وتفضَّل علينا بالتوفيق لصيامه والمقدرة علىٰ قيامه إيمانًا واحتسابًا، واختمْ لنا فيه بمغفرةٍ من عندك، ورحمةٍ من لدنك، ومُنَّ علينا بعِتقِ رقابنا من النار في لياليه المباركة، آمين.




Dr.
MUHAMMAD
ELRAMADY

محمدفخرالدين بن إبراهيم الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ


الأربعاء : ٢٢ شعبان ١٤٤١ هـ ~ 15 ابريل 2020 م .


ــــــــــــــــــــــــــ

شريف حمدان
15 / 04 / 2020, 33 : 11 PM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 04 / 2020, 52 : 10 AM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ[(1)]


﴿ وَأَن تَصُومُواْ „ خَيْرٌ لَّكُمْ ‟﴾ ﴿ إِن كُنتُمْ „ تَعْلَمُون ‟﴾[(2)]
الإعجاز العلمي




معاشر السادة المسلمين!

أنقف عند الإعجاز البلاغي للقرآن ؛ أم نقف عند الإعجاز اللُغوي ، أم نقف عند الإعجاز العلمي؛ أم البياني" أكسل "

شرع الله -سبحانه وتعالى- صيام شهر رمضان وجعله أحد الفروض الأساسية في الإسلام؛ كما شرع الرسول - صلى الله عليه وسلم- الصيام الاختياري [أي : صيام السنن؛ والنوافل؛ والمستحبات] علىٰ مدار العام الهجري .

قال تعالى: »يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم«(الأنفال 24) (3)

* . ] كان يعتقد في الماضي أن هذه الفوائد مقصورة على الجوانب الروحية والمشاعرية والعاطفية؛ غير أن العلم الحديث اليوم يكشف الدليل بعد الآخر على الفوائد البدنية والنفسية لمن يلتزم التعاليم الإسلامية.

هذا وقد ثبت حديثا أن للصيام فوائد صحية على :
- جهاز المناعة (1 ،2) وعلى
- الجهاز الدوري والقلب (3، 4، 5) وعلى
- الجهاز الهضمي (6) وعلى
- الجهاز التناسلي (7 ،8) وعلى
- الجهاز البولي (9)؛ وأن هذه التأثيرات المفيدة للصيام سجلت على المستوى الوظيفي للخلايا والأنسجة؛ وتأكدت بالدراسات الكيميائية والمعملية[مرجع 1].

** . ] يأتي شهر رمضان الكريم على الناس وهم فيه فريقان:

١ . ] الأول يهتم بالأغذية الروحية مِن :

- الذكر؛ و

- قراءة القرآن؛ و

- الصلاة؛ و

- الصدقة؛ و

- فعل الخيرات و

- السعي في الأرض بما ينفع البلاد والعباد؛ و

- عدم ضياع الوقت في اللهو وتحصيل الشهوات؛ و

- صيانة النفس من الوقوع في الآثام والموبقات، و

٢ . ] الفريق الثاني عندما يحل عليه الشهر الكريم كل همه أن يحافظ على صحته الجسدية فيهتم بالأغذية الجسمانية طوال الليل ويقضي معظم النهار نائما أو جالسا في بيته معتقدا أن الحركة والنشاط أثناء الصيام تضعف الجسد وتنهك القوى. بالإضافة إلى ما ذكرت المراجع الطبية من أن الحركة العضلية في فترة ما بعد امتصاص الغذاء أثناء الصوم تؤكسد مجموعة خاصة من الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة ( ليوسين وأيسوليوسين والفالين )، وتتأكسد هذه الأحماض أساسا في العضلات، حيث يوجد الأنزيم الخاص بتحويل مجموعة الأمين (Amino Transferase ) بكثرة في جهازي الاحتراق ( الميتوكندريا والسيتوزول ) ( Cytosol ) في الخلايا العضلية، وبعد أن تحصل الخلايا العضلية على الطاقة المنبعثة من هذا التأكسد، يتكون داخل هذه الخلايا حمضين أمينيين في غاية الأهمية، وهما حمضا „ الآلانين“ و „ الجلوتامين“ ، ويعتبر الأول وقودا أساسيا في تصنيع الجلوكوز الجديد في الكبد، ويدخل الثاني في تصنيع الأحماض النووية، ويتحول جزء منه إلى الحمض الأول تحول الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة إلى أحماض أكسوجينية في العضلات، والتي تتأكسد فتنطلق منها الطاقة، ثم يتكون منها حمضي الجلوتاميت والألانين، ويتكون الأخير أيضا من البيروفيت والجلوتاميت، ويعبر إلى الدم ومنه إلى الكبد ليشارك في صنع جلوكوز جديد به يمد العضلات بالطاقة ، وهكذا فإن الحركة عمل إيجابي يفيد في إمداد الجهاز الحركي بطاقات جديدة.

كما يتكون أثناء النشاط والحركة حمضا البيروفيت واللاكتيت من أكسدة الجلوكوز في الخلايا العضلية، واللذان يعتبران أيضا الوقود الأولي لتصنيع جلوكوز الكبديبين ما يعرف بدورة :" كوري " حيث يتكون الحمض اللبني (Lactic Acid ) في العضلات النشطة ، ثم يتحول إلى جلوكوز بواسطة الكبد، ويمد العضلات مرة أخرى بالطاقة اللازمة وتزداد هذه الأكسدة بالحركة، لذلك فعملية تصنيع جلوكوز جديد في الكبد تزداد بازدياد الحركة العضلية، وربما تصل إلى ثلاثة أضعافها في حالة عدم الحركة، ويعتبر حمض الألانين أهم الأحماض الأمينية المتكونة في العضلات أثناء الصيام، إذ يبلغ ( 30% ) منها، وتزيد هذه النسبة بالحركة والنشاط، ويتكون من أكسدة بعض الأحماض الأمينية ومن البيروفيت، يتحول هو أيضا إلى البيروفيت عبر دائرة تصنيع الجلوكوز في الكبد، وأكسدته في العضلات، [مرجع 2]


***

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 04 / 2020, 37 : 05 PM
***


[ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الثاني ]


{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

فمِن أوجه خير الصيام في الدنيا قوله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[([1])].

فالله جعل صحَّة الأبدان بسبب الصيام مِن الحياة الطَّيِّبة ، التي وَعَد بها المؤمنين والمؤمنات بنصِّ الآية الكريمة ، فالمؤمن الحقُّ يُنَزِّه دائمًا الطاعات عن المبرِّرات، فنحن نصوم دائمًا طاعةً لله[([2])] - تبارك وتعالى - ورغبةً فيما عنده من الثواب.



كيمياء جسم الإنسان

للتعرف على بعض الفوائد الصحية للصيام لا بد من ذكر العمليتين الكيميائيتين اللتين تحدثان داخل أجسامنا وهما:

عملية الهدم ( Catabolism)

عملية البناء ( Anabolism)

وتجري كلتا العمليتين باستمرار في أجسامنا تحت مظلة ما يعرف بالاستقلاب
(Metabolism) ،
وفي أثناء فترة الصيام تنشط عملية الهدم حيث يقوم الجسم باستهلاك وتدمير الخلايا القديمة (الهرمة والمريضة) في الأعضاء المختلفة، واستهلاك الدهون المختزنة في أنسجة الجسم وأعضائه التي ثبتت أضرارها وأخطارها الصحية،

ثم
تنشط بعدها عملية البناء بعد الإفطار ، و

لهذا فإن نظام الصوم في الإسلام المتمثل في الامتناع عن الطعام والشراب لمدة تقارب الأربع عشرة ساعة أو أكثر

ثم
تتبعه بضع ساعات من السماح بتناول الطعام إنما هو نظام مثالي لتنشيط عمليتي : " الهدم " ؛ و : " البناء " لصالح ازدهار صحة الإنسان في أعماق خلاياه وأنسجته وأعضائه، والموقف الإيجابي لدى المسلم تنجم عنه فوائد نفسية وروحية للصائم كالزيادة في هرمونات الجسم الداخلية مثل مجموعة الأندروفينات، والتي يعزى إليها تحسن قدرة الصائم على بذل الجهد البدني، وكذلك قلة الشعور بالإعياء والتعب خلافا لما يعتقده بعض الناس من أن الصيام يسبب الوهن الجسدي والإعياء، واعتقادهم هذا مجرد فرضية لا أساس لها من الصحة وبالتالي فإن

كثيرا من الصائمين يخفض ساعات العمل أثناء صيام النهار
ويخلد للراحة والنوم، و

قد ثبت علميا أن الصيام ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي أو تحمل الجهد البدني كما أنه لا يؤدي إلى أي من مظاهر الإرهاق والإجهاد،

بل
العكس هو الصحيح، لأن نتائج البحوث أظهرت تحسنا في القدرة على تحمل الجهد البدني وفي كفاءة الأداء العضلي أثناء الصيام، كما ظهر تحسن في درجة الشعور بالإرهاق .



فما هو التفسير الحيوي لذلك؟



لقد أظهرت دراسات عديدة أن الصوم يسبب زيادة في الأحماض الدهنية الحرة
( Free Fatty Acids )
في الدم، إذ ينجم عن الحركة والنشاط البدني أثناء الصوم في البداية زيادة في تصنيع جلوكوز جديد في الكبد (بتحويل الجلايكوجين فيه إلى جلوكوز) ويزداد إنتاج الجلوكوز بازياد الجهد العضلي، وبعد استهلاك الجلوكوز القادم من الكبد يتجه الجسم إلى الدهون (المخزون الشحمي) في النسج المختلفة للحصول على الطاقة، فيقوم بتحرير الأحماض الدهنية من هذه النسج مثل منطقة:

- البطن
و

- الأرداف
و

- الأحشاء ...

ثم بأكسدة وحرق هذه الدهون لتوليد الطاقة، ولهذا فإن الحركة والنشاط أثناء الصيام إنما هي عمل إيجابي وحيوي يزيد من نشاط عمل الكبد والعضلات، ويخلص الجسم من تراكم الشحوم ( السمنة ) ومن السموم المختزنة في هذه الشحوم والتي تشكل عبئا على القلب وتسبب أضراراً صحية عديدة وخاصة على الجهاز الدوري والقلب وعلى البنكرياس ، مما قد يسبب ظهور مرض السكري لدى البدناء أكثر من غيرهم.

وبشكل عام فإن الحركة والنشاط أثناءالصيام يقومان بدور تنشيط الكبد خلال النهار ، فتتحرك كمية الطاقة المختزنة فيه مما يؤدي بعد ذلك إلى تحرير الأحماض الدهنية في مجرى الدم حيث يجري حرقها والاستفادة منها في توليد الطاقة ، وكذلك فإنها تنظف الأعضاء من السموم المتراكمة في الأنسجة وخصوصا الأنسجة المختزنة للدهون ، وهذه الوظيفة هي أساسا من وظائف الكبد ، أما

كثرة :
- النوم و
- الكسل و
- الخمول ...
أثناء النهار فتعطل هذه الفوائد كما تعطل عمليات الهدم الإيجابي المفيد للتخلص من الخلايا الهرمة ومن الشحوم والسموم فيبقى المخزون الدهني والسموم الكامنة فيه كما هي في الجسم ، وهكذا يتضح أن الصوم يسبب زيادة الأحماض الدهنية الحرة في الدم فتصبح المصدر الرئيسي للطاقة بدلا من الجلوكوز ، وهذا يساعد أيضا في حماية مستوى الجلوكوز في الدم ، أي أن الصيام يجعل الجسم يتجه إلى استخدام المصادر الداخلية للطاقة بدلا من المصادر الخارجية التي تستخدم في الظروف الاعتيادية في الأيام التي لا صيام فيها .[([3])]



راحة القلب:



عندما ننام تَستريح العين ، وعندما نمشي كثيرًا سنَتْعب ، ونجلس على كرسي ؛ لكي نستريح فتستريح القدَمان من التَّعب ، فكلُّ أعضاء الجسد تأخذ راحتها في وقْتٍ ما ، فالقلب أمير البَدَن ، فوجدوا فسيولوجيًّا أنه لا يمكن للقلب أن يستريح ؛ لأنه لو ركَن إلى الرَّاحة ولو دقائق ، لمات الإنسان.



إذًا ، متَى وكيف تكون راحة القلب؟



هذه الراحة لا تتأتَّى إلاَّ في الصيام ؛ فإنَّ متوسِّط نبضات القلب في الدقيقة الواحدة 72 نبضة ، هذه النبضات وجدوها فسيولوجيًّا أنها في الصيام تقِلُّ إلى 60 نبضةً في الدقيقة الواحدة ، فتَقِلُّ نبضات القلب في ثلاثين يومًا بنسبة 270 ألف نبضة، وهذا في حالة صيام الإنسان دون أيِّ أمراض ، فهذه راحة كاملة للجهاز الهضمي ؛ حيث إنَّ الإنسان في حالة الإفطار يعمل الجهاز الهضمي كثيرًا لهضم الطعام ؛ نظرًا لأنَّ الإنسان يأكل ثلاث وجبات ، فيحتاج ذلك إلى ضخِّ الدم بصورة أكبر لنشاط الجسم ، أما في حالة الصيام فلا يوجد طعام ، فذلك راحة للقلب.

من ناحية أخرى:

فإنَّ السموم المتراكمة في الجسم نجد أنَّ الكبد هو المِصْفَاة لهذه السموم ، هناك سمُوم تتراكم في الجسم من كمِّية المياه التي يَشربها على مدار حياته ، ووُجِد علميًّا أنَّ كميَّة المياه التي يشربها الإنسان على مدار حياته يُوجَد بها 200 كيلو جرام من المعادن الثقيلة المُذَابة في المياه ، إضافة إلى السموم الموجودة في الهواء والطعام . و

المولىٰ سبحانه وتعالىٰ؛ خالق البشر ورازق الكل خلَق لنا هذا الكَبِد ، وجعل له وظائف عديدة:

١ . ]عملية التَّخْزين؛ حيث إنَّ الإنسان الموظَّف - غالبًا - يبدأ يومه العاديَّ بوجبة الإفطار ، ثم كوب شاي في العمل ، ثم ( سندوتشات ) كذلك ، وكل هذا فيه نشويَّات وسكَّريات ، فالكبد هو بمثابة المَخْزن لهذه النشويات والسكريات .

٢ . ] عملية تطهير الجسم من السموم، فعندما يكون الإنسان صائمًا ، فإنَّ الكبد يكون في راحة تامَّة من عملِيَّة التخزين بنسبة 15 إلى 16 ساعة في اليوم ، فيقوم بعملية تطهير الجسم من كل السموم .

يقول الدكتور عبدالجواد الصاوي في كتابه " الصيام معجزة علميَّة "؛ يقول :
" تستمرُّ عملية التنظيف وكأنَّ الإنسان يَخرج من هذا الشهر الكريم أنظف مما كان عليه " ،
كذلك تحدث عملية تجديد في الخلايا ؛ نتيجة راحة الجسْم ، وتَظْهر هذه في البَشرة وفي صفَاء العينين وجمال الوجه .

هناك بعض الدراسات تؤكد أن الصوم يعالج ضغط الدم العالي ، ويقول الأطباء : " هنالك حالات كثيرة من الإصابة بضغط الدم المرتفع والمزمن حيث لا يعطي الدواء الكيميائي إلا نتائج محدودة ، وهذا المرض يعالجه الصيام بشكل جيد ".



عالج الحصيات والربو بالصيام



يفيد الصوم في الوقاية من مرض الحصى الكلوية . وكذلك الحصيات بأنواعها ، ومن الحالات الكثيرة التي يرويها الأطباء حالة لإنسان مريض قلب ، فقد كان يعاني من وجود حصية كبيرة في المثانة ، ولكن الأطباء لم يستطيعوا إجراء أي عملية بسبب أن قلبه لا يتحمل التخدير ، إلا على مسؤوليته.

ولكنه رفض العملية الجراحية أيضاً وقرر أن يصوم فإذا به بعد عدة أشهر لم يعد يشكو من أي شيء، وهذه معلومات مؤكدة ويؤكدها جميع الباحثين اليوم

تؤكد بعض الدراسات أن الصوم يعالج الربو ، فالصوم وسيلة جيدة لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي . وكثير من الأمراض المزمنة للجهاز التنفسي تزول بمجرد المداومة على الصيام، فسبحان الله!



الصوم: سلاح يعمل في الخفاء



أكثر المواقع الطبية والعلاج الطبيعي تُؤكد على أن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض هو الصوم ، و يطلقون الصيحات والنداءات للناس لكي يعتمدوا هذه " التقنية "(!!!) الرخيصة وذات الفوائد الكثيرة . وتذكرتُ نعمة الله علينا نحن المسلمين عندما أمرنا بالصيام، بل وجعل الصوم عبادة خاصة له سبحانه هو يجزي بها.

وقد أكَّد أهمية هذه العبادة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما شبَّه الصوم بالترس الذي يحتمي به المقاتل فقال: (والصوم جُنَّة) [([4])]. و

الجُنَّة هي الشيء الذي يحتمي الإنسان به من خطر ما أو من عدو ما.

والسؤال: ما هي الأخطار ومن هم الأعداء الذين يقف الصيام بيننا وبينهم؟

يقول العلماء إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي تتراكم داخل الخلايا وتعيق عملها وتقلل من نشاطها. هذه السموم تمكث لفترات طويلة في الجسم ولا يمكن إزالتها، وغالباً تكون هذه السموم مسؤولة عن الهرم المبكر لدى الإنسان.



تنشيط نظام المناعة بالصيام



من أهم الفوائد التي يقدمها الصيام أنه ينشط نظام المناعة للجسم ، ونحن نعلم أن جهاز المناعة هو بمثابة الجنود التي تحرس الجسم وتهاجم الفيروسات والبكتريا الضارة وتدافع عن الجسم ضد أي جسم غريب يدخل إلى الجسم . ولذلك فإن الصيام يقوي هذه " الجنود " ويزيد من نشاطها وكفاءتها ، وبالتالي فهو يعمل كسلاح فعال يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه .



التغذية الصحية والصوم ينشط الدماغ ويقي من الخرف



يقول البروفسور الألماني هانزديتليف فاسمان (مدير قسم جراحة الأعصاب في مستشفى مونستر الجامعي) إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر يعد " منشطاً للمخ ". و

يؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور الكتان تمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للخرف أو السكتة الدماغية.

وأوضح الطبيب الألماني أن التقارير التي تجرى حول الحالة الصحية للمسنين واختبارات الذاكرة أظهرت أن الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من السعرات الحرارية والأغذية الغنية بالحمض الدهني (أوميجا 3) تزيد من كفاءة توصيل الإشارات في المخ.

وأضاف أن النظام الغذائي الصحي يبقي القدرة على التعلم في الكبر مدة أطول، كما يقاوم التراجع في الأداء الوظيفي للمخ المرتبط بكبر السن. وعن دور الصوم في تحسين وظائف المخ، أشار " فاسمان" إلى أن الأبحاث التي تجرى في الدول الإسلامية التي يصوم مواطنوها شهر رمضان من الممكن أن تكشف عن فوائد الصيام للإنسان.

خلايا الدماغ العصبية: هي الأكثر أهمية وحساسية بين خلايا الإنسان، ولذلك فإن الاهتمام بتغذيتها بشكل صحي هو أفضل طريقة لتجنب الكثير من الأمراض. ويؤكد العلماء أن الصوم يلعب دوراً كبيراً في تنشيط خلايا الدماغ وجعلها تعمل بكفاءة أكبر.

وهنا نتوقف معاً لأتتذكر تعاليم ديننا الحنيف التي سبقت علماء الغرب إلى هذه النصائح الطبية! فـــ

القرآن الكريم والذكر الحكيم يؤكد على عدم الإسراف في الطعام والشراب، وهو ما يؤكده العلماء اليوم. يقول تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[([5])]. فهذه الآية تكفي للوقاية من جميع الأمراض، لأن معظم الأمراض سببها الغذاء غير الصحي والدسم جداً!

كذلك نتذكر معاص آية الصوم التي قال فيها تبارك وتعالى: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [([6])]. ونتذكر أن نبيّ الرحمة -صلى الله عليه وسلم- ورسول الهدى لم يكن يكتفي بصيام رمضان، بل كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويأمر بذلك، وقد ثبُت أن جسم الإنسان بحاجة لــ " استراحة " من الطعام والشراب بين الحين والآخر. فهل نقتدي بهذا النبي الرحيم!!!



تطوير المدارك... من فوائد الصوم



هل حاولت أخي الكريم..! .. أختي العزيزة !.. أن تطور مداركك وأن تصبح أكثر إبداعاً!!!

إنه الصوم!

أفضل وسيلة عملية لتنشيط خلايا الدماغ، وإعادة برمجتها وزيادة قدرتها على العمل والإبداع. وهذا يحسّن سيطرتك على نفسك وزيادة قوة إرادتك.

وهكذا لو تتبعنا القائمة الطويلة من الأمراض التي يعالجها الصيام نلاحظ أن هذه القائمة تزداد يوماً بعد يوم، وفي كل يوم يكشف الطب الحديث فائدة جديدة للصيام، ويمكننا أن نقوم بإحصاء الأمراض التي يعالجها الصوم فسوف تجد أن جميع الأمراض تقريباً يعمل الصيام كسلاح فعال على علاجها ومقاومتها والقضاء عليها:

- سلاح ضد الشيخوخة،

- سلاح ضد آلام المفاصل و

- أمراض ضغط الدم.... و

من هنا نستطيع أن نعمق فهمنا للحديث الشريف

« والصوم جُنَّة»[([7])]

أي أن الصوم هو وقاية وستر وسلاح يقينا شر الأمراض في الدنيا، ويقينا حرَّ جهنم يوم القيامة.



التمر ... غذاء وشفاء



لا يمكن أن نحصي الفوائد الطبية لهذه الثمرة المباركة التي ذكرها الله في كتابه، وذكرها النبي في أحاديثه. فــ

التمر هو غذاء كامل ويحوي من المواد المفيدة للجسم ما لا يمكن إحصاؤه. ففيه عدد من المعادن والفيتامينات الضرورية ونوعية السكر بسيطة سهلة الامتصاص ولا تضر حتى من لديهم مرض السكر



( إذا تم استهلاك التمر باعتدال ). و

لذلك يا أحبتي لا تنسوا التمر على مائدتكم وحتى في غير رمضان!

يعتبر التمر من الأغذية الهامة في رمضان وخلال أيام الصيام، فهو مناسب جداً للصائم ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفطر على تمر. و

هناك قائمة طويلة من الأمراض يعالجها التمر، وهنا يتجلى الهدي النبوي الشريف عندما قال عليه الصلاة والسلام: « لا يجوع أهل بيت عندهم التمر »[([8])].



الفاكهة ... شفاء وغذاء



لقد خلق الله أنواعاً عديدة من الفاكهة وسخرها لتكون غذاء وشفاء. فجميع الأبحاث تؤكد أن الفواكه مفيدة جداً، ولذلك ينبغي أن تركز عليها أثناء الإفطار ولا ننسى أن الفاكهة طعام أهل الجنة.

يقول تعالى: { فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }[([9])]. و

يقول أيضاً: { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ }[([10])]. و

أود أن أذكرك عزيزي القارئ بأن أفضل أنواع الفاكهة ما جاء ذكره في كتاب الله تعالى. مثل :

- التين و

- العنب و

- الرمان.

سبحان الله، لا يوجد نوع من أنواع الفاكهة إلا وفيه العديد من الفوائد الطبية، وهذا من نعمة الله علينا، لذلك نصيحتي أن تكثروا من أكل الفاكهة وتتجنبوا الوجبات الجاهزة والسريعة، أو الحلويات التي تحوي كميات كبيرة من السكر الصناعي الذي يؤدي الإكثار منه إلى أمراض عديدة على رأسها السكري.



أثبت الصيام قدرته على علاج آلام المفاصل



يُستخدم الصيام اليوم في الغرب (طبعاً على طريقتهم) لمعالجة التهاب المفاصل وآلام الظهر بنجاح، فالصيام هو عملية تشبه " السحر " في قدرته على تنظيم عمل مختلف الأجهزة في الجسد، وعلاجه للأوجاع الناتجة عن انقراص الفقرات أو عن مشاكل في عظام الظهر أو الرقبة أو الرجلين.

إن الصوم مفيد جداً لمن يعاني من آلام أسفل الظهر أو العمود الفقري أو تنميل الأطراف، وهناك دراسات تؤكد أن الإقلال من الطعام والاعتماد على أغذية طبيعية يمكن أن يقي من هشاشة العظام في الكبر!

ولكن أحبُّ أن أزيدك فائدة أخرى وهي تناول التمر أو العجوة خلال الإفطار وأثناء السحور. فقد أثبت التمر قدرته على علاج آلام الركبة والمفاصل وغيرها، وذلك لأنه يحوي " معلومات شفائية " تستطيع تنظيم عمل الخلايا ورفع مناعة الجسم وبالتالي التغلب على هذه الآلام.



وأخيراً



نقول وبكل ثقة إذا كان أحدكم يعاني من أي مرض مزمن، فعليه بــ

- الصوم المتكرر،

مع الإكثار من :

- تناول حبات من التمر على الفطور،

مع :

- قراءة القرآن باستمرار

و :

- الاستماع إلى القرآن بصوت مقرئ مع الخشوع التام،

وفي حالة الضرورة :

- استشارة الطبيب

والاعتماد- بعد الله تعالى- على :

- الغذاء الطبيعي...

فإن هذا سيكون علاجاً مثالياً لأي مرض كان بإذن الله تعالى!

وكذلك يتجلَّى في الإعجاز العلمي في الآية ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾[([11])]
قوة المناعة، فوجدوا علميًّا أنَّ الخلايا المقامة تزداد فاعليتها بنسبة 10 أضعاف، فيوجد في الجهاز المناعي خلايا تسمَّى الخلايا اللِّمفاوية و التائية، والتي تحتاج إلى طاقة كبيرة؛ لِكَي تقوم بوظيفتها، وهذه الطاقة لا تتوفَّر إلاَّ في الصيام؛ لِتَوقُّف الجهاز الهضمي عن عملية الهضم، فتنشط هذه الخلايا.



عالج أمراض الجهاز الهضمي بالصيام



كم هو عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أية فائدة، ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم بإذن الله تعالى. وكذلك

الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن يجدوا في الصيام حلاًّ مؤكداً لشفائها. وكذلك التهاب الكولون و التهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون بأن 85 % من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف والدم الملوث...

الصوم ينظف الأمعاء والقولون والمعدة من المواد الضارة ويساعد الجهاز الهضمي على العمل بكفاءة أعلى، ولذلك فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء! وأفضل حمية يمكن للإنسان أن يتبعها هي الصوم!



عالج الكولسترول الضار بالصيام



إن الصيام يساعد مرضى الكولسترول على الشفاء. وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو أن الصائم يتمتع بنفسية جيدة وحالة مستقرة تغيب فيها الانفعالات والاضطرابات، وتخيم عليه السكينة والطمأنينة، وهذا ما ينظم عمل أجهزة الجسم ويجعلها أكثر قدرة وكفاءة في علاج الخلل في عمل أجهزة الجسم مثل تنظيم إفراز الأنسولين وعلاج مرض السكري وتنظيم مستوياته وتخفيض نسبة الكولسترول الضار في الدم

هذه هي معجزات الله - الخالق الصانع المصور- الطبِّية في الصيام، الذي يُعَدُّ بمثابة الوقاية السَّنوية لجسم الإنسان من كثير من الأمراض، فسبحان الله العظيم الذي أنعَم علينا بنعمة الصِّيام، ولكنَّنا لا نَشْكره على نِعَمه؛ ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [([12])] .

نسأل الله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ليس في رمضان فقط بل طيلة أشهر العام الهجري، عسى الله أن يتقبل من الجميع، إنه سميع مجيب... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

نسألُ الله العظيم أن يُعِيد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة؛ إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه. .


ــــــــــــــــــــــــــ

[ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الثالث ]

هناك فرضية عامة في العديد من البلدان الإسلامية مفادها: أن الصيام يؤثر على الأداء العام للجسم وخصوصا الأداء البدني؛ مما قاد الكثيرين إلى تخفيض ساعات العمل أثناء صيام شهر رمضان.
لذلك
أقدم هذه الدراسة للتحقق من هذه الفرضية. حيث ثبت لنا من خلال الدراسة أن الصيام الإسلامي ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي وتحمل المجهود البدني، ولا يؤدي إلى مظاهر الإرهاق والإجهاد، بل العكس هو الصحيح لأن نتائج هذا البحث أظهرت وجود تحسن - ذي قيمة إحصائية - في درجة تحمل المجهود البدني، وبالتالي كفاءة الأداء العضلي، وكذلك أداء القلب مع المجهود أثناء الصيام، كما ظهر تحسن بسيط في درجة الشعور بالإرهاق.

د. القاضي يقول :" إن صيام شهر رمضان فعل يقصد به عبادة الله تعالى ولذا يتوقع منه حصول فوائد نفسية وروحية للصائمين؛ ولذلك فمن المحتمل أن الحالة النفسية الإيجابية يمكن أن ينتج عنها زيادة في بعض هرمونات الجسم الداخلية مثل: مجموعة الأندروفينات والتي يعزى إليها تحسن الأداء البدني وقلة الشعور بالإعياء والتعب.

كما تدعم نتائج هذه الدراسة بعض الأحداث التاريخية.

أدلة تاريخية

ولعلنا في هذا السياق نتذكر أن معركة بدر الكبرى كانت في السابع عشر من رمضان والمسلمون صائمون، وقد كان أداؤهم أثناء القتال متميزا، ونصرهم الله تعالى نصرا عزيزا، مما يؤكد بالدليل الواقعي العملي قوة تحمل الأشخاص للجهد البدني والنفسي أثناء الصوم، وأمثال ذلك كثير.
ولعلي أحصيها ذات مرة ؛ إذا تيسر لي الوقت!!!

وهكذا فليس من المصادفة أن موقعة بدر التاريخية ـ في عصر الإسلام الأول - ومعركة العاشر من رمضان والتي تحقق فيها عبور قناة السويس وتحطيم خطوط إسرائيل الدفاعية - في العصر الحاضر ـ أن تكونا وقعتا أثناء شهر الصيام، ومن المعروف أن الجنود الصائمين كان أداؤهم جيدا أثناء القتال، مما يؤكد قوة تحمل الأشخاص للمجهود البدني والنفسي أثناء الصيام. "

القاضي[([13])] يقول :" أن نتائج دراستنا تقدم دليلا علميا جديدا لقول الله تعالى : » وأن تصوموا خير لكم«[([14])] ولمعنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ « صوموا تصحوا»[([15])] "



اضطرابات الساعة البيولوجية



وثمة خطأ يقع فيه كثير من الناس، إذ ينامون كثيرا أثناء النهار ويسهرون طوال الليل أثناء رمضان، ما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للحركة والنشاط المرتبطة بإفراز هرمونات معينة تساعد على النشاط نهارا (مثل الكورتيزون) والنوم ليلاً (مثل هرمون الميلاتونين)، وليس هذا من أهداف الصوم وينبغي تجنبه.

الصوم أفضل وسيلة لمعالجة السمنة

تبين مما سبق ومن دراسات كثيرة أن الصيام الذي يتبعه إفطار معتدل متوازن يساعد على خفض الوزن لدى المصابين بالسمنة، ولكنه لا يؤثر في الأشخاص ذوي الوزن المعتدل، والدراسات العلمية تؤكد أن السمنة ذات آثار ضارة على الصحة فهي تسبب أمراضا كثيرة كارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والإصابة بمرض السكري (النوع الثاني)، وتشجع على الإصابة بأمراض القلب والأوعية.

فنسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم عندالبدينين ثلاثة أضعاف نظرائهم من ذوي الوزن المثالي، علما بأن الضغط يؤدي إلى الاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وفشل عضلة القلب، والخثرات ( الجلطة ) في الدماغ (الذي يتبعه الشلل) وغير ذلك، كما أن ارتفاع نسبة الكوليسترول تؤدي إلى تصلب الشرايين والذبحة الصدرية، وكذلك فإن زيادة الوزن تؤدي إلى الاصابة بمرض السكري بمقدار ضعفين إلى عشرة أضعاف مقارنة بذوي الوزن المثالي، وتتوقف نسبة هذه الزيادة على مقدار الزيادة في الوزن.

ولمرض السكري تأثيرات خطرة تتمثل في أمراض القلب والأوعية واعتلال شبكية العين والفشل الكلوي واعتلال الأعصاب.

هل لديك وزن زائد... الفرصة أمامك

هكذا يؤكد جميع أطباء الدنيا، فالامتناع عن الطعام هو أسهل وأرخص وسيلة لعلاج البدانة، وهذا ما يحققه لك الصيام. ولذلك فإن الله -تعالى- منحك هدية لا يعرف قيمتها إلا من أدرك فوائدها، إنها شهر رمضان، فهذا الشهر فرصة لضبط إيقاع جسدك والقضاء على كمية الدهون الفائضة وإعطاء فرصة لتنظيم عمل الهرمونات وخلايا الدم لتقوم بعملها في إعادة تنظيم عمل أنظمة الجسم، وعلاج الوزن الزائد.

حالما يبدأ الإنسان بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة والمريضة أو المتضررة في الجسم لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية الهضم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة، وسوف يبدأ "بانتهام" النفايات السامة والأنسجة المتضررة ويزيل هذه السموم. ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل، أي الصيام عن الطعام والشراب، وبكلمة أخرى الصيام الإسلامي، فتأمل عظمة الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي يقدمها لنا.

هنالك أكثر من 60% من الشعب الأمريكي زائد الوزن عن الحدود الطبيعية! وهؤلاء كلّفوا الدولة 117 بليون دولار في سنة واحدة - عام 2002(!!) - . بالإضافة إلى 300 ألف وفاة سنوياً بسبب مشاكل الوزن الزائد الذي يكون بدوره سبباً رئيسياً في مرض السكر وأمراض القلب والتهاب المفاصل ومشاكل في الجهاز التنفسي والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، وجميع هذه الأمراض الخطيرة ترتبط بالبدانة بشكل مباشر.

وليس غريباً أن يكون الصيام سلاحاً ناجعاً ضد السمنة وما ينتج عنها من أمراض، ولو أنهم طبقوا القواعد الإسلامية في الصوم، فكم سيوفّروا من المال والمرض والمعاناة؟

***

هل لديك مرض مزمن عجز عنه الطبيب والدواء؟

هناك دراسات كثيرة تؤكد أن الصوم يعالج الأمراض المزمنة، والمرض المزمن هو الذي لم ينفع معه أي دواء فيبقى مدة طويلة من الزمن... الآن هذه فرصة ذهبية لعلاج هذا المرض مهما كان. فأمراض الكبد والكلى والقولون... وغير ذلك من الأمراض المستعصية، وجد العلماء علاجاً ناجعاً لها، إنه الصوم!

وعندما تدرك أخي المؤمن أهمية الصيام في علاج مثل هذه الأمراض، فإنك بلا شك تصبح أكثر اشتياقاً لهذا الشهر بل وتشعر بالسعادة والفرح والسرور أثناء ممارستك للصيام، لأنك ستجني فوائد عديدة.

الأثر الشفائي للصوم

قام العلماء بدراسة الأثر الشفائي للصوم وخرجوا بنتائج يقينية وهي أن الصوم هو أفضل وسيلة لمعالجة السموم المتراكمة في الخلايا!
فالصوم له تأثيرات مدهشة، فهو يعمل على صيانة خلايا الجسم، ويعتبر الصيام أنجع وسيلة للقضاء على مختلف الأمراض والفيروسات والبكتريا، وربما نعجب إذا علمنا أن في دول الغرب مراكز متخصصة تعالج بالصيام فقط!!
وتجد في هذه المراكز كثير من الحالات التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن مارست الصيام تم الشفاء خلال زمن قياسي!
ونحن أمرنا الله بالصيام فقال: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )[([16])]

وأن تصوموا خير لكم

يقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [([17])] . والله تعالى لا يكتب شيئاً على عباده إلا إذا كان فيه مصلحة ومنفعة لهم. ولذلك فقد عُرف الصيام منذ آلاف السنين قبل الإسلام عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض، وأن الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض!
والعجيب أخي المسلم...! أختي المسلمة...! أن علماء الغرب (وبعضهم ملحدون) بدأوا اليوم ينادون بالصيام كوسيلة علاجية فعالة لكثير من الأمراض... وهذه نتائج لأبحاث قام بها علماء متخصصون يؤكدون أن الصوم يعالج عشرات الأمراض!!

***

اكسب مزيداً من الطاقة بالصيام

يؤكد الباحثون اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدود القصوى!!! فعندما تصوم أخي المؤمن فإن تغيرات كثيرة تحصل داخل جسدك من دون أن تشعر، فهنالك قيود كثيرة تُفرض على الشياطين، فلا تقدر على الوسوسة والتأثير عليك كما في الأيام العادية، وهذا ما يرفع من مستوى الطاقة لديك لأنك قد تخلصت من مصدر للتوتر وتبديد الطاقة الفعالة سببه الشيطان.

إن أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام والشراب، في حالة الصيام سيتم توفير هذه الطاقة طبعاً ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة. وسيتم استخدام هذه الطاقة في عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة.

إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب هذا الشهر الفضيل، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير بسبب التأثير النفسي للصيام، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن مثلاً بسهولة أكبر، أو تستطيع أن تترك عادة سيئة مثلاً لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك.

***

الصيام يجدد الشباب!

أظهرت الدراسات والتجارب أن ممارسة الصيام على الحيوانات يضاعف من فترة بقائها أو حياتها!
ونجد كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى. وهذا بالنسبة لصيامهم وهو على عصير الفواكه فقط ولا يتميز بأي روحانية أو خشوع أو إحساس بمتعة الصيام كما في البلدان الإسلامية.

إن التنظيف المستمر للخلايا باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام. حتى إن حاجة الجسم من البروتين تخف خلال الصيام إلى الخمس! وهذا ما يعطي قدراً من الراحة للخلايا، حتى إن الصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن وصحيح. فإذا كان هذا تأثير الصيام غير الإسلامي، فكيف بتأثير الصيام الإسلامي؟

التدخين

الصوم يؤخر الشيخوخة ويقي من الأمراض

تبين من دراسات أجراها معهد الصحة العالمي (IHI) في أميركا أن تخفيض نسبة السعرات الحرارية المتناولة يوميا يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة ويقوي جهاز المناعة وفقا لأبحاث أجريت في جامعة ويسكنس (Wisconsin University)، شريطة أن يكون الغذاء صحيا ومتوازنا، كما أجريت أبحاث اخرى في جامعة ميرلاند الأميركية تبين فيها أن الإقلال من الطعام أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بأمراض السكري والقلب والسرطان.

وفي هذا السياق نشرت "الدورية الأمريكية لعلم التغذية السريري" الصادرة عن الجمعية الأميركية للتغذية، مقالا علميا استعرضت فيه نتائج تجارب أجريت على الثدييات والبشر، وكشفت عن دور الصوم المتقطع في خفض مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري، وأمراض القلب والشرايين.
وتبين أن الصوم المتقطع ساعد على زيادة استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، وعمل على تحفيز التقاط الخلايا لجزئيات الأنسولين، وهو ما يدعم نتائج دراسات سابقة أكدت أن هذا النوع من الصيام يزيد من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين، ما قد يسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بداء السكري.
كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون "الأديبونيسيتين" الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للجلوكوز في الجسم.
وفي السياق نفسه، كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري.

أما فيما يختص بالصحة القلبية فأبرزت البحوث الطبية ارتباط الصيام المتقطع، بعوامل الوقاية من أمراض القلب والشرايين، حيث كشفت دراسات عن دور الصوم المتقطع، في زيادة تركيز الكولسترول الحميد (HDL) عند الأشخاص الأصحاء، وخفض مستوى الدهنيات الثلاثية التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، الأمر الذي أرجعه المختصون لانخفاض كتلة الجسم، وتراجع كميات الدهون فيه نتيجة للصيام.

الأورام السرطانية :
الصوم يقلل احتمال حدوث الأورام السرطانية

أظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.
وأكدت البحوث دور الصيام المتقطع في زيادة مقاومة الجسم للخلايا السرطانية، مبرزة ارتباط هذا النظام من الصيام، بانخفاض معدل ظهور بعض الأورام، ومنها أورام الجهاز المناعي المعروفة بالليمفوما. وأظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات.
كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.

أشباح الخرف :

ولا تقتصر فوائد الصوم على محاربة الأمراض المزمنة ، بل تتعدى ذلك إلى إبطاء زحف الشيخوخة على خلايا الدماغ، حيث أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع ، في تأخير هرم الخلايا الدماغية ، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن تأثير محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية إلى النصف تقريبا، في تأخير هرم الأنسجة الدماغية.

الصوم والهدوء النفسي

من توجيهات الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - للصائم أن يلتزم بالسكينة والهدوء، وأن يبتعد بنفسه عن انفعالات الغضب والتوتر والشدةالنفسية، وذلك لما لها من آثار ضارة على مستوى حياة الإنسان وسلامته، وعلى مستوى استفادته من صيامه أيضا.
أما وقد انتصر الصائم على نفسه بالإمساك عن الطعام والشراب وغيره من الشهوات ولو كان مبذولا وحلالا، فعليه أن ينتصر على نفسه ويملك زمامها في مجال العلاقات الإنسانية، فيتصف بالحلم والسكينة والهدوء والحكمة في معالجة المواقف المثيرة للغضب والشدة النفسية، قال -صلى الله عليه وسلم- « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم» [([18])].

ويجب التعلم من مواقف بعض العلماء الأعلام الذين أعطونا دروسا سامية في كيفية معالجة مثل هذه المواقف بالحكمة، والترفع عن النزول إلى مستوى السفهاء من الناس، فـــــ

أحد هؤلاء العلماء الأفاضل أغلظ أحدهم له بالقول فما كان منه إلا أن واجهه بهدوء قائلاً: " إنما هي صحيفتك فاملأها بما تشاء "...
، فأُسقط في يد المهاجم وانصرف.

مسك الختام

لقد تبين من هذا البحث الوجيز أن في الصوم فوائد جمة للإنسان، منها ما هو متصل بسموه النفسي والخلقي والروحي، ومنها ما هو متصل بإضفاء الصحة والعافية على جسمه وتخليصه من السمنة وما يتصل بها من أمراض، وتنقية جسمه من السموم والآفات، كما يعيد بناء أنسجته وخلاياه ويجددها فيطلق طاقاته وحيويته بما يعود عليه بأفضل النتائج في صحته وسلامته ووقايته من الأمراض الوبيلة،
وصدق ربنا -عز وجل- اذ يقول : { وأن تصوموا خير لكم }[([19])] و
كما قيل « صوموا تصحوا» (ضعيف الجامع) .....
والحمد لله على ماهدانا إليه وأحاطنا به من الرعاية والعناية { إن ربكم لرؤوف رحيم } [([20])][([21])].

***

[ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الرابع ] : اسرار الصيام السبع

نعيش هذه الرحلة الطيبة مع أسرار جديدة لعبادة رائعة هي الصيام، وما كشفه العلماء وفق آخر الأبحاث والدراسات

عندما يصل المرض إلى مرحلة اليأس أو الاستعصاء على الأطباء فإن أفضل وسيلة هي اللجوء إلى الدواء المجاني المضمون...
وهو الصوم!
فقد وجد الباحثون في أسرار الشفاء حقائق جديدة تكشف فوائد الصوم اللامحدودة، وخصصوا المشافي المتطورة التي تعالج بنظام دوائي يعتمد الصوم أساساً للشفاء الناجع. وسوف نوجز أهم النتائج التي وصل إليها الأطباء والمتخصصون حديثاً في نقاط محددة:

1.]- فقد أظهرت الأبحاث الميدانية التي أجريت على أعداد كبيرة من المرضى أن الصوم يعالج :
- السرطان و
- يوقف نمو الخلايا السرطانية و
- يثبط العوامل التي تحدث خلالاً في نظام عمل الخلايا. و
لذلك ينصح الأطباء بضرورة الصيام كعلاج وقائي لمنع تحول الخلايا السليمة إلى خلايا مسرطنة. وقد لوحظ أن نسبة الإصابة بالسرطان بين الصائمين ولاسيما الصيام على الطريقة الإسلامية أقل بكثير ممن سواهم، فسبحان الله!

2.]- مع تطور التكنولوجيا وما تحمله من تلوث بالسموم وتلوث ضوئي وتلوث صوتي بسبب الضجيج والإضاءة الزائدة في الليل .. فإن العلماء اكتشفوا سراً جديداً لطرد السموم من الجسم من دون آثار جانبية، فقط بممارسة الصوم لأيام متعددة! فالجراحون يعجزون عن إزالة السموم المتراكمة في كل خلية من خلايا الجسم (لأن الجسم يحوي آلاف الملايين من الخلايا بل أكثر)، وهنا يأتي الصيام ليقوم بمهمة تنظيف الخلايا بشكل آمن وسليم ودون أضرار، وهذا سر من أسرار الصوم.

+ عالج السموم المتراكمة والتلوث بالصيام

إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب.

يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن الثقيلة والمواد السامة!! [راجع بداية المقال] و
كل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت.

فتأمل معي كم يستهلك الإنسان من معادن لا يستطيع الجسم أن يمتصها أو يستفيد منها، بل هي عبء ثقيل تجعل الإنسان يحسّ بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير، بمعنى آخر هذه السموم تنعكس سلباً على جسده ونفسه، وقد تكون هي السبب الخفي الذي لا يراه الطبيب لكثير من الأمراض المزمنة،

ولكن ما هو الحل؟

يقول الأطباء المعالجون بالصوم: إن الحل الأمثل لاستئصال المواد المتراكمة الملوثة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً.
ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً ميكانيكياً جيداً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.

3.]- من منا لا يعاني من هموم تتراكم في هذا العصر بسبب المشاكل المادية والنفسية والاجتماعية ومشاكل أفرزتها العولمة وتأثير الفضائيات والحروب وغيرها؟

إن المشاكل النفسية فقط تكلف الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات سنوياً دون فائدة أو علاج! وسبحان الله،
يؤكد العلماء وبمختلف اختصاصاتهم النفسية والتربوية والاجتماعية أن للصوم تأثير مذهل في تأمين الاستقرار النفسي وعلاج كثير من المشاكل الاجتماعية والأسرية!

+عالج ضغوطك النفسية بالصيام

للصيام قدرة فائقة على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!!
حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.

حتى إننا نجد أن كثيراً من علماء النفس يعالجون مرضاهم النفسيين بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة! ولذلك يعتبر الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض:
- الفصام و
- الاكتئاب و
- القلق و
- الإحباط

4.]- مرض العصر حالياً هو البدانة أو الوزن الزائد والذي يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل :
- أمراض القلب و
- ضغط الدم و
- السكري و
- الكولسترول و
- أمراض العمود الفقري، و

هذه الأمراض أو بعضها يعاني منها أكثر من نصف المجتمع!!! وعلى الرغم من تطور وسائل العلاج إلا أن الأطباء يؤكدون وبشدة أو الصوم هو العلاج الوحيد الناجع لجميع هذه الأمراض... فسبحان الله!

5.]- الصوم علاج فعال لكثير من العادات السيئة التي تفتك بالمجتمع، مثل :
- التدخين و
- المخدرات و
- تعاطي الكحول و
- كثرة النظر إلى المحرمات... وسبحان الله،

لا نعجب إذا علمنا أن الأطباء من غير المسلمين يؤكدون أن الطريقة المثالية للتخلص من هذه العادات السيئة هو الصوم!

6.]- يعاني كثير من الشباب في عصرنا هذا من عدم القدرة على الزواج بسبب تعقيدات المجتمع وعدم تطبيق المبادئ الإسلامية التي تقضي بتيسير أمر الزواج، ولذلك يعاني الباب من ضغوط عاطفية قد تقودهم للفاحشة.

ويؤكد المختصون أن تقليل الطعام والشراب (ويفضل الصيام) لأن الجوع والعطش يصرف تفكير الشاب عن الأشياء المحرمة ويقلل من إفراز الهرمونات المسؤولة عن ذلك فيشعر الصائم بسعادة وراحة نفسية لا توصف!

7.]- هناك اكتشاف علمي جديد ومؤكد حيث أثبت العلماء أن الصيام يطيل عمر الخلايا ويرفع من النظام المناعي وبالتالي فالصائمون يعيشون معدلات عمر أعلى من غيرهم!

وهذا من عجائب الصوم وأسراره التي تدعو المؤمن لتذوق حلاوة الصيام ولاسيما في شهر رمضان المبارك. إن رفع مستويات الطاقة الفعالة لدى الصائم نتيجة الامتناع عن الطعام والشراب، وزيادة قدرة الخلايا المناعية على أداء عملها وتنشيط النظام المناعي... يعني أمراً مهماً وهو قدرة جسد الصائم على علاج كافة الأمراض بلا استثناء، فسبحان الله!

وأخيراً ...


مهما بحثنا في أسرار الصوم لا ننتهي... ومهما عددنا فوائد الصيام لا نحصيها، ومهما درسنا منافع هذه العبادة والخير الكثير الذي يأتي بسببها لا يمكن أن نعددها...

ولكن البيان الإلهي يلخص لنا كل هذه الفوائد بكلمات بليغة ورائعة يقول فيها -تبارك وتعالى- مخاطباً البشر جميعاً: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [([22])] .

نسأل الله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ليس في رمضان فقط بل طيلة أشهر العام الهجري عسى الله أن يتقبل من الجميع، إنه سميع مجيب... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــ


مراجع




ملف من اعداد
ابن الرَّمَادِيُ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 04 / 2020, 42 : 09 AM
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون }[(1)]

-*/-*/



أركان الصوم

-*/-*/

[ ٢ . ]الْبَابُ الثَّانِي :



[ ١ . ]:" الْبَحْثُ الْأَوَّلُ:" أركان الصوم وشروطه ":






رَكَنَ إلىٰ الأمر: اي مال إليه وسكن،
قال -تعالىٰ في علاه وتقدست اسماه-: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ...﴾[(2)]؛ أي: لا تميلوا وتسكنوا إلىٰ الظالمين،
و
رُكْنُ الشيء: جانبه الأقوىٰ،
قَالَ تعالى علىٰ لسانه نبيه لوط : ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد ﴾[(3)]
و
(الركن) في اصطلاح الأصوليين:
« ما يتوقف عليه وجود الشيء وعدمه »،
و
يعبرون عن ذلك بقولهم:
« ما يتوقف علىٰ وجوده الوجود، وعلىٰ عدمه العدم »؛
و
كثيرًا ما يعبر الفقهاء عن الركن بــ « الشرط »، ويريدون منه، « ما لا بد منه » .
-*/-*/-*/
ركني الصوم:
والصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين، لا يتصور حصوله بدونهما:
﴿ ١ . ١ . ﴾ : الركن الأول:
النية، ومعناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه من غير تردد، والمراد بها هنا قصد الصوم، و
الدليل على أن النية ركن لصحة الصيام، قوله - صلى الله عليه وسلم-:
« إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى »[(4)]، و


هو يعم كل عمل ،
و
قوله في حديث حفصة -رضي الله عنها؛ وعن أبيها-: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :.
« مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ »[(5)]:
ومحل النية القلب، ولا يشرع التلفظ بها، وهو خلاف السُّنَّة؛ لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه، وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لثوابه، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت، وهو: إيقاع النية ليلاً، لحديث حفصة المتقدم، و

تصح النية في أي جزء من أجزاء الليل، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم غداً.
وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددناها ركناً أم شرطاً.
-*/-*/
﴿ ١ . ٢ . ﴾ - الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات من :
- طعام،
و
- شراب، و
- جماع، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس،
ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ﴾[(6)]، و
المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، بياض النهار وسواد الليل، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
« لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق ﴾[(7)].
و
قوله -صلى الله عليه وسلم-:
« إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم »[(8)]، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه.
-*/-*/
﴿ ١ . ٣ . ﴾ : شروط الصوم:
وهناك شروط ذكرها أهل العلم لا بد من توفرها حتى يجب الصوم على العبد، وهي: أن يكون :
- مسلماً
- بالغاً
- عاقلاً
- مقيماً
- قادراً
- خالياً من الموانع الشرعية.
فلا يصح الصوم من الكافر، فإن أسلم في أثناء الشهر، صام الباقي، ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر، ويقضي اليوم الذي أسلم فيه، إن أسلم أثناء النهار، نص عليه الإمام مالك، والإمام أحمد وغيرهما.
و

لا يجب الصوم على الصغير غير البالغ لعدم التكليف، و
لكنه يصح منه، و
يكون في حقه نافلة، و
لو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه، و
يستحب تدريبه على الصوم ليعتاد عليه، ولئلا يجد صعوبة فيه حال البلوغ، فقد ثبت في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ -رضي الله عنها- أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض:
" كنا نُصَوِّمُ صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"[(9)].
ولا يجب الصوم على مجنون، ولو صام حال جنونه، لم يصح منه؛ لأن الصوم عبادة مفتقرة إلى النية، والمجنون لا يتصور منه النية، وفي الحديث الصحيح عن علي -رضي الله عنه- مرفوعاً:
( رُفِعَ القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل) [(10)].
ولا يجب الصوم على غير القادر لمرض دائم،
أو
كبر، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم. و
لا يجب على المسافر، و
المريض مرضاً عارضاً، و
لكنهما يقضيانه حال زوال عذر المرض أو السفر؛ لقوله -جل وعلا-:
{ ... فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ... }[(11)].
و
لا يجب الصوم على :
- الحائض ؛ و
- النفساء،
بل يحرم عليهما، ولا يصح منهما؛ لوجود المانع الشرعي، ولو جاءها الحيض أو النفاس أثناء الصوم، بطل صوم ذلك اليوم، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان.
و
الطهارة ليست شرطاً لصحة الصوم، فإذا تسحر الجنب، وشرع في الصوم، ولم يغتسل، صح صومه.
و
كذلك
لو طهرت المرأة من الحيض في الليل ولم تغتسل، وصامت يومها التالي صح الصوم منها.
هذه هي أهم أركان الصوم وشروطه، وللسادة العلماء مزيد تفصيل وبيان فيها، يمكن الرجوع إليها في مظانها، والله أعلم.
**

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 04 / 2020, 43 : 10 AM
[ ٢ . ]الْبَابُ الثَّانِي :
الْبَحْثُ الثَّانِي :"سنن الصوم وآدابه "
الأدب عنوان فلاح المرء وسعادته في الدنيا والآخرة؛ وأكمل الأدب وأعظمه الأدب مع الله -سبحانه وتعالىٰ-، ولذلك شُرعت لكل عبادة في الإسلام آداب ينبغي علىٰ المسلم الحفاظ عليها ومراعاتها؛ فــ
- قراءة القرآن لها آداب،
- الصلاة لها آداب، و
- الحج له آداب؛ و
- الزكاة والصدقة لهما آداب؛ و
- مساعدة المحتاج لها آداب ؛ و
- حضور مجالس العلم والسؤال لهما آداب؛
وكذلك :
- الصوم له آداب عظيمة، لا يتم علىٰ الوجه الأوفق والأمثل إلا بها، ولا يكمل إيمان العبد إلا بتحقيقها.
والعبادات المفروضة وإن كانت تصح من غير الإتيان بآدابها وسننها إلا أنها تبقىٰ ناقصة الأجر، قليلة الأثر، ولأجل هذا الملحظ شُرعت السنن والآداب؛ وأكملها لنا الرسول المجتبى والنبي المحتبى والــحــبــيــــب المرتضى المجتبى لتكميل النقص أو السهو والنسيان إذا طرأ علىٰ الفرائض والواجبات؛ كي يعيش المسلم في حياة إسلامية متكاملة الآركان وقوية البنيان.
وقد جاءت الشريعة الحنيفية الغراء الإسلامية السهلة الميسرة والمنهج النبوي المحمدي بــ
- كف اللسان عن المحرمات من :
- غيبة و
- نميمة و
- كذب و
- سَفَه و
- عدوان في كل وقت وحين... و
- سلوك غير لائق بمَن آمن بالله ربا واحدا وبمحمد نبيا خاتما وبالقرآن منهاجا وشريعة؛
إلا أن الكف عن هذه الأمور يتأكد في رمضان، لمنافاتها لحقيقة الصوم والغاية منه، فيكون التدريب في شهر معين على بقية الشهور والأيام، إذ أن رب رمضان هو- سبحانه وتعالى – رب بقية الشهور والأيام والأعوام، وفي الحديث عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه »[(92)]. و
قال -ﷺ-: « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذٍ ولا يجهل، فان سابَّه أحد أو قاتله أحد، فليقل: إني امرؤ صائم »[(93)]،
و
« الرفث »هو: الكلام الفاحش...
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: < ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه >، ثم قال: < وكانوا -يقصد السلف الصالح- إذا صاموا قعدوا في المساجد >، وقالوا: « نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحداً ».
وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -ﷺ-.
فعلى الصائم أن يحفظ :
- بصره عن النظر إلىٰ المحرمات، وإضاعة وقته في المسلسلات الهابطة والبرامج المتلفزة الفاسدة؛ ويحفظ :
- أذنه عن الاستماع للغناء وآلات اللهو، ويحفظ :
- بطنه عن كل مكسب خبيث محرم... فليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلىٰ ربه بترك المباحات من الطعام والشراب والجماع؛ وما لذ وطاب، وهو لم يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال، من الكذب والظلم والعدوان، وارتكاب المحرمات؛ وإضاعة الوقت فيما لا نفع فيه.
ومن فعل ذلك كان كمن يضيِّع الفرائض، ويتقرب بالنوافل.
كما يستحب للصائم :
- بذل الصدقة للمحتاجين من الفقراء والمساكين، وفي الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- أنه -ﷺ-: « كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فَلَرَسول الله-ﷺ- أجود بالخير من الريح المرسلة »[(94)].
ومن السنن المشروعة في الصيام:
- تناول السحور ؛ و
- تأخيره، لما في ذلك من عون علىٰ صيام النهار، قال -ﷺ-: « تسحروا فإن في السحور بركة »[(95)]، وقال في الحديث الآخر: « فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلَة السَّحَر »[(96)]
يقول زيد بن ثابت: " تسحرنا مع النبي-ﷺ-، ثم قمنا إلىٰ الصلاة "[(97)]، وهو يدل علىٰ استحباب تأخير السحور.
كما يستحب للصائم :
- تعجيل الفطر لقوله-ﷺ- : « لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر »[(98)]. وأن :
- يفطر على رطبات إن تيسر؛ لحديث أنس -رضي الله عنه-، قال: « كان رسول الله-ﷺ-يفطر قبل أن يصلي علىٰ رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء»[(99)].
ومن الأمور المسنونة للصائم :
- الدعاء عند فطره، وفي الحديث: « ثلاثة لا ترد دعوتهم -وذكر منهم- والصائم حين يفطر»[(100)]، وثبت عنه -ﷺ- عند الإفطار، قوله: « ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالىٰ »[(101)].
وبهذا يتبين أن حقيقة الصيام ليست مجرد الإمساك عن المفطرات الحسية فحسب، فإن ذلك يقدر عليه كل أحد، كما قال بعضهم: " أهون الصيام ترك الشراب والطعام "، ولكن حقيقة الصيام ما أخبر عنه جابر -رضي الله عنه- بقوله: " إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذىٰ الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ".[(102)]
فاحرص -أخي الصائم؛ أختي الصائمة- علىٰ الالتزام بهذه الآداب والمسنونات، واجتنب المحرَّمات والمكروهات، ففي ذلك حفظ لصومك، ومرضاة لربك، وزيادة في أجرك. ".
ــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
20 / 04 / 2020, 07 : 05 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

[ آية 30؛ سورة النمل 27]



بحث




الصيام عند الأمم السابقة



دراسة مقارنة



*..*..*


قالَ الطبريُّ في تأويلِ قوله تعالى : { ... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }[1]، يَعْنِي فُرِضَ عَلَيْكُمْ مَثَل َالَّذِي فُرِضَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ؛
ثم
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطبري : " ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِينَ :
- عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ : " كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=527&idto=527&bk_no=50&ID=532#docu) " ، وَ
- فِي الْمَعْنَى الَّذِي وَقَعَ فِيهِ التَّشْبِيهُ بَيْنَ فَرْضِ صَوْمِنَا وَصَوْمِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا " .

ورأيتُ أن أعرضَ كافة الأقوال التي وردت في مسألة " الصيام في الأمم السابقة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=2&ayano=183#docu) " ...
ثم نستخلص من أبحاث العلماء الرأي الذي نظن أنه صواب ونميل إليه .

ذكر القرطبي قول مجاهد إذ قال : " كتب الله -عز وجل- صوم شهر رمضان على كل أمة " .

وعند ابن كثير من رواية عباد بن منصور عن الحسن قال : " واللهِ؛ لقد كتب الله الصيام على كل أمة خلت كما كتبه علينا شهرًا كاملاً " .

وعن ابن عمر مرفوعًا قال : " صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم " .



قال الإمام الرازي في تفسيره : " هَذِهِ الْعِبَادَةُ ـ الصيام ـ كَانَتْ مَكْتُوبَةً وَاجِبَةً عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى عَهْدِكُمْ ، مَا أَخْلَى اللَّهُ أُمَّةً مِنْ إِيجَابِهَا عَلَيْهِمْ لَا يَفْرِضُهَا عَلَيْكُمْ وَحْدَكُمْ ، وَفَائِدَةُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ الصَّوْمَ عِبَادَةٌ شَاقَّةٌ ، وَالشَّيْءُ الشَّاقُّ إِذَا عَمَّ سَهُلَ تَحَمُّلُهُ " .

وقد قال ابن عاشور : " اللَّهُ شَرَعَهَا ـ عبادة الصيام ـ قَبْلَ الْإِسْلَامِ لِمَنْ كَانُوا قَبْلَ الْمُسْلِمِينَ ، وَشَرَعَهَا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي اطِّرَادَ صَلَاحِهَا وَوَفْرَةَ ثَوَابِهَا ، وَإِنْهَاضَ هِمَمِ الْمُسْلِمِينَ لِتَلَقِّي هَذِهِ الْعِبَادَةِ كَيْلَا يَتَمَيَّزَ بِهَا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ " .



أولاً : عهد أبي البشر والناس أجمعين آدم ؛ عليه السلام .



قال صاحب الفتح : ذَكَرَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ أَنَّ " آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَام- لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ تَابَ ، تَأَخَّرَ قَبُولُ تَوْبَتِهِ مِمَّا بَقِيَ فِي جَسَدِهِ مِنْ تِلْكَ الْأَكْلَةِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا ، فَلَمَّا صَفَا جَسَدُهُ مِنْهَا تِيبَ عَلَيْهِ ، فَفُرِضَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ صِيَامُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا " .



قلتُ [ الرمادي ] : وأظن أنَّ هذا القول ينسب إلى أَبي الْخَيْرِ الطَّالِقَانِيُّ نقلاً من كِتَابِهِ " حَظَائِرُ الْقُدُسِ " .

وعقب صاحب الفتح بقوله :" وَهَذَا ـ الإدعاء ـ يَحْتَاجُ إِلَى ثُبُوتِ السَّنَدِ فِيهِ إِلَى مَنْ يُقْبَلُ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ ، وَهَيْهَاتَ وِجْدَانُ ذَلِكَ" ، وبالتالي تسقط هذه الرواية ولا يعتمد عليها ولا يحتج بها .

قلتُ :" وإذا لم تصح هذه الرواية ولا يجوز الإعتماد عليها غير أننا نجد عند القرطبي في جامعه :" ما روي عن مجاهد بن جبر المفسر التابعي المعروف وأحد النجباء من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن الله -عز وجل- كتب صوم رمضان على كل أمة " . [2]

قلتُ : إذا اعتمدنا قول التابعي الجليل ؛ تلميذ ابن عباس فيمكننا القول بأن كل أمة من الأمم السابقة قد أوجب الله -تعالى- عليها الصيام دون إستثناء ، لكن ينقصنا الدليل والسند لتثبيت هذا الرأي،
هذه واحدة ،
أما الثانية فإنه يفهم من قوله -تعالى- : " من قبلكم " ، أي كل مَن جاء قبلنا ، و " من " هنا للبيان . والله أعلم .



ثانياً : نوح عليه السلام ؛ كما يسميه البعض آدم الثاني .



د. محمد إبراهيم الشريف (http://www.alukah.net/Authors/View/Spotlight/430/) في بحثٍ له تحت عنوان : " الصيام في الأمم السابقة " قال :" ويُرجع أهل التاريخ بداية تشريع هذه الفريضة ـ الصيام ـ إلى عهد نوح النبي -عليه السلام- ؛ فيقولون إنه ـ أي النبي نوح ـ أول من صام رمضان لما خرج -عليه السلام- من السفينة " ، ثم يعقب د. الشريف بالقول :" ومن المرجح أن فريضة الصيام قد عرفت قبل هذا التاريخ ، ومعلوم أنه كان قبل نوح -عليه السلام- أمم وأجيال شغلت الزمان منذ نبي الله آدم -عليه السلام- " .

وهنا تعوزنا الأدلة المسندة لنثبت أن قبل زمن نوح -عليه السلام- صام الناس .



قالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ محمد عبده : " أَبْهَمَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا " .

قلتُ : وقد صدق الإستاذ الإمام فيما قاله لحكمةٍ يعلمها -سبحانه وتعالى- ، نسعى أن نتبينها .



ثم يقول د. الشريف :" من الملاحظ أن آية سورة البقرة - آية 183 - لم تُشر في وضوح إلى كيفية صيام الأمم السابقة ، أو مقدار هذا الصوم وزمانه ، وإن كانت قد أشارت في إجمال إلى فرض الله له على السابقين ، وقد فرض الله على الأمة الإسلامية على نحو من فرضيته له على مَن سبقها من الأمم " .

قلتُ [ الرمادي ]: و ما قاله فضيلة الدكتور الشريف إضافة هامة إلى قول الإمام محمد عبده ـ رحمه الله -تعالى -ـ ، وهكذا لا يدل ظاهر الآية القرآنية على أكثر من فريضة الصيام ووجوبه ؛ إذ ليس شيء في ألفاظ الوجوب أصرح من قول الله -تعالى- : " كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ " [البقرة : 183] .

فقد كان الصوم مكتوبًا ومفروضًا عليهم ، ومثل كتابته وفريضته عليهم كُتِب وفُرِض على المسلمين .



بيد أن الأستاذ الإمام تعرض لأمم سابقة .



ثالثاً : مصر القديمة واليونان والرومانيون و وثنيو الهند :

عقبَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ محمد عبده بعد جملته السابقة بالقول : " وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ الصَّوْمَ مَشْرُوعٌ فِي جَمِيعِ الْمِلَلِ حَتَّى الْوَثَنِيَّةِ ، فَهُوَ مَعْرُوفٌ عَنْ قُدَمَاءِ الْمِصْرِيِّينَ فِي أَيَّامِ وَثَنِيَّتِهِمْ ، وَانْتَقَلَ مِنْهُمْ إِلَى الْيُونَانِ فَكَانُوا يَفْرِضُونَهُ لَا سِيَّمَا عَلَى النِّسَاءِ ، وَكَذَلِكَ الرُّومَانِيُّونَ كَانُوا يُعْنَوْنَ بِالصِّيَامِ ، وَلَا يَزَالُ وَثَنِيُّو الْهِنْدِ وَغَيْرُهُمْ يَصُومُونَ إِلَى الْآنِ " .

وينقل الشيخ محمد رشيد رضا ؛ الطرابلسي؛ تلميذ الأستاذ الإمام المِصري -رحمهما الله تعالى- فكتبَ :" قَالَ شَيْخُنَا ـ الأستاذ الإمام محمد عبده : إِنَّ الْوَثَنِيِّينَ كَانُوا يَصُومُونَ لِتَسْكِينِ غَضَبِ آلِهَتِهِمْ إِذَا عَمِلُوا مَا يُغْضِبُهَا ، أَوْ لِإِرْضَائِهَا وَاسْتِمَالَتِهَا إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ فِي بَعْضِ الشُّئُونِ وَالْأَغْرَاضِ ، وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ إِرْضَاءَ الْآلِهَةِ وَالتَّزَلُّفَ إِلَيْهَا يَكُونُ بِتَعْذِيبِ النَّفْسِ وَإِمَاتَةِ حُظُوظِ الْجَسَدِ ، وَانْتَشَرَ هَذَا الِاعْتِقَادُ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ، حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَامُ يُعَلِّمُنَا أَنَّ الصَّوْمَ وَنَحْوَهُ إِنَّمَا فُرِضَ ؛ لِأَنَّهُ يُعِدُّنَا لِلسَّعَادَةِ بِالتَّقْوَى ، وَأَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنَّا وَعَنْ عَمَلِنَا ، وَمَا كَتَبَ عَلَيْنَا الصِّيَامَ إِلَّا لِمَنْفَعَتِنَا " .



قال صاحب المنار : " وَقَدْ كُتِبَ عَلَى أَهْلِ الْمِلَلِ السَّابِقَةِ فَكَانَ رُكْنًا مَنْ كُلِّ دِينٍ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَقْوَى الْعِبَادَاتِ وَأَعْظَمِ ذَرَائِعِ التَّهْذِيبِ ، وَفِي إِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى لَنَا بِأَنَّهُ فَرَضَهُ عَلَيْنَا كَمَا فَرَضَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا إِشْعَارٌ بِوَحْدَةِ الدِّينِ أُصُولِهِ وَمَقْصِدِهِ ، وَتَأْكِيدٌ لِأَمْرِ هَذِهِ الْفَرْضِيَّةِ وَتَرْغِيبٌ فِيهَا" .



قال الرازي : " اللَّهُ -تَعَالَى- فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ عَلَىٰ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " .



رابعاً : اليهود



القرطبي حدد أن المقصود من الآية :" هُمُ الْيَهُودُ " ؛ والإمامُ ابن عاشور تبنى قولاً واحداً ؛ إذ يقول :" وَالْمُرَادُ بِـ : { ... الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... } مَنْ كَانَ قَبْلَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّرَائِعِ ، وَهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ – أَعْنِي ـ والقول للإمام ابن عاشور ـ الْيَهُودَ - لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يَعْرِفُهُمُ الْمُخَاطَبُونَ وَيَعْرِفُونَ ظَاهِرَ شِئُونِهِمْ وَكَانُوا عَلَى اخْتِلَاطٍ بِهِمْ فِي الْمَدِينَةِ " .



قال صاحب المنار : " وَلَيْسَ فِي أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِينَا مَا يَدُلُّ عَلَى فَرْضِيَّةِ الصِّيَامِ ، وَإِنَّمَا فِيهَا مَدْحُهُ وَمَدْحُ الصَّائِمِينَ ، وَثَبَتَ أَنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّوْمَ كَانَ مَعْرُوفًا مَشْرُوعًا وَمَعْدُودًا مِنَ الْعِبَادَاتِ ، وَالْيَهُودُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ يَصُومُونَ أُسْبُوعًا تِذْكَارًا لِخَرَابِ أُورْشَلِيمَ وَأَخْذِهَا ، وَيَصُومُونَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ آبَ [ أغسطس ] " .

ثم يقول صاحب المنار -رحمه الله- : " وَيُنْقَلُ أَنَّ التَّوْرَاةَ فَرَضَتْ عَلَيْهِمْ صَوْمَ الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ وَأَنَّهُمْ يَصُومُونَهُ بِلَيْلَتِهِ وَلَعَلَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَهُ عَاشُورَاءَ ، وَلَهُمْ أَيَّامٌ أُخَرُ يَصُومُونَهَا نَهَارًا".



خامساً : النَّصَارَىٰ



الإمام الطبري ؛ شيخ المفسرين ذكر في موسوعته التفسيرية : قَالَ بَعْضُهُمُ : الَّذِينَ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَنِ الصَّوْمِ الَّذِي فَرَضَهُ عَلَيْنَا ، أَنَّهُ كَمَثَلِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِمْ ، هُمُ النَّصَارَى " . ثم أورد ذِكْرَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ .



قال ابن العربي في أحكام القرآن في تأويل قَوْله تَعَالَى: { ... كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }؛ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:

قِيلَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ،

وَقِيلَ : هُمْ النَّصَارَى.

وَقِيلَ : هُمْ جَمِيعُ النَّاسِ .

وَهَذَا الْقَوْلُ الْأَخِيرُ ـ عند ابن العربي ـ سَاقِطٌ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ الصَّوْمُ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا بِإِمْسَاكِ اللِّسَانِ عَنْ الْكَلَامِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَرْعِنَا ؛ فَصَارَ ظَاهِرُ الْقَوْلِ رَاجِعًا إلَى النَّصَارَى لِأَمْرَيْنِ :

أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ الْأَدْنَوْنَ إلَيْنَا .

الثَّانِي : أَنَّ الصَّوْمَ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ كَانَ إذَا نَامَ الرَّجُلُ لَمْ يُفْطِرْ ، وَهُوَ الْأَشْبَهُ بِصَوْمِهِمْ .



صاحب المنار يقول ؛ ووافقه في الرأي ابن عاشور :" وَأَمَّا النَّصَارَى فَلَيْسَ فِي أَنَاجِيلِهِمُ الْمَعْرُوفَةِ نَصٌّ فِي فَرِيضَةِ الصَّوْمِ ، وَإِنَّمَا فِيهَا ذِكْرُهُ وَمَدْحُهُ وَاعْتِبَارُهُ عِبَادَةً كَالنَّهْيِ عَنِ الرِّيَاءِ وَإِظْهَارِ الْكَآبَةِ فِيهِ ، بَلْ تَأْمُرُ الصَّائِمَ بِدَهْنِ الرَّأْسِ وَغَسْلِ الْوَجْهِ حَتَّى لَا تَظْهَرَ عَلَيْهِ أَمَارَةُ الصِّيَامِ فَيَكُونُ مُرَائِيًا كَالْفُرِيسِيِّينَ ، وَأَشْهَرُ صَوْمِهِمْ وَأَقْدَمُهُ الصَّوْمُ الْكَبِيرُ الَّذِي قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ ، وَهُوَ الَّذِي صَامَهُ مُوسَى وَكَانَ يَصُومُهُ عِيسَى -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- وَالْحَوَارِيُّونَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- ، ثُمَّ وَضَعَ رُؤَسَاءُ الْكَنِيسَةِ ضُرُوبًا أُخْرَى مِنَ الصِّيَامِ وَفِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ الْمَذَاهِبِ وَالطَّوَائِفِ ، وَمِنْهَا صَوْمٌ عَنِ اللَّحْمِ ؛ وَصَوْمٌ عَنِ السَّمَكِ ؛ وَصَوْمٌ عَنِ الْبَيْضِ وَاللَّبَنِ ، وَكَانَ الصَّوْمُ الْمَشْرُوعُ عِنْدَ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ - كَــ صَوْمِ الْيَهُودِ- يَأْكُلُونَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَغَيَّرُوهُ وَصَارُوا يَصُومُونَ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ، وَلَا نُطِيلُ ـ يقول الشيخ محمد رشيد رضا نقلا من المنار ـ فِي تَفْصِيلِ صِيَامِهِمْ ، بَلْ نَكْتَفِي بِهَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }، أَيْ فُرِضِ عَلَيْكُمْ كَمَا فُرِضَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ قَبْلِكُمْ . فَهُوَ تَشْبِيهُ الْفَرْضِيَّةِ بِالْفَرْضِيَّةِ وَلَا تَدْخُلُ فِيهِ صِفَتُهُ وَلَا عِدَّةُ أَيَّامِهِ ، وَفِي قِصَّتَيْ زَكَرِيَّا وَمَرْيَمَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- ؛ أَنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ عَنِ الْكَلَامِ ؛ أَيْ : مَعَ الصِّيَامِ عَنْ شَهَوَاتِ الزَّوْجِيَّةِ وَالشَّرَابِ وَالطَّعَامِ " .

و ابن عاشور وافق الشيخ رشيد في قوله فكتبَ يقول: " أَمَّا النَّصَارَى فَلَيْسَ فِي شَرِيعَتِهِمْ نَصٌّ عَلَى تَشْرِيعِ صَوْمٍ زَائِدٍ عَلَى مَا فِي التَّوْرَاةِ فَكَانُوا يَتَّبِعُونَ صَوْمَ الْيَهُودِ " .

قلتُ [ الرمادي ] : لم يوثق لنا الأستاذ الإمام أو تلميذه الشيخ الجليل محمد رشيد رضا ؛ وأيضا فضيلة الشيخ الموقر ابن عاشور ؛ السادة العلماء أصحاب القدم الراسخة في التأويل ؛ أقول : لم يوثق أي منهم ما لخصه لنا من الكتاب المقدس ؛ العهد العتيق ، فلم يذكر أي منهم اسم الكتاب / الإصحاح أو الإنجيل أو رقم الآية أو الفقرة ؛ مع علمي بأن فضيلة الشيخ رشيد والشيخ ابن عاشور في مواضع آخرى من تفسيرهما ذكرا ـ جزاهما الله عنا كل الخير ـ اسم الإصحاح ورقم الآية عند الإستدلال .

وأذكره : [ راجع : الرساله الي اهل روميه 14 / الاصحاح الرابع عشر / العهد الجديد ، و الرساله الي اهل كولوسي / الاصحاح الثاني / العهد الجديد ]



وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)؛ قَالُوا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " ، ثُمَّ إِنَّ رُهْبَانَهُمْ شَرَعُوا صَوْمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا اقْتِدَاءً بِالْمَسِيحِ ، إِذْ صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَبْلَ بَعْثَتِهِ ،وَيُشْرَعُ عِنْدَهُمْ نَذْرُ الصَّوْمِ عِنْدَ التَّوْبَةِ وَغَيْرِهَا ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَوَسَّعُونَ فِي صِفَةِ الصَّوْمِ ، فَهُوَ عِنْدَهُمْ تَرْكُ الْأَقْوَاتِ الْقَوِيَّةِ وَالْمَشْرُوبَاتِ ، أَوْ هُوَ تَنَاوُلُ طَعَامٍ وَاحِدٍ فِي الْيَوْمِ يَجُوزُ أَنْ تَلْحَقَهُ أَكْلَةٌ خَفِيفَةٌ" .



سادساً :

جَمِيعُ النَّاسِ .

قال الطبري : " وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ ذَلِكَ كَانَ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ" . وهذا ما قال به ابن العربي في أحكام القرآن .



خلاصة البحث :

ونميلُ إلى ما قاله الطبري ؛ إذ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَ أَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : مَعْنَى الْآيَةِ :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فُرِضَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا فُرِضَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ،" أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ " ، وَهِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ كُلُّهُ . لِأَنَّ مَنْ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ مَأْمُورًا بِاتِّبَاعِ إِبْرَاهِيمَ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- كَانَ جَعْلَهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنَّ دِينَهُ كَانَ الْحَنِيفِيَّةَ الْمُسَلِّمَةَ ، فَأَمْرَ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَثَلِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مَنْ قَبِلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ.

قلتُ [ الرمادي ] : تتبقى مسألة :" مَاهِيَّةِ الصِّيَامِ وَكَيْفِيَّتِه " .

*****

ويختص الصيام من بين الفرائض والشعائر الدينية المتعبَّد بها بشرف إضافته إلى الله-تعالى-، ونسبته إليه، وتفرده بعلم مقدار ثوابه وعظم فضله؛ لبعده عن الرياء والشهرة وخفائه عن الناس، وقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، التي ذكرها الأئمة ومنها ما أخبر به النبي المصطفى والرسول المجتبى والـــحـــبـــيــــب المرتضى المحتبى -صلى الله عليه وسلم-عن ربه -عزوجل-قال : " يَقُولُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه ِ" ، " إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي فصيامه له وأنا أجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ". [3] ، وقال أبو هريرة :" كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام هو لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، إذا كان يوم صيام أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم ، أطيب عند الله يوم القيامة ، من ريح المسك ؛ للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه -عز وجل- فرح بصومه " [4] ، وإنما خص الصوم بذلك وإن كانت العبادات كلها لله - سبحانه وتعالى-، لما أشرنا إليه من مباينة الصوم سائر العبادات والشعائر في كونه سرًّا بين العبد و ربه ، لا يظهر إلا له فكان لخفائه عن الناس بعيدًا عن شبهة الرياء والسمعة ، فاستحق بإخلاص صاحبه لله اختصاصَه به ،وإضافته إليه دون سائر العبادات .



يقول ابن عاشور : " فَحَصَلَ فِي صِيَامِ الْإِسْلَامِ مَا يُخَالِفُ صِيَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي قُيُودِ مَاهِيَّةِ الصِّيَامِ وَكَيْفِيَّتِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ صِيَامُنَا مُمَاثِلًا لِصِيَامِهِمْ تَمَامَ الْمُمَاثَلَةِ " .

ونميلُ لقول ابن عاشور ؛ ثم نقول بما أثبته مولانا وخالقنا ورازقنا-سبحانه وتعالى-: إذ قال -مَن تعالى في سماه وتقدست اسماه- :" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " [5] .


™˜

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحوث:

﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾

أعد هذا الملف : مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى

Dr.MUHAMMADELRAMADY

حُرِّرَ في يوم الإثنين ٢٧ شعبان ١٤٤١ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق 20 من شهر أبريل عام 2020 من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول -عليهما السلام-.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 04 / 2020, 48 : 12 PM
{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم}
[الفاتحة:1]


{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[البقرة:185]


تهنئة رمضان ١٤٤١





نرفع اسمى آيات التهاني وأرفع علامات الأمنيات وخالص الدعوات القلبية وأرق الأشواق لرؤيتكم والاطمئنان عليكم؛ ونتمنى لكم جميعا أجمل الأوقات بين ذكر لله -تعالى في سماه وسما في علاه وتقدست اسماه- وصلاة له -سبحانه- وبين صوم واستغفار بحلول شهر الخير والغفران شهر القرآن والصيام فقال تعالى :


{ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }
[البقرة:185]





ولإرادته - سبحانه وتعالى - { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
[البقرة:185]
جاء شهر رمضان المعظم ؛ شهر الصيام والقيام لعام ١٤٤١ من الهجرة الشريفة والموافق أبريل/مايو للعام الميلادي 2020 والأمة الإسلامية والعالم في أختبار حقيقي ، فقال مَن رفع السموات بغير عمد نراها : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين }
[البقرة:155]
ويعلمنا خالقنا ورازقنا ماذا نقول { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون }
[البقرة:156]
{ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون }
[البقرة:157]

وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: " إِنَّ الصَّوْمَ رُبْعُ الْإِيمَانِ " ؛ لِأَنَّهُ جَاءَ حَدِيثٌ : 《 أَنَّ الصَّبْرَ نِصْفُ الْإِيمَانِ 》، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : 《 الصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ 》... ( وَالصَّبْرَ صِفَةُ الْمُؤْمِنِينَ ،)، وَالصَّبْرُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:
- صَبْرٌ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ،
وَ
- صَبْرٌ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ،
وَ
- صَبْرٌ عَلَى أَقْدَارِ اللَّهِ الْمُؤْلِمَةِ . وَتَجْتَمِعُ الثَّلَاثَةُ كُلُّهَا فِي الصَّوْمِ ......
وطالما لا يوجد دواء للمرضى ولا لقاح للأصحاء فعليه يجب الآلتزام بــ الأجراءات الأحترازية لمنع العدوى والإرشادات الطبية العلمية لمنع انتشار الفيروس ... فوجب من الناحية الشرعية والعلمية معاً الحفاظ على صحتكم وصحة من تحبون وصحة الآخرين .
جاء في صحيح البخاري:" عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الطَّاعُونِ فَقَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ يَكُونُ فِي بَلَدٍ يَكُونُ فِيهِ وَيَمْكُثُ فِيهِ لَا يَخْرُجُ مِنْ الْبَلَدِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ » .

ولا يتبقى لنا إلا قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون }
[البقرة:186]



وكل عام وأنتم جميعا بصحة وعافية ويسر
الرمادي
30 شعبان 1441 هــ ~ 23 ابريل 2020م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 04 / 2020, 17 : 08 PM
خصائص و فضائل شهر القرآن والغفران ، والصيام والقيام:


"رمضان المعظم "

خص الله -عز وجل- شهر رمضان بفضائل وخصائص عن بقية الشهور ؛ ومن ذلك :

١ . ] أن الله -عز وجل- جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام، كما قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه }
[البقرة / 185 ] ، و

ثبت في "الصحيحين" من حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ؛ وأن محمدا عبد الله ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت .
[البخاري ( 8 ) ، ومسلم ( 16 )]

٢ . ] أن الله -عز وجل- أنزل فيه القرآن ، كما قال تعالى في الآية السابقة : { أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[ البقرة / 184- 185 .]

٣ . ] أن الله -عز وجل- جعل فيه ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، كما قال -تعالى- : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
[ القدر / 1 ~ 5 ].

٣ . ١ . ] وقال -عز وجل- أيضا : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ }
[ الدخان / 3 ].

٤ . ] أن الله -عز وجل- جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب ، كما ثبت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".
[البخاري : ( 2014 ) ، ومسلم : ( 760 ) ] و

وعند البخاري أيضا ومسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم- : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
[ البخاري: ( 2008 ) ، ومسلم : ( 174 ) ]
٥ . ] أن الله -عز وجل- يفتح فيه أبواب الجنان ، ويُغلق فيه أبواب النيران ، ويُصفِّد فيه الشياطين ، كما ثبت في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين " .
[ ( البخاري : ( 1898 ) ، ومسلم : ( 1079 ) ]
٦ . ] أن لله -عز وجل- في كل ليلة منه عتقاء من النار ، روى الإمام أحمد من حديث أبي أُمامة -رضي الله تعالى عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال :" لله عند كل فطر عتقاء ". .
[ مسند أحمد : (جزء : (5)؛ ص: (256) ]
[قال المنذري: إسناده لا بأس به. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (987)]

وروى البزار من حديث أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :" إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة _ يعني في رمضان _ ، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة".
[كشف: (962)]
[صححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 1002 ) .]

٧ . ] أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر ، كما ثبت في "صحيح مسلم" أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان : مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ".
[صحيح مسلم : (233) ]
٨ . ] مَن صامه ثم صام ستة من شوال [الشهر الذي يلي رمضان مباشرة] كصيام الدهر ؛ أي يعدل صيام عشرة أشهر، كما يدل على ذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :" من صام رمضان ، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ".
[ صحيح مسلم: (1164) ]
٩ . ] أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، لما ثبت عند أبي داود وغيره من حديث أبي ذر -رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ".
[ سنن ابي داوود : (1370) ]
[صححه الألباني في "صلاة التراويح" (ص 15).]

١٠ . ] أن العمرة فيه تعدل حجة ، روى الإمامان في صحيحيهما عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال :" قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لامرأة من الأنصار : " ما منعك أن تحجي معنا ؟ "، قالت : " لم يكن لنا إلا ناضحان ، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح ، وترك لنا ناضحا ننضح عليه " ، قال : " فإذا جاء رمضان فاعتمري ، فإن عمرة فيه تعدل حجة ". وفي رواية لمسلم : " حجة معي ".
[ البخاري (1782) ، ومسلم (1256) ]


ومن الله تعالى الهداية والصلاح والتوفيق

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 05 / 2020, 41 : 02 PM
حديث النفخة في اليوم الخامس عشر من رمضان إذا صادف يوم جمعة ".
[تاريخ النشر :02-12-2009]
السؤال: حديث قرأته وأتساءل فقط عما إذا كان صحيحا أم لا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( في الخامس عشر من شهر رمضان ليلة الجمعة ستكون فزعة ( نفخة ) ، توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج النساء من مخدعهن ، وفى هذا اليوم سيكون هناك الكثير من الزلازل ).
آمل أن أتلقى ردا منكم إنشاء الله .



نص الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث منكر لا يصح ، لم يرد بسند مقبول، ولم يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن الواقع يكذبه ويرده ، فقد وافق في أعوام كثيرة سابقة مجيء يوم الجمعة في الخامس عشر من رمضان ، ولذلك حكم عليه العلماء بالوضع والكذب .



قال العقيلي -رحمه الله- :
" ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت " انتهى .
[ الضعفاء الكبير: (3 /52) .]
وقال ابن الجوزي -رحمه الله- في باب خاص عقده باسم " باب ظهور الآيات في الشهور " : " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .
[ الموضوعات : (3/191)]
وذكره العلامة ابن القيم -رحمه الله- في " المنار المنيف " (ص: 98) في أحاديث لا تصح في التواريخ المستقبلية ، قال :" كحديث :" يكون في رمضان هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورها ، وفي شوال مهمهة ، وفي ذي القعدة تميز القبائل بعضها من بعض ، وفي ذي الحجة تراق الدماء ، وحديث : يكون صوت في رمضان إذا كانت ليلة النصف منه ليلة جمعة، يصعق له سبعون ألفا ، ويصم سبعون ألفا " انتهى .
وقال الشيخ الألباني -رحمه الله- :" موضوع، أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (ق 160/1) ، ومن طريقه أبو عبدالله الحاكم (4 /517 - 518) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2 /199) قال : حدثنا ابن وهب ، عن مسلمة بن علي ، عن قتادة ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ... مرفوعاً . و
قال الحاكم : حديث غريب المتن ، ومسلمة ظن لا تقوم به الحجة .
وقال الذهبي : قلت : ذا موضوع ، ومسلمة ساقط متروك .
وقد روي هذا الحديث بأسانيد أخرى ، وقد ساقها الإمام السيوطي -رحمه الله تعالى- في "اللآلي " (2 /387 - 388) ، وكلها معلولة ، بعضها مطول ،وبعضها مختصر ، وأطولها من حديث ابن مسعود . -
ثم
ساق الألباني الحديث بلفظ آخر - ( يَكُونُ فِي رَمَضَانَ صَوْتٌ ؛ قَالُوا: فِي أَوَّلِهِ أَو فِي وَسَطِهِ أَو فِي آخِرِهِ؟
قَالَ : لا ؛ بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ ، إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُصِمُّ سَبْعُونَ أَلْفاً .
قَالُوا: فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟
قَالَ : مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ ، وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ ، وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ . ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ . وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صَوْتُ جِبْرِيلَ ، وَالثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانِ. فَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ ، وَالمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ ، وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَيُغَارُ عَلَى الْحُجَّاجِ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، وَفِي الْمُحْرِمِ ، وَمَا الْمُحْرَّمُ؟ أَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي ، وَآخِرُهُ فَرَحٌ لأُمَّتِي ، الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِقَتَبِهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ ) -
ثم قال الشيخ الألباني -رحمه الله - : موضوع ، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18 /332/853) ، و
من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات ، (3/ 191) من طريق عبدالوهاب بن الضحاك : ثنا إسماعيل بن عياش ، عن الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن فيروز الديلمي ... مرفوعاً .
وقال ابن الجوزي : "هذا حديث لا يصح ،
قال العقيلي : عبدالوهاب ليس بشيء . و
قال ابن حبان : كان يسرق الحديث ؛ لا يحل الاحتجاج به . و
قال الدارقطني : منكر الحديث . و
أما إسماعيل : فضعيف . وعبدة لم ير فيروزاً ، وفيروز لم ير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى باختصار. [ السلسلة الضعيفة: (رقم : (6178، 6179) ].
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- :" بلغني أن بعض الجهال يوزع نشرة مشتملة على حديث مكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم- يتضمن هذا الحديث المكذوب ما نصه : عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان صيحة في رمضان ، فإنه يكون معمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم ، وما المحرم ؟ يقولها ثلاث مرات ، هيهات هيهات ، يقتل الناس فيه هرجا هرجا ، قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة ، فتكون هدَّة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة ، في سنة كثيرة الزلازل والبرد ، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم ، وأغلقوا أبوابكم ، سدوا كواكم ، ودثروا أنفسكم ، وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصحيحة فخروا لله سجدا ، وقولوا : سبحان القدوس ، سبحان القدوس ، ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك ) .
فرد وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز :" فهذا الحديث لا أساس له من الصحة ، بل هو باطل و كذب ، وقد مر على المسلمين أعوام كثيرة صادفت فيها ليلة الجمعة ليلة النصف من رمضان فلم تقع فيها بحمد الله ما ذكره هذا الكذب من الصيحة وغيرها مما ذكر ، وبذلك يعلم كل من يطلع على هذه الكلمة أنه لا يجوز ترويج هذا الحديث الباطل ، بل يجب تمزيق ذلك وإتلافه والتنبيه على بطلانه ، ومعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يتقي الله -تعالى- في جميع الأوقات ، وأن يحذر ما نهى الله -سبحانه- عنه حتى يتم أجله، كما قال -سبحانه- لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) ... والمراد باليقين : الموت ، قال -سبحانه- : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا االلَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ -رضي الله عنه- : ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) .
والآيات والأحاديث في وجوب لزوم التقوى والاستقامة على الحق والحذر من كل ما نهى الله عنه في جميع الأوقات في رمضان وفي غيره كثيرة معلومة ، وفق الله المسلمين لما يرضيه ، ومنحهم الفقه في الدين ، وأعاذنا وإياهم من مضلات الفتن ، ومن شر دعاة الباطل ، إنه جواد كريم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه " انتهى. [ مجموع فتاوى ابن باز : (26 /339-341) ].
والله أعلم .
[المصدر: الإسلام سؤال وجواب]
-*/-*/-*/
قلتُ(الرمادي) : هذه الإجابة المستفيضة أجابها فضيلة الشيخ المنجد في موقعه؛ ونشرت بتاريخ :
[02-12-2009]
ثم ...
حذرت دار الإفتاء المصرية، الأحد [03-05-2020 ]؛ أي هذا العام الهجري 1441 هــ ، مِن خرافة انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بحلول منتصف شهر رمضان هذا العام.
ونشرت دار الإفتاء المصرية في حسابها على موقع فيسبوك أنه قد "انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو عن بداية رمضان (الحالي : لعام : 1441) في يوم جمعة، وأن 15 رمضان سيوافق يوم جمعة، وبعض المنشورات بها حديث يستغله البعض لتخويف الناس من يوم الجمعة الموافق 15 من شهر رمضان؛ وهذه إجابة الشيخ خالد عمران ؛ أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية: فالرجاء الإستماع إليها :
https://www.youtube.com/watch?v=evLFHg4zY8o (https://www.youtube.com/watch?v=evLFHg4zY8o)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 05 / 2020, 47 : 01 PM
وَكَانَ نُزُولُ الْوَحْيِ عَلَى خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين؛ المصطفى الهادي البشير النذير -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِلَا خِلَافٍ . وَ


اخْتَلَفُوا فِي أَيِّ الْأَثَانِينِ كَانَ ذَلِكَ .

1 . ] فَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ: «أُنْزِلَ الْفُرْقَانُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ - لِثَمَانِي عَشْرَةَ [ ١٨ ] لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ »،

وَ

قَالَ آخَرُونَ :

2 . ] « كَانَ ذَلِكَ لِتِسْعَ عَشْرَةَ [ ١٩ ] مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ ».
انتبه للتاريخ هذا العام .!!!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
15 / 05 / 2020, 54 : 07 PM
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مَنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا كُلُّ مَحْرُومٍ" .



[رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ ؛ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَنَسٍ ، بِلَفْظٍ آخر؛ وعند الألباني: حديث حسن صحيح ].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
15 / 05 / 2020, 36 : 08 PM
عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :« أَرَى رُؤْيَاكُمْ ، قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ » .
[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ] .

محمد نصر
16 / 05 / 2020, 54 : 01 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 05 / 2020, 48 : 02 PM
ابْتِدَاءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

الْمَشْهُورُ أَنَّهُ بُعِثَ عَلَيْهِ -الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمَا . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ مُسْتَدِلًّا عَلَى ذَلِكَ بِمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ".
[ الْبَقَرَةِ : 185 ].

فَقِيلَ : فِي ثَانِي عَشْرِهِ: « ١٢ » .
وَ
رَوَى الْوَاقِدِيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ ابْتِدَاءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، لِسَبْعَ عَشْرَةَ :« ١٧ ». لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ .
وَ
قِيلَ : فِي الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
فلنستثمر هذه الفائدة العلمية !
السبت : 23 رمضان 1441 هــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 06 / 2020, 04 : 09 PM
١ . ] أهل الأعذار الذين لم يتمكنوا مِن الصيام في شهر رمضان الكريم لهذا العام 1441 هــ ؛ قال مَن سما في علاه وتقدست اسماه :{ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون }
[البقرة:184].



فمن كان مريضا خلال الشهر الفضيل ؛ أو كان على سفر ... بغض النظر عن سفر للعمل أو دراسة !
أو
ما يأتي لبنات آدم إذا بلغن مبلغ النساء
وجب عليهم جميعاً الصوم وإن كان في العام الهجري متسع لقبيل مجئ رمضان 1442 هــ.... وعليكم جميعا خير.... ولكن الأعمار بيد الله تعالى .. فلنبادر إلى ما فاتنا ..
أما الذين لا يستطيعون الصوم لظروفهم الخاصة كــ كبار السن وأصحاب المهم الشاقة طوال العام ... فمن رحمته أنه سبحانه وتعالى جعل لهم مخرجاً ...:" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.....".



٢ . ] جاء في (صحيح مسلم ؛ كتاب الصيام ؛ بَاب اسْتِحْبَابِ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ إِتْبَاعًا لِرَمَضَانَ )
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ - قَالَ « „ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ : « سِتًّا » مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ‟».



* . ] وهناك إضافة هامة جاءت في : مصنف ابن أبي شيبة: « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ: « بِسِتَّةٍ » مِنْ شَوَّالٍ فَقَدْ : « صَامَ الدَّهْرَ»
أَوْ
فَــ : « كَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ ».



**.] وفي مصنف ابن أبي شيبة: عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : « إذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ سِتَّةُ أَيَّامٍ الَّتِي يَصُومُهَا « „ بَعْضُ ‟» النَّاسِ بَعْدَ رَمَضَانَ تَطَوُّعًا كَانَ يَقُولُ :
„ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ بِهَذَا الشَّهْرِ لِلسَّنَةِ كُلِّهَا ‟ . ».



-*/-*/



***.] وجاء في سنن الدارمي ؛ كتاب الصوم ؛ باب في صيام الستة من شوال: " عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- قَالَ
« „ صِيَامُ شَهْرٍ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَسِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَهُنَّ بِشَهْرَيْنِ فَذَلِكَ تَمَامُ سَنَةٍ ‟».



يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ".



**** . ] :" و عند صاحب المغني- موفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي - كتاب الصيام ؛ مَسْأَلَةٌ مَن صام شهر رمضان وأتبعه بست من شوال :
قَالَ ( وَمَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَ



[ ١ . ] أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ،


وَإِنْ



[ ٢ ] فَرَّقَهَا ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ )



وَجُمْلَةُ ذَلِكَ أَنَّ صَوْم َسِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّال ٍ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ .



رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ :



[ ١ ] كَعْبِ الْأَحْبَارِ؛ وَ



[ ٢ ] الشَّعْبِيِّ، وَ



[ ٣ ] مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ



وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ



وَ



كَرِهَهُ مَالِكٌ



وَقَالَ :
«„ مَا : [ ١ ] رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ يَصُومُهَا ،
وَ



لَمْ [ ٢ ] يَبْلُغْنِي ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ ،
وَ



أَنَّ [ ٣ ] أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ ، وَ



[ ٤ ] يَخَافُونَ بِدْعَتَهُ ،
وَ



أَنْ [ ٥ ] يُلْحَقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ .



وَلَنَا - والقول لــ صاحب المغني- موفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي - مَا رَوَى أَبُو أَيُّوبَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّم-َ « „ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ ‟ ».
[رَوَاهُ أَبُو دَاوُد؛ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ] .
وَقَالَ أَحْمَدُ : هُوَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .



وَقلتُ (الرمادي):" ورواه مسلم في صحيحه .



وَرَوَى سَعِيدٌ ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَوْبَانِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- « „ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، شَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ ، وَصَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ ، وَذَلِكَ تَمَامُ سَنَةٍ ‟ ». .



يَعْنِي أَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، فَالشَّهْرُ بِعَشَرَةٍ وَالسِّتَّةُ بِسِتِّينَ يَوْمًا . فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، وَهُوَ سَنَةٌ كَامِلَةٌ ، وَ



لَا يَجْرِي هَذَا مَجْرَى التَّقْدِيمِ لِرَمَضَانَ ؛ لِأَنَّ يَوْمَ الْفِطْرِ فَاصِلٌ . فَإِنْ قِيلَ : فَلَا دَلِيلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى فَضِيلَتِهَا ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّهَ صِيَامَهَا بِصِيَامِ الدَّهْرِ ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ .



قُلْنَا - وكما قال صاحب المغني- موفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي -: إنَّمَا كُرِهَ صَوْمُ الدَّهْرِ ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ :
- الضَّعْفِ وَ
- التَّشْبِيهِ بِالتَّبَتُّلِ ، لَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ ذَلِكَ فَضْلًا عَظِيمًا ، لِاسْتِغْرَاقِهِ الزَّمَانَ بِالْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ ، وَالْمُرَادُ بِالْخَبَرِ التَّشْبِيهُ بِهِ فِي حُصُولِ الْعِبَادَةِ بِهِ ، عَلَى وَجْه عَرِيَ عَنْ الْمَشَقَّةِ ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ « „ مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، كَانَ كَمَنْ صَامَ الدَّهْرَ ‟». . ذَكَرَ ذَلِكَ حَثًّا عَلَى صِيَامِهَا ، وَبَيَانِ فَضْلِهَا ، وَلَا خِلَافَ فِي اسْتِحْبَابِهَا .



إذَا ثَبَتَ هَذَا ، فَلَا فَرْقَ بَيْنَ كَوْنِهَا :
- مُتَتَابِعَةً
أَوْ
- مُفَرَّقَةً ،
فِي
- أَوَّلِ الشَّهْرِ
أَوْ
- فِي آخِرِهِ ؛
لِأَنَّ الْحَدِيثَ وَرَدَ بِهَا مُطْلَقًا مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ ، وَلِأَنَّ فَضِيلَتَهَا لِكَوْنِهَا تَصِيرُ مَعَ الشَّهْرِ سِتَّةً وَثَلَاثِينَ يَوْمًا ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛ فَيَكُونُ ذَلِكَ كَثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ يَوْمًا ، وَهُوَ السَّنَةُ كُلُّهَا ، فَإِذَا وُجِدَ ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ صَارَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ كُلِّهِ ، وَهَذَا الْمَعْنَى يَحْصُلُ مَعَ التَّفْرِيقِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
- انتهى النقل من عند صاحب المغني - .


****
وتتبقى لي كلمة :
لا يصح أن يعيب أهل مذهب على أتباع مذهب آخر ... فما كَرِهَهَ الإمام مالك بن أنس - مفتى المدينة المنورة - والتي طيب الله تعالى ثراها بمرقده عليه السلام بجوار صاحبيه في بيت أمنا عائشة رضي الله عنهم جميعا - أو ما استحبه الإمام محمد بن إدريس الشافعي ... محل نظر والعبرة والفيصل بما جاء من سنته العطره عليه السلام من حديث قولي ثبت في صحيح مسلم وبقية كتب السنن ... كسنن ابي داوود وابن ماجه والدارمي والترمذي وما قاله الإمام أحمد بن حنبل - غفر الله تعالى لهم جميعاً ورحمهم -

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 06 / 2020, 41 : 01 AM
تقليد غربي ابتدعه فقراء الشعور والإحساس؛ وما أكثر الأعياد وما أكثر الاحتفالات ؛ وهي تدل على فقر في المعاملة الإنسانية حتى مع مَن اقرب الناس !
1. ] بعد غد الأحد يحتفل فقراء الإحساس و الشعور ؛ ومن هم أدنى درجة من الحيوان في الغريزة يحتفلون بيوم الأب .

٢ . ١ . ] : وهناك - عندهم - يوم واحد في العام يحتفلون بالأم ... فقر في الأحساس

٢ . ٢ . ] :" ويوم واحد في العام يحتفلون بالحب. فقر في الشعور

ولقد أعترف الكاردينال في أوروبا بأن احتفالات أعياد الميلاد النصرانية فقدت قدسيتها وتحولت إلى تجارة .وما أخشاه التقليد الأعمى !!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 07 / 2020, 18 : 10 PM
يَوْمُ عَرَفَةَ

جاء في صحيح الإمام مسلم وغيره ؛ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - « „ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ “ » .


و
يومُ عرفة يوافق لهذا العام [ ١٤٤١ ] يوم الخميس القادم : 30 من يوليو 2020 م .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 08 / 2020, 25 : 12 PM
{ تستعد الأمة الإسلامية بمراجعة أحداث الهجرة النبوية الشريفة - على صاحبها أفضل الصلوات وأتم السلامات وكامل البركات وعظيم التنعيمات ؛ عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن استن بسنته وسار على طريقته والتزم هديه وتمسك بطريقته - }:
وسأبدءُ - بعون من عند مَن رفع السموات بغير عمد نراها - بحث ارهاصات ومقدمات وتمهيدات ؛ ومدخل الهجرة النبوية العطرة ؛ والتي هزت العالم أجمع ... وليس فقط هزت المجتمع المكي أو التجمع البشري في يثرب .. بل بالفعل هزت العالم أجمع و حتى كتابة هذه السطور .. وستهزه إلى أن يرث الرب الخالق المالك للحياة وخالق الإنسان ومنشأ ومبدع الكائنات والمخلوقات ... إلى أن يرث - سبحانه وتعالى - الأرض ومَن عليها !" ..
فــ
لنبدء على بركة الله - تعالى في سماه وتقدست اسماه وسما في علاه - .
الأحد : 19 من ذي الحجة 1441 هــ ~ 09 أغسطس 2020 م
\
إذ أن فلكياً بداية العام الهجري الجديد [ ( 1442 ) ] توافق يوم الخميس 20 من أغسطس 2020م ...!
د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 08 / 2020, 10 : 11 PM
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَال َ:
« „ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ “ » .
[ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، والتِّرْمِذِيُّ ؛ وَابْنُ مَاجَهْ ].
يوافق يوم السبت القادم : 29 أغسطس

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 08 / 2020, 21 : 11 PM
" لِمَ سُمِّيَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُعَاشُورَاءَ ،



اخْتَلَفُوا فِيهِ؟





فَــ

قِيلَ : لِأَنَّهُ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ ،
وَ هَذَا ظَاهِرٌ،







وَ
من ملح الروايات؛ و
هي أقوال مرسلة من الدليل :








قِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَ فِيهِ عَشَرَةً :« „ ١٠ “» مِنَ الْأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - بِعَشْرِ كَرَامَاتٍ :

: « „ ١ “ » . الْأَوَّلُ :
مُوسَى -عَلَيْه ِالسَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ :"
- نُصِرَ فِيهِ ، وَ
- فُلِقَ الْبَحْرُ لَهُ، وَ
- غُرِقَ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ.

: « „ ٢ “» . الثَّانِي :
نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - اسْتَوَتْ سَفِينَتُهُ عَلَى الْجُودِيِّ فِيهِ.

:« „ ٣ “» . الثَّالِثُ :
يُونُسُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أُنْجِي فِيهِ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ.

:« „ ٤ “» .الرَّابِعُ :
فِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ،
قَالَهُ عِكْرِمَةُ.

:« „ ٥ “» . الْخَامِسُ :
يُوسُفُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْجُبِّ فِيهِ.

:« „ ٦ “» . السَّادِسُ :
عِيسَى ابن مريم - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ :
- وُلِدَ فِيهِ، وَ
- فِيهِ رُفِعَ.

:« „ ٧ “» . السَّابِعُ :

دَاوُدُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

:« „ ٨ “» . الثَّامِنُ :
إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، وُلِدَ فِيهِ.

:« „ ٩ “» . التَّاسِعُ :
يَعْقُوبُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ رُدَّ بَصَرُهُ.

:« „ ١٠ “» . الْعَاشِرُ :
نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِ غَفَرَ لَهُ مَا :
- تَقَدَّم َمِنْ ذَنْبِهِ وَ
- مَا تَأَخَّرَ.

هَكَذَا ذَكَرُوا [(!!!)] عَشَرَةً :« „ ١٠ “» مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .

ثمَ

ذَكَرَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْعَشْرَةِ

:« „ ١١ “» . إِدْرِيسَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ رُفِعَ إِلَى مَكَانٍ فِي السَّمَاءِ،

وَ

:« „ ١٢ “» . أَيُّوبَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ كَشَفَ اللَّهُ ضُرَّهُ،
وَ

:« „ ١٣ “» . سُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ أُعْطِي الْمُلْكَ. ".
وما ذكرته فيه نظر !!!.
08 محرم 1442 هــ ~ 27/ أغسطس 2020 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 10 / 2020, 20 : 12 PM
[ 1 . ] نبأُ وفاةِ خير عباد الله وخليله ومصطفاه ومحتباه ومرتضاه ومجتباه، خير من دعا إلى طريق الله المستقيم ، خير الورى ، وإمام الهدى ، وقدوة عباد الله - صلوات الله وسلامه عليه وآله - فقد كان نبأُ وفاته نبأ عظيمًا ، وخبرًا جسيمًا اهتزت له القلوب المؤمنة ، وتفطَّرت له قلوب المؤمنين، خبرٌ عظيم وخطبٌ جسيم ، مليء بالعظات والعِبر البالغات ...
ذكر صاحب " السيرة النبوية ؛ ابن هشام:" (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=1&idto=1666&bk_no=58&ID=1)« ابتداء شكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم»:

" ابْتِدَاءُ شَكْوَىٰ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-

[ بَدْءُ الشَّكْوَىٰ ]

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ... اُبْتُدِئَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- بِشَكْوِهِ الَّذِي قَبَضَهُ اللَّهُ -تعالى- فِيهِ ، إلَى مَا أَرَادَ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ وَرَحْمَتِهِ ، فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ ، أَوْ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ".

ونحن الأن يوم : الجمعة 22 صفر 1442ه ~ الموافق 09 أكتوبر 2020م

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّين ِبْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ )

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 10 / 2020, 11 : 01 PM
زلزال سياسي واجتماعي في فرنسا !
صدمة شعبية!
لا يروق لي البكاء علىٰ الحليب المسكوب؛ خاصةً إذا سُكب علىٰ ترابِ الإهمال أو أنسكبَ علىٰ أرفف ترحيل ملفات شائكة أو مشتعلة لوقت قادم غير معلوم.. بل ومِن الخطأ التوقف عند حدث ما؛ والاستغراق في تداعياته؛ والغرق في تفاصيله؛ والنواح السياسي في محراب الفعلة وعويل تصفية حسابات تكفيراً لذنبٍ تتضافرت علىٰ إيجاده عدة جهات.. إما متعاونة فيما بينها أو كل منها يعمل لمصلحته..
فــ
خطأ التوقف عند حدث ما يعود لإشكالية عدم التفكير بعمق واستنارة في أسبابه؛ ويعود لغياب البحث الجدي في وجوده وما آدىٰ لحدوثه مع اتخاذ اجراءات صحيحة وكافية لعدم تكراره؛ ووضع خطة مستقبلية احترازية استباقية؛ وليس كما يحدث غالباً إنتظاراً لحدث آخر جديد؛ يصاحبه رد فعل فوضوي جزئي تنفيسي،


فــ ملف كراهية الآخر سواء لمعتقداته أو لسلوكه أو لدينه أو لون بشرته؛ وتسخين مشاعر غضب فريق ضد آخر وما يبنىٰ عليهما -الكراهية وتسخين مشاعر الغضب- مِن رد فعل أحمق لفظي وقتي؛ ثم لا يتعدىٰ الألفاظ الفعل الخشن من ضرب أو سحق أو قتل.. يعتبر هذا الملف مِن الملفات القديمة والتي لم نتمكن بعد مِن معالجتها بإسلوب ناجع أو طريقة فاعلة؛ مما آدى لحدوث رد فعل خشن كــ طعن بسكين أو قتل !
والحب والود.. والكُره والبغض.. مفاهيم بُنيت علىٰ افكار مسبقة نتلقاه منذ الصغر ونتعلمها من نعومة أظافرنا، وطريقة التربية وكيفية التنشأة وأسلوب التهيئة والاعداد ونظم التعليم تلعب الدور الأساسي في تحويلها إلىٰ قيم مترسخة في بعض فئات المجتمع، يصعب تغيرها أو تحويلها.. وخاصة عند العامة من الناس! .. وقد يتفق البشر على كثير منها وقد يختلفوا بعض منها.. فالجميع يحب النظافة بيد أن مجموعة من الناس تود الطهارة بجوار حبها للنظافة؛ والجميع يكره الظلم ويبغض الاعتداء على الآخر؛ فيأتي البعض ليبيح الاعتداء على من يخالفك في الفكرة.. وهكذا..
والواقع المعاش أنه توجد العديد مِن الملفات في مناطق بعينها؛ وهذه الملفات إما أنها مشتعلة أو ساخنة.. أو قابلة للتأجج، ومن ثم الإنفجار.. وتوجيه كلمات عبر منصات التواصل الإجتماعي -وما أسهله اليوم- خطأ يضاف إلىٰ الأول لعدم توفر رجال التخصص؛ وأهل العلم وأصحاب المسؤولية.. وإن وجدوا فــ لتراجع تلك المؤسسات عن دورها المنوط بها.. بمعنىٰ المؤسسة الرسمية الراعية لتجمع ما والمكلفة بتوعية الكبار أو حسن تنشأة الصغار..
مثل:
- رئاسة الدولة؛ و
- أجهزة الحكومة؛ و
- عمداء المقاطعات و
- الأجهزة المعنية والتي تشارك في حفظ أمن وأمان ناس يعيشون فوق ترابها ورعاية كافة شؤونهم..
فــ
- الهيئة الإسلامية و
- الكنيسة(!).. المعتمدتان من قِبل الدستور الأساسي والمعترف بهما مِن قِبل الدولة.. ولخطورة الوضع وتأزمه يجب التواجد داخل كل بيت ومخاطبة كل صاحب عقل وإدراك وفهم.. وليس حصة وعظ ساعة في إسبوع ودرس إرشاد إثناء القداس أو بعد آداء الصلوات.. هذا مِن جانب؛ ومِن جانب آخر :
- وزارة التربية والتعليم و
- المؤسسات الأمنية والقضائية والإعلامية..
وهذا أعلىٰ سلم كيان دولة رئاسي تنفيذي وإداري.. ثم ننزل الدرج.. ويأتي الحديث عن التجمعات الفاعلة داخل المجتمع؛ والمتفاعلة مع الجمهور مثل :
- أحزاب المعارضة خارج الحكم و
- التنسيقيات و
- الجمعيات و
- الإتحادات.. وتلك هم القاعدة التي تبنىٰ عليها أراء وافكار الناس : ونضيف :
- النوادي و
- المصليات..
هذا بصورة مختصرة للبناء الهرمي لكيان دولة.. حفظاً للأمن المجتمعي وتوفير الأمان الجمعي.
أما ما يواجهنا جميعاً فهو حالة التعارض أو التناقض أو الإختلاف بين تلك المؤسسات السابق ذكرها.. و
هذا طبيعة بشرية؛ فلو أتفق الجميع على فكرة ما مثل : حب العدل.. وكراهية الظلم؛ فحين يأتي التفصيل نعود لنختلف مِن جديد في التعريف والوصف؛ ولو أن الكل اتفق علىٰ وجهة نظر بعينها نتعارض في كيفية بلورتها وإخراجها للناس..
بيد أنه تجب المحاولة بعد إحسان التشخيص للداء أو أدواء.. إذا تعددت؛ إذ على صحة التشخيص نحسن إيجاد الدواء!
الواقع الفعلي لأوروبا -الإتحاد الأوروبي- يحمل كل المتناقضات -مع صحة الفكرة- والمتعارضات -مع وضوح الهدف- والمبهمات -مع نفس المشكلة-؛ وإن كانوا -دول الإتحاد- تحت سقف تجمع واحد؛ وقس على ذلك إمثال جامعة الدول العربية.. مجلس التعاون..
أما المنطقة والتي تسمى خطأ الشرق الأوسط فهي منطقة مفعول بها ومنذ سنوات وإن حاول البعض الخروج من عنق الزجاجة وإما إشكالية غالبية الدول الغربية فأنها تقف في وسط نماذج ثلاثية الأبعاد مثلثة الأطراف؛ تتأرحج أحياناً وتقترب مِن نموذج دون آخر أحياناً.. أقصد النموذج الألماني؛ فالنموذج البريطاني؛ ثم النموذج الفرنسي -اليعقوبي-، وهي -تلك الدول- لم تحدد بعد في أي اتجاه تذهب!، واي نموذج تتبنى؛ وإن كانت حقيقةً تقوم بأعمال وتصرفات لصالح شعبها.. وهذا يعود أن لكل منهم -الدول الأربع تحت غطاء الإتحادية؛ عدا بريطانيا- ثقافته الخاصة به والتي تختلف عن الآخرىٰ وتاريخه؛ ثم يواجه الأربعة ثقافة شباب وُلد علىٰ أراضيها -الجيل الثاني أو الثالث؛ ونقف على ابواب الجيل الرابع- لكنه تغذىٰ علىٰ صدر حاضنة آخرىٰ؛ ونصيب منه كبير تربى فصهر في بوتقة جذورها خارج القارة الأوروبية؛ فضعف حصاد فكرة الإندماج حتى كتابة هذه السطور.. مع ارتباط وثيق للجيل الأول فكريا أو ماليا أو ولائيا لكل مِن : تركيا.. قطر.. إيران..
الصحوة الأوروبية؛ وهي حديثة الولادة في القارة ستلجؤها إلى إتخاذ تدابير صارمة لن تروق لمن ظن أن ملجأه مِن دول الإستبداد والقمع كان دول حرية التعبير وحماية الرأي؛ مع عدم إغفال أنهم -اللاجئين كانوا أحيانا كثيرة ورقة ضغط على أنظمة دولهم التي آتوا منها- وكان التساهل المظنون في السابق تم تحت أعين أستخباراتية يقظة سواء الغربية أو العربية؛ الجيل الأول الذي شد رحاله صفر اليدين خال الوفاض تربى على افكار ومفاهيم محاربة الشيوعية الملحدة في كل من أفغانستان أو الشيشان؛ ومكافحة النظم التي وُلدوا بديارها.. ولما أنتهت الحرب والتي خرج مَن اشعلها مِن بلاد عربية كالخليج - مثال : اليمني : ابن لادن .. ومصر -الظواهري- وتونس؛ وتم مساعدتهم أو إيجادهم تحت رعاية غربية؛ ثم جاء -هذا الجيل- لأوروبا للحماية.. فقد سقط الملحد الأحمر -الإتحاد السوفيتي- وصعد بدلا منه بغيابه الكافر الغربي..


لذا وجب لمَن يريد أن يعالج المعضلة تسمية الأشياء بمسمياتها..
سقط العدو الأحمر فخُلق بفناءه العدو الأخضر..
فــ مناخ "حرية التعبير".. وبيئة "حرية الرأي".. ووسط "الحرية الشخصية" تصلح لأهلها -فقط ؛ أو هكذا يراد - لمَن نادوا -اصلاً- بهذه المفاهيم؛ والقيم الفرنسية -وعموماً الغربية-؛ والخوف عليها يأتي مِن اصحابها؛ وحقوق الإنسان الغربي وأمن الغربيين لساكن القارة الأصلي وليس الزائر - Der Begriff Gastarbeiter -.. وهنا تولد إشكالية العامل الزائر بعد عدة سنوات طوال مِن تطبيق مشروع مارشال وزير خارجية الولايات المتحدة والإنتهاء منه؛ إذ سعى الزائر "الإسلامي" إلىٰ الحصول علىٰ مناخ "حرية التعبير".. والتعايش في بيئة "حرية الرأي".. والتواجد الفاعل في وسط "الحرية الشخصية".. كما سعى للحصول على الجنسية الغربية؛ فحدث تصادم دموي بين الوالد -بافكاره السابقة- وفتاته -ابنته- -حيث ولدت وتربت في الغرب- ... وحدث تصادم خفي بين مكونات الأسرة داخل جدران شقة لا تسع إلا لفرد واحد وبين الــ "لا" جدران تجمعات المجتمع الغربي الذي تعيش فيه هذه الأسرة سواء -مِن تحت الصفر- الروضة أو المدرسة أو حديقة التنزة..
الصحوة الرسمية في الغرب ضد العنف والإرهاب ويتم عن عمد إغفال أو إهمال تربية متوازنة وسلوك سليم بين قيم غربية وآخرىٰ غريبة؛ ولعله مِن الأفضل -عند كاتب هذه السطور- أن استخدم مصطلح : "عادات" و"تقاليد" بدلا مِن استخدام "قيم" إسلامية.. فالاندماج يجب أن يتم من طرفين: الساكن الأصلي والزائر,, وأعود للتأكيد علىٰ وجود اجندات خارجية لزيادة إحراق وإشعال فحم الكراهية تنفذ داخل التجمع العربي / التركي / الشيشاني / الأفغاني / الإيراني.. وفي المقابل التغني مِن قِبل مرتزقة نظام ما بضبط النفس وتهدئة المشاعر..
أدوار تُلعب لكل من هذا الفريق وذاك..
و تسريب معلومات بعينها كخدمات استخباراتية مع مراقبة الجماعات والحركات؛ ولا أميل إلى القول بوجود سوء تقدير رسمي أو أمني لوضعهم داخل بلاد الغرب وتوضح الصورة لما تم في السابق مِن ما أطلق عليه "مهادنة" بعض الجماعات الإسلامية وإغماض عين دون آخرى لتصرفاتهم وأقوالهم واستضافة بعض المتطرفين على أراضي الدول الغربية؛ وكان هذا رياءاً مفضوحاً؛ ويرافق هذا تمجيد العمليات الإرهابية أو الإنتحارية مِن شيوخ المصليات(!)؛ والدعاء بالثبور والبوار والفناء لأهل الكفر مما حدى بكثير مِن خطباء الجمع والمظاهرات في تغيير خطابه فوق منبره الخاص وفق تعليمات إدارة بلاده أو مَن يموله أو لمن ولاءه؛ وترك البعض يقول ما يريد من باب التنفيس عن المشاعر المكبوتة وتخفيف من حدة الإخفاقات المتتالية ..
و تسريبات السيدة هيلاري كلينتون وفحواها من تمكين المتأسلمين من الحكم في كل من مصر وتونس وسوريا؛ ونضيف ليبيا.. مع معرفة مسبقة لعدم قدرتهم الذاتية في فهم السياسة العالمية أو فهم فقه الواقع الجديد الإسلامي فهما صحيحا.. دليل على وجود ازدواجية في المعايير ، انظر مثال مصر ثم مثال تونس ثم مثال ليبيا ...
لذا وقد تغيرت الخريطة تماماً عن الماضي القريب فوجب تعديل الأيديولوجية الفكرية مع تجديد الخطاب الديني والدفاع عن المقدسات مِن كلا الطرفين -الغربي والعربي (ولا أقول الإسلامي)- كل وفق المعطيات المتاحة.. ففي الغرب قَتل وذبح الأبرياء -ولم تثمر هذه المحاولات على شيء مفيد - وعند العرب قلاقل وفتن وخطب منبرية -من باب التنفيس-؛ والتعامل بإزدواجية مثل :" حادث طعن امرأتين مسلمتين في باريس - لا يتحدث عنهما أحد-، الذي وقع الأحد الماضي " وقبلها بيومين حادث ذبح مدرس التاريخ الفرنسي.. وفي الحالتين لا اقر ولا أوافق على الفعل وردة الفعل.

وعرّفت السفارة الروسية في باريس المهاجم على أنه "عبدالله أنزوروف"، الذي وصلت عائلته إلى فرنسا عندما كان في السادسة [6] من عمره وطلبت اللجوء.
ما يعني أنه مكث فوق التراب الفرنسي اثنتى عشر [12] عاماً؛ بتعبير آخر أنه حصَّل تعليماً إلزامياً في مرحلة الإبتدائي وما يعادل الإعدادي.. وهو يشبه -من حيث التعليم الإلزامي- ابن بائع الجبن والزيتون؛ والذي تولى إدارة آحدى المصليات وخطبة الجمعة في فيينا.. الابن الذي رحل لتركيا ثم انضم للدواعشة.. وحرق جواز سفره النمساوي وقُتل .. فــ
هؤلاء فتية ولدوا أو تربوا على أرض القارة الأوروبية؛ وتلقوا تعليما إلزاميا حتى الثامنة عشر من عمرهم ثم ناصبوها العداء.!
ثم ذكرت السفارة أن المهاجم البالغ 18 عاما حصل على الإقامة هذا العام ولا صلة له بروسيا.
يضاف لما سبق:
فوضى الفتوى:
ليس من الدقة اللفظية أو الدقة الإخبارية أو الرسمية أن نسمع وفق ما أعلنه وزير الداخلية جيرار دارمانانن، مشيرا إلى أن "فتوى"(!) كانت صدرت في حق أستاذ التاريخ صامويل باتي الذي قتل بقطع رأسه الجمعة. و
هذه هذه ليست صياغة رجل دولة؛ قد تصدر من آحدهم فوق منصته الإجتماعية ولكن ليس رجل دولة مسؤول عن أمنها .. و
قال الوزير لإذاعة "أوروبا1" الفرنسية، في إشارة علىٰ ما يبدو(!) إلىٰ مشتبه بهم تمّ توقيفهم "من الواضح(!) أنهم أصدروا فتوىٰ ضد الأستاذ". و
أوضح الوزير أن والد إحدىٰ الطالبات وأحد المتشددين الإسلاميين المعروفين أصدرا فتوىٰ عقب عرض المدرس الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل في الفصل.
ونتساءل مَن الجهة المعنية في فرنسا بإصدار الفتوى ...
فالأحكام المسبقة لا تصلح وكذا تهدئة المشاعر وترطيب النفوس حين اشتعال الأحداث علىٰ جمر الإساءة باسلوب الوعظ والارشاد أثبت فشله عدة مرات؛ بل يجب معالجة جذور المشكلة !
وعليه يجب إعادة النظر لما يُقدم وكيفية تربية النشأ في كل مِن :
1.] رياض الأطفال؛
2.] النظام التعليمي الإلزامي؛
*.] الأسرة
3.] المصليات
وإشراك الجميع في وصف الواقع ومعالجته!

ـــــــــــــــــــــ
الرمادي
22/10/2020

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 10 / 2020, 01 : 02 PM
: " مسائل شائكة " !؟..

في أي مجتمع إنساني... أو تجمع بشري وجدت „ آداب “ و „ تقاليد “.. إما متعلقة بكيفية تناول الطعام وكيفية الجلوس حول مائدته .. أو كيفية ارتداء الهندام والتناسق بين مكونات اللباس .. أو كيفية إلقاء الكلام على إذن السامع مع شد انتباهه وكيفية التعبير عن الأفكار من خلال الحديث.. كما وجد بروتوكول للعديد مِن المناسبات والأعياد والاحتفالات.. هذا كله يختلف حسب الثقافة والمستوى التعليمي والمهني.. وبالطبع مقبول ومعترف به عند الجميع..

كما واعطاء حكم علىٰ شئٍ ما أو مسألة مِن مسائل الحياة مرتبط بالمعلومات المسبقة -وُرِثت عن الأجداد أو اُستحدثت في جديد الزمان- عن هذا الشئ أو تلك المسألة؛ وهذه المعلومات تأتي عن طريق مؤسسات داخل كل مجتمع إنساني بعينه أو من خلال تجمع بشري بذاته؛ سواء أكانا -المجتمع/التجمع- يملكان حضارة راقية ومدنية عالية.. أو بسيط وبدائي (وهذه اللفظة الأخيرة غير دقيقة علمياً؛ لكنها حكم صدر مِن صاحب حضارة أو مدنية لمن يخالفه في حيثيات حضارته أو ينخفض عن درجة مدنيته؛ كــ حكم أصحاب الحضارة الغربية على غيرها؛ أو تقسيم العالم وفق المارشال شارل دي جول لعالم أول وثالث دون المرور بعالم ثانٍ).. أقصد تأتي هذه المعلومات من خلال مؤسسات كــ :

- الأسرة وما يحيط بها أو

- المؤسسة التعليمية (التربوية) أو

- الوعظ الكنسي/إرشاد المسجد؛ أو

- المؤسسة الإعلامية؛ وأخيراً :

- مؤسسات رعاية شؤون الأفراد الحكومية أو الأهلية.. و

قد تكون أحياناً كثيرة أحكام مسبقة عن الشئ أو المسألة؛ مرت هذه الأحكام سريعاً وتعدت منطقة المعلومات؛ وأحياناً كثيراً دون التفكير بصورة جدية عن/في دقة المعلومات أو مدى صحة الحكم؛ فمثلاً :

يتلقى الوليد من حاضنته -الأم.. الجدة.. الأخت الكبرى.. الخالة.. العمة- لفظةً كــ معلومة عن الشئ كلفظة „ كَخْ كَخْ “.. لـزجر الصبيّ عن تناول شيءٍ ما لا يُراد أن يتناوله، كما تقال عند التقذّر مِن شيء.. واللفظة تقال أما وفق معتقد معين أو لفساد هذا الشئ .. فإذا كان هذا الطفل مِن ابناء المسلمين ويعيش في دولة غربية تبيح المعتقدات لدى شعبها أو العُرف السائد تناول لحم محرم عند معتقد الطفل المسلم؛ ثم وجد علىٰ مائدة الغذاء في الروضة أو المدرسة ذات النهار الدراسي الكامل هذا اللحم فوق طبق الغذاء؛ وكان جاره يُسمح له بتناول هذا اللحم.. ثم تفوه الطفل المسلم بلفظة „ FUI ” وفق معتقده الذي تربى عليه على مائدة الغذاء في محيط أسرته فبالقطع ستحدث مشكلة بين الطفل المسلم وبين جاره.. وبين الطفل وبين معلمته؛ إذ أن الجار والمعلمة يُباح لهما تناول هذا الطعام..
وهذا مثال علىٰ أدنىٰ وأبسط علاقة في التواجد الجمعي داخل المجتمع الغربي..

إذاً فالمعلومات السابقة -وهي يتم تلقيها وتعليمها بشكل عفوي- ينبغي أن تتوفر لأعطاء حكم سواء بالقيام بالفعل أو الابتعاد عنه؛ أو يتأرجح المرء بين إتيان الفعل والإحجام عنه؛ وهذا يحدث علىٰ مستوىٰ العالم أجمع وفي كل أصقاع الأرض.. وفي أمهات المدن كما يحدث لمَن يسكن القرى ويعيش في الصحاري والنجوع..

وهنا لا يوجد أدنىٰ إشكال؛ إذ أن هذا التجمع البشري والمجتمع الإنساني نسيج واحد!.. لا يوجد فيه دخيل.

ولكن الإشكال هنا -في الغرب-؛ والحديث عن التجمعات -وليس المجتمع- ذات جذور غريبة وليست غربية.. واقصد التجمع الموازي لمجتمع يُضَيف تلك التجمعات أو يحتضن أمثال هؤلاء الأفراد مِن مجتمع آخر بما يحملون مِن أفكار ومفاهيم وقناعات وقيم ومبادئ مغايرة أو مختلفة تماماً.. والحديث هنا لا ينبغي أن ينحصر عن التجمع العربي/الإسلامي.. وإن كان هو الذي يتصدر المشهد الإعلامي الغربي بالنمطية السلبية بل ويتعداه إلى الخطاب الحزبي .

بيد أن هناك معلومة آخرى مهمة وغالباً مغيبة لا تراع مِن قبل الأم أو الحاضنة ذات الجذور الغريبة عن المجتمع الغربي إذ أنه يجب التنبيه بأن بجوار الطفل المسلم جار له غير مسلم بكل ما عنده من معتقدات أو سلوكيات أو آداب وتقاليد مغايرة أو مخالفة.. ينبغي بل يجب مراعاتها وتقبلها والتعايش معها!

وهذه العملية.. أي التربية والتعليم وفق آداب بعينها والرضا بآداب أو تقاليد آخرى مغايرة تماماً.. نسميها:

- تسامح أو

- توعية أو

- إندماج..

- فهم صحيح لواقع جديد!

وهذه العملية لا تحدث.. ونتساءل مَن المسؤول عن هذه العملية.. إذ بغيابها تتولد مشكلة

يضاف إلىٰ مثل هذه العلاقة وهي على أدنى وأبسط ما يمكن رصده داخل المجتمع النمساوي -مثلاً- ما طالعتنا وسائل الإعلام هذا الإسبوع بما هزّ ما بداخل العامة من الناس:

- المسألة الأولىٰ ما يعانيه حفيد [من طرف الأم] مؤسس آحدىٰ الجماعات ذات الوشاح الإسلامي منذ عدة سنوات والمتهم باغتصاب خمس نساء [ أوتيل:Crowne Plaza]؛ و

- المسألة الثانية ما صرح به بابا الفاتيكان بما يُعرف بـ حقوق „ المثلية” المدنية!..

والحكم علىٰ تلك المسألتين يبنىٰ -من باب القبول أو الرفض؛ الموافقة أو الممانعة؛ أو اتخاذ إجراء بعينه- الحكم على ما توفر منذ سنوات طوال عند المرء -سواء غربي أو شرقي؛ ملحد أم متدين- من معلومات تجاه المسألة الأولىٰ أو الثانية.

وحدث مع كاتب هذه السطور زمن تحضير الدراسات التكميلية للحصول على الشهادة العليا؛ وكنتُ أكتب عن “ الألوان وأثرها في مختلف الأديان “ وأبحث في العديد من المصادر والمراجع؛ فوجدتُ أن قام رسام كاريكاتور مشهور نمساوي : “ مانفريد دَيكس “ . “ DEIX “ وهو الذي أظهر المستشار النمساوي القدير “ د. برونو كرايسكي “ والرئيس “ د. هانس فيشر “ ؛ وكذا رجال المستشارية وأعضاء الحكومة والأحزاب والكنيسة؛ بل و “ ابن الإله “ بصورة لا تليق عند المتدين؛ وكانت المفاجأة عند أمثالي عدم تعرض الرسام لأي مضايقات أمنية تذكر.

وهنا يأتي الحكم علىٰ المسألة بقبولها واعتبارها طبيعية داخل المجتمع وفقاً لما ترسخ من مفاهيم حرية الرأي والتعبير والنشر!

أما بالنسبة للمسألة الأولىٰ فالقانون في الغرب لا يُجرم أو يُعاقب علىٰ علاقة جنسية بين ذكر وأنثىٰ بالغين خارج الأطر المدنية (Standesamt) ثم مِن بعده الشرعية (الكنيسة).. فالقانون لا يُعاقب الفاعِلَين إذا تم بالتراضي بينهما والموافقة دون الإكراه والإجبار؛ وهذا المادة القانونية اعتمد عليه الحفيد في تبرئة ساحته؛ بيد أن الطرف الثاني -وهنا أنثىٰ- أثبت أنه تم فعل اغتصاب؛ وليس علاقة جنسية بالتراضي أو الموافقة؛ بل تم-حسب الروايات- بصورة غير آدمية.. لذا تم إيقافه حبساً ومِن ثم سجنه [9 شهور].. وتكرر الاغتصاب مع عدة نساء؛ وأخيراً جاءت الأنثىٰ الخامسة بأدلة قاطعة علىٰ فعلة الاغتصاب وليس المتعة بالتراضي بين الطرفين والموافقة.. وفي عام 2019 :" أصدر الحفيد، المتهم بقضايا اغتصاب، كتاباً بعنوان "واجب الحقيقة" يتحدث فيه عن التهم الموجهة إليه ويعترف بارتكابها(*) ". ومن جانب آخر بدأت كتب أخرىٰ تصدر ضده من ضحاياه. وذكرت مواقع إخبارية أن الصحفية الفرنسية "برناديت سوفاجيه" جمعت شهادة أول ضحية لــ حفيد مؤسس الجماعة، فى كتاب جديد بعنوان "قضية [فلان.. اسم الحفيد]: الجنس والأكاذيب.. سقوط الأيقونة". وروت الكاتبة الفرنسية خلال مقابلة مع إذاعة "يورُب 1" الفرنسية، تفاصيل شهادة الضحية الأولىٰ للحفيد، مشيرة إلى أن الحياة المزدوجة والصاخبة له معروفة فى بعض الدوائر المحيطة به. وقالت الإذاعة الفرنسية، إن الكتاب بمثابة جزء جديد فى قضيته، بعد إصدار كتابه الذى تحدث فيه عن علاقته بالنساء الخمس اللاتى تقدمن بالفعل بشكوىٰ ضده، متهمات إياه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والتهديد بالقتل، وأشارت "يورُب 1" إلى أن الضحية المذكورة فى الكتاب، تعد الضحية الأولى من حيث الفترة الزمنية لكونها تروي وقائع تعود إلىٰ 2008. وفى كتاب „ الجنس والأكاذيب، وسقوط أيقونة “ تتهم الشابة التى تحمل لقب „ بريجيت “ -ولا تزال هويتها سرية- الحفيدَ باغتصابها واختطافها فى نهاية أكتوبر 2008.

وتقدمت السيدة الملقبة بـ „ بريجيت “ بشكوىٰ ضده بعد عشر سنوات مِن الواقعة لتكون المشتكية الرابعة، فى حين أنها الضحية الأولىٰ له. وقالت الكاتبة الفرنسية: „ التقيت بريجيت فى يوليو 2017، لكن فى الوقت نفسه، بدأ محامو الحفيد إجراءات لإسكات الضحية، لذا لم تستطع علناً التحدث عن القضية “، وتقدم الكاتبة الفرنسية فى كتابها، رواية مرعبة للقضية، وتفاصيل مهينة للضحية حيث روت بريجيت مشهد اغتصابها: „ كنت خائفة من الموت، شعرت بالرعب والشلل “، مضيفة „ أنها أدركت أنها قد فقدت تماماً.. وعانت كثيراً بعد الواقعة من مشاكل نفسية بسبب العنف الذى تعرضت له “. وأشارت „ سوفاجيه “، إلى أن „ الدوائر المحيطة بالحفيد كانت على علم بالحياة المزدوجة التى يعيشها ومدى زيفه “..

كما وأن الغرب يُجرم اكراه الزوجة (زواج مدني؛ معترف به أمام الدولة) علىٰ معاشرة حميمية مع زوجها -في زواج مدني؛ معترف به من الجهات الحكومية الرسمية- على فراش الزوجية رغماً عنها؛ ويعتبر قانوناً اغتصاب زوج لزوجته علىٰ فراش الزوجية(!). والرأي الفقهي الإسلامي الشرعي يُبحث في غير هذا الموضع.(!)

الإشباع الجسدي إما أن يتم بصورة :

- سوية صحيحة أو بــ

- شكل خاطئ أو

- شاذ؛ وتلك ثلاث حالات للإشباع

وهذه الاشباعات الثلاثة تعود للمعلومات المسبقة عنه؛ وتعليم جيد وتربية صحيحة فيعطى له الحكم..

والحال مع الحفيد؛ وإن استند في رد التهمة عنه للقانون الغربي الذي يبيح المعاشرة الجسدية بالتراضي والموافقة دون الصورة الشرعية (سواء المدنية أو وفق الشريعة)؛ والإشكال أن الحفيد متزوج.. مع أن هذا يسمى عند فقهاء المسلمين بالـ „ الفاحشة “ وثبت أنه له عقوبة دنيوية إذا أعلن -أُوقفت الأن في عدة مناطق-؛ إما إذا ستر فله عقوبة آخروية إن شاء غفر الله وأن شاء عذب؛ ويشار إلى أنه بعد تسعة أشهر من الاعتقال والإنكار، اعترف الحفيد بأنه مارس الجماع الجنسي مع أول متهمتين له، وتم إطلاق سراحه فى 16 نوفمبر 2018، بعدما دفع غرامة مالية قدرها 300 ألف يورو وتسليم جواز سفره السويسرى. ويخضع للتحقيق منذ 2 فبراير 2018 بتهمة „ الاغتصاب “ و „ اغتصاب شخص ضعيف “،

وفي أول ظهور له.. يعترف: " نعم كذبت"!

في أول ظهور له منذ سنتين، للرّد على الاتهامات التي تلاحقه بالتحرش والاغتصاب، اعترف حفيد مؤسس حركة إسلامية؛ وهو أكاديمي إسلامي، بإقامة علاقة جنسية مع المشتكيات اللواتي اتهمنه بالاغتصاب. كما وأقرّ خلال مقابلة تلفزيونية، على قناة "بي آف آم تي في" الفرنسية، بثت عبر القناة وعبر إذاعة محلية، بإقامة "علاقات حميمية لكن بالتراضي مع المدعيتين الرئيسيتين ضده، هندة عياري .. وكريستيل".

وأضاف قائلا :" كل ما مارسته سابقا مع أي امرأة كان برضى الطرفين، لم أكن يوما عنيفاً ".

" نعم كذبت ".. إلا أنه " المسالم" كما وصف نفسه، والمتزوج، أقر بأنه كذب في البداية أمام قضاة التحقيق، عندما نفى إقامته أي علاقة جنسية غير شرعية مع المشتكيتين، " لحماية نفسه وأسرته"، معتبراً أنه تعرّض إلى " مكيدة نساء "، اتهمنه باغتصابهن ظلما، من أجل الزج به في السجن.

كما أعرب عن أسفه حيال ما اقترفه من أخطاء (في إشارة إلى الاغتصاب أو الزنا) تتعارض مع " مبادئ الأخلاق الإسلامية "، حسب تعبيره.

وهو يطلب الصفح بعد أن اتهمته 5 نساء باغتصابهن إلى ذلك، وبعد أن تقدمت 5 نساء بشكاوى تفيد باغتصابهن من قبله، تقدم بالاعتذار لكل من وثق به من المسلمين الذين خُذلوا جراء أفعاله، قائلا : " أطلب من الجالية(!) المسلمة وجميع من خيبت أملهم الصفح، لأنني تصرفت عكس مبادئي، وأنا الآن أحاول تجاوز ذلك".

يذكر أنه يخضع للتحقيق منذ 2 فبراير 2018 بسبب تهمتي اغتصاب، وقد أطلق سراحه، مع إخضاعه للمراقبة القضائية، بعد أن قضى 9 أشهر في الحبس الاحتياطي.

ويواجه تهما جديدة بالاغتصاب (https://www.alarabiya.net/ar/last-page/2019/08/25/%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%B4%D9%83-%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%86) قد تؤدي إلى إلغاء السراح المشروط وإعادته إلى السجن، إذ رفعت امرأة تبلغ من العمر 50 سنة، شكوى ضدّه في فرنسا، تتهمّه فيها باغتصابها في مدينة ليون الفرنسية سنة 2014.

ثم واجهنا إشكال أن أتباع تلك الجماعة برأوا ساحة حفيد مؤسس جماعتهم مِن فعلة الاغتصاب والزنا ؛ أو نفس الفعلة برضا الطرف الآخر.. وإن اقرها القضاء وفق ما تحت يديه مِن أدلة..

وهنا تأتي الإزدواجية !.
وما لفت انتباه المتتبع للقضية في حادثة الحفيد هو تكرار فعلة الاغتصاب مع عدة نساء؛ وصل عددهن إلىٰ خمس!



وثانياً ما أثار لغطاً كثيرا هو ما هبت رياح مفاجأة لموقف الكنيسة الكاثوليكية تجاه مسألة „ زواج المثليين“ بما تحدث به بابا الفاتيكان ونشر يوم الأربعاء 21 أكتوبر2020 من خلال فيلم وثائقي للمخرج „ Jewgeni Afinejewski “ بأنه يسمح للزواج لهم؛ مؤكدا بحقهم في هذا كجزء من عائلة باعتبارهم :" ابناء الرب " ولهم الحق في ذلك؛ مطالباً بحقوق مدنية لهم(***)، و

كما حدث في المثال الأول السابق سارع موقع „ الأزمنة المريمية “ بنشر التبرئة؛ مع أنها سقطة لا تصح من الراعي الأول في العالم لأتباع كنيسته فنشر الموقع :

" كشف الحقيقة الكاملة وراء التلاعبات العديدة في تصريحه المثير للجدل!

البابا فرنسيس لم يغيّر تعاليم الكنيسة حول زواج المثليين!

أوردت العناوين الرئيسية العالمية أن البابا فرنسيس يؤيد الزيجات المدنية للمثليين. معلّقة بأن تصريح الأب الأقدس هو تحوّل كبير في تعاليم الكنيسة الكاثوليكية حول العلاقات المثلية.

وبدأ الرد لتوضيح اللبس!:

ما لم يفعله البابا فرنسيس!

لم يغيّر الأب الأقدس تعاليم الكنيسة حول طبيعة الزواج، ولم يقترح أي ترتيبات أخرى يمكن أن تجعل العلاقات المثلية معادلة للزواج. بل إنها تتحدث، بالأحرى، عن نهج رعوي لهذه القضايا.

إنّ الإرشاد الرسولي „ Amoris Laetitia “ يدعو إلى التعاطف مع المثليين وعائلاتهم.

هذه الوثيقة نفسها تعلّم أيضًا أنه „ فيما يتعلق بمشاريع مساواة الزواج بتلك الاتحادات المرتبطة بأشخاص مِثليين، لا يوجد أي أساس على الاطلاق لاستيعاب او توفير أي نوع من التشابه، ولا حتى من بعيد، بين ارتباط المثليين وتدبير الله حول الزواج والعائلة “. ومن غير المقبول “ ان تعاني الكنائس المحلية من ضغوط في هذا الموضوع، أو أن تشترط هيئات دولية تقديم مساعدات مالية إلى الدول الفقيرة بإدخال قوانين تسمح بـ «الزواج» بين أشخاص من نفس الجنس“

بالقول إن „ الأشخاص المثليين “ لهم “الحق“ في أن يكونوا „ داخل أسرة “ أو „ جزء من الاسرة “ ( يعتمد على الترجمة)، لا يتحدّث البابا فرنسيس عن مسائل قانونية معقّدة مثل التلقيح الاصطناعي أو التبني. بل يشير إلى العائلات الأصلية وأنه لا ينبغي طرد المثليين أو حرمانهم من حب والديهم وإخوتهم وأقاربهم. لو كان الأب الأقدس يفكر في أكثر من ذلك، لكان قاله بوضوح؛ إنه يردد هنا ما علّمه في„ Amoris Laetitia “ .

هل “صادق” البابا على الزواج المدني؟

تناول الجزء الثاني من تعليق الأب الأقدس الترتيبات القانونية للأزواج من نفس الجنس:

„ ما يتعين علينا إنشاؤه هو قانون تعايش مدني؛ بهذه الطريقة يتم تغطيتهم قانونًا “.

إن قول الأب الأقدس „ علينا إنشاؤه “ قد فسره البعض على أنه نوع من التفويض البابوي، لكن هذا خطأ ولا يمكن إعطاء هكذا تفويض على تعليق عابر.

كما تم توثيقه جيدًا في السيرة الذاتية للبابا فرنسيس، في عام 2010 ، بصفته رئيس أساقفة بوينس آيرس، حارب “زواج “ المثليين. صرّح بوضوح بأنّ „ الزواج هو فقط زواج الرجل والمرأة، ولكن الأفراد في العلاقات الأخرى (المثليين) يمكن أن يُمنحوا الحماية القانونية“.

وفي مناسبات عديدة موَثّقة، حذر الأب الأقدس من التهديدات لمؤسسة الزواج، وقال إن قبول المثليين وسط أسرتهم أو قبول اتّحاد مثلي في القانون المدني، „ لا يعني الموافقة على الأفعال المثلية “ .

إساءة ترجمة كلمات البابا!

إنّ الترجمة الإنكليزية، والتي كانت الترجمة التي استخدمها جميع الصحفيين الناطقين باللغة الإنكليزية في تقاريرهم - ومنها تُرجمت إلى لغات عديدة - لم تكن أمينة لما قاله البابا فرنسيس في المقطع. يرجع التناقض إلى إشارة البابا فرنسيس إلى قانون „ التعايش المدني convivencia civil “، وهو يختلف عن “ الاتحاد المدني أو الزواج المدني“ الذي استُخدِم في الترجمة.

في مقابلة عام 2014 مع كورييري ديلا سيرا الإيطالية، سُئل البابا فرنسيس عما إذا كانت الكنيسة يمكن أن تقبل إضفاء الشرعية على الاتحادات المدنية. رد البابا فرنسيس بالقول : “ الزواج هو بين رجل وامرأة “ ، مميّزًا بين الزواج والاقتران المدني. وأضاف: إنّ الدول تريد تبرير الاتحادات المدنية لتنظيم أوضاع مختلفة من التعايش، مدفوعة بضرورة تنظيم الجوانب الاقتصادية بين الناس، مثل ضمان الرعاية الصحية.

كشف التلاعب!

أثيرت أسئلة حول ما إذا كانت المقابلة التي تضمنت لقطات للبابا فرنسيس يقول إنه يدعم الزواج المدني كانت جزءًا من محادثة مع مخرج الفيلم الوثائقي الجديد „ يفغيني أفينيفسكي “ ، أم أنها جاءت من جزء من مقابلة أجرتها مع البابا „ فالنتينا ألازراكي “ من قناة Televisa.

أخبر السيد أفينيفسكي عدة صحفيين أن الاقتباس عن التعايش المدني جاء من مقابلة أجراها مع البابا بواسطة مترجم، على الرغم من أنه لم يحدد متى أُجريت المقابلة.

أفاد أنطونيو سبادارو، أحد أكثر مستشاري الاتصالات الموثوق بهم للبابا ومحرر المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica، بأن المقطع كان من مقابلة السيدة ألازراكي، صحفية مكسيكية أجرتها قبل عام.

قارن السيد McElwee من National Catholic Reporter المقاطع من المقابلتين جنبًا إلى جنب ووجد أن اقتباس البابا حول “حق المثليين في أن يكونوا جزءًا من الأسرة “ تم تضمينه في الفيلم الوثائقي للسيد أفينيفسكي من المقابلة مع السيدة ألازراكي، لكن جملة البابا التي تلتها مباشرة “ هذا لا يعني الموافقة على الأفعال الجنسية المثلية “، قد تم حذفه!

يبدو الإعداد في المقابلة مطابقًا للمقطع المستخدم في الفيلم الوثائقي الجديد. المشهد في كليهما مطابق تمامًا، يجلس البابا فرنسيس في غرفة في كازا سانتا مارتا على كرسي مزين بالذهب وخلف كتفه الأيمن كرسي قماشه عبارة عن نمط خلايا العسل، وميكروفون صغير في نفس المكان على ثوبه، وزاوية التصوير مطابقة في كليهما.

لذلك، لا! لم يغيّر البابا تعاليم الكنيسة، لكنه غيّر بالتأكيد اللهجة الرعوية التي تقترب بها الكنيسة من المثليين وزادها تعاطفًا مع احتياجاتهم الاجتماعية والقانونية.(****)". انتهى النقل من الموقع الكنائسي..

أقول : ومن هنا يأتي اللبس والفهم الغامض عند العامة من الناس.. إذ أن رموز أديان يقعون في خطأ.. والجميع بشر!..

ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع:



(*)https://

https://
(**) تارخ النشر: السبت 7 محرم 1441 هـ - 07 سبتمبر 2019 KSA 06:28 - GMT 03:28.

آخر تحديث: الأربعاء 27 رمضان 1441 هـ - 20 مايو 2020 KSA 11:12 - GMT 08:12

المصدر: العربية.نت – الكاتبة: منية غانمي

مصدر :

Der Schweizer Akademiker Tariq Ramadan, Professor für Islamwissenschaft, gab am Montag zu, dass er sexuelle Beziehungen zu zwei Frauen in Frankreich hatte, die ihn der Vergewaltigung beschuldigten, sagte jedoch, die Beziehungen seien einvernehmlich .
Dies ist das erste Mal in dem fast einj&auml;rigen Fall, dass Ramadan, Professor an der Universit&auml;t Oxford in Grossbritannien, zugab, sexuelle Beziehungen zu den beiden Kl&auml;gern zu haben . Und Ramadan ist derzeit von der Universit&auml;t beurlaubt .

Sein Anwalt Emmanuel Marcigny sagte gegenüber Reportern, nachdem die Ermittler in Paris die Gest&auml;ndnisse des Ramadan, des Enkels von Hassan Al : "Erkann endlich frei sprechen und sich wohl fühlen ."

Am 18 September war es zwischen ihm begegnet und ein vonAlmdeitin genannt Telle dauerte 10 Stunden .

Sagt die Frau, die umgewandelt zu Islam und hat eine Behinderung als Folge eines Autounfalls, sagte , dass Ramadan sie im Oktober vergewaltigt / Oktober 2009 in einem Hotel in Lyon , Südosten Frankreich .

Ramadan sagte, er habe sexuelle Beziehungen, aber es sei immer " einvernehmlich ".


Fordern Sie die Freilassung von saudischen Frauen und H&auml;ftlingen aus den Emiraten (https://translate.googleusercontent.com/translate_c?depth=1&hl=de&prev=search&pto=aue&rurl=translate.google.at&sl=ar&sp=nmt4&u=https://www.alaraby.co.uk/home/GoToPage/3f9b540d-4039-45e8-a648-9a4779a0938d/3d3e7dee-5869-40f4-a023-034da0a8e528&usg=ALkJrhiYUWj0nPW1PAA-Wz_kpsY5j6aZWg)

Die Jonas Haddad, einAnwalt undanderer Anwalt Henda Ayari sagten : Verteidiger drehen von Ramadan fast einem Gebrauch Trick vor Jahr zu seinem Fall zu retten . Aber dieTatsache , dass er von log den Anfang von diesem Fall verbannt sexuelle Beziehungen, und es dauerte etwa ein Jahr zu erkennen .

Er fügte hinzu : " Wird es ein weiteres Jahr dauern, um den Rest zu erkennen? "

Ramadans Anwalt sagte, dass einige Textnachrichten auf den beiden Telefonen der Frauen zeigten, dass die Beziehungen einvernehmlich waren .

Er sagte , dass er vorgelegt hatte einen Antrag für die Freilassung von Ramadan, da gemeldeten Untersuchungen von Frankreich im Februar durchgeführt verhaftet / Februar . Ramadan ist verheiratet und hat vier Kinder .

) Reuters (


(***)Heute, Do.,22.10.2020, Nr. 4016, Siete: (2).


(****) Krone Zeitung; Do.,22/10/2020, Ausgabe Nr. 21.738, Seite: (6).


.(**)National Catholic Register


Catholic News

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
31 / 10 / 2020, 25 : 03 PM
التنسيق!

بعد إلقاء خطاب رئيس الجمهورية المِصرية(*) بمناسبة احتفالية المولد النبوي الشريف لعام ١٤٤٢ مِن الهجرة المباركة؛ وبعد كلمة شيخ الازهر الشريف(**) بإنشاء منصة تواصلية بلغات العالم عن نبي الإسلام -عليه السلام-.. تنشر على الشبكة العنكبوتية يصح لرئيس البعثة الدبلوماسية الرسمية المعتمدة لدىٰ جمهوريات دول الغرب -الاتحاد الأوروبي- وأمريكا وأستراليا وكندا وبالتالي الصين والهند واليابان أن يقوم مع زملائه بقية أعضاء البعثة المِصرية بالسير في عدة اتجاهات لتفعيل ما طرحه رئيس الدولة المِصرية في خطابه مِن أفكار علىٰ أرض الواقع المعاش؛ بواسطة مرسوم رئاسي تكليفي؛ وتسهيل ما يسعىٰ شيخ الأزهر إلىٰ إنشائه وايجاده بصورة واقعية ملموسة مؤثرة بواسطة مرسوم أزهري يوضح مضمون تلك المنصة التواصلية؛ ويبين دورها.. ويتم ذلك ومن خلال:

[ أ .] . المستوىٰ الرسمي :

[ ١ .] . الاتصال المباشر مع وزارة خارجية كل دولة.. ومِن ثم التواصل مع بقية دول الاتحاد الأوروبي..( وهذا كمثال)

[ ٢ .] . الاتصال المباشر مع وزارة الإندماج بتلك الدول..

[ ٣ .] . الاتصال المباشر مع بقية السادة أعضاء البعثات الدبلوماسية ذات الصلة.. والتنسيق مع الهيئات الرسمية والأهلية ذات العلاقة..

[ ب .] . المستوىٰ الشعبي؛ ويكون مِن خلال:

[ ١ .] . الدبلوماسية الناعمة: من خلال التجمعات.. وهي ذراع الدولة المِصرية الناعم في الخارج؛ وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر :"النادي المِصري"(***) بجمهورية النمسا -إذ يتحمل دافعو الضرائب المصريين وبالتالي خزانة الدولة المِصرية مصاريفه(!)- ومَن يقترب منه أو يشابهه كالاتحاد(****) العام للمصريين في الخارج -فكرة جمال مبارك في عهد أبيه- وتم الاجتماع الأول داخل السفارة المِصرية وبرعاية سفير مِصر وقتها؛ أو اتحاد عام بديل(*****) -الأخير تحت التأسيس- أو مَن يود ويرغب الاقتراب مِن سور مقر البعثة الدبلوماسية المِصرية الرسمية..

[ ٢ .] . المصليات والتي يتولىٰ إدارتها مَن يوافق نهج الدولة.. بعد الفشل الذريع لبعثة الأزهر منذ عدة سنوات؛ لدول الغرب واخفاق مَن أُرسل مِن قبله.. وآخر المبتعثين من قِبل الأزهر يسعى للحصول على جنسية دولة غربية!

وأيضاً :

[ ٣ .] . المواقع الإلكترونية والشخصيات العامة المهتمة بشأن التواجد العربي على أرض الغرب..








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ








(*) أكد الرئيس المِصري، عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء -11 ربيع أول 1442هــ ~ 28/10/2020-، أن حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلىٰ جرح مشاعر أكثر مِن مليار ونصف شخص؛ في أول تعليق علىٰ الرسوم المسيئة.

وقال السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرىٰ المولد النبوي الشريف يوم الأربعاء:" إن الاستعلاء بالحرية درب مِن التطرف"، مضيفا :" كفىٰ إيذاءً لنا".

وشدد الرئيس المِصري علىٰ الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%B9%D9%86%D9%81+%D8%A3%D9%88+%D8 %A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8&contentId=1387600) مِن أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B 9+%D8%B9%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86&contentId=1387600) أو الرموز أو المقدسات الدينية.

(**) شيخ الأزهر -الإمام الأكبر- يطالب بإقرار تشريع دولي يُجرم معاداة الإسلام! ..

دعا شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب -الأربعاء: اليوم-، المجتمع الدولي إلىٰ إقرار تشريع يجرم معاداة الإسلام والمسلمين، مشددا علىٰ ضرورة الالتزام بالسلمية وبالطرق القانونية في الدفاع عن النبي محمد والدين الإسلامي.

وقال شيخ الأزهر (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%A7%D9%84%D8% A3%D8%B2%D9%87%D8%B1&contentId=1387600)، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%A F+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A+%D8%A7%D9%8 4%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81&contentId=1387600) بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي: "سنطلق منصة عالمية للتعريف بالنبي محمد بالعديد مِن لغات العالم".

وأكد أن العالم الإسلامي (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8 5+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A&contentId=1387600) ومؤسساته الدينية وفى مقدمتها الأزهر الشريف (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B 1+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81&contentId=1387600) قد سارع إلىٰ إدانة حادث القتل البغيض (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB+%D8%A7%D9% 84%D9%82%D8%AA%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%BA%D9%8 A%D8%B6&contentId=1387600) في باريس وهو حادث مؤسف ومؤلم، ولكن مِن المؤسف والمؤلم أيضا أن نرىٰ الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا وقد أصبح أداة لحشد الأصوات والمضاربة بها في أصوات الانتخابات.

وأضاف أن الرسوم المسيئة (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%8 5+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%A6%D8%A9&contentId=1387600) لنبينا العظيم عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخُلُقي والعُرف الدولي والقانون العام وعداء صريح لهذا الدين الحنيف وللنبي صلى الله عليه وسلم.

وقال شيخ الأزهر: "نرفض وبقوة وكل دول العالم الإسلامي هذه البذاءات التي لا تسيئ للمسلمين والإسلام بقدر ما تسئ. وندعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات، كما ندعو المسلمين في الدول الغربية إلىٰ الاندماج الإيجابي الواعي في هذه المجتمعات".

وأضاف "علىٰ المسلمين أن يتقيدوا بالتزام الطرق السلمية والقانونية والعقلانية في مقاومة خطاب الكراهية والحصول علىٰ حقوقهم المشروعة اقتداء بنبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم".

وأوضح "إننا لا نحتفل اليوم بشخص بل نحتفل بتجلي الإشراق الإلهي علىٰ الإنسانية جمعاء وظهوره في صورة رسالة إلهية ختمت بها جميع الرسالات"، مشيرا إلىٰ أن انتشار الدين الإسلامي في العالم كان تحقيقاً لمعجزة مِن معجزات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وأشار إلىٰ أن بقاء الإسلام وخلوده أمر تولاه الله بنفسه وآراءه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- رأي العين وهو يشاهد مشارق الأرض ومغاربها، مضيفا: "لا نرتاب لحظة في أن الإسلام والقرآن ومحمد مصابيح إلهية تضئ علىٰ الأرض طريق الإنسانية وهي تبحث عن سعادتها في الدنيا والاخرة، وأن هذه المصابيح الثلاثة محفوظة بأمر الله. ولولا النبي محمد لبقيت الإنسانية كما كانت قبل بعثته في ظلام دامس وضلال مبين إلىٰ يوم القيامة، فهو النور الذي يبدد الله به ظلمات الشكوك والأوهام".

وذكر شيخ الأزهر: "يتوجب علينا تجديد مشاعر الحب والولاء والدفاع عن النبي محمد بأرواحنا وبكل ما نملك من غال ونفيس. فمحبته -صلى الله عليه وسلم- فرض عين علىٰ كل مسلم".

ومن جانب آخر فقد :

" أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، أمس الثلاثاء-27/10/2020م-، أن المملكة ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتستنكر الرسوم المسيئة إلىٰ نبي الهدىٰ ورسول السلام محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- أو أي مِن الرسل -عليهم السلام-.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المسؤول قوله: "تُدين المملكة كل عمل إرهابي أياً كان مرتكبه، وتدعو إلىٰ أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم".

وفي وقت سابق، أعلن مجلس حكماء المسلمين خلال اجتماع عقده، الاثنين، برئاسة شيخ الأزهر؛ عزمه علىٰ رفع دعوىٰ قضائية ضدّ صحيفة " شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة التي نشرت رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد وكذلك أيضاً ضدّ "كل مِن يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة".

وقال المجلس في بيان صدر في أعقاب اجتماع عقده عبر الفيديو إنّه "قرّر تشكيل لجنة مِن الخبراء القانونيين الدوليين لرفع دعوىٰ قضائية علىٰ صحيفة شارلي إيبدو، التي قامت بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبيّ الرحمة وكذلك كلّ مَن يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة".

وتأتي هذه الأزمة بعد تأكيد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنّ بلاده لن تتخلّىٰ عن مبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وهو وعد قطعه أثناء مراسم تكريم المدرس، صامويل باتي، الذي قتل في 16 أكتوبر بيد شاب شيشاني ولد في روسيا؛ وغادرها في السادسة من عمره إلىٰ فرنسا مع عائلته؛ وتحصل علىٰ الإقامة بها؛ وحين بلغ 18 عاماً ذبح أستاذ التاريخ لأنه عرض هذه الرسوم علىٰ تلامذته في المدرسة إثناء درس عن حرية التعبير.

وأثارت تصريحات ماكرون موجة انتقادات في عدد مِن الدول الإسلامية، حيث خرجت تظاهرات مندّدة بها، كما أُطلقت حملة لمقاطعة السلع الفرنسية، في حين تضامن مع الرئيس الفرنسي العديد من نظرائه الأوروبيين.

وفي بيانه، أعرب مجلس الحكماء "عن رفضه الشديد لاستخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام محمد ومقدّسات الدين الإسلامي".

وشدّد المجلس علىٰ أنّ "حرية التعبير لا بدّ أن تأتي في إطار مِن المسؤولية الاجتماعية التي تحفظ حقوق الآخرين ولا تسمح بالمتاجرة بالأديان في أسواق السياسة والدعاية الانتخابية".

(***) النادي المصري كواجهة في الحي الأول لمقاطعة النمسا الأولىٰ -فيينا- ومحاز لمقر البرلمان النمساوي وأمام التياترو الشعبي وأمامه الحديقة العريقة وبالقرب مِن المتحف الرسمي وبه قسم خاص للمصريات -الفراعونية- هذا النادي أخفق في الدور المنوط به؛ وفشل في تحقيق الهدف مِن انشائه كما فشل في كسب الجيل الثاني والثالث مِن أبناء التجمع -وليس الجالية المِصرية- الشابات والشباب- فتحول لمقهىٰ.

(****) تلك الاتحادات فشلت في دورها وتحولت لمقاهي ثم سقطت..

الجدير بالذكر أنه وُجدَ في صيف عام 2005م ما أطلق عليه المجلس التنسيقي للمؤسسات والهيئات الإسلامية بآحدى الدول الغربية؛ والفكرة صاحبها مِن خارج القارة الأوروبية [سعودي الجنسية]؛ وبعد حين وبفعل فاعل أُريد لهذا المجلس الإخفاق والفشل؛ والواقع الفعلي ونحن في الربع الأخير مِن العام 2020م يوجد مئات المصليات للعرب؛ أضف مصليات لمَن هم مِن أصول تركية؛ ألبانية؛ شيشانية؛ أفغانية؛ إيرانية.. إذا عادت وهذا ميسور-إن توفرت الإرادة- إذا عادت تلك التجمعات وتجمعت بتنسيق فيما بينها تحت سقف عام يجمعها لشكلت قوة ضاغطة تراعىٰ عند اتخاذ قرار.. ومؤثرة عند الحديث عن المسلمين.. لذا وجود الراعي -ولعله المِصري عند الحديث عن الدبلوماسية الراقية؛ أو الدبلوماسية الناعمة لمَن يحمل جنسية غربية ومن اصول عربية- اقول وجود مثل هذا الراعي يمكنه أن يحقق الكثير!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقول؛ وبناءً علىٰ تلك الوقائع المدرجة في ندائي هذا؛ فإن مسألة التنديد.. والشجب.. والرفض؛ والتذكير لا تكفي بل يجب اتخاذ خطوات إيجابية عملية على المستوى الرسمي أولاً؛ وأقصد في الغرب أي التحرك الدبلوماسي بشكل منظور؛ بتكليف رئاسي؛ خاصةً وأن جمعة المولد -12 ربيع أول- ستكون يوم 30 مِن أكتوبر الحالي؛ وقد يستثمرها البعض ضد مَن ذكرتهم -مع حفظ الألقاب- .. ويصح ايضا أستخدام الخطاب الشعبي؛ وهذا ثانياً مِن خلال العديد من المنصات الإعلامية واللقاءات!

وهذا كله مما دعاني إلىٰ طرح هذه المبادرة مع تفعيلها من أهل الأختصاص والمسؤولية!

والله -تعالى- من وراء القصد؛ والتوفيق والهداية منه -سبحانه وتعالى-.

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ )

الأربعاء 11 ربيع الأول 1442 هــ ~ 28/10/2020م

شريف حمدان
07 / 11 / 2020, 46 : 11 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 11 / 2020, 10 : 07 PM
وجزاكم الله تعالى عنا وعن جميع المسلمين الخير ووهبكم الصحة والعافية !
أستاذي الفاضل الكريم / شريف حمدان!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 11 / 2020, 54 : 07 PM
المصطلح

المجاهد المهاجر

بناءً علىٰ الضعف الشديد الذي طرأ علىٰ الأذهان عند المسلمين في فهم الإسلام.. وبناءً علىٰ التزاوج الفاسد بين مفاهيم بعينها ومفاهيم آخرىٰ تخالفها.. وبناءً علىٰ غياب كيان نموذجي صالح وفق نظرية البعض للحياة يعيش فيه أُناس فقدوا الأمل في غد مشرق وفق مجموعتهم الخاصة مِن الأفكار وحزمة المفاهيم وكتلة القناعات والقيم؛ وكلها -حالياً- نظريات سُطرت في بطون الكتب ودفنت في تراث الأجداد؛ والإخفاق المروع في إيجاد ما تصور في الذهن مِن قِبل فرق وجماعات علىٰ ارض الواقع المعاش دون الفهم الفقهي الصحيح والوعي السليم بسيرة القدوة الحسنة والقفز السريع فوق مراحل ومفاصل العهد المكي مِن السيرة العطرة.. يرافق هذا كله ضعف في استيعاب الحياة السياسية اليومية الحالية والقوى الفاعلة علىٰ الساحة الدولية وميزان القوى والسيطرة والهيمنة على الساحة العالمية -أو مايسمى بالمبدأ المسيطر والفاعل في السياسة العالمية- ووقوع الكثير مِن تلك الفرق والأفراد في تنفيذ مخطط الغير دون إدراك.. أو العمل معهم.. وبناءً علىٰ الفصل بين المؤسسة الدينية الرسمية -الكهنوتية- وبين قضايا الناس المصيرية وبين مسائل المجتمع الحياتية..
بناءً علىٰ هذه العوامل.. وهناك غيرها تأكلت مصطلحات إسلامية كانت تؤثر في الحياة اليومية زمن وجود كيان إسلامي نافذ وفاعل يحمي تلك المصطلحات؛ بعد تأصيلها وبنائها على قواعد متينة.. إذ كانت تلك المصطلحات نتيجة مفاهيم تؤثر علىٰ السلوك الإنساني الظاهر للعيان في منطقة جغرافية لهذا الكيان؛ وكانت تلك المصطلحات تنبثق مِن قيم تراعي الناحية البشرية إثناء المعاملات وفق وجهة نظر بعينها في الحياة؛ وكانت تلك المصطلحات تبنىٰ علىٰ قناعة عقلية توافق عقيدة صالحة للإنسان تُجيب علىٰ جميع أسئلته.. فتقنع العقل تطمئن القلب فترتاح النفس.. تحث صاحبها علىٰ اتخاذ خطواط عملية إيجابية بعينها إثناء نهاره مع الآخر؛ فحين غابت تلك المصطلحات عن الحياة لمن يعيشون داخل دائرة التدين الإسلامي(!) ولم يعد لها وجود حقيقي في ذهن المسلم ولا وجود مؤثر علىٰ ارض الواقع المعاش؛ وتلاشت مِن الاستخدام اليومي وغاب عنها معناها الفقهي الفهمي الاستيعابي التعاملي وبقي عند البعض استخدامها لفظياً؛ فما زال البعض هناك يعيشــون علىٰ أمجاد الماضي وما زال البعض يسترضع مِن التراث؛ يقابل ذلك عند البعض الآخر ما اطلق علىٰ هذا التراث مسمىٰ الكُتب الصفراء لقدمها.. وتسفيه المطلع عليها.. وقيام كيان وانحدار آخر ولعل هذا مِن سنن الحياة الآدمية: اي التغيير المستمر والدائم والتحول مِن شكل مدني إلىٰ آخر؛ ومِن وسيلة عفىٰ عليها الزمان لوسيلة آخرىٰ حديثة ..

مثال المصطلحات في :

1.] المجال العقدي:

صارت قضية تقسيم الناس إلىٰ أهل إيمان وأهل كفر.. والدار إلى دار إسلام ودار حرب لا تستخدم؛ فخرج مِن داخل الآزهر مَن يقول بأن :" كل مَن يؤمن بإله فهو مؤمن"؛ وخرج مِن تحت عباءة الأزهر آحدهم يدمر فكرة دولة الخلافة ودار أمير المؤمنين؛ ويقابله مَن يرفع شعار السيف والقرآن.. في زمن مَن يستخدم الصاروخ والطائرة النفاثة..
ثم صارت مصطلحات : مشرك.. كافر.. منافق.. زنديق.. عابد وثن.. مَن يقدس صنم.. مَن يقدس حيوان.. تلك المصطلحات غابت عن الحضور في إثناء الحديث اليومي.. بل طُلب أن تغير المناهج التعليمية لإلغاء هذه اللفاظ.. وزاد أن آحد الأئمة توقف عن الدعاء في ختم الصلوات على آحدى الفرق بعينها!



وسقط مِن المعاملة فقه أحكام: أهل كتاب.. أهل ذمة.. الجزية.. فتكلم آحدهم مِن الأزهر حديثاً عن "المواطن" و "المواطنة" بدلا من تلك المصطلحات التي ليس لها وجود في الحياة العملية اليومية؛ ومع ذلك ما زال البعض هناك يتحدث عن كيفية معاملة الإماء والجواري وتقسيم أو بيع سبايا الحرب..
ثم طفح علىٰ السطح تقسيم مَن تحت خيمة الإسلام إلى أهل سنة وأهل شيعة؛ ثم تقسم أهل السنة إلىٰ فرق وطوائف ومذاهب؛ وكذا أهل الشيعة.. ثم جرت محاولات لتقريب المذاهب أو تقريب الفرق.. ثم ظهر تعبير فسطاط الإسلام وفسطاط الكفر.. ثم اريد إعادة جزئيات مِن الكل إلىٰ الظهور علىٰ الساحة الكلامية؛ فيتلقفها من يجهل حيثياتها وتسلسل مراحل وجودها وإحسان ربط مفاصلها.. سواء في الوطن الواحد فتكفير الحاكم ومَن يسانده مِن الجيش والشرطة وحل دمه.. أو المنطقة الإقليمية كحال سوريا والعراق وليبيا واليمن وكراباخ... أو العالمية كما يحدث في أمهات المدن الغربية..


مثال على ذلك :
- قتل مَن يؤمن بالمسيحية وسَلب ماله لتمويل عمليات إرهابية.. كغنيمة؛ و
- ضُربت السياحة وقُتل السياح -وإن جاءوا بعهد (فيزا) مضمون من دول تعيش على مدخول السياحة (مصر.. تونس .. تركيا)-؛ و
- قتل عدة مئات مِن طريقة صوفية علىٰ آيدي السلفية الجهادية في مسجد الروضة بمرسىٰ مطروح.. مصر؛ لإختلاف العقيدة؛ بل وكيفية آداء الصلاة بينهما..
.. وهكذا تحول المشهد العام إلى مشهد عنف لتفريغ الطاقة المحبوسة والتي شحنت مِن خلال قراءات مبتورة مِن كُتب التراث؛ إذ أن علماء ذاك الزمان عاشوا في كيان ومناخ وبيئة وحال يختلف عن كيان الدولة اليوم ودستورها والقانون الأساسي فيها ونظامها والمناخ العام والبيئة..

2.] المجال التعبدي:

صارت قضية تارك الصلاة.. وعدم دفع الزكاة مسألة شخصية..
ففي المسألة الأولىٰ: تارك الصلاة.. جاحد الصلاة.. مَن تكاسل عن آداء الصلاة.. مَن ينكر الصلاة.. لا تبحث إلا في دروس ما بين العصر والمغرب في المصليات (وهو ما يسمى : فصل الفكرة عن طريقتها)؛ ولا يعاب عليه؛ وليس له تعزير..
وغاب بيت المال؛ وتحولت بعض المؤسسات الأهلية الرعوية دويلة داخل الدولة؛ ولذر الرماد في العيون تقدمت مؤسسات أهلية أخذت الطابع الديني الكهنوتي تدعي تطبيق مصارف الزكاة الثمانية؛ والحقيقة لم يتبق منها سوى "الفقير.." .. في آحدىٰ الدول الغربية كانت تؤخذ الزكاة وتصرف علىٰ تصليح دورة مياه المصلىٰ وتنظيف مكان الوضوء؛ والتبرعات التي تأتيها من بعض دول الخليج تصرف علىٰ المقربيين وليس علىٰ الطلبة كما أُعلن [تحت مسمى: اتحاد الطلبة المسلمين] ؛ و
مثال آخر: كان يؤخذ لصرفها على أرامل وايتام منطقة ما.. يقوم القائم علىٰ تلك المؤسسة الرعوية الأهلية فيأخذ نصيبه مِن تلك الزكاة ومَن يعمل في تلك المؤسسة من باب ".. والعاملين عليها.."؛ ولهذه الحادثة مُنع مقال لكاتب هذه السطور في موقع ما بتلك الدولة..

ثم اصبحنا نسمع عن الحج السياحي والحج الممتاز؛ والحج السريع.. ناهيك عن مَن يقوم بتنظيم رحلة الحاج: أهو مرتزق؛ أم أنه يقدم خدمة مقابل آجر.

3.] المجال الإجتماعي :

أو ما يسمىٰ علاقة الذكر بالأنثىٰ (وليس الرجل بالمرأة) وكيفية الإشباع خارج مؤسسة الأسرة؛ واستحدثت علاقات كزواج(!) المسيار والمصطاف؛ ونكاح الجهاد.. مع وجود علاقة قديمة سميت بـ"المتعة"(!)؛ وتفشي حالات الطلاق دون مسوغ وإفساد تقسيم الميراث!.. وعدم الدقة الفقهية في تحديد عورة الأنثىٰ البالغة..

أما مع الآخر فقد تبنت فرق بعينها إزدراء الآخر والإساءة إليه.. في الغرب تحت باب حرية الرأي والتعبير؛ وفي الشرق من منطلق فاسد ديني!

4.] المجال الاقتصادي :

غاب عن الساحة الاقتصادية المعاملات الشرعية ولذر الرماد في العيون اطلق علىٰ مصرف ما أنه إسلامي؛ مع أن النظام القائم في العالم رأسمالي.. وتبرعت بعض المؤسسات الاهلية بمجهودها الخاص في سد هذه الثغرة مع أن النظام الاقتصادي في الإسلام ليس فقط معاملة الربا

5.] مجال الزجر لحماية المجتمع :

توقفت وتعلقت الكثير من أحكام الزجر أو ما يسمىٰ في الفقه بــ : الحد.. العقوبة.. التعزير؛ فبناء على حرية المعتقد تعلقت عقوبة حد الردة؛ وبناء على الحرية الشخصية تعلقت عقوبة حد شارب الخمر؛ وتعلقت عقوبة حد الزنا إذا تم بالتراضي والموافقة.. وتعلقت عقوبة السارق.. ففي بلد الأزهر والكنيسة أنشأ آحدهم حساباً علىٰ الشبكة العنكبوتية يروج لتبادل الزوجات.. بشرط تقديم عقد زواج صحيح.. وحكم عليه بخمسة عشرة سنة سجناً؛ وزوجته جامعية مدرسة بالثانوي.. وشارك في المبادلة زوج وزوجته مِن الخليج.. وبالتالي تعلقت عقوبة التعزير لتارك الصلاة أو مانع الزكاة..

الحصاد المر؛ والمحصلة :

نتيجة ذلك الضعف في تلك القوىٰ العاقلة.. وتلك الكميات الهائلة مِن التعليق والتوقيف والتعطيل؛ مع تواجد الكثير وتعايشهم في زمن الماضي واسترضاع التاريخ واستجلابه؛ والتباعد الكبير بين تراث الأجداد وفهم حال اليوم وإدراك واقعه.. وفهمه بوعي وعدم قدرتهم -افرادا أو فرق؛ وتدخل هنا كيانات أو دولة وأكثر- مِن إيجاد ما هو متصور في الذهن- والتناقض الظاهر في لعب الأدوار نشأ فكرٌ متطرفٌ عن الأصول الثابتة.. وانعزالي عن الواقع المعاش؛ فزرعت فكرة الجهاد في عقول أفراد في أفغانستان؛ والأصل أن تكون مِن خلال كيان قائم.. وبإنتهاء الحدث كان يجب إيجاد أرضية آخرىٰ جديدة موافقة ينطلق منها المجاهدون الجدد؛ لتبقىٰ الفكرة؛ وتعيش.. وساعد علىٰ ذلك الخطاب التحريضي والخطاب الشعبوي المقابل له داخل أماكن العبادة سواء المغلقة أو المفتوحة؛ أو الخطاب الجماهيري.. وتم هذا علىٰ أعين بصيرة مِن الجهاز الأمني والمخابرات المحلية والأجنبية؛ ولكن لأن جسم تلك الفرق هلامي واستعجال افراد غير مؤهلين واحباط في حياتهم الدنيا وليس لديهم العلم الأصولي الكاف ووجد خلل في الحصول علىٰ المعلومات الموثقة؛ يرافق هذا حالة إنتقام وتفريغ شحن سلبية.. فقد أوجد بديل كهدف لاستهدافه والقضاء عليه؛ سواء في الداخل كما حدث في مِصر والملكية السعودية أو تونس.. ليبيا.. اليمن.. أو ساحة بأكملها كــ سوريا والعراق؛ أو المحاولة الفاشلة في أقامة كيان منعزل عن العالم في شبة جزيرة سيناء المِصرية.. أو في الخارج كــــ "غزوة"(!) نيويورك أو ما حدث في بلجيكا: بروكسيل؛ فرنسا: باريس.. نيس.. أفينيون؛ ألمانيا؛ وأخيرا وليس آخراً النمسا: فيينا..


والفاعل.. الإرهابي.. المجرم.. الجاني.. المتأسلم كان معلوماً طوال الوقت لدى الجهاز الأمني.. ولكن مسألة تتبعه في نهاره ومنامه إثناء أحلامه صعبة للغاية بل تكاد تكون مستحيلة؛ وهو ما أطلق بــ "الذئب" المنفرد.. وأسميه المقاتل.. (المجاهد).. المهاجر؛ فهو طفا علىٰ نفسه صفات قدسية ويتسربل بنعوت دينية.. فشل في دنيا فتأمل في حياة الآخرة..

ينبغي أن لا نغفل البيئة الحاضنة والمناخ المرضع؛ وغلق بعض المصليات في الغرب وترحيل بعض أصحاب صوت الكراهية والقتل لبلدانهم لا يكفي..
فعلى سبيل المثال نشرت مجلة بروفيل من خمس سنوات تقريباً لصحفية نمساوية مقالاً عن آحدهم يتحدث عن الآخر بعتباره "كافر" وأنهم "كافرون"..
وموسم أعياد الميلاد في الغرب قادم.. على الأبواب.. وأظن أن أصحاب فكرة عدم مجاملة النصارى في أعيادهم سوف تخبو هذا العام!!

واتساءل :

فهل يعقل أن صحفية تعمل بجريدة لديها علم بهذا المصلىٰ وما قيل فيه.. ثم ذهبت إليه لزيارته والتحدث مع المتكلم في صلاة جمعة سابقة -وهو مازال حي يرزق- يأخذ راتباً مِن دافعي الضرائب.. وما تتحرك جهات حفظ الأمن للإنسان العادي الذي يسير في الطريق ليس له ذنب سوى أنه مر بطريق الإرهابي.. وصار سفك دمه هدفا أمام طلقات نارية اشتراها من متجر في دولة مجاورة.!؟..

الواقع الحالي المعاش.. وما كُتب في بطون التراث.. أمران مختلفان.. صاحب العلم هو المخول لتوضيح هذه المسألة!
اضف البنية الفكرية والبناء الذهني والخواء النفسي والإخفاق في تحقيق هدف لأمثال هؤلاء يساعد على ترويج فكرة التخلص من الآخر؛ إذ أن الآخر هو العائق لتحقيق ما يريد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

ورقةٌ مِنْ كُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات

مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ؛ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ؛ بِـمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَىٰ-

08 نوفمبر 2020م

( د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ )

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 12 / 2020, 20 : 10 PM
احتفالات ميلاد السيد المسيح -عليه وعلى أمه العذراء الزهراء البتول الصلاة والسلام والبركات- والسنة الميلادية الجديدة 2021

نحن والعالم أجمع نستعد لاحتفالات أعياد ميلاد السيد المسيح؛ وقد احتفلت الملكية السعودية بالعام الميلادي 2020؛ ولأول مرة في تاريخها بمدينة ملهم ...
وإذا قلتُ: "نحن"؛ فكان قصدي غيرنا.. يعني النصارى؛ أو بما يحلو لهم تسمية أنفسهم :" المسيحيون".

والمسألة تحتاج إلى إعادة نظر تاريخي وشرعي ؛ خاصة وأن أهل الخليج الأصلين -ليس العمال أو الوافدون- يحتفلون بهذا العيد كما يحدث في دول الغرب بالقارة المسيحية -أوروبا- والأمريكتين واستراليا وكندا .. وأيضا في لبنان ومِصر وبلاد المغرب العربي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
ورقةٌ مِنْ كُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات

1 ديسمبر 2020م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 12 / 2020, 31 : 10 PM
فهل ولدَ حقا وصدقا وعدلا عيسى ابن مريم الزهراء العذراء في نهاية ديسمبر : نهار 24 ديسمبر ليل 25 منه!
وهنا البحث يكون عن الجانب التاريخي؛ وليس الشرعي؛ وما تحت أيدينا جميعاً ليس لدينا ما نؤكد به مولده المعجز -عند المسلمين؛ الذيم يؤمنون بإله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد فلم تصح ان تكون له صاحبة ولا يجوز أن يكون له ولد- أو مولد المخلص من الخطيئة الأزلية -الخطيئة الوراثية- للبشر -عند مَن يومن به إما أنه-المسيح:
- آله..
أو
- ابن آله -تعالى الله في سماه وتقدست اسماه عن هذا الإفك المبين-


وبما أننا نعيش جميعاً على نفس الأرض وصار الأرض التي نسكنها قرية صغيرة .. وجب عليَّ أن ابحث هذه المسألة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد
05 ديسمبر2020م

شريف حمدان
06 / 12 / 2020, 23 : 12 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 12 / 2020, 54 : 12 AM
مسألة :
« „ تحديد وقت ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم‟ » -عليه السلام- عليها تنبيهات :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2020, 05 : 02 PM
مسألة المسيح عيسى ابن مريم:
عليها تنبيهات :
حقيقةُ الأمرِ أنَّ مسألةَ حكاية المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- يعتريها الكثير مِن نقاط التساؤل والاستفسار؛ كما يملؤها الكثير مِن المبهمات وما يصل إلىٰ حد الغموض والألغاز..
وعند حديثي عن حكايته أقصد كما يرويها مَن أتبعه مِن بعد رفعه -عندنا- أو مِن بعد صلبه -عندهم- ومَن جاؤوا بسنوات طوال مِن بعده؛ وليس كلامي عن إثبات نبوته أو تحقيق أنه نبي بُعث أو رسول مبعث وأرسل خاصة بني إسرائيل؛ أو من بعد صلبه كما يحكي القديس بولس الرسول للعالم أجمع(!) -وهنا سيكون الحديث عن بشريته وآدميته وإنسانيته؛ فلا نقحم اللاهوت بالناسوت؛ فتغيب مسألة تجسد الآله -الخالق- في رحم امرأة -مخلوقه لهذا الخالق-؛ وهي مِن المسائل التي لا يستطيع العقل البشري أن يفهمها ناهيك عن تصورها؛ وبالتالي صارت مِن المسكوت عنه في شرح وتبيان عقيدة المسيحية الحديثة- .. إذاً حديثي عن مَن جاء قبل آخر الرسل وبُعث قبل متمم المبتعثين وأرسل قبل خاتم الأنبياء والمرسلين؛ وما يُحكىٰ عنه -عليه السلام- مِن أتباعه يحتاج إلى ٰتوثيق كي يصل الخبر إلىٰ يقين.. أو شبة يقين.. أو نميل إلىٰ ترجيح.. خاصةً وأن المسألة المبحوثة مسألة عقيدة وإيمان أولاً.. ثم.. ما يُبنىٰ علىٰ هذه العقيدة الصحيحة الراسخة والإيمان اليقيني بنبوته والتحقق من رسالته ما يبنى عليها لـــ تفعيل شريعته مِن خلال الكتاب المنزل على قلبه -عليه السلام- وبالتالي أخذ أقواله وأفعاله؛ ويبنىٰ علىٰ هذا الإيمان القوي أحكام عملية للحياة الدنيا لتشكل وجهة نظر بعينها عن الكون والحياة والإنسان كما توجد طراز خاص من العيش وكيفية حياتية لمن أعتقد بهذه العقيدة ولمن أمن بها.. أو تصير المسألة تصورات في خيال الإنسان تسحوذ علىٰ ذهنه دون إثبات برهان أو وجود حجة.. وأقوال مرسلة من الدليل وتكهنات وافتراضات .. ثم رمز أو رموز للفظة أو مقطع من جملة .. وهنا يظهر على سطح المسيحية الحديثة قضية :
- التعديل و
- التبديل و
- التغيير و
- التحريف..
ويزاد على السابق ما يراه رئيس الكنيسة -بابا الفاتيكان/روما أو بابا الكنيسة المرقسية/مِصر/الإسكندرية- مِن أقوال تصلح أن تكون ديناً أو عيداً.. وهذه قضية برمتها تحتاج إلىٰ دراسة تفصيلية.. ومثل هذا سرعان ما تتساقط أفكارها كورق الشجر بهبوب نسيم ريح الحقيقة -وحدث عدة مرات مِن خلال رجال الكنيسة أنفسهم أو المؤتمرات والندوات في الغرب دون الشرق- أو قدوم خريف عمر الكنيسة.. ولعل ما حدث زمن التنوير في أوروبا ينير لنا الطريق بضوء شمعة فسرعان ما تم الفصل في البلدان المسيحية بين ما يسمىٰ دين المسيح -تعاليم- وبين الحياة العامة.. أو بين الدين -تعاليم المسيح- وبين الدولة.. لذا وجب إلقاء أضواء على ما حدث في عصر التنوير في أوروبا؛ وهذه أيضا قضية آخرى تحتاج إلىٰ دراسة تفصيلية.. وهذا ما يثبت وجود فارق بين السماء والأرض بين تعاليم المسيح في مسيحيتهم الحديثة ومصدرها مِن خلال العهد الجديد الإنجيل الحالي وبين الإسلام؛ بمصدريه العهد الحديث -القرآن الكريم ؛ الذكر الحكيم والسنة النبوية الرسولية المحمدية-.. وعليه لاتصلح تجربة أوربا أن نطبقها بحرفيتها أو بتفاصيلها على ما يتوهم البعض بتسميته تعاليم الإسلام للفارق الكبير بينهما.. ومن ينادي بذلك فهو جاهل بالمسيحية الحديثة -أقصد بعد رفع المسيح وليس صلبه- كما يجهل الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين -عليه الصلاة والسلام-..
ولم يكن هناك اي إشكال في الفصل بين مَن يؤمن بمسيحية لا تفهم ولا تدرك ولا تستوعب من خلال قوى الإنسان العاقلة وبين حياته العامة -مع محاولات الكنيسة المستميت في الحفاظ بمكاسبها-؛ بمعنى أن ما سميت وأطلق عليها تعاليم المسيح لم تكن هي في الحقيقة تعاليمه ولا تعاليم السماء.. فسهل الفصل كما سهل بعد ذلك الخروج مِن تحت سلطة الكنيسة سواء الغربية -الروم الكاثوليك وما يتبعها- أو الشرقية -الأرثوذوكس وما يتبعها-.. فصارت المسألة قضية فردية شخصية بحته وتاهت التعاليم بين بقية الأفكار.. وهذا ما يُلزم المرء مِن بحث حقيقة المسيحية الحديثة وأيضاً ما دور القديس بولس الرسول وبالتالي الاباء المؤسسين لها!..





-***-

المخلوق الغائي:

يجب أن تكون هناك غاية -معقولة مفهومة مدركة في الحس ملموسة بالعقل- مِن وجود الإنسان على سطح المعمورة؛ وبتلك القدرات العقلية الهائلة والتي يملكها دون سواه مِن بقية المخلوقات؛ فلا يصلح أن يكون وجوده لمجرد تناول مطعومات يجدها فوق الأشجار أو سقطت منها أو في باطن الأرض فيحفر فيها أو في داخل الأنهار أو بين موجات البحار والمحيطات أو تطير في الهواء؛ ويغلب علىٰ ظني أنه أخذ -الإنسان- وقتاً طويلاً حتىٰ توصل إلىٰ ما يستساغ فيؤكل وما لا يصلح فلا يؤكل.. من خلال تجاربه ومشاهدات غيرة من المخلوقات والموجودات.. ثم.. بعد تناوله ما يشبع جوعة معدته يحتاج إلىٰ راحة قليلة؛ لتتحول المواد الغذائية الصالحة المستخلصة لمواد فاعلة في جسده وبعدها يدب نشاط ما في بدنه.. ثم.. بعد حين يخرج فضلات لا يحتاجها جسده.. فلا يصح أن يكون وجود حياته على الأرض لتناول مطعومات تسد جوعة معدته.. ثم.. ينتهي به الأمر بالموت..
بيد أن هذه المطعومات -المواد الغذائية- تحتاج لعملية تخزين كي لا تفسد بمرور الزمان وأن يتملك شيئا يبقيه حياً.. فليس مِن المعقول أن تكون وظيفته فقط خلال فترة حياته على وجه الأرض في أي بقعة منها الإطعام والتملك والتخزين فيكون هو القصد مِن إيجاده.. ثم.. هذا الإنسان -ذكر أو أنثى- يحتاج إلىٰ إشباع مظهر مِن مظاهر غريزة البقاء؛ ألا وهو الميل الجنسي؛ فيحتاج إلىٰ إشباعه وليس بالضرورة ذلك الإشباع؛ فهو ليس كالهواء والماء والغذاء.. ومن هنا نفهم أن بعضهم لم يمارس هذا الإشباع [الميل الجنسي] لمشغوليات كثيرة تسيطر علىٰ ذهنه وتملأ وقته؛ وإن حدث في بعض التجمعات الذكورية/الأنوثة إشباع من خلال إفساد.. هو ما يسمى الإشباع الفاسد أو الشاذ.. دون الإشباع الصحيح السوي.. فكذلك ليس مَن المعقول أن يوجد الإنسان علىٰ ظهر الأرض ليتكاثر أناثا وذكرانا.. فيكون وجوده لمجرد إشباع جوعة معدة أو مظهر مِن مظاهر غرائزه واحتياجاته الضرورية للحياة.. أو إشباع ميل غريزي.. ولتثبيت حالة الإطعام وديمومتها وتواجد حالة إشباع من خلال الميل الجنسي يحتاج إلىٰ أمن وأمان؛ وكنت أتساءل كيف تتم حالة إخصاب لرحم امرأة في حرب (داعشية : مثلاً) أو مجاعات.. ولعل هذا ما يثبت القاعدة لا ينفيها وهي رغبة الإنسان في البقاء من خلال التكاثر وخاصةً في حالة القلق والخوف ليبقى نوعه.
-****-
خالق الكون والحياة والإنسان يخبرنا بواسطة إنسان مثلنا -نبي رسول؛ وليس فليسوف أو واعظ كهنوتي/مرشد متدين متأسلم- بما يريد أن يلزمنا به أو يريد أن يخيرنا به؛ أو ما يسمىٰ بالأحكام العملية الشرعية؛ وهذا يكون إما لحكمة يعلمها خالق الإنسان لا ندركها؛ فلا نبحث عنها؛ أو نجتهد في فهمها إذا تيسرت الأدوات.. أو علة تفهم مِن أقوال رسوله للإنسان..
فثبت بهذه المقدمة العقلية -دون الإتيان بالنصوص الشرعية [الدليل] من كتاب كريم وسنة طاهرة مطهرة؛ وهذا بحث قادم- .. ثبت وجود خالق رازق ينظم لنا شكل الحياة.. من خلال الشريعة والمنهاج.. أو ننظمها نحن كما نريد ونهوى.. من خلال دستور نضعه بأنفسنا لأنفسنا مع جهلنا بجوانب منها أو قوانين وضعية!



-***-

حكاية المسيح عيسىٰ ابن مريم قبل سردها ..




عليها تنبيهات:





﴿ ١ . ﴾ مسألة الخلق والإيجاد مِن عدم -لمن يثبتها؛ فيعتقد ويؤمن بها- تؤكد وجود خالق قادر لا يشبه مخلوقاته ولا مخلوقاته تشبهه؛ وهذا الخالق الواجد المبدع المصور أوجدها مِن غير / وعلىٰ غير مثال سابق.. وعند مَن ينكر الخلق والايجاد مِن عدم يرجع المنظور ويؤول المشاهد لعوامل البيئة ومظاهر الطبيعة.. وعندالإثنين -مَن يثبت.. ومن ينكر- تحتاج المسألة إلىٰ بحث مفصل؛
﴿ ٢ . ﴾ هذه المخلوقات -الموجودات- على اختلاف أشكالها وألوانهاوأحجامها ووظائفها تحتاج إلىٰ موجدها لينظم لها وجودها وحياتها؛ أي تحتاج لمَن يرزقها.. سواء أكان الرزق بمفهومه العام البقاء علىٰ حياتها بتوفير أسبابه أو تنظيم شكل هذه الحياة لكل كائن موجود؛ سواء من خلال غريزته وفطرته[كافة المخلوقات ما عدا الإنسان]؛ أو خلال مِن مداركه وعقله وفهمه [الإنسان]؛
﴿ ٣ . ﴾ الكائن الوحيد الحي والذي يملك قوىٰ عاقلة هو الإنسان؛ إذ أن بقية الكائنات مجلوبة علىٰ فعل ليس بإرادتها. أما الإنسان -بغض النظر عن لون بشرته أو موضعه ومكانه علىٰ الأرض- هو المخلوق الوحيد الذي يملك قدرات ذهنية ومقومات فهمية وإمكانيات عقلية.. انظر لبقية الكائنات فاسلوب أو طريقة حياتها لم يتغير والذي يغيرها هو الإنسان نفسه؛ وليست هي برغبتها وإرادتها؛
﴿ ٤ . ﴾ مِن هنا جاء التكليف ووقع علىٰ عاتق الإنسان وحده؛ يلاحظ أن هذه التكليف إما تكليف من الخالق للمخلوق -شريعة ومنهاج وطريقة حياة وطراز خاص من العيش وفق مجموعة مِن الأفكار وحزمة مِن القيم وكتلة مِن المقاييس والقناعات- بواسطة نبي ورسول.. أو .. تكليف مِن المخلوق للمخلوق -بواسطة دستور وقانون وبرلمان يشرع- ،
﴿ ٥ . ﴾ لا يصح لمن يدافع عن نصرانيته أن يطعن في الإسلام؛ كما لا يجوز لمن يريد اثبات صحة الإسلام أن يطعن في المسيحية؛ فالمسألة برهان ودليل وحجة وليس تطاول بالقول أو تسفيه؛
﴿ ٦ . ﴾ حكاية عيسىٰ ابن مريم تسبقها عدة حكايات؛
منها :
﴿ ٦ . ١ . ﴾ حكاية آل عمران.. حكاية جدة عيسى المسيح؛ امرأة عمران؛
﴿ ٦ . ٢ . ﴾ حكاية مريم بنت عمران؛ أم عيسى دون أن يقترب منها ذكر!
﴿ ٦ . ٣ . ﴾ حكاية زكريا وزوجه؛
﴿ ٦ . ٤ . ﴾ حكاية يحيىٰ بن زكريا؛
﴿ ٦ . ٥ . ﴾ حكاية المسيح عيسى ابن مريم ؛
﴿ ٦ . ٦ . ﴾ حكاية تطور المسيحية عبر العصور..
.. ثم ..
﴿ ٦ . ٦ . ١ . ﴾ مسألة : « „تحديد وقت ميلاد المسيح عيسى ابن مريم‟ » -عليه السلام -
﴿ ٦ . ٦. ١ . ﴾ مسألة : « „ هل المسيح عيسى ابن مريم : آله؛ أم : ابن آله‟ »
-***-

ثبت عند الجميع أن عيسى ابن مريم العذراء الزهراء البتول ولدَ؛ إذاً فهو له بدايةً؛ وكل مَ، له بداية قطعا لابد أن تكون له نهاية.. وهذا هو المنظور والمشاهد .. ما عدا الخالق .. فهو الأول فليس قبله شيء -أيا كان هذا الشيئ .. لأنه سبحانه أوجد كل الأشياء- فالمسيح عيسى ابن مريم ولدَ كبقية البشر.. وخرج من نفس المخرج كبقية البشر.. وتلوث عند مخرجه وبعد خروجه بما هو معلوم عند عملية الولادة.. فأقلم الثدي سدا لجوعة معدته.. وهو مثل جميع بني آدم ماعدا أنه خلقه -سبحانه- مِن أنثى دون ذكر كما خلق آدم -دون أنثى ودون ذكر- وخلق زوج آدم [لا نعلم اسمها على وجه اليقين] -دون أنثى ودون ذكر- .. ولكنه -عيسى- وُلدَ وليس كما آدم فآدم غير مولود؛ ولم تحمله -آدم- أنثى في رحمها؛ فليس له أب أو أم ؛ وأيضا زوج آدم غير مولودة فليس لها أب أو أم..
-***-
واستخفاف بعقول البشر مَن يدعي تلك الرُباعية الطفولية -وإن صلحت في جلسات الوعظ والإرشاد: بأن آدم دون أب وأم.. وأن زوجه بأب دون أم .. وعيسى مِن أم دون أب .. وبقية البشر مِن أب ومن أم -
فهو -آدم- أول البشرية وليس قبله إنسان؛ بل مخلوق مِن عدم.. ولعل الأقرب أن يوصف آدم بأنَّ أباه هو الذي خلقه؛ وهذا لم يقل به أحد.. ولاختلاط الدين بالفلسفة -خاصة الفرعونية (مِصر القديمة) واليونانية والهندية والفارسية- لهذا الاختلاط تولدت عدة أفكار في المسيحية الحديثة منها : فكرة أن البشر :"عيال الله".. وهذا مِن حيث اللغة أي مِن باب الإعالة والانفاق والصرف فيعول الأب (البشري) أولاده (عياله) ويربيهم.. فإذا انحرف المعنى اللُغوي واصطدم بمعنى شرعي مُنع استخدام اللفظ.. فنحن (البشر) لسنا عيال الله ولا أبناء الله.. وإن كان المعنى اللُغوي صحيح دون المعنى الشرعي.. فهو -بحق- رازقنا ومطعمنا.. وهو الذي يحينا ويميتنا.. بيده الخير وهو على كل شيء قدير!

« „الإثنين : 22 ربيع الثاني 1442 هــ ~ 07/12/2020م .. ‟ »

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2020, 59 : 07 PM
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة؛
سلسلة " التصفية و التربية "؛
السلسلة الأولىٰ:
الدين

أعلمُ أنَّ عنوان [ مستقبل أمة غائبة ] هذه السلسلة مثيرٌ لمن يقرأه.. فيثير اهتمامه.. فيغضبه.. ويحركه للبحث والتقصي خلف ما أكتبه فإما أصاب بلعنات وشتائم أو يرفق بي البعض فيتابعني.. وهذا هو المقصود..



الواقع المعاش اليوم ونحن [المسلمون أو العرب] في بداية الربع الثاني من السنة الهجرية 1442 / نهاية عام 2020 الميلادي ليس لنا قائمة بين الشعوب في أي مجال علمي وليس لنا وزن بين الأمم عند تقرير مصير أو رأي في مسألة يسمع في ما يسمى بالأسرة الدولية أو ما يطلق عليه المجتمع الدولي.. وليس البحث هنا بفعل غيرنا أم بايدينا.. نحن نكره بعضنا بعضا فنحارب بعضنا بعضاً ونقاتل فنقتل بعضنا بعضنا.. فانظر إلى الأمس القريب وما فعله صدام العراق بشقيقته الصغرى الكــــويــت؛ ثم ما حدث في بر الشام.. اقصد سوريا ثم حال لبنان .. ثم نعود للعراق.. ثم نهبط إلى اليمن.. ثم نرتفع إلى ليبيا وما يجري في تونس فالجزائر وما ألم بمِصر ... أليس كل هذا بايدينا .. سواء أنتحدث عن القومية أم الإسلامية أم الانعزالبة...
حديثي ليس عن السياسة وحالها ورجالها.. حديثي عن أمة غائبة عن دورها المنوط بها.. ولا أقصد بالتحديد الأمة العربية.. ولكن الأصل أن أتحدث عن الأمة الإسلامية.. وأيضا عن حالها وعن رجالها..
لذا سأعود إلى قصص الأنبياء.. فهم لنا القدوة والمثل الأعلى..
وبدءاً من هذه الأيام بدأت احتفالات العالم بمولد السيد المسيح بمفهومه النصراني؛ أو كما يحلو لهم بمفهومه المسيحي.. أي أحتفالات السيد عيسى :"يسوع" ابن الآله.. أو الآله .. أو المخلص من الخطيئة الأزلية الموروثة نتيجة ما فعلته حواء -وفق الرواية التوراتية؛ والتي تقبلتها المسيحية؛ ثم نقلها إلينا بعض الكُتاب المسلمين- ما فعلته زوج آدم من إغواء آدم بالأكل مِن الشجرة.. ثم الطرد!

وهذا متعلق بــ تعبيري: أمة غائبة؛
وأما سلسلة " التصفية و التربية "؛
فالتصفية من الشؤائب الكثيرة التي ملئت عقولنا وإعادة كتابة بحوث بشكل جيد صحيح وبالتالي نحسن عملية التربية.. وأبدءُ بنفسي بالقطع!
-*****-
بحث الأنبياء .. وهو[١١] الْكِتَابُ الْحَادِيَ عَشَرَ
كِتَابُ « قَصَصِ » « أَحَادِيثِ » الْأَنْبِيَاءِ
كنتُ قد قمتُ بكتابة وريقات عنه إثناء زمن دراستي في الغرب -المانيا/النمسا- ولم اراجعه بشكل جيد.. فهو وريقات مبعثرة قديمة أعيد ترتيبها وتنسيقها ؛ فارجو أن أوفق!!.. وارجو من القارئ المسامحة إن أخفقت ففشلت.. فأنا إنسان اسعى .. وأحاول!


-***-


الاثنين : 22 ربيع الثاني 1442 هــ ~ 07/12/2020م



(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2020, 53 : 10 PM
تمهيد :

تتفقُ البشريّةُ علىٰ أصولٍ عدة؛ وتتقيد بقيّمٍ وقناعات؛ وتتقبلُ مفاهيم بعينها ولا تحيد عن مقاييس توضعها، ثم تتباين البشرية وتتعارض الإنسانية- عند تفعيلها أو تطبيقها أو إخراجها – كل علىٰ ما عنده منها داخل الحدود الجغرافية ووفق منظومته العقدية وتمشياً مع تراثه، فالجميع يتفق علىٰ أن الظلم مرفوض والعدل مقبول.. والعنصرية والعبودية نظام لا يصلح للإنسان بصفته الأصلية، والحرية في الإختيار هي أساس أصيل في كينونته الوجودية.. وهذا ينطبق علىٰ بقية مفردات سلسلة الأصول التي تعارفت عليها الإنسانية منذ بداية الخليقة ومجموعة القيم وحزمة المفاهيم والقناعات والمقاييس؛ بيد أن الإنسان نفسه هو الذي يجحف ويظلم ويتعدىٰ فيعطي لنفسه حق التعديل والتغيير بل تسول له نفسه حق إنهاء حياة إنسان آخر.. قد يغايره في العقيدة أو قد يتباين عنه في أركان الإيمان ومفرداته أو في كيفية رعاية الشؤون، والملفت للإنتباه أن الذي يشقىٰ هو الإنسان بالفعل سواء الخارج عن المنظومة المعترف بها أو هذا الذي داخل إطارها .

وقصة السيد المسيح عيسىٰ -عليه السلام- ابن مريم الصديقة مثال صارخ لهذا الإعتداء علىٰ النفس البشرية ومحاولة تصفيتها [فهو لم يصلب ولكنه رُفع].. حين تتم المخالفة والمعارضة وترافقهما المناصحة؛ فـ فريق لا يقبل وفريق وقع عليه الظلم والإعتداء .



قصة « آل عمران » هذه؛ محاولة مِن الكاتب لإعادة قراءة التاريخ مِن مصادره المتعددة وفق رؤية كل فريق؛ هذا جانب، والآخر -وهو الأهم- أيصلح تقديم تهنئة حارة بعيد الميلاد المجيد لقطاع كبير مِن أتباع السيد المسيح ابن العذراء الصديقة مريم البتول؛ أم أن هناك مَن سيعاند.. ويرفض واصفاً إياهم بأنهم غير مؤمنين بما نؤمن به.. والواقع يثبت أننا -العرب والمسلمون نعيش على بقايا مدنيتهم ونأخذ بأسباب حضارتهم.. فلما في جانب نقبل منهم ما يصدرونه لنا -اضف دولة الصين وما عندها من عقيدة- ومن جانب آخر نرفض ونشجب ونعترض.. !؟

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2020, 02 : 11 PM
توطئة:

تتفق مراجع ومصادر اليهود والنصارى والمسلمين على أصل قصة آل عمران، ثم يأتي مِن بعد ذلك التفصيل، والبناء القصصي وفي إثناء العرض تأتي من علوٍ أنوارٌ لتسلط الضوء الساطع علىٰ مفاصل العقيدة في الدين لتؤكد علىٰ أسس الإيمان كـ القدرة المطلقة للآله مثل خاصية الخلق على غير مثال سابق والإيجاد من عدمٍ، فتسقط المقارنة/المقاربة بقدرة الإنسان في إيجاد ما يحتاج إليه في حياته الدنيا من أدوات وأشياء أو ما يظنه صالح بمقياس عقله وإدراكه لما ينفعه في حياته، تسقط المقارنة أو المقاربة البشرية أمام قدرات الخالق القادر، وهنا يأتي الإعجاز الملزم بالتصديق الجازم بوجود الخالق والتصديق الجازم بصفاته واسماءه. في هذا الجزء من بحثي" التصفية والتربية " و
عماده مقارنـ(بـ)ـة الأديان؛ نتعرض لقصص الأنبياء ونخص هذه العائلة الكريمة بمزيد تفصيل، كي نأصل بعض القواعد ونؤكد على بعض الحقائق.

**

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2020, 14 : 11 PM
من المسائل الهامة والتي مِن شأنه هو -سبحانه وتعالى- دون سواه وتخصه دون منازع ؛ مسألة :

الإصطفاء



يذكر -سبحانه وتعالى- أنه اصطفى آدم -عليه السلام- والخُلَّص من ذريته المتبعين شرعه الملازمين طاعته، ثم خصّ فقال : « وَآلَ إِبْرَاهِيمَ » فدخل فيهم بنو إسماعيل ، ثم ذكر فضل هذا البيت الطاهر الطيب ؛ وهم « آل عمران » ، والمراد بـ « عمران » هذا والد مريم الصديقة عليها السلام، فقال -من سما في علاه وتقدست اسماه- وهو أصدق القائلين : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم » .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2020, 48 : 11 PM
أصل ميلاد مريم :

ثم بيَّن -سبحانه وتعالى- " أصل ميلاد مريم "
[ابن كثير ،قصص الأنبياء، الجزء الثاني ]،
فقال -تعالى في سماه وتقدست اسماه- : « إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم »



[آل عمران: 35]

وسطر ابن الأثير في موسوعته " الكامل " فكتب :" كَانَ عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، وَكَانَ آلُ مَاثَانَ رُءُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَحْبَارَهُمْ ، وَكَانَ مُتَزَوِّجًا بِــــــــــــــــــــــ
حَنَّةَ بَنْتِ فَاقُودَ ،
وَكَانَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ بَرْخِيَّا مُتَزَوِّجًا بِــــــــــــــــ
أُخْتِهَا :
إِيشَاعَ ،
وَ
قِيلَ : كَانَتْ إِيشَاعُ أُخْتَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ "
[ ابن الأثير؛ عزالدين أبوالحسن علي، الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي، 1417هـ / 1997م ] .
و
جاء في بداية ابن كثير ونهايته :" وَكَانَ زَكَرِيَّا نَبِيُّ ذَلِكَ الزَّمَانِ زَوْجَ أُخْتِ مَرْيَمَ أَشْيَاعَ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ ،
وَ
قِيلَ : زَوْجُ خَالَتِهَا أَشْيَاعَ ؛
فَاللَّهُ أَعْلَمُ ...."
[ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ؛ البداية والنهاية ، دار عالم الكتب، 1424هـ / 2003م ] .

-****-



.. هذا هو ما تحت أيدينا مِن مراجع ومصادر .. لا يوجد قول واحد في المسألة الواحدة بل يتأرجح القول بين وبين .. وكذلك رسم الاسم ونقله من أصله إلى اللُغة العربية .. وأي حرف عربي يستخدم مقابل الحرف المنقول من لغته [ الارامية .. مثلا] الاصلية وكيفية نطق الاسم..

ونسمع في نهاية النقل من المصادر والمراجع .. قول العلماء: والله أعلم..
.. وهذا سيرافقنا في العديد من المسائل والقصص خلال بحوثي القادمة.. و
نجده في الكثير من مسائل التفسير والتأويل ..
وهذا تجده أيــ(ــتــ)ــها القار(ئــ)ــة.. وهذا لا ضير فيه ..
بيد أن المسألة والتي يريد وحي السماء تأكيدها تجد قولا واحداً فقط لا يتعداه.. كمسائل :
- العقيدة و
- أركان الإيمان ..
أي المسائل القطعية كـــ :
- "وحدانيته" -سبحانه وتعالى- وبالتالي :
- "ربوبيته".. وبالتالي :
- "آلوهيته".. فلا يتعدد الفهم فيها مهما حاول العقل البشري .. فهذه مسائل قطعية الثبوت من مصدرها وكذلك قطعية الدلالة في فهمها..

فنجد المسائل الخلافية فيها سعة؛ إذ هي مسائل اجتهادية.. إذ لا ضرر من تعدد الرأي الفهمي فيها.. طالما أن الاجتهاد معتمد على قواعد صحيحة وأركان سليمة.. وهذا -الاجتهاد- لأهل العلم فقط.! لا لغيرهم!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 12 / 2020, 50 : 01 PM
تمهيد للمسألة :
الجهل بالآخر يتولد عنه كراهية .. تقام عليهما عداوة تتأتي منهم حالة تطرف .. فيصل بنا الأمر إلى إرهاب هذا الآخر وتعنيفه!
فــ
الثلاثية الأولى : [1.] الجهل + [2.] الكراهية + [3.] العداوة يقام عليها [4.] تطرف وإبعاد... فينشأ مِن هذه الرباعية [5.]إرهاب بصور مختلفة و [6.] عنف -سواء لفظي أو جسدي؛ معنوي أو حسي- ..
و
هذه الثلاثية تتغذى في البيت.. الأسرة.. الشارع.. المدرسة.. البيئة.. المجتمع.. القرية.. المدينة.. الكنيسة.. المعبد.. دار العبادة.. الدولة.. أجهزة دولة.. وسائل إعلام .. أفلام العنف .. ألعاب العنف.. منصات تواصل إجتماعي.. تتغذى عند مَن يؤمن بشئ خلاف ما يؤمن به الآخر..


-***-







اليوم -الثلاثاء- الثامن مِن ديسمبر يومٌ تعطله الدول ذات التوجه الكاثولكي الروماني مِن حيث المذهب والكنيسة لأنه اليوم (!) الذي تم فيه « الحبل بلا دنس ».. للعذراء البتول -الزهراء- مريم بنت عمران.. ..



المسلم العادي لا يفرق عنده قليلا أو كثيراً.. العامة مِن الناس لا يفرق عندهم كثيراً أو قليلاً.. الدهماء مِن الشعوب والأمم لا تفرق عندهم قليلًا أو كثيراً .. لكن تناقل الأفكار بسرعة البرق بين بقاع الأرض يجعل أفكار ما -لن اصفها- تدخل كدخول الهواء إلى مجتمعاتنا وخاصة النشأ!
لكن لما يسمى بـــ

« الغزو الفكري الثقافي ».. وجب هنا التنبية!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 12 / 2020, 05 : 04 PM
„يجب أن نفكر فيما هو في الرأس؛ وليس فيما هو علىٰ الرأس ‟

الرئيس النمساوي„Alexander Van der Bellen‟


دولة القانون

انتصرت قيم الجمهورية النمساوية الثانية، وانتصر دستور الــ" عالم الشرقي" أو " الدولة الشرقية(*)" نسبة لجارتها إلمانيا.. وانتصرت مبادئ دولة تحترم مَن يقيم على أراضيها ورفع لشأن دولة القانون.. وتحصيل أصيل دستوري لمواطن وحق متجذر في القانون الأساسي لدولة القانون.. حقوق لمَن يعيش علىٰ أرض النمسا : سواء مواطن أصلي.. أو متجنس بعد تنازله عن جنسيته الأصلية وإلقاؤها خلف ظهره ليبدءُ حياةً جديدة.. أو يحمل أوراق ثبوتية رسمية.. ويقابل هذه الحقوق الأصلية أو المكتسبة واجبات؛ وانتصرت قيم الجمهورية النمساوية الثانية وانتصر دستور دولة :" ostern" بمعنى الشرقية في آحدىٰ بنوده فنزل قرار المحكمة الدستورية كــ صاعقة دستورية وصفعة قانونية لأربع جهات :
- الحزبين المؤتلفين -الشعب والحرية-.. و
- المجلس الوطني.. و
- وزيرة دولة مِن الحزب الإشتراكي..
فقد رفعت المحكمةُ الدستورية العليا:

„Der Oesterreichische

Verfassungsgerichtshof (Abkürzung )VfGH).‟

ظهر يوم الجمعة الماضي [11 ديسمبر2020م]؛ والغت الحظرَ المفروض علىٰ ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية


(ما يسمىٰ بحظر الحجاب)


باعتباره مخالفاً للدستور..أي باعتباره غير دستوري، وقد برر القضاة الدستوريون قرارهم بأن اللائحة تخص ديناً معيناً، وهو الإسلام؛ دون ذكر مبرر آخر. وكان المجلس الوطني النمساوي قد أقر القانون المثير للجدل في منتصف مايو 2019م أثناء حكومة حزب الشعب المسيحي (OVP) مع حزب الحرية اليميني الشعبوي (OFP).

وهذا الحكم نافذ علىٰ الفور مما يُلزم المستشار النمساوي بتعميمه علىٰ الوزارات المعنية ويطبق فيسمح للفتيات المسلمات بإرداء غطاء الرأس..

ورأى -آنذاك- العديد مِن مسلمي النمسا قرار تحالف حزب الشعب مع الحرية غير متناسب مع الحرية والتنشئة الدينية، وانتهاك لمبدأ المساواة لأن غطاء الرأس كان ممنوعاً للمسلمين فقط. دون غطاء الرأس لطوائف عدة تعيش على أرض النمسا مما دعا المسلمون بالاختصام أمام المحكمة الدستورية لتناقض هذا الحظر مع دستور البلاد..

وعلىٰ الجانب الآخر مِن مجرىٰ الدانوب الأزرق ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي قام به مركز الدراسات الاجتماعية كانت نتيجته أنه يرفض 64% من المجتمع -النمساوي- الحجاب، أما مَن يعتقدون أن الإسلام هو سبب رفضهم للحجاب فنسبتهم 31%. وطبقًا لاستطلاع الرأي [جرى في عام 2011م] يوجد 42% من النمساويين لا يشكلون عائقًا في سبيل تَقَبُّل المجتمع للمسلمين بشكل حقيقي، أما 20% ممن أجروا هذا الاستطلاع فيرون أن الحجاب لا يشكل أية مشكلة، أما نسبة مَن يرون أن الإسلاميين "الراديكاليين"(!) يشكلون خطرًا علىٰ الدولة فزادت بنسبة 16 نقطة عن العام 2010م، لتصل إلىٰ 40%" ...
وبعد مرور ما يقرب مِن 10 سنوات.. وفي يوم الإثنين الأسود قبل الإغلاق العام الأول في نوفمبر مِن هذا العام [ 16/11/2020م ] بسبب جائحة كورونا اعتدىٰ متطرف جاهل يحمل كراهية بين ضلوعه وعداء للاخر وعنف وإرهاب اعتدى علىٰ أبرياء -لا يعرفهم ولا يعرفونه- فأزهق أربعة ارواح مسالمة تحتفل على طريقتها بقرب أعيادهم.. فقتل (4) وأصاب (21) شخصاً.. و
يوم الثلاثاء: 17 نوفمبر الماضي قامت قوات الأمن تجاورها وتساندها فرق أمنية آخرى بالقبض على منظمات راديكالية [الاخوان وحماس] ويجرى التحقيق معهم..
ثم في بداية هذا الاسبوع تقدمت سيدة من اصول تركية فبعثرت بحر شموع الحزن.. باقدامها..
ثم أعلن أول أمس وزيرة الأمن النمساوي -الداخلية- أن المجتمع النمساوي يرزح تحت تطرف أناس ينتمون لما يطلق عليه بالإسلام السياسي(!) -مصطلح ابتدعه الغرب وبلعه وهضمه وصدقه بعض المسلمين- وتحت تطرف آخر مسلح يطلق عليه :


"ويسمى Neonazismus النازية الجديدة (القومية الجديدة) ".

.. إذاً صدر الحكم.. فــ أوضح رئيس المحكمة الدستورية العليا في النمسا: "كريستوف غرابنوارتر"؛ في بيانه يوم الجمعة الماضي [11/12/2020]: أن “مبدأ المساواة فيما يتعلق بالحق في حرية الفكر والاعتقاد والدين يجب أن يترافق مع حياد الدولة الديني والأيديولوجي”.

-**-

الجدير بالذكر والتنبيه لترتيب الأوراق:

- أنه في مطلع عام 2017م:" قال سباستيان كورتس -وقت أن كان وزيراً لخارجية بلاده، ومسئولاً عن ملف الاندماج- إنه يريد منع الموظفات في المؤسسات المدنية بمَن في ذلك المُدَرِسات مِن ارتداء الحجاب.
- ويعمل كورتس -الذي ينتمي لحزب الشعب النمساوي المسيحي المحافظ - علىٰ إعداد مشروع قانون بهذا الشأن
- تسانده منى دزدار وهي وزيرة دولة -وقتذاك- مِن الحزب الديمقراطي الاجتماعي النمساوي شريك حزب كورتس في الائتلاف وهي مسلمة(!) ذات أصول فلسطينية.

وآتي للتنبيه الثاني:
- كلُ من ينتمي لحزب ما يعتقد في صحة مبادئه وافكاره؛ ويؤمن بالأساس الأيديولوجي لهذا الحزب والذي قام عليه ويعمل بمقتضاه في الحياة السياسية ويمثل مَن خلفه من ناخبيه في برلمان الدولة والمجلس التشريعي والجهاز التنفيذي؛ ينضم إليه وينشط من خلاله.. ومن السذاجة السياسية عند البعض أن يظن أن مَن ينضم لحزب ما أنه يحمل وجهتين نظر متعارضتين في رعاية شؤون؛ لذا فإطلاق أن فلان مِن اصول عربية يمثل العرب في حزب في بلاد الغرب تحتاج لإعادة نظر.. نعم قد تُقدم بعض الخدمات.. التي يقرها القانون العام والدستور الأساسي مثل مقابر خاصة.. وهذا يستلزم مِن قنوات أعلامية بعينها غير محسوبة على تيار سياسي أو سياستها موافقة لتجمع عربي(ما)/إسلامي(ما) أن تقوم بعملية التوعية السياسية والثقافية والعلمية..

نكمل التنبيه الأول :
- ونسترجع ما قبل مايو 2019م .. إذ أن قادم الأيام حُبلى.. ففي حالة موافقة البرلمان علىٰ هذا القانون سيكون الحظر في النمسا أكثر تشدداً مِن القوانين السارية في فرنسا التي لا تحظر إلا النقاب، ثم جرى هذا الاسبوع عرض مسودة قانون من 54 بنداً ينظم تحرك المسلمون في أماكن عبادتهم ومجال انشطتهم.. كالمدرسة الإسلامية(!). وألمانيا قيدت أعلىٰ محكمة فيها من مساحة التحرك المتاحة للمشرعين لحظر ارتداء المدرسات للحجاب.

ونقل متحدث عن كورتس [2019م] قوله "لأن هناك (في المدارس) الأمر يتعلق بتأثير القدوة علىٰ الصغار، النمسا دولة متسامحة مع الأديان لكنها أيضا دولة علمانية."

وقال كورتس إن ارتداء الصليب -وهو أمر شائع في النمسا المتمسكة بالكاثوليكية- يجب أن يسمح به في الفصول معللا ذلك "بالثقافة الراسخة تاريخياً" في البلاد.

وكان مستشار لمحكمة العدل الأوروبية قد قال في مارس 2016م إن الشركات يجب أن يسمح لها بمنع الموظفات من ارتداء الحجاب، لكن فقط في إطار حظر عام على الرموز الدينية والسياسية.

وقالت متحدثة باسم الهيئة الإسلامية في النمسا، وهي مؤسسة -الأصل فيها- رعاية شئوون المسلمين [تعدى مجموعهم أكثر من : (800,000)]؛ وليس فقط إصدار بيانات:" إن التفرقة في أماكن العمل علىٰ أسس دينية مخالفة للقانون النمساوي".

وقالت دزدار لرويترز إنه يجب ألا يكون المرء عرضة للتمييز في مكان العمل على أساس ديانته، وإنها تريد انتظار الحكم النهائي من محكمة العدل الأوروبية قبل إرسال مشروع القانون للبرلمان.

وقبل ذلك وفي بداية عام 2008م أكد كبير أساقفة النمسا„Christoph Maria Graf von Sch&ouml;nborn‟(**). أكد حقَ المسلمين في بناء مساجد لهم لأداء شعائرهم الدينية، منتقدًا بشدة الدعوات التي اطلقتها بعض الأحزاب المتطرفة لاعتماد تشريع يحظر بناء المساجد في عموم النمسا.

وهذا هو الخط العريض الموجود في الغرب بحرية التدين وحرية العبادة بشرط أن لا يكون له تأثير على الحياة العامة..

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوي عن الكاردينال„ Schoenborn ‟ الذي كان مِن بين المرشحين لمنصب البابوية قوله: "إن السماح بأداء الشعائر الدينية الإسلامية يجب ألا يقتصر على الممارسات الشخصية المحدودة وإنما يجب أن يسمح لأداء الشعائر في الأماكن العامة "، مشددًا على أن بناء المساجد هو أمر يجب ألا يشكِّل أية مشكلة ".

كما أكد الكاردينال „ Schoenborn ‟ على ضرورة الاحترام الكامل لحق المسلمة في تغطية رأسها، أو ارتداء الحجاب، سواء طبقًا للتقاليد الإسلامية على النطاق الشخصي أو في الأماكن العامة، باستثناء الدوائر الرسمية..

وهذا بعينه ما ذهب إليه وزير خارجية البلاد والمستشار الحالي.

يُذكر أن حزب الاحرار اليميني المتطرف مازال يشن حملة مُركَّزة ضد الاسلام والمسلمين، وطالب الحكومة بمنع بناء المساجد، ووضع حد لما أطلقوا عليه "أسلمة النمسا".

ومسألة „ أسلمة النمسا ‟ إذا قصد بها المظهر العام في الشارع النمساوي؛ وما يظهر بوضوح مِن محلات البقالة واللحوم والخضروات ,بيع المصوغات من ذهب وفضة وقطع غيار أجهزة النقال والكمبيوتر.. فهذا أمر ميسور.. إذ أن الدستور الأساسي والقانون المعمول به يسمح بذلك..
لكن حقيقة الأشكال يكمن في ارتفاع نسبة المواليد من اصول غير أوروبية بعد فتح الباب والشباك لموجات من المهاجرين من اصول أفريقية وأسيوية؛ وقلة بل ندرة التوالد مِن المرأة الغربية.. وهذه مسألة تحتاج بالفعل إلى إعادة نظر ورسم خريطة(!)

وفي يناير لهذا العام 2020م صرح الرئيس النمساوي بأن الضجة حول حجاب „ الأطفال ‟(***) مفتعلة؛ فقد دافع الرئيس النمساوي „ Alexander Van der Bellen ‟ عن حق ارتداء الحجاب للمسلمات في المجتمع النمساوي، مشيراً الىٰ أن الخلافات الحالية حول حظر الحجاب بين الأحزاب السياسية مبالغ فيها. و
قال الرئيس النمساوي، في تصريح له „ يجب أن نفكر فيما هو في الرأس ؛ وليس فيما هو على الرأس ‟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

(*)Die Bezeichnung Oesterreich ist in ihrer althochdeutschen Form Ostarrichi erstmals aus dem Jahr 996 überliefert. Zudem war die lateinische Form Austria in Verwendung.

- في اللغة الألمانية تسمىٰ "Oesterreich" وتعني الأراضي الشرقية نسبة لموقعها شرق ألمانيا. ومنها اشتق اسم البلاد في باقي اللغات مثل اللغة الإنجليزية وتسمى "Austria"، و

قد سألَ فكري أباظة عملاقَ الفكر العربي عباس العقاد عن أصل تسمية "النمسا" فأجاب العقاد في مجلة الأخبار بتاريخ 12/9/1962: " إن البلاد التي نسميها الآن "النمسا" لم تشتهر باسم "اوستريا" قبل أوائل القرن العاشر، وهو الزمن الذي استقلت فيه بحكم نفسها علىٰ عهد أمراء يابنبرج (سنة 976). ويرجح أن الاسم مأخوذ مِن كلمة ألمانية "ostern" بمعنى "الشرقية"..

(**) كريستوف ماريا مايكل هوغو دايمان بيتر أدلبرت غراف فون شونبورن

Christoph Maria Michael Hugo Damian Peter Adalbert Graf von Schoenborn

وهو راهب دومينيكاني؛ ولاهوتي نمساوي؛ وكاردينال في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية؛ وهو مطران فيينا؛ ورئيس مطارنة النمسا، ولد كريستوف في يوم 22 يناير1945م في بلدة ليميرتز في السوديت في ألمانيا النازية في بوهيميا.

(***) لا يعتبر الشخص مكلفاً إلا بعد البلوغ، أما قبل البلوغ فلا تكليف عليه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : « „ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ :

- عَنْ الصَّبِيِّ حَتَّىٰ يَبْلُغَ، وَ

- عَنْ النَّائِمِ حَتَّىٰ يَسْتَيْقِظَ، وَ

- عَنْ الْمَعْتُوهِ حَتَّىٰ يَبْرَأَ.‟ »

[رواه أبو داود (4402)]، و

علىٰ هذا فيجب علىٰ الفتاة أن ترتدي الحجاب الكامل إذا بلغت، وللبلوغ ثلاث علامات مشتركة بين الذكر والأنثىٰ :

1.] الاحتلام .

2.] نبات الشعر الخشن(!) حول العانة .

3.] بلوغ خمس عشرة سنة(!) .

وتزيد الأنثىٰ بأمرٍ رابع وهو :

4.] الحيض .

فإذا حصل للفتاة إحدىٰ علامات البلوغ هذه وجب عليها الإتيان بجميع الواجبات واجتناب جميع المحرمات، ومن الواجبات ارتداء الحجاب .

وقد تلقت دار الإفتاء المِصرية، سؤالًا [ديسمبر 2018م] حول :
- متىٰ ترتدي ابنتي الحجاب؟.. و
- حكم الشرع في ارتداء البنت الحجاب قبل البلوغ؟.

قال الدكتور أحمد ممدوح ؛ أمين الفتوىٰ، في فتواه:" وجوب الحجاب مرتبط بالبلوغ ، فقبل البلوغ .. الفتاة غير مكلفة ، فالله-عزوجل-لا يحاسبها على ٰصيام أو صلاة أو حجاب، فوقت البلوغ ليس له سن معين ، فقد تأتي [مبلغ النساء وأحكامهن] وهي تبلغ مِن العمر 9 سنوات في بعض الدول الحارة ، وقد لا تأتي إلا في وقت متأخر ، فلو تمت 15 سنة هجري ولم تأتِ لها الدورة الشهرية [الحيض] تصبح بالغة ويكون لديها خلل عضوي أو هرموني".

وأضاف:" البلوغ يكون بالحيض أو السن ، فالحيض أقله 9 سنوات ، وأكثره 15 سنة" ، مؤكدًا يجب علىٰ أولياء الأمور حث الأبناء علىٰ طاعة الله مِن السن المبكر ، وألا ينتظر سن المراهقة حتى ٰيكون قادر علىٰ تطويعهم ". انتهى.

:" وينبغي لولي أمر الفتاة أن يُعوِّدها علىٰ الالتزام بالواجبات واجتناب المحرمات قبل البلوغ، حتىٰ تنشأ علىٰ ذلك، فلا يشق عليها الالتزام بها بعد البلوغ، وهذا مِن الأصول التربوية المقررة في الشريعة .

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :« „ مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم(!) عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع.‟ »

[رواه أبو داود (495) وأحمد (2/187) مِن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده] .

وجاء هذا المعنىٰ من حديث سبرة بن معبد عند أبي داود (494) والترمذي (407) وقال : حسن صحيح. والحديث صححه الألباني في "الإرواء" (247) .

وروىٰ البخاري (1960) ومسلم (1136) في " صحيحيهما " من حديث الرُّبيع بنت معوذ في ذكر صيام عاشوراء عندما فرض صيامه على المسلمين، وفيه : فكنا بعد ذلك نصومه - يعني عاشوراء - ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب إلىٰ المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن - وهو الصوف -، فإذا بكىٰ أحدهم علىٰ الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار .

وفي رواية لمسلم : فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتىٰ يتموا صومهم .

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/14) :„في هذا الحديث تمرين الصبيان علىٰ الطاعات وتعويدهم العبادات، ولكنهم ليسوا مكلفين.‟ ا. هـ

وقال ابن القيم في "تحفة المودود بأحكام المولود" (ص :162) : „ والصبي وإن لم يكن مكلفا فوليه مكلف، لا يحل له تمكينه من المحرم، فإنه يعتاده ويعسر فطامه عنه.‟ ا. هـ

وإذا قاربت الفتاة البلوغ فإنه يُخشىٰ أن يكون عدم ارتدائها الحجاب سبباً لفتنة الشباب بها، وفتنتها بهم .

ولذلك ينبغي لوليها في هذه الحال أن يلزمها بالحجاب، سداً للذريعة ومنعاً للمفسدة.

والله تعالى أعلم.".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
28 ربيع الثاني 1442 هــ ~ 13 ديسمبر 2020م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 01 / 2021, 03 : 07 PM
فئران الظلام *
( ما فتئت فئران الظلام .. تتشمم مواضع ضعف الأمة الإسلامية.. وتتلمس أماكن غفلتها.. وتبحث عن زمن قيلولة بعض رجالها -أهل العلم وأصحاب الفقه ورجال القلم- .. فتبث فئران الجهل و الظلام عبر الشبكة العنكبوتية -النت- ما يحلو لها ظانة بذلك أنها تحسن صنعاً..

فقد اقترب هلال شهر رجب من البزوغ.. فاليوم (‏الإثنين‏: 12‏ جمادىٰ الثانية‏، 1442 هــ ) فأصدر البعض تهنئة بشهر رجب، ونصها :„ مَن يبارك الأحباب بهذا الشهر ... يحرم عليه النار” ..
ولعل القائل/المرسل سكت دون أن يفضح جهله؛ بل تجرأ وكذب على رسول الله -تعالى- -عليه السلام- ونسب إليه ما لم يتكلم به أو يقوله.. وهذا خطأ جسيم وذنب عظيم .. بل تم تداول التهنئة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة “فيس بوك”، فنسب القول لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- .. باعتباره أنه حديث نبوي شريف..



فـــ
أكدت دار الإفتاء المِصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”: ( أنه لم يقل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذلك).



فــ
لينتبه المسلمون ويوقفون هذا السيل مِن الجهل [رسالة ترسل من جاهل فيعممها آخر على البقية].. خاصة والفضاء الإلكتروني مفتوح وأضف لهذه الفوضى الفكرية أو الفقهية أن الأيام القادمات [ أيام شهر رجب .. شعبان .. رمضان ].. أيام مواسم لبعض تجار الدين.. وجهلة منصات التواصل الإجتماعي!
مع
التنبيه أيضا على أن أيام الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ساعات طيبة خيرّة.. جعل سبحانه وتعالى العبادة له وحده على مدار الساعة [ماعدا ساعة النوم] ونهتم بما خصّه -سبحانه وتعالى- أو خصّه نبيه الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- بنص صحيح!



والله تعالى من وراء القصد؛ فارجو منه التوفيق والسداد والهداية والاقتراب من الصواب أو إصابة عين الصواب وأتوب إليه واستغفره واستهديه واستعينه وأتوكل عليه.. فهو -عز وجل- نعم المولى ونعم النصير.

وأعتذر مِن كل ظن أنني اقصده بسوء لفظةٍ أو تجريح كلام..
فــ
المسألة ليست شخصية بل البحث عن قال الله -تعالى- في محكم التنزيل وقال رسوله الكريم في صحيح الوحي المنزل عليه بواسطة أمين السماء جبريل!
و
الحمد لله أولا وأخرا وفي كل حين !
‏الإثنين‏: 12‏ جمادىٰ الثانية‏، 1442 هــ ~ 25 يناير 2021م
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 02 / 2021, 37 : 11 PM
(" بسم الله الرحمن الرحيم" )

: ﴿ [ ٧ ] ﴾ رجب:

فلكياً سيبدء شهر رجب يوم السبت 13 مِن فبراير الحالي (2021م). :



-**-


《 ١ . 》:" رجب : وهو مِن الأشهر الحرم:
- سُمِّي رجبًا لأنه مِن الأشهر الحرم؛ و
- كانت „العرب ترجب رماحها‟. فيه ..
أي:„ تنزع النصل من الرمح وتكف الناس عن القتال‟.
و

قيل: رجب أي:„التوقف عن القتال‟.:

:《 ٢ . 》 :" فضل التهنئة بشهر رجب:

يرددُ جهلةُ منصات التواصل الإجتماعي ما نصه :
«„. مَن يُبارك الأحباب بهذا الشهر [أي: رجب] يحرم عليه النار.‟»
[حديث باطل؛ غير صحيح][(1)]. .

《 ٣ . 》: ما يقال عند دخول الشهر:

[ الـدعـاء ]

" وكان صلىٰ الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ:«„. اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ .‟»
تخريج الحديث :

《 ٣ . ١ . 》:" حديث ضعيف، حديث غير صحيح.. ولا حجة فيه، ولا حجة في تخصيصه بشيء ". [(2)].



《 ٤ . 》 :" قال المناوي في : [فيض القدير (5/131)] : قال ابن رجب [الحنبلي] :" فيه دليل ندب الدعاء بالبقاء إلىٰ الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها؛ فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا .[ا.هـ].
و

قال أحمد البنا في : [بلوغ الأماني (9/231)] :" دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالبركة في هذه الأشهر الثلاثة يدل علىٰ فضلها. وفي تخصيص رمضان بالدعاء منفرداً؛ وعدم عطفه علىٰ رجب وشعبان دلالة علىٰ زيادة فضله. [ ا.هـ.][(3)] .



《 ٤ . ١ .》:" أقول: ولعل ما نقله المناوي عن ابن رجب الحنبلي؛ وايضا ما قاله أحمد البنا جعل دار الافتاء المِصرية تقول :" ... إلا أنه لا مانع شرعًا مِن التهنئة بمناسبة حلول شهر رجب من غير نسبة هذا الكلام : أي :«. „. مَن يُبارك الأحباب بهذا الشهر [رجب] يحرم عليه النار ‟. » إلىٰ حضرة سيدنا النبي -صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ-، فقد كان -صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: «. اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ. »".

أقول: لعل هذا من باب :" الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال!؟.".

.

‏الثلاثاء: 09‏ فبراير‏، 2021 ~ ‏الثلاثاء‏، 27‏ جمادى الثانية‏، 1442 هــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

المصادر والمراجع:

[(1)] دار الإفتاء المِصرية عبر صفحتها الرسمية علىٰ موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”.

[(2)] تخريج الحديث للشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.

ثم بمراجعة المصادر وجدتُ:

كلام أهل العلم على الحديث؛ فقد :

[1. ] قال البيهقي في شعب الإيمان (3/375) : تفرد به زياد النميري وعنه زائدة بن أبي الرقاد؛ قال البخاري :" زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري : منكر الحديث" .

[2. ] وقال النووي في الأذكار ( ص 274) :" وروينا في حلية الأولياء بإسناد فيه ضعف" .

[3. ] وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/96) عند ترجمة زائدة وذكر الحديث : أيضا ضعيف .

[4. ] وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/165) : رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد؛ قال البخاري:" منكر الحديث وجهله جماعة".

[5. ] وقال أيضا (3/140) : "رواه البزار والطبراني في الأسط ، وفيه زائدة بن أبي الرقاد وفيه كلام وقد وثق" .

[6. ] وقال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/335) نقلا عن الحافظ ابن حجر : قال الحافظ : "حديث غريب أخرجه البزار وأخرجه أبو نعيم".

[7. ] وقال أحمد البنا في بلوغ الأماني (9/231) : " وفي حديث الباب زياد النميري أيضا ضعيف " ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر ، وأشار إلى ضعفه ، وله طرق أخرى يقوي بعضها بعضا .

والغريب : أنه ... لم يذكر ما هي هذه الطرق ؟؟؟

والحديث ليس له إلا طريق زائدة فقط .

[8. ] وقال أحمد شاكر في تخريجه للمسند (4/100-101 ح 2346) :" إسناده ضعيف".

[9. ] وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد (4/180 ح 2346) :" إسناده ضعيف".

[10. ] وقال ناصرالدين الألباني في تخريجه للمشكاة (1/432 ح 1369) : وعزاه في الجامع الصغير للبيهقي في " الشعب " ، وتعقبه المناوي بقوله : " وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه رواه وأقره ، وليس كذلك ، بل عقبه البيهقي بما نصه :" ... ونقل كلام البيهقي الذي ذكرناه آنفا" .

[12. ] وقال الدكتور عامر حسن صبري في زوائد عبدالله بن أحمد بن حنبل في المسند(ص198) :" إسناده ضعيف" .

[(3)] بحث للشيخ / عبدالله زقيل.


**


. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 02 / 2021, 54 : 01 AM
سلسلة بحوث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة








» سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء «



تحت عنوان
اسم البحث
«تَارِيخُ الْإِسْرَاءِ»



كل مَنْ لديه اطلاع وفهم للسيرة النبوية العطرة وللتاريخ الإسلامي لا يستطع أن يحدد تاريخ الإسراء؛ لا بسنتِه ولا بشهرِه ولا بيومه؛ قولاً واحداً؛ فلم يثبت عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ- أنه احتفل بيوم إسرائه ومعراجه؟!؛ حتى يتسنى لنا معرفة التاريخ؛ كما ولم يحتفل بذلك الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم جميعاً- أو التابعون لهم بإحسان؟!.



ونتحدى أن يأتي أحدٌ بشيءٍ في ذلك .

وما دام أنه لم يثبت منها شيء فنحن لا نثبت أي شيء منها.

بل قال بعض المتأخرين كما ذكر ذلك "الشهاب الخفاجي" في" نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض"؛ إذ يقول : قال بعض العلماء المتأخرين : " وأما ما هو منتشر اليوم في بعض الديار المِصرية من الاحتفال بـ ليلة سبع وعشرين [٢٧]، ودعوى أنها ليلة الإسراء والمعراج، فذلك بدعة وهذا متأخر ".

ثم أضيف بقولي :
" هل يترتب على معرفة التاريخ بدقة حكم شرعي ؟ "؛
بمعنى أنه وجب أو ندب علينا صيام النهار أو قيام الليل!!؟.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رَحِمَهُ اللَّهُ[1] :" الأقوال في ذلك أكثر من عشرة [١٠] أقوال، حتى أن منها :

[أ] أن ذلك قبل البعثة ،

ومنها :

[ب] بعد الهجرة ،

وقيل : [١] قبلها بخمس ،

وقيل : [٢] قبلها بست ،

وقيل : [٣] قبلها بسنة وشهرين؛ كما قال ابن عبدالبر .

تأصيل مسألة تحديد تأريخ حادثة الإسراء !

أذكر الأقوال التي قيلت في التاريخ :

قبل الهجرة دون تحديد زمن:
فـقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِد ِالْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِد ِالْأَقْصَى وَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَقَدْ فَشَا الْإِسْلَام ُبِمَكَّةَ فِي الْقَبَائِلِ".

[١] القول الأول : أُسْرِيَ بِالنبي- عليه السلام- إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ؛
فقَالَ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ: " قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ" .
و

عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أُسَرِي بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - قَبْلَ خُرُوجِه ِإِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ .
قَالَ : وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ. و
عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ أَنَّهُ قَالَ : فُرِض َعَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْخَمْسُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ أُسَرِيَ بِهِ، قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا .

فَـ

عَلَى قَوْلِ السَّدِّي يَكُونُ الْإِسْرَاءُ فِي شَهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ، وَ
عَلَى قَوْلِ الزُّهْرِيِّ وَعُرْوَةَ يَكُونُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ .

[٢] القول الثاني :" فِي سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّل ِوَالرَّسُولُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ابْنُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً وَتِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا " . ورحجه النووي.

[٣] القول الثالث :" قَالَ الْحَرْبِيُّ : أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ ".

[٤] القول الرابع :" وَقَالَ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِه ِمِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَعُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ بَعْدَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا .
وجاء بصيغة آخرى :" وَقَالَ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِم ِالرُّعَيْنِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعُرِجَ بِه ِإِلَى السَّمَاءِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَر َشَهْرًا " .

تعليق ابوعمر على ما قاله الذهبي :
قَالَ أَبُوعُمَرَ: " لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْل ِالسِّيَر ِقَالَ مَا حَكَاهُ الذَّهَبِيُّ، وَلَمْ يُسْنِدْ قَوْلَهُ إِلَى أَحَدٍ مِمَّنْ يُضَافُ إِلَيْهِ هَذَا الْعِلْمُ مِنْهُمْ، وَلَا رَفَعَهُ إِلَى مَنْ يُحْتَجُّ بِهِ عَلَيْهِمْ" .

[٥] القول الخامس :" قَالَتْ أمنا عَائِشَةُ؛ أم المؤمنين: " بِـ عَامٍ وَنِصْفٍ فِي رَجَبٍ" .

[٦] القول السادس : وَرُوِيَ عَنِ الْوَقَّاصِيِّ قَالَ : أُسْرِيَ بِهِ بَعْدَ مَبْعَثِه ِبِخَمْسِ سِنِينَ .

[٧] القول السابع : قَال َابْنُ شِهَابٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ- بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ .

[٨] القول الثامن : في تاريخ حادثة الإسراء : ذكر اثيرالدين الأندلسي في تفسيره :" وهو قول ضعيف : " وَوَقَعَ لِشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ ذَلِكَ كَان َقَبْل َأَنْ يُوحَى إِلَيْه ِ ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّ ذَلِكَ وَهْمٌ مِنْ شَرِيكٍ .
وَ
حَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14423) عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ أَنَّه ُكَان َقَبْلَ الْمَبْعَثِ .

[٩] القول التاسع : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ أَوَّلَ لَيْلَةِ جُمْعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ ، وَهِيَ لَيْلَةُ الرَّغَائِبِ الَّتِي أُحْدِثَتْ فِيهَا الصَّلَاةُ الْمَشْهُورَةُ ، وَلَا أَصْلَ لِذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَيَنْشُدُ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ :



لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ عُرِّجَ بِالنَّبِيِّ * لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ رَجَبِ

وَهَذَا الشِّعْرُ عَلَيْهِ رَكَاكَةٌ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ اسْتِشْهَادًا لِمَنْ يَقُولُ بِهِ .

وعَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفِيلِ ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَفِيهِ بُعِثَ ، وَفِيهِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَفِيهِ هَاجَرَ وَفِيهِ مَاتَ . فِيهِ انْقِطَاعٌ . وَ
قَدِ اخْتَارَهُ الْحَافِظُ عَبْدُالْغَنِيِّ بْنُ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي " سِيرَتِهِ " ، وَقَدْ أَوْرَدَ حَدِيثًا لَا يَصِحُّ سَنَدُهُ ، وَ
يُقَالُ : كَانَ فِي رَجَبٍ . أي أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ لَيْلَةَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ [٢٧] مِنْ رَجَبٍ .

[١٠] القول العاشر : وَقِيلَ : كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .

وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَالْمُتَحَقِّقُ:
أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ شَقِّ الصَّحِيفَةِ وَقَبْلَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ ،

خلاصة البحث :

أما ثبوت تعيين تاريخ الإسراء والمعراج فلم يثبت عَلَى الإطلاق أي دليل صحيح صريح في تحديد وقت الإسراء والمعراج.





القول الراجح :

كل ما نعرفه من خلال السيرة هو أن الإسراء والمعراج كَانَ قبل الهجرة، هذا هو القول الراجح، والمشهور والمستفيض أن الإسراء والمعراج كَانَ

بعد [أ] موت أبي طالب عم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، و

بعد [ب] موت أمنا خديجة الكبرىٰ، و

بعد أن [ج] ذهب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الطائف ورده أهلها، وهو العام الذي يُسمى عام الحزن، لأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لقي فيه الأذى الشديد والألم والتعب،


فــ

[أ] مَنَّ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عليه بهذه الآيات العظيمة، وهذه المشاهد وهذا المقام الرفيع الذي لم يصل إليه بشر،

[ب] تسلية للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-، وكانت آيات عظيمة قال الله -تعالى في سماه وتقدست اسماؤه- :" لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ"[النجم:18] فأراه الله -عَزَّ وَجَلَّ - آياتٍ عظيمة ففُرج عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الهمَّ وسُرِّي عنه ، وعاد وقد استيقن بربه وبلقائه ، وأن ما يوحى إليه هو الحق أكثر من ذي قبل، وعاد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد شد العزم عَلَى أن يبلغ دعوة ربه ، وأن لا يبالي بالنَّاس مهما صدوه ، بعدما رأى ما رأى من الأَنْبِيَاء ومن الكرامة التي نالها .

و

يترجح ويظهر من عموم الأدلة أنه كَانَ قبل الهجرة، وأنه كَانَ بعد أو في عام الحزن .

ولي-الرمادي- ختم البحث بــ أن نقول:

١.) ثبتت حادثة الإسراء بنص قرآني قطعي الثبوت قطعي الدلالة بقوله -تعالى في سماه وتقدست اسماه-:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً " (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002029) [الاسراء:1]

٢.) قال الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :" ثَبَتَ الْإِسْرَاءُ فِي جَمِيعِ مُصَنَّفَاتِ الْحَدِيثِ، وَرُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ فِي كُلِّ أَقْطَارِ الْإِسْلَامِ، فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ بِهَذَا الْوَجْهِ. وَذَكَرَ النَّقَّاشُ مِمَّنْ رَوَاهُ عِشْرِينَ صَحَابِيًّا.

ثم

تتبعتُ -الرمادي- فوجدتُ قَدْ تَوَاتَرَتِ الرِّوَايَاتُ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ عَنْ :
[١] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=2)، وَ
[٢] عَلِيٍّ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10)
[٣] ابْنِ مَسْعُودٍ، وَ
[٤] أَبِي ذَرٍّ، وَ
[٥] مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)
[٦] أَبِي هُرَيْرَةَ، وَ
[٧] أَبِي سَعِيدٍ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)
[٨] ابْنِ عَبَّاسٍ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=75)
[٩] شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=34)
[١٠] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَ
[١١] عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ، وَ
[١٢] أَبِي حَبَّةَ؛ وَ
[١٣] أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيَّيْنِ؛ وَ
[١٤] عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَ
[١٥] جَابِرٍ، وَ
[١٦] حُذَيْفَةَ، وَ
[١٧] بُرَيْدَةَ، وَ
[١٨] أَبِي أَيُّوبَ، وَ
[١٩] أَبِي أُمَامَةَ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=24)
[٢٠] سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَ
[٢١] أَبِي الْحَمْرَاءِ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=52)
[٢٢] صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ، وَ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=94)
[٢٣] أُمِّ هَانِئٍ؛ هند بنت أبي طالب، وَ
[٢٤] عَائِشَةَ، وَ [٢٥] أَسْمَاءَ ابْنَتَيْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=64)-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ-.

وأزيد :

مِنْهُمْ مَنْ سَاقَهُ بِطُولِهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ اخْتَصَرَهُ عَلَى مَا وَقَعَ فِي الْمَسَانِيدِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رِوَايَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى شَرْطِ الصِّحَّةِ " فَحَدِيثُ الْإِسْرَاءِ أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ الزَّنَادِقَةُ وَالْمُلْحِدُونَ؛" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=865&idto=973&bk_no=64&ID=729#docu)[آية 8؛ سورة الصف:61].

روايات حديث الإسراء والمعراج جمعها الحافظ ابن كثير الدمشقي -رحمه الله تعالى- في كتاب التفسير عند أول الآية من سورة الإسراء :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً " (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002029)[الاسراء:1] حيث جمع الروايات في الإسراء والمعراج من المسند ومن الصحيحين ومن المسانيد الأخرى كـ أبي يعلى وروايات البيهقي و عبدالله بن أحمد بن حنبل كما في زياداته عَلَى مسند آبيه وابن جرير؛ أبوجعفر الطبري رَحِمَهُ اللَّهُ ذكر روايات كثيرة لكنها بسنده هو، والحافظ ابن كثيررَحِمَهُ اللَّهُ ذكر روايات المسند والصحيحين ثُمَّ ما في السنن والمسانيد الأخرى.























































مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

Dr.MUHAMMADELRAMADY

الخميس : 10 رجب 1441 هـ ~ 21 فبراير 2021م



ــــــــــــــــــ



المراجع والهوامش:


[1] العسقلاني؛ أحمد بن علي بن حجر؛ فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ الجزء السابع؛ ص:203؛ دار الريان للتراث؛ 1407هـ / 1986م .



‏الأحد‏، 10‏ رجب‏، 1442 هــ






~ 19 فبراير2021م



(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)



(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2021, 26 : 02 PM
ومن البدع والمستحدثات في دين الله تعالى ، وخاصة في العبادات ، مع أنها توقيفية تلك التي يفعلها بعض الناس:


* . ]:" صلاة أم داود في نصف رجب،

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2021, 45 : 05 PM
بعضٌ مِن البدع والمستحدثات في عبادات أهل التوحيد ومَن ألتزم بوحي رافع السماوات بغير عمد أو سنّادات وهدي خير العباد المبين لنا أصح العبادات:






تمهيد :






حين يضعف المؤمن لضعفه الشديد الذي طرأ عليه وعلى أمته في فهم وإدراك واستيعاب الإسلام ثم يتخلف في عدة مواقع في الحياة الدنيا العامة المعاشة كمجال الطب والمعالجة أو الصيدلة والتداوي أو الهندسة والعمران أو الزراعة والإنماء.. حين يضعف في حياته اليومية التي يعيشها فلا يفيد نفسه أو يقدم فائدة أو إنجاز للآخرين.. فيخبو وهج ضوء الإيمان في قلبه ويقل نور العقيدة في إدراكه وعقله وتغرب عنه شمس البيان فتضعف عنده مهمات تبليغ رسالة الإيمان وتتلاشى رويدا رويدا واجبات بعثة خير الأنام فيهبط درجة بل درجات ويكتفي بوصفه أنه مِن الناس.. يحسن إن أحسنوا ويسئ إن اساؤوا ثم يكتفي -كمسلم- بمواسم تعبدية كهنوتية في عمره كصوم رمضان مِن عام لعام أو حج بيت حرام أو عمرة ربيعية موليدية في مناسبة شهر المولد ربيع أول أو عمرة في رمضان أو عمرة رجبية وينتظر موسم بعد موسم ومناسبة بعد مناسبة فيأخذ بقشور الإسلام ويتمسك بمظاهر تعبدية ثم يزيد من عنده مناسبات ومواسم كي يشبع قدرا ما من فطرته بعد أن مسخت وعدلت.. فــ يتراجع عن موقعه الصحيح بين الشعوب والأمم ويتخلف عن ركب الحضارة والمدنية فتسبقه أمم وشعوب وتتجاوزه حتى يصبح رهينة بين ايديهم وسجين ما يقدمونه من منتجات علمية وبضاعة إستهلاكية.. وجائحة :"كورونا" خير مثال وأوضح دليل.. وكي يعوض نقصه هذا يبدع في عبادات ويستحدثها ظناً منه -المسكين- أنها تقربه من درجات الغفران وتلبسه مسوح الرهبان وتدنيه من العزيز الرحمان.. ومن تلك الخروجات عن وحي السماء والبعد عن هدي خاتم المرسلين وآخر الأنبياء ومتمم المبتعثين :



صلاة النصف من رجب :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2021, 54 : 12 AM
حديث موضوع:


" مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشرين (1) مرة وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ثلاث مَرَّاتٍ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرِ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً. بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ _ .... إلخ".
رَوَاهُ الْجَوْزَقَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا وهو موضوع ورواته مجاهيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


(1) كذا في الأصلين ووقع في اللآلىء(" وقل هو الله أحد" : أحد عشر) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






حديث موضوع : "مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَصَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِائَةً مَرَّة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مقعده من الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ ".
هُوَ موضوع وأكثر رواته مجاهيل.












ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ




قلتُ (الرمادي مِن الإسكندرية) قراءة ومراجعة تحت عنوان :"صلوات مقيدة بأيام الشهور وبليال منها".. انظر : الإمام الشوكاني؛ في موسوعته" الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" !

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2021, 06 : 01 AM
حديث موضوع:
((مَن صام مِن رجبٍ وصلى فيه أربع ركعات.... لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يُرى له)) ...
حديث موضوع: يراجع:
1.] الموضوعات: لابن الجوزي (2/124) ،
2.] تبيين العجب ص (21) ، و
3.] الفوائد المجموعة ص (47) [ذكرته من قبل] . حديث رقم (145) .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر : عبدالله التويجري؛ البدع الحولية: ج: ( 1 ) ؛ ص: ( 216) .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2021, 24 : 01 AM
صلاة ليلة النصف من رجب:
- قيل فيها ما لم يثبت.
أخرج الجوزقانى عن محمد بن يحيى عن أبيه عن أنس مرفوعا: " من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، يقرأ فى كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات، وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات ... فإذا فرغ من صلاته صلى علىَّ عشر مرات. ثم يسبح الله بحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بَعثَ الله تعالى إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات، ويغرسون له الأشجار فى الفردوس.... وذكر أنواعاً من العطاء ما أنزل الله بها من سلطان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التخريج :
(قال) الإمام السيوطى: موضوع رواته مجاهيل: ص: ( 30 ) ؛ ج: ( 2 ) - اللالئ و ص: ( 50 ) الفوائد.. وفيه: وقل هو الله أحد، عشرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راجع : الدين الخالص .. أو .. إرشاد الخلق إلى دين الحق (https://al-maktaba.org/book/33224) ؛ السبكي،محمود خطاب (https://al-maktaba.org/author/2575).

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2021, 36 : 01 AM
صَلَاة لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ
حَدِيثُ مَوْضُوع:
" مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَقل هُوَ الله أحد أحد عشرَة مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الأَشْجَارَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَمُحِيَ عَنْهُ كُلُّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَهُ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ وَتُبْنَى بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عشرَة قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَر وَأعْطِي بِكُل رَكْعَة عشر مَدَائِنَ فِي الْجَنَّةِ كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ : اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ.".
أخرجه : الجوزقاني وَقَالَ :
1.] ابْن الْجَوْزِيّ .. و
2.] السيوطي .. وَ
3.] ابْن عراق ..
4.] وَغَيرهم : مَوْضُوع وَ رُوَاته مَجَاهِيل.".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (https://al-maktaba.org/book/6053) ؛ اللكنوي، أبو الحسنات (https://al-maktaba.org/author/1176).

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2021, 59 : 01 AM
صَلَاة لليلة النّصْف من رَجَب
أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ .. أَنْبَأَنَا الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم.. أَنبأَنَا أبوعلمس ابْن الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الأَدِيبُ ............ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ.. حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ.. حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ .. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن .. حَدثنَا عبدالله بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ.. حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ.. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ...........
قَالُوا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" من صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة الْحَمد مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عِشْرِينَ مَرَّةً، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الاشجار فِي الفردوس، ومحى عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ إِلَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْهِ خَطِيَّةً إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ، وَيَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ، وَبَنَى لَهُ بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عَشْرَةَ قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ من زبر جد أَخْضَرَ، وَأُعْطِيَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرَ مَدَائِنَ فِي الْجَنَّةِ، كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ"...
حَمْرَاءَ، وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ: اسْتَأْنَفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ ".
وَهَذَا مَوْضُوع وَرُوَاته مَجْهُولُونَ، وَلا يخفى تركيب إِسْنَاده وجهالة رِجَاله، وَالظَّاهِر أَنَّهُ من عمل الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم. ] .
انظر : الموضوعات لابن الجوزي .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2021, 03 : 02 AM
... فما تقدم جزء يسير من الأحاديث الموضوعة في فضل شهر رجب والقصد الإشارة والتنبيه على عدم خصوصية شهر رجب بصوم أو صلاة ونحو ذلك من العبارات، وما ذكر فيه الكفاية، وما لم يذكر فليراجع في الكتب التي ذكرت فيها الأحاديث الموضوعة، والله الهادي إلى سواء السبيل............-
والله أعلم -.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
راجع ما قاله : عبدالله التويجري..




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
الخميس : 14 رجب 1442 هـ ~ 25 فبراير 2021م..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2021, 21 : 02 AM
إِحْيَاءُ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ:
[ ترقيم داخلي : 17 ]
- ذَهَبَ بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ إِلَى اسْتِحْبَابِ إِحْيَاءِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ.
[ انظر : الفروع : ( 1 / 438، 440) .
[ الموسوعة الفقهية الكويتية (https://al-maktaba.org/book/11430): ج: (2) ؛ ص: (237)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 03 / 2021, 36 : 11 PM
الإسراء والمعراج(!)

ذكرى .. أم مناسبة .. أم إعجاز لرسول الهدى والرحمة .. مع التنبيه أن ليس في القضية تحدي للبشر.. أم نصوص قرآنية رحمانية تتلى وتقرأ وتفهم فتطبق .. ونصوص نبوية سنية تثبت قضية الإسراء والتي بأحداثها تبين بوضوح إمامة سيد المرسلين .. وخاتم الأنبياء .. ومتمم المبتعثين .. وتثبت قضية المعراج فــ بعروجه نتبين القدرة الآلهية ليكرم نبيه ثم يكرم أتباعه حين تم تبليغه بصلوات في اليوم والليلة !!--






لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن..






عند مراقبة أحوال المسلمين ؛ ودراسة شؤونهم ؛ ومعرفة ما آلت إليه أمة تعدادها يزيد عن مليار و 700 مليون إنسان على وجه المعمورة .. ونحن في بداية النصف الثاني من العام الهجري ١٤٤٢ وقرب إنتهاء الربع الأول من عام 2021 الميلادي .. لا يتبقى أمام افرادها إلا :
- المناسبات و
- المواسم .. و
- الذكريات و
- العودة إلى ماض ولى ومضى لسنا لنا في أي دور سوى اجتراره .. و
- انتظار موسم يليه مناسبة .. و
- ذكرى تعقبها ذكرى ..
ثم ونحن إثناء جائحة فيروس أذلت العالم أجمع .. مر شهر الصيام في العام المنصرم ومرت مناسك الحج والعمرة كما تعلمون جيداً ..

.. ولعل رمضان لهذا العام سيكون شبيه بأخيه اليتيم السابق .. و
.. لعل مناسك الحج والعمرة ستكون أشبه بمناسك عام الحزن الفائت ..

... وبعد ثلاثة ايام ستهل على أمة ضاعت هويتها وفقدت أنتمائها .. وقامت تقلد غيرها من الأمم والشعوب..
اقول ستهل مناسبة .. ذكرى الإسراء والمعراج .. فيسارع البعض في أحياء ذكرها كأننا نسيناها أو تناسيناها !..



-*-*-*-*-




(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)




-*-*-*-*
محمدفخرالدين الرمادي
من
الإسكندرية
23 رجب 1442 هــ~ 06 مارس 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 03 / 2021, 05 : 12 AM
إسراء و معراج ١٤٤٢

أذِّكرىٰ يصلح تذكرها(!؟) ..
أم مناسبة يصح الاحتفاء بها(!؟)..
أم إعجاز لرسول الهدى والرحمة..
مع التنبيه أن ليس في القضية مِن خلال أحداثها تحدي للبشر..
أم نصوص قرآنية رحمانية تتلىٰ وتقرأ فتفهم فتطبق..
ونصوص نبوية سنية تُثبت قضية الإسراء والتي بأحداثها تبين بوضوح إمامة سيد المرسلين.. وخاتم الأنبياء.. ومتمم المبتعثين لجميع السادة المرسلين على مر الأزمان والسنين..
وتُثبت قضية المعراج؛ فــ بعروجه نتبين القدرة الآلهية حين اراد سبحانه أن يكرم نبيه ثم يكرم أتباعه حين تم تبليغه بصلوات خمسين في اليوم والليلة في بداية التشريع وقبل النسخ إلىٰ خمس!!

لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن..

عند مراقبة أحوال المسلمين -اليوم- ودراسة شؤونهم وتصرفاتهم وأعمالهم فيما بينهم أو مع مَن ليسوا منهم؛ ومعرفة ما آلت إليه أمة تعدادها يزيد عن مليار و 700 مليون إنسان علىٰ وجه المعمورة .. ونحن في بداية النصف الثاني من العام الهجري ١٤٤٢وقرب إنتهاء الربع الأول من عام 2021 الميلادي..



أقول : عند مراقبة ودراسة ومعرفة أحوالهم كأمةٍ نجد أنها فقدت تعريف الأمة وتلاشىٰ مفهوم الكيان الواحد فصارت أمم متفرقة وشيّع ومذاهب يحارب بعضها بعضا؛ فيقتل اليمني اليمني .. ويذبح السوري السوري .. ويذهب مرتزق تحت شارة تركية ليفجر ليبي؛
بل إن صاحب القضية تحولوا إلى أصحاب منافع كحال القضية الفلسطينية..
وهكذا..
وإن بقى الكل -اسماً- تحت خيمة الإسلام كمسمى وفسطاطه..
ثم..
لا يتبقىٰ أمام افراد هذه الأمة ممزقة الأشلاء إلا :
- المناسبات الدينية و
- المواسم الكهنوتية و
- ذِكريات السلف الصالح و
- التغني بأمجادهم و
- العودة إلىٰ ماض ولىٰ ومضىٰ لسنا لنا فيه أي دور سلبي أو إيجابي سوىٰ اجتراره.. وانتظار موسم جديد يهل علينا يليه مناسبة.. أو ذِّكرىٰ تعقبها ذِّكرىٰ..


وياليتنا تمثلنا بالآية الكريمة التي تقول :"
- فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿ق: ٤٥﴾؛
- فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ ﴿الأعلى: ٩﴾؛
- فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ﴿الغاشية: ٢١﴾"..
ثم
ونحن إثناء جائحة فيروس -وما زالت جاثمة علىٰ الصدور والعقول- أذلت العالم أجمع.. مر شهر الصيام في العام المنصرم ومرت مناسك الحج والعمرة كما تعلمون جيداً وترون..
ويوشك أن يكون رمضان لهذا العام [١٤٤٢] شبيه بأخيه اليتيم السابق..
ولعل مناسك الحج والعمرة ستكون أشبه بمناسك عام الحزن الفائت..


ولا يشك عاقل أو يتردد فاهم لما يجري علىٰ الساحة التي كانت تسمىٰ « عربية » فصارت منطقة الشرق الأوسط أو الساحة التي كانت تسمىٰ « إسلامية » مِن منطلق مفهوم الكيان التنفيذي لمجموعة المبادئ وكتلة القيم وحزمة المقاييس والقناعات الإسلامية فتحولت إلىٰ كيانات كرتونية لا تملك لـ أمرها نفعاً ولا ضراً...

..



بعد ثلاثة ايام ستهل علىٰ أمة ضاعت هويتها وفقدت أنتمائها .. وقامت تقلد غيرها من الأمم والشعوب..

.. اقول : ستهل مناسبة..
ذِّكرىٰ الإسراء والمعراج [عند البعض!؟]..
فيسارع البعض في أحياء تذكرها كأننا نسيناها أو تناسيناها !..

-*-*-*-*


التَّذكِيرُ الحَثِيث
بأنَّه
لا يصِحُّ
في
تحديد تاريخ حادِثة الإسْراء والمِعراج
أثرٌ
ولا حديث


-*-*-*-*-*

حقيقةً فقد شاع عند كثير مِن المسلمين ــ جمعهم الله -تعالىٰ- علىٰ كلمة التوحيد والعمل بمقتضاها؛ وسدَّدهم -سبحانه- إلىٰ مراضيه ونوال غفرانه ــ: « أنَّ حادثة “الإسْراء والمِعراج” كانت في السابع والعشرين مِن شهر رجب »..

وهذا الاعتقاد(!) :
- لا يُثبِته حديث نبويٌّ صحيح، و
- لا يُقوِّيه أثرٌ عن أحدٍ مِن أصحاب النَّبي [ﷺ] -رضي الله عنهم أجمعين-، و
- لا اتَّفق عليه أهل التأريخ والسِّيَر -يرحمهم الله-، و
- لا ذهب إليه أكثرهم.

فما حقيقة الإسراء والمعراج!

لم يَثبت في تحديد زمَن وقوع حادثة “ الإسراء والمعراج ” حديث عن النبي [ﷺ].

[1.] اعتاد بعض الناس أن يحتفلوا بموسم يأتي مرةً في العام؛ كبقية المواسم والمناسبات والذِّكريات؛ وهذا في نهار يوم السابع والعشرين من رجب وليلته، وذلك احتفاء بإسرائه ومعراجه [ﷺ]، جاعلين ذلك مناسبةً لإقامة حفلات الذِكر والدعاء في كل عام مع صنع الأطعمة المختلفة لهذه الذِّكرىٰ.

[2.] ثبتت قضية بشقيها : الإسراء والمعراج وشهرتها في محكم الكتاب الكريم والذِّكر الحكيم والفرقان المبين وشرحت في نصوص السنَّة النبوية المحمدية.. وهذا جانب أساسي في القضية إلا أن هناك جانب آخر منها وهو تحديد وقت واقعة الإسراء وحادثة المعراج باليوم أو الشهر أو السَنَة، هذا الجزء مِن القضية مما اختلف فيه أهل العلم والسِّيَر!..

الكلام عن هذه الحادثة العظيمة، والمعجزة الباهرة، في ثلاثة مباحِث:

المَبْحَث الأوَّل / عن زمَن وقوع حادثة “الإسْراء والمِعراج”، وأنَّه لم يَثبت فيه حديث نبويّ!.

بعض كلام أهل العلم في تأكيد عدم ثبوت ذلك.

1 . ] قال الإمام أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحرَّاني الدمشقي المولود سَنة (661هـ) ــ رحمه الله ــ كما في كتاب “زاد المعاد” (1/ 54): « لم يَقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به».اهـ

2 . ] قال العلامة الشريف محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المولود سَنة (1099هـ) ــ رحمه الله ــ في كتابه “التنوير شرح الجامع الصغير” (9/ 303 ــ رقم:7710): « هي ليلة مُعيَّنة، لم يَرد بتعيينها سُنَّة صحيحة».اهـ

3 . ] قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1330هـ) كما في “مجموع فتاويه” (1/ 183): « وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب، ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي [ﷺ] عند أهل العلم بالحديث».اهـ



فـ هل حدث الإسراء والمعراج قبل مبعثه [ﷺ]، أم بعده؟

وكمدخل للإجابة نجد أنه قد اختلف العلماء ــ رحمهم الله ــ في تحديد زمَن وقوعها اختلافـًا كثيرًا.

فــ

قيل:

[ 1 . ] قبل المبعث وهو شاذ [(1)].

وذهب الأكثر إلى أنه

[ 2. ] بعد المبعث،
ثم
اختلفوا في وقته. فقيل:

[ 2 . 1. ] قبل الهجرة بسنة، وكان [ أ . ] ليلة السابع والعشرين من شهر ربيع الأول، وبه قال النووي [(2)].

[ 2. 2 . ] قال مقاتل: كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ويقال كان [ ب . ] في رجب، وقيل [ ج . ] كان في رمضان [(3)].

[ 2 . 3 . ] قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً، وكان [ ج . ] في السابع عشر من رمضان [(4)].

[ 2 . 4 . ] قبل الهجرة بسنة وثلاثة أشهر [(5)].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[(1)] فتح الباري (7/203) .

[(2)] شرح صحيح مسلم؛ للنووي (2/209) ، وتفسير ابن كثير (3/22).

[(3)] تفسير البغوي (3/92) .

[(4)] الطبقات الكبرى لابن سعد (1/213) ، وعيون الأثر لابن سيد الناس (1/147) .

[(5)] أوجز السيّر لخير البشر لابن فارس (5) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

[ 2. 5 . ] قبلها بستة أشهر.

[ 2. 6 . ] قبلها بسنة وشهرين أي [هـ .] في المحرم.

[ 2. 7 . ] قبلها بثمانية أشهر.

[ 2. 8 . ] قبلها بسنة وخمس أشهر، فعلى هذا يكون في [د .] شوال أو في [ ج . ] رمضان على إلغاء الكسرين منه ومن [ أ .] ربيع الأول 1.

[ 2. 9 . ] ومن الناس من يزعم أن الإسراء والمعراج كان أول جمعة من [ ب . ] رجب ليلة الرغائب التي أحدث فيها الصلاة المشهورة ولا أصل لذلك [(2)].

وبناءً على ما تقدم من أقوال العلماء فليلة الإسراء والمعراج لم تكن معلومة ولا دليل لمن قال بتحديدها.



أقول (الرمادي): بتتبع الشهور نجد أن القول الأول أنها كانت في شهر :

[ أ .] ربيع الأول؛ وأقسمه إلىٰ ثلاثة أقوال..

الأول منهم:

أنَّها كانت في الثاني عشر مِن شهر ربيع الأوَّل.

حيث قال الحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (701 هـ) في كتابه “”البداية والنهاية” (3/ 108): وقال أبوبكر بن أبي شيبة:« حدثنا عثمان، عن سعيد بن مِيناء، عن جابر وابن عباس، قالا: « „ وُلد رسول الله [ﷺ] عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر مِن ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات ‟ ». فيه انقطاع ».اهـ .

والمُنقطع مِن أنواع الحديث الضعيف.

وقال ــ رحمه الله ــ في موضع آخَر (2/ 242):« ورواه ابن أبي شيبة في “مصنفه” عن عفان، عن سعيد بن مِيناء، عن جابر وابن عباس أنَّهما قالا: « „ ولد رسول الله [ﷺ] عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر مِن شهر ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات ‟ ».اهـ

وبالبحث لم تجد هذا الأثر في عِدَّة نُسخ مِن “مصنف ابن أبي شيبة”، ولا تجده في “مسنده”. وقد جاء في الإسناد الأوَّل: “عن عثمان”. وفي الإسناد الثاني: “عن عفان”. وهو الصواب.

وهذا الإسناد مُنقطع كما ذكر الحافظ ابن كثير ــ رحمه الله ــ عقبه؛ لأنَّ عفَّان بن مسلم لم يُدرك التابعي سعيد بن مِيناء.

وقال الحافظ الجوزقاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “الأباطيل والمناكير والصِّحاح والمشاهير” (1/ 126-127ــ رقم:122):« أخبرنا أبوالفضل محمد بن طاهر بن علي الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال: حدثنا عيسى بن علي بن علي بن عيسى إملاء قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان، عن سَليم بن حيَّان، عن سعيد بن مِيناء عن جابر بن عبدالله الأنصاري وعبدالله بن عباس أنَّهما قالا: « „ ولد رسول الله [ﷺ] يوم الفيل، يوم الاثنين الثاني عشر مِن شهر ربيع الأوَّل، وفيه بُعث، وفيه عُرج إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات [ﷺ] ‟ ».



الثاني منهم:

في ليلة سبع وعشرين مِن شهر ربيع الأوَّل.

وبه قال الإمام المُحدِّث الفقيه اللُّغوي المؤرخ أبو إسحاق الحربي، وأبو الخطَّاب ابن دحية مِن المالكية، والنَّووي مِن الشافعية في أحد أقواله الثلاثة، والقاضي زين الدين ابن المنير الإسكندري المالكي.

فقال أبو الخطَّاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (546هـ) في كتابه “الابتهاج في أحاديث المعراج” (ص: 6-7):« وكان الإسراء برسول الله [ﷺ] ليلة سبع وعشرين مِن شهر ربيع الأوَّل، قاله الإمام العالم أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ».اهـ

أما الثالث من القول الأول: أنَّها كانت في ليلة سبع عشرة مِن شهر ربيع الأوَّل.

ونَسب ابن سيَّد الناس اليَعمري الأندلسي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (671هـ) في كتابه “عيون الأثر” (1/ 148) هذا القول إلى: عائشة، وأمِّ سلمة، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وابن عباس، مِن الصحابة.

ثُمَّ قال: وهذا هو المشهور.اهـ

وقال شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السَّخاوي المِصري الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (831هـ) كما في كتاب “الأجوبة المرْضية فيما سُئل السَّخاوي عنه مِن الأحاديث النبوية” (2/ 445 ــ سؤال رقم:112):« قد اختُلِف في ليلة الإسراء، فقيل: لسبع عشرة خلت مِن ربيع الأوَّل قبل الهجرة بسَنة، وقيل: ليلة سبع وعشرين مِن ربيع الآخِر، وقيل: ليلة السبت لسبع عشرة خلَت مِن رمضان قبل الهجرة بسَنة ونصف، وقيل غير ذلك، والأوَّل هو المشهور، فقد رُوي عن عائشة، وأمِّ سلمة، وأمِّ هانئ، وابن عمر، وابن عباس ــ رضي الله عنهم ــ.

وقال الحافظ ابن سعد ــ رحمه الله ــ في كتابه “الطبقات الكبرىٰ” (1/ 166):« أخبرنا محمد بن عمرو الأسلمي، قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه. قال: وحدثني موسى بن يعقوب الزَّمْعِيّ، عن أبيه، عن جدِّه عن أمِّ سلمة. قال موسى: وحدثني أبو الأسود، عن عائشة. قال محمد بن عمر: وحدثني إسحاق بن حازم، عن وهْب بن كَيْسان، عن أبي مُرَّة مولى عَقيل، عن أمِّ هانىء ابنة أبي طالب. وحدثني عبدالله بن جعفر، عن زكريا بن عمرو، عن ابن أبي مُليكة، عن ابن عباس. وغيرهم قد حدثني، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: « „ أُسْرِي برسول الله [ﷺ] ليلة سبع عشرة مِن شهر ربيع الأوَّل قبل الهجرة بسَنة، مِن شِعب أبي طالب إلى بيت المقدس…‟ ». وإسناده ضعيف جدًا؛ لأنَّه مِن طريق محمد بن عمر بن واقد الواقدي.

وقد قال عنه علي ابن المَدِيني والبخاري ومسلم والنسائي: « متروك الحديث ».

وقال أحمد بن حنبل:« كذاب».

وقال الذهبي:« مجمعٌ على تركه».



ويضاف لهذا القول بــ : أنَّها كانت في شهر ربيع الآخِر.

وبه قال القاضي عياض مِن المالكية، والنَّووي مِن الشافعية في أحد أقواله الثلاثة.



وقول آخر أنها في شهر :

[ ب. ] رجب ؛ ونُسِب هذا القول إلىٰ بعض القُصاص، وبه قال ابن الجوزي؛ وعبدالغني المقدسي مِن الحنابلة، والنَّووي مِن الشافعية في أحد أقواله الثلاثة، وابن خلكان.

وقد ردَّ أو نفى صحة حديث فيه غير واحد من أهل العلم.

ومِمَّن تكلم عنه هؤلاء:

أولًا ــ الفقيه المُحدِّث أبو الخطَّاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (546هـ) في كتابه “أداء ما وجب مِن بيان وضْع الوضَّاعِين في رجب” (ص:110) إذ قال: « وذَكَر بعض القُصَّاص أنَّ الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب».اهـ

وقال في كتابه “الابتهاج في أحاديث المعراج” (ص:9): « وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجال معروفون بالكذب». اهـ

وقد نَقل كلامه أيضًا: شهاب الدين أبو شامة المقدسي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (599هـ) في كتابه “الباعث على إنكار البدع والحوادث” (ص:232)، وابن حجر العسقلاني الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (773هـ) في كتابه “تبيين العَجب بما ورد في شهر رجب” (ص:23).

ولم يتعقَّبانه بشيء.

ثانيًا ــ الفقيه علي بن إبراهيم ابن العطَّار الشافعي الدمشقي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (654هـ) في كتابه “حكم صوم رجب وشعبان وما الصواب فيه عند أهل العلم والعِرفان وما أُحدِث فيهما وما يلزمه مِن البدع التي يتعيَّن إزالتها على أهل الإيمان” (ص:34) إذ قال: « وقد ذكر بعضهم أنَّ المِعراج والإسراء كان فيه، ولم يَثبت ذلك».اهـ

ثالثًا ــ الحافظ أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (701 هـ) في كتابه “البداية والنهاية” (3/ 108) إذ قال: « وقد أورَد حديثًا لا يصح سَنده، ذكرناه في”فضائل شهر رجب” أنَّ الإسراء كان ليلة السابع والعشرين مِن رجب، والله أعلم ».

ومِن الناس مَن يزعم أنَّ الإسراء كان أول ليلة جمعة مِن شهر رجب، وهى ليلة الرغائب التي أُحدِثت فيها الصلاة المشهورة، ولا أصل لذلك.اهـ

رابعًا ــ الحافظ أبو الفرج زين الدين عبدالرحمن ابن رجب الحنبلي البغدادي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (737هـ) في كتابه “لطائف المعارف” (ص:177) إذ قال:« ورُوي بإسنادٍ لا يصحّ عن القاسم بن محمد أنَّ الإسراء بالنبي [ﷺ]كان في سابع وعشرين مِن رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي، وغيره ».اهـ

خامسًا ــ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1330هـ) كما في “مجموع فتاويه” (4/ 282) إذ قال:« أمَّا ليلة الإسراء والمعراج فالصحيح مِن أقوال أهل العلم أنَّها لا تُعرف، وما ورد في تعيينها مِن الأحاديث فكلها أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي [ﷺ]، ومَن قال:" إنَّها ليلة سبع وعشرين مِن رجب " فقد غلط، لأنَّه ليس معه حُجَّة شرعية تؤيد ذلك».اهـ

وقال أيضًا (1/ 192):« الصحيح مِن أقوال العلماء أنَّها لا تُعرف، وقول مِن قال:" أنَّها ليلة سبع وعشرين مِن رجب"، قولٌ باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة ».اهـ

وقال أيضًا (1/ 183):« وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمِعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب، ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي [ﷺ] عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ».اهـ

سادسًا ــ محمد بن صالح العثيمين النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1347هـ) كما في “مجموع فتاويه ورسائله” (22/ 280) إذ قال:« يَظن بعض الناس أنَّ الإسراء والمِعراج كان في رجب، في ليلة سبعة وعشرين، وهذا غلط، ولم يصحّ فيه أثَر عن السَّلف أبدًا، حتىٰ إنَّ ابن حزم ــ رحمه الله ــ حكَى الإجماع علىٰ أنَّ الإسراء والمِعراج كان في ربيع الأوَّل، ولكن الخلاف موجود، فلا إجماع، وأهل التاريخ اختلفوا في هذا علىٰ نحو عشرة أقوال، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ: “كلُّ الأحاديث في ذلك ضعيفة منقطعة مختلفة لا يُعوَّل عليها” ».

إذن ليس المِعراج في رجب، وأقرَب ما يكون أنَّه في ربيع.اهـ

وقال أيضًا (20/ 69):« يظنون أنَّها ليلة الإسراء والمِعراج، والواقع أنَّ ذلك لم يَثبت مِن الناحية التاريخية، فلم يَثبت أنَّ النبي [ﷺ] أُسرِي به في تلك الليلة، بل إنَّ الذي يظهر أنَّ المعراج كان في ربيع الأول ».اهـ

وقال أيضًا (22/ 274):« وأمَّا الإسراء والمِعراج الذي اشتهر عند كثير من الناس أو أكثرهم أنَّه في رجب، وفي ليلة السابع والعشرين مِنه، فهذا لا صِحة له إطلاقًا، وأحسن وأظهر الأقوال أنَّ الإسراء والمِعراج كان في ربيع الأوَّل ».اهـ

وقال أيضًا كما في كتاب “نور علىٰ الدرب” (1/ 576):« ثُمَّ إنَّنا نقول أيضًا: إنَّ ليلة المِعراج لم يَثبت مِن حيث التاريخ في أيِّ ليلة هي، بل إنَّ أقرب الأقوال في ذلك ــ على ما في هذا مِن النَّظر ــ أنَّها في ربيع الأوَّل، وليست في رجب، كما هو مشهور عند الناس اليوم، فإذن لم تصحّ ليلة المِعراج التي يزعُم الناس أنَّها ليلة المعراج، وهي ليلة السابع والعشرين مِن شهر رجب، لم تصحّ تاريخيًّا، كما أنَّها لم تصحّ شرعًا ».اهـ



وقول ثالث أنها في شهر :

[ ج. ] رمضان ؛ أنَّها كانت في ليلة السبت لسبع عشرة خلت مِن شهر رمضان.

حيث قال الحافظ ابن سعد ــ رحمه الله ــ في كتابه “الطبقات الكبرى” (1/ 1/ 142-143): أخبرنا محمد بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الله بن سَبْرَة وغيره مِن رجاله، قالوا: « „ كان رسول الله[ﷺ] يسأل ربه أنْ يُريه الجنة والنار، فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت مِن شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا ورسول الله[ﷺ] نائم في بيته ظهرًا أتاه جبريل وميكائيل فقال: انطلق…‟ ».. وإسناده ضعيف جدًا، لأنه مِن طريق محمد بن عمر بن واقد الواقدي. وقد قال عنه علي ابن المَدِيني والبخاري ومسلم والنسائي:« متروك الحديث ».

وقال أحمد بن حنبل:« كذاب ».

وقال الذهبي: « مُجمع على تركه ».



أنَّها كانت في ليلة تسع وعشرين مِن شهر رمضان.

وأشار إليه جمال الدين القاسمي الشّامي ــ رحمه الله ــ في تفسيره “محاسن التأويل” (6/ 431).



وقول رابع أنَّها كانت في شهر :

[د .] شوال. وبه قال المَاوردي مِن الشافعية.



أنَّها كانت في شهر ذِي القَعْدة.

وأشار إليه الحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي ــ رحمه الله ــ في كتابه “البداية والنهاية” (2/ 107).



تنبيه مع استدراك:

تبين لي -والحمد لله تعالى على حسن توفيقه وعنايته وهدايته- بعد التحقيق والتدقيق أن الأقوال المتعلقة بالشهور ليست أربعة بل إن مجموعها تسع:

[ 1 . ] القول الأول: أنَّها كانت في الثاني عشر مِن شهر ربيع الأوَّل.

[ 2 . ] القول الثاني: أنَّها كانت في ليلة سبع عشرة مِن شهر ربيع الأوَّل.

[ 3 . ] القول الثالث: أنَّها كانت في ليلة سبع وعشرين مِن شهر ربيع الأوَّل.

[ 4 . ] القول الرابع: أنَّها كانت في شهر ربيع الآخِر.

[ 5 . ] القول الخامس: أنَّها كانت في شهر رجب.

[ 6 .] القول السادس: أنَّها كانت في ليلة السبت لسبع عشرة خلت مِن شهر رمضان.

[ 7 . ] القول السابع: أنَّها كانت في ليلة تسع وعشرين مِن شهر رمضان.

[ 8 .] القول الثامن: أنَّها كانت في شهر شوال.

[ 9 .] القول التاسع: أنَّها كانت في شهر ذِي القَعْدة.

ثم
تبين لي -اثناء مراجعتي النص عند النشر على موقع :"أهل العلم" - وتذكرت أنني قلت سلفاً أنها كانت أيضا في -وهو القول العاشر
[ 10 . ] المحرم...
- فالحمد لله تعالى على توفيقه وعنايته-


والصحيح أنه لا دليل صحيحاً على التحديد، كما هو مذهب المحققين من العلماء؛ قال ابن كثير :" والحديث الذي جاء فيه أن الإسراء والمعراج كان ليلة السابع والعشرين من [ب . ] رجب لا يصح ".[(3)].

وقال أبو شامة: " ذَكَر القُصَّاص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والجرح عين الكذب". [(4)].

وإلىٰ ذلك يشير ابن القيم في شأن ليلة الإسراء نقلاً عن شيخِه ابن تيمية:" لا يُعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة علىٰ غيرها، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يُعرف أي ليلة كانت وإن كان الإسراء مِن أعظم فضائله [ﷺ] ". ثم قال: "لم يقم دليل معلوم علىٰ شهرها، ولا علىٰ عشرها- أي في العشرة أيام التي وقعت فيها -، ولا علىٰ عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص تلك الليلة بقيام ولا غيره)[(5)].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[(1)] انظر: البداية والنهاية (3/107) ، والسيرة الحلبية (1/398) ، والرحيق المختوم للمباركفوري (134) .

[(2)] البداية والنهاية (3/107) .

[(3)] المصدر السابق.

[(4)] أبو شامة؛ شهاب الدين أبو شامة المقدسي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (599هـ) في كتابه “الباعث على إنكار البدع والحوادث” (ص:232).

[(5)] ابن القيم ؛ زاد المعاد : ج: (1) ؛ ص: (57/58) ، ط. الرسالة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ



المَبْحَث الثاني: صفة الاحتفال بِذِكْرى حادثة “الإسْراء والمِعراج” في شهر رجب أو غيره مِن الشهور.وحكمه:

يكون الاحتفال بالإسراء والمعراج بأحياء ليلة السابع والعشرين من رجب وصوم يومها، كما نصّ علىٰ ذلك الغزالي، وقال:" إن يومها وليلتها مِن الليالي الفاضلة التي يستحب أحياؤها". [(1)].

ومستندهم في ذلك ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: " مَن :
- صلىٰ ليلة سبع وعشرين مِن رجب اثنتي عشر ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغ مِن صلاته قرأ فاتحة الكتاب سبع مرات وهو جالس، ثم قال:
"سبحان الله"، و
"الحمد لله"، و
"لا إله إلا الله"، و
"الله أكبر"، و
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" أربع مرات،
ثم
أصبح صائماً حط الله عنه ذنوبه ستين [60] سنة.

وهذا الأثر موضوع علىٰ ابن عباس كما ذكر ذلك ابن حجر وغيره [(2)].

ومِن صور الاحتفال بها الاجتماع في المساجد وإيقاد المصابيح والشموع فيها علىٰ خلاف العادة واجتماع الناس في داخلها حلقات كل حلقة لها كبير.. ومن مظاهر الاحتفال بهذه الليلة قراءة قصة الإسراء والمعراج المنسوبة إلى ابن عباس رضي الله عنهما والتي كلها أباطيل وأضاليل ولم يصح منها إلا أحرف قليلة، وغير ذلك من القصص المختلقة التي يدعون فيها إلى تفضيل هذه الليلة [(3)]. حتى وصل بالبعض تفضيلها على ليلة القدر [(4)].

كما أن من مظاهر الاحتفال بها أن ترسم صورة البراق على هيئة فرس له جناحان ووجهه وجه امرأة جميلة [(5)].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
[(1)] إحياء علوم الدين (1/426) ، وانظر مفاهيم يجب أن تصحح لمحمد علوي المالكي (222) .

[(2)] انظر: تبيين العجب لابن حجر (46-47) ، حيث أورده ضمن الأحاديث الموضوعة وعزاه إلىٰ موضوعات ابن الجوزي ولم أجده. وأورد أحاديث أخرىٰ في السابع والعشرين من رجب، وقال: إنها منكرة موضوعة (58-60) ، وقال العراقي في حاشية إحياء علوم الدين (1/426) ، وحديث الصلاة المأثورة في ليلة السابع والعشرين من رجب منكر. وانظر: تنزيه الشريعة للكناني (2/90) .

[(3)] انظر: السنن والمبتدعات للشقيري (143) ، والإبداع ومضار الابتداع لعلي محفوظ (272) ، ومنكرات الأفراح وأثاره السيئة على الفرد والأمة (86) .

[(4)] انظر: الإسراء والمعراج لموسى محمد الأسود (50) .

[(5)] تحذير المسلمين من الابتداع لأحمد بن حجر آل طامي (282) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

[المطلب الثالث: الأدلة على بدعيتها:]

لا شك أن الإسراء والمعراج من الآيات العظيمة والمعجزات الباهرة الدالة على صدق نبوته [ﷺ] وعظم منزلته عند ربه جل وعلا، كما أنها من الدلائل علىٰ قدرته عز وجل وعلوه علىٰ خلقه. قال تعالى:
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [(1)].

وقد جاءت الأخبار الصحيحة وتواترت عنه [ﷺ] أنه عرج به إلى السماء ورأى من آيات ربه ما رأى وهي من أكبر معجزاته [ﷺ].

ولكن ذلك لا يبرر الاحتفال بالإسراء والمعراج، فقد مكث [ﷺ] بعد هذه المعجزة ولم يثبت أنه احتفل بها، أو أمر بذلك، ولم يفعلها أحد من صحابته ولا تابعيهم من السلف الصالح الذين هم أحرص الناس على اتباع سنته [ﷺ] فضلاً على أنه لم يثبت في تخصيص شهر رجب بعبادة خاصة، كما تقدم بيانه.

فالاحتفال بهذه الليلة وجعلها موسماً يقام كل عام بدعة محدثة تضاهي المواسم الشرعية.

وذلك أن اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية من البدع المحدثة التي نهى عنها الرسول [ﷺ] بقوله: « „ إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ‟ ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

[(1)] سورة الإسراء، آية (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

وغير ذلك مِن الأحاديث الواردة في النهي عن البدع والمحدثات في الدين.

فتخصيص يوم السابع والعشرين وليلته بعبادة أو احتفال لا دليل عليه، ولا أفضلية لتلك الليلة على سائرها من الليالي حتى تختص بها.

وأخيراً وليس آخراً.. هذه الحادثة العظيمة، والآية الكبيرة، والمعجزة الظاهرة، والحُجَّة الباهرة، قد جاء إثباتها في القرآن المجيد، وتكاثرت بها نصوص السُّنَّة النَّبوية، واتَّفق العلماء علىٰ حصولها.

ومع هذا كله لم يأتِ في الاحتفال بذكراها خبر ولا أثر، ولا قول ولا فعل، لا عن النبي [ﷺ]، ولا عن أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، ولا عن أحد مِن التابعين، ولا عن أحد مِن أتباع التابعين، ولا عن أحد مِن أئمة المذاهب الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، ولا عن أحد مِن أئمة أهل السُّنَّة والحديث في زمنهم.

وعليه فَعَمَلٌ تَرْكُه وعَدَم فِعْلِه قد وَسِع النبي [ﷺ] ووَسِع خلفاءه الراشدين المهديين ــ رضي الله عنهم ــ، ووسِع جميع الصحابة، ووسِع التابعين لهم، ووسِع مَن تبعهم، ووسِع أئمة المذاهب الأربعة، ووسِع أئمة أهل السُّنَّة والحديث في زمانهم.

أفلا يسعنا نحن أيضًا ما وَسِعهم، فنتركه كما تركوه، ولا نفعله كما لم يفعلوه.

بلى والله إنَّه ليَسَعنا، وإنَّا لهم لمُحِبُّون، وبِهم إنْ شاء الله مقتدون، وعلى طريقهم سائرون.

وهذا الترك والهجر للاحتفال مِن هؤلاء القوم الأكابر الأجلاء يكفي كل مؤمن بالله، ومُحِبٍّ لرسوله ومُعظِّمٍ ومُوقِّر، في أنْ لا يكون مِن المحتفلين بهذه الذِّكْرَىٰ، ولا مِن الداعين إلى الاحتفال بها، ولا مِن المبارِكين به، ولا مِن الداعِمين بمال وطعام وشراب لأهله.



إذ لو كان هذا الاحتفال مِن الخير والهُدىٰ، والرُّشد والصلاح، والتُّقىٰ والبِرّ، لَـمَا تركه أشدُّ الناس تعظيمًا وانقيادًا ومحبَّة للنبي [ﷺ]، وأرغبَهم في الخير، وأحرَصهم علىٰ الإكثار منه، وأسرَعهم إلىٰ فِعل الطاعات، وأقواهم فيها، ألا وهم أهل القرون الثلاثة الأولىٰ المُفضَّلة، وعلىٰ رأسهم الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ.

ومَن لم يسعه ما وسع النبي [ﷺ] وأصحابه ومَن بعدهم مِن التَّرْك والهجْر فلا يلومنَّ إلا نفسه، فإنَّه لا يسير إلا علىٰ طريق هلكة، ولا يمشي إلا في سبيل غواية وابتداع، ولا يَجني إلاّ الإثم والمَذمَّة والخُسران، وقد صحَّ عن رسول الله [ﷺ] أنَّه كان يقول في خُطبه: « „ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ‟ ». [رواه الإمام مسلم (68)].

وصحَّ عنه [ﷺ] أنَّه قال: « „ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ‟ ».[رواه الإمام مسلم (1718)].

ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم: أنَّ من أحدَث في دين الله -تعالىٰ- عبادة أو تقرَّب إلىٰ الله بعمل ليس عليه أمْر الرسول[ﷺ]، وهو دينه وشرعه وسُنَّته وهديه ومنهجه وطريقته، فإنَّ هذا العمل وهذا الإحداث مردود علىٰ صاحبه، وباطل غير مُعتدٍّ به، ولا مقبول منه.

ولا ريب أنَّ الاحتفال بهذه الذِّكْرىٰ لم يكن عليه أمْر الرسول [ﷺ]، ولم يكن مِن هديه، وإنَّما أُحْدِث بعده بمئات السِّنين، فيكون حكمه بنصِّ الحديث المتقدِّم هو: الذمُّ والردُّ لا المدح والقبول. ".

هذا آخر ما تيسر جمعه، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد .. ومنه الهداية وعليه التوكل ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه

... اللهم اجعل في قلوبنا نوراً نهتدي به إليك، وتولنا بحسن رعايتك حتىٰ نتوكل عليك، وارزقنا حلاوة ذكرك والتذلل بين يديك،. واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، واللهَ أسألُ أن يجمع هذه الأمة علىٰ كلمةٍ سواء، وأن يبرم لها أمر رُشدٍ يُعَزُّ فيه أهل الطاعة، ويُذَلُّ فيه أهل المعصية، ويُؤْمَرُ فيه بالمعروف، ويُنْهَىٰ فيه عن المنكر، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وآله وصحبه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ


عنوان مقال لــ عبدالقادر بن محمد بن عبدالرحمن الجنيد.

‏الأحد‏: 24‏ رجب‏، 1442 هــ











-**-

(د . مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 03 / 2021, 39 : 10 PM
شهر ﴿ « „ شعبان ‟ » ﴾؛
اسم الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية:

1 . ] شعبان : سمي بذلك لأن العرب كانوا


1 . 1 . ] يتشعبون فيه لطلب المياه، و
1 . 2 . ] قيل لتشعبهم في الغارات ، و
1 . 3 . ] قيل لأنه شَعَب أي ظهر بين رجب ورمضان،

02 . ] وهو ليس من الأشهر الحرم ، و
لم يرد في فضل العمل فيه تحديدا إلا :
- الإكثار من الصوم، و
- أما العمل الصالح عموما فإنه شهر تُرفع فيه الأعمال ،

03 . ] عن عائشة - رضي الله عنها- قالت :« „ ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر إلا رمضان ، و ما رأيته أكثر صياما منه في شعبان‟» .

[متفق عليه : رواه البخاري ومسلم]

04 . ] وروى مسلم -رحمه الله- عن عائشة : « „ كَانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ؛ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا ‟».

05 . ] قال النووي: قولها : „ كان يصوم شعبان كلّه؛ كان يصومه إلا قليلا ‟...
الثاني [ أي قولها.. أو فعله -عليه السلام- : „ كان يصومه إلا قليلا ‟ ] تفسيرٌ للأول [أي : „ يصوم شعبان كلّه ‟ ]، وبيان أَنَّ قولها : „ كُلّه‟ أَيْ غَالِبُهُ.

06 . ] قَالَ الْعُلَمَاء : „ وَإِنَّمَا لَمْ يَسْتَكْمِلْ غَيْرَ رَمَضَانَ لِئَلَّا يُظَنَّ وجوب صيام الشهر الآخر لو صامه كاملا ‟.

07 . ] قال ابن رجب -رحمه الله- : „ صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم ، وأفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده‟.

08 . ] وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملة لنقص الفرائض ، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده ..

09 . ] فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه" .

[ لطائف المعارف صـ 138].

10 . ] في الحديث:« „ شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ‟ ».



[رواه النسائي]،

فيه إشارة إلى أن ما يظنه كثير من الناس أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان غير صحيح .

11 . ] تقول عائشة -رضي الله عنها- : „ كان علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان ‟ .

يؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 03 / 2021, 46 : 01 PM
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم }
[الفاتحة:1]



{ ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب }
[الحشر:7]



موسوعة المسائل[(1)]: القسم الأول: العبادات، وفيه كتاب الصيام، (الكتاب الثالث)، الباب الأول: في واجباته وسننه وأحكامه (الجائز؛ والمكروه)، الفصل الثالث: في زمان الصوم، الفرع الأول مِن الفصل الثالث: في الأيام المستحب صومها (صيام التطوع)، الفرع الثالث من الفصل الثالث : في الأيام التي يكره صومها



مسألة: صوم شعبان





ليلةُ النصفِ مِن شعبان:

هذا الحديث موضوع[(15)] السند:

- روي عن علي -كرم الله وجهه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها .. وصوموا يومها .. فإن الله -تبارك وتعالى- ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : الا من مستغفر فأغفر له .. ألا من مسترزق فارزقه .. ألا من مبتلى فأعافيه .. ألا من كذا.. ألا من كذا حتى يطلع الفجر "[(16)].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

[(15)] تخريج الألباني في الضعيفة رقم [(2132) ، ج: (5) ؛ ص: ( ص154)] .

[(16)] رواه ابن ماجه، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات، وذكره المنذري [(14 ترغيب، المنذري 2 119)].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
[(1)] اعداد: د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 03 / 2021, 42 : 03 PM
: 》 ليلةُ البراءةِ مِنْ شعبان !؟ 《.
*-*-*-*
ليلةُ البراءةِ !؟..
- مَا هِي!؟..
- ومَن يعتقد أو يؤمن بها !؟.. كيف سيتصرف حيالها !!؟..
وهل تدخل ضمن اركان الإيمان!!؟.. و متطلبات العقيدة!؟

- وهل ورد فيها/عنها نص قطعي الثبوت.. قطعي الدلالة!؟..
- أو نص ظني الثبوت ظني الدلالة !؟؟..
قطعي الثبوت.. ظني الدلالة !؟؟..
ظني الثبوت .. قطعي الدلالة!؟؟..
- ومن حيث السنة النبوية -القولية أو الفعلية أو التقريرية- العطرة „صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، أَزْكَىٰ صَلَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ“ ..
و
- هل قال عنها نصاً ..أو فعل فعلاً.. و
الأصل عندنا : . { .... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب }
[الحشر:7]
- أو قامت صحابته الكرام -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- فعلاً فسكت عنه فأقرهم على ما فعلوا!؟..
أو
سكت عما قالوا!؟؟.. فهذا تقرير معتبر شرعاً!
- وهل مِن بعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى قامت صحابته في خير القرون بفعل نستشهد به أو نتمسك به متعلق بهذه الليلة .

-**-


(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 شعبان 1442 هــ ~ 25 مارس 2021 م


(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 03 / 2021, 16 : 11 PM
أحاديث لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف في شهر شعبان:

حديث: (( فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء )).

وحديث: (( إذا كانت ليلةُ النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها )).

وحديث: (( خمس ليالٍ لا تُردُّ فيهن الدعوة: أوَّل ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفِطر، وليلة النحر )).

وحديث: (( أتاني جبريل -عليه السلام-، فقال لي: هذه ليلة النِّصف من شعبان، ولله فيها عُتقاءُ من النار بعدد شَعر غنم كلب )).

وحديث: (( يا عليُّ، مَن صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد، قضى الله له كلَّ حاجة طلبها تلك الليلة )).

وحديث: (( مَن قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد، بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشِّرونه )).

وحديث: (( من صلى ليلة النصف من شعبان ثلاثمئة ركعة - في لفظ ثنتي عشرة ركعة - يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة قل هو الله أحد، شُفع في عشرة قد استوجبوا النار )).

وحديث: (( شعبان شهري )).

وحديث: ( ( مَن أحيا ليلتَي العيد، وليلةَ النصف من شعبان، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب )).

وحديث: (( من أحيا الليالي الخمس، وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفِطر، وليلة النصف من شعبان )).

الدرجة: كلها لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 03 / 2021, 26 : 11 PM
الآجالُ

1. ] :" تُقْطَعُ الآجالُ مِن شعبانَ إلى شعبانَ حتَّى إنَّ الرَّجلَ لِينكِحُ ويُولَدُ لهُ وقد أُخرِجَ اسمُه في المَوْتَى ".
: نسبت روايته إلى :
1.] عثمان بن محمد بن المغيرة
وإلى:
2. ] أبي هريرة؛
التخريج:
1. ] ابن كثير في تفسيره : [7 /232]؛ وقال الحديث: مرسل .
2.] ابن رجب في لطائف المعارف : [256]؛الحديث: مرسل
3. ] الشوكاني في فتح القدير : [4 /801]؛الحديث: غير صحيح
4. ] أخرجه الديلمي كما في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني [14 /256]
5. ] الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة – [6607]؛الحديث: منكر
وجاء برواية :
2. ] :" ينسخُ اللهُ في أربعِ ليالٍ الآجالَ والأرزاقَ : في ليلةِ النصفِ من شعبانَ، والأضحى، والفطرِ، وليلةِ عرفةَ ".
روته :
عائشة أم المؤمنين؛ انظر الدارقطني - في لسان الميزان [ 1 /582]؛ الحديث: لا يصح".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 03 / 2021, 15 : 01 AM
ليلة النصف من شعبان


يستلزم الحديث عن ليلة النصف من شعبان تقديمه بمقدمتين؛

1.] الأولىٰ منهما : تتحدث عن أيام الله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماؤه-، و

2.] الثانية : تتحدث عن الأخذ بالحديث الضعيف واعتماده في فضائل الأعمال .

المقدمة الأولىٰ :

1.] ورد أثر رواه : محمد بن مسلمة:

« إنَّ لِربِّكم - عزَّ وجلَّ - في أيَّامِ دهرِكم نَفَحاتٍ فتعرَّضوا لها؛ لعَلَّ أحَدَكم أنْ تُصيبَه منها نَفحةٌ لا يشقىٰ بعدَها أبدًا ».

انظر:

1.) الطبراني في المعجم الأوسط: [3 /180]؛ الحديث: لا يروىٰ هذا الحديث عن محمد بن مسلمة إلا بهذا الإسناد تفرد به أحمد بن عبدة.

2.) وعنده في المعجم الأوسط: [6 /221]؛

3.) وعند الهيثمي في مجمع الزوائد: [10 /234]؛ وقال الحديث: فيه مَن لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا.‏‏

4.) والألباني في ضعيف الجامع : [ 1917]؛ حكم علىٰ الحديث بـ الضعيف.

وجاء برواية أبي هريرة :« إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها ».

انظر:

العراقي في : تخريج الإحياء : [1 /251] ؛ الحديث: إسناده مختلف فيه .

بيد أن الحديث جاء بصيغة آخرىٰ مع إضافة؛ و
الراوي هو مَن نال شرف خدمة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين -صلى الله عليه وآله وسلم- أنس بن مالك؛ وايضاً أبو هريرة "

1.] « اطلُبُوا الخيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رحمةِ اللهِ، فإِنَّ للهِ نفحاتٍ مِنْ رحمتِهِ، يُصيبُ بِها مَنْ يشاءُ مِنْ عبادِهِ »... و

الإضافة « وسلُوا اللهَ تَعَالَىٰ أنْ يستُرَ عوْراتِكُم، و أنْ يُؤَمِّنَ رَوْعاتِكُم ».

انظر :

1.) البغوي في شرح السنة: [ 3 /155]؛ والحديث: غريب؛

2.) ابن عساكر في تاريخ دمشق: [ 24 /123]؛ والحديث: له متابعة؛

3. ) السيوطي في الجامع الصغير: [ 1103]؛ والحديث: ضعيف؛

4.) الألباني في ضعيف الجامع: [ 902]؛ وعنده في السلسلة الضعيفة: [2798]؛ وفي كليهما الحديث: ضعيف ".

والحديث السابق جاءت بدايته بلفظة :

« افعلوا... »
بدلا من « اطلُبُوا... ».

و رواه: أنس بن مالك

انظر :

1.) الهيثمي في مجمع الزوائد: [ 10 /234]؛ والحديث: إسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسىٰ بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة‏‏ "

2.) الألباني في السلسلة الصحيحة: [1890]؛ والحديث: حسن.

كم جاء بلفظة ثالثة :« تعلَّموا .. »

انظر :

أبو نعيم في حلية الأولياء : [3 /190]؛ والحديث: غريب من حديث صفوان تفرد به عمرو عن يحيىٰ.

فإذا اعتمدتُ ما حسنه الألباني في سلسلته الصحيحة فـأقول وأفعل بما رواه خادم خاتم الأنبياء رضوان الله تعالى عليه عن نبي المرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- « افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ، وسَلوا اللهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وأنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ».

نفعل الخير كما يرضي ربنا تعالىٰ في سماه وتقدست اسماؤه طوال حياتنا... هذه هي المقدمة الأولىٰ .([1])

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13 شعبان 1442 هــ ~ 26 /03 /2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 03 / 2021, 20 : 01 AM
فائدة :
يجب أن ننتبه إلىٰ أن الإمام مسلم النيسابوري خرَّج حديثا عن عبدالله بن جابر : [1224] - وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً ، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ". [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].


-**-
فالساعة مبهمة .. لم تحدد! وهذا يعود لنشاط قائم الليل!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 03 / 2021, 43 : 01 AM
أما المقدمة الثانية فاتحدث فيها عن :" الْحَدِيثِ الضَّعِيفِ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ".
1. ) كتب ابن تيمية ما قاله: أَحْمَدبْنِ حَنْبَلٍ:« إذَا جَاءَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ».
2.) وكتب النووي الشافعي يقول:": وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ :
" ١. " الْمُرْسَلَ وَ
" ٢. " الضَّعِيفَ وَ
" ٣. " الْمَوْقُوفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَيُعْمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ".
3. ) وقال السيوطي الشافعي " الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ"
4. ) وقال صاحب المرقاة ؛ القاري (ملا علي: واظنه حنفي) :" أَنَّ الْقَاعِدَةَ الْمُقَرَّرَةَ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ لَا يُعْمَلُ بِهِ إِلَّا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " .
5. ) وقال محمد بن محمد بن عبدالرحمن الرعيني (الحطاب) ؛ المالكي :" وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " .
5. 1. ) وقال ابن عابدين (الحنفي) :"
[فَائِدَةٌ ]
شَرْطُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ
﴿[ أ .]﴾**عَدَمُ شِدَّةِ ضَعْفِهِ ، وَأَنْ
﴿[ ب . ]﴾**يَدْخُلَ تَحْتَ أَصْلٍ عَامٍّ ، وَأَنْ
﴿[ ج . ]﴾**لَا يُعْتَقَدَ سُنِّيَّةُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ .







-*-*-*-
قلت
( الرمادي) : وأظن قال بذلك -أيضا- محمد بن صالح العُثيمين (وهو حنبلي).




-*-*-*-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 04 / 2021, 20 : 12 AM
[ كِتَابُ الصَّوْمِ ] .

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم

[الفاتحة:1]

اللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَيَّ أَمْرَي هَذا؛ وَسَهِّلْ عَلَيَّ مَا بَعْدَهُ من بُحوثٍ؛ فأنتَ يا الله -سبحانك- خير مسؤول... فادعوك -تعالىٰ- وارجوك -عز وجل- أن توفقني لما تحبه وترضاه وترزقني الفهم ؛ والقدرة على الإدراك والاستيعاب ؛ ثم إحسان التعبير والكتابة .. فأنتَ -تعالى ذكرك- بالإجابة قدير!





-**-
المقدمة والتهيئة

(1) مقدمة 《الصِّيَامُ》

رسالة " أحكام الصيام "

-*/-*/


« " المقدمة والتهيئة " »

-*/-*/

كِتَابُ الصَّوْمِ

شهر الصيام لعام 1442 هــ

﴿ أحكام الصيام: الفرض منه والتطوع؛ وما يتعلق بهذه الأحكام من مسائل؛ وايضاح البدع والمستحدثات ﴾

الكتاب الثامن الصيام
﴿ „ موسوعةالمسائل: القسم الأول: العبادات، وفيه الكتاب الثامن: الصيام، الباب الأول: في فروضه وواجباته وسننه وأحكامه جائزاً ومكروهاً ‟ ﴾

ويتوقع أن يكون صيام هذا العام الهجري (١٤٤٢) مقارب لأخيه السابق شهر رمضان (١٤٤١) متميزا ومختلفا عن بقية الأعوام السابقة؛ مما يلزمنا التهيئة والإعداد

ـــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة، تكريما لخلقه بيده -سبحانه-؛ وتفضيلا لعقله -عليه السلام-، وتبجيلاً لعلمه، فالحمد لله الذي أكرمنا بالخلق والإيجاد والتنشأة والتكوين، فالحمدُ لله الذي أكرمنا بالخلق من عدم؛ والإيجاد مِن لا شئ، والتنشأة من صلب رجل كريم والتكوين في رحم طاهر وأم عطوف حنون؛ ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالعقل والإدراك والفهم والاستيعاب، ثم الحمد لله الذي أكرم الإنسان بالإسلام والإيمان، ثم الحمد لله الذي جعلنا مِن المسلمين المؤمنين؛ ونشهد أنه الخالق الرازق، الغفور الودود، حقٌ أن يعبد كما أمر، قال -سبحانه وتعالى-
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُكَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[(1)]

وقال مَن تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه ﴿ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍۚ ﴾ [(2)]

تخفيفا علينا وتسهيلاً .. ثم نكمل القراءة في كتابه الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين فنسمعه -سبحانه وتعالى- يقول : ﴿ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون َ﴾[(2)]. ونسمعه -سبحانه- يقول : ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُۖ ﴾.[(3)]

بعد أن قال : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِۚ ﴾.[(3)]

وأَشْهَدُ أَنَّه ارسل فينا الرحمة المهداة والنعمة المسداه سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ، ونشهد بأن الذي قال « صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفطِرُوا لِرُؤيَتِه »[(4)] هو النبي الأمي محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وآخر المرسلين وتمم المبتعثين، فنصلي ونسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وسار على طريقته إلى يوم الدين.

ونرجو من الله -سبحانه وتعالى- أن يسهل علينا صوم هذا العام ١٤٤٢ هــ ..

أخــ(ــتــ)ــي الكريمــ(ــة) المُقدمــ(ــة) على آداء فرض الله تعالى صيام عام ١٤٤٢ هــ/ إبريل~مايو 2021م!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

مِن القواعد التي ينبغي أن تأصل :

[ 1 . ] القاعدة الأولىٰ أن :« الْأَحْكَامَ الَّتِي تَحْتَاجُ الْأُمَّةُ إِلَىٰ مَعْرِفَتِهَا لَابُدَّ أَنْ يُبَيِّنَهَا الرَّسُولُ الكريم؛ المصطفىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ المرتضىٰ: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيَانًا عَامًّا، وَلَابُدَّ أَنْ تَنْقُلَهَا الْأُمَّةُ، فَإِذَا انْتَفَىٰ هَذَا عُلِمَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ دِينِهِ..»[(4)].

مسائل ما قبل الشروع وما قبل العزم على اتخاذ إجراءات الـ أداء .

[١. ] المسألة الأولىٰ :" التهيئة "

وتنقسم مسألة التهيئة إلى ثلاث نقاط رئيسة:

[١. ١. ] التهيئة النفسية، الصحية،

[١. ٢. ] التهيئة الإدراكية والعقلية ،

[١. ٣. ] التهيئة الفقهية / الشرعية.

.. ولعل مِن المسائل الهامة والتي تتعلق بالإعداد والتهيئة مسألة مَن أقترب مِن سن البلوغ مِن الشباب.. ومَن اقتربت مِن الصبايا مِن مبلغ النساء! فلنستعن بالله تعالىٰ أن يوفقني في البحث والقول:

[ 1. [ المبحث الثاني : " البلوغ "

1.] المطلب الأوَّلُ: اشتراطُ البُلوغِ

يُشتَرَطُ لوجوبِ الصَّومِ: البلوغُ .

[ ويَحْصل بُلوغُ الذَّكَرِ بواحدٍ مِن أمورٍ ثلاثةٍ:

1 . ] أحدُها: إِنزالُ المَنيِّ باحتلامٍ أو غيرهِ.

2 .] الثاني: نبَاتُ شَعرِ العَانةِ وهو الشَّعْر الْخشِنُ ينْبُت حولَ الْقُبُلِ.

3 . ] الثالثُ: بلوغُ تمامِ خَمْسَ عَشْرةَ سنةً.

و

يحصل بلوغُ الأُنثىٰ بما يحْصلُ به بلوغُ الذَكَرِ و

زيادةُ أمرٍ رابعٍ:

4 .] وهو الحَيضُ.]
[ انظر : ابنُ عُثيمين ؛ مجالس شهر رمضان؛ (ص: 28) ]

الأدِلَّة:

أوَّلًا: مِن السُّنَّةِ

عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: « „ رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ:
- عَنِ النَّائِمِ حتىٰ يستيقِظَ، و
- عن الصبيِّ حتىٰ يبلُغَ، و
- عن المجنونِ حتىٰ يعقِلَ‟ » .
[رواه :
- أبو داود (4402)، و
- أحمد (940)، و
- النسائي في „ السنن الكبرى‟ (7303)، و
- ابن خزيمة (1003)، و
- الحاكم (949).
وقد :
- حسنه البخاري في „ العلل الكبير ‟ (225)، و
- صححه ابن حزم في „ المحلى ‟ (9/206)، و
- الحاكم وقال: على شرط الشيخين، و
- النووي في „ المجموع ‟ (6/253) و
وأخيرا :
- الألباني في „ صحيح أبي داود ‟ (4403).].

تفصيل الحديث وشرحه [-:

« „ أُتِي عمرُ بمجنونةٍ ، قد زنت.. فاستشار فيها أناسًا ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ ، فمرَّ بها علىٰ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فــ
قال :„ ما شأنُ هذه ؟ ‟،
قالوا :„ مجنونةُ بني فلانٍ زنت ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ ‟.
قال : فقال : „ ارجِعوا بها ‟،
ثمَّ أتاه فقال : „ يا أميرَ المؤمنين ، أما علِمتَ أنَّ : « „ القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ ؛
- عن المجنونِ حتَّىٰ يبرأَ ، و
عن النَّائمِ حتَّىٰ يستيقظَ ، و
- عن الصَّبيِّ حتَّىٰ يعقِلَ ؟‟» ،
قال :„ بلَى ‟،
قال : „ فما بالُ هذه تُرجَمُ ‟.
قال :„ لا شيءَ ‟.
قال :„ فأرسِلْها ‟،
قال : „ فأرسِلْها ‟،
قال : „ فجعل يُكبِّرُ ‟.
[رواه : عبدالله بن عباس؛ انظر : الألباني في: صحيح أبي داود : 4399؛ الحديث : صحيح . التخريج : أخرجه أبو داود (4399) ].

حثَّ النبيُّ صلَّىٰ الله عليه وسلَّم علىٰ أنْ :
« تُدرأَ الحدودُ بالشُّبهاتِ » ،
وفي هذا الحديثِ يُخبرُ عبدُاللهِ بنُ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: أنَّه : „ أُتِيَ عمرُ بمَجنونةٍ قد زَنتْ ‟، أي: جاءَ الناسُ بها لِيَقضيَ فيها بكتابِ اللهِ تَعالىٰ؛ وذلكَ أنَّه كانَ خليفةَ المسلِمينَ آنذاكَ ووليَّ الأَمرِ،
« „ فاستَشارَ فيها أُناسًا ‟، أي: طلبَ المشُورةَ ممَّن حولَه ونَصحَهم في أمرِها؛
„ فأمرَ بها عُمرُ أن تُرجَمَ ‟، أي: ثم إنَّه قَضىٰ فيها بعدَ الشُّورى أنَّها تُرجَم، وفي هذا إشارةٌ إلىٰ أنَّها كانتْ : « مُحصنةً» ؛
قيلَ: ولعلَّ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنه أرادَ أن يُقيمَ الحدَّ علىٰ هذِه المرأةِ؛ لأنَّها كانتْ : « تُجَنُّ مرَّةً.. وتُفِيقُ أخرىٰ» ،
فرأىٰ عمرُ رضيَ اللهُ عَنه ألَّا يُسقِطَ عنها الحدَّ لِمَا يُصيبُها من الجنونِ إذ كانَ الزِّنا منها حالَ الإفاقةِ.
قالَ ابنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: „ فمُرَّ بها علىٰ عليِّ بنِ أَبي طالبٍ ‟، أي: مرَّ الناسُ عليهِ بتلكَ المرأةِ بعدَ أن خَرجوا بها مِن عندِ عُمرَ رضيَ اللهُ عَنه؛
فقالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنه:„ ما شأنُ هذهِ؟ ‟، أي: ما أمرُها؟ وماذا أجرَمَت؟ وما سببُ الحدِّ؟
فأجابوا بِقَولِهم : „ مَجنونةُ بَني فُلانٍ زَنتْ، فأمرَ بها عُمر أنْ تُرجَم ‟.
قالَ ابنُ عباسٍ: فقالَ، أي: عليٌّ رضيَ الله عنه: „ ارجِعوا بها، ثم أتاهُ ‟، أي: إنَّه رضِيَ الله عنه أمرَ الناسَ أن يَرجِعوا بالمرأةِ وألَّا يُقِيموا عليها الحدَّ،
ثم
إنَّه أتَىٰ لعُمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عَنه، فقالَ : „ يا أميرَ المؤمِنينَ، أمَا علِمْتَ أنَّ القلمَ قد رُفِعَ عن ثَلاثةٍ ‟» ، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد : « رَفعَ التَّكليفَ والعِقابَ على ثَلاثةٍ من البَشر» :
« „ عنِ المجنونِ حتىٰ يَبرأَ ‟» ، أي: حتىٰ يُشفَى ويَعقِلَ ،
« „ وعنِ النائمِ حتىٰ يَستيقِظَ،
وعنِ الصبيِّ حتىٰ يعقِلَ؟ ‟» ، أي: حتىٰ يبلُغَ الحُلُمَ، وهذا مِن بابِ تَذكيرِ عليٍّ عُمرَ رضي الله عَنهما بحديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم،
قالَ عمرُ : „ بَلى ‟، أي: إنَّه يذكُرُ ذلكَ،
قال عليٌّ : „ فما بالُ هذِه تُرجَمُ؟ ‟، أي: إنَّ علِيًّا يَستنكِرُ رَجْمَ تلكَ المرأةِ،
قال عمرُ : „ لا شَيءَ ‟، أي: إنَّه ليسَ علَيها شيءٌ الآنَ،
قال عليٌّ :„ فأرسِلْها ‟، أي: طلبَ عليٌّ مِن عُمرَ أن يُطلِقَ سراحَها.
قالَ ابنُ عباسٍ : „ فأرسَلَها ‟، أي: فأطلَقَ عمرُ سراحَها دُونَ حدٍّ لِمَا بها مِن جُنونٍ ،
„ فجَعلَ يُكبِّرُ ‟، أي: فجعلَ عمرُ رضيَ اللهُ عَنه يُكبِّر اللهَ عزَّ وجلَّ فرَحًا بِتَصويبِ عليٍّ لَه ومَنعِه من أنْ يقعَ في مِثلِ هذا الخَطأِ، و
كانَ مِن عَادةِ عُمرَ ودَأبِه رضيَ اللهُ عَنه أنَّه : « „ رجَّاعٌ إلىٰ الحقِّ ‟» . ]

ثانيًا: من الإجماعِ

نقل الإجماعَ علىٰ ذلك: ابنُ حَزمٍ [قال ابنُ حزم : „ اتَّفَقوا علىٰ أنَّ صِيامَ نَهارِ رَمَضانَ علىٰ :

« „1‟» الصَّحيحِ ،

« „2‟» المُقيمِ ،

« „3‟» العاقِلِ ،

« „4‟» البالِغِ الذي

« „5‟» يعلَمُ أنَّه رمضانُ، وقد بلَغَه

« „6‟» وجوبُ صِيامِه وهو مُسلمٌ‟ ،
[راجع: „ مراتب الإجماع ‟(ص 39)، و
لم يتعقبه ابن تيمية في : „ نقد مراتب الإجماع ‟. و
انظر : „ المحلىٰ ‟ لابن حزم ( 6/160) ]؛ و
قال ابنُ رشد: (وأمَّا علىٰ مَن يجِبُ وجوبًا غير مُخيَّرٍ: فهو:
« „1‟» البالِغ،
« „2‟» العاقِلُ،
« „3‟» الحاضر،
« „4‟» الصَّحيح،
إذا لم تكُن فيه الصِّفةُ المانعة مِن الصَّوم، وهي : « „ الحَيضُ للنِّساءِ ‟» ، وهذا لا خِلافَ فيه؛ لِقَولِه تعالىٰ :
﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185]).
انظر: „ بداية المجتهد ‟ (2/46).]، و
قال النووي :„ لا يجِبُ صَومُ رَمَضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجِبُ عليه قضاءُ ما فات قبل البلوغِ، بلا خلافٍ ‟،
انظر: „ المجموع ‟(6/253). ]، و
قال محمدُ ابنُ مُفلحٍ: „ صومُ رَمَضانَ فرضٌ علىٰ كلِّ
« „1‟» مسلمٍ
« „2‟» بالِغٍ،
« „3‟» عاقلٍ،
« „4‟» قادرٍ،
« „5‟» مُقيمٍ
[إجماع]).
راجع : „ الفروع ‟ (4/428).]، و
قال إبراهيمُ ابن مفلح ؛ برهان الدين : „ ولا يجِبُ الصَّومُ إلَّا علىٰ :
« „1‟» المسلِم
« „2‟» البالِغِ،
« „3‟» العاقِلِ،
« „4‟» القادِرِ علىٰ الصَّومِ : « إجماعًا».
راجع:„ المبدع ‟(2/414). ].

ثالثًا:
أنَّ الصَّبيَّ لِضَعفِ بِنيَتِه وقصورِ عَقلِه واشتغالِه باللَّهوِ واللَّعِبِ؛ يشُقُّ عليه تفَهُّمُ الخطابِ، وأداءُ الصَّومِ، فأسقَطَ الشَّرعُ عنه العباداتِ.
[راجع : „ بدائع الصنائع ‟؛ للكاساني (2/87).]

2. ] المطلب الثاني: قضاءُ البالِغِ لِمَا فاتَه قَبلَ البُلوغِ

لا يجبُ على البالِغِ قضاءُ ما فات قَبل البُلوغ.

الأدلة:

أولًا: من الإجماع

نقَل الإجماعَ على ذلك:
- النوويُّ [ فــ قال : „ فلا يجبُ صومُ رمضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجب عليه قضاءُ ما فات قبل البلوغِ، بلا خلافٍ ‟ ،
أنظر: „ المجموع ‟ (6/253).
و
قال الطحطاوي: قوله : „ لا ما مضى ‟، أي: اتِّفاقًا؛ لعدم شرْطِ الوجوبِ فيما مضىٰ، وهو :
« „1‟» الإسلامُ
و
« „2‟» البلوغ‟،
راجع: „حاشية الطحطاوي‟ (ص: 421).

لكن ذَهب :
- الأوزاعيُّ ، و
*- عبدُالملك بن الماجشون إلىٰ أنَّ :
الغُلامَ إذا بلغ أثناءَ رَمَضانَ، فإنَّه يصومُ ما مضىٰ من أوَّلِ الشَّهرِ.
ينظر : „الاستذكار‟ لابن عبدالبر (3/352). و
مسألةُ بلوغِ الصبيِّ أثناءَ شَهرِ رَمضانَ سيأتي ذِكرُها. ]

ثانيًا:
أنَّ زَمَن الصِّبا ليس زمَنَ تكليفْ؛ للحديث : « „ رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ...‟» ، ولو وجب عليه القَضاءُ لوجب عليه أداؤُه في حالِ الصِّغَرِ .
[ينظر : „المجموع‟ للنووي (6/253). ]

3. ] المطلب الثالث: أمرُ الصَّبيِّ بالصَّومِ

إذا كان الصبيُّ يُطيقُ الصِّيامَ دون وقوعِ ضَرَرٍ عليه، فعلىٰ وليِّهِ أن يأمُرَه بالصَّومِ؛ لــ : « يتمَرَّنَ » عليه و : « يتعوَّدَه » ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ:

﴿ أ﴾ الحَنَفيَّة [راجع : „تبيين الحقائق‟ للزيلعي (1/339) ، „مجمع الأنهر‟لشيخي زاده (1/373).]، و

﴿ ب﴾ الشَّافِعيَّة [فـ قال النووي: (قال المُصَنِّفُ والأصحاب: وإذا أطاق الصَّومَ وَجَبَ علىٰ الوليِّ أن يأمُرَه به لسبعِ: ﴿ « „٧‟» ﴾ سِنينَ، بشَرطِ أن يكون مُمَيِّزًا، ويضرِبَه على ترَكِه لعشرٍ ﴿ « „ ١٠‟» ﴾ ؛ لِمَا ذكره المُصنِّفُ، والصَّبِيَّةُ كالصبيِّ في هذا كلِّه بلا خلافٍ‟؛ انظر: „المجموع‟ (6/253). ]و

﴿ ج﴾ الحَنابِلة [ وهذا علىٰ اختلافٍ بينهم في تحديدِ السِّنِّ التي يُؤمَرُ فيها الصَّبيُّ.
راجع : „الإنصاف‟للمرداوي (3/199)، و
ينظر : „الشرح الكبير‟ لشمس الدين ابن قدامة (3/14). ]، وهو قولٌ عند المالكيَّة [ راجع : „الذخيرة‟ للقرافي (2/533). ]، وبه قالت طائفةٌ مِنَ السَّلَفِ [قال ابنُ قدامةَ :„ومِمَّن ذهب إلىٰ أنَّه يُؤمَرُ بالصِّيامِ إذا أطاقه: عطاءٌ والحسَنُ وابنُ سيرين والزُّهري وقتادة والشَّافعي‟
أنظر: „المغني‟(3/ 161). ].

الدليلُ منَ السُّنَّة:

عن الرُّبيِّع بنتِ مُعَوِّذٍ رَضِيَ الله عنها قالت : « „أرسَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غداةَ عاشُوراءَ إلىٰ قُرىٰ الأنصارِ: من أصبَحَ مُفطِرًا فلْيُتِمَّ بقيَّةَ يَومِه، ومن أصبَحَ صائمًا فلْيَصُمْ، قالت: فكُنَّا نصومُه بعدُ، ونُصَوِّم صِبيانَنا، ونجعَلُ لهم اللُّعبةَ مِنَ العِهنِ‟»
[الحديث رواه البخاري (1960) ومسلم (1136). ].

وفي لفظ: « „... ونصنَعُ لهم اللُّعبةَ مِنَ العِهنِ، فنذهَبُ به معنا، فإذا سألونا الطَّعامَ أعطيناهم اللُّعبةَ تُلهِيهم حتى يُتِمُّوا صَومَهم‟»
[رواه مسلم (1136). ].

فقد [ « أَرْسَلَ النَّبيُّ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلىٰ قُرَىٰ الأنْصَارِ: مَن أصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ، ومَن أصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ. قالَتْ: „فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ، أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّىٰ يَكونَ عِنْدَ الإفْطَارِ‟» .
روته : الرُبيع بنت معوذ بن عفراء؛
انظر : صحيح البخاري : (1960)؛ الحديث : صحيح.
التخريج : أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136) .

يومُ عاشوراءَ مِن أيَّامِ اللهِ المُبارَكةِ؛ نَجَّىٰ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه نَبيَّه مُوسىٰ مِن فِرعونَ وجُندِه، وعظَّمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا اليومَ، وحرَصَ علىٰ صِيامِه، وحَثَّ المسلِمينَ علىٰ ذلك؛ شُكرًا للهِ.

وفي هذا الحَديثِ تَحكي الرُّبَيِّعُ بِنتُ مُعوِّذٍ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ أرسَلَ صَباحَ يومِ عاشوراءَ -وهو الموافقُ ليومِ العاشِرِ مِن مُحرَّمٍ- رُسلًا إلى قُرى الأنصارِ الَّتي حَولَ المدينةِ؛ يُنادُون فيهم: مَن أصبَحَ مُفطِرًا فلْيُمسِكْ عن الطَّعامِ ويَبْقى صائمًا، ومَن أصبَحَ صائمًا فلْيَستمِرَّ على صَومِه بَقيَّةِ يَومِه. ثمَّ أخبَرَت أنَّهم كانوا يَصومون يومَ عاشوراءَ بعْدَ ذلك، ويَجعَلون صِغارَهم يَصومونَه ويَجعَلون لهم ما يَلعَبون به مِن العِهْنِ، وهو الصُّوفُ المَصبوغُ، فإذا بَكَى أحدُهم على الطَّعامِ أعْطَوه تلك اللُّعَبِ؛ لِيَتلهَّى بها، حتَّى يَأتيَ وَقْتُ الإفطارِ، تَشجيعًا وتَدريبًا للأطفالِ على العِبادةِ.

وقد وَرَدَ في الصَّحيحَينِ أنَّ النَّبيَّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ جَعَلَ صِيامَه علىٰ الخِيارِ بعْدَ أنْ فَرَضَ اللهُ رَمَضانَ؛ فعنِ ابنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ قال: « كان يَومًا يَصومُه أهلُ الجاهِليَّةِ، فمَن أحبَّ منكم أنْ يَصومَه فَلْيَصُمْه، ومَن كَرِه فَلْيَدَعْه »؛ فأبْقىٰ النَّبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ على صَومِه تَطوُّعًا. وقدْ جاء في فَضْلِ صِيامِه أنَّه يُكفِّرُ ذُنوبَ سَنةٍ قَبْلَه، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه.

وفي الحديثِ: تَمرينُ الصِّبيانِ علىٰ الصِّيامِ.

وفيه: أنَّ الصَّحابيَّ إذا قال: « فعَلْنا كذا في عهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ » كان حُكمُه الرَّفعَ؛ لأنَّ سُكوتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك يدُلُّ علىٰ إقرارِهم عليه؛ إذْ لو لم يكُنْ راضيًا بذلك لَأنكَرَ عليهم.]

4.] المطلب الرابع: حُكمُ قضاءِ ما سبَقَ إذا بلغ الصبيُّ أثناءَ شَهرِ رَمضانَ

إذا بلغَ الصَّبيُّ أثناءَ شَهرِ رَمَضانَ؛ فإنَّه يصومُ بقيَّةَ الشَّهرِ ولا يلزَمُه قضاءُ ما سبَقَ، سواءٌ كان قد صامَه أم أفطَرَه، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ:

﴿أ﴾ الحنفيَّة [راجع : „حاشية الطحطاوي‟ (ص: 421)، وينظر : „بدائع الصنائع‟ للكاساني (2/87). ، و

﴿ ب﴾ المالكيَّة [راجع : „مواهب الجليل‟ للحطاب (3/328)، (وانظر: „شرح الزرقاني على مختصر خليل‟ (2/349). ]، و

﴿ج﴾ الشَّافعيَّة [راجع: „المجموع‟ للنووي (6/253)، وانظر: „نهاية المحتاج‟ للرملي (3/187). ]، و

﴿ د﴾ الحَنابِلة [راجع: „المبدع‟ لابن مفلح (2/415)، وايضا: „كشاف القناع‟ للبهوتي (2/309)، وينظر : „المغني‟لابن قدامة (3/162) ، و „الشرح الكبير‟لشمس الدين ابن قدامة (3/15). ]، وهو قولُ عامَّةِ أهلِ العِلمِ [يراجع : „المغني‟لابن قدامة (3/162). ]، وحُكِيَ فيه الإجماعُ [ قال النَّووي : „لا يجِبُ صَومُ رَمَضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجِبُ عليه قضاءُ ما فات قبلَ البلوغ بلا خلافٍ‟ يراجع: „المجموع‟للنووي (6/ 253). وقال الطحطاوي: (قوله "لا ما مضى" أي اتِّفاقًا؛ لعَدَمِ شَرطِ الوجوبِ فيما مضى، وهو الإسلامُ والبلوغُ) ، „حاشية الطحطاوي‟(ص: 421). ].

وذلك للآتي:

أوَّلًا: أنَّه لا يُوجَّهُ إليه الأمرُ بالصَّومِ حينذاك؛ لأنَّه ليس مِن أهلِ وُجوبِ الصَّومِ؛ وعليه فلا يلزَمُه قضاؤُه [أنظر: „مجموع فتاوى ورسائل العُثيمين‟ (19/97). ]

ثانيًا: أنَّه زمنٌ مضىٰ في حالِ صِباه، فلم يلزَمْه قضاءُ الصَّومِ فيه، كما لو بلَغَ بعد انسلاخِ رمضانَ [يراجع: „المغني‟ لابن قدامة (3/162). ].

5.] المطلب الخامس: حُكمُ القَضاءِ والإمساكِ إذا بلغَ الصَّبيُّ أثناءَ نهارِ رَمَضانَ وهو مُفطِرٌ

إذا بلغ الصبيُّ أثناءَ نهارِ رَمَضانَ وهو مُفطِرٌ؛ فإنَّه يلزَمُه أن يُمسِكَ بقِيَّةَ يَومِه، ولا قضاءَ عليه، وهو مذهَبُ الحَنَفيَّة [يراجع: „البحر الرائق‟ لابن نجيم (2/310)، وينظر : „مجمع الأنهر‟ لشيخي زاده (1/373)، و :„فتح القدير‟ للكمال ابن الهمام (2/363)، ]، وروايةٌ عن أحمَدَ [راجع: „المغني‟ لابن قدامة (3/ 162)، و : „ الشرح الكبير‟ لشمس الدين ابن قدامة (3/15)، و : „الإنصاف‟ للمرداوي (3/200). ]، اختارها ابنُ تيميَّةَ [يراجع: „مجموع الفتاوى‟ لابن تيمية (25/109)، وايضاً: „الإنصاف‟ للمرداوي (3/200). ]، وابنُ عُثيمين [يراجع : „الشرح الممتع‟ لابن عُثيمين (6/334). ]؛ وذلك لأنَّه صار مِن أهلِ الوُجوبِ حين بُلوغِه؛ فيُمسِكُ تشبُّهًا بالصَّائِمين، وقضاءً لِحَقِّ الوَقتِ [ينظر : „ البحر الرائق‟ لابن نجيم (2/313). ]، ولا تلزَمُه الإعادةُ؛ لأنَّه أتىٰ بما أُمِرَ به [يراجع: „الشرح الممتع‟ لابن عُثيمين (6/334). ].

-**-

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

ــــــــــــــ

الهوامش والمراجع :

[(1)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٣﴾
[(2)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٤﴾
[(3)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٥﴾
[(4)] رواه البخاري (1909)، ومسلم (1081).ونص الحديث:« صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ».رواه :أبو هريرة، انظر :صحيح البخاري: (1909)، الحديث : [صحيح].
التخريج : أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081). جعَلَ اللهُ الأهِلَّةَ لحِسابِ الشُّهورِ والسِّنينَ؛ فبِرُؤْيةِ الهِلالِ يَبدَأُ شَهْرٌ ويَنْتَهي آخَرُ، وعلى تلك الرُّؤْيةِ تَتَحدَّدُ فَرائضُ كَثيرةٌ، كالصِّيامِ، والحَجِّ. وفي هذا الحديثِ يَأمُرُنا النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنْ نَصومَ رمَضانَ عندَ رُؤيةِ الهلالِ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعِشرينَ [29] مِن شَعبانَ، ونُفطِرَ عندَ رُؤيةِ هِلالِ شوَّالٍ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعِشرينَ [29] مِن رَمضانَ؛ فالشَّهرُ يكونُ أحيانًا تِسعةً وعشرينَ [29] يَومًا، وأحيانًا ثلاثينَ [30]، والكلُّ جائزٌ وواقعٌ، والاعتمادُ في الصِّيامِ والإفطارِ على رُؤيةِ الهلالِ. فإنْ خَفِيَ علينا هِلالُ رَمضانَ لأيِّ سَببٍ مِن الأسبابِ، كغَيمٍ ونحْوِه، فلْنُكمِلْ عِدَّةَ شَهرِ شَعبانَ ثلاثينَ [30] يَومًا، وكذلك إنْ خَفِيَ هِلالُ شَوَّالٍ نُكمِلْ رمَضانَ ثَلاثينَ [30] يَومًا.
[05)] الشيخ مُحَمَّدٌ رَشِيدٌ رِضًا؛ تلميذ الإمام : محمدعبده -رحمهما الله تعالى- كتابه : تَّفْسِيرالْمَنَار -والذي لم يتمه- ، الهيئة المصرية للكتاب ، دون ذكر سنة النشر.



أقول (الرمادي) : إني أَسْأَلُك اللَّهُمَّ بِجَلَالِ وَجْهِك ؛ وَبَاهِرِ قُدْرَتِك وَوَاسِعِ جُودِك وَكَرْمِك؛ أَنْ تَنْفَعَ بِهَذَا الشَّرْحِ الْمُسْلِمِينَ مَنْفَعَةً عَامَّةً، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْإِخْلَاصِ فِيهِ؛ لِيَكُونَ ذَخِيرَةً لِي إذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ، وَأَنْ لَا تُعَاقِبَنِي فِيهِ، وَلَا فِي غَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ آثَارِي بِقَبِيحِ مَا جَنَيْت مِنْ الذُّنُوبِ وَعَظِيمِ مَا اقْتَرَفْت مِنْ الْعُيُوبِ؛ إنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ..
اللهم اجعل، هذه الرسالة " أحكام الصيام " لوجهك الكريم وتقبلها مني بعفوك عني وكرمك يا الله
ونقِّ قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء . . .
آمين يارب العالمين.

.. دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخَرُ دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..

أعد هذا الملف :

مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

** ***

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)


**


سلسلة بحوث


﴿ سنن الأنبياء ؛ وسبل العلماء ؛ وبساتين البلغاء ؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾


الكتاب الثامن


أحكام الصيام


اعداد : مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَالْمَحْمِيَّةِ


-حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى -


Dr. MUHAMMAD ELRAMADY


المراجعة الأولىٰ


حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٢ من الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ : ‏السبت ٢١ شعبان ~ ٣ أبريل ٢٠٢١ مِن سنة الميلاد العجيب


~




























































































































































































































































































































(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 04 / 2021, 04 : 11 PM
ما حكم صوم يوم الشك؟
الأصل في المسلم قبل القيام بالفعل أو التصرف أو القول..


الأصل:
عليه أن يعلم الحكم الشرعي المستنبط من كتاب رب العالمين
أو
كيف وضحته وبينته السنة المحمدية العطرة-على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام - في حكم المسألة التي سيقوم بها أو يفعلها أو يتصرف حيالها أو القول (من باب العقود-مثلا-).
وليس حين يهم بالفعل أو يتلبس به!
23 شعبان 1442 هــ ~ 05/04/2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 04 / 2021, 46 : 01 PM
{ ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ...}
[الحشر:7]

القسم الثاني:
العبادات،
كتاب الصيام،
الفرع الثاني مِن الفصل الثالث في الأيام التي يحرم صومها، و
هي نوعان،
النوع الثاني:

النهي عن صوم يوم الشك!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 04 / 2021, 01 : 12 AM
يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان، إذا لم يُرَ الهلال بسبب الغيم أو نحوه ، وسُمِّي يوم شك لأنه يحتمل أن يكون:
- يوم الثلاثين من شعبان ، ويحتمل أن يكون :
- اليوم الأول من رمضان .

فيحرم صيامه إلا لمن وافق عادة صيامه .

27 شعبان 1442 هــ ~ 09 / 04 /2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 04 / 2021, 21 : 12 AM
أدلة المسألة :
" لَا يَجُوزُ صَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ عَمَّارٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ : مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَإِنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ عَنْ رَمَضَانَ لَمْ يَصِحَّ ، لِــ
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَلَا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالاً » .


ــــــــــــــــــــــــــــــ
27 شعبان 1442 هــ.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 04 / 2021, 05 : 01 AM
متىٰ نبدأ في القيام لصلاة التراويح!؟

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 04 / 2021, 57 : 11 AM
في حال بُشِّر المسلم بقدوم شهر رمضان -المبارك-؛ شهر الصيام والقيام.. فإنه يدعو إلى الله -تعالى في سمائه وسما في عليائه- ويتقرب إليه -سبحانه وتعالى- لأنّه مقبل على أيام مباركات، و
يصلح الدعاء التّالي :
” اللهم أهلّه علينا باليمن واليسر والبركات وبالإسلام والإيمان والسلام والأمان، اللهم أنتَ ربنا لا إله إلا أنت، ارزقنا صيامه.. واعنا على قيامه صبرًا واحتسابًا، وأعذنا فيه من النعاس والكسل والخمول والفتور، وبلغنا يا الله فيه ليلة القدر، وأعنا على قيامها على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم ارزقنا في أوله الرحمة وفي أوسطه المغفرة وفي آخره العتق من النار.. واحفظنا جميعاً من الوباء وابعد عنا البلاء؛ فأنتَ يا الله على كل قدير وبالإجابة جدير “
... اللهم صلِّ وسلم وبارك وانعم وزد وكرم هذا النبي الإبراهيمي العدناني القرشي المكي ثم المدني.. وآله واصحابه واتباعه ومن التزم هديه وسار على طريقته وآخر الدعاء أن الحمد لله رب العالمين!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 04 / 2021, 16 : 12 PM
شَهْرُرَمَضَانَ ١٤٤٢










{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}
[البقرة:185]








{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}
[البقرة:183]






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


Ich wünsche der gesamten islamischen Gemeinde Oesterreichs und allen Muslimen in der ganzen Welt eine gesegnete Fastenzeit, ein wunderschoenes Ramadanfest und viel Gesundheit in dieser herausfordernden Zeit der Pandemie.


Wenn wir uns alle an die Lockdown-Regel halten, bekaempfen wir gemeinsam das Virus.


Gemeinsam sind wir stark!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ


بفرح المؤمنين واستبشار الموقنين ورضا مِن رب العالمين أرفع اسمىٰ آيات التهنئة القلبية بقدوم شهر الخير .. شهر رمضان لعام ١٤٤٢ لمسلمي جمهورية النمسا ولمسلمي العالم أجمع؛ متمنياً صياماً ميسوراً وقياماً مأجوراً وذنباً مغفوراً؛ وعيداً مسروراً ..


راجياً الخالق القادر -عز وجل- أن يرفع عنا البلاء ويحفظنا جميعاً من الوباء


والله -سبحانه وتعالىٰ- خير حافظ وهو ارحم الراحمين!.



(1)



يوم السبت ٢٨ شعبان 1442 هــ ~ 10 ابريل 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 04 / 2021, 25 : 08 PM
: { شهر رمضان الكريم : عام 1442 }




مراجعات رمضانية مِن القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين.. والسنة المحمدية النبوية الشريفة العطرة!

[ ١ .] :" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله تعالى عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "
« „ أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا - يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ - بِـــ
- مَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا مَرَّ عَلَىٰ الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، وَلَا يَأْتِي عَلَىٰ الْمُنَافِقِينَ شَهَرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ، بِــــ
- مَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ اللَّهَ -تعالىٰ- [لــ] يَكْتُبُ أَجْرَهُ وَثَوَابَهُ [ونوافله] مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَـ[ــه]، وَيَكْتُبُ وِزْرَهُ [إصره] وَشَقَاءَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَــ[ــه]، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ
النَّفَقَةَ لِلْقُوَّةِ فِي الْعِبَادَةِ، وَيُعِدُّ فِيهِ الْمُنَافِقُ [**] اغْتِيَابَ الْمُؤْمِنِينَ وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ، فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَغُرْمٌ عَلَى الْفَاجِرِ‟ » . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


جاء نص براوية :" القوة من النفقة للعبادة ".. فاثبتها ،

[**] وجاء نص برواية:" ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم، فغنم يغنمه المؤمن" .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

التخريج :

رواه الإمام أحمد في مسنده (2/ 524).

[انظر: الدر المنثور، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، تفسير القرآن؛ مركز هجر، سنة النشر: 2003م – 1424هـ،الطبعة الأولى. عند تفسيره لقوله تعالى : " شهر رمضان"... ] .

[ و أَخْرَجَه ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرواه أبوبكر ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "صَحِيحِهِ" [(3/ 188 - 189 رقم 1884).]"، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالْأَصْبَهَانِيُّ فِي "التَّرْغِيبِ".
قال الحافظ أبو عبدالله: الحديث من رواية كثير بن زيد، تكلم فيه يحيى بن معين [ قال في رواية ابن أبي خيثمة عنه: ليس بذاك القوي. انظر: الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) ؛ وانظر التهذيب (24/ 115).]، ووثقه في رواية [ قال في رواية المفضل الغلابي؛ ومعاوية بن صالح عنه: :"صالح". وقال في رواية عبدالله ابن أحمد الدورقي عنه: ليس به بأس. التهذيب (24/ 115).]، وقال أبو زرعة الرازي: لين [ انظر: الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) ونصه: هو صدوق فيه لين.]. وجاء في : كتاب الضعفاء والمتروكين (206 رقم 530).): أنه ضعيف.
والله تعالى أعلم!

الثلاثاء : 01 رمضان الكريم 1442 هــ ~ 13 ابريل 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 04 / 2021, 12 : 04 PM
[ ٢ . ] :" فَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ صَوْمِه "






1 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي أَوَّلِ : « „ ١ . ‟ » لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِـــ سِتٍّ : « „ ٦ . ‟ » مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ : « „ ٣ ١ .‟ » خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ : « „ ٤ ٢ . ‟ » خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ».

التخريج: (مسند أحمد؛ 16984) ،
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: " إسناده ضعيف.".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 04 / 2021, 25 : 05 PM
.. قلت(الرمادي) : وهذا ما ذهب إلى الشيخ شعيب؛ وبمراجعة ما بحثه الألباني وجدتُ أنه :" في " السلسلة الصحيحة " (1575)". قد حسّن الحديث الذي "رواه الإمام أحمد في "المسند" (4 /107)".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
14 / 04 / 2021, 12 : 06 PM
جعل الله -تعالى- هذا الشهر الكريم -شهر رمضان-من أفضل شهور الناس والأمم والشعوب لقوله -تعالى- :"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...". فجعله محلاً وزماناً وظرفاً لأكرم نِعَمِهِ على خلقه؛ اي نزول الهدى للناس كافة وبينات لكيفية تسيير مسائل معاشهم لقوله :" ... .. أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ... ". فحديث الله تعالى في محكم كتابه أنه الإكمال للدين المقبول عنده -سبحانه- والإتمام لنعمه عليهم جميعاً والرضا لنا بهذا الدين ؛ وهو إسلام كل الأنبياء وجميع المرسلين؛ ومصدره الأول مع خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين هو القرآن العظيم .. فكما أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين في شهر رمضان جعل الله -تعالى- هذا الزمان أيضاً -أعني شهر رمضان- محلاً وظرفاً ووقتاً وزمناً لإنزال هذه النعمة على الأمم السابقة إذ أن كل كتاب سماوي قبل القرآن الكريم نزل في شهر رمضان العظيم.
وقد ثبت هذا عن نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه فقد أخرج الإمام أحمد في المسند والطبراني في معجمه الكبير والأوسط والحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان والإمام ابن عساكر في تاريخ الشام والحديث لا ينزل عن درجة الحسن.. عن واثلة بن الأصقع رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول:" أنزلت صحف إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم – أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة خلت من شهر رمضان وأنزلت التوراة في ستٍ خلت منه – وأنزل الإنجيل في ثلاث عشرة خلت منه – وأنزل الزبور في ثمان عشرة خلت منه وأنزل القرآن في أربع منه أي من شهر رمضان " ... فالكتب السماوية العظيمة وهي أعظم ما منَّ الله به على عباده أنزلت في هذا الشهر الكريم في شهر رمضان (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) .ـ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
02 رمضان 1442 هــ ~ 14 ابريل 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
19 / 04 / 2021, 51 : 12 PM
بَاب فَضْلِ الصَّوْمِ :


حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
« „ ١ ‟ » . الصِّيَامُ جُنَّةٌ
فَــ
« „ ٢ ‟ » . لَا يَرْفُثْ
« „ ٣ ‟ » . وَلَا يَجْهَلْ
« „ ٤ ‟ » . وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ
أَوْ
« „ ٥ ‟ » . شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ (مَرَّتَيْنِ)
« „ ٦ ‟ » . وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ -تَعَالَى- مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ
« „ ٧ ‟ » . يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي
« „ ٨ ‟ » . الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ
وَ
« „ ٩ ‟ » . الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ".
[صحيح البخاري؛ كتاب الصوم؛ باب فضل الصوم ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
‏الإثنين‏، 07 رمضان‏، 1442هــ ~ 19 أبريل 2021م.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 04 / 2021, 10 : 02 PM
حديث منكر :
" شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 04 / 2021, 18 : 02 PM
أخرجه :
- ابن خزيمة في صحيحه (1887)،
و
- البيهقي في الشعب (3608)،
و
- البغوي في تفسيره (1/198) من حديث سلمان -رضي الله عنه-،
و
- قال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب: (منكر)
(انظر: ج 1 / ص 148- 589).

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 04 / 2021, 52 : 02 PM
" هل هذا الحديث صحيح:" أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ؟ "
" فهذه قطعة من الحديث المشهور عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أخرجه عنه جماعة منهم :
- ابن خزيمة في صحيحه، و
- ابن شاهين في فضائل رمضان، و
- البيهقي في الشعب؛ وفي فضائل الأوقات.
وبوب له ابن خزيمة بقوله: (بَابُ فَضَائِلِ شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ صَحَّ الْخَبَرُ.) و
لفظه عنده: عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا. مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ. وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ ". قَالُوا: لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ. فَقَالَ:" يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ. وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ. مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ. وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا. فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ. وَأَمَّا اللَّتَانِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ. وَمَنْ أَشْبَعَ فِيهِ صَائِمًا، سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ." .
فقول ابن خزيمة في تبويبه للحديث:"إن صح الخبر، يفهم منه أنه لم يجزم بصحته.



[ ملحوظة:
هذا الحديث رواه ابن خزيمة بلفظه في صحيحه3 /191 رقم (1887) وقال : إن صح الخبر ، وسقطت (إن) من بعض المراجع مثل (الترغيب والترهيب) للمنذري (2 /95) فظنوا أن ابن خزيمة قال : صح الخبر ، وهو لم يجزم بذلك .]
وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي في (السنن والأحكام): هو من رواية علي بن زيد بن جدعان. وعلي بن زيد، فقد تكلم فيه جماعة من العلماء: فقال الإمام أحمد ويحيى بن معين: ليس بشيء. وقال (البخاري): لا يُحتج به. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة: حَدِيثٌ خز (صحيح ابن خزيمة هب ) يعني شعب الإيمان للبيهقي): " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ... " الْحَدِيثَ. خز: فِي الصِّيَامِ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، ثنا يُوسُفُ بْن ُزِيَادٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْهُ، بِهِ. وَقَالَ: إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (الشُّعَبِ) مِنْ طُرُقٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَ


مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِالْغَفَّارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ. وَالأَوَّلُ أَتَمُّ، وَمَدَارُهُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَأَمَّا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ فَضَعِيفٌ جِدًّا. وَ
أَمَّا إِيَاسُ بْنُ عَبْدِالْغَفَّارِ فَمَا عَرَفْتُهُ. انتهى.
وقال العيني في عمدة القاري: وَلَا يَصح إِسْنَاده، وَفِي سَنَده إِيَاس. قَالَ شَيخنَا: الظَّاهِر أَنه ابْن أبي إِيَاس. قَالَ صَاحب (الْمِيزَان) إِيَاس بن أبي إِيَاس عَن سعيد بن الْمسيب لَا يعرف، وَالْخَبَر مُنكر. اهـ. " .
وضعف الحديث الألباني في السلسة الضعيفة، وقال: منكر." .
وهذا الجزء من الحديث أخرجه أيضًا
- ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان، و
- الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق، و
- ابن عساكر في تاريخ دمشق، و
- العقيلي في الضعفاء الكبير من حديث أبي هريرة بلفظ: أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، وقال عنه في السلسة الضعيفة: منكر. و
رواه :
- المحاملي في أماليه (293) و
- البيهقي في شعب الإيمان (7/216) و
+ في فضائل الأوقات ص 146 رقم 37 و
- أبو الشيخ ابن حبان في كتاب ( الثواب ) عزاه له الساعاتي في ( الفتح الرباني ) (9 /233) و
- ذكره السيوطي في (الدر المنثور ) وقال : أخرجه العقيلي وضعفه ) و
- الأصبهاني في الترغيب ، و
- ذكره المنقي في ( كنز العمال ) 8 /477 ، كلهم عن طريق سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي ، و
الحديث ضعيف الإسناد لعلتين هما :
1 - فيه انقطاع حيث لم يسمع سعيد بن المسيب من سلمان الفارسي رضي الله عنه .
2 - في سنده " علي بن زيد بن جدعان " قال فيه ابن سعد: فيه ضعف ولا يحتج به ، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وابن خزيمة والجوزجاني وغيرهم كما في ( سير أعلام النبلاء ) (5 /207)
و
حكم أبو حاتم الرازي على الحديث بأنه منكر ، وكذا قال
- العيني في ( عمدة القاري ) 9 /20 ومثله قال
- الألباني في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ) ج2 /262 رقم (871) فــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبين ضعف إسناد هذا الحديث ومتابعته كلها ضعيفة ، و
حكم المحدثين عليه بالنكارة ،
إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر ، مثل :
تقسيم الشهر قسمة ثلاثية :
- العشر الأولى عشر الرحمة
ثم
- المغفرة
ثم
- العتق من النار ..
وهذه لا دليل عليها ، بل فضل الله واسع ، ورمضان كله رحمة ومغفرة ، ولله عتقاء في كل ليلة ، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث .
وأيضاً :
في الحديث ( من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة ) وهذا لا دليل عليه بل النافلة نافلة.. والفريضة فريضة في رمضان وغيره ، و
في الحديث أيضاً : ( من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ) وفي هذا التحديد نظر ، إذ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في رمضان وغيره ، ولا يخص من ذلك إلا الصيام فإن أجره عظيم دون تحديد بمقدار ، للحديث القدسي :
( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) [متفق عليه] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
فـــــــــــــــــــــــــــــ
ينبغي الحذر من الأحاديث الضعيفة ، والتثبت من درجتها قبل التحديث بها ، والحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة في فضل رمضان ، وفق الله الجميع وتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال .
والله أعلم.
ملف من اعداد :
محمدفخرالدين الرمادي

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 05 / 2021, 01 : 06 PM
صيغ التكبير لصلاة العيد!

السؤال : في التكبير الجماعي بعد الصلاة في العيد نجد صيغا مختلفة، ففي بعض المساجد في مِصر يتبعون التكبير بــ
[1 . ] الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى
[ 2 . ] آل سيدنا محمد وعلى
[ 3 . ] أصحاب سيدنا محمد وعلى
[ 4 . ] أنصار سيدنا محمد وعلى
[ 5 . ] أزواج سيدنا محمد وعلى
[ 6 . ] ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا، وذلك في جماعة،
والسؤال : فهل هذا جائز!؟.

فــ الإجابــة :
[ 1 . ] التكبير بصورة جماعية في العيدين من المسائل التي وقع فيها الخلاف: فــ
- ذهب بعض العلماء إلى عدم مشروعيته.

ولكن الراجح جوازه وأنه لا حرج فيه،
- قَالَ الشّاَفعيُّ -رحمه الله-:" فإذا رَأَوْا هِلاَلَ شَوَّالٍ أَحْبَبْتُ - أي سيدنا الإمام الشّاَفعيُّ- أَنْ يُكَبِّرَ الناس :
[ أ . ] جَمَاعَةً
وَ
[ ب . ] فُرَادَى
في :
[ أ . ] الْمَسْجِدِ
وَ
[ ب . ] الأَسْوَاقِ
وَ
[ ج . ] الطُّرُقِ
وَ
[ د . ] الْمَنَازِلِ
وَ
[ 1. ] مُسَافِرِينَ
وَ
[ 2. ] مُقِيمِينَ - في كل حَالٍ-
وَ
أَيْنَ كَانُوا
وَ
أَنْ يُظْهِرُوا التَّكْبِيرَ وَلاَ يَزَالُونَ يُكَبِّرُونَ حتى يَغْدُوَا إلَى الْمُصَلَّى وَبَعْدَ الْغُدُوِّ حتى يَخْرُجَ الإِمَامُ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ يَدَعُوا التَّكْبِيرَ، وَكَذَلِكَ أُحِبُّ في لَيْلَةِ الأَضْحَى لِمَنْ لم يَحُجَّ، فَأَمَّا الْحَاجُّ فَذِكْرُهُ التَّلْبِيَةُ" . انتهى. " .

وأما صيغ التكبير:
فالأمر فيها واسع، ومهما كبر به مما ورد عن السلف فحسن،
- قال ابن القيم في الهدي: " ويُذكر عنه -صلى الله عليه وسلم-: " أنه كان يُكبِّر من صلاة الفجر يومَ عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق... فــ
يقول: ( اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، والله أكْبَرُ الله أكبر ولِلَّهِ الحَمْدُ ) ،
و
هذا وإن كان لا يصح إسناده(!)، فالعمل عليه(!)، و
لفظه هكذا يشفع التكبير، وأما كونه ثلاثاً، فإنما رُوى عن جابر وابن عباس مِن فعلهما ثلاثاً فقط، وكِلاهما حسن.

قال الشافعي: " إن زاد فقال: ( الله أكبرُ كبيراً، والحمدُ للَّه كثيراً، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُ ) ـ كان حسناً. انتهى.
- وقال الصنعاني في سبل السلام: " وَفِي الشَّرْحِ صِفَاتٌ كَثِيرَةٌ وَاسْتِحْسَانَاتٌ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى التَّوْسِعَةِ فِي الْأَمْرِ، وَإِطْلَاقُ الْآيَةِ يَقْتَضِي ذَلِكَ ". انتهى.
- وقال الحافظ في الفتح: " وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبدالرزاق بسند صحيح عن سلمان قال: " كبروا الله: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ).

- ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبدالرحمن بن أبي ليلى - وهو قول الشافعي - وزاد: ( ولله الحمد ) . و
- قيل: يكبر ثلاثا ويزيد : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. ) إلخ.
- وقيل: يكبر ثنتين بعدهما: ( لا إله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ، جاء ذلك عن عمر وعن ابن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق. و
قد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها. انتهى.
- وأما زيادة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: فقد استحسنها بعض أهل العلم لعدم منافاتها للوارد
و
خالفهم آخرون،

- جاء في حواشي التحفة في بيان خلاف فقهاء الشافعية في هذه المسألة: " صَرِيحُ كَلَامِهِمْ أَنَّهُ لَا تُنْدَبُ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ التَّكْبِيرِ، لَكِنَّ الْعَادَةَ جَارِيَةٌ بَيْنَ النَّاسِ بِإِتيَانِهِمْ بِهَا بَعْدَ تَمَامِ التَّكْبِيرِ، وَلَوْ قِيلَ بِاسْتِحْبَابِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ: { رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } .
وَعَمَلًا بِقَوْلِهِمْ: إنَّ مَعْنَاهُ: [ لَا أُذْكَرُ إلَّا وَتُذْكَرُ مَعِي] لَمْ يَكُنْ بَعِيدًا.
ـ عِبَارَةُ شَيْخِنَا: وَتُسَنُّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ" . قَوْلُ الْمَتْنِ انتهى.
- ونقل النووي في المجموع عن الشافعي أنه قال في المختصر: وما زاد من ذكر الله فحسن.

- وكلام ابن جبرين -رحمه الله- يدل على أنه لا بأس بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التكبير ؛ فقد جاء في فتاواه: " فيسن للمسلمين إظهار التكبير والجهر به، فهو من شعائر ذلك اليوم، وصفته: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد ) . وإن شاء قال: ( الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً أصيلا، وتعالى الله جباراً قديراً، وصلى الله على محمد النبي وسلم تسليماً كبيراً ) ، أو نحو ذلك من التكبير" . انتهى.

-*-
وبما تقدم نخلص إلى أن هذه الزيادة مختلف فيها والأولى تركها والاقتصار على ما ورد عن السلف فهو أفضل وأطيب، وخروجا من خلاف من لم ير مشروعيتها، وأن زيادتها من الأمور التي لا تنكر على من جاء بها، فإن الأمر في هذا واسع ـ كما رأيت ـ في كلام العلماء المتقدم، والمسألة من مسائل الاجتهاد. والله أعلم.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
02 / 06 / 2021, 15 : 06 PM
„die neue Islam-Landkarte‟

„ أحياناً أتمنىٰ أن يكون هناك مجلس أو مركز عربي للشؤون الخارجية علىٰ نمط ذلك الأميركي في نيويورك حيث يطلق لأفكار وخيالات المتخصصين العنان دونما تمييز، ليس فقط عن أحوال أميركا، وإنما العالم كله ‟.

(د. عبدالمنعم سعيد؛ (https://aawsat.com/home/writer/Abdelmoniem-Said)نظام عالمي جديد مرة أخرى؛ الأربعاء - 7 شوال 1442 هـ - 19 مايو 2021 م ـ الشرق الأوسط؛ العدد [15513] )

وبناءً على مقولة د. سعيد؛ كم كنتُ أتمنى أن توجد دراسات للمجتمعات الأورُبية وسياسة دولها وتوجهات أحزابها؛ وتغيير وتبدل مزاج شعوبها .. أو ما أطلق عليه علم „الاستغراب‟ تتولى الإشراف عليها الهيئة الإسلامية المعتمدة من قِبل الدولة؛ خاصةً بما يتعلق بالنظرة إلى التجمعات ذات الصبغة الإسلامية في بلاد الغرب..

.. لذا يمكنني القول بأن يوجد إخفاق لكل من :

المنظمات الإقليمية كــ
- مجلس التعاون لدول الخليج العربية (6 دول؛ تأسس في 25 مايو 1981م بالاجتماع المنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي)؛
أو
الجامعة العربية (22 دولة؛ نشأت عام 1945م)؛
أو
مجلس التعاون الإسلامي (57 دولة؛ أُنشئت منظمة التعاون الإسلامي بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 25 من سبتمبر 1969 ردًا علىٰ جريمة إحراق المسجد الأقصىٰ)
.. تلك المنظمات (مجموع تلك المنظمات الإقليمية: 85 دولة) في المنطقة العربية أو الأماكن التي يقطنها مسلمون ؛ لا تقوم فعليا برعاية شؤون شعوبها أو مَن هاجر منهم إلى دول الغرب والأمريكيتين أو كندا وأستراليا..

.. وقد نشأت „اتحادات‟ أخرىٰ، في المنطقة العربية تضم كل منها دولتين أو أكثر، ابتداء مِن أوائل الخمسينات في القرن العشرين إلىٰ أوائل القرن الواحد والعشرين، وكلها للأسف كانت فاشلة[(1)]؛ ما عدا واحدتين:

- الأولىٰ عندما توحدت طرابلس الغرب وبرقه وفزّان باسم المملكة الليبية المتحدة عام م1951، في عهد الملك إدريس السنوسي، و

- الثانية عندما توحدت إمارات الساحل الخليجي تحت اسم الإمارات العربية المتحدة[(2)]..

.. يجاور هذه المنظمات-الجامعةالعربية؛ مجلس التعاون الخليجي؛ منظمة التعاون الإسلامي- يجاورها الهيئات العالمية كــ
-الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها العاملة والفاعلة (193 دولة + الكرسي الرسولي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B3%D9%8A_%D8%A7%D9%84% D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84%D9%8A) [الفاتيكان] وفلسطين (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86) بصفتهما مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة)؛ ومن المضحك المبكي أن : „مجلس الأمن‟ التابع لها يتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون:

أ . ] السلم؛ و

ب . ] الأمن الدوليين. ولدىٰ مجلس الأمن 15 عضوا،
وأيضاً
- الإتحاد الأورُبي (27 دولة؛ تأسس بناءً علىٰ اتفاقية معروفة باسم معاهدة „ماستريخت” الموقعة عام 1991م، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي.)- ومعهما-المنظمات الإقليمية والهيئات العالمية-
- منظمات حقوق الإنسان..
بل واضف :
- الثورات-إيران؛ مثلاً- و
- الأحزاب والتكتلات ذات الوشاح الإسلامي والتي تمكنت لبرهة مِن الوقت مِن الظهور؛ ومن ثم الوصول إلىٰ كرسي الحكم كـ- جماعة إخوان في مِصر؛ السودان؛ تونس؛ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة؛ دولة إسلامية في العراق والشام (إعلامياً : داعش)..

اقول (الرمادي): أخفق هؤلاء جميعاً-بالصفة الحزبية أو التكتلية أو الجمعية وقت اعتلاء كرسي الحكم- في نصرة المستضعف وإواء المقهور؛ ومنع الغالب مِن بطشه بالمغلوب علىٰ أمره؛ كما وفشلت في إظهار الصبغة الإسلامية الصحيحة من خلال إحسان تطبيق أحكام الدين الحنيف وتفعيل إنسانية وشمولية سنة رسول الله الكريم؛ والأحداث المتتالية والمتسارعة في عدة بقاع مِن الأرض ومنذ ما يقترب مِن 100 عام- أقول (الرمادي): أحدد عام 1924م-تثبت صحة ودقة ما ذهبت إليه مِن القول!

.. والإشكال لا يعود لكثرتها أو أعدادها أو تنوعها بل يعود لـ :

- الأساس الفكري؛ و

- المبدأ الأساسي و

- المنطلق الاستراتيجي و

- الكيفية العملية والتي بنيت عليه هذه المنظمات والهيئات كيانها!

.. والتخبط الظاهر في عدة مناطق وكيفية معالجة المسائل وحل المشاكل يؤكد هذا!

-*-


- إعادة نظر


„عَوْدٌ عَلَىٰ بَدْءٍ‟:




إنَّ انتشارَ الإسلامِ نتيجة هذه الشدَّة مِن أهل مكة-في بدايات الدعوة الإسلامية وبدايات الرسالة المحمدية؛ وزمن العهد المكي- ليس أمرًا عجيبًا؛ إنَّما هو سُنَّةٌ مطَّردة! ولو بحثنا في أصول التجمعات المسلمة في أورُبا وأميركا -علىٰ سبيل المثال وليس الحصر- في زماننا المعاصر، فسنجد أنَّ السبب الرئيسِ في تكوينها هو حالة التضييق الشديدة التي تعرَّض لها أهل الإسلام في مِصر، وليبيا، وتونس، وسوريا، والمغرب، وغيرها مِن البلاد العربيَّة؛ وبلاد آخرىٰ يقطنها مسلمون، وذلك في الفترة مِن الخمسينيَّات إلىٰ الثمانينيَّات مِن القرن العشرين الميلادي؛ فقد أدَّىٰ هذا التضييق إلىٰ خروج أعدادٍ منهم إلىٰ معظم بلاد أورُبا وأميركا، أضف سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والملاحقات الأمنية والقبضة الحديدية الاستخباراتية.. والتهجير القسري..


فتكوَّنت ما نراه اليوم مِن تلك التجمعات[(3)]المسلمة الكبرىٰ.. ثم حصول الكثير منهم علىٰ جنسية تلك الدول الغربية؛ والتزاوج فتوالد الجيل الثاني والثالث.. كما وأُنْشِئت الهيئات الإسلامية والممثلة شرعياً لهم؛ والمعتمدة مِن قِبل الدولة الأورُبية؛ أو مع مَن تخاطبهم حكومات الدول الغربية، ووجدت المراكز الإسلاميَّة بتمويل مالي مِن الخارج(!) ودعم لوجستي(!) مِن بعض الدول-ما اثار حفيظة بعض الحكومات في الغرب-؛ وفُتح العديد مِن المساجد وانتشرت المصليات الأهلية؛ تحت مسميات:" إتحادات عربية/غربية" أو "ثقافية"، وبالتوازي كثرت المؤسَّسات الاقتصاديَّة والتي يملكها مسلمون؛ وفُتح العديد مِن المحلات التجارية كالبقالة واللحوم والفاكهة والخضروات، بل والعيادات الطبية والصيدليات والورش الصناعية والفنية، وصار للمسلمين مراكز دعويَّة تخبر(!) عن أحكام الدين، وتدعو غير المسلمين(!)؛ بل وتُساعد المسلمين في بلدان إسلاميَّة بصورةٍ أو بأخرىٰ.. بل وتجد اليوم-في الغرب- المعلم والمهندس والمحام والطبيب والصيدلي والفني-المتخرج من مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم-؛ ولهم مكاتبهم أو عياداتهم أو صيدليتهم أو ورشهم داخل النسيج الاجتماعي والمهني في المجتمع الغربي؛ ويلاحظ بصفة عامة أن المسلمين في بلاد الغرب يعيشون في أمانٍ-إلىٰ حدٍ كبير جداً؛ ماعدا بعض التصرفات الطائشة والحاقدة- في كنفهم، ومع أنَّهم كانوا يُعانون مِن :
- آلام الغربة، و
- متاعب البيئة الجديدة و
- طبيعة المناخ العام، و
- مسائل الوسط الإجتماعي و
- مشاكل الوضع الاقتصادي والسياسي؛ وبعض
- المشكلات السياسيَّة العابرة؛ ومازالوا يعانون مِن
- النظرة النمطية التقليدية الخاطئة للمسلم من خلال وسائل الإعلام وخاصة المسلمات؛ لكن بشكلٍ عامٍّ يعيش المسلمون مطمئِنِّين، و«بخير دار»(!)؛ مِن حيث الرعاية الصحية والتعليمية والعلمية والمهنية وكافة رعاية شؤونهم، وينبغي أن نعترف-ولو ضمنياً دون التصريح العلني- بــ هذا الوضع الآمِن الجديد الذي يُسعد المهاجرين بتواجدهم في الغرب، وهي سعادةٌ حقيقيَّةٌ لن يشعر بها إلَّا مَنْ هُدِّد في رزقه وأَمْنه وصحته؛ ولقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عُبَيْدُاللهِ بْنُ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ -رضي الله عنه-: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ.. مُعَافًى فِي جَسَدِهِ .. عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ .. فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا »[(4)] (https://islamstory.com/ar/artical/3406763/قبيل-بيعة-العقبة#_ftnref2) وهؤلاء.. المهاجرون ... حقَّقُوا الثلاثة [الآمِن .. والمُعَافاة فِي الجَسَدِ .. وقُوتُ اليَوْمِ] بفضل الله-سبحانه وتعالى-، فيالسعادتهم![(5)] (https://islamstory.com/ar/artical/3406763/قبيل-بيعة-العقبة#_ftnref2).
كما يجب أن نعترف بوجود بعض التجاوزات والتي تؤدي إلىٰ التعسف أو العنف وأحياناً تصل إلىٰ القتل وإزهاق الأرواح(!).

أضف : أنَّ أخبار وأحوال بلاد المنشأ-وهم يعيشون في الوطن البديل- لم تنقطع قطُّ عنهم؛ بل تأتي إليهم مباشر من خلال قنوات الاتصال؛ فنجدهم يُتابعون الأحداث، ويتفاعلون معها، ولهم في كثيرٍ من الأحيان ردُّ فعلٍ يُناسب الحدث.. وواضحٌ أنَّ وجود المهاجرين في الغرب؛ أو مَن يحملون جنسية غربية منهم لم يكن يُسعدهم وحدهم؛ بل كان يُسعد أهليهم كذلك؛ لأنَّه مِن جانبٍ : كانوا يطمئنُّون عليهم-دون أذًى أو ألم-، ومن جانبٍ آخر-قد لا يفطن إليه الكثير- : يطمئنُّ المرء علىٰ وجود منطلقات جديدةٍ للمسلمين تُحافظ علىٰ بقائهم، فهم يُمَثِّلون مخزونًا استراتيجيًّا مهمًّا يُطمئِنُّ إليه بشكلٍ عامٍّ[(5)].-انظر أحداث غزة الأخيرة بدءً مِن 25 رمضان 1442 وحتىٰ إلىٰ ما بعد عيد الفطر- ؛ ولا ينبغي أن نغفل الرعاية المالية والمعنوية بصفة عامة لأهل وذوي هؤلاء [انظر حال دولة لبنان؛ والتحويلات البنكية]...

.. والمراقب الواعي يرىٰ بوضوح تحرك إيجابي مرموق وتواجد حي مؤثر لــ أبناء-الشباب والشابات- التجمعات الإسلامية مِن الجيل الثاني والثالث؛ ونحن علىٰ مشارف الجيل الرابع في كافة المجالات العلمية والتخصصية؛ الاقتصادية والتجارية.. فيخبرنا هذا التحرك بمستقل زاهر؛ وهذا التواجد المؤثر والحي ينبئ عن تغيير جذري في البنية الأساسية للمجتمع الغربي.. وهذا ما تثبته الكثير من الدراسات الميدانية..

-*-

ولنحدد مثالاً!

.. تضارب الحكومات المتعاقبة مِن بعد عهد المستشار „Dr. Bruno Kreisky‟ (SPOE) في اتخاذ قرار سياسي صائب والتأرجح بين الفعل ونقيضه؛ واعتماد قانون يعارض الدستور الأساسي للبلاد؛ يرافق هذا تناوب أحزاب يمينية تتمقعد بالقرب مِن كرسي المستشارية؛ هذا.. اربك المشهد السياسي العام للدولة؛ واليوم-أول يونيو 2021م- وبناءً علىٰ الوضع-الإجتماعي والشعبوي والسياسي والاقتصادي؛ وعدم القدرة على السيطرة على وباء (SARS-CoV-2) - الحالي بشقيه السلبي والإيجابي فقد أخبرتْ السيدة وزيرة الاندماج „Susanne Raab‟ (OEVP) فأعلنتْ عن بحث استقصائي يوم الخميس 27 مايو 2021م عن خريطة تبين تواجد ما يزيد عن (623) تجمع إسلامي سياسي -اتحادات.. جمعيات إسلامية ذات الصبغة السياسية؛ وفق تقسيم الوزيرة- „die neue Islam-Landkarte‟ علىٰ الأرض النمساوية مع تعريف دقيق لكل منها وتحليل؛ وبينت الخارطة وفق هذا البحث الاستقصائي ما يزيد عن (230) اتحادا في العاصمة فيينا؛ و(86) في ولاية النمسا السفلى؛ ومقاطعة النمسا العليا (78)[(6)]، مما دعىٰ عمدة ولاية فيينا-العاصمة- : „Dr. Michael Ludwig‟»(SPOE) أن يقول : ما حدث هو:„تفريق سلبي تجاه الأديان؛ وأن هذه الخارطة لا تعمل علىٰ الإندماج بل تسعىٰ إلىٰ انشطار المجتمع الواحد وتقسيمه‟.. وتوالت ردود الفعل الغاضبة من النمساويين المتنفذين أنفسهم؛ وما زاد الأمر تعقيدا أمام أجهزة دول القارة العجوز؛ وحالة عدم رضا مِن كثيرين من سكانها: نزوح الآلاف مِن مناطق الصراع الدموي والتدمير.. مما نشَّط الأحزاب اليمينية تجاه المهاجرين؛ ومما زاد الأمر تعقيدا استطلاع غربي للرأي، يبين الخلفية الذهنية للغربيين؛ نُشرت نتائجه في ديسمبر 2016م، كشف أن هناك فجوة شاسعة بين معتقدات الشعوب الغربية والحقائق علىٰ أرض الواقع بشأن أعداد المسلمين في بلادهم، التي غالباً ما تميزت بــ : „المبالغة” .. فقد أظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد :„إبسوس موري”، وشمل أكثر مِن 27 ألف (27,000) شخص في نحو 40 دولة غربية بين (22 سبتمبر و6 نوفمبر 2016م)، أن غالبية الأورُبيين تبالغ في تقدير نسبة المسلمين في دولهم، وكذلك في تقدير مقدار وحجم نمو هذه التجمعات الإسلامية.

وأشار الاستطلاع إلىٰ أن ذلك يعود في الأساس إلىٰ ميل الشعوب بشكل عام إلىٰ المبالغة في تقدير أسباب القلق لديهم، بالإضافة إلىٰ :„التشاؤم حيال مسألتي السعادة والتسامح”. ومن الأمثلة علىٰ ذلك أن :

- الأستراليين أجابوا علىٰ سؤال بشأن نسبة المسلمين في بلادهم حاليا بأنها تصل إلىٰ :„12.5%”، في حين أن النسبة الحقيقة تصل إلى :„2.4%” فقط، وقالوا إن هذه النسبة ستصل إلى :„21%” عام م2020، بينما تشير التوقعات المبنية علىٰ الأرقام الحقيقية إلىٰ أنها لن تتجاوز :„3%” .

.. إذاً .. الشعوب الغربية تبالغ بتقدير نسبة المسلمين المتواجدون بالفعل على أرضي أورُبية؛
فيا ترى ما هو الدافع أو الباعث أو اي معلومات خاطئة سُربت أو نُشرت خلال وسائل الإعلام أو السياسيين المناهضين لتواجد عربي/افريقي/أسيوي على أرض القارة العجوز الأورُبية..


وقضية سوء معاملة أصحاب البشرة السمراء في أمريكا ليس ببعيد عن الضفة الشرقية للمحيط الأطلسي!

وإليك البيان:

فــ الفرنسيون والبلجيكيون والألمان والبريطانيون يبالغون بخصوص هذه المسألة وتوقعات نموهم في المستقبل، وفقا لما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية.

- وكان الفرنسيون الأكثر مبالغة في تقديرهم لعدد المسلمين في بلادهم حالياً ومستقبلاً، إذ يعتقدون أن نسبة المسلمين في فرنسا تصل إلىٰ :„31%”، في حين أنها لم تتجاوز :„7.5%” عام 2010، أي بمعدل مسلم واحد بين كل 13 فرنسي. كذلك توقع الفرنسيون أن تصل نسبة المسلمين في بلادهم عام 2020 إلىٰ أكثر من :„40%”، بينما هي لن تتجاوز :„8.3%” بحسبت توقعات دراسة أجراها معهد :„بيو” للأبحاث.

- والأمر نفسه ينطبق على الإيطاليين والألمان والبلجيكيين، حيث لا تتجاوز نسبة المسلمين الحقيقية في بلادهم :
„%3.7” في إيطاليا؛ و
:„5%” في ألمانيا؛ و
:„7 %” في بلجيكا.".[(7)]

-

..والوضع الحالي-خاصة في جمهورية النمسا- قد أخذ شكلًا جديدًا متميِّزًا، يجدر بنا أن نقف معه وندرسه بعناية؛ خاصة بعد انخراط شباب -يحمل الجنسية النمساوية- البعض منهم من أصول عربية في صفوف „داعش‟.. ثم أحداث بداية نوفمبر الماضي الدامية، والقبض وملاحقة افراد من جماعة إخوان وحماس.. والقبض علىٰ تنظيم يميني يخزن أسلحة؛ ثم دخول تنظيمان تركيان :„Milli Goerues‟،„ATIB‟ على خط المواجهة وأضف:„die Grauen Woelfe‟..

هذا.. مما يستلزم مِن الهيئة الإسلامية المعتمدة أمام الدولة والحكومة-أولاً- والواعيين المخلصين مِن المسلمين-ثانياً- من اتخاذ إجراءات إيجابية فاعلة؛ ووضع خطة شاملة مستقبلية ووقائية ودعوية ترتقي لما يجري في أروقة السياسة؛ خاصةً مِن تجمعات اليمين المتطرف؛ وأحزابه الشعبوية! .

يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ

: * ~ ‏الأربعاء‏، 22‏ شوال‏، 1442هــ~02 يونيو 2021م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

[(1)] تقرأ في كتاب عن : „ تاريخ اليمن في عهد الإمام أحمد ” الذي ما أن سمع عن „ اتحاد الجمهورية العربية المتحدة بين مِصر وسوريا ”، وفي نفس الوقت م1958 قيام „ الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن ”، حتىٰ تحمس وأراد أن يُدخل اليمنَ في أحدهما، فسأل (عرّاف) القصر أيهما أرجح(!!؟)، فقال له العرّاف: „ إن نجم جمال عبدالناصر يعلو علىٰ كل النجوم ”، لهذا أرسل للرئيس جمال البرقية التالية:“ بالله لا تنفضوا قبل أن تضمونا إليكم، وأرسلت (الولد) البدر - علىٰ حد تعبيره - إلىٰ القاهرة يحمل بقية التفاصيل„ ”.
وقرأ عبدالناصر البرقية ثم ناولها لشكري القوتلي، فقال شكري: „ خير، خير ضمه إلينا ”. وتحدث القوتلي في ذلك الوقت قائلاً: „ إنه بصرف النظر عن مسائل النجوم والعرافين، فإنه يرى قبول عرض الإمام للأسباب التالية ... أولاً؛ أنها خطوة وحدوية لا يجب التردد فيها، ثانياً؛ أنها ستفتح طريقاً للحضارة حتىٰ تدخل اليمن، وثالثاً؛ أنها تخفف من الضغط علىٰ العناصر الوطنية في اليمن. وفشلت الوحدتان فشلاً ذريعاً، حين انهارت „ الوحدة الهاشمية ” في نفس السنة عندما قام انقلاب عبدالكريم قاسم، وانهارت „ الجمهورية العربية المتحدة ” عام 1961م بسبب أن عبدالناصر بعث صديقه المشير عبدالحكيم عامر ليكون الحاكم الآمر الناهي وحده علىٰ سوريا، من هنا حصل الانفصال، وكان أول من ندم على مساهمته في هذه الوحدة الفاشلة هو شكري القوتلي نفسه. وبما أن الإمام أحمد يقرض الشعر، فقد قال في هذا الصدد قصيدة هجائية، أقتطع لكم بعضاً من أبياتها التي يقول فيها:

ما لي أراكم تملؤون الأرضا * قولاً يفيض حسداً وبغضا
وتفعمون الجو بالشتائم * وتصفعون جبهة المكارم
وتصرخون من فم المذياع * بكل صوت ناشز الإيقاع
نسيتمُ عدونا المشتركا * وصرتمُ بعضاً لبعض شركا
شننتمُ الحروب فيما بينكم * ودستم العهد الذي يصونكم

[(2)] جريدة الشرق الأوسط؛ الثلاثاء - 20 شوال 1442 هـ - 01 يونيو 2021 م ـ العدد: (15526).

[(3)] أولاً: لا اتفق مع مَن يطلق على المسلمين في الغرب وأميركا وكندا واستراليا لفظة : „جالية” أو „اقلية” !.. وهي مسألة تحتاج لتسليط الضوء عليها من الناحية اللُغوية والقانونية والتشريعية!!

العدد الدقيق للمسلمين-حاليا- في أورُبا غير معروف. والأرقام متضاربة وأذكرها :
بيد أن الإسلام دخل أورُبا من خلال أجزاء مِن الجزر والسواحل الأوروبية الواقعة علىٰ البحر الأبيض المتوسط (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%A8%D9%8A%D8%B6_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D 8%B3%D8%B7) خلال القرن السابع [أي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7) منذ سنة 670 (https://ar.wikipedia.org/wiki/670) بعد الميلاد]، ووفقًا لمركز الأرشيف الألماني للإسلام معهد (دي)، يبلغ عدد المسلمين في أوروبا حوالي 53 مليون (5.2%)، يشمل الرقم كل من روسيا والقسم الأورُبي لتركيا. ويبلغ عدد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF_%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A) حوالي 16 مليون (3.2%).

In Europa leben gegenwuertig knapp 53 Millionen Muslime (http://islam.de/8368.php); (http://www.islamicpopulation.com/europe_islam.html)http://www.islamicpopulation.com/europe_islam.html

and

كتاب حقائق العالم (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6% D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85) 2007 نسخة محفوظة (https://web.archive.org/web/20180624052122/http:/islam.de/8368.php) 24 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%83_%D9%85%D8%B4 %D9%8A%D9%86).

وفقًا لآخر إحصائية من عام 2010، قام بها معهد "بيو" وصل عدد المسلمين في كل أوروبا، عدا تركيا (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7)، إلى 44 مليون نسمة، أي ما يُشكل حوالي 6% من إجمالي سكان أوروبا.

مركز بيو للأبحاث (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2_%D8%A8%D9%8A%D9%88_%D9%84 %D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB)،

The Future of the Global Muslim Population, January 2011,

نسخة محفوظة (https://web.archive.org/web/20110209094904/http:/www.pewforum.org/The-Future-of-the-Global-Muslim-Population.aspx) 9 فبراير 2011 على موقع واي باك مشين (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%83_%D9%85%D8%B4 %D9%8A%D9%86)., نسخة محفوظة (https://web.archive.org/web/20130723032443/http:/www.pewforum.org/The-Future-of-the-Global-Muslim-Population.aspx) 23 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%83_%D9%85%D8%B4 %D9%8A%D9%86).]

يشكل الإسلام (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) ثاني أكبر دين في العالم. وفقا لدراسة أجريت في عام 2015، يبلغ تعداد المسلمين 1.8 مليار شخص ويشكلون حوالي 24.1% من سكان العالم.

"Why Muslims are the world's fastest-growing religious group" (https://web.archive.org/web/20190514123559/https:/www.pewresearch.org/fact-tank/2017/04/06/why-muslims-are-the-worlds-fastest-growing-religious-group/). Pew Research Centre. April 2017.

مؤرشف من الأصل (https://www.pewresearch.org/fact-tank/2017/04/06/why-muslims-are-the-worlds-fastest-growing-religious-group/) في 14 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 أبريل 2017.

ستضيف أوروبا الغربية (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7_%D8%A7%D9%84% D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) العديد من المهاجرين المسلمين في المجتمعات حيث يعتبر الإسلام (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) هو ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9)، حيث يمثل 6% من مجموع السكان أو نحو 24 مليون نسمة.

التحول إلى الإسلام والجاليات المهاجرة الإسلامية توجد في كل جزء تقريبا من العالم (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85).

1- عدد المسلمون في أمريكا 8 ملايين والنسبة تتزايد بدرجة كبيرة .

2- عدد المسلمون في قارة أورُبا 30 مليون مسلم ، في فرنسا فقط 5 مليون ويتوقع أن يتزايد العدد في فرنسا فيصبح 20 مليون بحلول عام 2050 .

3- قال الباحث الروسي د. "بيلو" توقعه أن عدد المسلمين في بلدان أوربا الغربية والولايات المتحدة سيتزايد بشكل كبير جداً .

4- عدد المسلمون في روسيا 13 مليون شخص في عام 2002 أي بنسبة 9% من السكان ، وفي دراسة أنه في عام 2050 احتمال سيصل نسبة المسلمين 50% ! .

5- في المانيا عدد المسلمين 1.7 مليون مسلم واحتمال يصل العدد إلى 5 مليون خلال العشر السنوات القادمة .

6- النمسا : تقدير عام م2016 (نسبة المسلمين: 6.9 % ).

[(4)] انظر : الترمذي: كتاب الزهد، باب في التوكل على الله (2346)، وقال: حديث حسن. وابن ماجه (4141)، وابن حبان (671)، والطبراني: المعجم الأوسط (1828)، وحسنه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (2317).

[(5)] د. راغب السرجاني .

[(6)] [oe24, NR.697, Freitag,28. Mai 2021]

[(7)] معهد إبسوس موري. ديسمبر 2016م.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 06 / 2021, 23 : 05 PM
*الندية مع فارق التفوق!
[ ولا ينبغي سماع محاضرة أخلاقية في مسألة حقوق الإنسان ] .




في اللحظة التي تشهد مناطق عدة في العالم صراعات عنيفة دامية وأماكن توترات مقلقة وغياب الشفافية في العديد من مباحث القضايا وسوء معاملة إنسان لابن جلدته.. في نفس اللحظة يجتمع الزعيم الروسي مع نظيره الرئيس الأمريكي علىٰ أرض محايدة؛ والذي وصفه الآخير بأنه: „ قاتل‟؛ فرد عليه الأول بأنه ينبغي أن:„ يهتم بصحته ‟ ». في وصف لكلا الجانبين بأن العلاقات بينهما في الحضيض، وليس لديهما -في العاصمة الروسية موسكو أو الأمريكية واشنطن- تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء حاليا، كما يخضع كبار المسؤولين الروس لعقوبات أمريكية لأسباب عدة، بيد أن الولايات المتحدة تنطلق بواسطة رئيسها وتقف خلفه تحالفات: „ G7 ‟ والــ : „ ناتو ‟ وتواجدت بجواره رئيسة المفوضية الأورُبية؛ ويمكن القول بأن العالم الغربي الديموقراطي الحر يقف خلف الرئيس الأمريكي أمام مقابلة : „ القيصر ‟ الروسي؛ إذ توجد إلى حد ما جبهة موحدة من : „ G7 ‟ ، و الــ : „ ناتو ‟ فلم يكن اللقاء صدفة أو مصادفة أن يحدث بعد هذا الحشد من اللقاءات والتأييد والوقوف خلف أمريكا بعودتها مرة ثانية للحلبة العالمية وإدارة الصراع ؛ فالمقصود ولو بأدنى قدر مصارعة الصين ومحاولة احتواء روسيا؛ ومن يقف بجوار أو خلف بوتين دول مهزوزة أو وجه إليها أصابع اتهام كــ الصين.
ومن المسائل الشائكة (أو وفق المسمى الأمريكي: „ الخطوط الحمر ‟ ) التي سوف تبحث على طاولة النقاش :
1.] مسألة الديموقراطية المجروحة في كلٍ من أمريكا وروسيا
وما يسعى بوتين إلى اكتسابه هو رضا الشأن الداخلي عند شعبه لسوء الوضع الاقتصادي والإجتماعي
وفي استطلاع للرأي ابدى بايدن تقدما ملحوظاً لنيل رضا الشارع عن أداءه مقارنة بسلفه
بوتين قد جمع فاحضر خلفه وفدا روسيا موسعاً؛ للتفاوض حول قضايا مادية وليس احتواء روسيا؛ إذ هناك ملفات عدة ولكل منها مَنْ يحملها؛ فالوفد الروسي ذو تشكيله تحمل قضايا؛ إذ أن كل شخصية في الوفد تحمل ملفاً خاصاً:
1.] وزير يحمل الملف الروسي : سفير موسكو للعلاقات الدبلوماسية
2.] مساعد الرئيس يحمل ملف أوكرانيا..
3.] نائب وزير الخارجية ملف النووي الإيراني والملف السوري
4.] رئيس الأركان يحمل ملف التسلح والصراع التكنولوجي
ومن الملفات التي لا ترغب الإدارة الروسية طرحها أو مباحثتها :
1.] قضية بيلاروسيا؛ فرئيسها ومنذ 1994 قابعا على كرسي الحكم وبتزوير إنتخابات
2.] قضية أوكرانيا
3.] التعاون الروسي لــ إيران (النووي)
4.] التواجد على أرض سوريا (دول الممانعة)
5.] الحرب السيبرانية
6.] تطور الأسلحة البعيدة والمتوسطة المدى
7.] التواجد في البحيرة المتوسطية (ليبيا)
8.] كوريا الشمالية
9.] أفغانستان
10.] القطب الشمالي المتجمد وذوابانه مما يجعل روسيا تستغل الذوبان لأغراض عسكرية وأقتصادية
لذا فقد قدمت أمريكا على حرب نفسية ضد الزعيم الروسي؛ مثل ما قامت به إدارته من تسميم معارض أو أعتقال آخر.. وتوجيه أصبه الاتهام بــ الهجمات الإلكترونية على المنشأت الحيوية الأمريكية، مما جعل بايدن يريد أن يضع خطوطا حمرا أمام بوتين؛ وتوقعات بمطالب أكثر صرامة؛ والإدارة الأمريكية ترى روسيا دولة عدائية من خلال تحركاتها ضد الولايات المتحدة!..
وما يزعج إدارة بوتين :
1.] حماية أمريكا للمعارضين في الخارج
2.] دعمها لمعارضي الداخل..
3.] طلب أمريكا إطلاق صراح اثنين من الأمريكان محجوزين في روسيا
إذ يعمل بوتين على إزالة المعارضة من أمامه خاصا لإنتخابات سبتمبر القادم لـ يحصل حزب روسيا الموحدة على الأغلبية المطلقة
فهل سيستجيب : „ القيصر ‟ الروسي!؟
ما شُوهد اليوم [منتصف نهار الأربعاء: 16 يونيو 2021م من جنيف] من خلال قنوات التلفاز اريحية بايدن في جلوسه أمام بوتين؛ وحالة من القلق (التوتر) بادية على بوتين أمام بايدن
فهل يمكننا التحدث عن استقرار مع كل المخالفات!؟
وهل يمكن بناء ثقة بينهما!؟
العالم كله ينتظر ما سوف تسفر عنه اللقاءات؛ فنحن في يومنا الأول!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
‏الأربعاء‏، 16‏ يونيو‏، 2021 م ~ ‏الأربعاء‏، 07‏ ذو القعدة‏، 1442هــ



*
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 06 / 2021, 29 : 03 PM
بلدان الغد
« „ طفل اليوم هو رجل الغد؛ وأب المستقبل.. وطفلة اليوم هي المستقبل كله‟ »... فهناك بلدان تضع شعوبها دوماً علىٰ عتبة الغد.
« „ تراجعت نسبة المواليد في الولايات المتحدة خلال السنوات الست الماضية بنسبة عالية وخاصة في زمن وباء كورونا ‟ ».[دراسة أمريكية : يونيو 2021م]

نحن جميعاً نقف على أعتاب عطلة.. أم اجازة.. أو راحة صيفية!؛ أم الحديث عن استجمام.. أم مواصلة دراسة والاعداد للمستوى التالي وزيادة تثقف.. وتنمية هوايات مع صقل مهارات فتعزيز قدرات!..
البعض يفضل استثمارها وآخرون يقصرونها على الترفيه...

قد يتساءل آحدهم راحة مِن أي شئ!

في الدول الغربية تختلف تواريخ العطلة الصيفية حسب الولايات والمحافظات، والراحة تستمر تسعة أسابيع في جميع أنحاء البلاد (جمهورية النمسا الاتحادية)، تنتهي المدرسة عادة في أوائل يوليو ( هذا العام : 02.07.2021م) وتبدأ في أوائل سبتمبر (06.09.2021م ). ويتم تقسيم الإجازات السنوية إلى عطلات شتوية (حوالي أسبوعين : عطلة عيد الميلاد) ، وعطلة عيد الفصح (حوالي أسبوعين تقريبًا) ، وعطلة صيفية (حوالي تسعة أسابيع) ، وعطلات الخريف (حوالي أسبوع)؛ اضف بعض المناسبات القومية الوطنية والدينية المسيحية؛ ويسمح للطالب المسلم في عيد الفطر والأضحى التغيب عن الدراسة؛ دون المدرس ويصفي التدريس في العام الواحد على ما يقترب من 35 إسبوعاً.. اضف أثناء الراحة الصيفية توجد أنشطة متعددة وتشارك الجامعة في ذلك. فتركز معسكرات التقنية على التعليم التكنولوجي. فتعمل هذه المعسكرات الصيفية علىٰ تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين في مجالات مثل :
- تصميم الألعاب، و
- إنشاء الألعاب ثلاثية الأبعاد، و
- تصميم الويب، و
- التصميم الجرافيكي، و
- بناء الروبوتات، و
- لغات البرمجة؛ تقام هذه المعسكرات الصيفية عادة في حرم الجامعات. فهي تركز على التكنولوجيا كوسيلة للوصول إلىٰ طلاب المستقبل، وتوفير التوعية لخدمة المجتمع!

في مصر ، تستمر العطلة الصيفية من بداية أو منتصف شهر يونيو حتى منتصف سبتمبر (3 أشهر / 14 أسبوعًا) في المدارس الحكومية ، على الرغم من اختلاف طولها قليلاً حسب العمر.
في معظم المدارس الخاصة ، تمتد العطلة الصيفية من منتصف أو نهاية يونيو إلى بداية سبتمبر (2.5 شهر / 10 أسابيع).. هذا العام بدأت في أبريل.
-*
تمهيد :
الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان كالدماغ والقلب والرئتين والمعدة وجهاز المناعة -على سبيل المثال لا الحصر- تعمل بصفة منتظمة ودائمة طوال حياة الكائن الحي؛ وتبطؤ مِن نشاطها إثناء فترة الراحة أو النعاس والنوم(*)؛ ويزداد نشاطها عند المجهود العضلي أو الذهني؛ ولكنها لا تتوقف (لا تتعطل) عن العمل؛ طالما أن هذا الإنسان يعيش؛ ومن صفات الكائن الحي البشري أنه يحتاج لمعلومات دائمة حديثة تتناسب مع عمره مرتبطة بوجوده؛ وكينونته وأصله واعضائه؛ وكذا عن محيطه وبيئته كي يتمكن مِن استمراره في الحياة، ويستمد هذه المعلومات مِن الآخرين الذين سبقوه؛ مع تجارب سلفت اكتسبها أو مِن ملاحظة الكائنات الآخرى والتي تعيش معه في نفس البيئة أو المناخ؛ أو بواسطة التحصيل العلمي بمفهومه الواسع سواء الديني بغض الطرف عن مسمى الدين -سماوي أو وضعي؛ يُقنع العقل ويدركه الذهن فتطمئن النفس فيهدأ الوجدان وتستريح الروح؛ كما أنه يخاطب البدن- أو المدني التجريبي فيتحصل على معلومات تصله من خلال وسائط شتىٰ كالأسرة والمجتمع بمكوناته المتعددة أو نشرات الأخبار ومراكز الأبحاث..
والطفل منذ صغره يبدء في تحسس جسده وأعضائه ويقارن بينه وبين غيره؛ فإذا كان ذكرا يقارن نفسه بالأنثى؛ وبعد حين يقارن نفسه ببقية المخلوقات؛ ويسعىٰ لاكتشاف ما غمض عنده؛ وتفحص بعض أعضاءه الظاهرة؛ ومن هنا تكثر أسئلة الأطفال عن جميع الأشياء؛ وفي سن مبكرة؛ وقد يخسر ثقة الوالدين أو رجل الدين بمفهومه الكهنوتي إذا كانت الإجابة خاطئة أو مغايرة للواقع المشاهد -إذا علم فيما بعد دقة وصحة الإجابة عن سؤاله مِن طرف آخر- وتزداد الفجوة بين الطفل ومَن هم في محيطه الضيق -الأسرة أو بيت الآله حسب كل دين- إذا كان السؤال مخجل ويستحي أحد الوالدين أو راعي البيت الديني مِن الإجابة؛ فيبحث عن مصدر آخر ليعطيه إجابة.. قد لا تقنعه أو تسكته .. فيبدء من جديد في البحث.. ولعل التقدم العلمي والتكنولوجيا الحالية كانت نتيجة العديد مِن الأسئلة والاستفسارات؛ وعدم مواكبة التقدم العلمي يوقع الكثير في إجابات مضللة أو خاطئة!

ما يهمنا قوله في هذا الصدد أنه إثناءالنوم أو اليقظة تعمل الأجهزة داخل الجسم فلا ترتاح...

ومِن هذا المدخل أو التمهيد اريد التحدث عن الراحة الصيفية؛ وخاصةً لطلبة المدارس؛ المستوىٰ الإلزامي؛ والملاحظ أن الكثير مِن العائلات ونحن مازلنا في وسط جائحة كوفيد 19 ستغادر دول الغرب في طريقها لقضاء عطلة صيفية في بلد المنشأ -للوالدين- وهنا يتبادر للذهن العديد من الأسئلة:

1.] كيف سيُعد الطفل خاصةً المستوىٰ الابتدائي والاعدادي.. إذ أن ما فوق هذا التعليم الألزامي لا يرغب الإبنــ(ــة) في الذهاب لبلد المنشأ ويرغب في البقاء في الوطن البديل(!)

2.] هل أعدت الأسرة برنامج كامل؛ ترفيهي تثقيفي تعليمي إجتماعي رياضي ذهني وبدني!

3.] بعض مِن ابناء الجيل الأول (الأباء والأمهات) يتحدثون بسلبية عن بلد المنشأ؛ خاصةً مَن لديهم حسابات خاصة مع النظام الحاكم أو مَن لديهم مشاكل مع أحد افراد الأسرة؛ سواء مسائل الميراث؛ وتقسيم التركة؛ أو طمع أحد الأفراد في الآخر مع ملاحظة تحصيل مال مَن في الغرب لمواجهة تكاليف المعيشة (تحويلات بنكية) أو للدواء...إلخ

4.] يترتب علىٰ السابق مقارنة -غير عادلة- بين الخدمات العامة (التطبيب التعليم الأمن والمواصلات مثلا) وامتيازات خاصة (المساعدات المالية للسكن أو الإنجاب أو البطالة) التي تقدم مِن آحدىٰ دول الاتحاد الأوروبي لمن يعيش علىٰ أراضيه؛ حتىٰ وإن كان لاجئاً، وبين دولة عضو في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي

5.] لعدم توفر عامل المساواة(**) في المقارنة يترتب عليه حالة من الضيق.

ينبغي بل يجب علىٰ الوالدين إظهار الوجه الحضاري لبلد المنشأ؛ خاصةً وأنها تتميز بقدر هائل مِن الاثار النادرة والأماكن ذات الطابع الحضاري؛ فهي -مِصر- تملك 1/3 أو (2/3) آثار العالم: سواء الفرعونية أو الإسلامية!؛ لغزارتها ووفرتها علىٰ جميع أرض مِصر.

كاتب هذه السطور قد عرض فكرة أن طلاب المستوىٰ الإعدادي والثانوي القادمين من الغرب يقدمون خدمة تعليمية/تثقيفية لمن يريد أتقان أو إحسان التحدث باللغة الإلمانية/الإنجليزية/ الفرنسية / الإيطالية... من طلاب مِصر؛ أو معرفة تفصيلية عن دول الغرب؛ وعليه تقوم وزارة التربية والتعليم والسياحة وهيئة الطيران والوزارات المعنية بترتيب هذا المحاضرات خلال معسكرات الراحة الصيفية؛ مع برنامج ترفيهي/تثقيفي يصلح أن يكون تحت مسمى "اعرف مِصر".
والظاهر أن المسألة ليست في الأفكار التي تطرح سواء من داخل الصندوق أو خارجه بقدر أن المسألة في كيفية تشغيل وتفعيل مثل هذه الأفكار

هل ينظر إلىٰ الإجازة علىٰ أنها مجرد فراغ؛ فـ يحيل كل الإيجابية التي وضعت الإجازة لأجلها إلىٰ سلبية مضاعفة؛ وعليه ينبغي التعامل مع الراحة الصيفية بأنها فرصتك الذهبية النادرة أو الوحيدة المتاحة لاجتياز درب وعر إلىٰ ضفة سهلة؛
إذن نحن مقبلون علىٰ فراغ زمني طويل (تسعة أسابيع)، انتظره الشباب والأطفال بصبر على صبر، والإشكال أن بعضهم لا يدرون لماذا يرغبون في هذا الفراغ؟
يسمّىٰ هذا الفراغ بالعطلة نسبة إلىٰ بقاء العامل بلا عمل، ويسمىٰ كذلك بالإجازة بمعنىٰ الرخصة، وهي في المجمل استراحة أو محطة أو لعلها فاصلة قصيرة للطلبة بين مستويين غالباً، وبين فاصل جزئي من الروتين الوظيفي والعملي أحياناً.

حقيقة الأمر أن الإجازة استراحة تأتي لهدف :
- تجديد الهمة، و
- التخفف مِن الضغط، - مع الاسترخاء والاستجمام،
- وشحن النفس والروح بطاقة إيجابية، لكن النظر إليها علىٰ أنها فراغ - مجرد فراغ - يمكن أن يحيل كل الإيجابية التي وضعت الإجازة لأجلها إلىٰ سلبية مضاعفة، فيعود بعدها الإنسان بنفس قاتمة وهمة فاترة وروح منكسرة فيكون أكثر ضعفاً.

ما الذي يمكن أن يجعلها سلبية؟

الكثير مِن العوامل والأسباب التي تجعل الشاب لا ينتبه إلىٰ أن الإجازة مثل انعدامها، فالحكم في الأمر أن ذلك كله يدخل ضمن وقت وعمر الإنسان، وهو محاسب علىٰ كل ثانية منه، وتنظيم الوقت واستثماره هو الكفيل الأول لمضاعفة إيجابية الإنسان وجدوىٰ ما يفعله. وأغلب أسباب انقلاب الإيجابي إلىٰ سلبي مقعّر ومضاعف هو أحد الأسباب التالية:

1. ضياع الهدف:
ويتساوىٰ في ذلك عدم وجوده مع تحديده بشكل خاطئ؛ لأن ذلك يعني تضييع الوقت في التجريب بما لا يفيد، وصرف المزيد مِن الجهد وربما المال في غير مكانه، حتىٰ إذا اكتشف الإنسان خطأه كان الأوان قد فات.

2. الفوضى:
ترك الأمور تجري بلا خطة واضحة يتم ترتيب الأولويات والأوقات فيها هو باب واسع للكسل والسلبية والفشل المحقق ، وذلك يجعل الإنسان عرضة لكل ما هو مستجد وطارئ وغير محسوب، فتتعدد أمامه الالتزامات وتغيم الرؤية بشكل يمكنه أن يعكّر عليه تفكيره فتمر أيامه كأنه لم يخطط لشيء.

3. التركيز على جانب واحد:
وحينما يكون الترفيه هو أكثر ما يفكر الإنسان بممارسته، فيبقىٰ بينه وبين الجدوىٰ مسافات طويلة  .

إذن ما الذي يجب أن نفعله؟

بما أن الإنسان مركب من روح وجسد؛ نفس وبدن.. فيجب مراعاة غذاء الروح بالتوازي مع غذاء الجسد:

1. اجعل لروحك الجزء الأكبر مِن الاهتمام عبر المتاح من العبادات.. عوّد نفسك علىٰ قراءة القرآن.. وحفظه.

2. تقرّب مِن أهلك ومجتمعك اللصيق بشكل أكبر، عش اهتماماتهم، وطموحاتهم، ساعدهم وساندهم وخفف من همومهم ومشاكلهم.

3. نظّم رحلات وبرامج علىٰ المستوىٰ العائلي وعلىٰ مستوىٰ الأصدقاء والزملاء، تتقارب فيها النفوس والعقول وتجدد الطاقة.

4. غذّ عقلك بساعة قراءة يومية للكتب في أي مجال تحبه، أو الاستماع لما تريد التزود به من ثقافات ومحاضرات وكتب صوتية، أو شاهد برامج مفيدة عبر الإنترنت والتلفاز.

5. واظب علىٰ حفظ شيء يهمك أن تحفظه كالقرآن والأذكار مثلاً، أو بعض المأثورات والأقوال المفيدة والجمل الريادية.

6. تواصل مع جيرانك ومعارفك الذين لم تتواصل معهم منذ زمن، وفتش عن نقاط تعيد التواصل لما كان عليه سابقاً.

7. سافر إن استطعت السفر، لمناطق الآثار؛ ففي السفر عشرات الفوائد، وهو باب للنجاح والتقدم والتغيير.

8. الغالب أننا نتحدث اللهجة العامية ونغفل اللغة العربية الفصحى؛ وهذه فرصة جيدة لتعلمها من خلال النحو والبلاغة وعلم البيان.

9. اكتشف موهبة لديك واعمل علىٰ تنميتها، أو طوّر موهبة موجودة لديك واشتهرت بها، فكل شيء أصبح متاحاً عبر الإنترنت.

10. طوّر نفسك عبر دورات تدريبية تخص مجال دراستك المستقبلية واهتمامك، لكي تتفوق حتىٰ علىٰ نفسك في الفترة القادمة.

11. شارك في الفعاليات التي يقيمها المجتمع والتعرف من خلالها علىٰ كل ما يخص بلاد-المنشأ- أو المكان الذي تعيش فيه-الوطن البديل-.

12. تطوّع أو شارك في مؤسسة أو نادٍ أو جمعية خيرية في المجال الذي تحبه وتختاره بما يزيد رصيدك المعرفي وحتى الروحي والإنساني.

13. شارك في أحد المخيمات والمراكز الصيفية التي تتيح تنمية القدرات الفردية الخاصة سواء كان المخيّم عاماً أم متخصصاً.

14. رفّه عن نفسك ومن حولك بأساليب وطرق تناسبك وتشعرك بالاسترخاء ، كالرحلات، التسوّق، اللعب، السياحة والتعرف على آثار ومعالم البلد.

15. إذا تيسر: نظّم زيارات خيرية للأيتام، للأسر الفقيرة، للمرضى في المشافي، للمقابر، للأسر المكلومة؛ مع ملاحظة التقييد الكامل بالإجراءات الوقائية فنحن ما زلنا في وسط جائحة كورونا .
وهو ما نسميه تقسيم وترتيب الوقت أو ساعات النهار والليل!

كما أضيف :

نصائح لعطلة صيفية ممتعة وصحية :

١. شجعوا أطفالكم على زيارة أصدقائهم في الحارة او في الحي المجاور بدل من محادثاتهم هاتفيا.

٢. ألحقوا أطفالكم ببرامج تطوعية مفيدة خارج إطار المنزل.

٣. اطفئوا اجهزة الحاسوب والآيباد والاجهزة الالكترونية، واطلبوا من أطفالكم اللعب مع الأصدقاء خارجا.

٤. ألحقوا أطفالكم بدورات رياضية مثل السباحة، ألعاب كرة القدم، وغيرها من الرياضات المفيدة .

٥. على الأطفال ان يتحركوا وان يمارسوا الفعاليات الجسمانية، فستين دقيقة أسبوعية من الحركة والجهد الجسماني مرغوبة لصحة أطفالكم.

٦. مارسوا نوعا من انواع الرياضة المحبب عليكم مع أطفالكم.

اما بالنسبة لأتباع نظام غذائي صحي خلال العطلة الصيفية :

١. اطلبوا من أطفالكم مشاركتكم في عملية تحضير الطعام من البداية وحتى تجهيز المائدة. والمقصد شاركوهم في شراء الخضروات والفواكه والحاجيات في الدكان حتى المرحلة النهائية من ترتيب سفرة الطعام وتقديمه.

هذه المشاركة تقحم الطفل وتشاركه بمكونات صحنه وبنوعية وصحة المركبات التي يتناولها، وتعطيه مفهوما واضحا اكثر عن عملية تحضير الطعام البيتي وأهميته، كما وتحركه جسمانيا أيضاً.

٢. شجعوا أطفالكم على النوم باكرا، فالسهرات تشجع تناول الطعام وأحيانا يتمادى الأطفال بتناول النقارش والمسليات الدهنية التي تسبب السمنة. من المهم ان ينام طفلك من ٨ حتى ٩ ساعات ليلية .

٣. حضروا لأطفالكم المسليات الصحية مثل الفشار المخفف الدهن، والمحضر بالبيت وانتبهوا بان لا تشتروا الفشار الجاهز لانه يحوي على نسب هائلة من الدهنيات. قطعوا الخضروات مثل الجزر، الخيار، الكولورابي، والفواكه بطريقة مشهية وقدموها بطريقة مبدعة لارغاب طفلك بتناولها. مع الابتعاد عن المشروبات الغازية (انظر ماذا فعل رونالدو؛ لعب الكرة مع زجاجة كوكاكولا)

٤. قطعوا البطيخ والشمام البارد لطفلك وشاركوه تناولها.

٥. حاولوا ان تحافظوا على نمط غذائي سليم، واحرصوا على ان يتناول الأطفال ثلاث وجبات: الفطور، الغذاء، والعشاء ونوعوا بتحضيرها. ".

اتمنىٰ -كاتب هذه السطور- والموقع راحة صيفية ممتعة مع الأخذ في الاعتبار الحيطة الزائدة باستخدام الإجراءات الصحية والوقائية للحماية من المتحور "دلتا" (ويُعرف أيضا باسم B.1.167.2، وهو واحد من ثلاثة سلالات فرعية معروفة لـB.1.167.) وكشفت البيانات أن لقاحات فايزر وأسترازينيكا (https://www.skynewsarabia.com/keyword-search?keyword=%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B 2%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%83%D8%A7&contentId=1445609) قللت من دخول المستشفى بنسبة تقارب الـ90 بالمئة وخفضت نسبة حدوث التهابات والمضاعفات بنسبة 17 بالمئة).




يسعدني مشاركتم بالأفكار والنقاش!

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

الأربعاء‏، 30 يونيو ‏، 2021 م ~ ‏الأربعاء‏، 21‏ ذو القعدة‏، 1442هــ

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 07 / 2021, 50 : 12 PM
:« „ يتوقع فلكياً أن تكون غرة شهر ذي الحجة لعام 1442 هــ يوم الأحد القادم الموافق 11 من يوليو 2021م ‟ ».
ـــــــــــــــــــــــــــ
لذا فتوجد بحوث ينبغي أن يعلمها المسلم ويتذكرها المؤمن؛ ونبيّنها لغير المسلمين؛ ولعل من أهم المسائل الشرعية الدعوية وفقا لهدي النبي الأعظم والرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- تبيان الأحكام الشرعية العملية في مناسبتها ووقتها ؛ إذ أن الإسلام في ابسط تعاريفه أنه :
« „ نظام حياة ‟ »
فهو مجموعة من :
- الأفكار والمبادئ؛ وحزمة من :
- القناعات والقيم؛ وكتلة من :
- المفاهيم والقناعات عن الحياة الدنيا ثم ما بعدها..
وغياب طرح هذا النظام - الأحكام الشرعية العملية المستنبطة من الوحي بواسطة أمين السماء جبريل - عليه السلام - نزل به على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله -صلى الله تعالى عليه وبارك وانعم وكرم - بشقيه :
- الكتاب الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين؛
- والسنة النبوية العطرة....
أقول(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) غياب هذا الطرح الإسلامي في المنتديات وخطاب غير المسلمين أضف : حالة الضعف الشديد الذي طرأ على اذهان المسلمين في فهم الإسلام أوصلا -الطرح الصحيح والضعف الشديد- الأمة الإسلامية في مجموعها وفي العديد من مناطقها لما نراه ونسمعه ونشاهده ليل نهار..
فالله المستعان وعليه التكلان؛ ومنه الهداية ونرجوه المغفرة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
25 من ذي القعدة 1442 هــ ~ 05 يوليو 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 07 / 2021, 55 : 12 PM
Leonie
الطفلة المغتصبة والمقتولة!
جريمة نكراء بكافة المقاييس؛ وحادثة شنعاء في عُرف البشرية المعذبة من قِبل قلة مِن افرادها! ودماء -حمراء تغلي غضباً وحنقاً- بريئة طاهرة؛ صاحبتها لم تصل-بعد- إلى سن النضج وزمن التكليف ولم تبلغ مبلغ النساء؛ كي تدرك ما يدور حولها أو ما سيحدث بها؛ سُفكت دماءُها بجوار مجرىٰ نهر الدانوب الأزرق؛ والّذي تغسل عاصمة دولة الآلب؛ وولاياتها الأولى قدميها صباح مساء على حافته المتدفقة والتي تغسل الحجر قبل أن تروي البشر وتلقي بشعرها الذهبي خلف ظهرها بعد تمشيطه مبللة خصلات جدائلها بماءه العذب.. ثم أُلقي جثمان القتيلة ملفوفاً بسجادة قذرة داست عليها مخالب ذئب بشري علىٰ قارعة الطريق للتخلص مِن آثار الجريمة تحت شجرة مثمرة.. روتها مياه المُزن الطاهرة.. فما كان مِن رابع الذئاب-أصغرهم سناً- إلا أنه أتصل بالأسعاف .. ظناً منه أن الضحية التي افترست في حالة غيبوبة أو متأثرة تحت المخدر؛ أو أنهكت قواها فلم تستطع الحراك من كثرة المناوبة عليها اغتصاباً لطفولتها وتمزيقاً لأحشاءها!

ففي مساء السبت 26. Juni وجد جثمان لقتيلة مكومة بممشاة مدرجة بدمائها بآحدىٰ أحياء العاصمة النمساوية Wien-Donaustadt لفظت أنفاسها الآخيرة!

والقضية ذات جوانب -متشابكة أو منفصلة بعضها عن بعض- عدة.... منها : السياسي والإجتماعي والديني والقانوني وحقوق الإنسان؛ وإشباع مظهر من مظاهر الغريزة..

ونبدء بالصورة العامة بما تتناقله وسائل الإعلام وفقا لمصدر أمني سعودي بأن شحنات مِن الفواكة والخضروات من دولة لبنان تحوي مخدرات تقدر بملايين الدولارات؛ في إشارة خفية إلى أن وراء هذه الشحنات أصابع لـ حزب الله اللبناني الشيعي؛ الموالي لنظام الملالي في جمهورية إيران الإسلامية؛ وقد أعترف علنا نصرالله-المسؤول الأول في الحزب- بأن مأكل ومشرب وسلاح حزب الله من إيران؛ وأن له-حزب الله- صفقات من هذا النوع في دول أمريكا اللاتينية؛ مع تبيض أموال ومساندة من حزب الرئيس اللبناني وصهره المسيحي.. وبالنظر لما يحدث في لبنان نلقي نظرة إلىٰ ما جرىٰ ويحدث في أفغانستان؛ ومنذ عدة سنوات.. وخاصة جماعة طالبان-طلبة الشريعة- بأن تمويل الجماعة والصرف عليها يأتي مِن خلال زراعة وتجارة المخدرات؛ ثم نعود لنلقي نظرة علىٰ من يجاور لبنان في الولاء والانتماء لنظام الملالي الشيعي في الجمهورية الإيرانية الإسلامية فنجد مليشيات في العراق وسوريا واليمن.. فيكون التواجد الشيعي الإيراني بصورته الحالية في خمس عواصم عربية؛ الخامسة ما يحدث في عواصم دول الخليج الست!

ملاحظة: لا يُفهم من تحليل كاتب هذه السطور ولا يقصد توجيه اصابع الإتهام للطائفة الشيعية برمتها؛ بل ما قلته يطفح على السطح من تتبع الأحداث ومجريات الأمور!

إذاً فطالبان الأفغانية تزرع وتتاجر في المخدرات كمورد لشراء العداد والصرف على الأجناد.. وفقا لما يتصدر المشهد من أخبار!

والذئاب البشرية الأربعة؛ وإن جاؤوا إلى الغرب على أعتبارات حقوق الإنسان واللجوء السياسي؛ إلا أن آحدهم له سوابق عدة من حيث السرقة والإتجار في المخدرات وصدرت عليه أحكام بالعقوبة والسجن والأصل أن يُرحل؛ ولكن لوجود إجراءات إدارية في وزارة الداخلية النمساوية ووزارة العدل تم ابقاؤه لسنوات دون ترحيله لبلد المنشأ- بلاد الأفغان-

وهنا يأتي العراك السياسي بين طرفي الإئتلاف الوزاري-الحكومي الحاكم الحالي وتوجيه أصابع الإتهام لوزيرة العدل؛ والتي أثقلت بملفات التجاوز في وزارتها ومن سبقها ممن تولى الوزارة والأصابع الآخرى توجه لوزير الداخلية الحالي مما ينذر بسقوط هذا الإئتلاف الحاكم!

فننتقل مِن الوضع العام الدولي مِن تجارة المخدرات إلىٰ الوضع الداخلي في جمهورية النمسا الإتحادية؛ ثم ننتقل إلىٰ ملف آخر وهو القانون النمساوي الحالي المعمول به سواء المتعلق بالجرائم بغض الطرف عن نوعها: قتل .. الآتجار في المخدرات أو البشر أو السرقة؛ وضرورة تعديله أو تغيير بعض بنوده؛ وخاصة المتعلقة بالأجانب أو مَن تحصل علىٰ حق اللجوء للبقاء في النمسا

مداخلة: أصحاب البشرة السمراء أو الداكنة أو القمحية ينظر إليهم بعد كل جريمة أو حادثة تحصل بغض الطرف عن موقعها ومكانها وحيثياتها وظروفها .. ينظر إليهم نظرة ارتياب وريبة وشك؛ وبالطبع لا يحمل هولاء شارة تفيد أنه يحمل الجنسية الغربية أو أنه يحمل شهادة أكاديمية أو أنه تلقى تعليماً عاليا في دول الاتحاد الأوروبي أو كندا أو أمريكا.. لكن يكفي لون بشرته وشكل هندامه أو غرابة عطره..

المداخلة الثانية بخصوص القانون : لا يوجد توافق أو إنسجام بين المادة القانونية المعمول بها وبين فهم المواطن العادي أو إدراكه لصياغة المادة القانونية؛ أضف أن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقرءة تظهر جانب بعينه من شخصية الفاعل فيتم الحديث عن محمد أو مصطفى-الفاعل- أو الحديث عن افغاني أو مصري أو سوري-الفاعل- مما يعطي أنطباعاً سيئا عند المواطن الغربي الأصيل صاحب البشرة البيضاء عن صاحب البشرة الداكنة أو القمحية أو السمراء أو صاحب دين بعينه من خلاله اسم الفاعل؛ ثم حالة من عدم الرضا بصفة عامة عند الغربيين أن من يتحصل على حق اللجوء تصرف له أموال للمعيشة والسكن من أموال دافعي الضرائب ؛ وهذا القادم من بلاد الحرب وموطن الكرب لم يقدم شيئا ما لهذا البلد المضيف!!

الظاهر أن هناك مشاكل عصيّة على الحل: كالحالة السورية؛ العراقية ؛ اليمنية؛ الليبية؛ الأفغانية؛ والنووي الإيراني وتدخل ما تبقى من النظام الخميني في دول الجوار! ومسألة هجرة غير شرعية لأهل الجنوب إلى الشمال .. الاتجار في المخدرات والبشر

إذاً هناك العديد من القضايا الشائكة مما يجعل أحزاب اليمين المتطرف الغربية تصطاد في الماء العكر فتعمم حالة فردية على الجميع وفقا لقاعدة مغلوطة أن السيئة تعم والحسنة تخص.

الجانب الإجتماعي : وزير ألماني ووزير نمساوي صرحا بأن برنامج الإندماج فشل فشلا ذريعاً.. مما ترتب على ذلك أن اموال وجهود الوزارات المعنية ذهبت دون فائدة ولم تحقق الهدف المنشود والمرجو؛ فلا مردود لها!

الحالة الإجتماعية : بعض الأمهات وقليل من الأباء إما يعطي الحرية الكاملة لأبنته أو ابنه دون حساب أو مراجعة، أو البعض يضيق إلىٰ درجة الخنق؛ الحالة والتي نحن بصدد عرضها وليس بحثها؛ الأم سمحت لطفلتها بمغادرة بيت الأسرة لقضاء بعض الوقت من زميلاتها.. فقد أنتقلت العائلة للسكنىٰ في Tulln منذ ما يقترب من عامين [ المسافة بين العاصمة فيينا وبينها تقدر بــ (43,7 km)] ؛ فهل أخطأت الأم بسماحها لطفلتها بمغادرة المسكن الجديد لبعض الساعات لتذهب في زيارة زميلاتها في العاصمة فيينا!

اعتقد أنه لا يصح تحمل هذا الجانب أكثر مما يحتمل؛ وقد جرى نقاش بين بعض اساتذة الإجتماع في السماح من عدمه؛ وجاء رد أننا نعيش في بلد نسبة حالة الأمان مرتفعة؛ فلسنا في بلد حروب أو أزمات؛ لكن الواقع المعاش الخارجي فيه ما فيه من الفساد والإنحلال!

مظهر من مظاهر الغريزة: الإنسان بصفته الأصلية يحتاج إلى أدنى حالة من إشباع حاجاته العضوية؛ وإن لم يشبعها اشرف على الهلاك: كالتنفس والطعام والشراب وإخراج الفضلات.. كما ويستلزم هدؤه النفسي والبدني إشباع آحدى مظاهر غريزة البقاء أو النوع أو التملك؛ وليس بالضرورة إشباعها؛ فعدم الإشباع يترتب عليه قلق نفسي وتوتر عصبي ليس أكثر.. بيد أن فتح ابواب بيوت الدعارة وأماكن الإشباع بكافة صوره أوقع افراد من المجتمع في تخبط وحيرة.. فما هي حدود المسموح والمباح وما هي حدود الحرام وما هو مفهوم الرذيلة والخطيئة وما هي قيم الأخلاق الحميدة!!

هناك -في كل المجتمعات- مَن يتصيد فريسته.. يكفي كونها أنثى أو مَن يصلح لقضاء شبقه واشباع وطره بغض الطرف عن السن أو النوع -ذكر أنثى- أو التجاوب والانسجام والموافقة؛ وهذا يظهر في أماكن أبعد ما تكون عن أن يتصور المرء أن يحدث بها اغتصاب لأنثى بالغة أو طفل لا يدرك ما يحدث له!

آحدهم تصيد فريسته وعزم بقية افراد القطيع الضائع عليها!

إشكال عند الطرفين : الصورة النمطية عن الآخر هي التي تسود المشهد العام؛ سواء الصورة النمطية عن غير المسلمين عند المسلمين أو الصورة النمطية عن المسلمين عند غير المسلمين.. والأحداث في التاريخ المعاصر تثبت صحة ما ذهبت إليه...

راعي المعبد الديني: قد يؤجج الصراع بين الطرفين السابقين أو يهمل تماماً الواقع المعاش خارج معبده الديني فيحكي عما هو معروف ومسموع وممل ليل نهار ؛ فإما الحديث عن المخلص من كل الذنوب والخطايا والمعاصي بالفصل التام عن الحياة؛ وهذا فريق.. أو الحديث عن الحور العين بعد الموت؛ وكلاهما يخطئ العرض..

يفهم من السابق ويدرك أن عدة أطراف وجهات ومؤسسات ووزارات وتجمعات ومنتديات تشارك بقصد ونية مبيتة في تأجيج الصراع أو بجهل وعدم تحسسها المسؤولية الملقاة على عاتقها في علاج ناجع لواقع مؤلم...

لا يصح بل لا يجوز أن تمر هذه الفاجعة بعد حين من الزمان دون إعادة مراجعة ونظر ووضع خطة مستقبلية؛ إذ إن تلك الفاجعات السابقات تكررت ومرت في إنتظار الفاجعة الجديدة القادمة!

اقتراح: ينبغي أو يصلح للقاضي المدني في دولة تفصل الدين عن الحياة أو المجتمع -دولة عضو الاتحاد الأورُبي- اقول : يصلح له أن يستعين بالقانون الجزائي-الحدود- في شريعة الفاعل الجاني -الغاصب-القاتل؛ فيطبق عليه أقصى عقوبة توجد في ابجدية شريعة بلاد الأفغان...

وبالقطع للحديث بقية.. فالقضية مازالت في بدايتها!

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

‏الثلاثاء‏، يوليو 06‏ 2021 م ~ ‏27‏ ذو القعدة‏، 1442هــ

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 07 / 2021, 57 : 11 PM
الحمد لله فالق الإصباح بعد ليل مظلم؛ ومبدع الشمس فتنير الأفاق؛ والحمد لله جعل النهار لنا معاشا؛ وجعل الليل سكنا ولباسا..
غدا الأحد تبدء العشر الأول من شهر ذي الحجة لعام 1442 هــ؛ فـــ
أقول :
" العشر الأول من ذي الحجة فإنها أيام مباركة، ولفضلها أقسم المولىٰ سبحانه بها في كتابه الكريم حيث قال:
{ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ }
[الفجر:1 ،2]. ".

وأخرج البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما مِن أيامٍ العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ".

« „ ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ. ‟ ».

رواه : عبدالله بن عباس؛ انظر : صحيح البخاري : 969؛ الحديث : صحيح





« „ ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ ‟ ».
رواه : عبدالله بن عباس؛ انظر : موفق الدين ابن قدامة؛ في : المغني: 4 /443؛ الحديث : حسن صحيح

[رواه الترمذي ، وأصله في البخاري ، وفي حديث ابن عمر : (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد . ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





" مِن رَحمةِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- بعِبادِه أنْ مَنَّ عليهِم بأيامٍ مُبارَكةٍ، يُضاعِفُ لهم فيها الأجرَ، ويُعطي فيها جَزيلَ الثَّوابِ؛ رَحمةً منه وكرَمًا، ومنها:

الأيامُ العَشرُ الأُوَلُ مِن ذي الحِجَّةِ.

وفي هذا الحَديثِ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى فَضْلِ العملِ الصَّالحِ في العَشْرِ الأوائلِ مِن ذي الحِجَّةِ، ويُبيِّنُ أنَّ أجْرَ العَملِ الصَّالحِ فيها يَتضاعَفُ ما لا يَتضاعَفُ في سائرِ الأيَّامِ؛ فعلَى المُسلِمِ أنْ يَغتَنِمَها ويُكثِرَ فيها الطاعاتِ، ومِن أجَلِّ الطاعاتِ فيها:
- ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ،
وأعظمُ الذِّكرِ :
- قِراءةُ القُرآنِ، و
- التَّكبيرُ و
- التَّهليلُ و
- التَّحميدُ،
وفي مُسنَدِ أحمدَ وغيرِه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: « ما مِن أيَّامٍ أعظمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَملِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ؛ فأَكْثِروا فيهِنَّ مِن التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحْمِيد ». و


يَشملُ العَملُ الصالحُ :
- الفَرائضَ و
- الواجِباتِ و
- كلَّ أعْمالِ البِرِّ و
- المَعروفِ و
أعمالَ التَّطوُّعِ مِن العِباداتِ؛ مِن :
- صَلاةٍ و
- صَدَقةٍ و
- صِيامٍ ؛ وبالأخصِّ صِيامُ يومِ عَرفةَ؛ فكلُّ ما فُعِلَ مِن فرْضٍ في العَشرِ فهو أفْضلُ مِن فرْضٍ فُعِلَ في غيرِه، وكذا النَّفْلُ في العَشرِ أفضلُ مِن النَّفْلِ في غيرِها، كما يَشمَلُ أيضًا ترْكَ المنهيَّاتِ والمنكَراتِ؛ فمَنْ ترَكَ المعصيةَ في هذه الأيَّامِ فلا شكَّ أنَّ أجْرَه أفضلُ مِن تَركِه للمَعصيةِ في غيرِها.
فسَأَلَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الجِهادِ في غَيرِ هذه الأيَّامِ العَشْرِ؛ هلِ العَملُ الصَّالحُ فيها يَفضُلُه أيضًا؟ وإنَّما اختصَّ سُؤالُهم عن الجِهادِ لِمَا تقرَّرَ عِندَهم أنَّه مِن أفضلِ الأعمالِ؛ ولذلِك وُزِنَ به أيَّامُ ذِي الحِجَّةِ، فأجاب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَم؛ يَفضُلُ العَمَلُ الصَّالحُ في هذِه الأيَّامِ الجِهادَ في غَيرِها، إلَّا رجُلٌ خرَجَ مُخاطِرًا بنفْسِه ومالِه في سَبيلِ اللهِ، ففَقَدَ مالَه وفاضَتْ رُوحُه في سَبيلِ اللهِ؛ فهذا الجِهادُ بهذه الصُّورةِ هو الذي يَفضُلُ على العَملِ الصالحِ في هذه الأيَّامِ المبارَكاتِ، وهذا بَيانٌ لفَخامةِ جِهادِه، وتَعظيمٌ له بأنَّه قد بَلَغَ مَبلَغًا لا يَكادُ يَتفاوَتُ بشَرَفِ الأيَّامِ والأزمانِ وعَدَمِ شَرَفِها.
و

ظاهِرُ هذا الحَديثِ أنَّ هذه العَشَرةَ أفضَلُ مِن العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمضانَ.

و



قيل:
" إنَّ عَشْرَ ذي الحِجَّةِ هي الأفضلُ أيَّامًا " ، و " عشْرَ رَمَضانَ هي أفضَلُ لَياليَ؛ لوُجودِ لَيلةِ القَدْرِ فيها.
وفي الحديثِ:
- بَيانُ عِظَمِ فضْلِ العَشْرِ الأوائلِ مِن ذي الحِجَّةِ على غَيرِها مِن أيَّامِ السَّنةِ.
وفيه:
- تَعظيمُ أمْرِ الشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ وبذْلِ النَّفسِ والمالِ معًا، وأنَّ هذه هي أعْلَى مراتبِ الجِهادِ.
وفيه:
- أنَّ العَملَ المفضولَ في الوَقتِ الفاضلِ يَلتحِقُ بالعمَلِ الفاضلِ في غَيرِه مِن الأوقاتِ."[1].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 07 / 2021, 13 : 12 AM
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما-، أيضاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: « „ ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء ” ».
[رواه الدارمي 1 /357؛ وإسناده حسن كما في الإرواء 3 /398].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 07 / 2021, 16 : 12 AM
ما يستحبُ مِن الأعمال في العشر من ذي الحجة!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 07 / 2021, 30 : 12 AM
مِن مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول مِن ذي الحجة، التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام:

1.] فينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بــ
توبة نصوح إلى الله،عز وجل،


2.] الصيام

فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة (https://islamqa.info/ar/answers/279518). لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: " « „ قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” ».
[أخرجه البخاري 1805]
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "« „ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة .. ويوم عاشوراء ... وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين” ».
[ أخرجه النسائي 4 /205 ؛ وأبو داود؛ وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2 /462.]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
13 / 07 / 2021, 59 : 08 PM
بما أنه قد ثبت -والحمد لله رب العالمين؛ الذي بنعمته تتم الصالحات- أن غرة شهر ذي الحجة بدأت يوم الأحد الماضي الموافق 11 يوليو2021م؛ فعليه ستكون بإذنه -تعالى ذكره- ومشيئته وقفة عرفة لحج هذا العام 1442 هـ يوم الإثنين القادم الموافق 19 يوليو ، وعيد الأضحى المبارك يوم الثلاثاء القادم الموافق 20 يوليو؛ اعاد الله -تعالى- عليكم جميعاً أيام الخير وسنوات اليسر وأزمان الطاعة ودوام أوقات حسن العبادة.
الثلاثاء - 3 ذو الحجة 1442 هـ - 13 يوليو 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 07 / 2021, 52 : 08 PM
حين تابعت الأخبار عن ما حدث في كل من ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا وفرنسا ؛ والتي تخبرنا عن سيول جارفة أغرقت ما يزيد عن 80 إنسانا وهدمت منازل وتهدمت بيوت... تذكرت مباشرة ما نطق به القرآن الكريم و ما جاء به الذكر الحكيم و ما تكلم عنه الفرقان المبين .. اسمع إليه وهو يقول :

{ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي .. وَغِيضَ الْمَاء .. وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِين }
[هود:44].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 07 / 2021, 25 : 09 PM
{ سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِين }
[الصافات:79]
لم تتمكن الأمة الإسلامية -ومنذ حين وردح من الزمان- بمجموعها [ اليوم : مليار وثمان مئة مليون] أو بافرادها [اهل العلم الشرعي أو العلم المدني] من استثمار الأحداث اليومية والتي تؤثر في البشر وشرح مع تبيان الوقائع الحياتية المعاشة..
أقول لم يتم استثمارها من ناحية إحسان تفسير ودقة تأويل الوحي بشقيه:
أ.] الوحي القرآني، و
ب.] الوحي البياني الرسولي للمسلمين أولاً لإخراجهم من صحراء الجهل ورفعهم من بئر ظلام الإتباع.. ليتبوء مكانهم اللائق بهم ومكانتهم في مقدمة الشعوب وعلى رأس الأمم ؛ ليس بجبروت أو تكبر ولكن بهداية ربانية ورحمة نبوية.. ومن ثم تبيان بجلاء لغير المسلمين ما ينبغي لهم من عمله بتذكيرهم بنص قرآني مجيد أو سنة محمدية بيانية.. وما جرى وحدث وما زال يحدث في دول غربية في أوربا (المانيا؛ بلجيكا؛ هولندا/ إيطالبا؛ فرنسا) وأستراليا وأمريكا الشمالية وكندا .. من فيضانات زاحفة لما يقف أمامها من بنيان وإغراق إنسان وأمطار غزيرة تخرج عن مسار الأنهار ومجراها المسار..
يرى كاتب هذه السطور أنه مناسبة جيدة بل ممتازة لتذكير الغافل وتنبيه الوسنان واستيقاظ النائم؛ وأعد -معي- قراءة وفهم الآية الكريمة على رأس هذه الصفحة!!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 07 / 2021, 13 : 03 PM
فَضْلُ أَعْمَالِ يَوْمِ عَرَفَةَ [ الإثنين 9 ذي الحجة الموافق 19 يوليو ] لِغَيْرِ الْحَجِيجِ!

.. نحن وما زلنا نعيش في مرحلة ما قبل إنتصاف زمن إنتهاء وباء وابتلاء جائحة كوفيد 19 أو نتعايش معه كمرض موسمي ؛ مع ملاحظة ومتابعة تحورات الفيروس المتعددة .. تلك التحورات والتي تسبقنا بأسرع مما توجده عقول العلماء في إيجاد لقاح مفيد أو ما تنتجه المختبرات ومعامل الصيدلة من دواء ناجع كي نلتقط أنفاسنا .. في هذا المناخ العام لكل سكان المعمورة فقد قررت وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية قصر الحج للمرة الثانية على التوالي للعام الهجري 1442 على مَن يسكن بارض الحجاز ونجد وما حولهما تفاديا لمضاعفات إنتقال الفيروس وخشية إنتقال العدوي وإنتشارها ليس فقط في المملكة بل في بلدان الحجيج.. لذا فسأكتفي ببحث فضائل أعمال يوم عرفة لغير الحاج!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 07 / 2021, 33 : 05 PM
أحاديث في صوم التطوع

الْمُقَدِّمَة :
" بيان أحاديث جاءت في صوم التطوع ".
ونبين الأحاديث التي دلَّت على فضل صيام التطوع، وبعض الأيام التي تُصام: لأنَّ المسلم بحاجةٍ إلى أن يعرف هذا..

1.] جاء فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ []: « „ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ أَحْتَسِبُ عَلَىٰ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ...‟ ».

وَفِي لَفْظٍ: „ وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ‟، فَقَالَ []: « „ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ ‟ »..

يستفاد من ظَاهِرِ الْحَدِيثِ:
- تَكْفِيرُ الْكَبَائِرِ وَ الصَّغَائِرِ، وَبِهِ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ.

وَأما ما قَالَه الْجُمْهُورُ:
- هَذَا خَاصٌّ بِــ الصَّغَائِرِ، وَ الْكَبَائِرُ تُكَفَّرُ بِـــ التَّوْبَةِ.

-*-

ولنا " أن الأحاديث يُفسِّر بعضُها بعضًا، فإذا كانت الصَّلوات الخمس التي هي الفرائض لا تُكفِّر إلا الصَّغائر ؛ لــ قوله []: « „ الصَّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفَّارةٌ لما بينهنَّ.. ما لم تُغْشَ الكبائر‟ ».. ، فمن باب أولى صوم عرفة، إذ أنه من باب التطوع؛ وليس الفرض ".

:" وفي "مسند أحمد" بإسنادٍ جيدٍ عن أبي أمامة، أنه قال: „ يا رسول الله، أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنة ‟، فقال []: « „ عليك بالصوم، فإنه لا مثلَ له ‟» ، وفي رواية ابن خزيمة وغيره: „ أخبرني بعملٍ ينفعني الله به ‟، فقال []:« „ عليك بالصوم؛ فإنه لا مثلَ له ‟ » ، وهذا فيه حثٌّ على الإكثار من صوم التطوع، وأنه يوم عظيم، وأنه عبادة عظيمة، وأنه من أسباب دخول الجنَّة.".

:" وفي حديث معاذ: « „ الصوم جُنَّة ‟».. ، فهو جُنَّة [ أي حماية ووقاية ] من النار، كجُنَّة العدو من القتال، فالصيام له شأنٌ عظيمٌ، وفضلٌ كبيرٌ، والمؤمن يتحفَّظ فيه، ولهذا قال []:« „ مَن لم يدع قولَ الزور، والعملَ به، والجهلَ، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ‟ » ، فلا بدّ عند الصيام من التَّحفظ، وله فضلٌ عظيمٌ ".

:" مما سبق بيانه ما يدل على فضل صيام هذا اليوم، وأنَّ يوم عرفة يومٌ عظيمٌ يُستحب صيامه لغير الحُجَّاج، أما الحاج فلا، فيُستحب صيامه لغير الحُجَّاج؛ لما فيه من الفضل، وهذه كفَّارة لمَّا تجنَّب الكبائر، كما قال جلَّ وعلا :{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } [النساء:31]، تكفير الصَّغائر".

تنبيه :
" كُلُّ ذَلِكَ مُقَيَّدٌ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، بِالِاسْتِقَامَةِ عَلَى مَا أَوْجَبَ اللهُ، وَتَرْكِ الْكَبَائِرِ، وَأَنَّ هَذِهِ الْفَضَائِلَ وَهَذِهِ الْأَعْمَالَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَغْفِرَةِ مَعَ الْأَسْبَابِ الْأُخْرَى الَّتِي شَرَعَهَا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَمَعَ السَّلَامَةِ مِنَ الْمَوَانِعِ الَّتِي تَمْنَعُ الْمَغْفِرَةَ، وَذَلِكَ هُوَ الْإِصْرَارُ عَلَى الْكَبَائِرِ، كَمَا قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].

فَشَرَطَ فِي هَذَا عَدْمَ الْإِصْرَارِ، وَالْإِصْرَارُ: هُوَ الْإِقَامَةُ عَلَىٰ الْمَعْصِيَةِ، وَعَدَمُ التَّوْبَةِ مِنْهَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ عَدَمِ الْمَغْفِرَةِ -وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ- ".
وعليه :" فَالْوَاجِبُ عَلَىٰ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ: أَنْ يَحْذَرَ الِاتِّكَالَ عَلَىٰ أَحَادِيثِ التَّرْغِيبِ وَالْوَعْدِ، وَالْإِعْرَاضَ عَنْ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ وَآيَاتِ الْوَعِيدِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يَأْخُذَ بِهَذَا وَهَذَا. يَجِبُ أَنْ يَحْذَرَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللهُ مِنَ الْمَعَاصِي، وَأَنْ تَكُونَ عَلَىٰ بَالِهِ الْأَحَادِيثُ وَالْآيَاتُ الَّتِي فِيهَا الْوَعِيدُ لِمَنْ تَعَدَّىٰ حُدُودَ اللهِ وَانْتَهَكَ مَحَارِمَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ يُحْسِنُ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، وَيَرْجُوهُ، وَيَتَذَكَّرُ وَعْدَهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَبِالرَّحْمَةِ لِمَنْ يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ، فَيَجْمَعُ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا، بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ، فَلَا يَقْنَطُ وَلَا يَأْمَنُ. وَهَذَا هُوَ طَرِيقُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ الْإِيمَانِ، كَمَا قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]، وقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } [الإسراء: 57]. وَهَكَذَا أَهْلُ الْإِيمَانِ مِنْ أَتْبَاعِ الرُّسُلِ، هُمْ عَلَىٰ هَذَا السَّبِيلِ، يُوَحِّدُونَ اللهَ، وَيَخْشَوْنَهُ، وَيُؤَدُّونَ فَرَائِضَهُ، وَيَدَعُونَ مَحَارِمَهُ، وَيَرْجُونَهُ وَيَخَافُونَهُ -جَلَّ وَعَلَا- ". [ابْنُ بَازٍ]

:" فَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ بِمِثْلِ هَذِهِ الطَّاعَاتِ لَا يَكُونُ لِلْكَبَائِرِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ، وَلَا يَكُونُ تَكْفِيرُ الذُّنُوبِ بِمِثْلِ هَذِهِ الطَّاعَاتِ لِحُقُوقِ الْعِبَادِ؛ فَإِنَّهَا لَا بُدَّ أَنْ تُؤَدَّىٰ. ".[رسلانٍ]

*/-*/

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)!

‏السبت‏،07 ذو الحجة‏، 1442هــ ~‏17‏ يوليو‏، 2021 م


(1)
(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 07 / 2021, 04 : 07 PM
الشخصيّةُ الآدميّةُ


« تَضْطَلِعُ العائلة المسلمة في الغرب بِحِمْلِين -وَهِيَّ ضَعيفُة البِنْيَةِ؛ عديمةُ السندِ- في تربية أبنائها: الأول حِمل التربية وفق المعتقد؛ وحِمل الحفاظ على الهوية خوفا من الذوبان؛ وهو الحِمل الثاني ».


-*-

الشخصية الآدمية تبنىٰ كما يبنىٰ المنزل الذي سوف يأويك مِن شمس الصيف وشْتَدِّ حَرِّهِ وقَيظِه.. كما يقيك بردَ وصقيعَ الشتاءِ وزمهريره؛ ويحميك -البيت- من شدة العواصف وهبوبها وعصف الرياح وزمجرتها؛ فــ الشخصية الآدمية كالبيت.. يظلك.. فتجد له اساساً متيناً في باطن الأرض لا يُرىٰ؛ ثم يقام عليه فيرتفع البناء ويسمو البنيان ويظل ثابتاً.. لثبات أساسه وقوة أعمدته.. وبناءً علىٰ هذا المثال وبساطته.. أتكلم عن تلك الشخصية البشرية .. ذلٰكَ الكيان الآدمي.. هذا الإنسان.. أنتَ.. أنتِ.. هو.. هي.. وأنا.. بغض النظر عن لون بشرته أو وصرف الطرف عن لون شعره أو نعومته أو تجعده.. وبغض النظر عن مسقط رأسه فوق هذه المعمورة.. وبالتالي جنسيته وهويته وانتماءه وعقيدته.. وإن كنتُ أعترف بوجود عوامل إيجابية وآخرىٰ سلبية أو مؤثرات فاعلة في الشخصية مباشرةً أو غير مباشرةٍ..
المحصلة: فــ إما أن تكون ذات شأن في الدنيا - مع تدنيها ودونيتها وتقلبها وقرب فنائها وآكيد زوالها - وإما أن تكون أمعة(*) تحسن إذا أحسن الناس.. وتسئ إذا اساؤا.. فلا يسمع لكَ رأي ولا تستشار في قضية.. كالقشة في مهب الريح أو كزبد البحر..

لذا فقد :" اهْتَمَّ النَّبيُّ [] بِبِناءِ الشَّخْصيَّةِ المُسْلِمةِ علىٰ التَّمَيُّزِ واسْتِخْدامِ العَقْلِ والحِكمةِ، وعدَمِ التَّقليدِ الأعمَىٰ، وعَدَمِ اتِّباعِ كلِّ ناعِقٍ، أو السَّيْرِ خَلْفَ النَّاسِ دُون رَوِيَّةٍ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ- ناصِحًا للمُسْلِمينَ ومنبهاً:« „ لا تَكُونوا إمَّعَةً ‟ ».. والإمَّعَةُ هو: الشَّخصُ الذي يُقَلِّدُ النَّاسَ بِدُون وَعْيٍ ولا رَأْيٍ؛ فَيَكونُ في مَجامِعِ الأُمورِ معَ مَتْبوعِه، :« „ تَقُولونَ: إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ ‟ »، أي: إليْنا، أو إلى غَيرِنا،
« „ أَحْسَنَّا ‟ »؛ جَزاءً لهم، أو تَبَعًا لهم في إحْسانِهم؛ « „ وإنْ ظَلَموا ‟ »؛ بأنْ ظَلَمونا أو ظَلَموا غَيرَنا، فكذلك نَحْنُ :« „ ظَلَمْنا ‟ » النَّاسَ على وَفْقِ أعْمالِ مَن نُقَلِّدُهم، ومعْنىٰ هذا: أنَّهم :„ مُقَلِّدونَ ‟ للنَّاسِ في إحْسانِهم وظُلْمِهم، ويَقْتَفون أَثَرَهم، والمُقَلِّدُ والتَّابِعُ لغَيرِه يَكونُ بِلا شَخْصيَّةٍ ولا رَأْيٍ، ولا يَقومُ رَأْيُه علىٰ التَّصْديقِ والاعْتِقادِ، بل هو كالنَّاعِقِ يَهيمُ بِكلِّ صَيْحةٍ، ويَسْمَعُ كلَّ ناعِقٍ، ويَطيرُ وَراءَ كُلِّ هَيْعةٍ، وهذا خَطَرٌ علىٰ المُقَلِّدِ نَفْسِه، وخَطَرٌ علىٰ المُجْتَمَعِ؛ لأنَّه يُؤَدِّي إلىٰ إفْراغِه مِن:„ التَّفْكيرِ ‟ » و :„ التَّعَقُّلِ ‟ في الأُمورِ. ولذلك قالَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ-:« „ ولكنْ وَطِّنوا أَنفُسَكم ‟ » بِالعَزْمِ الجازِمِ علىٰ الفِعْلِ الحَسَنِ وحَمْلِها -النفس- عليْه أيًّا كان فِعلُ الناسِ، فـ:« „ إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أنْ تُحْسِنُوا ‟ » فأَوْجِبوا علىٰ أَنفُسِكم الإحْسانَ،« „ وإنْ أَساؤُوا فلا تَظْلِموا ‟ »، وإنْ ظَلَمَكم النَّاسُ أو ظلَموا غَيرَكم فلا تَتَّبِعوهم، ولا تَظْلِموا مِثْلَهم؛ لأنَّ عَدَمَ الظُّلْمِ -وهو مَقْدورٌ عليْه- إحْسانٌ، ويَكونُ ذلك الخُلُقُ الجَميلُ هو بمَنزِلةِ الوَطَنِ للنَّفْسِ حتىٰ تَعْتادَه، ويكونَ مُصاحِبًا لها.

وفي الحديثِ: إشْعارٌ بِالنَّهْيِ عن التَّقْليدِ المُجَرَّدِ في الأخْلاقِ الذَّميمَةِ، فَضْلًا عن الاعْتِقاداتِ والعِباداتِ. و

فيه: أنَّ اللهَ-عز وجل- يُحِبُّ الإحْسانَ، وكذا رَسولُه -صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ-؛ ولذلك أَوْصىٰ النَّبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليْه وسلَّمَ به علىٰ كلِّ الأحْوالِ. ".

ويصح لي ويحق أن اقول أن تربية الأولاد-صبيان وصبايا- في بلاد الغرب تستلزم القيام بدورين .. دور الأم الحاضنة والأب الراعي والدور الثاني تصحيح المفاهيم الخاطئة والمعتقدات الفاسدة .

.. والشخصية الإنسانية تتشكل مِن شقين:

- الأول منهما طريقة فهمك للحياة وكيفية استيعاب المعلومات من مصادرها الأصلية والصحيحة؛ وإدراكك العميق لمغزى الحياة وكنه آدميتك.. وهذه المعلومات؛ منها ما هو خاص وفق مجموعة من القيم والمقاييس وكتلة من الأفكار والقناعات تبنى جميعها على مبدأ الإسلام وأسسه.. ومنها ما هو عام يستفاد من علوم حديثة ومن ثقافة الآخرين.. مع إسترجاع هذا القدر الهائل من المعلومات والتي تحصلت عليها من خلال المناخ الذي تعيش فيه أو البيئة التي تربيت فيها أو تلك العالية الغالية أمك أو هذا الشامخ أبيك أو معلمك ومدرسك ثم المجتمع الصغير الذي نشأت فيه ثم المجتمع الكبير والأوسع.. أقول استرجاع هذه المعلومات والتي خزنت في الخلايا المخية.. تسترجعها وقت الحاجة إليها وفي زمن الحاجة إليها وبناء رأي صواب عليها.. أو ما يطلق عليه العملية العقلية؛ بمعنىٰ طريقة التفكير.. فالحديث ليس فقط عن المخ كجهاز عضوي ضروري للإنسان بل الحديث عن جزء منه أي العقل والإدراك والفهم والاستيعاب أو العملية الفقهية -ليس بالمفهوم الضيق بل الواسع؛ بمعنى فهم جميع المسائل وإدراكها وليس فقط الحديث عن الفقه الشرعي أو الديني أو الكهنوتي-...

أما الشق الثاني من بناء الشخصية الآدمية فهو:

- النفسية أي ما تحب وتكره.. وما ترغب وتترك.. ومشاعر الغضب وأحاسيس الفرح.. وما اتميل إليه وما تبتعد عنه وما تأنفه أو تعفه.. وما تستلذ به وما يؤلمك ..

إذاً ... العقلية الآدمية والنفسية البشرية -معاً- تبنىٰ بناءً منذ نعومة الأظافر؛ وثوان الرضاعة الأولىٰ من حنان أم ولحظات رعاية أب.. يجاورها -إن وجدت- ما حباه الله لبضع من الناس من قدرات.. إما عقلية أو نفسية أو جسدية/بدنية؛ وقد تسمىٰ المواهب..

وقد اُبتليت الأمة الإسلامية كغيرها مِن الشعوب والقبائل والأمم بأن مصدر المعلومة ومصدر التعليم بل ومصدر التثقيف ليس بيدها ولا تتحكم فيه.. أنظر إلىٰ الإعلام.. - كمثال - مَن اليوم يتحكم فيه!؛ صار هناك قوىٰ عالمية تتحكم في المال والتجارة والصناعة والعلم.. وتسمح بتسريب معلومة ما أو نشر خبر بعينه.. ومن السذاجة الطفولية أن يتكلم بعض أهل الدين؛ ولا أقول رجال الدين؛ مِن السذاجة أن يقول آحدهم بأن مسلماً هناك في أوربا أو في الأمريكيتن أو كندا أو الصين أو روسيا صنع كذا في مختبر علمي أو قدم كذا.. فهذا المسلم صناعة غربية أو شرقية وليس صناعة محلية عربية كانت أو إسلامية.. وإن تلقىٰ بذور العلم في بلدان „ العالم الثالث ‟-وفق تقسيم المارشال شارل ديجول ؛ أو التقسيم الألطف وفق الأم المتحدة „ دول نامية ‟- إذ أن الإسلام كنظام حياة خاص.. وطريقة عيش بعينها ونمط خاص مِن الوجود اُستبعد مِن الحياة العامة منذ عهد مصطفى كمال- أبو الأتراك - أتاتورك؛ وألغي من المجتمع.. وبقىٰ فقط حبيساً في الحياة الخاصة أو في بعض المصليات بما يتناسب مع المناسبات أو قلة من المساجد بما يتفق مع الأحداث وندرة في الجوامع بما يتأتىٰ من شعائر كموسم رمضان أو الحج أو الهجرة أو عاشوراء أو المولد.. وإن بدءات تظهر علامات غياب الإسلام كنظام في الحياة الخاصة للأفراد نتيجة ما أطلق عليه الغزو الفكري أو منصات التواصل الإجتماعي وكلها ليست صناعة عربية بل غربية بأمتياز -وإن كان كاتب هذه السطور وموقع آسترو عرب نيوز ينطلقان من دول الغرب ويعيشان في دول الغرب؛ ولعل هذه المساحة الحرة من التفكير ما تمكنا معا من استثمارها لولا أننا نعيش في الغرب- وهذه يعود إلىٰ طريقة التربية التي تراد للمسلمين ولغيرهم أيضا..

وابسط مثال اقدمه لأثبت ما اقوله هو ذاك اللقاح ضد كوفيد 19.. ففي مِصر يوجد لقاح صيني وليس عربيا وفي الخليج يوجد لقاح أمريكي/بريطاني؛ وليس عربيا أو إسلاميا؛ فصارت صحة الشعوب العربية/الإسلامية بأيدي غيرها من مراكز القرار وصناع الدواء..

مسألة تربية الأجيال تقع على عاتق الأم التي حبلت فأرضعت فربت والأب - الأسرة - ومِن ثم المعلم - نظام التعليم الإلزامي- ويشاركهما وسائل الإعلام والترفية.. والأمة الإسلامية ليس لديها إستقلالية في أتخاذ قرار أو تسيير أعمال.. لذا فتجد - إلا من رحم ربي - تتربى الفتاة -الطفلة- على ما يقدم إليها من خلال تلك الوسائل المتاحة من حضانة وتربية وتعليم وتثقيف وترفية.. حتىٰ عروستها والتي تلعب بها صناعة غربية فغارت الدولة(!) الإسلامية بجمهوريتها الإيرانية فصنعت لعبة للطفلة اسمتها :"ليلى".. فتجد تلك المرأة العربية/المسلمة المهوسة بنموذج غربي؛ وهذا لا يعني إنني ضد النموذج الغربي؛ فلكل قوم هاد؛ لكن اعتراضي أن يكون هذا النموذج هو الوحيد الأوحد المفضل والذي يقدم..

ومن هنا أردت أن أكمل قراءتي الشخصية في مسألة بدأت أنشرها على الموقع في منتصف مايو -2018 أفرنجي- حول عنوان:« خديجة بنت خويلد .. المرأة العصرية .. المرأة النموذجية »..أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة !.

وقد تألمتُ مرة ثانية إذ كتبتُ وقتها :" مستقبل أمة:„ غائبة ! ‟.. :" أبحاث تمهيدية !". وكنتُ أظن أنني متشائم للغاية .. فغيرت في قراري نفسي؛ وفي مكنون قلبي العنوان العريض إلى:" أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة ذات حضارة !". وبدأت أكتب اللاحق من بحوث على اساس العنوان الجديد؛ إذ لا يوجد مستقبل حقيقي إلا بعد فهم صحيح لماضي تلك الأمة.. وبالطبع يقيناً مع المراجعة والتدقيق والتحقيق والنقد البناء لما كتبه السادة العلماء كلٌ في مجاله دون اساءة إلى أحد أو تجريح..

وما يغلب على فهمي أن البداية يجب أن تكون من خلال الحاضنة الأولىٰ للمستقبل وراعيته التي تبنيه علىٰ اساس متين.. وهذه الراعية هي طفلة جيل ٢١.. وهذا لآن اليونيسيف قد أصدرت تقريرا ترجح فيه أنه سيزيد عدد سكان المعمورة في عام ٢٠٢١ بــ بتقدير ١٤٠ مليون طفل؛ عالمياً كانت الهند الأعلىٰ مواليد في اليوم الأول من هذا العام الجديد؛ وكانت مصر الأعلى مواليد عربياً..

لذا أجد الفرصة مناسبة يجب استثمارها لأكتب عن نموذج المرأة الحاضنة الراعية لطفلة ولدت منذ اسبوع!! ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

(*) :"هذا الحديث روي من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أن النبي [] قال :« „ لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا ‟ ».[ رواه الترمذي (2007) بإسناد ضعيف.] . و

قد ضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" غير أنه صححه من قول عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- . و

لا شك أن المعنى الذي تضمنه الحديث صحيح ، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحسن اعتقاداته وأقواله وأعماله ، سواء أحسن الناس أم أساؤوا . قال ابن عثيمين :„ الواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به ، وأن يقتصر على ما حده الله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمَّعَةً يتبع كلَّ ناعق ، بل ينبغي أن يُكَوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً } [المائدة/3] ‟.انتهى . "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/301) . ".

ولمزيد إيضاح لهذه الجزئية من البحث:

« معنى إمعة في اللغة ».

يطلق لفظ :„ الإمع ‟ أو :„ الإمعة ‟ في اللغة علىٰ الإنسان الذي يتبع الناس دون أن يكون له رأي، فيكون لسان مقاله لكل شخص يتبعه أنا معك، وقد زيدت:„ التاء ‟ في كلمة إمعة لتكون دلالة على المبالغة في الاتباع، والإمعة هو إنسان متردد لا يثبت على شيء، وقد جاء لفظ الإمعة في الحديث النبوي الشريف حينما قال عليه الصلاة والسلام: (اغد عالما أو متعلما ولا تكونن أمّعة). "[1][2] "

[1]رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين عن رب العالمين ، عن زر بن حبيش، [ج: (2)؛ ص: (160)، والحديث صحيح .

[2]"تعريف ومعنى أمعة في معجم المعاني الجامع " (https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A5%D9%85%D8%B9%D8%A9/)، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-17. بتصرّف.

.. أضف:" أسباب تجعل من الإنسان إمعة

لا شك بأنّ الإنسان يكون إمعة بتوافر عدة أسباب تجعله كذلك، ومن بين تلك الأسباب:

- ضعف الثقة في الله، و

- التربية الخاطئة للأبناء، فبدلاً من تربية الأجيال علىٰ الثقة بالله وأنه وحده من يضر وينفع، تربى الأجيال على التقليد والاتباع، ومن بين الأسباب التي تصنع الإمعة:

- اتباع الأمم التي حذَّر منها النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك:

- عدم وجود القدوة والأسوة الحسنة للناس، وقدوة المسلمين الأولى بلا شك هو رسول الله عليه الصلاة والسلام.[1]

[1]د. هشام السيد عطية (2013-3-28)، " خطر الإمعة على المجتمع "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-17. بتصرّف. ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

شريف حمدان
25 / 07 / 2021, 43 : 02 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/yrk63795.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 08 / 2021, 03 : 11 PM
الهجرة النبوية الشريفة!

الهجرة النبوية الشريفة!








حين يتم البعد عن طريقته[صلى الله عليه وآله وسلم] المثلىٰ -عمداً أو جهلاً- وترك سنته العطرة -تساهلاً- أو تغيبها قصداً.. صار ومنذ حين التناطح باقوال والتراشق بمقالات: هل يجوز الاحتفال بمولده أو يصح الاحتفال بمناسبة هجرته؛ أو التهنئة بقدوم العام الجديد.. والأصل الاهتمام بنشر سنته وتبيان طريقته؛ وعرض تفسير وتأويل آيات القرآن المجيد؛ وخاصةً آيات الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بافعال العباد.. وانظر ماذا يحدث مِن حولك .. كــ حال لبنان أو سوريا فالعراق ثم غَرِّب فتابع حال ليبيا فتونس فالجزائر ثم أتجه جنوبا إلى اليمن ثم أعبر البحر الأحمر للسودان فأثيوبيا ثم سافر إلى بلاد الأفغان أو ما يحدث في إيران تجد غياب تام لهدي الــحبـــيــب -عليه السلام- وتعطيل لأحكام كتابه المجيد ... هذا حال جزء من بلاد المسلمين ولا أقول بلاد الإسلام!


وأني أتبنىٰ الرأي الذي يقول لا يصح اعتبار الهجرة النبوية الشريفة مِن مكة المكرمة إلىٰ [يثرب] المدينة المنورة -والتي طيَّب الله تعالىٰ ثراها بمرقده -صلى الله عليه وآله وسلم- وبجواريه صاحبيه -رضي الله تعالى عنهما-.. لا يصح أن تعتبر أنها ذكرىٰ.. يعاد تذكرها قرب إنتهاء شهر ذي الحجة؛ كما لا يجوز اعتبارها مناسبة تأتي في العام مرة؛ والجمعة التي قبلها يعلو آحدهم منبرا ويتحدث عنها.. إذ أن الحديث ومنذ سنوات عن الهجرة خرج مِن مضمونها وبعيد عن هدفها ..

الهجرة النبوية الشريفة -علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل التنعيم وعظيم الإكرام- الهجرة النبوية في حقيقتها هي مفصل حيوي يربط بإحكام شديد متين بين العهد المكي بما فيه وبين العهد المدني بما جرىٰ فيه.. وسبقتها ثلاث سنوات بها أحداث عظام [راجع ما نشره الكاتب على موقع ملتقى أهل العلم] فالهجرة النبوية هي أمر آلهي لنبيه وتكليف سماوي لمصطفاه؛ فهي حكم شرعي كبقية الأحكام الشرعية العملية المنزلة بواسطة الوحي والمستنبطة من الكتاب الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين أو مأخوذة من طريقته العملية وسنته النبوية -عليه السلام-.

إذاً المسألة المبحوثة ليس جواز الاحتفال بالهجرة من عدمها!


*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

‏الخميس‏، 26‏ ذوالحجة‏، 1442هــ ~* 05 ‏أغسطس، 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 08 / 2021, 03 : 12 AM
:الهجرة النبوية الشريفة!


حين يتم البعد عن طريقته [صلى الله عليه وآله وسلم] المثلىٰ -عمداً أو جهلاً- وترك سنته العطرة -تساهلاً-.. أو تغيباً قصداً.. صار ومنذ حين التناطح بأقوال فارغة المضمون والتراشق بمقالات خالية من التحقيق والتدقيق:

- هل يجوز الاحتفال بمولده
أو
- يصح الاحتفال بمناسبة هجرته؛
أو
- التهنئة بقدوم العام الهجري ثم جاء الميلادي الجديد..
و
الأصل ينبغي الاهتمام بنشر سنته العطرة ويجب تبيان طريقته المثلى؛ باعتبارها أحكام شرعية عملية يومية؛ وأيضا شرح وتوضيح مع عرض تفسير وتأويل آيات القرآن المجيد؛ وخاصةً آيات الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بافعال العباد..

وانظر ماذا يحدث مِن حولك .. كــ حال لبنان [كانت : سويسرا الشرق/العرب] أو سوريا فالعراق؛ ثم غَرِّب فتابع حال ليبيا فتونس [كانت الخضراء الزهراء] فالجزائر؛ ثم أتجه جنوباً إلىٰ اليمن [الذي كنا ندرسه بأنه:" السعيد"] ثم أعبر البحر الأحمر فتضع قدمك علىٰ أرض السودان [في بداية الستينات من القرن الماضي قيل أنها : سلة العالم العربي الغذائية] فأثيوبيا ثم ارحل إلى بلاد الأفغان وجارتها إيران [سنَّة/شيعة] تجد غياباً تاماً لهدي الـحــبــيب -عليه السلام- وتعطيل لأحكام كتابه المجيد.. هذا حال جزء من بلاد المسلمين؛ لا أقول بلاد الإسلام! مع ملاحظة علم دولة كُتب عليه „الله أكبر‟.. وآخرىٰ ترفع „اسم الجلالة‟ فوق علمها؛ مع مسميات„شعارات‟فارغة مِن المضمون؛ كما كنا نسمع „الإسلام هو الحل‟ أو „التنمية .. والعدالة.. والنهضة..‟

مع أني أتبنىٰ الرأي الذي يقول لا يصح اعتبار الهجرة النبوية الشريفة مِن مكة المكرمة إلىٰ [يثرب] المدينة المنورة -والتي طيَّب الله تعالىٰ ثراها بمرقده [] وبجواريه صاحبيه [رضي الله تعالى عنهما].. لا يصح أن تعتبر أنها:« „ ذكرىٰ ‟ ».. يعاد تذكرها قرب إنتهاء الساعات الآخيرة من شهر ذي الحجة؛ كما لا يجوز اعتبارها :« „ مناسبة ‟ » تأتي في العام مرة؛ وخطبة الجمعة التي قبلها يعلو آحدهم منبراً مذكراً ومتحدثا عنها.. إذ أن الحديث ومنذ سنوات عن الهجرة خرج مِن مضمونها وبعيد عن هدفها..

الهجرة النبوية الشريفة -علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل التنعيم وعظيم الإكرام- الهجرة النبوية هي مفصل حيوي يربط بإحكام شديد متين قوي بين العهد المكي بما فيه؛ وبين العهد المدني بما جرىٰ فيه.. والمهم: ما سبقها بثلاث سنوات من أحداث جسام عظام [راجع ما نشره الكاتب علىٰ موقعنا: „ ملتقى أهل العلم‟؛ تحت عنوان عريض:« „السيرة النبوية‟ ».]

فالهجرةُ النبويّة هي أمرٌ آلهي لنبيه وتكليفٌ سماوي لمصطفاه []؛ فهي حكم شرعي كبقية الأحكام الشرعية العملية المنزلة بواسطة الوحي عن طريق أمين السماء المَلٰك جبريل -عليه السلام- والمستنبطة مِن الكتاب الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين أو مأخوذة مِن طريقته العملية وسنته النبوية -عليه السلام- ..تلك الأحكام الشرعية العلمية المتعلقة بالحياة اليومية لمَن آمن بالله رباً واحداً وبرسوله محمدا بن عبدالله خاتما للأنبياء وآخرا للمرسلين ومتمما للمبتعثين؛ وبكتابه الكريم.. وهذه المبادئ الأساسية والتي تبنى عليه بقية أسس العقيدة وأركان الإيمان والإسلام؛ فتبعد صاحبها عن الجحيم وتوفقه لدخول الجنة!

إذاً المسألة المبحوثة ليس جواز الاحتفال بالهجرة من عدمها!

فقد خرَّج البخاري، وابن حبان في صحيحيهما وتابعهما بقية أهل العلم في حديث عائشة؛ أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها وعن ابيها وأمها وأختها وأخيها- في شأن الهجرة مطولا؛ وما نستشهد به أن : « „ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
« „ قَدْ : « أُرِيتُ ».. دَارَ هِجْرَتِكُمْ رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ ‟ ».
وَهُمَا الْحَرَّتَانِ..[ (الحَرَّة: الأرض السوداء)، نقلا عن دار الافتاء المصرية]

فقوله -عليه السلام- :« أُرِيتُ ».. دلالة واضحة علىٰ الوحي الذي يأتيه؛ هذا أولاً .. ثم قوله : « رَأَيْتُ »..
و ثانيًا صفة المكان : :« دَارَ هِجْرَتِكُمْ رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ ‟ ».
فهذا هو الإخبار الأول كما جاء في صحيح البخاري؛ ثم نتابع ما قالته الصديقة بنت الصديق -رضي الله تعالى عنهما- إذ تقول : فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعَ إِلَىٰالْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ‟ ».

؛ ثم تكمل وفق رواية البخاري فتقول:« „ وَتَجَهَّزَ أَبُوبَكْرٍ مُهَاجِرًا ‟ ». وهنا نجد المحاورة بين النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبـــيب المرتضى وبين وزيره الأول الصديق.. أستمع إليه ... فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« „ عَلَى رِسْلِكَ ‟ ».أي تمهل واصبر..

فيخبره:« „ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي ‟ ».

فيتساءل الوزير الأول الصديق.. أستمع إليه :« „ هَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ ‟ ».

فيأتي الجواب يقيناً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« „ نَعَمْ ‟ ».

وأما الرواية عند ابن حبان في صحيحه أذكرها لتوضح المسألة ..

فــ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا -، قَالَتِ::« „ اسْتَأْذَنَ أَبُوبَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:«اصْبِرْ» ، فَقَالُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَطْمَعُ أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«إِنِّي لَأَرْجُو» ، فَانْتَظَرَهُ أَبُوبَكْرٍ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ ظُهْرًا، فَنَادَاهُ، فَقَالَ لَهُ:«اخْرُجْ مَنْ عِنْدَكَ» ، فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ: إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

فَقَالَ:« أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الصُّحْبَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« الصُّحْبَةُ »(*)‟ ».

وأما رواية ابن هشام فتقرأ : فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« إنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ » وهنا تجد لفظة صريحة إذ يقول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« وَالْهِجْرَةِ ». قَالَتْ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : :« الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ »، قَالَ :« الصُّحْبَةَ ».

وهنا وضح تماماً الخطاب التكليفي لنبي الهدى والرحمة من العلي القدير -سبحانه وتعالى-؛ وهذا يوجب علىٰ أمته -افراداً وتكتلات- أن تلتزم هديه بفهم تشريعي واستنارة فقهية ووعي منهجي..

والمسألة تحتاج لمزيد شرح فسيكون من بعد إذنه-تعالى- وحسن توفيقه في بحوث السيرة النبوية.

* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

(*) وقد علق الألباني في كتابه المسمى:"التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان "... بقوله :"صحيح ورمز بـ: "خ" ـ ((مختصر البخاري)).

‏الخميس‏، 26‏ ذو الحجة‏، 1442هــ ~* 05‏ أغسطس، 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 08 / 2021, 31 : 02 AM
http://saaid.net/mktarat/mohram/3ashraa.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 08 / 2021, 58 : 06 PM
شهرُ اللهِ المُحَرَّمِ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 08 / 2021, 59 : 07 PM
[ مسألة الإظهار ]
:" مِن القضايا التي اغفلتها الأمة الإسلامية في عمومها.. ومنذ حين من الزمان سواء على المستوى الفردي أو الجمعي أو الحزبي والتكتلي أو الدولي والاحتكام لهيئات دولية أو منظمات عالمية أو إقليمية ..


قضية
《.« „ الإظهار ‟ » 》..


وكي أوضح الفكرة..
فالخالق المبدع المصور -جلَّ جلاله- خلق جناح الفراشة بألوانه الزاهية للطيران -دوره الرئيسي.. حسب علمي- كما خلق جناح البعوضة كذلك للطيران؛ وجناح الذبابة .. فأظهر في المخلوق الأول حسن صنعته، وأظهر في المخلوق الثاني تمام إبداعه؛ وانظر إلى الطيور في سماء خالقها على إختلاف احجامها ومسلكها...


كما أنه -سبحانه- في المطعومات من الخضروات والفواكه.. والجميع يسقى من ماء واحد بيد أننا نفضل بعضها على بعض، فنبه القرآن الكريم والذكر الحكيم لهذه المسألة بقوله :{... وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون } [الرعد:4] .
كما نبه إلى إختلاف الألوان فنطق القرآن العظيم والهدي الكريم فيقول : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُون } [النحل:13].
وانظر إلى البشر ؛ ففي شمال القارة الأوربية يختلفون عن وسطها أو جنوبها .. وانظر إلى القارة الآسيوية أو الأفريقية فيثبت القرن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين هذه الجزئية بقوله .. استمع إليه بقلبك قبل اذنك : { .. وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين } [الروم:22].



وهذ المسألة؛ اقصد مسألة الإظهار غابت عن عموم المسلمين؛ وخاصة عن علمائها وأهل القرآن -إلا من رحم ربي-.. وعليه اقصد في هذه العجالة دون دقة التفصيل :
- إظهار العقيدة الصحيحة السليمة.. في كافة الأوساط والمجالات.. سواء العالمية منها أو الإقليمية والداخلية .. وأيضاً
- إظهار الإيمان..
- إظهار الإسلام..
أي إعلاء كلمة الله -تعالى- قولا وفعلا وسلوكا وأخلاقا وحلا للقضايا والمسائل في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية[هل تابعت جلسات إيران مع الغرب في فيينا بخصوص الملفات المتعلقة بإتفاق جديد مع الإدارة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي]؛ وفي العلاقات بين الدول وفي العلاقات بين الأفراد..
فهل نحن نظهر أحكام الإسلام الحنيف العملية في كافة المسائل والقضايا التي نتعرض لها!؟..
أم أننا نجعل العادات والتقاليد ومورث الأجداد هو المتحكم في العلاقات !!..


- لذا فــ ينبغي للمسلمين أن يُظهِروا تعظيمَ هذا الشّهر شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ بصيامه كلِّه، أو ما تيسّر منه، أو صيام التّاسع والعاشر.
- ومِن تعظيمه -هذا الشّهر-: الاجتهاد في كفِّ النّفس عن معاصي الله؛ لأنّها مِن ظلم النّفس الذي نهى الله عنه في كلّ الشّهور، خصوصًا الأشهر الحرم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36] . "

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 08 / 2021, 55 : 08 PM
ينبغي التنبيهُ على خطأ شائعٍ في إطلاق لفظ «محرم» مجرّدًا عن الألف واللاَّم؛ ذلك لأنّ الصواب إطلاقه معرَّفًا، بأن يقال: «الْــمُـــحَـــرَّم»، لــ
- ورود الأحاديث النبوية بها معرَّفة؛ و
- لأنَّ العرب لم تذكر هذا الشهر في مقالهم وأشعارهم إلاّ معرَّفًا بالألف واللام، دون بقية الشهور، فإطلاق تسميته إذًا سماعي وليس قياسًّيا[1].
والله أعلم.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 08 / 2021, 17 : 09 PM
فضل العشر الأول من شهر محرم وحكم صيامها!
الإكثار من الصوم في شهر الله المحرم من فضائل الأعمال، لما جاء في صحيح الإمام مسلم.

فــ
- من صام كل المحرم فقد أحسن، و
- من صام بعضه فله من الأجر بقدر ما صام، فــ
- من صام عشرة أيام فقط من المحرم فهو مأجور إن شاء الله.

وإن كان المراد بــ
- العشر من المحرم العشر الأول منه، فإن من صام عشره الأول فقط فهو محسن يرجى له الثواب، و
العشر الأول من المحرم هي أفضل أعشار هذا الشهر المبارك كما ذكر ذلك بعض العلماء، فيكون الصيام فيها أفضل من الصيام في غيرها منه، ولا شك في فضل هذه العشر لاشتمالها على يوم عاشوراء الذي يكفر صيامه ذنوب سنة كما ثبت في صحيح مسلم.

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في بيان فضل العشر الأول من المحرم ما مختصره:
وأفضل شهر الله المحرم عشره الأول، وقد
- زعم يمان بن رآب: أنه العشر الذي أقسم الله به في كتابه، ولكن الصحيح أن العشر المقسم به عشر ذي الحجة. و
- قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات:
- العشر الأخير من رمضان، و
- العشر الأول من ذي الحجة، و
- العشر الأول من محرم. وقد
- قيل: إنه العشر الذي أتم الله به ميقات موسى -عليه السلام- أربعين ليلة، وإن التكلم وقع في عاشره. و
- روي عن وهب بن منبه قال: أوحى الله -تعالى- إلى موسى -عليه السلام- أن مر قومك أن يتوبوا إليَّ -سبحانه- في أول عشر المحرم، فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إليَّ أغفر لهم. و
- عن قتادة : أن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة. انتهى.
[ راجع: ابن رجب الحنبلي؛ لطائف المعارف؛ ص: 35]

وإن كان المقصود صيام اليوم العاشر منفردا، فالجواب أن ذلك مستحب، والأفضل أن يصوم معه التاسع.[1]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 08 / 2021, 27 : 11 PM
شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ..
مُحَرَّم الحَرَام[ (-*-) ]


:" نحن اليوم في شهر عظيم؛ شهر الله المحرم، شهر له حرمة، وفيه فضائل وأحكام ! ".

التَّمْهِيدُ :

1 . ] فإنَّ مِنْ شرفِ الشهر الأوَّل -المُحَرَّمُ- مِنْ شهور السَّنَة القمرية أَنْ نَسَبَه النبيُّ المصطفىٰ والرسول المجتبىٰ والمبعوث المحتبىٰ المرتضىٰ صلَّى الله عليه وسلَّم إلىٰ ربِّه -تعالى اسمه وتقدس سره-، ونَعَتَه بالشهر الحرام في قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «... شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ » [(1)]،

2 . ] و ينبغي التنبيهُ علىٰ خطأ شائعٍ في إطلاق لفظ «محرم» مجرّدًا عن الألف واللاَّم؛ ذلك لأنّ الصواب إطلاقه معرَّفًا، بأن يقال: «المُحرَّم»، لورود الأحاديث النبوية بها معرَّفة؛ ولأنَّ العرب لم تذكر هذا الشهر في مقالهم وأشعارهم إلاّ معرَّفًا بالألف واللام، دون بقية الشهور، فإطلاق تسميته إذًا سماعي وليس قياسًّيا.[(2)]

3 . ] :" احذر الجهل !..

الحديث عن هجرة سيّد الأنام؛ والكلام عن خروج سيد ولد آدم مِن مكةَ المكرمة إلى مدينته المنورة --صلّى الله عليه وسلّم-. برفقة صاحبه ووزيره الأول؛ وخليفته الأول ما أطيبه من حديث ! وإنّا -جميعاً- لنسعىٰ إلىٰ مثله السّعي الدائم الحثيث.. إذ هو حدث لا كسائر الأحداث .. إنّها بداية خروج النّاس من الأجداث..

ولكنْ لا بدّ أن نعلم أنّ الحديث عن الهجرة النبويّة في هذا الشّهر، إنّما يُشرع لأنّهم أرّخوا بشهر الله المحرّم ؟

لا لأنّ الهجرة النبويّة كانت بشهر محرّم !

فإنّ العلماءَ قاطبة مِن المؤرّخين كالطّبري وابن كثير، وأصحاب المغازي والسّير كابن هشام، وابن إسحاق، متّفقون علىٰ أنّ الهجرة كانت بشهر ربيع الأوّل.

وتوضيح ذلك:

أنّ الأنصار بايعوا رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بيعة العقبة الثّانية في موسم الحجّ، أي: في شهر ذي الحجّة.

وأقام رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- بعدهم بمكّة بقيّة ذي الحجّة مِن تلك السنة والمحرّم وصفر، وخرج مهاجرا إلىٰ المدينة في شهر ربيع الأوّل(وترتيبه الشهر الثالث من السنة القمرية).
[انظر " تاريخ الإمام الطّبريّ "].

ولكنّ الوهم سرىٰ علىٰ عقول أكثر المسلمين بسبب أنّ الصّحابة لمّا أرادوا التّأريخ اختاروا السّنة التي هاجر فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يلتفتوا إلىٰ الشّهر الذي هاجر فيه، وإنّما اختاروا محرّما لأنّه منصرف النّاس مِن الحجّ - كما سبق بيانه -.

وهذا يدلّ علىٰ منزلة الهجرة في صدور المؤمنين، ومرتبتها في قلوب المسلمين. ".[(3)]

4 . ] :" احتضنت مكة عام 412م اجتماعا ضم سادة قبائل العرب لتوحيد أسماء الأشهر العربية، التي تعددت تسمياتها في شبه جزيرة العرب آنذاك.

وقد عقد الاجتماع في حياة „كلاب بن مرة‟ خامس جد للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

ويعتمد التقويم العربي -الذي أصبح فيما بعد التقويم الهجري الإسلامي- علىٰ حركة القمر، ولذلك يصنف علىٰ أنه تقويم قمري.

اعتمد المسلمون التقويم العربي ليكون تقويم الدولة الإسلامية، ونظرا لاعتماده الهجرة النبوية الشريفة بداية له فقد سمي بالتقويم الهجري. وقد اعتمد بعد سنتين ونصف من خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، في ربيع الأول مِن عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 محرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية بعد اعتماد التقويم الهجري. ".[(4)]

4 . 1 . ] :" بيد أن رياح التغيير هبت فــ:" بدأ التغيير علىٰ يد الخديوي إسماعيل[( ** )] حيث غير نمط حياة الإنسان المِصري: غَيَّر برنامجه اليومي، غَيَّر التقويم من الهجري إلىٰ الميلادي، غَيَّر الساعة من العربي إلىٰ الأفرنجي، غَيَّر الأزياء، غَيَّر نمط المعيشة .".[( *** )]

وربطاً بما سبق وبناءً علىٰ التغيير في نمط المعيشة كما يخبرنا د. علي جمعة؛ مفتي الديار المِصرية السابق.. غابت عن اذهان مسلمي هذا الزمان وما سبقه من عصور :


4 . 2 . ] [ مسألة الإظهار ]






فتجد أن الأمة الإسلامية قد اغفلت العديد من قضاياها ؛ ومنها قضية « „الإظهار‟ »..


أو


نظرية « „الإظهار‟ ». و

كي أوضح الفكرة:

فالخالق المبدع المصور -جل جلاله- خلق جناح الفراشة بألوانه الزاهية للطيران؛ كما خلق -كذلك- جناح البعوضة والذبابة للطيران؛ فأظهر في المخلوق الأول حسن صنعته، وأظهر في المخلوق الثاني تمام إبداعه؛ فالدور الأساسي -حسب علمي- لهذا الجناح هو التمكين من الطيران؛ كذا الطيور باشكالها وأنواعها وأحجامها تستخدمه للطيران؛ وقد يساعدها في تلطيف الهواء وتهوية العش؛ فإذا نظرت إلىٰ الطاووس يزهو بشكله وألوان ريشه؛ تنبهتَ أن خلف هذا الإبداع خالق مِن عدم فأحسن خلقه علىٰ غير مثال سابق، وهذا تنبيه آلهي لوجود خالق مبدع مصور ليدلل -سبحانه وتعالى- عن طريق النظر والاستبصار ثم عن طريق متابعة المخلوقات .. يدلل علىٰ وجود خالق صانع مبدع مصور أوجد صناعته من عدم؛ ثم انظر إلىٰ البحار والأنهار والبحيرات وما تحوي في بطونها من أنواع هائلة من الأسماك.. على أختلاف أحجامها وألوانها وطعمها.. كما أنه -سبحانه- في المطعومات من الخضروات والفواكه.. والجميع يسقىٰ من ماء واحد ؛ بيد أننا نفضل بعضها علىٰ بعض من حيث الطعم والتذوق، فنبه القرآن الكريم والذكر الحكيم لهذه المسألة بقوله :{ ... وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون }
[الرعد:4] .

كما نبه إلىٰ إختلاف الألوان فنطق القرآن العظيم يقول : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُون }
[النحل:13] .
وهذه إشارات وتنبيهات وعلامات وآيات ترشدنا وتبصرنا إلى قضية الخلق والإيجاد.. هذا من حيث الواقع المشاهد المحسوس؛ ثم يأتي الإخبار اليقيني بنص سماوي قرآني علىٰ لسان نبي ورسول ليؤكد ما يراه البشر.. وإن غفلوا.. ثم انظر إلىٰ البشر ؛ ففي شمال القارة الأوربية يختلفون عن وسطها أو جنوبها وانظر إلىٰ القارة الآسيوية أو الأفريقية فيثبت القرن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين هذه الجزئية بقوله.. استمع إليه : { وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين }
[الروم:22].

وهذه المسألة؛ اقصد نظرية/قضية « „الإظهار‟ » غفلت عنها أمة الإسلام.. فلا يقومون بعرضها ومن ثم بلورتها بل غابت عن عموم المسلمين؛ وخاصة عن علمائها وأهل القرآن -إلا من رحم ربي-..

وعليه اقصد في هذه العجالة دون دقة التفصيل وحسن التبيان ووافر الشرح: يوجب علىٰ المسلمين -بوضعهم الحالي وقدراتهم الآنية-
- إظهار العقيدة الصحيحة السليمة.. بكافة الطرق والوسائل المتاحة -تراجع السيرة النبوية في العهد المكي؛ إصدار موقعنا- وفي كافة الأوساط والمجالات.. سواء العالمية منها أو الإقليمية والداخلية وأيضاً
- إظهار الإيمان.. و
- إظهار أحكام الإسلام.. ومعالجاته لكافة القضايا وكل المسائل؛ وليس ما يشاهد أو يسمع من سوء تصرفات القلة مِن مَن يقال عنهم أنهم مِن عرب أو أعاجم المسلمين.. فيجب إعلاء كلمة الله -تعالى- قولا وفعلا وسلوكا وأخلاقا وتصرفات في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية [هل تابعت جلسات إيران مع الغرب في فندق:" جراند أوتيل" في فيينا/النمسا بخصوص الملفات المتعلقة بإتفاق جديد]؛ وفي العلاقات بين الدول وفي العلاقات بين الأفراد.. فهل نحن نظهر أحكام الإسلام الحنيف في كافة المسائل والقضايا التي نتعرض لها بإجتهاد جديد صحيح!؟.. أم أننا نجعل العادات والتقاليد ومورث الأجداد هو المتحكم في العلاقات..

لذا فــ ينبغي للمسلمين أن يُظهِروا تعظيمَ هذا الشّهر شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ بصيامه كلِّه، أو ما تيسّر منه، أو صيام التّاسع والعاشر. ومِن تعظيمه -هذا الشّهر-: الاجتهاد في كفِّ النّفس عن معاصي الله؛ لأنّها مِن ظلم النّفس الذي نهى الله تعالى عنه في كلّ الشّهور، خصوصًا الأشهر الحرم، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾
[التوبة: 36] .

4 . 3 . ]:" تأصيل مسألة صيام يوم عاشوراء المبارك

ويَقَعُ في شهر الله المحرَّم يومٌ جليلُ القَدْر هو يومُ عاشوراءَ المبارَكُ، وحُرمتُه قديمةٌ؛ إذ فيه نجَّىٰ اللهُ تعالىٰ موسىٰ -عليه السلام- وبني إسرائيل مِنْ ظلمِ فرعونَ وجنودِه، وأغرقه اللهُ وقومَه؛ فَقَدْ وَرَدَ في الصحيحين مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: « „مَا هَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟‟ » فَقَالُوا: «هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ؛ فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «فَنَحْنُ « أَحَقُّ » وَ « أَوْلَى » بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»[(5)]

وروى أبو مُوسَى الأشعري -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"[(6)].



4. 4 . ] تأصيل يوم عاشوراء المبارك.. حُرمتُه قديمةٌ

وكيف تعامل آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين وخاتم المرسلين مع حدث لم يعايشه؛ ولكن أوحيَّ إليه! :

شُرِعَ صِيَامُ يومِ عاشورَاءَ، شُكرًا للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَىٰ نَجَاةِ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، مِن أَكبَرِ طَاغِيَةٍ عَرَفَهُ التَّارِيخُ، حيثُ ذَكَرَ اللهُ، -عَزَّ وَجَلَّ- فِي كِتَابِهِ العزيز والذكرِ الحكيم والفرقان المبين تِلكَ القصةَ، الَّتِي تُبَيِّنُ كيفَ اِنتَصَرَ الحقُّ عَلَىٰ البَاطِلِ، لتَبعَثَ فِي قُلُوبِ المؤمنينَ الثَّبَاتَ؛ وتقوي في أفئدتهم الأمل بالإنتصار ؛ فقوةُ البَاطِلِ لَا تُقَاوِمُ الحقَّ مهمَا بلَغَت؛ فهي مبنيةٌ علىٰ أَسَاسٍ فَاسِدٍ.

قدرة الله تعالىٰ ومشيئته:

لقد كانَ فرعونُ، يَستَضعِفُ بنِي إِسرائِيلَ، ويُقتِّلُ أبناءَهُم، ويَستَحيِيِ نساءَهُم، ولكنَّ مشيئةَ اللهِ نافذةٌ، وقدرتُهُ قاهرةٌ -وأمره هو الغالب-، فشاءَ اللهُ لمُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، أَن ينجُوَ مِن القَتلِ، خلافَ مواليدِ بنِي إسرائيلَ في تلكَ السَّنةِ، وأن يَتَرَبَّىٰ فِي بيتِ فِرعَونَ، تحرسُهُ عنايةُ اللهِ، حتَّىٰ كَبُرَ، وبَلَغَ أَشُدَّهُ، وبَعَثَهُ اللهُ برسالتِهِ إِلَىٰ فِرعَونَ وآتاهُ من الآياتِ مَا يدلُ عَلَىٰ صِدقِهِ، ولكنَّ فِرعَونَ كَمَا قالَ تَعَالَىٰ: ﴿فَكَذَّبَ وَعَصَى(21) ثُمَّ أَدبَرَ يَسعَى(22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى(24)﴾
[النازعات: 21- 24].

ولمَّا غَلَبَهُ -نبيُّ اللهِ ورسوله- مُوسَىٰ بالحُجَجِ، والبيِّنَاتِ، وكَشَفَهُ لقومِهِ؛ اِدَّعَىٰ هَذَا الطَّاغِيَةُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ سِحرٌ، وأنَّ عِندَهُ مِنَ السِّحرِ، والسَّحَرَةِ مَا يَنتَصِرُ بِهِ عَلَىٰ مَوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، فَجَمَعَ سَحَرَتَهُ مِن جَمِيعِ مَملَكَتِهِ، ﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ(39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ(40)﴾
[الشعراء: 38- 40].

فَعَرضُوا مَا عِندَهُم مِنَ السِّحرِ، وعَرَضَ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- مَا عِندَهُ مِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ، فانتَصَرَ عَليهِم بِالحَقِّ، قالَ تَعَالىٰ: ﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ(119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ(120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ(122)﴾
[الأعراف: 119- 122].

فلَجَأَ فِرعَونُ إِلَىٰ القوةِ والبطشِ، وهدَّدَ وتوعَّدَ، وقَتَلَ السَّحَرَةَ الذِينَ آمَنُوا باللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَأَوحَىٰ اللهُ إِلَى مُوسَى- عَلَيهِ السَّلَامُ- أن يَخرُجَ بالمؤمنِينَ، فِرارًا مِن هَذَا الطَّاغِيَةِ العنِيدِ، فانتَهَىٰ مُوسَىٰ بِمَن مَعَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ إِلَىٰ البَحرِ، فاستَنفَرَ فِرعونُ جُنُودَهُ، وقَومَهُ، وخَرَجَ فِي إِثرِهِم بِقُوَّتِهِ وعَتَادِهِ، يُريدُ قَتلَهُم، وإِبَادَتَهُم عَن آخِرِهِم.

وسَارَ فِي طَلَبِهِم، وَلَحِقَ بِهِم فِرعونُ وجُنُودُهُ، وهُنَاكَ تَزَايَدَ خَوفُ المُؤمِنِينَ؛ البَحرُ أَمَامَهُم، والعَدُو مِن خَلفِهِم، فَوِفقًا لِلمَعَايِيِرِ البَشَرِيَّةِ الأَمرُ مَحسُومٌ؛ فيَستَحِيلُ أَن يَنتَصِرَ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- وأَصحَابُه علىٰ أَعتَىٰ قُوَّةٍ عَلَىٰ وَجهِ الأَرضِ جَمعًا وعَدداً وَعَتَادًا-وقتذاك-، وَهُم ضُعَفَاءُ مُستَضعَفُونَ، لَا قُوَّةَ مَعَهُم وَلَا عَتَادَ، فَأَنَّىٰ لِقَومٍ عُزَّلٍ أَن يُوَاجِهُوا أَقوَىٰ قوةٍ عَسكَرِيَّةٍ عَلَىٰ وَجهِ الأَرضِ-آنذاك-؛ فَضلًا عَلَىٰ أَن يَنتَصِرُوا عَلَيهَا؟! وهَذَا مَا أَيقَنَ بِهِ أَصحَابُ مُوسَىٰ، كَمَا قَالَ -تَعَالَىٰ- حَاكيًا عَنهُم: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾
[الشعراء: 61].

وَلَكِنَّ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- أيقنَ بِالاِنتِصَارِ، وَرَفَضَ الاِنهِزِامَ؛ فَلَقَد نظر إلىٰ الأَمرَ بمنظارٍ آخَرَ؛ فلا يمكن أن ينهزمَ مَن وَعَدَهُ اللهُ بالنَّصرِ، إِنَّهُ التَّوَكُلُ عَلَىٰ اللهِ، والثِّقةُ فِي نَصرِهِ، وَذَكَّرَ قَومَهُ بِالحَقِيقَةِ، وَرَدَّ عَلَيهِم بالردِّ الحَازِمِ الحَاسِمِ برفضِ الانهزامِ وَالاِستِسلَامِ، كَمَا ذَكَرَ اللهُ عَنهُ بقَولِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ﴾
[الشعراء: 62].

فَلَمَّا أَظهَرَ التَّوكُّلَ والثِّقَةَ بِنَصرِ اللهِ؛ مَا خَذَلَهُ اللهُ فأَمَرَهُ أَن يَضرِبَ بِعَصَاهُ البَحرَ؛ فَضَرَبَهُ، فَانفَتَحَ طُرُقًا يَابِسَةً، فَسَارَ مُوسَىٰ وقَومُهُ، لَا يَخَافُ دَرَكًا، وَلَا يَخشَىٰ، وَدَخَلَ فِرعونُ وجُنُودُهُ فِي إِثرِهِمُ، بِظَنِّهِم أنَّ الطُرَقَ الَّتِي اِنفَتَحَت فِي البَحرٍ لِلجَمِيعِ، دَافِعُهُمُ الخُيَلَاءُ والكِبرِيَاءُ، يَمكُرُونَ فَمَكَرَ اللهُ بِهِم، فَلَمَّا تَكَامَلَ قومُ مُوسَىٰ خَارِجَينَ مِنَ البَحرِ، وتَكَامَلَ قومُ فِرعونُ دَاخِلينَ فِيهِ، أَمَر َاللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- البحرَ فانطَبَقَ عَلَيهِم، وأَغرَقَهُم أَجمَعِينَ، فَاِنتَصَرَ الحقُّ عَلَىٰ البَاطِلِ، وَأَعَزَّ اللهُ جُندَهُ، وصَدَقَ وَعدَهُ، حيثُ قَالَ لَهُم: ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾
[الأعراف: 129].

وتَحَقَّقَت إِرَادَةُ اللهِ الَّتِي أَخبَرَ عَنهَا بِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾
[القصص: 6].

موقف آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين وخاتم المرسلين مع هذا الحدث العظيم :

لَقَد حَصَلَ هَذَا الحَدَثُ العَظِيمُ فِي اليومِ العَاشِرِ مِن شَهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، فهُوَ يومٌ لَهُ فَضَيلَةٌ عَظِيمَةٌ، صَامَهُ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، شُكرًا للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- علىٰ نَصرِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَينِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «مَا هَذَا اليَومُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، أَنجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَىٰ وَقَومَهُ، وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ، فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولَىٰ بِمُوسَىٰ مِنكُم، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» [(7)].

وحي السماء يرافق تصرف آخر المرسلين ومتمم المرسلين والأنبياء:

حثَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- علىٰ صِيَامِهِ، وبَيَّنَ فَضلِهُ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ»[(8)]. وقَد عَزَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، عَلَىٰ أَلَّا يَصُومَهُ مُفرَدًا؛ بَل يَضُمُ إِلَيهِ يَومًا آخَرَ، مُخَالَفَةً لِأَهلِ الكِتَابِ فِي صِيَامِهِ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن اِبنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُمَا- قَالَ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَومَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِذَا كَانَ العَامُ المُقبِلُ إِن شَاءَ اللهُ صُمنَا اليَومَ التَّاسِعَ»[(9)] .

قَالَ: فَلَم يَأتِ العَامُ المُقبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وفي مسندِ الإِمَامِ أحمدَ، عَن ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «صُومُوا يَومَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ اليَهُودَ، صُومُوا قَبلَهُ يَومًا، أَو بَعدَهُ يَومًا»[(10)] .

4. 5 . ] اما

مسألة « „" خَالِفُوا "‟ ». فــ هي آحدىٰ المسائل الشرعية العملية المتعلقة بالحياة اليومية لاتباع المنهج المحمَّدي؛ ومَن يسير وفق نمط الحياة المصطفوية؛ ويتقيد بطراز النظرة المبدئية الخاصة للشريعة الخاتمة كما ارادها مَن أرسله ومَن ابتعثه -تعالى ذكره وجل قدره- استمع إليه وهو يقول: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ }
وموضع الشاهد من النص الكريم قوله:
{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }
{ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون }
[المائدة:48]

فالمسألة ليست مخالفة بل هي تشريع جديد ومنهجية خاصة بالرسالة المحمدية؛ وطريقة معينة في الحياة وطراز خاص من العيش.. فمن طرفهم -اليهود ومن بعدهم النصارى- ردوا عليه بقولهم
„ إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ ‟
وعللوا صيامه في شريعتهم إذ „قَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، أَنجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَىٰ وَقَومَهُ، وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ، فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ نَصُومُهُ‟ فكان رده عليهم . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولَىٰ بِمُوسَىٰ مِنكُم، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». ،.فعندهم „ صَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ -اليهود- نَصُومُهُ ‟ ..وعندنا : „ صُومُوا يَومَ عَاشُورَاءَ، صُومُوا قَبلَهُ يَومًا، أَو بَعدَهُ يَومًا ‟ فالتكليف المحمدي النبوي لأمته بَيَّنَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَضلِهُ، فَقَالَ: « يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ »،

وهنا يجب النظر إلى اقواله عليه السلام نظرة تشريعية منهجية وطريقة خاصة من العيش وطراز خاص في الحياة استمع إلى قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ ». وهذا حكم شرعي في باب العقيدة والإيمان إذ نطق القرآن يقول : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ } وهذه الفقرة الأولى { وَالْمُؤْمِنُونَ } هذه الفقرة الثانية { كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ } وهنا موضع الاستشهاد { وَرُسُلِهِ } { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ }
[البقرة:285]

فرسول رب العالمين ؛ الأولين منهم والآخرين يخبرنا في باب العقيدة والإيمان الإيمان بجميع رسله(-****-)؛ وهذا ما تميزت به رسالة إسلام محمد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين وهذا -هو نفسه- ما غاب عند اليهود والنصارى؛ مع التنبيه بإنه مذكور في كتبهم الحالية { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ .. }
[الأنعام:20]

وأوضح آية بخصوص هذه المسألة ما نطق به القرآن : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين } [الصف:6]

".وهذه آحدى الاخفاقات المتعلقة بقضية الإظهار إذ لم تتمكن عدة ملايين تتعدى الــ .30 مليونا أن تقوم بإظهار أحكام الشرع الحنيف في القارة الأوربية والأمريكتين وكندا واستراليا...

والأَجرُ المُتَرَتِّبُ عَلَى الصِّيامِ، هُوَ صَومُ اليومِ العَاشِرِ، فَمَن صَامَهُ كَفَّرَ اللهُ عَنهُ خَطَايَا سَنَةٍ كَامِلَةٍ، ومَن صَامَ مَعَهُ يَومًا قَبلَهُ، أَو بَعدَهُ؛ نَالَ مَعَ أَجرِ التَّكفِيرِ أَجرَ المُخَالَفَةِ، فَليُصَم يَومَ التَّاسِعِ، معَ صِيامِ اليومِ العاشِرِ، وإِن لَم يَستَطِع فَصِيَامُ يومِ العَاشِرِ وَحدَهُ، مُحَصَّلٌ بِهِ الأَجرُ بِإِذنِ اللهِ.

-*-

في نهاية مقالتي هذه ومن خلال الموقع أرسل للجميع تهنئة قلبية حارة وتمنيات بالتوفيق والنجاح ودوام الصحة لعام هجري جديد سعيد! ....

مُحَمَّدٌ



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ــــــــــــــ

[( * )] وهو أولُ شهورِ السنة الهجرية ومِن الأشهر الحرم: سُمِّي المحرّم لأن العرب قبل الإسلام -زمن الجاهلية- كانوا يحرّمون القتال فيه. والْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ : ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ - أَيْ مُتَتَابِعَةٌ -، وَوَاحِدٌ فَرْدٌ ، فَالسَّرْدُ : ذُو الْقَعْدَةِ؛ وَذُو الْحِجَّةِ؛ وَالْمُحَرَّمُ ، وَالْفَرْدُ : رَجَبٌ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:{ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1710&idto=1710&bk_no=122&ID=1711#docu)قَوْلُهُ :{ مِنْهَا }، يُرِيدُ الْكَثِيرَ ، ثُمَّ قَالَ:{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1710&idto=1710&bk_no=122&ID=1711#docu) لَمَّا كَانَتْ قَلِيلَةً .

وَالْمُحَرَّمُ : شَهْرُ اللَّهِ ، سَمَّتْهُ الْعَرَبُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَسْتَحِلُّونَ فِيهِ الْقِتَالَ ، وَأُضِيفَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَىٰ- إِعْظَامًا لَهُ كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْتُ اللَّهِ ، وَ

قِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ؛ قَالَ ابنُ سِيدَهْ :" وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ " . وقال الْجَوْهَرِيُّ: " مِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ ، إِلَّا حَيَّانِ :" خَثْعَمٌ ".. وَ " طَيِّءٌ " ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ ، وَكَانَ الَّذِينَ يَنْسِئُونَ الشُّهُورَ أَيَّامَ الْمَوَاسِمِ يَقُولُونَ : حَرَّمْنَا عَلَيْكُمُ الْقِتَالَ فِي هَذِهِ الشُّهُورِ إِلَّا دِمَاءَ الْمُحِلِّينَ ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الشُّهُورِ "
[ انظر : لسان العرب؛ حرف الحاء]

والمعلومُ: أنه لا يُضيفُ اللهُ إليه إلَّا خواصَّ مخلوقاتِه علىٰ سبيل التشريف والتفضيل، قال السيوطيُّ ـ رحمه اللهـ: «سُئِلْتُ: لمَ خُصَّ المحرَّمُ بقولهم: «شهرُ الله» ـ تَبارَك وتعالىـ دون سائر الشهور، مع أنَّ فيها ما يُساويهِ في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟

و وَجَدْتُ-الحديث للإمام السيوطي- ما يُجابُ به: « أنَّ هذا الاسْمَ إسلاميٌّ دون سائر الشهور؛ فإنَّ أسماءَها كُلَّها علىٰ ما كانَتْ عليه في الجاهلية، وكان اسْمُ «المحرَّم» في الجاهلية: «صفرَ الأوَّل»، والذي بعده: «صفر الثاني»، فلمَّا جاء الإسلامُ سمَّاهُ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ «المحرَّمَ»؛ فأُضيفَ إلى الله -عزَّوجلَّ- بهذا الاعتبار، وهذه فائدةٌ لطيفةٌ رأيتُها في «الجمهرة».»
(انظر: (http://ferkous.com/home/?q=art-mois-46#_ftnref2)«الديباج شرح صحيح مسلم بنِ الحجَّاج» للسيوطي (٣/ ٢٥١)،
«ويُكْرَهُ أَنْ يُسمَّى المحرَّمُ صفرًا؛ لأنَّ ذلك مِنْ عادة الجاهلية» كما ذَكَرَ النوويُّ ـ رحمه الله ـ، ولعلَّ مِنْ عادتهم أنهم يُطْلِقون على شهرَيِ المحرَّمِ وصفرٍ لفظَ «الصفرين» مِنْ باب التغليب، لا لكون المحرَّم اسْمًا جديدًا حادثًا، ثم يضيف لنا بكر أبوزيد ـ رحمه الله ـ: «إنَّ اسْمَ «شهر المحرَّم» كان في الجاهلية يُسمَّى: «صَفَرَ الأوَّلَ» وأنَّ تسميته محرَّمًا مِنِ اصطلاح الإسلام، وقد ذَهَبَ إلى هذا بعضُ أئمَّة اللغة، وأحسب أنه اشتباهٌ؛ لأنَّ تغيير الأسماء في الأمور العامَّة يُدْخِلُ علىٰ الناس تلبيسًا لا يقصده الشارعُ؛ ألا ترى أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لَمَّا خَطَب حَجَّةَ الوداع فقال: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قال الراوي (الصحابيُّ نُفَيْعُ بنُ الحارث رضي الله عنه): «فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ»، فَقَالَ: «أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ؟» قُلْنَا: «بَلَى»، قَالَ: «..فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ …»، ثمَّ ذَكَرَ أثناءَ الخُطبة الأَشْهُرَ الحُرُم فقال: «ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»؛ فلو كان اسْمُ المحرَّمِ اسْمًا جديدًا لوضَّحه للحاضرين الواردين مِنَ الآفاق القاصية، علىٰ أنَّ حادِثًا مِثْلَ هذا لو حَدَثَ لتناقَلَه الناسُ، وإنما كانوا يُطْلِقُون عليه وصفرَ لَفْظَ «الصفرين» تغليبًا» بتصرُّفٍ
[انظر : «معجم المناهي اللفظية» لــ بكر بن عبدالله أبوزيد (٣٤١ ـ ٣٤٢).].

[( ** )] مولده: 31 ديسمبر 1830 القاهرة ، مِصر، الدولة العثمانية ~ (https://ar.wikipedia.org/wiki/2_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3)
وفاته: 2 مارس 1895 (64 سنة) إسطنبول ، الدولة العثمانية.

والجدير بالذكر أن:" والده أرسله وهو في سن الرابعة عشر إلىٰفيينا عاصمة النمسا ، لكى يعالج بها من إصابته برمد صديدي، وأيضاً لاستكمال تعليمه، وقد بقي في فيينا لمدة عامين ".

[( *** )] ينبغي أن لا يفهم من هذا الاستشهاد بما فعله خديوي مِصر إسماعيل أن كاتب هذه السطور أو الموقع يعارض التقدم العلمي أو يمنع من الأخذ بأسباب المدنية؛ بل على العكس تماماً؛ إذ ينبغي التعامل مع مستجدات العلوم ومخرجات المعامل البحثية العلمية في كافة المجالات بما يفيد البشرية ويحمي الإنسانية وينفعها؛ كما ينبغي أن أنبه أن المسلم يجب عليه المشاركة في إنتاج ثمرات هذه البحوث العلمية؛ فلا يصح أن نصبح أما حقل تجارب أو مستخدمي ما ينتجه الآخر!

[( **** )] هناك علاقةٌ بين هذه الأمةِ وبينَ رسلِ الله -تعالىٰ-، وهي الإيمانُ بهم كــ ركنٍ من أركانِ الإيمانِ؛ وأساس متين من أسس العقيدة الإسلامية التي لا يقومُ دينُ العبدِ إلا به بالتصديقِ الجازمِ بأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- بعثَ في كلِ أمةٍ رسولاً يدعوهم إلىٰ عبادةِ اللهِ وحدَه، والكفرِ بما يُعبدُ من دونِه، وأنهم جميعًا مُرسلونَ صادقونَ، وقد بلَّغوا جميعَ ما أرسلَهم اللهُ به، منهم مَنْ أعلَمَنا اللهُ باسمِه، ومنهم مَنْ استأثرَ اللهُ بعلمِه كما قالَ -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾
[النحل: 36].

ولكن هناك علاقةٌ أخرىٰ قديمةٌ بينَ الأنبياءِ وهذه الأمةِ، بدأتْ هذه العلاقةُ لمّا أخذَ اللهُ -تعالى- الميثاقَ عليهم أنه لو بُعثَ نبيُنا -عليه الصلاةُ والسلامُ- وهم أحياءٌ لأصبحوا من هذه الأمةِ، أتباعًا له، مؤمنينَ به، ناصرينَ له، وايضا أتباعهم .. كما قالَ -تعالى-: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ .. قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي .. قَالُوا أَقْرَرْنَا .. قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾
[آل عمران: 81].

قالَ عليُ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عمِه عبدُاللهِ بنُ عباس -رضيَ اللهُ عنهم-„ما بعثَ اللهُ نبيًا من الأنبياءِ إلا أخذَ عليه الميثاقَ، لئن بَعَث محمدًا وهو حَيٌّ ليؤمننَ به ولينصرنَه، وأمَرَه أن يأخذَ الميثاقَ على أمتِه: لئن بُعثَ محمدٌ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- وهم أحياءٌ ليؤمِنُنَّ به ولينصرُنَّه‟..

وكما قالَ -عليه الصلاةُ والسلامُ-« „لو كانَ أخي موسىٰ حيًّا ما وسعَه إلا اتباعي‟ »..

*]: ولنا علاقةٌ خاصةٌ بأبينا آدمَ -عليه السلامُ-، فهو يضحكُ ويبكي بسببِ أبنائِه ونحنُ منهم، كما جاء في حديثِ المعراجِ: " قَالَ: فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ -أي جماعاتٌ-، قَالَ: فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى. قَالَ: فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ. قَالَ: قُلْتُ:„يَا جِبْرِيلُ: مَنْ هَذَا؟!‟؛ قَالَ: " هَذَا آدَمُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ -أي أرواحُ- بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ. فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى".

*]: ولنا علاقةٌ خاصةٌ بنوحٍ -عليه السلامُ-، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-« „يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: هَلْ بَلَّغْتَ؟! فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟! فَيَقُولُونَ: لا مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟! فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلُهُ -جَلَّ ذِكْرُهُ-: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَىٰ النَّاسِ﴾
[البقرة: 143].

وقد يقولُ قائلٌ: كيفَ نشهدُ على ما لم نحضرُ؟!

فنقولُ: إن المؤمنَ قد يشكُ في رؤيةِ عينيه ولا يشكُ فيما ذكرَ اللهُ تعالى في كتابِه، فالمؤمنُ الحقُ عندما يتلو كتابَ ربه، فكأنه في ذلك الزمانِ، يرى نوحًا -عليه السلامُ- وهو يسيرُ في قومِه ويقولُ لهم: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
[الأعراف: 59].

فلما دعاهم لَيْلاً وَنَهَارًا، سرًّا وجهارًا: ﴿قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾
[الأعراف: 70].

كأننا نسمعُ قومَه وهو ﴿يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾
[هود: 38].

كأننا نرى أَبْوَابَ السَّمَاءِ فُتحتْ بِمَاء مُّنْهَمِرٍ، وفُجرتِ الأرضُ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، كأننا نشاهدُ السفينةَ ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِين(44)﴾
[هود: 42-44].

سنشهدُ بهذا وبكلِ ما وردَ في كتابِ اللهِ تعالى، بل وسنشهدُ لرسلِ اللهِ جميعًا كما قالَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: « „يجيءُ النبيُ ومعه الرجلانِ، ويجيءُ النبيُ ومعه الثلاثةُ، وأكثرُ من ذلك وأقلُ، فيُقالُ لهُ: هل بلغتَ قومَك؟! فيقولُ: نعم، فيُدعىٰ قومُه، فيُقالُ: هل بلغَكم؟! فيقولون: لا، فيُقالُ: من يشهدُ لك؟! فيقولُ: محمدٌ وأمتُه، فتُدعىٰ أمةُ محمدٍ، فيقالُ: هل بلغَ هذا؟! فيقولون: نعم، فيقولُ: وما علمُكم بذلك؟! فيقولون: أخبرَنا نبيُنا بذلك أن الرسلَ قد بلغوا فصدقناه‟ »...
وهنا تظهر قضية الإظهار؛ والتي بحثتها في بداية مقالتي هذه؛ وهي تحتاج إلى مراجعة وتبسيط!.

* ] :.وأما علاقَتُنا بخليلِ اللهِ إبراهيمَ -عليه السلامُ-، فلا ننسىٰ دعوتَه المباركةَ أن يبعثَ اللهُ تعالى لنا هذا النبيَّ الكريمَ حينَ قالَ: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: 129]، ولم ينسكُم لما لقيَ نبينا -عليه الصلاةُ والسلامُ- في الإسراءِ كما قالَ: « „لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ:„يَا مُحَمَّدُ: أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ -أي أرضٌ لا زرعَ فيها-، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَر‟ ».

وأما عيسى ابنُ مريمَ -عليه السلامُ- فسيكونُ فردًا من أفرادِ هذه الأمةِ، كما أخبرَنا نبيُنا -صلى اللهُ عليه وسلمَ-أنه سينزلُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شرقي دمشقَ بسوريا، وقد أُقيمت صلاةُ الصبحِ وتقدمَ المهديُ ليصليَ بالناسِ، وما أن يرى نبيَّ اللهِ عيسى -عليه السلام-حتى يتأخرَ ليقدمَه للإمامةِ ويقولُ:„تعالَ صلِّ لنا‟؛ فيقولُ„لا إن بعضَكم على بعضٍ أمراءُ‟تكرمةُ اللهِ هذه الأمةَ، ثم يقتلُ الدجالَ ويكسرُ الصليبَ، ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويدعو الناسَ إلى الإسلامِ، ويُهلكُ اللهُ في زمانِه المللَ كلَها إلا الإسلامَ، فيمكثُ أربعينَ سنةٍ، ثم يتوفىٰ ويصلي عليه المسلمون. ".

* ] : وأما كليمُ اللهِ موسىٰ فله مع هذِه الأمةِ فضلٌ لا يمكنُ أن ننساه، كما جاء في حديثِ المعراجِ أن النبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- قال« „ثم فُرِضَتْ عليَّ الصلوات، خمسين صلاةً كل يوم"، تخيلوا -يا عبادَ اللهِ- لو أننا نصلي خمسينَ صلاةٍ فرضًا في كلِ يومٍ، هذا يعني أنك تصلي في كلِ ساعةٍ صلاتينِ تقريبًا، ثم قالَ -عليه الصلاةُ والسلامُ-: "فرجعتُ فمررتُ علىٰ موسىٰ فقالَ: بما أمرتَ؟! قالَ: أمرتُ بخمسينَ صلاةٍ كلَ يومٍ، قالَ: إنَّ أُمتَك لا تستطيعُ خمسينَ صلاةٍ كلَّ يومٍ، وإِنِّي واللهِ قد جربتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أَشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّك فاسألُه التخفيفَ لأُمَّتِك، فرجعتُ فوضعَ عنِّي عشرًا، فرجعتُ إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فوضع عني عشرًا، فرجعتُ إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فوضع عنِّي عشرًا، فرجعت إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فَأُمِرْتُ بعشرِ صلواتٍ كُلَّ يومٍ، فرجعتُ فقالَ مثلَه، فرجعتُ فأُمِرْتُ بخمسِ صلواتٍ كُلَّ يومٍ. فرجعتُ إلى موسى فقال: بما أُمرتَ؟! قلتُ: أُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، قالَ: إنَّ أمتَك لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَ يومٍ، وإِنِّي قد جربتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أَشدَّ المعالجةِ، فارجع إلى ربِك فاسألُه التخفيفَ لأُمَّتِكَ، قالَ: سألتُ ربِّي حتى استحييتُ ولكني أرضى وأسلمُ، قال: فلما تجاوزتُ ناداني منادٍ: أمضيتُ فريضتي وخفَّفْتُ عن عبادي‟ ».. فجزاه اللهُ عن هذه الأمةِ خيرَ الجزاء.

فردوا -عبادَ اللهِ- هذا الجميلَ، وصوموا ذلك اليومَ الذي نجاه اللهُ تعالى ومن معه شكرًا للهِ تعالى كما جاءَ في حديثِ ابنِ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهما-

وهذا ما يدعوني إلى القول بحتمية إظهار أحكام الإسلام بشكل ملفت للنظر ؛ وبالطريقة التي يفهمها أهل الغرب ؛ وبلغتهم الأم التي يستخدمونها في حياتهم اليومية ؛ مع استثمار الأحداث والمواقف حسب الحاجة ؛ فالنص القرآني يتكلم عن مراحل بعينها استمع له حين يقول: { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِـ« „الْحِكْمَةِ‟ » وَ « „الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ‟ » وَ « „جَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‟ » إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين }
[النحل:125]

-*-

[(١) (http://ferkous.com/home/?q=art-mois-46#_ftnref1)] أخرجه مسلمٌ في «الصيام» (١١٦٣) مِنْ حديثِ أبي هريرة -رضي الله عنه-.]

[(5)] أخرجه البخاريُّ في «الصوم» بابُ صيامِ يومِ عاشوراء (٢٠٠٤)، ومسلمٌ في «الصيام» (١١٣٠)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.)]

[(6)] رواه مسلم.

الأحاديث من [07)] إلى [(10)] تجدها في صحيح الإمام مُسلِمٍ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

‏الخميس‏، 03‏ محرم‏، 1443هــ ~ ‏12‏ أغسطس 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2021, 16 : 09 PM
" حددت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية، إن يوم الخميس 10 محرم 1443 يوافق 19 أغسطس 2021، هو يوم عاشوراء، إذ يصوم المسلمون قبله يوما أو بعده لنيل الاجر والثواب من الله -سبحانه وتعالي-. ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2021, 40 : 09 PM
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ
فَـــ
قَالَ « „ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ‟ ».
[رواه مسلم]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 08 / 2021, 25 : 10 PM
شرع الله
-تعالى-
[بغير حاجة لجوعنا أو عطشتنا ولكن مصداقا لقوله -جل وعلا- : { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون } [البقرة:184]
ولعموم ما نطق به القرآن العظيم والذكر الحكيم والفرقان المبين إذ قال : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة:185] ]


أقول [الرمادي] : شرع الله -عز وجل- وبواسطة رسوله الكريم -عليه السلام- للمسلمين وللمؤمنين(*) صياما غير واجب؛ أو ما يسمى بصيام التطوع أو النافلة ومنه صيام يوم عاشواء (العاشر مِن المحرم)؛ ويصح التنبيه هنا إلى أن صيامه منفرداً جائز .. و
إليك البيان :
فــ " صيامُ عاشوراء منفرداً جائز، ذلك أنه لم يرد نهي عن صيامه منفرداً، وإنما جاء ما يدل على استحباب صوم التاسع معه أو التاسع والحادي عشر،
والدليل ما جاء عن طريق ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، قال: " فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع، قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
[صحيح مسلم].
و
في نيل الأوطار؛ للشوكاني: و.. " الظاهر أن الأحوط صوم ثلاثة أيام:
- التاسع
و
- العاشر
و
- الحادي عشر، فيكون صوم عاشوراء على ثلاث مراتب:
1. ] المرتبة الأولى : صوم العاشر وحده،
و
2. ] الثانية من المراتب الثلاث : صوم التاسع معه، و
أما
3. ] الثالثة فـ صوم الحادي عشر معهما، وقد ذكر معنى هذا الكلام صاحب الفتح.
[انظر : نيل الأوطار ؛ الشوكاني : ج: ( 2 ) ؛ ص: ( 549 ) .
و
بذلك نعلم أنه لا إثم لمن افرد صوم عاشوراء منفرداً..... ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
19 / 08 / 2021, 01 : 12 AM
وتتبقىٰ مسألة متعلقة بــ أقوال العلماء في حديث التوسعة علىٰ الأهل في يوم عاشوراء !!؟..
ابحثها وفق ما ورد من أدلة واقوال!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
19 / 08 / 2021, 39 : 12 AM
التوسيع على الأهل والأقارب فلا بأس به!


والمسألة ورد فيها حديث ..
و
لكنه مختلف فيه، فــ
أكثر أهل العلم على تضعيفه !!!!...
و
هو عن عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " من وسع على عياله يوم عاشوراء .. لم يزل في سعة سائر سنته.


واذهب إلى التخريج وأقوال العلماء:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتجده في :
1. المرجع الأول ] ( مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=1&idto=19004&bk_no=87&ID=1) » ؛ ذكر في كتاب الصيام (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=4773&idto=5250&bk_no=87&ID=899) » ؛ باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء )
فنقرأ في الجزء : (3) صفحة :(189) : حديث " 5137 وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سِعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ " .
قال صاحب المجمع : [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الْكَبِيرِ ، وَفِيهِ الْهَيْصَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا . ".
وأذهب بحضراتكم إلى : (المعجم الكبير (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=1&idto=21202&bk_no=84&ID=1) » ؛ باب العين (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=8164&idto=15090&bk_no=84&ID=2313) » ؛ ذكر مَن اسمه عبدالله (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=8293&idto=13423&bk_no=84&ID=2355) » ؛ عبدالله بن مسعود الهذلي (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=8293&idto=10361&bk_no=84&ID=2356) » طرق حديث عبدالله بن مسعود ليلة الجن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=9782&idto=9933&bk_no=84&ID=2391)- » باب من روى عن ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ) .
2. المرجع الثاني ]: الجزء : 010) ؛ ص: (77) : حديث " 10007 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُوعُبَيْدَةَ الْعَسْكَرِيُّ ،ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ ،ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ،عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم أعود إلى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فقد قال الهيثمي في مجمعه:" رواه الطبراني في الأوسط؛
قلت(الرمادي) وجدته في المعجم الكبير؛ وسابحث عنه -إن شاء الله تعالى-
ثم قال الهيثمي:" وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث.



وقال المناوي -رحمه الله تعالى- في فيض القدير:
1.] قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحاً، و
2.] قال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة،
وبالرجوع على فيض القدير




و[نقلامن فيضالقدير (https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=1&idto=20095&bk_no=304&ID=1) » حرف الميم] نقرأ :حديث " 9075 – hadith 934480مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِعَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا (طسهب) عَنْ 44 أَبِي سَعِيدٍ -(صح) ".
وجاء في الشرح :" ( وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ) دعاء أو خبر، وذلك لأن اللهسبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها، فرد عليهم دنياهميوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلىمن في أصلابهم من الموحدين، فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش، فيسن زيادة ذلك في كل عام،ذكره 14155 الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة، ".


ثم ذكر قول :" جابر الصحابي: " جربناه فوجدناه صحيحاً"، وأيضاً ما قاله ابن عيينة: [انظر أعلاه]".
ثم ذكر :"
وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية:


لا تنس -إن ينسك الرحمن- عاشورا. * . واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا


قال الرسول -صلاة الله تشمله-. * . قولا وجدنا عليه الحق والنورا


من بات في ليل عاشوراء ذا سعة. * . يكن بعيشته في الحول مجبورا


فارغب -فديتك- فيما فيه رغبنا. * . خير الورى كلهم حيا ومقبورا


قال المؤلف: فهذا من هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا ". انتهى النقل.


ثم ينقل صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية ما جاء عند المناوي في فيض القدير فيذكر :
" وقال ابنحجر في أماليه: " اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به"،
و
قال البيهقيفي موضع: " أسانيده كلها ضعيفة " ،
و
قال ابن رجبفي اللطائف: " لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها "،
و
رواه ابنعدي عن أبي هريرة، قالالزين العراقي في أماليه: " وفي إسناده لينفيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبداللهمضعفون ..... لكن ابن حبان ذكرهم فيالثقات، فالحديث حسن على رأيه، وله طريق آخر صححه ابن ناصروفيه زيادة منكرة. انتهى ما جاء في رد على سؤال!.


وتعقب ابن حجرحكم ابن الجوزي بوضعه.


ثم يكمل صاحب الفتوى القول :" وأما كلام أهل العلم في المسألة فقد اتفقتالمذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء،
1.] قال الصاويالمالكي في حاشيته على الشرح الصغير: ويندب فيعاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب. انتهى.


2.] وقال سليمانالجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكرياالأنصاري: " و:
2 . 1 . ] يستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب،و
2 . 2 . ] التصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف ... فإن :
2 . 3 . ] لم يجد شيئاً فليوسع خلقهويكف عن ظلمه. انتهى.


3. ] وقال البهوتيالحنبلي في شرح منتهى الإرادات: وينبغي التوسعة فيه علىالعيال.
4 . ] قال في المبدع: وقال ابنعابدين الحنفي في رد المحتار: : نعمحديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطيفي الدرر.،
ويخلص صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية بالقول :" وعليه فلا بأس فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعةالواردة. والله أعلم.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
19 / 08 / 2021, 22 : 01 AM
التوسيع على الأهل والأقارب فلا بأس به!


والمسألة ورد فيها حديث ..
و
لكنه مختلف فيه، فــ
أكثر أهل العلم على تضعيفه !!!!...
و
هو عن عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « „ من وسع على عياله يوم عاشوراء .. لم يزل في سعة سائر سنته ‟ ».

واذهب إلى التخريج وأقوال العلماء:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتجده في :
1. المرجع الأول ] ( مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد؛ ذكر في كتاب الصيام؛ باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء )
فنقرأ في الجزء : (3) صفحة : (189) : حديث " 5137 عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« „ مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ... لَمْ يَزَلْ فِي سِعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ‟ ».
قال صاحب المجمع : [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الْكَبِيرِ ، وَفِيهِ الْهَيْصَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا . ".
وأذهب بحضراتكم إلى : (المعجم الكبير؛ باب العين ؛ ذكر مَن اسمه عبدالله ؛ عبدالله بن مسعود الهذليطرق حديث عبدالله بن مسعود ليلة الجن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باب من روى عن ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ) .
2. المرجع الثاني ]: الجزء : (10) ؛ ص: (77) : حديث " 10007 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُوعُبَيْدَةَ الْعَسْكَرِيُّ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« „ مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ‟ ».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم أعود إلى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فقد قال الهيثمي في مجمعه:" رواه الطبراني في الأوسط؛
قلت(الرمادي) وجدته في المعجم الكبير؛ وسابحث عنه -إن شاء الله تعالى-
ثم قال الهيثمي:" وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث.


وقال المناوي -رحمه الله تعالى- في فيض القدير:
1.] قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحاً، و
2.] قال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة،
وبالرجوع على فيض القدير
و
[ نقلا من فيض القدير؛ حرف الميم]
نقرأ : حديث " 9075 « „ مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ‟ ». (طس - هب) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - (وأعطاه درجة : "صح") ".

وجاء في الشرح :
" ( وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ) فهو :
- دعاء
أو
- خبر، و
ذلك لأن الله سبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها، فرد عليهم دنياهم يوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلى من في أصلابهم من الموحدين، فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش، فـــ يسن زيادة ذلك في كل عام، ذكره الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة ".
ثم ذكر قول :"جابر الصحابي: " جربناه فوجدناه صحيحاً"، و
أيضاً ما قاله ابن عيينة: [انظر أعلاه]".
ثم ذكر :"
وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية:

لا تنس -إن ينسك الرحمن- عاشورا *** واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا

قال الرسول -صلاة الله تشمله- ***قولا وجدنا عليه الحق والنورا

من بات في ليل عاشوراء ذا سعة *** يكن بعيشته في الحول مجبورا

فارغب -فديتك- فيما فيه رغبنا *** خير الورى كلهم حيا ومقبورا
قال المؤلف: فهذا مِن هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا ". انتهى النقل.

ثم ينقل صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية ما جاء عند المناوي في فيض القدير فيذكر :
" وقال ابن حجر في أماليه: " اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به"،
و
قال البيهقي في موضع: " أسانيده كلها ضعيفة " ،
و
قال ابن رجب في اللطائف: " لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها "،
و
رواه ابن عدي عن أبي هريرة، قال الزين العراقي في أماليه: " وفي إسناده لين .. فيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبدالله مضعفون .....
لكن ...
ابن حبان ذكرهم في الثقات، فالحديث حسن على رأيه، وله طريق آخر صححه ابن ناصر وفيه زيادة منكرة. انتهى ما جاء في رد على سؤال!.


وتعقب ابن حجر حكم ابن الجوزي بــ وضعه.


ثم يكمل صاحب الفتوى القول :" وأما كلام أهل العلم في المسألة فقد اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء،
1.] قال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: و يندب في عاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب. انتهى.


2.] وقال سليمان الجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكريا الأنصاري: " و:
2 . 1 . ] يستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب،
و
2 . 2 . ] التصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف ... فإن :
2 . 3 . ] لم يجد شيئاً فليوسع خلقه ويكف عن ظلمه. انتهى.

3. ] وقال البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الإرادات: و ينبغي التوسعة فيه على العيال.
4 . ] قال في المبدع: وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار: : نعم؛ حديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطي في الدرر.،
ويخلص صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية بالقول :" و
« „ عليه فلا بأس‟ ». فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعة الواردة. والله أعلم.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 08 / 2021, 02 : 06 PM
تمنيات.. رغبات..


وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي * وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصىٰ عَلىٰ قَومٍ مَنالٌ * إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا


[الشاعر المِصري: أحمد شوقي؛ أمير الشعراء]




- حين تبدء أمةٌ ما في الانحدار عن المستوىٰ اللائق بها بين الشعوب والقبائل والأمم؛ وخاصةً إذا كانت تحمل بين أضلاعها مبدأً صالحاً للإنسان بصفته البشرية ويتناسب مع كينونته الآدمية.. يبدءُ الانحدارُ بطيئاً وقد لا يلاحظه العامة مِن الناس ولا يدركه البسطاء طالما أن الحاجات الأساسية من غذاء وماء وكساء ودواء متوفرة؛ ولكن تدركه وتنتبه إليه ثلة مِن المهتمين بالشأن العام وقلة ممن يقومون برعاية مصالح تلك الأمة داخليا وخارجيا وتتولىٰ تنظيم شؤونهم؛ أي تسوسهم بصورة عامة.. فرجال تلك الأمة -الطراز/الصف الأول- وبجوارهم علماؤها في كافة المجالات وكل الأصعدة: العلمية منها سواء في مجال الرعاية الصحية أو الرعاية الإجتماعية أو الرعاية البيئية والاقتصادية والصناعية والزراعية وكيفية تسيير الحياة اليومية لمعايش الناس نظاميا ومجتمعياً.. فرجال وعلماء تلك الأمة يخذلونها فيبدؤون هم أنفس في التراجع عن دورهم الحيوي الطبيعي لبقاء هذه الأمة متربعة فوق آحدىٰ القمم بين الأمم ولبقاءها علىٰ قمة التقدم العلمي والتكنولوجي وشرح أفكار المبدأ الذي تبنته غالبيتهم وآمنت به لغيرهم بشكل ملفت للنظر.. وبالتالي إحسان رعاية شؤون أفراد هذه الأمة وليس فقط مجموعها؛ وفي إثناء هذا الانحدار يبدء تلقيح تلك الأمة بالغريب عنها بل والشاذ؛ كما فعل خديوي مِصر إسماعيل-منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي- حين غيَّر نمط الحياة المِصرية بكاملها؛ وصار مَن يريد أن يكون علىٰ مستوىٰ عالمي من حيث الرعاية للإنسان يذهب إلىٰ الغرب؛ فيتعلم طريقة عيشهم ويتقمص طراز حياتهم فينقل ما عندهم؛ كما فعل جده مِن قبله محمد علي؛ والفارق ضخم كبير وبُعد شاسع بين أن تنقل مظاهر حضارة -لا تملك أنت زمام أمرها و أساس وجودها- وتستورد أشكال مدنية-لم تشارك في إنشائها- وبين أن تتعلمها فتصنعها على طريقتك ثم تحسنها فتطورها بكيفيتك؛ يذكر أن الرئيس المخلوع المِصري حين اراد أن يعالج نفسه مِن وجع الظهر ذهب إلىٰ ألمانيا لإجراء جراحة؛ [أمس هيئة الاحصاء أعلنت أن كل ثانية يولد في مِصر (14) وليداً] ومن بعده الرئيس الجزائري الحالي ذهب إيضا إلىٰ ألمانيا زمن الكورونا.. ففارق أن تنشأ مستشفىٰ عام للمواطن أو يسافر المواطن الأول للخارج(الغرب) للعلاج!؛ لذا فليس غريباً أن اللاجئ -سوري.. أفغاني- يريد شد الرحال للغرب وإن سقط مِن علو شاهق لأنه يجلس فوق عجلات الطائرة المتجة إلىٰ أمريكا وليس علىٰ مقعد بداخلها؛ بل والأغرب أن أفراد الإسلام السياسي(!) والجماعات يحجون للغرب ويريدون البقاء فيه..

- إذاً الذين يعيشون في الغرب بعائلاتهم ويرغبون في البقاء فيه أمامهم الفرصة بكاملها سانحة لتلقي العلم بدراجاته الأربعة :
1 . ) Bildung,
التعليم الإلزامي (8 سنوات)؛ وقبله روضة الأطفال (3 سنوات)=مجموعها (11 عاما) يتعلم الوليد اللغة الألمانية أضف ثقافة جمهورية الألب!
2 . ) Ausbildung,
التعليم ما فوق الإلزامي
3 . ) Weiterbildung,
التعليم الجامعي والتأهيلي

und dann
4 .) Fortbildung.
التعليم العالي والتخصصي
- التمنيات(*) لا تقوم مِن خلالها دولة متقدمة علمياً ومدنياً ثم حضارياً ذات سيادة علىٰ كافة أطرافها تقدم خدمات ملموسة لرعاياها. كما أن التمنيات لا تفتتح مصنعاً والرغبات لا تنشأ معملاً أو مختبراً ولا يتحصل منهما -التمنيات والرغبات- تقدماً علمياً.. والتمنيات لا تنتج رجلَ الغد؛ مَن يقوم برعاية شؤون نفسه ومن ثم رعاية شؤون اسرته؛ فموضع قدمه ؛ فدولته فأمته .. فالإنسانية بأسرها ... والتمنيات لا تبني عقلية مستنيرة منفتحة على العالم كله .. والرغبات لا توجد نفسية سوية ولا تبني أخلاقا حميدة!

- تمنيات الوالد؛ ودعاء الوالدة -فقط- أن يصبح ابنهما طبيباً لا تنتج تمنياتهما طالباً في كلية الطب؛ ولا تنتج -فقط من خلال الدعوات- مهندساً.. ولقد أحسن وأجاد المِصري أحمد شوقي حين قال في آحدىٰ أبيات قصديته „ سلو قلبي ‟ :


« مَا نَيْلُ الْمَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي ».


: فــ لاَ يَكْفِي طَلَبُ حُصُولِ الْمَطَالِبِ بِالآمَالِ وَالرَّغْبَةِ فِيهَا والتمنيات..

مناسبة هذه الكلمات...

- نحن علىٰ أبواب بداية عام دراسي جديد [2021 /2022] يصح لي معكم الحديث عن مستقبل أبناء التجمعات -عربية وغيرها-؛ خاصةً مَن هم يحملون هُويّة(**) إسلامية؛ أو حين يتكلم البعض عن إنتماءٍ إلىٰ دين أو عرق؛ وهم يعيشون في بلاد الغرب؛ وهذان -الهُوية والانتماء- خالطهما الكثير من الغموض بل فقدا تأثيرهما..

ولعل أهم ما ابدءُ به هو اللغة!؟؟..

لكنني -أعود- فأتوقف(!؟)

فعن أي لغةٍ أقصد!..

فهل المقصود اللغة العربية؛ لغة القرآن الكريم؛ المصدر الأول للتشريع؛ والمصدر الأول للمنهجية الإسلامية في الحياة الدنيا ؛ أأقصد لغة أحاديث وأقوال وأفعال وتقريرات خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله -عليه السلام-.. أعجبني ما قاله السيد/ كريم الأسدي في مقال له إذ يقول :

" اللغة:

هي أهم صلات الترابط واستمرارية التواصل بين أفراد الأمة؛ ولا تعني اللغة بهذا المفهوم أنّها رباط مصلحي للتعبير عن حاجاتنا ومصالحنا فقط؛ بل هي كياننا ووجودنا...حاضرنا العتيد وماضينا المجيد، وإن لكلّ مفردة إيحاءات تمتد إلىٰ عصور ٍ مختلفة، وتشغل حيزاً في عقولنا تعجز عشرات الصفحات عن توضيح مدلولها وتفسير رمزها...[كريم مرزة الأسدي؛ اليوم العالمي للُغة العربية؛ الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩]. ".

إشكالي مع النص المقتبس أن الكاتب -الأسدي- يتحدث عن اللغة العربية؛ والمقصود عنده وعندي لغة العرب الفصحى؛ ولكنه يخاطب عربيّ اللسان؛ وغالبتنا بل يكاد يكون الجميع -الجيل الأول مِن التجمعات العربية؛ أكتفي بهم هنا- يتحدثون اللغة العامية المحلية الدارجة؛ وخاصةً لغة مسقط رأسه؛ الإشكال وليس المشكلة.. أن ابناء الجيل الثاني والثالث والرابع في الغرب يتحدثون لغة القوم الذين يعيشون بين أظهرهم -وليس عندي اعتراض- إذ أن اللغة الألمانية -في مكان تواجدهم- هي لغة الخطاب في الشارع؛ وفي حديقة الأطفال؛ وفي الروضة -إلا الخاصة منها-؛ وفي التعليم الإلزامي وعند الذهاب لشراء كيس حليب وخبزة؛ ووسائل الإعلام؛ ومن ثم الحديث يتم بها في المصالح الحكومية وأماكن العمل والتشغيل؛ إشكالي يعود إلىٰ ناحية تربوية تعليمية؛ فالطالب الذي يملك زمام لغته الأم -وهنا لغة العرب الأقحاح- مفرداتها 50,000 (خمسون ألف مفردة) يحسن التحدث بعدة لغات؛ أما مَن يلعك بلغة ركيكة عامية محلية دارجة لا تتعدىٰ بضع مئات بمخارج حروف بعيدة عن لغة العرب الأصلية فلن يُحسن التحدث بلغة أجنبية (مفردات اللُغة الألمانية مثلا لا تتعدىٰ 3,000 مفردة (ثلاث آلاف مفردة).. وبهذه المقارنة من حيث اللغة وليس من حيث العقيدة وصحتها وليس من حيث المنهاج وصوابه . فقط من حيث اللغة العربية الفصحى من يملك زمامها من خلال الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يصبح حامل كلماته ومن يستشعر معانيها يملك زمام تعلم بقية اللغات..

وهنا يأتي التساءل: أبناء العرب؛ الترك؛ الشيشان؛ الألبان.. وأمثالهم (أقلية(!) أمام الدولة النمساوية والحكومة[كمثال]) أو مَن يحملون هُوية وانتماء ديني بعينه (دين الإسلام معترف به مِن قِبَل العديد من الدول والحكومات) كيف تتعامل معهم وزارة الأندماج!؟..

كنتُ اقترحتُ أن تتولىٰ السيدة MMag. Dr. Susanne Raab(***) بنفسها عقد اجتماعات دورية منتظمة مع :

- أئمة المصليات -مع وجود مترجم فوري- بغض النظر عن ولائه وتمويله سواء من الملكية السعودية أو الدولة الاردوغانية أو غيرهما لسماع وجهة نظرها وتلقي وجهات النظر منهم؛ وخاصةً مَن يقول „ لا يصح تهنئة النصارىٰ - المسيحيين باعيادهم ‟ أو مَن يعتبر أن المسيحي „ كافر ‟ طالما أن مَن يتبنى مثل هذه الأفكار يحمل أوراق ثبوتية تمكنه من البقاء بالجمهورية أو مَن يحمل جنسيتها دون سواها؛ وعليه لا تستطيع المحكمة العدلية استصدار قرار بترحيله إلىٰ بلد المنشأ ولا تتمكن وزارة الداخلية من إجراءات أمنية ضده؛ وهو مازال يتمكن من مخاطبة المصلين ورواد المصليات سواء من خلال منبر صلاة يوم الجمعة أو دروس تحفيظ القرآن

- إستشارة أشخاص دون التقييد بوجهة نظرهم؛ فهم ليسوا أصحاب قضية؛ وليسوا من داخل مطبخ المصليات!

- التقارب مع ابناء الجيل الثاني والثالث

- مراعاة الزي وفق البيئة التي تربت فيها المرأة منذ نعومة أظفارها؛ ونشر دوريات في الصحف ووسائل الإعلام لقبول زي الآخر سواء اعتبر أنه زي „ إسلامي ‟ أو ياباني „ الكَيْمُون ‟ أو افغاني „ البرقع ‟ [في الأيام الأُوَل من استيلاء طالبان على غالبية أرض الأفغان أرتفع سعره من 10 دولارات إلى 80 دولار] أو هندي.. طالما أن الدولة قبلت بوجودهم علىٰ أراضيها؛ وإسقاط نظرية الاندماج من طرف واحد؛ إذ أن عملية الاندماج ينبغي بل يجب أن تتم من طرفين ليحدث اندماج أما من طرف واحد فهو الذوبان وبينهما فارق بسيط.. افراد الشعب النمساوي بثقافته قد يعارض هذا الاتجاه؛ فيقبل الـ „ ساري ‟ الهندي؛ ويرفض الزي الإسلامي.. وهنا يأتي دور الوزارة!

- لا يلاحظ المرء على أرض الواقع اهتمام ما بالأسرة؛ إلا من خلال قوانين تصدر دون النزول إلى الأرض المعاش عليها تلك الأسر

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏الثلاثاء‏، ١٥‏ محرم‏، ١٤٤٣هــ ~ 24‏ أغسطس‏، 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

: أعد هذا الملف :
د. مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ؛ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِالْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمراجعة:

(*) بين التمني عموم وخصوص؛ فالتمني عام في الممكن وغير الممكن، وأما الرجاء ففي الممكن، قال الأزهري في معجم تهذيب اللغة “وَقَالَ أَبُوالعبّاس أَحْمد بن يحيى [ثعلب]: التَّمنِّي: حديثُ النّفس بِمَا يكون وَبِمَا لَا يكون. قَالَ: والتمنِّي: السُّؤال للربّ فِي الْحَوَائِج، وَفِي الحَدِيث: (إِذا تمنَّى أحدُكم فَلْيَسْتكثر فَإِنَّمَا يسْأَل ربَّه). قَالَ أَبُوبكر: تمنّيت الشَّيْءَ، أَي: قدَّرته وأحببتُ أَن يَصير إليَّ، من (المَنا) وَهُوَ (القَدَر). وَالْعرب تَقول: أَنْت إِنَّمَا تَمْتَني هَذَا القولَ، أَي: تَخْتَلقه. قَالَ: وَيجوز أَن يكون (أماني) نُسب إِلَى أَن الْقَائِل إِذا قَالَ مَا لَا يَعلمه فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا يتمنّاه، وَهَذَا اسْتعْمل فِي كَلَام النَّاس، فَيَقُولُونَ للَّذي يَقُول مَا لَا حَقِيقَة لَهُ وَهُوَ يُحِبهُ، هَذَا مُنى، وَهَذِه أمْنية.

وأما الرجاء فقال عنه أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: “وَهُوَ الْأَمَلُ. يُقَالُ رَجَوْتُ الْأَمْرَ أَرْجُوهُ رَجَاءً. ثُمَّ يتَّسَعُ فِي ذَلِكَ، فَرُبَّمَا عُبِّرَ عَنِ الْخَوْفِ بِالرَّجَاءِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13]، أَيْ لَا تَخَافُونَ لَهُ عَظَمَةً. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: مَا أَرْجُو، أَيْ مَا أُبَالِي. وَفَسَّرُوا الْآيَةَ عَلَى هَذَا، وَذَكَرُوا قَوْلَ الْقَائِلِ:


إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا * وَخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نُوَبٍ عَوَامِلِ

قَالُوا: مَعْنَاهُ لَمْ يَكْتَرِثْ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا دَنَا نِتَاجُهَا: قَدْ أَرْجَتْ تُرْجِي إِرْجَاءً”.

والذي ننتهي أنه لا فرق بينهما للدعاء بالخير في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهذا ما عليه استعمال الناس اليوم، وقد لهج بعض الفقهاء غير المدققين بالنهي عن استعمال لفظ التمني والنصح باستعمال لفظ الرجاء وليسوا على حقّ في نهيهم. فلك أن تقول أتمنى لك النجاح أو أرجو لك النجاح.[الفتاوى اللغوية؛ الفتوى (1251): هل بين التمني والرجاء فرق؟ نوفمبر 7, 2017 ؛ الفتوى (1251): هل بين التمني والرجاء فرق؟ ؛ اللجنة المعنية بالفتوى: المجيب: أ.د. أبوأوس الشمسان (عضو المجمع) راجعه: أ.د. عبدالرحمن بودرع؛ (نائب رئيس المجمع) رئيس اللجنة: أ.د. عبدالعزيز بن علي الحربي (رئيس المجمع) ]

https://www.m-a-arabia.com/site/22009.html

(**) الهُويَّةُ مصدرٌ صناعيٌّ(1)موضوعٌ من الضميرِ (هُوَ) بإلحاقِ ياءِ النسبِ وتاءِ التأنيثِ الدالةِ علىٰ المصدريةِ. ويقتضي النسب إلىٰ هذا الضمير أن تضعف واوه وهذا القياس في الثنائي ذي العلة، مثل (لو) ونحوها، قال خالد الأزهري “وإذا سميت بثنائيّ الوضع حال كونه معتل الثاني ضعّفته، أي الثاني قبل النسب، فزدت عليه من جنسه مثله، فتقول في (لو) و(كي) علمين: (لوّ) و(كيّ) بالتشديد فيهما؛ وذلك أنك زدت على الواو واوًا، وعلى الياء ياء، ثم أدغمت إحداهما في الأخرىٰ … فإذا نسبت إليهن قلت: (لَوِيّ) بتشديد الواو، و(كَيَوِيّ) لما تقرر أن حرف العلة المشدّد إذا كان بعد الحرف الأول إن كان ياء ترد الياء الأولىٰ إلى أصلها، وتفتح كما في (نمِر): [نَمَرِيّ]، وتقلب الثانية واوًا لئلا تجتمع الياءات، وإن كان واوًا بقيت، إذ ليس اجتماع الواوين والياءين في الاستثقال كاجتماع الياءات الأربع”(2). فــ

الأصل في هذا المصدر تشديد الواو منه (الهُوِّيّة)، ولكن الاستعمال على الألسنة جرى بتخفيف الواو.

- جاءَ في معنى الهوية “وَقَالُوا الهُوِيَّةُ مَأْخُوذَةُ من الهُو (هُوَ، وَهِي) فِي مُقَابلَة الغيريّة”(3)، و

جاء في تاج العروس “والهُويَّةُ عنْدَ أَهْلِ الحقِّ هِيَ الحَقيقَةُ الـمُطْلقَةُ الـمُشْتملَةُ على الحَقائِقِ اشْتِمالَ النَّواةِ على الشَّجَرةِ فِي الغَيْبِ الـمُطْلَقِ”(4).

ونجد من يلحن فينطق الهوية بفتحِ الهاء وهو لفظ لا أساسَ له؛ لأني لا أعرف لفظًا كهذا (هَو) في اللغة بفتح الهاء فينسب إليه.

وهُويّةُ الفردِ جُمْلةُ صفاتِهِ التي تميّزُهُ عن غيرِه، وهويةُ الأمةِ أو الشعبِ جملةُ ما يشتركُ به أفرادُه من مقوماتِ الهويةِ التي تميزُهم عن غيرِهم من الأممِ أو الشعوبِ، كالدينِ والوطنِ الواحدِ والتاريخِ والثقافةِ واللغةِ والقوانينَ المنظِّمةِ لعلاقاتِهم الداخليةِ وعلاقاتِهم الخارجيةِ والرمزِ الدالِ على وطنهم وهو العلمُ المتميزُ عن غيره.

اللغةُ من أهمِ مقوماتِ هويةِ الأمةِ أو الشعبِ؛ لأنها وعاءُ تاريخِه وثقافتِه المعبرةِ عن رؤيتِه للكونِ، وهي وسيلتُه للتواصلِ والتماسكِ والتعلمِ والاستيعابِ، فالمولودُ لا يُعدُّ فردًا في المجتمعِ حتى تضعَ له اللغةُ لفظًا يُعرفُ به ويميّزُ، هو اسمُه أو علمُه. ويسترشدُ المرءُ بمخزونِ اللغةِ من حِكَمٍ وأمثالٍ في تصرفاتِه بما هي خلاصةُ تجاربَ هاديةٍ.

حين تضعُفُ علاقةُ المرءِ بلغتِه أو يفقِدُها اختيارًا أو اضطرارًا يسقطُ ركنٌ من أركانِ هُويتِه ويصيرُ ملحقًا في أمة أخرى غيرِ أمتِه وتتبدلُ هويته.

ولما للغة من أهمية بالغة في تكوين الْهُوِيَّة كانت هدفًا مباشرًا للغزاة والمستعمرين؛ إذ يحرصون على اقتحام اللغة وتقويض أركانها، وبسط لغتهم؛ لينسلخ أصحاب الأرض من صلاهم بتاريخهم ومميزاتهم الثقافية لإلحاقهم بالمجتمع الغازي حتى يظل تحت سيطرته، وهكذا شهدنا حركة التتريك في الدولة العثمانية وبسط اللغة الفرنسية في بلاد شمال إفريقيا التي تعاني مجتمعاتها آثاره إلى اليوم.

وعلى المتعلمين اليوم تعزيزًا لهويتهم اللغوية الشعورَ بأهميتها، وإتقان مهاراتها، والوفاء بمقتضيات ذلك في استعمالها تلفظًا وكتابة، وتجنب خلطها بألفاظ أعجمية من غير ضرورة ملحة، والتنبيه إلى ما يعتورها من ضعف وخلل في سلامتها، ومحاولة استعمالها في أوسع نطاق ممكن، وترك التعصب للهجات المحلية، والسعي إلى استعمال لغة وسط بين الفصيحة العالية والعامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عرفه عباس حسن بقوله “كل لفظ (جامد أو مشتق، اسم أو غير اسم) زيد في آخره حرفان، هما: ياء مشددة، بعدها تاء تأنيث مربوطة؛ ليصير … اسمًا دالًا على معنى مجرد”. النحو الوافي، 3: 186.
(2) خالد الأزهري، التصريح على التوضيح، 2: 607.
(3) الأحمدنكري، دستورِ العلماء، 3: 330.
(4) الزبيدي، وجاء في تاج العروس،40: 333. ":


(***)Bundesministerin für Frauen, Familie, Jugend und Integration im Bundeskanzleramt

وزيرة دولة لشؤون المرأة والعائلة والشباب والإندماج في الوزارة الائتلافية بين حزب الخضر وحزب التوركيز ؛ جكهورية النمسا الاتحادية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 08 / 2021, 26 : 12 PM
( نظرية الأوعية )


حوار مع ملحد.. وآخر يُثلث الآله .. وثالث مشرك .. ورابع وثني !
.. جمعني -والحمد لله على نعمة العقل والإدراك والفهم والاستيعاب؛ ثم الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام وصحة العقيدة - جمعني معهم -هداهم الله تعالى- لقاء لم يرتبه أحد!




( نظرية الأوعية )
في إثبات وجود خالق لكل الأشياء.. ومن ضمنها الإنسان ... خلقها جميعاً مِن عدم وأوجدها على غير مثال سابق يحتذى به.. وصنعها لغير حاجة ضرورية له.. وأبدعها كــ دليل إثبات على وجوده المطلق !


وإليك البيان...

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعة‏: 18‏ محرم‏، 1443هــ ~ 27‏ أغسطس‏، 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 09 / 2021, 09 : 12 PM
... سيهل بعد أيام قليلة الشهر الثاني مِن شهور السنة الهجرية ..
وقد -وللأسف- تحول إسلام محمد بن عبدالله[]؛ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين .. تحول الإسلام إلى مناسبات تأتي في العام مرة ومواسم نحتفل في السنة مرة وصار ذكريات تجتر وعند البعض بكاءً على الأطلال واستحلاب ما كان منذ مئات السنين وعند البعض "كنا".. و"كانوا" واسترجاع الماضي من خلال نظريات لا يوجد لها مجال للتطبيق؛ وخطب جوفاء تخرج من افواه أشباه رجال دون القدرة على العمل وفق المنهاج النبوي ودون التأسي بافعاله وأقواله وصار الكثير يتمسك بقشور دون لباب وظاهر لباس دون العمق الإسلامي الذي دفع المسلمون الأوائل إلى أن يتبؤا المراكز العلا في كافة العلوم وشتى مجالات الحياة.. بعد ان كانت الأمة الإسلامية -أمة أقرأ؛ وأمة مرجعيات العلوم- صار أمة تستورد كل شيء من بلاد الصين أو بلاد الأمريكان أو أوروبا ....
أقول : بعد أن كان الإسلام؛ خاتم الرسالات السماوية وآخر وحي السماء إلى أهل الأرض ومن شاء من بعد؛ تحول الإسلام الذي كان طرازا خاصا من العيش؛ وكان طريقة معينة في الحياة؛ وكان نظاما يوميا لحياة الإنسان وطريقة عيش البشر...إثناء وجود كيان إسلامي بُنيَّ على قال الله -عزوجل- وقال رسوله -عليه السلام- يطبق القرآن وفق اجتهادات عصرية صحيحة؛ وينفذ السنة المحمدية وفق فقه جديد مستنير..
أقول(الرَّمَادِيُّ) للأسف تحول الإسلام -وهو نظام الحياة- إلىٰ مناسبات ومواسم؛ وذكريات.. وإنتظار رمضان إلى رمضان .. شهر في العام؛ وعند البعض عمرة موسمية أو حج مرة في العمر؛ فــ عيد فطر أو أضحى.. ثم جاءت المحنة.. وباء كورونا بتحوراته المتعددة فقلب الموازين عند الجميع...
أقول(الرَّمَادِيُّ) بعد أيام سيهل علينا شهر صفر... فيصلح أن يكون لنا معه وقفة!.
-*-*




" سطوع شمس الإسلام من جديد! ".



بيد أنه يظهر للمتابع لحال أمة المسلمين -وليس حال أمة الإسلام؛ وهناك فارق بينهما- يظهر للمتابع والمدقق بزوغ فجر جديد وسطوع ضوء شمس يظهر في نهاية الأفق .. وارجو أن نكون نحن من العاملين على إسراع إظهار ضوء شمس الإسلام وتبيان نور الهداية المحمدية !
والله -تعالى في سمائه وحسنت اسماؤه- على كل شيء قدير ولدعائنا سميع ولأفعالنا بصير!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ
‏السبت‏، ٢٦ ‏محرم‏، 1443هــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*:"

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 09 / 2021, 53 : 07 PM
في صباح يوم الخميس ٢٦ صفر من السنة الرابعة عشر للبعثة، تمَّ عقد أخطر اجتماع !

شريف حمدان
05 / 09 / 2021, 01 : 03 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/vaf52967.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 09 / 2021, 12 : 11 PM
مدخل لــ شهر صَفَرَ:

" شهر صفر هو الشهر الثاني من الشهور القمرية بعد المحرم.
ويستحسن قبل الحديث عن هذا الشهر فنعود إلى سر تسميته بهذا الاسم !؟..
:" ورُبَّما قالوا الصَّفَرَانِ إذا ضُمَّ المحرمُ إليه.
ويستغرب المرء حين يطالع لغة العرب الأقحاح إذ يقولون:
" ولا يَلِيْقُ ذلك بصَفَري: أي لا يُعْجِبُني.
ووَقَعَ في صَفَري: أي في رُوْعي وخَلَدي.
و" لا يَلْتَاطُ بصَفَرِي ": أي لا يُوَافِقُ خُلُقي.
وقيل: الصفرُ العَقْلُ. " [المحيط في اللغة للصاحب بن عباد].
" والصَّفَرُ العَقْلُ والعَقْدُ .. والصَّفَرُ الرُّوع .. ولُبُّ .. والقَلْبِ يقال ما يَلْزَقُ ذلك بِصَفَرَى ".
فنذهب إلى ابن فارس وموسوعته "مقاييس اللُغة" .. فنقرأ عنده :
" (صَفَرَ) الصَّادُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ سِتَّةُ أَوْجُهٍ:
فَــ
« „ ١ ‟ » الْأَصْلُ الْأَوَّلُ: لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ.

فـ
الصُّفْرَةُ فِي الْأَلْوَانِ، [ابن فارس]
و :" مؤنَّث أَصْفَرُ: { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا} - [عمر؛ معجم اللغة العربية المعاصرة]
فــ " صفر الصُّفْرَةُ: لونٌ من الألوان التي بين السّواد والبياض، وهي إلى السّواد أقرب، ولذلك قد يعبّر بها عن السّواد.
قال الحسن في قوله تعالى: { بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها } [البقرة/ 69] ، أي: سوداء ، وقال بعضهم: لا يقال في السواد فاقع، وإنّما يقال فيها حالكة.". [المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني]
{ إِنَّهَاتَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [عمر؛ معجم اللغة العربية المعاصرة].
وَبَنُو الْأَصْفَرِ: مُلُوكُ الرُّومِ؛ لِصُفْرَةٍ اعْتَرَتْ أَبَاهُمْ. وَالْأَصْفَرُ: عند العرب : الْأَسْوَدُ، فِي قَوْلِهِ:
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي*هُنَّ صُفْرٌ أَوْلَادُهَا كَالزَّبِيبِ[ابن فارس؛ مقاييس اللغة]
- فالألوان الغامقة واللون الأصفر خاصة تثير في الإنسان صور البؤس والحزن. فاذا أرادوا أن يدعوا على شخص بسوء قالوا له: " الله يصفْر لك وجهك". [تكملة المعاجم العربية لــ رينهارت دوزي]
اصفرَّ الزَّرعُ: يبِس ورقُه وحان وقتُ حصاده "اصفرَّ القمحُ- { ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} - { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } ".[معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر]
وَ
« „ ٢ ‟ » الْأَصْلُ الثَّانِي: الشَّيْءُ الْخَالِي. يُقَالُ هُوَ صِفْرٌ. وَيَقُولُونَ فِي الشَّتْمِ: مَا لَهُ صَفِرَ إِنَاؤُهُ، أَيْ هَلَكَتْ مَاشِيَتُهُ. وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِلَّذِي بِهِ جُنُونٌ: إِنَّهُ لَفِي صُفْرَةٍ وَصِفْرَةٍ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، إِذَا كَانَ فِي أَيَّامٍ يَزُولُ فِيهَا عَقْلُهُ. وَالْقِيَاسُ صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ خَالٍ بَيْنَ عَقْلِهِ. [ابن فارس].
و
عند الجوهري:"ويقال: إنَّه لفي صُفْرَةٍ للذي يعتريه الجنون، إذا كان في أَيامٍ يزول فيها عقلُه، لأنَّهم كانوا يمسحونه بشئ من الزعفران. ".[تاج اللغة وصِحاح العربية للجوهري]
و
عند ابن الأثير:" وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ « صِفْرُ ردائِها ومِلءُ كِسَائِها »
أَيْ أَنَّهَا ضَامِرة البَطْن، فكأنَّ رِداءها صِفْر: أَيْ خالٍ. والرِّداء يَنْتَهي إِلَى البَطْن فَيَقَعُ عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ « أَصْفَرُ البُيوت مِنَ الخَيْر البَيْتُ الصِّفْر مِنْ كِتَابِ اللَّهِ « .



و
تقرأ في :" أساس البلاغة للزمخشري :" ويقال: نعوذ بالله من قرع الفناء، وصفر الإناء.
و
" ما أصغيت لك إناء، ولا أصفرت لك فناء ".
: صفر الإناء : يعنون به هلاك المواشي .
و
هذا في المَعْذِرةِ يقول:" لم آخُذْ إِبِلَكَ ومالَكَ فَيَبْقَى إناؤك مَكْبُوباً لا تَجِدُ لَبَناً تَحلُبُهُ فيه ويَبْقَى فناؤُك خالِياً مِسْلوباً لا تَجِدُ بَعِيراً يَبْرُك فيه ولا شاةً تَرْبِضُ هناك وصَفِرَتْ وِطابُه ماتَ.
قال امْرُؤُ القَيْسِ

(وأَفْلَتَ هُنَّ عِلباءٌ جَرِيضاً * ولو أدْرَكْتَهُ صَفِرَ الوِطَابِ)

و
هو مَثَلٌ معناه أنّ جِسْمَه خَلا من رُوحِه .. و قيل معناه أنّ الخَيْلَ لو أدْرَكَتْه قُتِلَ فَصَفِرَتْ وطَابُهُ التي كان يَقْرِي منها [المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي] .
وصَفَرٌ الشَّهرُ الذي بعد المَحَرَّمِ ..
قال بعضُهمَ إنّما سُمِّيَ صَفراً لأنهم كانوا يَمْتارُونَ الطَّعامَ فيه من المواضِع
و
قال بعضُهم سُمِّي بذلك لإصْفارِ مكّةَ من أهْلِها إذا سافَرُوا
ورُوِي عن رُؤْبَةَ أنه قال سَمَّوُا الشَّهَر صَفَراً لأنهم كانوا يَغْزُونَ فيه القَبائِلَ فيَتْرُكونَ من لَقُوا صِفْراً من المتاعِ
وذلك أن صَفَراً بعد المُحَرَّمِ فقالوا صَفِرَ الناسُ مِنَّا صَفَراً
قال ثعلبٌ الناسُ كُلُّهُم يَصْرِفونَ (من حيث النحو) صَفَراً إلا أبا عبيدةَ فإنه قال لا يَنْصِرِفُ .. فَقِيلَ له:" لِمَ لا تَصْرِفُهُ ".. لأن النحويِّين قد أجْمعُوا على صَرْفِه .. وقالُوا لا يَمْنَعُ الحَرْفَ من الصَّرْفِ إلا عِلتَّانِ فأَخْبِرْنا بالعِلَّتَيْنِ فيه حتى نَتَّبِعَكَ ".. فقال :" نَعَمْ العِلّتان : المَعْرِفةُ والسّاعةُ "..
قال أبو عُمَرَ أراد أن الأَزْمِنَةَ كُلَّها ساعاتٌ والسَّاعَاتُ مُؤَنَثَّةٌ.
و
قولُ أبي ذُؤَيبٍ
(أقامَتْ به كمُقامِ الحَنِيفِ * شَهْرَيْ جُمادَى وشَهْرَيْ صَفَرَا)
أراد المحرّمَ وصَفراً
و
رَواهُ بعضُهم وشَهْرَ صَفَرَ على احْتِمالِ القَبْضِ في الجَزْءِ فإذا جَمَعُوه مع المُحَرَّم.. ِ قالوا صَفَرانِ والجمعُ أَصفارٌ
قال النابغةُ
(لقد نَهَبْتُ بَنِي ذُبْيَانَ عن أُقُرٍ * وعن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أصفارِ)
[المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي]
صفَّر المكانَ: أفرغهممّا كان فيه "صفَّرتِ السَّيِّدةُ البيتَ من المتاع".[عمر] .
وَ
« „ ٣ ‟ » الْأَصْلُ الثَّالِثُ: الصُّفْرُ: جَوْهَرٌ مِنْ جَوَاهِرِ الْأَرْضِ. يُقَالُ: إِنَّهُ النُّحَاسُ. وَقَدْ يُقَالُ: الصِّفْرُ. وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: النُّحَاسُ: الطَّبِيعَةُ وَالْأَصْلُ، وَالنُّحَاسُ هُوَ الصُّفْرُ الَّذِي تُعْمَلُ مِنْهُ الْآنِيَةُ، فَقَالَ: " الصُّفْرُ "، بِضَمِّ الصَّادِ. قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الصِّفْرُ، بِكَسْرِ الصَّادِ.
ويمكن إضافة : « أَنَّهُ [] صَاَلح أهَل خَيْبَر عَلَى الصَّفْرَاء والبيْضَاءِ والحَلْقَة » أَيْ عَلَى الذَهَبِ والفِضَةِ والدُّروع."؛
وَ
مِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- « يَا صَفْرَاءُ اصْفَرِّي .. وَيَا بَيْضَاءُ إبْيَضِّي » يُريد الذَهَبَ والفِضَة. فهو لا يميل إلى هذه أو تلك..
وتقرأ عند مختار الصحاح الرازي :"وَأَهْلَكَ النِّسَاءَ (الْأَصْفَرَانِ) الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ ..
وَ
قِيلَ:الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ. ". الرازي.
صار في لون الذَّهب: { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَارًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} [ق] [معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر]
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْاس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- « اغْزُوا .. تَغْنَمُوا بَنات الأَصْفَر » يَعْني الرومَ، لِأَنَّ أبَاهم الأُول كَانَ أَصْفَر اللَّون.
وَ
هُوَ رُوم بْنُ عيصو بن إسحاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
قال ابن قُتَيْبة:" عِيصُو بن إسحاق بن إبراهيم .. هو :" أبو الرُّوم" ،
و
كان الرُّومُ أَصفَر في بياض شَدِيد الصُّفْرة، فلذلك يُقال للرُّوم: بَنُو الأَصفر. ابن الأثير.؛ وعند الصاحب بن عباد :" وبَنُو الأصْفَرِ: " مُلُوْكُ الروْم".

و
قال غيره: هو رُومُ بنُ عِيصُو بن يعقوب بن إسحاق" .
:" وقيل: سُمُّوا بذلك لأَنّ جَيشًا من الحَبَش غَلَب عليهم، فَوَطِىءَ نِساءَهم فَوُلدِ لهم أولادٌ صُفْر، فسُمُّوا بنى الأَصْفَر.".
:" بنو الأصفر: أصل هذا الاسم الذي يطلقه العرب على الروم وعلى النصارىٰ عامة .. بيد أنه مختلف فيه أشد الاختلاف ". [تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي]
و
لعله ذهب لقول ابن سيده فهو القائل:" لا أَدْرِي لِمَ سُمُّوا بذلك"
" تأريخ الصُفْر أي العصر المسيحي يريد به المؤلفون العرب بالأندلس العصر الأسباني ". [تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي]
وَ
« „ ٤ ‟ » الْأَصْلُ الرَّابِعُ: صَوْتٌ. فَالصَّفِيرُ لِلطَّائِرِ.
وَ
قَوْلُهُمْ: مَا بِهَا صَافِرٌ مِنْ هَذَا، أَيْ كَأَنَّهُ يُصَوِّتُ.
و
قولهم في الشتم:" فلان مُصَفِّرُ اسْتِهِ "، وهو من الصَفيرِ لا من الصُفْرَةِ ، أي ضَرَّاطٌ.
و
قد يتسع المعنىٰ: فَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ « قَالَ عُتْبَة بْنُ رَبِيعَةَ لِأَبِي جَهْلٍ: يَا مُصَفِّرَ اسْتِه ِ» رمَاه بالأُبْنَةِ ، وأنَّه كَانَ يُزَعْفِر استَهُ.
وَ
قِيلَ هِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ للمُتَنَعّم المُتْرَفِ الَّذِي لَمْ تُحَنّكُه التَجَارُب والشَّدائد.
و
قِيْل أرادَ يَا مُضَرِّط نَفْسُه، مِنَ الصَّفِير، وَهُوَ الصَّوتُ بالفَمِ والشَّفَتَيِنِ، كأنَّه قَالَ: يَا ضَرَّاط. نَسَبه إِلَى الجُبْن والخَوَر ". ابن الأثير.
وجاءت رواية تخبر عن :" قولِ عُتْبَة بن رَبِيعة لأبِي جَهْلٍ :" سَيَعْلَمُ المُصَفِّرُ اسْتَه مَن المَقْتُولِ غداً ". [ المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي]
وَ
« „ ٥‟ » الْأَصْلُ الْخَامِسُ: زَمَانٌ.
وَ
أَمَّا الزَّمَانُ فَصَفَرٌ: اسْمُ هَذَا الشَّهْرِ.
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ فِي السَّنَةِ، سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ.
وَ
الصَّفَرِيُّ، نَبَاتٌ يَكُونُ فِي أَوَّلِ الْخَرِيفِ.
وَ
الصَّفَرِيُّ فِي النَّتَاجِ بَعْدَ الْيَقَظِيِّ.
وَ
« „ ٦ ‟ » الْأَصْلُ السَّادِسُ: نَبْتٌ.
فــ َ
الصَّفَارُ، وَهُوَ نَبْتٌ،
يُقَالُ إِنَّهُ يَبِيسُ الْبُهْمَى، قَالَ:
فَبِتْنَا عُرَاةً لَدَى مُهْرِنَا * نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصَّفَارَا ".
و
يصلح أن نضيف أن صفر يعود إلى ثلاثة معان :
« „ ١ ‟ » المعنىٰ الْأَوَّلُ:
داء في البطن يصفر منه الوجه،
و
لعله:" صُفَيِّراء: اسم تطلقه العامة على الصَفَر وهو داء في البطن يصفر منه الوجه، وهو داء اليرقان ".
و
يمكن إضافة :" صفرا : زهري، مرض مختص بالأعضاء التناسلية ".[تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي]
و
« „ ٢ ‟ » المعنىٰ الثَّانِي: الجوع، وخلو البطن من الطعام:" أساس البلاغة للزمخشري
بيد أن صاحب : (النهاية في غريب الحديث والأثر؛ أبو السعادات؛ ابن الأثير الجزري ) يبين مسألة شرعية هامة؛ إذ يقول :
" كَانَتِ العَرَب تزعُم أَنَّ فِي البَطْن حيَّةً يُقَالُ لَهَا الصَّفَر، تُصِيب الْإِنْسَانَ إِذَا جَاع وتُؤْذِيه، وأنَّها تُعْدِي،[ ابن الأثير]
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد:" الصفر: دَوَاب الْبَطن" .
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سَمِعت يُونُس يسْأَل رؤبة بن العجاج عَن ا لصفر فَقَالَ: " هِيَ حَيَّة تكون فِي الْبَطن تصيب الْمَاشِيَة وَالنَّاس وَهِي أعدى من الجرب عِنْد الْعَرَب.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأبْطل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهَا تعدِي .
وَ
يُقَال: إِنَّهَا تشتد عَليّ الْإِنْسَان إِذا جَاع وتؤذيه
قَالَ أعشي باهلة يرثي رجلا:
لَا يتأرَّى لما فِي القِدرِ يرقبه ... وَلَا يعَض على شُرَسُوِفه الصفر [المحكم والمحيط الأعظم لــ ابن سيده الأندلسي]
" فأبطَل الإسلامُ ذَلِكَ. "
- فيفهم مما سبق :
- إما مسألة المرض
أو
- مسألة التأخير والنسئ
و
قوله صلى الله عليه وسلم :" لا عَدْوَى.. ولا صَفَرَ ".. قيل هو تَأخِيرُهم المُحَرَّمَ إلى صَفَرَ
فيتدخل الشرع الحنيف بقول رسول الهدىٰ والرحمة فيقول :"


« لَا عَدْوَىٰ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر » .


ليبطل هذا الزعم الزائف؛
- أما :
- الفيروسات و
- الطفليات و
- السالمونيلا؛ وهي جرثومة عصوية داخل المعدة فهذه مسألة آخرى؛ تُبحث من خلال الطبيب المختص وتكشف من خلال كشوفات علمية وتحاليل مخبرية!

« „ ٣ ‟ » المعنىٰ الثَّالِثُ: الشهر الثاني من الشهور الهجرية.
يذكر ابن الأثير في موسوعته :" وَقِيلَ أرادَ بِهِ النَّسِيء الَّذِي كَانُوا يَفْعلُونه فِي الجاهليَّة، وهو تأخيرُ المُحرَّم إلى صَفَر، ويجعَلُون صَفَر هو الشهرَ الحرامَ، فأبطَله الإسلامُ ".

و
أخيرا أعودُ لما بدأته فــ :
"هو الشهر المعروف، زعموا أن فيه يكثر الدواهي والفتن فنفاه الشارع. ".[مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ] .
تنبيه :
نفهم من ذلك أن إسلام النبي الرسول محمد [] جاء ليصحح عقائد كانت فاسدة عند العرب في جاهليتهم أو عند بقية الناس من حولهم ؛ وجاء ليصحح مفاهيم و افكار و مقاييس وقيم .. وهذا ما يجب أن يكون اليوم .. مسألة تصحيح ما عند الناس؛ وهو دور السادة العلماء .
- و
أعود مرة ثانية إلى
« „ ٢ ‟ » المعنىٰ الثَّانِي: الجوع، - الْحَدِيثُ « صَفْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خيرٌ مِنْ حُمْر النَّعَم » أَيْ جَوعَة..
كما نفهم فقهاً :" جواز التوضي من النحاس الأصفر بلا كراهة وإن أشبه الذهب بلونه، وكرهه بعض. ". [مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ] .
يتبقى ما استحدث في زمننا :"
- الخطر الأصفر: خطر الازدياد السكانيّ في آسيا كما يتصوَّره الغربُ
- الهَواء الأصفر: مرض الكوليرا ". [عمر]
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، ٢٩‏ محرم‏، 1443هــ ~ ‏الثلاثاء‏، 07‏ سبتمبر‏، 2021م
-*-*
أعد هذا الملف :
د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيّ ُمِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 09 / 2021, 28 : 12 PM
حكاية من واقع الحياة

بمناسبة هجرة الملايين مِن بلاد المسلمين إلى ملاجئ الغرب!

«„اللهُ جاءَ بِكِ .. ‟»









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
في واقعٍ معاش غريب تغيرت فيه نظرة مسلم اليوم العادي للحياة.. نتيجة الضعف العام الشديد الذي طرأ على ذهن المسلم في فهم الإسلام -كتابا وسنة- .. ومن ثم إحسان تطبيقه .. أضف أن الفضاء العام والمناخ السائد والبيئة الحاضنة لا تساعده بل وزاد استيراد بضاعة الغير وأفكاره بل وطريقة حياة الآخرين ونمط عيشهم.. صار لزاماً محاولة تغير الخطاب الديني إلى خطاب أدبي(!).. هذا الخطاب -الأدبي- قد يروق للبعض فيكمل القراءة.. وقد ينزعج منه البعض فيغلق الصفحة.. بيد أنها محاولة .. والأصل أن المحاولات في الخطاب -شرعاً- ينبغي أن تتعدد .. وفقا لحال السائل ووضعه .. فهناك خطاب يخاطب الوجدان والأحاسيس والمشاعر والعواطف أو ما يسمى بالآداب الشرعية.. فتجد السامع قد يبكي تأثراً.. وهناك خطاب يتكلم مع كل ذي لب أو عقل أو قلب فينفتح الفؤاد وتبدء الخلايا الرمادية في مخ الإنسان تعمل فيقبل على فهم القرآن بعد حفظه؛ -طريقة النبي الرسول عليه السلام مع صحابته- فينتقل من الإدراك لآيات القرآن واستيعاب أحاديث الرسول إلى إحسان التطبيق العملي.. ومع كل هذا تبقى محاولة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
.. في لحظاتٍ تحتاجُ الأرضُ الجرداءإلىٰ غيثٍ ينهمرُ عليها مِن أعالي السماء ليروي عطشها منذ حين من الزمان لتخرج خبأها المكنون فتنبت فتراها خضراء تسر الناظر وتطمئن السائر فتطعم الجائع وتسقي العطشان.. فيرقد قرير العين مسرورا.. هكذا كان حال رفيقي.. حبن جاءت!

في لحظاتٍ حين تحصَّل رفيقي علىٰ شهادته العلمية العليا مِن جامعة مرموقة عالمياً؛ ثم يتحصل علىٰ أفضل درجات التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال تخصصه فيعلو في كادره الوظيفي.. هكذا كان حال رفيقي .. حين جاءت!

في لحظاتٍ حيت يسير -رفيقي- في طرقات مدينته العتيقة تحيّيه الناس بلقبه العلمي؛ ويستمع إلى كلمته أهلُ العلم التخصصي لضلوعه في حيثيات جزء من علم لم يسبقه إليه أحد؛ وينادىٰ عليه في صالات الإقلاع للطيران في المطارات العالمية بدرجته الأكاديمية.. هكذا كان حال رفيقي.. حين جاءت!

في لحظاتٍ تفتحت له زهرة حياة الدنيا فهو في عز شبابه وكامل قدراته العقلية والذهنية ولكن به خوار نفسي شديد وضعف روحي قاتل.. هي جاءت!

لحظةُ أن جاءت وطلت عليه مِن شباك الحياة بما فيها من نعيم عايشه كان يشعر ببرودةٍ في أطراف اصابعه.. ويحس بتجمد جليدي قطبي في أطراف اقدامه.. إذ أنه كان يشعر أنه بمفرده مع وجود هذا الحشد من الناس والنجاحات من حوله.. في تلك اللحظة.. جاءت!

والتناقض الذي لم يستطع أن يفك رموزه أنه كان كل عام خاصةً أيام ميلاده يذهب -بمفرده- إلىٰ رؤية الكعبة المشرفة ويتمسح بكسوتها -كما تفعل العامة- ويضع جبهته فوق جدرانها ويمكث يدعو ويلح في دعائه؛ لعل خالقه يستجيب له؛ فهو يريد أن يحسن العمل فيتقنه ويتفوق على اقرانه في عدة مجالات هو يهتم بها.. فهو يرغب أن يتشبه بجيل الأوائل: زمن الشيخ / محمد رشيد رضا وأستاذه/ الإمام .. محمد عبده. والأديب عباس محمود العقاد و وزير المعارف د. طه حسين..


ثم يقوم بزيارة مكة المكرمة وما حولها، ويصعد جبل النور ومِن غارٍ أعلىٰ الجبل يطل بناظره علىٰ الكعبة وكأنه بين السماء والأرض ويعود بروحه إلىٰ بدء دعوة خاتم الأنبياء..


فرفيقي يؤمن بمبادئها (دعوة خاتم الأنبياء).. فيشحن جميع جوانبه الجسدية والفكرية والروحية والنفسية بــ طاقات إيجابية قرآنية نورانية؛ وكأن عبق المكان وعبير الزمان يفتح عليه بآيات بعينها من وحي الرحمن يشعر حين يقرأها كأنها نزلت في زمنها الأول لتخصه فترفع من معنوياته وتزيد من صهر معدنه في بوتقة الإيمان فيزداد يقيناً بما هو عليه من عقيدة التوحيد؛ وخالص العبودية للواحد القهار الرحيم؛ وخضوعه للآِله الفرد الصمد..


ثم يأتي زيارةً للمسجد النبوي الشريف فيتسكع في شوراع وأزقة وحارات محيطة به ظناً منه أن خطواته وهو حاف القدمين تلامس آثر خطوات سيدنا آخر المرسلين ومن معه من الصحابة الكرام.. فيملؤ جوانب صدره مِن عطر الزمان النبوي.. كأنه يريد أن يتعايش عهد النبوة فيستنشق هواء عزة الإسلام ويدثر برداء الافتخار لأنه آحد المسلمين؛ وكأنه يريد أن يرتدي قميص الصديق فالفاروق فقميص ذي النورين فباب مدينة العلم.. العَليّ؛ فحين يخرج من المدينة المنورة يشعر كأن فوق كتفيه قد استعار بُردته -عليه السلام- خاصةً حين يتعمد زيارة مكتبة الحرمين: المكي ثم المدني..



ثم ينتقل من بلاد الحجاز إلى بلاد الأفرنج.. !



وهنا تبدء حياة جديدة.. أو اسلوب خاص من العيش!


يعود ليجلس علىٰ مكتبه بين أوراقه العلمية وبين ملفات أبحاثه وإدارة إعماله فيشعر بحالة من الفراغ وكأن الإنسان مركب من شيئين متناقضين: روح وجسد.. روحٌ تتطلب سويعات حسن عبادة وخالص تقديس.. وجسد يريد أن تمتلئ معدته بطعام وشراب؛ ثم من بعد الإشباع عنده ميل ذكوري طبيعي لأنثىٰ تملؤ عليه حياته العاطفية !



وهنا أقولُ: لقد كذبت رابعة العدوية باختلاقها نظرية „العشق الآلهي‟.. وهي الأنثىٰ التي تمرغت -كما ظهرت علىٰ الشاشة الفضية- في أوحال الإشباعات الجسدية ومارستها مع السيد الذي يقدر أن يدفع الأثمان في ليال السكر والغناء والعربدة..



وهي نظرية لا يمكن تحقيقها إلا في خيال مؤلف بارع؛ أو من خلال أبيات مجون شاعر..


فكانت -رابعة- تفتقر للحظات الصفا الروحي والنقاء الجسدي والإلتجاء إلى الله.. الخالق؛ إذ أن الإنسان مركب من جسد وروح بالقطع..



و -رابعة- عند اقترابها من نهاية النضج الأنثوي وأوشكت -أو تكاد- من دخولها سن اليأس الذي يصيب بنات آدم -لحكمة لا يعلمها إلا خالقها- أرادت أن تشبع رغبة آخرى كانت أهملتها.. علىٰ فرضية صدق رواية تدعي وجود امرأة تسمىٰ رابعة العدوية وليس من خيال مؤلف أو تأليف وتوليف شاعر..



النظرية الصوفية -وهي لها رواج دائم؛ عند غياب أهل العلم من الساحة وكذا الدجال والمشعوذ- تكاد تكون خاطئة في آحدىٰ جوانبها؛ إن لم تكن في اساسها.. إذ أن الإنسان ليس فقط جسد يحتاج لإشباعات متعددة؛ وبأي كيفية كانت كما وأنه ليس فقط روح ترغب في السمو إلىٰ الآِله.. وهنا تأتي لحظات القلق.. حين يصعب عند البعض التوفيق بين إشباعات الروح وإشباعات الجسد..


فكلمات رابعة العدوية والتي صيغت شعراً يُغنىٰ تشعرك أنها تخاطب ذكر وليس آِله.. و „الحب الآلهي‟.. أو „العشق الآِلهي‟وليدان زمانهما؛ في عصر الرفاهية ويتكرر من حين إلى آخر.. فهما تعبيران أو مصطلحان لم يتحدث عنهما مصدرا الوحي: الذكر الحكيم والقرآن الكريم والفرقان المبين أو السنة المحمدية المصطفوية العطرة؛ وعليه فــ «„ العشق الآلهي‟» أو كثير من مفردات الصوفية تعارض مفردات الإسلام وتناقضها.. إذ أن خير البشر وسيد ولد آدم في رحلته :«المعراج » حين سُئل : "هل رأيتَ ربك".. رد قائلا : «„ رأيتُ نوراً ‟ » اضف مفردات السلفية الحديثة ومفردات إسلام الفضائيات ومنابر الوعاظ؛ والإسلام السياسي والمعتدل والمعدل تحتاج إلىٰ إعادة تعريف جديد صحيح شامل جامع مانع..

لذا احتاج العابد المسلم المؤمن وفق الرؤية الإسلامية إلىٰ تعريف الآِله المعبود كي يحسن عبادته بيد أنه من خلال أقوال الآِله نفسه وليس تصور العابد الناسك لهذا الآِله؛ ومن هنا يأتي الخلط بين تصور إنساني ناقص وعاجز وقاصر وبين حقيقة المعبود.. لذا جاءت الأسماء الحسنىٰ في القرآن الكريم واصفة إياه تعالىٰ الذي يُعرف نفسَه بنفسِه؛ وليس العابد الناسك هو الذي يعرفه أو يصفه.. وهنا تصح المقولة التي تخبر عن تأثير الفلسفات الفرعونية والهندية والإغريقية واليونانية والفارسية وترجماتها في تشبيه الآِله أو وصف العلاقة معه.. أو كيفية العلاقة التعبدية أو المعيشية مع الآخر ومن ذلك فكرة التصوف الدخيلة علىٰ إسلام محمد بن عبدالله..



والذي أفسدَ إلىٰ حد ما المناخ التعبدي العام لذهن الإنسان منذ أزمان وعهود.. مَن ولد في الألف الثالث قبل الميلاد.. الآِله: „حورس‟- وكان اسمه باللاتينية «„ أكرست christ ‟»- الفرعوني مِن العذراء:" أيسيس-ماري" Isis-Meri. [إيزيس]. ومن ثم انتشرت الفكرة مع خطئها وفسادها في بقية اقطار الأرض : أهل الصين القدماء؛ والهندوس؛ والبوذيون؛ والروس القدماء؛ والكلدان؛ وسكان سوريا والقدس وبيت لحم قبل ميلاد المسيح؛ وسكان فريجيا؛ والإسكندنافيون؛ والأنجلوساكسون؛ والفرس القدماء؛ واليونانيون والروم..


ويصح القول بأن فكرة إنزال الآِله مِن علاه ووضعه في رحم ضيق؛ وحشره في أحشاء مظلمة لأنثىٰ -لعلها تصور إنساني لقرب الآِله من الإنسان؛ والذي أخرجته عذراء من رحمها ليعيش الآِله كأنه إنسان ثم تمكن الإنسان من الإمساك بالآله لتقترب قدرة الإنسان -بقدر الإمكان- لقدرة الآِله ثم سعىٰ الإنسان لمطاردته فتعذيبه لإثبات بقية قدر من القدرة عند الإنسان كما عند الآِله.. ثم طعنه ليتبين ضعفه -والمتابع في حياة الإنسان يظهر للعيان ضعف الإنسان من بعد قدرة- ثم أذله في مشهد درامي مؤثر -أحسنت الصناعة الفِلمية تصويره- تبين رغبة الإنسان في إثبات المذلة لآِله ثم تركته كما يحدث لإي إنسان أن يترك حتى يموت وحده.. ولكي تكتمل الصورة البشرية لتصور هذا الآِله رافق عمليه تعذيبه وانتهاء حياة الآله على الأرض وموته.. رافق تلك المشاهد -مذنب/عاص؛ وهذا عند البعض- صلب معه كي يتساوى آِله علوي مع إنسان عاص مذنب سفلي..



مشاهد / رؤية بشرية أفسدت الذوق الإنساني العام واقتربت بمشاهد آخرىٰ إلى الصوفية ذات الوشاح الإسلامي.. وحين أراد الله في المشهد الأول -الفراعنة ومن سار خلفهم ومن جاء من بعده-.. حين اراد الله تصحيح المشاهد والرؤية الصحيحة للآِله أرسل آخر رسله لتحقيق القول الأول منذ عهد أبي البشر آدم: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد } [١]{ اللَّهُ الصَّمَد } [٢] { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد } [٣] { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد } [الإخلاص:١~ ٤]



.. ولأن طبيعة الإنسان -دائماً- ترغب في الأسهل والتملص من القيود ورفع التكاليف سواء الشرعية أو المدنية أو تخفيفها.. والإشكال جاء نتيجة احتكاك فلسفة بشرية تولدت في ذهن إنسان بافكار آِلهية ثم لُصق بها وصف إسلامية صوفية..
-***-
.. شردَ مني كثيراً رفيقي -اثناءارتشافه قطرات مِن قهوته ونحن نجلس في شقة تطل علىٰ الشارع التجاري السياحي لعله الثاني في العاصمة الفييناوية؛ والشقة أجرتها آحدىٰ التجمعات العربية في الغرب- ..



.. شردَ -رفيقي- حين سرد هذه النظرة وهو يتكلم عنها..



.. وفي حقيقة الأمر لا تمل سماعاً لما يرويه أو يقوله رفيقي لي..



فقد كنتُ الوحيد الذي يطمئن له عند الكلام عما يدور في خلده أو بين جنبات صدره .. وهو -رفيقي- كان ملماً بشكل جيد بعدة علوم..

ولكن السر الأعظم لديه كان -حريمه-.. والشئ بالشئ يذكر..



فهو -رفيقي- كان يفتخر بمطبخ أمه؛ ثم مِن بعدها مطبخ خالته -الحاجة أمينة- وكانوا ينطقون اسمها فـ ينادونها بــ « آمنه» وهي -رحمها الله- كانت تحمل صفات ونعوت كاسمها تماماً..

وهو -رفيقي- إثناء غربته بمفرده دون امرأة أو زوجة لم يكن يحسن الطبخ..



يروي لي: بسبب دراسته في جامعة فيينا العتيقة أنه كان يتبضع يوم السبت فقط ويرتب في ثلاجته الصغيرة ما سوف يتناوله طعاماً على مدار أيام الإسبوع الذي يلي يوم شراء غذائه؛ فيقطع مثلا الفرخة لأجزاء يضعها متتالية واحدة خلف الآخرى: ورك.. صدر .. جناح في صف وبجواره صف آخر من قطع لحم الضأن أو البقر.. أقرب إلى ما كان يأكله في بيت أمه أو خالته.. وكان لا يروق له أن يتغذى خارج بيته في المطاعم.. أو يتردد على الحانات!

وحين اقترب من المطبخ الأوروبي لم يعجبه سوى طبخ تلك المرأة الكرواتية والآخرى ذات الأصول من النمسا السفلى؛ وهي مقاطعة نمساوية مجاورة لولاية فيينا العاصمة..

وهنا جاء تساءل من طرفي: كم مِن النساء تزوجهن رفيقي !؟..



أو كم من النساء كن يطبخن لرفيقي.. ومتى !!؟..

أجلت السؤال لحين ننتهي من قصة المرأة الحالية أو التي بالفعل أنتهى حبه لها بشكل درامي كالأفلام المِصرية القديمة أو أنهى عمداً علاقته بها !



.. لا ينبغي أن ننسىٰ المرأة الإسكندرانية التي تزوجها في مطلع شبابه.. ولا يصح نسيان مطبخها.. وحلوياتها..



وكما يقول بنفسه : هي التي صبرت على أحواله وتصرفاته بل شطحاته حتى كتابة هذه السطور!



.. هي -ELLE- لم تكن تحسن سوى الشكوى لما اصابها من أمراض نفسية أو أعراض جسدية؛ ولكنها كانت تحسن تقديم وجبة حنان من خلال جسد معذب؛ وهي كان تتقن هذا الدور مع رفيقي؛ ولعل مشوار الحياة افهمها أنها ينبغي أن تحسن هذا الدور خاصةً أن -رفيقي- رجل مشرقي!



يقتل الإنسان وإن ظل حيا يسعى: الفراغ الجسدي.. والفراغ الروحي.. عند الكثير من البشر..
والعبادة لله تعالى -في مفهوم الإسلام- إما جسدية.. أو مالية .. أو معا جسدية مالية فتهدأ النفس وترتاح الروح!

هي لا تحسن الطهي ولا تحسن مضغه كي تشتهي ما تريد أن تتناوله.. إذ لديها حالة مرضية : إمساك مزمن تحتاج إلى دواء كي تحسن أفراغ ما في الأمعاء..
هي أرادت أن تكون عارضة أزياء لجمالها ورشاقة قوامها !..

لكن آحدهم -لكثرة ماله- تمكن من اقتنائها كآحدىٰ لوحات المشاهير وكان يقدمها لضيوفه الأغنياء مثالا على اعتبارها تحفة نادرة.. فغابت الناحية الإنسانية بينهما.. وطمست المشاعر الآدمية بينهما.. أنقطعت حبال الرحمة وروابط المودة..
-***-
ثم جاءالله بــ« رفيقي.. »!

رأتْ منه أنه يقدر أن يحول المشاعر إلى لمسات إنسانية يهتز لها كيانها فيدق قلبها فينبض بالحياة وليس نبض مَن هو تحت ماكينة الإنعاش في غرفة العناية المركزة!



رأته وهو يحول المكنون في الوجدان إلى إحساس ظاهر يشعر به جسد الإنسان يسري كــ دم الإنسان في كافة أنحاء هذا الكائن!



ورأتْ فيه أنه يحول الفراغ ما بين الكلمات إلى اصابع تمسك بالحروف فتكون جملا تُقرأ بالعين المجردة وليس بأجهزة مكبرات الأشياء!



مؤلم للنفس والجسد معاً أن يتحول الإنسان إلى تمثال من الرخام وبواسطة وسائل التقنية الحديثة تظن أنه يتحرك!
ومؤلم أن يتحول الإنسان إلى أَلة في مصنع ينتج ما يحتاجه البشر!
ومؤلم أن يتحول الإنسان إلى وعاء يمتلئ بالكيماويات المصنعة بطعم المانجو أو الملوخية أو التغليف من خلال التعليب في صفيح المعلبات هو الغذاء اليومي لإنسان فقدَ طعم الخضروات الطازجة أو نكهة الفواكة اليافعة المثمرة.. أضف بعد ذلك حفظ الطعام في مبردات تحت درجة الصفر بــ 18 درجة في كل البيوت!



والظاهر أن الإنسان استطاع أن يحفظ في ثلاجات المنازل طعامه لمدد طويلة وأيضا حفظ مشاعره وعواطفه وأحاسيسه في دولاب الملابس القديمة!



هي -ELLE- كانت وعاء إما خارجي لوضع أثواب الموضة الجديدة فوقها.. أو امتلاء هذا الوعاء بقدر يبقي تدفق الدم في وريد..



لجمالها الظاهري المعاين للناظر.. لم تشعر بجمالها الداخلي الذي غاب عن جوانب روحها وجسدها!



رفيقي استطاع أن يشعرها بأنها ليست وعاء إما للتفريغ وإما للإحتواء!



أن يتعامل الرجل مع المرأة علىٰ أنها إنسان ترفعهما معا هذه المعاملة إلىٰ مصاف الملائكة!



أن يتعامل الذكر مع الأنثىٰ على أنها وعاء.. صارت بالوعة في مرحاض!.. سواء من خلال الطبخ والطهي وإعداد الطعام أو تفريغ شحنة ذكورية.. وآخرى أنثوية!
أفهمُ أن الوليد يحتاج أن يلتقم طرف ثدي لغذائه.. والحديث هنا عن وسيلة تغذية لكائن حي يريد أن يبقىٰ.. وليس الحديث عن ذكر.. فالحديث عن الإطعام والسقاء والغذاء وإشباع جوعة معدة فلا توجد هنا ذكورة أو أنوثة..
فالوليد الأنثىٰ مثل الوليد الذكر في عملية الإلقام والإشباع من ثدي سواء أمه الإنسان أو كان الثدي لحيوان!
يخطؤ من يفرق بين شقي الطفولة -طفل أنثىٰ وطفل ذكر- من حيث الاحتياجات فهما يحتاجا إلىٰ الحصول عليها؛ كما يحتاجا إلى رعاية كاملة؛ وسوء الرعاية أو التفريق بين الرعاية ينتج إنسانا اصابه مرض مزمن إما عضوي أو نفسي.. ومنذ طفولته.. وما نراه في المصحات والمشافي لدليل صدق لما أقوله!



هي --ELLE- جاءت إلى الدنيا وليدة رغم رغبة الوعاء الأول بيولوجياً -الأب- .. ورغبة ملحة من الوعاء الثاني بيولوجياً -الأم- ظناً أنها بتلك الصلة تقترب كثيراً من الأب؛ والذي رفضها منذ اللحظات الأولىٰ حين أخبرته المرأة الحامل بما يتكون فيتشكل في أحشائها.. لم يعترف بها حين وُلدت فلقبت باسم جدها من طرف أمها.. ومن هنا تبدء بدايات المتاعب النفسية وسلسلة المعاناة الجسدية..



طفلةٌ لا ذنب لها جاءت إلىٰ الدنيا نتيجة صلة -ابتعدَ رفيقي عن تعبير ثمرة-.. علاقة لحظية بين أنثىٰ تريد إشباع جانب من احتياجاتها غير الضرورية.. ورجل يريد اثبات قدر ما من ذكوريته..
أخبرتْ -رفيقي- أنها لم تراه -والدها- إلا مرة في طفولتها ثم المرة الثانية حين مات ولم يستطع أحد دفع مصاريف الجنازة وثمن الدفن!



وحين تم الرفض من قبل ذكر -الأب البيولوجي- تحيرت الأم والتي حملتها تسعة أشهر وشعرت بأوجاع الولادة وما يصاحبها من آَلام المخاض..



هي - ELLE-ولدت طفلة جميلة بريئة.. شقراء بيضاء.. ذات عيون زرقاء..
وهذا مايرغب فيه رفيقي..



هو -رفيقي- ينبهني بأن الإنسان لا يقدر علىٰ الوصول إلىٰ أدنىٰ درجات الكمال؛ وهذا يعود لتركيبته الأصلية الآدمية وليس لعدم استطاعته.. فهو لا يملك مقومات الكمال ولا بدايات الاكتمال.. يولد ضعيفاً محتاج إلىٰ غيره بالضرورة.. وعاجز أن يقوم بصورة طبيعية للقيام بأدوار حياته.. وقاصر علىٰ أن يبقي علىٰ حياته بمفرده.. في جميع أطوار حياته يحتاج لمن يطعمه فينظفه رضيعا؛ ثم يحتاج لمن يعلمه ويهذبه فيؤدبه يافعا ثم يحتاج لمن يطببه شيخاً.. ثم يدفنه عجوزا ميتاً..

والطامة الكبرى أنه يولد جاهل يحتاج إلى من يعلمه بعض أو جزء من العلوم.. ومن خلال العملية التعليمية إما أن يصبح إنساناً أو أنه يصير فقط كائناً حياً.. وهنا يكمن الفارق!
ماذاتفعل الأم! ..
تركتها لجدتها من طرف أمها.. تربت الحسناء البيضاء الشقراء في بيت جدتها .



هي - ELLE- استثمرت جانب جمالها دون أن تشعر به..
رفيقي نقلها من كينونتها كأنثىٰ تُشتهىٰ.. والتي بها حياة .. إلى إنسانة تشعر بحياتها وآدمية تحس بوجودها



بحكم البيئة التي تربت فيها والمناخ العام الذي نشأت فيه.. صارت نصرانية بحكم المولد والتربية والحياة المعاشة .. ولكن رفيقي شعر بغير ذلك.. فقط الجانب التديني المشاعري الكهنوتي؛ وهذا تلاحظه عند الكثيرين من أتباع الأديان!



مكان العبادة يُقدم من خلال الطقوس والقداس كل ما يحتاجه المؤمن بفكرة خلاصه من العذاب لما يرتكبه الإنسان من ذنوب ومعاص وكبائر من خلال المخلص ابن الآله -الذي عُلق على الخشب وفارق الحياة على الصليب- الذي مات من أجل الإنسان.. وهي عقيدة المسيحية؛ وهي موضع نقاش عند أهل العلم وليس مع العامة.. فاراد رفيقي -وهو مسلم يعتمر كل عام- أن يظهر لها عدم معارضته لعقيدتها أو رفضه لإيمانها..



ذهب معها ذات مرة في نزهة لمدينة سالزبورج وإثناء التفرج على آحدى معالم المدينة وجد كنيسة تتبع الدومينيكان؛ فدخلها معها وعثر على غرفة مستقلة باسم العذراء البتول مريم فدخلها معها ووجد في مقدمة الغرفة كراسة يسجل فيها فيكتب الزائر خواطره.. فكتب معها في ورقة من تلك الكراسة « „ وثيقة ‟ » عهد بينهما وكأنه كتبها بدمه وليس بحبر قلمه.. ثم وقع على الوثيقة ووقعت هي..

لاحظ رفيقي وبدى على ملامحها حالة من الرضا وايضا حالة من الاستغراب أن لم يكن ذهول المستغرب من تصرفه مع إسلامه الظاهر للعيان من خلال أحاديثه معها وإحسانه المقارنة أو المقاربة بين الأديان... وكأن هذا قدر من يسكن في بلاد الغرب ذات المسحة المسيحية أن يحسن علماً بشقيه: المقارنة والمقاربة بين الأديان وإلا ذاب في المجتمع دون أن يشعر... وعصف به من كل جانب..



هي - ELLE- كانت تظن أنه لا يصح أن يفعل ذلك

لم تبدِ هي كثيرا من الاهتمام وأكملا معاً زيارة بقية معالم وآثار المدينة العتيقة !
... إشكالية رفيقي معها.. أنه لم يقدر بعد عدة سنوات أن يلعب دور المخلص من آلامها النفسية ومتاعبها الجسدية.. إذ أنها كانت توقظه مبكراً للغاية في الثالثة أو الرابعة قبل بزوغ الفجر لتخبره أنها تريد منه أن يحادثها لأنها أصابها قلق فلا تسطيع النوم.. وهو بالتالي يخبرها أنه يجب أن يأخذ قسطا جيدا من الراحة والنوم خلال سويعات الليل ليحسن أداء عمله وممارسة وظيفته فهو يحتاج لذهن صاف..



توقفت الحياة معها وغادر مدينة جراتس في قطار المساء مودعا إياها بلا عودة.. ولم تنفع سكوبات عيناها بكاءً وإلحاحها في البقاء معها فهي تريده رجلا بجوارها..



غادر رفيقي حياتها..



بيد أني سأعود لأكمل بعض جوانب تشرح هذا الرجل المشرقي حين يعيش في بلاد الغرب...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
الأربعاء - 30 محرم 1443 هـ - 08 سبتمبر 2021مـ
ورقةٌ مِن ْكُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات
رواية :

الرجل المشرقي


-*-*
مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 09 / 2021, 41 : 04 PM
https://www.islamweb.net/PicStore/Random/1346752785_174037.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 09 / 2021, 47 : 04 PM
« عبث »..
أو غياب الأيديولوجية عند التطبيق سياسياً!
الأيديولوجية..أعتبرُها وجهَ نظرٍ في الحياة تَصلح أن تكونَ مبدأً أساسياً -أي : نظام حياة؛ وطريقة معينة في العيش؛ وطراز خاص من السلوك- لتعايش الإنسان مع كل ما يحيط به:
- أولاً : مع نفسِه في انسجام جسدي روحي نفسي من حيث الحصول على الإشباعات الضرورية؛ وتمكنه مِن الإشباعات المكملة لبقاءه منسجماً مع الآخرين دون قلق أو توتر أو حيرة؛ و
- ثانيا : مع غيره مِن بني البشر؛ ومع بقية الكائنات والمخلوقات المحسوسة والموجودة؛ وتلك الذي يعتقد بوجودها؛ ثم
- بناءً على حقيقةِ وجوده مخلوقاً فينبغي أن نحسن التعايش مع وجود خالق؛ وهذا ثالثاً.. سواء اطلق على هذا التعايش مع الخالق: عبادة -وهي متوفرة ومتاحة؛ يتم ممارستها عند الجميع بصور شتى ؛ يختار منها المرءُ ما يشاء.. أو حاكمية الخالق في العلاقات -وهنا تبدء الصعوبة وسيل مِن المشاكل-؛ وهذه -العلاقة الأخيرة بين الخالق والمخلوق من حيث الحاكمية- لم تتبق إلا عند المسلمين.. ونحن المسلمين جزءٌ مِن العالم؛ بل نحن نشكل خُمس سكانه؛ ولا نستطيع الانفصال عنه أو تجاهله؛ وما تقوم به كيانات ترتدي الوشاح الإسلامي مِن افعال وتصرفات بل واقوال تبتعد عن المفاهيم الإسلامية العامة.. فــ ما عاد التعزي ممكناً بأن أتباع مقاتلي القاعدة والدواعش وأمثالهما -ولا استخدم مصطلح مجاهديهما - يشكلون إنشقاقات في الدين؛ وليسوا حجة علينا ولا على ديننا، إذ أن القاعدة خرقت فى الفقه الإسلامي خرقاً غير مسبوق وذلك بإطلاقها لأول مرة فى تاريخ الإسلام فتوى القتل بالجنسية والقتل بالديانة وتبني مسئولية المواطن عن سياسة دولته .. فنتبرأُ منهم قولاً وتنتهي المسألة ونستشهد بما قاله دونالد رامسفيلد؛ وزير الدفاع زمن بوش الابن؛ بعد تصرفنا تجاه هؤلاء؛ إذ ناضلنا طويلا دولاً ومؤسسات دينية ضد التطرف والإرهاب؛ وما كانت درجات التصديق عند الأصدقاء ومِن غيرهم عالية؛ إذ أن رامسفيلد؛ والذي تُوفي قبل شهور.. وجه إلينا وإلى مواطنيه مَطْلبين :
- قال الغازي لأفغانستان والعراق مِن جهة إن الإسلام مخطوف وينبغي تحريره، و
- قال مِن جهةٍ ثانية إنه مِن الضروري شنّ حرب أفكار على المتطرفين باسم الدين، وعدم الاكتفاء بالصراع المسلح معهم..



.. أكملُ ما توقفت عنده.. فــ الأيديولوجية.. وهي مبدأٌ أساسيٌ في الحياة يبنى عليه العديد مِن الأفكار الحياتية والمعيشية.. فتنبثق منها كتلة مِن المفاهيم المرتبطة بالسلوك الخاص والعام؛ فتتولد مجموعة مِن المقاييس إثناء القيام بالعمل أو القول مِن حيث الجواز أو المنع؛ وتسود في ذهن الإنسان سلسلة مِن القيم وحزمة مِن القناعات إثناء الممارسات الطبيعية للإنسان؛ والتي جميعُها الأصل فيها أنها توافق فطرة الإنسان -بصفته الآدمية وأصله البشري بغض الطرف عن مكان تواجده وزمن وجوده- فيعمل مِن خلال كتلة بشرية تحمل هذه الأيديولوجية -المبدأ الأساسي- على إرساء قواعدها وتفعيلها في منظومة عملية متكاملة بُعَيد ومباشرةً عند لُحَيظة التمكين في كافة مناحِ الحياة؛ وفي كل مفاصل المجتمع فتعالج ما عند الإنسان مِن مسائل تحيط به سواء أكانت متربطة برابط وثيق مع كينونته الآدمية؛ أو مشاعره وأحاسيسه ووجدانه؛ وسواء أكانت جسدية أو نفسية/ روحية أو مرتبطة بعلاقته بغيره من الإنسان؛ وإن لم يؤمن الآخر بمبدأه ولا يعتقد في صحة أيديولوجيته..
.. ومن فهمي لجزئيات هذا التعريف يصلح إسلام محمد بن عبدالله -عليه السلام- بشقيه: القرآن الكريم والسنة أن يكون مبدأً عالمياً موافقاً لفطرة الإنسان واحتياجاته الضرورية الملحة واحتياجاته الثانوية؛ كما ويمكنني القول أن بقية المبادئ الآخرى -وأن كانت قاصرة أو عاجزة أو ناقصة في نظري- تصلح لبقاءها بجواره.. إذ تم التعايش بين تلك المبادئ بمفهوم الأيديولوجية الفكرية وليس بمفهوم الهيمنة العسكرية؛ والتناطح بآلة الحرب والدمار.. حين تضعف حسن القدرة على الحوار وتغيب أسس مناقشة موضوعية بما عند الآخر!.

ولغياب المفهوم الصحيح للإيديولوجية -المبدأ الأساسي لمجموعة الأفكار والمفاهيم والقيم والمقاييس والقناعات--؛ سواء عند الغرب أو عند الشرق! ترى هذا العبث الذي يظهر على كف الزمان..
.. منذ أكثرَ مِما يزيد عن مائةِ عامٍ بدءَ يظهر على سطح الأحداث كياناً -ومَن يسير في فلكه- يحمل الفكر الرأسمالي الديموقراطي الحر؛ وعمل بصورة عبثية على انتشاره؛ وفي نفس الفترة الزمنية سقط وتهاوى كيانٌ آخر كانت عاصمته :" سكود (منذ العام: 1299-1335) ثم بورصة (1335-1363) فــ أدرنة (1363-1453) وأخيراً إستانبول (1453-1922)؛ وهي كانت :"سلطنة وراثيَّة " بوشاح إسلامي..
.. اهتز العالم وقتذاك.. والمعضلة أن أحفادها -تلك السلطنة الوراثيَّة- وحتى يومنا هذا ورثوا منها حالة الضعف الفقهي والهزال العلمي اللذين اصابها فهدمها..
.. ودليل يضاف لإثبات القول السابق.. ما حدث أمس [08. سبتمبر] في المملكة المغربية مِن سقوط مدوي وهزيمة مؤلمة لكيان ذي مرجعية إسلامية بدء تصاعدياً منذ عام 1997؛ فتمقعد على كرسي قيادة الوزارة لولاية ثانية بــ 125 مقعدا منذ عام 2016؛ ثم.. وبخسارة 113 مقعداً وحصوله -اليوم- على 12 فقط؛ وعاش قادة ذاك الكيان على إيقاع إنتكاسة كبيرة وهم يتابعون النتائج مِن مقرهم المركزي في حي الليون بالرباط.. وكانت التوقعات تشير لصعوبة في نتائج جيدة، بسبب مشكلات تنظيمية داخلية عانى منها، وتأثر قاعدته الانتخابية المحافظة بسبب «التطبيع مع إسرائيل»، ومصادقة الحكومة التي يرأسها على قانون تقنين القنب الهندي، وأيضاً بسبب عدم وفائه بوعوده الانتخابية، خاصة في مجال التشغيل... وهذا ما تعاني منه الطبقة المتوسطة في أي مجتمع...
. .. لنفس الأسباب -تقريباً- والمعاناة سقط شبيه هذا الكيان في كل مِن السودان ومصر فتونس (الشمال الأفريقي).. ويتبقى لهم بصيص أمل في ليبيا إذ هناك تنفس صناعي للمجلس الأعلى.. والذي انتهت صلاحيته منذ حين..
.. اضف كارثة التحرك على الأرض لتنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية(!) يتبين لي أن المشكلة ليست في الأيديولوجية -المبدأ الأساسي- بل في رجال يحملون هذه الأيديولوجية أو هذا المبدأ !.
...
فــ
هل يتمكن المتابع للأحداث قبيل الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى كتابة هذه السطور أن يصف الأحداث بــ الـ „عبث"...
وهل يصح للمراقب للشأن العالمي أو الإقليمي أو المحلي أن يقول أن الأيديولوجية فُقدت عند التطبيق عملياً بإنزالها على الواقع المعاش سياسياً!؟
وهل يصلح القول بأن المنظمات العالمية والإقليمية والإنسانية أخفقت حين ارادت إصلاح ما أفسدته الممارسات لرجال السياسة!؟
أو دقة التعبير -تلزمني- أن أقول: أن الأيديولوجيات؛ والتي قامت على أساسها أمم ومنظمات وهيئات قد شاخت ويبس جوفها وتَلَيَّف كما يشيخ الإنسان، فتصل تلك الأمم والمنظمات إلى سن الكِبر والعجز؛ ورجالها بدت عليهم أعراض الشيخوخة ومظاهر العَجز عن إدارة وتفعيل الأيديولوجية؛ وكل المحاولات اليائسة؛ والتي كان هدفها البحث عن الوسائل القادرة على تأخير ظهور معالم الهرم بأنها باءت بالفشل وأصيبت تلك الأيديولوجيات بأمراض مستعصية لم تمكنها مِن أن تقوم بوظائفها الحيوية لإسعاد الإنسان لحظة التطبيق وزمن التفعيل سياسياً !؟
.. أما أنه -بالفعل- الدقة في التعبير -تلزمني حقاً وصدقاً- أن أقول : أن المشكلة ليست في الأيديولوجية؛ أو المبدأ الأساسي.. بل في رجال يحملونها؛ ويدعون فهمها؛ ويتكلمون بافكارها !؟..
.. فهؤلاء الرجال استبان عليهم سن العجز الذهني في فهم ايديولوجيتهم؛ والتي يدعون أنهم يتبعونها، وظهر عليهم الشيب الفهمي في إدراك العديد مِن ملفات هذه الإيديولوجية؛ أو أنهم تمقعدوا في كرسي لا يصلحون له -اصلاً، فأفسدوا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً؛ وما زالوا يتمسكون بقيادة هذا الكيان الخاوي من ايديولوجية يتفوهون بها دون إستيعابها.. وهذ طامة آخرى!
وليس كما يظن البعض لُغةً بأن الشيخ قد يعبّر به عمّا يكثر علمه لكثرة تجاربه ومعارفه؛ ولعل عنده قدراً مِن التجارب والمعارف؛ لكن افكار وقيم الأيديولوجية لا يتمكن مِن إنزالها على واقع معاش حالي.. وكأنه شيخ فاني يزداد كل يوم ضعفه فيقترب إلى موته دماغياً وليس موت الأيديولوجية نفسها..
ولنأتي بأمثلة؛ اسعى أن تكون متسلسلة زمنياً :
1.] حين تحدثت إيران~الخميني عن الثورة؛ تكلمت عن تصدير الثورة إلى الخارج؛ ولا يوجد عندي سبب مقنع لحرب ضروس استمرت ثمان سنوات مع الجارة العراقية زمن صدام حسين. لِمَا بدأت وكيف انتهت!؟..ثم أوجدت ذراعا لها في لبنان متمثلاً في حزب الله -بالطبع شيعي؛ ولا يوجد عند كاتب هذه السطور إشكال مع الفكر الفقهي الجعفري- .. ثم في اليمن ذراعاً -وايضاً شيعي- وتحدث رجالها فوق منابرها على أن طهران فاعلة وموجودة في عدة [4] عواصم عربية سنية؛ اللافت هنا أنهما الشيعة والسنة ينتمون إلى ايديولوجية واحدة مع فارق في الفهم -الفقه لمسائل وإن كثرت- وهي -الجمهورية الإسلامية في إيران- منذ زمن في مأزق التدخل العسكري. ما يعني غياب الإيديولوجية لحظة تطبيق المبدأ.
2.] قبلها وبعدها: أمريكا... فتسمع حيناً أنها ترغب في تصدير النموذج الأمريكي للديموقراطية؛ والحرية؛ وحقوق المرأة وحقوق الإنسان.. فتجد حتى كتابة هذه السطور فارقاً -داخل الولايات المتحدة نفسها- مازال كبيراً في كيفية تعامل مَن يحمل بشرة سمراء مِن إنسانٍ مثله يحمل بشرة بيضاء.. وكأن حقبة العبيد السود مازالت عالقة في ذهن راعي البقر؛ وأصحاب الإقطاعات الزراعية الكبيرة والتي تحتاج لأيدي عاملة رخيصة جداً.. ومثال صارخ ازعج الحلفاء قبل الأعداء: الخروج المخجل من بلاد الأفغان بعد عقدين مِن الزمان.. عشرون عاما كاملة ماذا يصنع كيان ديموقراطي وحر ليبرالي متحمس لمشروع «بناء الدول»... في دولة بحجم أفغانستان.... ورغم الجدل الدائر في الولايات المتحدة بشأن صواب قرار الرئيس بالانسحاب، بين ليبراليين متحمسين لمشروع «بناء الدول» وبين محافظين يرون أن مهمة الجيش الأميركي يجب ألا تتعدى حماية أمن أميركا ومصالح مواطنيها، رغم ذلك، لا بد أن نتذكر أن قرار الغزو الأميركي لأفغانستان اتخذ كــ رد على هجمات 11 سبتمبر 2001، أي أن ذلك القرار لم يكن لإنقاذ أفغانستان من حكم «طالبان»الذي كان قد مضى عليه خمس سنوات، ولا للضغط على نظامها لممارسة سلوك أكثر ليونة مع شعبه، بل كان للدفاع عن الأمن الأميركي ضد اعتداء أودي بحياة 3 آلاف ضحية، ودمر برجين عالميين كانا رمزين بارزين في مدينة نيويورك، علاوة على الهجوم على مقر القيادة العسكرية الأميركية في البنتاغون؛ وهجمة ثالثة -لم تفلح- على البيت الأبيض، كل ذلك عبر خطف طائرات ركاب مدنية وتحويلها لطائرات انتحارية..
.. ولو أذعن الملا عمر في ذلك الحين لمطالبة واشنطن بتسليم أسامة بن لادن وإغلاق معسكرات «القاعدة» لكانت «طالبان» بقيت في الحكم بموافقة أميركية وبغض طرف دولي، مثلما يحصل اليوم.. وكيف كان الباكستاني المولود بالكويــت خالد شيخ محمد، مهندس هذه الهجمات الذي ما زال يحاكم في أميركا منذ سنين، ينسق مع النظام الإيراني، بل كانت هجمات 11 سبتمبر نفسها ما كانت لتتم لولا بصمات إيرانية في الخفاء، وهذا كلام خبراء مِن الـ«سي آي إيه»، وغيرهم، في فيلم وثائقي عرضته قناة «العربية» قبل فترة عن علاقة إيران بهجمات 11 سبتمبر.. فوق هذا، تبقى الحجة الأخرى التي يتمسك بها المدافعون عن ضرورة عدم التدخل في الشأن الأفغاني، باعتباره شأناً يخص أفغانستان وحكومتها وشعبها. وهو ما أكد عليه الرئيس عندما اتخذ قرار الانسحاب المتعجل، الذي يواجه انتقادات في أميركا من جمهوريين وديمقراطيين على السواء، عندما قال: "اختيار مَن يحكم أفغانستان يجب أن يكون مِن مسؤولية الشعب الأفغاني". ... يقول المدافعون عن حجة عدم التدخل: لقد بقيت أميركا 20 سنة في أفغانستان؛ أنفقت على الحكومة والجيش تريليونات الدولارات؛ ساعدت على تجهيز البنية التحتية؛ أتاحت فرص عيش وظروف رفاهية لم تكن معروفة من قبل؛ دخلت الموسيقى والرقص إلى البيوت والمسارح؛ اتسعت النشاطات الرياضية وشارك لاعبون في مباريات عالمية.. ثم خلال شهر واحد سقط كل شيء، انهارت المؤسسات وهرب الحكام واختفى الجيش تاركاً أسلحته ومعداته وراءه لمقاتلي «طالبان».



.. ويقود هذا إلى السؤال: إلى أي مدى يستطيع التدخل العسكري الأجنبي أن يقيم نظاماً سياسياً قابلاً للبقاء إذا لم تكن التربة الداخلية صالحة لتقبل نبتة غريبة مِن هذا النوع؟ .
وكيف يبرر المشروع «الإمبريالي» هذه الوظيفة إذا كان مرفوضاً بحجة السيادة والقرار الوطني؟
لا يقتصر هذا السؤال على أفغانستان وحدها. ولنترك الأمثلة الأخرى .. ولننظر إلى لبنان. هذا بلد منهار، مفكك سياسياً وطائفياً واجتماعياً. بلغ الفقر فيه مستويات لم يعرفها إلا خلال مجاعة الحرب العالمية الأولى. وتوصف أزمته الاقتصادية بأنها بين أسوأ ثلاث أزمات عالمية في العصر الحديث. جاءه رئيس من فرنسا يقترح حلاً للمساعدة على إنقاذه يقوم على منح السياسيين المسؤولين عن كارثته «إجازة» ستة أشهر لإتاحة الفرصة لفريق آخر لمحاولة علاج مختلف. برزت الاتهامات بعودة «الانتداب» وبمصلحة فرنسا في إعادة بناء المرفأ المدمر وبدخول لبنان في حملة ماكرون الرئاسية.
وماذا كانت النتيجة؟
انقضت سنة مِن المماحكات والصراعات على ما تبقى مِن عظام الدولة بعدما انهار ما كان مِن جسدها، فيما الشعب منقسم بين مستسلم أو متواطئ مع سياسي مِن هنا أو مِن هناك، تبعاً لانتمائه الطائفي أو لمصلحته السياسية.
.. صرخة نساء أفغانستان محقة مثل أي صرخة إنسانية أخرى. لكننا نعيش في عالم لا ينجح فيه دائماً تصدير الأنظمة، وتحكمه قواعد لا تسمح بالتضحية لتلبية هذه الصرخات.
وهذا ما سوف يشاهد في القريب العاجل!.
3.] فرنسا تعيد مرة ثانية مراجعة ملفات المتقاعدين مِن أصول جزائرية للتأكد مِن أحقيتهم في معاشاتهم والتي تصرفها الحكومة الفرنسية!
4.] بريطانيا وبعد سنين خرجت مِن الاتحاد الأوروبي؛ وكأنه عبؤ عليها
5. ] ؛ 6. ] فشلت فكرة إندماج الأجانب في المجتمع الأوروبي؛ كما صرح بذلك وزير ألماني وآخر نمساوي
وفي المنطقة العربية :
7.] ؛ 8.] ؛ 9.] لم تستطع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي في حل الخلافات البينية بين دول أعضائها.. وحتى هذه اللحظة..!

وهكذا..!
.. لذا فالقول بصحة النظرية شئ.. والتطبيق شئ آخر.. قول صحيح..
.. وصحة الأيديولوجية شئ.. والتطبيق على أرض الواقع -سياسياً- شئ آخر ..
والسؤال الآن فى ذكرى 11 سبتمبر: لماذا نترك التاريخ يعيد نفسه بدلا من أن نعيد نحن كتابته من جديد بالإيمان الصحيح العميق والعمل الصالح والفهم الدقيق وفق استراتيجية منبثقة من ايديولوجية نقتنع بها لا تفرض علينا.
ربما لا نستطيع أن نفعل شيئا جديدا، لكننا نستطيع أن نستفيد من تاريخ طويل للتجارب الفاشلة والأخطاء القاتلة...
-*-*-
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)*
‏السبت‏، 03‏ صفر‏، 1443هــ ~ ‏11‏ سبتمبر‏، 2021م

أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

شريف حمدان
12 / 09 / 2021, 27 : 06 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/vaf52967.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 10 / 2021, 27 : 07 PM
مقارنة أم مقاربة! (*)ـ




„ ما إن تنبت شجرة جذورها في مستنقع عطن فاسد فتثمر فسرعان ما تجف أوراقها وتسقط وإثناء سقوط الأولىٰ تنبت آخرىٰ.. وهكذا دواليك.. هذا وصف اشبه بالحِراك الإسلامي منذ عام 1928م.. أو ما اصطلح عليه حديثاً بــ :"الإسلام السياسي" بدءً مما حدث زمن مِصر المَلكية؛ ومِن بعدها مِصر الجمهورية فسوريا فالسودان فإيران الشيعية فتركيا العلمانية فغزة ومروراً بتونس فالمغرب.. وحالياً بأفغانستان(1)..ـ ‟. فــ „ الفساد لا يتفاقم بفعل ذاتي، وهناك عاملان يسهمان في تحوله إلىٰ وباء، الأول التعامي الرسمي عنه، خصوصاً عندما يكون هذا الفساد رسمياً، ومغطىٰ بشرعية شكلية، وشرعنة دينية، والثاني هو تحوله إلىٰ ثقافة، ووجهة نظر تبدأ بالهمس والدخول علىٰ استحياء، وبقدر مِن التستر مِن أبوابه الخلفية، ثم يعلو الصوت ويصبح كل شيء متاحاً مباحاً لغياب الكوابح، فيدخل من الأبواب الرسمية الأمامية.. فمَن كانوا يمارسون الفساد خلسةً وبمهارة قادرة علىٰ إخفائه، لم يعودوا بحاجةٍ إلىٰ تبديد الوقت والجهد مِن أجل الإخفاء، فثمةَ ما يشبه الشرعية الثقافية؛ والشرعنة الدينية الكهنوتية التي تحوّل ما كان موضوعاً للاستهجان والاستنكار إلىٰ أمر مسموح بل مباح ومألوف... ‟.
رَّدحٌ مِن الدهر والأمم والشعوب ذات الصبغة الدينية الإسلامية الظاهرة علىٰ السطح تعاني مِن عدم إمكانية إنزال النظرية إلى موقع التطبيق؛ وتفعيلها في مركز التنفيذ، وهذه المعاناة تعود لأسباب إنسانية بحتة؛ فالميول الإنسانية المتدنية والأطماع النفسية البهيمية والرغبات الآدمية الآنية تجنح بالمرء إلىٰ مستنقع الفساد العطن؛ وإن تمكنت منه أطراف النظرية تمكن العين مِن محجرها؛ إلا إن «الأنا»؛ والسيطرة؛ والتملك والحكم؛ والسلطة.. والمال تتقدم علىٰ الإدراك الصحيح والفهم المستنير والاستيعاب الكامل على التغيير وفق مبادئ النظرية الإسلامية والتي تربت عليها أجيال، أو بتعبير مختصر ودقيق «الضعيف الشديد الذي طرأ علىٰ الأذهان في فهم الإسلام».. فمنذ أن عَلَت العلمانية الأتاتوركية وتربعت علىٰ ربوع تركيا الحديثة(!)؛ بعد أن أُسقطت السلطنة العثمانية بمساعدة الغرب في عام م1924 مع ملاحظة أن العلمانية الأتاتوركية تختلف عن مثيلتها الفرنسية أو الأمريكية؛ وأيضا التركية الحالية؛ منذ ذلك الحين ويصب في مجرىٰ الشعوب والأمم ذات الصبغة الإسلامية الظاهرة وجذورها المدفونة في ذاكرة التاريخ -ولا أقول الأمة الإسلامية؛ إذ أنها غير موجودة بالفعل لا في الأحداث ولا في التأثير عليها ولا في مجرياتها بل هي شعوب وأمم مفعول بها؛ وليست فاعلة- .. إذاً فمنذ عام م1928 وتصب -ضمن ما يُصَبُ- في مجاري الحياة اليومية لتلك الشعوب والأمم العديد مِن التيارات ذات الوشاح الإسلامي؛ ولم تفلح منها واحدة بل تزيد الشقة إتساعاً وتزداد الفجوة عمقاً بين حضور الأمة الإسلامية علىٰ الساحة العلمية أو الثقافية أو الحضارية والمدنية -إلا أفرادا منها قلائل؛ هم تربية في جامعات الغرب؛ وهذا لا يتفق مع أمة أول ما نزل على قلب رسولها -عليه السلام- « أقرأ » - وبين واقعها الحالي المزري.. فلم يتمكن الإسلاميون الجدد المنتمون لعديد من التيارات المختلفة بل والمتعارضة أحياناً .. سواء :
- تيار البنا المدرس الإبتدائي بمدينة الإسماعيلية؛
أو
- تيار النبهاني القاضي الشرعي خريج الأزهر؛
أو
- تيار سلفي؛ سواء العلمي منه وعلىٰ رأسه الألباني الساعاتي؛ أو السلفي الدعوي أو السلفي الجهادي
أو
- تيار صوفي..
اقول : لم يتمكن تيار مِن هؤلاء مِن طرح مبدأ الإسلام بصورته الصحيحة والتي جاء بها بيضاء نقية رسول الإسلام -عليه الصلاة والسلام-.. والتيار الذي وصل إلىٰ سدة الحكم وتمقعد علىٰ كرسي الرئاسة لم يتمكن في البقاء سوىٰ عام في مِصر.. وعشر سنوات في البرلمان في تونس والمغرب.. فلم يتمكن الإسلاميون الجدد -الحقبة الزمنية منذ مارس 1928م وحتىٰ سبتمبر 2021م- مِن التأثير الفاعل في الأحداث أو تنفيذ مع تطبيق النظرية لمن وصلوا إلىٰ سدة الحكم واعتلوا مقعد الحكم.. فلم يتمكنوا من إحسان المشاركة في لعبة الحكم وفق النظام الديموقراطي -النمط الغربي-؛ كما رسمها ساسة الغرب؛ كما لم يحسنوا البقاء علىٰ النمط الإسلامي « الشورقراطية » كما رسمها جهلة العرب.. فلم يتبق علىٰ الساحة سوىٰ حثالة دراويش وأخيراً تيار الوعظ والإرشاد.. والقَصاصون!.

.. لا يمكن لمتتبع مجريات الإنتخابات البرلمانية في دول العالم المتقدم مدنياً أو دول ذات التخلف الحضاري.. لا يمكن للمراقب مقارنة أو مقاربة خسارة التحالف المسيحي(**) [ويضم التحالف كلا مِن الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)؛ ويعد الاتحاد الديمقراطي المسيحي مِن أنجح الأحزاب السياسية في ألمانيا، إذ لم يظل خارج الحكومة سوىٰ 20 سنة، مِن أصل 72 سنة تشكل عُمر الجمهورية في البلاد. والثاني هو الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي يعرف اختصارا بـ"CSU".] في إنتخابات ألمانيا يوم الأحد الماضي.. فقد تراجع هذا التحالف إلىٰ مستوىٰ قياسي منخفض بلغ 24.1% بعد 16 عاماً قضتها المستشارة الألمانية في حكم البلاد؛ وذلك مقابل 32.9% كان قد حصل عليها تحالفها في انتخابات عام م2017. والتحالف المسيحي الذي قصد به :" في الظاهر غرس القيم المسيحية مِن المحبة والسلام في الحياة السياسية الأوروبية ". أو ما يسمىٰ بــ القيم الإنسانية العليا المستمدة مِن مسيحية بولس الرسول، فلا يمكن للمراقب مِن مقارنته بما حدث في إنتخابات المملكة المغربية -وبينهما أيام معدودات- مِن تراجع الحزب الإسلامي عن الصدارة وفقدانه عددا كبيرا من مقاعده في البرلمان وخسارته مقاعد جهوية؛ أو ما يحدث الأن مِن تصدع حزب إسلامي آخر في تونس وإستقالات بالجملة خاصةً مِن الصف الأول؛ ثم غياب تام لحزب النور السلفي في مِصر عن الساحة السياسية؛ مع أن هذا الحزب قد أرسل وفداً -إثناء دعايته الإنتخابية- لمقابلة مسؤول أو أكثر في الاتحاد الأوروبي لطمأنة الغرب عن اعتداله وفتح قنوات إتصال..

هذه الظاهرة -وصول حزب ينتمي إلىٰ مرجعية دينية- تختلف آثارها في بلاد الشرق-ضعف في فهم الإسلام- عن بلاد الغرب -التدين الكهنوتي-؛ إذ :„ أنَّ القطيعة بين الدين والدولة -في الدول الغربية- اجتماعياً أمرٌ ذهنيٌّ، وليس حقيقة اجتماعية، فما زال دين رأس الدولة في كثير مِن الدول الأوروبية أمراً يخلط بين الديني والسياسي، في شخص رأس الدولة علىٰ الأقل. كما أنَّ التجربة العلمانية الفرنسية اللائكية هي تجربة لم يحدث فيها طلاقٌ بائنٌ بين ما هو ديني وما هو (زمني) دنيوي. ومع ذلك، شاعت في عالم الشفاهة عند العرب وعالم الإعلام فكرة «فصل الدين عن الدولة» بصفتها سبباً أساسياً وحيداً لتفسير تقدم الغرب، وظهور أنظمته العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

الحديث عن :" الدين والمجتمع، وتأثير الدين -بمفرده- علىٰ التقدم أو ينتج عنه التخلف... ". حديث مبتور؛ لأن الغرقَ الذي نحن فيه مِن شيوع مصطلحات بعينها، مثل«تجديد الخطاب الديني» أو «فقه الواقع» أو «فقه المراجعات» وزاد أخيرا «فقه الأقليات».. أو «فقه المرجعيات» وغيرها، فيه تركيز شديد علىٰ أنَّ الدين وحده هو سبب تخلف الشعوب والأمم التي تؤمن به، أو أنَّ تفسيرنا السيئ للدين هو سبب هذا التخلف، أو أنَّ فهمنا الصحيح للدين سيأخذنا إلىٰ التقدم؛ كل هذا يقع داخل إطار « تفسير الظواهر الاجتماعية» مِن خلال متغير واحد.. وهذا.. دَّرْبٌ -المدخَل الضَّيِّق- مِن دروب الغباء، هذا ما عُلِم في أول دروس علم السياسة. ومن هذه المقولة التي تشبه القانون في العلوم السياسية، يبدء الحديث غير المنتهي حول دور الدين في تقدم المجتمعات أو تخلفها، كل حسب موقعه ورؤيته، دينية كانت أم علمانية أم غير ذلك؛ فــ التركيز علىٰ سبب واحد أو مؤثر واحد أو عامل واحد أو متغير واحد هو نوع من أنواع الخطل في التحليل، لو طبق في العلوم الطبيعية لكانت نتائجه كارثية، وشاع :" لدى كثيرين في عالمنا العربي ممن ليسوا في معسكر الدين أنَّ أساس النهضة الأوروبية هي مسألة «فصل الدين عن الدولة»، دونما إدراك لــ
- عوامل اجتماعية، و
- تحولات اقتصادية و
- تيارات سياسية و
- مؤثرات ثقافية و
- نواح معرفية، و
- إثباتات علمية مثلت أموراً حاسمة في تفسير أسباب التقدم الغربي عموماً(1).

وقبل أن ينتهي شهر سبتمبر بزخمه فقد فرضت علينا أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، أن نرى مجتمعاتنا من منظور ديني، وأن مَن قاموا بفعلتهم الشنيعة هم نتاج الثقافة الإسلامية، وهذا ما أشارت إليه أصابع بيرنارد لويس، والمحافظين الجدد، وها هو نرى بعد عشرين عاما من التواجد الأمريكي ثم إنسحابه يسطع نجم طالبان وبقوة في افغانستان.. فبدأنا نفتش في نظامنا التعليمي، كأن الدين وحده هو الذي يحرك سلوك البشر، وفي هذا اختزال شديد لتفسير ظهور السلوك العنيف عند الأفراد، وكذلك تفسير التطرف، أو تفسير بيع الخمور وتجارة المخدرات أو تجارة البشر والدعارة.. لذا يعاد بحث العقوبات والحدود والتعزير في الفقه الإسلامي! اضف سفر العديد مِن شباب ومسلمي الغرب إلىٰ سياحة في تركيا ثم يسرت الأجهزة التركية الدخول إلىٰ ارضي العراق وسوريا للإنضمام لـ"داعش" وقتل المدنيين وإقامة الدولة(!) الإسلامية المزعومة؛ وهي ايضا سقطت بأيدي مَن اقامها كما حدث في كل من مِصر وتونس والمغرب وغزة مع الفارق في ماذا أقاموا!.. مع تدني فهم هؤلاء الشباب والشابات للدين الإسلامي.. بل فقط شعارات جوفاء تطرح علىٰ منصات التواصل الإجتماعي وعملية تجنيد منظمة مِن خلال الشبكة العنكبوتية؛ الشيء نفسه أصبح رائجاً في منطقتنا عندما قلنا إن سبب كل مشكلات النظام السياسي هو الإسلام السياسي مثلاً. فــ الرواج السياسي لهذه المقولات غير العلمية هو الذي يجعلنا نتغاضىٰ عن بقية العوامل المؤثرة في التغير الاجتماعي، سواء أكان هذا التغير إيجابياً أم سلبياً. المشكلة لدينا هي إغفال عوامل أخرىٰ، مثل طبيعة النظام السياسي مثلاً، مضافاً إليه نوعية الاقتصاد السائد، ومَن يقع داخله أو خارجه، والثقافة السياسية للمجتمع (الدين هو مكون من مكونات الثقافة السياسية)، وتأثير التراث وتواجد العادات والتقاليد في العلاقات؛ وكذلك بنية المجتمع ذاته؛ كلها عوامل تحدد تفسير التقدم والتخلف في المجتمعات.

لماذا نحن سجناء التفسير الأحادي واختزال الظواهر الاجتماعية في التفسير الديني؟

السبب الأول هو أن جميعنا يدعي معرفة الدين، وبعضهم يتصدر أو يدعي معرفة أكبر، لأنَّ لديه تعليماً دينياً أو كان منخرطاً سابقاً في حركة إسلامية ما، كما أنَّ الحديث عن الدين ليس كالحديث عن الاقتصاد مثلاً. فحديث الاقتصاد يحتاج إلىٰ إلمام بأرقام حقيقية وإحصاءات، أما الحديث في الدين فكل يدلي بدلوه، بغض النظر عن المعرفة أو عدمها. حديث الدين أيضاً في المجتمعات المغلقة ساخن مشاعري عاطفي، يقسم الناس بسهولة إلىٰ معسكرات كلامية، وليست فكرية واضحة، تجعل حالة الحديث عن الدين ممسرحاً؛ أي يشبه الأداء علىٰ خشبة المسرح أمام جمهور، فيها أدوار بطولة رئيسية وأدوار ثانوية كلها ترضي غرور مَن ليس له إنجاز، فيرتدي زيَّهُ المسرحي، ويتقمص الدور، ويلقي بخطبة عصماء.

إن بداية الحل للخروج بمجتمعاتنا مِن حالة الظلام إلىٰ النور هي النظر إلىٰ كل المؤثرات التي تنتج التخلف، وليس الغرق في متغير واحد، مثل الدين. التركيز علىٰ متغير واحد بصفته مفسراً للظواهر، سواء كان هذا هو الدين أو الاقتصاد أو حتىٰ الحرية، لا يكفي لتفسير التخلف، إذ لا بد أن نقرأ المعادلة كاملة، بكل متغيراتها، والوزن النسبي لكل متغير، وإدراك أن هذا الوزن النسبي يتغير مع الوقت، فقد يزداد أهمية أو يقل. وإن لم نتجنب اختزال تفسير الظواهر السياسية والاجتماعية، فسندور في متاهة، وأعمالنا تكون قد أُحبطت نتيجة للدوران في المكان ذاته؛ ضجيج ولا تجد طحين.

في هذه المرحلة التي يراجع فيها الفلاسفة الغربيون تراث العلمانية، وعلاقتها بالتعددية والديمقراطية، واتساع المجال العام عندهم نتيجة لتعقيدات المشهد الاجتماعي فيما بعد وباء كورونا، لا يراجع العرب إشاعاتهم المنقولة بشكل مشوه عن الحداثة والعلمانية الغربية، وعلاقتها بمجتمعاتهم.. وهذا ما يسمى بالإستغراب مقابل الاستشراق!

إن نصف العلم والاختزال لهو كارثة أوطاننا الأولىٰ، مع بقية كوارثنا الاجتماعية الأخرىٰ. وللدول دور كبير في الترويج لنصف العلم، وكذلك في جعل صدارة المسرح الاجتماعي مساحة يمرح فيها البهلوانات ومحدودو المعرفة أو مِن يتأبطون معارف زائفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) إعادة قراءة الواقع المعاصر مِن خِلال تجربة تيار الحراك الإسلامي خلال قرن من الزمان؛ [1] .


(**)In Deutschland gab es seit 1870 die Zentrumspartei, die zur Verteidigung des Katholizismus begründet wurde und daher kaum Protestanten anzog. Sie blieb mit 10 bis 20 Prozent der Stimmen relativ klein. Trotzdem hatte sie schon im Kaiserreich, etwa seit Ende der 1870er Jahre, durchaus politischen Einfluss. In der Weimarer Republik (1918–1933) stellte sie sogar die meisten Reichskanzler. Nach dem Zweiten Weltkrieg wurden die Christlich Demokratische Union Deutschlands bzw. in Bayern die Christlich-Soziale Union in Bayern gegründet (die CDU als Partei auf Bundesebene erst 1950). Beide Parteien treten bei Wahlen nicht gegeneinander an und haben eine gemeinsame Fraktion im Bundestag. Sie sprechen ausdrücklich sowohl Katholiken als auch Protestanten an, geben sich aber auch offen für religi&ouml;s Ungebundene und Anh&auml;nger anderer Religionen. Sie vereinen sozialliberale, wirtschaftsliberale, christlich-ethische, konservative und nationale Str&ouml;mungen. &Uuml;ber die CSU hei&szlig;t es, dass sie tendenziell weiter rechts stehe als die CDU. In der Wirtschafts- und Sozialpolitik gilt die CSU hingegen als sozialstaatlicher ausgerichtet.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الجمعة‏، 24‏ صفر‏، 1443هــ ~ 01‏ أكتوبر‏، 2021م
أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 10 / 2021, 45 : 12 PM
https://www.islamstory.com/images/upload/content/11560_image002.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
08 / 10 / 2021, 11 : 05 PM
" ميلاد أم موت"
بمناسبة قدوم شهر :"ربيع الأول"..





حين تضعف الأمة الإسلامية -مع بقاء صبغتها الدينية التي تميزها عن بقية الشعوب والأمم؛ وترتدي وشاح مناسبات دينية علىٰ مدار السنة الهجرية وتتلحف بمعطف أعياد موسمية علىٰ مرور الأيام والشهور؛ وتلبس ثياب جديدة بمناسبة إحتفاليات دورية؛ ويشوبها مظاهر تدين تقليدي.. أقترب من الكهنوتي كــــ حج وعمرة وصلاة جمعة ومراسيم زفاف وعقيقة مولود؛ فتزدهر أسواق البيع والشراء لمستلزمات هذه المراسم-..
أقول(الرَّمَادِيُّ) حين تضعف الأمة الإسلامية بمجموع افرادها؛ ويختفي النبهاء مِن ابنائها.. ويغيب العقلاء في أركان سكناها.. تضعف معها الأجهزة الحيوية ومؤسسات الرعاية والحكم التي تسيرها كأمة ذات رسالة وسيادة وتغيب عن حياتها المؤسسة الرعوية التي تنظمها وتسيّر شؤونها وتتولىٰ أمرها وتتخلف بل تختفي كأمة بين الشعوب الآخرىٰ وبقية الأمم.. يختفي وجودها كــ أمة مؤثرة لها وظيفتها الأصلية: هداية الناس وفق منهاج خاص.. وإن بقيت في غرفة إنعاش منذ أزمان؛ ولم تفق بعد(!).. فيتبقىٰ وحالها من الضعف والخوار ما يسعد الأعداء ويحزن فيبكي الأصدقاء.. ولكن حالة الانشقاق والتَّهَرُّؤ والفوضىٰ وغياب الدولة، التي تضرب مناطق كثيرة، قاربت الحافة الأخيرة.. إن لم تسقط بالفعل.. فتتبقىٰ مظاهر الحزن وجلد الذات كما يحدث مع شيعة العراق - مثلا؛ وعند الشيعة عموماً- بمناسبة تأتي في العام لمقتل حفيد رسول الإسلام: الحسين بن علي -رضي الله عنه- ومما زاد الطين بلة وصار ضِغْثاً علىٰ إِبَّالَةٍ(*) إنه قد تم تقليد الغرب فوُجِدت مؤسسة دينية كهنوتية في كل قطر من اقطار تلك الأمة علىٰ غرار المؤسسة الدينية الغربية.. وكل منها منفصلة عن الآخرىٰ.. كــ وزارة الأوقاف؛ والهيئات ذات المسمىٰ الإسلامي كــ منظمة التعاون.. والمؤسف المخجل حقاً وصدقاً ما طالعناه في وسائل الإعلام العربية والعالمية -يوم الثلاثاء: الخامس مِن أكتوبر الحالي لهذا العام- في دولة فرنسا ما اصدرته منظمة حيادية بدأت عملها منذ عام 2018م لرصد وتوثيق ما تم مِن أحداث تخدش الحياء الآدمي وتجرح الضمير الإنساني مِن الفترة الزمنية: 1950~2020م عن فضائح في المؤسسة الدينية(**) الرسمية طاولت 216,000 قاصرا تم الإعتداء عليهم.. 80% منهم ذكور؛ ولعل البناء الهرمي لتلك المؤسسة الدينية في الغرب ساهم بشكل فاعل في مثل تلك التجاوزات فتم ذلك -أيضاً- إذ حدث في النمسا وألمانيا؛ ولا أريد أن استحصي هذه الظاهرة المخجلة والتي تندي الجبين بل تغرق الإنسان في وحل الخطيئة مع أطفال قُصر.. هذا جانب.. والآخر: اقول أن الهرم قد اصاب المؤسسة الدينية الرسمية في بلاد المسلمين فترىٰ علىٰ الهواء مباشرةً ما حدث ويحدث في سوريا منذ ما يزيد عن عشر سنوات عجاف؛ مِن فساد وظلم وإرعاب وإرهاب فتشريد وترحيل الملايين وقبلها ما حدث ومازال يحدث في العراق؛ وحدِّث ولا حرج عن ما يجري منذ سنوات في سويسرا الشرق -لبنان- ثم ما يجري في اليمن السعيد فليبيا فالمغرب فتونس فالجزائر.. وفضائح الفساد المالي في جزيرة العرب..
وهذا كله لا يتناسب مع أمة الإسلام.. !


لكنه الواقع الحالي المرصود ونحن في الربع الأخير من العام 2021م والربع الأول من العام 1443 هــ. يشهد بذلك.. و يتبقىٰ احتفاليات موسمية وأعياد دورية ومنها إذ هلَّ ربيع الأول .. يتذكر البعض مولد سيد البشرية !!.
وهنا المؤلم حقاً أن نتذكره-صلى الله عليه وآله وسلم- لحيظات في السنة وثوان في العام.. فماذا عن بقية سنته العطرة وماذا عن بقية افعاله وأقواله وتصرفاته!!..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ضِغْثٌ عَلَى إِبَّالَةٍ؛ الإبَّالة: الحُزْمَة من الحَطَب، والضِّغْث: قَبْضَة من حشيش مختلطة الرطب باليابس، ويروى" إيبالة" وبعضهم يقول " إبَالَة" مخففاً، وأنشد:

لِي كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَةْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إبَالَهْ

ومعنى المثل بَلِيَّةٌ على أخرى.
(**) العدد يصل إلى "330 ألفا طفل برئ إذا ما أضفنا المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية" من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الخميس‏، 01‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏07‏ أكتوبر 2021م
*-*
أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ- حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 10 / 2021, 27 : 02 PM
ميلاده أم موته!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

احتفالية : «ميلاده»؛ أم تعازي : «موته»

بمناسبة قدوم شهر : «ربيع الأول»

«„الجزء الأول”»
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 10 / 2021, 46 : 03 PM
مِن الموضوعات الشائكة والمشاكل المستعصية في بحثها؛ وبالتالي في عرضها أو في كيفية عرضها -من حيث الاسلوب والطريقة- على جمهور محافظ والبعض يدعي أنه أكثر محافظة؛ وبالتالي الحديث عن حلها.. وأيضا من المسائل ذات درجة عالية من الخجل والكسوف في التكلم عنها مسائل متعلقة بالأنثىٰ خاصة وعموماً العلاقة بين الرجل والمرأة.. أو بتعبير آخر -أدق- العلاقة بين الذكر والأنثىٰ وما يتولد ويتفرع عن تلك العلاقة من مسائل وموضوعات!
ومنذ سنوات مضت تحدث آحدهم عن الإعجاز الاجتماعي في الإسلام!!.. وكيف أن الإسلام حل كافة المسائل المتعلقة بالذكر والأنثى .. وكيف تراجعنا نحن اليوم في فهم الإسلام وبالتالي تطبيقه والعمل به وحمله!

فتوجد قضايا وحتىٰ هذه اللحظة لا يصح الحديث عنها أو فتحها.. كمسألة ختان الإناث -في بعض المناطق-؛ ومسألة أحقية ميراث الأخت المتزوجة مِن رجل غريب عن العائلة؛ ومسألة التحرش؛ ومسألة المطلقة؛ ومسألة الضعف/البرود الجنسي.. والقذف السريع عند الذكر .. وأولاً وليس أخيراً مسألة الحيض وأحكامه؛ وماذا ينبغي أن يعلمه الرجل/الزوج عن هذه المسألة قبل المرأة.. وخاصةً حين تبحث وتعرض من رجال الدين ذوي النكهة الكهنوتية؛ المنفصلة عن الحياة اليومية المعاشة للبشر.. وأصحاب الميول التقليدية؛ وتقيدهم بــ عادات موروثة وتقاليد متوارثة.. دون كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة نبوية عطرة.. وفقه صحيح يفهم الواقع ويعالجه وفق النصوص المتعلقة به !

ينبغي أن أثبت هنا .. إذ أنني أعتقد أن -كاتب هذه السطور - يتجرأ -أحياناً كثيراً- في عرض أو بحث والكتابة عن موضوع شائك؛ وما أكثر الموضوعات التي يجب -بالفعل- بحثها والحديث عنها والكتابة فيها..

.. فقد أعلن هذا الإسبوع عن تقدم شاب من الجيل الثاني من ابناء التجمع المِصري بالنمسا عن تقدمه في المراحل الآخيرة لمسابقة رقص لعام 2021م والتي بدأت في 24 من سبتمبر لهذا العام..

تميز «فارس رحومة»؛ في أداءه وعرضه كممثل وراقص.. وهذا نادراً أن يجتمع في شخص واحد صفتين: التمثيل والرقص؛ ولعل الأكثر ندرة أن يأتي طرفان -الراقص وزميلته- من ثقافتين مختلفتين؛ الأول شرقي مصري ؛ والطرف الثاني غربي أوروبي نمساوي.. ومن خلفية تراثية مختلفة أيضاً.. من حيث درجة التدين -ولا أقول الدين- والعادات والتقاليد. مع مشاهدة مساحات مِن العري؛ وسماع موسيقىٰ تحت أضواء وملاصقة بدنية.. ولعل أهل السلف سيتحيرون بعد إنشاء هيئة ترفيه في المملكة السعودية تستحضر من بلاد الغرب ما نشاهده أو نسمعه!.. سيتحيرون في وصف تلك النقلة السريعة !!

وأذكر أنه منذ سنوات مضت قد أعلن للفتيات عن مساحة زمنية؛ في رابطة ثقافية مرة في الإسبوع للرقص؛ تتولىٰ تنظيمه سيدة فاضلة من سيدات الجيل الأول للتجمع الإسلامي تقيم في ولاية ملاصقة للعاصمة النمساوية!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، 06‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏12‏ أكتوبر‏، 2021م
د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 10 / 2021, 54 : 09 PM
https://www.islamweb.net/PicStore/Random/1479881470_213814.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 10 / 2021, 02 : 11 PM
بدأت تنشط جهات فأعلنت عن موعد أحتفال بذكرى مولد نبي الإسلام محمد بن عبدالله .. والبرنامج!!
دون أن يملكون نصاً شرعيا بجواز الاحتفال أو سندا يبيح لهم الفعل!!!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 10 / 2021, 15 : 11 PM
[ 1 ] ومع إقبالِ شهر ربيعٍ الأول من كلِّ عامٍ، تطفو على السطح قضية الاحتفال بذكرى المولدالنبوي، وهي من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة المردودة؛ فهي بدعة مُحدَثة في الدين اكتمل أركان الابتداع فيها من إحداث قربة لم يشرعها الله ولا رسوله، وتخصيص يوم لإقامتها، وبها نوعُ مُشابَهةٍ للمشركين ...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 10 / 2021, 57 : 12 PM
حول ذكرى مولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
في شهر ربيع الأول من كل عام يقيم المسلمون حفلات الذكرى لميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فــ
- ينصبون السرادقات، و
- يرفعون الإعلام، و
- يلقون الخطب، و
- يذيعون الأحاديث، و
- يكتبون الفصول، يشرحون للناس فيما يخطبون ويذيعون ويكتبون سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،
أو
- ناحية من نواحي سيرته، و
- يذكرون تشريعه وأحكامه، و
- طريقته في التأديب، و
- إنهاض النفوس وتهذيب الأخلاق.
يذكرون أطواره التي مر بها في حياته قبل البعثة وهو :
- طفل رضيع في صحراء بني سعد، وهو
- غلام يرعى الغنم بمكة، وهو
- شاب قوي جلد يتجر ويسافر، ويحضر حرب الفجار وحلف الفضول.
ثم
يذكرون دعوته وكيف بدأت سرية ثم كانت جهرية. و
يذكرون ما ناله من أذى قومه، واضطهادهم له، وتضييقهم عليه حتى أخرجوه من دياره وأمواله إلى المدينة، فكانت الهجرة، وكانت الحروب، وكان التشريع والأحكام إلى أن نزل قوله تعالى بعد ثلاث وعشرين سنة من مبعثه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3].
يحتفلون على هذا النحو في يوم أو أيام، ويقولون: إنها ذكرى، ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، ولقد
كان المسلمون في عصورهم الأولىٰ لا يعرفون احتفالاً خاصاً يقام في مثل هذه الأيام بقصد إحياء ذكرىٰ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا يرون أن عظمته ليست من جنس هذه العظمات التي يألفها الناس في أفذاذهم ورجالهم، والتي يخلعها الزمن علىٰ بعض الناس في بعض نواحي الحياة.
لم تكن عظمته صلى الله عليه وسلم من جنس هذه العظمات المحدودة في نوعها، والمحدودة في أمدها.
لم تكن من جنس هذه العظمات التي يخشىٰ عليها من الضياع والتلاشي في بطون الأزمان والأيام؛ فيحتاج بقاؤها في أذهان الناس إلىٰ مذكر.
كانوا يعرفون أن عظمته صلى الله عليه وسلم ليست من جنس هذه العظمات، وإنما هي العظمة الخالدة التي ينبغي أن تكون دائماً قارّة في النفوس، ماثلة في القلوب، ممتزجة بالدماء، مؤاخية للعقيدة.
لذلك كانت هذه العظمة المحمدية ظاهرة في :
- قولهم إذا نطقوا،
- في حركتهم إذا تحركوا،
- في سكونهم إذا سكنوا،
- في جميع شئونهم الفردية والاجتماعية، السرية والعلنية، الدنيوية والأخروية، فــ
هي عظمة قد رسمت لهم باطن الحياة وظاهرها، وحدودها ودوائرها،
لم تقف عند ناحية من نواحي الحياة، بل لم تقف عند حدود هذه الحياة الفانية، فشملت جميع نواحي الحياة وامتدت إلىٰ الحياة الآخرة فكشفت لهم عن حجب غيبها، وصورت لهم ما يكون للمحسن فيها من نعيم، وما يكون للمسيء فيها من شقاء.
لم تكن عظمته عندهم بــ
- انتصار في معركة، و
- لا برأي في علم، و
- لا باختراع في صلاح، و
- لا بنظرية في أرض ولا سماء، و
إنما كانت عظمة عامة وشاملة، ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9- 10].
بــ
هذا آمَن المسلمون في عصورهم الأولىٰ يوم كان الإيمان قوياً في النفوس، تشتعل جذوته فتلتهب الجوارح، وتُبذل الأنفس، ويضحىٰ بالأرواح في ترسّم خُطىٰ تلك العظمة والجد في معرفتها، ونشرها علىٰ العالم مهذبة نقية حتىٰ تحيا بها النفوس وتطمئن إليها القلوب، وبــ
ذلك كانت جميع أيامهم وجميع أوقاتهم ذكرىٰ عملية لهذه العظمة،
ذكرىٰ عملية يتمثلون فيها مبادئه وأحكامه وإرشاداته الحكيمة ويسيرون علىٰ نهجها، فكانت حالتهم مثالاً صادقاً ومرآة صافية تُرىٰ منها عظمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الأمر بحاجة إلىٰ مذكر بعظمة هم فيها سابحون، وبنورها مهتدون.
كانوا يرون النبي صلى الله عليه وسلم أعظم قدراً وأجل شأناً من أن يكرَّم كما يكرَّم آحاد الناس بخطبة تلقىٰ أو حديث يذاع، أو فصل يكتب.
كرمه الله وليس بعد تكريم الله تكريم، وخلد اسمه في كتابه الخالد، فذكر اسمه الصريح، وذكره بوصف الرسالة مبعث العظمة، وذكره بوصف العبودية لله الواحد، وذكره بعظمة خُلقه، وذكره برحمته للمؤمنين، وبرحمته للناس أجمعين، وذكره بأنه المزكي للنفوس، والمعلم للكتاب والحكمة. ذكره بكل هذا كما ذكره بالتبشير والإنذار، وبأنه شهيد علىٰ أمته، وبأنه صاحب المقام المحمود، وجعل محبته من محبته، وطاعته من طاعته، وذكره في كتابه الخالد بهذا وبغيره من أوصاف التكريم بل من الأوصاف التي طبعه عليها وصاغه بها؛ بياناً لحقيقته، ورسماً لوظيفته.
لم يقف التكريم الإلهي لمحمد صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد، بل جعل له ذكراً في الأولين إذ كتبه في التوراة والإنجيل، وبشر به علىٰ لسان عيسىٰ بن مريم، وجعل له ذكراً في الآخرين إذ قرن بينه و بين اسمه الكريم في كلمه التوحيد التي بها يكون المرء مسلماً، والتي هي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر، وإذ جعل المناداة باسمه جزءاً من الأذان الذي يكرر في كل يوم خمس مرات بصوت مسموع؛ إيذاناً بالصلوات المفروضة، وجمعاً للمسلمين علىٰ عبادة الله، وفي التشهد كلما صلىٰ مسلم فرضاً أو نقلاً. فكم إذاً من ملايين تفتر شفاهم، وتنطق ألسنتهم بذكر محمد صلى الله عليه وسلم في كل يوم و ليلة كلما أذن مؤذن أو أجاب مجيب، أو صلىٰ مصلٍّ أو آمن مؤمن، أو تلا قارئ أو حدّث محدث.
لم يكن بعد هذا كله ما يُلتمس أن يكون لمحمد صلى الله عليه وسلم،
ومتى كانت هذه العظمة تنسىٰ حتىٰ تُذكر؟!
ومتىٰ كان هذا التكريم يخفىٰ حتىٰ يظهر؟!
تلك روح خص الله بها نبيه ومصطفاه، لم تكن لتخفىٰ علىٰ قلب يؤمن بالله وبرسوله الله.
آمن الأولون بهذا كله، آمنوا بأن تمجيد رسولهم وتكريمه إنما يكون عن طريق اتباعه وإحياء سنته والتحلي بأخلاقه، وإقامة شرعه ودينه. آمنوا بهذا واعلموا أن الإيمان الحق يثمر المحبة الصادقة؟ وللمحبة الصادقة حقوق وعليها تبعات، فمن حقوقها: المتابعة لمن تحب، والرضا بما يرضيه، والغضب لما يغضبه. ومن تبعاتها تحمل المشاق والتضحية بالنفس في سبيل رضا المحبوب.
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]،
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [التوبة: 24]،
((لا يؤمن أحدكم حتىٰ يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما)).



ظل المسلمون كذلك حتىٰ ضعفوا واستكانوا، فانطفأ نور تلك العظمة من قلوبهم، وأقفرت بصائرهم من أسرارها، ولم يبق لهم منها إلا صور مرسومة بحروف في الصحف والكتب يرجعون إليها كلما عاودتهم ذكرىٰ تلك العظمة، وكلما تذكروها في شهر ربيع.


طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وأعرضوا عن تعاليم تلك العظمة، وصاروا لا يذكرونها إلا إذا ذكروا ميلاد صاحبها، فوضعوها في مستوىٰ العظمات الأخرىٰ التي يألفها الناس في أفذاذهم، وجاروا الناس في تكريم عظمائهم بأساليبهم: بــ
- الأناشيد، و
- الأزجال، و
- الأنغام، وبــ
- الصور والزينات، وبــ
- الخطب والإذاعات، و
تفننوا في المحاكاة حتىٰ صاغوا عظمة محمد في أسلوب روائي قصصي، وقالوا: تلك قصة المولد الشريف.
وما كان لعظمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تكون قصة وهي الحقيقة الخالدة، وما كان لها أن تنسىٰ وهي التهذيب الإنساني الدائم.
ولكن هكذا ابتدع المسلمون هذا الأسلوب من التكريم، وصار لهم ليالٍ معدودة كليالي شم النسيم وليالي عيد الفصح ووفاء النيل. و
هكذا ابتدع هذا الأسلوب كأثر من آثار الضعف حينما ابتلي المسلمون بالقول دون العمل، وحينما انقطعت الصلة العملية بين المسلمين وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
ابتدع هذا الأسلوب من التكريم بعد أن لم يكن، فهل بحث الناس عن سبب ابتداعه؟
وهل تساءلوا عن السر في أنه لم يكن ثم كان؟
هل انصرفوا إلىٰ هذا الجانب الذي كان يرجىٰ أن يعرفوا منه أسباب ضعفهم؟
كلا؛
ولكنهم انصرفوا إلىٰ البحث في كونه بدعة أو ليس بدعة؟
وإذا كانت بدعة فهل هي بدعة حسنة أو بدعة غير حسنة؟
وهكذا اختلفت بهم المذاهب، وتعددت الآراء، وظلوا إلىٰ يومنا هذا بين محبِّذ ومنكر؛ شأنهم في كل شيء تناولوه بروح الجدل الذي صرفهم عن العمل، وما ابتليت أمة في حياتها بشر من كثرة القول وقلة العمل، وقد ابتلىٰ الله المسلمين بالجدل في كل شيء فصرفهم عن العمل بمقدار ما جادلوا،
- جادلوا في العقائد، و
- جادلوا في الأحكام، و
- جادلوا فيما ليس من العقائد ولا من الأحكام، و
- جادلوا في كلماتهم وألفاظهم، و
- جادلوا حتىٰ في القواعد التي وضعوها للجدل!! ..
وهكذا صار الجدل شغلهم الشاغل، فتلهوا به عن فهم الإسلام، وعظمة الإسلام وسرد دعوة الإسلام، تلهوا به عن فهم كلام الله، وعن إدراك مقومات الحياة التي لا تستطيع أمة أن ترفع رأسها إلا بها، واكتفوا بذكر محمد صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع، وأنه علىٰ خلق عظيم وأن شريعته صالحة لكل زمان ومكان، فانخفضت رؤوسهم، والتوت أعناقهم، وضعف سلطانهم، وتفرق شملهم، وتناثرت عزتهم، وشغلوا بالقول ونسوا دينهم، ومنبع عظمة نبيهم أساسه العمل، ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 105].

أيها السادة!:
لا نعلم(*) في القرآن ولا في تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم آية واحدة أو حديثاً واحداً يجعل سبيل السعادة مجرد القول، بل نراهما يُنيطان النجاح دائماً بالعمل، وينعيان علىٰ القوّالين الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2-3 ].


نعم قد نجد القول في شيء من الآيات والأحاديث ولكن مقروناً بطلب العمل، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]،
﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ [الزمر: 18]،
((قل: آمنت بالله، ثم استقم)).
وهكذا كان صاحب الرسالة صلوات الله عليه وسلامهفعالاً لا قوالاً، كان فعله أكثر من قوله، ذلك أن القول إذا لم يتبعه العمل كان الإيمان بالقائل ضعيفاً، وربما عُدَّ القائل الذي لا يعمل منافقاً أو مخادعاً، ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 8 - 9].
ولقد كثر في أيامنا(**) الدعاة إلىٰ الخير وإلىٰ الفضيلة وإلىٰ الإصلاح وإلىٰ الإنقاذ ولم تتجاوز دعواتهم حناجرهم، فعادت عليهم بالخسران والوبال، وسيخرجهم الزمن طوعاً أو كرهاً من صفوف المصلحين، وسيعلم الناس أنهم فيما يدعون كاذبون، وأنهم فيما يقولون مخادعون، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.
كان النبي صلى الله عليه وسلم معلماً بالعمل لا بالقول، وكان داعياً للفضيلة بالفضيلة تفيض من نفسه، وكان قدوة في أعماله، وأسوة بأفعاله،
- يتوضأ ويقول لأصحابه: ((هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي)) لم يشرح لهم فرضاً ولا سنة ولا مستحباً،
- كان يصلي ويقول لأصحابه: ((صلوا كما رأيتموني أصلي))،
- كان يحج ويقول: ((خذوا عني مناسككم))، لذلك كان عظيماً، وعظيماً فوق العظماء.
ولنذكر لكم بعض المثل العملية في ناحيتين من نواحي تلك العظمة العملية، ناحية تربيته للنفوس على الفضائل، وناحية إصلاحه للمجتمع إصلاحاً منظماً ثابتَ الأركان، مدعّم الجوانب.
1- طريقة الرسول في التهذيب:
يقول الله تعالىٰ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَىٰ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].
ولنقف في هذه الآية عند قوله تعالى: ﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾.
التزكية تطهير النفوس، وتقويم الأخلاق. ولذلك طريقان:
أحدهما: شرح للأخلاق الطيبة من مزايا وآثار تعود علىٰ المرء وعلىٰ المجتمع بالخير والسعادة، وهي الطريقة
الوحيدة التي يعتمد عليها دعاة الإسلام ورؤساؤه اليوم(**).
والثاني: ضرب المثل العملية في هذه الأخلاق الفاضلة، ليرى الناس آثارها بأعينهم، وتنفعل بها نفوسهم فيتسابقون إلىٰ التحلي بها، والانتفاع بآثارها.
وهذا الطريق الحكيم هو الذي سلكه محمد صلى الله عليه وسلم في تزكية النفوس، وتقويم الأخلاق، وكان قليلاً ما يكتفي بالطريق الأول.
1- كان يدعو إلىٰ الرحمة، ويضرب المثل العملية في جميع تصرفاته، وليس أدل علىٰ هذا من موقفه من قومه، وقد كادوا ما كادوا، فجاءه جبريل يقول له: إن الله قد علم ما رد به قومك عليك، وقد أمر ملك الجبال أن يصنع ما شئت بهم، فناداه ملك الجبال: مرني يا محمد بما شئت؛ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت.
فماذا كان جوابه؟
ماذا كان جوابه وقد أتته القوة التي لا تبقي ولا تذر؟
ماذا كان جوابه وقد مُكِّن له من الذين نكلوا به وبأصحابه وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم؟

كان جوابه: لا. بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله!
وجاءه عمر بن الخطاب بعد غزوة أحد وقال له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد دعا نوح علىٰ قومه فقال: ﴿ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَىٰ الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً ﴾ [نوح: 26]، ولو دعوت علينا بمثلها لهلكنا عن آخرنا، فلقد وُطِئَ ظهرك، وأُدمي وجهك، وكسرت رَباعيتك، فأبيت أن تقول إلا خيراً، فقلت:


((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)).



لذلك يقول الله عز وجل: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، ويقول: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]،
﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: من 128].
2- كان يعلمهم العفو عند المقدرة:
تجلىٰ ذلك منه عملياً يوم الفتح، يوم أن دخل مكة ظافراً منتصراً يكاد رأسه يمس سرج فرسه من الخضوع، يوم أن دخلها في خضوع المؤمنين لا في صلف الجبارين و المتعنتين، وقد اجتمع حوله أقطاب قريش وصناديدهم ينظرون ما هو فاعل بهم، تصطك مفاصلهم، وترتجف قلوبهم من هول ما ينظرون؛ جرياً على عادة الفاتحين المتغلبين. يومئذ قال لهم: ((يا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء)).
وقد قصده غورث بن الحارث ليفتك به وهو نائم في حر الظهيرة تحت شجرة بعيداً عن أصحابه وهم جميعاً نائمون، فأحس صلى الله عليه وسلم بحركة فانتبه فإذا رجل قائم علىٰ رأسه والسيف مصلت في يده قائلاً: ((ما يمنعك مني يا محمد؟ فقال: الله يمنعني منك ويعصمني)).
فسقط السيف من يد الرجل، فتناوله النبي صلى الله عليه وسلم وقال للرجل: ما يمنعك مني يا أخا العرب؟! فقال حلمُك وعفوك. فتركه النبي وعفا عنه. فرجع الرجل إلىٰ قومه مسلماً يقول لهم: جئتكم من عند خير الناس)).



و
جاءه رجل لم يسلم وكان له دَين عليه: جاءه يتقاضاه دَينه، فجذب ثوبه عن منكبيه، وأخذ بمجامع ثيابه وأغلظ، ثم قال: ((إنكم يا بني عبدالمطلب مُطْل، فانتهره عمر وشدد له في القول، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وهو كنا إلىٰ غير هذا منك أحوج يا عمر، تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي))، ثم قال: ((لقد بقي من أجله ثلاث، وأمر عمر بأن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعاً؛ لما روعه))، فكان سبب إسلامه.
و
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاعاً كأتمّ ما تكون الشجاعة، لم يكن شجاعاً بالقول فقط، وإنما كان شجاعاً بالفعل، وفي ذلك يقول علي رضي الله عنه: ((لقد كنا إذا حمى البأس، واحمرت الحدق؛ اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلىٰ العدو منه. ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي وهو أقربنا إلىٰ العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً))، وكان الشجاع هو الذي يقرب منه صلى الله عليه وسلم إذا دنا العدو؛ لقربه منه.
وليس يعرف التاريخ قائداً بطلاً كــ محمد صلى الله عليه وسلم، فرّ أصحابه من موقفهم يوم أحد متلهين بالغنائم، مخالفين عن أمره: ألا يبرحوا الشعب ولو رأوه وأصحابه يُقتلون، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي بنفسه عن قوسه حتىٰ اندقت سِيَتُها، وأحاط به نفر من المسلمين يدفعون عنه ويحمونه، وترّس أبو دجانة بنفسه دون رسول الله، فنحىٰ ظهره والنبل يقع فيه.
ووقف سعد بن وقاص إلىٰ جانبه يرمي بالنيل دونه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناوله النيل ويقول له: ارْم فداك أبي وأمي. وأصيب النبي صلى الله عليه وسلم فوقع لشقّه، وكسرت رباعيته، وشج وجهه، وكُلمت شفته، ودخلت حلقتان من المغفر - الذي يستر به وجهه - وفي وجنتيه، ولكنه مع هذا تمالك نفسه وأخذ ينادي المسلمين:


((إلي عباد الله.. إلي عباد الله))،


فإذا به يقع في حفرة حفرها المشركون ليقع فيها المسلمون، فيأخذ علي بيده، ويرفعه طلحة بن عبيدالله حتىٰ يستوي.
موقف من مواقف البطولة لا يعهد لقائد غير رسول الله، وفي هذا الموقف العملي يقول الله في كتابه العزيز: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ * إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 152- 153].
ولقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يشترك مع أصحابه فيما يفعلون من شئون الحرب كأنه جندي من جنوده، وكان يحمل التراب في غزوة الخندق علىٰ كاهله، وهو يعلم أن فيهم من يكفيه ذلك راضياً مسروراً، ولكنه يضرب لهم الأمثال بما يفعل، ويثير في قلوبهم حماسة الإيمان.
3- إصلاحه لنواحي المجتمع:
كان له صلى الله عليه وسلم طرق عملية في تأديب الذين ينحرفون عن واجب الإيمان، وسبيل المؤمنين المخلصين، فقد تخلف بعض أصحابه عن الخروج إلىٰ غزوة من الغزوات، ولم يقدموا عذراً يشفع لهم في هذا التخلف، ولما رجع الرسول وصحبه إلىٰ المدينة جاءه أولئك المتخلفون وصدقوه الحديث، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم مقاطعتهم حتى عن رد السلام وإلقائه، وفي هذا التأديب الذي أقره الله عليه يقول الله تعالىٰ: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 117- 119].
هكذا كان تأديب النبي لأصحابه وتربيته لأخلاقهم.
كان الإصلاح الإلهي للأمم أنجع الأدوية يقدرها الحكيم العليم الخبير بناء علىٰ علمه بحالة المريض وبما تحتمله صحته وجسمه. وقد وزع الإصلاح علىٰ الرسل كما وزعت الرسل علىٰ الأمم، فلما كمل استعداد الإنسانية لتلقي جميع أنواع الإصلاح أرسل خاتم الأنبياء إلىٰ جميع العالم، مذكراً بما مضى من إصلاح إخوانه المرسلين، متماً لرسالة الله معمماً الناس أجمعين، فجاءت رسالته إصلاحاً عاماً شاملاً، ولم يترك سبيلاً للسعادة إلا شرعه، ودعا إليه، ولا آخر للشقاء إلا منعه ونفر منه، ولم يعرف العالم هذا الإصلاح الشامل العام قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].
1- أصلح العقيدة، وكانت من قبل بين الإفراط، كانت بين عقل ينكر الله، ولا يعترف بوجوده، ويقول: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [الجاثـية: 24]، وبين داع يدعو مع الله إلهاً آخر، ويشرك به ما لا ينفعه ولا يضره فجاء بالعقيدة القويمة: أنباهم بأن ربهم واحد، وأنه هو القادر العليم الحكيم المستحق وحده للعبادة، وأن تتوجه القلوب إليه، فكرم بذلك الإنسان، وأزال وصمة الشرك والعبودية لغير الله.
ثم
أمد هذه العقيدة بمدد دائم روحي لا ينقطع، يذكر بها ويعين عليها؛ أمدها بالصلوات التي تصل بين العبد وربه، وتذكره كل يوم خمس مرات بخالقة ومنشئه، وتنهاه عن الفحشاء و المنكر، وأمدها بالصوم تمريناً على الصبر، وتعويداً على الطاعة، ومراقبة لله في السر والعلن. أمدها بالزكاة، تمريناً على العطف والبر والرحمة، والرفق بالمحتاجين، وشكراً لله تعالىٰ الذي منح الأغنياء ما في أيديهم من الأموال، وبارك لهم فيها.
2- وكما أصلح العقيدة وأمدها بهذا وأمثاله من ألوان المدد؛ أصلح المجتمع، والإصلاح في الأمم إنما يعتمد علىٰ عُمُد، ويقوم علىٰ أسس لا ينهض بدونها، ولا يثمر ثمراته إلا بها: إنه يعتمد علىٰ العلم والمال والأسرة ونظام الدولة، والصحة العامة والقوة والعدل. وفي هذه الدوائر يرسم الإسلام برنامج إصلاحه الشامل:
1- حث علىٰ العلم، وسوّى فيه بين الرجال والنساء.
2- وضع نظاماً للتعامل بالبيع والشراء والإجارة والوصية والميراث، ونحو ذلك، من شأنه أن يبطل النزاع، ويزل الفساد ويقضي علىٰ أسباب الفتن.
3- وضع نظاماً للأسرة يقيها الانحلال ويربط برباط المحبة والتعاون، للزوج فيه الحقوق، وللزوجة حقوق، وللأبناء حقوق وللآباء والأمهات حقوق، وضع هذا النظام دقيقاً شاملاً لكل علاقة من علاقات الأسرة صغيرة أو كبيرة، موافقاً لما يقضي به العقل والعدل والرحمة وحسن الصلة.
4- جعل للدولة نظاماً في حكومتها، ومحكوميها، وفي علاقتها بغيرها من الدول، وفي سلمها وحربها ومعاهداتها.
5- أمر بالمحافظة علىٰ صحة الشعب العامة، وعلم الأفراد النظافة بالغسل والوضوء، ومنع الضرر الناشئ من العدوىٰ والوباء.
6- حث علىٰ اتخاذ الحيطة، وإعداد القوة، لتكون الدولة قوية الجانب، مهيبة في عيون أعدائها.
7- أمر بالعدل في كل شيء، بين الحاكم والمحكوم، بين السادة والمسودين، وبين الأغنياء والفقراء، وبين المتقاضين بين المتعاملين، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ [النساء: 135]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8 ].

أيها السادة!:



ذلكم قل من كثر من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وهديه، التي كان سلفنا بها عاملين، وعلىٰ نهجها سائرين، والتي أصبحنا من بعدهم لها ذاكرين وبالذكرى مكتفين!
قولوا ما شئتم ولكن لا تكتفوا بالقول: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حول ذكرى مولد النبي
(*) الشيخ محمود شلتوت
(**) المصدر: مجلة الهدي النبوي، العدد الثالث لسنة 1362هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
قلت( الرَّمَادِيُّ ) : نقلت مقال الشيخ شلتوت -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنته- بتمامه دون إضافة من عندي وقد كُنب هذا المقال عام 1362 من الهجرة ونحن الأن في عام 1443 هجري.. فانتبه!!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 12 / 2021, 47 : 03 PM
الشأن العام!

« عندما يُفكر كل الناس بطريقة متشابهة، فهذا معناه أنه لا أحد يُفكر ».
Walter Lippmann

« فنحن -ومنذ زمن- نعيش كبشر مختطف مِن آدميتنا.. مغيب عن إنسانيتنا.. مجهول الهوية.. فاقد الانتماء ».

مَنْ يهتم بالشأن العام.. يَعرض ويُعلن علىٰ الآخرين ما يفكر فيه ويعتقد صحته.. بل ويسعىٰ إلىٰ إنشاءِ حوارٍ مع الآخر الذي يوافقه الرأي لإثراء الفكرة وبلورة القول وتثبيته ونشره علىٰ أوسع نطاق بين الناس؛ أو تخليدها في كتاب أو مقالة.. أما مَن يعارض فكرته فيريد بيان فسادها ويوضح زيفها.. فيحدث صراع بين الفكرتين.. إما فكري عقائدي وقد يتطور ويكبر ليتحول إلىٰ صراع مادي بين افراد أو بين أمم وشعوب..
أما مَن لا يهمه الشأن العام فيهتم بإشباعاته الضرورية -طعام وشراب- وحاجاته العضوية - التناسل-..

مَن يهتم بالشأن العام ينبغي عليه أن يحمل وجهة نظر معينة في/عن الحياة.. قد لا يُظهرها؛ بمعنىٰ لا يُفصح عنها.. وهذا نادراً ما يحدث؛ فمن يحمل وجهة نظر في الحياة يسعىٰ -بالتأكيد- لنشرها بكل الوسائل المتاحة؛ وأحيانا كثيرة بطريقة غير المسموح بها والممنوعة -تابع سقطات الساسة في قمة أوجهم بدولهم -كمثال النمسا: حزب الأحرار اليميني (الذي خرج مِن الإئتلاف الحاكم بفضيحة) وحزب الشعب الجديد (وتبديل شخص المستشار ثلاث مرات في وقت وجيز)-.. وقد يتفق معه البعض في وجهة نظره أو يعارضه آخرون.. ولكنه يصر أن يخبر عنها مِن خلال ما يقوله أو ينشره.. وقد تكون وجهة النظر بسيطة أو ساذجة أو وضيعة (وهذا نسبته عالية في النشر اليومي)؛ أو قد تحمل بعداً إنسانياً راقياً يفيد البشرية وتحتاج لذهن متفتح وعقل مستنير لقراءتها ومن ثم فهمها ونقاشها فحملها للآخرين..

.. هذه القضية -وجهة نظر معينة في/عن الحياة- .. قديمة قِدَم وجود الإنسان علىٰ المعمورة؛ مع الاعتراف بوجود اختلافات جذرية بين وجهات النظر المتداولة في/عن الحياة وتعارض بعضها البعض؛ مع الأخذ بعين الاعتبار تعدد الطرق والوسائل والأساليب..

-واليوم في نهاية العام 2021 مِن الميلاد مع فارق (4) سنوات لم تحسب؛ ومرور 1443 سنة هجرية- صار ما يحدث في الغرفة المغلقة أو المظلمة -الشأن الخاص- ينشر بالصوت والصورة في العلن؛ ومع تقدم التكنولوجيا صار كل مَن بيده :« محمول » يمكنه أن يوثق حدثاً ما بالصورة والصوت.

وبناءً علىٰ رغبة الناس استحدثت منصات تواصل إجتماعي مجانية؛ أو منصة مجانية لــ فضيحة إجتماعية؛ ومنصات -لكل مَن هبَّ ودبَّ- تبين جهل الراسل؛ وتفاهة المادة المرسلة وبساطتها؛ واللافت للإهتمام أن هذه المنصات هي موجودة بالفعل في السابق مع اختلاف الكيفية والوسيلة والطريقة.. بيد أنها أخذت شكلاً جديداً في الإعلان والنشر.. وهناك فريق مِن الناس تعجبه متابعة وملاحقة تلك الفضائح؛ فبدلاً مِن الحديث عنها علىٰ كرسي(شيشة بمعسل التفاح الممتاز) في قهوة (كتكوت).. تحوي عددا محدودا مِن الناس -عطلوا أنفسهم عمداً عن العمل المفيد- توجد طبعات شعبية لما يسمىٰ بالصحف الشعبية: «صحافة التابلويد» وهي :„ الصحافة الشعبية التي يقرأها غالبية الناس وينظر إليها المثقفون والصفوة باستعلاء - أو جريدة مترو الأنفاق توزع مجاناً- “؛... وهي مسألة لن تحل طالما يوجد مَن يهتم بها قراءةً ومتابعة.. ومَن يسترزق منها ..

ويتبادر الىٰ ذهني مقولة :

«„ أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي “»؛

"وهي آحدىٰ المقولات الشهيرة لأحد أهم صُناع الدعاية في التاريخ وفي العالم أجمع „ يوسف جوبلز “=Paul Joseph Goebbels؛ ( حصل غوبلز، الذي كان يطمح إلىٰ أن يكون مؤلفًا، علىٰ درجة الدكتوراه في اللغة مِن جامعة هايدلبرغ في عام 1921) وزير الدعاية للزعيم النازي أدولف هتلر وألمانيا، والذي كان يُدعِم حملة هتلر الإعلامية للحرب العالمية الثانية وكرس لها كل وسائل الإعلام في ألمانيا، وهو صاحب شعار :

«„ اكذب .. اكذب .. حتىٰ يُصدقك الآخرون! “»؛

وكانت الدعاية النازية في الفترة ما بين 1933، 1945 تهدف إلىٰ غزو العالم عن طريق إثارة المشاعر والعواطف واللعب في عرض الحقائق وتشويهها وبث حربًا نفسية في صفوف الأعداء؛ مستخدمًا في ذلك كل الوسائل المُتاحة آنذاك مِن منشورات ومكبرات الصوت والإذاعة والصحافة والسينما. حيثُ قامت السينما أيضًا بدور كبير في تغييب الواقع وتزييف الوعي في الكثير مِن دول العالم..

ولعل ما يبث مِن خلال منصات التواصل الإجتماعي-وإن لم يكن إعلاماً وفقا لنظرية جوبلز- إلا أنه يشغل حيزاً مِن الذهنية الآدمية-إعداداً أو قراءة و متابعة-؛ ويؤثر علىٰ عملية البناء النفسي السليم.. والتكوين العقلي الصحيح.. وهذا يعود لضحالة المحتوىٰ الفكري المقدم.. وسذاجة العرض الثقافي؛ يضاف إلىٰ تلك المنصات جيش من الأفلام الهابطة وسيل من المسلسلات الفارغة؛ ولكي تغلق الدائرة بإحكام تسمع ما يحدث في المهرجانات من اصوات تغني تحت بير السلم!

والمتابع والمراقب لاقطاب الأحزاب اليمينية المتطرفة يسمع بوضح تلك النعرة عن الآخر :

- صاحب البشرة السمراء

أو

- من يعتقد ويؤمن بدين آخر..

كما نسمع الأن -خلال التمهيد لإنتخابات رئاسية في فرنسا؛ والتي سميت عاصمة النور.. بل وفي بقية عواصم الغرب..
ولا ننسىٰ ارتفاع نبرة تجمعات إسلامية تعزف علىٰ نفس الوتر.. وما نفتقده الوعي؛ واضيف المستنير.. فــ

الوعي في أبسط معنىٰ له: هو الحالة العقلية والمستوىٰ الاستيعابي والإدراك الفهمي الذي يتم مِن خلالهم -العقلي والفهمي والاستيعابي- فهم الواقع؛ وادراك حقيقة الأحداث التي تدور حولنا؛ وفهم القضايا المختلفة الموجودة في البيئة المُحيطة بنا وطريقة فهمنا لتلك القضايا. واضف محاولة حل القضايا الشائكة بطريقة صحيحة..

وتوجد العديد مِن العوامل التي تُساهم في تشكيل وعي الفرد حول القضايا المختلفة؛ ومنها : الأُسرة والتعليم والمؤسسات الدينية والاجتماعية والأحزاب السياسية صاحبة مبدأ في الحياة؛ والمُثقفين والأُدباء والفنانين والإعلاميين ووسائل الإعلام، بل وتُعد وسائل الإعلام هي الأكثر تأثيرًا في كل تلك الوسائل الآخرىٰ؛ وذلك لما لها مِن شعبية وقدرة علىٰ جذب الانتباه والتأثير في الجماهير.

ولذلك تنافست كل الدول لبناء وتمويل شركات وشبكات إعلامية ضخمة لاستخدامها في التحكم في وعي وأفكار الجماهير وتوجيه الرأي العام نحو ما يريدون (قناة الجزيرة القطرية كمثال)، والتأثير في معتقدات الجماهير وتوجهاتهم وعقلياتهم، وسلوكياتهم.. وهو ما ذكره الكاتب الصحفي الأمريكي الشهير „ والتر ليبمان “=Walter Lippmann ؛ في كتابه :« الرأي العام »؛ عام 1922؛ حيثُ يرىٰ أن وسائل الإعلام تقوم ببناء صورة ذهنية لدىٰ المتلقين وفي كثير من الأحيان تكون هذه الصورة زائفة.

وبناءً علىٰ ذلك ظهرت إسهامات عديدة مماثلة لباحثين آخرين في نفس الاتجاه وهو ما أطلق عليه خبراء الإعلام نظرية :« وضع الأجندة »؛ أو « ترتيب الأولويات »؛ حيثُ تقوم وسائل الإعلام بدور كبير في وضع وترتيب الموضوعات والقضايا والمسائل التي يهتم الناس بها ويفكرون فيها ويتحدثون عنها؛ وهي ليس فقط تضع وتحدد لهم المسائل والموضوعات والقضايا بل تُحدد لهم أيضًا الطريقة التي يُفكرون بها ويتحدثون بها عن الموضوع، وايضا السلوك تجاهها؛ وتؤكد علىٰ وجهة النظر المطروحة من خلالها. ويرتبط بتلك النظرية نظرية أُخرىٰ يُطلق عليها :« حارس البوابة »؛ بمعنىٰ أن القائم بالاتصال - ويُقصد به كل من يُساهم في اختيار وكتابة وتوصيل وصنع الرسالة الإعلامية بكافة أشكالها - هو الذي يتحكم في اختيار موضوعات ومسائل وقضايا بعينها، وكذلك يُحدد كيفية تناول هذه الأخبار والموضوعات والقضايا.

كل ما سبق ذكره يُعد بشكل أو بآخر تزييف لوعي الجمهور؛ فلا تشعر بأنك تعرف الحقيقة وأن ما تشاهده وتسمعه وتقرأه في وسائل الإعلام المختلفة هو الحقيقة الوحيدة؛ فهناك في العالم توجد ملايين بل مليارات القصص والموضوعات والقضايا والشخصيات والأحداث الجارية؛ والمسائل..

فلماذا يتم مثلاً الاهتمام بحدث بعينه؛ ويتم إهمال حدث آخر..

لماذا -علىٰ سبيل المثال- يتم الاهتمام بحادثة بسيطة راح ضحيتها شخص أو اثنان في بلد ما؛ بينما يتم التغافل عن حادثة أشد منها راح ضحيتها الآلاف في مكان آخر؟!

أليس ذلك تزييف للوعي؟! بل هو أشد من ذلك؛ هو خلق لوعي معين زائف وغير حقيقي لكنه مطلوب من قبل أصحاب المصلحة في كل مكان؛ ولكن تتنوع الأساليب والاستراتيجيات الإعلامية التي يتم انتهاجها في تزييف الوعي؛

أذكر منها:

1 .] أسلوب التجاهل العام أو التكتم التام؛ بمعنىٰ تعمد منع نشر وبث ما يخص موضوعات أو أحداث معينة أو شخصيات معينة منعًا باتًا.

2 .] أسلوب التجاهل الجزئي أو التكتم الجزئي؛ بمعنىٰ نشر وإذاعة بعض جوانب جزئية في الخبر، وإغفال وإسقاط وتجاهل جوانب أُخرىٰ لنفس الحدث أو الخبر أو الشخصية.

3 .] أسلوب التأويل والتضليل؛ حيثُ تقوم وسائل الإعلام بنشر بعض الأخبار عن أحداث معينة بطريقة بها الكثير مِن التضليل والخداع للجمهور معتمدين في ذلك علىٰ تكرار المعلومات المغلوطة وإقناع الجمهور بها لقطع الطريق علىٰ المُشككين في تلك الرواية، وتلك تعتمد علىٰ إحدىٰ مقولات جوبلز

:«الدعاية الناجحة يجب أن تحتوي نقاط قليلة وتعتمد التكرار »؛.

حيثُ أن وسائل الإعلام وخاصة التلفاز تصنع عالمًا من: « الوهم الضروري »؛ وهو مصطلح أطلقه الخبير الأمريكي في علم الأخلاق وعالم اللاهوت „ راينهولد نيبور “-Karl Paul Reinhold Niebuhr)؛ (1892-1971) - علم اللاهوت -لمن لا يعرفه- هو علم دراسة الإلهيات في المسيحية دراسة منطقية تعتمد على التحليل العقلاني لفهم المسيحية بشكل أوضح- يُشير „ نيبور “ = Niebuhr إلى أن غالبية الجمهور هم مِن العوام والجاهلين؛ وبالتالي هم غير قادرين علىٰ اتخاذ قرارات ولا قادرين علىٰ التفكير المنطقي؛ لأن التفكير المُعتمد علىٰ المنطق هو خاصية تُميز فقط النُخبة من وجهة نظر „ نيبور “؛ وهؤلاء النُخبة عليهم خلق هذا « الوهم الضروري »؛ الذي يلعبون فيه علىٰ المشاعر والعواطف والتسلية والترفيه من خلال ما يبثه التلفاز للجماهير مِن صور وأخبار وقصص وبرامج ترفيهية، وبالتالي فإن هؤلاء النُخبة المُتحكمة في الإعلام مِن رجال الأعمال وصانعي الإعلام ورجال السياسة والاقتصاد هم القادرون علىٰ اتخاذ القرارات المناسبة؛ التي بالطبع تخدم أصحاب المصالح والسُلطة الحاكمة.. وهي نفس الفكرة التي عبر عنها الكاتب الصحفي :„ والتر ليبمان “=Walter Lippmann ؛ في كتابه :« جمهور الأشباح »؛ عام 1925؛ والذي تحدث فيه عن سلبية الجمهور؛ وتساءل : "هل تعود سلبية الجمهور إلىٰ طبيعة الجمهور نفسه.. أم إلىٰ النظام الإعلامي الذي يصنع تلك السلبية ويُريدها؟!

وتوصل في الكتاب إلىٰ الإجابة بأن تعقد القضايا والأحداث السياسية والاقتصادية تصعب علىٰ استيعاب الجمهور لها.. وبالتالي تم تعيين نُخبة تنطق باسم الجمهور؛ حيثُ النُخبة تُفكر وتُقرر.. والجمهور يقبل وينصاع، وهو ما يقودنا إلىٰ مقولته الشهيرة :
«„ عندما يُفكر كل الناس بطريقة متشابهة، فهذا معناه أنه لا أحد يُفكر “».
ومما لا شك فيه أن ظهور وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الجمهور يرىٰ ويُشاهد ويقرأ ويسمع أخبارًا وقصصاً مختلفة مِن اتجاهات ووجهات نظر متباينة، وهو ما ظهر تأثيره واضحًا جليًا خلال ثورات ما أُطلق عليه :«„ ثورات الربيع العربي “»؛ حيثُ وجد الشباب علىٰ هذه المواقع حقائق جديدة لم تكن تُذاع عبر وسائل الإعلام التقليدية، ولكن ما حدث خلال تلك الفترة وما تلاها مِن أحداث وظهور العديد مِن الأخبار غير المعلومة مِن قبل وظهور نفس القصص والأخبار بروايات متضاربة ومتباينة، وظهور الرأي وعدة آراء أُخرىٰ مُختلفة نحو نفس الموضوع؛ كل ذلك أدىٰ إلىٰ حالة عامة مِن الشك لدىٰ البعض في كل ما يُسمع ويُقال ويُشاهد؛ حيثُ اتضح أنه لا توجد حقيقة ثابتة وأن كل ما يدور حولنا مِن الممكن تأويله كلٌ حسب رأيه وميوله وتوجهاته ومُعتقداته، وأن هذا مِن الممكن أن يكون درسًا للجمهور بأن يكون أكثر وعيًا وأكثر قراءةً واطلاعًا، وأن يطلع علىٰ نفس المعلومة أو القصة أو الخبر في أكثر مِن مصدر، وأن يسمع نفس المعلومة مِن مصادر ومواقع مختلفة حتىٰ يكون أكثر وعيًا ولا يسمح لأحد باستغلاله وتشكيل وعيه وسلب إرادته، ولكن هيهات.. أضف ما يتناثر من معلومات عن الجائحة الحالية كوفيد 19 (2019-nCoV) وتطورات الفيروس.. فالآلة الإعلامية بإمكانياتها الهائلة الجبارة وباستخدامها للتكنولوجيا الحديثة والعلوم المختلفة المتطورة استطاعت أن تقتحم أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي وتؤثر فيما يُبث عبرها، فنجد ظهور ما يُسمىٰ باللجان الإلكترونية التابعة للتوجهات المختلفة..

فــ النصيحة لهذا الجيل وللأجيال القادمة ألا يتركوا أنفسهم وعقولهم للتحكم فيها مِن وسائل الإعلام المُختلفة سواء التقليدية أو الحديثة أو مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يبحث بنفسه عن أصل وحقيقة أي معلومة يراها أو يسمعها في أي وسيلة كانت؛ بل ولابد أن يبحث عما لا نعرفه مِن ملايين الأخبار والقصص والأحداث التي تقع في جميع أنحاء العالم والتي لا يصلنا عنها أي خبر أو معلومة حيثُ إن إعلامنا ومواقعنا يضعون ويُحددون لنا فقطالموضوعات فقطالتي يُريدون منا معرفتها وتُصبح-تريند- بلغة العصر؛ وهي في الأغلب قصصا ليس منها نفع ويغفلون الأهم والأكثر أهمية لإلهائنا عن الحقائق الأكثر نفعًا.[( *.)]

علىٰ الرغم من أن نظريات الإعلام والحرب النفسية والدعاية السوداء اختلفت كثيرا منذ أيام الحرب العالمية الثانية وحتىٰ اليوم فإن بعض نصوصها (وبالذات التي لا تتعلق بالتطور التقني لوسائل الاتصال) لا تزال صامدة لم ينته تاريخ صلاحيتها بعد، ومنها -كما ذكرت- جملة جوبلز= Goebbels وزير دعاية الزعيم الشهير هتلر..
... ما يهمني هو دور الإعلام الجاهل في بناء الوعي الزائف ".

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏الثلاثاء‏، 03‏ جمادى الأولى‏، 1443 هــ ~ ‏07‏ ديسمبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 12 / 2021, 57 : 08 PM
« „ عِمْرَانَ.. أَبُو مَرْيَمَ؛ جد عيسىٰ -عليه السلام-” »
﴿»„٢٤‟« ﴾[(1)]{ .. الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. }[(2)]-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-
تمهيد:

بعد أيامٍ معدودات [(25 ديسمبر2021م./ 06 يناير 2022م)] سوف يحتفل العالم المسيحي -الغربي والشرقي- بعبد ميلاد السيد المسيح؛ وقد غابت :

نظرية استثمار المناسبات وفق وجهة نظر معينة في الحياة:

فقد غاب عن المسلمين -افراداً ومؤسسات وهيئات وجماعات- إحسان استثمار مناسبات تمر في العام.. منها :
- مناسبة مولد السيد المسيح عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم.. ورضوان الله تعالىٰ عليهاَ- سواء تبياناً لأبناء المسلمين؛ خاصةً في قضية تصحيح العقيدة وتقوية الإيمان؛ وأن الذي خلقَ آدمَ -عليه السلام- مِن غير أبٍ وأم -وهذا معترف به عند الجميع- بقادرٍ أن يخلق ما يشاء.. كيفما شاء.. وقت ماشاء.. كــ خلقَ إنسانٍ من غير أبٍ: كــ حالةِ.. المسيح عيسىٰ -سلام الله تعالىٰ عليه وعلىٰ أمه الزهراء البتول- .. هذا جانب..
و
الجانب الآخر : استثمار هذه المناسبة مع أهل الكتاب -النصارىٰ- امتثالاً لقوله - عزَّ وجلَّ- :
{وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون} [العنكبوت:46]

وكما نطق القرآن العظيم فيقول:
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين} [النحل:125]

وانظر لدقة القول القرآني البليغ :
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون} [آل عمران:64]

والأصلُ أنْ لا يغيب عن الذهن والنظر ما اثبته البخاري في صحيحه من قول سيد البشر :
«„ بَلِّغوا عنِّي ولو آيةً ”»..
فقد حثَّتِ الشَّريعةُ المُطهَّرةُ علىٰ تَبليغِ ما جاءَ به الرَّسولُ-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، كلٌّ بحَسْبِ استِطاعتِه وعِلمِه، بشَرْطِ تَحرِّي الصِّحَّةِ والصِّدقِ فيما يُبلِّغُ عن اللهِ -عزَّ وجلَّ- ورَسولِه-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.؛ أي: أخبِروا النَّاسَ وعَلِّموهم بكلِّ ما جاءَ عَنِّي-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-. وبَلَّغتُكم به، مِن قُرآنٍ أو سُنَّةٍ.. واقتُصِرَ هنا علىٰ الآيةِ؛ ليُسارِعَ كلُّ سامعٍ إلىٰ تَبليغِ ما وَقَع له مِن الآياتِ والعِلمِ، ولو كان قَليلًا، ولو آيةً واحدةً؛ بشَرْطِ أنْ يُبلِّغَ الآيةَ صَحيحةً علىٰ وَجْهِها.

واللافت للإنتباه
ما:
رواه أحمد؛ وأبوداود عن أبي هريرة بلفظ :« „ حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج[(3)]”».
.. لذا رأيتُ(الرَّمَادِيُّ) أن أتكلمَ عن هذه المناسبة!
فمِن الله -عزَّوجلَّ- الهداية والتوفيق وحسن البحث ودقة التعبير!

تَمْهِيدٌ لبحثِ مسألة :

«„ الْمَسِيحُ عِيسَىٰ ابْنُ مَرْيَمَ “»-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-

الحديث عن المسيح عيسىٰ ابن مريم -العذراء الزهراء البتول- -عليهما السَلّاَمَ- يستلزم الكلام أولاً عن :

الشخصيات المحورية:
[أ . ] والتي لعبت دوراً رئيسياً قبل مولده المعجز[(4)]و ثانياً
[ب . ] التي لعبت دوراً محوريا مِن بعد رفعه[(5)] وقامت بدور جوهري في إنشاء الديانة المسيحية الجديدة.

مدخل للموضوع قبيل أعياد الميلاد السعيد 2021م..
وفقاً لأحدَث الإحصاءات السكانية لعام 2021م، فإن عدد المسلمين في العالم تجاوز 2 مليار مسلم.. وأن عدد سكان العالم 2021 يُقدّر بنحو 7.856.491.500 مليار نسمة.. وهذا ما دعاني إلى التذكير بنظرية استثمار المناسبات؛ وحديث : « „ بلغوا عني ولو آية” »..
.. وأنَّ عدد المسلمين في قارة أوروبا لعام 2021م يقدر بــ 56 مليون نسمة من المسلمين، بينما يقدر عدد سكان القارة الأوروبية بــ 747,740,173 اعتبارا من سبتمبر، 2020، استنادا إلىٰ أحدث تقديرات الأمم المتحدة. وبما أن القارة الأوربية يطفو علىٰ سطح مجتمعاتها الديانة المسيحية.. لذا رأيتُ أنه يصلح معرفة اصول هذا الدين عن قرب...فكتبتُ هذا البحث...

﴿« „ ٢٤/ ١ » ‟﴾" اسم البحث :« آلَ عِمْرَانَ »".

تَمْهِيدٌ لقصة السيد المسيح؛ عيسىٰ ابن مريم -العذراء الزهراء البتول--عليهماالسلام-:
[(١ . )] الشخصية المحورية الأولىٰ :
« „ عِمْرَانَ.. أَبُو مَرْيَمَ ؛ جد عيسىٰ -عليهالسلام-” »

نطق القرآن الكريم يقول:
﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ ؛ وَنُوحًا ؛ وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ؛ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين﴾ [آل عمران:33]؛﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم﴾ [آل عمران:34]

أبحثُ (الرَّمَادِيُّ) أولاً : معنىٰ الـ [«« آلَ »»]

[(١ . ١ .)] : الظَّاهِرُ : أَنَّ الْآلَ :

[«١»]: »القول الأول «:

«„ مَنْ يَئُولُ إِلَىٰ الشَّخْصِ فِي قَرَابَةٍ أَوْ مَذْهَبٍ ”»؛ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ نَصَّ عَلَىٰ هَؤُلَاءِ هُنَا: -كما ورد في آية رقم: (٣٣)-؛ من سورة: آل عمران؛ فِي الِاصْطِفَاءِ[« لِلْمَزَايَا »] الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ -تَعَالَىٰ- فِيهِمْ .

وَذَهَبَ قَاضِي الْقُضَاةِ بِالْأَنْدَلُسِ أَبُوالْحَكَمِ مُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلُّوطِيُّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17150)-رَحِمَهُ اللَّهُ وَرِضَى عَنْهُ- ، إِلَىٰ أَنَّ ذِكْرَ آدَمَ وَنُوحٍ تَضَمَّنَ الْإِشَارَةَ إِلَىٰ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَيْنِهِمَا ، وَأَنَّ :« „ الْآلَ ”» : [«الْأَتْبَاعُ»]..
فَالْمَعْنَىٰ أَنَّ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- اصْطَفَىٰ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ الْكَافِرِينَ ، وَخَصَّ هَؤُلَاءِ بِالذِّكْرِ تَشْرِيفًا لَهُمْ ، وَلِأَنَّ الْكَلَامَ فِي قِصَّةِ بَعْضِهِمُ . [انْتَهَى مَا قَالَ مُلَخَّصًا] ..

وَقَوْلُهُ شَبِيهٌ فِي الْمَعْنَىٰ بِقَوْلِ مَنْ تَأَوَّلَ قَوْلَهُ " آدَمَ" ، وَمَا بَعْدَهُ عَلَىٰ حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ : أَنَّ اللَّهَ- سما في علاه- اصْطَفَىٰ[«« دِينَ آدَمَ»»].

وَرُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)، قَالَ : الْمُرَادُ اصْطَفَىٰ دِينَهُمْ عَلَىٰ سَائِرِ الْأَدْيَانِ ، وَاخْتَارَهُ الْفَرَّاءُ.

[« ٢ ». ] » القول الثاني»:

وَ : « „ الْآلُ”»: الرَّهْطُ،

وَ : « „ آلُ إِبْرَاهِيمَ”»: أَبْنَاؤُهُ وَحَفِيدُهُ [يعقوب؛ يوسف و محمد] وَأَسْبَاطُهُ، وَالْمَقْصُودُ تَفْضِيلُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ .

وَشَمَلَ : « „ آلُ إِبْرَاهِيمَ”»: الْأَنْبِيَاءَ مِنْ عَقِبِهِ كَــ : « مُوسَىٰ»؛ وَمَنْ قَبْلَهُ، وَمَنْ بَعْدَهُ، وَكَــ : « مُحَمَّدٍ» -عَلَيْهِ الصَّلَاة ُوَالسَّلَامُ، وَ : « إِسْمَاعِيلَ»؛ وَ : « حَنْظَلَة َبْنِ صَفْوَانَ»؛ وَ : « خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ»".
[(١ . ٢ .)] : أسرةُ عِمْرَانَ

- دراسة التاريخ مِن مصادره الأصلية ومنابعه الموثوق بها المعتمدة مع مراجعة وتحقيق الروايات المذكورة والتدقيق والمقارنة مع مصادر آخرىٰ.. هذه قضية ضرورية لمعرفة الحقيقة والتثبت بقدر الإمكان منها؛ لنشر المعلومة الصحيحة؛ وأيضاً معرفة التاريخ أو الإطلاع عليه..

.. أكملُ بحث.. [«آلَ عِمْرَانَ»]

فـ أَبدءُ فأقول :
[آلُ عِمْرَانَ ] : - أسرة كريمة مكونة مِن :
[(١)] « عِمْرَانَ » والد مريم؛ فـ عِمْرَانَ هو جد عيسىٰ لأمه،
[(٢)] امرأة عِمْرَانَ « أم مريم »؛ وامرأة عِمْرَانَ هي جدة عيسىٰ لأمه ؛
[(٣)] « مريم » أم عيسىٰ، صاحبة الحمل المعجز؛ فلا يوجد -أبداً- في تاريخ البشرية امرأة حملت دون ملامسة رجل؛ بنص القرآن العظيم :
{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين} [آل عمران:45]

واستفساراً منها اثبت القرآن قولها :
{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون} [آل عمران:47]

ثم أعادت الاستفسار مستنكرة وأثبت الذكر الحكيم قولها :.
{قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} [مريم:20]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلتُ(الرَّمَادِيُّ) : هذه قضية إعجاز.. لا يقدر عليها إلا خالق الإنسان من عدم.. فمريم ابنت عمران هي المرأة الوحيدة التي ذُكر اسمها في القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين دون بقية النساء تصريحاً وتوضيحاً؛ فبقية النساء تقرأ كــ- امْرَأَةُ عِمْرَانَ.. امْرَأَةُ الْعَزِيزِ.. اِمْرَأَةَ نُوحٍ.. وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ.. امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَب.. كما جاء التعبير بـ:"تاء" مثل : امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ.. فقد تتكرر مثل هذه الحالات مِن بعدهنَّ؛ فلم يذكر اسمهن تصريحاً.. إلا ابنت عمران فجاء النص: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} [التحريم:12] .. وجاءت النص موضحاً أكثر فنطق القرآن يقول : {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ .. } [آل عمران:35] {.. رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى ... وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ..} [آل عمران:36].. جاء وصفها بالتشخيص الذاتي(تصريحاً وتوضيحاً) لها وعنها.. الأب والأم.. بل وحيثيات الحمل والولادة.. تنبيهاً لخصوصية الحالة المريمية وهي لن تتكرر مرة ثانية أبداً دون ملامسة رجل لأنثىٰ..

ويجدر هنا التنبيه لمسألة تكلم فيها البعض.. ولا أجد عذراً لمن تكلم في مسألة غيبية كــ (حمل إنسية من جني) مع وضوح الأدلة القرآنية في هذه القضية؛ إذ يستحيل عقلا إيجاد تزاوج بين جني وإنسي لاختلاف التركيبة الخُلقية.. والمسألة برمتها موضع إختلاف شديد بين السادة العلماء وقد أبحثها في قابل الورقات.. وقد تكلمت فيها ذات مرة علىٰ المنبر في خطبة جمعة فاصابني من الجهلة افتراءات.. والحمد لله تعالىٰ علىٰ العافية..

قلتُ(الرَّمَادِيُّ) : ابْنَتُ عِمْرَانَ.. مَرْيَمُ.. أم عيسى هي فقط صاحبة الإعجاز كما اراد الله تعالىٰ لخصوصية المسألة الدالة على القدرة المتناهية في الخلق من عدم والايجاد على غير مثال سابق والتنشأة بكيفية غير معهودة من قبل والتكوين بأمره الذي بين الكاف والنون.. ومعجزة الحالة؛ فالقضية قضية خلق من عدم وإيجاد على غير مثال سابق وإبداع دون محاكاة وتصوير في الأرحام بعلم خبير عليم..

مسألة حمل مريم لن تتكرر مرة ثانية على الإطلاق.. فلابد مِن ملامسة بشر(إنسان .. ذكر) بلغَ مَبْلغَ الرجال؛ لمرأة (أنثى) بالغة فيتم الحمل عند إرادة الله الخالق المصور المبدع -سواء بزواج شرعي أو بفعل فاحشة (زنا/اغتصاب) والعياذ بالله-؛ وما جاء في بعض الكتب من حمل إنسية من جني يعتبر كلام يعارض ويخالف نص القرآن قطعي الثبوت وقطعية دلالته ولا يوافق المحسوس والمعقول؛ ونافذة لفتح باب الرذيلة بإدعاء(أنثى)فاعلة الفاحشة الزنا بملامسة جني (غيبي؛ بتركيبة خُلقية مغايرة للإنسية) لها فحملت منه ويتكون في احشاءها جنين.. وسينسب لمن!!؟؟...

كذا حكاية أن يعبث جني (تابعة) في حمل ثبت في رحم امرأة فأسقطت جنينها.. قضية لا اساس لها من الصحة.. بل مسألة تعرض على أهل الاختصاص : أطباء النساء تخصص الولادة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعود لأسرة : [«آلَ عِمْرَانَ»]
[(٤)] « الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ » -عليهالسلام-؛
-*-*-*
استدراك :
يمكن إضافة أحد لــ افراد تلك " الأسرة الكريمة .. وهي :
[(٥)] إِمْشَاعُ..أُخْتُ مَرْيَمَ : وَكَانَ زَكَرِيَّا -النبي-عليهالسلام-- قَدْ تَزَوَّجَ أُخْتَ مَرْيَمَ إِمْشَاعَ ابْنَةَ عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ ..
[وهذا قول ينسب إلىٰ صاحب: التفسير الكبير ]
-*-*

[(١ . ٣ .)] : [« أَبِو مَرْيَمَ»]؛ جد عيسىٰ -عليه السلام-

يلاحظ أنه:
»[١ . ]« لَيْسَ فِي كُتُبِ النَّصَارَىٰ ذِكْرٌ لِاسْمِ أَبِي مَرْيَمَ في الكتاب المقدس .. الأناجيل-

قلتُ(الرَّمَادِيُّ) : أردتُ التحقق من هذا القول فرجعتُ إلىٰ قاموس الكتاب المقدس تحت اسم :„ يواقيم” فوجدتُ :„ يوياقيم”: اسم عبري معناه:„ هوهقيم” وهو اختصار يهوياقيم وهو اسم ابن يشوع وخليفته في هذه الوظيفة (نح 12: 10 و 12 و 26). " ، أو :„ يوياكين” فلم أجد شيئاً يفيد هذا البحث، ولم أجد شيئاً في معجم اللاهوت الكتابي، كذلك أيضا :" المحيط ا لجامع" ، وكذلك الموقع الرسمي لـ كنيسة الأنبا " تكلاهيمانوت " القبطية الأرثوذكسية ~ الإسكندرية ~ مصر . [واكمل البحث]

[(١ . ٤ .)] :« „ مَنْ عِمْرَانُ”»:

" اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ مَمْنُوعُ الصَّرْفِ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالْعُجْمَةِ ، وَلَوْ كَانَ عَرَبِيًّا لَامْتَنَعَ أَيْضًا لِلْعَلَمِيَّةِ ، وَزِيَادَةُ الْأَلِفِ وَالنُّونِ ؛ إِذْ كَانَ يَكُونُ اشْتِقَاقُهُ مِنَ الْعُمْرِ وَاضِحًا " .

– قال البغوي؛ الحسين بن مسعود في تفسيره ﴿وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=51&ID=155&idfrom=169&idto=278&bookid=51&startno=19#docu)﴾

-قِيلَ: أَرَادَ بِآلِ إِبْرَاهِيمَ وَآلِ عِمْرَانَ : إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-؛ وَعِمْرَانَ „ أَنْفُسَهُمَا” ..
كَـ
قَوْلِهِ -تَعَالَى-﴿ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَرُونَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=51&ID=155&idfrom=169&idto=278&bookid=51&startno=19#docu)﴾؛ (آية: 248؛ الْبَقَرَةِ) يَعْنِي مُوسَى وَهَارُونَ. وَ

- قَالَ آخَرُونَ [«آلَ إِبْرَاهِيمَ »] : إِسْمَاعِيلُ؛ وَإِسْحَاقُ؛ وَيَعْقُوبُ؛ وَالْأَسْبَاطُ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-،

وَأَمَّا [« آلَ عِمْرَانَ»] فَقَالَ مُقَاتِلٌ: هُوَ عِمْرَانُ بْنُ يَصْهُرَ بْنِ فَاهَتْ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- (وَالِدُ) مُوسَى وَهَارُونَ.

وَقَالَ الْحَسَنُ وَ وَهْبٌ: هُوَ عِمْرَانُ بْنُ أَشْهَمَ بْنِ أَمُونَ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- [ وَالِدُ] مَرْيَمَ وَعِيسَى.

وَقِيلَ : عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ وَإِنَّمَا خَصَّ هَؤُلَاءِ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ كُلَّهُمْ مِنْ نَسْلِهِمْ ".

- فَإِنْ فُسِّرَ " عِمْرَانَ" بِوَالِدِ مُوسَىٰ وَهَارُونَ فَهُمَا مِنْهُ ، وَهُوَ مِنْ يَصْهَرَ ، وَيَصْهَرُ مِنْ قَاهِثَ ، وَقَاهِثُ مِنْ لَاوَي ، وَلَاوَي مِنْ يَعْقُوبَ ، وَ يَعْقُوبُ مِنْ إِسْحَاقَ ، وَ إِسْحَاقُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- .

وَإِنْ فُسِّرَ" عِمْرَانَ" بِوَالِدِ مَرْيَمَ أُمِّ عِيسَىٰ ، فَعِيسَىٰ مِنْ مَرْيَمَ ، وَمَرْيَمُ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ ، وَهُوَ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، و سُلَيْمَانُ مِنْ وَلَدِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَقَدْ دَخَلَ فِي آلِ إِبْرَاهِيمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ".

[(١ . ٥ .)] : وَأَمَّا آلُ عِمْرَانَ فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ،
[ تفصيل مسألة النسب ] :
[ ١. ] القول الأول:
" وَعِمْرَانُ هَذَا الْمُضَافُ إِلَيْهِ " آلُ " ، قِيلَ هُوَ : عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ مِنْ نَسْلِ [وَلَدِ] سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ إِيشَا ، وَهُوَ أَبُو مَرْيَمَ الْبَتُولِ ، أُمِّ عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ، قَالَهُ : الْحَسَنُ ، وَوَهْبٌ .

يلتقط الفخر الرازي خيط الحديث فيقول: «.. وَكَانُوا مَنْ نَسْلِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.».

***
[(١ . ٦ .)] : وَأَمَّا :« „ آلُ عِمْرَانَ ”»؛ فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ، أُؤكدُ (الرَّمَادِيُّ) علىٰ هذه المقولة ؛ إذ أننا نورد ما قيل في نسبه ؛ وهذا لا يلغي وجوده أو يشكك في شخصيته؛

[٢. ] القول الثاني:
فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ :
الْمُرَادُ عِمْرَانُ وَالِدُ»[ مُوسَىٰ وَ هَارُونَ]« ، وَهُوَ عِمْرَانُ بْنُ يَصْهَرَ بْنِ قَاهِثَ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ مِنْ آلِ عِمْرَانَ مُوسَىٰ وَهَارُونَ وَأَتْبَاعَهُمَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، هُوَ عِمْرَانُ أَبُو مُوسَىٰ وَهَارُونَ، وَهُوَ عِمْرَانُ بْنُ نُصَيْرٍ . قَالَهُ مُقَاتِلٌ .

فَعَلَىٰ الْأَوَّلِ آلُهُ عِيسَىٰ، قَالَهُ الْحَسَنُ، وَعَلَىٰ الثَّانِي آلُهُ مُوسَىٰ وَهَارُونَ" ؛ وهذا ما قَالَهُ مُقَاتِلٌ.

[ ٣ . ] القول الثالث:
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِآلِ عِمْرَانَ هو : [« عِمْرَانُ نَفْسُهُ »] ،
ــــــــــــــــــ

- والرازي في تفسيره: يقول:" وَمِنْهُم ْمَنْ قَالَ : بَلِ الْمُرَادُ : عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ وَالِدُ مَرْيَمَ، وَكَانَ هُوَ مِنْ نَسْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ إِيشَا، وَكَانُوا مَنْ نَسْلِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاة ُوَالسَّلَامُ-

- أكملُ؛ فأقول بما قال به العلماء في نسب عِمران :
[٤. ]القول الرابع :" وَأَمَّا آلُ عِمْرَانَ : فَهُمْ
[ 1.] مَرْيَمُ، وَ
[ 2. ] عِيسَىٰ . [واكتفى بعض العلماء بإبنته وحفيده].
فَـمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ مَاتَانَ؛ كَذَا سَمَّاهُ الْمُفَسِّرُونَ، وَكَانَ مِنْ

1 . ] أَحْبَارِ الْيَهُودِ،وَ
[ 2.] صَالِحِيهِمْ . وَ
أَصْلُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ »[ عِمْرَام ]«؛ بِمِيمٍ فِي آخِرِهِ، فَهُوَ أَبُو مَرْيَمَ .
ـــــــ
تصحيح ابن عاشور في مسألة النسب لـعِمران :
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : هُوَ مِنْ نَسْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَالْحَقُّ أَنَّهُ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ أَخِي مُوسَىٰ .
ـــــــــ
إتمام التحقيق ؛ فيقول ابن عاشور :
وَفِي كُتُبِ النَّصَارَى : أَنَّ اسْمَهُ يُوهَاقِيمُ، فَلَعَلَّهُ كَانَ لَهُ اسْمَانِ وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ .
ـــــــ
تحقيق وتثبيت وتدقيق :
وَلَيْسَ الْمُرَادُ هُنَا عِمْرَانَ وَالِدَ مُوسَىٰ وَهَارُونَ؛

قلت(الرَّمَادِيُ) : وهو أبو الكبرىٰ من بناته واسمها -أيضاً- مريم..

يكمل ابن عاشور القول : إِذِ الْمَقْصُودُ هُنَا التَّمْهِيدُ لِذِكْرِ مَرْيَمَ وَابْنِهَا عِيسَىٰ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ﴾.

[٥.] القول الخامس:
وَآلَ عِمْرَانَ، وَالْمُرَادُ بِــعِمْرَانَ هَذَا : هُوَ وَالِدُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، أُمّ ِعِيسَىٰ ابْنِ مَرْيَمَ- العذراء البتول؛ صاحبة الإعجاز-، عَلَيْهِمُا السَّلَامُ.
قَالَ مُحَمَّد ُبْن ُإِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
هُوَ عِمْرَانُ بْنُ يَاشَمَ بْنِ أَمُونَ بْنِ مَيْشَا بْنِ حِزْقِيَا بْنِ أَحْزِيقَ بْنِ يَوْثَمَ بْنِ عَزَارِيَّا بْنِ أَمْصِيَا بْنِ يَاوشَ بْنِ أجريهو بْنِ يَازِمَ بْنِ يَهْفَاشَاطَ بْنِ إِنْشَا بْنِ أَبِيَّانَ بْنِ رُخَيْعَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ،-عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- .

فَــ
عِيسَىٰ، -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ .

- ثم وجدتُ من المفيد أن أتحدث قليلاً عن مسألة :
[(١ . ٧ .)] : [ الفترة الزمنية] بَيْنَ الْعِمْرَانَيْنِ.. قصدتُ :
- عِمران أبو مريم -العذراء البتول؛ أم عيسى النبي الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ و
- عِمران أبو مريم؛ الشقيقة الكبرى لكل من موسىٰ ؛ وهارون -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ .؛ وَبينَ
الْمَرْيَمَيْنِ: أقصد :
- مريم أم عيسىٰ -عليهما السلام- ؛ و
- مريم الأخت الكبرىٰ لــ : موسىٰ وهارون -عليهم جميعا الصلاة والسلام- إذ أن بينهما أَعْصَارٌ كَثِيرَةٌ. ولو أنها سُطرت في بطون الكتب ما تعرضتُ لها.

[ 1. ] القول الأول :
قِيلَ : بَيْنَ الْعِمْرَانَيْنِ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَثَمَانِمِائَةِ سَنَةٍ . [(١٨٠٠)]. تقريباً:" وقيل كان بين إبراهيم وموسىٰ ألف [ ١٠٠٠ ] سنة وبين موسىٰ وعيسى ألفا [ ١٠٠٠ ] سنة، بيْدَ أنه ورد عن الطبري في تاريخه ما روي عن :" فضيل بن عبدالوهاب عن جعفر بن سليمان عن عوف قال : " كان بين عيسى ٰو موسىٰ ستمائة [ ٦٠٠ ] سنة "؛

يكمل الطبري: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا ابن علية عن سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال : " نُبئت أن كعباً قال : " إن قوله يا أخت هارون ليس بـ ״ هارون ״ أخي موسىٰ، قال، فقالت له عائشة :" كذبت [ تأتي بمعنىٰ أخطأت ] !!" ، قال :" يا أم المؤمنين ؛ إن كان النبي قال فهو أعلم وأخبر وإلا فإني أجد بينهما ستمائة [ ٦٠٠ ] سنة " ، قال: فسكتت رضي الله عنها .

والرازي في تفسيره يقول:" قَالُوا . وَ بَيْنَ الْعِمْرَانَيْنِ أَلْفٌ وَثَمَانِمِائَةِ سَنَةٍ، وَاحْتَجَّ مَن ْقَالَ بِهَذَا الْقَوْل ِعَلَى صِحَّتِهِ بِأُمُورٍ .

[«١. »] : أَحَدُهَا : أَنَّ الْمَذْكُورَ عَقِيبَ قَوْلِهِ : { وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=132&ID=325&idfrom=1280&idto=1619&bookid=132&startno=61#docu)} هُوَ عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ جَدُّ عِيسَىٰ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ، فَكَانَ صَرْفُ الْكَلَامِ إِلَيْهِ أَوْلَى . وَ
[«٢ .»] : ثَانِيهَا : أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الْكَلَامِ أَنَّ النَّصَارَىٰ كَانُوا يَحْتَجُّونَ عَلَىٰ إِلَهِيَّةِ عِيسَىٰ بِالْخَوَارِقِ الَّتِي ظَهَرَتْ عَلَىٰ يَدَيْهِ، فَاللَّهُ -تَعَالَى- يَقُولُ : إِنَّمَا ظَهَرَتْ عَلَىٰ يَدِهِ إِكْرَامًا مِنَ اللَّهِ-تَعَالَى- إِيَّاهُ بِهَا، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ -تَعَالَى-اصْطَفَاهُ عَلَىٰ الْعَالَمِينَ وَخَصَّهُ بِالْكَرَامَاتِ الْعَظِيمَةِ ، فَكَانَ حَمْلُ هَذَا الْكَلَامِ عَلَىٰ عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ أَوْلَىٰ فِي هَذَا الْمَقَامِ مِنْ حَمْلِهِ عَلَىٰ عِمْرَانَ وَالِد ِمُوسَىٰ وَهَارُونَ. وَ
[«٣. »] : ثَالِثُهَا : أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ شَدِيدُ ا لْمُطَابَقَةِ لِقَوْلِهِ -تَعَالَىٰ-: { وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=132&ID=325&idfrom=1280&idto=1619&bookid=132&startno=61#docu) } [الْأَنْبِيَاءِ : 91 ] وَ

اعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْوُجُوهَ لَيْسَتْ دَلَائِلَ قَوِيَّةً، بَلْ هِيَ أُمُورٌ ظَنِّيَّةٌ، وَأَصْلُ الِاحْتِمَالِ قَائِمٌ . ".

- قال صاحب المنار؛ الشيخ محمد رشيد رضا :" قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : محمد عبده :" وَرَدَ ذِكْرُ عِمْرَانَ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ مَرَّتَيْنِ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : إِنَّهُمَا وَاحِدٌ وَهُوَ أَبُو مَرْيَمَ، وَيُسْتَدَلُّ عَلَى ذَلِكَ بِوُرُودِهِمَا فِي سِيَاقٍ وَاحِدٍ، هذا هو القول الأول .

يكمل الشيخ رضا تلميذ الإمام محمد عبده فيقول :
" وَأَكْثَرُهُمْ يَقُولُ : إِنَّ الْأَوَّلَ أَبُو مُوسَىٰ-عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَ الثَّانِي أَبُو مَرْيَمَ -عَلَيْهَا الرِّضْوَانُ-وَبَيْنَهُمَا نَحْوُ أَلْفٍ وَثَمَانِمِائَةِ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، وَذِكْرُ تَفْصِيلِ ذَلِكَ عَلَىٰ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْيَهُودِ .

وَقَالَ : وَالْمَسِيحِيُّونَ لَا يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّ أَبَا مَرْيَمَ يُدْعَى عِمْرَانَ وَلَا ضَيْرَ فِي ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ كُلُّ حَقِيقَةٍ مَعْرُوفَةً عِنْدَهُمْ، وَلَيْسَ لَهُمْ سَنَدٌ لِنَسَبِ الْمَسِيحِ يُحْتَجُّ بِهِ، فَهُوَ كَـ سِلْسِلَةِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْمُتَصَوِّفَةِ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا مُتَّصِلَةٌ بِـعَلِيٍّ أَوْ بِـالصِّدِّيقِ وَلَيْسَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ سَنَدٌ مُتَّصِلٌ يُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ .

يكمل الشيخ محمد رشيد رضا : وَأَقُولُ : إِنَّ نَسَبَ الْمَسِيحِ فِي إِنْجِيلَيْ مَتَّى وَلُوقَا مُخْتَلٌّ، وَلَوْ كُتِبَ عَنْ عِلْمٍ لَمَا وَقَعَ فِيهِ الْخِلَافُ ".

سأتكلمُ (الرَّمَادِيُ) بالتفصيل في هذه الجزئية من المسألة حين نأتي لـ ميلاد السيد المسيح -عليه السلام- وعلىٰ أمه -رضوان الله تعالى-.

[(١ . ٨ .)] : محصلة البحث
نسبُ عِمْرَانَ بن ماثان:
«„ أَبُو مَرْيَمَ؛ جد عيسىٰ -عليه السلام- ”»: هو „ عِمْرَانُ بن ماثان ” وليس بــ „ عمران أبي موسىٰ و هارون -عليه السلام- ومريم أختهما الكبرىٰ ”، لأن بين الــعِمْرَانَين ألفا وثمانمائة [١٨٠٠] سنة تقريباً".

وَكَانَ [بنو] آلُ مَاثَانَ رُءُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ أَحْبَارَهُمْ.

يؤكد المعنىٰ هذا ابن الأثير فيقول:„ كَانَتْ بَنُو مَاثَانَ رُءُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَحْبَارَهُمْ وَمُلُوكَهُمْ ”..

وأيضا قال الكلبي :„ وملوكهم ”...

ويؤكد ابن كثير فيقول :„ وملوكهم ”

وقيل عمران بن„ أشهمز ”، و

ذكر البغوي في تفسيره: وَقِيلَ : „ عِمْرَانُ بْنُ أَشْهَمَ« ”

وذكر محمد بن إسحاق وهو:„ عمران بن باشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أحريق بن موثم بن عزازيا بن أمصيا بن ياوش بن أحريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إيشا بن إيان بن رحبعام بن داود ”. و

قال أبوالقاسم بن عساكر:
مريم بنت:„ عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن أخنز بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم بن أيبود بن زريا بيل بن شالتال بن يوحنا بن برشا بن آمون بن ميشا بن حزقيا بن أحاز بن موثام بن عزريا بن يوارم بن يوشافاط بن إيشا بن إيبا بن رحبعام بن سليمان بن داود”-عليهالسلام-. بيد أنه فيه مخالفة لما ذكره محمد بن إسحاق. و

قد ذكر الطبري نسبا آخر لـــــ: „ عمران ” فقال : فَـــ:„ عِمْرَانُ ”؛ فَإِنَّهُ :„ عِمْرَانُ بْنُ يَاشَهْمَ بْنِ أَمُونَ بْنِ مِنَشَّا بْنِ حَزْقِيَا بْنِ أَحْزِيقَ بْن ِيُوثَمَ بْنِ عِزَارِيَا بْنِ أَمِصْيَا بْنِ يَاوِشَ بْنِ أَحْزِيهُو بْنِ يَارِمَ بْنِ يَهْفَاشَاطَ بْنِ أَسَابَرَ بْنِ أَبِيَا بْنِ رَحْبَعَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ إِيشَا .

المتتبع لصيغة الأسماء التي وردت في المصادر التي اعتمدتُ عليها يرىٰ المدقق إختلافا يسيراً في الكتابة وهذا يعود إما للترجمة من اللُغات القديمة كـالأرامية -مثلا- أو كيفية النطق وإخراج الحروف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

محصلة البحث :

فــ:كَانَ عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ.

يقول ابن الأثير فهي :" أي -مريم- كَانَتْ بِنْتَ إِمَامِهِمْ، وَصَاحِبِ قُرْبَانِهِمْ ولا خلاف أنها ـ أي مريم العذراء الزهراء البتول ـ من سلالة داود -عليه السلام- وكان أبوها: „ عمران ”؛ صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه..

ــــــــــــــــــــــــــ

انتهى بتوفيقه وحسن رعايته وتمام رضاه -سبحانه وتعالى- القسم الأول من قصة حياة السيد المسيح ... عبد الله ورسوله وروح منه وكلمته ...

الشخصية المحورية الأولى

ويليه بعد حمده وشكره

القسم الثاني ويبدء بالشخصية المحورية الثانية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

[(1)] اسماء الأنبياء والمرسلين.. الذين ذكروا وفق ما جاء في القرآن الكريم يصل عددهم إلى :» ٢٥ «!نبياً ورسولاً

[(2)] [آية: (٤٥)؛ سورة: آل عمران ورقمها: (٣)].

[(3)] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي وأبوداود في سننيهما، وذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط..

[(4)] تُعرف المعجزة اصطلاحًا بأنها: « أمر خارق للعادة يظهره الله علىٰ يدِ مدعي النبوة تصديقاً له فى دعواه مقرونة بالتحدي مع عدم المعارضة ».

والمعجزة تتميز عن غيرها من الأمور- الخارقة، فلابد أن تكون: خارقة للعادة أي :

- خارقة للقوانين الكونية المعتادة، و

- النواميس الكونية الثابتة كعدم إحراق النار، وإحياء الموتىٰ، وقلب العصا حية تسعىٰ . [أ. مها بنت عبدالرحمن الليفان؛ محاضر البلاغة والنقد بقسم اللغة العربية بكلية العلوم والدراسات].

وشرائطها خمسة ، فإن اختل منها شرط لا تكون معجزة :فــ

1.] الشرط الأول من شروطها : أن تكون مما لا يقدر عليها إلا الله -سبحانه وتعالى- .

2.] الشرط الثاني : هو أن تـَـخْـرِقَ العادة .

3.] الشرط الثالث : هو أن يستشهد بـها مدعي الرسالة علىٰ الله -عزَّ وجلَّ- .

4.]الشرط الرابع : هو أن تقع علىٰ وفق دعوىٰ المتحدي بـها المستشهد بكونـها معجزة له .

5.] الشرط الخامس : من شروط المعجزة ألا يأتي أحد بمثل ما أتىٰ به المتحدىٰ علىٰ وجه المعارضة .

ولهذا قال المولىٰ سبحانه : {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ } [(34)؛ سورة الطور]؛ وقال : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } [(13)؛ سورة هود] ".

قلت(الرَّمَادِيُّ) يصلح أن أتحدث عن الفرق بين المعجزة -عند مدعي النبوة وصاحب رسالة سماوية- والكرامة -عند الولي- والفارق الكبير العظيم بينهما..حتىٰ لا تختلط الأمور.. بينهما وبين السحر والشعودة.. في بحث قادم بإذنه تعالىٰ...

[(5)] اعتمادا علىٰ الآية القرآنية والتي تقول: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ..} [آل عمران:55].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ورقات في النصرانية

﴿»„٢٤‟« ﴾{ .. الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. }-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-

[(١ . )] الشخصية المحورية الأولىٰ :

« „ عِمْرَانَ.. أَبُو مَرْيَمَ؛ جد عيسىٰ-عليه السلام-” »

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏الجمعة‏، 13‏ جمادى الأولى‏، 1443هــ ~ ‏الجمعة‏، 17‏ كانون الأول‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 12 / 2021, 25 : 05 PM
https://www.mojaznews.com/wp-content/uploads/2021/11/اليوم-العالمي-للغة-العربية-780x470.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 12 / 2021, 27 : 05 PM
https://www.mojaznews.com/wp-content/uploads/2021/12/1.jpg https://www.mojaznews.com/wp-content/uploads/2021/12/2.png
https://www.mojaznews.com/wp-content/uploads/2021/12/3.png
https://www.mojaznews.com/wp-content/uploads/2021/12/4.png
https://www.mojaznews.com/wp-content/uploads/2021/12/6.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 12 / 2021, 45 : 07 PM
https://www.alshareyah.com/images/2018/240.jpg .. اليوم العالمي للُغة العربية!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 12 / 2021, 53 : 11 PM
" اليومُ العالمي للغة العربية "

... تُعد اللُغة العربية ركناً أساسيًا من أركان التنوع الثقافي للبشرية، لذا يركز احتفال 2021م على دور لغة الضاد في التواصل الحضاري.

... يَحقُ للعربي -ولو في العام مرة واحدة؛ وقُبيل إنتهاء سنة ميلادية وقدوم آخرىٰ- يحق له أن يشعر بنشوة الافتخار.. وتعتليه أحاسيس الشموخ.. ويمتطي خيولَ العز.. ويرتدي ثوبَ الكبرياء.. ويتلحف بُردة خَير مَن نطق بالضاد.. فيجلس أمام جدران البيت العتيق ناظرا لمعلقات الشعر البليغ الفصيح ومتأملا لتلك المذهبيات لفحول الشعر العربي.. -وإن صعبت عليه بعض المفردات- ويحتسي فنجاناً مِن القهوة العربي بــ الهيل بجوار أمير الشعراء في العصر الحديث -أحمد شوقي- مع لفيف مِن كبار أدباء الوطن العربي وثلة من شُعراء العربية.. ويعلو اسارير الفرح والسرور وجه العربي حين يسمع أن وزير خارجية السعودية -آنذاك- سنة 1947م الملك فيصل يتحدث في قاعة المنظمة العالمية بلغة الضاد؛ ثم مِن بعده ملك المغرب الخامس سنة 1958م.. ثم يأتي بعلو قامته وشموخ عروبته الرئيس المِصري جمال عبدالناصر(*) -وقتها ممثلا لحركة عدم الانحياز - فيعتلي منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة(**) ليخطب.. فيتذكر العالم هذا الحدث في الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة لـ سنة 1960م.. والتي سميت بـ"دورة الرؤساء".

مع العلم أنه منذ أن تأسست الأمم المتحدة سنة 1945م والممثلون لدولهم العرب يتكلمون فيها بالعربية مع إحضار مترجم،

فــ في عام ١٩٧٣ تقدمت الدول العربية بطلب للأمانة العامة للأمم المتحدة باعتماد اللغة العربية كلغة رسمية داخل المنظمة فأصدرت المنظمة قرارًا -رقم 3190 فى ديسمبر عام 1973م- والذى تقر بموجبه إدخال اللُغة العربية ضمن اللُغات الرسمية الأممية المعتمدة ولغات العمل فى الأمم المتحدة؛ والتي منها : الإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية، بعد اقتراح من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية وهذا في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو خلال انعقاده في الدورة رقم 190 . وألقى أول كلمة فيها بشكل رسمي في قاعة المنظمة العالمية في أبريل 1974م الرئيس الجزائري هواري بومدين، إلا أن اللغة العربية لم تصبح لغة رسمية كاملة تستعمل فى الجمعية إلا سنة 1983.

وتروي السيدة / نهاد سالم المترجمة المِصرية؛ رئيس مترجمي مكتب الأمم المتحدة في فيينا سابقًا، وأول مَن قام بالترجمة مِن وإلى العربية بالأمم المتحدة..
تروي قصة الاحتفال العالمي باللغة العربية فقالت:«„ إن اعتماد اللغة العربية بالأمم المتحدة مر بعدة مراحل بدءًا مِن الخمسينيات حتى عام ١٩٧٤. ففي عام ١٩٥٤ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا -في 4 ديسمبر 1954- يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى العربية ويقيد عدد صفحات ذلك بأربعة آلاف [٤٠٠٠] صفحة في السنة، وتدفع الدول التي تطلبها تكاليف الترجمة وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم المنطقة العربية ”»؛

ثم تكمل فتقول السيدة سالم :«„ وفي عام١٩٦٠ وافقت اليونيسكو فاتخذت قرارًا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تنظم في البلدان الناطقة بالعربية”».

واعتُمد في عام 1966 قرار بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة.

وفي عام ١٩٦٨ تم اعتماد اللغة العربية تدريجيًا في المنظمة لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمنشورات الأساسية والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.

واستمر الضغط الدبلوماسي العربي، والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، ففي ١٩٧٣ تقدمت مصر وعدد من الدول العربية بالمطالبة باعتماد اللغة العربية كلغة رسمية للمنظمة وكانت الموافقة عام ١٩٧٤ على اعتمادها سادس لغة رسمية للمنظمة وتمكنوا من جعل العربية تُستعمل لغةً شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973.. وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارًا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة في 28 في ديسمبر 1973 م يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.

وفي أكتوبر 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 ديسمبر يومًا عالميًا للغة العربية؛ وهو الأمر الذي لقي ترحيبًا كبيرًا من محبي اللغة العربية في أنحاء العالم.

**

الفاعليات:

*.] ستحتفل منظمة الأمم المتحدة، للتربية والعلم والثقافة، المعروفة اختصاراً باليونسكو، باليوم العالمي للغة العربية، في العاصمة الفرنسية باريس، بإقامة ثلاث موائد مستديرة مخصصة لبحث موضوع اللغة العربية والذكاء الاصطناعي؛ ويشارك فيها خبراء ولُغويون وأكاديميون وفنانون ومثقفون، على أن ينقسم الموضوع الرئيس للاحتفال، إلى موضوعات ثلاثة.

وبينت المنظمة، وهي على التوالي:
- تأثير الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية، و
- حوسبة اللغة العربية و
- رهان المستقبل المعرفي، ثم إطلاق تقرير إقليمي عن اللغة العربية بصفتها بوابة لاكتساب المعارف ونقلها. وسيقام احتفال هذا العام باليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع وفد المملكة العربية السعودية، لدى اليونسكو، وبالشراكة مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وذلك حسب ما ذكر البيان الرسمي للمنظمة العالمية .

*.] سيقدم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اقتراحاً بأن تصبح اللغة العربية لغة رسمية في (الفيفا). ويعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حالياً أربع لغات، هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يصح في مثل هذه المناسبات أن تقوم التجمعات العربية في الخارج بتفعيل أنشطة أرشيفية!


(**) أشادت الأمم المتحدة بثراء وانتشار اللغة العربية، مشيرة إلى أن “ للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.".
وقالت المنظمة الدولية عبر موقعها الإلكتروني: “سادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية، خاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.

وتابعت: “فضلا عن ذلك، مثلت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.

بدورها، سلطت منظمة اليونسكو الضوء على دلالة وأهمية هذا اليوم، مشيرة إلى أن “اللغة العربية تُعدّ ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 467 مليون نسمة من سكان المعمورة”.

وأضافت المنظمة الدولية عبر موقعها الإلكتروني: “أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء”.

وتابعت: “تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات. ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي”.

وأعلنت اليونسكو أن موضوع اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام هو “اللغة العربية والتواصل الحضاري”، حيث “يُعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجدداً على الدور المهم الذي تؤدّيه اللغة العربية في مدّ جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة جداً”.

وتتمثّل الغاية من هذا الموضوع، بحسب اليونسكو، في إبراز الدور التاريخي الذي تضطلع به اللغة العربية كأداة لاستحداث المعارف وتناقلها، فضلاً عن كونها وسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام. وكانت اللغة العربية على مرّ القرون الركيزة المشتركة وحلقة الوصل التي تجسّد ثراء الوجود الإنساني وتتيح الانتفاع بالعديد من الموارد.

:" ومضت قائلة: “يكتسي موضوع عام 2021 أهميّة بالغة في كنف المجتمعات التي تتعاظم فيها العولمة والرقمنة والتعددية اللغوية، إذ يُسلّم بالطبيعة المتغيّرة للعالم والحاجة الماسة لتعزيز الحوار بين الأمم والشعوب”..

وقبيل 150 عاما فكان 80% من لغات العالم يقومون بتدوين أبجدياتهم باللغة العربية كاللغات الأفريقية والمالوية والأردية والفارسية والتركية القديمة.".

:" فهى تحتوى على أكثر من 12 مليون مفردة .". دون المكرر

فــ شهد كثير حتى من منصفي المستشرقين بمكانة اللغة العربية وبقدرتها على استيعاب المعارف والعلوم المتجددة، وبأنها جديرة بأن تكون لغةَ علمٍ وحضارة كما كانت في فترات ازدهار الحضارة الإسلامية.. فالمستشرق الألماني« يوهان فك »،-كمثال-، يقول:«„ إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسيًّا لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزًا لغويًّا لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية. لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر؛ وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل، فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية ”».

و يقول بروكلمان:«„ بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات الدنيا. والمسلمون جميعًا مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم؛ وبهذا اكتسبت العربية منذ زمان طويل مكانة رفيعة فاقت جميع لغات الدنيا الأخرى ”».
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏السبت‏، 14‏ جمادى الأولى‏، 1443هــ ~ 18‏ ديسمبر‏، 2021م
-*-*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
19 / 12 / 2021, 41 : 07 PM
" عيد الميلاد "

بدءاً مِن هذا الاسبوع؛ وكل عام.. ستطل علىٰ مسلمي الغرب [يتجاوزن 56 مليوناً مسلما في القارة الأوربية؛ ماعدا المتواجدون في الأمريكتين وكندا وأستراليا] ستطل برأسها مسألة قد يتحير منها البعض؛ وقد يغفل عنها البعض وقد لا يهتم بالمرة عنها البعض.. وقد يكون عند البعض رأي مسبق بجواز التهنئة وجواز الاهداء أو رأي آخر بتحريمها قولا واحداً..

خاصةً مَن تزوج مِن بنتٍ مسيحية؛ وكيفية معاملة أهلها في أعيادهم.. وكيف سيذهب ابنــ(ــة) المسلم منها إلىٰ جده (لأمه) وجدته وخاله وخالته في هذه المناسبة وماذا سيقول لهم!!؟ ..

وأقل مِن هذه المسألة درجة مَن يدرس في المدارس والمعاهد والجامعات ويزاملهم في مقاعد الدراسة..

وأقل منها درجة مَن يعمل معهم ويزاملهم في مقعد العمل..

وأقل منها درجة مَن يساكنهم في نفس المنزل..

وتلك المسألة والتي ستطل برأسها علىٰ التجمعات الإسلامية في الغرب هي مسألة أعياد ميلاد السيد المسيح؛ والذي هو في عقيدة النصارى.. إما ابن إله أو إله كأبيه.. وهي قضية تخالف ما عند المسلمين من اعتقاد!..

وقد تكلم السادة أهل العلم في هذه المسألة!! ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأحد‏، 15‏ جمادى الأولى‏، 1443هــ ~ ‏ 19‏ ديسمبر‏، 2021م
-*-*

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
31 / 01 / 2022, 11 : 07 PM
النمطية .. والفتاة الأكاديمية!

.. مازالت المجتمعات تحتفظ بما لديها مِن صورة نمطية راسخة في الذهن عبر الأجيال عن الآخر؛ وهذا يكاد يكون في كل المناطق؛ سواء المتحضرة منها أو النامية؛ ويترتب علىٰ هذه الصور النمطية في الذهن عن الآخر الكثير مِن سوء الفهم وما يتبعه مِن مشاكل.. ونظرة دونية لــ طرف وتعالٍ من طرف آخر..
.. وإخيراً وليس آخراً.. تلك الفتاة الأكاديمية ذات الأصول الشرقية والتي تتمسك بغطاء الرأس وفق تعاليم دينها -الإسلام- وإن كانت تقيم في القارة ذات الجذور المسيحية والاصول الكنائيسية والتعاليم الكهنوتية.. ولا يمكن مقارنتها بالراهبة وفق الهرم التعبدي الكنائيسي.. وإن اقتربا من نفس الهندام وتشابها في اللباس!
.. وواقعة الفتاة الأكاديمية أنها تعمل في مجال الصيدلة بآحدى معامل مدينة فيينا المطلة علىٰ الدانوب الأزرق؛ والواقعة تبدء بــ كيف عاملها ضابط الأمن بغلظة في آحدىٰ شوارع عاصمة دولة الألب وفق الرواية مِن طرفٍ واحدٍ؛ حين خالفت قواعد السير.. وهي التي ينبغي أن تلتزم بالقواعد العامة وتتقيد باللوائح المعترف والمعمول بها.. فعبرت الشارع في مكان غير مخصص لعبور المشاة؛ وهذا نتيجة لحالة إرهاق اصابتها لــ قيامها بعمل متواصل لــ ساعات طويلة في زمن الجائحة «كورونا» فأرسل عزيز لي وصديق الواقعة بما حدثت لتلك الفتاة الأكاديمية مِن سوء معاملة وحجزٍ في غرفة باردة دون تدفئة في صقيع القارة الأوربية في عز برد الشتاء والزمها بخلع حذاءها ومعطفها.. مع دفع غرامة تقدر بــ (300 € )...

- مَن يسكن القارة الأوربية.. -وهي قارة عبور وليس قارة استقرار كــ الأمريكيتين أو استراليا؛ مع ملاحظة: ارتفاع نسبة أصحاب المعاشات بها؛ وقدأطلق عليها وزير خارجية أمريكا الأسبق رامسفيلد بــ القارة العجوز- .. مَن يسكنها يعاني -أحياناً- مِن سوء(!) معاملة.. نتيجة تلك النمطية السلبية المتجذرة في الذاكرة الجماعية لمجموعة من الناس أو طائفة من القوم.. أو وضع جميع افراد الآخر في سلة واحدة.. دون مراعاة الدرجة العلمية الأكاديمية أو من يحمل جنسية غربية.. يكفي اعتبار أنهم أجانب يحملون بشرة داكنة.. ولعل هذا يعود إلىٰ الصورة النمطية عن الآخر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتفعيل مشروع مارشال « وزير الخارجية -وقتذاك- جورج مارشال (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B4% D8%A7%D9%84)George Catlett Marshall» الأمريكي(*) في إعادة بناء القارة المدمرة بسواعد شباب تركيا ويوغسلافيا السابقة.. وكان يشترط في التركي القادم أن لا يحسن القراءة والكتابة؛ ويتميز بقوىٰ بدنية تمكنه مِن إعادة التعمير وتشييد البناء!..

- تروي لنا سيدة معمرة مِن سكان مدينة فرانكفورت الألمانية : " أن نساء المدينة في محطة القطار القادم مِن الأناضول أستقبلن شباب تركيا بالورود والزهور!"..

- الواقع الحالي أن الجيل الرابع مِن ابناء هؤلاء العمال يجاورهم العرب -سواء لاجئ أو عامل.. دكتور.. صيدلي.. محام.. مدرس- يحسنون لُغة جُوته الفرانكفورتي « Johann Wolfgang von Goethe »؛ ويقدمون اطرحة الماجستير والدكتوراه بلغة الجرمان؛ كما يحسنون العزف علىٰ مقطوعات موتسارت « Wolfgang Amadeus Mozart » السالزبورجي.. بل والرقص على سيمفونياته(!)..

- بيد أن الذاكرة الأورُبية الجماعية مازالت محتفظة بالصورة الذهنية النمطية عن الآخر؛ وخاصةً عند المواطن العادي فتتدخل عوامل متوراثة مِن أجيال علىٰ الحكم لمن تغطي شعر رأسها(**) ليس بسبب البرد بل بسبب عامل عقائدي.. أو هندام -لباس- مشرقي كــ أبناء جزيرة العرب أو أهل الأفغان!..

- يتم تركيز الصورة النمطية السيئة في الاذهان بناءً على تصرفات القلة النادرة من ابناء المشرق.. كـــ
- حادثة الطفلة «ليوني» ذات 13 عاماً مع أربع شباب افغان؛ آحدهم تاجر مخدرات.. أو المِصري حارق صديقته عاملة الترافيك [محل بيع الجرائد والمجلات والسجائر]؛ التي تركته وتعرفت على غيره.. وهي حوادث تحصل بين الفينة والآخرى من أبناء البلد وغيرهم ..

- الأحزاب اليمينية الصاعدة وذات الشعبوية تمتلك حصة (!) من تفعيل وإثارة افراد من الشعب.. كــ مسألة الأحتجاجات في شوارع العواصم الغربية ضد التقليح الإجباري للكبار أو الأطفال(!)..

- يقابل ذلك الرغبة مِن طرف الحكومة في تفعيل قضية الاندماج؛ والمطروح مِن طرف واحد فقط؛ أي الشرقي الذي يجب عليه الاندماج الكامل في المجتمع الغربي.. وخاصةً ما يحدث مِن أنشطة مع المرأة ( أم ) !..

- التجمعات العربية والتركية وأمثالهما والهيئة الرسمية لا تقوم بدور فاعل مؤثر داخل المجتمع الغربي!..

- لا ينبغي أن يغيب عن الذهن والحديث عن النمطية.. فــ الجنرال «شارل دي جول» وصف الغرب بأنه العالم الأول وما عداه العالم الثالث؛ وهي نظرة دونية للآخر.. كما ومَن يسكن أقليم مِصر ينظر إلىٰ المواطن الإسكندراني فيطلق عليه باللغة العامية الدارجة «وشوش كالحــ(ــه)ة و ميه مالحــ(ــــه)ة» .. وكذا عن المنوفي.. والصعيدي والبحيري.. والرشيدي.. وحدث عن الباقي ولا حرج!.. وفق خطة بريطانيا :" فرق تسد"..

نخلص إلى : أن الصورة النمطية عن الآخر متجذرة في أعماق الذاكرة الجمعية يستحضرها الشخص عند وقوع حادثة مماثلة!..

وهذا يلزم الجهات المعنية برعاية شؤون الناس والتجمعات الأهلية مِن فتح حوار بناء إيجابي لعديد من المسائل والقضايا ذات الصلة؛ كما يتفهم -كاتب هذه السطور- أن مَن هو عضو في حزب غربي ومن أصول عربية يسير وفق المبادئ الأساسية والطروحات التي يتبناها حزبه؛ سواء في الحكومة الائتلافية الحالية (النمسا مثالا) أو المعارضة؛ بيد أنه ينبغي أن يعلم أمثال هؤلاء أن أصوات العرب والمسلمين هي التي أوصلتهم لما هم فيه الأن فينبغي عليهم مراعاة خصوصية ومطالب من أدلوا بصوتهم لصالحهم في الإنتخابات الماضية !..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(*) استفادت النمسا (https://www.almrsal.com/post/749024) من مشروع مارشال بــ 468 مليون دولار[وقتذاك[. نتيجة برنامج التعافي الأوروبي (ERP) والذي صدر في يونيو 1947 .

(**) تطالعنا جرائد اليوم-الإثنين؛ 31 يناير 2021 بخطة من الحكومة الحالية في جمهورية النمسا بمنع غطاء الرأس للمعلمات في المدارس الحكومية.. مما يجعل الجميع يقفون على صفيح ساخن إن لم يكن ملتهب!.

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

‏الإثنين‏، 28‏ جمادى الثانية‏، 1443هــ ~ ‏31‏ يناير‏، 2022م

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
01 / 02 / 2022, 57 : 07 PM
1.] : (شهر رجب)
الْمُقَدِّمَة:
نطق القرآن الكريم؛ والذكر الحكيم؛ والفرقان المبين منبهاً الجميع بقوله عز وجل{ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى } [الأعلى:9]
-*-*-*-
ونعود للتاريخ فنقرأ :
"قال المقريزي : (ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية ، وتكثر نعمهم .
وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي .. وما يعنينا اليوم وفق ترتيب ما ذكره(*):
...... و
١٠ . ] ليلة أول رجب ، و
١١ . ] ليلة نصفه ..
:" فهذه شهادة ظاهرة واضحة مِن المقريزي - وهو من المثبتين انتسابهم إلى ولد علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- ومن المدافعين عنهم - أن العبيديين هم سبب البلاء على المسلمين ، وهم الذين فتحوا باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه ، حتى أنهم كانوا يحتفلوا بأعياد المجوس والمسيحيين كالنوروز، والغطاس، والميلاد، وخميس العدس، وهذا من الأدلة على بعدهم عن الإسلام، ومحاربتهم له ، وإن لم يجهروا بذلك ويظهروه . ودليل أيضاً على أن إحياءهم للموالد الستة التي ذكروها -ومنها المولد النبوي-، ليس محبة له صلى الله عليه وسلم وآله كما يزعمون ، وكما يظهرون للعامة والسذَّج من الناس ، وإنما قصدهم بذلك نشر خصائص مذهبهم الإسماعيلي الباطني ، وعقائدهم الفاسدة بين الناس ، وإبعادهم عن الدين الصحيح ، والعقيدة السليمة بابتداعهم هذه الاحتفالات ، وأمر الناس بإحيائها ، وتشجيعهم على ذلك ، وبذل الأموال الطائلة في سبيل ذلك" [(1)] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(*) يراجع الخطط المقريزية (1 /490) .
و
[(1)] انظر : البدع الحولية؛ إعداد: عبدالله بن عبدالعزيز بن أحمد التويجري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
‏الثلاثاء‏، 29‏ جمادى الثانية‏، 1443هــ ~ ‏01‏ فبراير‏، 2022م

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
01 / 02 / 2022, 28 : 09 PM
.. اشتهر على كثير من الألسنة.. فضائل ومناقب لهذا الشهر الكريم أكثرها غير صحيح، و صحيحها غير صريح، وكثرت حاجة الناس إلى معرفة الخطأ من الصواب، والتمييز بين الحق والباطل، وبيان ما هو سنة صحيحة، وما هو بدعة قبيحة...[(2)]

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
01 / 02 / 2022, 49 : 09 PM
3.]
:" ليس هناك فضيلة في صيام أول رجب". [(3)]

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
01 / 02 / 2022, 27 : 10 PM
4.]
:" يولد هلال شهر رجب للسنة الهجرية 1443 مباشرة بعد حدوث الاقتران فى تمام الساعة السابعة والدقيقة 46 صباحاً بتوقيت القاهرة المحلي يوم الثلاثاء 29 من جمادى الآخرة لعام 1443 هجريا الموافق 01 / 02 / 2022 م (يوم الرؤية).

وفلكيا ووفقا للحسابات المبدئية لمعهد الفلك، تكون غرة شهر رجب لعام 1443 هجريا فلكيا يوم الأربعاء : 02 / 02 / 2022 م.

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
01 / 02 / 2022, 21 : 11 PM
5.]
شهر رجب من الأشهر الحرم:
شهر رجب (https://islamqa.info/ar/articles/68/%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D8%AC%D8%A8) هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }؛[ التوبة/36 ]؛ والأشهر الحرم هي:
- المحرم.
- رجب، و
- ذو القعدة، و
- ذوالحجة، و
وروى البخاري (4662) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَاأَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ » .
وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين:
1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو.
2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها.
ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } [ التوبة/36 ]؛ مع أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها، إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً.

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
01 / 02 / 2022, 31 : 11 PM
6.] صوم شهر رجب
لم يثبت في فضل صومه على سبيل الخصوص أو صوم شيء منه حديث صحيح.
و ما يفعله بعض الناس من تخصيص بعض الأيام منه بالصيام معتقدين فضلها على غيرها: فــ لا أصل له في الشرع.
غير أنه
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم (ورجب من الأشهر الحرم) فقَالَ صلى الله عليه وسلم: (صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ) [رواه أبو داود (2428) وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود].
فهذا الحديث - إن صح - فإنه يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم، فمن صام في شهر رجب لهذا، وكان يصوم أيضاً غيره من الأشهر الحرم فلا بأس، أما تخصيص رجب بالصيام فلا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في"مجموع الفتاوى" (25 /290): " وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات. وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم: وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. فهذا في صوم الأربعة جميعا لا من يخصص رجبا." انتهى باختصار.
وقال ابن القيم رحمه الله :" كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى." انتهى من "المنار المنيف" (ص96).
وقال الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب" (ص11):" لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة." انتهى.
وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1 /383):" وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور، إلا أنه من الأشهر الحرم، ولم يرد في السنة الصحيحة أن للصيام فضيلة بخصوصه، وأن ما جاء في ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به." انتهى.[(4)].

شريف حمدان
05 / 02 / 2022, 57 : 07 AM
جزاك الله خيرا

الدكتور محمد فخرالدين الرمادي
18 / 02 / 2022, 14 : 11 PM
شلة .. التجمع
أو :
« „ البقاء للأضعف ” »

ما نراه اليوم هو موروث منذ عدة قرون.. مع وجود محاولات لإصلاح الفاسد.. وليس تغييره من جذوره.. وصدق أمير أهل الحديث أبوسفيان الثوري عندما قال :
يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ يَا مِلْحَ الْبَلَدْ * مَا يُصْلِحُ الْمِلْحَ إِذَا الْمِلْحُ فَسَدْ؟

[ 1 ] تحصيلُ المعلومةِ -المعرفةِ- ملازمةٌ للإنسان أينما وجد؛ وأينما حلَّ.. بغض النظر عن تقدم مدنيته وعلو كعب حضارته.. أو تقدمه العِلمي فتصنيعه للتكنولوجيا الحديثة وتمكنه منها وامتلاكها ثم تصديرها دون فك رموزها -العالم الأول-
أو
حصوله عليها دون أن يفقه كنهها أو يفك صناعتها فلا يتمكن أن يقلدها -العالم الثالث- أو بتعبير لطيف: „ الدول النامية ”-؛ ثم القدرة على تخزين تلك المعلومة في خلايا المخ أو على شريحة صناعية وبالتالي القدرة على استحضارِها/استدعائها للإستفادة منها وقت الحاجة إليها..
أو -العكس تماماً- مَن يسكن أدغال أو أحراش ومَن يرافق حيوانات في غابة أو منطقة نائية مع بساطة عيشه؛ فهو ايضاً يحتاج للمعلومة ولكنها معلومات بدائية كبساطة حياته
..
ثم جاء زمن ميكنة الإنسان فيعتمد الإنسان على الماكينة أكثر من اعتماده على قواه الطبيعية..
وبما أن المعرفة فطرية -عند رائد الفضاء أو عند بدوي(غير حضري) في صحراء- فكذلك:
[ 2 ] التدينُ فطريٌّ في الإنسان منذ بدء الخليقة؛ فإذا حدث انحرافٌ في العقيدة.. وفسد الإيمان مع فساد أو خطأ المعلومة - طرفي الفطرة: « „ المعرفة ” » و « „ التدين ” »؛ فيعتقد إنسان في نفع الأصنام وفائدة الأوثان.. فتتعدد الآله؛ أو يتقرب زلفى بأحجار أو أخشاب إلى الآله الأعظم.. أو يؤمن بتأثير الكواكب وقراءة النجوم ويطالع بخته في فنجان قهوة أو ورق اللعب أو : „ lottery ”؛ وتأثيرها السئ عليه؛ أو بالشمس والقمر أو النار أو حيوان أو يرسم بريشته ربه ويجسد بيده آلهه.. أو يُآَله إنسان مثله أما خوفاً منه ورهبةً على مقولة آحدهم: [مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى ] أو حباً وتقرباً [.. إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِين.. نعم.. وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِين ] أو إرغماً كمن [ قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ] فصدق الدهماء أنه الأعلى..
.. أو يكون تدين فطري صحيح يرافقه معلومة عن الكون والإنسان والحياة صحيحة فيبنى عليهما- « „ المعرفة الصحيحة ” » و « „ التدين الفطري ” »؛- قاعدة إيمانية قوية الأركان ومتينة البنيان؛ وعقيدة صحيحة وإيمان سليم فيوافق العقل.. فيجيب على كافة الأسئلة.. فتطمئن النفس وتستريح.. وتهدأ الروح.. وتتحصل على نعيم دنيوي وآخروي.. وينبثق مِن هذا الإيمان وتلك العقيدة أحكام عملية : إما جزئية -كما عند أديان ما قبل الدين الخاتم- أو كلية -في جميع المسائل والقضايا المتعلقة بالإنسان بصفته مخلوق لـ خالق؛ كما عند إسلام محمد- كي تُسير-الأحكام العملية- جانباً اساسياً مِن حياة الإنسان.. أما بقية جوانب حياته الدنيا فيتولى بإدراكه وعقله واستيعابه تنظيمها.. كــ الزراعة والفلاحة وتربية الحيوان والانتفاع به [وَلَكُمْ فِيهَا : « „ مَنَافِعُ ” » كَثِيرَةٌ « „ وَمَشَارِبُ ” » وَمِنْهَا « „ تَأْكُلُون ” » ]؛ والعمارة والهندسة والطب والصيدلة والفنون والفضاء الخارجي؛ وفق ما تحصل لهم من معلومات أولية؛ وقد تؤثر وجهة النظر في مسألة بعينها؛ ففي حالة الطب والصيدلة -كــ مثال- جواز التداوي بالحرام؛ أو جواز كشف العورة أمام المعالج الأجنبي؛ أو استزراع قلب خنزير بدلا من قلب تالف لــ إنسان .. وفي الهندسة والعمارة: بناء منزل لا يفضح مَن يسكن فيه.. وهكذا..
.. وهذا لا يتحقق إلا في الإيمان بالإسلام العام أو الخاص؛ أي الإيمان الجازم بوجود خالق قاهر محيي مميت أوجد الأشياء جميعاً مِن عدم؛ وابدع المخلوقات ورزقها وأودع فيها -الحيوانات- غرائزها أو -الأشياء- خصائصها.. فليس كمثله شئ.. وهو -هذا الإسلام- وجد منذ بداية عهد آدم.. وأُخبرت به الأنبياء وتحدث عنه المرسلين إلى أقوامهم إلى أن جاء خاتمهم وآخرهم ومتمم رسالة السماء.. [ .. مُحَمَّدٌ .. رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ .. ]
..
.. وقد استثمرَ -استغل- كثيرٌ مِن الناس هذه الفطرة بطرفيها -المعرفي والتديني- بطرق شتى وأساليب متعددة.. وصارت تجارة رابحة بلا أخلاق.. فقط المكسب باي كيفية كانت!
..
[ 3 ] في سبعينات القرن الماضي كان الأزهر الشريف يرسل بعثته الرمضانية لعديد مِن عواصم العالم والمكونة مِن قارئ للقرآن الكريم بأحكام تجويده؛ وواعظ يرشد الصائم إثناء ركعات صلاة التراويح وهو -أيضا- مرشد ديني/خطيب الجمعة..
.. وفي آحدى الأمسيات الرمضانية سألت سيدة فاضلة في بداية الثمانينات مِن القرن المنصرم مقيمة بفيينا فضيلةَ الواعظ قائلة -بلهجة عامية- له : „ أُلِي يا سيدنا الشيخ ” ... „ هو النبي مَحَمَد ده(!).. كان حنفي(!) ولا شافعي(!!)؟”..
..
هذا نموذج يوضح مدى درجة الوعي العام عند شرائح المجتمع؛ وهذا الفقر في المعلومات الأولية وما هو معلوم بالضرورة.. هذا الواقع استغله تجمع إسلامي(!) أو جماعة/طريقة في تثبيت الأقدام في عمق تلك الشرائح؛ لإشباع غريزة التدين؛ وإعطاء معلومات سطحية عن الدين والحياة والآخرة وعن الغيبيات وكائنات لا ترى بل قصصها مبثوثة في التراث الشعبي؛ مع ملاحظة أن عناصر تلك التجمعات ذات الصبغة الإسلامية وترتدي الوشاح الإسلامي تتحدث بآيات من القرآن الكريم - كُتاب القرية أو مدارس تحفيظ القرآن- إلا أنها لا يمكنها تبيانه؛ لطريقة الحفظ دون الفهم.. وبأحاديث ضعيفة أو موضوعة أو واهية وحكايات لا أساس لها في الوجود.. وللضعف الشديد الطارئ في تبيان معاني الوحي واستظهار المراد مِن الآية أو الحديث؛ والساحة مفتوحة على مصرعيها -بحكم التدين الفطري والغياب المعرفي؛ ويمكنني (الرَّمَادِيُّ) إضافة أمية لُغة الإسلام -عند الكثير- من حيث نطق الكلمة -اللهجات المحلية والعامية الجهوية- أو كتابتها أو موضعها مِن الإعراب في الجملة- يرافق هذا النقل من مصدر مجهول والنشر على صفحات الشبكة العنكبوتية.. وكما يقال : „ كيفما تَتكلم[(*)] تَكتب ”؛ ولتلقي ما يمكن قوله نقلاً (مثال واضح) مِن كتاب : „ إحياء علوم الدين ”؛ لأبي حامد الغزالي؛ ولاقى رواجاً عند العامة وقبولاً عند الوعاظ -وما أكثر ما فيه مِن أحاديث ضعيفة أو موضوعة أو غير -اصلاً- موجودة في الكتب المعتبرة التسعة[(**)] أو المسانيد العشرة- مما استلزم تنقيحه وتخريج أحاديثه فقام الإمام العِراقي[(***)] بتخريج أحاديثه..
وهذا من حيث السنَّة..
أو
الاكتفاء بمختصر التفسير؛ وهذا من حيث فهم وتبيان كلام الله تعالى : القرآن الكريم..
أو
الاكتفاء بشرح كتاب صاحب مذهب من خلال تلميذه..
ثم جاءت
الطامة الكبرى
:
الفصل التام بين ميادين الحياة الإجتماعية المتشعبة كلها وبين أحكام الدين الحنيف.. فصار بيت للعبادة بجواره بيت للدعارة يجاورهما الخمارة.. فنسمع اليوم أن جيش الملكية الهاشمية الأردنية يحارب في حرب غير معلنة تجار المخدرات القادمين من سوريا وتم قتل 20 عنصرا ومصادرة الآف الأطنان من الحشيش وملايين حبات المخدر.. وتجار لبنان يصدرون المخدرات عبر الفواكه والخضروات للملكية السعودية ودول الخليج.. ورواج زراعته في أفغانستان؛ والقات في اليمن.. اضف تلك الفوضى الخلاقة في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان.. وغياب أجهزة الدولة في كل من لبنان وليبيا..
ولعل هذا الواقع يصلح لتعميمه على بقية المناطق كما يصلح لتعميمه على بقية شعوب المنطقة الخضراء(!)؛ بمعنى مَن يسكنها مِن المسلمين؛ وبالتالي حدث -ولا حرج- عن تلك المناطق والتي يسكنها مَن لا يحسن فهم لغة القرآن وإن أحسن[(****)] قراءته؛ ودرجة فقه الأحكام الشرعية عند هؤلاء تكاد تكون مازالت مرتبطة بعصر الإسلام الذهبي كقراءة صحيح البخاري[(*****)] ومسلم - دون شروحهما - وموطأ مالك والأم للشافعي- دون الفقه المالكي أو الشافعي-.. وعدم القدرة على إنزالهما على الواقع المعاش.. فهم يغترفون مما كُتب في القرون الخيرية الأولى دون مراعاة تغيير الأحوال وتطور المسائل بل الواقع المعاش الجديد نفسه.. وهذا ما يمكن وصفه بأنه حالة الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام لذا فالإفتاء محصور منذ زمن هؤلاء الأعاظم.. بل تجرأ جهلة الزوايا بإصدار الفتوى وتفشت الطرق الصوفية وإحياء الموالد بما يصاحبها من فجور ومخالفات شرعية.. وفريق اكتفى بالعمل الخيري المحدود والعبادة الفردية والعمرة الربيعية أو الرجبية أو العَشر الأواخر من رمضان؛ وحج أو نسك والأخلاق الشخصية -على أهميتهم- كما وقع للصوفيَّة عندما استصعبوا مواجهة الواقع فانزَوَوْا عن الناس ورفعوا شعار :" دَعْ الخلق للخالق والملك للمالك".. فتركت رعاية شؤون المسلمين لمن لا دِينَ له ولا خُلق فكانت كارثة الانفصال بين القرآن والسلطان..
..
في هذا المناخ العام..
ووجد الدجاجلة والمشعوذة وصار المناخ صالح لبث الخزعبلات بين الناس والترهات؛ اضف هناك مناطق مغلقة على سكانها لا يعلم أهلها شيئا عن العالم الخارجي؛ ولها عادات وتقاليد وأعراف قد يكون لها أصل مِن قرآن أو سنة(!؟) وفق فهم موروث عن الأجداد!
.. ثم ساعد التعليم الفارغ من المضمون سواء المدني أو الأزهري في تثبيت الوضع المزري.. وإن كانت هناك محاولات لتصحيح المناهج..
..
.. ثم غيَّر الأزهر الشريف خطته فأرسل مَن يقيم أربع سنوات مع مَن يقيم في العاصمة والتنقل بين مدن جمهورية الألب؛ وحين أنتهت مدة بعثة الأول اردف بثان.. وابناء الجيل الأول يعلمون جيداً حيثيات ما حدث..
.. ثم توقفت البعثة الأزهرية منذ نهاية تسعينات القرن الماضي..
.. واسلوب مَن جاء مبتعثاً مِن الأزهر الشريف اعتمد الوعظ والارشاد بطريقة كهنوتية.. كما اعتمد اسلوب خطب المناسبات كــ الهجرة النبوية -في شهر محرم- فمولد المصطفى-ربيع أول- فالعبادة في شهر رجب -أوله ومنتصفه والعمرة فيه-.. فالعبادة في شعبان ومنتصفه.. فالاستعداد لصيام رمضان.. وهو الموسم السنوي.. فزواج -بناء- النبي من عائشة في شوال.. فالحج والعمرة وزيارة قبر الرسول -وليس مسجده- في ذو القعدة.. ثم إعادة السابق وفق المناسبة.. أضف دروس المواسم.. ما جدَّ وزاد تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم -وما أكثرها- ومسلمو الشرق يحتفلون بأعياد ميلاد ابن الآله ببذخ أكثر من ابناء الغرب؛ ومن يحرم التهنئة يعيش وأهله على أموال دافعي الضرائب المسيحيين؛ ومن يأتي من المشرق يأتي لتحصيل علاج طبي في بلاد العم سام.. مما دعا رئيس تونس الحالي إلى كتابة ما يفيد أن إذا قام المسيحيون بذبح أضحية عيد الأضحى وشراء طعام شهر رمضان لصح للمسلمين أن يشتروا شجرة أعياد الميلاد.. واضف احتفالات عيد الأم وعيد الحب ويوم الأب ويوم الطفل.. ويوم المرأة وحقوقها .. وبقية اعياد واحتفالات أيام السنة.. وهؤلاء الوعاظ يقدمون جرعات عن الأخلاق الحميدة.. وإعادة لأحكام الطهارة والوضوء؛ و-استحياء مصطنع- دون الحديث عن أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس.. وفوائد صلاة الجمعة لمن يحضر صلاة الجمعة.. فصارت خطب الجمع والدروس مملة مكررة تسقى من كراسة الوعظ المطبوعة والخطب المعادة.. دون تجديد .. أو ما أطلق عليه ومنذ زمن تجديد الخطاب الديني..
-*/*-
بتوقف بعثة أزهرية .. تقدم .. فتجرأ على منبر رسول الله:
*، . ] هواة الخطابة
كــ
* . *، . ] مَن يعمل سائق تاكسي ليل نهار؛ فمتى يمكنه قراءة وتحضير ومراجعة خطبة جمعة أو درس اسبوعي؛ سوى النقل واللصق مما هو منشور سابقاً
*، . * . ] عاطل عن العمل ومتعايش على المساعدات الإجتماعية في دولة المهجر؛
*، . * . ] خطيب تحت التمرين من تيار سلفي أو يتبع جماعة أو صوفي..
.. على مدار سنوات حدث تمكين وتقوية التمكين ثم تواجد حي مؤثر في الشارع العام.. -في الغرب: تحت بصر وسمع الأجهزة الأمنية سواء الغربية أو العربية- فصارت جماعة/طريقة صوفية آحد الأعمدة القوية داخل المجتمع.. ثم جاء سقوطٌ مدوي لهذا العمود وفضائح مالية وجنسية!
لذا فالسؤال: هل نحن نبحث عن زي خليجي وعباءة سعودية وحَطة رأس عربية أم نبحث عن رجل مثقف متسلح بما يقوله!؟..
هل البحث عن قدرة علمية أم البحث عن شكل ومظهر!؟؟
*، . * .] اَرْزُقي يتعيش مِن تواجده في مصلى..
.. اللافت أن هذه الظاهرة -هواة الخطابة في مصليات- توجد فقط عند المسلمين فلا تجدها عند أتباع المسيحية في بيت عبادتهم؛ فلا تسمع عن قداس الأحد بآحدى التجمعات أو النوادي والقهاوي.. أو صلاة السبت(!)
* . ] وهذا يعود لوجود مصليات أهلية يَسهل إنشاؤها وقانون الدولة النمساوية يوفر الغطاء الشرعي (القانوني لتلك التجمعات الدينية(!)).. مما دعى وزير خارجية النمسا -آنذاك- "كورتس" أن يعرض فكرة إنشاء معهد ديني لتخريج الائمة -وعاظ سلطان الإمبراطورية- وفشلت الفكرة لعدم توفر الغطاء المالي..
* . ] دخول الدجل والشعوذة على خط التدين الفطري وغياب المعلومة المعرفية الصحيحة؛ وعند وجود حالات مرضية نفسية أو عضوية استعصيت على العلم الطبي والدوائي الحديث في علاجها؛ فطفح على سطح تدني الوعي العام -الديني والعلمي والتخصصي- : التداوي ببعض آيات القرآن؛ والتداوي بعسل النحل وزيت الزيتون والحجامة[(******)].. والمشكلة برزت في العلن على أيدي مَن ليسوا من أهل العلم والتخصص ولكن على لسان مَن تلقى تعليما متواضعاً ناسب ذلك وجود دروشة عند البعض وجهل على الكثيرين[(*******)]
* .] خدام المصليات؛
* .] رواد المصليات..
.. يختلف خادم المصلى عن مَن يتردد على المصلى لآداء فرض أو نافلة؛ فقد يكون خادم المصلى من باب الوجاهة الإجتماعية وبروزه أمام الناس؛ أو من الاسترزاق والتكسب؛ أما مَن يتردد على مصلى بعينه ولا يذهب لغيره مِن المصليات فلعل هذا يعود إلى الخط الأساسي الذي يسير عليه إمام المصلى واسلوبه في إلقاء وتحبيشة الخطبة والقدرة على التاثير في مستمعيه سواء بتعلية وخفض الصوت أو البكاء أو إفتعال البكاء.. أو لقرب المكان مِن بيته أو مِن مكان عمله؛ أو صادفته قدماه إلى هذا المصلى.. أو عضو في الجمعية العمومية أو يعتبر نفسه آحد اركان المصلى.. فيعلق عباءته على حائط المصلى كمن يقف أمام حائط المبكى أو مَن يعتاد سماع خطبة فلان مِن الناس.. وقد اصيبت شريحة عريضة من الرواد بما أسميه :" انتشار الشكوك في سلامة وقدرة الخطيب الكهنوتي على قيادة الناس في عالم مختلف. ". إذ أن بعضهم يمكنه سماع خطبة الحرم المكي أو المدني أو خطيب دولته الأصلية على محموله والخطيب الفييناوي يتكلم ؟..
فتراجع دور مِصر في وسط العالم العربي بحكم الجغرافيا.. كما تراجع دورها وسط العالم الإسلام بحكم الأزهر والمقامات.. وتراجعت وسط العالم المسيحي الشرقي وأخيراً فشل لقاء بابا الفاتكان مع بابا الإسكندرية..
-*//*-
أعود (الرَّمَادِيُ) إلى خريطة مصالح التجمع المِصري في النمسا !؟؟
ينبغي الاستفادة من :
* . ] أهل التخصص العلمي وأهل العلم؛ ومراعاة كيفية الاستفادة منهم؛
لغياب أهل العلم :
* . ] دخل عنصر نسائي[(*******)] لفراغ الساحة من أهل العلم والتخصص؛ إما على شاكلة زوجها؛ وإما لغيابه أو ضعفه تقوم بالدور.
* .] نتيجة التكنولوجيا الحديثة دخل في الصف عنوة مَن يرسل عبر الشبكة العنكبوتية رسائل دينية وعلمية غالبها ينقصه الدقة أو التحقيق والتدقيق..
.. ثم استحدثت التجارة السياحية الدينية: الحج والعمرة الموسمية -عمرة المولد (ربيع)؛ عمرة رجب؛ عمرة رمضان وتقسم إلى ثلاثة عشريات : العَشر الأُول بسعر والعشر الوسطى بسعر والعشر الأواخر بما فيها ليلة القدر- بثمن آخر.. كما استحدث المرشد الديني على غرار المرشد السياحي..
فصار إسلام الناس مصالح ومنافع وارزاق ووجاهة إجتماعية وزي يستورد من الحجاز .. بعد أن كان علم وفقه وتقوى
.. يواجهنا..
: « الإسلام العائم » ؛
اصيبت الأمة الإسلامية بمجموعها على ايدي أبناءها الجهلة في مقتل ببروز كتابات واطروحات وجماعات وفرق وطوائف وخطب ودروس يصلح تسميتها بــ
: « الإسلام العائم » ..
ذلك الإسلام الذي ليس له جذور شرعية ولا أدلة قطعية؛ والذي متحدثه يعلن أنه مِن المسلمين ولكنه خال الوفاض مِن مبادئ وأحكام الإسلام وتعاليمه فقشرته إسلامية بيد أن المضمون تشكيلة غريبة من مبادئ مغايرة ومعارضة للإسلام نفسه؛ كمن تحدث عن : „ الشورقراطية ”؛ فهي ليس شورى أو مشورة وليست ديموقراطية ولكنها خليط
ولعل هذا أراح حكومات دول بعينها؛ إلى أن جاءت الطامة الكبرى.. دماء أبرياء في الطريق العام.. ومغادرة (هجرة) شباب وصبايا إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام؛ المعروفة إعلامياً بــ"داعش"؛ ويوجد مثال صارخ كــ "عروس داعش" فقدت عذريتها.. ثم فقدت مَن تناوب على جسدها مقتولاً.. ثم فقدت مَن افرزه رحمها مِن مني عدة رجال.. ثم فقدت جنسيتها البريطانية المكتسبة.. ثم رفضت بلدها -بنجلادِش- الأصلي استقبالها.. ثم صارت لاجئة.. خلعت الحجاب والنقاب بعد أن خلعت كل ما يمكن لـــ فتاة عذراء خلعه..
واتساءل سؤال البلهاء: مَن المسؤول عن أمثال هؤلاء..
وقبل ذلك تعاونت حكومات ورؤساء مع تنظيمات وجماعات لطخت اصابعها بدماء ابرياء لأغراض سياسية.. وهذه الجزئية تحتاج لــ تفصيل!
ثم قُتل رجل العلم والإيمان(!) بأيدي أبنائه -كما قال قبلها:" ابنائي لن يقتلوني- ورفض ارتداء السترة الوقائية من الرصاص..
.. ثم تمكن تنظيم بعينه مِن أعتلاء كرسي الحكومة أو مقعد الرئاسة في عدة دول.. فخسر خسارة فادحة.. بيد أنه تبقى مَن أقسم ولاء الطاعة أو مَن يُطلق عليهم المؤيدين -مناصر.. داعم (Sympathisant.. ) منتفع- وإن لم يكونوا أعضاء..
-*//*-
نتيجة لهذا الواقع المزري أعادت حكومات النظر فيما تقدمه لأمثال هؤلاء من دعم سياسي أو مالي..
.. ومنذ حين نقف جميعاً عند إشكالية :« اليوم التالي » ماذا يمكننا أن نعمل فيه وهذا يعود لعدم وجود هدف واضح أو خطة ذات أركان والرهبة من التفاصيل أو الحديث عنها!
فما هي توجهات المستقبل![/COLOR]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
[(*)] في آحدى المدارس الرسمية كتب تلميذ : „ Vatter ”؛ يعني الأب؛ قياساً على : « „ Mutter ” » الأم؛ والصواب: „ Vater ”..
و
آحد ابناء الخليح مزح مع صاحب المقال ذات مرة فقال لي : أم كلثوم -كوكب الشرق- لا تحسن العربية لأنه تقول : „ زكريات ”؛ واصل الكلمة : „ ذكريات ”؛ وقس على ذلك حروف : „ ث ” تنطق : „ س ”؛ „ ذ ” تنطق : „ ز ”: „ ظ ” : „ ق ” تتشابه مع: „ ك ”
[(**)] ما يلي ما أُصطلح عليه باسم "الكتب التسعة ومؤلفوها:
- صحيح البخاري وقد جمعه الإمام البخاري، المتوفى سنة 256هـ.
- صحيح مسلم وقد جمعه الإمام مسلم، المتوفى سنة 261هـ.
- سنن أبي داود وقد جمعها الإمام أبوداود، المتوفى سنة 275هـ.
- سنن الترمذي، وقد جمعها الإمام الترمذي، المتوفى سنة 279هـ.
- سنن النسائي، وقد جمعها الإمام النسائي، المتوفى سنة 303هـ.
- سنن ابن ماجه، وقد جمعها الإمام ابن ماجه، المتوفى سنة 273هـ.
- مسند أحمد، وقد جمعه الإمام أحمد، المتوفى سنة 241هـ.
- موطأ مالك، وقد جمعه الإمام مالك، المتوفى سنة 179هـ.
- سنن الدارمي، وقد جمعها الإمام الدارمي، المتوفى سنة 255هـ.
حسب سنة الوفاة:
- موطأ مالك، المتوفى سنة 179هـ.
- مسند أحمد، المتوفى سنة 241هـ.
- سنن الدارمي، المتوفى سنة 255هـ.
- صحيح البخاري، المتوفى سنة 256هـ.
- صحيح مسلم، المتوفى سنة 261هـ.
- سنن ابن ماجه، المتوفى سنة 273هـ.
- سنن أبي داود، المتوفى سنة 275هـ.
- سنن الترمذي، المتوفى سنة 279هـ.
- سنن النَسّائي، المتوفى سنة 303هـ.
[(***)] تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعِراقي وابن السبكي والزبيدي؛ استِخرَاج: أبي عبداللَّه مَحمُود بِن مُحَمّد الحَدّاد .
[(****)] أخبرني ماجستير الحناوي -ولعله تحصل على درجة الدكتوراه؛ واتمنى له مزيداً من النجاح والتوفيق؛ فهو من الشباب الواعد- أخبرني زمن التأهيل التعليمي لمدرسي مادة الدين الإسلامي.. بأنه في وقت تعليمه الإلزامي -الإبتدائي- بآحدىظ° مدارس فيينا-العاصمة توقف عن حضور درس الدين الإسلامي.. إذ أن معلمه كان يحفظه سورة الإخلاص بقوله :"كُل هُفَا الله أهد".. والمدرس تم تعينه من قِبل الهيئة الرسمية الدينية!.
[(*****)] الشاعر الرصافي العِراقي تكلم مع سلطان تركيا زمن الخلافة العثمانية بقوله :" السفن تسير بالبخار ولا تسير بالبخاري".. إذ كان وعاظ السلطان التركي يقراءون صحيح البخاري من باب " البركة " على السفن الحربية قبل نزولها إلى مياه البحر لتسير!
[(******)] في آحدى المصليات البوسنية تقدم آحدهم(مصري؛ وآخر سوري)- يحمل شهادة تعليمية متوسطة - بإقامة حلقة حجامة بين صلاة المغرب والعشاء بنفس الموسى.. فما كان من صاحب هذا المقال إلا أن نبه أن الحجامة يجب أن تكون على أيدي متخصص وليس هاوٍ.. فما كان إلا أن ارادوا تصفية معنوية فقام جاهل آخر بعرض قصة كاذبة بأن صاحب هذا المقال يلعب في كازينو بــ براتِسلافا ومعه امرأة شقراء؛ فما كان إلا أن نُشر الخبر الكاذب فذهبتْ آحداهن إلى الوالدة ونبهتها بأن ولدها يلعب القمار في كازينو وحرام صرف المال في مفسدة.. وذلك لتصفيته معنوياً.
[(********)] عَلمَ فلان بعزم علان على آدا الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي فما كان من فلان إلا أنه كلف نفسه وزوجته بالقدوم لزيارة مفاجأة دون سابق معرفة كي يُعلم علان أحكام الحج والعمرة؛ فارادت زوجة علان أن تقدم ضيافة لفلان وزوجته فنادت مِن خلف الباب:" يا علان حضر شايــــــــ (!) ... ".. فما كان من زوجة فلان إلا أنها قالت:" لا تتحدثي بصوتك.. زوجي فلان لا يصح له ولا يجوز لكِ أن تسمعيه صوتك.. صوتك عورة" ..ثم اضافت :" .. والذهب إللي في يدك ورقبتك وذراعك ذهب محلق لا يجوز لبسه".. القصة مختصرة!
* . ] ما استدل به من أحداث ما زال اصحابها على قيد الحياة!
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى) *
المقال الأول : تجمع .. الشلة
المقال الثاني : شلة التجمع
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
‏السبت‏، 18‏ رجب‏، 1443هــ ~ ‏19‏ فبراير‏، 2022م