ابو الوليد البتار
16 / 08 / 2009, 56 : 04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى ج: 8 ص: 94
و لهذا لا يجيء في كلام الله تعالى و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم إضافة الشر و حده إلى الله
بل لا يذكر الشر إلا على أحد و جوه ثلاثة إما أن يدخل في عموم المخلوقات فإنه إذا دخل في
العموم أفاد عموم القدرة و المشيئة و الخلق و تضمن ما اشتمل عليه من حكمة تتعلق بالعموم و
إما أن يضاف إلى السبب الفاعل و إما أن يحذف فاعله فالأول كقوله تعالى الله خالق كل شيء و
نحو ذلك و من هذا الباب أسماء الله المقترنة كالمعطي المانع و الضار النافع المعز المذل الخافض
الرافع فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه و لا الضار عن قربنه لأن اقترانهما يدل على العموم و ثم ما
في الوجود من رحمة و نفع و مصلحة فهو من فضله تعالى و ما في الوجود من غير ذلك فهو من
عدله فكل نعمة منه فضل و ثم نقمة منه عدل كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم
أنه قال يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و
الأرض فإنه لم يغض ما في يمينه و بيده الأخرى القسط يخفض و يرفع فأخبر أن يده اليمنى فيها
الإحسان إلى الخلق و يده الأخرى فيها العدل و الميزان الذي به يخفض و يرفع ، فخفضه و رفعه
من عدله و إحسانه إلى خلقه من فضله وأما حذف الفاعل فمثل قول الجن و انا لا ندري
أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا و قوله تعالى في سورة الفاتحة صراط الذين أنعمت
عليهم غيرالمغضوب عليهم و لا الضالين و نحو ذلك و إضافته إلى السبب كقوله من شر ما
خلق و قوله فأردت أن أعيبها مع قوله فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما و قوله
تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك و قوله ربنا ظلمنا أنفسنا و
قوله تعالى أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم و أمثال
ذلك ولهذا ليس من أسماء الله الحسنى أسم يتضمن الشر و إنما يذكر الشر في مفعولاته كقوله
نبىء عبادي إني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم و قوله إن ربك لسريع العقاب و
أنه لغفور رحيم و قوله اعلموا أن الله شديد العقاب و أنه لغفور رحيم و قوله إن بطش ربك
لشديد أنه هو يبدىء و يعيد و هو الغفور الودود فبين سبحانه أن بطشه شديد و أنه هو الغفور
الودود (واسم المنتقم ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة) عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما
جاء في القرآن مقيدا كقوله تعالى أنا من المجرمين منتقمون و قوله إن الله عزيز ذو انتقام و ثم الذي
في عدد الأسماء اللحسنى الذى يذكر فيه المنتقم فذكر في سياقه البر التواب المنتقم العفو الرؤوف
ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبى صلى الله عليه و سلم .
بل هذا ذكره الوليد إبن
مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه و لهذ لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة
إلا الترمذى رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق و رواه غيره بإختلاف في الأسماء و في ترتيبها
يبين أنه ليس من كلام النبى صلى الله عليه و سلم و سائر من روى هذا ثم عن أبى هريرة ثم عن
الأعرج ثم عن أبى الزناد لم يذكروا أعيان الأسماء بل ذكروا قوله صلى الله عليه و سلم إن لله
تسعة و تسعين إسما مائة إلا و احدا من أحصاها دخل الجنة و هكذا أخرجه أهل الصحيح
كالبخارى و مسلم و غيرهما و لكن روي عدد الأسماء من طريق أخرى من حديث محمد بن
سيرين عن أبى هريرة و رواه إبن ماجه و إسناده ضعيف يعلم أهل ثم أنه ليس من كلام النبى صلى
الله عليه و سلم و ليس في عدد الأسماء الحسنى عن النبى صلى الله عليه و سلم إلا هذان الحديثان
قال الشيخ بن عثيميين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد ج1 / 255
قوله: "من شر ما خلق"، أي : من شر الذي خلق ، لأن الله خلق كل شيء : الخير والشر ، ولكن الشر لا ينسب إليه ، لأنه خلق الشر لحكمة ، فعاد بهذه الحكمة خيرا ً، فكان خيراً .
وليس كل ما خلق الله فيه شر ، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر .
لأن مخلوقات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي :
1- شر محض ، كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما ، أما باعتبار الحكمة التي خلقهما الله من أجلها ، فهي خير .
2- خير محض ، كالجنة ، والرسل ، والملائكة .
3- فيه شر وخير ، كالإنس ، والجن ، والحيوان .
وأنت إنما تستعيذ من شر ما فيه شر .
وفي الحديث: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" ، وهنا استعاذ بعزة الله وقدرته ، ولم يستعذ بالله ، والعزة والقدرة من صفات الله ، وهي ليست مخلوقة .
ولهذا يجوز القسم بالله وبصفاته ، لأنها غير مخلوقة .
أما القسم بالآيات :
- فإن أراد الآيات الشرعية ، فجائز .
- وإن أراد الآيات الكونية ، فغير جائز .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى ج: 8 ص: 94
و لهذا لا يجيء في كلام الله تعالى و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم إضافة الشر و حده إلى الله
بل لا يذكر الشر إلا على أحد و جوه ثلاثة إما أن يدخل في عموم المخلوقات فإنه إذا دخل في
العموم أفاد عموم القدرة و المشيئة و الخلق و تضمن ما اشتمل عليه من حكمة تتعلق بالعموم و
إما أن يضاف إلى السبب الفاعل و إما أن يحذف فاعله فالأول كقوله تعالى الله خالق كل شيء و
نحو ذلك و من هذا الباب أسماء الله المقترنة كالمعطي المانع و الضار النافع المعز المذل الخافض
الرافع فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه و لا الضار عن قربنه لأن اقترانهما يدل على العموم و ثم ما
في الوجود من رحمة و نفع و مصلحة فهو من فضله تعالى و ما في الوجود من غير ذلك فهو من
عدله فكل نعمة منه فضل و ثم نقمة منه عدل كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم
أنه قال يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و
الأرض فإنه لم يغض ما في يمينه و بيده الأخرى القسط يخفض و يرفع فأخبر أن يده اليمنى فيها
الإحسان إلى الخلق و يده الأخرى فيها العدل و الميزان الذي به يخفض و يرفع ، فخفضه و رفعه
من عدله و إحسانه إلى خلقه من فضله وأما حذف الفاعل فمثل قول الجن و انا لا ندري
أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا و قوله تعالى في سورة الفاتحة صراط الذين أنعمت
عليهم غيرالمغضوب عليهم و لا الضالين و نحو ذلك و إضافته إلى السبب كقوله من شر ما
خلق و قوله فأردت أن أعيبها مع قوله فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما و قوله
تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك و قوله ربنا ظلمنا أنفسنا و
قوله تعالى أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم و أمثال
ذلك ولهذا ليس من أسماء الله الحسنى أسم يتضمن الشر و إنما يذكر الشر في مفعولاته كقوله
نبىء عبادي إني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم و قوله إن ربك لسريع العقاب و
أنه لغفور رحيم و قوله اعلموا أن الله شديد العقاب و أنه لغفور رحيم و قوله إن بطش ربك
لشديد أنه هو يبدىء و يعيد و هو الغفور الودود فبين سبحانه أن بطشه شديد و أنه هو الغفور
الودود (واسم المنتقم ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة) عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما
جاء في القرآن مقيدا كقوله تعالى أنا من المجرمين منتقمون و قوله إن الله عزيز ذو انتقام و ثم الذي
في عدد الأسماء اللحسنى الذى يذكر فيه المنتقم فذكر في سياقه البر التواب المنتقم العفو الرؤوف
ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبى صلى الله عليه و سلم .
بل هذا ذكره الوليد إبن
مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه و لهذ لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة
إلا الترمذى رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق و رواه غيره بإختلاف في الأسماء و في ترتيبها
يبين أنه ليس من كلام النبى صلى الله عليه و سلم و سائر من روى هذا ثم عن أبى هريرة ثم عن
الأعرج ثم عن أبى الزناد لم يذكروا أعيان الأسماء بل ذكروا قوله صلى الله عليه و سلم إن لله
تسعة و تسعين إسما مائة إلا و احدا من أحصاها دخل الجنة و هكذا أخرجه أهل الصحيح
كالبخارى و مسلم و غيرهما و لكن روي عدد الأسماء من طريق أخرى من حديث محمد بن
سيرين عن أبى هريرة و رواه إبن ماجه و إسناده ضعيف يعلم أهل ثم أنه ليس من كلام النبى صلى
الله عليه و سلم و ليس في عدد الأسماء الحسنى عن النبى صلى الله عليه و سلم إلا هذان الحديثان
قال الشيخ بن عثيميين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد ج1 / 255
قوله: "من شر ما خلق"، أي : من شر الذي خلق ، لأن الله خلق كل شيء : الخير والشر ، ولكن الشر لا ينسب إليه ، لأنه خلق الشر لحكمة ، فعاد بهذه الحكمة خيرا ً، فكان خيراً .
وليس كل ما خلق الله فيه شر ، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر .
لأن مخلوقات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي :
1- شر محض ، كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما ، أما باعتبار الحكمة التي خلقهما الله من أجلها ، فهي خير .
2- خير محض ، كالجنة ، والرسل ، والملائكة .
3- فيه شر وخير ، كالإنس ، والجن ، والحيوان .
وأنت إنما تستعيذ من شر ما فيه شر .
وفي الحديث: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" ، وهنا استعاذ بعزة الله وقدرته ، ولم يستعذ بالله ، والعزة والقدرة من صفات الله ، وهي ليست مخلوقة .
ولهذا يجوز القسم بالله وبصفاته ، لأنها غير مخلوقة .
أما القسم بالآيات :
- فإن أراد الآيات الشرعية ، فجائز .
- وإن أراد الآيات الكونية ، فغير جائز .