شريف حمدان
29 / 12 / 2013, 27 : 03 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست
بعد حادثه الافك
أبو بكر يمتنع عن الإنفاق على مسطح
ورجوعه عن ذلك
فلما نزل هذا في عائشة ،
وفيمن قال لها ما قال ،
قال أبو بكر ،
وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته :
والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ،
ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة ،
وأدخل علينا ؛
قالت :
فأنزل الله في ذلك
( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى
والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ،
وليعفوا وليصفحوا ،
ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، والله غفور رحيم ) .
تفسير ابن هشام لبعض ألفاظ القرآن
قال ابن هشام :
يقال : كِبرْه وكُبرْه في الرواية ،
وأما في القرآن فكِبره بالكسر .
قال ابن هشام :
( ولا يأتل أولوا الفضل منكم )
ولا يألُ أولوا الفضل منكم .
قال امرؤ القيس بن حجر الكندي :
ألا رب خصم فيك ألوى رددتُه * نصيح على تَعْذاله غير مؤتل
وهذا البيت في قصيدة له ؛
ويقال :
ولا يأتلِ أولوا الفضل :
ولا يحلف أولوا الفضل ،
وهو قول الحسن بن أبي الحسن البصري ،
فيما بلغنا عنه .
وفي كتاب الله تعالى :
( للذين يؤلون من نسائهم )
وهو من الألية ،
والألية :
اليمين .
قال حسَّان بن ثابت :
آليت ما في جميع الناس مجتهدا * مني أليَّة بر غير إفناد
فمعنى :
أن يؤتوا في هذا المذهب :
أن لا يؤتوا ،
وفي كتاب الله عز وجل :
( يبين الله لكم أن تضلوا )
يريد : أن لا تضلوا ؛
( ويمسك السماء أن تقع على الأرض )
يريد أن لا تقع على الأرض ،
وقال ابن مفرغ الحميري :
لا ذعرتُ السوام في وضح الصبـ * ــح مغيرا ولا دُعيت يزيدا
يوم أُعطى مخافة الموت ضيما * والمنايا يرصُدْنني أن أحيدا
يريد : أن لا أحيد ؛ وهذان البيتان في أبيات له .
قال ابن إسحاق :
قالت :
فقال أبو بكر :
بلى والله ،
إني لأحب أن يغفر الله لي ،
فرجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه ،
وقال :
والله لا أنزعها منه أبدا .
صفوان يحاول قتل حسَّان
قال ابن إسحاق :
ثم إن صفوان بن المعطَّل اعترض حسَّان بن ثابت بالسيف ،
حين بلغه ما كان يقول فيه ،
وقد كان حسَّان قال شعرا مع ذلك يعرّض بابن المعطل فيه ،
وبمن أسلم من العرب من مضر ،
فقال :
أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا * وابن الفُريعة أمسى بيضة البلد
قد ثكلت أمه من كنت صاحبه * أو كان منتشبا في بُرْثن الأسد
ما لقتيلي الذي أغدو فآخذه * من دية فيه يُعطاها ولا قود
ما البحر حين تهب الريح شامية * فيغطَئِلُّ ويرمي العِبر بالزبد
يوما بأغلب مني حين تبصرني * مِلْغَيْظ أفري كفري العارض البرد
أما قريش فإني لن أسالمهم * حتى يُنيبوا من الغيَّات للرشد
ويتركوا اللات والعزى بمعزلة * ويسجدوا كلهم للواحد الصمد
ويشهدوا أن ما قال الرسول لهم * حق ويوفوا بعهد الله والوُكُدِ
فاعترضه صفوان بن المعطل ،
فضربه بالسيف ،
ثم قال - كما حدثني يعقوب بن عتبة - :
تلقَّ ذُباب السيف عني فإنني * غلام إذا هُوجيت لست بشاعر
قال ابن إسحاق :
وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي :
أن ثابت بن قيس بن الشماس وثب على صفوان بن المعطل
، حين ضرب حسَّان ،
فجمع يديه إلى عنقه بحبل ،
ثم انطلق به إلى دار بني الحارث ابن الخزرج ؛
فلقيه عبدالله بن رواحة
، فقال :
ما هذا ؟
قال :
أما أعجبك ضرب حسَّان بالسيف !
والله ما أراه إلا قد قتله ؛
قال له عبدالله بن رواحة
: هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء مما صنعت ؟
قال :
لا والله ؛
قال :
لقد اجترأت ،
أطلق الرجل ،
فأطلقه ،
ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فذكروا ذلك له ،
فدعا حسَّان وصفوان بن المعطل ؛
فقال ابن المعطل :
يا رسول الله ،
آذاني وهجاني ،
فاحتملني الغضب ،
فضربته ؛
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسَّان :
أحسن يا حسَّان ،
أَتشوَّهتَ على قومي أن هداهم الله للإسلام ،
ثم قال :
أحسن يا حسَّان في الذي أصابك ؛
قال :
هي لك يا رسول الله .
قال ابن هشام : ويقال : أبعد أن هداكم الله للإسلام .
قال ابن إسحاق :
فحدثني محمد بن إبراهيم :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه عوضا منها بيرحاء ،
وهي قصر بني حُديلة اليوم بالمدينة ،
وكانت مالا لأبي طلحة بن سهل
تصدق بها على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حسَّان في ضربته ،
وأعطاه سيرين ، أمة قبطية ،
فولدت له عبدالرحمن ابن حسَّان ،
قالت :
وكانت عائشة تقول :
لقد سئل عن ابن المعطل ،
فوجدوه رجلا حصورا ،
ما يأتي النساء ،
ثم قتل بعد ذلك شهيدا .
قال حسَّان بن ثابت
يعتذر من الذي كان قال في شأن عائشة رضي الله عنها :
حصان رزان ما تُزَنّ بريبة * وتصبح غَرْثَى من لحوم الغوافل
عقيلة حي من لؤي بن غالب * كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طيب الله خِيمها * وطهَّرها من كل سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم * فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي * لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس كلهم * تقاصر عنه سورة المتطاول
فإن الذي قد قيل ليس بلائط * ولكنه قول امرىء بي ماحل
قال ابن هشام :
بيته :
( عقيلة حي )
والذي بعده ،
وبيته :
( له رتب عال )
عن أبي زيد الأنصاري .
قال ابن هشام :
وحدثني أبو عبيدة :
أن امرأة مدحت بنت حسَّان بن ثابت عند عائشة ،
فقالت :
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت عائشة : لكن أبوها .
شعر في هجاء حسان و مسطح
قال ابن إسحاق :
وقال قائل من المسلمين في ضرب حسَّان وأصحابه في فريتهم على عائشة
قال ابن هشام :
في ضرب حسَّان وصاحبيه - :
لقد ذاق حسَّان الذي كان أهله * وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم * وسخطة ذي العرش الكريم فأُترحوا
وآذوا رسول الله فيها فجُلِّلوا * مخازي تبقى عُمِّموها وفُضِّحوا
وصُبَّت عليهم محُصدات كأنها * شآبيب قطر من ذرا المزن تسفح
ولا تنسونا بصالح الدعاء
http://up.ahlalalm.info/photo2/azz10534.gif
احبتي في الله
غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست
بعد حادثه الافك
أبو بكر يمتنع عن الإنفاق على مسطح
ورجوعه عن ذلك
فلما نزل هذا في عائشة ،
وفيمن قال لها ما قال ،
قال أبو بكر ،
وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته :
والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ،
ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة ،
وأدخل علينا ؛
قالت :
فأنزل الله في ذلك
( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى
والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ،
وليعفوا وليصفحوا ،
ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، والله غفور رحيم ) .
تفسير ابن هشام لبعض ألفاظ القرآن
قال ابن هشام :
يقال : كِبرْه وكُبرْه في الرواية ،
وأما في القرآن فكِبره بالكسر .
قال ابن هشام :
( ولا يأتل أولوا الفضل منكم )
ولا يألُ أولوا الفضل منكم .
قال امرؤ القيس بن حجر الكندي :
ألا رب خصم فيك ألوى رددتُه * نصيح على تَعْذاله غير مؤتل
وهذا البيت في قصيدة له ؛
ويقال :
ولا يأتلِ أولوا الفضل :
ولا يحلف أولوا الفضل ،
وهو قول الحسن بن أبي الحسن البصري ،
فيما بلغنا عنه .
وفي كتاب الله تعالى :
( للذين يؤلون من نسائهم )
وهو من الألية ،
والألية :
اليمين .
قال حسَّان بن ثابت :
آليت ما في جميع الناس مجتهدا * مني أليَّة بر غير إفناد
فمعنى :
أن يؤتوا في هذا المذهب :
أن لا يؤتوا ،
وفي كتاب الله عز وجل :
( يبين الله لكم أن تضلوا )
يريد : أن لا تضلوا ؛
( ويمسك السماء أن تقع على الأرض )
يريد أن لا تقع على الأرض ،
وقال ابن مفرغ الحميري :
لا ذعرتُ السوام في وضح الصبـ * ــح مغيرا ولا دُعيت يزيدا
يوم أُعطى مخافة الموت ضيما * والمنايا يرصُدْنني أن أحيدا
يريد : أن لا أحيد ؛ وهذان البيتان في أبيات له .
قال ابن إسحاق :
قالت :
فقال أبو بكر :
بلى والله ،
إني لأحب أن يغفر الله لي ،
فرجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه ،
وقال :
والله لا أنزعها منه أبدا .
صفوان يحاول قتل حسَّان
قال ابن إسحاق :
ثم إن صفوان بن المعطَّل اعترض حسَّان بن ثابت بالسيف ،
حين بلغه ما كان يقول فيه ،
وقد كان حسَّان قال شعرا مع ذلك يعرّض بابن المعطل فيه ،
وبمن أسلم من العرب من مضر ،
فقال :
أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا * وابن الفُريعة أمسى بيضة البلد
قد ثكلت أمه من كنت صاحبه * أو كان منتشبا في بُرْثن الأسد
ما لقتيلي الذي أغدو فآخذه * من دية فيه يُعطاها ولا قود
ما البحر حين تهب الريح شامية * فيغطَئِلُّ ويرمي العِبر بالزبد
يوما بأغلب مني حين تبصرني * مِلْغَيْظ أفري كفري العارض البرد
أما قريش فإني لن أسالمهم * حتى يُنيبوا من الغيَّات للرشد
ويتركوا اللات والعزى بمعزلة * ويسجدوا كلهم للواحد الصمد
ويشهدوا أن ما قال الرسول لهم * حق ويوفوا بعهد الله والوُكُدِ
فاعترضه صفوان بن المعطل ،
فضربه بالسيف ،
ثم قال - كما حدثني يعقوب بن عتبة - :
تلقَّ ذُباب السيف عني فإنني * غلام إذا هُوجيت لست بشاعر
قال ابن إسحاق :
وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي :
أن ثابت بن قيس بن الشماس وثب على صفوان بن المعطل
، حين ضرب حسَّان ،
فجمع يديه إلى عنقه بحبل ،
ثم انطلق به إلى دار بني الحارث ابن الخزرج ؛
فلقيه عبدالله بن رواحة
، فقال :
ما هذا ؟
قال :
أما أعجبك ضرب حسَّان بالسيف !
والله ما أراه إلا قد قتله ؛
قال له عبدالله بن رواحة
: هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء مما صنعت ؟
قال :
لا والله ؛
قال :
لقد اجترأت ،
أطلق الرجل ،
فأطلقه ،
ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فذكروا ذلك له ،
فدعا حسَّان وصفوان بن المعطل ؛
فقال ابن المعطل :
يا رسول الله ،
آذاني وهجاني ،
فاحتملني الغضب ،
فضربته ؛
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسَّان :
أحسن يا حسَّان ،
أَتشوَّهتَ على قومي أن هداهم الله للإسلام ،
ثم قال :
أحسن يا حسَّان في الذي أصابك ؛
قال :
هي لك يا رسول الله .
قال ابن هشام : ويقال : أبعد أن هداكم الله للإسلام .
قال ابن إسحاق :
فحدثني محمد بن إبراهيم :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه عوضا منها بيرحاء ،
وهي قصر بني حُديلة اليوم بالمدينة ،
وكانت مالا لأبي طلحة بن سهل
تصدق بها على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حسَّان في ضربته ،
وأعطاه سيرين ، أمة قبطية ،
فولدت له عبدالرحمن ابن حسَّان ،
قالت :
وكانت عائشة تقول :
لقد سئل عن ابن المعطل ،
فوجدوه رجلا حصورا ،
ما يأتي النساء ،
ثم قتل بعد ذلك شهيدا .
قال حسَّان بن ثابت
يعتذر من الذي كان قال في شأن عائشة رضي الله عنها :
حصان رزان ما تُزَنّ بريبة * وتصبح غَرْثَى من لحوم الغوافل
عقيلة حي من لؤي بن غالب * كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طيب الله خِيمها * وطهَّرها من كل سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم * فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي * لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس كلهم * تقاصر عنه سورة المتطاول
فإن الذي قد قيل ليس بلائط * ولكنه قول امرىء بي ماحل
قال ابن هشام :
بيته :
( عقيلة حي )
والذي بعده ،
وبيته :
( له رتب عال )
عن أبي زيد الأنصاري .
قال ابن هشام :
وحدثني أبو عبيدة :
أن امرأة مدحت بنت حسَّان بن ثابت عند عائشة ،
فقالت :
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت عائشة : لكن أبوها .
شعر في هجاء حسان و مسطح
قال ابن إسحاق :
وقال قائل من المسلمين في ضرب حسَّان وأصحابه في فريتهم على عائشة
قال ابن هشام :
في ضرب حسَّان وصاحبيه - :
لقد ذاق حسَّان الذي كان أهله * وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم * وسخطة ذي العرش الكريم فأُترحوا
وآذوا رسول الله فيها فجُلِّلوا * مخازي تبقى عُمِّموها وفُضِّحوا
وصُبَّت عليهم محُصدات كأنها * شآبيب قطر من ذرا المزن تسفح
ولا تنسونا بصالح الدعاء
http://up.ahlalalm.info/photo2/azz10534.gif