ايها الاخوة هذا الزجر اتاهم من الذي وصفه الله بالين فقد قال تعالى فيه (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ) واكتفي بهذا من السنة واما من سير السلف فحدث ولا حرج ولكن لاختصار الكلام ساذكر اثر واحد عن بن مسعود رضي الله تعالى عنه وفيه ان ابا موسى اتاه وقال له ياابى عبدالرحمن اناس من المسلمين مجتمعين على الذكر بطريقة لم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال له بن مسعود وهل انكرت عليهم قال لا ولكني اريد مشورتك قال بن مسعود فذهبنا أي هو وابو موسى وبعض من كانوا حاضرين فاتوا القوم وهم حلق داخل المسجد يسبحون الله ويكبرونه ويعظمونه بصوت جماعي فوقف عليهم بن مسعود وقال مابالكم تفعلون هذا قالوا يابى عبد الرحمن ما نفعل الا خير ومانريد الا الاجر قال لهم وبشدة كم من مريداً للخير ما حصله وكم من باغياً للاجر ماادركه الخير فيما اختاره الله ورسوله لافيما املته عليكم عقولكم هذه انية الرسول لم تكسر وهذه ثيابه لم تبلى اما انكم اهل دين جديد او انكم مفتتحي باب ضلالة . قال الراوي والله وقد رايت من هئؤلاء من يقاتلنا في النهروان مع الخوارج . فانظروا بارك الله فيكم كيف بدت فتنة الخوارج من ابسط مخالفه لو انكر اليوم على احد عمل يظهر للناس انه خير لكنه خلاف للسنة لرايت الناس يشنون الاتهامات على هذا المنكر للمخالفه لماذا؟ لان الناس جاهلين بمنهج السلف والا لو تتبعنا الاثار لطال بنا المقام .
المهم يا أخوه ان قاعدة ( نتفق فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه ) قاعدة باطلة بل لابد من الرد على المخالف وهذا من اعظم الجهاد كما ذكرنا واما اقوال العلماء المتاخرين فحدث ولا حرج ونذكرمنها كلام للشيخ صالح بن فوزان الفوزان فقط للاستدلال .القول بعدم تخطئة المخالف لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد وآله وصحبه..
وبعد:
فقد كثر على ألسنة بعض الكتاب أنه لا تجوز تخطئة المخالف، وأنه يجب احترام الرأي الآخر، وأنه لا يجوز الجزم بأن الصواب مع أحد المختلفين دون الآخر.
وهذا القول ليس على إطلاقه؛ لأنه يلزم عليه أن جميع المخالفين لأهل السنة والجماعة على صواب ولا تجوز تخطئتهم، وهذا تضليل؛ لأنه يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قيل: مَن هي يا رسول الله؟ قال: هم مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
ويلزم على هذا القول أيضا أن المخالف للدليل في مسائل الاجتهاد لا يقال له مخطئ، ولا يردّ عليه، وهذا يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران. وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد)؛
فدل على أن أحد المجتهدين المختلفين مخطئ، لكن له أجر على اجتهاده ولا يتابع عليه؛ لأن اجتهاده خالف الدليل، وإنما يصحّ اعتبار هذا القول، وهو عدم الجزم بتخطئة المخالف، في المسائل الاجتهادية التي لم يتبين فيها الدليل مع أحد المختلفين، وهو ما يعبر عنه بقولهم:
(لا إنكار في مسائل الاجتهاد)، و(الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)، وهذا من اختصاص أهل العلم وليس من حق المثقفين والمفكرين الذين ليس عندهم تخصص في معرفة مواضع الاجتهاد وقواعد الاستدلال أن يتكلموا ويكتبوا فيه.
ولو كان لا يخطأ أحد من أصحاب الأقوال والمذاهب لكانت كتب الردود والمعارضات التي ردّ بها العلماء على المخالفين كلها مرفوضة، ولما كان لقوله تعالى:
{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} فائدة ولا مدلول؛ لأنه لا تجوز تخطئة المخالف، وهذا لازم باطل؛ فالملزوم باطل، وما نقرؤه وما نسمعه من اتهام للعلماء الذين يردّون على المخالفين بأنهم يحتكرون الصواب لهم، ويخطئون مَن خالفهم، وأنهم يصادرون الآراء والأفكار.. إلى آخر ما يقال؛ فهو اتهام باطل.
فإن العلماء المعتبرين لا يحتكرون الصواب في أقوالهم، وإنما يخطئون مَن خالف الدليل، وأراد قلب الحقائق؛ فيردّون على مَن هذه صفته عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وقد ردّ الله - سبحانه وتعالى - على أهل الضلال في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وشرع لنا الردّ عليهم؛ إحقاقاً للحق، وإزهاقاً للباطل. ولولا ذلك لشاع الضلال في الأرض، وخفي الحق، وصار المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، بل شرع الله لنا ما هو أعظم من ذلك، وهو جهاد أهل الباطل بالسيف والسنان، وبالحجة والبيان؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ}.
وإذا كان حصل من بعض المتعالمين سوء أدب مع المخالفين، وتجاوز للحدود المشروعة في الردّ فهذا لا ينسب إلى العلماء، ولا يتخذ حجّة في السكوت عن بيان الحق، والردّ على المخالف.
هذا ما أحببت التنبيه عليه؛ {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه.
ايها الأخوه هذه جعلتها مقدمة حتى لايحتج المخالفين باقوال ائمتهم او يتهربوا من النقاش بحجج ان هذا الاخ يذكر ائمتنا ويرد اقوالهم فان الحكم بيننا وبينهم كتاب الله وسنة نبيه واقوال السلف الصالح وما خالف ذلك فلن نقبله وان كان قائله اكبر امام لهذا جاء عن الأئمة الاربعة ابوحنيفة ومالك واحمد والشافعي انهم كانوا يقولوا ماكان من كلامنا موافق للكتاب والسنة فخذوه وماكان مخالف للكتاب والسنة فارمو به عرض الحائط وخذوا بدليل الكتاب والسنة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين