16 / 06 / 2018, 17 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.79 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح خطبة عيد الفطر عام 1439هـ إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً صلى الله عليه وسلم عبدُه ورسولُه. الله أكبر (تسعاً نسقاً): اللهُ أكبرُ عدد ما صامَ صائمٌ وأفطر، اللهُ أكبرُ عددَ ما هلَّلَ مُهلِّلٌ وكبَّر، الله أكبر عدد ما التُزِمَ الْمُلْتَزَم، الله أكبر عدد ما أُفيض هناك من عبرةٍ وندم، الله أكبر كلما أهلُّوا من الميقاتِ مُحرِمين، الله أكبر كلما يَمَّمُوا مكَّة مُلَبِّين، الله أكبر كلما سَعَوا بين المروة والصفا، الله أكبر كلَّما هبطوا وادياً أو عَلَوا شَرَفاً، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله الله، أكبر الله أكبر ولله الحمد. الحمد لله الذي سهَّل للعبادِ طريقَ العبادةِ ويسَّر، وأفاضَ عليهم من خزائنِ جُوده التي لا تُحصر، وجعل لهم عيداً يعودُ في كلِّ عامٍ مرتين نقَّاهم به من دَرَنِ الذنوب وطهَّر، فما مضى شهرُ الصيامِ إلا وأعقبَهُ بأشهرِ الْحَجِّ إلى بيتهِ الْمُطهَّر، أحمده سبحانه على نعمهِ التي لا تُحْصَر، وأشكره وهو المستحق لأن يُحمدَ ويُشكر. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلَقَ فقدَّر، ودبَّر فيسَّر، وأشهد أن محمداً عبدهورسوله صاحب اللواءِ والكوثر، نبيٌّ نُصرَ بالرُّعبِ مسيرةَ شهرٍ وغُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه وما تأخَّر، ومع ذلك قامَ على قدمهِ الشريفِ حتى تفطَّر. اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه ما لاح هلالٌ وأنور، وسلَّمَ تسليماً كثيراً. ♦ ♦ ♦ أمَّا بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه ليسَ السعيدُ من أدركَ العيدَ، ولبسَ الجديدَ، إنما السعيدُ من اتقَّى اللهَ فيما يُبدي ويُعيد، وفازَ بجنةٍ نعيمُها لا يَفْنى ولا يَبيد، ونُجِّيَ من نارٍ حرُّها شديد، وقعرُها بعيد، وطعامُ أهلها الزقومُ وشرابهُم الصديد، ولباسهم القطرانُ والحديد. عباد الله: الصلاةَ الصلاة، فمن حفظها فقد حفظَ دينه، ومَن ضيَّعها فهو لِما سواها أضيع، وأخرجوا زكاة أموالكم طيَّبةً بها نفوسكم فهي من أهمِّ أركانِ دينِكُم، وحُجُّوا البيتَ الحرام، فإنَّ حَجَّهُ أحدُ أركانِ الإسلام، يُكفِّر اللهُ به جميعَ الذنوبِ والآثام، واعلموا أن الله تعالى أمركم ببرِّ الوالدينِ وصلةِ الأرحام، والصبرِ على فجائع الليالي والأيام، والإحسانِ إلى الضعفاءِ والأيتام، قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يَدْخُلُ الجنَّةَ قاطِعُ رَحِمٍ) رواه مسلم، واجتنبوا السبعَ الموبقاتِ: (الشِّركُ باللهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبَا، وأَكْلُ مالِ اليتيمِ، والتَّوَلِّي يوْمَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ)، ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]. عباد الله: ﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [الشعراء: 181 - 183]، ووقِّروا اليمينَ باللهِ في الخصومات، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وحَرَّمَ عَلَيْهِ الجنَّةَ، فقالَ لَهُ رَجُلٌ: وإِنْ كانَ شَيْئاً يَسِيراً يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: وإِنْ قَضِيباً مِنْ أَرَاكٍ) رواه مسلم. أيها الناس: عليكم بغضِّ البصرِ فإن النظرة سهمٌ من سهام إبليس، قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31]، واجتنبوا الْخُيَلاءَ والإسبال في الثياب، فإن ذلك مُحرَّمٌ بنصِّ السنة والكتاب، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إليهِ يومَ القيامَةِ). أيتها المسلمات: لا ﴿ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 32، 33]، وقال صلى الله عليه وسلم: (صِنْفَانِ مِن أهلِ النارِ لَمْ أَرَهُمَا، قومٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كأذنابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونساءٌ كاسيَاتٌ عارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) رواه مسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ: (تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا»، وكانَ أَكْثَرَ مَن يَتَصَدَّقُ النساءُ) رواه مسلم، وفي روايةٍ للبخاري: (فَمَرَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على النساءِ، فقالَ: «يا مَعْشَرَ النساءِ، تَصَدَّقْنَ، فإنِّي رأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أهلِ النارِ»، فقُلْنَ: وَبِمَ ذلكَ يا رسُولَ اللهِ؟ قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ) أي: الزوج. وأبشري أيتها المؤمنة، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه الألباني. واعلموا أن الله تعالى أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ النبيِّ الهاشميِّ العربيِّ الأوفى، وارضَ اللهمَّ عن الأربعة الْخُلَفاء، والسادة الحنفاء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أهل الصدق والوفاء، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان ولطريقتهم اقتفى، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خيرَ مَن تجاوزَ وعفا، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ أهلَ الشركِ والرَّيبِ والفَسَاد، واحمِ حوزة الدين، وانشر رحمتك على هؤلاء العباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد، اللهمَّ وأصلح ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين، واجعل بَلَدَنا آمناً مطمئناً وسائرَ بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم ونجِّ المستضعفين من المؤمنين، وانتصر لهم يا خير الناصرين. أعادَ الله عليَّ وعليكم من بركات هذا العيد، وآمننا وإيَّاكم من فضائح يومِ الوعيد. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
o'fm ud] hgt'v uhl 1439iJ
|
| |