![]() | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1911 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح هروب العلماء عن تولي القضاء منصور بن محمد فهد الشريده بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم كان القاضي في عصور الخلافة الإسلامية ذا مكانة مرموقة وحساسية في آن واحد . وذلك لأهمية الدور الذي يلعبه في تسوية المنازعات والخلافات وغير ذلك مما يتعلق ( بتنظيم أمور المسلمين وأوضاعهم الاجتماعية ) . ومنصب القاضي كان ذا حصانة جعلته يتمتع بقدر من الاستقلال عن السلطة السياسية . فالحاكم ، الذي يعين القاضي ، كان يحرص على حسن اختياره له ، ثم لا يجد بداً من إطلاق يده في أمور الفتاوى الشرعية وفي جميع ما يتصل بعلوم القضاء والفقه ، وما شابه ذلك. إن هذا جعل للقاضي سلطة موازية للسلطة السياسية ، حتى قيل : لا شرف في الدنيا بعد الخلافة أشرف من القضاء. ونسب إلى النبي ﷺ قوله ![]() أما الخصال التي ينبغي توفرها في القاضي فكثيرة ، وأولها العلم والورع . وقد نقل عن مالك بن أنس قوله " إن الخصال التي لا يصلح القضاء إلا القضاء بها لا أراها تجتمع اليوم في واحد ". ولذلك كان الفقهاء من أهل التقوى والعلم كثيراً ما يستنكفون عن تولي مهمة القضاء ، لما يشعرون به من الخشية في ألا يحسنوا تدابير شؤونه بما يتناسب مع مقتضيات الشريعة وموجباتها ، وكي يتجنبوا تالياً خطر الوقوع في الخطأ ، حيث الخطأ عظيم إذا ما صدر عن هذا الموقع الحساس . لقد فر الكثيرون من الفضلاء الورعين من القضاء عندما دعوا إلى توليه ، ومنهم الإمام أبو حنيفة ( النعمان بن ثابت ) ، دعاه عمر بن هبيرة لتولي القضاء ، فأبى . فحبسه وضربه أياماً ، كل يوم عشرة أسواط ، وهو متماد في إبائه ، إلى أن تركه. وكان عبدالله بن فروخ الفارسي ، فقيه القيروان في وقته ، لا يرغب في القضاء ، وكان يقول : " قلت لأبي حنيفة : ما منعك أن تلي القضاء ؟ فقال لي : يا فروخ ، القضاة ثلاثة : رجل يحسن العوم ، فأخذ البحر طولاً ، فما عساه أن يعوم ، يوشك أن يكل فيغرق . ورجل لا بأس بعومه ، عام يسيراً فغرق . ورجل لا يحسن العوم ، ألقى بنفسه في الماء ، فغرق من ساعته ". ومن غريب ما يروى أن رجلاً من أهل سرقسطة في الأندلس ، هو قاسم بن ثابت بن عبدالعزيز الفهري ، دعي للقضاء ببلده ، فامتنع عن ذلك. ولما اضطره الأمير وعزم عليه ، استمهله ثلاثة أيام ، فيستخير فيها الله ، فمات خلال تلك المدة. فكأن الناس يرون أنه دعا الله تعالى أن يكفيه أمر القضاء ، فكفاه وستره. وصار حديثه موعظة في زمانه. هكذا كان الفقهاء والعلماء من أهل التقوى يتخوفون من تولى القضاء. وكانوا - إذا ما تولوه - يحترزون إلى أبعد حدود الاحتراز ، فيما يتعلق بسلوكهم وتصرفاتهم ، حتى أن الكثير منهم كانوا يتخلون عما كان لهم قبل القضاء من حرية التمتع بمباهج الحياة ، يتخلون عنه ليذهبوا مذهب التقشف في العيش. كأنما القاضي أراد بذلك أن يقدم مثالاً للاستقامة في السلوك والتقوى والعلم. وقد عزف كثير من الأئمة عن تولي القضاء ، بل وقبَل بعضهم بالضرب والسجن على توليه ، وهرب بعضهم من بلده من أجل أن لا يتولى القضاء ، ويمكن إجمال أسباب عزوف أولئك الأئمة عن القضاء بالأسباب التالية : 1. أنه يرى نفسه ليس أهلاً للقضاء ، فالمعروف عن القضاء أنه يحتاج لسعة بال ، وذكاء ، وفطنة ، وقد يرى الإمام العازف عن القضاء نفسه غير محقق لتلك الشروط . قال الشيخ علاء الدين الطرابلسي – رحمه الله - : قال بعض الأئمة : وشعار المتقين " البعد عن هذا والهرب منه " ، وقد ركب جماعة ممن يقتدى بهم من الأئمة المشاق في التباعد عن هذا وصبروا على الأذى . وانظر إلى قضية أبي حنيفة - رحمه الله تعالى - في الامتناع منه وصبره على الإيذاء حتى تخلص ، وكذا غيره من الأئمة . وقد هرب أبو قِلابة إلى مصر لما طلب للقضاء فلقيه أيوب فأشار إليه بالترغيب فيه ، وقال له : لو ثبتَّ لنلتَ أجراً عظيماً ، فقال له أبو قلابة : الغريق في البحر إلى متى يسبح ؟ ! . وكلام أبي قلابة هذا ومن تقدمه وما أشبه ذلك من التهديد والتخويف : إنما هو في حق من علم في نفسه الضعف ، وعدم الاستقلال بما يجب عليه ، وكذلك من يرى نفسه أهلا للقضاء والناس لا يرونه أهلا لذلك . وقد قال بعض العلماء : لا خير فيمن يرى نفسه أهلا لشيء لا يراه الناس أهلا لذلك . والمراد بالناس : العلماء ، فهرُبُ مَن كان بهذه الصفة عن القضاء واجب ، وطلبه سلامة نفسه أمر لازم . " معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين من الأحكام " ( ص 9 ) . 2. أنه يرى أنه غير واجب عليه ، ولا مستحب ، بل إن قولاً للإمام أحمد يحتمل أن يكون معناه : أنه لا يجب عليه حتى لو تعيَّن الأمر عليه ، ولم يوجد غيره . 3. أن فيه خطراً في الحكم بخلاف الحق ، فيخشى العالِم على نفسه من تولي القضاء من أجل ذلك . قال ابن قدامة – رحمه الله - : "وفيه – أي : القضاء - خطر عظيم ، ووزر كبير ، لمن لم يؤدِّ الحق فيه ، ولذلك كان السلف رحمة اللّه عليهم يمتنعون منه أشد الامتناع ، ويخشون على أنفسهم خطره" . " المغني " ( 11 / 376 ) . وفي " الموسوعة الفقهية " ( 33 / 289 ، 290 ) : "كان كثير من السلف الصالح يحجم عن تولّي القضاء ويمتنع عنه أشد الامتناع حتى لو أوذي في نفسه ؛ وذلك خشيةً من عظيم خطره ، كما تدلّ عليه الأحاديث الكثيرة والتي ورد فيها الوعيد والتخويف لمن تولى القضاء ولم يؤدّ الحق فيه ، كحديث : ( إن الله مع القاضي ما لم يجر ، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان ) ـ [ رواه الترمذي وابن ماجه ، وحسنه الألباني ] ـ ، وحديث : ( من ولي القضاء أو جعل قاضياً فقد ذبح بغير سكّين ) – [ رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني ] - ، وحديث : ( القضاة ثلاثة : قاضيان في النار ، وقاض في الجنة ، رجل قضى بغير الحقّ فعلم ذاك فذاك في النار ، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار ، وقاض قضى بالحقّ فذلك في الجنة ) – [ أخرجه الترمذي ( 3 / 604 ) والحاكم ( 904 ) من حديث بريدة ، واللفظ للترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ] - . انتهى 4. عدم القدرة على تحمل بلاء القضاء . قال الشيخ أبو الحسن النباهي – رحمه الله - : "ولما تقرر من بلاء القضاء : فرَّ عنه كثير من الفضلاء ، وتغيبوا ، حتى تركوا ، وسُجن بسببه عند الامتناع آخرون " . " تاريخ قضاة الأندلس " ( ص 7 ) . 5. انشغالهم بما هو أهم ، كانشغالهم بالرحلة في طلب العلم ، وتعليم الناس . وأخيراً : إذا كان الأئمة الأربعة – كما يروى عنهم - قد امتنعوا عن القضاء : فإن الأنبياء الكرام عليهم السلام والخلفاء الراشدين الأربعة قد تولوه ، وباب الورع واسع لمن أراد التورع عنه . ففي " الموسوعة الفقهية " ( 33 / 290 ) : "فقد تقلده – أي : القضاء - بعد المصطفى صلوات الله عليه وسلامه الخلفاء الراشدون ، سادات الإسلام وقضوا بين الناس بالحقّ ، ودخولهم فيه دليل على علوّ قدره ، ووفور أجره ، فإن من بعدهم تبع لهم ، وَوَلِيَهُ بعدهم أئمة المسلمين من أكابر التابعين وتابعيهم ، ومن كره الدّخول فيه من العلماء مع فضلهم وصلاحيتهم وورعهم ، محمول كرههم على مبالغة في حفظ النفس ، وسلوك لطريق السلامة ، ولعلهم رأوا من أنفسهم فتوراً أو خافوا من الاشتغال به الإقلالَ من تحصيل العلوم" . انتهى iv,f hguglhx uk j,gd hgrqhx | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العلماء, القضاء, تومي, عن, هروب |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018