الإهداءات | |
ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | ابو عبدالله عبدالرحيم | مشاركات | 4 | المشاهدات | 1767 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
01 / 04 / 2016, 37 : 02 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الجزء الثالث عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني 656 - " إذا أضل أحدكم شيئا ، أو أراد أحدكم غوثا ، و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل : يا عباد الله أغيثوني ، يا عباد الله أغيثوني ، فإن لله عبادا لا نراهم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 109 ) : ضعيف . رواه الطبراني في " الكبير " ( مجموع 6 / 55 / 1 ) : حدثنا الحسين بن إسحاق : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي : حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال : حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و زاد في آخره : " و قد جرب ذلك " . قلت : و هذا سند ضعيف . و فيه علل : 1 و 2 - عبد الرحمن بن شريك و هو ابن عبد الله القاضي و أبوه كلاهما ضعيف ، قال الحافظ في الأول منهما : " صدوق يخطيء " . و قال في أبيه : " صدوق يخطيء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . و قد أشار إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 10 / 132 ) : " رواه الطبراني و رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم ، إلا أن يزيد ( كذا ) بن علي لم يدرك عتبة " . 3 - الانقطاع بين عتبة و ابن علي ، هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث ( ابن علي ) غير مسمى ، و قد سماه الهيثمي كما سبق ( يزيد ) ، و أنا أظنه وهما من الناسخ أو الطابع ، فإنه ليس في الرواة من يسمى ( يزيد بن علي ) و الصواب ( زيد بن علي ) و هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولد سنة ثمانين ، و مات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته و ولادة زيد بن علي دهر طويل ! و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " : " أخرجه الطبراني بسند منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعا و زاد في آخره " و قد جرب ذلك " . ثم قال الحافظ : " كذا في الأصل ، أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني ، و لم أعرف تعيين قائله ، و لعله مصنف المعجم ، و الله أعلم " . فقد اقتصر الحافظ على إعلاله بالانقطاع ، و هو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين . و أما دعوى الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب ، فلا يجوز الاعتماد عليها ، لأن العبادات لا تثبت بالتجربة ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله . و مع أن هذا الحديث ضعيف كالذي قبله ، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من الأولياء و الصالحين ، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق من غير البشر ، بدليل قوله في الحديث الأول : " فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليهم " . و قوله في هذا الحديث : " فإن لله عبادا لا نراهم " . و هذا الوصف إنما ينطبق على الملائكة أو الجن ، لأنهم الذين لا نراهم عادة ، و قد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة . أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ : " إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني " . قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " ( 5 / 151 ) : " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا ، أخرجه البزار و قال : لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد " . و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " و قال الهيثمي : " رجاله ثقات " . قلت : و رواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي . فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما هم الملائكة ، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء و الصالحين ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، فإن الاستغاثة بهم و طلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء ، و لو سمعوا لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة ، و هذا صريح في آيات كثيرة ، منها قوله تبارك و تعالى : *( و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ، و لو سمعوا ما استجابوا لكم ، و يوم القيامة يكفرون بشرككم ، و لا ينبئك مثل خبير )* ( فاطر 13 - 14 ) . هذا ، و يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه ، لأنه قد عمل به ، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " ( 217 ) : " سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] و ثلاثة ماشيا ، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا ، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا ، فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق . أو كما قال أبي ، و رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) و ابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح . و بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن كما قالوا ، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم ، على ضعف في حفظه ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " . و موسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة ، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " ( 13 / 52 - 54 ) ترجمة جيدة . نعم خالفه جعفر بن عون فقال : حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 455 / 1 ) . و جعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل ، فإنهما و إن كانا من رجال الشيخين ، فالأول منهما لم يجرح بشيء ، بخلاف الآخر ، فقد قال فيه النسائي : ليس بالقوي . و قال غيره : كانت فيه غفلة . و لذلك قال فيه الحافظ : " صحيح الكتاب ، صدوق يهم " . و قال في جعفر : " صدوق " . و لذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة ، و الأرجح أنه موقوف ، و ليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع ، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب . و الله أعلم . و لعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة ، لانكشفت له العلة ، و أعله بالوقف كما فعلت ، و لأغناه ذلك عن استغرابه جدا ، و الله أعلم . (2/233) 657 - " من ترك أربع جمعات من غير عذر ، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 112 ) : ضعيف . أخرجه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( ق 34 / 1 ) من طريق شريك عن عوف الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن شريكا هذا و هو ابن عبد الله القاضي ضعفوه لسوء حفظه . لاسيما و قد خولف في لفظه و رفعه ، فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 719 ) : حدثنا حميد بن مسعدة : أخبرنا سفيان بن حبيب عن عوف به موقفا على ابن عباس بلفظ : " من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات ، فقد نبذ .... " إلخ . قلت : و هو إسناد صحيح كما قال المنذري ( 1 / 261 ) ، و رجاله ثقات رجال مسلم غير سفيان بن حبيب ، و هو ثقة أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " و منه تعلم خطأ الهيثمي في إطلاقه قوله ( 2 / 193 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . و الحديث أورده الغزالي في " الإحياء " ( 1 / 160 ) مرفوعا بلفظ : " ثلاث " ، فقال مخرجه الحافظ العراقي : " رواه البيهقي في " الشعب " من حديث ابن عباس " . قلت : فهذا يدل بظاهره أنه مرفوع عند البيهقي فليراجع من استطاع إسناده في " شعب الإيمان " ، فإنه لا يزال غالبه غير مطبوع حتى الآن . و قد أخرجه الشافعي في " مسنده " ( رقم 381 - ترتيب السندي ) : أخبرنا إبراهيم بن محمد : حدثني صفوان بن سليم عن إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من ترك الجمعة من غير ضرورة كتب منافقا في كتاب لا يمحى و لا يبدل " . و في بعض الحديث : ( ثلاثا ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا إبراهيم بن محمد و هو ابن أبي يحيى المدني متروك . و أما إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه ، فلم أعرفهما ، و لم يترجمهما الحافظ في " التعجيل " . و الله أعلم . (2/234) 658 - " عج حجر إلى الله تعالى فقال : إلهي و سيدي عبدتك منذ كذا و كذا سنة ( و في رواية : ألف سنة ) ، ثم جعلتني في أس كنيف ؟ فقال : أوما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاة ؟ " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) : موضوع . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 من مجموع الظاهرية رقم 92 ) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 324 / 1 - 2 ) من طريق أبي معاوية عبيد الله بن محمد القري المؤدب قال مرة : حدثنا محمود بن خالد : حدثنا عمر عن الأوزاعي ، و مرة قال : عبد الرحمن بن إبراهيم : حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الرازي : " هذا حديث منكر ، و أبو معاوية القري هذا ضعيف و كان يحدث بهذا الحديث بالإسنادين جميعا " . و أقره الشيخ أحمد بن عز الدين بن عبد السلام في " النصيحة بما أبدته القريحة " ( ق 41 / 1 ) . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية تمام و ابن عساكر عن أبي هريرة . و تعقبه شارحه المناوي . بكلام الرازي هذا ، و نقل الحافظ في " اللسان " عن ابن عساكر أنه قال فيه : " كان ضعيفا " . ثم رأيت السيوطي قد أورد الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم 632 ) من رواية تمام و إنكاره للحديث . و وافقه ابن عراق فأورده في " تنزيه الشريعة " ( 315 / 2 ) و قال : " قال الذهبي في " تلخيص الواهيات " ، و ابن حجر في " لسان الميزان " : هذا موضوع " . (2/235) 659 - " أيما شاب تزوج في حداثة سنه ، عج شيطانه : يا ويله عصم مني دينه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) : موضوع . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 115 / 1 ) و من طريقه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 275 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 162 / 2 من الجمع بين زوائده و زوائد " الصغير " ) و ابن زيدان في " مسنده " ( 20 / 1 ) و الخطيب ( 8 / 33 ) و ابن عساكر ( 8 / 506 / 1 ) عن خالد بن إسماعيل المخزومي : حدثنا عبيد الله بن عمر عن صالح بن أبي صالح مولى التوأمة عن جابر مرفوعا به . قلت : و هذا موضوع ، و له آفتان : الأولى : صالح هذا ، فإنه ضعيف ، و لكن الحمل فيه على غيره . الثانية : خالد هذا و كنيته أبو الوليد ، قال ابن حبان : " روى عن عبيد الله بن عمر العجائب ، لا يجوز الاحتجاج به بحال ، و لا الرواية عنه " . و قال الذهبي : " قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال الدارقطني : متروك " . و لهذا وصفه الذهبي في " الكنى " من " ميزانه " بأنه " الكذاب " . و قال الحافظ محمد بن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية في بعض أبحاثه في التفسير و الحديث <1> : " هذا حديث موضوع ، و خالد بن إسماعيل المخزومي متروك " و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 253 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و فيه خالد بن إسماعيل المخزومي و هو متروك " . قلت : و قد تابعه عصمة بن محمد بن عبيد الله بن عمر به . أخرجه ابن عساكر ( 18 / 76 / 1 ) ، و لكنها متابعة لا تسمن و لا تغني من جوع ، فإن عصمة هذا حاله كحال المخزومي ، فقال الدارقطني و غيره : " متروك " . و قال يحيى : " كذاب يضع الحديث " . ----------------------------------------------------------- [1] مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق ( حديث 405 / 225 / 1 ) . ا هـ . (2/236) 660 - " كان إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه و يقول : بسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم و الحزن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 114 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( ص 451 - زوائده نسخة الحرم المكي ) و الخطيب ( 12 / 480 ) عن كثير بن سليم أبي سلمة سمعت أنسا به . قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل كثير هذا ، قال البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال النسائي و الأزدي : " متروك " . و ضعفه غيرهم . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " عن الخطيب و لم يتعقبه الشارح بشيء . و قد وجدت له طريقا آخر ، رواه ابن السني ( رقم 110 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 301 ) عن سلامة عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس . و هذا موضوع ، سلامة هو الطويل كذاب . (2/237) 661 - " كنت أول النبيين في الخلق ، و آخرهم في البعث ، [ فبدأ بي قبلهم ] " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) : ضعيف . رواه تمام في " فوائده " ( 8 / 126 / 1 ) و أبو نعيم في " الدلائل " ( ص 6 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 93 / 1 ) من طريق سعيد بن بشير : حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان : الأولى : عنعنة الحسن . الثانية : سعيد بن بشير ، قال الحافظ : " ضعيف " . و خالفه أبو هلال فقال : عن قتادة مرسلا ، فلم يذكر فيه الحسن عن أبي هريرة . أخرجه ابن سعد ( 1 / 149 ) . و الحديث أورده ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم من الوجه الأول ، و فيه الزيادة التي بين القوسين [ ] ، ثم قال ابن كثير : " سعيد بن بشير فيه ضعف ، و قد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به مرسلا ، و هو أشبه ، و رواه بعضهم عن قتادة موقوفا " . و عزاه المناوي لابن لال و الديلمي كلهم من حديث سعيد بن بشير به ، ثم قال : " و سعيد بن بشير ضعفه ابن معين و غيره " . قلت : و في ترجمته أورد الذهبي هذا الحديث من غرائبه ! و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه و آله وسلم : " كنت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " . رواه أحمد في " السنة " ( ص 111 ) عن ميسرة الفجر . و سنده صحيح ، و لكن لا دلالة فيه و لا في الذي قبله على أن النبي صلى الله عليه وسلم أول خلق الله تعالى ، خلافا لما يظن البعض . و هذا ظاهر بأدنى تأمل . (2/238) 662 - " صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي ، القدرية و المرجئة . قلت يا رسول الله : ما المرجئة ؟ قال : قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل . قلت : ما القدرية ؟ قال : الذين يقولون المشيئة إلينا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) : موضوع بهذا التمام . رواه الخطيب في " المتشابه في الرسم " ( 144 / 1 ) عن الحسن بن سعيد المطوعي : أخبرنا عبدان العسكري حدثنا الحسن بن علي بن بحر أخبرنا إسماعيل بن داود الجزري : أخبرنا أبو عمران الموصلي عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، أبو عمران اسمه سعيد بن ميسرة ، قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال ابن حبان ( 1 / 313 ) : " يقال إنه لم ير أنسا . و كان يروي عنه الموضوعات التي لا تشبه أحاديثه ، كأنه كان يروي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يسمع القصاص يذكرونه في القصص " . و قال الحاكم : " روى عن أنس موضوعات " . و كذبه يحيى القطان . و بقية الرواة لم أعرف منهم غير عبدان . و الحديث أورد السيوطي شطره الأول في " الجامع " دون قوله : " قلت : يا رسول الله ........ " . و عزاه لأبي نعيم في " الحلية " عن أنس ، و الطبراني في " الأوسط " عن واثلة و عن جابر ، و هو في " الحلية " ( 9 / 254 ) من طريق عبد الحكم بن ميسرة : حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا . و هذا سند ضعيف : عبد الحكم هذا ضعفه الدارقطني فقال : " يحدث بما لا يتابع عليه " . و ذكره النسائي في " كتاب الضعفاء " كما في " اللسان " . و لم أره في " ضعفاء النسائي " المطبوع في الهند . و الله أعلم . و في حديث واثلة عند الطبراني محمد بن محصن و هو متهم : و في حديث جابر عنده بحر بن كنيز السقاء ، و هو متروك انظر " المجمع " ( 7 / 206 ) . (2/239) 663 - " لا راحة للمؤمن دون لقاء الله عز وجل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 116 ) : لا أصل له مرفوعا . و إنما رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 156 ) من طريق إبراهيم قال : قال عبد الله فذكره . و هذا إسناد رجاله ثقات كلهم و ظاهره الانقطاع بين إبراهيم ، و هو النخعي و عبد الله و هو ابن مسعود ، لكن قال الحافظ أبو سعيد العلائي في النخعي : " هو مكثر من الإرسال ، و جماعة من الأئمة صححوا مراسيله ، و خص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود " . قلت : و ذلك لما رواه الأعمش قال : قلت لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود . فقال إبراهيم : إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت ، و إذا قلت : " قال عبد الله " فهو عن غير واحد عن عبد الله " . ذكره في " التهذيب " . فمثل هذا الإسناد يمكن تحسينه . و الله أعلم . و قال السيوطي في " الدرر " : " أورده في " الفردوس " عن أبي هريرة مرفوعا و لم يسنده " . ثم رأيته في " حديث أبي الحسن الأخميمي " ( 2 / 63 / 1 ) من طريق سفيان الثوري عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : قال عبد الله بن مسعود : " ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله ، فمن كانت راحته في لقاء الله عز وجل فكأن قد " . فهذه طريق أخرى موقوفة على ابن مسعود ، فهو عنه صحيح إن شاء الله تعالى . (2/240) 664 - " من كنوز البر كتمان المصائب ، و ما صبر من بث " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) : موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 42 ) عن داود بن المحبر : حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي : حدثنا عبد الله بن الأسود الأصبهاني عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، أورده أبو نعيم في ترجمة عبد الله بن الأسود هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، لكن عنبسة و داود كلاهما كذاب ، فأحدهما آفته . (2/241) 665 - " الصدقة تمنع ميتة السوء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) : ضعيف . رواه أبو عبد الله القاضي الفلاكي في " فوائده " ( 87 / 2 ) : أخبرنا عمر بن القاسم المقري : أخبرنا القاسم بن أحمد الملطي : حدثنا لوين : حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، المتهم به الملطي هذا و هو القاسم بن إبراهيم ، و ما في الأصل " ابن أحمد " خطأ ، فإن الذي يروي عن لوين و عنه عمر بن القاسم هو القاسم بن إبراهيم و هو كذاب ، و بقية رجال الإسناد ثقات معروفون ، غير عمر بن القاسم المقري و هو صدوق كما قال الخطيب ( 11 / 269 ) . و الحديث عزاه في " الجامع " للقضاعي عن أبي هريرة ، و قال شارحه المناوي : " قال ابن حجر : فيه من لا يعرف ، و به يرد قول العامري : صحيح " . قلت : و لعل تصحيح العامري من أجل شاهده الذي أخرجه الترمذي ( 2 / 23 ) عن أنس مرفوعا بلفظ " تدفع " و قال : " غريب " . قلت : و فيه عبد الله بن عيسى الخزاز ، قال النسائي : " ليس بثقة " . فلا يصلح إذن حديثه للشواهد . و سيأتي إن شاء الله . (2/242) 666 - " حاكوا الباعة فإنه لا ذمة لهم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) : لا أصل له بهذا اللفظ . غير أن الحافظ ابن حجر قال : " ورد بسند ضعيف ، لكن بلفظ : ( ماكسوا الباعة فإنه لا خلاق لهم ) " . قال : و ورد بسند قوي عن الثوري أنه قال : كان يقال : و ذكره " . كذا في " المقاصد الحسنة " للسخاوي ( ص 179 ) . (2/243) 667 - " غبن المسترسل حرام " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي أمامة مرفوعا . قال الهيثمي ( 4 / 76 ) : " و فيه موسى بن عمير الأعمى ، و هو ضعيف جدا " . و لهذا قال في " المقاصد " : " و سنده ضعيف جدا " . و زاد عليه في " كشف الخفاء " ( 1 / 342 ) : " و رواه أحمد بلفظ : ما زاد التاجر على المسترسل فهو ربا " . قلت : لم أره في " المسند " ، و لم يعزه إليه الهيثمي ، و هو على شرطه . فالله أعلم . و موسى هذا قال الحافظ : " متروك و قد كذبه أبو حاتم " و في الميزان " : " قال أبو حاتم : ذاهب الحديث كذاب . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات " . ثم ساق الذهبي أحاديث ، هذا أحدها . و قد روى الحديث البيهقي في " سننه " ( 5 / 348 - 349 ) من هذا الوجه بنحوه ثم قال : " موسى بن عمير تكلموا فيه ، و قد روي معناه عن يعيش بن هشام القرقساني عن مالك ، و اختلف عليه في إسناده ، و هو أضعف من هذا " . قلت : يعني الحديث الآتي : " غبن المسترسل ربا " . (2/244) 668 - " غبن المسترسل ربا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) : باطل . رواه البيهقي ( 5 / 349 ) عن يعيش بن هشام عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا . و عنه عن مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . و عنه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا . و ضعفه البيهقي جدا كما سبق في الذي قبله . و علته يعيش هذا ، ضعفه ابن عساكر كما في " الميزان " و كذا الدارقطني فإنه قال - بعد أن أورد له في " غرائب مالك " هذا الحديث - : " هذا باطل بهذا الإسناد ، و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع آخر : " مجهولون " كما في " اللسان " . و منه تعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 72 - 73 ) : " رواه الطبراني من حديث أبي أمامة بسند ضعيف ، و البيهقي من حديث جابر بسند جيد ، و قال : ( ربا ) بدل ( حرام ) " . قلت : فهو غير مسلم في الحديثين ، أما الأول فلما سبق من شدة ضعفه ، و أما الثاني فلقول الحافظ الدارقطني : إنه باطل من هذا الوجه . فمن أين له الجودة ؟! . (2/245) 669 - " عليكم بالعمائم فإنها سيما الملائكة ، و أرخوها خلف ظهوركم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) : منكر . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 201 / 1 ) من طريق محمد بن الفرج المصري : حدثنا عيسى بن يونس عن مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و أورده الذهبي بإسناده إلى الطبراني ، ذكره في ترجمة محمد بن الفرج هذا و قال : " أتى بخبر منكر " . ثم ساقه . و أقره الحافظ في " اللسان " . و عيسى بن يونس ليس هو ابن أبي إسحق السبيعي ، بل هو عيسى بن يونس الرملي ، و كلاهما ثقة . و قول المناوي عن الدارقطني : " ضعيف " فمن الظاهر أنه عنى رجلا آخر غير الرملي ، و الظاهر عندي ما ذكرته . و الله أعلم . و الحديث خولف فيه محمد بن الفرج ، فرواه ابن عدي ( 29 / 1 ) عن يعقوب بن كعب : حدثنا عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة مرفوعا . قلت : و هذا أصح فإن يعقوب بن كعب و هو الحلبي ثقة ، فروايته مقدمة على رواية ابن الفرج المجهول ، لكن الأحوص بن حكيم ضعيف من قبل حفظه ، فهو علة هذه الطريق . و الحديث عزاه السيوطي للبيهقي في " الشعب " عن عبادة قال المناوي : " و كذا رواه ابن عدي كلاهما من حديث الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة قال الزين العراقي في " شرح الترمذي " : و الأحوص ضعيف " . و الحديث ضعفه السخاوي في " المقاصد " في أحاديث ذكرها في فضل العمامة ، قال : " و كله ضعيف ، و بعضه أوهى من بعض " . (2/246) 670 - " لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول الأغنياء فقسمتها على فقراء المهاجرين " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) : لا أصل له مرفوعا . و إنما روي عن عمر ، فقال ابن حزم في " المحلى " ( 6 / 158 ) " و روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : فذكره ، و قال ابن حزم : و هذا إسناد في غاية الصحة و الجلالة " . و أقول : كلا فإن من شروط الإسناد الصحيح أن يخلو من علة قادحة . و هذا ليس كذلك ، فإن حبيب بن أبي ثابت على جلالة قدره قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " كان كثير الإرسال و التدليس " ! و أورده في " طبقات المدلسين " في الطبقة الثالثة و هي في " من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ..... " فقال ( ص 12 ) : " تابعي مشهور يكثر التدليس ، وصفه بذلك ابن خزيمة و الدارقطني و غيرهما ، و نقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان يقول : " لو أن رجلا حدثني عنك ، ما باليت أن رويته عنك " . يعني و أسقطه من الوسط " . فمثله لا يحتج بروايته ، إلا إذا صرح بالتحديث . و هو في هذه الرواية قد عنعن فهي مردودة . (2/247) 671 - " ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين ، و ذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات ورقه من الضريب . ( قال يحيى بن سليم : يعني بـ " الضريب " البرد الشديد ) ، و ذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل فصيح و أعجم . ( قال : فالفصيح بنو آدم ، و الأعجم البهائم ) ، و ذاكر الله في الغافلين يعرفه الله عز وجل مقعده من الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 120 ) : ضعيف جدا . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 96 / 1 - 2 ) : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي قال : سمعت عمران بن مسلم و عباد بن كثير يحدثان عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر مرفوعا . و كذلك رواه الخطابي في " غريب الحديث " ( 1 / 8 / 2 ) و الحافظ ابن عساكر في " فضيلة ذكر الله عز وجل " ( 94 / 2 مجموع 24 ) من طريق أخرى عن الطائفي به ، إلا أنه أسقط من إسناده عباد بن كثير ، ثم قال : " هذا حديث غريب " . و رواه أبو نعيم ( 6 / 181 ) من طريق الحسن بن عرفة ، و إلى أبي نعيم فقط عزاه السيوطي في " الجامع " ، فلو عزاه إلى ابن عرفة كان أولى ، قال الشارح : " و كذا رواه البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف ، أي و ذلك لأن فيه عمران بن مسلم القصير ، قال في " الميزان " : قال البخاري : منكر الحديث . ثم أورد له هذا الخبر " . قلت : الذهبي إنما أورد الحديث في ترجمة " عمران بن مسلم " الذي قبل ترجمة " عمران بن مسلم القصير " ، و هذا قد روى عنه البخاري في " صحيحه " ، و الأول قال فيه : " منكر الحديث " . فهذا دليل على أنه فرق بينهما ، و كذا فرق بينهما جماعة ، فعليه جرى الذهبي . و قول البخاري فيه " منكر الحديث " يشير إلى أنه ضعيف جدا ، و لا يفيده متابعة عباد بن كثير ، فإنه متهم كما سبق مرارا . و كذلك لا يعطيه شيئا من القوة الشاهد الذي ذكره السيوطي قبله ، لشدة ضعفه و هو الآتي : " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " . (2/248) 672 - " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 49 / 2 ) و عنه أبو نعيم ( 4 / 268 ) عن الواقدي قال : حدثنا هشام بن سعد عن محصن بن علي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث عون متصلا مرفوعا لم يروه عنه إلا محصن و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا سند موضوع ، الواقدي متهم بالكذب كما سبق مرارا ، و محصن بن علي مجهول . لكن قال الهيثمي ( 10 / 80 - 81 ) بعد أن ساقه عن ابن مسعود : " رواه الطبراني " الكبير " و " الأوسط " و البزار و رجال " الأوسط " وثقوا " . و أستبعد جدا أن يقول هذا في سند " الأوسط " و فيه أيضا الواقدي ، فالظاهر أنه ليس في سنده الواقدي ، و لكن يشكل عليه قول أبي نعيم السابق : " و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . فلعله - أعني أبا نعيم - لم يسمعه من الطبراني من الطريق الثاني . و الله أعلم . ثم رأيته في " زوائد البزار " ( ص 295 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن محصن بن علي به نحوه . و قال : " لا نعلمه يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد " . قلت : و إبراهيم هذا هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك . و قد رأيت الحديث في " الزهد " ( ص 328 ) للإمام أحمد رواه بإسناد حسن عن حسان بن أبي سنان قال : فذكره موقوفا عليه . فلعل هذا هو أصل الحديث موقوف ، فرفعه بعض الرواة خطأ . و الله أعلم . (2/249) 673 - " قسم من الله عز وجل : لا يدخل الجنة بخيل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) : موضوع . رواه تمام في " فوائده " ( 2 / 60 / 1 من مجموع الظاهرية رقم 93 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 203 / 1 ) من طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار : حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و قال ابن عساكر : " غريب جدا و الغلابي ضعيف " . قلت : بل موضوع ، و الغلابي يضع الحديث كما قال الدارقطني . و أبو بكر الهذلي ضعيف جدا ، قال ابن معين و غيره : " لم يكن بثقة " . و الحديث أورده " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن ابن عباس ، و هو قصور بين ، و لم يتكلم عليه شارحه بشيء . (2/250) 674 - " المغبون لا محمود و لا مأجور " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) : ضعيف . و له طريقان : الأول : عن علي ، أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 4 / 212 ) عن أبي القاسم الأبندوني عن أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن أبي الحسن البغدادي بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ، و قال الخطيب : " سمعت الأبندوني و قد سئل عن حال شيخه هذا ؟ فقال : لو قيل [ له ] حدثكم أبو بكر الصديق ، لقال نعم ، و ضعفه " . و له عنه طريق آخر ، أخرجه البغوي في " حديث كامل بن طلحة " ( 2 / 2 ) و أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 41 / 2 ) و أبو القاسم السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 4 / 1 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخه " ( 4 / 265 / 1 ) و الشيخ علي بن الحسن العبدي في " جزئه " ( 156 - 157 ) و ابن عساكر أيضا ( 4 / 265 / 1 ) و ( 5 / 6 / 1 ) كلهم من طريق أبي هاشم القناد البصري عن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه مرفوعا . و هكذا أخرجه الخطيب ( 4 / 180 ) و كذا أبو يعلى إلا أنه لم يقل : " عن أبيه " فهو عنده من مسند الحسن بن علي كما ذكره الهيثمي ( 4 / 75 - 76 ) و من قبله الذهبي في ترجمة أبي هشام هذا من كنى " الميزان " و قال : " لا يعرف ، و خبره منكر " . ثم ساق هذا الحديث ، و أقره الحافظ العراقي ( 2 / 73 ) . الثاني : عن الحسن بن علي رضي الله عنهما . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 152 ) و الطبراني ( 1 / 272 / 2 ) عن طلحة بن كامل عن محمد بن هشام عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و رجاله موثقون غير محمد بن هشام فلم أعرفه ، و يحتمل أن يكون هو محمد بن هشام بن عروة ، فإن يكن هو ، فهو مجهول ، ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 116 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني : " و فيه محمد بن هشام ، و الظاهر أنه محمد بن هشام بن عروة ، و ليس في " الميزان " أحد يقال له محمد بن هشام ضعيف ، و بقية رجاله ثقات " . قلت : ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 15 / 185 / 2 ) من هذا الوجه و قال : " محمد بن هشام القناد " . فهذا يبين أنه غير ابن عروة ، و لكن القناد هذا لم أعرفه ، و يحتمل احتمالا قويا أنه هو أبو هشام القناد البصري المتقدم ، فيستفاد منه أن اسمه محمد بن هشام ، و هذا مما لم يذكروه في ترجمته . و الله أعلم . (1/1) 675 - " أتاني جبريل فقال : يا محمد ماكس عن درهمك ، فإن المغبون لا مأجور و لا محمود " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 122 ) : لا أصل له بهذا التمام . قال السخاوي : " رواه الديلمي في " مسند الفردوس " بلا سند عن أنس " . و الشطر الأخير منه ضعيف و هو الذي قبله . (1/2) 676 - " من ساء خلقه من الرقيق و الدواب و الصبيان فاقرءوا في أذنيه *( أفغير دين الله يبغون )* الآية " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) : موضوع . رواه أبو الفضل الهمداني في آخر " مجلس من حديث أبي الشيخ " ( 66 / 1 ) و ابن عساكر ( 5 / 122 / 2 ) عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، قال الذهبي : " أبو خلف الأعمى عن أنس كذبه يحيى بن معين ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث " . و الحديث رواه ابن السني ( رقم 504 ) عن المنهال بن عيسى : حدثنا يونس بن عبيد قال : فذكره مختصرا نحوه موقوفا عليه . و لذلك قال الحافظ : " هو خبر مقطوع و المنهال قال أبو حاتم : مجهول ، و قد وجدته عن ابن عباس . أخرجه الثعلبي ( في التفسير ) " . و لم يذكر الحافظ إسناده بتمامه لينظر فيه . و قد نقلت كلامه عن " شرح الأذكار " ( 5 / 152 ) . (1/3) 677 - " ابن آدم ! عندك ما يكفيك و أنت تطلب ما يطغيك . ابن آدم ! لا من قليل تقنع ، و لا من كثير تشبع . ابن آدم ! إذا أصبحت معافى في جسدك ، آمنا في سربك ، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) : موضوع . رواه أبو نعيم ( 6 / 98 ) و الخطيب ( 12 / 72 ) و كذا ابن السني في " القناعة " ( 3 / 2 ) و ابن عساكر ( 5 / 263 / 2 ) عن أبي بكر الداهري : أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد ابن مهاجر عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، أبو بكر الداهري . قال الذهبي في الكنى : " ليس بثقة و لا مأمون " . و قال الجوزجاني : " كذاب " . و قال العقيلي : " لا يقيم الحديث ، و يحدث ببواطيل عن الثقات " . و قال أبو نعيم : " روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش الموضوعات " . و الحديث عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي في " الشعب " فتعقبه المناوي بقوله : " و نقله عن ابن عدي و سكوته عليه يوهم أنه خرجه و سلمه ، و الأمر بخلافه بل قال : أبو بكر الداهري كذاب متروك ، و قال الذهبي : متهم بالوضع . و هكذا هو في " شعب البيهقي " . و ذكر نحوه الحافظ ابن حجر ، فكان ينبغي حذفه " . و قال الحافظ الهيثمي ( 10 / 289 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " عن ابن عمر . و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف " ! (1/4) 678 - " نهى أن تحلق المرأة رأسها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 124 ) : ضعيف . أخرجه النسائي ( 2 / 276 ) و الترمذي ( 1 / 172 ) و تمام في " الفوائد " ( رقم 2274 - نسختي ) و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( ق 174 / 2 ) من طرق عن همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي قال : فذكره مرفوعا . ثم رواه الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي عن همام نحوه ، و لم يذكر فيه عن علي . و قال : " حديث علي فيه اضطراب ، و روي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ...... " . قلت : و الاضطراب المذكور إنما هو من همام ، فكان تارة يجعله من مسند علي ، و تارة من مسند عائشة ، و هذا أصح ، لمتابعة حماد عليه كما ذكره الترمذي . و قال عبد الحق : في " أحكامه " بعد أن ذكره من الوجه الأول عنه : " و خالفه هشام الدستوائي و حماد بن سلمة ، فروياه عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " . قلت : و هذا ظاهره أنه لم يذكر عائشة في إسناده أصلا ، و عليه فهو وجه آخر من الاضطراب الذي أشار إليه الترمذي . و على الوجه الثاني فهو منقطع . لأن قتادة لم يسمع من عائشة فهذا الاضطراب يمنع من تقوية الحديث ، و لذلك لم يحسنه الترمذي ، مع ما عرف به من التساهل . و لا يقويه ما أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 389 / 1 - منتخبه ) عن معلى بن عبد الرحمن : حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به ، لأن المعلى هذا شديد الضعف ، و من طريقه أخرجه البزار في " مسنده " و قال : " روى عن عبد الحميد أحاديث لم يتابع عليها ، و لا نعلم أحدا تابعه على هذا الحديث " . ذكره في " نصب الراية " ( 3 / 95 ) . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 263 ) : " رواه البزار ، و فيه معلى بن عبد الرحمن و قد اعترف بالوضع . و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به " ! قلت : هذا رجاء ضائع بعد اعترافه بالوضع ، و قد قال فيه الدارقطني : " ضعيف كذاب " . و قال أبو حاتم : " متروك الحديث " . و ذهب ابن المديني إلى أنه كان يضع الحديث . و قال أبو زرعة : " ذاهب الحديث " كما في " الميزان " . فهذه النقول عن هؤلاء الأئمة الفحول ، دليل على أن ابن عدي و غيره ممن أثنى عليه لم يعرفه . و روى البزار أيضا قال : حدثنا عبد الله بن يوسف الثقفي : حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة : حدثنا أبي عن وهب بن عمير قال : سمعت عثمان يقول : فذكره مرفوعا و قال : " وهب بن عمير لا نعلمه روى غير هذا الحديث ، و لا نعلم حدث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة ، و روح ليس بالقوي " . قلت : روح قال فيه أحمد : " منكر الحديث " . و ضعفه ابن معين . و أما ابن عدي فقال : ما أرى برواياته بأسا . و وهب ابن عمير ، أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 24 ) من رواية عطاء عنه عن عثمان و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . فهو مجهول . و عبد الله بن يوسف الثقفي لم أعرفه ، فهو إسناد مظلم ، و لذلك فلم ينشرح القلب لتقوية الحديث بمثله . و الله أعلم . (1/5) 679 - " إذا كان يوم عرفة ، إن الله ينزل إلى السماء الدنيا . فيباهي بهم الملائكة فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق ، أشهدكم أني قد غفرت لهم ، فتقول الملائكة : يا رب فلان كان يرهق ، و فلان و فلانة ، قال : يقول الله عز وجل : قد غفرت لهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما من يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 125 ) : ضعيف . رواه ابن منده في " التوحيد " ( 147 / 1 ) و أبو الفرج الثقفي في " الفوائد " ( 78 / 2 و 92 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 221 / 1 مخطوط و 7 / 159 - طبع المكتب الإسلامي ) عن مرزوق مولى أبي طلحة : حدثني أبو الزبير عن جابر مرفوعا . و قال ابن منده : " هذا إسناد متصل حسن من رسم النسائي ، و مرزوق روى عنه الثوري و غيره ، و رواه أبو كامل الجحدري عن عاصم بن هلال عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر ، و محمد بن مروان عن هشام عن أبي الزبير عن جابر " . و قال الثقفي : " إسناد صحيح متصل ، و رجاله ثقات أثبات ، مرزوق هذا هو أبو بكر مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي ثقة . روى عنه الثوري و أبو داود الطيالسي و غيرهم من الأئمة " . قلت : لكن قال ابن حبان في " الثقات " : " يخطيء " . و قال ابن خزيمة " أنا بريء من عهدته " . و قد خولف في بعض سياقه ، رواه محمد بن مروان العقيلي : حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به بلفظ : " ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة ، قال : فقال رجل : يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله ، و ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله تبارك إلى السماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي ، جاؤوا شعثا غبرا ، ضاحين ، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ، و لم يروا عذابي ، فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 116 / 2 ) و ابن حبان ( 1006 ) و البزار أيضا كما في " الترغيب " ( 2 / 126 ) و " مجمع الزوائد ( 3 / 253 ) و قال : " و فيه محمد بن مروان العقيلي وثقه ابن معين ، و ابن حبان ، و فيه بعض كلام ، و بقية رجاله رجال الصحيح " . و قال الحافظ في ترجمة العقيلي هذا : " صدوق له أوهام " . قلت : إنما علة الحديث أبو الزبير ، فإنه مدلس ، و قد عنعنه في جميع الطرق عنه . قال الحافظ : " صدوق ، إلا أنه يدلس " . و قال الذهبي : " و أما ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه : عن جابر ، و نحوه ، لأنه عندهم ممن يدلس ..... و في " صحيح مسلم " عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر ..... ففي القلب منها شيء " . و الحديث رواه ابن خزيمة أيضا و البيهقي باللفظ الأول كما في " الترغيب " . نعم قد صح من الحديث مباهاة الله ملائكته بأهل عرفة ، و قوله : " انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا " من حديث أبي هريرة و ابن عمرو و عائشة ، و هي في " الترغيب " ( 2 / 128 - 129 ) و قد خرجت حديث عائشة في " الصحيحة " ( 2551 ) . (1/6) 680 - " إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم : عليكم بالحجاج و المجاهدين فأضلوهم عن السبيل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 126 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 119 / 2 ) و ابن شاهين في " رباعياته " ( 187 / 2 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 8 / 18 / 1 ) و ابن عساكر في التجريد " ( 19 / 1 ) عن نافع أبي هرمز مولى يوسف بن عبد الله السلمي عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . نافع هذا قال أبو حاتم : " متروك الحديث " و قال البخاري : " منكر الحديث " ، و قد قيل : إنه نافع بن هرمز ، و قيل إنه غيره ، و في ترجمة ابن هرمز ساق الذهبي هذا الحديث و الله أعلم . و أيهما كان فهو ضعيف جدا ، و ابن هرمز كذبه ابن معين . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 215 ) ثم السيوطي في " الجامع " عن ابن عباس رواية الطبراني في " الكبير " و قال الهيثمي : " و فيه نافع بن هرمز أبو هرمز و هو ضعيف " . قلت : و لم ينفرد به فقد رواه ابن عساكر ( 15 / 1 ) من طريق جبارة بن مغلس : أخبرنا كثير بن سليم عن أنس به . قلت : و هذا سند واه جدا ، كثير بن سليم و هو الأيلي ضعفوه ، بل قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي : " متروك " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 223 ) : " كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه و يضع عليه " . و جبارة بن مغلس ضعيف . (1/7) 681 - " عليكم بالصلاة بين العشاءين ، فإنها تذهب بملاغاة أول النهار ، و تذهب آخره " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) : موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من رواية إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن الأعمش : حدثنا أبو العلاء العنبري عن سلمان مرفوعا . " و إسماعيل هذا متروك يضع الحديث ، قاله الدارقطني . و اسم أبي زياد مسلم ، و قد اختلف فيه على الأعمش " . كذا في " تخريج الإحياء " ( 1 / 309 - 310 ) . و الحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد تعقبه المناوي بكلام الحافظ العراقي المذكور ثم قال : " فكان ينبغي للمصنف حذفه " ! (1/8) 682 - " أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة ، و أهل مكة ، و أهل الطائف " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) : ضعيف . رواه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 129 / 2 ) عن الطبراني : حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة : حدثنا حرمي بن عمارة : حدثني سعيد بن المسيب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي أن حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أن القاسم بن الحسن الثقفي أخبره أن عبد الله بن جعفر أخبره به مرفوعا . ثم قال : " ذكر ابن أبي حاتم : سعيد بن السائب الطائفي يروي عن عبد الملك بن أبي زهير . و ذكر حمزة بن عبد الله بن أبي تيماء الثقفي روى عنه عبد الملك بن أبي زهير " . يعني أن سعيد بن السائب هو سعيد بن المسيب المذكور في السند بدليل أن ابن أبي حاتم ذكر أنه يروي عن شيخه في هذا السند عبد الملك بن أبي زهير ، و ابن أبي حاتم ذكر ذلك في ترجمة عبد الملك هذا ( 2 / 2 / 351 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما سعيد فوثقه ( 2 / 1 / 30 ) . و أما حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء فالظاهر أن ابن أبي تيماء تحرف على بعض الرواة كما يفيده كلام الضياء فيما نقله عن ابن أبي حاتم ، و قد ترجمه ( 1 / 2 / 213 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين باعترافه ، فقد أورد قبل هذه الترجمة بترجمتين رجلا آخر فقال ( 2 / 64 ) : " حمزة شيخ يروي المراسيل لا أدري من هو " ! ثم قال في حمزة هذا : " حمزة بن عبد الله الثقفي يروي عن القاسم بن حبيب ، روى عنه عبد الملك بن زهير " . كذا وقع فيه : ابن زهير . و أما القاسم بن حسن الثقفي ، فالظاهر أنه الذي في " ثقات ابن حبان " ( 1 / 186 ) : " القاسم بن الحسن يروي عن عثمان بن عفان ، روى عنه محمد بن إسحاق " . و الخلاصة أن الإسناد ضعيف مسلسل بالمجهولين : القاسم هذا ، و الراوي عنه حمزة و عنه عبد الملك بن أبي زهير ، فإيراد الضياء له في " المختارة " لا يجعله عندنا من الأحاديث المختارة ، بل هذا يؤيد ما ذكرته مرارا من أن شرطه في هذا الكتاب قائم على كثير من التساهل من الإغضاء عن جهالة الرواة تارة ، و عن ضعفهم تارة أخرى . (1/9) 683 - " أمان لأهل الأرض من الغرق القوس ، و أمان لأهل الأرض من الاختلاف الموالاة لقريش ، قريش أهل الله ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 128 ) : ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 280 ) و تمام ( 3 / 20 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 379 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 75 ) و كذا الطبراني ( 3 / 123 / 2 ) و من طريقه العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 19 / 2 ) عن إسحاق بن سعيد بن الأركون : حدثنا خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : واه ، و في إسناده ضعيفان " . قلت : الأول منهما ابن الأركون هذا . و قال الذهبي في " الميزان " : " قال الدارقطني : منكر الحديث ، و قال أبو حاتم : ليس بثقة " . و الثاني خليد بن دعلج قال ابن حبان : " كان كثير الخطأ " . و قال الساجي : " مجمع على تضعيفه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و عده الدارقطني في جماعة المتروكين . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد اقتصر العراقي على إعلاله بخليد فقط و هو قصور . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق أخرى عن خليد و قال ( 1 / 143 ) : " موضوع ، خليد ضعفوه ، و الراوي عنه منكر الحديث ، و وهب كذاب يضع ، و هو المتهم به " . و تعقبه السيوطي في " اللآلئ " ( 1 / 86 ) بهذه الطريق الخالية من وهب الكذاب فأصاب . ثم ذكر للشطر الأول منه شاهدا من رواية سعيد بن منصور عن سعيد أن هرقل كتب إلى معاوية يسأله عن القوس ؟ فكتب إلى ابن عباس يسأله ؟ فكتب إليه ابن عباس : " إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق " . و سكت السيوطي عن إسناده ، و هو صحيح ، و قد رواه البخاري أيضا في " الأدب المفرد " ( ص 113 ) و لكن لا يصح عندي شاهدا ، لأنه موقوف ، فيحتمل أن يكون مما تلقاه ابن عباس عن أهل الكتاب . و الله أعلم . (1/10) 684 - " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 129 ) : ضعيف . رواه الترمذي ( 3 / 246 ) و تمام في " الفوائد " ( 1 / 10 / 2 رقم 74 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 316 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 1 / 15 / 1 ) و السهمي ( 420 ) و ابن عساكر ( 15 / 134 / 2 ) عن نعيم بن حماد : أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا ، و ضعفه الترمذي بقوله : " غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد " . و قال أبو نعيم : " تفرد به نعيم " . قلت : و هو ضعيف لكثرة وهمه حتى قال أبو داود : " عنده نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل " . قال الذهبي : " و قد سرد ابن عدي في " الكامل " جملة أحاديث انفرد بها نعيم ، منها هذا الحديث " . قال المناوي : " و أورده ابن الجوزي في " الواهيات " و قال : قال النسائي : حديث منكر رواه نعيم بن حماد ، و ليس بثقة " . قلت : لكنه لم ينفرد به كما زعموا ، فقد وجدت له طريقين آخرين : الأول : عن أبي ذر ، أخرجه الهروي ( 14 - 15 ) من طريقين عن محمد بن طفر بن منصور حدثنا محمد بن معاذ حدثنا علي بن خشرم : حدثنا عيسى بن يونس عن الحجاج بن أبي زياد عن أبي الصديق أو عن أبي نضرة - شك الحجاج - عن أبي ذر مرفوعا به نحوه أتم منه . قلت : و هذا سند رجاله كلهم ثقات غير محمد بن طفر هذا فلم أجد من ترجمه ، و لعله هو آفة هذا الإسناد النظيف <1> . الثاني : عن الحسن البصري مرفوعا ، أخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 10 / 2 ) عن إبراهيم بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن معاوية عن الحسن به . و هذا سند ضعيف جدا ، و فيه علل : 1 - إرسال الحسن ، و مراسيله قالوا : هي كالريح ! 2 - اختلاط ليث بن أبي سليم . 3 - إبراهيم بن محمد إن لم يكن الأسلمي المتروك فلم أعرفه ، لكنه قد توبع كما يأتي . و الحديث سئل عنه أحمد فلم يعرفه ، و حدث به رجل فلم يعرفه . ذكره ابن قدامة في " المنتخب " ( 10 / 196 ) . ثم رأيت ابن أبي حاتم أورده في " العلل " ( 2 / 429 ) من طريق نعيم بن حماد ، ثم قال : " فسمعت أبي يقول : هذا عندي خطأ رواه جرير و موسى بن أيمن عن ليث عن معروف عن الحسن عن النبي صلى الله تعالى عليه و آله وسلم مرسل " . ----------------------------------------------------------- [1] ثم وجدت لابن طفر متابعين ، فأخرجت لذلك حديثه هذا في " الصحيحة " ( 2010 ) فراجعه ، فإن متنه يختلف عن هذا بعض الشيء . اهـ . (1/11) 685 - " لا صرورة في الإسلام " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 130 ) : ضعيف . أخرجه أبو داود ( 1729 ) و الحاكم ( 1 / 448 ) و أحمد ( 1 / 312 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 128 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 65 / 68 / 1 ) من طريق عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! قلت : و هذا من أوهامهما ، فإن عمر هذا هو ابن عطاء بن وراز ، و هو ضعيف اتفاقا ، و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " و قال : " ضعفه يحيى بن معين و النسائي و قال أحمد : ليس بقوي " . و هو غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار ، فهذا ثقة ، و هو يروي عن ابن عباس مباشرة ، فلعل الأول اشتبه عليهما بهذا فصححا إسناده ! و للحديث شاهد مجهول ، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 79 / 1 ) عن كلاب بن علي الوحيدي - من بني عامر - عن ابن جبير بن مطعم عن أبي مرفوعا به دون قوله " في الإسلام " . و كلاب هذا مجهول كما قال الذهبي و العسقلاني . (1/12) 686 - " اللهم واقية كواقية الوليد " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) : ضعيف . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 371 - بتحقيقي ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 11 / 1 ) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن سالم عن ابن عمر قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ........ " فذكره و قال : " لا يحدث به عن يحيى غير ابن عياش " . قلت : و هو شامي ضعيف في غير روايته عن الشاميين ، و هذا منه ، و ابن الضحاك كذاب . لكن الظاهر أنه روي من غير طريقه ، فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 182 ) بهذا اللفظ و قال : " قال أبو يعلى : يعني المولود . كذا فسر لنا ، رواه أبو يعلى ، و فيه راو لم يسم ، و بقية رجاله ثقات " . ثم وقفت على إسناد أبي يعلى في " مسنده " ( 3 / 1333 ) : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الحيري : أخبرنا سفيان : أخبرنا شيخ من أهل المدينة عن سالم به . لكن الحيري هذا لم أعرفه ، فلعله في " ثقات ابن حبان " . (1/13) 687 - " اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة ، لقمان الحكيم ، و النجاشي ، و بلال المؤذن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) : ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 170 ) و الطبراني ( 3 / 123 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 2 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي : أخبرنا أبي بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا أبي بن سفيان قال ابن حبان : " كان يقلب الأخبار ، و أكثر روايته عن الضعفاء " . قال البخاري : " لا يكتب حديثه " . و قال الدارقطني : " ضعيف له مناكير " . و الحديث ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان و قال ابن الجوزي : ( 2 / 232 ) : " لا يصح ، و المتهم به أبين كان يقلب الأخبار ، و عثمان لا يحتج به " . قلت : عثمان صدوق ، و إنما ضعف لروايته عن الضعفاء ، و هذا لا يقدح فيه ، و قد وثقه ابن معين ، و علة الحديث أبين هذا و إعلال ابن الجوزي له بعثمان أيضا قد تبع فيه ابن حبان ، فقد قال عقب الحديث : " و عثمان بن عبد الرحمن قد تبرأت من عهدته ، هذا متن باطل لا أصل له " . ثم ذكر السيوطي شاهدا من حديث واثلة بن الأسقع ، أخرجه الحاكم ( 4 / 284 ) لكن ليس فيه الأمر باتخاذ السودان ، و لا أنهم من سادات أهل الجنة ، و ذكر مهجعا بدل النجاشي . فهو شاهد قاصر . و يعارض هذا الحديث أحاديث رويت في ذم السودان يأتي بعضها ، فانظر الأرقام ( 726 و 727 ، 3218 ) . (1/14) 688 - " أوحى الله عز وجل إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم : يا داود ! ما من عبد يعتصم بي دون خلقي ، أعرف ذلك من نيته ، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا ، و ما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه و أرسخت الهوى من تحت قدميه ، و ما من عبد يطيعني إلا و أنا معطيه قبل أن يسألني ، و غافر له قبل أن يستغفرني " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) : موضوع . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 ) من طريق يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، المتهم به ابن السفر ، فإنه ممن يضع الحديث كما تقدم . و لعله من الإسرائيليات التي تلقاها كعب بن مالك عن بعض مسلمة أهل الكتاب ، ثم نسبه هذا الكذاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن عساكر وحده . و هذا قصور واضح ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء . (1/15) 689 - " زين الصلاة الحذاء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) : موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 292 / 1 ) : أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا يحيى بن أيوب : أخبرنا محمد بن الحجاج اللخمي : حدثنا عبد الملك بن عمير عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا . و قال : " هذا ليس له أصل عن عبد الملك بن عمير ، و هو مما وضعه محمد بن الحجاج على عبد الملك " . قلت : و من طريقه رواه تمام في " الفوائد " ( 138 / 2 ) . و ابن الحجاج هذا هو صاحب حديث الهريسة ، و قد روى ابن عدي تكذيبه عن جماعة من الأئمة ، و لهذا فقد أساء السيوطي بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى ، قال المناوي في " شرحه " : " و قال الهيثمي : فيه محمد بن الحجاج اللخمي و هو كذاب . انتهى . فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " . و حديث الهريسة المشار إليه هو الآتي : " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " . (1/16) 690 - " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 133 ) : موضوع . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 374 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 290 ) و ابن عدي ( 291 / 2 ) و تمام ( 29 / 114 - 115 ) من طريق محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة ، و قال تمام : " لم يرو هذا الحديث إلا محمد بن الحجاج " . و قال ابن عدي : " و هذا حديث موضوع ، وضعه محمد بن الحجاج " . و قال فيه ابن حبان : " كان محمد يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا تحل الرواية عنه " . و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق هذا الكذاب بألفاظ مختلفة ثم قال : ( 3 / 18 ) : " هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج و كان صاحب هريسة ( ! ) و غالب طرقه تدور عليه ، و سرقه منه كذابون " . و تعقبه السيوطي كعادته في " اللآلي " بأن له شواهد كثيرة ( 2 / 234 - 237 ) . و لو أردنا الكلام عليها لطال بنا المقال فحسبي أن أتكلم على شاهد واحد منها هو خيرها باعتراف السيوطي لتعرف حقيقة أمر هذا الشاهد ثم تقيس عليه ما غاب عنك من الشواهد الأخرى . قال الأزدي : حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة : حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا عمر [ و ] بن بكر عن أرطاة عن مكحول عن أبي هريرة قال : شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع . فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل ، ثم قال : أين أنت عن أكل الهريسة فإن فيها قوة أربعين رجلا ؟ قال الأزدي : " إبراهيم ساقط ، فنرى أنه سرقه و ركب له إسنادا " . قال السيوطي ( 2 / 236 ) : " قلت : إبراهيم روى له ابن ماجه ، و قال في " الميزان " : قال أبو حاتم و غيره : صدوق ، و قال الأزدي وحده : ساقط . قال : و لا يلتفت إلى قول الأزدي فإن في لسانه في الجرح رهقا . انتهى . و حينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث " . قلت : لم ينفرد الأزدي بجرح إبراهيم هذا بل سبقه إلى ذلك الساجي فقال كما في " التهذيب " : " يحدث بالمناكير و الكذب " . و لست أشك أن حديثه هذا كذب فإن لم يكن هو آفته فهو شيخه عمرو بن بكر و هو السكسكي قال ابن حبان ( 2 / 78 ) : " روى عن الثقات الأوابد و الطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يحل الاحتجاج به " . و قال الذهبي : " أحاديثه شبه موضوعة " . على أن ابن زبالة قريب منه في الضعف ، قال ابن حبان ( 2 / 132 ) : " يروي عن المدنيين الثقات الأشياء المعضلات " . (1/17) 691 - " ثلاث من كنوز البر : إخفاء الصدقة ، و كتمان الشكوى ، و كتمان المصيبة ، يقول الله عز وجل : إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر ، لم يشكني إلى عواده أبدلته لحما خير من لحمه ، و دما خير من دمه ، فإن أرسلته أرسلته و لا ذنب له ، و إن توفيته فإلى رحمتي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 134 ) : موضوع . تمام ( 6 / 119 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 15 / 120 / 2 ) و الطبراني في " الكبير " و أبو القاسم الحنائي في " الفوائد " ( 147 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 117 ) و في " الأربعين الصوفية " ( 60 / 2 ) من طريق الجارود بن يزيد : حدثنا سفيان يعني الثوري عن الأشعث عن ابن سيرين عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال الحنائي و أبو نعيم : " تفرد به الجارود . و زاد الأول : و هو ضعيف الحديث " . و كذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 199 ) إلا أنه قال : " و هو متروك و تعقبه السيوطي في " اللآلي " بقوله ( 4 / 395 ) : " قلت : لم يتهم الجارود بوضع " . قلت : بلى ، فقد قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 225 ) : " كان أبو أسامة يرميه بالكذب ، و قال أبي : هو كذاب " . و قال العقيلي : " يكذب و يضع الحديث " . و قال الحاكم : " روى عن الثوري أحاديث موضوعة " . و نحوه قول ابن حبان : " ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، و روى عن الثقات ما لا أصل له " . ثم قال في حديث الترجمة : " لا أصل له " . ثم ذكر السيوطي له شواهد منها : " ثلاث من كنوز البر ، كتمان الأوجاع ، و البلوى و المصيبات ، و من بث لم يصبر " . (1/18) 692 - " ثلاث من كنوز البر ، كتمان الأوجاع ، و البلوى و المصيبات ، و من بث لم يصبر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) : ضعيف جدا . رواه تمام ( 9 / 140 / 1 ) من طريق ناشب بن عمرو : حدثنا مقاتل بن حيان عن قيس بن سكن عن ابن مسعود مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا ، ناشب بن عمرو قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " ضعيف " . و قد روي الحديث من وجه آخر نحوه و هو : " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و الصدقه " . (1/19) 693 - " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و الصدقة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) : ضعيف . رواه الروياني في " مسنده " ( 250 / 1 ) و ابن عدي ( 151 / 2 ) و أبو نعيم ( 8 / 197 ) و القضاعي ( 21 / 2 ) عن زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث نافع و عبد العزيز ، تفرد به عنه زافر " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه ، و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و قد نقل ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 332 ) عن أبي زرعة أنه قال : " هذا حديث باطل " . قال ابن أبي حاتم : " و امتنع أبو زرعة أن يحدث به " . و قد رواه أبو زكريا البخاري في " فوائده " كما في " اللآلي " ( 2 / 396 ) عن هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن أبي رواد به نحوه . و هذا إسناد ضعيف ، بقية هو ابن الوليد و كان يدلس عن الضعفاء و الكذابين و قد عنعنه . و رواه أبو الحسين البوشنجي في " المنظوم " ( 4 / 2 ) و أبو علي الهروي في " الفوائد " ( 7 / 1 ) عن عبد الله بن عبد العزيز عن أبيه به . و عبد الله هذا هو عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال أبو حاتم و غيره : " أحاديثه منكرة " . و قال ابن الجنيد : " لا يساوي شيئا " . و قال ابن عدي : " روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليها " . لكن قد رواه أبو نعيم في كتاب " الأربعين " ( ق 60 / 2 ) من طريق منصور بن أبي مزاحم عن عبد العزيز به . و منصور هذا ثقة من رجال مسلم . و لكن يغلب على الظن أن السند إليه لا يصح . و من المؤسف أنه لا سبيل الآن إلى الرجوع إلى الأربعين " للنظر في إسناده ، لأنه مخطوط من مخطوطات الظاهرية ، و هي الآن خارج المكتبة في صناديق حديدية مقفلة صيانة لها من الحرق بسبب الحرب القائمة بين العرب و اليهود . ثم أعيدت الكتب إلى المكتبة ، فراجعت " الأربعين " فإذا هو يقول : حدثني عيسى بن حامد الرخجي - ببغداد - : حدثنا الحسن بن حمزة : حدثنا منصور بن أبي مزاحم به . و الرخجي هذا ثقة ، ترجمه الخطيب ( 11 / 178 - 179 ) . و أما الحسن بن حمزة فلم أجد له ترجمة ، فالظاهر أنه هو علة هذا الإسناد . و الله أعلم . (1/20) 694 - " أنا خاتم الأنبياء ، و أنت يا علي خاتم الأولياء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) : موضوع . رواه الخطيب ( 10 / 356 - 358 ) عن عبيد الله بن لؤلؤ السلمي : أخبرنا عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله يقول : أخبرني محمد بن سوار خالي : حدثنا مالك بن دينار : أخبرنا الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس مرفوعا في حديث طويل ساقه في فضل علي ، هذا منه . ثم قال الخطيب : " هذا الحديث موضوع من عمل القصاص ، وضعه عمر بن واصل ، أو وضع عليه " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 398 ) و نقل كلام الخطيب هذا و اقره هو و السيوطي ( 1 / 379 - 380 ) . و ذكره الحافظ في " اللسان " في ترجمة ابن لؤلؤ هذا و قال : " روى عن عمر بن واصل حديثا موضوعا ساقه الخطيب في ترجمته " . ثم ذكره . و إن من عجائب السيوطي أن يذكر لهذين المتهمين عنده - فضلا عن غيره حديثا آخر في كتابه " الجامع الصغير " ، و هو الآتي بعده . (1/21) 695 - " بعثت بمداراة الناس " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) : موضوع . رواه أبو سعد الماليني في " الأربعين في شيوخ الصوفية " ( 6 / 2 ) عن عبيد الله بن لؤلؤة الصوفي : أخبرني عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله يقول : أخبرني محمد بن سوار : أخبرني مالك بن دينار و معروف بن علي عن الحسن عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت سورة ( براءة ) : فذكره . قلت : و هذا موضوع المتهم به ابن لؤلؤة أو شيخه عمر بن واصل فإنهما تفردا برواية الحديث الذي قبله ، و هو موضوع قطعا ، و أحدهما هو الذي اختلقه ، و مع هذا فالسيوطي لا يتورع عن أن يروي لهما هذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " و قد تعقبه المناوي بهذين المتهمين ثم قال : " و فيه مالك بن دينار الزاهد ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و وثقه بعضهم " . (1/22) 696 - " لا بأس بقضاء شهر رمضان مفرقا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) : ضعيف . رواه الماليني في " الأربعين " ( 11 / 1 ) عن أبي عبيد البسري محمد بن حسان الزاهد : أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يحيى بن سليم الطائفي ضعيف لسوء حفظه . و بقية رجاله ثقات غير محمد بن حسان الزاهد ، فهو غير معروف الحال . قال السمعاني : " من مشاهير الصوفية " . و قال ياقوت في " معجمه " : " له كلام في الطريقة و كرامات " . و قد حدث عن جمع ، و عنه آخرون سماهم ياقوت ، و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا ، و قد خالفه الحافظ ابن أبي شيبة فقال في " المصنف " ( 3 / 32 ) ، و عنه الدارقطني ( ص 244 ) . و البيهقي في " سننه الكبرى " ( 4 / 259 ) : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن تقطيع قضاء رمضان ؟ فقال : فذكره نحوه . و هذا عن الطائفي أصح ، و هو مرسل أو معضل قال البيهقي : " و قد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم ، و لا يثبت متصلا " . و كأنه يشير إلى هذه الطريق ثم قال : " و قد روي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر مرفوعا ، و قد روي في مقابلته عن أبي هريرة في النهي عن القطع مرفوعا ، و كيف يكون ذلك صحيحا و مذهب أبي هريرة جواز التفريق ، و مذهب ابن عمر المتابعة ؟! " . و أما الوجه الآخر فلعله ما عند الدارقطني أيضا عن سفيان بن بشر : حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا نحوه . و قال : " لم يسنده غير سفيان بن بشر " . قلت : و هو في عداد المجهولين فإني لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب الرجال ، و كأنه لذلك ضعفه البيهقي كما سبق ، و أشار إلى ذلك الحافظ في " التلخيص " حيث قال بعد أن ذكره من طريق الدارقطني : " قال : و رواه عطاء عن عبيد بن عمير مرسلا . قلت : و إسناده ضعيف أيضا " . و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 4 / 198 ) : " و قد صحح الحديث ابن الجوزي و قال : ما علمنا أحدا طعن في سفيان بن بشر " ! فهو تصحيح قائم على حجة لا تساوي سماعها ! فإن كل راو مجهول عند المحدثين يصح أن يقال فيه : " ما علمنا أحدا طعن فيه " ! فهل يلزم من ذلك تصحيح حديث المجهول !؟ اللهم لا ، و إنها لزلة من عالم يجب اجتنابها . و أما حديث أبي هريرة المقابل لهذا فلفظه : " من كان عليه من رمضان شيء فليسرده و لا يقطعه " . و لكنه حسن الإسناد عندي تبعا لابن القطان و ابن التركماني ، و لذلك أوردته في " الأحاديث الصحيحة " . (1/23) 697 - " الإيمان بالنية و اللسان ، و الهجرة بالنفس و المال " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 137 ) : موضوع . رواه عبد الخالق بن زاهر الشحامي في " الأربعين " ( 260 / 1 ) عن نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : نوح بن أبي مريم معروف بالوضع ، و قد سبق مرارا ، و المحفوظ عن يحيى بن سعيد ما رواه عنه جماعة بإسناده الصحيح هذا مرفوعا بلفظ : " إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله ..... " الحديث . رواه الشيخان و غيرهما ، و لذلك فقد أساء السيوطي بإيراده هذا الحديث الموضوع في " الجامع " ! (1/24) 698 - " إن فاتحة الكتاب و آية الكرسي و الآيتين من ( آل عمران ) : *( شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة و ألو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم . إن الدين عند الله الإسلام )* و *( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء )* إلى قوله : *( و ترزق من تشاء بغير حساب )* هن مشفعات ، ما بينهن و بين الله حجاب ، فقلن : يا رب ! تهبطنا إلى أرضك و إلى من يعصيك ؟ قال الله : بي حلفت لا يقرؤهن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه ، و إلا أسكنته حظيرة الفردوس ، و إلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 138 ) : موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 218 ) و ابن السني ( رقم 322 ) و عبد الخالق الشحامي في " الأربعين " ( 26 / 2 ) عن محمد بن زنبور عن الحارث بن عمير : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و قال ابن حبان : " موضوع لا أصل له ، و الحارث كان ممن يروي عن الأثبات الموضوعات " . قلت : وثقه المتقدمون مثل ابن معين و غيره ، لكن قال الذهبي في " الميزان " : " و ما أراه إلا بين الضعف ، فإن ابن حبان قال في " الضعفاء " : روى عن الأثبات الأشياء الموضوعات ، و قال الحاكم : روى عن حميد و جعفر الصادق أحاديث موضوعة " . زاد في " المغني " : " قلت : أنا أتعجب كيف خرج له النسائي " . ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها ، ثم قال : " قال ابن حبان : موضوع لا أصل له " . و أقره في " الميزان " و الحافظ في " التهذيب " و لكنه قال : " و الذي يظهر لي أن العلة فيه ممن دون الحارث " ، و مال إليه الشيخ المعلمي رحمه الله في " التنكيل " ( 2 / 223 ) . قلت : بل علته الحارث هذا ، لأن مدار الحديث على محمد بن زنبور عنه ، و ابن زنبور لم يتهمه أحد ، بخلاف الحارث فقد علمت قول ابن حبان و الحاكم فيه ، بل كذبه ابن خزيمة كما يأتي فهو آفة هذا الحديث ، و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال : ( 1 / 245 ) : " تفرد به الحارث قال ابن حبان : كان يروي عن الأثبات الموضوعات ، روى هذا الحديث و لا أصل له . و قال ابن خزيمة : الحارث كذاب ، و لا أصل لهذا الحديث " . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 229 - 230 ) بأمرين : الأول : ما سبق من توثيق بعضهم للحارث ، و هذا لا يجدي شيئا بعد طعن ابن حبان و غيره فيه و روايته لهذا الحديث الذي يعترف ابن حبان و الذهبي بوضعه و يوافقهم الحافظ ابن حجر كما يشير إليه قوله السابق في " التهذيب " . الثاني : بقوله : و قد ورد بهذا اللفظ من حديث أبي أيوب . ثم ساقه . و في إسناده كذاب كما يأتي ، فما فائدة الاستشهاد به ؟! ( فائدة هامة ) : قال ابن الجوزي عقب الحديث : " قلت : كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصبا فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظني بالرواة ، فلما علمت أنه موضوع تركته ، فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ؟ قلت : استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا ، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية " . أقول : و إذا خرج عن المشروعية فليس من الخير في شيء ، فإنه لو كان خيرا لبلغه صلى الله عليه وسلم أمته ، و لو بلغه ، لرواه الثقات ، و لم يتفرد بروايته من يروي الطامات عن الأثبات . و إن فيما حكاه ابن الجوزي عن نفسه لعبرة بالغة ، فإنها حال أكثر علماء هذا الزمان و من قبله ، من الذين يتعبدون الله بكل حديث يسمعونه من مشايخهم ، دون أي تحقق منهم بصحته ، و إنما هو مجرد حسن الظن بهم . فرحم الله امرأ رأى العبرة بغيره فاعتبر . و حديث أبي أيوب المشار إليه هو : " لما نزلت *( الحمد لله رب العالمين )* ، و آية ( الكرسي ) ، و *( شهد الله )* ، و قل : *( اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* ، تعلقن بالعرش و قلن : أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك ؟ فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس ، و نظرت إليه كل يوم سبعين مرة ، و قضيت له سبعين حاجة ، أدناها المغفرة " . (1/25) 699 - " لما نزلت *( الحمد لله رب العالمين )* ، و آية ( الكرسي ) ، و *( شهد الله )* ، و *( قل اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* ، تعلقن بالعرش و قلن : أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك ؟ فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس ، و نظرت إليه كل يوم سبعين مرة ، و قضيت له سبعين حاجة ، أدناها المغفرة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) : موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق محمد بن عبد الرحمن بن بحير بن ريسان : حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق : حدثنا يحيى بن أيوب : حدثنا إسحاق بن أسيد عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد بن ثابت بن شرحبيل عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن أبي أيوب مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 229 - 230 ) شاهدا للحديث الذي قبله ، ثم سكت عليه فأساء ، لأن ابن ريسان هذا قال الذهبي : " اتهمه ابن عدي ، و قال ابن يونس : ليس بثقة ، و قال أبو بكر الخطيب : كذاب " . ثم ساق له حديثين ثم قال : " و هذان باطلان " ! و قال ابن حبان ( 2 / 260 ) : " كان ممن ينفرد بالمعضلات عن الثقات ، و يأتي بالمناكير عن المشاهير " . (1/26) 700 - " أيما ناشئ نشأ في طلب العلم و العبادة حتى يكبر و هو على ذلك أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) : ضعيف جدا . رواه تمام ( 29 / 112 / 1 رقم 2428 ) و ابن عبد البر في " جامع العلم " ( 1 / 82 ) من طريق يوسف بن عطية قال : أخبرنا مرزوق - و هو أبو عبد الله الحمصي - عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، من أجل يوسف بن عطية و هو الصفار البصري قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي و الدولابي : " متروك " . و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير " كما في " المجمع " ( 1 / 125 ) ثم قال : " و هو متروك الحديث " . و نقل المناوي في " فيض القدير " عن " ميزان الذهبي " أنه قال : " هذا منكر جدا " . قلت : و هذا صواب و لكن لم أره في ترجمة يوسف بن عطية من " الميزان " فلينظر . (1/27) 701 - " كان نقش خاتم سليمان : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) : موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و تمام الرازي ( 6 / 111 / 1 ) و ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) من طريق شيخ بن أبي خالد البصري : حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . ساقه العقيلي في ترجمة شيخ هذا و ساق له حديثين آخرين يأيتان قريبا ، ثم قال : " كلها مناكير ليس لها أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي فيها : " بواطيل " . و قال ابن حبان ( 1 / 360 ) : " لا يجوز الاحتجاج به بحال " . ثم ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها . ثم قال : " ثلاثتها موضوعات ، لا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ، و لا جابر رواه ، و لا عمرو حدث به ، و لا حماد بن سلمة " ، و الثاني من الأحاديث الثلاثة يأتي بعد حديث . و قال الذهبي في ترجمته : " شيخ مجهول دجال ، قال الحاكم : روى عن حماد بن سلمة أحاديث موضوعات في الصفات و غيرها " . ثم قال الذهبي : " فمن أباطيله عن حماد ..... " فذكر له هذا الحديث و الذي بعده . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي ثم قال : ( 1 / 201 ) : " لا يصح ، شيخ يروي الأباطيل ، لا يحتج به " . و تعقبه السيوطي بأنه ورد من طريق آخر عن عبادة بن الصامت . قلت : و فيه متهم فلا طائل من هذا التعقب كما يأتي بعده . و روي موقوفا على ابن عباس ! أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 169 ) ، و فيه داود بن سليمان الجرجاني و هو كذاب . و أما حديث عبادة فهو : " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه ، و كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي " . (1/28) 702 - " إن الرجل إذا ولي ولاية تباعد الله عز وجل منه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) : لا أصل له . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 129 ) من حديث أبي ذر مرفوعا ، فقال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل " . (1/29) 703 - " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه ، و كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 141 ) : موضوع . رواه الطبراني و عنه ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) عن مخلد الرعيني : حدثنا حميد بن محمد الحمصي عن أرطاة بن المنذر عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 171 ) شاهدا للحديث الذي قبله فأساء ، لأن الرعيني هذا قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " ثم ذكر له من أباطيله حديثين سبق أحدهما و هو " التراب ربيع الصبيان " رقم ( 410 ) . و الآخر يأتي بعد برقم ( 1252 ) إن شاء الله تعالى . و حميد بن محمد الحمصي لم أجده . و الله أعلم . (1/30) 704 - " أهل الجنة جرد إلا موسى بن عمران ، فإن له لحية إلى سرته " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 142 ) : باطل . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و الرازي في " فوائده " ( 6 / 111 / 1 ) عن شيخ بن أبي خالد البصري : حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . و قال العقيلي : " منكر ليس له أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و هذه بواطيل كلها " . قلت : و هو متهم بالوضع ، و قد ذكر له الذهبي أباطيل هذا أحدها ، و الثاني سبق قبله بحديث . و هذا الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي عن شيخ به . و قال ( 3 / 258 ) : " قال ابن حبان : موضوع ، شيخ بن أبي خالد كان يروي عن الثقات المعضلات لا يحتج به بحال " . و أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 2 / 456 ) . (1/31) 706 - " كان إذا سمع المؤذن قال : ( حي على الفلاح ) قال : اللهم اجعلنا مفلحين " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) : موضوع . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 90 ) عن أبي داود سليمان بن سيف : حدثنا عبد الله بن واقد عن نصر بن طريف عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته نصر بن طريف ، قال النسائي و غيره : " متروك الحديث " . و قال يحيى بن معين : " من المعروفين بوضع الحديث " . و قال الفلاس : " و ممن أجمع عليه أهل العلم <1> أنه لا يروى عنهم قوم منهم نصر هذا " . و عبد الله بن واقد هو الحراني ، و هو ضعيف جدا ، قال البخاري : " تركوه منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " سكتوا عنه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و ضعفه الجريري جدا . و سليمان بن سيف ( و في الأصل : يوسف خطأ ) هو الحراني ثقة ، فالآفة ممن فوقه . و من عجائب السيوطي أنه أورد الحديث برواية ابن السني هذه في " الدرر المنتثرة " ( ص 86 ) و سكت عليه مع أنه ألفه لأجل " بيان حال الأحاديث التي اشتهرت على ألسنة العامة و من ضاهاهم من الفقهاء الذين لا علم لهم بالحديث " ! و أسوأ من ذلك أنه أورده في " الجامع الصغير من حديث البشير النذير " ! ----------------------------------------------------------- [1] وقع في " الميزان " و اللسان " : " ...... من أهل الكذب ..... " و هو خطأ فاحش ، صححته من " الجرح و التعديل " . اهـ . (1/32) 707 - " كان إذا اهتم قبض على لحيته " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) : ضعيف . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 345 ) و تمام الرازي في " فوائده " ( 6 / 111 ) : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي ابن بنت عديس : حدثنا أبو زيد الحوطي : حدثنا محمد بن مصعب : حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، جعفر بن محمد هذا لم أجد له ترجمة . و أبو زيد الحوطي اسمه أحمد بن عبد الرحيم قال ابن القطان : " لا يعرف حاله " . و محمد بن مصعب هو القرقساني ضعيف لكثرة خطأه ، و قال ابن حبان : " يروي عن الثقات ما لا أصل له من حديث الأثبات " . قلت : لكنه عند ابن حبان من طريق أبي حريز سهل مولى المغيرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . و قال : " أبو حريز يروي عن الزهري العجائب " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن السني و أبي نعيم في " الطب " عن عائشة ، و أبي نعيم عن أبي هريرة " . و لم يتكلم شارحه المناوي على حديث عائشة بشيء ، و قد عرفت علته ، و إنما حصر كلامه في حديث أبي هريرة فقال : " قال الزين العراقي : إسناده حسن ا هـ . لكن أورده في " الميزان " و " لسانه " في ترجمة سهل مولى المغيرة من حديث أبي هريرة فقال : قال ابن حبان : لا يحتج به ، يروي عن الزهري العجائب ، و رواه البزار عن أبي هريرة قال الهيثمي : و فيه رشدين ضعفه الجمهور " . قلت : و هو في " زوائد البزار " ( ص 25 - 26 ) من طريق رشدين بن سعد عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . و رواه ابن عدي ( ق 188 / 2 ) عن سهل المتقدم عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن عائشة . و قال : " سهل عامة ما يرويه لا يتابع عليه و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " . و بالجملة فالحديث ضعيف من جميع طرقه ، لضعف رواته و اضطرابهم في إسناده . و روى عن عائشة بلفظ : " كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه و لحيته و تنفس صعداء ، و قال حسبي الله و نعم الوكيل ، فيعرف بذلك شدة غمه " . رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفاتيح المعاني " ( 258 / 2 ) : حدثنا أبو بكر محمد عبد الله الفقيه : حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي : حدثنا أبو سفيان الغنوي : حدثنا أحمد بن الحارث : حدثتني أمي أم الأزهر عن سدرة مولاة ابن عامر قالت : سمعت عائشة تقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أحمد بن الحارث قال أبو حاتم : " متروك الحديث " . و قال البخاري : " فيه نظر " . و من فوقه لم أجد من ذكرهما . و الحديث حسن إسناده الهيثمي في " أسمى المطالب " ( 46 / 1 ) فلعله بزعمه لطرقه ! أو تقليدا منه للعراقي ! (1/33) 708 - " كان لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بسراج " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 144 ) : موضوع . ابن سعد ( 1 / 387 ) و تمام ( 9 / 141 / 1 ) من طريق يحيى بن يمان عن سفيان عن جابر عن أم محمد عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته جابر ، و هو ابن يزيد الجعفي ، و هو كذاب كما قال أبو حنيفة و ابن معين و الجوزجاني و غيرهم . و أم محمد هذه لم أعرفها ، و لعلها زوجة زيد بن جدعان . و يحيى بن يمان ضعيف من قبل حفظه ، و لكن الحديث أورده الذهبي عن أبي محمد عن عائشة به . ثم قال : " رواه إبراهيم بن شماس عن يحيى القطان عن سفيان عن جابر الجعفي عن أبي محمد ، قال ابن حبان : و جابر قد تبرأنا من عهدته ، و أبو محمد هذا لا يجوز الاحتجاج به " . قلت : فقد تابع يحيى بن يمان يحيى القطان ، فالآفة من جابر أو شيخه . و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن سعد في الطبقات " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بقول ابن حبان المذكور آنفا . و ذكر أن البزار رواه أيضا . و بالجملة فالحديث موضوع بهذا الإسناد و الله أعلم ! ثم رأيت الحديث في " المجمع " ( 8 / 60 - 61 ) و قال : " رواه البزار ، و فيه جابر بن يزيد الجعفي و هو متروك " . (1/34) 709 - " إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 145 ) : موضوع . رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " قال : " حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن ريسان : حدثنا محمد بن الواقدي : حدثنا شعيب بن طلحة بن <1> عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق : حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن أبي بكر مرفوعا . نقلته من " الميزان " ، أورده في ترجمة الواقدي . قلت : و هذا سند هالك ، و فيه آفات و علل : 1 - طلحة بن عبد الله ، مجهول الحال ، قال يعقوب بن شيبة : " لا علم لي به " ، و وثقه ابن حبان على قاعدته . 2 - شعيب بن طلحة ، مثل أبيه ، قال ابن معين : " لا أعرفه " . و قال معن ( ابن عيسى ) : " لا يكاد يعرف " . و تباين فيه رأي أبي حاتم ، و الدارقطني فقال الأول : " لا بأس به " ! و قال الآخر : " متروك " . 3 - الواقدي و هو كذاب كما قال الإمام أحمد ، و قال ابن المديني و ابن راهويه و أبو حاتم و النسائي : " يضع الحديث " . 4 - ابن ريسان قال الخطيب و محمد بن مسلمة : " كذاب " . ( تنبيه ) و ما سبق من أقوال الأئمة في الواقدي ، جرح مفسر لا خفاء فيه ، فلا تلتفت بعد ذلك إلى محالة ابن سيد الناس في مقدمة كتابه " عيون الأثر " ( ص 17 - 21 ) المدافعة عنه اعتمادا منه على توثيق من وثقه ، ممن لم يتبين له حقيقة أمره ، و لا إلى قول ابن الهمام معبرا عن رأي الحنفية فيه : " و الواقدي عندنا حسن الحديث " ، كما نقله الشيخ أبو غدة الكوثري ( ! ) في تعليقه على " قواعد في علوم الحديث " للتهانوي ( ص 349 ) ، بمناسبة قول التهانوي هذا في صدد رده على قول الحافظ في " الفتح " : " و قد تعصب مغلطاي للواقدي ، فنقل كلام من قواه و وثقه ، و سكت عن ذكر من وهاه و اتهمه ، و هم أكثر عددا و أشد إتقانا ، و أقوى معرفة من الأولين ... و قد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذبه " . فرده التهانوي بقوله : " و لم يتعصب مغلطاي للواقدي ، بل استعمل الإنصاف ، فإن الصحيح في الواقدي التوثيق " ! أقول : فلا تغتر بهؤلاء الذين مالوا إلى توثيقه ، فإنهم خالفوا القاعدة المتفق عليها عند المحدثين أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ، و لعل الحنفية يقولون هنا كما قالوا فيما جرح به أبو حنيفة رحمه الله : إن مصدر ذلك التعصب ! و بذلك طعنوا في أئمة المسلمين بغير حق ، في سبيل تخليص رجل منهم مما قيل فيه بحق . فاعتبروا يا أولي الأبصار . و بعد كتابة ما سبق رأيت للشيخ زاهد الكوثري كلاما حسنا حول جرح الواقدي اتبع هنا سبيل أئمة الحديث و أقوالهم ، فأرى أنه لا بأس من نقل كلامه ملخصا ، لا احتجاجا به - فليس هو عندنا في موضع الحجة - و إنما ردا به على متعصبة الحنفية - و هو منهم - الذين لا يبالون بمخالفة أقوال أئمة الحديث و نقاده ، إذا كان لهم في ذلك هوى ، كما فعل التهانوي ، و قلده أبو غدة الكوثري ، مع أنه خلاف قول شيخه الكوثري الذي يفخر بالانتساب إليه ، فقد قال في " مقالاته " ( ص 41 - 44 ) في صدد رده على من احتج بحديث الواقدي المتقدم برقم ( 14 ) : " انفرد بروايته من كذبه جمهرة أئمة النقد بخط عريض ، فقال النسائي في " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة : الواقدي بالمدينة . و قال البخاري : قال أحمد : الواقدي كذاب . و قال ابن معين : ضعيف ليس بثقة . و قال أبو داود : لا أشك أنه كان يفتعل الحديث . و قال أبو حاتم : كان يضع . كما في " تهذيب التهذيب " و غيره . و جرح هؤلاء مفسر لا يحتمل أن يحمل التكذيب في كلامهم على ما يحتمل الوهم كما ترى ، و إنما مدار الحكم على الخبر بالوضع أو الضعف الشديد من حيث الصناعة الحديثية هو انفراد الكذاب أو المتهم بالكذب أو الفاحش الخطأ ، لا النظر إلى ما في نفس الأمر ، لأنه غيب . فالعمدة في هذا الباب هي علم أحوال الرواة ، و احتمال أن يصدق الكذاب في هذه الرواية مثلا احتمال لم ينشأ من دليل فيكون وهما منبوذا " . و من الغرائب أن يغتر بتوثيق الواقدي بعض متعصبة الشافية ، ما سبب ذلك إلا غلبة الأهواء ، و الجهل بهذا العلم على كثير من الكتاب كالدكتور البوطي الذي اعتمد على روايات الواقدي و صححها في كتابه " فقه السيرة " ، كما تراه مفصلا في ردي عليه في رسالة مطبوعة ، فليراجعها من شاء . و قد قصر الكلام على الحديث بعض الأئمة ! فأعله الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 360 ) بالواقدي فقط ، فقال : " و هو ضعيف جدا " . و نقله عنه المناوي في " الفيض " بإسقاط لفظ " جدا " ! و أغرب منه قول الحافظ السخاوي في " المقاصد " ( 206 ) : " و رجاله موثقون ، إلا أنه نقل عن الدارقطني في شعيب أنه متروك ، و الأكثر على قبوله " . قلت : و هذا قصور فاحش من مثل هذا الحافظ ، فكيف يصح إعلال الحديث برجل مختلف فيه و لم يتهم ، و في الطريق إليه كذابان ؟! و ممن قصر فيه أيضا الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 213 ) ، فإنه نقل كلام السخاوي باختصار ، و أقره ! و لا عجب في ذلك فهو في الحديث ناقل مقلد ، و ليس بالعالم المجتهد . أقول : و حري بمثل هذا الحديث الباطل أن لا يرويه إلا مثل هذين الكذابين ، فإنه حديث خطير يقضي على باب كبير من أبواب التربية و الإصلاح في الشرع ، ألا و هو باب الوعيد و ما فيه من الآيات و الأحاديث في إيعاد العصاة من هذه الأمة بالنار الموقدة *( التي تطلع على الأفئدة )* ، و الأحاديث الصحيحة في بيان هذا كثيرة جدا أذكر بعض ما يحضرني الآن منها على سبيل المثال : 1 - " ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : المسبل إزاره و المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة ، و المنفق سلعته بالحلف الكاذب " . رواه مسلم عن أبي ذر و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 892 ) و " تخريج الحلال " ( 170 ) . 2 - " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم و لهم عذاب أليم : شيخ زان ، و ملك كذاب و عائل مستكبر " . رواه مسلم عن أبي هريرة . 3 - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : " حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده و أراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الله الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، و حرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا " <2> رواه الشيخان عن أبي هريرة . و في حديث أبي سعيد : فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه ، و إلى ركبتيه و ... " . رواه مسلم . فهذه الأحاديث و غيرها صريحة في بطلان هذا الحديث ، إذ كيف يكون العذاب أليما و هو كحر الحمام ؟! بل كيف يكون كذلك و قد أحرقتهم النار ، و أكلت لحمهم ، حتى ظهر عظمهم ؟! و بالجملة فأثر هذا الحديث سيء جدا لا يخفى على المتأمل فإنه يشجع الناس على استباحة المحرمات ، بعلة أن ليس هناك عقاب إلا كحر الحمام ! ----------------------------------------------------------- [1] الأصل : حدثنا ، و التصويب من " المقاصد الحسنة " و تراجم الرجال . [2] أي احترقوا ، و المحش احتراق الجلد و ظهور العظم . كذا في " الفتح " . اهـ . (1/35) 710 - " كان يستعط بدهن الجلجان إذا وجع رأسه . يعني دهن السمسم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) : لا يصح . رواه المخلص ( 203 / 2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن أبي جعفر عن أبيه عن علي مرفوعا . قلت : و عثمان هذا هو الوقاصي و هو كذاب كما مضى مرارا . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن سعد عن أبي جعفر مرسلا . و لم يتكلم عليه المناوي بشيء فإن كان في طريقه الوقاصي هذا فالحديث موضوع ، و إلا فينظر فيه . ثم رأيت ابن سعد أخرجه في " الطبقات " : ( 1 / 448 ) من طريق إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر به نحوه و زاد : " و يغسل رأسه بالسدر " . قلت : و جابر هو ابن يزيد الجعفي ، و هو متهم كما تقدم ( 708 ) . (1/36) 711 - " إذا سمعتم النداء فقوموا ، فإنها عزمة من الله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) : موضوع . رواه أبو نعيم ( 2 / 174 ) عن أحمد بن يعقوب قال : حدثنا الوليد بن سلمة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سعيد ( الأصل أحمد و هو خطأ ) ابن المسيب عن عثمان بن عفان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الوليد بن سلمة و هو الطبراني قال دحيم و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " يضع الحديث على الثقات " . و أحمد بن يعقوب قال المناوي : " هو الترمذي ، قال الدارقطني : لا أعرفه و يشبه أن يكون ضعيفا " . (1/37) 712 - " نعم الرجل الفقيه ، إن احيتج إليه انتفع به ، و إن استغني عنه أغنى نفسه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) : موضوع . رواه ابن عساكر ( 13 / 173 / 1 ) عن عباد بن يعقوب الرواجني : أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي رفعه . قلت : و هذا موضوع آفته عيسى بن عبد الله هذا العلوي ، قال الدارقطني : " متروك الحديث " ، و قال ابن حبان ( 2 / 119 ) : " يروي عن آبائه أشياء موضوعة " . و ساق له الذهبي أحاديث ظاهر عليها الوضع ، و قال في أحدها : " هذا لعله موضوع " . و من تلك الأحاديث : " كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر و الأترج " . و سيأتي برقم ( 1393 ) . و قد تساهل في عيسى هذا أبو حاتم الرازي - على خلاف عادته ، فقال ابنه في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 280 ) عنه : " لم يكن بقوي الحديث " . (1/38) 713 - " كان إذا أخذ من شعره أو قلم أظفاره ، أو احتجم بعث به إلى البقيع فدفن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) : باطل . قال ابن أبي حاتم ( 2 / 337 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه يعقوب بن محمد الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : فذكره . قال أبو زرعة : " حديث باطل ليس له عندي أصل و كان حدثهم قديما في كتاب " الآداب " فأبى أن يقرأه ، و قال : اضربوا عليه ، و يعقوب بن محمد هذا واهي الحديث " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الوهم و الرواية عن الضعفاء " . قلت : و لعل الآفة من بعض الضعفاء الذين تلقى هذا الحديث عنه فإنه لم يسمع من هشام بن عروة بل لم يلحقه كما جزم بذلك الذهبي في حديث آخر له موضوع تقدم برقم ( 104 ) فراجعه . (1/39) 714 - " النساء على ثلاثة أصناف ، صنف كالوعاء تحمل و تضع ، و صنف كالعر - و هو الجرب - ، و صنف ودود ولود ، تعين زوجها على إيمانه ، فهي خير له من الكنز " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) : منكر . رواه تمام في " الفوائد " ( 206 / 2 ) عن عبد الله بن دينار عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا ، و قال : " عبد الله بن دينار هو الحمصي " . قلت : و هو ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " تبعا لغير واحد من الأئمة ، و منهم أبو حاتم ، فقد قال ابنه في " العلل " ( 2 / 310 ) بعد أن ساق الحديث : " و قال أبي ، هذا حديث منكر ، عبد الله بن دينار منكر الحديث " . بل قال الدارقطني " ضعيف لا يعتبر به " . (1/40) 715 - " نعم الفارس عويمر ، غير أنه - يعني - غير ثقيل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) : ضعيف . أورده الحاكم ( 3 / 337 ) معلقا ، فقال : " و قيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي الدرداء و الناس منهزمون كل وجه يوم أحد ، فقال : ....... " فذكره . و كذلك علقه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 392 ) فقال : " قال محمد بن عمر : و روى بعضهم أن أبا الدرداء شهد أحدا ، و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إليه ..... " . و قد روي مرسلا ، فقال الحافظ في ترجمة عويمر من " الإصابة " ( 5 / 46 ) : " قال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : " نعم الفارس عويمر ، و قال : هو حكيم أمتي " . (1/41) 716 - " من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها ، و ذلك قول الله عز وجل *( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين )* " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) : موضوع . ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 319 ) فقال : رواه سهل بن عثمان العسكري عن ابن العذراء عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس فذكره موقوفا عليه و قال : " قال أبي هذا حديث كذب موضوع " . قلت : و أقره الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( ص 7 رقم 52 ) . و قال السيوطي في " الدر " ( 1 / 78 ) : " أخرجه ابن أبي حاتم و الطبراني و الخطيب و الديلمي عن ابن عباس قال : ... " . فذكره موقوفا أيضا . قلت : و الآفة من ابن العذراء هذا ، فقد أورده الذهبي في " فصل من عرف بأبيه " و قال : " عن ابن جريج ، له حديث في النعل الأصفر ، لا شيء " . و كذا في " اللسان " . و من تساهلات ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " أنه أورده جازما بقوله ( 1 / 110 ) : " و قال ابن جريج ...... " ! و هذا مما لا يليق به ، ما دام أن السند إلى ابن جريج غير ثابت لجهالة ابن العذراء هذا ، و اتهام الإمام أبي حاتم إياه بهذا الحديث ، بل كان من الواجب على ابن كثير أن ينقل كلام الإمام كما فعل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ، لكن الظاهر أنه لم يستحضره عند كتابته ، و الله أعلم . و الحديث أورده الزمخشري في " تفسيره " بلفظ : " من لبس نعلا صفراء قل همه " . فقال ابن حجر في تخريجه : " موقوف لم أجده " . (1/42) 717 - " من أشرك بالله فليس بمحصن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 151 ) : ضعيف . أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 350 ) و البيهقي ( 8 / 216 ) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : أنبأ عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به ، و قال الدارقطني : " لم يرفعه غير إسحاق ، و يقال : إنه رجع عنه ، و الصواب موقوف " . قلت : الرفع ليس من إسحاق ، بل هو تلقاه مرفوعا تارة ، و موقوفا تارة أخرى ، فروى كما سمع ، فقد ساقه الزيلعي في " نصب الراية " ( 3 / 327 ) ناقلا إياه من " مسنده " أعني مسند إسحاق بن راهويه و هو ابن إبراهيم الحنظلي و قال عقبه : " قال إسحاق : رفعه مرة ، فقال : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و وقفه مرة " . و قال الزيلعي عقبه و بعد أن نقل كلام الدارقطني المتقدم : " و هذا لفظ إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما تراه و ليس فيه رجوع ، و إنما أحال التردد على الراوي في رفعه و وقفه " . قلت : و أنا أرى أن التردد المذكور إنما هو من شيخ إسحاق و هو عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، فإنه و إن كان ثقة و من رجال مسلم ، ففي حفظه شيء أشار إليه الحافظ بقوله فيه في " التقريب " : " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ ، قال النسائي : حديثه عن عبيد الله العمري منكر " . قلت : و هذا من روايته عن عبيد الله كما ترى فهو منكر مرفوعا ، و المحفوظ موقوف على ابن عمر ، كذلك رواه جمع من الثقات عن نافع . فأخرجه الدارقطني و البيهقي من طريق موسى بن عقبة ، و البيهقي من طريق جويرية كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفا . و قال البيهقي : " هكذا رواه أصحاب نافع عن نافع " . و أما ما رواه الدارقطني و البيهقي من طريق أحمد بن أبي نافع : أخبرنا عفيف بن سالم : أخبرنا سفيان الثوري عن موسى بن عقبة به عن ابن عمر مرفوعا فهو وهم ، قال الدارقطني : " وهم عفيف في رفعه و الصواب موقوف من قول ابن عمر " . قلت : عفيف ثقة عند ابن معين و غيره ، و إنما الوهم عندي من أحمد بن أبي نافع ، فإنه لم تثبت عدالته ، و به أعله ابن عدي فقال : عن أبي يعلى الموصلي : " لم يكن موضعا للحديث " . و ذكر له أحاديث أنكرت عليه منها هذا فقال : " هو منكر من حديث الثوري " . قلت : وجدت له طريقا أخرى . رواه ابن عساكر ( 13 / 394 / 1 ) عن الهيثم بن حميد : أخبرنا العلاء بن الحارث : أخبرنا عبد الله بن دينار : أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، العلاء بن الحارث كان اختلط . و شيخه عبد الله بن دينار إن كان هو الحمصي المتقدم في الحديث ( 714 ) فهو ضعيف ، و إن كان المدني فهو ثقة ، و الأول أقرب لأن العلاء دمشقي ، و الله أعلم . (1/43) 718 - " من اعتم فله بكل كورة حسنة ، فإذا حط فله بكل حطة حطة خطيئة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 152 ) : موضوع . ذكره الهيتمي في " أحكام اللباس " ( 9 / 2 ) في جملة أحاديث أوردها في فضل العمامة لم يخرجها و لكنه عقبه بقوله : " و لولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم " . قلت : و هذا الحديث و أمثاله من أسباب انتشار البدع في الناس ، لأن أكثرهم حتى من المتفقهة لا تمييز عندهم بين الصحيح و الضعيف من الحديث ، و قد يكون موضوعا ، و لا علم عنده بذلك فيعمل به و تمر الأعوام و هو على ذلك فإذا نبه على ضعفه بادرك بقوله : لا بأس ، يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ! و هو جاهل بأن الحديث موضوع أو شديد الضعف كهذا ، و مثله لا يجوز العمل به اتفاقا ، و إني لأذكر شيخا كان يؤم الناس في بعض مساجد حلب ، على رأسه عمامة ضخمة تكاد لضخامتها تملأ فراغ المحراب الذي كان يصلي فيه ! فإلى الله المشتكى مما أصاب المسلمين من الانحراف عن دينهم بسبب الأحاديث الضعيفة و القواعد المزعومة ؟ (1/44) 719 - " مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل و لا تكون في ابنه ، و تكون في الابن و لا تكون في أبيه ، و تكون في العبد و لا تكون في سيده ، فقسمها الله عز وجل لمن أراد السعادة : صدق الحديث ، و صدق البأس ، و حفظ اللسان ، و إعطاء السائل ، و المكافأة بالصنائع ، و أداء الأمانة ، و صلة الرحم ، و التذمم للجار ، و التذمم للصاحب ، و إقراء الضيف ، و رأسهن الحياء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) : ضعيف جدا . تمام في " فوائده " ( 15 / 102 / 1 ) من طريق الوليد بن الوليد قال : حدثني ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا ، الوليد هذا هو الدمشقي ، قال الذهبي : " منكر الحديث و قواه أبو حاتم ، و قال غيره : متروك ، و وهاه العقيلي و ابن حبان ، و له حديث موضوع " . قلت و كأنه يعني هذا الحديث فقد قال الحافظ في ترجمة الوليد هذا من " اللسان " بعد أن ذكر أن ابن حبان أورده في " الضعفاء " : " و أورد له عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة خبرا قال فيه : لا أصل له من كلام النبي صلى الله عليه وسلم " . و الظاهر أنه يعني هذا . ثم تأكدت من هذا الذي استظهرته ، فقد رأيت ابن حبان قد ساق الحديث في ترجمة الوليد من كتابه " الضعفاء و المجروحين " ، قال في الحديث ما سبق نقله عن الحافظ ، و قال في الوليد : " يروي عن ابن ثوبان و ثابت بن يزيد العجائب " . ثم إن الظاهر أيضا من كلامهم أن الوليد كان يرويه تارة عن الأوزاعي مباشرة و تارة يدخل بين نفسه و بين الأوزاعي ثابت بن يزيد ، فقد قال الذهبي في ترجمة " ثابت " هذا بعد أن ساق الحديث : " رواه الحاكم و البيهقي في " الشعب " و قال الحاكم : " ثابت بن يزيد الذي أدخله الوليد بينه و بين الأوزاعي مجهول و ينبغي أن يكون الحمل عليه " . و قال البيهقي : و روي من وجه آخر عن عائشة موقوفا و هو أشبه " . و صرح المناوي بشدة ضعف المرفوع ، و نقل عن ابن الجوزي أنه قال : " لا يصح ، و لعله من كلام بعض السلف ، و ثابت بن يزيد ضعفه يحيى " . (1/45) 720 - " لا يدخل ملكوت السماوات من ملأ بطنه " قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) : لا أصل له . و إن أورده الغزالي في " الإحياء " حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقد قال الحافظ العراقي في " تخريجه " ( 3 / 69 ) : " لم أجده " . و كذا قال السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) . ثم وجدت له طريقا موقوفا ، فقال ابن وهب في " الجامع " ( ص 77 ) : حدثنا ابن أنعم أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : فذكره موقوفا عليها . و هذا إسناد معضل ، و قد وصل ، فقال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 41 ، 45 ، 53 ) : حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي : حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم : حدثنا زياد بن أبي منصور عن عائشة به . قلت : و هذا سند ضعيف ، زياد هذا لم أجد له ترجمة . و ابن أنعم ضعيف . و السوسي مترجم في " تاريخ بغداد " ( 5 / 202 ) . (1/46) hg[.x hgehge uav lk hgsgsgi hgqudtm gghlhl hghgfhkd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01 / 04 / 2016, 40 : 05 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه اخي ****** ابوعبدالله عبدالرحيم[/motr] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01 / 04 / 2016, 31 : 09 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ونفع بكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال @@@@@@@@@@@@@@@ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 04 / 2016, 02 : 03 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم اخي ****** الحاج ابوتوفيق رفع الله قدركم في الدارين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 04 / 2016, 03 : 03 AM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه اخي ****** الحاج عبد الجواد اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للامام, من, الالباني, الثالث, الجزء, السلسله, الضعيفة, عشر |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018