14 / 06 / 2008, 21 : 06 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 05 / 12 / 2007 | العضوية: | 1 | المشاركات: | 1,967 [+] | بمعدل : | 0.31 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 410 | نقاط التقييم: | 30 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام خطبة بدع رجب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه خطبة عن بدع شهر رجب لعل ينفع بها الحمد لله القائل في محكم التنزيل أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء وأشهد أن لا إله إلا الله وفق من شاء لإتباع الملة والسنة، وأبعد من أبى إلا المخالفة والابتداع أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنـون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه وهو القائل ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله وقد أمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه)) اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر المرسلين أما بعد: أيها المؤمنون، إن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى بعض الأوقات والأزمنة، وخصها بفضائل ومواهب، ميزها بها عن غيرها من الأزمان، ففضل الله سبحانه الأشهر الحرم على غيرها من الأشهر ببعض الفضائل والأحكام، قال الله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِين ، وهذه الأشهر قد بينها النبي فقال: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان)) متفق عليه.فشهرنا هذا شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي نهانا الله سبحانه فيها عن ظلم أنفسنا، ويكون ذلك بالكف عن الفحشاء والمنكر، كما قال الأول: وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع أيها المؤمنون، إن مما أحدثه الناس في هذا الشهر تخصيصهم شهر رجب بأنواع من البدع والمحدثات، فمن ذلك تخصيصهم أول جمعة من هذا الشهر بصلاة يسمونها صلاة الرغائب فذلك بدعة محدثة، كما صرح بذلك النووي وشيخ الإسلام والعز ابن عبد السلام والشاطبي وغيرهم. وقال النووي - رحمه الله تعالى -"هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب قاتل الله واضعها ومخترعها فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي والليث وغيرهم والحديث المروي فيها كذب بإجماع أهل المعرفة بالحديث.ومن ذلك أيضًا تخصيصهم شهر رجب بصيام أيام معينة منه وقد كان عمر - رضي الله عنه - ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية. ويقول: ما رجب؟ إن رجباً كان يعظمه أهل الجاهلية فلما كان الإسلام ترك. وفي رواية كره أن يكون صيامه سُنَّة. وعن أبي بكرة رضي الله عنه أنه رأى أهله يتهيئون لصيام رجب فقال لهم: أجعلتم رجباً كرمضان، وألقى السلال وكسر الكيزان. (الإرواء 957 وقال الألباني: صحيح) قال الإمام ابن القيم: ولم يصم - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الأشهر سردا (أي رجب وشعبان ورمضان) كما يفعله بعض الناس ولا صام رجبا قط ولا استحب صيامه. قال ابن حجر رحمه الله: "لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة" تبيين العجب21. وفي فتاوى اللجنة الدائمة: أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع.فاحذروا ـ أيها المؤمنون ـ البدع والمحدثات.فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف وكذلك مما أحدث في رجب العمرة، ويسمونها الرجبية، وهذا أيضاً من الخطأ فإنه لم يرد حديث في فضل العمرة في شهر من الشهور إلا في شهر رمضان، فقد ورد في الصحيح أن ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) وفي رواية: ((حجة معي)) ولذلك فإن من اعتمر في هذا الشهر قاصداً الشهر فقد أخطأ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب أبداً مع أنه اعتمر أربع مرات. قال الشيخ علي بن إبراهيم العطار المتوفى سنة 724هـ : ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفا اعتياد كثرة الاعتمار في رجب وهذا مما لا أعلم له أصلا بل ثبت في حديث أن الرسول صلى الله عليه قال : عمرة في رمضان تعدل حجة. وقال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - في فتاويه: أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له، واعلموا ـ عباد الله ـ أن ما شاع عند البَعْض الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ليلة السابع والعشرين من رجب، وهذا أمر محدث لم يكن عليه عمل النبي ولا أصحابه، ولا القرون المفضّلة، ولا من تبعهم بإحسان من أهل الفضل والإيمان. ثم إن هذا العمل كما هو خطأ شرعًا فهو خطأ تاريخيًا أيضاً؛ فإن تحديد هذه الواقعة بهذه الليلة لم يثبت تاريخيًا، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وذكر بعض القصّاص أن الإسراء والمعراج كان في رجب، وذلك كذب". ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ عند الكلام عن ليلة الإسراء والمعراج ـ: "ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عَشْرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به، ولا شُرِعَ للمسلمين تخصيص الليلة التي يُظنّ أنها ليلة الإسراء، بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر". قال أبو شامة - رحمه الله تعالى -" ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب ".وكل هذا من البدع والمحدثات التي لم يفعلها النبي ولا السلف الصالح، وهي لا تزيد العبد من الله إلا بعدًا، ففي الصحيح من حديث عائشة مرفوعًا: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) مسلم.قال ابن القيم رحمه الله: "وكل عمل بلا اقتداء فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعدًا، فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره، لا بالآراء والأهواء" مدارج السالكين 1/176. اللهم اجعلنا من العاملين بالكتاب والسنة المتمسكين بهما. الحمد لله حمدًا لا ينفذ، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من تعبّد. اللهم صلِّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين.أما بعد: فيا أيها المسلمين، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجل، فهي وصية الله جلّ وعلا لعباده الأوّلين والآخرين.عباد الله، فيا أمة محمد، احذروا الخروج عن هديه، والتزموا سنّته؛ تنالوا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.فاتقوا الله عباد الله، والزموا الكتاب والسنة، فإنه لا نجاة للعبد إلا بهما، واعلموا أنه لم يثبت من هذه المحدثات شيء، وإن المسلم الطالب للخير والثواب يبحث عنه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: ((وإني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي)) وفي القرآن قوله تعالى: وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وليعلم العبد المسلم أنه والله لو أراد الخير والتمسك بالطاعات فإنها كثيرة فلا داعي للزيادة على ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنقم بما أمرنا به ومن فعل ذلك فقد ضمن له الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة يقول ابن مسعود: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق). فعلينا إذا ألا نزيد في دين الله ما ليس منه، وعلينا أن نتمسك بسنة رسول الله قال بعض أهل العلم: السنة سفينة نوح من تمسك بها نجا. فماذا يريد المسلم إلا النجاة؟فعلينا جميعًا ـ يا عباد الله ـ أن نحذّر أنفسنا من هذه البدع، و أن نحاربها بجميع ما نملك.هذا وصلوا على النبي المصطفى والرسول المجتبى فقد أمرنا الله جل وعلا أن نصلي عليه فقال: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا .اللهم صلِّ وسلِّم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد، وأرض اللهم عن الأربعة الخلفاء منقوووووول
o'fm f]u v[f
|
| |