أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: نداء الفجر يرفعه محمد جبارين من الأقصى - السبت 10 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي السبت 10 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري السبت 10 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ علي الحذيفي 9 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 9 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 9 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ فيصل غزاوي 9 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة للشيخ حسين آل الشيخ 9 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة للشيخ بندر بليلة 9 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 9 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 465 المشاهدات 90393  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 19 / 08 / 2021, 22 : 01 AM   المشاركة رقم: 431
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
التوسيع على الأهل والأقارب فلا بأس به!


والمسألة ورد فيها حديث ..
و
لكنه مختلف فيه، فــ
أكثر أهل العلم على تضعيفه !!!!...
و
هو عن عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « من وسع على عياله يوم عاشوراء .. لم يزل في سعة سائر سنته ».

واذهب إلى التخريج وأقوال العلماء:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتجده في :

1. المرجع الأول ] ( مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد؛ ذكر في كتاب الصيام؛ باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء )
فنقرأ في الجزء : (3) صفحة : (189) : حديث " 5137 عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ... لَمْ يَزَلْ فِي سِعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ».
قال صاحب المجمع : [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الْكَبِيرِ ، وَفِيهِ الْهَيْصَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا . ".
وأذهب بحضراتكم إلى : (المعجم الكبير؛ باب العين ؛ ذكر مَن اسمه عبدالله ؛ عبدالله بن مسعود الهذليطرق حديث عبدالله بن مسعود ليلة الجن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باب من روى عن ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ) .
2. المرجع الثاني ]: الجزء : (10) ؛ ص: (77) : حديث " 10007 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُوعُبَيْدَةَ الْعَسْكَرِيُّ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم أعود إلى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فقد قال الهيثمي في مجمعه:" رواه الطبراني في الأوسط؛

قلت(الرمادي) وجدته في المعجم الكبير؛ وسابحث عنه -إن شاء الله تعالى-
ثم قال الهيثمي:" وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث.


وقال المناوي -رحمه الله تعالى- في فيض القدير:
1.] قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحاً، و
2.] قال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة،
وبالرجوع على فيض القدير
و
[ نقلا من فيض القدير؛ حرف الميم]
نقرأ : حديث " 9075 « مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ». (طس - هب) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - (وأعطاه درجة : "صح") ".

وجاء في الشرح :
" ( وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ) فهو :
- دعاء
أو
- خبر، و
ذلك لأن الله سبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها، فرد عليهم دنياهم يوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلى من في أصلابهم من الموحدين، فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش، فـــ يسن زيادة ذلك في كل عام، ذكره الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة ".
ثم ذكر قول :"جابر الصحابي: " جربناه فوجدناه صحيحاً"، و
أيضاً ما قاله ابن عيينة: [انظر أعلاه]".
ثم ذكر :"
وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية:

لا تنس -إن ينسك الرحمن- عاشورا *** واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا

قال الرسول -صلاة الله تشمله- ***قولا وجدنا عليه الحق والنورا

من بات في ليل عاشوراء ذا سعة *** يكن بعيشته في الحول مجبورا

فارغب -فديتك- فيما فيه رغبنا *** خير الورى كلهم حيا ومقبورا
قال المؤلف: فهذا مِن هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا ". انتهى النقل.

ثم ينقل صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية ما جاء عند المناوي في فيض القدير فيذكر :
" وقال ابن حجر في أماليه: " اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به"،
و
قال البيهقي في موضع: " أسانيده كلها ضعيفة " ،
و
قال ابن رجب في اللطائف: " لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها "،
و
رواه ابن عدي عن أبي هريرة، قال الزين العراقي في أماليه: " وفي إسناده لين .. فيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبدالله مضعفون .....

لكن ...
ابن حبان ذكرهم في الثقات، فالحديث حسن على رأيه، وله طريق آخر صححه ابن ناصر وفيه زيادة منكرة. انتهى ما جاء في رد على سؤال!.


وتعقب ابن حجر حكم ابن الجوزي بــ وضعه.


ثم يكمل صاحب الفتوى القول :" وأما كلام أهل العلم في المسألة فقد اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء،
1.] قال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: و يندب في عاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب. انتهى.


2.] وقال سليمان الجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكريا الأنصاري: " و:
2 . 1 . ] يستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب،

و
2 . 2 . ] التصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف ... فإن :
2 . 3 . ] لم يجد شيئاً فليوسع خلقه ويكف عن ظلمه. انتهى.

3. ] وقال البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الإرادات: و ينبغي التوسعة فيه على العيال.
4 . ] قال في المبدع: وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار: : نعم؛ حديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطي في الدرر.،
ويخلص صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية بالقول :" و

« عليه فلا بأس ». فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعة الواردة. والله أعلم.














عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 24 / 08 / 2021, 02 : 06 PM   المشاركة رقم: 432
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
تمنيات.. رغبات..


وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي * وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصىٰ عَلىٰ قَومٍ مَنالٌ * إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

[الشاعر المِصري: أحمد شوقي؛ أمير الشعراء]




- حين تبدء أمةٌ ما في الانحدار عن المستوىٰ اللائق بها بين الشعوب والقبائل والأمم؛ وخاصةً إذا كانت تحمل بين أضلاعها مبدأً صالحاً للإنسان بصفته البشرية ويتناسب مع كينونته الآدمية.. يبدءُ الانحدارُ بطيئاً وقد لا يلاحظه العامة مِن الناس ولا يدركه البسطاء طالما أن الحاجات الأساسية من غذاء وماء وكساء ودواء متوفرة؛ ولكن تدركه وتنتبه إليه ثلة مِن المهتمين بالشأن العام وقلة ممن يقومون برعاية مصالح تلك الأمة داخليا وخارجيا وتتولىٰ تنظيم شؤونهم؛ أي تسوسهم بصورة عامة.. فرجال تلك الأمة -الطراز/الصف الأول- وبجوارهم علماؤها في كافة المجالات وكل الأصعدة: العلمية منها سواء في مجال الرعاية الصحية أو الرعاية الإجتماعية أو الرعاية البيئية والاقتصادية والصناعية والزراعية وكيفية تسيير الحياة اليومية لمعايش الناس نظاميا ومجتمعياً.. فرجال وعلماء تلك الأمة يخذلونها فيبدؤون هم أنفس في التراجع عن دورهم الحيوي الطبيعي لبقاء هذه الأمة متربعة فوق آحدىٰ القمم بين الأمم ولبقاءها علىٰ قمة التقدم العلمي والتكنولوجي وشرح أفكار المبدأ الذي تبنته غالبيتهم وآمنت به لغيرهم بشكل ملفت للنظر.. وبالتالي إحسان رعاية شؤون أفراد هذه الأمة وليس فقط مجموعها؛ وفي إثناء هذا الانحدار يبدء تلقيح تلك الأمة بالغريب عنها بل والشاذ؛ كما فعل خديوي مِصر إسماعيل-منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي- حين غيَّر نمط الحياة المِصرية بكاملها؛ وصار مَن يريد أن يكون علىٰ مستوىٰ عالمي من حيث الرعاية للإنسان يذهب إلىٰ الغرب؛ فيتعلم طريقة عيشهم ويتقمص طراز حياتهم فينقل ما عندهم؛ كما فعل جده مِن قبله محمد علي؛ والفارق ضخم كبير وبُعد شاسع بين أن تنقل مظاهر حضارة -لا تملك أنت زمام أمرها و أساس وجودها- وتستورد أشكال مدنية-لم تشارك في إنشائها- وبين أن تتعلمها فتصنعها على طريقتك ثم تحسنها فتطورها بكيفيتك؛ يذكر أن الرئيس المخلوع المِصري حين اراد أن يعالج نفسه مِن وجع الظهر ذهب إلىٰ ألمانيا لإجراء جراحة؛ [أمس هيئة الاحصاء أعلنت أن كل ثانية يولد في مِصر (14) وليداً] ومن بعده الرئيس الجزائري الحالي ذهب إيضا إلىٰ ألمانيا زمن الكورونا.. ففارق أن تنشأ مستشفىٰ عام للمواطن أو يسافر المواطن الأول للخارج(الغرب) للعلاج!؛ لذا فليس غريباً أن اللاجئ -سوري.. أفغاني- يريد شد الرحال للغرب وإن سقط مِن علو شاهق لأنه يجلس فوق عجلات الطائرة المتجة إلىٰ أمريكا وليس علىٰ مقعد بداخلها؛ بل والأغرب أن أفراد الإسلام السياسي(!) والجماعات يحجون للغرب ويريدون البقاء فيه..

- إذاً الذين يعيشون في الغرب بعائلاتهم ويرغبون في البقاء فيه أمامهم الفرصة بكاملها سانحة لتلقي العلم بدراجاته الأربعة :
1 . ) Bildung,
التعليم الإلزامي (8 سنوات)؛ وقبله روضة الأطفال (3 سنوات)=مجموعها (11 عاما) يتعلم الوليد اللغة الألمانية أضف ثقافة جمهورية الألب!
2 . ) Ausbildung,
التعليم ما فوق الإلزامي
3 . ) Weiterbildung,
التعليم الجامعي والتأهيلي

und dann
4 .) Fortbildung.
التعليم العالي والتخصصي
- التمنيات(*) لا تقوم مِن خلالها دولة متقدمة علمياً ومدنياً ثم حضارياً ذات سيادة علىٰ كافة أطرافها تقدم خدمات ملموسة لرعاياها. كما أن التمنيات لا تفتتح مصنعاً والرغبات لا تنشأ معملاً أو مختبراً ولا يتحصل منهما -التمنيات والرغبات- تقدماً علمياً.. والتمنيات لا تنتج رجلَ الغد؛ مَن يقوم برعاية شؤون نفسه ومن ثم رعاية شؤون اسرته؛ فموضع قدمه ؛ فدولته فأمته .. فالإنسانية بأسرها ... والتمنيات لا تبني عقلية مستنيرة منفتحة على العالم كله .. والرغبات لا توجد نفسية سوية ولا تبني أخلاقا حميدة!

- تمنيات الوالد؛ ودعاء الوالدة -فقط- أن يصبح ابنهما طبيباً لا تنتج تمنياتهما طالباً في كلية الطب؛ ولا تنتج -فقط من خلال الدعوات- مهندساً.. ولقد أحسن وأجاد المِصري أحمد شوقي حين قال في آحدىٰ أبيات قصديته سلو قلبي :

« مَا نَيْلُ الْمَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي ».


: فــ لاَ يَكْفِي طَلَبُ حُصُولِ الْمَطَالِبِ بِالآمَالِ وَالرَّغْبَةِ فِيهَا والتمنيات..

مناسبة هذه الكلمات...

- نحن علىٰ أبواب بداية عام دراسي جديد [2021 /2022] يصح لي معكم الحديث عن مستقبل أبناء التجمعات -عربية وغيرها-؛ خاصةً مَن هم يحملون هُويّة(**) إسلامية؛ أو حين يتكلم البعض عن إنتماءٍ إلىٰ دين أو عرق؛ وهم يعيشون في بلاد الغرب؛ وهذان -الهُوية والانتماء- خالطهما الكثير من الغموض بل فقدا تأثيرهما..

ولعل أهم ما ابدءُ به هو اللغة!؟؟..

لكنني -أعود- فأتوقف(!؟)

فعن أي لغةٍ أقصد!..

فهل المقصود اللغة العربية؛ لغة القرآن الكريم؛ المصدر الأول للتشريع؛ والمصدر الأول للمنهجية الإسلامية في الحياة الدنيا ؛ أأقصد لغة أحاديث وأقوال وأفعال وتقريرات خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله -عليه السلام-.. أعجبني ما قاله السيد/ كريم الأسدي في مقال له إذ يقول :

" اللغة:

هي أهم صلات الترابط واستمرارية التواصل بين أفراد الأمة؛ ولا تعني اللغة بهذا المفهوم أنّها رباط مصلحي للتعبير عن حاجاتنا ومصالحنا فقط؛ بل هي كياننا ووجودنا...حاضرنا العتيد وماضينا المجيد، وإن لكلّ مفردة إيحاءات تمتد إلىٰ عصور ٍ مختلفة، وتشغل حيزاً في عقولنا تعجز عشرات الصفحات عن توضيح مدلولها وتفسير رمزها...[كريم مرزة الأسدي؛ اليوم العالمي للُغة العربية؛ الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩]. ".

إشكالي مع النص المقتبس أن الكاتب -الأسدي- يتحدث عن اللغة العربية؛ والمقصود عنده وعندي لغة العرب الفصحى؛ ولكنه يخاطب عربيّ اللسان؛ وغالبتنا بل يكاد يكون الجميع -الجيل الأول مِن التجمعات العربية؛ أكتفي بهم هنا- يتحدثون اللغة العامية المحلية الدارجة؛ وخاصةً لغة مسقط رأسه؛ الإشكال وليس المشكلة.. أن ابناء الجيل الثاني والثالث والرابع في الغرب يتحدثون لغة القوم الذين يعيشون بين أظهرهم -وليس عندي اعتراض- إذ أن اللغة الألمانية -في مكان تواجدهم- هي لغة الخطاب في الشارع؛ وفي حديقة الأطفال؛ وفي الروضة -إلا الخاصة منها-؛ وفي التعليم الإلزامي وعند الذهاب لشراء كيس حليب وخبزة؛ ووسائل الإعلام؛ ومن ثم الحديث يتم بها في المصالح الحكومية وأماكن العمل والتشغيل؛ إشكالي يعود إلىٰ ناحية تربوية تعليمية؛ فالطالب الذي يملك زمام لغته الأم -وهنا لغة العرب الأقحاح- مفرداتها 50,000 (خمسون ألف مفردة) يحسن التحدث بعدة لغات؛ أما مَن يلعك بلغة ركيكة عامية محلية دارجة لا تتعدىٰ بضع مئات بمخارج حروف بعيدة عن لغة العرب الأصلية فلن يُحسن التحدث بلغة أجنبية (مفردات اللُغة الألمانية مثلا لا تتعدىٰ 3,000 مفردة (ثلاث آلاف مفردة).. وبهذه المقارنة من حيث اللغة وليس من حيث العقيدة وصحتها وليس من حيث المنهاج وصوابه . فقط من حيث اللغة العربية الفصحى من يملك زمامها من خلال الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يصبح حامل كلماته ومن يستشعر معانيها يملك زمام تعلم بقية اللغات..

وهنا يأتي التساءل: أبناء العرب؛ الترك؛ الشيشان؛ الألبان.. وأمثالهم (أقلية(!) أمام الدولة النمساوية والحكومة[كمثال]) أو مَن يحملون هُوية وانتماء ديني بعينه (دين الإسلام معترف به مِن قِبَل العديد من الدول والحكومات) كيف تتعامل معهم وزارة الأندماج!؟..

كنتُ اقترحتُ أن تتولىٰ السيدة MMag. Dr. Susanne Raab(***) بنفسها عقد اجتماعات دورية منتظمة مع :

- أئمة المصليات -مع وجود مترجم فوري- بغض النظر عن ولائه وتمويله سواء من الملكية السعودية أو الدولة الاردوغانية أو غيرهما لسماع وجهة نظرها وتلقي وجهات النظر منهم؛ وخاصةً مَن يقول لا يصح تهنئة النصارىٰ - المسيحيين باعيادهم أو مَن يعتبر أن المسيحي كافر طالما أن مَن يتبنى مثل هذه الأفكار يحمل أوراق ثبوتية تمكنه من البقاء بالجمهورية أو مَن يحمل جنسيتها دون سواها؛ وعليه لا تستطيع المحكمة العدلية استصدار قرار بترحيله إلىٰ بلد المنشأ ولا تتمكن وزارة الداخلية من إجراءات أمنية ضده؛ وهو مازال يتمكن من مخاطبة المصلين ورواد المصليات سواء من خلال منبر صلاة يوم الجمعة أو دروس تحفيظ القرآن

- إستشارة أشخاص دون التقييد بوجهة نظرهم؛ فهم ليسوا أصحاب قضية؛ وليسوا من داخل مطبخ المصليات!

- التقارب مع ابناء الجيل الثاني والثالث

- مراعاة الزي وفق البيئة التي تربت فيها المرأة منذ نعومة أظفارها؛ ونشر دوريات في الصحف ووسائل الإعلام لقبول زي الآخر سواء اعتبر أنه زي إسلامي أو ياباني الكَيْمُون أو افغاني البرقع [في الأيام الأُوَل من استيلاء طالبان على غالبية أرض الأفغان أرتفع سعره من 10 دولارات إلى 80 دولار] أو هندي.. طالما أن الدولة قبلت بوجودهم علىٰ أراضيها؛ وإسقاط نظرية الاندماج من طرف واحد؛ إذ أن عملية الاندماج ينبغي بل يجب أن تتم من طرفين ليحدث اندماج أما من طرف واحد فهو الذوبان وبينهما فارق بسيط.. افراد الشعب النمساوي بثقافته قد يعارض هذا الاتجاه؛ فيقبل الـ ساري الهندي؛ ويرفض الزي الإسلامي.. وهنا يأتي دور الوزارة!

- لا يلاحظ المرء على أرض الواقع اهتمام ما بالأسرة؛ إلا من خلال قوانين تصدر دون النزول إلى الأرض المعاش عليها تلك الأسر

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏الثلاثاء‏، ١٥‏ محرم‏، ١٤٤٣هــ ~ 24‏ أغسطس‏، 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

: أعد هذا الملف :

د. مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ؛ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِالْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمراجعة:

(*) بين التمني عموم وخصوص؛ فالتمني عام في الممكن وغير الممكن، وأما الرجاء ففي الممكن، قال الأزهري في معجم تهذيب اللغة “وَقَالَ أَبُوالعبّاس أَحْمد بن يحيى [ثعلب]: التَّمنِّي: حديثُ النّفس بِمَا يكون وَبِمَا لَا يكون. قَالَ: والتمنِّي: السُّؤال للربّ فِي الْحَوَائِج، وَفِي الحَدِيث: (إِذا تمنَّى أحدُكم فَلْيَسْتكثر فَإِنَّمَا يسْأَل ربَّه). قَالَ أَبُوبكر: تمنّيت الشَّيْءَ، أَي: قدَّرته وأحببتُ أَن يَصير إليَّ، من (المَنا) وَهُوَ (القَدَر). وَالْعرب تَقول: أَنْت إِنَّمَا تَمْتَني هَذَا القولَ، أَي: تَخْتَلقه. قَالَ: وَيجوز أَن يكون (أماني) نُسب إِلَى أَن الْقَائِل إِذا قَالَ مَا لَا يَعلمه فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا يتمنّاه، وَهَذَا اسْتعْمل فِي كَلَام النَّاس، فَيَقُولُونَ للَّذي يَقُول مَا لَا حَقِيقَة لَهُ وَهُوَ يُحِبهُ، هَذَا مُنى، وَهَذِه أمْنية.

وأما الرجاء فقال عنه أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: “وَهُوَ الْأَمَلُ. يُقَالُ رَجَوْتُ الْأَمْرَ أَرْجُوهُ رَجَاءً. ثُمَّ يتَّسَعُ فِي ذَلِكَ، فَرُبَّمَا عُبِّرَ عَنِ الْخَوْفِ بِالرَّجَاءِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13]، أَيْ لَا تَخَافُونَ لَهُ عَظَمَةً. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: مَا أَرْجُو، أَيْ مَا أُبَالِي. وَفَسَّرُوا الْآيَةَ عَلَى هَذَا، وَذَكَرُوا قَوْلَ الْقَائِلِ:

إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا * وَخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نُوَبٍ عَوَامِلِ

قَالُوا: مَعْنَاهُ لَمْ يَكْتَرِثْ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا دَنَا نِتَاجُهَا: قَدْ أَرْجَتْ تُرْجِي إِرْجَاءً”.

والذي ننتهي أنه لا فرق بينهما للدعاء بالخير في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهذا ما عليه استعمال الناس اليوم، وقد لهج بعض الفقهاء غير المدققين بالنهي عن استعمال لفظ التمني والنصح باستعمال لفظ الرجاء وليسوا على حقّ في نهيهم. فلك أن تقول أتمنى لك النجاح أو أرجو لك النجاح.[الفتاوى اللغوية؛ الفتوى (1251): هل بين التمني والرجاء فرق؟ نوفمبر 7, 2017 ؛ الفتوى (1251): هل بين التمني والرجاء فرق؟ ؛ اللجنة المعنية بالفتوى: المجيب: أ.د. أبوأوس الشمسان (عضو المجمع) راجعه: أ.د. عبدالرحمن بودرع؛ (نائب رئيس المجمع) رئيس اللجنة: أ.د. عبدالعزيز بن علي الحربي (رئيس المجمع) ]

https://www.m-a-arabia.com/site/22009.html

(**) الهُويَّةُ مصدرٌ صناعيٌّ(1)موضوعٌ من الضميرِ (هُوَ) بإلحاقِ ياءِ النسبِ وتاءِ التأنيثِ الدالةِ علىٰ المصدريةِ. ويقتضي النسب إلىٰ هذا الضمير أن تضعف واوه وهذا القياس في الثنائي ذي العلة، مثل (لو) ونحوها، قال خالد الأزهري “وإذا سميت بثنائيّ الوضع حال كونه معتل الثاني ضعّفته، أي الثاني قبل النسب، فزدت عليه من جنسه مثله، فتقول في (لو) و(كي) علمين: (لوّ) و(كيّ) بالتشديد فيهما؛ وذلك أنك زدت على الواو واوًا، وعلى الياء ياء، ثم أدغمت إحداهما في الأخرىٰ … فإذا نسبت إليهن قلت: (لَوِيّ) بتشديد الواو، و(كَيَوِيّ) لما تقرر أن حرف العلة المشدّد إذا كان بعد الحرف الأول إن كان ياء ترد الياء الأولىٰ إلى أصلها، وتفتح كما في (نمِر): [نَمَرِيّ]، وتقلب الثانية واوًا لئلا تجتمع الياءات، وإن كان واوًا بقيت، إذ ليس اجتماع الواوين والياءين في الاستثقال كاجتماع الياءات الأربع”(2). فــ

الأصل في هذا المصدر تشديد الواو منه (الهُوِّيّة)، ولكن الاستعمال على الألسنة جرى بتخفيف الواو.

- جاءَ في معنى الهوية “وَقَالُوا الهُوِيَّةُ مَأْخُوذَةُ من الهُو (هُوَ، وَهِي) فِي مُقَابلَة الغيريّة”(3)، و

جاء في تاج العروس “والهُويَّةُ عنْدَ أَهْلِ الحقِّ هِيَ الحَقيقَةُ الـمُطْلقَةُ الـمُشْتملَةُ على الحَقائِقِ اشْتِمالَ النَّواةِ على الشَّجَرةِ فِي الغَيْبِ الـمُطْلَقِ”(4).

ونجد من يلحن فينطق الهوية بفتحِ الهاء وهو لفظ لا أساسَ له؛ لأني لا أعرف لفظًا كهذا (هَو) في اللغة بفتح الهاء فينسب إليه.

وهُويّةُ الفردِ جُمْلةُ صفاتِهِ التي تميّزُهُ عن غيرِه، وهويةُ الأمةِ أو الشعبِ جملةُ ما يشتركُ به أفرادُه من مقوماتِ الهويةِ التي تميزُهم عن غيرِهم من الأممِ أو الشعوبِ، كالدينِ والوطنِ الواحدِ والتاريخِ والثقافةِ واللغةِ والقوانينَ المنظِّمةِ لعلاقاتِهم الداخليةِ وعلاقاتِهم الخارجيةِ والرمزِ الدالِ على وطنهم وهو العلمُ المتميزُ عن غيره.

اللغةُ من أهمِ مقوماتِ هويةِ الأمةِ أو الشعبِ؛ لأنها وعاءُ تاريخِه وثقافتِه المعبرةِ عن رؤيتِه للكونِ، وهي وسيلتُه للتواصلِ والتماسكِ والتعلمِ والاستيعابِ، فالمولودُ لا يُعدُّ فردًا في المجتمعِ حتى تضعَ له اللغةُ لفظًا يُعرفُ به ويميّزُ، هو اسمُه أو علمُه. ويسترشدُ المرءُ بمخزونِ اللغةِ من حِكَمٍ وأمثالٍ في تصرفاتِه بما هي خلاصةُ تجاربَ هاديةٍ.

حين تضعُفُ علاقةُ المرءِ بلغتِه أو يفقِدُها اختيارًا أو اضطرارًا يسقطُ ركنٌ من أركانِ هُويتِه ويصيرُ ملحقًا في أمة أخرى غيرِ أمتِه وتتبدلُ هويته.

ولما للغة من أهمية بالغة في تكوين الْهُوِيَّة كانت هدفًا مباشرًا للغزاة والمستعمرين؛ إذ يحرصون على اقتحام اللغة وتقويض أركانها، وبسط لغتهم؛ لينسلخ أصحاب الأرض من صلاهم بتاريخهم ومميزاتهم الثقافية لإلحاقهم بالمجتمع الغازي حتى يظل تحت سيطرته، وهكذا شهدنا حركة التتريك في الدولة العثمانية وبسط اللغة الفرنسية في بلاد شمال إفريقيا التي تعاني مجتمعاتها آثاره إلى اليوم.

وعلى المتعلمين اليوم تعزيزًا لهويتهم اللغوية الشعورَ بأهميتها، وإتقان مهاراتها، والوفاء بمقتضيات ذلك في استعمالها تلفظًا وكتابة، وتجنب خلطها بألفاظ أعجمية من غير ضرورة ملحة، والتنبيه إلى ما يعتورها من ضعف وخلل في سلامتها، ومحاولة استعمالها في أوسع نطاق ممكن، وترك التعصب للهجات المحلية، والسعي إلى استعمال لغة وسط بين الفصيحة العالية والعامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عرفه عباس حسن بقوله “كل لفظ (جامد أو مشتق، اسم أو غير اسم) زيد في آخره حرفان، هما: ياء مشددة، بعدها تاء تأنيث مربوطة؛ ليصير … اسمًا دالًا على معنى مجرد”. النحو الوافي، 3: 186.
(2) خالد الأزهري، التصريح على التوضيح، 2: 607.
(3) الأحمدنكري، دستورِ العلماء، 3: 330.
(4) الزبيدي، وجاء في تاج العروس،40: 333. ":


(***)Bundesministerin für Frauen, Familie, Jugend und Integration im Bundeskanzleramt

وزيرة دولة لشؤون المرأة والعائلة والشباب والإندماج في الوزارة الائتلافية بين حزب الخضر وحزب التوركيز ؛ جكهورية النمسا الاتحادية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 27 / 08 / 2021, 26 : 12 PM   المشاركة رقم: 433
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
( نظرية الأوعية )


حوار مع ملحد.. وآخر يُثلث الآله .. وثالث مشرك .. ورابع وثني !
.. جمعني -والحمد لله على نعمة العقل والإدراك والفهم والاستيعاب؛ ثم الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام وصحة العقيدة - جمعني معهم -هداهم الله تعالى- لقاء لم يرتبه أحد!




( نظرية الأوعية )
في إثبات وجود خالق لكل الأشياء.. ومن ضمنها الإنسان ... خلقها جميعاً مِن عدم وأوجدها على غير مثال سابق يحتذى به.. وصنعها لغير حاجة ضرورية له.. وأبدعها كــ دليل إثبات على وجوده المطلق !


وإليك البيان...

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعة‏: 18‏ محرم‏، 1443هــ ~ 27‏ أغسطس‏، 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 04 / 09 / 2021, 09 : 12 PM   المشاركة رقم: 434
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
... سيهل بعد أيام قليلة الشهر الثاني مِن شهور السنة الهجرية ..
وقد -وللأسف- تحول إسلام محمد بن عبدالله[]؛ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين .. تحول الإسلام إلى مناسبات تأتي في العام مرة ومواسم نحتفل في السنة مرة وصار ذكريات تجتر وعند البعض بكاءً على الأطلال واستحلاب ما كان منذ مئات السنين وعند البعض "كنا".. و"كانوا" واسترجاع الماضي من خلال نظريات لا يوجد لها مجال للتطبيق؛ وخطب جوفاء تخرج من افواه أشباه رجال دون القدرة على العمل وفق المنهاج النبوي ودون التأسي بافعاله وأقواله وصار الكثير يتمسك بقشور دون لباب وظاهر لباس دون العمق الإسلامي الذي دفع المسلمون الأوائل إلى أن يتبؤا المراكز العلا في كافة العلوم وشتى مجالات الحياة.. بعد ان كانت الأمة الإسلامية -أمة أقرأ؛ وأمة مرجعيات العلوم- صار أمة تستورد كل شيء من بلاد الصين أو بلاد الأمريكان أو أوروبا ....
أقول : بعد أن كان الإسلام؛ خاتم الرسالات السماوية وآخر وحي السماء إلى أهل الأرض ومن شاء من بعد؛ تحول الإسلام الذي كان طرازا خاصا من العيش؛ وكان طريقة معينة في الحياة؛ وكان نظاما يوميا لحياة الإنسان وطريقة عيش البشر...إثناء وجود كيان إسلامي بُنيَّ على قال الله -عزوجل- وقال رسوله -عليه السلام- يطبق القرآن وفق اجتهادات عصرية صحيحة؛ وينفذ السنة المحمدية وفق فقه جديد مستنير..
أقول(الرَّمَادِيُّ) للأسف تحول الإسلام -وهو نظام الحياة- إلىٰ مناسبات ومواسم؛ وذكريات.. وإنتظار رمضان إلى رمضان .. شهر في العام؛ وعند البعض عمرة موسمية أو حج مرة في العمر؛ فــ عيد فطر أو أضحى.. ثم جاءت المحنة.. وباء كورونا بتحوراته المتعددة فقلب الموازين عند الجميع...
أقول(الرَّمَادِيُّ) بعد أيام سيهل علينا شهر صفر... فيصلح أن يكون لنا معه وقفة!.
-*-*




" سطوع شمس الإسلام من جديد! ".



بيد أنه يظهر للمتابع لحال أمة المسلمين -وليس حال أمة الإسلام؛ وهناك فارق بينهما- يظهر للمتابع والمدقق بزوغ فجر جديد وسطوع ضوء شمس يظهر في نهاية الأفق .. وارجو أن نكون نحن من العاملين على إسراع إظهار ضوء شمس الإسلام وتبيان نور الهداية المحمدية !
والله -تعالى في سمائه وحسنت اسماؤه- على كل شيء قدير ولدعائنا سميع ولأفعالنا بصير!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ
‏السبت‏، ٢٦ ‏محرم‏، 1443هــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*:"
















عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 04 / 09 / 2021, 53 : 07 PM   المشاركة رقم: 435
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
في صباح يوم الخميس ٢٦ صفر من السنة الرابعة عشر للبعثة، تمَّ عقد أخطر اجتماع !









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 05 / 09 / 2021, 01 : 03 AM   المشاركة رقم: 436
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان


البيانات
التسجيل: 26 / 01 / 2008
العضوية: 38
العمر: 65
المشاركات: 189,874 [+]
بمعدل : 31.87 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 19225
نقاط التقييم: 791
شريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to behold
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 38
عدد المشاركات : 189,874
بمعدل : 31.87 يوميا
عدد المواضيع : 93501
عدد الردود : 96373
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 07 / 09 / 2021, 12 : 11 PM   المشاركة رقم: 437
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
مدخل لــ شهر صَفَرَ:

" شهر صفر هو الشهر الثاني من الشهور القمرية بعد المحرم.

ويستحسن قبل الحديث عن هذا الشهر فنعود إلى سر تسميته بهذا الاسم !؟..
:"
ورُبَّما قالوا الصَّفَرَانِ إذا ضُمَّ المحرمُ إليه.

ويستغرب المرء حين يطالع لغة العرب الأقحاح إذ يقولون:
" ولا يَلِيْقُ ذلك بصَفَري: أي لا يُعْجِبُني.
ووَقَعَ في صَفَري: أي في رُوْعي وخَلَدي.
و" لا يَلْتَاطُ بصَفَرِي ": أي لا يُوَافِقُ خُلُقي.
وقيل: الصفرُ العَقْلُ. " [المحيط في اللغة للصاحب بن عباد].
" والصَّفَرُ العَقْلُ والعَقْدُ .. والصَّفَرُ الرُّوع .. ولُبُّ .. والقَلْبِ يقال ما يَلْزَقُ ذلك بِصَفَرَى ".
فنذهب إلى ابن فارس وموسوعته "مقاييس اللُغة" .. فنقرأ عنده :
" (صَفَرَ) الصَّادُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ سِتَّةُ أَوْجُهٍ:
فَــ
« ١ » الْأَصْلُ الْأَوَّلُ: لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ.


فـ

الصُّفْرَةُ فِي الْأَلْوَانِ، [ابن فارس]
و :" مؤنَّث أَصْفَرُ: { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا} - [عمر؛ معجم اللغة العربية المعاصرة]
فــ " صفر الصُّفْرَةُ: لونٌ من الألوان التي بين السّواد والبياض، وهي إلى السّواد أقرب، ولذلك قد يعبّر بها عن السّواد.
قال الحسن في قوله تعالى: { بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها } [البقرة/ 69] ، أي: سوداء ، وقال بعضهم: لا يقال في السواد فاقع، وإنّما يقال فيها حالكة.". [المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني]
{ إِنَّهَاتَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [عمر؛ معجم اللغة العربية المعاصرة].
وَبَنُو الْأَصْفَرِ: مُلُوكُ الرُّومِ؛ لِصُفْرَةٍ اعْتَرَتْ أَبَاهُمْ. وَالْأَصْفَرُ: عند العرب : الْأَسْوَدُ، فِي قَوْلِهِ:
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي*هُنَّ صُفْرٌ أَوْلَادُهَا كَالزَّبِيبِ[ابن فارس؛ مقاييس اللغة]
- فالألوان الغامقة واللون الأصفر خاصة تثير في الإنسان صور البؤس والحزن. فاذا أرادوا أن يدعوا على شخص بسوء قالوا له: " الله يصفْر لك وجهك". [تكملة المعاجم العربية لــ رينهارت دوزي]
اصفرَّ الزَّرعُ: يبِس ورقُه وحان وقتُ حصاده "اصفرَّ القمحُ- { ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} - { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } ".[معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر]
وَ
« ٢ » الْأَصْلُ الثَّانِي: الشَّيْءُ الْخَالِي. يُقَالُ هُوَ صِفْرٌ. وَيَقُولُونَ فِي الشَّتْمِ: مَا لَهُ صَفِرَ إِنَاؤُهُ، أَيْ هَلَكَتْ مَاشِيَتُهُ. وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِلَّذِي بِهِ جُنُونٌ: إِنَّهُ لَفِي صُفْرَةٍ وَصِفْرَةٍ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، إِذَا كَانَ فِي أَيَّامٍ يَزُولُ فِيهَا عَقْلُهُ. وَالْقِيَاسُ صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ خَالٍ بَيْنَ عَقْلِهِ. [ابن فارس].

و
عند الجوهري:"ويقال: إنَّه لفي صُفْرَةٍ للذي يعتريه الجنون، إذا كان في أَيامٍ يزول فيها عقلُه، لأنَّهم كانوا يمسحونه بشئ من الزعفران. ".[تاج اللغة وصِحاح العربية للجوهري]
و

عند ابن الأثير:" وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ « صِفْرُ ردائِها ومِلءُ كِسَائِها »
أَيْ أَنَّهَا ضَامِرة البَطْن، فكأنَّ رِداءها صِفْر: أَيْ خالٍ. والرِّداء يَنْتَهي إِلَى البَطْن فَيَقَعُ عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ « أَصْفَرُ البُيوت مِنَ الخَيْر البَيْتُ الصِّفْر مِنْ كِتَابِ اللَّهِ « .



و
تقرأ في :" أساس البلاغة للزمخشري :" ويقال: نعوذ بالله من قرع الفناء، وصفر الإناء.
و
" ما أصغيت لك إناء، ولا أصفرت لك فناء ".
: صفر الإناء : يعنون به هلاك المواشي .
و
هذا في المَعْذِرةِ يقول:" لم آخُذْ إِبِلَكَ ومالَكَ فَيَبْقَى إناؤك مَكْبُوباً لا تَجِدُ لَبَناً تَحلُبُهُ فيه ويَبْقَى فناؤُك خالِياً مِسْلوباً لا تَجِدُ بَعِيراً يَبْرُك فيه ولا شاةً تَرْبِضُ هناك وصَفِرَتْ وِطابُه ماتَ.
قال امْرُؤُ القَيْسِ

(وأَفْلَتَ هُنَّ عِلباءٌ جَرِيضاً * ولو أدْرَكْتَهُ صَفِرَ الوِطَابِ)
و
هو مَثَلٌ معناه أنّ جِسْمَه خَلا من رُوحِه .. و قيل معناه أنّ الخَيْلَ لو أدْرَكَتْه قُتِلَ فَصَفِرَتْ وطَابُهُ التي كان يَقْرِي منها [المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي] .
وصَفَرٌ الشَّهرُ الذي بعد المَحَرَّمِ ..

قال بعضُهمَ إنّما سُمِّيَ صَفراً لأنهم كانوا يَمْتارُونَ الطَّعامَ فيه من المواضِع
و
قال بعضُهم سُمِّي بذلك لإصْفارِ مكّةَ من أهْلِها إذا سافَرُوا
ورُوِي عن رُؤْبَةَ أنه قال سَمَّوُا الشَّهَر صَفَراً لأنهم كانوا يَغْزُونَ فيه القَبائِلَ فيَتْرُكونَ من لَقُوا صِفْراً من المتاعِ
وذلك أن صَفَراً بعد المُحَرَّمِ فقالوا صَفِرَ الناسُ مِنَّا صَفَراً
قال ثعلبٌ الناسُ كُلُّهُم يَصْرِفونَ (من حيث النحو) صَفَراً إلا أبا عبيدةَ فإنه قال لا يَنْصِرِفُ .. فَقِيلَ له:" لِمَ لا تَصْرِفُهُ ".. لأن النحويِّين قد أجْمعُوا على صَرْفِه .. وقالُوا لا يَمْنَعُ الحَرْفَ من الصَّرْفِ إلا عِلتَّانِ فأَخْبِرْنا بالعِلَّتَيْنِ فيه حتى نَتَّبِعَكَ ".. فقال :" نَعَمْ العِلّتان : المَعْرِفةُ والسّاعةُ "..
قال أبو عُمَرَ أراد أن الأَزْمِنَةَ كُلَّها ساعاتٌ والسَّاعَاتُ مُؤَنَثَّةٌ.
و
قولُ أبي ذُؤَيبٍ
(أقامَتْ به كمُقامِ الحَنِيفِ * شَهْرَيْ جُمادَى وشَهْرَيْ صَفَرَا)
أراد المحرّمَ وصَفراً

و
رَواهُ بعضُهم وشَهْرَ صَفَرَ على احْتِمالِ القَبْضِ في الجَزْءِ فإذا جَمَعُوه مع المُحَرَّم.. ِ قالوا صَفَرانِ والجمعُ أَصفارٌ
قال النابغةُ
(لقد نَهَبْتُ بَنِي ذُبْيَانَ عن أُقُرٍ * وعن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أصفارِ)
[المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي]
صفَّر المكانَ: أفرغهممّا كان فيه "صفَّرتِ السَّيِّدةُ البيتَ من المتاع".[عمر] .
وَ
« ٣ » الْأَصْلُ الثَّالِثُ: الصُّفْرُ: جَوْهَرٌ مِنْ جَوَاهِرِ الْأَرْضِ. يُقَالُ: إِنَّهُ النُّحَاسُ. وَقَدْ يُقَالُ: الصِّفْرُ. وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: النُّحَاسُ: الطَّبِيعَةُ وَالْأَصْلُ، وَالنُّحَاسُ هُوَ الصُّفْرُ الَّذِي تُعْمَلُ مِنْهُ الْآنِيَةُ، فَقَالَ: " الصُّفْرُ "، بِضَمِّ الصَّادِ. قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الصِّفْرُ، بِكَسْرِ الصَّادِ.
ويمكن إضافة : « أَنَّهُ [] صَاَلح أهَل خَيْبَر عَلَى الصَّفْرَاء والبيْضَاءِ والحَلْقَة » أَيْ عَلَى الذَهَبِ والفِضَةِ والدُّروع.

وَ
مِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- « يَا صَفْرَاءُ اصْفَرِّي .. وَيَا بَيْضَاءُ إبْيَضِّي » يُريد الذَهَبَ والفِضَة. فهو لا يميل إلى هذه أو تلك..
وتقرأ عند مختار الصحاح الرازي :"وَأَهْلَكَ النِّسَاءَ (الْأَصْفَرَانِ) الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ ..

وَ
قِيلَ:الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ. ". الرازي.
صار في لون الذَّهب: { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَارًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} [ق] [معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر]
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْاس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- « اغْزُوا .. تَغْنَمُوا بَنات الأَصْفَر » يَعْني الرومَ، لِأَنَّ أبَاهم الأُول كَانَ أَصْفَر اللَّون.

وَ
هُوَ رُوم بْنُ عيصو بن إسحاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
قال ابن قُتَيْبة:" عِيصُو بن إسحاق بن إبراهيم .. هو :" أبو الرُّوم" ،
و
كان الرُّومُ أَصفَر في بياض شَدِيد الصُّفْرة، فلذلك يُقال للرُّوم: بَنُو الأَصفر. ابن الأثير.؛ وعند الصاحب بن عباد :" وبَنُو الأصْفَرِ: " مُلُوْكُ الروْم".

و

قال غيره: هو رُومُ بنُ عِيصُو بن يعقوب بن إسحاق" .
:" وقيل: سُمُّوا بذلك لأَنّ جَيشًا من الحَبَش غَلَب عليهم، فَوَطِىءَ نِساءَهم فَوُلدِ لهم أولادٌ صُفْر، فسُمُّوا بنى الأَصْفَر.".
:" بنو الأصفر: أصل هذا الاسم الذي يطلقه العرب على الروم وعلى النصارىٰ عامة .. بيد أنه مختلف فيه أشد الاختلاف ". [تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي]

و
لعله ذهب لقول ابن سيده فهو القائل:" لا أَدْرِي لِمَ سُمُّوا بذلك"
" تأريخ الصُفْر أي العصر المسيحي يريد به المؤلفون العرب بالأندلس العصر الأسباني ". [تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي]
وَ
« ٤ » الْأَصْلُ الرَّابِعُ: صَوْتٌ. فَالصَّفِيرُ لِلطَّائِرِ.

وَ
قَوْلُهُمْ: مَا بِهَا صَافِرٌ مِنْ هَذَا، أَيْ كَأَنَّهُ يُصَوِّتُ.
و

قولهم في الشتم:" فلان مُصَفِّرُ اسْتِهِ "، وهو من الصَفيرِ لا من الصُفْرَةِ ، أي ضَرَّاطٌ.
و

قد يتسع المعنىٰ: فَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ « قَالَ عُتْبَة بْنُ رَبِيعَةَ لِأَبِي جَهْلٍ: يَا مُصَفِّرَ اسْتِه ِ» رمَاه بالأُبْنَةِ ، وأنَّه كَانَ يُزَعْفِر استَهُ.
وَ
قِيلَ هِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ للمُتَنَعّم المُتْرَفِ الَّذِي لَمْ تُحَنّكُه التَجَارُب والشَّدائد.
و
قِيْل أرادَ يَا مُضَرِّط نَفْسُه، مِنَ الصَّفِير، وَهُوَ الصَّوتُ بالفَمِ والشَّفَتَيِنِ، كأنَّه قَالَ: يَا ضَرَّاط. نَسَبه إِلَى الجُبْن والخَوَر". ابن الأثير.
وجاءت رواية تخبر عن :" قولِ عُتْبَة بن رَبِيعة لأبِي جَهْلٍ :" سَيَعْلَمُ المُصَفِّرُ اسْتَه مَن المَقْتُولِ غداً ". [ المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي]
وَ
« ٥» الْأَصْلُ الْخَامِسُ: زَمَانٌ.

وَ
أَمَّا الزَّمَانُ فَصَفَرٌ: اسْمُ هَذَا الشَّهْرِ.
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ فِي السَّنَةِ، سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ.
وَ
الصَّفَرِيُّ، نَبَاتٌ يَكُونُ فِي أَوَّلِ الْخَرِيفِ.
وَ
الصَّفَرِيُّ فِي النَّتَاجِ بَعْدَ الْيَقَظِيِّ.
وَ
« ٦ » الْأَصْلُالسَّادِسُ: نَبْتٌ.

فــ َ
الصَّفَارُ، وَهُوَ نَبْتٌ،
يُقَالُ إِنَّهُ يَبِيسُ الْبُهْمَى، قَالَ:
فَبِتْنَا عُرَاةً لَدَى مُهْرِنَا * نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصَّفَارَا ".
و

يصلح أن نضيف أن صفر يعود إلى ثلاثة معان :
« ١ » المعنىٰ الْأَوَّلُ:

داء في البطن يصفر منه الوجه،
و
لعله:" صُفَيِّراء: اسم تطلقه العامة على الصَفَر وهو داء في البطن يصفر منه الوجه، وهو داء اليرقان ".
و
يمكن إضافة :" صفرا : زهري، مرض مختص بالأعضاء التناسلية ".[تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي]
و
« ٢ » المعنىٰ الثَّانِي: الجوع، وخلو البطن من الطعام:" أساس البلاغة للزمخشري

بيد أن صاحب : (النهاية في غريب الحديث والأثر؛ أبو السعادات؛ ابن الأثير الجزري ) يبين مسألة شرعية هامة؛ إذ يقول :
" كَانَتِ العَرَب تزعُم أَنَّ فِي البَطْن حيَّةً يُقَالُ لَهَا الصَّفَر، تُصِيب الْإِنْسَانَ إِذَا جَاع وتُؤْذِيه، وأنَّها تُعْدِي،[ ابن الأثير]
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد:" الصفر: دَوَاب الْبَطن" .
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سَمِعت يُونُس يسْأَل رؤبة بن العجاج عَن ا لصفر فَقَالَ: " هِيَ حَيَّة تكون فِي الْبَطن تصيب الْمَاشِيَة وَالنَّاس وَهِي أعدى من الجرب عِنْد الْعَرَب.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأبْطل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهَا تعدِي .
وَ
يُقَال: إِنَّهَا تشتد عَليّ الْإِنْسَان إِذا جَاع وتؤذيه
قَالَ أعشي باهلة يرثي رجلا:
لَا يتأرَّى لما فِي القِدرِ يرقبه ... وَلَا يعَض على شُرَسُوِفه الصفر [المحكم والمحيط الأعظم لــ ابن سيده الأندلسي]
" فأبطَل الإسلامُ ذَلِكَ. "
- فيفهم مما سبق :

- إما مسألة المرض
أو
- مسألة التأخير والنسئ
و
قوله صلى الله عليه وسلم :" لا عَدْوَى.. ولا صَفَرَ ".. قيل هو تَأخِيرُهم المُحَرَّمَ إلى صَفَرَ
فيتدخل الشرع الحنيف بقول رسول الهدىٰ والرحمة فيقول :"



« لَا عَدْوَىٰ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر » .


ليبطل هذا الزعم الزائف؛
- أما :
- الفيروسات و
- الطفليات و
- السالمونيلا؛ وهي جرثومة عصوية داخل المعدة فهذه مسألة آخرى؛ تُبحث من خلال الطبيب المختص وتكشف من خلال كشوفات علمية وتحاليل مخبرية!

« ٣ » المعنىٰ الثَّالِثُ: الشهر الثاني من الشهور الهجرية.

يذكر ابن الأثير في موسوعته :" وَقِيلَ أرادَ بِهِ النَّسِيء الَّذِي كَانُوا يَفْعلُونه فِي الجاهليَّة، وهو تأخيرُ المُحرَّم إلى صَفَر، ويجعَلُون صَفَر هو الشهرَ الحرامَ، فأبطَله الإسلامُ ".

و
أخيرا أعودُ لما بدأته فــ :
"هو الشهر المعروف، زعموا أن فيه يكثر الدواهي والفتن فنفاه الشارع. ".[مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ] .
تنبيه :
نفهم من ذلك أن إسلام النبي الرسول محمد [] جاء ليصحح عقائد كانت فاسدة عند العرب في جاهليتهم أو عند بقية الناس من حولهم ؛ وجاء ليصحح مفاهيم و افكار و مقاييس وقيم .. وهذا ما يجب أن يكون اليوم .. مسألة تصحيح ما عند الناس؛ وهو دور السادة العلماء .
- و

أعود مرة ثانية إلى
« ٢ » المعنىٰ الثَّانِي: الجوع، - الْحَدِيثُ « صَفْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خيرٌ مِنْ حُمْر النَّعَم » أَيْ جَوعَة..
كما نفهم فقهاً :" جواز التوضي من النحاس الأصفر بلا كراهة وإن أشبه الذهب بلونه، وكرهه بعض. ". [مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ] .
يتبقى ما استحدث في زمننا :"

- الخطر الأصفر: خطر الازدياد السكانيّ في آسيا كما يتصوَّره الغربُ
- الهَواء الأصفر: مرض الكوليرا ". [عمر]
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، ٢٩‏ محرم‏، 1443هــ ~ ‏الثلاثاء‏، 07‏ سبتمبر‏، 2021م
-*-*
أعد هذا الملف :
د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيّ ُمِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 08 / 09 / 2021, 28 : 12 PM   المشاركة رقم: 438
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
حكاية من واقع الحياة[*]

بمناسبة هجرة الملايين مِن بلاد المسلمين إلى ملاجئ الغرب!

«اللهُ جاءَ بِكِ .. »







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
[*] في واقعٍ معاش غريب تغيرت فيه نظرة مسلم اليوم العادي للحياة.. نتيجة الضعف العام الشديد الذي طرأ على ذهن المسلم في فهم الإسلام -كتابا وسنة- .. ومن ثم إحسان تطبيقه .. أضف أن الفضاء العام والمناخ السائد والبيئة الحاضنة لا تساعده بل وزاد استيراد بضاعة الغير وأفكاره بل وطريقة حياة الآخرين ونمط عيشهم.. صار لزاماً محاولة تغير الخطاب الديني إلى خطاب أدبي(!).. هذا الخطاب -الأدبي- قد يروق للبعض فيكمل القراءة.. وقد ينزعج منه البعض فيغلق الصفحة.. بيد أنها محاولة .. والأصل أن المحاولات في الخطاب -شرعاً- ينبغي أن تتعدد .. وفقا لحال السائل ووضعه .. فهناك خطاب يخاطب الوجدان والأحاسيس والمشاعر والعواطف أو ما يسمى بالآداب الشرعية.. فتجد السامع قد يبكي تأثراً.. وهناك خطاب يتكلم مع كل ذي لب أو عقل أو قلب فينفتح الفؤاد وتبدء الخلايا الرمادية في مخ الإنسان تعمل فيقبل على فهم القرآن بعد حفظه؛ -طريقة النبي الرسول عليه السلام مع صحابته- فينتقل من الإدراك لآيات القرآن واستيعاب أحاديث الرسول إلى إحسان التطبيق العملي.. ومع كل هذا تبقى محاولة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
.. في لحظاتٍ تحتاجُ الأرضُ الجرداءإلىٰ غيثٍ ينهمرُ عليها مِن أعالي السماء ليروي عطشها منذ حين من الزمان لتخرج خبأها المكنون فتنبت فتراها خضراء تسر الناظر وتطمئن السائر فتطعم الجائع وتسقي العطشان.. فيرقد قرير العين مسرورا.. هكذا كان حال رفيقي.. حبن جاءت!

في لحظاتٍ حين تحصَّل رفيقي علىٰ شهادته العلمية العليا مِن جامعة مرموقة عالمياً؛ ثم يتحصل علىٰ أفضل درجات التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال تخصصه فيعلو في كادره الوظيفي.. هكذا كان حال رفيقي .. حين جاءت!

في لحظاتٍ حيت يسير -رفيقي- في طرقات مدينته العتيقة تحيّيه الناس بلقبه العلمي؛ ويستمع إلى كلمته أهلُ العلم التخصصي لضلوعه في حيثيات جزء من علم لم يسبقه إليه أحد؛ وينادىٰ عليه في صالات الإقلاع للطيران في المطارات العالمية بدرجته الأكاديمية.. هكذا كان حال رفيقي.. حين جاءت!

في لحظاتٍ تفتحت له زهرة حياة الدنيا فهو في عز شبابه وكامل قدراته العقلية والذهنية ولكن به خوار نفسي شديد وضعف روحي قاتل.. هي جاءت!

لحظةُ أن جاءت وطلت عليه مِن شباك الحياة بما فيها من نعيم عايشه كان يشعر ببرودةٍ في أطراف اصابعه.. ويحس بتجمد جليدي قطبي في أطراف اقدامه.. إذ أنه كان يشعر أنه بمفرده مع وجود هذا الحشد من الناس والنجاحات من حوله.. في تلك اللحظة.. جاءت!

والتناقض الذي لم يستطع أن يفك رموزه أنه كان كل عام خاصةً أيام ميلاده يذهب -بمفرده- إلىٰ رؤية الكعبة المشرفة ويتمسح بكسوتها -كما تفعل العامة- ويضع جبهته فوق جدرانها ويمكث يدعو ويلح في دعائه؛ لعل خالقه يستجيب له؛ فهو يريد أن يحسن العمل فيتقنه ويتفوق على اقرانه في عدة مجالات هو يهتم بها.. فهو يرغب أن يتشبه بجيل الأوائل: زمن الشيخ / محمد رشيد رضا وأستاذه/ الإمام .. محمد عبده. والأديب عباس محمود العقاد و وزير المعارف د. طه حسين..


ثم يقوم بزيارة مكة المكرمة وما حولها، ويصعد جبل النور ومِن غارٍ أعلىٰ الجبل يطل بناظره علىٰ الكعبة وكأنه بين السماء والأرض ويعود بروحه إلىٰ بدء دعوة خاتم الأنبياء..


فرفيقي يؤمن بمبادئها (دعوة خاتم الأنبياء).. فيشحن جميع جوانبه الجسدية والفكرية والروحية والنفسية بــ طاقات إيجابية قرآنية نورانية؛ وكأن عبق المكان وعبير الزمان يفتح عليه بآيات بعينها من وحي الرحمن يشعر حين يقرأها كأنها نزلت في زمنها الأول لتخصه فترفع من معنوياته وتزيد من صهر معدنه في بوتقة الإيمان فيزداد يقيناً بما هو عليه من عقيدة التوحيد؛ وخالص العبودية للواحد القهار الرحيم؛ وخضوعه للآِله الفرد الصمد..


ثم يأتي زيارةً للمسجد النبوي الشريف فيتسكع في شوراع وأزقة وحارات محيطة به ظناً منه أن خطواته وهو حاف القدمين تلامس آثر خطوات سيدنا آخر المرسلين ومن معه من الصحابة الكرام.. فيملؤ جوانب صدره مِن عطر الزمان النبوي.. كأنه يريد أن يتعايش عهد النبوة فيستنشق هواء عزة الإسلام ويدثر برداء الافتخار لأنه آحد المسلمين؛ وكأنه يريد أن يرتدي قميص الصديق فالفاروق فقميص ذي النورين فباب مدينة العلم.. العَليّ؛ فحين يخرج من المدينة المنورة يشعر كأن فوق كتفيه قد استعار بُردته -عليه السلام- خاصةً حين يتعمد زيارة مكتبة الحرمين: المكي ثم المدني..



ثم ينتقل من بلاد الحجاز إلى بلاد الأفرنج.. !



وهنا تبدء حياة جديدة.. أو اسلوب خاص من العيش!


يعود ليجلس علىٰ مكتبه بين أوراقه العلمية وبين ملفات أبحاثه وإدارة إعماله فيشعر بحالة من الفراغ وكأن الإنسان مركب من شيئين متناقضين: روح وجسد.. روحٌ تتطلب سويعات حسن عبادة وخالص تقديس.. وجسد يريد أن تمتلئ معدته بطعام وشراب؛ ثم من بعد الإشباع عنده ميل ذكوري طبيعي لأنثىٰ تملؤ عليه حياته العاطفية !



وهنا أقولُ: لقد كذبت رابعة العدوية باختلاقها نظرية العشق الآلهي.. وهي الأنثىٰ التي تمرغت -كما ظهرت علىٰ الشاشة الفضية- في أوحال الإشباعات الجسدية ومارستها مع السيد الذي يقدر أن يدفع الأثمان في ليال السكر والغناء والعربدة..



وهي نظرية لا يمكن تحقيقها إلا في خيال مؤلف بارع؛ أو من خلال أبيات مجون شاعر..


فكانت -رابعة- تفتقر للحظات الصفا الروحي والنقاء الجسدي والإلتجاء إلى الله.. الخالق؛ إذ أن الإنسان مركب من جسد وروح بالقطع..



و -رابعة- عند اقترابها من نهاية النضج الأنثوي وأوشكت -أو تكاد- من دخولها سن اليأس الذي يصيب بنات آدم -لحكمة لا يعلمها إلا خالقها- أرادت أن تشبع رغبة آخرى كانت أهملتها.. علىٰ فرضية صدق رواية تدعي وجود امرأة تسمىٰ رابعة العدوية وليس من خيال مؤلف أو تأليف وتوليف شاعر..



النظرية الصوفية -وهي لها رواج دائم؛ عند غياب أهل العلم من الساحة وكذا الدجال والمشعوذ- تكاد تكون خاطئة في آحدىٰ جوانبها؛ إن لم تكن في اساسها.. إذ أن الإنسان ليس فقط جسد يحتاج لإشباعات متعددة؛ وبأي كيفية كانت كما وأنه ليس فقط روح ترغب في السمو إلىٰ الآِله.. وهنا تأتي لحظات القلق.. حين يصعب عند البعض التوفيق بين إشباعات الروح وإشباعات الجسد..


فكلمات رابعة العدوية والتي صيغت شعراً يُغنىٰ تشعرك أنها تخاطب ذكر وليس آِله.. و الحب الآلهي.. أو العشق الآِلهيوليدان زمانهما؛ في عصر الرفاهية ويتكرر من حين إلى آخر.. فهما تعبيران أو مصطلحان لم يتحدث عنهما مصدرا الوحي: الذكر الحكيم والقرآن الكريم والفرقان المبين أو السنة المحمدية المصطفوية العطرة؛ وعليه فــ « العشق الآلهي» أو كثير من مفردات الصوفية تعارض مفردات الإسلام وتناقضها.. إذ أن خير البشر وسيد ولد آدم في رحلته :«المعراج » حين سُئل : "هل رأيتَ ربك".. رد قائلا : «رأيتُ نوراً » اضف مفردات السلفية الحديثة ومفردات إسلام الفضائيات ومنابر الوعاظ؛ والإسلام السياسي والمعتدل والمعدل تحتاج إلىٰ إعادة تعريف جديد صحيح شامل جامع مانع..

لذا احتاج العابد المسلم المؤمن وفق الرؤية الإسلامية إلىٰ تعريف الآِله المعبود كي يحسن عبادته بيد أنه من خلال أقوال الآِله نفسه وليس تصور العابد الناسك لهذا الآِله؛ ومن هنا يأتي الخلط بين تصور إنساني ناقص وعاجز وقاصر وبين حقيقة المعبود.. لذا جاءت الأسماء الحسنىٰ في القرآن الكريم واصفة إياه تعالىٰ الذي يُعرف نفسَه بنفسِه؛ وليس العابد الناسك هو الذي يعرفه أو يصفه.. وهنا تصح المقولة التي تخبر عن تأثير الفلسفات الفرعونية والهندية والإغريقية واليونانية والفارسية وترجماتها في تشبيه الآِله أو وصف العلاقة معه.. أو كيفية العلاقة التعبدية أو المعيشية مع الآخر ومن ذلك فكرة التصوف الدخيلة علىٰ إسلام محمد بن عبدالله..



والذي أفسدَ إلىٰ حد ما المناخ التعبدي العام لذهن الإنسان منذ أزمان وعهود.. مَن ولد في الألف الثالث قبل الميلاد.. الآِله: حورس- وكان اسمه باللاتينية «أكرست christ »- الفرعوني مِن العذراء:" أيسيس-ماري" Isis-Meri. [إيزيس]. ومن ثم انتشرت الفكرة مع خطئها وفسادها في بقية اقطار الأرض : أهل الصين القدماء؛ والهندوس؛ والبوذيون؛ والروس القدماء؛ والكلدان؛ وسكان سوريا والقدس وبيت لحم قبل ميلاد المسيح؛ وسكان فريجيا؛ والإسكندنافيون؛ والأنجلوساكسون؛ والفرس القدماء؛ واليونانيون والروم..


ويصح القول بأن فكرة إنزال الآِله مِن علاه ووضعه في رحم ضيق؛ وحشره في أحشاء مظلمة لأنثىٰ -لعلها تصور إنساني لقرب الآِله من الإنسان؛ والذي أخرجته عذراء من رحمها ليعيش الآِله كأنه إنسان ثم تمكن الإنسان من الإمساك بالآله لتقترب قدرة الإنسان -بقدر الإمكان- لقدرة الآِله ثم سعىٰ الإنسان لمطاردته فتعذيبه لإثبات بقية قدر من القدرة عند الإنسان كما عند الآِله.. ثم طعنه ليتبين ضعفه -والمتابع في حياة الإنسان يظهر للعيان ضعف الإنسان من بعد قدرة- ثم أذله في مشهد درامي مؤثر -أحسنت الصناعة الفِلمية تصويره- تبين رغبة الإنسان في إثبات المذلة لآِله ثم تركته كما يحدث لإي إنسان أن يترك حتى يموت وحده.. ولكي تكتمل الصورة البشرية لتصور هذا الآِله رافق عمليه تعذيبه وانتهاء حياة الآله على الأرض وموته.. رافق تلك المشاهد -مذنب/عاص؛ وهذا عند البعض- صلب معه كي يتساوى آِله علوي مع إنسان عاص مذنب سفلي..



مشاهد / رؤية بشرية أفسدت الذوق الإنساني العام واقتربت بمشاهد آخرىٰ إلى الصوفية ذات الوشاح الإسلامي.. وحين أراد الله في المشهد الأول -الفراعنة ومن سار خلفهم ومن جاء من بعده-.. حين اراد الله تصحيح المشاهد والرؤية الصحيحة للآِله أرسل آخر رسله لتحقيق القول الأول منذ عهد أبي البشر آدم: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد } [١]{ اللَّهُ الصَّمَد } [٢] { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد } [٣] { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد } [الإخلاص:١~ ٤]



.. ولأن طبيعة الإنسان -دائماً- ترغب في الأسهل والتملص من القيود ورفع التكاليف سواء الشرعية أو المدنية أو تخفيفها.. والإشكال جاء نتيجة احتكاك فلسفة بشرية تولدت في ذهن إنسان بافكار آِلهية ثم لُصق بها وصف إسلامية صوفية..
-***-
.. شردَ مني كثيراً رفيقي -اثناءارتشافه قطرات مِن قهوته ونحن نجلس في شقة تطل علىٰ الشارع التجاري السياحي لعله الثاني في العاصمة الفييناوية؛ والشقة أجرتها آحدىٰ التجمعات العربية في الغرب- ..



.. شردَ -رفيقي- حين سرد هذه النظرة وهو يتكلم عنها..



.. وفي حقيقة الأمر لا تمل سماعاً لما يرويه أو يقوله رفيقي لي..



فقد كنتُ الوحيد الذي يطمئن له عند الكلام عما يدور في خلده أو بين جنبات صدره .. وهو -رفيقي- كان ملماً بشكل جيد بعدة علوم..

ولكن السر الأعظم لديه كان -حريمه-.. والشئ بالشئ يذكر..



فهو -رفيقي- كان يفتخر بمطبخ أمه؛ ثم مِن بعدها مطبخ خالته -الحاجة أمينة- وكانوا ينطقون اسمها فـ ينادونها بــ « آمنه» وهي -رحمها الله- كانت تحمل صفات ونعوت كاسمها تماماً..

وهو -رفيقي- إثناء غربته بمفرده دون امرأة أو زوجة لم يكن يحسن الطبخ..



يروي لي: بسبب دراسته في جامعة فيينا العتيقة أنه كان يتبضع يوم السبت فقط ويرتب في ثلاجته الصغيرة ما سوف يتناوله طعاماً على مدار أيام الإسبوع الذي يلي يوم شراء غذائه؛ فيقطع مثلا الفرخة لأجزاء يضعها متتالية واحدة خلف الآخرى: ورك.. صدر .. جناح في صف وبجواره صف آخر من قطع لحم الضأن أو البقر.. أقرب إلى ما كان يأكله في بيت أمه أو خالته.. وكان لا يروق له أن يتغذى خارج بيته في المطاعم.. أو يتردد على الحانات!

وحين اقترب من المطبخ الأوروبي لم يعجبه سوى طبخ تلك المرأة الكرواتية والآخرى ذات الأصول من النمسا السفلى؛ وهي مقاطعة نمساوية مجاورة لولاية فيينا العاصمة..

وهنا جاء تساءل من طرفي: كم مِن النساء تزوجهن رفيقي !؟..



أو كم من النساء كن يطبخن لرفيقي.. ومتى !!؟..

أجلت السؤال لحين ننتهي من قصة المرأة الحالية أو التي بالفعل أنتهى حبه لها بشكل درامي كالأفلام المِصرية القديمة أو أنهى عمداً علاقته بها !



.. لا ينبغي أن ننسىٰ المرأة الإسكندرانية التي تزوجها في مطلع شبابه.. ولا يصح نسيان مطبخها.. وحلوياتها..



وكما يقول بنفسه : هي التي صبرت على أحواله وتصرفاته بل شطحاته حتى كتابة هذه السطور!



.. هي -ELLE- لم تكن تحسن سوى الشكوى لما اصابها من أمراض نفسية أو أعراض جسدية؛ ولكنها كانت تحسن تقديم وجبة حنان من خلال جسد معذب؛ وهي كان تتقن هذا الدور مع رفيقي؛ ولعل مشوار الحياة افهمها أنها ينبغي أن تحسن هذا الدور خاصةً أن -رفيقي- رجل مشرقي!



يقتل الإنسان وإن ظل حيا يسعى: الفراغ الجسدي.. والفراغ الروحي.. عند الكثير من البشر..
والعبادة لله تعالى -في مفهوم الإسلام- إما جسدية.. أو مالية .. أو معا جسدية مالية فتهدأ النفس وترتاح الروح!

هي لا تحسن الطهي ولا تحسن مضغه كي تشتهي ما تريد أن تتناوله.. إذ لديها حالة مرضية : إمساك مزمن تحتاج إلى دواء كي تحسن أفراغ ما في الأمعاء..
هي أرادت أن تكون عارضة أزياء لجمالها ورشاقة قوامها !..

لكن آحدهم -لكثرة ماله- تمكن من اقتنائها كآحدىٰ لوحات المشاهير وكان يقدمها لضيوفه الأغنياء مثالا على اعتبارها تحفة نادرة.. فغابت الناحية الإنسانية بينهما.. وطمست المشاعر الآدمية بينهما.. أنقطعت حبال الرحمة وروابط المودة..
-***-
ثم جاءالله بــ« رفيقي.. »!

رأتْ منه أنه يقدر أن يحول المشاعر إلى لمسات إنسانية يهتز لها كيانها فيدق قلبها فينبض بالحياة وليس نبض مَن هو تحت ماكينة الإنعاش في غرفة العناية المركزة!



رأته وهو يحول المكنون في الوجدان إلى إحساس ظاهر يشعر به جسد الإنسان يسري كــ دم الإنسان في كافة أنحاء هذا الكائن!



ورأتْ فيه أنه يحول الفراغ ما بين الكلمات إلى اصابع تمسك بالحروف فتكون جملا تُقرأ بالعين المجردة وليس بأجهزة مكبرات الأشياء!



مؤلم للنفس والجسد معاً أن يتحول الإنسان إلى تمثال من الرخام وبواسطة وسائل التقنية الحديثة تظن أنه يتحرك!
ومؤلم أن يتحول الإنسان إلى أَلة في مصنع ينتج ما يحتاجه البشر!
ومؤلم أن يتحول الإنسان إلى وعاء يمتلئ بالكيماويات المصنعة بطعم المانجو أو الملوخية أو التغليف من خلال التعليب في صفيح المعلبات هو الغذاء اليومي لإنسان فقدَ طعم الخضروات الطازجة أو نكهة الفواكة اليافعة المثمرة.. أضف بعد ذلك حفظ الطعام في مبردات تحت درجة الصفر بــ 18 درجة في كل البيوت!



والظاهر أن الإنسان استطاع أن يحفظ في ثلاجات المنازل طعامه لمدد طويلة وأيضا حفظ مشاعره وعواطفه وأحاسيسه في دولاب الملابس القديمة!



هي -ELLE- كانت وعاء إما خارجي لوضع أثواب الموضة الجديدة فوقها.. أو امتلاء هذا الوعاء بقدر يبقي تدفق الدم في وريد..



لجمالها الظاهري المعاين للناظر.. لم تشعر بجمالها الداخلي الذي غاب عن جوانب روحها وجسدها!



رفيقي استطاع أن يشعرها بأنها ليست وعاء إما للتفريغ وإما للإحتواء!



أن يتعامل الرجل مع المرأة علىٰ أنها إنسان ترفعهما معا هذه المعاملة إلىٰ مصاف الملائكة!



أن يتعامل الذكر مع الأنثىٰ على أنها وعاء.. صارت بالوعة في مرحاض!.. سواء من خلال الطبخ والطهي وإعداد الطعام أو تفريغ شحنة ذكورية.. وآخرى أنثوية!
أفهمُ أن الوليد يحتاج أن يلتقم طرف ثدي لغذائه.. والحديث هنا عن وسيلة تغذية لكائن حي يريد أن يبقىٰ.. وليس الحديث عن ذكر.. فالحديث عن الإطعام والسقاء والغذاء وإشباع جوعة معدة فلا توجد هنا ذكورة أو أنوثة..
فالوليد الأنثىٰ مثل الوليد الذكر في عملية الإلقام والإشباع من ثدي سواء أمه الإنسان أو كان الثدي لحيوان!
يخطؤ من يفرق بين شقي الطفولة -طفل أنثىٰ وطفل ذكر- من حيث الاحتياجات فهما يحتاجا إلىٰ الحصول عليها؛ كما يحتاجا إلى رعاية كاملة؛ وسوء الرعاية أو التفريق بين الرعاية ينتج إنسانا اصابه مرض مزمن إما عضوي أو نفسي.. ومنذ طفولته.. وما نراه في المصحات والمشافي لدليل صدق لما أقوله!



هي --ELLE- جاءت إلى الدنيا وليدة رغم رغبة الوعاء الأول بيولوجياً -الأب- .. ورغبة ملحة من الوعاء الثاني بيولوجياً -الأم- ظناً أنها بتلك الصلة تقترب كثيراً من الأب؛ والذي رفضها منذ اللحظات الأولىٰ حين أخبرته المرأة الحامل بما يتكون فيتشكل في أحشائها.. لم يعترف بها حين وُلدت فلقبت باسم جدها من طرف أمها.. ومن هنا تبدء بدايات المتاعب النفسية وسلسلة المعاناة الجسدية..



طفلةٌ لا ذنب لها جاءت إلىٰ الدنيا نتيجة صلة -ابتعدَ رفيقي عن تعبير ثمرة-.. علاقة لحظية بين أنثىٰ تريد إشباع جانب من احتياجاتها غير الضرورية.. ورجل يريد اثبات قدر ما من ذكوريته..
أخبرتْ -رفيقي- أنها لم تراه -والدها- إلا مرة في طفولتها ثم المرة الثانية حين مات ولم يستطع أحد دفع مصاريف الجنازة وثمن الدفن!



وحين تم الرفض من قبل ذكر -الأب البيولوجي- تحيرت الأم والتي حملتها تسعة أشهر وشعرت بأوجاع الولادة وما يصاحبها من آَلام المخاض..



هي - ELLE-ولدت طفلة جميلة بريئة.. شقراء بيضاء.. ذات عيون زرقاء..
وهذا مايرغب فيه رفيقي..



هو -رفيقي- ينبهني بأن الإنسان لا يقدر علىٰ الوصول إلىٰ أدنىٰ درجات الكمال؛ وهذا يعود لتركيبته الأصلية الآدمية وليس لعدم استطاعته.. فهو لا يملك مقومات الكمال ولا بدايات الاكتمال.. يولد ضعيفاً محتاج إلىٰ غيره بالضرورة.. وعاجز أن يقوم بصورة طبيعية للقيام بأدوار حياته.. وقاصر علىٰ أن يبقي علىٰ حياته بمفرده.. في جميع أطوار حياته يحتاج لمن يطعمه فينظفه رضيعا؛ ثم يحتاج لمن يعلمه ويهذبه فيؤدبه يافعا ثم يحتاج لمن يطببه شيخاً.. ثم يدفنه عجوزا ميتاً..

والطامة الكبرى أنه يولد جاهل يحتاج إلى من يعلمه بعض أو جزء من العلوم.. ومن خلال العملية التعليمية إما أن يصبح إنساناً أو أنه يصير فقط كائناً حياً.. وهنا يكمن الفارق!
ماذاتفعل الأم! ..
تركتها لجدتها من طرف أمها.. تربت الحسناء البيضاء الشقراء في بيت جدتها .



هي - ELLE- استثمرت جانب جمالها دون أن تشعر به..
رفيقي نقلها من كينونتها كأنثىٰ تُشتهىٰ.. والتي بها حياة .. إلى إنسانة تشعر بحياتها وآدمية تحس بوجودها



بحكم البيئة التي تربت فيها والمناخ العام الذي نشأت فيه.. صارت نصرانية بحكم المولد والتربية والحياة المعاشة .. ولكن رفيقي شعر بغير ذلك.. فقط الجانب التديني المشاعري الكهنوتي؛ وهذا تلاحظه عند الكثيرين من أتباع الأديان!



مكان العبادة يُقدم من خلال الطقوس والقداس كل ما يحتاجه المؤمن بفكرة خلاصه من العذاب لما يرتكبه الإنسان من ذنوب ومعاص وكبائر من خلال المخلص ابن الآله -الذي عُلق على الخشب وفارق الحياة على الصليب- الذي مات من أجل الإنسان.. وهي عقيدة المسيحية؛ وهي موضع نقاش عند أهل العلم وليس مع العامة.. فاراد رفيقي -وهو مسلم يعتمر كل عام- أن يظهر لها عدم معارضته لعقيدتها أو رفضه لإيمانها..



ذهب معها ذات مرة في نزهة لمدينة سالزبورج وإثناء التفرج على آحدى معالم المدينة وجد كنيسة تتبع الدومينيكان؛ فدخلها معها وعثر على غرفة مستقلة باسم العذراء البتول مريم فدخلها معها ووجد في مقدمة الغرفة كراسة يسجل فيها فيكتب الزائر خواطره.. فكتب معها في ورقة من تلك الكراسة « وثيقة » عهد بينهما وكأنه كتبها بدمه وليس بحبر قلمه.. ثم وقع على الوثيقة ووقعت هي..

لاحظ رفيقي وبدى على ملامحها حالة من الرضا وايضا حالة من الاستغراب أن لم يكن ذهول المستغرب من تصرفه مع إسلامه الظاهر للعيان من خلال أحاديثه معها وإحسانه المقارنة أو المقاربة بين الأديان... وكأن هذا قدر من يسكن في بلاد الغرب ذات المسحة المسيحية أن يحسن علماً بشقيه: المقارنة والمقاربة بين الأديان وإلا ذاب في المجتمع دون أن يشعر... وعصف به من كل جانب..



هي - ELLE- كانت تظن أنه لا يصح أن يفعل ذلك

لم تبدِ هي كثيرا من الاهتمام وأكملا معاً زيارة بقية معالم وآثار المدينة العتيقة !
... إشكالية رفيقي معها.. أنه لم يقدر بعد عدة سنوات أن يلعب دور المخلص من آلامها النفسية ومتاعبها الجسدية.. إذ أنها كانت توقظه مبكراً للغاية في الثالثة أو الرابعة قبل بزوغ الفجر لتخبره أنها تريد منه أن يحادثها لأنها أصابها قلق فلا تسطيع النوم.. وهو بالتالي يخبرها أنه يجب أن يأخذ قسطا جيدا من الراحة والنوم خلال سويعات الليل ليحسن أداء عمله وممارسة وظيفته فهو يحتاج لذهن صاف..



توقفت الحياة معها وغادر مدينة جراتس في قطار المساء مودعا إياها بلا عودة.. ولم تنفع سكوبات عيناها بكاءً وإلحاحها في البقاء معها فهي تريده رجلا بجوارها..



غادر رفيقي حياتها..



بيد أني سأعود لأكمل بعض جوانب تشرح هذا الرجل المشرقي حين يعيش في بلاد الغرب...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
الأربعاء - 30 محرم 1443 هـ - 08 سبتمبر 2021مـ
ورقةٌ مِن ْكُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات
رواية :


الرجل المشرقي

-*-*
مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 08 / 09 / 2021, 41 : 04 PM   المشاركة رقم: 439
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 10 / 09 / 2021, 47 : 04 PM   المشاركة رقم: 440
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 207
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
« عبث »..
أو غياب الأيديولوجية عند التطبيق سياسياً!
الأيديولوجية..أعتبرُها وجهَ نظرٍ في الحياة تَصلح أن تكونَ مبدأً أساسياً -أي : نظام حياة؛ وطريقة معينة في العيش؛ وطراز خاص من السلوك- لتعايش الإنسان مع كل ما يحيط به:
- أولاً : مع نفسِه في انسجام جسدي روحي نفسي من حيث الحصول على الإشباعات الضرورية؛ وتمكنه مِن الإشباعات المكملة لبقاءه منسجماً مع الآخرين دون قلق أو توتر أو حيرة؛ و
- ثانيا : مع غيره مِن بني البشر؛ ومع بقية الكائنات والمخلوقات المحسوسة والموجودة؛ وتلك الذي يعتقد بوجودها؛ ثم
- بناءً على حقيقةِ وجوده مخلوقاً فينبغي أن نحسن التعايش مع وجود خالق؛ وهذا ثالثاً.. سواء اطلق على هذا التعايش مع الخالق: عبادة -وهي متوفرة ومتاحة؛ يتم ممارستها عند الجميع بصور شتى ؛ يختار منها المرءُ ما يشاء.. أو حاكمية الخالق في العلاقات -وهنا تبدء الصعوبة وسيل مِن المشاكل-؛ وهذه -العلاقة الأخيرة بين الخالق والمخلوق من حيث الحاكمية- لم تتبق إلا عند المسلمين.. ونحن المسلمين جزءٌ مِن العالم؛ بل نحن نشكل خُمس سكانه؛ ولا نستطيع الانفصال عنه أو تجاهله؛ وما تقوم به كيانات ترتدي الوشاح الإسلامي مِن افعال وتصرفات بل واقوال تبتعد عن المفاهيم الإسلامية العامة.. فــ ما عاد التعزي ممكناً بأن أتباع مقاتلي القاعدة والدواعش وأمثالهما -ولا استخدم مصطلح مجاهديهما - يشكلون إنشقاقات في الدين؛ وليسوا حجة علينا ولا على ديننا، إذ أن القاعدة خرقت فى الفقه الإسلامي خرقاً غير مسبوق وذلك بإطلاقها لأول مرة فى تاريخ الإسلام فتوى القتل بالجنسية والقتل بالديانة وتبني مسئولية المواطن عن سياسة دولته .. فنتبرأُ منهم قولاً وتنتهي المسألة ونستشهد بما قاله دونالد رامسفيلد؛ وزير الدفاع زمن بوش الابن؛ بعد تصرفنا تجاه هؤلاء؛ إذ ناضلنا طويلا دولاً ومؤسسات دينية ضد التطرف والإرهاب؛ وما كانت درجات التصديق عند الأصدقاء ومِن غيرهم عالية؛ إذ أن رامسفيلد؛ والذي تُوفي قبل شهور.. وجه إلينا وإلى مواطنيه مَطْلبين :
- قال الغازي لأفغانستان والعراق مِن جهة إن الإسلام مخطوف وينبغي تحريره، و
- قال مِن جهةٍ ثانية إنه مِن الضروري شنّ حرب أفكار على المتطرفين باسم الدين، وعدم الاكتفاء بالصراع المسلح معهم..



.. أكملُ ما توقفت عنده.. فــ الأيديولوجية.. وهي مبدأٌ أساسيٌ في الحياة يبنى عليه العديد مِن الأفكار الحياتية والمعيشية.. فتنبثق منها كتلة مِن المفاهيم المرتبطة بالسلوك الخاص والعام؛ فتتولد مجموعة مِن المقاييس إثناء القيام بالعمل أو القول مِن حيث الجواز أو المنع؛ وتسود في ذهن الإنسان سلسلة مِن القيم وحزمة مِن القناعات إثناء الممارسات الطبيعية للإنسان؛ والتي جميعُها الأصل فيها أنها توافق فطرة الإنسان -بصفته الآدمية وأصله البشري بغض الطرف عن مكان تواجده وزمن وجوده- فيعمل مِن خلال كتلة بشرية تحمل هذه الأيديولوجية -المبدأ الأساسي- على إرساء قواعدها وتفعيلها في منظومة عملية متكاملة بُعَيد ومباشرةً عند لُحَيظة التمكين في كافة مناحِ الحياة؛ وفي كل مفاصل المجتمع فتعالج ما عند الإنسان مِن مسائل تحيط به سواء أكانت متربطة برابط وثيق مع كينونته الآدمية؛ أو مشاعره وأحاسيسه ووجدانه؛ وسواء أكانت جسدية أو نفسية/ روحية أو مرتبطة بعلاقته بغيره من الإنسان؛ وإن لم يؤمن الآخر بمبدأه ولا يعتقد في صحة أيديولوجيته..
.. ومن فهمي لجزئيات هذا التعريف يصلح إسلام محمد بن عبدالله -عليه السلام- بشقيه: القرآن الكريم والسنة أن يكون مبدأً عالمياً موافقاً لفطرة الإنسان واحتياجاته الضرورية الملحة واحتياجاته الثانوية؛ كما ويمكنني القول أن بقية المبادئ الآخرى -وأن كانت قاصرة أو عاجزة أو ناقصة في نظري- تصلح لبقاءها بجواره.. إذ تم التعايش بين تلك المبادئ بمفهوم الأيديولوجية الفكرية وليس بمفهوم الهيمنة العسكرية؛ والتناطح بآلة الحرب والدمار.. حين تضعف حسن القدرة على الحوار وتغيب أسس مناقشة موضوعية بما عند الآخر!.

ولغياب المفهوم الصحيح للإيديولوجية -المبدأ الأساسي لمجموعة الأفكار والمفاهيم والقيم والمقاييس والقناعات--؛ سواء عند الغرب أو عند الشرق! ترى هذا العبث الذي يظهر على كف الزمان..
.. منذ أكثرَ مِما يزيد عن مائةِ عامٍ بدءَ يظهر على سطح الأحداث كياناً -ومَن يسير في فلكه- يحمل الفكر الرأسمالي الديموقراطي الحر؛ وعمل بصورة عبثية على انتشاره؛ وفي نفس الفترة الزمنية سقط وتهاوى كيانٌ آخر كانت عاصمته :" سكود (منذ العام: 1299-1335) ثم بورصة (1335-1363) فــ أدرنة (1363-1453) وأخيراً إستانبول (1453-1922)؛ وهي كانت :"سلطنة وراثيَّة " بوشاح إسلامي..
.. اهتز العالم وقتذاك.. والمعضلة أن أحفادها -تلك السلطنة الوراثيَّة- وحتى يومنا هذا ورثوا منها حالة الضعف الفقهي والهزال العلمي اللذين اصابها فهدمها..
.. ودليل يضاف لإثبات القول السابق.. ما حدث أمس [08. سبتمبر] في المملكة المغربية مِن سقوط مدوي وهزيمة مؤلمة لكيان ذي مرجعية إسلامية بدء تصاعدياً منذ عام 1997؛ فتمقعد على كرسي قيادة الوزارة لولاية ثانية بــ 125 مقعدا منذ عام 2016؛ ثم.. وبخسارة 113 مقعداً وحصوله -اليوم- على 12 فقط؛ وعاش قادة ذاك الكيان على إيقاع إنتكاسة كبيرة وهم يتابعون النتائج مِن مقرهم المركزي في حي الليون بالرباط.. وكانت التوقعات تشير لصعوبة في نتائج جيدة، بسبب مشكلات تنظيمية داخلية عانى منها، وتأثر قاعدته الانتخابية المحافظة بسبب «التطبيع مع إسرائيل»، ومصادقة الحكومة التي يرأسها على قانون تقنين القنب الهندي، وأيضاً بسبب عدم وفائه بوعوده الانتخابية، خاصة في مجال التشغيل... وهذا ما تعاني منه الطبقة المتوسطة في أي مجتمع...
. .. لنفس الأسباب -تقريباً- والمعاناة سقط شبيه هذا الكيان في كل مِن السودان ومصر فتونس (الشمال الأفريقي).. ويتبقى لهم بصيص أمل في ليبيا إذ هناك تنفس صناعي للمجلس الأعلى.. والذي انتهت صلاحيته منذ حين..
.. اضف كارثة التحرك على الأرض لتنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية(!) يتبين لي أن المشكلة ليست في الأيديولوجية -المبدأ الأساسي- بل في رجال يحملون هذه الأيديولوجية أو هذا المبدأ !.
...
فــ
هل يتمكن المتابع للأحداث قبيل الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى كتابة هذه السطور أن يصف الأحداث بــ الـ عبث"...
وهل يصح للمراقب للشأن العالمي أو الإقليمي أو المحلي أن يقول أن الأيديولوجية فُقدت عند التطبيق عملياً بإنزالها على الواقع المعاش سياسياً!؟
وهل يصلح القول بأن المنظمات العالمية والإقليمية والإنسانية أخفقت حين ارادت إصلاح ما أفسدته الممارسات لرجال السياسة!؟
أو دقة التعبير -تلزمني- أن أقول: أن الأيديولوجيات؛ والتي قامت على أساسها أمم ومنظمات وهيئات قد شاخت ويبس جوفها وتَلَيَّف كما يشيخ الإنسان، فتصل تلك الأمم والمنظمات إلى سن الكِبر والعجز؛ ورجالها بدت عليهم أعراض الشيخوخة ومظاهر العَجز عن إدارة وتفعيل الأيديولوجية؛ وكل المحاولات اليائسة؛ والتي كان هدفها البحث عن الوسائل القادرة على تأخير ظهور معالم الهرم بأنها باءت بالفشل وأصيبت تلك الأيديولوجيات بأمراض مستعصية لم تمكنها مِن أن تقوم بوظائفها الحيوية لإسعاد الإنسان لحظة التطبيق وزمن التفعيل سياسياً !؟
.. أما أنه -بالفعل- الدقة في التعبير -تلزمني حقاً وصدقاً- أن أقول : أن المشكلة ليست في الأيديولوجية؛ أو المبدأ الأساسي.. بل في رجال يحملونها؛ ويدعون فهمها؛ ويتكلمون بافكارها !؟..
.. فهؤلاء الرجال استبان عليهم سن العجز الذهني في فهم ايديولوجيتهم؛ والتي يدعون أنهم يتبعونها، وظهر عليهم الشيب الفهمي في إدراك العديد مِن ملفات هذه الإيديولوجية؛ أو أنهم تمقعدوا في كرسي لا يصلحون له -اصلاً، فأفسدوا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً؛ وما زالوا يتمسكون بقيادة هذا الكيان الخاوي من ايديولوجية يتفوهون بها دون إستيعابها.. وهذ طامة آخرى!
وليس كما يظن البعض لُغةً بأن الشيخ قد يعبّر به عمّا يكثر علمه لكثرة تجاربه ومعارفه؛ ولعل عنده قدراً مِن التجارب والمعارف؛ لكن افكار وقيم الأيديولوجية لا يتمكن مِن إنزالها على واقع معاش حالي.. وكأنه شيخ فاني يزداد كل يوم ضعفه فيقترب إلى موته دماغياً وليس موت الأيديولوجية نفسها..
ولنأتي بأمثلة؛ اسعى أن تكون متسلسلة زمنياً :
1.] حين تحدثت إيران~الخميني عن الثورة؛ تكلمت عن تصدير الثورة إلى الخارج؛ ولا يوجد عندي سبب مقنع لحرب ضروس استمرت ثمان سنوات مع الجارة العراقية زمن صدام حسين. لِمَا بدأت وكيف انتهت!؟..ثم أوجدت ذراعا لها في لبنان متمثلاً في حزب الله -بالطبع شيعي؛ ولا يوجد عند كاتب هذه السطور إشكال مع الفكر الفقهي الجعفري- .. ثم في اليمن ذراعاً -وايضاً شيعي- وتحدث رجالها فوق منابرها على أن طهران فاعلة وموجودة في عدة [4] عواصم عربية سنية؛ اللافت هنا أنهما الشيعة والسنة ينتمون إلى ايديولوجية واحدة مع فارق في الفهم -الفقه لمسائل وإن كثرت- وهي -الجمهورية الإسلامية في إيران- منذ زمن في مأزق التدخل العسكري. ما يعني غياب الإيديولوجية لحظة تطبيق المبدأ.
2.] قبلها وبعدها: أمريكا... فتسمع حيناً أنها ترغب في تصدير النموذج الأمريكي للديموقراطية؛ والحرية؛ وحقوق المرأة وحقوق الإنسان.. فتجد حتى كتابة هذه السطور فارقاً -داخل الولايات المتحدة نفسها- مازال كبيراً في كيفية تعامل مَن يحمل بشرة سمراء مِن إنسانٍ مثله يحمل بشرة بيضاء.. وكأن حقبة العبيد السود مازالت عالقة في ذهن راعي البقر؛ وأصحاب الإقطاعات الزراعية الكبيرة والتي تحتاج لأيدي عاملة رخيصة جداً.. ومثال صارخ ازعج الحلفاء قبل الأعداء: الخروج المخجل من بلاد الأفغان بعد عقدين مِن الزمان.. عشرون عاما كاملة ماذا يصنع كيان ديموقراطي وحر ليبرالي متحمس لمشروع «بناء الدول»... في دولة بحجم أفغانستان.... ورغم الجدل الدائر في الولايات المتحدة بشأن صواب قرار الرئيس بالانسحاب، بين ليبراليين متحمسين لمشروع «بناء الدول» وبين محافظين يرون أن مهمة الجيش الأميركي يجب ألا تتعدى حماية أمن أميركا ومصالح مواطنيها، رغم ذلك، لا بد أن نتذكر أن قرار الغزو الأميركي لأفغانستان اتخذ كــ رد على هجمات 11 سبتمبر 2001، أي أن ذلك القرار لم يكن لإنقاذ أفغانستان من حكم «طالبان»الذي كان قد مضى عليه خمس سنوات، ولا للضغط على نظامها لممارسة سلوك أكثر ليونة مع شعبه، بل كان للدفاع عن الأمن الأميركي ضد اعتداء أودي بحياة 3 آلاف ضحية، ودمر برجين عالميين كانا رمزين بارزين في مدينة نيويورك، علاوة على الهجوم على مقر القيادة العسكرية الأميركية في البنتاغون؛ وهجمة ثالثة -لم تفلح- على البيت الأبيض، كل ذلك عبر خطف طائرات ركاب مدنية وتحويلها لطائرات انتحارية..
.. ولو أذعن الملا عمر في ذلك الحين لمطالبة واشنطن بتسليم أسامة بن لادن وإغلاق معسكرات «القاعدة» لكانت «طالبان» بقيت في الحكم بموافقة أميركية وبغض طرف دولي، مثلما يحصل اليوم.. وكيف كان الباكستاني المولود بالكويــت خالد شيخ محمد، مهندس هذه الهجمات الذي ما زال يحاكم في أميركا منذ سنين، ينسق مع النظام الإيراني، بل كانت هجمات 11 سبتمبر نفسها ما كانت لتتم لولا بصمات إيرانية في الخفاء، وهذا كلام خبراء مِن الـ«سي آي إيه»، وغيرهم، في فيلم وثائقي عرضته قناة «العربية» قبل فترة عن علاقة إيران بهجمات 11 سبتمبر.. فوق هذا، تبقى الحجة الأخرى التي يتمسك بها المدافعون عن ضرورة عدم التدخل في الشأن الأفغاني، باعتباره شأناً يخص أفغانستان وحكومتها وشعبها. وهو ما أكد عليه الرئيس عندما اتخذ قرار الانسحاب المتعجل، الذي يواجه انتقادات في أميركا من جمهوريين وديمقراطيين على السواء، عندما قال: "اختيار مَن يحكم أفغانستان يجب أن يكون مِن مسؤولية الشعب الأفغاني". ... يقول المدافعون عن حجة عدم التدخل: لقد بقيت أميركا 20 سنة في أفغانستان؛ أنفقت على الحكومة والجيش تريليونات الدولارات؛ ساعدت على تجهيز البنية التحتية؛ أتاحت فرص عيش وظروف رفاهية لم تكن معروفة من قبل؛ دخلت الموسيقى والرقص إلى البيوت والمسارح؛ اتسعت النشاطات الرياضية وشارك لاعبون في مباريات عالمية.. ثم خلال شهر واحد سقط كل شيء، انهارت المؤسسات وهرب الحكام واختفى الجيش تاركاً أسلحته ومعداته وراءه لمقاتلي «طالبان».



.. ويقود هذا إلى السؤال: إلى أي مدى يستطيع التدخل العسكري الأجنبي أن يقيم نظاماً سياسياً قابلاً للبقاء إذا لم تكن التربة الداخلية صالحة لتقبل نبتة غريبة مِن هذا النوع؟ .
وكيف يبرر المشروع «الإمبريالي» هذه الوظيفة إذا كان مرفوضاً بحجة السيادة والقرار الوطني؟
لا يقتصر هذا السؤال على أفغانستان وحدها. ولنترك الأمثلة الأخرى .. ولننظر إلى لبنان. هذا بلد منهار، مفكك سياسياً وطائفياً واجتماعياً. بلغ الفقر فيه مستويات لم يعرفها إلا خلال مجاعة الحرب العالمية الأولى. وتوصف أزمته الاقتصادية بأنها بين أسوأ ثلاث أزمات عالمية في العصر الحديث. جاءه رئيس من فرنسا يقترح حلاً للمساعدة على إنقاذه يقوم على منح السياسيين المسؤولين عن كارثته «إجازة» ستة أشهر لإتاحة الفرصة لفريق آخر لمحاولة علاج مختلف. برزت الاتهامات بعودة «الانتداب» وبمصلحة فرنسا في إعادة بناء المرفأ المدمر وبدخول لبنان في حملة ماكرون الرئاسية.
وماذا كانت النتيجة؟
انقضت سنة مِن المماحكات والصراعات على ما تبقى مِن عظام الدولة بعدما انهار ما كان مِن جسدها، فيما الشعب منقسم بين مستسلم أو متواطئ مع سياسي مِن هنا أو مِن هناك، تبعاً لانتمائه الطائفي أو لمصلحته السياسية.
.. صرخة نساء أفغانستان محقة مثل أي صرخة إنسانية أخرى. لكننا نعيش في عالم لا ينجح فيه دائماً تصدير الأنظمة، وتحكمه قواعد لا تسمح بالتضحية لتلبية هذه الصرخات.
وهذا ما سوف يشاهد في القريب العاجل!.
3.] فرنسا تعيد مرة ثانية مراجعة ملفات المتقاعدين مِن أصول جزائرية للتأكد مِن أحقيتهم في معاشاتهم والتي تصرفها الحكومة الفرنسية!
4.] بريطانيا وبعد سنين خرجت مِن الاتحاد الأوروبي؛ وكأنه عبؤ عليها
5. ] ؛ 6. ] فشلت فكرة إندماج الأجانب في المجتمع الأوروبي؛ كما صرح بذلك وزير ألماني وآخر نمساوي
وفي المنطقة العربية :
7.] ؛ 8.] ؛ 9.] لم تستطع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي في حل الخلافات البينية بين دول أعضائها.. وحتى هذه اللحظة..!

وهكذا..!
.. لذا فالقول بصحة النظرية شئ.. والتطبيق شئ آخر.. قول صحيح..

.. وصحة الأيديولوجية شئ.. والتطبيق على أرض الواقع -سياسياً- شئ آخر ..
والسؤال الآن فى ذكرى 11 سبتمبر: لماذا نترك التاريخ يعيد نفسه بدلا من أن نعيد نحن كتابته من جديد بالإيمان الصحيح العميق والعمل الصالح والفهم الدقيق وفق استراتيجية منبثقة من ايديولوجية نقتنع بها لا تفرض علينا.
ربما لا نستطيع أن نفعل شيئا جديدا، لكننا نستطيع أن نستفيد من تاريخ طويل للتجارب الفاشلة والأخطاء القاتلة...
-*-*-
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)*
‏السبت‏، 03‏ صفر‏، 1443هــ ~ ‏11‏ سبتمبر‏، 2021م

أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-










التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد فخر الدين الرمادي ; 11 / 09 / 2021 الساعة 54 : 11 AM سبب آخر: إعادة قراءة مع تعديل وتصحيح!
عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018