![]() | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 56 | المشاهدات | 13229 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 51 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وصيةُ أمامةَ بنتِ الحارث زوجِ عَوفِ بن مُحَلِّم الشيبانيّ لابنتها «أم إياس بنت عَوف الشيبانية» .. وهي وصيةٌ تطرب السامع ، وتشنف المسامع ، ينبغي لكل أم لَبَّةٍ حصيفة أن تتلوها على مسامع ابنتها قُبيل الزفاف. .. قبل أن أبدء الحديث عن تلك الوصية ينبغي التعرض لـ الشخصيات المحورية في بحثنا هذا 1.) الحارث بن عمرو بن حجر مَلِكُ كِنْدَةَ .. آخر ملوك كندة الأقوياء. وهو الجد الأول للشاعر إمرؤ القيس .. كان "صديقاً" لـ بيزنطة من عام 502م حتى سنة 528م واستطاع أن ينتزع الحيرة من ملوكها أو شيوخها الأصليين في تلك الفترة ولا شك أن ذلك حز في نفوسهم كثيراً. 2.) عَوْف بن مُحَلِّم بن ذهل بن شيبان -الشَّيْبَاني-: من أشراف العرب في الجاهلية. كان مطاعا في قومه، قويا في عصبيّته. طلب منه الملك عمرو بن هند رجلا كان قد أجاره، فمنعه، فقال الملك " لا حرَّ بوادي عَوف " أي لا سيد فيه يناوئه، فسارت مثلا. وفيه المثل " أوفى من عَوف بن محلّم " لقصة له أوردها الميداني. وكانت تضرب له قبة في عكاظ. وفاته: نحو 45 ق هـ الموافق : نحو 580 م. 3.) أمامَةُ بنتُ الحارث الشيبانية : فصيحة نبيلة جاهلية. كانت زوجة عَوف بن محلّم الشيبانيّ. لها وصية تُعد من أفضل ما قيل في موضوعها .. أوصت بها ابنةً لها تزوجها ملك كِندة الحارث بن عمرو. 4. ) «أم إياس بنت عَوف بن مُحَلِّم الشيبانية». العروس .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 52 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح قَالَ لها: ما وراءك ياعصام؟ قَالَت: «صَرَّحَ المَخْضُ عن الزُّبْد»، رأيت : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 53 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 1 . ) جَبْهةً كالمِرْآة المصقولة، يزينها 2 . ) شعر حالك كأذناب الخيل، إن أرْسَلَتْه خِلْته السلاَسل، وإن مشطته قلت عناقيد جَلاَها الوابل. و: 3 . ) حاجبين كأنما خُطّا بقلم، أو سُوِّدا بحمم، تقوَّسا على مثل عَيْن ظبية عَبْهَرَة، بينهما 4 . ) أنف كحدِّ السيف الصَّنيع، حَفَّتْ به : 5 . ) وَجْنَتَان كالأرجُوان، في بياض كالجُمَان، شُقَّ فيه : 6 . ) فم كالخاتم، لذيذ المبتسم، فيه ثَنَايا غُر ذات أشَر، تقلَّبَ فيه : 7 . ) لِسَان، ذو فصاحة وبيان، بـ 8 . ) عقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي فيه 9 . ) شَفَتَان حَمْرَاوان، تحلبان ريقاً كالشهد إذا دلك، في : 10 .) رقبة بيضاء كالفضة، ركبت في : 11 . ) صَدرْ كصَدْر تمثال دُمْية، و : 12 . ) عَضُدان مُدْمَجَان يتصل بها : 13 . ) ذراعان ليس فيهما عظم يُمَسُّ، ولاَ عرق يجس، ركبت فيهما : 14 . ) كفان دقيق قصبهما لين عَصَبُهُما، تعقد إن شئت منهما الأنامل، نتأ في ذلك الصدر : 15. ) ثَدْيان كالرمَّانتين يخرقان عليها ثيابها، تحت ذلك : 16 . ) بطن طُوِى طيَّ القَبَاطيِّ المدمجة كسر عُكَناً كالقَرَاطيس المدرجة، تُحِيطُ بتلك العكن سُرَّة كالمُدْهُن المجلوِّ، خلف ذلك : 17 . ) ظهر فيه كالجدول، ينتهي إلى حضر لولاَ رحمة الله لاَ نَبَتَرَ، لها كفَلُ يُقْعدها إذا نهضَت وينهضها إذا قعدت، كأنه دِعْصُ الرَّمْل لَبَّده سقوط الطَّلَّ، يحمله : 18 . ) فَخِذَانِ لُفَّا كأنما قلبا على نَضَد جُمَان، تحتهما ساقان خَدْلَتَان كالبرديتين وُشِّيتا بشعر أسود كأنه حلق الزرد، يحمل ذلك قَدَمَان كحذو اللسان، فــ تــبــارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما، فــ أرسل الملك إلى أبيها فخطبها، فزوجها إياه، وبعث بصداقها، فجهزت، فلما أراد أن يحملوها إلى زوجها فـ. أوصت أمامة بنت الحارث ابنتها ((أم إياس بنت عوف)) حين زفتها إلى زوجها ((الحارث بن عمرو الكندي)) ملك كندة فــ : .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 54 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 1 . ) الوصية لو تُرِكت لِفَضلِ أدبٍ [(أو مكرمة حسب لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك)] تُرِكت لذلك منك، ولكنها : أ . ) تذكرة للغافل، و: ب . ) مَعُونة[(ومنبهة)]للعاقل، [(أي بنية)]. ولو أن : 2 . ) امرأة استغنت عن الزوج لِـ : أ . ) غِنَي أبويها و : ب . ) شدَّة حاجتهما إليها كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن «النساء للرجال خلقْنَ»، و«لهن خلق الرجال». أي بنية، إنك : أ . ) فَارقْتِ [(الحمى)] الجوَّ الذي منه خَرَجْتِ، و : ب . ) خَلَّفْتِ العُشَّ الذي فيه دَرَجْتِ، إلى : أ . ) وَكْر [(بيت)] لم تعرفيه، و : ب . ) قَرِين لم تألفيه، فـ أصبح بـ ملكه عليك : أ . ) رقيباً و : ب . ) مليكا، فـ كونِي له «أمَةً» يكُنْ لك «عبداً وَشِيكا، يا بنية احْمِلِي عنى [(واحفظي له)] عَشْرَ ⓿❶خِصَالٍ تكن لك ذُخْراً وذِكْراً: [(أما الأولى والثانية ![]() والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، [(فإن في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة رضا الرب.)] [(وأما الثالثة والرابعة ![]() والتفقُّد لموضع أنفه، فلاَ تَقَع عينُه منك على قبيح، ولاَ يشم منك إلاَ طيبَ ريح، [(وأعلمي أن)] والكحلُ أحسنُ الحسن[(الموجود)]، والماء أطيبُ الطيب المفقود، [(وأما الخامسة والسادسة: )][( فالتعاهد)]والتعهد لوقت طعامه، [(والتفقد)]والهدو عنه عند [(لحين)]منامه، فإن حَرَارة الجوع مَلْهبة، وتنغيص النوم مَبْغَضَة [(وأما السابعة والثامنة ![]() [(والرعاية)]والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن [(حفظ المال )] الاحتفاظ بالمال [(من)]حسن التقدير، [(ورعاية العيال والإرعاء على العيال والحشم جميل [(من)]حسن التدبير، [(وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين)] ولاَ تُفْشِي له سراً، ولاَ تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيتِ سِرَّه لم تأمني غَدْرَه، وإن عصيت أمره أوغَرْتِ صَدْره ثم اتَّقِي مع ذلك[(كله)] الفرح إن كان تَرِحَا، والاكتئاب عنده إن كان فَرِحَا، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشَدَّ ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراما، [(وأكثر ما تكونين له موافقة أحسن ما يكون لك مرافقة)]وأشد ما تكونين له [(إعظاماً)] موافقة، يكن أطولَ ما تكونين له[(إكراماً)] مرافقة، واعلمي أنك [(لا تقدرين على ذلك)] لاَ تَصْلِين إلى ما تحبين حتى تُؤْثِرِي رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت، [(والله يضع لك الخير)]والله يَخِيرُ لك،[(واستودعك الله.)] فحُملت فسُلِّمَت إليه، فعَظُم مَوْقِعُها منه، وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن. ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 55 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح المصدر: كتاب خاص للمرأة للحبيب سعد العيدروس ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 4.) . المصدر الأصلي:" [(مجمع الأمثال ، الجزء الثاني - الإمام أبو الفضل الميداني )]. زمنُ هذه الوصية العصر الجاهلي قبل مجئ الإسلام فهل هذا التعبير متداول في الزمن الجاهلي : .:" والله يَخِيرُ لك.". نقلا : من كتاب مجمع الأمثال للميداني أم أن التعبير في حد ذاته معلوم لجميع الناس وبالتالي أصحاب الملل وأهل الكتابين قبل البعثة الخاتمة ".. وهل التعبير بـ : [(واستودعك الله.)] كان شائعا بصفة العموم .. لعلي أعود لمراجعة بعض ما ورد في النص من غريب الألفاظ من بعد إذنه سبحانه وتعالى شأنه وبتوفيق من عنده.. وما دعاني إلى كتابة البحث بالتفصيل قوله عليه السلام وما بحثته العلماء يعود لقوله صلى الله عليه وآله وسلم وأخيراً : :" إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ فَلْيَفْعَلْ ". أ . ) : " (إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ) أَيْ أَرَادَ خِطْبَتَهَا وَهِيَ بِكَسْرِ الْخَاءِ مُقَدِّمَاتُ الْكَلَامِ فِي أَمْرِ النِّكَاحِ عَلَى الْخُطْبَةِ بَالضَّمِّ وَهِيَ الْعَقْدُ (فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا) أَيْ عُضْوٌ (يَدْعُوهُ) أَيْ يَحْمِلُهُ وَيَبْعَثُهُ (فَلْيَفْعَلْ) ". بيد أنه :" اختلف أهل العلم في القدر الذي ينظر إليه الرجل من المرأة التي يريد خطبتها ". ب . ) :" أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ :" يَعْمَدُ أَحَدُكُمْ إِلَى بِنْتِهِ فَيُزَوِّجُهَا الْقَبِيحَ ، إِنَّهُنَّ يُحْبِبْنَ مَا تُحِبُّونَ " .. يَعْنِي : إِذَا زَوَّجَهَا الدَّمِيمَ كَرِهَتْ فِي ذَلِكَ مَا يَكْرَهُ ، وَعَصَتِ اللَّهَ فِيهِ . " . [( انظر: أ. ) : مصنّف عبدالرزاق.. ب . ) :" جمع الجوامع للسيوطي ". ] : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 56 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح د. الْفَخْرُ؛ الْإِسْڪَنْدَرَانِيُّ؛ ثم الْمِصْرِيُّ مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْڪَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى- قلت(الرَّمَادِيُّ) :" ولعلنا جميعاً نحتاج إلى معرفة : [(الآفاق اللغوية والمعرفية لهذه النصيحة)]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ (.١ .) : الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي مُقَدِّمَاتِ النِّكَاحِ [١.] الْمَسْأَلَةُ الأُولَى : [ مدخل لموضوع الزواج ] [ ٣ . ] الفصل الثالث : وصية أمٍ لأبنتها حين زُفت. الثلاثاء، 28 ذو الحجة، 1446هــ ~ 24 يونيو ، 2025 م ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 57 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح والفضلُ ما شهدت به الأعداء ، يقول المستشرق: آندريه سرفيه في كتابه عن الإسلام ونفسية المسلمين :« „ من أراد أن يتحقق من عناية محمد -صلى الله عليه سلم- فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء. والتي يقول فيها: « „ أيها الناس: فإن لكم على نسائكم حقاً، ولهنَّ عليكم حقاً.. .“ » ؛، --------------- تحدثتُ في الفصل السابق عن ما قالته :" عصام " مبعوثة مَلِكِ كِنْدَةَ : الحارث بن عمرو بن حجر : لتنظر حال وتستفسر خبر : " «أم إياس بنت عَوف الشيبانية» " .. فوصفتها له كما نظرت إليها واخبرته بما رأت عيناها وبلغته بما شمت أنفها.. ونقلتُ((الرَّمَادِيُّ)) وصفها كاملا دون افتعال حياءٍ مصطنع كما يفعل بعضهم ؛ وهناك خط عريض نبوي في هذه المسألة إذ يقول صاحب الهدي عليه السلام : فنقرأ الدليل الأول .: « „ إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. “ » ؛ .فـنتأكد من هذا الدليل بفعل راوي الحديث الصحابي الجليل: جابر بن عبدالله إذ يقول : فــ.: „ خطبت جارية.. فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني لنكاحها فتزوجتها. “ ؛ [ رواه أحمد وأبو داود..].. ونتابع الهدي النبوي فنجد أن مسلماُ يثبت في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل تزوج امرأة (أي أراد ذلك ) .: « „ أنظرت إليها ؟ . “ » ؛ قال: .: „ لا. “ ؛ قال.: « „ اذهب فانظر إليها. “ » ؛. ... وغلب على ظني ان هذا الفصل : رابعاً إِنَّهُنَّ يُحْبِبْنَ مَا تُحِبُّونَ .يصلح ان يكون مكملا لمقدمات الزواج للأهمية القصوى لــ هذه القضية. .. (.٤ . ) :"« فِي النَّظَرِ إِلَى الْمَخْطُوبَةِ قَبْلَ التَّزْوِيجِ . »" .: فالراحة الصيفية لهذا العام قد بدء موسمها فلهذا يكثر فيها الزواج: اللهم اجمع الشمل على نور كتابك الكريم ووفق المتحابين على الهدى النبوي الشريف ، وألَّف بين القلوب على صحيح طاعتك وسهل حسن عبادتك، وأذكر - إن شاء الله تعالى - من أحكام النكاح ما تمس الحاجة إليه، ويكثر السؤال عنه، واليوم أذكر بعض أحكام خِطبة النساء، فـأقول مستعينًا بالله تعالى ، سائله التوفيق والتسديد والهداية. فأقول(الرَّمَادِيُّ) أولا : إذا وقع في قلب الرجل منا أن يَخْطُبَ امرأةً، فــ ليستخر اللهَ تعالى قبل أن يُقدم على الخِطبة؛ فـ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن» [رواه البخاري]. فـ يصلي ركعتين ويدعو في آخرهن قبل السلام الدعاءَ المأثور ، ثم يقدم على الخِطبة ، فإن كان في ذلك خيرٌ ، يسَّر له إتمام النكاح ، والتوفيق في الزواج وإن كان خلاف ذلك ، لم يُيسَّر له الأمر ، وذلك بأن يجد نفسَه مصروفةً عن هذه المرأة ، أو يُرَدُّ ، وكذلك المخطوبة إذا تقدم لها الخاطب المَرْضِي، تستخير الله عزّ وجلّ.. إذ أن العلاقة التي تبدء بين غريبين او قريبين او تعرفا منذ فترة زمنية وجيزة وستكون احداثها تحت سقف واحد وفي غرفة مغلقة عليهما ويتركهما المَلَك القرين بمفردهما .. تلك العلاقة ذات الخصوصية لا تقترب منها اي علاقة آخرى بين البشر.. سواء علاقة الأب بابنته او الأخ الشقيق بأخته أو العم او الخال او الجد واي مَن كان مِن ذوي الارحام .. واقول(الرَّمَادِيُّ) : العلاقة الزوجية علاقة ذات خصوصية فائقة والوحي بشقيه تكلم بالتفصيل بلُغة راقية فنطق الشق الاول منه بالقول : ﴿ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء:21] ولخصوصية العلاقة الزوجية وهي تبنى أولا على الاختيار بخلاف علاقة الولد [ ذكر \ أنثى ] بأمه او أبيه فـ لم يحدث لاحدنا ان اختار أمه او ابيه او خاله او عمته او جده وجدته او عمه؛ ولتحقيق مبدأ الاختيار الحر للزوج والزوجـ(ــة) نصّ القرآن على احقية الاختيار بقوله : ﴿ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء ﴾ [النساء:3] اي ما يحلو لكم ويروق لكم سواء أكانت بيضاء البشرة.. ذهبية الشعر زرقاء العينين او قمحية الملامح او سمراء اللون من وسط القارة الافريقية او مشقوقة العين كاليابانية او قصيرة القامة كالمرأة مِن التبت او الصين او بلاد التركمان او القوقاز او مِن روسيا .. وكذلك اعطى نظام الأسلام الاجتماعي الحق للمرأة في مبدأ الاختيار الحر.. .. ومن سنن الخِطْبة: النظرُ إلى المخطوبة؛ فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: "إني تزوجتُ امرأة من الأنصار – أي: أريد أن أتزوج - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هل نظرتَ إليها؟ فإن في عيون الأنصار شيئًا))، قال: قد نظرتُ إليها"؛ رواه مسلم. قال النووي: وفيه استحباب النظر إلى وجه مَن يريد تزوُّجها، وهو مذهبنا [الشافعي]، ومذهب مالك، وأبي حنيفة، وسائر الكوفيين، وأحمد، وجماهير العلماء، وحكى القاضي عن قوم كراهته، وهذا خطأ مخالف لصريح هذا الحديث ، ومخالف لإجماع الأمة على جواز النظر للحاجة عند البيع والشراء، والشهادة، ونحوها. اهـ. .. فينظر الخاطب إلى ما يظهر غالبًا من المرأة في بيتها، فينظر إلى الرقبة، والوجه، والشعر، والكفين، والأطراف. وله تكرير النظر أكثر من مرة إن احتاج إليه؛ ليتبيَّن هيئتها ، فلا يندم بعد النكاح ، إذ لم يحصل الغرض بأول نظرة ، فالنظر جاز للحاجة، والحاجة تُقدَّر بقدرها. .. قال بعض أهل العلم: ينبغي أن يكون نظره إليها قبل الخِطبة وذلك لئلا تتضرر بتركه لها في حال ما إذا لم يعجبه جمالها أو لم يروق له حسنها ، وإذا لم يمكنه النظر إليها استحب له أن يبعث امرأة يثق بها تنظر إليها وتخبره بصفتها، كما فعلت :" عصام " .. فــ عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعث أم سليم إلى امرأة فقال.: « „ انظري عرقوبها وشمي عوارضها “ » ؛ [ رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه.] .. وأقول للخاطب: وَلِيُ الفتاة أذِنَ لك وبترحاب بدخول بيته ، واطلاعك على كريمته ، فـ إن رأيتَ ما يدعوك إلى إتمام النكاح ، فافعل ، وإلاَّ.. فيَحرم عليك التحدثُ بما رأيتَ ، فأنت نظرت إلى المخطوبة بأمر الله الخالق ، ويجب عليك الإمساك عن الحديث عنها أيضا بأمر الله الرازق ؛ فالبيوت لها حرمة، والأعراض محترمة مصونة بأمر الله. .. بيد ان الواقع الفعلي والعملي ومنذ زمن من حيث التعليم والعمل والمتنزهات والسفر وانتشار منصات التواصل الاجتماعي بكافة انواعها اعطى مجالا واسعا لرؤية كلا الطرفين.. بل وتعددت الوسائل وكثرت وسائل الاتصال والمعلوم ان كثير مِن الزيجات تمت عن طريق منصة الكترونية تحت مسمى : اريد زوجة او زوج.. وقد تيسر لي الاطلاع على بعض الادلة منها: 1. ]: عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى ابْنَتِهِ فَيُزَوِّجُهَا القَبيحَ الذَّمِيمَ ، إِنّهُنَّ يُرِدْنَ مَا تُرِيدُونَ ». (الحديث: غريب من حديث الثوري). أخرجه : أ . ] : أبو نعيم في (( حلية الأولياء)) (7/140)، و ب . ] : الديلمي في ((زهر الفردوس)) ج . ] : ((الغرائب الملتقطة)) لابن حجر (3379 ) ؛ د . ] : عبدالرزاق في مصنفه و2. ]: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: : « ” لا تُنكحوا المرأة الرجل القبيح الذميم ، فإنهن يحببن لأنفسهن ما تحبون لأنفسكم “ ».. . .. .. مسند ابن حنبل عن ابن إسحاق :حَدَّثَني حَجّاجُ بنُ السّائِبِ بنِ أبي لُبابَةَ بنِ عَبدِ المُنذِرِ الأَنصارِيُّ أنَّ جَدَّتَهُ اُمَّ السّائِبِ خُناسَ ابنَةَ خِذامِ بنِ خالِدٍ كانَت عِندَ رَجُلٍ قَبلَ أبي لُبابَةَ ، تَأَيَّمَت ( آمَت : أي صارت أيّما لا زوج لها ) مِنهُ ، فَزَوَّجَها أبوها خِذامُ بنُ خالِدٍ رَجُلاً مِن بَني عَمرِو بنِ عَوفِ بنِ الخَزرَجِ ، فَأَبَت إلّا أن تَحُطَّ إلى أبي لُبابَةَ ، وأبى أبوها إلّا أن يُلزِمَهَا العَوفِيَّ ، حَتَّى ارتَفَعَ أمرُها إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله : „ « هِيَ أولى بِأَمرِها ، فَأَلحِقها بِهَواها »” ( المسند ؛ وراجع : سنن الدارقطني ) .سنن أبي داود عن ابن عبّاس :إنَّ جارِيَةً [بِكرا] أتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَذَكَرَت أنَّ أباها زَوَّجَها وهِيَ كارِهَةٌ ، فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله . : « ”(سنن أبي داود : سنن ابن ماجة : مسند احمد ابن حنبل ؛ السنن الكبرى) .سنن ابن ماجة عن عبدالرحمن بن يزيد ومجمّع بن يزيد الأنصاريّين :إنَّ رَجُلاً مِنهُم يُدعى خِذاما أنكَحَ ابنَةً لَهُ فَكَرِهَت نِكاحَ أبيها ، فَأَتَت رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله فَذَكَرَت لَهُ ، فَرَدَّ عَلَيها نِكاحَ أبيها ، فَنَكَحَت أبا لُبابَةَ بنَ عَبدِالمُنذِرِ . »” (.سنن ابن ماجة، المسند ، سنن الدارمي ، السنن الكبرى) .المسند : عن إبراهيم بن صالح :إنَّ عَبدَاللّهِ بنَ عُمَرَ قالَ لِعُمرَ بنِ الخَطّابِ : اُخطُب عَلَيَّ ابنَةَ صالِحٍ ، فَقالَ : إنَّ لَهُ يَتامى ، ولَم يَكُن لِيُؤثِرَنا عَلَيهِم ، فَانطَلَقَ عَبدُاللّهِ إلى عَمِّهِ زَيدِ بنِ الخَطّابِ لِيَخطُبَ ، فَانطَلَقَ زَيدٌ إلى صالِحٍ ، فَقالَ : إنَّ عَبدَاللّهِ بنَ عُمَرَ أرسَلَني إلَيكَ يَخطُبُ ابنَتَكَ ، فَقالَ : لي يَتامى ، ولَم أكُن لِاُترِبَ لَحمي وأرفَعَ لَحمَكُم ، اُشهِدُكُم أنّي قَد أنكَحتُها فُلانا .وكانَ هَوى اُمِّها إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ ، فَأَتَت رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله فَقالَت : يا نَبِيَّ اللّهِ ، خَطَبَ عَبدُاللّهِ بنُ عُمَرَ ابنَتي ، فَأَنكَحَها أبوها يَتيما في حِجرِهِ ولَم يُؤامِرها (.آمِروا النِساءَ : أي شاوروهنّ في تزويجهنّ ). فَأَرسَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله إلى صالِحٍ ، فَقالَ : أنكَحتَ ابنَتَكَ ولَم تُؤامِرها ؟ فَقالَ : نَعَم ، فَقالَ : «أشيروا عَلَى النِّساءِ في أنفُسِهِنِّ» وهِيَ بِكرٌ .فَقالَ صالِحٌ : فَإِنَّما فَعَلتُ هذا لِما يُصدِقُها ابنُ عُمَرَ ، فَإِنَّ لَهُ في مالي مِثلَ ما أعطاها (.في تاريخ دمشق : «فقال : فإنّ لها في مالي» بدل «فإنّ له في مالي» .) . (المسند ، تاريخ دمشق ) .. وأخيرا نقرأ لــ :" ابن الجوزي رحمه الله: : « ” استحب لمن أراد تزويج ابنته أن ينظر لها شاباً مستحسن الصورة؛ لأن المرأة تحب ما يحب الرجال “ ».[ أحكام النساء: ص203. ] " . . .. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018