أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: أذان الفجر للمؤذن سعود بخاري الخميس 29 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن أحمد خوجة الخميس 29 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله البعيجان 29 ذو القعدة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ صالح بن حميد 29 ذو القعدة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة - الشيخ د. خالد بن سليمان المهنا. 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب في المسجد النبوي الشريف بـ المدينة المنورة - تلاوة الشيخ د.عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء من المسجد الحرام بمكة المكرمة - الشيخ د. ياسر بن راشد الدوسري 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب في المسجد الحرام بـ مكة المكرمة - تلاوة الشيخ د.عبدالله الجهني. 28 ذو القعدة 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: هل على أهل جدة طواف وداع؟|| الشيخ/ علي الشبل (آخر رد :شريف حمدان)       :: ما الحكمة من رمي الجمار؟ || الشيخ/ علي الشبل (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 465 المشاهدات 91844  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 11 / 08 / 2021, 58 : 06 PM   المشاركة رقم: 421
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
شهرُ اللهِ المُحَرَّمِ









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 11 / 08 / 2021, 59 : 07 PM   المشاركة رقم: 422
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
[ مسألة الإظهار ]
:" مِن القضايا التي اغفلتها الأمة الإسلامية في عمومها.. ومنذ حين من الزمان سواء على المستوى الفردي أو الجمعي أو الحزبي والتكتلي أو الدولي والاحتكام لهيئات دولية أو منظمات عالمية أو إقليمية ..


قضية
.« الإظهار » ..


وكي أوضح الفكرة..
فالخالق المبدع المصور -جلَّ جلاله- خلق جناح الفراشة بألوانه الزاهية للطيران -دوره الرئيسي.. حسب علمي- كما خلق جناح البعوضة كذلك للطيران؛ وجناح الذبابة .. فأظهر في المخلوق الأول حسن صنعته، وأظهر في المخلوق الثاني تمام إبداعه؛ وانظر إلى الطيور في سماء خالقها على إختلاف احجامها ومسلكها...


كما أنه -سبحانه- في المطعومات من الخضروات والفواكه.. والجميع يسقى من ماء واحد بيد أننا نفضل بعضها على بعض، فنبه القرآن الكريم والذكر الحكيم لهذه المسألة بقوله :{... وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون } [الرعد:4] .
كما نبه إلى إختلاف الألوان فنطق القرآن العظيم والهدي الكريم فيقول : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُون } [النحل:13].

وانظر إلى البشر ؛ ففي شمال القارة الأوربية يختلفون عن وسطها أو جنوبها .. وانظر إلى القارة الآسيوية أو الأفريقية فيثبت القرن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين هذه الجزئية بقوله .. استمع إليه بقلبك قبل اذنك : { .. وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين } [الروم:22].



وهذ المسألة؛ اقصد مسألة الإظهار غابت عن عموم المسلمين؛ وخاصة عن علمائها وأهل القرآن -إلا من رحم ربي-.. وعليه اقصد في هذه العجالة دون دقة التفصيل :
- إظهار العقيدة الصحيحة السليمة.. في كافة الأوساط والمجالات.. سواء العالمية منها أو الإقليمية والداخلية .. وأيضاً
- إظهار الإيمان..
- إظهار الإسلام..
أي إعلاء كلمة الله -تعالى- قولا وفعلا وسلوكا وأخلاقا وحلا للقضايا والمسائل في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية[هل تابعت جلسات إيران مع الغرب في فيينا بخصوص الملفات المتعلقة بإتفاق جديد مع الإدارة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي]؛ وفي العلاقات بين الدول وفي العلاقات بين الأفراد..
فهل نحن نظهر أحكام الإسلام الحنيف العملية في كافة المسائل والقضايا التي نتعرض لها!؟..
أم أننا نجعل العادات والتقاليد ومورث الأجداد هو المتحكم في العلاقات !!..


- لذا فــ ينبغي للمسلمين أن يُظهِروا تعظيمَ هذا الشّهر شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ بصيامه كلِّه، أو ما تيسّر منه، أو صيام التّاسع والعاشر.
- ومِن تعظيمه -هذا الشّهر-: الاجتهاد في كفِّ النّفس عن معاصي الله؛ لأنّها مِن ظلم النّفس الذي نهى الله عنه في كلّ الشّهور، خصوصًا الأشهر الحرم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة: 36] . "









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 11 / 08 / 2021, 55 : 08 PM   المشاركة رقم: 423
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
ينبغي التنبيهُ على خطأ شائعٍ في إطلاق لفظ «محرم» مجرّدًا عن الألف واللاَّم؛ ذلك لأنّ الصواب إطلاقه معرَّفًا، بأن يقال: «الْــمُـــحَـــرَّم»، لــ
- ورود الأحاديث النبوية بها معرَّفة؛ و
- لأنَّ العرب لم تذكر هذا الشهر في مقالهم وأشعارهم إلاّ معرَّفًا بالألف واللام، دون بقية الشهور، فإطلاق تسميته إذًا سماعي وليس قياسًّيا[1].
والله أعلم.









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 11 / 08 / 2021, 17 : 09 PM   المشاركة رقم: 424
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
فضل العشر الأول من شهر محرم وحكم صيامها!
الإكثار من الصوم في شهر الله المحرم من فضائل الأعمال، لما جاء في صحيح الإمام مسلم.

فــ
- من صام كل المحرم فقد أحسن، و
- من صام بعضه فله من الأجر بقدر ما صام، فــ
- من صام عشرة أيام فقط من المحرم فهو مأجور إن شاء الله.

وإن كان المراد بــ

- العشر من المحرم العشر الأول منه، فإن من صام عشره الأول فقط فهو محسن يرجى له الثواب، و
العشر الأول من المحرم هي أفضل أعشار هذا الشهر المبارك كما ذكر ذلك بعض العلماء، فيكون الصيام فيها أفضل من الصيام في غيرها منه، ولا شك في فضل هذه العشر لاشتمالها على يوم عاشوراء الذي يكفر صيامه ذنوب سنة كما ثبت في صحيح مسلم.

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في بيان فضل العشر الأول من المحرم ما مختصره:

وأفضل شهر الله المحرم عشره الأول، وقد
- زعم يمان بن رآب: أنه العشر الذي أقسم الله به في كتابه، ولكن الصحيح أن العشر المقسم به عشر ذي الحجة. و
- قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات:
- العشر الأخير من رمضان، و
- العشر الأول من ذي الحجة، و
- العشر الأول من محرم. وقد
- قيل: إنه العشر الذي أتم الله به ميقات موسى -عليه السلام- أربعين ليلة، وإن التكلم وقع في عاشره. و
- روي عن وهب بن منبه قال: أوحى الله -تعالى- إلى موسى -عليه السلام- أن مر قومك أن يتوبوا إليَّ -سبحانه- في أول عشر المحرم، فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إليَّ أغفر لهم. و
- عن قتادة : أن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة. انتهى.
[ راجع: ابن رجب الحنبلي؛ لطائف المعارف؛ ص: 35]

وإن كان المقصود صيام اليوم العاشر منفردا، فالجواب أن ذلك مستحب، والأفضل أن يصوم معه التاسع.[1]









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 12 / 08 / 2021, 27 : 11 PM   المشاركة رقم: 425
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ..
مُحَرَّم الحَرَام[ (-*-) ]


:" نحن اليوم في شهر عظيم؛ شهر الله المحرم، شهر له حرمة، وفيه فضائل وأحكام ! ".

التَّمْهِيدُ :

1 . ] فإنَّ مِنْ شرفِ الشهر الأوَّل -المُحَرَّمُ- مِنْ شهور السَّنَة القمرية أَنْ نَسَبَه النبيُّ المصطفىٰ والرسول المجتبىٰ والمبعوث المحتبىٰ المرتضىٰ صلَّى الله عليه وسلَّم إلىٰ ربِّه -تعالى اسمه وتقدس سره-، ونَعَتَه بالشهر الحرام في قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «... شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ »
[(1)]،

2 . ] و ينبغي التنبيهُ علىٰ خطأ شائعٍ في إطلاق لفظ «محرم» مجرّدًا عن الألف واللاَّم؛ ذلك لأنّ الصواب إطلاقه معرَّفًا، بأن يقال: «المُحرَّم»، لورود الأحاديث النبوية بها معرَّفة؛ ولأنَّ العرب لم تذكر هذا الشهر في مقالهم وأشعارهم إلاّ معرَّفًا بالألف واللام، دون بقية الشهور، فإطلاق تسميته إذًا سماعي وليس قياسًّيا.[(2)]

3 . ] :" احذر الجهل !..

الحديث عن هجرة سيّد الأنام؛ والكلام عن خروج سيد ولد آدم مِن مكةَ المكرمة إلى مدينته المنورة --صلّى الله عليه وسلّم-. برفقة صاحبه ووزيره الأول؛ وخليفته الأول ما أطيبه من حديث ! وإنّا -جميعاً- لنسعىٰ إلىٰ مثله السّعي الدائم الحثيث.. إذ هو حدث لا كسائر الأحداث .. إنّها بداية خروج النّاس من الأجداث..

ولكنْ لا بدّ أن نعلم أنّ الحديث عن الهجرة النبويّة في هذا الشّهر، إنّما يُشرع لأنّهم أرّخوا بشهر الله المحرّم ؟

لا لأنّ الهجرة النبويّة كانت بشهر محرّم !

فإنّ العلماءَ قاطبة مِن المؤرّخين كالطّبري وابن كثير، وأصحاب المغازي والسّير كابن هشام، وابن إسحاق، متّفقون علىٰ أنّ الهجرة كانت بشهر ربيع الأوّل.

وتوضيح ذلك:

أنّ الأنصار بايعوا رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بيعة العقبة الثّانية في موسم الحجّ، أي: في شهر ذي الحجّة.

وأقام رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- بعدهم بمكّة بقيّة ذي الحجّة مِن تلك السنة والمحرّم وصفر، و
خرج مهاجرا إلىٰ المدينة في شهر ربيع الأوّل(وترتيبه الشهر الثالث من السنة القمرية).
[انظر " تاريخ الإمام الطّبريّ "].

ولكنّ الوهم سرىٰ علىٰ عقول أكثر المسلمين بسبب أنّ الصّحابة لمّا أرادوا التّأريخ اختاروا السّنة التي هاجر فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يلتفتوا إلىٰ الشّهر الذي هاجر فيه، وإنّما اختاروا محرّما لأنّه منصرف النّاس مِن الحجّ - كما سبق بيانه -.

وهذا يدلّ علىٰ منزلة الهجرة في صدور المؤمنين، ومرتبتها في قلوب المسلمين. ".
[(3)]

4 . ] :" احتضنت مكة عام 412م اجتماعا ضم سادة قبائل العرب لتوحيد أسماء الأشهر العربية، التي تعددت تسمياتها في شبه جزيرة العرب آنذاك.

وقد عقد الاجتماع في حياة كلاب بن مرة خامس جد للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

ويعتمد التقويم العربي -الذي أصبح فيما بعد التقويم الهجري الإسلامي- علىٰ حركة القمر، ولذلك يصنف علىٰ أنه تقويم قمري.

اعتمد المسلمون التقويم العربي ليكون تقويم الدولة الإسلامية، ونظرا لاعتماده الهجرة النبوية الشريفة بداية له فقد سمي بالتقويم الهجري. وقد اعتمد بعد سنتين ونصف من خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، في ربيع الأول مِن عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 محرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية بعد اعتماد التقويم الهجري. ".
[(4)]

4 . 1 . ] :" بيد أن رياح التغيير هبت فــ:" بدأ التغيير علىٰ يد الخديوي إسماعيل[( ** )] حيث غير نمط حياة الإنسان المِصري: غَيَّر برنامجه اليومي، غَيَّر التقويم من الهجري إلىٰ الميلادي، غَيَّر الساعة من العربي إلىٰ الأفرنجي، غَيَّر الأزياء، غَيَّر نمط المعيشة .".[( *** )]

وربطاً بما سبق وبناءً علىٰ التغيير في نمط المعيشة كما يخبرنا د. علي جمعة؛ مفتي الديار المِصرية السابق.. غابت عن اذهان مسلمي هذا الزمان وما سبقه من عصور :


4 . 2 . ] [ مسألة الإظهار ]





فتجد أن الأمة الإسلامية قد اغفلت العديد من قضاياها ؛ ومنها قضية « الإظهار »..



أو


نظرية « الإظهار ». و

كي أوضح الفكرة:

فالخالق المبدع المصور -جل جلاله- خلق جناح الفراشة بألوانه الزاهية للطيران؛ كما خلق -كذلك- جناح البعوضة والذبابة للطيران؛ فأظهر في المخلوق الأول حسن صنعته، وأظهر في المخلوق الثاني تمام إبداعه؛ فالدور الأساسي -حسب علمي- لهذا الجناح هو التمكين من الطيران؛ كذا الطيور باشكالها وأنواعها وأحجامها تستخدمه للطيران؛ وقد يساعدها في تلطيف الهواء وتهوية العش؛ فإذا نظرت إلىٰ الطاووس يزهو بشكله وألوان ريشه؛ تنبهتَ أن خلف هذا الإبداع خالق مِن عدم فأحسن خلقه علىٰ غير مثال سابق، وهذا تنبيه آلهي لوجود خالق مبدع مصور ليدلل -سبحانه وتعالى- عن طريق النظر والاستبصار ثم عن طريق متابعة المخلوقات .. يدلل علىٰ وجود خالق صانع مبدع مصور أوجد صناعته من عدم؛ ثم انظر إلىٰ البحار والأنهار والبحيرات وما تحوي في بطونها من أنواع هائلة من الأسماك.. على أختلاف أحجامها وألوانها وطعمها.. كما أنه -سبحانه- في المطعومات من الخضروات والفواكه.. والجميع يسقىٰ من ماء واحد ؛ بيد أننا نفضل بعضها علىٰ بعض من حيث الطعم والتذوق، فنبه القرآن الكريم والذكر الحكيم لهذه المسألة بقوله :{ ... وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون }

[الرعد:4] .

كما نبه إلىٰ إختلاف الألوان فنطق القرآن العظيم يقول : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُون }
[النحل:13] .
وهذه إشارات وتنبيهات وعلامات وآيات ترشدنا وتبصرنا إلى قضية الخلق والإيجاد.. هذا من حيث الواقع المشاهد المحسوس؛ ثم يأتي الإخبار اليقيني بنص سماوي قرآني علىٰ لسان نبي ورسول ليؤكد ما يراه البشر.. وإن غفلوا.. ثم انظر إلىٰ البشر ؛ ففي شمال القارة الأوربية يختلفون عن وسطها أو جنوبها وانظر إلىٰ القارة الآسيوية أو الأفريقية فيثبت القرن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين هذه الجزئية بقوله.. استمع إليه : { وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين }
[الروم:22].

وهذه المسألة؛ اقصد نظرية/قضية « الإظهار » غفلت عنها أمة الإسلام.. فلا يقومون بعرضها ومن ثم بلورتها بل غابت عن عموم المسلمين؛ وخاصة عن علمائها وأهل القرآن -إلا من رحم ربي-..

وعليه اقصد في هذه العجالة دون دقة التفصيل وحسن التبيان ووافر الشرح: يوجب علىٰ المسلمين -بوضعهم الحالي وقدراتهم الآنية-

- إظهار العقيدة الصحيحة السليمة.. بكافة الطرق والوسائل المتاحة -تراجع السيرة النبوية في العهد المكي؛ إصدار موقعنا- وفي كافة الأوساط والمجالات.. سواء العالمية منها أو الإقليمية والداخلية وأيضاً
- إظهار الإيمان.. و
- إظهار أحكام الإسلام.. ومعالجاته لكافة القضايا وكل المسائل؛ وليس ما يشاهد أو يسمع من سوء تصرفات القلة مِن مَن يقال عنهم أنهم مِن عرب أو أعاجم المسلمين.. فيجب إعلاء كلمة الله -تعالى- قولا وفعلا وسلوكا وأخلاقا وتصرفات في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية [هل تابعت جلسات إيران مع الغرب في فندق:" جراند أوتيل" في فيينا/النمسا بخصوص الملفات المتعلقة بإتفاق جديد]؛ وفي العلاقات بين الدول وفي العلاقات بين الأفراد.. فهل نحن نظهر أحكام الإسلام الحنيف في كافة المسائل والقضايا التي نتعرض لها بإجتهاد جديد صحيح!؟.. أم أننا نجعل العادات والتقاليد ومورث الأجداد هو المتحكم في العلاقات..

لذا فــ ينبغي للمسلمين أن يُظهِروا تعظيمَ هذا الشّهر شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ بصيامه كلِّه، أو ما تيسّر منه، أو صيام التّاسع والعاشر. ومِن تعظيمه -هذا الشّهر-: الاجتهاد في كفِّ النّفس عن معاصي الله؛ لأنّها مِن ظلم النّفس الذي نهى الله تعالى عنه في كلّ الشّهور، خصوصًا الأشهر الحرم، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ

[التوبة: 36] .

4 . 3 . ]:" تأصيل مسألة صيام يوم عاشوراء المبارك

ويَقَعُ في شهر الله المحرَّم يومٌ جليلُ القَدْر هو يومُ عاشوراءَ المبارَكُ، وحُرمتُه قديمةٌ؛ إذ فيه نجَّىٰ اللهُ تعالىٰ موسىٰ -عليه السلام- وبني إسرائيل مِنْ ظلمِ فرعونَ وجنودِه، وأغرقه اللهُ وقومَه؛ فَقَدْ وَرَدَ في الصحيحين مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: « مَا هَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟ » فَقَالُوا: «هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ؛ فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «فَنَحْنُ « أَحَقُّ » وَ « أَوْلَى » بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»
[(5)]

وروى أبو مُوسَى الأشعري -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"[(6)].



4. 4 . ] تأصيل يوم عاشوراء المبارك.. حُرمتُه قديمةٌ

وكيف تعامل آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين وخاتم المرسلين مع حدث لم يعايشه؛ ولكن أوحيَّ إليه! :

شُرِعَ صِيَامُ يومِ عاشورَاءَ، شُكرًا للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَىٰ نَجَاةِ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، مِن أَكبَرِ طَاغِيَةٍ عَرَفَهُ التَّارِيخُ، حيثُ ذَكَرَ اللهُ، -عَزَّ وَجَلَّ- فِي كِتَابِهِ العزيز والذكرِ الحكيم والفرقان المبين تِلكَ القصةَ، الَّتِي تُبَيِّنُ كيفَ اِنتَصَرَ الحقُّ عَلَىٰ البَاطِلِ، لتَبعَثَ فِي قُلُوبِ المؤمنينَ الثَّبَاتَ؛ وتقوي في أفئدتهم الأمل بالإنتصار ؛ فقوةُ البَاطِلِ لَا تُقَاوِمُ الحقَّ مهمَا بلَغَت؛ فهي مبنيةٌ علىٰ أَسَاسٍ فَاسِدٍ.

قدرة الله تعالىٰ ومشيئته:

لقد كانَ فرعونُ، يَستَضعِفُ بنِي إِسرائِيلَ، ويُقتِّلُ أبناءَهُم، ويَستَحيِيِ نساءَهُم، ولكنَّ مشيئةَ اللهِ نافذةٌ، وقدرتُهُ قاهرةٌ -وأمره هو الغالب-، فشاءَ اللهُ لمُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، أَن ينجُوَ مِن القَتلِ، خلافَ مواليدِ بنِي إسرائيلَ في تلكَ السَّنةِ، وأن يَتَرَبَّىٰ فِي بيتِ فِرعَونَ، تحرسُهُ عنايةُ اللهِ، حتَّىٰ كَبُرَ، وبَلَغَ أَشُدَّهُ، وبَعَثَهُ اللهُ برسالتِهِ إِلَىٰ فِرعَونَ وآتاهُ من الآياتِ مَا يدلُ عَلَىٰ صِدقِهِ، ولكنَّ فِرعَونَ كَمَا قالَ تَعَالَىٰ: ﴿فَكَذَّبَ وَعَصَى(21) ثُمَّ أَدبَرَ يَسعَى(22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى(24)

[النازعات: 21- 24].

ولمَّا غَلَبَهُ -نبيُّ اللهِ ورسوله- مُوسَىٰ بالحُجَجِ، والبيِّنَاتِ، وكَشَفَهُ لقومِهِ؛ اِدَّعَىٰ هَذَا الطَّاغِيَةُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ سِحرٌ، وأنَّ عِندَهُ مِنَ السِّحرِ، والسَّحَرَةِ مَا يَنتَصِرُ بِهِ عَلَىٰ مَوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، فَجَمَعَ سَحَرَتَهُ مِن جَمِيعِ مَملَكَتِهِ، ﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ(39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ(40)
[الشعراء: 38- 40].

فَعَرضُوا مَا عِندَهُم مِنَ السِّحرِ، وعَرَضَ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- مَا عِندَهُ مِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ، فانتَصَرَ عَليهِم بِالحَقِّ، قالَ تَعَالىٰ: ﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ(119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ(120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ(122)
[الأعراف: 119- 122].

فلَجَأَ فِرعَونُ إِلَىٰ القوةِ والبطشِ، وهدَّدَ وتوعَّدَ، وقَتَلَ السَّحَرَةَ الذِينَ آمَنُوا باللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَأَوحَىٰ اللهُ إِلَى مُوسَى- عَلَيهِ السَّلَامُ- أن يَخرُجَ بالمؤمنِينَ، فِرارًا مِن هَذَا الطَّاغِيَةِ العنِيدِ، فانتَهَىٰ مُوسَىٰ بِمَن مَعَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ إِلَىٰ البَحرِ، فاستَنفَرَ فِرعونُ جُنُودَهُ، وقَومَهُ، وخَرَجَ فِي إِثرِهِم بِقُوَّتِهِ وعَتَادِهِ، يُريدُ قَتلَهُم، وإِبَادَتَهُم عَن آخِرِهِم.

وسَارَ فِي طَلَبِهِم، وَلَحِقَ بِهِم فِرعونُ وجُنُودُهُ، وهُنَاكَ تَزَايَدَ خَوفُ المُؤمِنِينَ؛ البَحرُ أَمَامَهُم، والعَدُو مِن خَلفِهِم، فَوِفقًا لِلمَعَايِيِرِ البَشَرِيَّةِ الأَمرُ مَحسُومٌ؛ فيَستَحِيلُ أَن يَنتَصِرَ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- وأَصحَابُه علىٰ أَعتَىٰ قُوَّةٍ عَلَىٰ وَجهِ الأَرضِ جَمعًا وعَدداً وَعَتَادًا-وقتذاك-، وَهُم ضُعَفَاءُ مُستَضعَفُونَ، لَا قُوَّةَ مَعَهُم وَلَا عَتَادَ، فَأَنَّىٰ لِقَومٍ عُزَّلٍ أَن يُوَاجِهُوا أَقوَىٰ قوةٍ عَسكَرِيَّةٍ عَلَىٰ وَجهِ الأَرضِ-آنذاك-؛ فَضلًا عَلَىٰ أَن يَنتَصِرُوا عَلَيهَا؟! وهَذَا مَا أَيقَنَ بِهِ أَصحَابُ مُوسَىٰ، كَمَا قَالَ -تَعَالَىٰ- حَاكيًا عَنهُم: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ

[الشعراء: 61].

وَلَكِنَّ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- أيقنَ بِالاِنتِصَارِ، وَرَفَضَ الاِنهِزِامَ؛ فَلَقَد نظر إلىٰ الأَمرَ بمنظارٍ آخَرَ؛ فلا يمكن أن ينهزمَ مَن وَعَدَهُ اللهُ بالنَّصرِ، إِنَّهُ التَّوَكُلُ عَلَىٰ اللهِ، والثِّقةُ فِي نَصرِهِ، وَذَكَّرَ قَومَهُ بِالحَقِيقَةِ، وَرَدَّ عَلَيهِم بالردِّ الحَازِمِ الحَاسِمِ برفضِ الانهزامِ وَالاِستِسلَامِ، كَمَا ذَكَرَ اللهُ عَنهُ بقَولِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ
[الشعراء: 62].

فَلَمَّا أَظهَرَ التَّوكُّلَ والثِّقَةَ بِنَصرِ اللهِ؛ مَا خَذَلَهُ اللهُ فأَمَرَهُ أَن يَضرِبَ بِعَصَاهُ البَحرَ؛ فَضَرَبَهُ، فَانفَتَحَ طُرُقًا يَابِسَةً، فَسَارَ مُوسَىٰ وقَومُهُ، لَا يَخَافُ دَرَكًا، وَلَا يَخشَىٰ، وَدَخَلَ فِرعونُ وجُنُودُهُ فِي إِثرِهِمُ، بِظَنِّهِم أنَّ الطُرَقَ الَّتِي اِنفَتَحَت فِي البَحرٍ لِلجَمِيعِ، دَافِعُهُمُ الخُيَلَاءُ والكِبرِيَاءُ، يَمكُرُونَ فَمَكَرَ اللهُ بِهِم، فَلَمَّا تَكَامَلَ قومُ مُوسَىٰ خَارِجَينَ مِنَ البَحرِ، وتَكَامَلَ قومُ فِرعونُ دَاخِلينَ فِيهِ، أَمَر َاللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- البحرَ فانطَبَقَ عَلَيهِم، وأَغرَقَهُم أَجمَعِينَ، فَاِنتَصَرَ الحقُّ عَلَىٰ البَاطِلِ، وَأَعَزَّ اللهُ جُندَهُ، وصَدَقَ وَعدَهُ، حيثُ قَالَ لَهُم: ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
[الأعراف: 129].

وتَحَقَّقَت إِرَادَةُ اللهِ الَّتِي أَخبَرَ عَنهَا بِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ
[القصص: 6].

موقف آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين وخاتم المرسلين مع هذا الحدث العظيم :

لَقَد حَصَلَ هَذَا الحَدَثُ العَظِيمُ فِي اليومِ العَاشِرِ مِن شَهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، فهُوَ يومٌ لَهُ فَضَيلَةٌ عَظِيمَةٌ، صَامَهُ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، شُكرًا للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- علىٰ نَصرِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَينِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «مَا هَذَا اليَومُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، أَنجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَىٰ وَقَومَهُ، وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ، فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولَىٰ بِمُوسَىٰ مِنكُم، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-
، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» [(7)].

وحي السماء يرافق تصرف آخر المرسلين ومتمم المرسلين والأنبياء:

حثَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- علىٰ صِيَامِهِ، وبَيَّنَ فَضلِهُ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ»
[(8)]. وقَد عَزَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، عَلَىٰ أَلَّا يَصُومَهُ مُفرَدًا؛ بَل يَضُمُ إِلَيهِ يَومًا آخَرَ، مُخَالَفَةً لِأَهلِ الكِتَابِ فِي صِيَامِهِ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن اِبنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُمَا- قَالَ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَومَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِذَا كَانَ العَامُ المُقبِلُ إِن شَاءَ اللهُ صُمنَا اليَومَ التَّاسِعَ»[(9)] .

قَالَ: فَلَم يَأتِ العَامُ المُقبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وفي مسندِ الإِمَامِ أحمدَ، عَن ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «صُومُوا يَومَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ اليَهُودَ، صُومُوا قَبلَهُ يَومًا، أَو بَعدَهُ يَومًا»[(10)] .

4. 5 . ] اما

مسألة « " خَالِفُوا " ». فــ هي آحدىٰ المسائل الشرعية العملية المتعلقة بالحياة اليومية لاتباع المنهج المحمَّدي؛ ومَن يسير وفق نمط الحياة المصطفوية؛ ويتقيد بطراز النظرة المبدئية الخاصة للشريعة الخاتمة كما ارادها مَن أرسله ومَن ابتعثه -تعالى ذكره وجل قدره- استمع إليه وهو يقول: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ }

وموضع الشاهد من النص الكريم قوله:
{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }
{ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون }
[المائدة:48]

فالمسألة ليست مخالفة بل هي تشريع جديد ومنهجية خاصة بالرسالة المحمدية؛ وطريقة معينة في الحياة وطراز خاص من العيش.. فمن طرفهم -اليهود ومن بعدهم النصارى- ردوا عليه بقولهم
إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ
وعللوا صيامه في شريعتهم إذ قَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، أَنجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَىٰ وَقَومَهُ، وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ، فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ نَصُومُهُ فكان رده عليهم . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولَىٰ بِمُوسَىٰ مِنكُم، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». ،.فعندهم صَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ -اليهود- نَصُومُهُ ..وعندنا : صُومُوا يَومَ عَاشُورَاءَ، صُومُوا قَبلَهُ يَومًا، أَو بَعدَهُ يَومًا فالتكليف المحمدي النبوي لأمته بَيَّنَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَضلِهُ، فَقَالَ: « يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ »،

وهنا يجب النظر إلى اقواله عليه السلام نظرة تشريعية منهجية وطريقة خاصة من العيش وطراز خاص في الحياة استمع إلى قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ ». وهذا حكم شرعي في باب العقيدة والإيمان إذ نطق القرآن يقول : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ } وهذه الفقرة الأولى { وَالْمُؤْمِنُونَ } هذه الفقرة الثانية { كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ } وهنا موضع الاستشهاد { وَرُسُلِهِ } { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ }

[البقرة:285]

فرسول رب العالمين ؛ الأولين منهم والآخرين يخبرنا في باب العقيدة والإيمان الإيمان بجميع رسله(-****-)؛ وهذا ما تميزت به رسالة إسلام محمد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين وهذا -هو نفسه- ما غاب عند اليهود والنصارى؛ مع التنبيه بإنه مذكور في كتبهم الحالية { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ .. }
[الأنعام:20]

وأوضح آية بخصوص هذه المسألة ما نطق به القرآن : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين } [الصف:6]

".وهذه آحدى الاخفاقات المتعلقة بقضية الإظهار إذ لم تتمكن عدة ملايين تتعدى الــ .30 مليونا أن تقوم بإظهار أحكام الشرع الحنيف في القارة الأوربية والأمريكتين وكندا واستراليا...

والأَجرُ المُتَرَتِّبُ عَلَى الصِّيامِ، هُوَ صَومُ اليومِ العَاشِرِ، فَمَن صَامَهُ كَفَّرَ اللهُ عَنهُ خَطَايَا سَنَةٍ كَامِلَةٍ، ومَن صَامَ مَعَهُ يَومًا قَبلَهُ، أَو بَعدَهُ؛ نَالَ مَعَ أَجرِ التَّكفِيرِ أَجرَ المُخَالَفَةِ، فَليُصَم يَومَ التَّاسِعِ، معَ صِيامِ اليومِ العاشِرِ، وإِن لَم يَستَطِع فَصِيَامُ يومِ العَاشِرِ وَحدَهُ، مُحَصَّلٌ بِهِ الأَجرُ بِإِذنِ اللهِ.

-*-

في نهاية مقالتي هذه ومن خلال الموقع أرسل للجميع تهنئة قلبية حارة وتمنيات بالتوفيق والنجاح ودوام الصحة لعام هجري جديد سعيد! ....

مُحَمَّدٌ



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

[( * )] وهو أولُ شهورِ السنة الهجرية ومِن الأشهر الحرم: سُمِّي المحرّم لأن العرب قبل الإسلام -زمن الجاهلية- كانوا يحرّمون القتال فيه. والْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ : ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ - أَيْ مُتَتَابِعَةٌ -، وَوَاحِدٌ فَرْدٌ ، فَالسَّرْدُ : ذُو الْقَعْدَةِ؛ وَذُو الْحِجَّةِ؛ وَالْمُحَرَّمُ ، وَالْفَرْدُ : رَجَبٌ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:{
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} قَوْلُهُ :{ مِنْهَا }، يُرِيدُ الْكَثِيرَ ، ثُمَّ قَالَ:{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} لَمَّا كَانَتْ قَلِيلَةً .

وَالْمُحَرَّمُ : شَهْرُ اللَّهِ ، سَمَّتْهُ الْعَرَبُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَسْتَحِلُّونَ فِيهِ الْقِتَالَ ، وَأُضِيفَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَىٰ- إِعْظَامًا لَهُ كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْتُ اللَّهِ ، وَ

قِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ؛ قَالَ ابنُ سِيدَهْ :" وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ " . وقال الْجَوْهَرِيُّ: " مِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ ، إِلَّا حَيَّانِ :" خَثْعَمٌ ".. وَ " طَيِّءٌ " ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ ، وَكَانَ الَّذِينَ يَنْسِئُونَ الشُّهُورَ أَيَّامَ الْمَوَاسِمِ يَقُولُونَ : حَرَّمْنَا عَلَيْكُمُ الْقِتَالَ فِي هَذِهِ الشُّهُورِ إِلَّا دِمَاءَ الْمُحِلِّينَ ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الشُّهُورِ "

[ انظر : لسان العرب؛ حرف الحاء]

والمعلومُ: أنه لا يُضيفُ اللهُ إليه إلَّا خواصَّ مخلوقاتِه علىٰ سبيل التشريف والتفضيل، قال السيوطيُّ ـ رحمه اللهـ: «سُئِلْتُ: لمَ خُصَّ المحرَّمُ بقولهم: «شهرُ الله» ـ تَبارَك وتعالىـ دون سائر الشهور، مع أنَّ فيها ما يُساويهِ في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟

و وَجَدْتُ-الحديث للإمام السيوطي- ما يُجابُ به: « أنَّ هذا الاسْمَ إسلاميٌّ دون سائر الشهور؛ فإنَّ أسماءَها كُلَّها علىٰ ما كانَتْ عليه في الجاهلية، وكان اسْمُ «المحرَّم» في الجاهلية: «صفرَ الأوَّل»، والذي بعده: «صفر الثاني»، فلمَّا جاء الإسلامُ سمَّاهُ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ «المحرَّمَ»؛ فأُضيفَ إلى الله -عزَّوجلَّ- بهذا الاعتبار، وهذه فائدةٌ لطيفةٌ رأيتُها في «الجمهرة».»

(انظر: «الديباج شرح صحيح مسلم بنِ الحجَّاج» للسيوطي (٣/ ٢٥١)،
«ويُكْرَهُ أَنْ يُسمَّى المحرَّمُ صفرًا؛ لأنَّ ذلك مِنْ عادة الجاهلية» كما ذَكَرَ النوويُّ ـ رحمه الله ـ، ولعلَّ مِنْ عادتهم أنهم يُطْلِقون على شهرَيِ المحرَّمِ وصفرٍ لفظَ «الصفرين» مِنْ باب التغليب، لا لكون المحرَّم اسْمًا جديدًا حادثًا، ثم يضيف لنا بكر أبوزيد ـ رحمه الله ـ: «إنَّ اسْمَ «شهر المحرَّم» كان في الجاهلية يُسمَّى: «صَفَرَ الأوَّلَ» وأنَّ تسميته محرَّمًا مِنِ اصطلاح الإسلام، وقد ذَهَبَ إلى هذا بعضُ أئمَّة اللغة، وأحسب أنه اشتباهٌ؛ لأنَّ تغيير الأسماء في الأمور العامَّة يُدْخِلُ علىٰ الناس تلبيسًا لا يقصده الشارعُ؛ ألا ترى أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لَمَّا خَطَب حَجَّةَ الوداع فقال: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قال الراوي (الصحابيُّ نُفَيْعُ بنُ الحارث رضي الله عنه): «فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ»، فَقَالَ: «أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ؟» قُلْنَا: «بَلَى»، قَالَ: «..فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ »، ثمَّ ذَكَرَ أثناءَ الخُطبة الأَشْهُرَ الحُرُم فقال: «ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»؛ فلو كان اسْمُ المحرَّمِ اسْمًا جديدًا لوضَّحه للحاضرين الواردين مِنَ الآفاق القاصية، علىٰ أنَّ حادِثًا مِثْلَ هذا لو حَدَثَ لتناقَلَه الناسُ، وإنما كانوا يُطْلِقُون عليه وصفرَ لَفْظَ «الصفرين» تغليبًا» بتصرُّفٍ
[انظر : «معجم المناهي اللفظية» لــ بكر بن عبدالله أبوزيد (٣٤١ ـ ٣٤٢).].

[( ** )] مولده: 31 ديسمبر 1830 القاهرة ، مِصر، الدولة العثمانية ~

وفاته: 2 مارس 1895 (64 سنة) إسطنبول ، الدولة العثمانية.

والجدير بالذكر أن:" والده أرسله وهو في سن الرابعة عشر إلىٰفيينا عاصمة النمسا ، لكى يعالج بها من إصابته برمد صديدي، وأيضاً لاستكمال تعليمه، وقد بقي في فيينا لمدة عامين ".

[( *** )] ينبغي أن لا يفهم من هذا الاستشهاد بما فعله خديوي مِصر إسماعيل أن كاتب هذه السطور أو الموقع يعارض التقدم العلمي أو يمنع من الأخذ بأسباب المدنية؛ بل على العكس تماماً؛ إذ ينبغي التعامل مع مستجدات العلوم ومخرجات المعامل البحثية العلمية في كافة المجالات بما يفيد البشرية ويحمي الإنسانية وينفعها؛ كما ينبغي أن أنبه أن المسلم يجب عليه المشاركة في إنتاج ثمرات هذه البحوث العلمية؛ فلا يصح أن نصبح أما حقل تجارب أو مستخدمي ما ينتجه الآخر!

[( **** )] هناك علاقةٌ بين هذه الأمةِ وبينَ رسلِ الله -تعالىٰ-، وهي الإيمانُ بهم كــ ركنٍ من أركانِ الإيمانِ؛ وأساس متين من أسس العقيدة الإسلامية التي لا يقومُ دينُ العبدِ إلا به بالتصديقِ الجازمِ بأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- بعثَ في كلِ أمةٍ رسولاً يدعوهم إلىٰ عبادةِ اللهِ وحدَه، والكفرِ بما يُعبدُ من دونِه، وأنهم جميعًا مُرسلونَ صادقونَ، وقد بلَّغوا جميعَ ما أرسلَهم اللهُ به، منهم مَنْ أعلَمَنا اللهُ باسمِه، ومنهم مَنْ استأثرَ اللهُ بعلمِه كما قالَ -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

[النحل: 36].

ولكن هناك علاقةٌ أخرىٰ قديمةٌ بينَ الأنبياءِ وهذه الأمةِ، بدأتْ هذه العلاقةُ لمّا أخذَ اللهُ -تعالى- الميثاقَ عليهم أنه لو بُعثَ نبيُنا -عليه الصلاةُ والسلامُ- وهم أحياءٌ لأصبحوا من هذه الأمةِ، أتباعًا له، مؤمنينَ به، ناصرينَ له، وايضا أتباعهم .. كما قالَ -تعالى-: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ .. قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي .. قَالُوا أَقْرَرْنَا .. قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ

[آل عمران: 81].

قالَ عليُ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عمِه عبدُاللهِ بنُ عباس -رضيَ اللهُ عنهم-ما بعثَ اللهُ نبيًا من الأنبياءِ إلا أخذَ عليه الميثاقَ، لئن بَعَث محمدًا وهو حَيٌّ ليؤمننَ به ولينصرنَه، وأمَرَه أن يأخذَ الميثاقَ على أمتِه: لئن بُعثَ محمدٌ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- وهم أحياءٌ ليؤمِنُنَّ به ولينصرُنَّه..

وكما قالَ -عليه الصلاةُ والسلامُ-« لو كانَ أخي موسىٰ حيًّا ما وسعَه إلا اتباعي »..

*]: ولنا علاقةٌ خاصةٌ بأبينا آدمَ -عليه السلامُ-، فهو يضحكُ ويبكي بسببِ أبنائِه ونحنُ منهم، كما جاء في حديثِ المعراجِ: " قَالَ: فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ -أي جماعاتٌ-، قَالَ: فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى. قَالَ: فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ. قَالَ: قُلْتُ:يَا جِبْرِيلُ: مَنْ هَذَا؟!؛ قَالَ: " هَذَا آدَمُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ -أي أرواحُ- بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ. فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى".

*]: ولنا علاقةٌ خاصةٌ بنوحٍ -عليه السلامُ-، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-« يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: هَلْ بَلَّغْتَ؟! فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟! فَيَقُولُونَ: لا مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟! فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلُهُ -جَلَّ ذِكْرُهُ-: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَىٰ النَّاسِ

[البقرة: 143].

وقد يقولُ قائلٌ: كيفَ نشهدُ على ما لم نحضرُ؟!

فنقولُ: إن المؤمنَ قد يشكُ في رؤيةِ عينيه ولا يشكُ فيما ذكرَ اللهُ تعالى في كتابِه، فالمؤمنُ الحقُ عندما يتلو كتابَ ربه، فكأنه في ذلك الزمانِ، يرى نوحًا -عليه السلامُ- وهو يسيرُ في قومِه ويقولُ لهم: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

[الأعراف: 59].

فلما دعاهم لَيْلاً وَنَهَارًا، سرًّا وجهارًا: ﴿قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ

[الأعراف: 70].

كأننا نسمعُ قومَه وهو ﴿يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ

[هود: 38].

كأننا نرى أَبْوَابَ السَّمَاءِ فُتحتْ بِمَاء مُّنْهَمِرٍ، وفُجرتِ الأرضُ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، كأننا نشاهدُ السفينةَ ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِين(44)

[هود: 42-44].

سنشهدُ بهذا وبكلِ ما وردَ في كتابِ اللهِ تعالى، بل وسنشهدُ لرسلِ اللهِ جميعًا كما قالَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: « يجيءُ النبيُ ومعه الرجلانِ، ويجيءُ النبيُ ومعه الثلاثةُ، وأكثرُ من ذلك وأقلُ، فيُقالُ لهُ: هل بلغتَ قومَك؟! فيقولُ: نعم، فيُدعىٰ قومُه، فيُقالُ: هل بلغَكم؟! فيقولون: لا، فيُقالُ: من يشهدُ لك؟! فيقولُ: محمدٌ وأمتُه، فتُدعىٰ أمةُ محمدٍ، فيقالُ: هل بلغَ هذا؟! فيقولون: نعم، فيقولُ: وما علمُكم بذلك؟! فيقولون: أخبرَنا نبيُنا بذلك أن الرسلَ قد بلغوا فصدقناه »...

وهنا تظهر قضية الإظهار؛ والتي بحثتها في بداية مقالتي هذه؛ وهي تحتاج إلى مراجعة وتبسيط!.

* ] :.وأما علاقَتُنا بخليلِ اللهِ إبراهيمَ -عليه السلامُ-، فلا ننسىٰ دعوتَه المباركةَ أن يبعثَ اللهُ تعالى لنا هذا النبيَّ الكريمَ حينَ قالَ: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: 129]، ولم ينسكُم لما لقيَ نبينا -عليه الصلاةُ والسلامُ- في الإسراءِ كما قالَ: « لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ:يَا مُحَمَّدُ: أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ -أي أرضٌ لا زرعَ فيها-، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَر ».

وأما عيسى ابنُ مريمَ -عليه السلامُ- فسيكونُ فردًا من أفرادِ هذه الأمةِ، كما أخبرَنا نبيُنا -صلى اللهُ عليه وسلمَ-أنه سينزلُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شرقي دمشقَ بسوريا، وقد أُقيمت صلاةُ الصبحِ وتقدمَ المهديُ ليصليَ بالناسِ، وما أن يرى نبيَّ اللهِ عيسى -عليه السلام-حتى يتأخرَ ليقدمَه للإمامةِ ويقولُ:تعالَ صلِّ لنا؛ فيقولُلا إن بعضَكم على بعضٍ أمراءُتكرمةُ اللهِ هذه الأمةَ، ثم يقتلُ الدجالَ ويكسرُ الصليبَ، ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويدعو الناسَ إلى الإسلامِ، ويُهلكُ اللهُ في زمانِه المللَ كلَها إلا الإسلامَ، فيمكثُ أربعينَ سنةٍ، ثم يتوفىٰ ويصلي عليه المسلمون. ".

* ] : وأما كليمُ اللهِ موسىٰ فله مع هذِه الأمةِ فضلٌ لا يمكنُ أن ننساه، كما جاء في حديثِ المعراجِ أن النبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- قال« ثم فُرِضَتْ عليَّ الصلوات، خمسين صلاةً كل يوم"، تخيلوا -يا عبادَ اللهِ- لو أننا نصلي خمسينَ صلاةٍ فرضًا في كلِ يومٍ، هذا يعني أنك تصلي في كلِ ساعةٍ صلاتينِ تقريبًا، ثم قالَ -عليه الصلاةُ والسلامُ-: "فرجعتُ فمررتُ علىٰ موسىٰ فقالَ: بما أمرتَ؟! قالَ: أمرتُ بخمسينَ صلاةٍ كلَ يومٍ، قالَ: إنَّ أُمتَك لا تستطيعُ خمسينَ صلاةٍ كلَّ يومٍ، وإِنِّي واللهِ قد جربتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أَشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّك فاسألُه التخفيفَ لأُمَّتِك، فرجعتُ فوضعَ عنِّي عشرًا، فرجعتُ إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فوضع عني عشرًا، فرجعتُ إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فوضع عنِّي عشرًا، فرجعت إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فَأُمِرْتُ بعشرِ صلواتٍ كُلَّ يومٍ، فرجعتُ فقالَ مثلَه، فرجعتُ فأُمِرْتُ بخمسِ صلواتٍ كُلَّ يومٍ. فرجعتُ إلى موسى فقال: بما أُمرتَ؟! قلتُ: أُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، قالَ: إنَّ أمتَك لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَ يومٍ، وإِنِّي قد جربتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أَشدَّ المعالجةِ، فارجع إلى ربِك فاسألُه التخفيفَ لأُمَّتِكَ، قالَ: سألتُ ربِّي حتى استحييتُ ولكني أرضى وأسلمُ، قال: فلما تجاوزتُ ناداني منادٍ: أمضيتُ فريضتي وخفَّفْتُ عن عبادي ».. فجزاه اللهُ عن هذه الأمةِ خيرَ الجزاء.

فردوا -عبادَ اللهِ- هذا الجميلَ، وصوموا ذلك اليومَ الذي نجاه اللهُ تعالى ومن معه شكرًا للهِ تعالى كما جاءَ في حديثِ ابنِ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهما-

وهذا ما يدعوني إلى القول بحتمية إظهار أحكام الإسلام بشكل ملفت للنظر ؛ وبالطريقة التي يفهمها أهل الغرب ؛ وبلغتهم الأم التي يستخدمونها في حياتهم اليومية ؛ مع استثمار الأحداث والمواقف حسب الحاجة ؛ فالنص القرآني يتكلم عن مراحل بعينها استمع له حين يقول: { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِـ« الْحِكْمَةِ » وَ « الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ » وَ « جَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين }

[النحل:125]

-*-

[(١)] أخرجه مسلمٌ في «الصيام» (١١٦٣) مِنْ حديثِ أبي هريرة -رضي الله عنه-.]

[(5)] أخرجه البخاريُّ في «الصوم» بابُ صيامِ يومِ عاشوراء (٢٠٠٤)، ومسلمٌ في «الصيام» (١١٣٠)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.)]

[(6)] رواه مسلم.

الأحاديث من [07)] إلى [(10)] تجدها في صحيح الإمام مُسلِمٍ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

‏الخميس‏، 03‏ محرم‏، 1443هــ ~ ‏12‏ أغسطس 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 08 / 2021, 16 : 09 PM   المشاركة رقم: 426
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
" حددت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية، إن يوم الخميس 10 محرم 1443 يوافق 19 أغسطس 2021، هو يوم عاشوراء، إذ يصوم المسلمون قبله يوما أو بعده لنيل الاجر والثواب من الله -سبحانه وتعالي-. ".









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 08 / 2021, 40 : 09 PM   المشاركة رقم: 427
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ
فَـــ
قَالَ « يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ».
[رواه مسلم]









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 08 / 2021, 25 : 10 PM   المشاركة رقم: 428
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


شرع الله
-تعالى-
[بغير حاجة لجوعنا أو عطشتنا ولكن مصداقا لقوله -جل وعلا- : { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون } [البقرة:184]
ولعموم ما نطق به القرآن العظيم والذكر الحكيم والفرقان المبين إذ قال : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة:185] ]

أقول [الرمادي] : شرع الله -عز وجل- وبواسطة رسوله الكريم -عليه السلام- للمسلمين وللمؤمنين(*) صياما غير واجب؛ أو ما يسمى بصيام التطوع أو النافلة ومنه صيام يوم عاشواء (العاشر مِن المحرم)؛ ويصح التنبيه هنا إلى أن صيامه منفرداً جائز .. و
إليك البيان :
فــ " صيامُ عاشوراء منفرداً جائز، ذلك أنه لم يرد نهي عن صيامه منفرداً، وإنما جاء ما يدل على استحباب صوم التاسع معه أو التاسع والحادي عشر،
والدليل ما جاء عن طريق ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، قال: " فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع، قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
[صحيح مسلم].
و
في نيل الأوطار؛ للشوكاني: و.. " الظاهر أن الأحوط صوم ثلاثة أيام:
- التاسع
و
- العاشر
و
- الحادي عشر، فيكون صوم عاشوراء على ثلاث مراتب:
1. ] المرتبة الأولى : صوم العاشر وحده،
و
2. ] الثانية من المراتب الثلاث : صوم التاسع معه، و
أما
3. ] الثالثة فـ صوم الحادي عشر معهما، وقد ذكر معنى هذا الكلام صاحب الفتح.
[انظر : نيل الأوطار ؛ الشوكاني : ج: ( 2 ) ؛ ص: ( 549 ) .
و
بذلك نعلم أنه لا إثم لمن افرد صوم عاشوراء منفرداً..... ".











عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 19 / 08 / 2021, 01 : 12 AM   المشاركة رقم: 429
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
وتتبقىٰ مسألة متعلقة بــ أقوال العلماء في حديث التوسعة علىٰ الأهل في يوم عاشوراء !!؟..
ابحثها وفق ما ورد من أدلة واقوال!









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 19 / 08 / 2021, 39 : 12 AM   المشاركة رقم: 430
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,298 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 209
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
التوسيع على الأهل والأقارب فلا بأس به!


والمسألة ورد فيها حديث ..
و
لكنه مختلف فيه، فــ
أكثر أهل العلم على تضعيفه !!!!...
و
هو عن عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " من وسع على عياله يوم عاشوراء .. لم يزل في سعة سائر سنته.


واذهب إلى التخريج وأقوال العلماء:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتجده في :

1. المرجع الأول ] ( مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد » ؛ ذكر في كتاب الصيام » ؛ باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء )
فنقرأ في الجزء : (3) صفحة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة189) : حديث " 5137 وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سِعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ " .
قال صاحب المجمع : [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الْكَبِيرِ ، وَفِيهِ الْهَيْصَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا . ".
وأذهب بحضراتكم إلى : (المعجم الكبير » ؛ باب العين » ؛ ذكر مَن اسمه عبدالله » ؛ عبدالله بن مسعود الهذلي » طرق حديث عبدالله بن مسعود ليلة الجن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- » باب من روى عن ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ) .
2. المرجع الثاني ]: الجزء : 010) ؛ ص: (77) : حديث " 10007 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُوعُبَيْدَةَ الْعَسْكَرِيُّ ،ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ ،ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْإِبْرَاهِيمَ ،عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم أعود إلى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فقد قال الهيثمي في مجمعه:" رواه الطبراني في الأوسط؛

قلت(الرمادي) وجدته في المعجم الكبير؛ وسابحث عنه -إن شاء الله تعالى-
ثم قال الهيثمي:" وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث.



وقال المناوي -رحمه الله تعالى- في فيض القدير:
1.] قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحاً، و
2.] قال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة،
وبالرجوع على فيض القدير




و[نقلامن فيضالقدير » حرف الميم] نقرأ :حديث " 9075 – hadith 934480مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِعَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا (طسهب) عَنْ 44 أَبِي سَعِيدٍ -(صح) ".
وجاء في الشرح :" ( وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ) دعاء أو خبر، وذلك لأن اللهسبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها، فرد عليهم دنياهميوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلىمن في أصلابهم من الموحدين، فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش، فيسن زيادة ذلك في كل عام،ذكره 14155 الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة، ".


ثم ذكر قول :"جابر الصحابي: " جربناه فوجدناه صحيحاً"، وأيضاً ما قاله ابن عيينة: [انظر أعلاه]".
ثم ذكر :"
وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية:


لا تنس -إن ينسك الرحمن- عاشورا. * . واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا


قال الرسول -صلاة الله تشمله-. * . قولا وجدنا عليه الحق والنورا


من بات في ليل عاشوراء ذا سعة. * . يكن بعيشته في الحول مجبورا


فارغب -فديتك- فيما فيه رغبنا. * . خير الورى كلهم حيا ومقبورا


قال المؤلف: فهذا من هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا ". انتهى النقل.


ثم ينقل صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية ما جاء عند المناوي في فيض القدير فيذكر :
" وقال ابنحجر في أماليه: " اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به"،
و
قال البيهقيفي موضع: " أسانيده كلها ضعيفة " ،
و
قال ابن رجبفي اللطائف: " لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها "،
و
رواه ابنعدي عن أبي هريرة، قالالزين العراقي في أماليه: " وفي إسناده لينفيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبداللهمضعفون ..... لكن ابن حبان ذكرهم فيالثقات، فالحديث حسن على رأيه، وله طريق آخر صححه ابن ناصروفيه زيادة منكرة. انتهى ما جاء في رد على سؤال!.


وتعقب ابن حجرحكم ابن الجوزي بوضعه.


ثم يكمل صاحب الفتوى القول :" وأما كلام أهل العلم في المسألة فقد اتفقتالمذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء،
1.] قال الصاويالمالكي في حاشيته على الشرح الصغير: ويندب فيعاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب. انتهى.


2.] وقال سليمانالجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكرياالأنصاري: " و:
2 . 1 . ] يستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب،و
2 . 2 . ] التصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف ... فإن :
2 . 3 . ] لم يجد شيئاً فليوسع خلقهويكف عن ظلمه. انتهى.


3. ] وقال البهوتيالحنبلي في شرح منتهى الإرادات: وينبغي التوسعة فيه علىالعيال.
4 . ] قال في المبدع: وقال ابنعابدين الحنفي في رد المحتار: : نعمحديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطيفي الدرر.،
ويخلص صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية بالقول :" وعليه فلا بأس فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعةالواردة. والله أعلم.
















عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 0 والزوار 28)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018