أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة العشاء للشيخ عبدالمحسن القاسم 19 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 19 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 19 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 19 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن د. عمر كمال الأحد 19 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن علي ملا الأحد 19 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن محمد ماجد حكيم الأحد 19 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن حسين شحات الأحد 19 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن حسن خاشقجي الأحد 19 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن عبدالله باعفيف الأحد 19 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 465 المشاهدات 89730  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 12 / 09 / 2021, 27 : 06 AM   المشاركة رقم: 441
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 01 / 10 / 2021, 27 : 07 PM   المشاركة رقم: 442
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
مقارنة أم مقاربة! (*




ما إن تنبت شجرة جذورها في مستنقع عطن فاسد فتثمر فسرعان ما تجف أوراقها وتسقط وإثناء سقوط الأولىٰ تنبت آخرىٰ.. وهكذا دواليك.. هذا وصف اشبه بالحِراك الإسلامي منذ عام 1928م.. أو ما اصطلح عليه حديثاً بــ :"الإسلام السياسي" بدءً مما حدث زمن مِصر المَلكية؛ ومِن بعدها مِصر الجمهورية فسوريا فالسودان فإيران الشيعية فتركيا العلمانية فغزة ومروراً بتونس فالمغرب.. وحالياً بأفغانستان(1)..ـ . فــ الفساد لا يتفاقم بفعل ذاتي، وهناك عاملان يسهمان في تحوله إلىٰ وباء، الأول التعامي الرسمي عنه، خصوصاً عندما يكون هذا الفساد رسمياً، ومغطىٰ بشرعية شكلية، وشرعنة دينية، والثاني هو تحوله إلىٰ ثقافة، ووجهة نظر تبدأ بالهمس والدخول علىٰ استحياء، وبقدر مِن التستر مِن أبوابه الخلفية، ثم يعلو الصوت ويصبح كل شيء متاحاً مباحاً لغياب الكوابح، فيدخل من الأبواب الرسمية الأمامية.. فمَن كانوا يمارسون الفساد خلسةً وبمهارة قادرة علىٰ إخفائه، لم يعودوا بحاجةٍ إلىٰ تبديد الوقت والجهد مِن أجل الإخفاء، فثمةَ ما يشبه الشرعية الثقافية؛ والشرعنة الدينية الكهنوتية التي تحوّل ما كان موضوعاً للاستهجان والاستنكار إلىٰ أمر مسموح بل مباح ومألوف... .
رَّدحٌ مِن الدهر والأمم والشعوب ذات الصبغة الدينية الإسلامية الظاهرة علىٰ السطح تعاني مِن عدم إمكانية إنزال النظرية إلى موقع التطبيق؛ وتفعيلها في مركز التنفيذ، وهذه المعاناة تعود لأسباب إنسانية بحتة؛ فالميول الإنسانية المتدنية والأطماع النفسية البهيمية والرغبات الآدمية الآنية تجنح بالمرء إلىٰ مستنقع الفساد العطن؛ وإن تمكنت منه أطراف النظرية تمكن العين مِن محجرها؛ إلا إن «الأنا»؛ والسيطرة؛ والتملك والحكم؛ والسلطة.. والمال تتقدم علىٰ الإدراك الصحيح والفهم المستنير والاستيعاب الكامل على التغيير وفق مبادئ النظرية الإسلامية والتي تربت عليها أجيال، أو بتعبير مختصر ودقيق «الضعيف الشديد الذي طرأ علىٰ الأذهان في فهم الإسلام».. فمنذ أن عَلَت العلمانية الأتاتوركية وتربعت علىٰ ربوع تركيا الحديثة(!)؛ بعد أن أُسقطت السلطنة العثمانية بمساعدة الغرب في عام م1924 مع ملاحظة أن العلمانية الأتاتوركية تختلف عن مثيلتها الفرنسية أو الأمريكية؛ وأيضا التركية الحالية؛ منذ ذلك الحين ويصب في مجرىٰ الشعوب والأمم ذات الصبغة الإسلامية الظاهرة وجذورها المدفونة في ذاكرة التاريخ -ولا أقول الأمة الإسلامية؛ إذ أنها غير موجودة بالفعل لا في الأحداث ولا في التأثير عليها ولا في مجرياتها بل هي شعوب وأمم مفعول بها؛ وليست فاعلة- .. إذاً فمنذ عام م1928 وتصب -ضمن ما يُصَبُ- في مجاري الحياة اليومية لتلك الشعوب والأمم العديد مِن التيارات ذات الوشاح الإسلامي؛ ولم تفلح منها واحدة بل تزيد الشقة إتساعاً وتزداد الفجوة عمقاً بين حضور الأمة الإسلامية علىٰ الساحة العلمية أو الثقافية أو الحضارية والمدنية -إلا أفرادا منها قلائل؛ هم تربية في جامعات الغرب؛ وهذا لا يتفق مع أمة أول ما نزل على قلب رسولها -عليه السلام- «أقرأ» - وبين واقعها الحالي المزري.. فلم يتمكن الإسلاميون الجدد المنتمون لعديد من التيارات المختلفة بل والمتعارضة أحياناً .. سواء :

- تيار البنا المدرس الإبتدائي بمدينة الإسماعيلية؛
أو
- تيار النبهاني القاضي الشرعي خريج الأزهر؛
أو
- تيار سلفي؛ سواء العلمي منه وعلىٰ رأسه الألباني الساعاتي؛ أو السلفي الدعوي أو السلفي الجهادي
أو
- تيار صوفي..
اقول : لم يتمكن تيار مِن هؤلاء مِن طرح مبدأ الإسلام بصورته الصحيحة والتي جاء بها بيضاء نقية رسول الإسلام -عليه الصلاة والسلام-.. والتيار الذي وصل إلىٰ سدة الحكم وتمقعد علىٰ كرسي الرئاسة لم يتمكن في البقاء سوىٰ عام في مِصر.. وعشر سنوات في البرلمان في تونس والمغرب.. فلم يتمكن الإسلاميون الجدد -الحقبة الزمنية منذ مارس 1928م وحتىٰ سبتمبر 2021م- مِن التأثير الفاعل في الأحداث أو تنفيذ مع تطبيق النظرية لمن وصلوا إلىٰ سدة الحكم واعتلوا مقعد الحكم.. فلم يتمكنوا من إحسان المشاركة في لعبة الحكم وفق النظام الديموقراطي -النمط الغربي-؛ كما رسمها ساسة الغرب؛ كما لم يحسنوا البقاء علىٰ النمط الإسلامي «الشورقراطية» كما رسمها جهلة العرب.. فلم يتبق علىٰ الساحة سوىٰ حثالة دراويش وأخيراً تيار الوعظ والإرشاد.. والقَصاصون!.

.. لا يمكن لمتتبع مجريات الإنتخابات البرلمانية في دول العالم المتقدم مدنياً أو دول ذات التخلف الحضاري.. لا يمكن للمراقب مقارنة أو مقاربة خسارة التحالف المسيحي(**) [ويضم التحالف كلا مِن
الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)؛ ويعد الاتحاد الديمقراطي المسيحي مِن أنجح الأحزاب السياسية في ألمانيا، إذ لم يظل خارج الحكومة سوىٰ 20 سنة، مِن أصل 72 سنة تشكل عُمر الجمهورية في البلاد. والثاني هو الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي يعرف اختصارا بـ"CSU".] في إنتخابات ألمانيا يوم الأحد الماضي.. فقد تراجع هذا التحالف إلىٰ مستوىٰ قياسي منخفض بلغ 24.1% بعد 16 عاماً قضتها المستشارة الألمانية في حكم البلاد؛ وذلك مقابل 32.9% كان قد حصل عليها تحالفها في انتخابات عام م2017. والتحالف المسيحي الذي قصد به :" في الظاهر غرس القيم المسيحية مِن المحبة والسلام في الحياة السياسية الأوروبية ". أو ما يسمىٰ بــ القيم الإنسانية العليا المستمدة مِن مسيحية بولس الرسول، فلا يمكن للمراقب مِن مقارنته بما حدث في إنتخابات المملكة المغربية -وبينهما أيام معدودات- مِن تراجع الحزب الإسلامي عن الصدارة وفقدانه عددا كبيرا من مقاعده في البرلمان وخسارته مقاعد جهوية؛ أو ما يحدث الأن مِن تصدع حزب إسلامي آخر في تونس وإستقالات بالجملة خاصةً مِن الصف الأول؛ ثم غياب تام لحزب النور السلفي في مِصر عن الساحة السياسية؛ مع أن هذا الحزب قد أرسل وفداً -إثناء دعايته الإنتخابية- لمقابلة مسؤول أو أكثر في الاتحاد الأوروبي لطمأنة الغرب عن اعتداله وفتح قنوات إتصال..

هذه الظاهرة -وصول حزب ينتمي إلىٰ مرجعية دينية- تختلف آثارها في بلاد الشرق-ضعف في فهم الإسلام- عن بلاد الغرب -التدين الكهنوتي-؛ إذ :„ أنَّ القطيعة بين الدين والدولة -في الدول الغربية- اجتماعياً أمرٌ ذهنيٌّ، وليس حقيقة اجتماعية، فما زال دين رأس الدولة في كثير مِن الدول الأوروبية أمراً يخلط بين الديني والسياسي، في شخص رأس الدولة علىٰ الأقل. كما أنَّ التجربة العلمانية الفرنسية اللائكية هي تجربة لم يحدث فيها طلاقٌ بائنٌ بين ما هو ديني وما هو (زمني) دنيوي. ومع ذلك، شاعت في عالم الشفاهة عند العرب وعالم الإعلام فكرة «فصل الدين عن الدولة» بصفتها سبباً أساسياً وحيداً لتفسير تقدم الغرب، وظهور أنظمته العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

الحديث عن :" الدين والمجتمع، وتأثير الدين -بمفرده- علىٰ التقدم أو ينتج عنه التخلف... ". حديث مبتور؛ لأن الغرقَ الذي نحن فيه مِن شيوع مصطلحات بعينها، مثل«تجديد الخطاب الديني» أو «فقه الواقع» أو «فقه المراجعات» وزاد أخيرا «فقه الأقليات».. أو «فقه المرجعيات» وغيرها، فيه تركيز شديد علىٰ أنَّ الدين وحده هو سبب تخلف الشعوب والأمم التي تؤمن به، أو أنَّ تفسيرنا السيئ للدين هو سبب هذا التخلف، أو أنَّ فهمنا الصحيح للدين سيأخذنا إلىٰ التقدم؛ كل هذا يقع داخل إطار « تفسير الظواهر الاجتماعية» مِن خلال متغير واحد.. وهذا.. دَّرْبٌ -المدخَل الضَّيِّق- مِن دروب الغباء، هذا ما عُلِم في أول دروس علم السياسة. ومن هذه المقولة التي تشبه القانون في العلوم السياسية، يبدء الحديث غير المنتهي حول دور الدين في تقدم المجتمعات أو تخلفها، كل حسب موقعه ورؤيته، دينية كانت أم علمانية أم غير ذلك؛ فــ التركيز علىٰ سبب واحد أو مؤثر واحد أو عامل واحد أو متغير واحد هو نوع من أنواع الخطل في التحليل، لو طبق في العلوم الطبيعية لكانت نتائجه كارثية، وشاع :" لدى كثيرين في عالمنا العربي ممن ليسوا في معسكر الدين أنَّ أساس النهضة الأوروبية هي مسألة «فصل الدين عن الدولة»، دونما إدراك لــ
- عوامل اجتماعية، و
- تحولات اقتصادية و
- تيارات سياسية و
- مؤثرات ثقافية و
- نواح معرفية، و
- إثباتات علمية مثلت أموراً حاسمة في تفسير أسباب التقدم الغربي عموماً(1).

وقبل أن ينتهي شهر سبتمبر بزخمه فقد فرضت علينا أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، أن نرى مجتمعاتنا من منظور ديني، وأن مَن قاموا بفعلتهم الشنيعة هم نتاج الثقافة الإسلامية، وهذا ما أشارت إليه أصابع بيرنارد لويس، والمحافظين الجدد، وها هو نرى بعد عشرين عاما من التواجد الأمريكي ثم إنسحابه يسطع نجم طالبان وبقوة في افغانستان.. فبدأنا نفتش في نظامنا التعليمي، كأن الدين وحده هو الذي يحرك سلوك البشر، وفي هذا اختزال شديد لتفسير ظهور السلوك العنيف عند الأفراد، وكذلك تفسير التطرف، أو تفسير بيع الخمور وتجارة المخدرات أو تجارة البشر والدعارة.. لذا يعاد بحث العقوبات والحدود والتعزير في الفقه الإسلامي! اضف سفر العديد مِن شباب ومسلمي الغرب إلىٰ سياحة في تركيا ثم يسرت الأجهزة التركية الدخول إلىٰ ارضي العراق وسوريا للإنضمام لـ"داعش" وقتل المدنيين وإقامة الدولة(!) الإسلامية المزعومة؛ وهي ايضا سقطت بأيدي مَن اقامها كما حدث في كل من مِصر وتونس والمغرب وغزة مع الفارق في ماذا أقاموا!.. مع تدني فهم هؤلاء الشباب والشابات للدين الإسلامي.. بل فقط شعارات جوفاء تطرح علىٰ منصات التواصل الإجتماعي وعملية تجنيد منظمة مِن خلال الشبكة العنكبوتية؛ الشيء نفسه أصبح رائجاً في منطقتنا عندما قلنا إن سبب كل مشكلات النظام السياسي هو الإسلام السياسي مثلاً. فــ الرواج السياسي لهذه المقولات غير العلمية هو الذي يجعلنا نتغاضىٰ عن بقية العوامل المؤثرة في التغير الاجتماعي، سواء أكان هذا التغير إيجابياً أم سلبياً. المشكلة لدينا هي إغفال عوامل أخرىٰ، مثل طبيعة النظام السياسي مثلاً، مضافاً إليه نوعية الاقتصاد السائد، ومَن يقع داخله أو خارجه، والثقافة السياسية للمجتمع (الدين هو مكون من مكونات الثقافة السياسية)، وتأثير التراث وتواجد العادات والتقاليد في العلاقات؛ وكذلك بنية المجتمع ذاته؛ كلها عوامل تحدد تفسير التقدم والتخلف في المجتمعات.

لماذا نحن سجناء التفسير الأحادي واختزال الظواهر الاجتماعية في التفسير الديني؟

السبب الأول هو أن جميعنا يدعي معرفة الدين، وبعضهم يتصدر أو يدعي معرفة أكبر، لأنَّ لديه تعليماً دينياً أو كان منخرطاً سابقاً في حركة إسلامية ما، كما أنَّ الحديث عن الدين ليس كالحديث عن الاقتصاد مثلاً. فحديث الاقتصاد يحتاج إلىٰ إلمام بأرقام حقيقية وإحصاءات، أما الحديث في الدين فكل يدلي بدلوه، بغض النظر عن المعرفة أو عدمها. حديث الدين أيضاً في المجتمعات المغلقة ساخن مشاعري عاطفي، يقسم الناس بسهولة إلىٰ معسكرات كلامية، وليست فكرية واضحة، تجعل حالة الحديث عن الدين ممسرحاً؛ أي يشبه الأداء علىٰ خشبة المسرح أمام جمهور، فيها أدوار بطولة رئيسية وأدوار ثانوية كلها ترضي غرور مَن ليس له إنجاز، فيرتدي زيَّهُ المسرحي، ويتقمص الدور، ويلقي بخطبة عصماء.

إن بداية الحل للخروج بمجتمعاتنا مِن حالة الظلام إلىٰ النور هي النظر إلىٰ كل المؤثرات التي تنتج التخلف، وليس الغرق في متغير واحد، مثل الدين. التركيز علىٰ متغير واحد بصفته مفسراً للظواهر، سواء كان هذا هو الدين أو الاقتصاد أو حتىٰ الحرية، لا يكفي لتفسير التخلف، إذ لا بد أن نقرأ المعادلة كاملة، بكل متغيراتها، والوزن النسبي لكل متغير، وإدراك أن هذا الوزن النسبي يتغير مع الوقت، فقد يزداد أهمية أو يقل. وإن لم نتجنب اختزال تفسير الظواهر السياسية والاجتماعية، فسندور في متاهة، وأعمالنا تكون قد أُحبطت نتيجة للدوران في المكان ذاته؛ ضجيج ولا تجد طحين.

في هذه المرحلة التي يراجع فيها الفلاسفة الغربيون تراث العلمانية، وعلاقتها بالتعددية والديمقراطية، واتساع المجال العام عندهم نتيجة لتعقيدات المشهد الاجتماعي فيما بعد وباء كورونا، لا يراجع العرب إشاعاتهم المنقولة بشكل مشوه عن الحداثة والعلمانية الغربية، وعلاقتها بمجتمعاتهم.. وهذا ما يسمى بالإستغراب مقابل الاستشراق!

إن نصف العلم والاختزال لهو كارثة أوطاننا الأولىٰ، مع بقية كوارثنا الاجتماعية الأخرىٰ. وللدول دور كبير في الترويج لنصف العلم، وكذلك في جعل صدارة المسرح الاجتماعي مساحة يمرح فيها البهلوانات ومحدودو المعرفة أو مِن يتأبطون معارف زائفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) إعادة قراءة الواقع المعاصر مِن خِلال تجربة تيار الحراك الإسلامي خلال قرن من الزمان؛ [1] .


(**)In Deutschland gab es seit 1870 die Zentrumspartei, die zur Verteidigung des Katholizismus begründet wurde und daher kaum Protestanten anzog. Sie blieb mit 10 bis 20 Prozent der Stimmen relativ klein. Trotzdem hatte sie schon im Kaiserreich, etwa seit Ende der 1870er Jahre, durchaus politischen Einfluss. In der Weimarer Republik (1918–1933) stellte sie sogar die meisten Reichskanzler. Nach dem Zweiten Weltkrieg wurden die Christlich Demokratische Union Deutschlands bzw. in Bayern die Christlich-Soziale Union in Bayern gegründet (die CDU als Partei auf Bundesebene erst 1950). Beide Parteien treten bei Wahlen nicht gegeneinander an und haben eine gemeinsame Fraktion im Bundestag. Sie sprechen ausdrücklich sowohl Katholiken als auch Protestanten an, geben sich aber auch offen für religiös Ungebundene und Anhänger anderer Religionen. Sie vereinen sozialliberale, wirtschaftsliberale, christlich-ethische, konservative und nationale Strömungen. Über die CSU heißt es, dass sie tendenziell weiter rechts stehe als die CDU. In der Wirtschafts- und Sozialpolitik gilt die CSU hingegen als sozialstaatlicher ausgerichtet.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الجمعة‏، 24‏ صفر‏، 1443هــ ~ 01‏ أكتوبر‏، 2021م

أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 07 / 10 / 2021, 45 : 12 PM   المشاركة رقم: 443
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 08 / 10 / 2021, 11 : 05 PM   المشاركة رقم: 444
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
" ميلاد أم موت"
بمناسبة قدوم شهر :"ربيع الأول"..





حين تضعف الأمة الإسلامية -مع بقاء صبغتها الدينية التي تميزها عن بقية الشعوب والأمم؛ وترتدي وشاح مناسبات دينية علىٰ مدار السنة الهجرية وتتلحف بمعطف أعياد موسمية علىٰ مرور الأيام والشهور؛ وتلبس ثياب جديدة بمناسبة إحتفاليات دورية؛ ويشوبها مظاهر تدين تقليدي.. أقترب من الكهنوتي كــــ حج وعمرة وصلاة جمعة ومراسيم زفاف وعقيقة مولود؛ فتزدهر أسواق البيع والشراء لمستلزمات هذه المراسم-..
أقول(الرَّمَادِيُّ) حين تضعف الأمة الإسلامية بمجموع افرادها؛ ويختفي النبهاء مِن ابنائها.. ويغيب العقلاء في أركان سكناها.. تضعف معها الأجهزة الحيوية ومؤسسات الرعاية والحكم التي تسيرها كأمة ذات رسالة وسيادة وتغيب عن حياتها المؤسسة الرعوية التي تنظمها وتسيّر شؤونها وتتولىٰ أمرها وتتخلف بل تختفي كأمة بين الشعوب الآخرىٰ وبقية الأمم.. يختفي وجودها كــ أمة مؤثرة لها وظيفتها الأصلية: هداية الناس وفق منهاج خاص.. وإن بقيت في غرفة إنعاش منذ أزمان؛ ولم تفق بعد(!).. فيتبقىٰ وحالها من الضعف والخوار ما يسعد الأعداء ويحزن فيبكي الأصدقاء.. ولكن حالة الانشقاق والتَّهَرُّؤ والفوضىٰ وغياب الدولة، التي تضرب مناطق كثيرة، قاربت الحافة الأخيرة.. إن لم تسقط بالفعل.. فتتبقىٰ مظاهر الحزن وجلد الذات كما يحدث مع شيعة العراق - مثلا؛ وعند الشيعة عموماً- بمناسبة تأتي في العام لمقتل حفيد رسول الإسلام: الحسين بن علي -رضي الله عنه- ومما زاد الطين بلة وصار ضِغْثاً علىٰ إِبَّالَةٍ(*) إنه قد تم تقليد الغرب فوُجِدت مؤسسة دينية كهنوتية في كل قطر من اقطار تلك الأمة علىٰ غرار المؤسسة الدينية الغربية.. وكل منها منفصلة عن الآخرىٰ.. كــ وزارة الأوقاف؛ والهيئات ذات المسمىٰ الإسلامي كــ منظمة التعاون.. والمؤسف المخجل حقاً وصدقاً ما طالعناه في وسائل الإعلام العربية والعالمية -يوم الثلاثاء: الخامس مِن أكتوبر الحالي لهذا العام- في دولة فرنسا ما اصدرته منظمة حيادية بدأت عملها منذ عام 2018م لرصد وتوثيق ما تم مِن أحداث تخدش الحياء الآدمي وتجرح الضمير الإنساني مِن الفترة الزمنية: 1950~2020م عن فضائح في المؤسسة الدينية(**) الرسمية طاولت 216,000 قاصرا تم الإعتداء عليهم.. 80% منهم ذكور؛ ولعل البناء الهرمي لتلك المؤسسة الدينية في الغرب ساهم بشكل فاعل في مثل تلك التجاوزات فتم ذلك -أيضاً- إذ حدث في النمسا وألمانيا؛ ولا أريد أن استحصي هذه الظاهرة المخجلة والتي تندي الجبين بل تغرق الإنسان في وحل الخطيئة مع أطفال قُصر.. هذا جانب.. والآخر: اقول أن الهرم قد اصاب المؤسسة الدينية الرسمية في بلاد المسلمين فترىٰ علىٰ الهواء مباشرةً ما حدث ويحدث في سوريا منذ ما يزيد عن عشر سنوات عجاف؛ مِن فساد وظلم وإرعاب وإرهاب فتشريد وترحيل الملايين وقبلها ما حدث ومازال يحدث في العراق؛ وحدِّث ولا حرج عن ما يجري منذ سنوات في سويسرا الشرق -لبنان- ثم ما يجري في اليمن السعيد فليبيا فالمغرب فتونس فالجزائر.. وفضائح الفساد المالي في جزيرة العرب..
وهذا كله لا يتناسب مع أمة الإسلام.. !



لكنه الواقع الحالي المرصود ونحن في الربع الأخير من العام 2021م والربع الأول من العام 1443 هــ. يشهد بذلك.. و يتبقىٰ احتفاليات موسمية وأعياد دورية ومنها إذ هلَّ ربيع الأول .. يتذكر البعض مولد سيد البشرية !!.
وهنا المؤلم حقاً أن نتذكره-صلى الله عليه وآله وسلم- لحيظات في السنة وثوان في العام.. فماذا عن بقية سنته العطرة وماذا عن بقية افعاله وأقواله وتصرفاته!!..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ضِغْثٌ عَلَى إِبَّالَةٍ؛ الإبَّالة: الحُزْمَة من الحَطَب، والضِّغْث: قَبْضَة من حشيش مختلطة الرطب باليابس، ويروى" إيبالة" وبعضهم يقول " إبَالَة" مخففاً، وأنشد:

لِي كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَةْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إبَالَهْ
ومعنى المثل بَلِيَّةٌ على أخرى.
(**) العدد يصل إلى "330 ألفا طفل برئ إذا ما أضفنا المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية" من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الخميس‏، 01‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏07‏ أكتوبر 2021م
*-*
أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ- حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 10 / 10 / 2021, 27 : 02 PM   المشاركة رقم: 445
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
ميلاده أم موته!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

احتفالية : «ميلاده»؛ أم تعازي : «موته»

بمناسبة قدوم شهر : «ربيع الأول»
«„الجزء الأول”»
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 12 / 10 / 2021, 46 : 03 PM   المشاركة رقم: 446
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
مِن الموضوعات الشائكة والمشاكل المستعصية في بحثها؛ وبالتالي في عرضها أو في كيفية عرضها -من حيث الاسلوب والطريقة- على جمهور محافظ والبعض يدعي أنه أكثر محافظة؛ وبالتالي الحديث عن حلها.. وأيضا من المسائل ذات درجة عالية من الخجل والكسوف في التكلم عنها مسائل متعلقة بالأنثىٰ خاصة وعموماً العلاقة بين الرجل والمرأة.. أو بتعبير آخر -أدق- العلاقة بين الذكر والأنثىٰ وما يتولد ويتفرع عن تلك العلاقة من مسائل وموضوعات!
ومنذ سنوات مضت تحدث آحدهم عن الإعجاز الاجتماعي في الإسلام!!.. وكيف أن الإسلام حل كافة المسائل المتعلقة بالذكر والأنثى .. وكيف تراجعنا نحن اليوم في فهم الإسلام وبالتالي تطبيقه والعمل به وحمله!

فتوجد قضايا وحتىٰ هذه اللحظة لا يصح الحديث عنها أو فتحها.. كمسألة ختان الإناث -في بعض المناطق-؛ ومسألة أحقية ميراث الأخت المتزوجة مِن رجل غريب عن العائلة؛ ومسألة التحرش؛ ومسألة المطلقة؛ ومسألة الضعف/البرود الجنسي.. والقذف السريع عند الذكر .. وأولاً وليس أخيراً مسألة الحيض وأحكامه؛ وماذا ينبغي أن يعلمه الرجل/الزوج عن هذه المسألة قبل المرأة.. وخاصةً حين تبحث وتعرض من رجال الدين ذوي النكهة الكهنوتية؛ المنفصلة عن الحياة اليومية المعاشة للبشر.. وأصحاب الميول التقليدية؛ وتقيدهم بــ عادات موروثة وتقاليد متوارثة.. دون كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة نبوية عطرة.. وفقه صحيح يفهم الواقع ويعالجه وفق النصوص المتعلقة به !

ينبغي أن أثبت هنا .. إذ أنني أعتقد أن -كاتب هذه السطور - يتجرأ -أحياناً كثيراً- في عرض أو بحث والكتابة عن موضوع شائك؛ وما أكثر الموضوعات التي يجب -بالفعل- بحثها والحديث عنها والكتابة فيها..

.. فقد أعلن هذا الإسبوع عن تقدم شاب من الجيل الثاني من ابناء التجمع المِصري بالنمسا عن تقدمه في المراحل الآخيرة لمسابقة رقص لعام 2021م والتي بدأت في 24 من سبتمبر لهذا العام..

تميز «فارس رحومة»؛ في أداءه وعرضه كممثل وراقص.. وهذا نادراً أن يجتمع في شخص واحد صفتين: التمثيل والرقص؛ ولعل الأكثر ندرة أن يأتي طرفان -الراقص وزميلته- من ثقافتين مختلفتين؛ الأول شرقي مصري ؛ والطرف الثاني غربي أوروبي نمساوي.. ومن خلفية تراثية مختلفة أيضاً.. من حيث درجة التدين -ولا أقول الدين- والعادات والتقاليد. مع مشاهدة مساحات مِن العري؛ وسماع موسيقىٰ تحت أضواء وملاصقة بدنية.. ولعل أهل السلف سيتحيرون بعد إنشاء هيئة ترفيه في المملكة السعودية تستحضر من بلاد الغرب ما نشاهده أو نسمعه!.. سيتحيرون في وصف تلك النقلة السريعة !!

وأذكر أنه منذ سنوات مضت قد أعلن للفتيات عن مساحة زمنية؛ في رابطة ثقافية مرة في الإسبوع للرقص؛ تتولىٰ تنظيمه سيدة فاضلة من سيدات الجيل الأول للتجمع الإسلامي تقيم في ولاية ملاصقة للعاصمة النمساوية!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، 06‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏12‏ أكتوبر‏، 2021م
د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 12 / 10 / 2021, 54 : 09 PM   المشاركة رقم: 447
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 12 / 10 / 2021, 02 : 11 PM   المشاركة رقم: 448
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بدأت تنشط جهات فأعلنت عن موعد أحتفال بذكرى مولد نبي الإسلام محمد بن عبدالله .. والبرنامج!!
دون أن يملكون نصاً شرعيا بجواز الاحتفال أو سندا يبيح لهم الفعل!!!









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 12 / 10 / 2021, 15 : 11 PM   المشاركة رقم: 449
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
[ 1 ] ومع إقبالِ شهر ربيعٍ الأول من كلِّ عامٍ، تطفو على السطح قضية الاحتفال بذكرى المولدالنبوي، وهي من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة المردودة؛ فهي بدعة مُحدَثة في الدين اكتمل أركان الابتداع فيها من إحداث قربة لم يشرعها الله ولا رسوله، وتخصيص يوم لإقامتها، وبها نوعُ مُشابَهةٍ للمشركين ...









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 16 / 10 / 2021, 57 : 12 PM   المشاركة رقم: 450
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
حول ذكرى مولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
في شهر ربيع الأول من كل عام يقيم المسلمون حفلات الذكرى لميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فــ
- ينصبون السرادقات، و
- يرفعون الإعلام، و
- يلقون الخطب، و
- يذيعون الأحاديث، و
- يكتبون الفصول، يشرحون للناس فيما يخطبون ويذيعون ويكتبون سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،
أو
- ناحية من نواحي سيرته، و
- يذكرون تشريعه وأحكامه، و
- طريقته في التأديب، و
- إنهاض النفوس وتهذيب الأخلاق.
يذكرون أطواره التي مر بها في حياته قبل البعثة وهو :
- طفل رضيع في صحراء بني سعد، وهو
- غلام يرعى الغنم بمكة، وهو
- شاب قوي جلد يتجر ويسافر، ويحضر حرب الفجار وحلف الفضول.
ثم

يذكرون دعوته وكيف بدأت سرية ثم كانت جهرية. و
يذكرون ما ناله من أذى قومه، واضطهادهم له، وتضييقهم عليه حتى أخرجوه من دياره وأمواله إلى المدينة، فكانت الهجرة، وكانت الحروب، وكان التشريع والأحكام إلى أن نزل قوله تعالى بعد ثلاث وعشرين سنة من مبعثه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً [المائدة: 3].
يحتفلون على هذا النحو في يوم أو أيام، ويقولون: إنها ذكرى، ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[الذاريات: 55]، ولقد

كان المسلمون في عصورهم الأولىٰ لا يعرفون احتفالاً خاصاً يقام في مثل هذه الأيام بقصد إحياء ذكرىٰ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا يرون أن عظمته ليست من جنس هذه العظمات التي يألفها الناس في أفذاذهم ورجالهم، والتي يخلعها الزمن علىٰ بعض الناس في بعض نواحي الحياة.
لم تكن عظمته صلى الله عليه وسلم من جنس هذه العظمات المحدودة في نوعها، والمحدودة في أمدها.
لم تكن من جنس هذه العظمات التي يخشىٰ عليها من الضياع والتلاشي في بطون الأزمان والأيام؛ فيحتاج بقاؤها في أذهان الناس إلىٰ مذكر.
كانوا يعرفون أن عظمته صلى الله عليه وسلم ليست من جنس هذه العظمات، وإنما هي العظمة الخالدة التي ينبغي أن تكون دائماً قارّة في النفوس، ماثلة في القلوب، ممتزجة بالدماء، مؤاخية للعقيدة.

لذلك كانت هذه العظمة المحمدية ظاهرة في :
- قولهم إذا نطقوا،
- في حركتهم إذا تحركوا،
- في سكونهم إذا سكنوا،
- في جميع شئونهم الفردية والاجتماعية، السرية والعلنية، الدنيوية والأخروية، فــ
هي عظمة قد رسمت لهم باطن الحياة وظاهرها، وحدودها ودوائرها،
لم تقف عند ناحية من نواحي الحياة، بل لم تقف عند حدود هذه الحياة الفانية، فشملت جميع نواحي الحياة وامتدت إلىٰ الحياة الآخرة فكشفت لهم عن حجب غيبها، وصورت لهم ما يكون للمحسن فيها من نعيم، وما يكون للمسيء فيها من شقاء.
لم تكن عظمته عندهم بــ

- انتصار في معركة، و
- لا برأي في علم، و
- لا باختراع في صلاح، و
- لا بنظرية في أرض ولا سماء، و
إنما كانت عظمة عامة وشاملة، ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإسراء: 9- 10].
بــ

هذا آمَن المسلمون في عصورهم الأولىٰ يوم كان الإيمان قوياً في النفوس، تشتعل جذوته فتلتهب الجوارح، وتُبذل الأنفس، ويضحىٰ بالأرواح في ترسّم خُطىٰ تلك العظمة والجد في معرفتها، ونشرها علىٰ العالم مهذبة نقية حتىٰ تحيا بها النفوس وتطمئن إليها القلوب، وبــ
ذلك كانت جميع أيامهم وجميع أوقاتهم ذكرىٰ عملية لهذه العظمة،
ذكرىٰ عملية يتمثلون فيها مبادئه وأحكامه وإرشاداته الحكيمة ويسيرون علىٰ نهجها، فكانت حالتهم مثالاً صادقاً ومرآة صافية تُرىٰ منها عظمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الأمر بحاجة إلىٰ مذكر بعظمة هم فيها سابحون، وبنورها مهتدون.
كانوا يرون النبي صلى الله عليه وسلم أعظم قدراً وأجل شأناً من أن يكرَّم كما يكرَّم آحاد الناس بخطبة تلقىٰ أو حديث يذاع، أو فصل يكتب.
كرمه الله وليس بعد تكريم الله تكريم، وخلد اسمه في كتابه الخالد، فذكر اسمه الصريح، وذكره بوصف الرسالة مبعث العظمة، وذكره بوصف العبودية لله الواحد، وذكره بعظمة خُلقه، وذكره برحمته للمؤمنين، وبرحمته للناس أجمعين، وذكره بأنه المزكي للنفوس، والمعلم للكتاب والحكمة. ذكره بكل هذا كما ذكره بالتبشير والإنذار، وبأنه شهيد علىٰ أمته، وبأنه صاحب المقام المحمود، وجعل محبته من محبته، وطاعته من طاعته، وذكره في كتابه الخالد بهذا وبغيره من أوصاف التكريم بل من الأوصاف التي طبعه عليها وصاغه بها؛ بياناً لحقيقته، ورسماً لوظيفته.
لم يقف التكريم الإلهي لمحمد صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد، بل جعل له ذكراً في الأولين إذ كتبه في التوراة والإنجيل، وبشر به علىٰ لسان عيسىٰ بن مريم، وجعل له ذكراً في الآخرين إذ قرن بينه و بين اسمه الكريم في كلمه التوحيد التي بها يكون المرء مسلماً، والتي هي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر، وإذ جعل المناداة باسمه جزءاً من الأذان الذي يكرر في كل يوم خمس مرات بصوت مسموع؛ إيذاناً بالصلوات المفروضة، وجمعاً للمسلمين علىٰ عبادة الله، وفي التشهد كلما صلىٰ مسلم فرضاً أو نقلاً. فكم إذاً من ملايين تفتر شفاهم، وتنطق ألسنتهم بذكر محمد صلى الله عليه وسلم في كل يوم و ليلة كلما أذن مؤذن أو أجاب مجيب، أو صلىٰ مصلٍّ أو آمن مؤمن، أو تلا قارئ أو حدّث محدث.
لم يكن بعد هذا كله ما يُلتمس أن يكون لمحمد صلى الله عليه وسلم،

ومتى كانت هذه العظمة تنسىٰ حتىٰ تُذكر؟!
ومتىٰ كان هذا التكريم يخفىٰ حتىٰ يظهر؟!
تلك روح خص الله بها نبيه ومصطفاه، لم تكن لتخفىٰ علىٰ قلب يؤمن بالله وبرسوله الله.
آمن الأولون بهذا كله، آمنوا بأن تمجيد رسولهم وتكريمه إنما يكون عن طريق اتباعه وإحياء سنته والتحلي بأخلاقه، وإقامة شرعه ودينه. آمنوا بهذا واعلموا أن الإيمان الحق يثمر المحبة الصادقة؟ وللمحبة الصادقة حقوق وعليها تبعات، فمن حقوقها: المتابعة لمن تحب، والرضا بما يرضيه، والغضب لما يغضبه. ومن تبعاتها تحمل المشاق والتضحية بالنفس في سبيل رضا المحبوب.
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران: 31]،

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ[التوبة: 24]،
((لا يؤمن أحدكم حتىٰ يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما)).



ظل المسلمون كذلك حتىٰ ضعفوا واستكانوا، فانطفأ نور تلك العظمة من قلوبهم، وأقفرت بصائرهم من أسرارها، ولم يبق لهم منها إلا صور مرسومة بحروف في الصحف والكتب يرجعون إليها كلما عاودتهم ذكرىٰ تلك العظمة، وكلما تذكروها في شهر ربيع.


طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وأعرضوا عن تعاليم تلك العظمة، وصاروا لا يذكرونها إلا إذا ذكروا ميلاد صاحبها، فوضعوها في مستوىٰ العظمات الأخرىٰ التي يألفها الناس في أفذاذهم، وجاروا الناس في تكريم عظمائهم بأساليبهم: بــ
- الأناشيد، و
- الأزجال، و
- الأنغام، وبــ
- الصور والزينات، وبــ
- الخطب والإذاعات، و
تفننوا في المحاكاة حتىٰ صاغوا عظمة محمد في أسلوب روائي قصصي، وقالوا: تلك قصة المولد الشريف.
وما كان لعظمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تكون قصة وهي الحقيقة الخالدة، وما كان لها أن تنسىٰ وهي التهذيب الإنساني الدائم.
ولكن هكذا ابتدع المسلمون هذا الأسلوب من التكريم، وصار لهم ليالٍ معدودة كليالي شم النسيم وليالي عيد الفصح ووفاء النيل. و

هكذا ابتدع هذا الأسلوب كأثر من آثار الضعف حينما ابتلي المسلمون بالقول دون العمل، وحينما انقطعت الصلة العملية بين المسلمين وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
ابتدع هذا الأسلوب من التكريم بعد أن لم يكن، فهل بحث الناس عن سبب ابتداعه؟
وهل تساءلوا عن السر في أنه لم يكن ثم كان؟
هل انصرفوا إلىٰ هذا الجانب الذي كان يرجىٰ أن يعرفوا منه أسباب ضعفهم؟
كلا؛

ولكنهم انصرفوا إلىٰ البحث في كونه بدعة أو ليس بدعة؟
وإذا كانت بدعة فهل هي بدعة حسنة أو بدعة غير حسنة؟
وهكذا اختلفت بهم المذاهب، وتعددت الآراء، وظلوا إلىٰ يومنا هذا بين محبِّذ ومنكر؛ شأنهم في كل شيء تناولوه بروح الجدل الذي صرفهم عن العمل، وما ابتليت أمة في حياتها بشر من كثرة القول وقلة العمل، وقد ابتلىٰ الله المسلمين بالجدل في كل شيء فصرفهم عن العمل بمقدار ما جادلوا،

- جادلوا في العقائد، و
- جادلوا في الأحكام، و
- جادلوا فيما ليس من العقائد ولا من الأحكام، و
- جادلوا في كلماتهم وألفاظهم، و
- جادلوا حتىٰ في القواعد التي وضعوها للجدل!! ..
وهكذا صار الجدل شغلهم الشاغل، فتلهوا به عن فهم الإسلام، وعظمة الإسلام وسرد دعوة الإسلام، تلهوا به عن فهم كلام الله، وعن إدراك مقومات الحياة التي لا تستطيع أمة أن ترفع رأسها إلا بها، واكتفوا بذكر محمد صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع، وأنه علىٰ خلق عظيم وأن شريعته صالحة لكل زمان ومكان، فانخفضت رؤوسهم، والتوت أعناقهم، وضعف سلطانهم، وتفرق شملهم، وتناثرت عزتهم، وشغلوا بالقول ونسوا دينهم، ومنبع عظمة نبيهم أساسه العمل، ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ [التوبة: 105].

أيها السادة!:
لا نعلم(*) في القرآن ولا في تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم آية واحدة أو حديثاً واحداً يجعل سبيل السعادة مجرد القول، بل نراهما يُنيطان النجاح دائماً بالعمل، وينعيان علىٰ القوّالين الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[الصف: 2-3 ].


نعم قد نجد القول في شيء من الآيات والأحاديث ولكن مقروناً بطلب العمل، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت: 30]،
﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [الزمر: 18]،
((قل: آمنت بالله، ثم استقم)).
وهكذا كان صاحب الرسالة صلوات الله عليه وسلامهفعالاً لا قوالاً، كان فعله أكثر من قوله، ذلك أن القول إذا لم يتبعه العمل كان الإيمان بالقائل ضعيفاً، وربما عُدَّ القائل الذي لا يعمل منافقاً أو مخادعاً، ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة: 8 - 9].
ولقد كثر في أيامنا(**) الدعاة إلىٰ الخير وإلىٰ الفضيلة وإلىٰ الإصلاح وإلىٰ الإنقاذ ولم تتجاوز دعواتهم حناجرهم، فعادت عليهم بالخسران والوبال، وسيخرجهم الزمن طوعاً أو كرهاً من صفوف المصلحين، وسيعلم الناس أنهم فيما يدعون كاذبون، وأنهم فيما يقولون مخادعون، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.
كان النبي صلى الله عليه وسلم معلماً بالعمل لا بالقول، وكان داعياً للفضيلة بالفضيلة تفيض من نفسه، وكان قدوة في أعماله، وأسوة بأفعاله،

- يتوضأ ويقول لأصحابه: ((هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي)) لم يشرح لهم فرضاً ولا سنة ولا مستحباً،
- كان يصلي ويقول لأصحابه: ((صلوا كما رأيتموني أصلي))،
- كان يحج ويقول: ((خذوا عني مناسككم))، لذلك كان عظيماً، وعظيماً فوق العظماء.
ولنذكر لكم بعض المثل العملية في ناحيتين من نواحي تلك العظمة العملية، ناحية تربيته للنفوس على الفضائل، وناحية إصلاحه للمجتمع إصلاحاً منظماً ثابتَ الأركان، مدعّم الجوانب.
1- طريقة الرسول في التهذيب:
يقول الله تعالىٰ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَىٰ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران: 164].
ولنقف في هذه الآية عند قوله تعالى: ﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾.
التزكية تطهير النفوس، وتقويم الأخلاق. ولذلك طريقان:
أحدهما: شرح للأخلاق الطيبة من مزايا وآثار تعود علىٰ المرء وعلىٰ المجتمع بالخير والسعادة، وهي الطريقة
الوحيدة التي يعتمد عليها دعاة الإسلام ورؤساؤه اليوم(**).
والثاني: ضرب المثل العملية في هذه الأخلاق الفاضلة، ليرى الناس آثارها بأعينهم، وتنفعل بها نفوسهم فيتسابقون إلىٰ التحلي بها، والانتفاع بآثارها.
وهذا الطريق الحكيم هو الذي سلكه محمد صلى الله عليه وسلم في تزكية النفوس، وتقويم الأخلاق، وكان قليلاً ما يكتفي بالطريق الأول.
1- كان يدعو إلىٰ الرحمة، ويضرب المثل العملية في جميع تصرفاته، وليس أدل علىٰ هذا من موقفه من قومه، وقد كادوا ما كادوا، فجاءه جبريل يقول له: إن الله قد علم ما رد به قومك عليك، وقد أمر ملك الجبال أن يصنع ما شئت بهم، فناداه ملك الجبال: مرني يا محمد بما شئت؛ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت.

فماذا كان جوابه؟
ماذا كان جوابه وقد أتته القوة التي لا تبقي ولا تذر؟
ماذا كان جوابه وقد مُكِّن له من الذين نكلوا به وبأصحابه وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم؟

كان جوابه: لا. بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله!
وجاءه عمر بن الخطاب بعد غزوة أحد وقال له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد دعا نوح علىٰ قومه فقال: ﴿ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَىٰ الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً [نوح: 26]، ولو دعوت علينا بمثلها لهلكنا عن آخرنا، فلقد وُطِئَ ظهرك، وأُدمي وجهك، وكسرت رَباعيتك، فأبيت أن تقول إلا خيراً، فقلت:



((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)).


لذلك يقول الله عز وجل: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ [آل عمران: 159]، ويقول: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107]،
﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: من 128].
2- كان يعلمهم العفو عند المقدرة:
تجلىٰ ذلك منه عملياً يوم الفتح، يوم أن دخل مكة ظافراً منتصراً يكاد رأسه يمس سرج فرسه من الخضوع، يوم أن دخلها في خضوع المؤمنين لا في صلف الجبارين و المتعنتين، وقد اجتمع حوله أقطاب قريش وصناديدهم ينظرون ما هو فاعل بهم، تصطك مفاصلهم، وترتجف قلوبهم من هول ما ينظرون؛ جرياً على عادة الفاتحين المتغلبين. يومئذ قال لهم: ((يا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء)).
وقد قصده غورث بن الحارث ليفتك به وهو نائم في حر الظهيرة تحت شجرة بعيداً عن أصحابه وهم جميعاً نائمون، فأحس صلى الله عليه وسلم بحركة فانتبه فإذا رجل قائم علىٰ رأسه والسيف مصلت في يده قائلاً: ((ما يمنعك مني يا محمد؟ فقال: الله يمنعني منك ويعصمني)).
فسقط السيف من يد الرجل، فتناوله النبي صلى الله عليه وسلم وقال للرجل: ما يمنعك مني يا أخا العرب؟! فقال حلمُك وعفوك. فتركه النبي وعفا عنه. فرجع الرجل إلىٰ قومه مسلماً يقول لهم: جئتكم من عند خير الناس)).



و
جاءه رجل لم يسلم وكان له دَين عليه: جاءه يتقاضاه دَينه، فجذب ثوبه عن منكبيه، وأخذ بمجامع ثيابه وأغلظ، ثم قال: ((إنكم يا بني عبدالمطلب مُطْل، فانتهره عمر وشدد له في القول، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وهو كنا إلىٰ غير هذا منك أحوج يا عمر، تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي))، ثم قال: ((لقد بقي من أجله ثلاث، وأمر عمر بأن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعاً؛ لما روعه))، فكان سبب إسلامه.
و

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاعاً كأتمّ ما تكون الشجاعة، لم يكن شجاعاً بالقول فقط، وإنما كان شجاعاً بالفعل، وفي ذلك يقول علي رضي الله عنه: ((لقد كنا إذا حمى البأس، واحمرت الحدق؛ اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلىٰ العدو منه. ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي وهو أقربنا إلىٰ العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً))، وكان الشجاع هو الذي يقرب منه صلى الله عليه وسلم إذا دنا العدو؛ لقربه منه.
وليس يعرف التاريخ قائداً بطلاً كــ محمد صلى الله عليه وسلم، فرّ أصحابه من موقفهم يوم أحد متلهين بالغنائم، مخالفين عن أمره: ألا يبرحوا الشعب ولو رأوه وأصحابه يُقتلون، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي بنفسه عن قوسه حتىٰ اندقت سِيَتُها، وأحاط به نفر من المسلمين يدفعون عنه ويحمونه، وترّس أبو دجانة بنفسه دون رسول الله، فنحىٰ ظهره والنبل يقع فيه.
ووقف سعد بن وقاص إلىٰ جانبه يرمي بالنيل دونه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناوله النيل ويقول له: ارْم فداك أبي وأمي. وأصيب النبي صلى الله عليه وسلم فوقع لشقّه، وكسرت رباعيته، وشج وجهه، وكُلمت شفته، ودخلت حلقتان من المغفر - الذي يستر به وجهه - وفي وجنتيه، ولكنه مع هذا تمالك نفسه وأخذ ينادي المسلمين:



((إلي عباد الله.. إلي عباد الله))،


فإذا به يقع في حفرة حفرها المشركون ليقع فيها المسلمون، فيأخذ علي بيده، ويرفعه طلحة بن عبيدالله حتىٰ يستوي.
موقف من مواقف البطولة لا يعهد لقائد غير رسول الله، وفي هذا الموقف العملي يقول الله في كتابه العزيز: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ * إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 152- 153].
ولقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يشترك مع أصحابه فيما يفعلون من شئون الحرب كأنه جندي من جنوده، وكان يحمل التراب في غزوة الخندق علىٰ كاهله، وهو يعلم أن فيهم من يكفيه ذلك راضياً مسروراً، ولكنه يضرب لهم الأمثال بما يفعل، ويثير في قلوبهم حماسة الإيمان.
3- إصلاحه لنواحي المجتمع:
كان له صلى الله عليه وسلم طرق عملية في تأديب الذين ينحرفون عن واجب الإيمان، وسبيل المؤمنين المخلصين، فقد تخلف بعض أصحابه عن الخروج إلىٰ غزوة من الغزوات، ولم يقدموا عذراً يشفع لهم في هذا التخلف، ولما رجع الرسول وصحبه إلىٰ المدينة جاءه أولئك المتخلفون وصدقوه الحديث، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم مقاطعتهم حتى عن رد السلام وإلقائه، وفي هذا التأديب الذي أقره الله عليه يقول الله تعالىٰ: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[التوبة: 117- 119].
هكذا كان تأديب النبي لأصحابه وتربيته لأخلاقهم.
كان الإصلاح الإلهي للأمم أنجع الأدوية يقدرها الحكيم العليم الخبير بناء علىٰ علمه بحالة المريض وبما تحتمله صحته وجسمه. وقد وزع الإصلاح علىٰ الرسل كما وزعت الرسل علىٰ الأمم، فلما كمل استعداد الإنسانية لتلقي جميع أنواع الإصلاح أرسل خاتم الأنبياء إلىٰ جميع العالم، مذكراً بما مضى من إصلاح إخوانه المرسلين، متماً لرسالة الله معمماً الناس أجمعين، فجاءت رسالته إصلاحاً عاماً شاملاً، ولم يترك سبيلاً للسعادة إلا شرعه، ودعا إليه، ولا آخر للشقاء إلا منعه ونفر منه، ولم يعرف العالم هذا الإصلاح الشامل العام قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[الأنبياء: 107].
1- أصلح العقيدة، وكانت من قبل بين الإفراط، كانت بين عقل ينكر الله، ولا يعترف بوجوده، ويقول: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ[الجاثـية: 24]، وبين داع يدعو مع الله إلهاً آخر، ويشرك به ما لا ينفعه ولا يضره فجاء بالعقيدة القويمة: أنباهم بأن ربهم واحد، وأنه هو القادر العليم الحكيم المستحق وحده للعبادة، وأن تتوجه القلوب إليه، فكرم بذلك الإنسان، وأزال وصمة الشرك والعبودية لغير الله.
ثم

أمد هذه العقيدة بمدد دائم روحي لا ينقطع، يذكر بها ويعين عليها؛ أمدها بالصلوات التي تصل بين العبد وربه، وتذكره كل يوم خمس مرات بخالقة ومنشئه، وتنهاه عن الفحشاء و المنكر، وأمدها بالصوم تمريناً على الصبر، وتعويداً على الطاعة، ومراقبة لله في السر والعلن. أمدها بالزكاة، تمريناً على العطف والبر والرحمة، والرفق بالمحتاجين، وشكراً لله تعالىٰ الذي منح الأغنياء ما في أيديهم من الأموال، وبارك لهم فيها.
2- وكما أصلح العقيدة وأمدها بهذا وأمثاله من ألوان المدد؛ أصلح المجتمع، والإصلاح في الأمم إنما يعتمد علىٰ عُمُد، ويقوم علىٰ أسس لا ينهض بدونها، ولا يثمر ثمراته إلا بها: إنه يعتمد علىٰ العلم والمال والأسرة ونظام الدولة، والصحة العامة والقوة والعدل. وفي هذه الدوائر يرسم الإسلام برنامج إصلاحه الشامل:
1- حث علىٰ العلم، وسوّى فيه بين الرجال والنساء.
2- وضع نظاماً للتعامل بالبيع والشراء والإجارة والوصية والميراث، ونحو ذلك، من شأنه أن يبطل النزاع، ويزل الفساد ويقضي علىٰ أسباب الفتن.
3- وضع نظاماً للأسرة يقيها الانحلال ويربط برباط المحبة والتعاون، للزوج فيه الحقوق، وللزوجة حقوق، وللأبناء حقوق وللآباء والأمهات حقوق، وضع هذا النظام دقيقاً شاملاً لكل علاقة من علاقات الأسرة صغيرة أو كبيرة، موافقاً لما يقضي به العقل والعدل والرحمة وحسن الصلة.
4- جعل للدولة نظاماً في حكومتها، ومحكوميها، وفي علاقتها بغيرها من الدول، وفي سلمها وحربها ومعاهداتها.
5- أمر بالمحافظة علىٰ صحة الشعب العامة، وعلم الأفراد النظافة بالغسل والوضوء، ومنع الضرر الناشئ من العدوىٰ والوباء.
6- حث علىٰ اتخاذ الحيطة، وإعداد القوة، لتكون الدولة قوية الجانب، مهيبة في عيون أعدائها.
7- أمر بالعدل في كل شيء، بين الحاكم والمحكوم، بين السادة والمسودين، وبين الأغنياء والفقراء، وبين المتقاضين بين المتعاملين، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ[النساء: 135]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة: 8 ].

أيها السادة!:



ذلكم قل من كثر من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وهديه، التي كان سلفنا بها عاملين، وعلىٰ نهجها سائرين، والتي أصبحنا من بعدهم لها ذاكرين وبالذكرى مكتفين!
قولوا ما شئتم ولكن لا تكتفوا بالقول: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حول ذكرى مولد النبي
(*) الشيخ محمود شلتوت
(**) المصدر: مجلة الهدي النبوي، العدد الثالث لسنة 1362هـ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
قلت(الرَّمَادِيُّ) : نقلت مقال الشيخ شلتوت -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنته- بتمامه دون إضافة من عندي وقد كُنب هذا المقال عام 1362 من الهجرة ونحن الأن في عام 1443 هجري.. فانتبه!!









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 307 ( الأعضاء 0 والزوار 307)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018