![]() | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 28 | المشاهدات | 18559 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 21 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه : "٤" : أن الأمر بالتوجه إلى الكعبة ؛ حتى يقطع احتجاج اليهود في أن النبي صلى الله عليه وسلم كما وافقهم في قبلتهم ، فيوشك أن يوافقهم في دينهم ، وممن قال نحو هذا القول : مجاهد ، والضحاك ، والسدي ، وقتادة. ومن دروس حادثة تحويل القبلة الهامة ، أنها عرفت المسلمين طبيعة الكفار ـ من يهود ونصارى وغيرهم ـ وأنهم لن يرضوا أبدا عن المسلمين إلا بأن يتبعوهم ويكونوا مثلهم، قال الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾(البقرة:120). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 22 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه : "٥" : تحويل القبلة فيه إشارة إلى انتقال القيادة والإمامة في الدين من بني إسرائيل ، الذين كانت الشام وبيت المقدس موطنهم ، إلى العرب الذين كانت الحجاز مستقرهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل ، وقد شارك أباه إبراهيم عليهما السلام في بناء البيت ، بخلاف أنبياء بني إسرائيل ، فإنهم من ذرية إسحاق عليه السلام. اقول (الرَّمَادِيُّ) : هذه مِن المسائل الشائكة(!) والتي تحتاج لـ مزيد تبيان وتوضيح وتفصيل بالأدلة والبراهين والحجج ! .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 23 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه : "٦" : ارتباط مناسك الحج بالبيت الحرام ، وبالكعبة المشرفة ، فـ ناسبه أن يكون التوجه بالصلاة إلى البيت العتيق ، الذي تكون فيه وحوله المناسك والعمرة والزيارة ، وهذا -والله أعلم- جزء من كمال هذا الدين. هذه بعض الحكم أشرتُ إليها على عجل ، وقد يكون الأمر بتحويل القبلة لأمور أخر غير هذه . ابحثها لاحقاً إن شاء الله تعالى .. كذلك أظهر تحويل القبلة حرص المؤمن على أخيه وحب الخير له ، فـ حينما نزلت الآيات التي تأمر المؤمنين بـ تحويل القبلة إلى الكعبة ، تساءل المؤمنون عن مصير عبادة إخوانهم الذين ماتوا وقد صلوا نحو بيت المقدس ، فأخبر الله عز وجل أن صلاتهم مقبولة . فهذا .. مِن كرم الخالق سبحانه وتعالى : فـ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قِيلَ: هَذَا لِلَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَرِجَالٌ قُتِلُوا ، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهُ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ]... وهكذا كان حدث تحويل القبلة تربيةً للصحابة وللأمة ، وتشكيلاً للشخصية المسلمة المتميزة ، التي لا ترضى إلا بالإسلام ديناً ومنهجا كاملا للحياة .. وهذه من خصوصيات هذه الأمة المرحومة . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 24 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه يجب التنبيه على أن الواقع الحالي .. ومنذ زمن .. أنه قد طرأ على أذهان أفراد الأمة الإسلامية حالة مِن الضعف الشديد في فهم الإسلام .. وهذا أنتج حالا من الضعف في الثقة بأحكام الإسلام وتشريعاته ومنهاجه عند المسلمين .. مما جعلهم - وهم في حالة الضعف هذه - يقبلون على ما عند الغرب من افكار وقيم وتقدم علمي وتكنولوجيا متوسلين بها أن ينهضوا كنهضتهِ.. فما زادهم إقبالهم ذلك إلا وهناً على وهن وضعفاً على ضعف .. وبالتالي ضعف أو كاد يتلاشى حمله بصحيح عقيدته وتوعية المسلمين بصحيح أحكامه وتشريعاته .. هذا : أولاً .. وثانياً غياب توعية غير المسلمين بــ صحيح أحكامه .. فصلاح النفوس أو انحرافها هو أصل اعتدال الأحوال أو اعوجاجها ، قال تعالى :﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال:53] ، وقال سبحانه:﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11]. .. فنحن أمة تنتصر بطاعتها لله واتباعها لرسولها ، وتنكسر بعصيانها لله وبعدها عن شرعه وهداه .. ، وقد صدق سلمان عندما قال لسعد بن أبي وقاص: : " إن هؤلاء صادقون مع الله ولذلك أيدهم وسخر لهم البحر كما سخر لهم البر، وأخشى أن يأتي يوم يتخلى فيه المسلمون عن طاعة الله فيتأخر عنهم نصر الله: " ، وقد بكى أبو الدرداء عند فتح قبرص، فقيل له: " تبكي في يوم نصر الله فيه دينه وأعز فيه جنده. فقال رضي الله عنه: أبكي على حال هؤلاء الذين عصوا الله فسلطنا عليهم، وأخشى أن يأتي يوم يقصر فيه المسلمون في طاعة الله فيسلط عليهم عدوهم: " ولا شك أن الحالة التي خاف منها سلمان واليوم الذي أشفق منه أبو الدرداء هو ما وصلنا إليه. وكتبه: د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنُ إبراهيم الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْڪَنْدَرِيَّةِ. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الأحد : ٨ شوال 1446 هــ ~ 06 ابريل 2025 م. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ [*] قَوْلُهُ :" إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا " .. قَالَ النَّوَوِيُّ : وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَ فِيهِ حَصْرٌ لِأَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .. فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاءٌ غَيْرَ هَذِهِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ وَإِنَّمَا مَقْصُودُ الْحَدِيثِ أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَةُ وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ .. فَـ الْمُرَادُ الْإِخْبَارُ عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ بِإِحْصَائِهَا لَا الْإِخْبَارُ بِحَصْرِ الْأَسْمَاءِ .. وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ :" أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ".. قَالَ : وَقَدْ ذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ الْمَالِكِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قَالَ : لِلَّهِ تَعَالَى أَلْفُ اسْمٍ .. قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ وَهَذَا قَلِيلٌ فِيهَا .. وَ تَتِمَّةُ كَلَامِ ابْنِ الْعَرَبِيِّ وَلَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ أَسْمَاءُ رَبِّي ، وَلَوْ جِئْنَا بِسَبْعَةِ أَبْحُرٍ مِثْلِهِ مَدَدًا .. قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرْطُبِيُّ: وَهَذَا كَقَوْلِ الْقَائِلِ لِزَيْدٍ مِائَةُ دِينَارٍ أَعَدَّهَا لِلصَّدَقَةِ لَا يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُ الْمِائَةِ دِينَارٍ ، وَإِنَّمَا يُفْهَمُ أَنَّ هَذِهِ الْمِائَةَ هِيَ الَّتِي أَعَدَّهَا لِلصَّدَقَةِ لَا غَيْرَهَا [انْتَهَى] . والمسألة تحتاج مني بحث سارحلها إلى ملحق نهاية البحوث .. مِن بعد مشيئته وبحسن توفيقه وتمام منته وكامل عونه !. (**) مسألة : هل يجوز في حق الرسول الاجتهاد تحتاج مني لبحث وتفصيل سأجعلها من بعد إذنه تعالى وحسن توفيقه وتمام رعايته في الملحق . أحداث جرت في مَدِينَةِ الْسَلَامِ . ذِكْرُ مَا ڪَانَ مِنَ الْأُمُورِ ثَان سَنَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ النبوية الشريفة ~ 623 م بدايات العهد المدني "أبحاث : " دَارُ الْهِجْرَةِ .. وَدَارُ السُّنَّةِ" « الْمَدِينَةَ المنورة » ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 25 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه بدأَت التكاليف التشريعية والأوامر الآلهية والنواهي لمنفعة البشرية والمنهجية الإسلامية المحمدية الرسولية لنظام الإسلام كـ طراز خاص من العيش وطريقة معينة في الحياة .. بدأت وحياً لمجتمع دار الهجرة تتوالى في العهد المدني لـ بناء صرح الكيان الجديد : الدولة الإسلامية الفتية الناشئة الحديثة في مدينة الرسول المصطفى ، فقد كان العهد المكي مرحلة ترسيخ عقيدة التوحيد في قلوب مَن يؤمن بآله واحد .. فرد صمد .. لم يلد ولم يولد .. ولم يكن له كفؤاً أحد فلا مثيل له ، يرافق ذلك هدم المعتقدات الفاسدة وإزاحة المفاهيم الخاطئة والمتعلقة بالشرك والوثنية وعبادة الأوثان وتقديس الأصنام ، وقد أدت هجرة المسلمين بعد إذائهم وتعذيبهم والتنكيل بهم وقتل بعضهم .. ثم خروجهم من ديارهم بغير حق إلى المدينة المنورة .. أدت هذه الهجرة إلى زيادة الأعباء الملقاة على عاتق الدولة الناشئة ووضع على أكتاف هذا الكيان الجديد العديد من المسائل ، فـ شرع النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لـ حل تلك الأعباء بطرق شرعية عديدة ، وإيجاد لتلك المسائل أساليب مبتكرة متنوعة جاءت جميعها وحياً من رب العباد ، فـ كان بناء المسجد النبوي .. وأُلحقت به الصُفَّة التابعة له لـ استيعاب أكبر عدد ممكن من فقراء المهاجرين .. فـ كان هناك ضرورة لإيجاد نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وللطبيعة السكانية لـ يثرب وجدت وثيقة المدينة والمعاهدة مع يهود يثرب [ ( الموادعة .. دستور المدينة ) ] ؛ وكان صلى الله عليه وسلم يبني المجتمع الناشئ المسلم الجديد في المدينة النبوية على أساس مبدئي وعقائدي وإيماني ومنهجي وتشريعي كي يكون جميع افراده مؤهلون لحمل الأمانة ومستعدون لتبليغ الرسالة إلى غيرهم ، مع أخذه صلى الله عليه وسلم بـ سنة التدرج (!) في البناء وسياسة الخطوة تليها خطوة ، مع مراعاته عليه السلام لـ واقع الناس ، والانتقال بهم نحو الأفضل دون تعجيل أو تسريع ، بل كل شيء يأتي في وقته وزمنه وفق دستور القرآن المجيد وعمليا وفق طريقة النبي المختار ؛ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ ، وَاجْتَمَعَ إلَيْهِ إخْوَانُهُ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ ، وَاجْتَمَعَ أَمْرُ الْأَنْصَارِ ، اسْتَحْكَمَ أَمْرُ الْإِسْلَامِ ، فَــ قَامَتْ الصّلَاةُ ، وَفُرِضَتْ الزّكَاةُ وَالصّيَامُ ، وَقَامَتْ الْحُدُودُ ، وَفُرِضَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ ، وَتَبَوّأَ الْإِسْلَامُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، ومن ثم ففي السنة الثانية من الهجرة الشريفة حدثت بعض التشريعات الإسلامية الهامة منها : - تحويل القِبلة ، و : - فرض صيام رمضان ، و : - زكاة الفطر ، و - بُينت أنصبة الزكاة الأخرى .. فـ فُرِض الصيام [( مثل بقية الشرائع الإسلامية العملية )] في المدينة المنورة .. دار السنة دار الهجرة ، بعد التمكين ؛ فقد كان العهد المكي مرحلة إعداد لـ تأسيس العقائد وعهد لـ زمن ترسيخ أصول التوحيد ومبادئه ، وتوطين القيم الإيمانية في القلوب ، والمقاييس الإسلامية والقناعات والأخلاق القرآنية والسنة النبوية في العقول والأفهام .. أما بعد الهجرة : العهد المدني .. فقد شُرعت الفرائض والتكاليف العملية التطبيقية والمنهجية الإسلامية ؛ وفصلت الأحكام الشرعية ، وكان منها الصيام ..وحددت الحدود . قال ابن جرير رحمه الله: وفي هذه السنة : السنة الثانية للهجرة فُرض صيام شهر رمضان ، وقد قيل: إنه فُرض في شعبان منها .. وجعله ركنا من أركان الإسلام ، كما فرضه سبحانه وجل شأنه على الأمم السابقة ، وفي ذلك تأكيد على أهمية هذه العبادة الجليلة للبشر ومكانتها عند خلقهم .. قال تعالى: ﴿ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ .. لذا فقد ذكر الجلال السيوطي في كتابه [ الوسائل إلى معرفة الأوائل ] : „ أن أول مَن صام هو آدم عليه السلام ، ثلاثة أيام في كل شهر ، وهو ما يفسره البعض بـ صيام التوبة بعد أن خرج من الجنة ، ويصبح مجموع ما يصومه أبونا آدم 36 يوما على مدار العام ، كما صام سيدنا نوح عليه السلام على نفس طريقة آدم ، وكان يسمى صيام الشكر على النجاة من الطوفان العظيم ، فيما كان صيام سيدنا داوود عليه السلام مختلفا ، حيث كان يصوم خير الصيام ، كما ذكر ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يصوم يوما ويفطر يوما ، وهو الصيام الأكثر في العام حيث يصوم 182 يوما ، بينما تذكر المصادر التاريخية عن نبي الله سليمان أنه كان يصوم تسعة أيام من كل شهر ، ثلاثة أوله وثلاثة في أوسطه ويختم الشهر بصيام ثلاثة أيام “.. .. „ وصام نبي الله الخليل : إبراهيم على طريقة أبينا آدم ثلاثة أيام من كل شهر ، وقد ورد في السنة أن إبراهيم عليه السلام كان يصوم الشهر كله ، ويرجع بعض المفسرين هذا لصيام ثلاثة أيام ، والحسنة بعشر أمثالها ، وتشير كتب السيرة النبوية إلى أن الرسول الكريم كان يصوم كل عام شهرا قبل أن ينزل عليه الوحي ، وبدأ بعد البعثة بصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع ، ويحث الصحابة على صيام هذين اليومين ، كما صام النبي ثلاثة أيام من كل شهر على طريقة أبينا آدم ، وهي ما تسمى بالأيام البيض ، ويروي الصحابة في كثير من المواضع ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم أحيانا أياما متتابعة لا يفطر بينها أبدا ، فيظنون أنه لن يفطر مرة أخرى ، ثم يجدون أنه أفطر ، ولم يصم مرة أخرى لفترة فيظنون أنه لن يصوم مرة أخرى “ .. يقول ابن القيم في زاد المعاد : „ .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « „ الصوم جُنَّة “ » ؛ [وقاية].. وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدرة له عليه بالصيام ، وجعله وِجَاء هذه الشهوة .. والمقصود : أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة ، والفطر المستقيمة ، شرعه الله لعباده رحمة بهم ، وإحسانا إليهم ، وحمية لهم وجنة ..كذا ما أثبته الطب الحديث أو ما أُطلق عليه „ الإعجاز العلمي “ .. وكان هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أكمل الهدى ، وأعظم تحصيل للمقصود ، وأسهله على النفوس .. ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها بل وأشدها ، تأخر فرضه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ، لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة ، وألفت أوامر القرآن ونواهيه ، فنُقِلت إليه بالتدريج .. فـ في شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة الشريفة أي ما يقابل العام 324 الميلادي كانت مشروعية الصوم ، وهو من أسمى العبادات ؛ سواء البدنية أو المالية ، وجعل لمن صامه بابا من أبواب الجنات ، وهو باب خاص : الريان ، فـ لما نقل العرب أسماء الشهور عن اللغة القديمة ، سمّوها بالأزمنة التي هي فيها ، فـ وافق رمضان أيام رمض الحر .. أي شدته .. وقد نزل فرض صيام شهر رمضان بعدما صُرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهراً من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ ﴾ الآية، وقال عزّ وجل: ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ ، فأثبت صيامه على البالغ المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وأثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام. وأول ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام قبل فرض رمضان هو صوم عاشوراء .. فقد كَانَت قُرَيشٌ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ .. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُوَ فِيْ مَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ يَصُومُهُ ؛ كَمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى المَدِينَةِ صَامَهُ ؛ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ، حَتَّى فُرِضَ صَوْمُ رَمَضَانَ .. كما ورد عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ: „ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ ، [( موافقة لهم .. ولم يأمر أحداً من أصحابه بصيامه )] فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا نَزَلَ [(فرض)] رَمَضَانُ [( كان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء )] كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لاَ يَصُومُهُ » وتوضيح المسألة كي لا يحدث لَبس : فقد: „ ذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ أَمرَ النَّبِيِّ ﷺ النَّاسَ بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ قَبلَ فَرضِ رَمضَانَ إِنَّمَا كَانَ استِحبَابًا ، وَأَنَّهُ لَم يَجِب قَطُّ صَومٌ قَبلَ صَومِ رَمَضَانَ “.. وَخَالَفَهُمُ الحَنَفِيَّةُ فَقَالُوا: „ أَوَّلُ مَا فُرِضَ صِيَامُ عَاشُورَاءَ ، فَلَمَّا نَزَلَ فَرضُ رَمَضَانَ نُسِخَ. “ .. وكان يهود المدينة يصومونه ويعظمونه ؛ لأن الله أنجى فيه موسى وقومه من الغرق ، وأغرق فرعون وقومه ، فصامه موسى شكراً لله وصامه رسول الله وأمر بصيامه قائلاً: «„ نحن أحق بموسى منكم “» ، وفي رواية : «„ أنا أولى بموسى “» ، ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم. رمضان .. 3 مراحل كان فرض الصيام على ثلاث مراحل : - المرحلة الأولى: التخيير بين الصوم ، أو الإفطار مع إطعام مسكينٍ عن كل يوم ، و : - المرحلة الثانية : إلزام المستطيع بالصوم ، ورفع التخيير ، و : - المرحلة الثالثة : كان الصائم في بداية فرض الصوم إذا نام بعد غروب الشمس ، ولم يفطر : حرم عليه الأكل والشرب إلى الليلة التالية ، ثم نسخ هذا الحكم ، فشرع للصائم أن يأكل ويشرب في أي ساعة شاء بين المغرب والفجر .. توضيح المسألة : „ وَلَمَا نَزَلَ صِيَامُ رَمَضَانَ كَانَ الصَّحَابَةُ حَدِيثِي عَهدٍ بِصِيَامِ شَهرٍ كَامِلٍ مُتَتَابِعٍ، فَاستَكثَرُوا ذَلِكَ وَشَقَّ عَلَيهِم ، فَأَجَازَ اللهُ تَعَالَى لِمَن أَطعَمَ مِسكِينًا كُلَّ يَومٍ قَدرًا مُعَيَّنًا مِنَ الطَّعَامِ أَن يُفطِرَ ، وَهَذَا مَعنَى قَولِهِ تَعَالَى : ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِديَةٌ طَعَامُ مِسكِينٍ ﴾، أَي وَعَلَى المُطِيقِينَ لِلصِّيَامِ الَّذِينَ لَا عُذرَ لَهُم إِن أَفطَرُوا ، ثُمَّ نُسِخَ هَذَا الحُكمُ بِالآيَةِ الَّتِي بَعدَهَا : ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ .. وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاودَ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ كَانَ النَّاسُ أَوَّلَ مَا فُرِضَ عَلَيهِمُ الصِّيَامُ إِذَا أَمسَوا حَلَّ لَهُمُ الأَكلُ وَالشُّربُ وَالجِمَاعُ إِلَى أَن يُصَلُّوا العِشَاءَ الآخِرَةَ أَو يَنَامُوا ، فإِذَا صَلَّوا العِشَاءَ أَو نَامَ أَحَدُهُم حَرُمَ عَلَيهِمُ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَمُجَامَعَةُ النِّسَاءِ إِلَى لَيلَةِ اليَومِ الذِي بَعدَهُ ، ثُمَّ إِنَّ „ قَيسَ بنَ صِرمَةَ “ كَانَ صَائِمًا ، فَلَمَّا حَضَرَ الإِفطَارُ أَتَى امرَأَتَهُ قَالَ: هَل عِندَكِ طَعَامٌ؟ قَالَت: لَا وَلَكِنِ أَنطَلِقُ فَأَطلُبُ ، وَكَانَ يَومَهُ يَعمَلُ فِيهِ بِأَرضِهِ فَغَلَبَتهُ عَينَاهُ ، فَجَاءَتِ امرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتهُ قَالَت: خَيبَةٌ لَكَ ، فَأَصبَحَ فَلَم يَنتَصِفِ النَّهَارُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيهِ ، فَذَكَرَت ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ ، وَكَانَ بَعضُ الصَّحَابَةِ قَد اختَانَ نَفسَهُ .. فَجَامَعَ زَوجَتَهُ بَعدَ أَن صَلَّى العِشَاءَ ، فَنَزَلَ الوَحيُ إِلَى رَسُولِ الله: ﴿ أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُم هُنَّ لِبَاسٌ لَكُم وَأَنتُم لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ الله أَنَّكُم كُنتُم تَختَانُونَ أَنفُسَكُم فَتَابَ عَلَيكُم وَعَفَا عَنكُم فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابتَغُوا مَا كَتَبَ الله لَكُم وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيلِ ﴾، وَكَانَ هَذَا مِمَّا نَفَعَ اللهُ بِهِ النَّاسَ وَرَخَّصَ لَهُم وَيَسَّرَ.. وركن الصيام الإمساك عن المفطرات وأمر في هذه السنة بـ زكاة الفطر وذلك قبل أن تفرض الزكاة في الأموال وكان يخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفطر بيومين فيأمر بإخراجها قبل أن يذهب إلى المصلى . ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ أحداثٌ جرت في مَدِينَةِ الْسَلَامِ . ذِكْرُ مَا ڪَانَ مِنَ الْأُمُورِ في السَنَةِ الثانية مِنَ الْهِجْرَةِ النبوية الشريفة ~ ٦٢٤ م بدايات العهد المدني : أبحاث : „ دَارُ الْهِجْرَةِ .. دَارُ السُّنَّةِ “ « الْمَدِينَةَ المنورة « السبت : 06 ذو القعدة، ١٤٤٦ هــ ~ 03 مايو، 2025 م ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 26 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه مدخل للمسألة : مِنَ البحوث والمسائل والقضايا التي كُتبَ فيها الكثير بين معارض وبين مؤيد .. ولن تنتهي .. - قضية صحة العقيدة وفسادها بل وبطلانها ؛ وسليم الإيمان وسقيمه ، و : - مسألة العبادات واستحداث أصناف منها تروق للبعض وتعجبه دون دليل أو حجة أو برهان ، وكذا : - بحث الجهاد .. وعامةُ الناسِ على دين ملوكهم .. وبعضهم على ملة آبائهم وسنة أجدادهم وطريقة أسلافهم .. أو البعض يتبعون أراء وأقوال علمائهم الربانيين دون تبيان الحجة واستحضار البرهان وإظهار الدليل .. أو يعتقدون في صحة ما جاء به أنبياء الله ورسله ويسلمون به مع إعمال العقل والفهم باستنارة ووعي .. ثم إن هناك فريق بدّل ما أُنزلَ إليه وعدّل في النصوص وإضاف مِن عنده ما يعجبه وأنقص ما لا يروق له وازاد من بنات أفكاره ونسيج خياله فـ استحدث وابدع وألف .. وفريق التزم بالوحي المُنزل قرآنا وسنة { فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } مع فهم صحيح لما جاء على لسان الرسول وما بلغه النبي .. فـ الله : الخالق { هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ } من عدم وأخرجكم من مجرى البول مرتين .. {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُون} ثم قال { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ثم يؤكد المعنى بقوله {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } .. فـ هو : الله : الخالق الذي يقرر العقيدة ويوضح أركان الإيمان .. وليس المخلوق أو العابد .. إذ يقول في محكم التنزيل وصحيح النص القطعي الثبوت والقطعي الدلالة : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ } .. { لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا } .. {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} .. {اللَّهُ الصَّمَد} .. {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد} .. {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد} .. {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } .. {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}: فـ هو الذي يصف نفسه بما شاء من صفاته وَ { لِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } وليس المخلوق يصفه يما يحلو له { فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } وهو الذي يحدد الاسماء الحسنى التي تخصه والصفات العلا التي تجب له فيقول : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم} .. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون} .. {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} .. ثم يحدد أركان الإيمان واسس العقيدة : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ } { وَالنَّبِيِّينَ } { وَالْيَوْمِ الآخِرِ } .. وهو الذي يحدد نوع العبادة وكيفيتها وزمنها { فَاعْبُدْنِي } .. {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي} .. {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ } .. { وَآتُواْ الزَّكَاةَ } .وهو يحدد أصنافها ولمَن تصرف إليهم { {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيم} } .. { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } .. ونأتي لموضوع البحث : « „ الجهاد “ » في الإسلام : { وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ } .. { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ } { {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ } : { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ } ثم تتحقق حسن العبادة بقوله : { وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ } .. { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } { وَكَانُوا لَنَا عَابِدِين} | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 27 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه تحقيق البحث : سبب النزول: [ ( 1 . )] قَالَ العَوفي ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : „ نَزَلَتْ فِي مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ حِينَ أُخْرِجُوا مِنْ مَكَّةَ “. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ : „ هَذِهِ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْجِهَادِ ، وَاسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ بَعْضُهُمْ عَلَى أَنَّ السُّورَةَ مَدَنِيَّةٌ “ . [ ( 2 . ) :" فـ هذه أول آية نزلت في الإذن في القتال ، ونسخت الموادعة ونقضتها مع الكفار [ ( 3 . ) ] :" ﴿ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم﴾ يعني الصحابة ، فإن الكفار آذوهم وأضروا بهم حتى اضطروهم إلى الخروج من مكة ، فمنهم من هاجر إلى أرض الحبشة ، ومنهم من هاجر إلى المدينة ونسب الإخراج إلى الكفار ؛ لأن الكلام في معرض إلزامهم الذنب ووصفهم بالظلم ﴿ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ﴾ ، وكان نزولها عند الهجرة.. [ ( 4. ) ] :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ مَكَّةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ . إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، ليهلكُن. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عنه: فعرفت أنه سيكون قتال. ".. وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَهِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ. [ ( 5 . )] :" فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْإِبَاحَةَ مِنَ الشَّرْعِ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ: "أُذِنَ" مَعْنَاهُ أُبِيحَ ، وَهُوَ لَفْظٌ مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِإِبَاحَةِ كُلِّ مَمْنُوعٍ. " [( 6. )] :" قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: «كانَ مُشْرِكُو أهْلِ مَكَّةَ يُؤْذُونَ أصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، [( بِألْسِنَتِهِمْ وأيْدِيهِمْ )] .. [( فَلَا يَزَالُونَ مَحْزُونِينَ مِنْ بَيْنِ مَضْرُوبٍ وَمَشْجُوجٍ ، وَيَشْكُونَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ )] فَيَقُولُ ﷺ لَهُمُ : " اصْبِرُوا، فَإنِّي لَمْ أُومَرْ بِالقِتالِ " ، حَتّى هاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ ، وهي أوَّلُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ في القِتالِ» ".. وهذا ما قَالَ به الْمُفَسِّرُونَ : ، فـ هَذِهِ الْآيَةَ هِيَ أَوَّلُ آيَةٍ أَذِنَ اللَّهُ فِيهَا بِالْقِتَالِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بِالْمَدِينَةِ. " .. بِسَبَبِ أنَّهم ظُلِمُوا بِما كانَ يَقَعُ عَلَيْهِمْ مِنَ المُشْرِكِينَ مِن سَبٍّ وضَرْبٍ وطَرْدٍ، ثُمَّ وعَدَهم سُبْحانَهُ النَّصْرَ عَلى المُشْرِكِينَ ..ويؤكد هذا ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قوله (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) وذلك أن مشركي أهل مكة كانوا يؤذون المسلمين بمكة، فاستأذنوا النبي ﷺ في قتالهم بمكة، فنهاهم النبي ﷺ عن ذلك، فلما خرج النبي ﷺ إلى المدينة أنزل الله عليه: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) . علّة تشريع الجهاد ظلم المشركين للمسلمين: الباء في ﴿ [بِــ]ــأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ﴾ للسببية، وفيه تعليل الإذن بالقتال ، أي أُذِن لهم بالقتال لأنّهم ظُلِموا ، والآية التي تليها ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ...﴾ أي من مكة .. تفسّر ماهيَّة (حقيقة) هذا الظلم [( 7 . )] :" فالإذن من الله سبحانه لعباده المؤمنين بأنهم إذا صلحوا للقتال أو قاتلهم المشركون قاتلوهم وهي أول آية نزلت في القتال بعدما نهى عنه في نيف وسبعين آية ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 28 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه فلما قامت للإسلام دولة في المدينة ، شرع الله الجهاد دفاعاً عن النفس فقط في أول الأمر: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير ﴾ ﴿ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين ﴾ ثم أذن بمبادرة العدو للتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات ، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة : ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ ﴾ . وقد التزم المقاتلون المسلمون بضوابط الحق والعدل والرحمة، فسجل التاريخ لهم انضباطهم الدقيق، حيث لم ترد أية إشارة إلى القيام بـ : - مجازر ، أو - سلب الأموال ، أو : - الاعتداء على الأعراض في المناطق المفتوحة مما يقع عادة في الحروب المدنية خلال مراحل التأريخ المختلفة . وقبل ذلك كله لم - تفرض العقيدة الإسلامية بالقوة على سكان المناطق المفتوحة ، بل سمح لأهل الكتاب بالمحافظة على أديانهم الأخرى ، ولا زالوا يعيشون بأديانهم حتى الوقت الحاضر بسبب السماحة الدينية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين للمسلمين ضرورة اقتران النية بالجهاد ، وأن لا يكون الدافع إلى القتال الحصول على الغنائم ، أو الرغبة في الشهرة والمجد الشخصي ، أو الوطني ، فقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياءً ، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « „ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله “ » | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 29 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « „ تضمَّن الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي ، وإيماناً بي ، وتصديقاً برسلي ، فهو عليَّ ضامن أن أدخله الجنة ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة ، والذي نفس محمد بيده ما من كلم ـ جرح ـ يكلم في سبيل الله إلا ما جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم ، لونه لون دم ، وريحه مسك ، والذي نفس محمد بيده ، ! لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ، ولا يجدون سعة ، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني ، والذي نفس محمد بيده ! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل “ » . يقول د. العمري: ومن الصعب تقديم النماذج الكثيرة التي توضح أثر هذه التوجيهات النبوية على نفسية المقاتل المسلم ، ولكن يمكن اختيار نموذجين لمقاتلين من عامة الجند ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين أثناء القتال في غزوة أحد : « „ قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض “ » ، فسمعه عمير بن الحمام الأنصاري فقال : „ يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض !؟ “ ، قال: « „ نعم “ » ؛ فقال : „ بخ بخ “ .. [( كلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير )] .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « „ ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ “ » ؛ قال : „ لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن كون من أهلها “ . قال : « „ فإنك من أهلها “ » . فأخرج تمرات من قرنه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال : „ لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة “ ، قال : فرمي بما كان معه من التمر وقاتلهم حتى قتل “ » . فهذا النموذج الأول. وأما الثاني : فقد صح أن أعرابياً شهد فتح خبير، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أثناء المعركة أن يقسم له قسماً وكان غائبا ، فلما حضر أعطوه ما قسم له ، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما على هذا اتبعتك ، ولكني اتبعتك على أرمي هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ بسهم فأدخل الجنة . قال: « „ إن تصدق الله يصدقك “ » قال : فلبثوا قليلا ، ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم بجبته ، وصلى الله عليه ودعا له ، فكان مما قال: « „ اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيدا ، وأنا عليه شهيد “ » مصنف عبدالرازق فهذه الرواية شاهد قوي على ما يبلغه الإيمان من نفس أعرابي ألف حياة الغزوة والسلب والنهب في الجاهلية فإذا به لا يقبل ثمنا لجهاده إلا الجنة ، فكيف يبلغ الإيمان إذاً من نفوس الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! . أقسام الجهاد يكون الجهاد بالكلمة ، وبالمال ، وبالنفس ، وفيما يلي تعريف بكل قسم من هذه الأقسام : الجهاد بالكلمة: إن المقصود بالجهاد بالكلمة هو الدعوة إلى الله تعالى ، ببيان العقيدة والشريعة وتربية الناس وفقها ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وتوجيه النصح للحاكم، وخاصة إذا كان جائراً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « „ أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر “ » وقال: « „ سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله “ ». وذلك لأن الناس تهاب الظالم ولا تنصحه مما يؤدي إلى الطغيان والانحراف عن الاستقامة والمخالفة لدين الله ، فكان أجر من يسعى إلى تقويم الحاكم الجائر عظيماً ، لأن عودته إلى الاستقامة وطاعة الله تعالى تؤدي إلى إحياء فريضة الجهاد في المجتمع، وتهيئة الأمة روحياً وجسمياً وفكرياً لمتطلباته . الجهاد بالمال : حض الإسلام على الجهاد بالمال ، لما له من أثر كبير في تجهيز الجيوش بالسلاح والأدوات والتدريب ، مما يقتضي صرف الأموال الوفيرة ، وتقوم الدولة في الوقت الحاضر بهذا الواجب، فتصرف من الموارد العامة على إعداد الجيوش ، وعند الحاجة، أو نقص الموارد، فيجب على أغنياء المسلمين دعم الجهاد بأموالهم ، قال تعالى : {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون} . وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ فقال : « „ مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله “ » . الجهاد بالنفس : " يحرص الإسلام على السلم ، ويدعو الناس إلى الدخول فيه ، كما يحرص على هدايتهم ، بالبيان والترغيب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لــ علي رضي الله عنه . حين وجهه لقتال يهود خبير: « „ لئن يهدي الله بك رجلا خبر من أن يكون لك حمر النعم “ » . ولكن الإسلام يحث أيضا على القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الدين ، أو الدفع عن أرض المسلمين إذا هوجموا من عدوهم ، والجهاد بالنفس من فروض الكفايات إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، إلا عندما تغزى أرض المسلمين فإنه يصبح فرض عين يقوم به كل قادر على القتال، قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون} وخاتمة القول: إن الجهاد شرع في الوقت المناسب، وشرع لإقامة الحق والعدل، ونشر رسالة الإسلام وإزاحة العوائق من أمام هذه الرسالة لتصل للناس أجمعين، والله نسأله أن يرفع راية الجهاد وينصر المجاهدين في كل مكان والحمد لله رب العالمين. .. ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من أقوال السادة العلماء ومراجعة لما كتبه د. أكرم العمري ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الإثنين، 29 ذو القعدة، 1446هــ ~ 26 مايو، 2025 م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018