الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 426 | المشاهدات | 111790 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
22 / 07 / 2021, 43 : 09 PM | المشاركة رقم: 371 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ﴿ « „ ٨٩ ‟» ﴾ : „ علنية الدعوة .. سرية التكتل ‟. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)﴿ „ ٦ ‟ ﴾ الْمُجَلَّدُ السَّادِسَ من „ السِّيرَة النَّبَوِيَّة ‟ ؛ „ علنية الدعوة .. سرية التكتل ‟ -* - *- التَّمْهِيدُ: „ السيرة النبوية‟ العطرة - صلوات الله تعالىٰ وسلامه وتبريكاته وانعامه علىٰ صاحبها: سيدنا وإمامنا وقدوتنا ومعلمنا النبي الرسول محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب- فالسيرة في قسمها الثاني الأعظم هي „ السُنَّة المحمدية النبوية الرسولية‟.... إذ أن القسم الأول من „ السيرة المحمدية ‟ هي كل ما كان قبل مولده الشريف؛ وبدءً مِن عهد آدم؛ ومروراً بأنبياء الله ورسله -عليهم جميعا السلام - ثم ما بعد مولده إلىٰ قُبيل البعثة الخاتمة والرسالة المتممة... وقد تحدثت عن هذا القسم في الصفحات السابقات... إذاً „ السُنَّة المحمدية ‟.... بشقها النظري؛ اي أقوال وأحاديث وتقرير الرسول الأكرم؛ وهذا هو الشق الأول منها، أما الثاني فهو الشق العملي؛ اي الطريقة الفعلية العملية التطبيقية التنفيذية... وهما [„ السُنَّة المحمدية ‟] - بمعنىٰ : الأحاديث القولية والسُنَّة العملية - معاً يجب علىٰ الأمة الإسلامية عامةً، وأهل الدعوة ورجال حملها وسيداتها - خاصةً - أن يعلموها؛ فيفرقوا بين صحيحها وحسنها وبين ضعيفها وسقيمها... فيتعلموها بالدراسة والتدريس والتمحيص والتفصيل والتطبيق والتنفيذ؛ وليس لمجرد السرد في مناسبات على مدار العام الهجري أو الوعظ والإرشاد في موسم من المواسم... وإن كان -اليوم- للأسف الشديد قد سيطر على من يعتلي المنبر هذان الصنفان من الوعظ والإرشاد على نمط الطريقة الكهنوتية، والسرد الخال من روح الإسلام وعمقه! هذه السُنَّةالمُحَمَّدية الرسولية النبوية؛ وهي القسم الثاني المنزل من السماء؛ بعد القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين... هي وحي مِن صاحب الأمر والنهي... الله -تعالىٰ - لنبيه ورسوله؛ خاتمِ الأنبياء وآخرِ المرسلين ومتممِ المبتعثين - عليه السلام - فنص القرآن الكريم نطق يقول: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } [النجم:1] { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم:2].. وموضع الاستشهاد هو : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } [النجم:3] { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } [النجم:4]... اقول : السُنَّةالنبوية تحتاج مِن حملة الدعوة؛ ومن يعمل في مضمار العمل الدعوي ومَن يمارس النشاط الدعوي عليه أن يفهمها فهما عميقا متسلسلا وفق الأحداث التي مرت وبوعي عقل المثقف واستنارة فؤاد المتبصر مرورا بالمواقف المتتالية والأحداث المتشابكة منذ بداية البعثة وإنزال الرسالة إلىٰ أن أنتقل -ﷺ- إلىٰ الرفيق الأعلىٰ... وعليه فيجب أن :"يدرك أن التخطيط المسدد بالوحي [الإلهي] في حياة الرسول-ﷺ- [المبلغ والقدوة والقائد] قائم، وأن التخطيط جزء مِن السُنَّة؛ وهو جزء مِن التكليف الإلهي في كل ما طولب به المسلم [([1])]..."، وعليه فــ:" إن المسلم يتعلم من المنهاج النبوي كل فنون إدارة [المواقف والأحداث؛ وكيفية تنوع المصادمة مع الآخر أو] الصراع؛ والبراعة في إدارة كل مرحلة و[الوعي باستنارة] في الانتقال من مستوىٰ إلىٰ آخر [ومن مرحلة إلىٰ آخرىٰ مع ربط المرحلة بمفصل المرحلة التي تليها]؛ وكيف واجه -ﷺ- القوىٰ المضادة مِن الكفار - وخاصةً كفار قريش ومشركي مكة - في بداية البعثة؛ ثم كيف تعامل مع المنافقين... ومِن ثم أهل الكتاب من اليهود والنصارىٰ، وبقية ما يطلق عليه بالأديان(!) [وباقي الشعوب والأمم] حين انتقل إلىٰ مدينته المنورة التي طيّب الله تعالىٰ ثراها بمرقده فيها،[بجوار صاحبيه ووزيريه-رضوان الله تعالى عليهما]، وكيف تغلب عليها كلها بسبب توفيق الله -تعالىٰ- والالتزام بشروط النصر وأسبابه التي أرشد إليها المولىٰ -عزوجل- في كتابه الكريم [([2])]...والإسترشاد بالعلوم الحديثة والنظريات العلمية الموثقة الجديدة... لذا فــ :" إننا في أشد الحاجة لمعرفة المنهاج النبوي [بشقيه النظري والعملي وايضاً السُنَّة=الطريقة العملية] في تربية الأمة [افراداً ومجتمعا] وإقامة الكيان الذي نتمكن فيه مِن تفعيل تلك الحزمة من القيم الإسلامية الراقية وإيجاد تلك الكتلة مِن المفاهيم والقناعات الإسلامية العالية، ومعرفة سنن الله [سما في علاه وتقدست اسماه] في الشعوب الآخرىٰ والأمم المغايرة لنا في العقيدة والتشريع والدول القائمة على غير أسس إسلامية، دون تصادم بل تلاق، وكيف تعامل معها النبي -ﷺ- عندما انطلق بدعوة الله [تعالى] في دنيا الناس حتىٰ نلتمس مِن هديه -ﷺ- الطريق الصحيح في دعوتنا والتمكين لديننا، ونقيم بنياننا علىٰ أساس متين ومنهجية سليمة مستمدة أصولها وفروعها مِن كتاب ربنا -عز وجل- وسنة نبينا -ﷺ- قال -تعالى-: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا } [([3])] . الواقع الفعلي المنظور والمشاهد اليوم في الشهر الآخير من العام الهجري : [ ١٤٤٢ ] = النصف الأول من العام : [ ٢٠٢١ ] يظهر للجميع بوضوح أن مَن يؤمن بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا صاحبة ولا ولد له؛ وأن محمداً بن عبدالله عبده ورسوله وخاتم أنبياءه وآخر رسله... المنظور أن هذا(هـ) المؤمنــ(ــة) يـ(ـتـ)ـسكن في جميع القارات وتجدهـ(ــا) يــ(تــ)ــعمر في جميع أمهات مدن العالم وقراه بل نجوعه... وبناءً علىٰ هذا الواقع يجب أن نعلم - جميعاً - علم اليقين الطريقة العملية التي سار عليها النبي المصطفىٰ -ﷺ- في دعوته؛ خاصة في المرحلة المكية؛ إذ أن الواقع الحالي يتشابه في كثير مِن فصوله بواقع تلك المرحلة التي عاشها وتعايشها الرسول القدوة الأعظم -عليه السلام- وصحابته - المسلمون الأوائل - -رضوان الله تعالىٰ عليهم أجمعين-... وهذا ما أسعىٰ بعون منه - سبحانه - وتوفيق وهداية- إلىٰ بلورته من خلال بحوث؛ ارجو منه - سبحانه وتعالىٰ – أن أُحسن القراءة والإطلاع مع إحسان الفهم ودقة الاستيعاب كي أحسن التعبير وأتقن الكتابة. ثُمَّ فِي المجلدِ السادس مَبَاحِثُ : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ [([1])]انظر :" الصلابي؛ د. علي محمــــــد؛ السيرة النبوية : عرض وقائع وتحليل أحداث؛ ج: (1)؛ ص: (6)؛18 رجب 1421هـ ~ 16أكتوبر 2000م " [([2])]انظر :" الصلابي؛ د. علي محمــــــد؛ السيرة النبوية : عرض وقائع وتحليل أحداث؛ ج: (1)؛ ص: (6)؛18 رجب 1421هـ ~ 16أكتوبر 2000م " [([3])]آية: (21) ؛ من سورة الأحزاب: (33) . راجع؛" الصلابي؛ د. علي محمــــــد؛ السيرة النبوية : عرض وقائع وتحليل أحداث؛ ج: (1)؛ ص: (6)؛18 رجب 1421هـ ~ 16 أكتوبر 2000م " | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 07 / 2021, 44 : 02 PM | المشاركة رقم: 372 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 07 / 2021, 32 : 05 PM | المشاركة رقم: 373 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 07 / 2021, 45 : 05 PM | المشاركة رقم: 374 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [ ١ . ]الْبَحْثُ الْأَوَّلُ: „علنية“ الدعوة و „سرية“ التكتل : تنبيه „ ١‟ : أنتهيتُ -بتوفيقٍ مِن العلي القدير سميع الدعاء مجيب الرجاء؛ وبحسن رعاية وتمام هداية- في نهاية المجلد الخامس مِن ذكر بعض مَن هم مِن المستضعفين -رضي الله تعالىٰ عنهم أجمعين- من المسلمين الأوائل، وينبغي الحديث الأن عن علنية الدعوة وسرية أعضاء التكتل الإسلامي المحمدي الأول. والظاهر في بداية هذا الفصل مِن البعثة النبوية الخاتمة أن الدعوة الإسلامية في صورتها التكتلية [ الأفراد ] في مهدها كانت يشوبها شكل من السرية؛ وإن كان حامل لواء التوحيد -عليه السلام والتكريم والإنعام- يعيش ويمارس حياته في مجتمع وثني يقدس الأصنام ويتقرب إلى الله تعالىٰ من خلال الأوثان زلفىٰ... يظهر منذ اللحظة الأولىٰ أنه -ﷺ- يحمل قيم وقناعات ومقاييس غريبة عن مجتمعه الذي وصف بأنه جاهلي؛ بل ويدعو إلى أفكار ومبادئ شاذة في نظرهم -عبّاد الأصنام وسجدة الأوثان- القصير، وأنه - عليه السلام والصلاة التمام -يدعو إلىٰ فكر جديد؛ أساسه ما كان غائباً عن المجتمع المكي... أي فكرة وجود إله وعبادة هذا الإله والجديد أنه يصلي تجاه الكعبة المشرفة بهيئة جديدة وبجواره ابن عمه علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب -كرم الله تعالى وجهه- وخلفهما كانت تصلي زوج النبي -عليها رضوان الله تعالىٰ- خديجة بنت خويلد- إذ تُبين لنا بعض مصادر السيرة أن نزول جبريل -عليه السلام- علىٰ قلب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - بالنبوة الخاتمة والرسالة المتممة كان يوم الإثنين وخديجة -عليها السلام- صلت خلفه عشية نفس اليوم؛ ولحق بهما علي -كرم الله وجهه- يوم الثلاثاء... وهذا يبين مدىٰ أهمية الصلاة -عبادة يومية- بأحكامها الجديدة الإسلامية وهيئتها- في المنظور الإسلامي ويضاف هنا أن النبي -عليه السلام- كان يدعو - في بداية أمره - مَن يستأنس منه القبول وبحذر ويظهر هنا مدىٰ ارتباط كيفية الدعوة في باكورة عهدها بحال المجتمع المكي؛ إذ لا ينبغي أن يوجد صدام أو صراع أو اي شكلٍ مِن صور المواجهة . وهذا ما أخطأت فيه بعض الجماعات التي ترتدي العباءة الإسلامية في زمننا المعاصر... *(يُتْبَعُبِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01 / 08 / 2021, 17 : 11 PM | المشاركة رقم: 375 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه -*-*- ﴿ „ ٦ “﴾ الْمُجَلَّدُ السَّادِسَ من „ السِّيرَة النَّبَوِيَّة ‟ [ ١ . ] الْبَحْثُ الْأَوَّلُ: „علنية“ الدعوة و „سرية“ التكتل: تنبيه : „ ٢ . ‟ وفق المصادر الصحيحة والمعتمدة؛ والتدقيق في روايات أمهات المراجع عند الجميع -مسلمين وغيرهم- فقدفُهِمَأن هناك مرحلة أو وقت / فترة زمنية سِرية .. كانت في مكة -مبدء الوحي السماوي الأخير؛ وانبعاث دعوة أبي الإنبياء إبراهيم وتحقيق لــ بشارة ابن العذراء البتول؛ والتي لم يمسسها بشر؛ فنطق القرآن بــ لسان حالها : { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا } [مريم:20] المسيح عيسىٰ -عليهما الصلاة والسلام- ... أقول(مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِبْنِ الرَّمَادِيُّ): فُهِمَ أن هناك فترة سِرية في بداية الدعوة المصطفوية؛ والرسالة المحمدية الخاتمة ومفصل في آحدىٰ مراحل نبوة آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين.. وهذا الفَهم لا يتفق مع: ١ . ] نصوص الكتب السماوية الثلاثة -العهد العتيق:" التوراة ".. والعهد الجديد : " الإنجيل ".. والعهد الحديث:" القرآن "- وهي جميعاً وحي السماء جاءت بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام - .. والكتابان الأولان بشرا بقدوم نبي قبل خلقِه بقرون مضت .. وقبل تكوينه في صلب أبيه ومن ثم إنبات بذرته الشريفة العفيفة في رحم أمه الطاهر؛ فنطق الكتاب الثالث [العهد الحديث]؛ مؤكدا لما في الكتابين الأولين [العهدين العتيق والجديد] فتسمعه يقول : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون } [البقرة:146] وهذا الكتاب الثالث : { لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد } [فُصِّلَت:42] ثم بُدء ومنذ قرون خلت في تعديل الكتابين الأول والثاني وتبديل الكلم عن مواضعه لما يراه رجال الكهنوت ويناسب منافع رجال الدين ليوافق الأهواء ويساير الرغبات.. وسار خلفهم فريق من بقية رجال الدين لمصالح دنيوية فانية .. وهنا تسمع قوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون } [الحِجر:9] وهذه الآية بمفردها تكفي نعمةً من نعمِهِ -تعالىٰ ذكره وتقدس سره- وهي التي لا تعد ولا تحصىٰ .. فالحمد له علىٰ نعمة العقل والإدراك والفهم والاستيعاب ثم الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان والحمد لله علىٰ بعثة خير الأنام -صلى الله عليه وآله وسلم- أكملُ (مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ الرَّمَادِيُّ) -بمشيئته وحسن توفيقه ونور هدايته وتمام رضاه- سير الأحداث بدءً بما عند أهل الكتاب بالعلم بمجئ نبي آخر الزمان محدد المكان والصفة والنعت؛ فالمناخ العام عند أهل الكتاب وأهل الجاهلية يكاد يتهيأ لمقدم نبي.. الرجاء مع الشكر تراجع أرقام البحوث من 65 ~62 وفق التقسيم العام وهذه البحوث يحويها: ٢. ] المجلدالثاني: وهي وفق هذه الأبواب والفصول وقد تحتاج إلى إعادة مراجعة وإضافات تراجع من موقعنا ملتقى (أهل العلم) بدء من صفحة : 30؛ 31 ؛ 32؛ 33 و 34 فهي تتحدث عن : *.] ميثاق النبيين *.] بشارة الكتب السابقة *.] بِشَارَات وعَلَامَاتُ النُّبُوَّةِ وانظر: *.]﴿ ٤ ﴾ الْبَابُ الرَّابِع: إِرَهَاصَاتُ وَبِشَارَاتُ وعَلَامَاتُ النُّبُوَّةِ *.]﴿ ٤ . ٣. ﴾ الفصل الثالث مكان بعثته: -ﷺ- *.]﴿ ٤ . ٤. ﴾ الفصل الرابع البشارة بصفاته -ﷺ- ثم تراجع صفحة 35 من ترقيم ملتقى أهل العلم : https://ahlalalm.org/vb/showthread.php?p=563695 ٣. ] فهناك في عدة أماكن أحاديث عن قرب نبوة نبي آخر الزمان .. كما حدث في - يوم وضع البذرة الطاهرة في منبت رحم أمه الطاهر؛ فيقول ابن هشام نقلاً عن ابن إسحاق وبالتالي أبو جعفر الطبري ومن سار خلفهم .. يقول-فيما يزعمون- أن قتيلة أخت ورقة بن نوفل"القس" أرادت مساوة عبدالله بمئة من الإبل؛ كما فُدي بها -من قبل- مقابل البضع منه .. ولكنه رفض وذهب لصاحبة الفضل والشرف ورفيع النسب :"آمنة بنت وهب الزُهرية".. أو ما حدث في - يثرب (مدينته -عليه السلام- المنورة والتي طيَّب الله تعالىٰ ثراها بمرقده وبجواريه صاحبيه -رضي الله عليهما-) في رواية نسمعها مِن مَن نال شرف خدمته -عليه السلام- أنس بن مالك -رضي الله عنه- من قول يهودي :" طلع نجم أحمد ".. - وإرهاصات ما قبل مولده وليلة مولده [مع العلم إني.. لا أعتمدها.. بل استأنس بها؛ فغالبيتها أخبار مرسلة؛ أو ضعيفة الإسناد؛ كما نبه علىٰ ذلك أهل العلم ] ٤. ] - الشاهد في مسألتي : „علنية“الدعوة.. و „سرية“التكتل.. أو ما قاله اساتذة أهل العلم „الاستخفاء“.. فهل استخفاء الدعوة !؟... أم استخفاء فردٍ من افراد الدعوة!؟.. أم استخفاء عدة افراد !؟.. وكل حسب حالته أو تمسكاً وتقيداً بما سيجئ به الوحي السماوي وما سوف يتنزل عليه -عليه السلام- من آيات حكيمات بينات تخبره -عليه السلام - عن كيفية تحركه في مجال الدعوة سواء أكان الحديث عن فترة/زمن أو العهد المكي أو من بعد الإنتقال إلى مكان آخر غير نقطة الإبتداء -مكة- إلى موضع آخر أُخبر عنه وحياً ولم يبن له حتى أنتقل إلى يثرب (المدينة المنورة)؛أو ما يسمى بالعهد المدني - ما ابحثه هو استخفاء فرد أو أفراد اي التكتل بالمصطلح الحديث - افراد التكتل -.. استخفاء افراد التكتل.. وليس استخفاء الدعوة ذاتها .. أو .. سريتها .. - كان عليه السلام يصلي مع زوجه؛ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد-رضي الله عنها- أمام الكعبة علىٰ مرأى مِن الناس؛ - وتم تساؤل: ماذا يفعل هذا الشاب .. أو هذا الرجل!!!؟.. ومن تلك هذه المرأة!؟ وماذا تفعل!؟ ومَن ثالثهما !؟ فكان الرد[ ! ] وهذا هو الشاهد -من عدة مصادر معتمدة- علىٰ صحة ما ذهبت إليه .. أي أن الدعوة إلى اعتناق الإسلام والتقيد بما يأتي من السماء وحياً من ربه ومنذ لحظتها الأولى لم تك سرية.. أما الأفراد الذين أمنوا بهذه الدعوة في بدايتها فصحيح تم استخفائهم عن أعين كفار وصناديد قريش؛ فالدعوة في مهدها.. تم استخفاء افراد منها .. وإليك البيان : ٤ . ١ . ] نقرأ في :( مسند الإمام أحمد « ومن مسند بني هاشم»؛ « حديث العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسل-م » ؛ ج: (1) ؛ ص: (210)؛ حديث رقم : (1790)) . :" حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: „ كُنْتُ[(*)] امْرَأً تَاجِرًا فَقَدِمْتُ الْحَجَّ فَــ أَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ لِأَبْتَاعَ مِنْهُ بَعْضَ التِّجَارَةِ[(1)] وَكَانَ امْرَأً تَاجِرًا فَــ وَاللَّهِ إِنَّنِي لَعِنْدَهُ بِمِنًى[(2)] إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ[(3)] قَرِيبٍ مِنْهُ فَــ نَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ يَعْنِي قَامَ يُصَلِّي[(4)] قَالَ ثُمَّ خَرَجَتْ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ[(3)] الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي ثُمَّ خَرَجَ غُلَامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ[(3)] فَقَامَ مَعَهُ يُصَلِّي قَالَ فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ مَنْ هَذَا يَا عَبَّاسُ قَالَ « هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي» قَالَ فَقُلْتُ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَ « هَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ » قَالَ قُلْتُ مَنْ هَذَا الْفَتَى قَالَ « هَذَاعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ‟» قَالَ فَقُلْتُ فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ[(5)] قَالَ« „ يُصَلِّي..‟» ، « „ وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ[(6)]‟»، « „ وَلَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلَّا امْرَأَتُهُ وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى[(7)]‟»، « „ وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ‟».. قَالَ فَكَانَ عَفِيفٌ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ يَقُولُ -وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ- « لَوْ كَانَ اللَّهُ رَزَقَنِي الْإِسْلَامَ يَوْمَئِذٍ فَأَكُونُ ثَالِثًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-“». ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ [(*)] وهناك رواية آخرى :" وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ:" عَن يحيى بن عُفَيِّفٍ قَالَ: جِئْتُ زَمَنَ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ، فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّقَتْ فِي السَّمَاءِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ أَقْبَلَ شَابٌّ فَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ فَقَامَ مُسْتَقْبِلَهَا، فَلَمْ يَلْبَثْ حَتَّى جَاءَ غُلَامٌ فَقَامَ عَنْ يَمِينِهِ، فـَــ لَمْ يَلْبَثْ حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا، فَــ رَكَعَ الشَّابُّ فَــ رَكَعَ الْغُلَامُ وَالْمَرْأَةُ، فَــ رَفَعَ الشَّابُّ فَــ رَفَعَ الْغُلَامُ وَالْمَرْأَةُ، فَــ خَرَّ الشَّابُّ سَاجِدًا فَسَجَدَا مَعَهُ. فَقُلْتُ: يَا عَبَّاسُ أَمْرٌ عَظِيمٌ! فَقَالَ: أَمْرٌ عَظِيمٌ. فَقَالَ: أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: لَا. فَقَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي. أَتَدْرِي مَنِ الْغُلَامُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هَذَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَتَدْرِي مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي خَلْفَهُمَا؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ ابْنِ أَخِي. وَهَذَا حَدَّثَنِي أَنَّ رَبَّكَ رَبَّ السَّمَاء والارض أَمَرَهُ بِهَذَا الَّذِي تَرَاهُمْ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ كُلِّهَا أَحَدًا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ:حَدَّثَنِي ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بن سوَادَة بن أَبى الْجَعْدِ،حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِالرَّحْمَنِ وَأَبُو حَازِمٍ وَالْكَلْبِيُّ. قَالُوا: عَلِيٌّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ. قَالَ الْكَلْبِيُّ: أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ. ". --**-- التخريج : [(1)] جاءت هذه اللفظة - . :" لأبتاع مِنْهُ بعض التحف ". (انظر : ابن أبي خيثمة؛ أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة؛ ص: (182) ) وجاءت بلفظة آخرى - . :" لأَبتاعَ مِنهُ بَعضَ التِّجارَةِ " (انظر : [البخاري؛ التاريخ الكبير... بحواشي محمود خليل؛ ج: (7) ص: ( 74)] وداءت بلفظة - . :" فَأَتَيْتُهُ أَبْتَاعُ مِنْهُ وَأَبِيعُهُ " . المصدر : (انظر : ابن كثير؛ السيرة النبوية ؛ ج: (1) ؛ ص: (427)) . [(2)] توجد إضافة [أَيَّامَ الْحَجِّ] لتوضيح المعنى من حيث الزمان . المصدر :(انظر : ابن كثير؛ السيرة النبوية؛ ج: (1)؛ ص: (427)) . وأوضح ابن كثير نقلا عن ابن جرير أنه -أي عَفِيف الْكِنْدِيّ - كان :" أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ ". فهو في مقابل الكعبة !! وهذا أوضح من رواية أنه كان في منى ...!!؟؟ [(3)] " خبأ ". - (انظر : ابن أبي خيثمة؛ أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة؛ ص: (182) ). [(4)]. تِجَاهَ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ تُصَلِّي، وَخَرَجَ غُلَامٌ فَقَامَ يُصَلِّي مَعَهُ. المصدر: (انظر : ابن كثير؛ السيرة النبوية؛ ج: (1)؛ ص: (427)) . [(5)] فَقُلْتُ: يَاعَبَّاسُ مَا هَذَا الدِّينُ؟ إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَا نَدْرِي مَا هُوَ! المصدر: (انظر : ابن كثير؛ السيرة النبوية؛ ج: (1)؛ ص: (427)) . أقسم فقال الْعَبَّاسُ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ:"وَايْمُ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ كُلِّهَا أَحَدًا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ.". [(6)] فَقَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، المصدر : (انظؤ : ابن كثير؛ السيرة النبوية؛ ج: (1)؛ ص: (427)) . [(7)] وَهَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ آمَنَتْ بِهِ، وَهَذَا الْغُلَامُ ابْنُ عَمِّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ آمَنَ بِهِ.، المصدر : (انظر : ابن كثير؛ السيرة النبوية؛ ج: (1)؛ ص: (427)) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اقول(مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ الرَّمَادِيُّ) : الحديث جاء بروايات عدة مِن مصادر متعددة سأذكرها وبالفاظ تقترب من بعضها وإن أختلف مكانها... واشخاص الروايات جميعاً متفق عليهم -*-*- والشاهد : قول البخاري في (التاريخ الكبير للبخاري ؛ بحواشي محمود خليل؛ ج: (7) ص: ( 74)] : " عَفيف، الكِندِيُّ. لَهُ صُحبَةٌ. ". - قول العباس عم النبي عنه أنه :" يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ". يشعرك أن المسألة في بدايتها وأنهم -كفار وصناديد قريش عبدة الأوثان وسجاد الأصنام في بداية الدعوة لم ينزعج أحد منهم .. طالما المسألة لا تتعدى شخص أو أثنين أو ثلاثة ... دون التعرض لآلهتهم أو معتقداتهم أو ديانتهم(!) أو ما عندهم من قيم ومقاييس ومبادئ - الشاهد الثاني من الرواية قول العباس عم النبي :" لَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلَّا امْرَأَتُهُ وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى ". - الشاهد الثالث :" قَالَ عَفِيفٌ -وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ- يَقُولُ -وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ- لَوْ كَانَ اللَّهُ رَزَقَنِي الْإِسْلَامَ يَوْمَئِذٍ فَأَكُونُ ثَالِثًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِي َاللَّهُ عَنْهُ- ". - ما قاله العباس عم النبي وأيضا ما قاله عفيف هو إخبار عن واقع حال .. ومدى العلم عندهما - أضف لما سبق.. أنه -عليه السلام- كان يخبر من يدعوه في بدايات الدعوة في مكة المكرمة.. إذا وجد فيه تردد بأن يقول له -مَن يدعوه إلىٰ الإسلام- „اكتم ” والله أعلم ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ الرَّمَادِيُّ) الأحد 22 من ذي الحجة ~ 1 أغسطس | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 08 / 2021, 32 : 06 PM | المشاركة رقم: 376 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ٦ . ] إتمام المجلد السادس - فالحديث هنا عن الفرد الذي دعاه الرسول.. وكي أوضح ما أريد قوله نأتي بأمثلة : ﴿ « „ ٦. ١ . ‟ » ﴾: "المسلمون الأوائل[([1])]: كتب وذكر جُل العلماء فتقرأ : " أخذ النبيُّ [ﷺ] يدعو إلىٰ الإسلام « „ سراً ‟» ، فكان رسول الله [ﷺ] في أول أمره يدعو إلىٰ الله -تعالى- « سرا مستخفيا ».. ثم يأتي التبرير عند هؤلاء السادة العلماء بالقول : „ لئلا يصيبه أو يصيب أحدا ممن اتبعه وآمن به الشرُّ والأذىٰ من سفهاء قريش ، فيتعطل سبيل الدعوة”، [([2])] « „ وهذا الفهم لا يستقيم مع الدعوة ومستلزماتها؛ وواقع الأحداث وتصرفات النبي المصطفى وتحمل الرعيل الأول من المؤمنين من أصناف العذاب لا يتفق مع تلك المقولة بأنه « „ لئلا يصيبه الشر والأذى ‟» وهذا ما يستلزم إعادة قراءة الأحداث والتصرفات وحسن أختيار الألفاظ وتراكيب الجمل: ... ﴿ « „ ٦. ٢ . ‟» ﴾: " تأصيل المسألة : « „ ٦. ٢ . ١.‟» : روى الطبري عن عبدالله بن عبيدة قال : « مازال النبيّ [ﷺ] مستخفياًحتى نزلت { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ } فخرج هو وأصحابه»[([3])] ، و « „ ٦. ٢ . ٢.‟» : قال ابن الجوزي:« كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستر النبوة ويدعو إِلَى الإسلام سرا، وكان أَبُوبكر رضي اللَّه عنه يدعو أيضا من يثق به من قومه ممن يغشاه، ويجلس إليه، فلما مضت من النبوة ثلاث سنين(*) نزل قوله عز وجل : { فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ } ، فأظهر الدعوة»[([4])] . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*):" جاء في الفصل الثالث من كتاب [د. محمد الطيب النجار (المتوفى: 1411هـ)؛ القول المبين في سيرة سيد المرسلين؛ تعليق: عبدالسلام بن محمد بن عمر علوش، الناشر: دار الندوة الجديدة بيروت – لبنان] ٣ . ] " ٣ ".---الفصل الثالث:" من بدء الدعوة إلى الهجرة النبوية جاء ما نصه " وكانت الدعوة في مبدأ أمرها سرية تتم في الكتمان والخفاء، حتى لا يقاومها الأعداء وهي لم تزل في مهدها الصغير، ثم تطورت بعد ثلاثة أعوام من بدء الوحي، حينما نزلت الآية: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [( 1 )]. ". ثم علق علوش بقوله في الهامش:" [( 1 )] سورة الحجر، الآية 94. وهذا القول هو قول أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود، كما في "المواهب" 1/ 222. وذكر أن نزولها كان بعد ثلاث سنين. وكذلك جاء التصريح بالمدة عند ابن الأثير في "الكامل" 2/ 40. وأسند ذلك ابن سعد 1/ 199 عن القاسم، وسنده مرسل وضعيف. و.".لم أقف [الحديث لـ علوش] على سند صحيح، فيه كون الأمر بالجهر كان بعد ثلاث سنين.". قلتُ(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ):" وقارئ السيرة في عدة مصادر ومعتمدة عند الكثير يقرأ ما ليس له سند صحيح؛ وهذه آحدى الجزئيات والتي تحتاج لتعميق بحث وجلاء قول ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ « „ ٦. ٢ . ٣.‟» : وقال المباركفوري : « كان من الحكمة تلقاء اضطهادات المشركين أن يمنع رسول الله[ﷺ] المسلمين عن إعلان إسلامهم قولا أو فعلا ، وألا يجتمع بهم إلا سرا ؛ لأنه إذا اجتمع بهم علنا فلا شك أن المشركين يحولون بينه وبين ما يريد من تزكية المسلمين وتعليمهم الكتاب والحكمة ، وربما يفضي ذلك إلى مصادمة الفريقين . ومعلوم أن المصادمة لو تعددت وطالت لأفضت إلى تدمير المسلمين وإبادتهم ، فكان من الحكمة الاختفاء ، فكان عامة الصحابة يخفون إسلامهم وعبادتهم ودعوتهم واجتماعهم ، وكان رسول الله [ﷺ] يجتمع مع المسلمين سرا ؛ نظرا لصالحهم وصالح الإسلام ، وكانت دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي على الصفا . وكانت بمعزل عن أعين الطغاة ومجالسهم ، فكان أن اتخذها مركزا لدعوته ، ولاجتماعه بالمسلمين»([5])] قلتُ(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ):"وما ذهب إليه المباركفوري جيد جداً وتعليل في محله أوضح ما قد غمض عند السابقين . « „ ٦. ٢ . ٤.‟» : يقول المنجد : «كانت دار الأرقم بن أبي الأرقم أول مركز(!) دعوي إسلامي ، انطلقت منه الدعوة ، واجتمع فيه رسول الله[ﷺ] بالمسلمين يعلمهم ويزكيهم . ولا يحسن تسميتها بالمركز السري للدعوة . والله أعلم»... قلتُ(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ):"وقد احتاط المنجد في قوله وأحسن حين قال :"المركز السري". ولا يحسن تسميتها بالمركز السري". وهذا تنبيه جيد جدا يقوي ما قاله من قبل المباركفوري... وقبل الحديث عن دار الأرقم بن أبي الأرقم يحسن التكلم عن « „ ٦. ٣ . ‟»: ذكر إسلام السابقين الأولين واختلافهم في أول من أسلم[([6])]: « „ ٦. ٣ . ١.‟» : نظر الله - سبحانه وتعالى -في قلوب العباد بعد قلب محمد [ﷺ] فوجد قلوب أصحابه -رضوان الله تعالىٰ عليهم أجمعين- خير قلوبالعباد فجعلهم وزراء نبيه[([7])] ومن الجميل أن نراجع أسماء العظماء الأوائل الذين دخلوا الإسلام في مرحلته الأولىٰ؛ حيث لم يكن له شوكة ولا قوَّة، ولا منافع تجنى أو تحصيل مصالح ولا خدمات إجتماعية أو مستوصف صحي أو دروس تعليمية لتقوية الطلاب أو ثقافية كما تفعل بعض الجماعات التي تتوشح عباءة الإسلام... ولم يسبقهم فيه الكثير حتىٰ يقتدوا بهم، إنما وجدوا الخير فيه فاعتنقوه، وقَبِلُوا بكل المتاعب التي يمكن أن يواجهوها نتيجة ذلك، فكانوا السابقين بحقٍّ، ولهم علىٰ كل مسلم جاء بعد ذلك أو مسلمة فضلٌ ومِنَّة. وينبغي تقديم دراسة تفصيلية موثقة قدر الإمكان تستقصي أسماء السبعين السابقين الأولين في الإسلام، الذين أسلموا قبل إسلام حمزة وعمر -رضي الله عنهما- . [([8])] وهذا مفصل هام في المرحلة والفترة أو العهد المكي. -*--------*- بعد نزول آيات المدثر قام رسول الله[ﷺ]يدعو إلى الله - سبحانه وتعالى -وإلى الإسلام سرًّا، وكان طبيعيًا أن يبدأ بأهل بيته، وأصدقائه، وأقرب الناس إليه.[([9])] وبتتبع المصادر نجد أن ابن إسحاق ذكر ، وكذلك ابن سعد، بأسانيد ضعيفة أسماء الصحابة والصحابيات الذين أسلموا في هذه الفترة المبكِّرة مِن عمر الدعوة([10])] وأيضا :"قائمة الذهبي في السابقين الأولين؛ فقد ذكر الذهبي-رحمه الله-في تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء أسماء الخمسين الأوائل الذين دخلوا الإسلام، [وضعتُ معكوفة [] برقم قبل الاسم]، فقال: السابقون الأولون هم([11])]:". كان أول من آمن بالنبي [ﷺ] من النساء، بل أول من آمن به علىٰ الإطلاق([12]) « [1] خديجة بنت خويلد »- رضى الله عنها - فهي أول الناس إسلامًا وإيمانًا بالله ورسوله، فـ قيل أن رسول الله[ﷺ] صلى غداة يوم الاثنين وصلت خديجة آخر اليوم[([13])]؛ فـ السيدة خديجة -رضي الله عنها، كانت أول من استمع إلىٰ الوحي الإلهي من فم الرسول الكريم [ﷺ]، وكانت أول من تلا القرآن بعد أن سمعته من صوت الرسول العظيم [ﷺ]، وكانت كذلك أول من تعلم الصلاة[([14])] عن رسول الله [ﷺ]، فــ بيتها هو أول مكان تُلي فيه أول وحي نزل به جبريل علىٰ قلب المصطفىٰ الكريم [ﷺ] بعد غار حراء([15])[([16])]؛ وهذا ما يدعونا إلى النظر في بيوتنا؛ وكيفية تربية بناتنا ... ثم تلاها « [2] على بن أبى طالب بن عبدالمطلب[([17])]» -رضى الله عنه - وكان فى نحو العاشرة من عمره[([18])]، فــ قيل أن رسول الله[ﷺ] صلى يوم الاثنين؛ وصلى علي بن أبي طالب يوم الثلٰثاء[([19])]؛ فقد ضم محمد[ﷺ] علياً لنفسه لكثرة عيال أبي طالب؛ فكان غلاماً قارب التسع سنوات [قول ثان]؛ فهو ثاني مَن أسلم مِن الناس؛ وأول مَن أسلم مِن الغلمان. فإسلامه وصلاته يوم الثلٰثاء وهو اليوم التالي لنزول جبريل[([20])] قلتُ(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ):" وقد ذكرتُ أن أولَ صلاةٍ صلاها الرسول النبي بخديجة زوجه وابن عمه كانت تجاه الكعبة وقابل البيت الحرام وكانت صناديد قريش يرونه ولا يعترضون عليه .. طالما أنه لم يتعرض لآلهتهم أو أصنامهم أو حالتهم التي هم عليها من الشرك "... ثم « [3] زيد بن حارثة » [([21])] متبنى رسول الله[ﷺ]؛ ويدعى زيد بن محمد؛ أول من أسلم مَن الذكور البالغين؛ مولى رسول الله[ﷺ] فهو أول من أسلم من الموالي، ثم أسلم « [4] أبو بكربن [(20)] [([22])]عبدالله بن عثمان أبي قحافة[([23])] : نديم محمد؛ أول من أسلم من غير بيت النبي[ﷺ]؛ فهو أول من أسلم من الأحرار الذكور؛ سماه النبي[ﷺ]: « عتيق النار » فسمي:«عتيقاً» [قلتُ وهناك رواية آخرىٰ عن التسمية؛ سأذكرها في مجلد «الشخصيات المحورية »]، إن شاء الله تعالىٰ، أما ابن إسحاق فإنه يقول :"أول مَن ذكر مِن الناس آمن بمحمد[ﷺ] - علي بن أبي طالب -كرم الله تعالى وجهه وأرضاه- ثم - زيد بن حارثة؛ -أبوبكر الصديق وكان رجلا مألفًا لقومه، محببًا سهلا، إسلام أبي بكر الصديق[([24])]رضي الله عنه: كان أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- أول مَن آمن بالنبي [ﷺ]من الرجال الأحرار، والأشراف، فهو من أخص أصحاب رسول الله [ﷺ]قبل البعثة، وفيه قال رسول الله [ﷺ]: « ما دعوت أحدا إلىٰ الإسلام إلا كانت عنده كبوة، وتردد ونظر، إلا أبابكر، ما عكم([25]) حين دعوته ولا تردد فيه»([26])، فأبوبكر صاحب رسول الله [ﷺ]، وهو حسنة من حسناته [ﷺ]، لم يكن إسلامه إسلام رجل، بل كان إسلامه إسلام أمة [([27])]، فأسلم وأسلم بدعائه [([28])] وعلى يديه طائفة مِن كبار الصحابة[([29])]دعاهم أبوبكر وعددهم (9 أصحاب ثم سعد )، فاستجاب له صفوة من خيرة الخلق وهم[([30])]: أمثال: « [5]عثمان بن عفان»[([31])]، و كان في الرابعة والثلاثين مِن عمره[([32])].و « [6] الزبير بن العوام» [([33])]،[([34])]؛ [([35])][([36])] وكان في الثانية عشرة من عمره[([37])]، وقيل بل عمره 8 سنوات كما جاء في المجلد الأول.. فكتب الطرهوني يقول:" أسلم وعمره ست عشرة سنة اعتمادا علىٰ رواية هشام بن عروة عن أبيه؛ وفي المجلد الثاني رواية أبي الأسود عن عروة وهي أضبط، وعند الطرهوني قصة مفادها: أن صفية بنت عبدالمطلب؛ أم الزبير كانت تضربه ضرباً مبرحاً وهو يتيم، وتقول:" أضربه كي يلبي ويجر الجيش ذا الــجــلــب ". فلما ضرب رجلا كبيرا قالت له صفية : " كيف وجدت زبيرا : أأقطا حسبته(!!؟)؛أم تمرا أم مشمعلا صقرا(!!؟)"[([38])] قلتُ(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ):"وأجدني مضطرا للوقوف أمام السيد صفية وكيفية تربيتها للزبير.. ونراقب كيف تربي أمهات اليوم أطفالهن .. رجال الغد وأمهات المستقبل... و « [9]عبدالرحمن بن عوف»[([39])]،[([40])]؛ اسمه عبدعمرو فسماه الرسول : «عبدالرحمن»؛ أسلم في الثلاثين من عمره[([41])]و « [7]سعد بن أبى وقاص »[([42])]،[([43])]] وكان في السابعة عشرة من عمره[([44])]. روى الواقدي أن سعد بن أبي وقاص قال : « لقد أتىٰ عليَّ يوم واني لثالث الإسلام»[([45])][([46])]و « [8] طلحة بن عبيدالله »[([47])]. وكان في الثالثة عشرة من عمره([48]).[([49])]. كان هؤلاء الأبطال الخمسة أول ثمرة من ثمار الصديق أبي بكر–رضي الله عنه-، دعاهم إلى الإسلام فاستجابوا، وجاء بهم إلى رسول الله [ﷺ]فرادى،فأسلموا بين يديه، فكانوا الدعامات الأولىٰ التي قام عليها صرح الدعوة، وكانوا العدة الأولىٰ في تقوية جانب رسول الله [ﷺ]، وبهم أعزه الله وأيده[([50])] فتمام هولاء النفر الثمانية الذين سبقوا بالإسلام[([51])] ومضت الدعوة سرية وفردية علىٰ الاصطفاء،والاختيار للعناصر التي تصلح أن تتكون منها الجماعة المؤمنة، التي ستسعىٰ لإقامة دولة الإسلام ودعوة الخلق إلى دين رب العباد والتي ستقيم حضارة ربانية ليس لها مثيل[([52])]. * . ] الدفعة الثانية[([53])]: جاء دور الدفعة الثانية، بعد إسلام الدفعة الأولىٰ، فأول من أسلم من هذه الدفعة[([54])]: جاء عن عمرو بن عنبسة أنه قال : « كنت ثالثا؛ أو رابعا في الإسلام»[([55])] و عن خالد بن سعيد بن العاص أنه قال : « كنت خامسا في الإسلام»[([56])] وهذا دليلٌ يبين أن بعضهم كانوا لا يعرفون بعضاً؛ ولعل هذا حرصاً من النبي المصطفى[ﷺ] أن لا يتأذى آحد منهم . وهذا ما قلته في البداية :" سرية التكتل!.. ثم أسلمت بعد هؤلاء طائفة أخرىٰ، وذكر ابن اسحاق، وكذلك ابن سعد، بأسانيد ضعيفة أسماء الصحابة والصحابيات الذين أسلموا في هذه الفترة المبكِّرة من عمر الدعوة[([57])]، فـ ممن سبق إسلامه[([58])] عدَّ منهم «ابن إسحاق» نحو خمسة عشر فردًا ما بين رجل وامرأة، هم: « [10] أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ من بَنِي فِهْرٍ»[([59])]، و « [11] أَبُوسَلَمَةَ عبدالله بْنُ عَبْدِالأَسَدِ بْنِ مَخْزُومِ» بن مرة ابن عمة رسول اللهصلى الله عليه وسلم (برة بنت عبدالمطلب)[([60])] دعاه أبو بكر للإسلام... وأخوه مِن الرضاع[([61])]، « [12]وَ الأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ » وعند الذهبي:" ابْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالله بن عمر المخزومي.". دعاه أبوبكر للإسلام... مِن بْنِي مَخْزُومِ[([62])]،[([63])]]وَ « [13]عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ[([64])]من بَنِي جُمَحَ » الجمحي[([65])]، وَأَخَوَاهُ «قَدَامَةُ» وَ «عَبْدُاللهِ» ابْنَا مَظْعُونٍ، و « [14] وَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ الْمُطَّلِبِ الْمُطَّلِبِيُّ. من بَنِي عَبْدِمَنَافٍ» و « [15]سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ العدوي؛ من بَنِي عَدِيٍّ»،و « [17]خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ، الخزاعي، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ([66])؛[([67])]» . * . ] الدفعة الثالثة : [([68])] أسلم « [18]عمير بن أبي وقاص » [([69])].[طرهوني: ( 599 ) ؛ ج: (2/ 64) أسلم وهو غلام صغير] أخو سعد بن أبي وقاص، ، و « [19]عبدالله بن مسعود »، بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن هذيل،من حلفاء بني زهرة[([70])]، يقول :« لقد رأيتني سادس ستة ما علىٰ ظهر الأرض مسلم غيرنا » ، وأذكرُ هنا قول النبي محمد لابن مسعود :« إنك غلام معلم»؛ فمسح رأسي وقال :« بارك الله فيك». [([71])]و « [20]مسعود ابن القارى » [([72])]، وهو مسعود بن ربيعة، بن عمرو، بن سعيد بن عبدالعزى، بن حمالة بن القارة؛ من البدريين[([73])]و أسلم:« [21] سُلَيْطُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِشَمْسٍ الْعَامِرِيُّ »، وأخوه؛ و « [41]حاطب بن عمرو العامري »و « [22]عياش بن أبي ربيعة بْنِ الْمُغِيرَةِ » الْمَخْزُومِيُّ، و « [23] امرأته أسماء بنت سلامة » التميمية.، « [27]جعفر بن أبي طالب » الهاشمي»[([74])]و « [26] عَبْدُاللهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ » الأَسَدِيُّ، حليف بني أمية ؛ وأخوه «(أبو) أحمد بن جحش» و « واقد بن عبدالله» و « [24] خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، و « [25] عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ» العنزي، حليف آل الخطاب. و « [37] نعيم بن عبدالله بن أسيد النحَّام العدوي» و « [38] عامر بن فهيرة » [([75])] مولى أبي بكر،[([76])]و « فهيرة » و «أمه»، وكان عبدًا للطفيل بن الحارث بن سخبرة، فاشتراه الصديق وأعتقه، و « [39] خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بن عبدشمس بن عبدمناف بن قصي »، وامرأته « [40] أُمَينة» وعند الذهبي: « أميمة » بنت خلف الخزاعية، و « [42] أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبدشمس [العبشمي.]، و « [43] واقد بن عبدالله بن عبدمناف » التميمي اليربوعي، حَلِيفُ بَنِي عَدِيٍّ، و « [44] خَالِدُ بن البكير بن عبد ياليل » الليثي، حليف بني عدي. و « [45] وَأخوه عَامِرُ بن البكير بن عبد ياليل » الليثي، حليف بني عدي. و « [46] وَأخوه عَاقِلُ بن البكير بن عبد ياليل » الليثي، حليف بني عدي. « [47] وَأخوه إِيَاسُ بن البكير بن عبد ياليل » الليثي، حليف بني عدي ، و « [48] عمار بن ياسر بن عامر » العنسي، حليف بني مخزوم بن يقظة، و قال ابن هشام: عَنْسي من مَذْحج. و دخل في الإسلام كذلك أمُّ عمَّار سمية بنت خياط، وأبوه ياسر، وبلال بن رباح الحبشي، وكان إسلامهما بعد إسلام بضعة وثلاثين رجلا[([77])]و « [49] صهيب بن سنان، بن مالك » النمري، الرومي المنشأ، و ولاؤه لعبدالله بن جدعان. هو (سابق الروم). و « [29] حَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ » الجمحي،و « [30] امرأته فاطمة بنت المجلل » العامرية، و أخوه « [31] خطاب بنُ الْحَارِثِ » الجمحي., و «[32]امرأته «فُكَيهة بنت يسار » وأخوهما « [33] مَعْمَر بن الحارث » الجمحي، و « [34] السائب » ولد عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ،و « [35]الْمُطَّلِبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عبدعوف » الزهري.،و امرأته « [36] رملة بنت أبي عوف » السهمية.، - رضى الله تعالى عنهم أجمعين – ومن النساء[([78])] بنات النبي[([79])] صلى الله عليه وسلم: وكذلك سارع إلى الإسلام بنات النبي صلى الله عليه وسلم، كل من « زينب »،و « أم كلثوم »،و « فاطمة »و « رقية » و « [28] أسماء بنت عميس » الخثعمية امرأة جعفر ابن أبي طالب[([80])] و « فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ من بَنِي عَدِيّ» [([81])] أخت عمر بن الخطاب[([82])]، امرأة سعيد بن زيد بن عمر، و « [16] أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ[([83])][و « أم رومان » ز وج أبي بكر، وَ « عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ »، وَهِيَ يَوْمئِذٍ صَغِيرَةٌ[([84])]؛ و عائشة ولدت بعد البعثة بدليل قولها -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- عن نفسها :« لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ.». و مَعْنَى (يَدِينَانِ الدِّينَ) تَعْنِي: مُسْلِمَيْنِ، وَوَلَدَتْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- فِي الْإِسْلَامِ؛ وَقَدْ قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، ثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَتْ: » لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ»[([85])]... فكان إسلام هؤلاء في ثلاث : ﴿٣ ﴾: سنين ورسول الله[ﷺ]يدعو في خفية قبل أن يدخل دار أرقم بن أبي الأرقم[([86])]وكان ذلك فى مرحلة الدعوة السرية[([87])][(!!!)]. واستمرَّت الدعوة السرية، ودخل في الإسلام آخرون وآخرون... نَعَمْ تسير الدعوةُ بمعدل بطيء نسبيًّا، ولا يعرف بها عامَّة الناس بعدُ؛ ولكن هذا الاستخفاء كان ألزم في هذه المرحلة كما بيَّنَّا قبل ذلك. يخبرنا عمَّار بن ياسر -رضي الله عنه- [بقول فيه بيان للحال والواقع المشاهد] فيقول:« رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُوبَكْرٍ»[([88])]، ومن السابقين إلى الإسلام: « [50] أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة »، وأخوه أنيس، وأمه([89]). « [51] وأبو نجيح عمرو بن عبسة » السلمي البجلي، لكنهما -أي أبو ذرٍّ وعمرو- رجعا إلى بلادهما.[([90])] قمتُ -بعون من الله تعالىٰ؛ والحمد لله رب العالمين- بعرض أسماء الأوائل مِن مَن أمن بالله ربا واحدا وخلع الأوثان مِن عقولهم وكسر الأصنام في أذهانهم؛ لأهمية معرفة هذه المرحلة الصعبة من حياة الرسالة الخالد : فــ هؤلاءالخمسون الذين عدهم الذهبي من السابقين الأولين: وبعدهم أسلم: - أسد الله حمزة بن عبدالمطلب،و - الفاروق عمر بن الخطاب، عز الدين، رضي الله عنهم أجمعين [([91])] [3] الذهبي: تاريخ الإسلام 3/261-263، وسير أعلام النبلاء 1 /144، 145. و من هنا يبدء فصل جديد من الفصول التي مرت على مراحل الدعوة. * . ] استدراكات : ١ . ] لكن تتبقى مسألة شُبة اثارها مَن اراد أن يطعن في الإسلام - كمايقول بعض الباحثين في السيرة-: " أن السابقين الأولين إلى الإسلام إنهم من حثالة الناس، أو من الأرقاء الذين أرادوا استعادة حريتهم أو ما شابه ذلك ". و هذه الشبهة سوف بإذنه تعالى سنرد عليها في باب خاص . قلتُ(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ):"في خطة البحث -إن شاء الله تعالى ويسر وأعان وبتوفيقه ورعايته- سأخصص بحوث متعلقة بالرد على شبهات المستشرقين -وغالبيتهم من اليهود والنصارىٰ- للطعن في الدين وهدمه وليس كبحوث علمية نزيهة عن الغرض وبعيدة عن الهوى... ٢ . ] أما المسألة الثانية فهي أن الذهبي كما بحث د. السرجاني ذكر خمسين صحابيا وصحابية من الأوائل؛ عند حساب من ذكرهم -رحمه الله تعالى وغفر له- وجدناه [الحديث يعود إلى د. السرجاني] يتجاوز الخمسين صحابيًّا وصحابية بواحد، فصار العدد عنده واحدًا وخمسين، وقد اعتبر الذهبي -رحمه الله- أن السابقين الأولين هم مَنْ أَسْلَم قبل إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، و د. السرجاني يتفق معه في هذا التوصيف؛ لأن المرحلة الدعوية تغيَّرت بعد إسلام البطلين حمزة وعمر -رضي الله عنهما-، وهذا سنشرحه بالتفصيل بعد ذلك إنشاء الله، و لكني أختلف[الحديث مازال لفضيلة الدكتور السرجاني] مع الذهبي رحمه الله في الأسماء التي شملتها هذه القائمة؛ حيث خلت من كثير من الأسماء التي نعرف أنها كانت من الثُّلَّة الأولى التي اعتنقت الإسلام في هذه الفترة، وبالتالي فهم من السابقين الأولين. وقد تناول د. السرجاني ذكر بعضها فيما يأتي، و قلتُ[الرمادي]وقد تحدثت عن بعضهم ونشره الموقع -أهل العلم- ويصعب الآن الإحصاء الكامل على عجل؛ فالأمر يتطلَّب دراسة خاصة مستفيضة: أولاً: « „ زينب‟» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. [ذكرتها -رضي الله عنها هنا في هذا البحث] ثانيًا: « „ السيدة رقية‟» بنت رسول اللهﷺ،[ذكرتها-رضي الله عنها هنا في هذا البحث] وتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه. ثالثًا: « „أم كلثوم‟» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. [ذكرتها-رضي الله عنها هنا في هذا البحث] أما « „ فاطمة الزهراء‟» رضي الله عنها فكانت صغيرة جدًّا عند أول البعثة، وبالتالي فقد نشأت على الإسلام، ولم تعاصر الجاهلية. رابعًا: « „ بلال بن رباح‟» الحبشي رضي الله عنه[ذكرته -رضي الله عنه هنا في هذا البحث]، وهو لا شكَّ من السابقين للإسلام، وقد ذكر عمرو بن عبسة رضي الله عنه في قصة إسلامه في صحيح مسلم أن بلالاً كان حينها على الإسلام، فقال وهو يحكي حواره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قُلْتُ لَهُ: «فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟»؛قَالَ: « حُرٌّ، وَعَبْدٌ». قَالَ: «وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ، وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ» [(96)] [مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب إسلام عمرو بن عبسة، (832)، والنسائي(1560)، وابن ماجه (1364)، وأحمد (17059).)]. فإذ ا كان الذهبي رحمه الله قد ذكر عمرو بن عبسة رضي الله عنه من السابقين، فكان ينبغي له أن يذكر بلالاً كذلك لأنه يسبقه حتمًا. خامسًا: « „ مصعب بن عمير‟» رضي الله عنه،[ذكرته -رضي الله عنه هنا في هذا البحث] وهو من أشراف بني عبدالدار، وإسلامه مبكر جدًّا. سادسًا: « „أم سلمة‟» رضي الله عنها، وهي هند بنت أبي أمية المخزومية، وتزوَّجت أبا سلمة بن عبدالأسد رضي الله عنه، وأنجبت له سلمة، وبه تُكَنَّى، ثم تزوَّجت لاحقًا -بعد موت زوجها- من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصارت أمَّ المؤمنين، وهي من اللاتي هاجرن إلى الحبشة قبل إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما. سابعًا: « „ عتبة بن غزوان‟» رضي الله عنه، وهو الذي قال: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا طَعَامُنَا إِلاَّ وَرَقُ الْحُبْلَةِ [الحُبْلة: ثمر يشبه اللُّوبِيَاء وقيل هو ثمر العِضَاه.)]،حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا"[ مسلم:كتاب الزهد والرقائق، (2967). ) ].[(98)]. ثامنًا: « „ أمرومان‟» رضي الله عنها، [ذكرتها-رضي الله عنها هنا في هذا البحث] زوجة الصديق رضي الله عنه. تاسعًا: « „ عبدالله بن أبي بكرالصديق‟» رضي الله عنه. عاشرًا: « „ ياسر بن مالك‟» رضي الله عنه، أبو عمار بن ياسر رضي الله عنه، وهو أول شهيد في الإسلام. حادي عشر: « „ سمية بنت خياط‟» رضي الله عنها،[ذكرتها -رضي الله عنها هنا في هذا البحث] أم عمار بن ياسر رضي الله عنه، أول شهيدة في الإسلام؛ فعَنْ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلاَلٌ، وَالْمِقْدَادُ»[(99)] . [ابن ماجه (150)، وأحمد (3832)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وابن حبان (7083)، والحاكم (5238)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات. انظر: مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه 1 /23، وحسنه الألباني، ]. ونلحظ فيهم بلالاً رضي الله عنه، وذكرته منذ قليل في السابقين، ولم يذكره الذهبي رحمه الله. ثاني عشر: « „ المقداد بن عمرو ‟» رضي الله عنه، وهو المعروف بالمقداد بن الأسود، وهو من الذين ذكرهم ابن مسعود رضي الله عنه -كما تقدَّم- في السبعة الذين أظهروا إسلامهم أولاً. ثالث عشر: « „ زنيرة ‟» رضي الله عنها مولاة بني مخزوم أو بني عبدالدار، وهي من الجواري اللاتي أعتقهنَّ الصديق رضي الله عنه مبكرًا جدًّا. [ذكرتها -رضي الله عنها في المجلد الخامس] رابع عشر: « „ النهدية ‟» رضي الله عنها، وهي -أيضًا- من الجواري اللاتي أعتقهنَّ الصديق رضي الله عنه. خامس عشر: « „ ابنة النهدية‟» رضي الله عنها، ولا نعرف اسمها، وهي كذلك من الجواري اللاتي أعتقهنَّ الصديق رضي الله عنه. سادس عشر: « „ أم عبيس‟» رضي الله عنها، وهي -أيضًا- من الجواري اللاتي أعتقهنَّ الصديق رضي الله عنه، وكانت جارية لبني تيم. [لم أذكرها -رضي الله تعالى عنها] سابع عشر: « „ جارية بني مؤمل‟» رضي الله عنها،[ذكرتها -رضي الله عنها في المجلد الخامس] وهي -أيضًا- من الجواري اللاتي أعتقهنَّ الصديق رضي الله عنه، ولا نعرف اسمها، وهي التي ذُكِر -بسند ضعيف- أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يُعَذِّبها قبل إسلامه. ثامن عشر: « „ ليلى بنت أبي حثمة ‟» رضي الله عنها زوجة عامر بن ربيعة رضي الله عنه، ولها موقف في السيرة سنأتي عليه بإذن الله، وهو موقفها مع عمر رضي الله عنه قبل إسلامه. تاسع عشر: « „ سهلة بنت سهيل بن عمرو ‟» رضي الله عنها، وهي زوجة أبي حذيفة بن عتبة رضي الله عنه، وهاجرت إلى الحبشة قبل إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، وذكر الذهبي رحمه الله زوجها أبا حذيفة في السابقين، وهو كذلك. يصل د. السرجاني بعد نهاية بحثه بالقول : « فهذه تسعة عشر اسمًا أسلموا قديمًا، وقبل إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، وهم بذلك من السابقين الأولين الذين أسلموا في المرحلة السرية(!)، ولهم قصص مشهورة » تحدثت عن بعضها وسوف نتعرَّض لبعضها بإذن الله تعالى. ويقول د. السرجاني: « هناك أسماء أخرى كثيرة تحتاج إلى دراسة لتحقيق ما إذا كانت قد أسلمت في هذه الفترة أم تأخَّر إسلامها لما بعد إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما؛ مثل:
رضي الله عنهم جميعًا، فهؤلاء كلهم من المسلمين الأوائل؛ لكن لا أدري إن كان إسلامهم في هذه المرحلة المبكرة من الدعوة، أم أسلموا بعد إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما. فهؤلاء التسعة عشر بالإضافة إلى الواحد والخمسين في قائمة الذهبي رحمه الله يعطوننا سبعين اسمًا من السابقين الأولين... يخلص د. السرجاني إلى القول أنه : « يرى أن دراسة حياة هؤلاء السبعين تحتاج منا إلى جهد خاص وكبير؛ لأن تكوينهم كان فريدًا، وأثرهم كان عظيمًا، ويُضاف إليهم الصحابة الذين يظهر بالتحقيق أنهم أسلموا في هذه الفترة، ولا أشكُّ في أننا سنخرج عند دراسة سيرهم، وقصص حياتهم، بفوائد لا تحصى، وبتوجيهات مباشرة تُسهم في بناء الأمة الإسلامية»[([92])]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ وَاللَّهُ- تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ -أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، وَعَلَىٰ آلِه و صَحْبِهِ وَسَلَّمَ سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ „ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ‟ أعد هذاالملف : د. مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ؛ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى– Dr.MUHAMMADELRAMADY حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٣ من السنة الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ -هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين- السبت: ٥ محرم ~ 07 نوفمبر من سنة الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.2021 م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22 / 08 / 2021, 36 : 04 PM | المشاركة رقم: 377 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
31 / 08 / 2021, 17 : 09 PM | المشاركة رقم: 378 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 09 / 2021, 58 : 12 AM | المشاركة رقم: 379 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ﴿ « „ ٩٠ ‟ » ﴾ [ ٢ . ] الْبَحْثُ الثَّانِي(*) : „ دُّورٌ عَلَىٰ الْحَقِّ” ﴿ „ ٢ . ١ . ”﴾. " المرحلة الفردية " بَدْو دعاء رسول الله[ﷺ] الناس إلى الإسلام: وهذا تقريباً في حدود السنة 11 ق. هـ ~ 611 م . في أطوار دعوته[.(1).] [ﷺ]- مرت بــ ثلاثة مراحل: ١ . ]: الأولىٰ منها: المرحلة الفردية: بعد نزول آيات المدثر قام رسول الله - ﷺ - يدعو إلىٰ الله - سبحانه وتعالى - وإلىٰ الإسلام سرًّا[.(2).]؛ فــ كان الأمر بالدعوة في بدايتها يشمل اصطفاء النبي [ﷺ] وانتخابه للرعيل الأول الذي يستطيع كتمان السر ودعوته كانت بلين وخفاء حتىٰ لا تشتعل مكة التي تحتفظ بجاهليتها كاملة عبر قرون مِن الشرك وتبديل دين إبراهيم الخليل؛ أبي الأنبياء -عليه السلام-، فتعجيل المواجهة - قد يترتب عليها نوع من الاحتكاك أو أنواع من المصادمة -؛ والجهر بالدعوة في هذا الوضع - قد ينتج عنه رد فعل متسرع ومدمر مِن الرافضين -؛ وبالتالي فالمفسدة المتوقعة راجحة، وهنا لزم الأمر الكثير مِن التأني والحيطة والفراسة في انتخاب مَن يحمل هذه الأمانة العظيمة في بدايتها، واستمر هذا الوضع لثلاث سنوات كاملات [وهذا التقدير علىٰ الترجيح]، يبني فيها رسول الله [ﷺ] شخصيات الرعيل الأول : النفسية منها؛ والعقلية؛ ويسعىٰ لتكوين اللبنة الأولىٰ في صرح الإسلام؛ الدين الجديد؛ بكل معنىٰ هذه الكلمة مِن أفكار وقيم جديدة ومفاهيم وقناعات ومقاييس ومبادئ لم تكن موجودة في المجتمع المكي؛ بل وغريبة عند قريش؛ مثالاً علىٰ ذلك هيئة الصلاة؛ فَــ :" كَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ : أَكْرَهُ أَنْ أَسْجُد َفَتَعْلُونِي اسْتِي. و الخالق سبحانه قَالَ :{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } وَهُوَ مِمَّا كَانَ يَأْنَفُ مِنْهُ الْمُشْرِكُونَ الْمُتَكَبِّرُونَ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ[.(3).]، و ايضاً يؤسس[ﷺ] القاعدة البشرية الصلبة التي ستحمل معه [ﷺ] علىٰ أكتافها البناء الشاهق المرتفع، وهذه الفترة... وهذا الصبر فيه إشارة مع تنبيه إلىٰ كل متعجل أو متسرع في البناء الدعوي أن تأنىٰ وتمهل حتىٰ تأتي الدعوة ثمارها[.(4).]. وأوضح مثال علىٰ ذلك ما ذكره ابن إسحاق في السيرة :[.(5).] عند ذكر أول مَن أسلم، ثمَّ ذكر مُتَقَدِّمي الاسلام مِن الصَّحَابَة وَغَيرهم، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:" ثُمَّ إِنَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ [أي : بعد بعثته[ﷺ] بِيَوْمٍ وَهُمَا [يعني : النبي وزوجه] يُصَلِّيَانِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: « يَا مُحَمَّد مَا هَذَا؟» قَالَ: «„ دين الله اصْطَفَىٰ لِنَفْسِهِ، وَبَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ فَأَدْعُوكَ إِلَىٰ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِلَىٰ عِبَادَتِهِ، وَأَنْ تَكْفُرَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى”». فَقَالَ عَلِيٌّ: « هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَسْمَعْ بِهِ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَلَسْتُ بِقَاضٍ أَمْرًا حَتَّى أُحَدِّثَ بِهِ أَبَا طَالِبٍ». فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُفْشِيَ عَلَيْهِ سَرَّهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَعْلِنَ أمره. فَقَالَ لَهُ: «„ يَا على إِذْ لَمْ تُسْلِمْ... وفي رواية : [( إِذْ لم تسمع)] فَاكْتُمْ”». فَمَكَثَ عَلِيٌّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَوْقَعَ فِي قَلْبِ عَلِيٍّ الْإِسْلَامَ، فَأَصْبَحَ غَادِيًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّىٰ جَاءَهُ فَقَالَ: « مَاذَا عَرَضْتَ عَلَيَّ يَا مُحَمَّدُ؟ » فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «„ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك لَهُ وَتَكْفُرُ بِاللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَتَبْرَأُ مِنَ الْأَنْدَادِ ”»... فَفَعَلَ عَلِيٌّ وَأَسْلَمَ، وَمَكَثَ يَأْتِيهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِنْ أَبِي طَالِبٍ، وَكَتَمَ عَلِيٌّ إِسْلَامَهُ وَلَمْ يُظْهِرْهُ[.(6).] ". - " وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ:« أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَدِيجَةُ، وَأَوَّلُ رَجُلَيْنِ أَسْلَمَا أَبُوبَكْرٍ وَعَلِيٌّ، وَأَسْلَمَ عَلِيٌّ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ خَوْفًا مِنْ أَبِيهِ، حَتَّىٰ لَقِيَهُ أَبُوهُ قَالَ: «أَسْلَمْتَ؟» قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: « وَآزِرِ ابْنَ عَمِّكَ وَانْصُرْهُ[.(7).]».". ومن هذا المثال؛ يوضح تماماً ما قصدت من التعبير الذي استخدمته من قبل حين تحدثتُ عن „ سرية التكتل ‟ ؛ و „ علنية الدعوة ‟! -*/-* ﴿ «٢ . ٢ . » ﴾: “الدعوةالسرية”: كان النبى- ﷺ- يعلم تمام العلم عناد «قريش» -علىٰ عمومها؛ إلا قليلاً - وكبرياءها وإصرارها علىٰ التمسك بالقديم، واعتزازها بآبائها وأجدادها وعبادتها للأصنام؛ وتمسكها بالأوثان والأزلام، لذا فلن تُسلِّم بسهولة، أو تذعن لدعوته، بل ستقاومه حتىٰ آخر سهم في جعبتها، لأنها اعتقدت أن الإسلام يهدد مصالحها الحيوية ويقضي علىٰ سيطرتها الفعلية علىٰ «مكة» وما حولها، ولو علمت أن الإسلام - الدين الجديد - سيجعلها سيدة العالم ما قاومته لحظة واحدة ولرحَّبت بدعوته. " أدرك النبى -صلى الله عليه وسلم - ذلك تماماً، فقرَّر أن تكون دعوته لدينه سرا فى بادئ الأمر، وكان طبيعيًا أن يبدأ بأهل بيته[.(8).] وفي دعوة أصدقائه وأقرب الناس إليه[.(9).]؛ ومَن يأنس فيهم خيرًا واستعدادًا لقبول الحق والهُدى، ممن يعرفهم ويعرفونه، ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح[.(10).]، فآمن به - إلىٰ جانب مَن ذكرتُ - عدد من رجالات «قريش» ونسائها، وطائفة مِن العبيد والفقراء والضعفاء الذين رأوا في الدين الجديد الخلاص مما هم فيه مِن شقاء وبؤس، مثل: «بلال بن رباح»، و «صهيب الرومى»، و «آل ياسر»، فأجابه مِن هؤلاء الذين لم تخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجلالة نفسه، وصدق خبره ـ جَمْعٌ عُرِفوا في التاريخ الإسلامى بــ « السابقين الأولين »[.(11).] "وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - يجتمع بمن أسلم سرا فى دار «الأرقم بن أبى الأرقم» يتلو عليهم آيات القرآن الكريم المنزل أول بأول، ويعلمهم شرائع الإسلام، وكان الوحي يبين لهم جوانب شتىٰ مِن التوحيد والربوبية والألوهية، ويرغبهم في تزكية النفوس، ويحثهم علىٰ مكارم الأخلاق، ويصف لهم الجنة والنار كأنهما رأي عين، ويعظهم فيرشدهم بمواعظ بليغة تشرح الصدور وتغذي الروح، وتحدو بهم إلىٰ مناخ آخر غير الذي كان فيه المجتمع البشري آنذاك[.(12).]". واستمرت هذه الدعوة السرية نحو ثلاث سنوات، ازداد فيها عدد المسلمين زيادة يسيرة. ولقد تكلمتُ عنهم في المبحث الأول -السابق- من المجلد السادس؛ نشر موقع -ملتقىٰ أهل العلم- فليراجع هناك. روى عبدالرحمن بنالقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي عن أبيه « أن رسول الله[ﷺ] كان يدعو مِن أول ما أنزلت عليه النبوة ثلاث سنين مستخفياً »[.(13).]. قلت(الرَّمَادِيُ): ويصلح هذا الأثر أن نعتمد هذا الدليل في تحديد المدة بــ ثلاث سنين! *.] " إِسْلَامُ «السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ» وصلاتهم: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ ، خَرَجَ إِلَىٰ شِعَابِ مَكَّةَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ فَيُصَلِّيَانِ فَإِذَا أَمْسَيَا رَجَعَا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ عَبَرَ عَلَيْهِمَا وَهُمَا يُصَلِّيَانِ ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : „يَا ابْنَ أَخِي مَا هَذَا ؟”، قَالَ :«„ أَيْ عَمِّ هَذَا دِينُ اللَّهِ؛ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَدِينُ إِبْرَاهِيمَ، بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ رَسُولًا إِلَىٰ الْعِبَادِ، وَأَنْتَ أَيْ عَمِّ أَحَقُّ مَنْ بَذَلْتُ لَهُ النَّصِيحَةَ وَدَعَوْتُهُ إِلَىٰ الْهُدَى، وَأَحَقُّ مَنْ أَجَابَنِي وَأَعَانَنِي”». فَقَالَ أَبُوطَالِبٍ: „أَيِ ابْنَ أَخِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُفَارِقَ دِينَ آبَائِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ مَا بَقِيتُ”، وَلَمْ يُكَلِّمْ عَلِيًّا بِشَيْءٍ يَكْرَهُ، فَــ زَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ :„أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَدْعُكَ إِلَّا إِلَىٰ خَيْرٍ فَاتَّبِعْهُ”[.(14).]". ومما يشار إليه هنا أيضا الدور الذي قامت به الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- في نشر الدعوة في مهدها[.(15).] ... فــــ قال يعقوب بن عتبة : «كان أبوبكر.. وعثمان.. وسعيد بن زيد.. وأبوعبيدة بن الجراح يدعون إلىٰ الإسلام سراً »[.(16).]. تَذْكُرُ كتب السِّيرة أنَّ اتِّخاذ « دار الأرقم » مَقَراً لقيادة الرَّسول صلى الله عليه وسلم كان بعد المواجهة الأولىٰ الَّتي برز فيها سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه-[.(17).]... قال ابن إسحاق: «وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلُّوا؛ ذهبوا في الشِّعاب، فاستخفَوا بصلاتهم من قومهم، فبينما سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- في نفرٍ من أصحاب رسول الله [ﷺ] في شِعْبٍ من شِعاب مكَّة؛ إذ ظهر عليه نفرٌ من المشركين؛ وهم يصلُّون، فناكَرُوهم. وعابوا عليهم ما يصنعون حتَّىٰ قاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلاً من المشركين بِلَحي بعيرٍ، فشجَّه فكان أوَّل دمٍ أُريق في الإسلام»[.(18).][.(19).]. -*/-* « دَارَ الْأَرْقَمِ » : « دَّارُ الْإِسْلَامِ » الدَارُ التي استتر رسول الله[.(20).] وكان يَدْعُوَ [ﷺ] النَّاسَ فِيهَا إِلَىٰ الْإِسْلَامِ[.(21).]، (*)" قَالَ ابْنُ عُمَرَ روايةً عَن عَمَّار بْنُ يَاسِرٍ أنه ألَتقِىٰ بــصُهَيْبٍ بْنَ سِنَانٍ عَلَىٰ بَابِ دَارِ الْأَرْقَمِ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا... وأَرَدْا أَنْ يدْخُلا عَلَىٰ مُحَمَّدٍ، ليَسْمَعَا كَلَامَهُ... فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ...فَعَرَضَ عَلَيْهما الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا، ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَىٰ ذَلِكَ حَتَّىٰ أَمْسَيْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ « „ مُسْتَخْفُونَ ”»[.(22).]". وهنا موضع الشاهد : « الاستتار والاختفاء عن أعين مَن يخالفونهم في العقيدة والإيمان والعبادات والمعاملات والأخلاق؛ وهي مرحلة دقيقة استمرت وفق مصادر السيرة ما يقترب مِن ثلاث سنوات؛ بيد أن بعض مصادر السيرة تبين أنه بداية الرابعة قام الرسول الكريم بأمر من ربه بالصدع؛ وهي مرحلة دقيقة آخرىٰ تكاد تكون أشد وطأة من الأولىٰ؛ إذ فيها سيتم المواجهة والمكاشفة والإعلان والتبيان للدين الجديد وحتما سيتم مصادمة مع مَن يرفض هذه الكتلة مِن القيم وتلك المجموعة من المفاهيم وتلك الحزمة من الأفكار والمقاييس والمبادئ؛ مع إقرارهم أنه[ﷺ] الصادق الأمين» . قلت(الرَّمَادِيُّ) : وهنا التناقض في حكم هؤلاء على نفس الإنسان[ﷺ]!!! نعود مرة ثانية للمرحلة الأولىٰ من سير الدعوة الإسلامية في مكة... ولعلَّنا نلاحظ أن الأسماء السابقة -المذكورة في المجلد السادس؛ المبحث الأول- شملت رجلين من بني مخزوم؛ هما: - أبوسلمة بن عبدالأسد، و - الأرقم بن أبي الأرقم.. وهذا أمر لافت للنظر؛ لأن قبيلة بني مخزوم تتنازع لواء الشرف مع قبيلة رسول الله [ﷺ] بني هاشم، فهذا يدلُّ علىٰ أمرين جليلين: أما - الأول فهو جرأة حملة الدعوة المسلمين في إيصال دعوتهم لمن يَرَوْنَ أنه أهلٌ لها، ولمن يُتَوَقَّع منه الاستجابة، حتىٰ لو كان من عقر دار المنافسين، والأمر - الثاني هو صدق الإيمان في قلبي أبي سلمة و الأرقم، واللذين لم يمتنعا عن قبول اعتناق دينٍ أتى علىٰ يد رجلٍ من قبيلة يناصبونها العداء لسنوات وسنوات، وهذا يعطينا فكرة عن طبيعة هذه المجموعة الجليلة التي بُنِيَ الإسلام علىٰ أكتافها ". قلت(الرَّمَادِيُّ) ولنقارن بين حال أمثال هؤلاء السادة العظماء وأحوال المسلمين اليوم ! فهي الدار التي كان رسول الله محمد [ﷺ] يجتمع فيها مع اوائل المسلمين -صحابته - في مكة المكرمة في بداية دعوته، فـ :" أصبحت دار الأرقم مركزاً جديداً للدَّعوة يتجمَّع فيه المسلمون، ويتلقَّون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ جديدٍ من الوحي[.(23).]، وكانوا يتعلمون اسس الاسلام وتعاليم الدين وشرائع الإسلام في بداية الدعوة، وكان يجلس [ﷺ] فيها مع الصحابة يقيمون صلاتهم؛ وكانوا يقرئون ما ينزل الله - عزوجل - من القرآن الكريم علىٰ رسوله محمد [ﷺ]، وكانت الدعوة في ذلك الوقت سرية[.(24).]. هؤلاء الَّذِينَ هُمْ مُخْتَفُونَ مُسْتَتِرُونَ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَنَحْوِهَا مِنَ الدُّورِ التي عَلَىٰ الْحَقِّ ؟[.(25).]. كـــــ دار ختن عمر بن الخطاب سعيدبن زيد أحد المبشرين.". -*/-* دار الأرقم بن أبي الأرقم و دورها „الدعوي ” و „ التربوي ” في بداية الدعوة أولا: التعريف بالأرقم بن أبيالأرقم[.(26).]: - هو الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبدالله بن عمر المخزومي؛ وَ - اسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ : عَبْدُمَنَافِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَ هُوَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، أَسْلَمَ هُوَ وَأَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، وَ كَانَ الْأَرْقَمُ مِنْ آخِرِ أَهْلِ بَدْرٍ وَفَاةً[.(27).]، و - كنيته: أبوعبدالله.و فهو من السابقين الأولين الذين استجابوا لله والرسول، أسلم بعد ستة نفر[.(28).]؛ و جاء في المستدرك للحاكم: قَالَ :" عُثْمَانُ بْنُ هِنْدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ، حَدَّثَنِي جَدِّي عُثْمَانُ بْنُ الْأَرْقَمِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :„ أَنَا ابْنُ سُبُعِ الْإِسْلَامِ ، أَسْلَمَ أَبِي سَابِعَ سَبْعَةٍ”[.(29).]". و قيل: بعد عشرة[.(30).][.(31).] ؛ وهو من الذين باعوا عَرَض الدنيا لأجل الآخرة، وآثروا تحمل الأذى والعذاب علىٰ حياة الشرك والكفر، و أمه : فهي أميمة بنت الحارث... بيد أنه جاء عندالمستدرك :" حدثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ : وَقَالَ الْمَخْزُومِيُّونَ : أُمُّ الْأَرْقَمِ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ «تُمَاضِرُ بِنْتُ حِذْيَمٍ مِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ»[.(32).]". -*/-* موقعها ثانيا: موقع دار الأرقم بن أبي الأرقم... وأسباب اختيارها مقر اللدعوة : جغرافية الدار : تقع دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصَّفا[.(33).]، الذي اتخذت داره لتكون مقرا للدعوة السرية(!!) للدين الجديد، [.(34).].- وقال ابن الأثير في النهاية (3 /41): الصفا أحد جبلي المسعى- بمكة الذي -جبل الصفا- كان بعيدا عن أنظار المشركين أيام الدعوة الإسلامية في مرحلتها السرية(!!). و يقال لها دار الخيزران[.(35).]، والخيزران كما في أخبار مكة للأزرقي: جارية المهدي وهي التي بَنَت مسجدا في موضع هذا الدار عند الصفا[.(36).]... و يصف الفاسي في شفاء الغرام مشاهدته ذلك المسجد الذي بنتهالخيزران حين يقول:» وطول هذا المسجد ثمانية أذرع إلا قيراطين، وعرضه سبعة أذرع وثلث الجميع بذراع الحديد حرر ذلك بحضوري وفيه مكتوب: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال }[.(37).] هذا مختبأ(!)رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الخيزران، وفيه مبتدأ الاسلام، أمرت بتجديده الفقيرة إلى الله مولاة أمير الملك مفلح سنة ست... [وذهب بقية التاريخ ]وعَمّره أيضا الوزير الجواد، وعمّره أيضا المستنصر العباسي، وعُمِر أيضا في عصرنا في آخر القرن الثامن من قبل امرأة مِصرية مجاورة يقال لها »مرة العصماء«، وعُمِر أيضا في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، والذي أمر بهذه العمارة لا أعرفه، والمتولي لصرف النفقة فيها علاءالدين علي بن ناصر محمد الصارم المعروف بالقائد[.(38).]وكان النبيُّ ﷺ يدخلها ويجتمع فيها هو وأصحابه، يقرؤهم القرآن ويعلمهم فيها، وفيها أسلم عُمَرُ بن الخطاب -رضي الله عنه-. -*/-* في :《 المدرسة „الدعوية” في دار الأرقم بن أبي الأرقم 》[.(39).] * . ] يجدر بنا مِن حيث دقة التعبير؛ وحسن استخدام الألفاظ والمصطلحات... يجدر بنا أن نسمي هذه الدار بأنها „ دار الدعوة ”؛ أو كما كتب مِن قبل „ دار الإسلام ” فعند صاحب المستدرك تقرأ :" وَدُعِيَتْ دَارُ الْأَرْقَمِ „ دَارُ الْإِسْلَامِ”[.(40).]". فَــــ „ دَّارُ الْإِسْلَامِ ” كانت عند الصفا، ودُعِيَت دارُ الأرقم بعد ذلك بــ „ دار الإسلام ”، وهذه الدار - دار الأرقم - جاء في المستدرك :" وَكَانَتْ دَارُهُ عَلَىٰ الصَّفَا وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَكُونُ فِيهَا فِي الْإِسْلَامِ ، وَفِيهَا دَعَا النَّاسَ إِلَىٰ الْإِسْلَامِ ، فَأَسْلَمَ فِيهَا قَوْمٌ كَثِيرٌ[.(41).]". وجبل الصفا - قريبة من الكعبة - ذلك الجبل المنعزل عما يدور حوله، فهي إذن بمعزل عن أعين الأعداء والمتربصين، يجتمع بأصحابهِ بعيداً عن أعين المشركين؛ ولقد مرت الدعوة النبوية بمرحلتين أساسيتين يربطهما مفاصل: - مرحلة الدعوة السرية، وكانت ثلاث سنين بمكة المكرمة، و - مرحلة الدعوة الجهرية وهي ما بعد ذلك. وكانت طبيعة المرحلة الأولىٰ تتطلب سرية العمل الدعوي، ريثما تتهيأ الظروف المناسبة للجهر بها، وكانت دار الأرقم، هي المكان المناسب لمثل هذه الظروف من أيام الدعوة. توافرت - لهذه الدار - صفات عدة جعلت منها منطلقاً ومناراً لهذه الدعوة الناشئة؛ تقرأ عند صاحب المستدرك:" عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، عَنْ جَدِّهِ الْأَرْقَمِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا... وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آوَى فِي دَارِهِ عِنْدَ الصَّفَا[.(42).]". فكانت أول دار للدعوة إلىٰ الإسلام. والذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لاختيار هذه الدار عدة أسباب: أسباب اختيار الدار مقرا للدعوة الإسلامية : اختار[ﷺ] دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرا لدعوته، ومركزا لاجتماع أصحابه لأسباب استنتجها الشيخ علي محمد الصلابي في كتابه[.(43).] وذكرتها الدكتورة الفاضلة: خديجة أبوري؛ من المغرب العربي... منها: ١ . ] أن الأرقم -صاحب هذه الدار - لم يكن معروفًا بإسلامه، فما كان يخطر ببال أحد من المشركين - أو قريش- أن يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم أو يتم لقاء محمد [ﷺ] وأصحابه بداره. ٢ . ] أن الأرقم -رضي الله عنه-كان كان فتى عند إسلامه ومن السابقين الأولين دخولا في الإسلام فهو سابع سبعة دخلوا فيه كما عند الحاكم[.(44).] وغيره، فلقد كان في حدود السادسة عشرة من عُمْرِه، ولم تفكر قريش أن هناك تجمع إسلامي عند أحد الفتيان؛ ويوم تفكر قريش في البحث عن هذا التجمع الإسلامي فلن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار من أصحاب محمد[ﷺ] بل يتجه نظرها -في الغالب- وبحثها إلى ٰبيوت كبار أصحابه؛ أو بيته هو نفسه. ٣. ] أن الأرقم بن أبي الأرقم -رضي الله عنه- لم يكن معروفاً بإسلامه وأضف أنه من قبيلة بني مخزوم التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم، فلو كان الأرقم معروفا بإسلامه فلا يخطر في البال أن يكون اللقاء في داره؛ لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو. ٤ . ] أن دار الأرقم بن أبي الأرقم على ٰالصَّفا مما يعني جودة ومناسبة موقعها... فقد كانت قريبة من الكعبة المشرفة. ٥ . ] أن الأرقم بن أبي الأرقم كان يقرأ و يكتب، فهو من كتاب النبي [ﷺ]، فكان يكتب ما ينزل من القرآن في الدار في مرحلة الدعوة السرية(!). قد يخطر علىٰ ذهنهم أن يكون مكان التَّجمُّع علىٰ الأغلب في أحد دور بني هاشم، أو في بيت أبي بكرٍ -رضي الله عنه-، أو غيره؛ ومن أجل هذا نجد أنَّ اختيار هذا البيت كان في غاية الحكمة من النَّاحية الأمنيَّة، ولم نسمع أبداً: أنَّ قريشاً داهمت ذات يومٍ هذا المركز، وكشفت مكان اللِّقاء[.(45).]. ثالثا: دار الأرقم بن أبي الأرقم ودورها „الدعوي” و „ التربوي ” في بداية الدعوة كان النبي[ﷺ] في أول أ مره يدعو إلى الله سرا لئلا يصيبه أو يصيب أحدا ممن اتبعه الأذى في تعطل سبيل الدعوة حتىٰ نزل قوله تعالىٰ { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين } [.(46).]وكانت دار الأرقم بن أبي الأرقم المركز الرئيسي لانطلاق الدعوة، وأولى المؤسسات التربوية التي ربى ٰفيها أصحابه الذين حملوا معه رسالة الإسلام؛ فكان يلتقي بهم هناك، فيعلمهم تعاليم الإسلام ويتلقوا عنه توجيهاته الكريمة؛ حيث كان يتلو عليهم ما ينزل عليه من القرآن الكريم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويفقههم في الدين،" كان المسلمون يجتمعون سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم ولم يكونوا يؤدون كثيراً من الشرائع سوى الصلاة، ركعتين في الغداة وركعتين بالعشي مصداقاً لقوله تعالى: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ }[.(47).][.(48).]ويعرفهم بما يدور حول الدعوة من أمور، ليحتاطوا لها ويعدوا لها العدة، كما كان يغرس فيهم المعاني الإيمانية التي تقوي عزيمتهم. :"ويضعون بين يديه كلَّ ما في نفوسهم وواقعهم؛ فيربيهم -صلى الله عليه وسلم- علىٰ عينه كما تربَّىٰ هو على عين الله - عزَّ وجلَّ- [.(49).]". ففي هذه الدار نشأ الرعيل الأول من كبار الصحابة من المهاجرين، والسابقين الأولين إلى ٰالإسلام، على ٰتوجيهات القرآن الكريم، ويعلمهم أمور دينهم ويباحثهم في شأن الدعوة، وما وصلت إليه ، وموقف المعرضين عنها والصادين عن سبيلها. كان يسمع شكوى أصحابه وما يلقونه من أذى ٰالمشركين وكيدهم، يتحسس آلامهم وآمالهم، ويطلب منهم الصبر والمصابرة، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع المؤمنين، وأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وجاؤوا صورة عملية لهذه التوجيهات الربانية، فضحوا بالغالي والنفيس لأجل الدين، وصابروا وجاهدوا وثبتوا في المحن وأمام الإغراءات، ولم يتأثروا بالشبهات، وكل ذلك كان بسبب التربية التي رباهم عليها النبي [ﷺ].[.(50).]فما كان اختيار الرسول [ﷺ]لهذه الدار مجرد اجتماع المسلمين فيها لتلقي العلم وإنما كانت مركزا للقيادة ومدرسة للإعداد والتأهيل لحمل الدعوة والقيادة، وقد قام النبي [ﷺ]بتحديد لكل فرد من هؤلاء عمله بدقة وتنظيم حكيم فقاموا بدورهم أحسن قيام[.(51).].... لقد كانت رعاية الله وعنايته بالعصبة المؤمنة الأولىٰ واضحة جلية لا تفارقهم بحال، علىٰ الرغم مما كان ينالهم من أذىٰ المشركين، وكان مِن الحكمة البالغة في بداية أمر الدعوة الابتعاد بهذه العصبة المؤمنة عن كل ما يضر بها - قدر المستطاع -، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أن تبقىٰ دعوة الإسلام ضمن مجالها السري إلىٰ أن هيأ الله سبحانه لها من الأسباب ما مكنها مِن إشهار أمرها وإعلان رسالتها، { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون }[.(52).][.(53).] حال دار الأرقم اليوم : وهي الآن خبر بعد عين دخلت في حدود المسعىٰ(**). (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ (*) تكملة بحوث: ﴿„ ٦“ ﴾ المجلد السادس مِن „ السِّيرَة النَّبَوِيَّة “ „علنية الدعوة.. ..سرية التكتل“ حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٣ من السنة الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ -هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين- الجمعة : ٢٥ من شهر محرم ~ 3 سبتمبر2021 من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام. (**) إذا تيسر الحال وانتهينا من كتابة السيرة النبوية -علىٰ صاحبها أفضل الصلاة والسلام وكامل التبريكات والرحمات والإنعام -؛ في خطتنا كتابة تأريخ؛ وكتاب آخر في التفسير والتأويل... والله -تعالىٰ -المستعان. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 09 / 2021, 00 : 03 AM | المشاركة رقم: 380 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018