![]() | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 19 | المشاهدات | 8047 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 11 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾. باقةٌ زاهرةٌ من آيات الذكر الحكيم أبدءُ بها الفصل الرابع من هذا التمهيد لموضوع الزواج .. النكاح ومكملا للفصل الثالث : (. فِطْرَةُ اللَّهِ .) ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون ﴾ ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين ﴾ ﴿ وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون ﴾ ﴿ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين ﴾ ﴿الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُون ﴾ ﴿ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ ﴿ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ ﴾ :" وَالْفَطْرُ لغةً : الِابْتِدَاءُ وَالِاخْتِرَاعُ. ". : " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا ﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ، حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا [ لِصَاحِبِهِ ] : أَنَا فَطَرْتُهَا ، [ أي ] أَنَا بَدَأْتُهَا .. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : ﴿ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ .. وَالْفَاطِرُ: الْخَالِقُ .. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ ﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ فَهُوَ : خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " . أي:" خَالِقِهَا وَمُبْدِعِهَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ ، ". فالذي خلق الإنسان وركب فيه حاجاته العضوية ؛ والتي تستلزم الإشباع الضروري والحتمي .. وإلا هلك الإنسان ومات .. كما غرز فيه غرائز متعددة تحتاج لإشباغ غير حتمي وليس بالضروري .. هذا الخالق الواجد المنشأ المنعم الرازق خلق الإنسان على فطرةٍ ؛ بيد أنها تتعدل وتتغير وفقاً لاسلوب التربية وطريقة التعليم وكيفية التلقين .. ومتمماً لمسألة الفطرة أتكلم بتوفيقه عن مسألة صبغة الله .. .. فـ صبغة الله يراد بها : (. ۱ .) ما قال ابن عباس :" دين الله ، فهذا الدين سماه صبغة ؛ لأنه يظهر أثر الدين على مَن يتمسك بأحكامه ويتقيد بعقيدته كما يظهر أثر لون الصبغ على أنسجة الثوب ، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه ، كـ الصبغ يلزم الثوب ". أو كما : (. ٢ .) قال مجاهد: فطرة الله ، والمعنى قريب من الأول ، وقيل: (. ۳ .) : سنة الله وقيل : (. ٤ .) إن الصبغة المقصودة في الآية الكريم هي : الختان . فـ أراد به الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم ؛ قال ابن عباس موضحاً هذه الجزئية من التأويل والشرح : هي أن النصارى [( أهل كتاب سماوي )] إذا ولد لـ أحدهم غلام فـ أتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر .. يقال له :" المعمودي " .. وصبغوه به لـ يطهروه بذلك الماء مكان الختان ، فإذا فعلوا به ذلك قالوا: " الآن صار نصرانياً حقاً .. " .. فـ أخبر الله أن دينه الإسلام لا ما يفعله النصارى ! وقيل: (. ٥ .) إن الصبغة هي : الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلام ، بدلاً من معمودية النصارى .. فـ صبغة الله ؛ من حيث التأويل : أي: ألزموا صبغة الله ، وصبغته هي دين الإسلام ، على ما جاء في عبارات السلف ؛ كما بينتُ .. فمن جاء مِن بعدهم في تفسير هذه الصِبغة ، إلا أن ذلك يرجع إلى معنىً واحد ، كـ قول من قال: بـ أن صبغة الله هي الإسلام ، ومَن قال: بـ أن صبغة الله هي فطرة الله ، فـ الفطرة هي الإسلام : ﴿ خلقت عبادي حنفاء﴾ . وكذلك قول مَن قال: بأن فطرة الله هي دينه ، فـ دينه هو الإسلام ، ونحو ذلك من العبارات المتقاربة ، فـ هذا من قبيل اختلاف التنوع. " .. فـ قوله: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ﴾ أي: الزموا صبغة الله الذي هو دينه .. وذلك يقتضي القيام به على أكمل الوجوه ، بالتحقق بعقيدته الواضحة الراسخة وإيمانه الجلي وبـ أعماله الظاهرة والباطنة في الحياة الدنيا ، وما يتصل بـ أعمال القلوب ، وما متعلق بـ أعمال الجوارح ، في كل الأحوال والأوقات والأزمنة ، حتى يكون لكم .. يا مَن تؤمن بالإسلام عقيدةً وأحكاماً .. كـ الصِبغ في الثوب ، بحيث يتخلل ويتغلغل في أعماق النفس فيشمل الروح والبدن ، وتصطبغ به الجوارح والأعضاء ، ويظهر أثره على أهله ، والمتمسكين به ، كـ ظهور أثر الصِبغ على الثوب .. فـ ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ ﴾ قيل للدين الذي نزل وحيا : صِبغة ؛ لأنه يصبغ أهله وأتباعه بحيث يظهر أثره على جوارحهم وأعضائهم وأحوالهم وأوقاتهم وأعمالهم ومُعاملاتهم وأخلاقهم وحتى زيهم ولابسهم ، ويظهر أيضًا على وجوههم ، بإشراق الوجه ، واستنارته ؛ وذلك حينما يستنير القلب بهداية الإسلام ، ويُشرق بنور الله تبارك وتعالى فـ الله جلَّ وعلا هو الذي يقول : ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ ﴾ يعني: هداه في قلب المؤمن ﴿ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ .. فـ هذا القلب يستنير بنور الله تبارك وتعالى فـ يستنير الوجه ، وتظهر أنوار الهداية والإيمان بـ قدر ما يقوم في القلب من هذه الأنوار ، وكذلك أيضًا تظهر هذه الآثار والأنوار على الجوارح والأعضاء ، والنبي الكريم ﷺ قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى في الحديث المشهور : « „ من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينَّه ، ولئن استعاذني لأعيذنَّه. “ » ؛ فـ حينما يصطبغ بصبغة الله عزَّ وجلَّ يكون الله تبارك وتعالى بهذه المثابة بالنسبة إليه : « „ كنتُ يده التي يبطش بها “ » ؛ بمعنى: أنه لا يُحرك ولا يبطش إلا وفق مرضاة الله ولا يمشي برجله خطوة واحدة إلا فيما يكون رضًا لربه تبارك وتعالى فيكون عمله في رضاه ، وتكون أنفاسه في طاعته ، فيكون مُستغرقًا العمر كله وكافة الأنفاس وجميع اللحظات في طاعة ربه ورضا مليكه وخالقه ومولاه جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه وحينما يصطبغ القلب والعبد بصبغة الله تبارك وتعالى فإن ذلك لا بد أن يُرى عليه أثره ، بقدر ما يحصل من هذا الصبغ ، فإن أثر الصبغ يظهر ولا بد ، ومن هنا يتميز المؤمن بـ سمته وهديه ودله ، ويتميز بمعاملاته وتصرفاته وأخلاقه ، ويتميز بلباسه وهندامه ومظهره ، فإذا رآه أحد ميَّزه وعرفه من بين ملايين البشر .. فيقول : أن هذا من أهل الإيمان ، فإذا قويَّ ذلك وتمكنت منه التقوى فإن ذلك يُعرف بوجهه ، بل لقد قال الحافظ ابن القيم رحمه الله بـ: أن أهل الفراسة يعرفون ثوب التقي الصالح من ثوب غيره ، ولو لم يكن عليه ويرتديه ، يعني : ولو لم يكن لابسًا له ، ثوب مُعلق لإنسان صالح ، وثوب مُعلق لإنسان فاسق ، يُعرف أن هذا الثوب لإنسان من أهل الصلاح ، وهذا لإنسان من أهل الفساد ، هذا في الثوب والهندام واللباس .. فــ كيف بالإنسان ذاته ؟ . ولذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن يدعي أحد الإيمان ، ويعزوا ذلك إلى قلبه ، وأنه قد استقر فيه ، ثم بعد ذلك لا يظهر شيء من ذلك عليه من حيث : - المعاملة فاسدة ، و - اللسان فاسد ، و - الأعمال فاسدة ، و - الجوارح فاسدة ، و - الوجه مُظلم ، و - اللباس ليس بلباس أهل الإيمان ، إذا رأيته لم تُميز هل هذا من البوذيين أو من المشركين أو من غيرهم ؟ وهل هذا ممن لا دين له أصلاً كـ الملاحدة؟ . فـ المظهر والهيئة والصورة لا تدل أبدًا على أن هذا من أهل الإيمان ، فضلاً على كونه من أهل الصلاح إطلاقًا ، في لباسه يتشبه بمن لا خلاق لهم ، وفي هيئته وأعماله وتعاملاته كذلك ، هذا حينما يحصل المسخ ويحصل تصحر الإيمان وغيابه في قلب الإنسان ، فيحصل انحسار آثار الإيمان على جوارح العبد وأعضاءه ومظهره وهندامه وأعماله وتعاملاته ولسانه وأخلاقه ، فيكون حاله ربما أسوء في ظاهره من حال من لا يؤمنون بالله ، ولا باليوم الآخر ، فيصدر عنه من الأقوال والأفعال ما يكون فتنة لغيره ، فيكون صادًا عن سبيل الله لأنه ينتسب إلى الإسلام اسمًا ، ولكن هو أبعد الناس عن امتثال احكامه وشرائعه وابعد الناس عن منهاجه وطريقته . وهكذا .. المرأة حينما تصطبغ بصبغة الله .. فإن ذلك يظهر عليها في حشمة وحياء ووقار وحجاب ولباس ضاف وساتر ومانع لكشف عورتها أو تفاصيل بدنها ، وليس فيه عبث ولا تلاعب ، وليس فيه أي لون من ألوان التبرج بزينة تظهر فيه ، أو بمزاولات وتصرفات تتصرفها هذه المرأة ؛ لتُلفت أنظار الرجال بهذا الحجاب ، فإن ذلك من صبغة الله .. فتكون المرأة ذات قرار ووقار وحشمة وحياء وستر ، فتكون في حال من الجلال والبهاء والرفعة والسمو والسناء ، كما قال الله : ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى ﴾ ؛ يعني: أقرب : ﴿ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ﴾ . يعني: يُعرف أنها حُرة ، فلا يطمع بها ضعفاء النفوس أو يطمع فيها أهل الأهواء ، فإن الحُرة تكون ضافية الثياب ، ومحتشمة ومستترة غاية الاستتار ، بخلاف الكاشفة المُتبذلة فتكون في جلالها وفي حجابها الأسود ذات مهابة وجلالة ، كما نرى هذه الجلالة والمهابة التي تكسو بيت الله وكعبته المشرفة بمكةَ المكرمة ، في حجابها الأسود ، فإنه يزيدها بهاءً وجلالة وقُدسية وعظمة. فالمرأة المسلمة حينما تحتجب فإن ذلك يزيدها بهاءً وجمالاً وحشمة وعظمة ، وتفرض احترامها على غيرها ، بخلاف من كانت مُتبذلة كاشفة كـ الحلوى المكشوفة التي يقع عليها الذباب وتتساقط عليها الآفات وتعلوها الأقذار ، فلا تُقبل عليها النفوس ، ولا تطلبها ، بل تعافها وتمُجها ، هكذا إذا كان ذلك في حلوى ومطعوم ، فكيف بالنفوس والأرواح حينما تُشرق بالإيمان ، وتستنير بطاعة الله والعمل بمرضاته وفق ما يحبه الله ويرضى ، أو تبتعد عن ذلك .. قال النبي ﷺ: « „ كل مولود يولد على الفطرة .. فأبواه يهودانه .. أو يُنصرانه .. أو يمجسانه “ » .. ولم يقل: أو يُسلمانه ؛ لأنه يولد على الفطرة ، فصبغة الله هي دينه ، الزموا صبغة الله ، واتبعوها .. إذ لا يمكن المُفاضلة بين صبغة الله وصبغة غيره ، فـ لكل قوم صبغة ، وكما قال الشاعر: وَكُلُّ أُنَاسٍ لَهُمْ صِبْغَةٌ ... وَصِبْغَةُ هَمْدَانَ خَيْرُ الصِّبَغْ الشاهد أن صبغة الله لا تُقاس ولا تُقارن بغيرها .. .. صَبَغْنَا عَلَى ذَاكَ أَبْنَاءَنَا ... فَأَكْرِمْ بِصِبْغَتِنَا فِي الصِّبَغِ ـــــــــــــــــــــ (تمهيد لـ كِتَابُ النِّكَاحِ ) حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الهلالي الْهِجْرِيَّ ٢٦/ شوال ~ 24 ابريل / 2025م ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 12 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح تحدثتُ عن الحاجات العضوية عند الآدمي ؛ وتكلمتُ عن غرائز الإنسان ثم فطرة الله في خَلقه وصبغته ؛ وأكمل في هذا التمهيد لموضوع الزواج مسألة الحرية المطلقة دون قيد أو شرط والتي تسبب شقاءَ الإنسان ، فمنذ لحظة الخلق الأولى : ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم﴾ ؛ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ﴾ ثُمَّ ﴿ صَوَّرْنَاكُمْ ﴾ منذ تلك اللحظة تم أمران : [( 1 . ) الأول منهما : عملية تعليم آدم الأسماء كلها ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ ؛ كي يتحصل [( الإنسان الأول )] على معلومات عن الأشياء لـ يتمكن من التعامل معها ، و : [ ( 2 . )] الأمر الثاني : التكليف ؛ ويندرج تحت التكاليف الطلب والتنبيه والتعليم والتعليل والزجر فـ ينقسم التكليف عموماً إلى : [( أ . )] الأوامر بالقيام بـ : 1. ) الفعل : مثل قوله تعالى : 1 . 1. ) : { وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴿ اسْكُنْ ﴾ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } 1 . 2. ) : ﴿ وَكُلاَ ﴾ { مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا } 1 . 3. ) : { فَلَمَّا﴿ ذَاقَا ﴾ الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } أو : 2 . ) التصرف: 2 . 1. ) : { وَيَا آدَمُ ﴿اسْكُنْ ﴾ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ : 2 . 2 . ) : ﴿ فَكُلاَ ﴾ { مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا }. 2 . 3 . ) : ﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ أو : 3 . ) القول : { قَالَ يَا آدَمُ ﴿ أَنبِئْهُم ﴾ بِأَسْمَآئِهِمْ } . والقسم الثاني من التكليف : [( ب . )] النواهي بترك 1. ) فعل ؛ أو 2 . ) قول ؛ أو 3 . ) تصرف : ﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾. ومن التنبيه والتعليم والتعليل والزجر قوله : { فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا : ﴿ عَدُوٌّ ﴾ { لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } : ﴿ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ﴿ فَتَشْقَى ﴾ }. وجاورهما [( أي عملية التعليم والتلقين ، و التكليف الأوامر والنواهي : )] : الفتنة والاختبار والامتحان والبلاء. مثل قوله : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِين ﴾ .. ثم وضع العلاج الناجع : ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ﴾ ومثل قوله : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾.. ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ ثم تلت عملية تعليم آدم .. ما آكده الخالق المُبدع المُنشأ على أمر التعليم في آخر رسالاته للبشر أجمعين ، فـ انزل أول آية من الذكر الحكيم على قلب آخر الأنبياء ومتمم المصطفين المرسلين مبعوث رب العالمين للعالمين وحياً بواسطة أمين السماء جبرائيل بقوله سبحانه وتعالى شانه : ﴿ اقْرَأْ ﴾ أي قراءة الكتاب المسطور والمحفوظ في الصدور ؛ هذا أولآً ، وثانياً : قراءة الكتاب الذي في الكون منشور : علم الإنسان كـ الطب بفروعه ؛ وعلم الحيوان : البيطري ؛ وعلم النبات ؛ والزراعة ؛ والهندسة ؛ والفضاء ؛ فقال : ﴿ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق ﴾ فالبحث في كل ما خلقه الله تعالى فطلب العلم واجب سواء أكان الشرعي وكل إنسان حسب حالته ؛ أو المدني لكل إنسان حسب قدراته ؛ ثم أعاد الأمر بقوله جلَّ وعلا : ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم ﴾ ثم جاء تبيان بقوله تعالى ذكره : ﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم ﴾ ﴿ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ﴾ ؛ ﴿ رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ ، فالإنسان محتاج إلى معلومات أولية عن الشئ ؛ كي يحسن التعامل معه وبالتجربة تحصل عملية خبرات تراكمية للمعلومات والتي هي جديدة عن الأولية فينشأ علم جديد أو ألة جديدة ، فبيَّن خالق الإنسان ومبدع الأشياء ومنشأ الحياة ومسير الكون ؛ خلقهم جميعاً على غير مثال سابق يحتذى به خلقها جميعاً من عدم أنه قال تعالى : ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ ولغياب تلك المعلومات الأولية عن الملآئكة ووجودها عند آدم : ﴿ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ﴾ فجرى ما لم يكن في علم الملائكة ؛ إذ نطق القرآن : ﴿ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾ ﴿ فَــ .. أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾ .. ثم جرى تكريم آدم بقوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ ﴾ ﴿ فَسَجَدُواْ ﴾ سجود تكريم وليس سجود عبادة ﴿ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى ﴾ ﴿ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ ﴿ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين ﴾ .. ثم جاء بعد التعليم والتكريم التكليف : أوامر ونواه : ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ ﴿ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ إشباع الحاجة العضوية للإنسان ؛ ثم جاء النهي : ﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ وبيَّن سبحانه جزاء القيام بالفعل ﴿ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِين ﴾ .. هذا بالنسبة للإنسان الأول ؛ الذي جعله خالقه ومبدعه ومنشأه : خليفة في الأرض ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾ ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ ﴾ ﴿ خَلِيفَةً ﴾ وصارت ذريته من بعده خلفاء في الأرض ؛ فأتى بمثال فقال : ﴿ يَا دَاوُودُ ﴾ ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ ﴾ ﴿ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾ ﴿ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى ﴾ ﴿ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ . أما الإنسان الحالي أو بتعبير دقيق ذرية آدم فوضح القرآن المجيد عملية التعليم ؛ فنطق القرآن يقول : ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ وبعد الخلق من عدم والايجاد ﴿ مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ﴾ ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ﴾ جاء الجعل ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ ﴾ أدوات التعليم فذكر : ﴿ الْسَّمْعَ ﴾ بالإفراد ﴿ وَالأَبْصَارَ ﴾ بالجمع ﴿ وَالأَفْئِدَةَ ﴾ بالجمع ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾ . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 13 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وأمام هذه الإرادة الآلهية توجد إرادة شيطانية فيقول القرآن : ﴿ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا ﴾ ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء ﴾ .. ﴿ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ ﴾﴿ وَعَنِ الصَّلاَةِ ﴾ .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 14 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ومما يناسب هذا البحث ما قَالَه أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: مِنَ الْأَمَانَةِ أَنِ ائْتُمِنَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى فَرْجِهَا. وعليه فــ مسألة الحرية دون قيد أو شرط والتي ينادي بها الغرب تُوقع الإنسان في شر أعماله وفساد تصرفاته ؛ فـ الحرية هي عمود خيمة المجتمع الغربي الحديث ؛ وهي الركيزة الأساسية في النظام الديموقراطي على المنهج الغربي ؛ والتي تؤكد حرية الفرد في التعبير والرأي والاعتقاد والاختيار والتملك ؛ وفارق بينها وبين أن الحرية مكفولة في الاختيار في النظام الإسلامي من حيث القيام بالفعل أو الامتناع عنه وتركه ؛ فالمرء حر في أن يؤمن بـ آله واحد كما أنه حر في أن يعبد حجر أو صنم أو يقدس حيوان فـ حرية العقيدة متروكة للإنسان وليس مجبراً عليها .. ثم إذا أمن بهذا الآله فهو مختار بعد ذلك في التقييد بأوامره للقيام بها والابتعاد عن نواهيه فشارب النبيذ لم يجبره أحد على شرابه كما أن متذوق عصير العنب لم يجبر على تذوقه .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 15 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح إن التطور الحضاري لمجتمع ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور العلمي والنضج السياسي والوعي الفکري على السواء وإن قياس مستويات هذا التطور يکون بمدى الإحساس بهامش الحرية في ممارسة الإبداع والتعبير فتقلص هامش الحرية يحول دون هذا التطور ويقف حجر عثرة أمام النمو الفکري لأفراد المجتمع ويحارب الفکر الحواري والمثمر، وبالتالي الزيادة في معدل الأمية والتخلف والجريمة والجهل والصراع الطبقي والديني والقيمي والثقافي . فـ الحرية هي قضية الإنسان منذ بدء وعيه وهي من طبيعته وصراعه في الحياة متحدياً ومناضلا في کل المحاولات الفاعلة لمصيره . کذلک کان التاريخ حافلا بالتناقض في هذا الصراع بين الإنسان بفرديته وبين واقعه الاجتماعي محاولا کشف الحقيقة بفهم الوجود بين ذاتيته ومجتمع. أولاً: الحرية المطلقة بين السيكولوجيا و الفلسفة : التحرر [(الحرية المطلقة)] من كل الضوابط والقيم والمعايير المجتمعية والانفلات من كل المقاييس .. فهذه اثارت نقاشات واسعة حول تداعياتها النفسية والاجتماعية على الفرد ؛ فمن ناحية عززت هذه الحرية الابتكار والاستقلالية بيد أنها من ناحية آخرى أدت إلى تحديات اجتماعية وسلوكية أثرت سلباً على استقرار النظم الاجتماعية وعلى الهوية الفردية .. فقد رأى الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر حين ترتبط فكرة الحرية المطلقة ارتباطاً وثيقاً بالفلسفات الليبرالية والوجودية فيرى سارتر أن الإنسان «محكوم بأن يكون حراً» ، أي أنه مسؤول بشكل كامل عن أفعاله وقراراته ، بينما دعا جون ستيوارت مِيل إلى حرية الفرد ما دامت لا تسبب ضرراً للآخرين . لكن واقع المشكلة يكمن في أن تحديد مفهوم «الضرر» إذ يظل مسألة نسبية ، ما يفتح الباب أمام تفسيرات متباينة للحرية قد تؤدي إلى فوضى اجتماعية.. فـ. الحرية المطلقة من منظور سيكولوجي ، من الناحية النفسية، تُشير حسب نظرية «القلق الوجودي» لـ إيرفين يالوم إلى أن الحرية المطلقة قد تؤدي إلى شعور عميق بالقلق نتيجة غياب المعايير الخارجية التي توجه السلوك ؛ فحين يكون الإنسان حراً بلا حدود ؛ يصبح مسؤولاً عن صياغة قيمه الخاصة ، مما قد يولد حالة من التوتر والقلق وعدم اليقين . كذلك، يرى عالم النفس إريك فروم في كتابه «الهروب من الحرية» أن الحرية غير المنضبطة قد تدفع الأفراد إلى البحث عن هويات بديلة ، أو إلى الانخراط في أنماط سلوكية غير مستقرة ، بسبب عدم قدرتهم على تحمل ثقل المسؤولية الفردية المطلقة . ثانياً: تداعيات الحرية المطلقة على السلوك الفردي أدت الحرية المطلقة في بعض المجتمعات الغربية إلى تراجع القيم التقليدية الراسخة التي كانت توجه السلوك الاجتماعي ، مثل الأسرة ، والدين ، والالتزامات المجتمعية ، فقد أصبحت مفاهيم مثل «النجاح الفردي .. الشخصي» و«الإشباع الذاتي» أكثر أهمية من المسؤوليات الاجتماعية . ووفقاً لدراسات في علم النفس الاجتماعي ، فإن هذا التحول أدى إلى زيادة النزعة النرجسية بين الأفراد ، حيث باتت الأولوية لإشباع الحاجات الشخصية على حساب القيم الجماعية. تشير دراسات علم النفس إلى أن الحرية المطلقة قد تكون عاملاً مؤثراً في تزايد معدلات القلق والاكتئاب ، وبخاصة بين الشباب ، فبدلاً من أن تؤدي الحرية إلى راحة نفسية ، فإنها قد تخلق ضغوطاً نفسية متزايدة بسبب غياب المعايير المحددة .. فعلى سبيل المثال ، وجدت دراسة نُشرت في مجلة «علم النفس غير الطبيعي» أن الأفراد الذين يعيشون في مجتمعات ذات حرية غير مقيدة يعانون من مستويات أعلى من التوتر ، مقارنة بأقرانهم في المجتمعات التي تضع حدوداً أخلاقية أو قانونية أكثر وضوحاً. من تداعيات الحرية المطلقة أيضاً زيادة معدلات الإدمان على المخدرات ، والكحول ، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث يبحث الأفراد عن أشكال من الهروب النفسي في ظل غياب الضوابط الذاتية . فمع انتشار فلسفة «افعل ما تريد» ، أصبح الإشباع الفوري من السمات الأساسية للسلوك الاستهلاكي في المجتمعات الغربية ، مما أدى إلى أنماط حياة تفتقر إلى الانضباط والسيطرة الذاتية... ثالثاً: تأثير الحرية المطلقة على النظم الاجتماعية أدت الحرية المطلقة إلى تفكك الأسرة وتراجع العلاقات الاجتماعية ؛ فالأسرة كانت لقرون طويلة حجر الأساس في النظم الاجتماعية ، لكن مع تزايد النزعة الفردية في الغرب ، شهدت الأسرة تحولات جذرية ، حيث ارتفعت معدلات الطلاق ، وتراجعت معدلات الزواج ، وازدادت الأسر ذات العائل الواحد . ويرجع علماء الاجتماع هذا التفكك إلى غياب القيود المجتمعية عن العلاقات الشخصية ، حيث باتت القرارات تُتخذ بناءً على الرغبات الفردية دون اعتبار كافٍ للالتزامات العائلية. ساهمت الحرية المطلقة أيضاً في تقليل الشعور بالانتماء، حيث بات الأفراد أقل ارتباطاً بجماعاتهم ، مثل العائلة أو الحي أو حتى الدولة ، ويرى عالم الاجتماع روبرت بوتنام في كتابه «البولينغ وحيداً» أن هذا التراجع في الروابط الاجتماعية أدى إلى انخفاض رأس المال الاجتماعي، مما يؤثر سلباً على التضامن الاجتماعي، ويؤدي إلى زيادة العزلة. تزايد النزعات الفردية على حساب المصلحة العامة.. ففي ظل انتشار فلسفة «الحرية المطلقة»، أصبح من الصعب تحقيق توافق مجتمعي حول القضايا الكبرى مثل البيئة، والعدالة الاجتماعية، أو توزيع الثروة. ومع التركيز على الحقوق الفردية من دون الالتزامات الاجتماعية، باتت القرارات تُتخذ وفقاً للمصلحة الذاتية لا للمصلحة العامة، مما أدى إلى تفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية. وأخيراً : فـ ليس من حق الغرب كله أن يفرض قيمه وقناعاته ومفاهيمه الدينية والأخلاقية على غيره من الامم والدول والشعوب التي لا ترى في مثل تلك القيم إلا شذوذاً وسقوطاً قيمياً وأخلاقياً لتعارضها مع ما تؤمن به من أفكار وقيم ومبادئ ومقاييس وأخلاق .. وكاتب هذه السطور مع الحرية التي تحفظ للإنسان كرامته الآدمية وللمجتمع وحدته وتطوره ومستقبله وتحافظ على فطرته السوية الطبيعية ، ولستُ مع أي حرية تتعارض مع الأفكار والقيم الإسلامية والمقاييس والقناعات والمبادئ .. تلك التي اقرتها شريعة السماء ومنهاج رسول السلام محمد بن عبدالله والقيم الأخلاقية التي تتسم بها مجتمعاتنا. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ الرَّمَادِيُّ حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الْهِجْرِيَّ : ٢٩ / شوال ~ 27 أبريل 2025م الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الْنَّدِيَّة المتعلقة بـ (.أبواب كِتَابُ النِّكَاحِ ...) (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 16 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح تمهيد كِتَابُ النِّكَاحِ ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ﴾ .. يقول : أوجبن عليكم عقداً وثيقاً شديداً بـ النِكاح .. ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ ﴾ .. لذا جاء الأمر بـ حسن العشرة .. ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ. تمهيد : إلى الآباء والأمهات ! إلى الأبناء والبنات ! إلى مَن يرغب في الزواج! إلى مَن سيُقبل على بناء أسرة جديدة! إلى مَن يريد أن يُفعل كتاب الله تعالى .. الذكر الحكيم المتعلق بآيات الأحكام العملية ! إلى مَن يريد أن يستن بسنن الأنبياء عليهم السلام ؛ ويتمسك بـ سنة سيد ولد آدم المصطفى الهادي : خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين „ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، أَزْكَى صَلَوَاتِهِ ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ .. صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيراً ‟ .. كي يغض البصر ويحصن الفرج فـ يستريح من عناء الأفكار الواردة من قنوات التضليل ومصادر الإفساد ، فـ يسعد في الدنيا الزائلة ويتحصل على النعيم المقيم في جنة الآخرة .. جنة الرضوان وأن يكون ضمن المباهَى بهم يوم القيامة.! إلى كل هؤلاء أُقّدم هذا الجهد المتواضع .. مِن خلال هذا الموقع المبارك! وما أرجوه أن يجد آذاناً مصغية ، وقلوباً واعية ، وعقولاً مدركة ، لـ بناء الأسرة المسلمة بعيدة عن خطر الوقوع في مهاوي الرذيلة ومستنقعات الضلال .. فـ أضع بين يديك أخـ (ـتـ)ـي القارئــ(ــ)ـة الكريمــ(ـــ)ـــة هذه البحوث .. المستمدة من كتاب الله تعالى ذكره ومشفعة بـ سنة رسوله عليه السلام ومِن الكتب المفيدة والمراجع النافعة في هذا الموضوع المهم لـ تكوين أسرة المستقبل الصالحة المسلمة .. ألا وهو موضوع: ( إجتماع المرأة بالرجل .. وعلاقة الرجل بالمرأة .. أو ما يُسمى بـ أحكام الزواج .. النِكاح : مقدماته وفوائده العاجلة والآجلة وتبعاته وثمراته) .. ولاسيما في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل فـ تموج فيه الفتن بـ قنواتها المختلفة : المرئية، والمسموعة، والمقروءة ، وشعاراتها الزائفة من تحرير المرأة من كل قيد أو شرط ومساواتها في كل الحقوق والواجبات وهي محاولات طائشة تحمل السُم الزعاف لإضلال البشر رجالاً ونساءً .. و.. ﴿ 1 ﴾ - لابد مِن مراعاة اختلاف الأفكار والثقافات والقيم والمفاهيم والقناعات مع هذه الزوجة الجديدة التي وفدت إلى بيت هذا الزوج. كما ولابد من . ﴿ 2 . ﴾ - ضرورة مراعاة اختلاف العادات والتقاليد والعُرف والقوانين المعمول بها بين كل بلد وبلد وشعب وشعب وأمة وأمة وعشيرة وقبيلة إذا لم يكن الزوجان من بلد واحد .. أو من دين واحد ؛ وفق ما سمحت به شريعة الإسلام ومنهاج سيد الأنام عليه الصلاة والسلام. أهمية الأسرة وعناية الإسلام بها: ينبثق تنظيم علاقة الرجل بالمرأة واجتماع المرأة بالرجل والتي ستتكون منهما الأسرة من معين الفطرة السليمة وأصل الخِلقة السوية فتصطبغ هذه الخلية الجديدة الصالحة بـ صبغة الله تعالى ؛ فـ هي [( الفطرة .. واصل الخلقة )] قاعدة التكوين الأولى للأحياء جميعًا وللمخلوقات كافّة وللموجودات باسرها ، قال: سبحانه ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾، و قال جل شأنه: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ .. فقد شرع الله تعالى ذكره في هذا الدين [( نظام الإسلام : منهاجاً وشريعة .. : طريقة معينة في الحياة ؛ وكيفية خاصة في التطبيق )] .. شرع مِن الأحكام الشرعية ما يضمن للبشرية جمعاء سعادتها في الدنيا الزائلة ونعيمها في الآخرة الباقية ، ومن تلكم الأحكام العملية الشرعية التطبيقية المتعلقة بعلاقة المرأة بالرجل وما يترتب على اجتماع الرجل بالمرأة : أحكام الزواج .. أحكام النكاح ، والتي تستطيع من خلال تطبيقها تطبيقا صحيحا سويا : الحفاظ على الوجود البشري ؛ والجنس الإنساني والنوع الآدمي ، وقد نظم الخالق المبدع المُنشأ المصور سبحانه هذه الشعيرة : هذا الاجتماع ؛ فـ نظم هذه العلاقة نظامًا دقيقًا ، فما ترك صغيرةً ولا شاردة إلا وتكلم فيها وأخبر عنها فـ ضمن من خلال هذا النظام التطبيقي العملي الرباني والوحي العلوي السماوي .. ضمن المصالح النافعة كلها المشتركة بين بني البشر وابعد عنهم جميعاً المضار والمساوئ كلها ، وجعل العلاقة بين الزوجين علاقةً يسودها السكينة والألفة والمودة والحب والرحمة والشفقة والاطمئنان النفسي والهدوء الجسدي والراحة البدنية ، وحرص الشرع الحنيف ومنهاج رب العالمين كل الحرص على بقائها صالحة واستمرارها نافعة للطرفين ، وعدم انفراط عقدها أو ما يفسد سيرها في معترك الحياة أو ما يعكر صفوها حتى وفي وقت الأزمات والصعوبات والمحن والإبتلاء ، وأحاطها بـ سياج منيع في حالة التفكير لأي من الزوجين بـ خيانة الآخر ، أو هضم حقه أو الإساءة إليه .. كل هذا حتى يستطيع الإنسان العاقل المكلف العيش بـ أمان واطمئنان واستقرار نفسي وهدوء روحي ، وعبادة ربه تعالى كما يحب الخالق ويرضى وكما شرع وأمر على ظهر هذه البسيطة، وتحقيق الخلافة فيها. ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ. حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الهلالي الْهِجْرِيَّ : ٤ ذو القعدة الموافق : 01 / مايو / 2025م :ــــــــــــــــــــــ "ــــــــــــــــــــ ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة .. ومحاولة بناء الشخصية الإسلامية بـ شقيها النفسي والعقلي! ــــــــــــــــــــــــــ "ــــــــــــــــــــــ . : ". الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الْنَّدِيَّة لشرح (.أبواب كِتَابُ النِّكَاحِ .. ) الرَّمَادِيُّ. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 17 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ﴾ .. يقول: أوجبن عليكم عقداً وثيقاً شديداً بالنِّكَاح .. ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ .. أَوْ .. تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ﴾ .. لذا جاء الأمر بـ حسن العشرة .. .. ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة .. ومحاولة جادة لـ بناء الشخصية الإسلامية المعاصرة بـ شقيها النفسي والعقلي! الْمُقَدِّمَة : نظَّمَ إسلامُ خاتمِ الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين ورسول رب العالمين للعالمين ؛ نظَّم الإسلامُ حياةَ الإنسان مِن المهد إلى اللحد ؛ فـ عالجَ جميعَ علاقاته في الحياة الدنيا بـ شريعة الإسلام ؛ ووفق منهاج رب العباد وأحكام خالق ورازق الأنام ؛ وبالكيفية القولية والعملية : أيْ السُنة النبوية أو الطريقة الرسولية والكيفية المحمدية ؛ فلا يوجد أمرٌ آلهي إلا وله طريقة معينة في التنفيذ وله كيفية عملية في التطبيق .. كما ولا يوجد نهي شرعي إلا ويلحقه أمر بديل للتيسير ؛ ومَن يقوم بالفعل المنهي عنه : التحريم : أيْ فعل حرام أو أمر قبيح إلا وعلى فاعله كيفية بعينها في الزجر إما تكون : بـ: أ . ) التعزير أو : ب . ) بـ العقوبة أو ج . ) بالحد .. فـ نظم الكتاب المجيد والسنة النبوية المطهرة أيْ : الوحي : نظم : ( 1 . ) علاقةَ الإنسان بــ الذي خلقه فابدعه من غير تعب ؛ وأوجده فأنشأه من عدم بـ غير نصب ؛ ورزقه من غير سبب ؛ وإن كدَّ الإنسان لتحصيل رزقه واجتهد وسعى ؛ فـ نظم الإسلام : أ . ) مبادئ العقيدة أو : ب . ) مجموعة العقائد و : ج . ) أسس الإيمان .. هذه كتلة الإيمان .. وهذا أولاً .. ثم ثانياً : بيَّنَ جميع العبادات [( البدنية منها والمالية .. أو يجتمعا معاً )] لما يحبه هو سبحانه ويرضاه : أيْ لـ مَن اعتقد بآلوهيته وربوبيته ووحدانيته ؛ وشُرحت تلك العبادات بواسطة رسوله أي كيفية الآداء والقيام بـ تلك العبادات : سواء : ( أ . ) البدنية الخالصة منها كـ الصلاة أو : ( ب . ) المالية الخالصة كـ الزكاة والصدقات أو ما : ( ج . ) جمعت البدنية والمالية معاً في عبادة واحدة كـ الحج والعمرة .. والعلاقة الثانية : 2 . ) نظم الخالق .. وبلغنا الرسول كيفية تسيير علاقة الإنسان بنفسه ؛ وهي : ( أ . ) الأخلاق و : ( ب . ) المطعومات و : ( ج . ) المشروبات و : (د .) الملبوسات .. ثم أظهر الشرع في منهاج الإسلام : فارق تغطية العورة عند الأنثى بـ خلاف الذكر وإن كان ابنها .. وهذا يظهر بوضوح في مناسك الحج والعمرة .. ثم : 3 . ) نظم العلاقة الثالثة والآخيرة ، وهي علاقة الإنسان بغيره ؛ وهي : ( أ . ) كافة المعاملات و : ( ب . ) العقوبات والحدود والتعزير. فـ نظَّم الإسلام علاقة الرجل بالمرأة [( وهو موضوع هذه البحوث إن شاء الله وبحسن توفيقه وتمام معونته )] أي علاقة الذكر بالأنثى .. وإجتماع الأنثى بالذكر .. وعليه .. يظهر لمَن يقرأ القرآن المجيد ويتبع سنة النبي الكريم أن مقومات الفرد والتي ينهض بها وعليها في معترك الحياة الدنيا ، ثم يحاسب بعد الموت عليها ؛ ومِن ثمَّ يوم القيامة : يوم العرض ويتبعه الخلود في جنة النعيم إن شاء الله .. تلك المقومات تُشكل شخصيته [( النفسية والعقلية )] في حياته الدنيا ، وأذكر هذه المقومات حسب أهمية الترتيب [( وارجو أن أكون وفقت فيه ) ] : ١ . ) مبادئ العقيدة ؛ وأسس الإيمان .. وهذه تبنى عليها : ٢. ) كيفية العبادات .. وما هو فرض لازم القيام به وما هو مستحب ؛ و وفقاً لتلك العقيدة وبناءً عليها يسير الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بـ : ٣. ) المعاملات وبناءً على كتلة الإيمان واسس العقائد يلتزم بـ ٤. ) الأخلاق القرآنية والنبوية .. لذا .. لزم قراءة القرآن المجيد قرأة تعبدية ، يليها قراءة فهمية إدراكية تطبيقية للآيات المتعلقة بمسألة البحث والتي تخصه : انطلاقا من قوله تعالى: ﴿ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ﴾ الآية .. هذا أولاً .. وثانيا : الاستنارة بالهدي النبوي أي الأحاديث النبوية ذات العلاقة بالمسألة المبحوثة مع النظر إلى الأحاديث القدسية ؛ وإدراك فهم السادة الصحابة والتابعين لهم بـ إحسان أي ما يُطلق عليه اقوال وأعمال وافعال السلف الصالح .. .. كانت تلك المقدمة ضرورية لـ أنها سوف يبنى عليها موضوع هذا البحث وهو : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 18 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح علاقة الرجل بالمرأة .. إيْ إجتماع الأنثى بالذكر .. ويترتب عليه عدة بحوث .. أهمها : 1 . ) النِّكَاح .. إيْ الزواج .. 2 . ) عِشْرَةُ النِّسَاء .. ثم يتفرع على كل واحد منهما عدة أبواب وفصول وأبحاث ستأتي في مكانها .. فـ المدخلُ لـ أي مسألة حياتية يتطلب معرفتها من حيث الأدوات التي تساعد على فهمها ؛ وأول تلك الأدوات : « „ اللُغة “ » ؛ التي وُضعت ابتداءً لـ معنى معين في الذهن .. ولكل قومٍ لُغةٌ تعارفوا عليها .. واتفقوا فيما بينهم على استخدامها .. ويتفاهمون بها حين يتحدثون عن أمر ما فيما بينهم .. ووضعت مفرداتها للتعبير عن معنى خاص عندهم .. وهذا ينطبق على اللُغة الألمانية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الروسية .. ألخ .. بيد أن اللُغة العربية تميزت عن بقية اللُغات بأنها تحوي أكثر من 000, 50 مفردة لُغوية ؛ وبقية اللُغات لا تزيد عن 000 ,3 مفردة .. ولعل هذا آحد الأسباب التي نزل آخر الكتب السماوية بـ لسانها .. تتبقى مسألة لها علاقة بموضوع تعلم اللُغة : - فـ قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أمر زيد بن ثابت عليه الرضوان أن يتعلم لُغة اليهود ، ولغة اليهود عِبرية [( ولعل الدقة أن أقول أرامية )] وليست بـ عربية ، فقد كانت تأتي رسائل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبعث إليهم بالرسائل ؛ فـ احتاج إلى تعلم لغتهم ، حتى يقرأ ما يرد منهم إليه ويكتب لهم وما يصدر إليهم ، قال ابن تيمية : " إن زيد بن ثابت تعلمها في ستة عشر يوما(!) "[( البعض منا يمكث في النمسا سنوات ولا يحسن نطق الكلمات أو الحديث بلُغة جوتيه )] ويعلق أحمد بن تيمية الحراني فـ يقول : " تعلمها زيد في هذه المدة الوجيزة ، لأن اللغة العِبرية قريبة من اللغة العربية ". أما : " حديث من تعلم لغة قوم أمن مكرهم " ، فهذا الحديث موضوع مكذوب ، ليس بصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى في المعنى لا يصح ، فهل أنت إذا تعلمت لغة قوم تأمن مكرهم ؟ لا ، ولهذا نحن الآن عرب هل نأمن مكر العرب فيما بينهم ؟ لا !.. نأمن ، مع إننا متعلمين لغتهم "(!). ولكي نعلم تماما عما نتحدث يجب أن نعرفه أولاً لُغةً : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 19 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح [ ( كِتابُ النِّكَاح ) ] .. ( المبحث الأول: تعريف اللفظة القرآنية : [( النِّكاح )] ) . .. تعريف النكاح .. والزواج لُغةً واصطلاحاً ، لأن كلاً منهما يطلق ويراد به الآخر . وتحته مطالب: [ (١ . ) ] : ( المطلب الأول: تعريف النكاح لغةً .) :. .. " نَكَحَ" : النُّونُ وَالْكَافُ وَالْحَاءُ : أَصْلٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ الْبِضَاعُ .. :" النِّكَاحُ الْبُضْعُ[(*)] وَذَلِكَ فِي نَوْعِ الْإِنْسَانِ خَاصَّةً ، وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ فِي الذُّبَابِ ". ـــــــــــــــــــــــ [(*)] « البَضْعَةُ» من اللحم .. وكني بالبضع عن الفرج ، والبضع نكاحها ؛ فقيل : ملكت بضعها ، أي: تزوجتها ، وباضعها أي: باشرها . ـــــــــــــــــــــــ .. فـ النِّكَاحُ فِي اللُّغَةِ : - الضَّمُّ و : - الجَمعُ وَ : - التَّدَاخُلُ ؛ و : - الاختلاط. يقال مأْخُوذٌ مْن : ١ . ) ” نَكَحَه الدَّواءُ “ .. إِذا خامَرَه وغَلَبَه ؛ أَو من : ٢ . ) ” تَناكُحِ الأَشجارِ “ إِذا انضَمَّ بعضُهَا إِلى بعض ؛ أَو مِن : ٣ . ) ” نَكَحَ الْمَطَرُ الأَرْضَ “ : إِذا اِخْتَلَطَ في ثَرَاهَا " فِي تُرَابِهَا .. " . أو " اعتمد عليها ". ويقال : ٤ . ) ” نَكَحَ النُّعَاسُ عَيْنَيْهِ “ : غَلَبَهُ عَلَيْهِمَا . و : ٥ . ) ” نكحتُ القمحَ في الأرضِ “ : إذا حرثتها ، وبذرتها فيها.، .. هذا مِن حيث وضع الكلمة عند العرب الأقحاح .. وسُمِّي التزوُّجُ نِكاحًا ؛ لِمَا فيه مِن ضَمِّ أحدِ الزَّوجينِ إلى الآخَرِ أما : شرعاً ، وإما : وطئاً ، أو : عقداً ، حتى صارا فيه كمصراعي باب .. وَامْرَأَةٌ نَاكِحٌ فِي بَنِي فُلَانٍ ، أَيْ ذَاتِ زَوْجٍ مِنْهُمْ .. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ : " انْطَلَقْتُ إِلَى أُخْتٍ لِي نَاكِحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ ".. أَيْ ذَاتِ نِكَاحٍ .. يَعْنِي مُتَزَوِّجَةً منهم ، كَمَا يُقَالُ : حَائِضٌ وَطَاهِرٌ وَطَالِقٌ أَيْ : ذَاتُ حَيْضٍ وَطَهَارَةٍ وَطَلَاقٍ ،. . 1. ) نَكَحَ فُلَانٌ امْرَأَةً يَنْكِحُهَا نِكَاحًا إِذَا تَزَوَّجَهَا .. ” نَكَحَ الْمَرْأَةَ “ : تَزَوَّجَهَا : ﴿ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ﴾ . :" النِّكْحُ وَالنُّكْحُ لُغَتَانِ ، وَهِيَ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَتَزَوَّجُ بِهَا . ". وَكَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْتِي الْحَيَّ خَاطِبًا فَيَقُومُ فِي نَادِيهِمْ فَيَقُولُ :" خِطْبٌ ! " ، أَيْ جِئْتُ خَاطِبًا ، فَيُقَالُ لَهُ :" نِكْحٌ " ، أَيْ قَدْ أَنْكَحْنَاكَ إِيَّاهَا ، .. قال في : " تاج العروس " : واستعماله في الوَطْءِ والعَقْدِ مما وقَعَ فيه الخِلافُ ! .. هل هذا حقيقةٌ في الكلّ .. أَو مَجازٌ في الكلّ !؟.. أَو حقيقةٌ في أَحدِهِما مَجازٌ في الآخَر !؟. قالوا : لم يَرِدِ النّكَاحُ في القرآن الكريم إِلاّ بمعنَى العَقْدِ لأَنّه في الوَطْءِ صَرِيحٌ في الجِماعِ وفي العَقْدِ كِنايةٌ عنه . قالوا : وهو أَوْفَقُ بـ البلاغَةِ والأَدبِ .. كما ذكرَه الزَّمخشريّ والرَّاغبُ وغيرهما . .. :" وَالنِّكَاحُ يَكُونُ الْعَقْدَ دُونَ الْوَطْءِ . يُقَالُ نَكَحْتُ : تَزَوَّجْتُ . " بيد أنه :" كثر استعماله في الوطء ".. :" والنِّكَاحُ بالكسر في كلام العرب : الوَطْءُ في الأَصل. قال في لسان العرب: ( نَكَحَ فُلَانٌ امْرَأَةً إِذَا تَزَوَّجَهَا . وَنَكَحَهَا : إذا بَاضَعَهَا أَيْضًا ، وَكَذَلِكَ دَحَمَهَا وَخَجَأَهَا ) وقال في القاموس المحيط: ( النكاح : الوطء ، والعقد له.) وقال صاحب العين: ( نكح ينكح نكحاً ، وهو البضع ، ويجري أيضاً مجرى التزويج). . .. وقد قيل إن النكاح حقيقة في الوطء ، مجاز في العقد؛ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ النِّكَاحِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْوَطْءُ ، وَقِيلَ لِلتَّزَوُّجِ نِكَاحٌ ؛ لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلْوَطْءِ الْمُبَاحِ . وقيل : هو العَقدُ له وهو التَّزويج لأَنّه سببٌ للوَطءِ المباحِ ؛ وفي الصّحاح : النِّكاحُ : الوَطْءُ وقد يكون العَقْد . .. وعلى هذا فيكون النِّكاح . مَجازاً في العَقْد والوَطءِ جميعاً لأَنّه مأْخوذٌ من غيره فلا يَستقيم القَولُ بأَنّه حقيقةٌ ؛ لا فيهما ؛ ولا في أَحدِهما . - " ويؤيِّده أَنّه لا يُفْهَم العَقْد إِلاّ بـ قرينةٍ نحو : " نَكَحَ في بَنِي فلانٍ ؛ ولا يفهم الوَطْءُ إِلاّ بــ قرينةٍ .. فـ يعرف المراد منهما بقرينة تدل عليه. نحو : " نَكَحَ زَوْجتَه وذلك من علامات المَجاز .. يعني إلى المجاز أَقرَبُ . - " وإِن قيل غير مأْخوذٍ من شَيْءٍ فـ يعتَبَر الوطءُ ؛ والاشتراك واستعماله لغةً في العقْد أَكثرُ " ؛ " فيترجَّح الاشترَاك لأَنّه لا يُفهَم واحدٌ من قِسْمَية إِلاّ بقَرينة .. .. وقال في المطلع على أبواب المقنع : قال الزجاج :" النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء والعقد جميعًا ". [(على سبيل الاشتراك)] .. .. وموضوع (ن - ك - ح) في كلامهم للزوم الشيء راكبًا عليه ؛ قال ابن جني : سألت أبا علي الفارسي عن قوله نكحها ، قال: فرَّقت العرب فرقًا لطيفًا تَعِرف به موضع العقد من الوطء ، فـ إذا قالوا: نكح فلانة أو بنت فلان ، أرادوا تزويجها والعقد عليها ، وإذا قالوا: نكح امرأته .. وزوجته ، لم يريدوا إلا المجامعة ؛ لأن بذكر امرأته وزوجته يُستغنى عن العقد .. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 20 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح .. هنا تأتي قصة طريفة .. تحولت لـ مثل ذُكر في كُتب الأدب والأمثال : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018